رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الخامس عشر 15 بقلم ايلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الخامس عشر 15 بقلم ايلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الخامس عشر 15 هى رواية من كتابة ايلا رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الخامس عشر 15 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الخامس عشر 15 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الخامس عشر 15

رواية ما لم تخبرنا به الحياة بقلم ايلا

رواية ما لم تخبرنا به الحياة الفصل الخامس عشر 15

_ايه دا يا أدهم؟ دا مش حقيقي صح؟ قولي إن دا مش حقيقي...قولي إنك مش أبو يارا الحقيقي يا أدهم!
تحدثت بينما تصر*خ فيه بغ*ضب ليحني وجهه ناحية الأرض قبل أن يجيب:
_للأ*سف....دي الحقيقة، يارا تبقى...بنتي.
نظرت إليه بعدم تصديق قبل أن تنخرط في ضحك هستير*ي، ظلت تضحك بصوت مرتفع حتى انها*رت على الأرض أخيراً و تحولت ضحكاتها إلى بكا*ء و نح*يب.
اقترب منها ليحاول تهدئتها لكنها صر*خت فيه ما إن لاحظت اقترابه:
_اب*عد....اب*عد عني، إياكش تقر*ب!
_يمنى اسمعيني، أنا مكنتش أقصد أعمل كدا، أنا....
قاطعته متحدثة:
_دا أنا..أنا اللي في يوم كان عندي أحلام، أنا اللي في يوم حطيت راسي على المخدة و أنا بتخيل مستقبل جميل، أنا في يوم من الأيام كنت شخص طبيعي...
_يمنى...
_اخر*س! انت د*مرت حياتي و سر*قت طفولتي، حملتني مسؤ*ولية طفلة كنت بعا*ني كل يوم عشان أوفرلها أساسيات الحياة و انت كنت فين؟ قاعد بتلعب و عايش حياتك زي ما انت عايز...
_بس يا يمنى أنا....
_أنا مش عايزة أسمع صوتك....
رفعت وجهها لتنظر إليه قبل أن تنهض لتكمل:
_مش عايزة أسمع صوتك يا أدهم و لا أشوفك، أنا حاسة بالاشمئز*از منك، حاسة اني عايزة أر*جع...كل شئ متعلق بيك بقى مقر*ف و مث*ير للاشمئز*از....
_بصي يا يمنى أنا عارف إنك..
_لا، انت مش عارف حاجة، إياكش تجرؤ تفكر إن يارا بنتك! يارا بنتي أنا بس...أنا اللي اتط*عنت في شر*في بسببها و مع ذلك اخترت أحتفظ بيها، أنا اللي كنت مر*مية في الشار*ع و أنا حا*مل فيها و مع ذلك استحملت وشلتها، انا اللي اتضر*بت كل يوم و اتعا*يرت بيها و مع ذلك حبيتها، أنا...أنا أمها، و انت ولا حاجة بالنسبالها فاهم!
ألقت الورقة في الأرض بعد أن قامت بتمز*يقها، مسحت دمو*عها ثم تخطته إلى خارج الغرفة.
نادى عليها بينما يراها تسير مبتعدة و تمسك بيد يارا:
_يمنى! رايحة فين؟!
_ملكش دعوة رايحة فين، انت آخر واحد ليه علاقة بيا.
تنهد أدهم بنفا*ذ صبر قبل أن يقترب منها و يفعل شيئاً كان يعرف جيداً أنه سيند*م عليه فيما بعد، لكنه رأى أن سلامتها هي أولويته في الوقت الحاضر.
قام بحملها على كتفه لتصر*خ بفز*ع:
_بتعمل ايه؟ نزلني....انت مش سامع بقولك ايه؟ نزلني حالاً!
كانت أروى تراقبهم بخو*ف بينما بدأت يارا بالب*كاء، تأوه أدهم بملل قبل أن ينزل يمنى في غرفته و يغ*لق عليها بالمفتا*ح من الخارج ثم التفت ليوجه حديثه إلى الأطفال:
_متخا*فوش، طنط يمنى تعبا*نة و محتاجة تستريح شوية، عايزين حاجة حلوة؟
طالعه أنس الذي كان واعياً بما يجري نسبياً بحاجب مرفوع بينما استمرت يارا في الب*كاء:
_أنا مش عايزة حاجة حلوة، أنا عايزة ماما...
حملها أدهم ليقوم بمسح دمو*عها متحدثاً:
_حاضر، أول ما ماما تستريح هجبهالك علطول، ماشي؟
نظرت إليه الصغيرة بحيرة من أمرها قبل أن تقرر الاستسلا*م في النهاية، أومأت برأسها ليمسك أدهم بيد أروى و يتبعهم أنس في صمت إلى الأسفل.
أدخلهم أدهم إلى السيارة و من ثم قاد بهم نحو شقة أيوب و عندما وصلوا تأكد من وضع كل من أروى و يارا في الفراش قبل أن يخرج و يجد أنس لا يزال في الصالة لذا تحدث:
_أنس، أنا عارف إن يارا و أروى مت*عبين بس حاول تاخد بالك منهم لغاية ما آجي، ماشي؟
تحدث أنس بينما يراقبه و هو يأخذ مفاتحيه و يلتف ليغادر:
_و انت رايح فين؟ راجع لطنط يمنى؟
توقف أدهم ليطالعه قليلاً قبل أن يجيبه:
_هيفرق معاك أنا رايح فين؟ اسمع الكلام و متحاولش تتدخل في مو*اضيع الكبا*ر، لما تصحى يارا و تسأل على مامتها قولها ان عمو أدهم راح يجيبها...
__________________
_أدهم، افتح الباب...عارفة انك برا و سامعني، افتح الباب بقولك...
كانت تضر*ب باب الغرفة بقب*ضتيها و قدمها بغ*ضب بينما تستمر في الصر*اخ، منذ سمعت صوت قفل باب الشقة يفتح هي لم تتوقف عن الصر*اخ و مطالبته بتحر*يرها، تحدث أدهم بينما يقف على الجانب الآخر من الباب:
_مش هفتحه لغاية ما تهدي عشان نعرف نتكلم.
_أنا مش عايزة أتكلم، هنتكلم في ايه؟ الكلام معاك خلص خلاص افتح الباب!
_عايزاني أفتحه عشان تروحي فين؟ هترجعي شقتك تاني؟ قولتلك ياسر هيح..
قاطعته في ثو*رة:
_ملكش دعوة هروح فين، و ياسر اللي انت بتتكلم عليه دا انت أح*قر منه بمليون مرة.
_معاكي حق، أنا أح*قر منه و مع ذلك مش هسيبك ترجعي تاني.
_يعني مش هتفتح الباب؟
_لا مش هفتحه.
_كدا؟ طيب ماشي، أنا هوريك هعمل ايه...
أنهت حديثها ليسمع أدهم صوت تك*سير الأشياء داخل الغرفة لكنه لم يأبه لذلك إلا بعد أن سمع صوت زجاجٍ ين*كسر و صر*خة متأ*لمة لذا هرع ناحية الباب بسرعة و قام بفتحه.
كانت يمنى تجلس على الأرض و تغلق عينيها بأ*لم بينما تض*غط على كفها بيدها الأخرى، إلى جوارها زجا*ج المرآة المكسو*رة و الدما*ء تس*يل في كل مكان من يدها.
انحنى أدهم ليجلس إلى جوارها، مد يده ليتفقد كفها لكنها ما إن أحست بوجوده حتى سحبت قط*عة زجا*ج حا*دة من على الأرض و و*جهتها نحوه بتهد*يد:
_لو مسيبتنيش أط*لع هتحصل حاجة مش كو*يسة صدقني...
تنهد أدهم بينما يقترب منها أكثر متحدثاً:
_مش هس*يبك تط*لعي يا يمنى قبل ما تسمعيني.
_قولتلك مش عايزة أسمعك و متقر*بش أكتر أحسنلك لإما....
_لإما هتعملي ايه؟ لو فاكرة إنك هتقدري تعمليلي حاجة بح*تة الإز*از اللي في يدك دي تبقي غلطانة.
ابتسمت يمنى بجانبية قبل أن تنز*ع خمارها لتضع س*ن الزجا*جة المدبب على عر*ق رق*بتها متحدثة:
_مش هقدر أعمل حاجة ليك، بس هعمل في نف*سي....
تفاجئ أدهم من صنعها ليتراجع على الفور بينما يتحدث محاولاً إثنائها عما تنوي فعله:
_طيب خلاص ه...هسيبك تطلعي بس سيبي الإز*از من يدك...
_ابعد عن باب الأوضة لإما صدقني مش هتردد أعملها...
تحدثت بينما تض*غط بق*طعة الز*جاج على ر*قبتها أكثر لتخرج بضع قطر*ات د*م.
_ط..طيب، أديني بعدت أهو تقدري تعدي بس أرجوكي نزلي الإز*ازة من يدك...
تنقلت يمنى بنظراتها بين باب الغرفة المفتوح و أدهم الذي يقف بعيداً و يرفع يديه في الهواء باستسلا*م، ترددت قليلاً قبل أن تنزل قع*طة الزجا*ج و تنهض لتجري بسرعة ناحية الباب و ما إن أوشكت على عبوره حتى تفاجئت بأدهم يس*حبها من معصمها و يلو*يه للخلف قليلاً مما أج*برها على التأ*وه بأ*لم و إسقاط قط*عة الزجا*ج منها.
سحبها إليه قبل أن يتحدث:
_كان لازم أخمن من البداية إنك مجنو*نة و ممكن تعملي حاجة زي كدا.
ز*مجرت بغ*ضب بينما تحاول الإفلا*ت منه لكنه أح*كم إمسا*كها بينما يج*رها خلفه إلى الداخل مجدداً و يغلق باب الغرفة خلفهما.
___________________
الساعة الثانية ظهراً في منزل أيوب:
_فرحانين كدا؟ خلصتوا و لا لسه؟!
تحدث أنس بينما يحاول النهوض من على الأرض قبل أن تسحبه يارا ليجلس مجدداً و تتحدث بتحذ*ير:
_متقومش، لسه مخلصناش!
تأوه أنس بملل بينما يعود للجلوس مكانه مجدداً، لقد كان يجلس هكذا منذ نصف ساعة بينما تقوم كل من أروى و يارا بتصفيف شعره و وضع أنواع دبابيس الشعر المختلفة فيه.
_ايه رأيكم تسرحوا شعر بعض أحلى؟
نفت أروى برأسها بينما تجيبه:
_شعرك لونه أصفر و لايق مع التوك أكتر.
لم يتمكن أنس من الإعتراض خشية أن تتذكر يارا أمر والدتها و تعود للبكا*ء مجدداً.
مرت خمس دقائق أخرى قبل أن تنتهيا أخيراً و تناوله أروى مرآة صغيرة ليستطيع رؤية نفسه فيها.
ما إن طالع أنس شكله في المرآة حتى توسعت عينيه بذهول، لقد حولا شعره إلى كار*ثة بالمعنى الحرفي، ابتلع بينما يراهما تتطالعناه برجاء أن تعجبه التسريحة المفترضة، لذا كا*فح ليرسم ابتسامة على وجهه بينما يتحدث:
_ا..ش..شكله جميل، تسلم إيديكم، أنا هروح بقى أرج...
_لا لسه هنعمل تسريحة تاني!
تحدثت يارا ما إن لاحظت أنه على وشك النهوض ليعود للجلوس مجدداً باستسلا*م بينما يدعو أن يعود أدهم قريباً و ينق*ذه منهما.
____________________
استيقظت يمنى ظهراً بسبب أشعة الشمس التي تعا*مدت على وجهها.
فتحت عينيها بصعو*بة بينما تعيد استرجاع أحداث الأمس في ذاكرتها سريعاً، لقد حاولت الهر*ب قبل أن يمسك بها أدهم و يعيدها للداخل مجدداً، حاولت ضر*به و التحر*ر منه مراراً قبل أن يج*برها على ابتلاع ح*بة ما لتف*قد الو*عي مباشرة بعد ذلك.
بدأت بالتلفت حولها في أرجاء الغرفة بق*لق، نظرت نحو يديها لتجدها مضمدة بعناية، طالعت باب الغرفة لتجده مفتوحاً و لا أ*ثر لأدهم في أي مكان لذا نهضت عن الفراش لتسير ببطئ ناحية الخارج لكنها و قبل أن تعبر من عتبة الباب تفاجئت بشئ ما يع*يق تقدم قدمها اليمنى، رفعت الثوب لتوسع عينيها بذهول عندما رأت سل*سلة حد*يدية تحيط كا*حلها و نهايتها مث*بتة في قدم السرير الخشبية!
_________________
أول ما بصيت على رجلي لقيت سل*سلة حد*يد محاوطاها و طرفها التاني متثبت في رجل السرير.
رجعت بسرعة ناحية السرير و حاولت أسحبها لكن مفيش فايدة، حاولت أرفع السرير و أعديها من تحت لكنه كان أتقل و أكبر بكتير من إني أقدر أشيله.
_صحيتي؟
جه صوت مألوف من ورايا، لفيت عشان أشوف أدهم مسنود بجنبه على باب الأوضة و في يده صينية أكل.
أول ما شفته اتكلمت بع*صبية:
_ايه اللي انت عامله فيا دا؟
رد بهدوء:
_اه..دا إجراء مؤقت لغاية ما نلاقي حل للمش*كلة.
_أدهم يا حق*ير همو*تك!
جريت ناحيته و قبل ما أقدر أوصل لوشه بضو*افري الس*لسلة منعتني.
_اهدي، مفيش فايدة من إنك تحاولي تخلعيها، مش هتقدري.
اتكلم و هو شايفني عمالة أحاول أفك الس*لسلة من رجلي.
تجاهلته و أنا بتلفت حواليا في الأوضة على حاجة أقدر أشيل بيها الس*لسلة لكن اتفاجئت لما أخدت بالي أخيراً إنه فضى الأوضة كلها و مسابش فيها غير السرير و الدولاب بس!
_حتى الدولاب فاضي متفكريش كتير!
اتكلم و مشي لغاية ما وصل عندي، حط الصينية قدامي و قعد.
_كلي و بعدين هنتكلم.
بصيتله بغ*يظ، أكتر حاجة مضا*يقاني كانت هدوئه الغريب في موقف زي كدا!
مديت يدي ناحية الصينية قبل ما اخد طبق السلطة و أك*به عليه.
اتنفس بعمق و هو بيمسح الأكل من على وشه قبل ما يتناول طبقه و يبدأ ياكل كأن مفيش حاجة حصلت، اتكلم و هو بياكل:
_لو مأكلتيش مش هنتكلم، و لو متكلمناش مش هف*كك.
رديت و أنا بشاور ناحيته بصباعي بتحذ*ير:
_مش هاكل و مش هنتكلم و خمن ايه اللي هيحصل؟...هتف*كني و غص*باً عنك!
_يمنى، متخلنيش اتضطر أستخدم معاكي أسلوب مش هيعجبك، اسمعي الكلام!
_و لو مسمعتهوش؟ هتعمل ايه يعني؟ انت مجرد واحد حق...
مقدرتش أكمل بسبب المعلقة اللي دخلت بوقي فجأة.
كنت هت*ف اللي حطه بس قبل ما أقدر أعمل كدا س*د منا*خيري بيده فاتضطريت أبلع.
_ها...اختاري، نكمل كدا و لا هتاكلي بنفسك؟
ابتسمت بسخر*ية قبل ما أسحب الصينية كلها و أق*لبها على الأرض.
_كدا فهمت و لا أعيد تاني؟ مش  ه.ت.ك.ل.م!
قولت و انا بتك على كل حرف.
وقف و بصلي بعص*بية قبل ما يرد:
_عايزة تفضلي جعا*نة يعني؟ براحتك.
بدأ يلم الأكل و قبل ما ياخده و يمشي وقف و اتكلم:
_هناك باب الحمام، السل*سلة طويلة كفاية عشان تقدري تدخليه، و زي ما انتي شايفة فضيت المكان كله فمتحاوليش تعملي اي حاجة غب*ية تاني...
ابتسمت بسخر*ية:
_ايه؟ ناوي تسيبني مر*بوطة كدا زي الكلا*ب؟ ما تقول عايز مني ايه و تخلص، عايز تغت*صبني تاني؟
بصلي بض*يق قبل ما يرد:
_قولتلك هف*كك بعد ما نتكلم و لو كنت عايز أعمل فيكي حاجة كنت عملتها بالفعل و انتي نايمة !
_انت متفرقش حاجة عن ياسر، كلكم مقر*فين و مس*تغلين.
_شوفي اللي تشوفيه، بس صدقيني دا عشان مصلحتك.
قال قبل ما يسيبني و يطلع برا.
__________________
مشيت و رجعت تاني يوم عشان ألاقي الأكل اللي حطيتهولها قبل ما أمشي كله مقلو*ب، يمنى نايمة على الأر*ض و رجلها اللي مربو*طة بالس*لسلة كلها محمرة و مليانة خرا*بيش من ضو*افرها.
اتهدت بيأ*س قبل ما أجيب قصافة و أبدأ أقصلها ضوافرها على اللح*م من غير ما تحس، طهرت جرو*ح رجلها و لفيتها بشاش قبل ما أبدأ ألم الأكل اللي كان مر*مي على الأر*ض في كل حتة.
صحيت بسبب صوت المكنسة، الغريبة انها متكلمتش و معملتش أي حاجة، كل اللي عملته انها أخدت ركن و مرضتش حتى تبص ناحيتي.
تاني يوم لما رحتلها كان نفس الوضع بالظبط، الأكل مقلو*ب، هي نايمة على الأر*ض، و تعا*وير جديدة في رجلها مع اني قصيت كل ضوافرها.
مقدرتش أتمالك نفسي أكتر من كدا و اتكلمت بع*صبية:
_هتفضلي كدا يعني؟ هتختاري تمو*تي بالطريقة دي؟
مردتش.
_طب مش عايزة تشوفي يارا تاني؟ يارا بت*بكي كل يوم عشان عايزاكي ترجعيلها.
برضو مفيش رد.
اتع*صبت اكتر، نزلت جمبها على الأرض و ز*عقت بصوت أعلى:
_انا عارف انك سامعاني و مطنشة، متعمليش نفسك نايمة.
مهما اتكلمت برضو كانت مصممة متردش و لا تبص ناحيتي.
_طيب يا يمنى خليكي..شوفي مين فينا اللي هتمشي كلمته في الآخر!
وقفت و خرجت برا بعد ما رز*عت باب الأوضة ورايا جا*مد.
قعدت على الأرض ورا الباب ، أنا فاهم ان اللي عملته مش سهل تسامحني عليه بس خو*في الأكبر كان إنها تخرج و ياسر يلاقيها و يئذ*يها بأي طريقة، مر*عوب من فكرة إني أشوفها تاني بنفس الحالة اللي لقيتها بيها في بيتها قبل كدا!
الأصوات زادت، كنت بتضطر آخد أربع حبا*ت في اليوم الواحد عشان أخر*سهم طول النهار، بس بالليل... بالليل كانت ليهم الغلبة، بيطلعوا في أحلامي على هيئة أشبا*ح و أنصا*ف بشر بيطار*دوني و بيحاولوا يخ*نقوني عشان ين*تقموا مني، زمان لما كنت بحلم بحاجة زي كدا كنت بتضايق اني صحيت من النوم و مم*تش، دلوقتي انا شاكر لكل يوم بصحى فيه عشان كل يوم جديد بيمثل فرصة جديدة مع يمنى، حتى لو هتاخد وقت طويل عشان تسامحني، حتى لو كان دا معناه امتداد لمعا*ناتي و كو*ابيسي انا...كنت ممتن.
______________________
عدت خمس أيام من ساعة ما حب*ست يمنى جوا الأوضة، و روتيني كان كالآتي...طول فترة الصبح لغاية الضهر عند يمنى، فترة العصر و المغرب في الشغل، و بالليل كنت بروح أتطمن على الأولاد و أبيت معاهم.
في آخر يومين بدأ يحصل تطور، يمنى مكانتش بتك*ب الأكل و بطلت تحاول تهر*ب و أعتقد إن دا على الأغلب كان بسبب إن جسمها خ*لص من الطاقة عشان مكا*نتش بتاكل، بس النهاردا....كانت سعادتي عظيمة لما دخلت الأوضة و لقيتها خلصت نص الأكل، ابتسمت و أنا بوطي عشان أشيل الباقي بس قبل ما أقف يد مسكتني:
_اقعد، انا مستعدة أسمعك دلوقتي...
اتكلمت يمنى بت*عب ملحوظ و انا اتو*ترت.
_ص..صوتك باين عليه انك تعبا*نة، خليها أول ما...
قا*طعتني و هي بتشد على يدي أكتر:
_اقعد يا أدهم، انت اللي هتتكلم مش أنا...
قعدت و نبضات قلبي بدأت تزداد أكتر، حاولت أنطق أي حاجة بس كأن دماغي اتمسحت، فين كل الأعذار و المبررات اللي كنت ناوي أقولها؟
اه افتكرت...كنت في حفلة مكانش المفروض أروحها و صاحبي الوحيد حذ*رني منها كتير بس مسمعتش كلامه، لما رحت أقنعوني أشرب حاجات مكنتش أعرف ايه هي، دخلوني الأوضة و....ثواني، ليه...ليه فجأة بقيت حاسس انه عذر سخ*يف جدا؟! 
دي كانت غل*طتي...من البداية للنهاية كانت غل*طتي، أنا اللي مسمعتش الكلام، أنا اللي رحت هناك أنا اللي شربت و أنا....
_أدهم! كنت عايز تقول حاجة انا بقولك اهو اتكلم...
سحبني صوت يمنى فجأة من أفكاري.
بصيتلها و عيوني كلها اتملت دمو*ع قبل ما لساني يتحرك لوحده و ينطق:
_أنا..أنا آسف.....
بدأت الدمو*ع تنزل من عيوني من غير تحكم مني قبل ما أكمل:
_كله كان غل*طي، كنت إنسان غب*ي و تا*فه، معنديش عذر يا يمني...
غطيت وشي بيدي و بدأت أب*كي أكتر قبل ما أحس بيها بتحضني، اتج*مدت في مكاني قبل ما أرفع وشي ناحيتها بصدم*ة، بصيتلي و ابتسمت:
_انا مسامحاك.
بصيتلها بعدم تصديق قبل ما أتكلم:
_ب..بجد؟ انتي مسامحاني بجد؟
_اها..أنا.....
كانت هتتكلم تاني قبل ما صوت تيليفوني يقا*طعها، طلعته من جيبي و كنت ناوي أقفله بس لما لمحت رقم المستشفى عليه رديت بسرعة بر*عب:
_ا..الو....
_الو يا أدهم، أنا مازن...
_بتتصل ليه من رقم المستشفى؟
_عشان عارف انك مش هترد لو كنت اتصلت من رقمي، المهم، أبشر....أيوب صحي.
التيليفون وقع من يدي بصد*مة.
__________________
كنت ماشي في ممر المستشفى و أنا مش قادر أصدق الخبر لسه، بعد ما يمنى هي كمان عرفت إن أيوب فاق خلتني أمشي و قالت انها هتستناني أرجع عشان أف*كها و نروح سوى.
أول ما دخلت جوا و لقيته قاعد و بيتكلم و بيهزر مقدرتش أمسك دم*وعي، بدأت أب*كي بهستير*ية، كمية الصد*مات اللي أخدتها النهاردا و اللي كانت سعيدة على غير العادة طبعاً كانت أكبر بكتير من طاقة استيعابي.
بعد ما قعدت شوية مع أيوب و اتطمنت عليه سبته و مشيت،  وقفت عند أول محل دهب قابلني، اشتريت خاتمين خطوبة و قبل ما أرجع ليمنى عديت على محل ورد جبت منه بوكيه ورد أحمر كبير، كنت عارف ان الخطوة متسرعة حبتين خصوصاً انها لسه يا دوب مسامحاني بس للأسف كل اللي كنت بفكر فيه اني عايز أحضنها و أخليها تنام جمبي طول الليل و دا مكانش ينفع من غير ما نتجوز.
كانت الخطة كالآتي...هعدي آخدها و نروح عند المأذون نكتب الكتاب و بعد كدا هوديها ليارا عشان كانت عمالة تب*كي كتير عشان تشوفها، و انا متأكد ان يمنى كمان كانت مشتقالها جداً، النهاردا آخر يوم هنبيت فيه في شقة أيوب لأنه طبعاً هيرجع و فكرت إني لازم أروح أشتريلنا بيت لوحدنا مخصوص أنا و هي و يارا بعيد عن بابا و بعيد عن الناس كلها...هحبهم و هحميهم و هعوضهم عن كل الحاجات الفظ*يعة اللي اتضطروا يعا*نوا منها بسببي.
_____________________
نزلت قدام العمارة اللي كانت فيها شقتي و أخدت نفس عميق بحماسة، قررت أشيل بوكيه الورد في شنطة العربية عشان أخليه مفاجئة قبل ما أطلع السلالم بسرعة و أسيب الأصانصير.
طلعت فوق و فتحت باب الشقة براحة و أنا بحاول أهدي نفسي، مش مصدق ان اليوم اللي كنت مستنيه من زمان أخيراً جه.
خ*بطت على يمنى قبل ما أفتح باب الأوضة و انا بتكلم بسعادة:
_يمنى خمني هنع....
الكلمات فجأة ع*لقت في زو*ري لما بصيت و ملقتهاش، وطيت عشان أمسك الس*لسلة لقيتها مفتوحة، حطيت يدي بسرعة في جيبي عشان أدور على مفتاح القفل بس ملقتهوش!
افتكرت حضن يمنى ليا على غير العادة، سح*بت شعري جا*مد لورا و أنا بضحك بعدم تصديق، معقول كنت غ*بي للدرجادي؟ 
نزلت و رحت على شقة أيوب بسرعة، أول ما دخلت قعدت أدور على يارا في كل مكان زي المجنو*ن قبل ما يجيلي صوت أنس:
_لو بتدور على يارا فطنط يمنى جات من شوية اخدتها و مشت بس قبل ما تمشي سابتلك الجواب دا..
اتكلم و هو بيمد جواب ناحيتي، اخدته و فتحته بسرعة عشان أبدأ اقراه:
" عشت طول حياتي تا*يهة، اتنقلت من مكان لمكان و كل الأماكن مكانتش بتاعتي، كل البيوت كانت غريبة، و كل الناس مكانتش شبهي...
بس يا أدهم عايزة أعترفلك بحاجة، انت لما حضنتني أنا...أنا لأول مرة في حياتي كنت حاسة بالأما*ن و الإنتماء، و لما دخلت بيتك افتكرت اني مبقتش تا*يهة و بقى ليا مكان، أدهم أنا حبيتك من كل قلبي و دي كانت غل*طة، لأن الضر*بة اللي بتيجي من عد*و بتو*جع؛ لكن الضر*بة اللي بتيجي من حبيب بتو*جع و بتك*سر...
عايزة اقولك اني مكدبتش عليك ساعة ما قولتلك اني سامحتك، انا بالفعل سامحتك بس مش عايزة أشوف وشك تاني، ارجع عيش حياتك زي ما كنت عايشها قبل ما تقابلني، و لو اتقابلنا بالصدفة في يوم من الأيام بكرا و بعده تأكد إنك تكمل طريقك كأنك مشوفتنيش لأن دا اللي أنا هعمله."
مسكت الورقة و قط*عتها، ازاي تعمل كدا بعد ما أو*همتني إن كل حاجة بقت تمام؟!
بقى انتي يا يمنى عايزة تلع*بي كدا؟ حلو، خليكي فاكرة انك انتي اللي اخترتي طريقة الل*عب من البداية، هتروحي مني فين يعني؟! بوعدك إن مسيرك تق*عي في يد*ي مهما لفيتي.
__________________
في مكان آخر بعيد، تحدث الرجل ضخم الج*ثة بينما يطالع جسد يمنى الجالسة أمامه بإعجاب:
_ماشي، اتقبلتي..مبروك عليكي الوظيفة يا...
_ياسمينة...اسمي ياسمينة.
_واو! ياسمنية، اسم جميل و جذاب، انا متأكد انه هيسمع في.....البا*ر.
__________________
نهاية الجزء الاول

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا