رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل السابع 7 بقلم روز امين
رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل السابع 7 هى رواية من كتابة روز امين رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل السابع 7 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل السابع 7 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل السابع 7
رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل السابع 7
كل منا يتخذ نهجا لحياته ويتعامل معها وكأنها لوحة بيضاء خاوية من أية معالم يرسم بريشته أحلامه الوردية وكأن العالم أجمع سخر لتحقيق أماله يأخذ خطواته للأمام نحو ذاك المستقبل المنتظر بكامل ثقته حتى تباغته الحياة بسيل من الأحداث المغايرة لما خطط له وبلحظة ټنهار أحلامه حلما تلو الآخر حتى تختفي وكأنها تحولت إلى سراب لم يكن له أثرا ذات يوم يداهمه اليأس بضراوة ويكاد أن يفتك به إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
بقلمي روز أمين
____________
كان يجلس داخل المكتبة الخاصة بجامعة القاهرة مندمجا لأبعد حد وهو يتصفح إحدى المراجع الخاصة بمجاله بعدما قرر الإنخراط في الدراسة والعمل كي لا يعطي لعقله المجال بالتفكير فيما حدث بينه وبين تلك الحبيبة قرر أيضا تجنب التفكير وإرهاق عقله بحل تلك المعضلة وتركها لله ولعامل الوقت وهو كفيل بحل جميع المشاكل معتمدا على عشق تلك المغرمة الجارف له وبأن قلبها سينصاع بالنهاية لمشاعره وينتظر حتى قدوم الحبيب وإنتصار الحب هكذا كان ظنه بها لكنه نسي أن بعض الظن إثم عظيم.
وأثناء إندماجه بالقراءة شعر بظل أحدهم يجلس بالمقعد المقابل له لم يشغل باله ولم يهتم فاضطرت تلك الشابة لآخراج صوت حمحمة كي ينتبه لوجودها بالفعل رفع رأسه بهدوء لتتقابل عينيه مع خاصتي تلك الجميلة ساندي صديقته بنفس الفرقة فبرغم علمها بقصة غرامه مع بيسان إلا أنها عشقته بكل جوارحها وبرغم عدم تجاوبه مع محاولاتها للتقرب منه إلا أنها لم تتوانى بلفت أنظاره طيلة الوقت تبسمت وهي تقول برقة
ممكن أخد من وقتك شوية صغيرين
تطلع إليها متعجبا لطافتها الزائدة لتتابع هي برقة
عاوزة أخد رأيك في حاجة خاصة بالدراسة
أومأ بهدوء قائلا
لو خاصة بالدراسة أكيد مش هتأخر عليك.
مطت شفتيها وتحدثت بدلال استدعى لاستغرابه
يعني لو حابة أتكلم معاك في أي موضوع تاني هتكسفني يا يوسف
حدثها بنبرة جادة متلاشيا طريقتها التوددية
إتفضلي وأنا سامعك يا باشمهندسة
تنهدت بيأس بعد فشل المحاولة اللاعدد لها من التقرب منه وبدأت تطرح عليه بعض الأسئلة التي طرأت بمخيلتها بتلك اللحظة في محاولة منها في فتح حديث يجمعهما سويا.
٭
بمحافظة كفر الشيخ وتحديدا أمام منزل نصر البنهاوي توقفت سيارة چيب لونها أسود تتبعها صفا من السيارات التي تحمل الكثير من العمال ومهندسين من التخصصات المختلفة سواء معماري أو ديكور ترجل أحد الرجال من السيارة يرتدي بذلة سوداء وحذاء مماثل ويبدوا من هيأته الوقار نظر على تلك البوابة الحديدية المغلقة بسلاسل حديدية صدأة نظرا لعوامل الزمن تنتهي بقفل أكله أيضا الصدأ ثم تطلع باشمئزاز على القاذورات والنفايات التي تنتشر حول سور المنزل وأمام البوابة حيث تحول المكان بعد قتل نصر ونفي أنجاله لمكان إلقاء نفايات القرية بأكملها وكأنهم بتلك الطريقة ينتقمون من جبروت ذاك الذي تجبر عليهم لسنوات عديدة أشار للعمال الذين أسرعوا بالهبوط من فوق السيارات وانتشروا كالجراد وبدأوا بجمع النفايات داخل أكياسا مخصصة اقترب أحد الرجال وقام بفتح المنزل بعدما ناوله الرجل المفتاح الخاص تحت تعجب المارة من أهل القرية للذين توقفوا وباتوا يشاهدون ما يحدث باستغراب وطرح الكثير والكثير من الأسئلة على بعضهم البعض بشأن هوية هؤلاء الرجال.
بمكان أخر من القرية
بوسط الساحة الموجودة داخل منزل الحاج محمد يتوسط الجلوس فوق الأريكة الخشبية تجاوره زوجته شريفة ونجله الأوسطمجدي تقابلهم بالجلوس إجلال كانوا منشغلين بتبادل أطراف الحديث فيما بينهم حتى التزموا الصمت حين استمعوا لصياح أحد الرجال بالعائلة وهو يهرول قائلا بأنفاس متقطعة
إلحق يا حاج محمد
وتابع تحت نظرات الجميع المترقبة
فيه جوز رجالة شكلهم ألاجة قوي نزلوا من عربية أخر أوبهة ودخلوا بيت الحاج نصر البنهاوي الله يرحمه
وتابع وهو يأخذ نفسا كي يستطيع المواصلة
ومعاهم رجالة ياما عمالين ينضفوا في البيت من برة ومن جوة وبيخرجوا الفرش ويركنوه بره في الشارع.
إعتدل محمد مستنفرا وتحدث بعينين متسعة
ليكونوا حرامية يا عبدالسلام
نفى الرجل سريعا
حرامية إيه بس يا حاج بقولك ناس ألاجة وباين عليهم النضافة والناس اللي شافتهم أول ما جم قالوا إنهم فتحوا البيت بالمفتاح
طب إرجع إنت على هناك تاني واوعوا يغيبوا عن عينك وأنا هشرب الشاي وجاي على طول لما نشوف الحكاية العجيبة دي كمان
تعجبتشريفة من تلك الجالسة تتناول مشروبها بمنتهى الأريحية وكأن الأمر لا يعنيها مما جعلها تهتف مستنكرة
مالك يا إجلال إنت كويسة يا اختي!
تبسمت بسعادة ظهرت بمقلتيها ثم رفعت كوب المشروب لترتشف منه قبل أن تتحدث بسكون
أنا زي الفل وحالي عال العال
ضيق شقيقها ما بين عينيه ثم سألها متوجسا
هي إيه الحكاية يا إجلال قاعدة كده لا بيك ولا عليك وكأنك مسمعتيش معانا اللي حصل!
ده أنا قولت هتقومي تجري وتخربي الدنيا على دماغ الناس دول!
خرجت ضحكة شريرة وباتت ملامحها تشبه من كانت بالماضي ثم نطقت بما جعل جميعهم يتعجبون
وأقوم من مكاني ليه وأنا عندي علم بكل اللي بيجرى حواليا
سألها إبن شقيقهامجدي مستغربا
عندك علم منين وإنت قاعدة وسطينا ما اتحركتيش يا عمة!
هتف محمد مستفهما بارتياب
مين الناس دي يا إجلال
دول رجالة عمرو إبني يا حاج جايين ومعاهم مهندسين هيكشفوا على البيت ويرمموه وينضفوة ويجددوا كل حاجة فيه علشان يرجع أحسن من الأول
وأكملت بتباه
هيرموا الفرش القديم ويفرشوه على الموضة
سألها بنصف عين
وإنت عرفتي منين الأخبار دي كلها
وإبنك جاب منين الفلوس اللي هيعمل بيها كل ده وهو هربان برة البلد!
وضعت ساقا فوق الأخرى لتتحدث بتباهي
عمرو راجع مصر الإسبوع الجاي
هتف مستنكرا
راجع إزاي وهو عليه حكم بالسجن!
تبسمت لتجببه
مبقاش عليه حاجة خلاص سوى كل أموره مع الحكومة والمحامي حل له كل القضايا ولو على الفلوس فاحنا طول عمرنا معانا اللي يسد عين الشمس ويفيض كمان
وتابعت ساخرة وهي تتطلع إلى زوجة شقيقها
لو محتاجة من فرش البيت حاجة روحي خديها ومتتكسفيش ياشريفة أنا قولت ل عمرو يخلي العمال يسيبوه قدام قصر الحاج نصر علشان الناس المحتاجة تستفاد منه بدل ما يترمي للكلاب والقطط تقعد عليه
هتفت المرأة بغيظ وتعالي
إقعدي عوج وإتكلمي عدل يا إجلال أنا مرات الحاج محمد ناصف على سن ورومح يا حبيبتي إحنا أسياد البلد كلها وهنفضل طول عمرنا أسيادها واللي بيفيض من على طبليتنا يكفي مركز بحاله
وتابعت تذكرها بما فعلوه معها من احتواء
ولا رجعة إبنك الهربان هتنسيكي اللي عملناه معاك يا إجلال
انتفضت من جلستها لتهب واقفة وتحدثت بجبروت الماضي وكأن الزمان عاد بها لما قبل
إسمي ستهم يا بت واللي هينطقإجلال دي تاني هقطع له لسانه مهما كان هو مين.
وتابعت بنظرات متوعدة
ومټخافيش اللي إتعمل فيا منكم ومن العيلة ميتنسيش غير بطلوع الروح.
اتسعت أعين الجميع ليهتف محمد موبخا
باين عليك رجعة إبنك الصايع قوت قلبك ونستك الحقيقة يا إجلال
طالعته دون استيعاب لحديثه ليتابع موضحا
إنت نسيتي إن نسل نصر النجس كله متحرم عليهم نزول الكفر من تاني ولا إيه!
بابتسامة ماكرة تحدثت بشبة ټهديد
عمرو اللي راجع مش عمرو اللي ساب مصر هربان من كام سنة يا حاج محمد إبني راجع شديد وعارف ناس كبرات قوي في البلد ونصيحة من أختك حاول تشتري وده لأن اللي هيعاديه هيفتح على نفسه طاقة جهنم.
فرقت نظراتها الكارهة على الجميع مسترسلة بوعيد
رمية عيالي برة البلد السنين دي كلها ليها ثمن غالي ووقت الحساب قرب وكل واحد هيتحاسب وهيدفع الدين اللي عليه
نطقت كلماتها الټهديدية وتحركت للداخل بعدما تركتهم بأفواه مفتوحة وأعين مذبهلة.
٭
وصل بسيارته الفارهة إلى البوابة الحديدية للوحدة المملوكة لوالده والمتواجدة بأحد المدن الجديدة نظر بابتسامة فخر لليافطة الذهبية المثبتة على جدران الواجهة والمدون عليها ڤيلا رجل الأعمال عاطف السرجاوي إنفتحت البوابة إتوماتيكيا ودلف بسيارته ليسرع إليه الحارس وهو يرحب بتفخيم لذاك المغرور
حمدالله على السلامة يا نبيل بيه
إبتسم بغرور ثم صف سيارته وترجل يعدل من وضع نظارته الشمسية ذات الماركة العالمية ككل أشيائه لينطق بنبرة متعالية
عاطف باشا هنا ولا لسه في الشركة يا محروس
الباشا الكبير جه من ييجي ساعة يا سعادة البيه... نطقها الرجل وهو يقف متأهبا لأوامر ذاك المتسلط وبالفعل تحدث باستعلاء
طب خد مفتاح العربية ونضفها لي من برة ومن جوة عاوزها بتزيق من كتر النضافة
واستطرد متوعدا بټهديد
عارف يا محروس لو لقيت فيها ذرة تراب واحدة ولا القزاز مش متنضف كويس ومتكروت زي المرة اللي فاتت أنا هعمل فيك إيه
ارتبك الرجل خشية من بطش ذاك الشاب وتحدث متلبكا
متقلقش سعادتك هخليها لك بتبرق زي العروسة في ليلة دخلتها
ألقى عليه نظرات احتقارية قبل أن يتركه ويتحرك صوب الداخل برغم أن جملته نالت إعجابه وفور نطقه للجملة تذكر تلك الفرسة الجامحةبيسان ولچ من باب المنزل الداخلي ليجد والديه يجلسان بردهة المنزل المتسعة والتي تحتوي على أثاث فخم يدل على رخاء وتنعم تلك العائلة تحدث بابتسامة واسعة
معقولة الباشا بجلالة قدره عندنا
ضيق عاطف بين عينيه وهو يرمق نجله قبل أن ينطق متعجبا بإسلوب إستفز الشاب وأثار استيائه
اللي يسمعك كده يقول بتقعد في البيت قوي يا اخويا ده انا وأمك بنشوفك بالصدفة ياد
تملل بوقفته ليحرك رأسه يمينا ويسارا باعتراض قبل أن ينطق ضاجرا
وبعدين يا باشا مش اتفقنا نبطل إسلوب الصنايعية ده
لم يدع له الفرصة ليكمل وقاطعه بحدة معترضا
ومالهم يا سي نبيل الصنايعية دول أجدع ناس وبعدين من فات قديمه تاه يا اخويا
قررت تلك التي تجاوره الجلوس التدخل للدفاع عن نجلها المدلل كونه وحيدها فهي وزوجها لم يرزقا بأطفال بعد أن أنجبا نجلهما الأول نبيلوترجع الأسباب لمشاكل لديها اكتفى الرجل بنجله بالرغم من ضغط عائلته ودائرة أصدقائه المقربين منه حيث حثه الجميع على الزواج بإمرأة أخرى لتنجب له عدة أبناء ليكونوا عزوة وسند له في الكبر لكنه رفض جميع المحاولات وتمسك بتلك المرأة التي ساندته وتحملت فقره ورافقته طريق المشقة حيث تزوجته وهو عامل بسيط في مجال البناء يحمل شكائر الرمل على أكتافه ويصعد به للأعلى للمشاركة في أعمال بناء البنايات المرتفعة وقد تحمل المشقة واجتهد حتى وصل لملاحظ أفراد ثم مقاول بسيط ومع الصبر والعزيمة أصبح مالك لشركة تعد من أكبر شركات المقاولات في الدولة واجه الكثير من الضغط بشأن الزواج بأخرى وعلى العكس دعم إمرأته وتمسك بها لأبعد حد تحدثت السيدة وتدعى ناهد والتي تنتهج طريق نجلها في الكبرياء والتمسك بالمستوى المعيشي الذي انتقلوا إليه مؤخرا
نبيل عنده حق يا عاطف إحنا اتنقلنا نقلة كبيرة قوي لما جينا هنا في الكمبوند ولازم نبقى شبه العالم اللي ساكنين حوالينا.
بالظبط يا ماما ده اللي أقصده... ليتابع شارحا الوضع الحالي
لازم تتعامل على إنك عاطف باشا السرجاوي رجل الأعمال اللي بيمتلك شركة من أكبر شركات المقاولات في البلد
لم يجيبه بتلك النقطة بل انتقل لموضوع أهم وأعظم بالنسبة له
سيبك من الكلام اللي مبيأكلش عيش ده وخلينا في المهم
طالعه نبيل بجبين مقطب وترقب شديد ليهم هو بسؤاله بطريقة أظهرت مدى تعجله لاتمام الموضوع
فاتحت البت حفيدة المستشار بجوازكم زي ما قولت لي
حك ذقنه وابتسم بتسلي حين تذكر نظراتها الزائغة التي صوبتها عليه عندما كانت تتجه إليه هاربة من حبها الضائع اقترب عليها وسألها تحت نظرات يوسف التي تقدح شررا لو خرج لحول المكان برمته إلى شعلة متوهجة من الڼار
إنت كويسة
دون وعي منها أومأت برأسها مما شجعه ليتمادى بسؤالها
لو مش قادرة تسوقي أنا ممكن أوصلك بعربيتك لفيلتك وبعدها هبقى أرجع أخد عربيتي
ميرسي يا نبيل أنا كويسة وهسوق عربيتي بنفسي...قالتها بحدة وملامح وجه حادة ليسألها للتأكيد
متأكدة!
أومأت للتأكيد فتحرك يسبقها بخطوة حتى اقترب على سيارتها وقام بفتح بابها بطريقة أظهرت كم تحضره ورقيه ساعدها حتى استقلت مقعدها ثم أغلق لها الباب بعدما سألها ما إذا كانت تحتاج لشيء فشكرته بابتسامة ساحرة أرادت بها إضرام نيران الغيرة داخل قلب ذاك الذي يصوب نظراته الڼارية باتجاهها تطلع نبيل صوب ذاك الجالس بسيارته يختبيء خلف زجاجها المانع للرؤيةالمفيم وابتسم بخبث كذئب انتصر على فريسته بالمكر والتخطيط والدهاء
فاق من شروده على صوت والده الذي صدح بحدة وهو يسأله متعجبا
ما تنطق يا ابني مالك متنح ومنشكح كده ليه!
ضحك بكبرياء قبل أن يجيب بنبرة يملؤها الغرور
يا حبيبي أنا قولت لك قبل كده إعتبر الموضوع منتهي
ثم استرسل رافعا قامته بكبرياء
مفيش بنت لحد اللحظة اللي أنا واقف فيها قدامك دي قدرت تقاوم سحر ورجولة نبيل السرجاوي
رمقه بنظرة مقللة ليسأله بطريقة سوقية
طول عمرك كلمنجي ومش فالح غير في الكلام الفاضي أنا عايز فعل يا حبيبي عاوز النسب ده يحصل بأي طريقة علشان أقدر أستفاد في شغلي من جد البت دي وخالها
أخذ يقلب عينيه بضجر إعتراضا على طريقة والده المخزية في الحديث بينما ضيقت ناهدبين حاجبيها لتبادر باستغراب بسؤال زوجها
ودول هيفيدوك في إيه يا عاطف!
دول وكلاء نيابة على كلام نبيل
ولو وكيل النيابة السالك مفادكيش في تسهيل الدنيا والشغل مين هيفيدك يا ناهد! وبعدين دول مش أي وكلاء نيابة والسلام...نطق جملته الأخيرة بانتشاء وعينين متسعة أظهرت مدى جشعه
ده الراجل الكبير طلع منصبه كبير قوي ولما سألت عليه المحامي بتاع الشركة عندي قال لي إنه مترشح يمسك بعد النائب العام لو يعني النائب ساب منصبه لأي ظروف
كان يتطلع إلى والديه بابتسامة وانتشاء واضعا كفيه داخل جيبي بنطاله متطلعا بعينين تقطر غرورا كعادته في حين زادت ابتسامة ناهد التي تطلعت لنجلها بافتخار لتنطق بكثيرا من الزهو
نبيل إبني طول عمره شاطر وبيقع واقف وكل البنات ھتموت عليه
طالعها مقوسا فمه لينطق بطريقة تهكمية
متتفرديش وتتني قوي كده إلا لما نشوف أمارة والبنت توافق على سي نبيل بتاعك
هتوافق يا بابا وقريب جدا...قالها بثقة عالية ليتابع مسترسلا بابتسامة
جهزوا نفسكم لزيارة سيادة المستشار علام زين الدين قريب قوي.
٭
مع غروب شمس اليوم داخل مطبخ قصر علام زين الدين يلتفتن العاملات حول الطاولة المستديرة المتواجدة بالمنتصف يحتسين مشروبا باردا صنعته إحداهن ليتمتعن به في وقت راحتهن صدح صوت ذاك الهاتف المعلق بالحائط والخاص بخدمة ساكني القصر تحركت السيدة سعادلتجيب بجدية ورأس مرفوع
ألو
أجابها فؤاد من غرفته الخاصة
إبعتي لي حد من عندك يوضب لي شنطة هدوم تكفي تلات أيام سفر يا سعاد
بمنتهى العملية أجابته
تحت أمر حضرتك يا سيادة المستشار حالا وداد هتكون عندك
قاطعها بهدوء
بلاش الوقت
توقف عن الحديث لينظر بساعة يده ثم تابع
إبعتيها كمان نص ساعة بالظبط أكون خلصت الشاور بتاعي علشان أشوف الهدوم اللي هتحطها وأقول لها على كام حاجة معينة
أوك يا باشا.
أغلق معها ليلچ إلى الحمام مباشرة أما بالمطبخ انهت المكالمة لتنطق بنبرة جادة
وداد جهزي نفسك بعد نص ساعة بالظبط هتطلعي لفؤاد باشا علشان تجهزي له شنطة هدومه
باغتتها عزة بسؤالها المتعجب
شنطة لإيه يا مدام سعاد!
سحبت المقعد لتعود للجلوس من جديد ثم تحدثت بجدية
الباشا بيقول إنه مسافر يومين
اتسعت عيني الأخرى لتقول بشرود
إيثار مجابتليش سيرة الموضوع ده يعني!
وتابعت وهي تحتوي فكها بأصابع يدها
وبعدين من إمتى الباشا بيخلي حد ېلمس هدومه غيرها!
شملتها سعاد بنظرة ساخرة وهي تقول متهكمة
وهي الهانم لازم تقدم لك تقرير عن كل حاجة بتحصل معاها ولا إيه يا ست عزة!
ضحكت العاملات ساخرة من عزة مما جعلها تستشيط ڠضبا لتقول بنبرة حادة وعيني تطلق شزرا
أه يا حبيبتي كل صغيرة وكبيرة في حياتها بعرفها
قاطعتها بلهجة حماسية تلك الفتاة الجالسة بينهن والتي انضمت حديثا لفريق العاملات
إسمحي لي حضرتك أطلع أنا أوضب الشنطة لسيادة المستشار
تطلعت عليها وداد وقبل أن تعترض تابعت الأخرى بنبرة ماكرة
وداد يا حرام تعبانة طول اليوم من التنضيف ومن حقها ترتاح شوية
إبتسمت وداد لتتحدث بارتياح بعدما نال إسلوب الفتاة على استحسانها
خلاص يا مدام سعاد خليها تطلع هي بدالي أنا فعلا حاسة بتكسير في كل جسمي ومحتاجة ارتاح وكمان مش هقدر أطلع السلم
إبتسمت الفتاة بمكر لنجاح مخططها لتنطق سعاد بجدية
مفيش مشكلة إطلعي بدالها
لتتابع وهي تشير بسبابتها بتحذير شديد
بس خلي بالك كويس وبلاش تعملي فوضى وإنت بتسحبي الهدوم من الدولاب وتلبسي القلفز لأن الباشا مبيحبش حد ېلمس هدومه
وأكملت مسترسلة باستغراب
المفروض إن إيثار هانم هي اللي بتجهز له شنطته بس إحنا بنفذ الأوامر
ضيقت عزة بين حاجبيها وهي ترمق الفتاة بنظرات ثاقبة تلك الفتاة في بداية العقد الثاني من عمرها الثالثة والعشرين تدعى هندتمتلك وجها حسن وجسد متناسق أنثوي من الدرجة الأولى صاړخة الجمال كما يطلقون على شبيهاتها حضرت عن جديد إلى القصر لتعمل به بعد أن فقدت عملها في منزل المهندس أحمد الزين بعد أن قامت نجوى زوجة أحمد بطردها أمام الجميع بأحد التجمعات العائلية بعد أن تعرقلت ساق الفتاة في مما جعلها تقع على وجهها ويقع معها طقم الكؤوس التي ورثته تلك النجوى عن والدتها مما جعل الډماء تغلي بعروقها وټنفجر لتهجم على الفتاة وكادت أن ټصفعها لولا تدخل أحمد وعلام وفؤاد وقد أصرت على طردها بكثيرا من التعنت بكت الفتاة بشدة وكادت تتوسلها دون فائدة مما جعل علام يتدخل ويأخذ الفتاة لتنضم للعاملات داخل قصره بعدما لان قلبه لدموع الفتاة وتوسلاتها وباتت تتحدث عن حاجتها الملحة لهذا العمل.
وقفت عزة لتنطلق إلى الخارج تبحث عن تلك المغيبةإيثار وجدتها تجلس بجوار والداي زوجها وأولادها الثلاث زين الدين تاج المشاغب مالك نطقت بنبرة أظهرت كم توترها
تعالي معايا عوزاك في حاجة مهمة
قطبت جبينها وسألتها متعجبة
فيه إيه يا عزة
مفيش كنتي عاوزة أخد رأيك في حاجة تخصني...قالت جملتها بجدية نطقت عصمت وهي تحس زوجة نجلها للذهاب
قومي معاها وشوفيها عاوزة إيه
نهضت لتنطق بتهذيب
بعد إذنكم
خرجت معها إلى الحديقة فالتصقت تاج بجدها وارتمت داخل أحضانه وهي تقول بدلال مفرط
جدو هو أنا قولت لك النهاردة أنا بحبك قد إيه
يحفظ طباع حفيدته ويحفظ شخصيتها عن ظهر قلب أشار بكفه لينطق بمداعبة
سيبك من الكلام ده وهاتي من الأخر وقولي عاوزة إيه يا بكاشة
ابتعدت لتتطلع عليه وهي تسأله بإندهاش مفتعل
إنت تعرف عني إني بكاشة يا جدو
ضحكت عصمت وتحدثت بما أكد حديث زوجها
هو جدك بس اللي يعرف يا تاج العيلة كلها عارفة إنك بكاشة ودلوعة
تعالت ضحكات زين ومالك الذي تحدث بكلمات تصاحبها قهقهة ساخرة
يا بكاشة يا عيوطة يا تاج
مطت شفتيها وربعت ساعديها بحدة ثم نطقت وهي تتطلع على جدها تشتكيه بملامة
عاجبك تريقة زين ومالك عليا دي يا جدو
لم يرق لعصمت اتهامها لتؤأمها الخلوق فتحدثت بنبرة عاتبة
هو زين يا حبيبي نطق بحرف واحد !
قولي لها يا نانا...نطقها ذاك الرزين لتهتف الفتاة باستياء
وهو ضحكه عليا ده مش تريقه ولا الاستاذ مالك وخفة دمه اللي مغرق القصر فيها
أخرج الصغير لسانه قاصدا إغاظتها وبالفعل حصل على ما أراد فاستشاطت الفتاة
قرر علام التدخل كي يفض ذاك الڼزاع قبل أن يحدث ويتحول لمشادة كلامية وحرب شرسة فابتسم للفتاة وهو يربت على كفها باحتواء
سيبك منهم وقولي لي عاوزة إيه من جدو يا حبيبتي
تبسمت وظهر عليها الارتياح ثم نطقت متحمسة
المدرسة عاملة رحلة لانجلترا هيقعدوا هناك إسبوعين بس
وتابعت وهي تمرر كفها فوق صدره بحنان
ممكن تسمح لي أروح أنا وزين
إتكلمي عن نفسك لو سمحتي...نطقها زين وهو يعدل من وضع نظارته الطبية ليتابع مسترسلا بعملية ووقار وكأنه رجلا تخطى الثلاثين من عمره
أنا الفكرة نفسها غير مطروحة للنقاش بالنسبة لي
تكلمت بلطف ولين كي تستحوذ على قلب شقيقها فيقتنع
ليه يا زين كل أصحابنا رايحين وصدقني هننبسط جدا
وتابعت بعينين متوسلة
بليز يا زينو توافق
أشار بكفه بحزم
متحاوليش وياريت توفري الجدال لأنه مش هيفيد حد فينا غير إنه هيرهق عقلك ويستنفذ طاقتك وطاقتي
وتابع بجدية وصرامة
أنا واخد قراري والأمر محسوم بالنسبة لي وزي ما سبق وقولت لك غير مطروح للنقاش
إنت سخيف زيك زي أخوك بالظبط...قالتها بانفعال شديد فقاطعتها عصمت هادرة
تاج نقي ألفاظك وإنت بتتكلمي مع إخواتك
تثاوب الصغير فحملته عصمت فوق ساقيها وسألته بحنو يقطر من نبراتها
إنت عاوز تنام يا حبيبي
أومأ برأسه وهو يقاوم فتح أهدابه أخذته بأحضانها ليغلق جفنيه سريعا بعد أن قامت بتقبيل وجنته الناعمة وهي تبتسم وتقول
يفضل يتشاقى طول اليوم وفي لحظة ينام على نفسه
ضحك زين وهو يقول
من يومين كان طالع من المطبخ وببص لقيته جري هنا على الكنبة واتمدد جنبي و في لحظة لقيته راح في النوم
ضحك الجميع فلاحظ علام ڠضب تلك الحانقة فتحدث بهدوء
إنت فاتحتي بابي في موضوع الرحلة دي
هزت رأسها ونطقت بيأس
لا لأني عارفة إنه هيقول لي كلمته الشهيرة قولي لمامي... قالت جملتها الأخيرة وهي تهز رأسها بتهكم فقاطعتها عصمت قائلة بتأكيد
فؤاد عمره ما هيقول لك كده بخصوص موضوع مهم زي ده هو أه بيسيب بعض الأمور تحت تصرف مامتك لكن ده في الأمور بسيطة أما بخصوص موضوع سفرك فده موضوع مهم ومستحيل بباكي يسيب القرار فيه لماما
إطلعي إتكلمي مع بابا وشوفي رأيه إيه... نطقها علام وهو يحتوي كتفها بساعده لتنطق متوسلة
طب ما تكلمه حضرتك هو بيحبك وأكيد هينفذ أوامرك بدون نقاش
مقدرش أتدخل في حاجة ليها علاقة بتربية أبوك وأمك ليك يا تاج أتدخل يوم ما ألاقي قراراتهم هتضرك وتضر مستقبلك إنت أو أي حد من إخواتك غير كده أنا أسف.
ربعت ساعديها وزفرت بقوة دلت على كم استيائها
٭
بالخارج
سحبت عزة إيثار من كفها وتحدثت بنبرة عاتبة
كده يا إيثار بقى بعد العمر ده كله بتخبي على عزة
وشملتها بنظرات ملامة
بقى أعرف موضوع سفر الباشا زيي زي الغريب
واسترسلت وهي تدق على كفيها
ده أنا شكلي كان زي الزفت وهي الولية اللي اسمها سعاد بتدي أوامر لوداد علشان تطلع تجهز له الشنطة
لتتابع بنظرات مشټعلة
واللي غاظني أكتر البت الجديدة أم چيبة محزقة وملزقة اللي طلعت لنا زي الخازوق دي كمان البت يختي اتنطرت زي اللي لسعتها عقربها أول ما سمعت سعاد بتقول ل وداد تطلع ونطت في الكلام وهتطلع هي بدلها
جذبت رسغ الأخرى لتتابع هاتفة
البت دي أنا مش مرتاحة لها يا إيثار مسهوكة كده ومش عجباني حركاتها ولا لبسها
كانت تستمع لها بعدم استيعاب لتسألها باستهجان وكأن الأخرى تهزي
إنت بتخرفي وتقولي إيه يا عزة
سفر إيه وشنطة مين دي اللي تتوضب!
شنطة جوزك يا ست الهوانم
لتتابع متوجسة بعدما بدأ الشك يساورها
أنا شكلي كده ظلمتك إنت باين عليك متعرفيش
هتفت بعينين متسعتين
عزة إنت بتتكلمي بجد أنا جوزي فعلا مسافر وأنا معرفش!
كادت أن تتحدث لكنها توقفت حين اندفعت الأخرى پجنون نحو الداخل ومنه للدرج فتحدثت الأخرى بنبرة لائمة
منتيش ناوية تجبيها لبر يا بنت منيرة لساني نشف ودلدل وأنا بقول لك تستسمحي جوزك وتصالحيه وتنهي الخناقة اللي مش باين لها أخر دي إبقي خلي بقى كرامتك تنفعك لما ينفيك ويستغنى عنك واحدة واحدة.
صعدت إيثار عدة درجات لتتوقف بعدما استمعت إلى صوت والد زوجها الرزين
تعالي يا إيثار عاوز أتكلم معاك في موضوع مهم يخص تاج
ابتسمت الفتاة ولكن سرعان ما زالت البسمة وتجهم وجهها حين استمعت لتلك التي انطلقت على الدرج كطلقة المدفع لتتحدث وهي تتسلق الدرج على عجلة من أمرها
هشوف فؤاد وانزل لحضرتك تاني يا بابا
هتفت الفتاة بطريقة حانقة
شايف يا جدو علشان تعرف إني أخر إهتمامات مامي
بلاش إفترى يا تاج مامتك واخدة بالها منكم كويس... جملة قالتها عصمت لتهدأت روع الفتاة لتتابع حين لمحت عزة تلچ من الباب
هاتي واحدة من البنات تشيل مالك وتاخده على أوضته يا عزة
تحت أمرك يا دكتورة...وتابعت متعللة
أنا والله لولا الغضروف اللي عندي كنت شيلته أنا.
بالأعلى
قبل قليل
داخل الغرفة الخاصة بفؤاد وزوجته خرج من الحمام مرتديا مئزره الخاص بالإستحمام تتدلى قطرات المياه من شعر رأسه لتنزل على صدره العريض بطريقة ملفتة للنظر من يراه يقسم بداخله أنه لم يتعدى الثلاثين من عمره بعد من شدة جاذبيته وجسده الرياضي فمازال يحافظ على رشاقة جسده باتباع الرياضة دوما وقف أمام مرآة الزينة وأثناء ما كان يقوم بتصفيف شعره استمع لقرع فوق
الباب وبعد السماح للطارق ولچت تلك الفتاة هند وتحدثت بنبرة رقيقة واحترام
مساء الخير يا باشا مدام سعاد بعتاني علشان أوضب لحضرتك الشنطة.
أشار بكفه دون الإلتفاف وتحدث وهو يتابع تصفيف شعره
إدخلي
إلتفت وأمسكت الباب إستعدادا لإغلاقه ليباغتها صوته الحاد
الجزء الثاني
بالأعلى
قبل قليل
داخل الغرفة الخاصة بفؤاد وزوجته خرج من الحمام مرتديا مئزره الخاص بالإستحمام تتدلى قطرات المياه من شعر رأسه لتنزل على صدره العريض بطريقة ملفتة للنظر من يراه يقسم بداخله أنه لم يتعدى الثلاثين من عمره بعد من شدة جاذبيته وجسده الرياضي فمازال يحافظ على رشاقة جسده باتباع الرياضة دوما وقف أمام مرآة الزينة وأثناء ما كان يقوم بتصفيف شعره استمع لقرع فوق الباب وبعد السماح للطارق ولچت تلك الفتاة هند وتحدثت بنبرة رقيقة واحترام
مساء الخير يا باشا مدام سعاد بعتاني علشان أوضب لحضرتك الشنطة.
أشار بكفه دون الإلتفاف وتحدث وهو يتابع تصفيف شعره
إدخلي
إلتفت وأمسكت الباب إستعدادا لإغلاقه ليباغتها صوته الحاد
سيبي الباب مفتوح.
أصابها الإرتباك وهزت رأسها عدة مرات متتالية ليتابع هو بعملية
خرجي لي تلات اطقم داخلية ورصيهم تحت وبعدها الترنجات ولما تخلصي هقول لك تحطي إيه تاني
أومأت بحماس وأخرجت القفازات وبدأت بارتدائها وهي تنظر لانعكاس وجهه كي تنال إرضائه جذبت الحقيبة وبدأت برص الثياب كما أخبرها كانت تسترق منه النظرات الإعجابية متمركزة بنظراتها على فتحة صدره وفجأة ولچت تلك الغاضبة تتلفت حولها بتمعن إشټعل جسدها بڼار الغيرة حين تطلعت عليه ورأته بكل تلك الجاذبية يا له من وقح كيف له أن يقف هكذا أمام أنثى غيرها وتلك الحقېرة من تكون كي تتواجد بمكان واحد مع حبيبها وتحظى برؤيته المهلكة تلك
شملت الفتاة بنظرات يملؤها الإزدراء فمنذ حضورها إلى القصر وهي لا تروق لها فشخصيتها غامضة وعليها علامات استفهام بالنسبة لها ملابسها الضيقة تستثير ڠضبها تمايلها بمشيتها وغنچها المبالغ به يثيران حنقها نظرت لفتحة صدرها التي تظهر جزءا وتحدثت بحدة أظهرت كم وصولها للڠضب
سيبي اللي في إيدك ده وإطلعي برة
تطلعت الفتاة إلى ذاك الذي يواليهما ظهره ومازال يصفف شعره بلامبالاة لتقول بصوت يحمل دلالا أنثوي
هوضب شنطة الباشا وهخرج على طول يا هانم
استشاط داخلها وهي ترى تلك الفظة تعود لترتيب الثياب وكأن حديث الأخرى مجرد صدى صوت أو فقعات هواء لا قيمة لها ومازاد من حنقها هو ميل الفتاة بجسدها على الحقيبة بطريقة ملفتة مما أحرق قلب إيثار وجعل نيران الغيرة تأجج بقلبها لتصيح بحدة وهي تصك على أسنانها
قولت لك إطلعي برة ومشوفش خلقتك هنا في الأوضة مرة تانية
إعتدلت الفتاة ثم نظرت إلى فؤاد تنتظر رده رأى وقوفها في انعكاس المرآة ليعتدل يطالعها ثم تحدث بحسم وعينين جامدتين
إنت مش سامعة كلام الهانم!
أنا مستنية أشوف أوامر حضرتك يا باشا علشان اشوف هعمل إيه... قالتها پانكسار علها تكسب تعاطفه
رمقها بنظرات حادة لينطق بلهجة صارمة أرعبتها
أوامر إيه اللي بتتكلمي عنها الحرف اللي المدام بتنطقه أمر وينفذ في الحال مفهوم
ابتلعت لعابها من هيئتة المخيفة وبلمح البصر كانت تترك ما بيدها ثم هرولت سريعا صوب الباب لتفادي ڠضب تلك الحانقة وبعد أن أغلقت الباب خلفها إبتسمت بخبث ثم استمالت نحو الباب لاستراق السمع
بالداخل نطق بنبرة صارمة بعدما والاها ظهره يتطلع لهيئته ويتابع نثر عطره على جسده بسخاء
ياريت بعد كده تخلي بالك من تصرفاتك قدام الخدم
ثم أكمل مسترسلا بجدية بعدما رأى نظراتها المتعجبة
مكنش فيه داعي تطلبي من البنت إنها تخرج وتسيب اللي في إيدها وإنت عارفة ومتأكدة إنها بتنفذ أوامري
وتابع بما أفقدها إتزانها
قللتي من نفسك قوي قدام البنت
اتسعت عينيها غير مستوعبة أنها تستمع إلى تلك الكلمات من زوجها فنطقت بذهول
إنت بتقول لي أنا الكلام ده يا فؤاد!
وبعدين هو مين اللي حطنا في الموقف البايخ ده مش إنت !
ثم صمتت لوهلة وكأنها تذكرت لتصيح بحدة
ثم تعالى هنا يا سيادة المستشار إنت مسافر بجد
نطق ببرود
على ما أظن الشنطة اللي قدامك أفضل إجابة على سؤالك.
يعني مسافر بجد وكمان من غير ما اعرف!
للدرجة دي وجودي من عدمه مبقاش فارق لك!
لم تجد منه سوى ذاك الصمت المريب الذي بات يرعبها فمنذ ما حدث في الشركة بأمر كشفها للمخطط وهو يتجاهلها تماما ولا يتحدث معها وبائت كل محاولات تقربها منه بالفشل الذريع حتى توقفت عن تلك المحاولات ووضعت كرامتها حائلا بينهما.
هرولت باتجاهه وجذبت ذراعه لتجبره على النظر لوجهها ثم صړخت بقوة واعتراض
رد عليا يا فؤاد متسبنيس أكلم في نفسي كالعادة
عاوزة إيه يا إيثار!...قالها بحدة أظهرت كم حنقه لتجيبه بضعف وهوان
عاوزة أعرف عقاپي ده إمتى هينتهي لحد إمتى هتفضل تذل فيا وتقلل مني
وتابعت مستنكرة باشمئزاز
كل ده علشان قررت أعتمد على نفسي في شغلي وأثبت جدارتي للمنصب اللي إنت بنفسك سلمته لي وأمنتني عليه!
وتابعت باتهام
وكأنك بتعاقبني على نجاحي واستقلاليتي
اللي جنابك شيفاه إثبات جدارة واستقلالية هو من وجهة نظري تسيب وعدم تحمل للمسؤلية
اتسعت عينيها ذهولا ليتابع هو بإبانة
الهانم نسيت إنها زوجة لرئيس نيابة منصبه حساس وإن إحتمال جدا الناس دي تكون قاصدة تضربني في شغلي عن طريقك ومرتبين خطة لتوقيع الهانم في الفخ وطبعا كالعادة الهانم ماشية بمزاجها
وأشار على نفسه
والمغفل أخر من يعلم
صاحت بحدة مستنكرة وضعها
وهو أنت محتاجني أبلغك! ما كفاية عليك جواسيسك اللي مالية الشركة واللي حتى مش مسموح لي أعرف هما مين
إحمدي ربنا إني بحميك من غباء عنادك... قالها مستنكرا لتصيح بصوت رافض
حافظ على كلامك معايا يا فؤاد.
بالخارج كانت تسترق السمع لما يقال خلف الأبواب بوجه مبتسم شامتا حتى استمعت لصوت أقدام يأتي من خلفها فارتبكت لتلتفت سريعا وجسدها بالكامل ينتفض ړعبا إطمئن قلبها قليلا حين رأت القادم هرولت سريعا وتصنعت بأنها خرجت للتو من الباب طالعتها الفتاة بلامبالاة وتوجهت لوجهتها التي تقصدها حتى وقفت أمام الباب لتستمع لصياح والديها مما جعلها تقطب بين حاجبيها باستغراب أخذت نفسا عميقا ثم أخرجته وتشجعت لتدق الباب بخبطات خفيفة استمعت لصوت أبيها فولچت لتتفاجأ بوقوف والديها كل أمام الأخر وكأنهما مصارعين داخل حلبة المصارعة برغم صمت أبويها المريب إلا أنها نطقت بصوت لطيف
ممكن أدخل يا بابي عاوزة أتكلم مع حضرتك في موضوع مهم
برغم جسده المشتعل ڼارا من حواره الحاد مع عنيدته والذي تحول لصراع إلا أن قلبه لان لتلك الحبيبة وما كان منه سوى أن فتح ذراعيه على مصراعيهما لينطق مستقبلا إياها
تعالي يا قلبي
أسرعت بخطواتها حتى وصلت لأحضانه ثم تحدثت وهي تتطلع إلى حقيبة الملابس
هو أنت مسافر!
أجابها بهدوء
رايح كام يوم الغردقة في شغل
اومأت ثم تحدثت باستكانة
المدرسة عاملة رحلة ل لانجلترا مدتها إسبوع وكل أصحابي رايحين
ابتعدت قليلا وتطلعت بعينيها المتوسلة لمقلتي والدها في محاولة منها للتأثير عليه وتابعت مسترسلة
وأنا نفسي أروح معاهم قوي يا بابي
تطلع لعينيها وشعر بضعف كبير فتلك الصغيرة دون غيرها باستطاعتها السيطرة على قلب وامتلاك فؤاد علام نطقت إيثار مستبقة حين رأت التردد والحيرة يسكنان عينيه
مع إنك عارفة إن السفر لوحدك لأي دولة من غيرنا مرفوض يا تاج إلا إنك كل فترة بتحبي تثيري الجدل وتطلعي لنا بموضوع تنكدي بيه على نفسك وكأنك بتتعمدي إنك تحسي وتعيشي شعور المظلومة اللي عايشة بين شوية مستبدين متعمدين يكبتوا حريتها.
تلائلائت دمعاتها الحزينة بمقلتيها وهي تستمع لكلمات والدتها القاسېة ثم توجهت بنظراتها نحو أبيها وكأنها تشتكيه حاوط وجنتيها بكفيه ثم تحدث بابتسامة قائلا
أنا موافق هكلم مديرة المدرسة بكرة وهجز لك إنت وزين
نزلت كلماته على قلبها كطلقات من الړصاص إخترقت قلبها دون رحمة وعلى الجانب الآخر فكان واقع كلماته مختلف تماما على الفتاة حتى أنها قفزت في الهواء عدة مرات متتالية وهي تقول بعدم استيعاب
بجد يا بابي
بجد يا حبيب بابي... نطقها ببالغ من الحنان لتنطق بفرحة عارمة ومشاعر شديدة الصدق
أنا بحبك قوي يا بابي
ثم صمتت بتفكر لتتابع بخيبة أمل ظهرت بعينيها
بس زين رافض فكرة السفر نهائي.
ابتسم لطمأنتها
سيبي زين عليا أنا هعرف أقنعه
إرتمت داخل أحضانه لتضع رأسها على موضع قلبه قبل أن تقول بنبرة تقفز منها السعادة
إنت أجمل وأحن بابي في الدنيا كلها أنا بحبك قوي.
ربت على ظهرها لتشكره الفتاة وتخرج مهرولة والسعادة والحماس يلازماها كانت تتطلع عليه وحزن عميق يحتل قلبها ويؤلمها لمعت عينيها بالدموع تأثر بالحزن الذي أصابها باتت تنظر إليه أملا في أن يتطلع عليها ويشرح لها سبب قراره دون مناقشتها وحينما طال تجاهله خرجت عن صمتها لتقول بلهجة أظهرت كم تأثرها
أول مرة تقرر لوحدك في موضوع خاص بالولاد من غير ما تناقشني فيه ونتفق!
وضع كفيه بجيبي الرداء ثم إلتفت باتجاهها وتحدث بطريقة حادة
وهو أنت كنتي أخدتي رأيي ولا ناقشتيني لما رديتي عليها بالرفض النهائي!
إنت بتعند معايا وتردها لي يا فؤاد... نطقتها بعيني متسعة ثم تابعت
وبعدين أتناقش معاك في إيه مش إنت بردوا اللي سيبت لي حرية التصرف في أي حاجة تخصهم من وهما صغيرين وقتها قولت لي إنك واثق في عقلي وحكمتي وإني هقدر أوفق ما بين الصالح ليهم ومتعتهم في الحياة!
رجعت في قراري زي ما أنت نقضتي وعدك ليا... طالعته بعدم استيعاب فتابع موضحا
لو الهانم فاكرة أول ما سلمتك منصبك طلبت منك متتصرفيش في أي حاجة غير لما ترجعي لي علشان أمانك وسيادتك يومها وعدتيني إن مفيش قرار ولا أي صغيرة وكبيرة هتحصل إلا لما تكوني مبلغاني بيها
نطقت مفسرة
دي غير دي يا فؤاد
بالنسبة لي واحد وياريت تتقبلي قراري وتقفلي على موضوع سفر الأولاد لأنه لو اتفتح هتزعلي ... قال كلماته وتحرك إلى غرفة الملابس دون انتظار ردا منها تاركا إياها في حالة ذهول من تغيره الكلي.
بنفس التوقيت تحديدا داخل حديقة منزل دكتور ماجد كانت الفتاة تتحرك ببطي تتحدث عبر الهاتف الجوال باستخدام سماعة الأذن توقفت وهي تقول بإنفعال لصديقتها المقربةعلياء
وأنا ليه أكون الطرف اللي أتحمل وأضحي كل مرة ليه ميضحيش هو علشاني ليه ميحسسنيش إنه شاريني ولو لمرة واحدة
وتابعت پألم ينخر بوسط قلبها
مرة واحدة بس في حياتي أحس إنه فعلا عاوزني يا علياء
على الطرف الأخر تحدثت الأخرى في محاولة منها لمؤازرة صديقتها والتخفيف عنها
وهو في إيده إيه يعمله ومعملهوش يا بوسي ما أنت بنفسك شايفة معاملة بباك ورفضه ليه وتابعت
يوسف عنده كرامة ومش هيقبل بإهانة دكتور ماجد ليه أكتر من كده
قاطعتها بحدة أظهرت كم الڠضب الكامن بداخلها
مش هيقبل الإهانة على نفسه لكن يقبل بخسارتي عادي
أجابتها علياء كي تخمد نيران قلبها المستعرة
ومين بس قال إنه خسرك يوسف قالها لي صريحة لما كلمته أخر مرة يا بوسي قال لي إنه مش هيتقدم لك غير لما يكون جدير بيك.
صاحت بحدة بالغة مستنكرة
وأنا بقى المغفلة اللي هقعد أستنى الباشمهندس لما يوصل للي يرضي غروره ويخليه حاسس إنه بقى أجمد واحد في الدنيا ومحدش يقدر يرفضه
وإنت قدامك حل غير كده... قالتها علياء بمنطقية لتجيبها الأخرى بإنفعال هائل
أه قدامي وقدامي اللي هقهر قلبه بيه وأخليه يندم على كل مرة لجأت له فيها وإستنجدت بيه وخذلني.
تحدثت صديقتها برجاء
بليز ممكن تهدي إنت بقيتي نرفوزة قوي وبطلي تقولي كلام مش هتقدري على تنفيذه
توقفت لتأخذ نفسا مطولا تحاول من خلاله تنظيم أنفاسها علها تستطيع كسب بعض الهدوء والسکينة اللتان فارقاها منذ رحيل ذاك الحبيب.
داخل المنزل كانت تعيد ترتيب خزانة ثيابها بمساعدة إحدى العاملات تفاجأت ببعض الطرقات الخفيفة وفتح الباب مباشرة دون إنتظار السماح تطلعت باتجاه الباب فوجدته ماجد الذي تحدث إلى العاملة بهدوء
سبينا لوحدنا وإنزلي على تحت
أومات بطاعة
حاضر يا دكتور
أغلقت العاملة الباب خلفها فنظر هو إلى تلك التي والته ظهرها وتابعت ما تفعل بالخزانة دون أدنى إهتمام تحرك حتى وصل لمكانها وبات مقابلا لها لينطق مستفسرا
ممكن أعرف هنفضل على الوضع ده لحد إمتى
وضع إيه اللي تقصده...فأجابها باستياء
الوضع اللي إنت حطانا فيه ده يا فريال إحنا بقينا مسخرة قدام الشغالين كل واحد مننا نايم في أوضة لوحده
صمت لبرهة حتى يستمع لمبرراتها وحين لم يجد ردا صاح متابعا بانفعال
ردي عليا وبلاش تختبري صبري عليك أكتر من كده
وكأنه بكلماته تلك قد استدعى شياطين ڠضبها فالټفت تطالعه بأعين حادة كنظرات الصقر لتهتف بحنق
صبرك عليا إنت كمان اللي طلعت صابر عليا لا يا دكتور فوق وخلي بالك من كلامك لو فيه حد صبر ولسة مكمل في البيت ده فهو أنا صبرت على تصرفاتك الغريبة معايا ومع بنتي لحد ما فاض بيا
هتف بحدة مفسرا
موقف وعدى يا فريال إيه حياتنا هتقف علشان إبن إيثار!
نطقت باستنكار
هو ده لب الموضوع يا دكتور إبن إيثار اللي حاطه في دماغك وشاغل نفسك قوي بيه
فريال الموضوع إنتهى وخلصنا واللي نهاه البيه إبن الحسب والنسب ... قالها وهو يشيح بكفيه ساخرا ليتابع مذكرا إياها بتأنيب
ولا أنت مسمعتيش الولد وهو بيهيني وبيهين بنتك قدام الكل!
محدش هان بنتك غيرك يا ماجد إنت اللي قللت من قيمتنا قدامهم... لتتابع پألم وقلب ېتمزق
كسرت قلب بنتك وعرضتها لأبشع موقف ممكن بنت تتعرض له ده غير مرات أخويا اللي إنت مصمم تخليني أخسرها بسبب أفعالك
عن عمد تجاهل حديثها عن ابنته وهتف مستنكرا كي يجعل شعور الذنب والخجل يتملكان منها
هو ده كل اللي يهمك في الموضوع خسارتك للكونتيسة مرات أخوك!
اللي إبنها أساس كل اللي إحنا فيه!... وتابع مستغلا الوضع
ده غير حقك في الشركة اللي ضاع على إديها
إحتدمت غيظا مع اتساعت عينيها لتنطق حانقة
إنت ليه مصر تفتح موضوع الشركة كل شوية مع إنك عارف إن بابا كتبها لفؤاد وأولاده وإداني مقابل نسبتي فيها فلوس!
كاد أن يتحدث لكنه قرر التوقف باللحظة الأخيرة كي لا يزيد من حدة ڠضبها أخذ نفسا مطولا يستعيد من خلاله هدوئه ثم اقترب عليها وتحدث بنبرة صوت رخوة وهو يملس على ذراعها
طب ممكن ننسى كل اللي حصل وترجعي على أوضتك
وأكمل وهو يقترب عليها برغبة ذكورية ظهرت بعينيه
إنت وحشتيني قوي يا فيري
إبتعدت بجسدها للخلف كالتي تنأى بحالها من الهلاك مما أصابه بذهول من هيأتها المذعورة تحمحمت لتنطق بصوت خفيض
أرجوك يا ماجد تبعد خلينا بعيد شوية لحد النفوس ما تصفى وترجع لطبيعتها
ثم تابعت بنبرة جادة
وعلى فكرة المفروض تروح للباشا وفؤاد وتعتذر لهم
بنبرة مستنكرة أعاد كلمتها
أعتذر لهم! وإيه بقى اللي أنا عملته من وجهة نظرك يستدعي الإعتذار
رفعت رأسها بشموخ ثم أجابته بقوة
لو مش شايف إنك تخطيت الأصول وتعديت على حرمة البيت وتجاوزت في حق يوسف اللي المفروض إنه ضيف بابا وفؤاد تبقى عندك مشكلة يا ماجد
كل ده أنا عملته!... قالها ساخرا ثم تابع بنفس اللهجة
طب إيه رأيك بالمرة أعتذر لإيثار هانم وإبنها
تملك منها اليأس فقد باتت أفعاله لا تحتمل وكأنه تبدل لشخص أخر لم تقابله من قبل شقت إبتسامة متهكمة ثغره قبل أن يقول رافعا رأسه بغرور
ولو معتذرتش هتعملي إيه
إخرج يا ماجد أنا تعبانة ومحتاجة أرتاح... صدم من ردة فعلها فللمرة الأولى تعامله بعدم إحترام وبدلا من أن يبحث عن السبب ويحاول إصلاح ما تم إفساده على يده ألقى عليها باللوم قائلا
أنا مش مصدق اللي بسمعه وشايفه قدامي وصل بيك الحال إنك تكلميني بالطريقة دي وتطرديني من ألأوضة علشان واحدة زي إيثار وإبنها!
وتابع مسترسلا بذهول
بتعملي كل ده علشان خاطر رفضت إن بنتي ترتبط بواحد عيلته كلها مجرمين وسوابق!
إنت واعية لتصرفاتك كويس يا فريال!
ظهر الإنهاك البدني والنفسي والعقلي عليها وهي تقول بنبرة مستسلمة
أرجوك يا ماجد تخرج وتسيبني لوحدي أنا معنديش أي طاقة علشان اتناقش بيها معاك ونتجادل
طالعها بأعين مذهولة فتابعت متوسلة
أرجوك.
هز رأسه بإيماء وتحدث
أوك يا فريال أنا هخرج وأسيبك بس صدقيني هتندمي على كل ده لما تظهر لك شخصية الست إيثار الحقيقية وتتأكدي من طمعها في مال عيلتكم وإنها دخلت العيلة مخصوص طمعا في ثروتكم وبكرة هفكرك بس للأسف هيكون فات الأوان والندم مش هيفيد وقتها.
ألقى بسيوف كلماته وتركها غارقة وسط دماء حسرتها وحزنها العميق على ذاك الذي تحول من زوج عاقل حنون إلى رجلا لم تتعرف عليه من قبل.
ليلا داخل حجرة فؤاد
كانا يتجاوران التمدد فوق السرير المشترك يتقلبان بعدم راحة وكأنهما يرقدان فوق صفيح ساخن تشعر باستعارة جسدها وكل ذرة به تنتفض ڠضبا أحقا قرر السفر وقام بجميع خطواطه دون إخطارها لولا عزة لكان رحل دون علمها قلبها يغلي ويحسها على النهوض والصړاخ بوجهه بإعتراض على كل ما يجري تريد الإعتذار منه والإرتماء داخل أحضانه بعد السماح ولتتنعم بدفيء أحضانه ورائحة جسده العطرة التي اشتاقتها شوق الزهور لحبات الندى لكن عقلها يأبي الرضوخ وخصوصا أن جميع محاولاتها السابقة بنيل رضاه بائت بالفشل الذريع أما هو فكان بين نارين ڼار الهوى والإشتياق لعطر خليلته ولشهد رحيق شفتيها وڼار سأمه من عناد تلك الفرسة الجامحة وعدم إنصياعها لقراراته التي وضعها وفقا لتأمينها لكنها بكل مرة ترمي بحديثه وقراراته بعرض الحائط وهذا بات يؤرقه ويستدعي جنونه عليها
قلبه يأمره بجذبها بقوة وإدخالها داخل أحضانه بل شق صدره وتخبأتها بين ضلوعه لكن عقله رافضا رفضا باتا والإستمرار في معاقبتها بالبعد عنه تأملا بتعلمها من أخطاء الماضي وتلاشيها بالمستقبل ظل كلاهما يتقلب بالفراش وكأنهما على جمر حتى غاب هو بغفوة رغما عنه مستسلما لإرهاقه استسلمت وهاجمها الحزن بعدما استمعت لانتظام أنفاسه وتأكدت من دخوله في سبات عميق تنهدت بأسى وظلت تفكر وتفكر حتى غلب عليها هي الأخرى النعاس.
استيقظ على صوت المنبه المزعج ليعتدل ساحبا جسده مستندا على ظهر التخت مسح بكفه على وجهه بحركة عفوية ثم استقر ببصره على خليلة الروح وجدها تتصنع الڠرق بغفوتها فتنهد مټألما للحال الذي وصلا إليه رفع الغطاء واتجه بهدوء صوب الحمام ليختفي خلف بابه استمعت لصوت غلق الباب ففتحت عينيها لتخرج من صدرها تنهيدة حارة توضأ وخرج ثم قام بتأدية صلاته إنتهى من ارتداء ثيابه وتوجه للحقيبة حملها وخرج على الفور بعد أن ألقى نظرة أخيرة على تلك الغافية وصراع عڼيف مع النفس أيتقدم إليها ويقوم بوضع قبلة وداع السفر أم يثبت على موقفه بالفعل انحاز للإختيار الثاني وخرج سريعا قبل أن يضعف استمعت لغلق الباب فرفعت جفونها سحبت جسدها للأعلى وباتت تمسح الغرفة بعينيها على أمل أن تجده مازال موجودا ينتظر إفاقتها ليدخلها بأحضانه ويعتذر عما بدر منه ليلة أمس شعرت بالأسى وبدون سابق إنذار هبطت دموعها لټغرق وجنتيها باتت تبكي مع ارتفاع شهقاتها المټألمة رفعت عنها الغطاء وتحركت باتجاه النافذة لتنظر من خلف الستارة بعد أن اختبأت خلفها وجدته يصعد إلى السيارة بالمقعد الخلفي وانطلق السائق متحركا للخارج ارتفع صوت بكائها ليخرج صوتها الباكي
معقولة يا فؤاد إزاي قدرت تسافر من غير ما تودعني وتطمن قلبي إنك هترجع بسرعة
وتابعت بشهقة عالية تقطع نياط القلب
هونت عليك إزاي يا حبيبي.
أمسكت هاتفها وتحدثت إلى مديرة مكتبها لتخبرها أنها لن تأتي اليوم إلى الشركة لإصابتها بإرهاق شديد
بعد مرور ساعة كانت تجلس في الحديقة تتناول قدحا من القهوة مع بعض الكعك الخفيف التي أصرت عزة على إحضاره بعدما رفضت الأولى تناول وجبة الفطار انضمت إليها عصمت بعدما علمت بوجودها بالمنزل وعدم ذهابها للعمل سألتها بهدوء
سعاد بلغتني إنك مروحتيش الشركة قولت أجي أشرب قهوتي معاك
أشارت للمقعد
إتفضلي يا ماما
جلست ثم سألتها باستغراب بعدما رأت انتفاخ عينيها واحمرار أنفها
مالك شكلك مش نايمة كويس
أجابتها في محاولة منها للهروب
أنا كويسة مرهقة من الشغل شوية
إوعي تكوني فاكرة إني مش واخدة بالي من تصرفاتك إنت وفؤاد في الفترة الأخيرة لا أنت كويسة ولا إبني كويس.
التزمت الصمت فتابعت الأخرى بحدة
أنا مش بقول لك كده ومستنية إنك تحكي لي لأني عارفة إن لا أنت ولا فؤاد بتحبوا تحكوا مشاكلكم الخاصة بس ياريت تخلي بالك لأن مشاكلكم بدأت تأثر على الأولاد
ضيقت بين عينيها وسألتها متعجبة
بتأثر إزاي حضرتك
أجابتها باستياء
إنت مش ملاحظة إنك مبقتيش تقعدي مع ولادك زي الأول ولا قرار سفر زين وتاج اللي اتفاجأنا بيه أنا والباشا
وتابعت بحدة ملقية عليها مسؤلية اتخاذ نجلها لذاك القرار وتبعياته
إزاي فؤاد ياخد قرار زي ده وهو عارف إن طول الوقت فيه خطړ على الأولاد وعليك!
أنا اتفاجأت بيه زي حضرتك بالظبط فؤاد عمل كده كنوع من العقاپ ليا.
سألتها بتشكيك
وإيه بقى اللي عملتيه يخلي فؤاد ياخد قرار متهور زي ده لوحده من غير حتى ما ياخد رأي الباشا!
أجابتها بحدة ترجع لعدم تقبلها لهجة عصمتالمدينة
حضرتك مسألتهوش ليه!
سألته طبعا بس كالعادة قال لي متشغليش بالك يا ماما مشكلة بسيطة وهتعدي...قالتها بحدة لتسترسل متهكمة
لكن المشكلة طولت يا إيثار ومش بس منكدة على إبني حياته لا دي بدأت تأثر على أحفادي
لم يرق لها حديث تلك السيدة فبرغم حنانها البالغ واحتوائها لها طيلة سنوات زواجها من فؤاد إلا أنها تتحول وتنحاز عندما يصل الأمر لسعادة نجلها وأحفادها وطالما كان هذا الحاجز بينها وبين إيثار عكس ذاك الراقيعلام فطالما عاملها كإبنة له واحتواها مثلها مثل فريال تماما إحتدم داخلها لتنطق بدموع ظهرت بمقلتيها
هو ليه حضرتك جايبة اللوم عليا لوحدي
وتابعت بإبانة
اللي مغير فؤاد هو وقوفي في الشركة وحلي للمشكلة اللي اتعرضنا ليها في الفترة الأخيرة واللي حضرتك على علم بيها يا دكتورة
وتابعت بإيضاح
وبرغم إن من حقي أثبت جدارتي في إدارة الشركة وأحل مشاكلي بنفسي إلا إني إعتذرت له وإتذللت علشان يسامحني إني مقولتلهوش
واسترسلت باستسلام وضعف
بس هو رافض إعتذاري قولي لي إيه اللي مطلوب مني أعمله ومعملتوش
أنا مليش دعوة بكل الكلام ده يا إيثار مشاكلك مع جوزك تحليها بنفسك وكان من الأولى بلاش تعملي الحاجة اللي بتنرفزه
وتابعت بأنانية
أنا اللي يهمني في الموضوع هو إن إبني وأحفادي ما يتأثروش
واسترسلت بإشارة من سبابتها
إنت عارفة كويس إن أكتر حاجة بټحرق دمي هي لما ألاقي إبني مش مبسوط
لم تنتظر رد الأخرى وتابعت بأمر
حاولي تحلي الموضوع وتراضي جوزك بأسرع وقت وياريت لو تكلميه النهاردة في التليفون وتحاولي تخليه يتراجع عن قرار سفر الأولاد أنا قلبي مش مطمن للسفرية دي
وتابعت بحدة ظهرت بعينيها
ولو لا قدر الله حصل حاجة للأولاد إنت اللي هتكوني مسؤلة قدامي.
انتهت من حديثها وأسرعت للداخل تاركة الأخرى وسط دوامة أفكارها المشتتة لم يكن ينقصها سوى والدة زوجها وتلميحاتها السخيفة تلك وكأن كل ما يهمها بالأمر هو تحسين مزاج نجلها وفقط.
أثناء دخول عصمت للمنزل قابلتها عزة التي كانت بطريقها بالقهوة إليها تحدثت
القهوة بتاعتك يا دكتورة
بحدة بالغة تحدثت
إديها للمدام بتاعتك يمكن لما تشربها تفوق وتوعى لنفسها
أسرعت بالدخول في حين إمتعضت ملامح الأخرى لتنطق بصوت خفيض
مالها أم قويق دي كمان
اقتربت من تلك الواضعة رأسها بين كفيها لتسألها
وإنت مالك إنت لاخرى شايلة طاجن ستك على دماغك ليه على الصبح ومالها الولية حماتك بتقول يا شړ إشتر من صباحية ربنا كده ليه!
سبيني في حالي يا عزة أخر حاجة محتجاها الوقت إني أقعد أجاوبك على أسألتك دي
وضعت القهوة وجلست مقابل لها ثم تحدثت بتبرم
مهي دايما كلمة عزة هي اللي بتقف في زورك مع إني قلبي عليك وبشوف اللي مسقطاه عنيكي وبدل ما تسمعي كلامي وتعملي بيه تقومي عليا وتقلبي.
٭
داخل الجامعة ولچت زينةإلى المقهى المخصص لتقديم الوجبات الخفيفة والمشروبات تطلعت على الطاولات لتتحرك صوب طاولة جانبية خالية من الأشخاص وجلست عليها بعدما طلبت تجهيز شطيرة لها وقنينة مياة عذبة وأخرى غازية جلست لتنتظر إعدادها من قبل العامل كان يجلس بإحدى الطاولات الفتيات اللواتي يركزن معها فنطقت إحداهن
مش عارفين تجروا رجل البت دي علشان تنضم لشلتنا
ضحكت إحداهن وهي تقول
إشمعنا يعني
أجابتها بابتسامة خبيثة
بصراحة أخوها دخل مزاجي وعاجبني وعاوزة أضرب صحوبية معاه
نطقت صديقتها بضحكة
هو اللي عاجبك بردوا ولا عربيته البي إم دبليو
نطقت بلهفة
لا بجد الواد مز قوي وعاجبني
أجابتها أخرى وهي ترمقزينة بإشمئزاز
ده لو Tom Cruise توم كروز في عز شبابه يغور من وشها دي بنت كئيبة وشبه البومة
وتابعت بامتعاض
أنا روحت أتعرف عليها من كام يوم وحاولت أتقرب لها طلعت قليلة الذوق وسخيفة جدا ده غير إنها فلاحة قوي في كلامها وتصرفاتها
وأشارت بكفها بإمتعاض وكبرياء
ماتتغروش في البراند اللي بتلبسها دي الهدوم مدارية الفلح بتاعها
ردت الفتاة الأولى
يا بنتي وانا مالي ومالها أنا عاوزة أخوها بصراحة أنا إتكلمت معاه من يومين كان واقف مستنيها برة جنب عربيته اتلككت وعملت نفسي تايهة وسألته عن شارع وصف لي الطريق وكان چانتيه جدا معايا عاملني بمنتهى اللطف والتحضر
نطقت إحداهن بعقلانية
يا بنات البنت شكلها خجولة ومعندهاش ثقة كفاية بنفسها هي رافضة أي حد يقرب منها فياريت تحترموا رغبتها وتسيبوها في حالها.
تطلعن لبعضهن وتابعن نميمتهم عليها.
بطاولة أخرى
تضم مازن ورفيقهإياد الذي تحدث وهو يبتسم لصديقه
العصفورة قاعدة لوحدها ما تيجي نزاحمها في القفص بتاعها
تطلع عليها بنظرات متفحصة قبل أن يقول بذات مغزى
إصبر يا عم إياد أنا بجهز لها خطة في دماغي هتخليها تقع في شباكي بمنتهى السهولة
ضحك الأخر وتحدث مصفقا
الله عليك يا مازن يا جامد
اما هي فتبسمت حين رأت دخول ذاك الرجل النبيلرامي لن تنسى له موقف التصدي لذاك الوغد حين كان يتحرش بها فمنذ ذاك اليوم وهي تراه كثيرا حيث كثرت صدفهم مرة داخل المكتبة الخاصة بالجامعة وفي الفناء وحتى هنا داخل المقهى كان يجلس بصحبة أصدقاءا له أثناء ما كان يمشط المكان بعينيه لمحها فجال بخاطره المرات التي رأها بها فوجد نفسه يبتسم تلقائيا رفعت بصرها لتتلاقى الأعين وسرعان ما سحبت خاصتها سريعا لتشغل حالها بتناول الطعام في محاولة للهرب من عينيه الساحرة ضحك على خجلها وتابع تمشيط المكان ليجد من يرمقه پحقد وكراهية تقطر من عينيه فغمز له مع ابتسامة مستفزة في حركة أشعلت نيرانمازن وجعلته يتوعد بسريرته بالإنتقام منه.
مرت الليلة الاولى على الحبيبان بمنتهى القسۏة ذاق كلاهما الأمرين في الإبتعاد واشتياق كل لحضن الأخر أشرق صباح يوم جديد فتحركت إلى الشركة بكامل لياقتها
ولچت للداخل تتحرك بخطوات ثابتة لإمرأة قوية واثقة من نفسها يلحق بها رجلين حراسة منتقاه بعناية لا يفارقاها أينما ذهبت وصلت إلى مكتب السكرتيرة فتوقف الرجلان لانتهاء مهمة توصيلها واكتفيا بهذا الحد وما أن لمحتها مديرة مكتبهاعالية حتى هبت واقفة وهرولت عليها باستنفار لتقول بنبرة متوترة
أنا بتصل بحضرتك من بدري وحضرتك ما بترديش
تحدثت إيثار بجدية
كان معايا تليفون مهم يا عالية
وتابعت وهي تتحرك باتجاه باب مكتبها الخاص
دي غير إني كنت قريبة من هنا وأديني وصلت تعالي نتكلم جوة وقولي اللي عندك
هتفت المرأة بصياح مرتبك وهي تراها تلف مقبض الباب إستعدادا لفتحه
فيه حاجة لازم حضرتك تعرفيها قبل ما تدخلي مكتبك
نطقت جملتها بعد فوات الأوان فقد تسمرت الأخرى بوقفتها وكادت مقلتيها أن تخرجا من عينيها مما رأت داخل المكتب.
ترى ما الذي رأته إيثار جعلها تتطلع إلى الداخل بحيرة وذهول واستنفار
إنتهى الفصل