رواية ابن الصعيدي صخر وقدر الفصل العاشر 10 بقلم نور الشامي
رواية ابن الصعيدي صخر وقدر الفصل العاشر 10 هى رواية من كتابة نور الشامي رواية ابن الصعيدي صخر وقدر الفصل العاشر 10 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ابن الصعيدي صخر وقدر الفصل العاشر 10 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ابن الصعيدي صخر وقدر الفصل العاشر 10
رواية ابن الصعيدي صخر وقدر الفصل العاشر 10
كان آدم جالسا داخل سيارته يراقب باب بيت يمنى لم يكن يدري كم من الوقت قد مر لكنه كان على يقين أن الانتظار قد صار يحرق أعصابه أكثر مما يحتمل فـ ظل يطرق المقود بأصابعه بعصبية حتى لمحها أخيرا وهي تخرج من باب العمارة بخطوات مترددة تنكمش داخل نفسها وكأنها تهرب من العالم كله فـ انتفض آدم في مكانه وفتح باب السيارة بسرعة وانطلق نحوها قبل أن تفلت منه وردد بلهفه:
يمنى.. استني لازم أتكلم معاكي
توقفت يمني مكانها دون أن تلتفت إليه.. ظلت تحدق في الأرض وكأنها تخشى مواجهته أو مواجهة نفسها فـ اقترب أكثر وردد بضيق :
أنا غلطت... ولازم أصلح غلطتي
رفعت يمني عينيها نحوه أخيرا وفي نظرتها انكسار موجع، ثم تمتمت بمرارة:
الغلط غلطتي أنا... أنا ال استسلمت... أنا ال ضيعت شرفي واستاهل كل ال بيوحصلي دا
تجمد ادم في مكانه للحظة وكأن كلماتها صفعت وجهه قبل أن يهتف بعناد:
هتجوزك والله هتجوزك وأصلح كل حاجة
هزت رأسها رفضا وأجابت بصوت مختنق:
إنت هتتجوزني غصب عنك؟! أنا مش عايزة اكده... مش عايزه كل دا مش هتجوز واحد غصب عني
اشتعل الغضب في عينيه وصرخ وهو يشير بيده بعنف:
انتي بتهزري؟! إحنا غلطانين مع بعض... وانتي مش بنت الموضوع مش بمزاجك أصلا هو اي ال انتي بتجوليه دا... انتي بتتكلمي كأننا كنا مرتبطين واتفصلنا. يمني فووجي شويه من الغيبوبه ال انتي فيها دي
ارتجفت شفتاها لكنها لم تجد ردا، فتابع بصوت أشبه بالتهديد:
أنا هاجي أتجدم لأهلك بالليل... جهزي نفسك
القي ادم كلماته ثم تركها واقفة مكانها عاجزة عن الحراك وانطلق مبتعدا دون أن يلتفت خلفه وبعد فتره في مكان اخر نزل خليل من عربيته بخطوات ثقيلة وعيناه تقدحان شرا من الغضب المكبوت كان قد بلغه ما حدث وجاء بنفسه ليضع حدا لكل شيء وما إن دخل إلى الساحة الخلفية حيث كان الحرس ينتظرون حتى وقعت عيناه على كريم مكبلا بين أيديهم ورأسه مطأطأ كالفأر المذعور فـ تقدم خليل نحوه ببطء وكل خطوة منه كانت تحمل وعيدا ثقيلا، حتى وقف أمامه مباشرة وقال بصوت جهوري متحشرج بالغضب:
كلب زيك يعمل اكده في حفيده الصعيدي
رفع كريم رأسه قليلًا لكن نظرته المرتجفة خانته فـ اقترب خليل أكثر وصاح وهو يكاد يخنقه الغضب:
مين وراك؟ مين ال باعتك انا متأكد ان فيه حد ورا كل ال عملته دا... اتكلم بدل جسما بالله العظيم هجتلك
هز كريم رأسه بعناد وقال بصوت متهدج:
مفيش حد ورايا... وحفيدتك كانت موافجة على كل ال حوصل بينا
كاد قلب خليل ينفجر من مكانه.. فلوح بيده للحراس بأمر صارم:
اضربوه
وانهالت الضربات على كريم بينما خليل يصرخ:
اخرس يا كلب... حفيدتي أشرف واحدة في الدنيا ولو غلطتها فده علشان أمنت لواحد حقير زيك ووافجت تتخطبلك وأنا مكنتش راضي بيك من الأول
تقدم خليل خطوة أخرى حتى صار وجهه قريبا جدا من وجه كريم وسأله بنبرة تحمل تهديدا صريحا:
جول... مين تبعه؟!
رفض كريم أن ينطق فتطاير الشرر من عيني خليل وبحركة خاطفة انتزع السلاح من حارس بجانبه وصوبه إلى رأس كريم مباشرة، صائحا:
لو مجولتش دلوجتي... والله هجتلك
ارتجف كريم وتراجع قدر المستطاع قبل أن يصرخ أخيرا باستسلام:
رجوة... رجوة هي ال ورا كل حاجة
تجمد خليل مكانه لثواني... لم تصدق أذناه ما سمعه. ثم أشار للحراس بإشارة حادة قائلا بجمود:
خلوه اكده من غير واكل ولا شرب
انعي خليل كلماته ثم استدار بعدها دون أن ينظر خلفه وغادر المكان وخطواته تضرب الأرض ضربا كمن يحمل فوق كتفيه نيرانا لا تنطفئ وفي مساء يومٍ جديد كانت قدر تدخل إلى غرفتها مع صخر بعد قضاء بعض الوقت بالخارج وما إن أغلقت الباب خلفها حتى التفتت إليه وسألته وهي تخلع حجابها بتلقائية:
ـهو آدم ويمنى اتجوزوا اكده فجأة ليه عاد
توترت ملامح صخر للحظة لكنه أخفى ذلك بسرعة وأجاب بجفاء مقصود:
اكيد حبوا بعض يعني علشان اكده اتجوزو بسرعه
رمقته قدر بنظرة مشككة وقالت بهدوء وكأنها تحلل الموقف:
بس أنا مش شايفة إن آدم حبها... دي حتى يمنى شكلها زعلانة ومكسورة وبعدين آدم كان بيحب ليلى... الله يرحمها... إي ال حوصل فجأة اكده... هو فيه حاجه انا معرفهاش ولا اي
لم يرد صخر بشيء بل اكتفى بخلع قميصه ورماه على الكرسي القريب قبل أن يقترب منها بخطوات بطيئة وهو يقول بنبرة رخيمة:
ــ ملناش صالخ بجا يا قدر ... المهم إنهم اتجوزوا وخلاصمش هنجعد نفكر طول العمر كل واحد حر في حياته
جلس صخر على طرف السرير واضعا كفيه على ركبتيه بينما ظلت قدر تحدق فيه بتردد قبل أن تقترب منه وتسأله بصوت خفيض:
طب وانت؟... إي حكايتك مع عنبر؟... أنا مش فاهمة... إنتوا متجوزين ولا إي بالظبط اللي بيوحصل بينكم؟
رفع صخر رأسه نحوها وتلاشت الصرامة من ملامحه وهو يجيبها بهدوء:
أنا معاها بس علشان أمي... وعنبر نفسها عارفة دا انا مكدبتش عليها وإحنا هنطلج اصلا جريب جوي
عقدت قدر ذراعيها أمام صدرها وقالت بضيق:
بس دا غلط... انت لازم تعمل ال يريح الحجه... كفاية عليك مشاكل بسببي لحد دلوجتي
ابتسم صخر ابتسامة خافتة ثم نهض واقترب منها أكثر ورفع يده بلطف ليلمس وجنتها بأطراف أصابعه وهو يهمس بعينين تلتمعان بالصدق:
انا مستعد لأي مشاكل... لو هتيجي منك انتي فـ انا موافج.. ياريت كل مشاكل الدنيا تبجي منك انتي يا قدر
توردت وجنتاها لكنها لم تتراجع بل ظلت تحدق فيه بعينين مضطربتين ليقترب أكثر ويلمس شفتيها بقبلة دافئة مفعمة بكل المشاعر التي لم تعد بحاجة إلى كلمات وبعد فتره في بيت آدم كانت الأجواء مشحونة بالصمت والغضب ووقف آدم في غرفته ينتزع قميصه بعصبية ويرميه أرضا بحركة حادة قبل أن يجلس على طرف السرير يدفن وجهه بين كفيه ولم تمر لحظات حتى انفتح باب الغرفة ببطء ودخلت يمنى بتردد وما إن وقعت عيناها عليه عاري الصدر حتى ارتبكت بشدة واستدارت بسرعة لتخرج، لكن يد آدم كانت أسرع وأمسك بمعصمها بقوة جعلتها تتجمد في مكانها وقال بصوت خشن مليء بالندم:
متخرجيش... مش هينفع النظام دا... يمنى أنا آسف... والله آسف... لازم تسامحيني
ظلت يمنى تحدق في الأرض ثم تمتمت بصوت متهدج وهي تحاول سحب يدها:
أنا مش زعلانة منك... أنا زعلانة من نفسي... علشان ضيعت شرفي... علشان استسلمت ليك
زفر آدم بقوة واقترب منها أكثر وقال بنبرة حازمة:
خلاص يا يمنى... احنا اتجوزنا... الموضوع انتهى
رفعت يمنى رأسها فجأة وعيناها تلمعان بالدموع ثم صرخت بألم:
إنت مش بتحبني.. أنا آسفة... آسفة إني حبيتك... علشان اكده رخصت نفسي... واستسلمت ليك بكل سهوله.. انا حبيتك جوي معرفش ازاي وامتي وليه وانا متاكده انك بتحب واحده تانيه وجلبك متعلق بيها
صدمته كلماتها بشدة لكنه لم ينطق فقط مد يده يمسح دموعها بإبهامه بلطف شديد وهو يهمس بندم:
حقك عليا... والله حقك عليا بس غصب عني.. الحب مش بأيدي
أبعدت يمنى وجهها عنه وهي تهمس بمرارة:
متعتذرش... مفيش حاجة تتصلح... احنا فتره... وهنطلج... وخلاص و
وبينما كانت تكمل كلماتها المرتجفة اقترب منها آدم فجأة وقبلها قبلة قصيرة تحمل كل الغضب والحزن في داخله قبلة جعلت الدموع تتساقط بغزارة على خديها ثم كأنه استفاق فجأة وابتعد عنها بعنف، ونظر لها بنظرة مشتعلة بالألم واستدار خارجا من الغرفة بخطوات ثقيلة وعصبية تاركا خلفه يمنى منهارة تبكي بصمت وفي صباح يوم جديد كانت الشمس بالكاد ترسل خيوطها الخجولة فوق أرض الصعيد حين وقفت قدر بعيدا خلف شجرة كثيفة تتوارى عن الأنظار وهي تراقب من بعيد خروج جدها خليل من المبنى القديم ذي الجدران المتآكلة.
كان الجد يسير بخطوات ثقيلة كأن هموما سوداء تكبل كتفيه، وقد بدا على ملامحه الغضب والوجوم .... راقبته قدر بعينين مرتابتين وقلبها يضرب بين ضلوعها بعنف دون أن تدري لماذا شيء ما كان يهمس لها أن أمرا خطيرا يحدث خلف تلك الجدران... وما إن ابتعد خليل تماما عن المكان حتى لم تتردد و ركضت بخفة حتى وصلت إلى باب المبنى القديم ودفعته بحذر. ودخلت، وعيونها تتلفت في الظلال الثقيلة ورائحة العطن والغبار تزكم أنفها لكن شيئا آخر كان يسيطر على حواسها...صوت أنين خافت فـ اتسعت عيناها بذهول حين اقتربت أكثر ولم تصدق ما رأته... كريم كان ممددا على الأرض وجسده ساكن والدم ينزف بغزارة من صدره وشهقت قدر بقوة وتراجعت خطوة، الخوف يغمرها حتى ارتطمت بباب الغرفة... وبعد فترهمن الوقت هبط صخر من سيارته بخطوات متسارعة يكاد يقع من لهفته وصدره يعلو ويهبط بقوة كأن قلبه سبق خطواته واندفع نحو الباب وكسره بعنف ودخل وهو يلهث وعيناه تجولان بارتباك حتى استقرتا على المشهد الذي جمد الدم في عروقه كانت قدر ملقاة على الأرض، وجهها شاحب، عيناها غارقتان في دموع مذعورة، وكريم... لا حراك فيه فصاح صخر بصوت مبحوح:
قــدر
ألقى صخر كلماته وركض نحوها لكنها سبقته وألقت بنفسها بين ذراعيه تبكي بجنون وتتمسك به وكأنها تغرق وهي تشهق بكلمات متقطعة:
ـصخر... أنا ضربته... بالسكينة... شكله مات
شدها صخر إليه بقوة يكاد يسحقها بين ذراعيه وهمس قرب أذنها بنبرة غاضبة مرتعشة:
اهدي... اهدي يا جلبي... كلب وراح يلا.. خلينا نمشي من اهنيه
كان صخر يحاول تهدئتها وهو يربت على ظهرها يخفي رجفته بينما رأسه يعمل بسرعة... لا وقت للندم الآن وجذبها من يدها مستعدا للهروب لكن فجأة... توقف كلاهما فجأة حين ارتفع صوت حركة بالخارج فـ التفت صخر يحدق نحو الباب وتجمد الدم في عروقه للمرة الثانية حين رأى شخصا يقف هناك، يصوب سلاحه نحوهما وفجأة...انطلقت رصاصه اصابت هدفها و
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا