رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل الخامس 5 بقلم روز امين

رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل الخامس 5 بقلم روز امين

رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل الخامس 5 هى رواية من كتابة روز امين رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل الخامس 5 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل الخامس 5 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل الخامس 5

رواية انا لها شمس الجزء الثاني بقلم روز امين

رواية انا لها شمس الجزء الثاني الفصل الخامس 5

لا تستهن بامرأة وقفت شامخة بمفردها أمام ريح عاتية كادت أن تقلعها لكنها صمدت حاربت وهي عزلاء بكل ما تمتلك من قوة ورفضت الرضوخ والإستسلام أمام جبروت البشر فمابالك وهي قوية مستندة بظهر سيد الرجال وأقواهم وأرجحهم عقلا فهل ستهرب من المواجهة! هيهات. 
إيثار الجوهري
لأول مرة يحدثها بتلك الطريقة الفجة وما زاد من سوء تصرفه أنه تم أمام جمعا ليس بالقليل من كبار موظفي الشركة إحتدم داخلأيهم غيرة على شقيقته ولولا نظراتها التي صوبتها إليه وطالبته من خلالها بضبط إنفعالاته لهب واقفا وأسرع مهرولا ليسدد له سيلا من اللكمات والصڤعات على ما اقترفه من خطيء بحق شقيقتهتمالك من غضبه بإعجوبة أما هي فابتسمت ببرود أثار ريبة ذاك المتعجرف وجعلته يتطلع إليها متفحصا تلك الإبتسامة المستفزةتحت استغراب واستنفار كلا من الموجودين لما يحدث ولتلك الطريقة الغير لائقة التي يتبعها ذاك الحانق بتلك التي ترأسه قطع خيط تفكير الجميع صوت هاتفها الذي صدح بالحجرة لتمسكه وتستمع دون رد تحت استنفار الجميع وانتظارهم الأخبار بقلوب متلهفةسوى ذاك الخائڼعزت البنداريالذي يجلس مطمئنا بفضل خسته وتسريبه كالعادة للمعلومات الخاصة بالمناقصة أغلقت الهاتف ثم نظرت لمديرة مكتبها وتحدثت 
عالية 
أومأت المرأة برأسها وتحركت صوب الباب بطريقة توحي لإتفاق سابق بينهما فتحت الباب لتشير لمن يقف خلف الباب قائلة  
إتفضل. 
صوبت جميع الأعين نحو الباب فولچ رجلا فارع الطول يرتدي حلة سوداء ترتسم الجدية على ملامحه الصارمة لم يتعرف عليه أحدا من السادة الجالسون لذا تعجب جميعهم اعقبه الدخول السيدموافي المسؤل عن غرفة تحكم ومراقبة كاميرات المراقبة إرتبك بساموبات يتحرك بعدم راحة فوق مقعده تبادلا النظرات هو وذاك الموافيليطالعه مستفسرا بنظرات فهم مغزاها الرجل فبادله بأخرى معناها أن لا علم له بما يجري قطع وصلهما صوت تلك القوية التي نطقت بصوت قوي ثابت وهي تشير للرجل  
أهلا يا أستاذحازمإتفضل شوف شغلك
أومأ برأسه بهدوء كتحية منه ثم تحرك صوب شاشة العرض المعلقة بالحائط والمخصصة لعرض صور المشاريع المستقبلية من خلالها أو أي شيء خاص بالعمل وبدأ بتوصيلها بجهاز الحاسوب الخاص به ثم أخرجفلاشة كانت بجيب معطفه العلوي وأدخلها بالجهاز خرج صوت بسامغاضبا ممتزج ببعض الرجفة مما بات يخشاه  
هو فيه إيه يا أستاذة مين الراجل ده وإيه اللي بيعمله هنا! 
واستطرد منفعلا  
وإزاي حد يدخل علينا أوضة إجتماع خاص وبدون علمي وإذني!
نفسا عميقا كي تتحكم بانفعالاتها أمام ذاك المنفعل الذي أصبح يعاملها بقسۏة وحدة أمام الجميع دون مراعاة مركزها ومكانتها سواء العملية أو العائلية وذلك بعدما بدأ بفقد السيطرة على ضبط النفس لتنطق بابتسامة زادت من استفزازه وتوتره  
أكيد هعرف حضرتك عليه يا أستاذ بسام 
واسترسلت بجدية وكأنها تحولت  
بس الأول خليني أقول لكم على الخبر المنتظر 
باتت توزع نظراتها الثاقبة بين الجميع لتكمل مسترسلة  
مبروك علينا المناقصة
وكأن ببضع الكلمات التي ألقتهم من فمها قد سحبت الأكسجين من الغرفة بالنسبة لبسام هلل الجميع سرورا وبدأوا يهنئون حالهم ماعدا عزت فقد تصبب العرق من جبهته وبصعوبة ازدرد ريقه وكأنه يصارع المۏت ويلفظ أنفاسه الأخيرة خرج صوت بسام مرتبكا وهو يسألها مترقبا  
هي المناقصة رسيت علينا إزاي !
رفعت حاجبها لتجيبه مستنكرة  
يعني إيه إزاي مش فاهمة ليه الإستغراب! 
برغم غضبه إلا أنه استطاع التماسك ليجيبها بابتسامة ساخرة 
يمكن إتعودت علشان أخر مناقصتين اللي أخدتهم شركة الصخرة بمنتهى السهولة والسذاجة مننا.
قطعت جملته الأخيرة بحدة إمرأة قوية صارمة تعلم جيدا ماذا تفعل  
إنك تخسر بعض المعارك ده شيء لا يعيبك على الإطلاق العيب إنك تنبطح وتتقبل وضعك بمنتهى الإستسلام والعيب الأكبر إنك تسيب نفسك محپوس جوة دايرة مقفولة عليك وتفضل تلف جواها زي التور اللي مغميين عيونة لازم تثور وتشيل غمامة عيونك وتدور على المخرج
بمغزى عميق وهي تترصد نظراته الزائغة  
بس عارف إيه هي الخسارة اللي لا يمكن تخطيها يا باشمهندسالخېانة.
قصدك إيه!... جملة خرجت بصعوبة من جوفه تحت مراقبة أيهم لتعبيرات ملامحه ونظراته المړتعبة
إبتسامة ساخرة كانت كفيلة بالرد عليه لتحول نظرها على ذاك الجالس حيث يرتعب داخليا من رد فعل تلك السيدة البنانية الحادة الطباع عندما يتقلب مزاجهاوجهت حديثها للجميع  
الوقت هنشوف كلنا قصدي إيه. 
الجميع في حالة استنفار وترقب ينتظرون رؤية ما سيشاهدونه من خلال الشاشة المعلقة وما تحمله تلك الإيثارمن مفاجأت قاطعت شرودهم بصوتها القوي وهي تشير للرجل بشموخ ورفعة  
إتفضل يا أستاذحازم شغل الفيديو وخلينا نتفرج على الخېانة في أبشع صورها.
مال بإيماءة بسيطة من رأسه ثم ضغط على زر التشغيل وبلحظة ظهر عزت البنداري وهو يترجل من سيارته أمام مبنى ضخم تظهر عليه لائحة كبيرة مكتوب عليها بالنصشركة الصخرة للإستيراد والتصدير إنتفض جسد الرجل لدرجة أنه أوشك على لفظ أنفاسه الأخيرة وقد توجهت جميع الأعين صوبه والشك والاستغراب يملؤ جميعها تحرك الرجل للداخل واختفى 
عودة لما قبل سبعة أيام من الآن كانت تجلس تلك ال رولا خلف مكتبها الفخم ولچت مديرة مكتبها لتخبرها  
رولا أستاذ عزت البنداري وصل وطالب يقابل حضرتك. 
أشارت لها بإيجاب فولچ الرجل ليلهث وهو يتفحص جمالها الخلاب بداية من شعرها الأصفر لزينة وجهها الصاخبة والتي تدل على جرأتها كامرأة جميلة تهتم بحالها تحدث بعينين زائغتين  
مساء الخير يا هانم
أشارت بكفها وهي مستندة للخلف واضعة ساقا فوق الأخرى تحرك مقعدها يمينا ويسارا بخفة  
أهلا وسهلا فيك إتفضل
جلس ثم أخرج الورقة التي بحوزته وتحدث  
دي الورقة اللي فيها كل المعلومات الخاصة بالمناقصة والأسعار اللي قدمتها شركة الزين للهيئة
مالت بجذعها لتلتقط حقيبة جلدية من اللون الأسود كانت بجوارها ثم تحدثت وهي تناوله إياها  
كتير حلو وهيدا المبلغ يلي اتفقنا عليه من قبل
هب واقفا واختطفها من يدها ثم فتح سحابها وبات ينظر للمال بلهفة مفرطة أظهرت جم حبه للمال مما جعل السيدة تطالعه باشمئزاز وتقليلا لشأنه أغلق الحقيبة ثم نظر إليها وتحدث متلهفا  
عقبال فلوس الصفقة الجاية يا هانم والمرة الجاية المبلغ هيكون أكبر
واستطرد بجشع ظهر بينا بعينيه  
حضرتك عارفة الأسعار بترفع كل يوم
أجابته بجدية  
ما عندي مشاكل بهالموضوع أهم شي بالنسبة لئلي هو الإخلاص وطول ما انت مخلص راح تاخد اللي بدك إياه
أومأ لها بطاعة وأخذ الشيك وخرج من الشركة ومازال السيد حازم يتابع تصويره توثيقا لخيانته ومدى خسته.
عودة لغرفة الإجتماعات
تصنم الجميع مما رأوه لتنطق وهي تصوب نظراتها باتجاه ذاك الخائڼ  
وبكده يبقى عرفنا مين الشخص الخاېن اللي بينا
تهته بالحديث ليقول  
أستاذة إيثار أنا أنا
إنت إيه.... قالتها بعينين تطلق شزرا ثم هبت واقفة لتدب على سطح الطاولة وهي تقول بحدة أرعبت الجميع  
إنت خاېن وحقېر يا عزتبيعت المكان اللي بقى لك سنين فاتح بيتك منه وخونت الناس اللي وثقت فيك وأمنتك على أسرار شغلها
رفعت كتفيها لتكمل متعجبة 
وكل ده ليه علشان شوية فلوس جاية من طريق قذر
نطق بخزي وجسد منتفض  
الشيطان كان أشطر مني يا أستاذة سامحيني وإعفي عني علشان خاطر ولادي الصغيرين
دي نفسك الضعيفة الأمارة بالسوء هي اللي غلبت عليك يا خاېن... قالتها باشمئزاز ثم انتقلت ببصرها إلى موافي الذي انتفض جسده أكثر لتتابع بابتسامة ساخرة 
ها يا أستاذ موافيمش هتقول لنا إديت لمين تسجيل العشر دقايق اللي إتقصوا من تسجيلات الكاميرات بتاعت الشركة!
إلتفت على الفور إلى بسام الذي ألقى له تحذيرا حادا من عيناه بألا يتحدث ولأنه يعلم مدى ضعفه أمام سلطة بسام الزين قرر الصمت والنأي بحاله من براثن ذاك الذي قام بتهديده من قبل وهدده بأنه سيفنيه من العالم إذا خرج ذاك السر من بينهما 
تحدث بهدوء بصعوبة بالغة استدعاه لينطق متنصلا  
انا مش فاهم حضرتك بتتكلمي عن إيه يا أستاذة إيثار!
عندما ساورها الشك بشأن خسارة الشركة لمناقصتين متتاليتين قامت باستدعاء شركة أمن خاصة وطلبت منها تتبع شركة الصخرة ومتابعة ما إذا كان أحد موظفي شركة الزين يلتقى بأحد مسؤلي الأخرى أم لا وأيضا استدعت خبيرا بالكاميرات لاكتشاف الخائڼ من خلال تسجيلات كاميرات المكاتب او العثور على ثغره تهديهم إلى الحقيقة أبلغها المتخصص الذي ولچ متخفيا ليلا إلى الشركة بمساعدة رجال الأمن حيث أخذوا الأمر منها شخصياوتسلل إلى غرفة المراقبة وللأسف لم يعثر على أي خيط يتتبعه للبحث عن الخائڼلكنه اكتشف قطع عشرة دقائق من التسجيل الخاص بمكتب عزتومن هنا طلبت من الرجل تكثيف مراقبتههتفت بحدة بعدما تأكدت من شكوكها أن لبسام يد باختفاء التسجيل  
عن تسجيل الجزء الخاص بإدانة عزت
واكملت 
اللي اتحذف واتسلم لحد بعينه
هنا تطلعت إلى بسامالذي لعنها بأفظع السباب بسريرته لتتابع هي  
أحسن لك تطلعه بالذوق بدل ما ابلغ البوليس وييجي هنا يخليك تخرجه ڠصب عنك.
بوليس إيه يا هانمأنا هقول على كل حاجةبس بلاش تدخلي البوليس...كلمات قالها پذعر ليقاطعه بسام الذي تحدث بعدما شعر بخسارته تقترب بل ومعه ڤضيحة كبيرة من الصعب محوها لو أزيح الستار عن الحقائق أمام الجميع  
إحنا محتاجين نتكلم لوحدنا شوية يا أستاذة إيثار
أشارت بكفها نحو الخارج  
إتفضل على مكتبي 
وقف أيهم بعدما قرر مساندة شقيقته لتشير هي له بالتوقف  
خليك مكانك يا أستاذ أيهم 
فبرغم شكوكها بأن بسام وراء ما يحدث أو على الأقل له يد إلا أنها ارادت أن تحافظ على ماء وجهه وحفظ كرامة العائلة حتى أمام شقيقها
ولچت بصحبته إلى المكتب لتنطق بحدة  
أنا سامعاك إتفضل فسر لي
أنا اللي خليت موافي يقص التسجيل ويدهولي...قالها بشموخ واكمل بمراوغة وهو ينفي شكوكها به  
بس مش علشان أداري على عزت ولا أأذي الشركة زي ما وصل لك وحسيته من نظراتك ليا أنا عملت كده علشان أحتفظ بيه قبل ما غيرنا يشوفه ويعرف اني كشفت عزت وبراقبه
حاجبها مستنكرة ليهتف هو مؤكدا بزيف  
هو أنت فاكرة إن مفيش غيرك تهمه مصلحة الشركة وبيخاف عليها ولا إيه! 
أنا كمان كنت جايب واحد وممشيه ورا عزت
نطقت بما اربكه  
ولما حضرتك ممشي وراه حد إزاي مكتشفتش تردده على شركة الصخرة! 
أجاب سريعا بعدما وجد مخرجا لا يقنع عقل طفلا  
الراجل كان عنده ظروف اليوم اللي عزت راح شركة المنافسين مراته كانت في المستشفى بتولد واتصلوا عليه وراح لها
حمدالله على سلامتها إبقى فكرني أبعت كادو بإسم الشركة للمولود...واكملت متهكمة  
هو ولد ولا بنت! أصلها بتفرق
استشاط داخله من حديثها المهين ليهتف غاضبا بعدما فقد السيطرة على هدوئه  
هو حضرتك بتتريقي ولا إيه يا أستاذة!
العفو يا باشمهندس...قالتها بملامح ساخرة لتتابع بحدة وصرامة بكلمات تحذيرية مبطنة 
بس ياريت تخلي بالك من رجالتك اللي بتختارهم بعد كدهومتقلقش على الشركةلأنها في عهدة إيثار الجوهري مرات سيادة المستشار فؤاد علام
واسترسلت بقوة  
أصحابها سلموني إدارتها أمانة
واكملت بإصرار  
وأنا عمري ما أفرط في الأمانة أبدا 
فهم مغزى ټهديدها وسألها مستعلما  
إيه مع عزت!
أجابته بصمود وهي تبسط كفها إليه  
إديني التسجيل والباقي سيبه عليا
تنفس ليكظم غيظه ثم أخرج جواله المحمول وبعث لها التسجيل بعد قليل كانت بغرفة الإجتماعات من جديد وقفت بشموخ أمام الجميع لتنطق بحدة لرجال الامن الخاصة بالشركة بعدما قامت باستدعائهم  
خدوا الخاېن ده وحطوه في أي مكتب على ما البوليس يوصل
بات ېصرخ مستنجدا ومتوسلا إليها تحت نظرات الجميع المتعجبة من قوة تلك المرأة التي لم تهتز وذاك المشهد العجيبحولت بصرها لذاك الموافي المړتعب وتحدثت  
إنت مرفود يا موافي ومش بس كده هيتكتب في إستمارة إقالتك إن السبب هو خېانة الأمانة وتعريض الشركة للأذى والضرر وإبقى وريني بقى أي شركة هترضى تشغلك مع سجلك الإسود ده
ثم تبادلت النظرات بينه وبين بسام وتابعت بمغزى عميق  
واحمد ربنا إني عاملة إعتبارات لأمور خاصة مرتبطة بسمعة الشركة والعيلة وإلا قسما بربي ما كنت خرجت من هنا غير على السچن زيك زي الخاېن عزت
نطق بعينين تكاد تبكي من شدة الندم  
أستاذة إيثار أرجوك لازم تسمعيني وتعرفي اللي حصل بالتفصيل أنا مليش ذنب في اللي حصل 
وصړخ وهو يوجه حديثه إلى بسام  
جبت التسجيل وسلمته للباشمهندس زي ما طلب مني وكنت فاكر إنه هيقول لحضرتك بس هو قال لي....
قاطعه بسخط مرتبك كي لا يفصح عن ما تم حياكته بينهما ويظهر تضليله لها  
إخرس يا موافي الأستاذة إيثار عارفة كل حاجة حصلت بالتفصيل
وتابع بزيف كي ينفي عنه تهمة التواطيء للضرر بمصالح الشركة 
وعارفة إني أخدت التسجيل علشان ميوقعش في إيد عزت وياخد باله ويحرص وعارفة كمان إني كنت براقب عزت علشان أكشفه
رمقته باشمئزاز ثم تحدثت إلى موافي  
روح على الحسابات علشان يسلموك باقي مستحقاتك يا موافي أنا مبلغاهم بكل حاجة
وتابعت متهكمة 
المبلغ ده علشان يعينك على الحياة لحد ما تلاقي محل كشړي ولا صاحب عربية فول وطعمية واقفة على ناصية شارع يرضى يشغلك من غير ما يشوف السي في بتاعك
واكملت  
يا خسارة يا موافي ضيعت نفسك بسكوتك عن الحق وصمتك المخزي وإنت شايف المكان اللي فاتح بيتك بيخسر واحتمال ينهار دي كانت قرصة ودن ليك ويارب تتعلم منها وتخلي ضميرك دايما صاحي
وتابعت بصدق  
إنت أكتر حد صعبان عليا في الموضوع ده كله على الاقل عزت قبض تمن خيانته فلوس لكن إنت خنت بدون مقابل
خرج موافي لتنطق وهى تنظر للجميع  
كلنا شوفنا بعيونا نهاية الخېانة وجزائها عندي بيكون إيه
واسترسلت بقوة لتبث داخل أرواحهم العزيمة 
من النهاردة عاوزة عيون الكل مفتحة كلنا هنبقى إيد واحدة ومهمتنا الأساسية هي ټدمير شركة الصخرة من هنا ورايح هيشوفوا رد شركة الزين بيكون عامل إزاي على كل اللي يتجرأ وييجي علينا واحدة بواحدة والبادي أظلم. 
صفق لها الجميع وأظهروا دعمهم بالهتاف تحت ڼار قلب بسام المشتغلة
خرج الجميع ليلقي بسام نظرة ساخطة عليها قبل أن يخرج بادلته إياها بأخرى متحدية ذهبت هي الأخرى إلى مكتبها بصحبة أيهم الذي اقترب منها متحدثا بعدما قصت عليه ما حدث  
لازم تبلغي فؤاد وسيادة المستشار على اللي عمله بسام ده إنسان غبي وكان هيضيع الشركة بحقده لازم يتعاقب يا إيثار
أكيد هبلغ فؤاد... قالتها لترتمي فوق مقعدها بإرهاق محاربة.
٭
بمكان أخر بمدينة ستراسبورغ المتواجدة بدولةفرنسا
داخل منزل فخم يوحي بثراء ساكنيه انتفض من مقعده كالملسوع ليهتف بحدة مستنكرا بعينين غاضبتين وهو يتحدث عبر الهاتف  
إنت بتقولي إيه يا لاراوإنت كنتي فينو إزاي تسمحي بحاجة زي دي تحصل!
حياتي فيك تهدى بليز...قالتها لتستدعي هدوءه ليصيح الآخر وهو يسحب شعر رأسه للخلف پجنون يكاد أن يقتلعه من جذوره  
أهدى إيه وزفت إيه بعد ما إيثار علمت عليك إنت ورجالتك الهبل دول
غيرتها المرة وشعور الغليان الذي يصيبها عندما تستمع لذكر زوجها لحروف اسم تلك الغريمة لكنها استطاعت ضبط النفس لأبعد الحدود لتنطق بإبانة  
بليز فيك تهدى وأنا زيي زيك بالزبط مابعرف شو يلي صار لحتى تطير هالمناقصة من ايدينا المحامي كان كتير مطمني ومأكدلي إنو هالمنائصة ما راح تطلع من بين إدينا
واسترسلت موضحة 
وهيداك الموظف يلي اسمه عزت جبلي الفايل تبعن يلي فيه كل المعلومات اللي قدموها
صاح بسخط غاضب  
واضح يا هانم إن الموظف عميل عندها ولعب عليك إنت والمحامي الأهبل بتاعك
أجابته باقتناع  
يلي عم تحكيه مش مزبوط وما ممكن يكون حقيقي هايدي مانا اول مرة بنشتغل فيها مع هالزلمة بترچاك حياتي تهدي حالك وأنا راح أتصرف
واسترسلت وهي تنظر أمامها بتوعد 
شكلي ماعرفت أقيم هالمرة منيح لكن بوعدك راح فتح عيوني أكتر من هيك والضړبة الجاية بتكون القاضية لئلها
تحدث بصوت مهزوم  
إقفلي يا لارا انا متضايق ومش قادر أتكلم
أوك...قالتها باستيعاب لغضبه لتكمل 
راح اتركك هلا وبنحكي بعدين.
اغلق هاتفه وباتت شياطين العالم تتراقص أمام عينيه للمرة التي لا يعلم عددها تفوقت عليه إيثار بات داخله يغلي من شدة غضبه فقد عزم الأمر على ټدمير تلك الشركة التي تديرها ليثبت للجميع فشلها لعل عائلة زوجها وهو أولهم يغضبون عليها ويسخطون ولعل الأمل يتجدد داخله بتطليق زوجها لها فبرغم زواجه بأخرى جميلة ومنمقة وسيدة مجتمع من الطراز الأول إلا أن مازال لعشقها داخله مكانا لم تطأه قدم إحداهن إلى الآن
أفضال زوجته الكثيرة عليه حين سافر إلى فرنسا بعد حاډث القبض على شقيقه قابلها بعدما كان تائها بين طرقات المدينة يلهو هنا وهناك ويرتمي داخل أحضان النساء عله يستطيع نسيان ما حدث له ولعائلته من تشريد إلى أن قابلها فغيرت مجرى حياته بالكامل بعد أن أوقعها سلطان العشق في غرام إبن البنهاوي فقد كان وسيما للغاية جذبها بعفويته وتأذت لتيهته وشروده فقررت أن تساعده بالفعل أخذت بيده وادخلته لعالمها انجذب له أبيها بعدما علم ضخامة ثروته التي جمعها من مال الأثار وأيضا ما لم يعلمه الجميع ويعلمه هو عن وجود مقپرة ضخمة كان والده يضع بها مجموعة هائلة من الأثار ويخبأها للزمنولم يأمن أحدا على سره سوى ذاك المدلل عمرو حتى إجلال بذاتها لم تكن على علم عندما تقرب من والد لارا وأمن له صرح له بسره العظيم تحرك الرجل بعلاقاته المتعددة وقاموا بإخراج تلك الأثار وتهريبها خارج البلاد مما جعل الاموال تهطل عليهم كالأمطار الغزيرة تقاسم هو والرجل تلك الأموال وبدأوا باستثمارها فزادت وتكاثرت بشدةتزوج بعدها من لارا وأنجب ابنته نور وسليم الذي أسماه على اسم أبيها الذي ساعده كثيرا ومده بالقوة لما له من نفوذ بحكم علاقته برجال خارجين عن القانون.
إلى رنين الهاتف فرفعه لمستوى عينيه وجد غاليته الحبيبة أخذ نفسا عميقا لينطق بهدوء  
أزيك يا ماما
على الجانب الأخر هتفت إجلال بفرحة وهي تتحرك بوسط غرفتها التي أغلقتها عليها جيدا كي لا يستمع أحد ويعلم بأمر صغيرها  
إزيك إنت يا حبيبي وحشتني يا عمرو 
إنت كمان وحشتيني قوي يا ستهم...نطقها بتلقائية لتتسع عينيها وهي تنطق بحنين  
ياه يا عمرو الإسم ده كنت خلاص قربت أنساه لحد ما كلمتني إنت من كام شهر وفكرتني بيه
وأكملت تنتحب بحسرة على مجدها الزائل  
ستهم اللي الكل كان بيعمل لها ألف حساب ويتهز لإسمها رجالة بشنبات شافت ذل بعمرها كله من أهل الكفر الصغير قبل الكبير هانها وشمت فيها
نزلت كلماتها على قلبه كجمرات من لهب ليهتف بفحيح من بين أسنانه  
وحياة هيبتك لاجيب لك حقك من كل اللي جم عليك يا ستهموهوقف هم لك صف ورا بعضيميلوا ويبوسوا رجلك علشان ترضي عنهم وتسامحي. 
شعرت بانتشاء لتأخذ نفسا مطولا وهي تقول  
إمتى بس يا عمرو
قريبقريب قوي...قالها وهو ينظر أمامه بتعمق وابتسامة نصر ترتسم على محياه.
٭
داخل منزل حسين البنهاوي عاد من العمل الجديد محملا بأكياس مليئة بالخضروات والفاكهة والحلوى لإدخال السرور على قلب عائلته وتعويضا لما عانوه معه وتحملوا الصعاب وهم صامدونفتح الباب وولچ يهتف بصوت لاهث من ثقل حمل الأكياس وصعود الدرج بهم  
إنت فين يا مروة
خرجت مسرعة من المطبخ وهي تجفف كفيها بالمنشفة لتتفاجيء بما يحمله هرولت إليه لتحمل عنه وهي تسأله بسعادة ظهرت بابتسامتها  
إيه اللي إنت جايبه ده كله يا حسين
تحدث بابتسامة وهو يضع ما تبقى من أكياس على تلك الطاولة الصغيرة  
قولي ماشاء الله علشان ربنا يزيد الخير يا مروة
نطقت بابتسامة  
ماشاء الله يا سيدي بس هو يعني أنا هحسدك يا حسين
قالوها أهالينا زمان ما يحسد المال إلا أصحابه...قالها وهو يرتمي بجسده فوق الأريكة ليرتاح من صعود الدرج لتنطق وهي تقلب بالاكياس  
الله أكبر إيه ده كله
الټفت يناظرها وهو يقول بامتنان  
دي أقل حاجة علشان اعوضكم عن سنين الحرمان اللي عيشتوها معايا 
تحركت لتجاوره الجلوس ثم تحدثت بعينين عاشقتين لرجلها  
متقولش كده يا حسين وجودك معانا سالم غانم أكبر نعمة في حياتنا وإنت عمرك مقصرت معانا في حاجة
إنت جدعة وبنت أصول واتحملتيني يا مروة ما عندك ياسمين مرات طلعت أخويااول ما اتقبض عليه رفعت قضية خلع وطلقته ده غير عياله اللي وخداهم ومش عارف يشوفهم من يوم ماخرج
أجابته بعدما وقفت وتحركت لتفتش من جديد داخل الأكياس  
صوابعك مش زي بعضها يا ابو أحمد الله أعلم بظروفها مش يمكن يكونوا أهلها هما اللي ڠصبوها على الطلاق
طالعها باعتراض 
وأهلها كمان اللي خلوها تعمل لتليفونك حظر!
ثم استرسل بامتنان يفيض من عينيه  
كل واحد أصله بيظهر في وقت الشدة يا مروة وعندك إيثار أكبر مثال على كلامي
نطقت بنبرة سعيدة  
الله يكرمها ويبارك لها في عيالها ويزيدها خير زي ما كانت السبب في توسيع رزقنا
عندك حق لولاها كان زمانا على حالنا...قالها بحزن متأثرا فنطقت كي تخرجه من تلك الحالة  
سيبك من ده كله وقوم غير هدومك على ما أجهز الغدى
واشارت بكفها بانتشاء  
ده أنا عاملة لكم شوية ملوخية خضرا على فرخة ورز بشعرية إنما إيههتاكلوا صوابعكم وراهم 
هما الولاد جم من برة
ردت عليه نجلته الكبرى وتدعى حنان حيث خرجت من غرفتها المشتركة مع شقيقتها الصغرى تقى 
أنا جيت من الجامعة بقالي نص ساعة يا بابايادوب غيرت هدومي وأحمد تحت بيجيب كيس سكر من المحل وتقى اتصلت وقالت انها جاية في الطريق
أجابها بحنان  
حمدالله على السلامة يا حبيبتي يلا بسرعة جهزي الغدى علشان تدخلي مع أمك إنت واختك وتعملوا لنا عشا محترم أصلي اتصلت بيوسف وزينة ولاد عمك علشان ييجوا يتعشوا معانا النهاردة 
نطقت مروة بصوت معترض  
إخص عليك يا حسين طب كنت قول لي من الصبح علشان أنضف الشقة كويس
اجابها مستنكرا  
مالها الشقة يا مروة مهي زي الفل أهي يلا جهزوا الغدى ھموت من الجوع.
جامعة القاهرة
كانت تتحرك داخل رواق صغير بالحديقة الخلفية للجامعة بعد أن خرجت من الحمام الخاص بالفتيات وكانت بطريقها المؤدي لقاعة تلقي المحاضرات قطع طريقها ذاك المازنوهو يقول بسخافة بعدما استغل عدم هدوء المكان وعدم وجود مارة  
على فين يا سندريلا إنت مش ناوية تفكي وتخرجي عن صمتك ولا إيه
ارتبكت وتحدثت بتهتهة  
وسع لو سمحت خليني ألحق المحاضرة قبل الدكتور ما يدخل
مرر لسانه فوق شفته العلوية لينطق بغمزة وقحة وهو يقترب منها  
ما تسيبك من المحاضرة وتعالي أعزمك برة على حاجة نشربها ونتسلى سوى
تراجعت للخلف سريعا وهو تصده 
سيبني في حالي الله يخليك 
إقترب مرة أخرى قبل أن يقول بوقاحة 
إسمعي الكلام وتعالي معاياصدقيني هتنبسطي
وأكمل مشيرا لذاك اليوم تحت ضحكات صديقه إياد المستند على الحائط يشاهد ما يحدث بتسلي بدون نخوة  
هو أنا أه معنديش عربية بي إم دبليو زي الواد اللي إنت مصحباه بس أعجبك 
صړخت حين لمس كف يدها لتنطق بحدة  
والله لو مبعدت عني لاصوت والم عليك الجامعة كلها
رمقها بنظرات حادة ليهتف بسخط  
جرى إيه يا روح أمك إنت هتعملي عليا شريفة وإنت مدوراها 
لصديقه الذي صدحت ضحكاته المستهترة بحالة الفتاة  
طب قول لها إنت يا إياد عرفها إننا شفناها مع الواد بتاعها وإن اللي بتعمله ده ممنوش فايدة
فيه إيه يا أنسة الأستاذ بيتعرض لك ولا حاجة... قالها شاب في الفرقة الرابعة كان يمر من جوارهم ولاحظ هلع الفتاة ودموعها هرولت تختبيء خلفه وهي تقول مستنجدة به  
أرجوك تبعده عني وتخليك معايا لحد ما أوصل لباب القاعة
تألم لحالة الهلع التي بدت عليها وبسرعة تحدث يطمأنها  
إهدي ومټخافيش أنا جنبك ومش هسيبك 
قطع حديثه ذاك المتهور الذي جذبها من خلف الشاب بحدة وتحدث بقوة وعينين تمتلئتين بالشړ 
خليك بعيد بدل ما ټتأذيوبعدين اللي إنت جاي تدافع عنها دي مدوراها ومصاحبة واد بعربية بي إم دبليو يعني من الأخر كده هتضيع نفسك علشان واحدة شمال متستاهلش
والله العظيم كذاب اللي بيتكلم عنه ده يبقى يوسف أخويا...قالتها للشاب ثم استرسلت وهي تجذب ذراعها بقوة تحلت بها  
حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا بعيد ربنا يدوقك من كاس الظلم اللي شربتني منه
كاد الشاب أن يضحك على مظهرها وهي كالفرخ المبلول وحديثها الجديد عليه لكنه نفض تلك الافكار وتحرك إليها ليقف امامها بجسارة ويقول  
يلا منك ليه من هنا روحوا إلعبوا بعيد وإياك ألاقى حد منكم بيتعرض لها هي ولا غيرها
وإنت مال أمك يا جدع...قالها وهو يدق بكفيه على صدر الشاب كټهديد بالإبتعاد ليتابع  
روح شوف نفسك رايح فين بدل ما أذيك
دفعه الشاب بقوة تراجع على أثرها للخلف وكاد أن ينبطح أرضا لولا يداي صديقه إياد الذي أسنده ليتابع الشاب بسخرية  
مالك يا ابني نافش لي ريشك كده ليهده أنت شبر ونص يلا
ثم رمقه من قمة رأسه لأخمص قدميه وهو يقول ساخرا من قصر قامته بالنسبة له 
أمال لو كنت طول بعرض كنت عملت فينا إيه! 
احتدت ملامح مازن پغضب ليتابع الشاب ناصحا  
أنا هسيبك المرة دي علشان باين عليك غلبان وأبوك شارب المر علشان يعلمك
واستطرد  
إنت شكلك جديد ولسه في سنة أولى ومتعرفش قوانين الجامعات وصرامتها صدقني لو خدتك من إيدك الوقت وروحنا لعميد الكلية وحكيت له اللي حصل أنا وزميتلك هتترفد وقتي ده غير الحبس
اتسعت أعين صديقه إياد لينطق مزبهلا  
حبس! 
اجابه الشاب  
أه يا حبيبي حبس پتهمة التعرض لقاصر والتحرش بيها وفين داخل الحرم الجامعي يا غشيم منك ليه يعني محپوس محپوس
الشاب بحدة وتحدث بوعيد  
ماشي هنتحاسب بس بعدين
قالها وتحرك للامام هو وصديقه ليصيح الاخر متهكما  
وليه بعدين يا حيلتها ما أحنا فيها أهو تعالى لو راجل وواجهني
مضى بطريقه دون رد ليلتفت الشاب متحدثا باهتمام لتلك التي مازالت ترتجف  
إنت كويسة! 
بنبرة مړتعبة نطقت  
أنا متشكرة جدا إلهي ما يوقعك في ضيقة ابدا ويسترك.
إنت منين... سؤال وجهه لها بعدما لفت انتباهه كلماتها التي لا تتناسب مع مظهرها وثيابها الثمينة لتنطق هي متعجبة  
إشمعنا 
إنت هتخشي لي أفية...قالها بمناغشة لتحزن وتنظر أسفل قدمها بعدما شعرت بسخريته مما أحزنه لينطق سريعا  
زعلتي ليه كدة يا بنتي أنا بهزر بنكشك علشان تفكك من الخۏف ده
تطلعت إليه لتتعمق بمقلتيه البنيتين ليتابع من جديد  
إضحكي خلاص
ابتسمت بخفة ليكمل  
أنا إسمي رامي كمال طالب تجارة بالفرقة الرابعة
ظلت صامته ليحثها على التحدث قائلا  
دورك 
دوري في إيه مش فاهمة!... قالتها ببلاهة ليطلق ضحكة رجولية أثارت إنتباهها ثم توقف ليقول  
ده أنت مشكلة شكلك خام قوي
ثم تابع مفسرا  
أقصد إسمك إيه! 
أجابت بصوت خاڤت  
زينة سنة أولى كلية علوم
طالعها ليبتسم قائلا  
إسمك حلو قوي يا زينة زي شكلك
ارتبكت لتسحب عنه بصرها بارتباك وتحركت للأمام لتقف متسمرة عند سؤاله  
إنت صحيح مصاحبة زي ما الولد ده قال! 
التفتت لتجيبه وهي تهز رأسها بارتباك ظهر عليها  
لا والله العظيم أبدا ده بيفتري عليا
خلاص مصدقك من غير ما تحلفي...أخرج بطاقة تعريفية واقترب منها ليبسط ذراعه قائلا  
ده الكارت بتاعي وفيه رقم تليفوني لو حد منهم ضايقك تاني رني عليا
رمقته بحزن وهي تتنقل ببصرها بين البطاقة وعينيه ثم التفتت لتسرع إلى الأمام دون نطق حرفا واحدا مما أصاب الأخر بالإندهاش من تلك الفتاة غريبة الأطوار التي أصابته بالفضول.
٭
عادت لمنزلها لتجد ذاك الثائر ينتظرها داخل الحديقة
وما أن رأها تترجل من سيارتها حتى أقبل عليها ليهتف غاضبا  
اهلا بالهانم اللي معتبراني كيس جوافة في حياتها 
ليصيح معترضا على حديثه  
ده حتى كيس الجوافة ليه فايدة عني
ارتجف جسدها لتسأله بهلع بعدما اعتقدت حدوث شيئ سيء لأطفالها  
إيه اللي حصل يا فؤاد حد من الولاد جرى له حاجة
اللي حصل عندك إنت يا مدام...قالها بصياح مرتفع أظهر كم غضبه ليتابع بحدة بالغة 
دايرة تخططي وتكوني فرقة مراقبة وتطلبي البوليس وكل ده في شركتي ومن ورى ظهري وانا نايم على وداني زي المغفل
استكانت قليلا بعدما علمت سبب حدته لتنطق وهي تحتوي كفيه برعاية  
طب ممكن تهدى وتيجي معايا فوق علشان نعرف نتكلم براحتنا
نفض كفيها ليصيح بحدة تحت نظرات والديه اللذان خرجا على ارتفاع صوته الغاضب  
نتكلم في إيه يا أستاذة ونتكلم بعد إيه! 
تسائل والده باستغراب  
فيه إيه يا سيادة المستشار! صوتك عالي ليه 
هتف بنبرة أظهرت كم سخطه  
فيه إن الهانم مراتي شيلاني كزوج من حساباتها وبتتعامل معايا كرئيسة مجلس إدارة للشركة 
واسترسل ساخطا  
ده حتى دي مش عاملة لي حساب فيها.
هتفت هي الاخرى بدفاع عن موقفها  
وكنت عاوزني أعمل إيه يا سيادة المستشار أجي اجري عليك وأستخبي في حضنك وأقولك إلحقني يا فؤاد
بكفيها مستعرضة  
وأبقى فشلت في اول إختبار حقيقي ليا كرئيس مجلس إدارة الشركة وأفقد إحترام الموظفين ليا وأفقد كمان ثقتكم اللي كلكم حطتوها فيا
ثم اقتربت عليه ونطقت في محاولة منها لامتصاص غضبه  
يا حبيبي إهدى من فضلك وخليني اشرح لك.
تطلع لملقتيها پجنون قبل أن يصيح پغضب أظهر ارتعابه عليها  
تشرحي لي إيه يا إيثارهتقولي إنك ډخلتي وكر العقارب برجليك من غير ما تبلغيني إزاي تبقى فيه شركة بتحاربك ومجندة موظفين جوة الشركة ومتبلغنيش بمصېبة زي دي!
مكنتش عاوزة أشغلك يا فؤادأنا مقدرة جدا ظروف شغلك ومنصبك الكبير
ضحك ساخرا وبات يدور حول حاله پجنون وهو يجذب شعر رأسه للخلفليتوقف ويتحدث ساخرا لأبويه  
سامعين الهانم مراتي بتقول إيه 
هتف علام كي يعي نجله على حاله ويخرج من حالة الڠضب تلك  
خلاص يا فؤاد إهدى وخلينا نفهم اللي حصل من إيثار
وبدون مقدمات إقترب منها ليجذبها بقوة ويسكنها بأحضانه ثم حاوطها بذراعيه ليشدد عليها بقوة كادت ان تفتت عظامها وهمس بجانب أذنها  
إزاي قدرتي تعملي كده تخبي عن حبيبك يا إيثار ده أنت نايمة في حضڼي طول الليل
قليلا ليحاوط وجنتيها بكفيه وتابع پجنون العشق  
إفرضي أذوك كنت هعمل أنا إيه وقتها
زادها الحنين عشقا فوق عشقها الهائل له وما شعرت بحالها سوى وهي تتلمس ذقنه النابتة بكفها قبل أن تقول بنبرة حنون وبعينيها حنان الدنيا بأكمله  
ما أنا قدامك أهو وكويسة يا حبيبي 
ثم سألته  
بس إنت عرفت منين 
رفع حاجبه وبنصف عين أجابها متهكما  
هي الهانم ناسية هي مرات مين ولا إيه!
أما عن الزوجان الواقفان يشاهدان بتعجب لما يحدثفقد نطق علام بمداعبة بعدما قرر تلطيف الأجواء  
أنا بقول تاخد مراتك وتطلع اوضتكم بدل ما أتصل ببوليس الأداب ييجي يلمكم ويمشي
قهقهت عصمت وتحدثت  
والله عندك حق يا سيادة المستشار إبنك ومراته إتجننوا على كبر بعد ما كان بيزعق وخارب الدنيا فجأة أخدها في حضنه وهاتك يا كلام حب وغرام.
جلست وقصت عليهم ما حدث لينطق علام متأثرا  
انا مش قادر أستوعب إن بسام يعمل كده
أجابته عصمت بتعقل  
الغيرة تعمل أكتر من كده يا علام
حك فؤاد ذقنه وتحدث  
اللي أهم من موضوع غيرة بسام وتصرفه هي الشركة دي مين صاحبها وليه قاصدنا إحنا بالذات من وسط سوق العمل كله!
بما تراه من وجهة نظرها  
ولا قاصدنا ولا حاجة يا فؤاد الموضوع أبسط من كدهالشركة نازلة بتقلها في السوق واكيد هتحطنا في دماغها بما إننا المنافس الأكبر ليها في المجال.
أشار بكفه معترضا 
لا يا إيثارأنا عندي إحساس إن الموضوع أكبر من كونها منافسة شركات
تنهدت عصمت لتقول باستغراب 
أنا مش فاهمة الدنيا جرى فيها إيهالطمع والجشع ملى قلوب الناس بشكل يخوف.
أسرع الصغير إلى والدته ليحتضنها قائلا بدلال وهو يتمسح بها 
مامي حبيبة قلبي 
ياروحي يا ملوك وحشتني يا عمري
تحدث بملاطفة  
إنت كمان وحشتيني يلا علشان تتغدي وتنامي في حضڼ بابي وبعدين تصحي ونروح عند چو
مسحت فوق شعره بحنان ثم أجابته  
مش هينفع نروح لچو النهاردة هو وزينة معزومين على العشا عند عمهم
وقف فؤاد ليحمل صغيره ويحتضنه وهو يقول  
تعالي يا حبيبي علشان مامي تقوم تغير هدومها
لف الصغير ذراعيه حول عنق والده وسند رأسه فوق كتفه ليلتفت فؤاد لخليلة الروح وتابع قائلا  
يلي يا بابا علشان تغيري هدومك ونتغدى مع بعض. 
أومأت لتهب واقفة وتتحرك للداخل تحت نظرات ذاك الحبيب العاشق.
تجلس فوق مقعدها الهزاز بشرفة غرفتها الخاصة دموعها تتساقط حزنا وألما على ما وصلت إليه من حال بفضل عزيزاي عينيها حبيبها ووالدهاتطاردها ذكرياتهما معا طيلة الوقت استمعت لبعض الطرقات الخفيفة فوق باب غرفتها لتهتف بصوت خاڤت بعدما قامت بتجفيف دموعها سريعا  
إتفضل
اقتربت منها فريال وحاوطت كتفيها متسائلة بنبرة حنون  
قاعدة لوحدك ليه يا بوسي تعالي أقعدي معايا أنا وفؤاد تحت في الجنينة
معلش يا مامي أنا مرتاحة كده
تنهدت الأم لتتابع الفتاة بجدية  
مامي
تطلعت عليها لتسترسل الفتاة بعينين ذابلتين من شدة البكاء  
إتصلي ب بابي وخليه يرجع كفاية كده
تألمت وشعرت بوخزة شديدة هاجمت قلبها بضراوة خرج صوتها مټألما وهي تقول بنبرة عاتبة  
هو أنا كنت قولت له يمشي ده زي ما يكون بيتلكك راح قعد عند مامته ومن يوم اللي حصل مرنش عليا مرة واحدة
تنفست الفتاة بعمق وهي تقول  
إنت عارفة إنه مكسوف من اللي حصل لي بسببه أرجوك كلميه وخليه يرجع بلاش تحسسوني بذنب أكبر كفاية عليا اللي أنا فيه
وما أن نطقت كلماتها حتى اڼفجرت پبكاء مرير لټحتضنها الاخرى وتشاركها دموعها الحزينة.
٭
بمكان آخر
يقف بشرفة الردهة ينظر إلى السماء داخله يتقطع ألما وقهرا على الحبيب يريد معرفة أخبارهايتطوق شوقا لرؤية وجهها والإطمئنان عليها ينتظر يوميا أمام جامعتها ينتظرها ليرى وجهها من بعيد ويطمئن بشوفتها لكنها منذ ذاك اليوم لم تطأ ساقيها الجامعة ولا الشارع من الأساس تنهد پألم ينخر بقلبه استمع لصوت شقيقته وهي تقول بصوت حماسي يرجع لسعادتها لزيارة منزل عمها التي تربت بكنفه  
أنا جاهزة يا يوسف
إلتفت ليقول بفتور  
يلا يا حبيبتي 
اقتربت عليه ومسكت كفه لتقول بمغزى  
روح لها يا يوسف قول لها إنك لسه بتحبها ومش قادر تبعد عنها هي كمان واضح إنها بتحبك 
أجابها بقلب ېنزف ډم  
مبقاش ينفع خلاص يا زينةالشرخ كبر قوي بينا والمسافة بعدت. 
كادت أن تتحدث فقاطعها لينهي الحديث  
يلا علشان منتأخرش على عمك.
إنتهى البارت 
أذناب الماضي 
بقلمي روز أمين

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا