رواية نصيبي في الحب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية نصيبي في الحب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية نصيبي في الحب الفصل الثاني والعشرون 22 هى رواية من كتابة بتول عبدالرحمن رواية نصيبي في الحب الفصل الثاني والعشرون 22 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية نصيبي في الحب الفصل الثاني والعشرون 22 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية نصيبي في الحب الفصل الثاني والعشرون 22

رواية نصيبي في الحب بقلم بتول عبدالرحمن

رواية نصيبي في الحب الفصل الثاني والعشرون 22

"أنا بحبك يا نور "
شهقت بهدوء، قلبها بيخبط بعنف في صدرها، وكأن كلماته نزلت عليها زي الصاعقة، عينيها لمعت بدموع مش قادرة تمنعها، وشفايفها اترعشت وهي بتحاول تستوعب اللي يوسف قاله، الحب؟ هو قالها بصريح العبارة… يوسف بيحبها.
حاولت تبعد إيديها تاني، لكن إيده كانت لسه مسكاها بإصرار، لمسة دافية وسط العاصفة اللي شغالة جواها، همست بصوت متلخبط، كأنها بتحاول ترفض اللي بيحصل "يوسف… أنت مش فاهم…"
رفع حواجبه وسألها بهدوء، كأنه واثق إنها بتحاول تهرب "مش فاهم إيه يا نور؟"
اتكتمت، عقلها مشوش، مش قادرة تلاقي كلمات مناسبة، كل حاجة حصلت بسرعة، ومشاعرها كانت متداخلة بطريقة تخوفها. حاولت تاخد خطوة لورا، لكنه قرب أكتر، صوته كان مليان يقين وهو بيقول "بصيلي في عيني وقوليلي إن كلامي غلط… قوليلي إن اللي بينا مجرد وهم، وإنك محسيتش باللي أنا حسيته."
نور عضت شفايفها، عيونها هربت منه، لكنها عارفة إنها لو بصتله، كل دفاعاتها هتنهار، يوسف كان مستني، صبره واضح، لكنه في نفس الوقت مكنش ناوي يسيبها تهرب أكتر، اتنفست بعمق، وأخيرًا رفعت عينيها، دموعها كانت على وشك النزول وهي بتهمس "أنا… أنا مش عارفة."
ابتسم ابتسامة خفيفة، كأن ردها أكدله حاجة كان واثق منها، وقال بصوت دافي "وأنا هساعدك تعرفي."
حست برعشة في قلبها، بتوليفة من الخوف والتوتر… لكن الأمان كان هناك برضه، في طريقته في الكلام، في لمسة إيده، في عيونه اللي كانت بتوعدها بحاجة عمرها ما توقعتها.
سكت لحظة قبل ما يهمس "بس قبل أي حاجة… بطلي هروب يا نور."
نور حسّت بكلماته كأنها لمسة خفيفة على قلبها، لكنها تقيلة جدًا على روحها، يوسف مش ناوي يسيبلها فرصة تهرب، مش ناوي يسمح لها تنكر اللي جواها… والمشكلة إنها مش متأكدة هي عايزة تهرب فعلًا ولا لأ
شهقت نفس مهزوز وهي بتحاول تهدي العاصفة اللي شغالة جواها، عقلها بيقول حاجة، وقلبها بيقول حاجة تانية خالص "يوسف… مش بالبساطة دي."
نظرته متهزّتش، بالعكس، زاد فيها الإصرار "بالعكس، هي بسيطة جدًا… إما بتحبيني أو لأ."
كانت عايزة تصرخ وتقوله إنها بتموت فيه، مش بس بتحبه، كانت عايزة تقوله إن تأثيره عليها بيخليها عايزة تشوفه طول الوقت، تسمع صوته، تبقى جنبه بدون سبب… بس صوتها اتحبس، مش قادرة تنطق، مش قادرة تعترف حتى لنفسها باللي بيحصل جواها.
يوسف كان عارف، كان شايف كل حاجة في عيونها المرتبكة، في رعشة إيديها، في الطريقة اللي كانت بتحاول تبعد بيها نظرها عنه ومش قادرة، ملامحه كانت هادية، لكنه كان أقرب ليها من أي وقت فات.
قرب منها، لمسته كانت دافية وهو بيرفع إيده بهدوء، وبدون مقدمات، طبع قبلة خفيفة على خدها، لمسة سريعة لكنها زلزلتها من جوا، شهقت بصوت مكتوم، همس بصوت عميق مليان يقين "تصبحي على خير"
قبل ما تقدر ترد، كان خرج من الأوضة، قفل الباب وراه بهدوء، سابها واقفة في مكانها، أنفاسها متلاحقة
فضلت واقفة في مكانها، قلبها بيدق بجنون، وإيديها لسه على خدها كأنها بتحاول تحتفظ بحرارة لمسته أطول وقت ممكن، كانت عايزة تصرخ، تضحك، تعيط… كل المشاعر امتزجت جوّاها بشكل مخيف، يوسف مش بس اعترف بحبه، لكنه لمسها بلطف، بنعومة، كأنه بيطمنها إنه هنا… وإنه مش ناوي يبعد.
قعدت على السرير، دموع فرح مالية عينيها، وهي بتسترجع كلماته في عقلها. كل تفصيلة في اللحظة اللي فاتت محفورة جواها، نبرة صوته، نظرته، لمسته… وقبلته على خدها، يوسف كان هنا، وكان بيحبها.
رفعت راسها للسقف وهي بتحاول تهدي مشاعرها، بس مفيش فايدة، قلبها كان سبقها بمراحل، ابتسمت لنفسها، ابتسامة حقيقية مكنتش تعرف إنه واحشها بالشكل ده، شهقت نفس عميق وهي بتهمس لنفسها "أنا بحبه… مش بس بحبه، أنا بموووت فيه."
لكن السؤال الحقيقي كان… هل عندها الشجاعة إنها تقولهاله؟
تاني يوم مروان كان قاعد في مكتبه في الشركة، عينيه بتجري بسرعة على الأوراق والجداول المالية قدامه، كل الأرقام بتقول إن الشركة ماشية كويس، الإنتاج مستقر، والمشاريع مربحة، فإيه اللي مقلق والده بالشكل ده؟ هو شايف إنه عبقري في الإدارة، قراراته دايمًا في محلها، وكل خطوة بيخدها مدروسة، فإيه اللي ممكن يكون غلط؟
شد الجرس واستدعى أحد المديرين عشان يفهم إذا كان فيه مشكلة حقيقية ولا مجرد قلق مالوش داعي.
دخل المدير بسرعة، ملامحه كانت متوترة، ومروان لاحظ ده على طول، سأله عن الوضع وايه اللي مقلق والده كده 
المدير بلع ريقه وقال بحذر "السيستم اتهكر، وكل البيانات بقت مكشوفة، كل الملفات السرية، الصفقات، الحسابات… كلها معرضة للخطر، لو حد سرب المعلومات دي، الشركة ممكن تنهار بالكامل."
الصدمة ضربت مروان للحظة، لكنه أخفاها بسرعة، اتقوست حواجبه وهو بيقول بحدة "وعملتوا إيه عشان تصلحوا الموضوع؟"
المدير رد بصوت مهزوز "إحنا شغالين على الموضوع، بس محتاجين وقت عشان نغير كل المعلومات دي ونحط حماية أقوى… بس المشكلة إن كل حاجة كانت مكشوفة لمدة ساعات، ومش عارفين مين قدر يوصل لإيه."
مروان ضرب بإيده على المكتب، غضبه كان واضح، لكنه حاول يسيطر على أعصابه، خد نفس عميق قبل ما يسأل "مين اللي ورا ده؟"
المدير هز راسه وقال "لسه مش عارفين، بس الاختراق كان محترف جدًا، وكأن حد كان متابع كل حاجة جوه الشركة ومستني اللحظة المناسبة."
عرف أن قدامه مهمه صعبه بس لازم يكون قدها
يوسف كان قاعد في مكتبه، عينيه متسمرة على الملف اللي السكرتيرة لسه حطاه قدامه، بص ليها بإشارة خفيفة تفهم منها إنها تقدر تخرج، وبمجرد ما الباب اتقفل، فتح الملف وبدأ يقرأ
مروان الدمنهوري.
العيلة، الشركات، الاستثمارات… كلها معلومات عادية متوقعة، لكنه ما اهتمش بيها قد ما ركز على حاجة تانية.
دكتور في الجامعة.
ابتسامة ساخرة شقت وشه، مروان ده مش مجرد رجل أعمال زي باقي المنافسين، بالعكس، واضح إنه مش مهتم بالشغل العائلي أصلًا، عين يوسف نزلت بسرعة على باقي البيانات، بيدور على أي ثغرة، أي نقطة ضعف يقدر يدخل منها.
مش متجوز.
مش متورط في مشاكل مالية.
مالهوش في إدارة الشركات، بس ليه سمعة كويسة كدكتور.
يوسف قفل الملف للحظة، عقله بيشتغل بسرعة… ده معناه إن مروان مش غاوي سلطة ولا فلوس، لكنه أكيد عنده حاجة تهمه… بس إيه؟
رجع يفتح الملف تاني، عينيه جريت بسرعة لحد ما وقف عند سطر معين.
دكتور في كلية الهندسة الخاصة في الإسكندرية.
اتجمد لحظة
كلية هندسة… في إسكندرية؟
رفّع عينه عن الورق، عقله كان بيربط الخيوط ببعضها، والإجابة ضربته فجأة… دي نفس كلية نور.
يوسف شد نفسه في الكرسي، عينيه لمعت بحدة وهو بيستوعب المعلومة دي… مروان مش بس أي شخص عادي، لا، ده في نفس كلية نور، في دايرتها، بيشوفها علطول تقريبا لو هو الدكتور بتاعها، حس بضيق غريب شدّ صدره، إحساس خانق مالوش تفسير واضح، بس الفكرة لوحدها كانت كفاية إنها تولّع فيه، فرك صوابعه وهو بيحاول يهدى، لازم يفكر بعقل، مش بعاطفة.
الأيام كانت بتعدي، ونور غرقانة وسط امتحاناتها، بتحاول تركز وتخلص، لكن عقلها كان دايمًا بيهرب في اتجاه معين… يوسف.
أما يوسف، فكان سايبها براحتها، مش عايز يضغط عليها، بس برضو مش قادر يبطل يفكر فيها، كان قاعد في أوضته، مسك موبايله واتصل بيها، فضل مستني الرد، لكن مفيش… مردتش
اتضايق، وبعتلها رسالة، بس هي مشافتهاش، ورن عليها كذا مرة لحد ما أخيرًا سمع صوتها.
قال بسرعة، صوته فيه نبرة ضيق واضحة "مبترديش ليه؟"
نور ردت ببرود، كأنها بتحاول تتظاهر إنها مش حاسة بأي حاجة " واديني رديت "
يوسف سكت لحظة، ملامحه كانت جامدة وهو بيقول "نور، في إيه؟ انتي متضايقة مني بجد، ولا بتحاولي تصديني؟"
اتلغبطت من كلامه، مش متوقعة إنه يواجهها كده، قالت بسرعة "لا لا مش كده… أنا بس مشغولة."
رفع حاجبه، وقال بنبرة مفيهاش أي تصديق "وانتي على طول مشغولة، ولا بتهربي؟"
نور قعدت ساكتة، مش عارفة ترد، قلبها دق بسرعة، مش عايزة تعترف إنه فهمها، لكن هو فعلًا فهم.
سمع صوتها بعد لحظات من التردد "طيب… وعايز إيه؟"
يوسف قالها بثقة، وكأن الجواب بديهي بالنسباله "عايزك."
نور شهقت بخفة، مبهوتة من جرأته، وقالت بسرعة "نعم؟"
ابتسم ابتسامة هادية، وقال بصوته العميق اللي كان مليان ثقة "أنا نازل الجنينة شوية، المكان اللي بنقعد فيه دايمًا… هستناكي."
نور قالت بتصميم، كأنها بتحاول تهرب "مش هنزل."
رد بحسم وهو بيحسم الجدل "مستنيكي يا نور."
حاولت تتحجج "عندي امتحان، خلاص فاضلي مادتين وأخلص."
قال بهدوء، كأنه كان متوقع ردها "عارف، انزلي نص ساعة… مش هعطلك."
قفل معاها قبل ما تلاقي حجة تانية، ونزل يستناها
قعد مستنيها فترة، كان هيرن عليها تاني، لكن فجأة شافها قدامه، واقفة بعيد شوية، عيونها مليانة تردد، لكنها نزلت.
يوسف رفع عينه أول ما لمحها، ابتسامة خفيفة سحبت طرف شفايفه وهو شايفها واقفة بتردد، كأنها بتقاوم نفسها، لكنها في الآخر نزلت… وجت.
نور أخدت نفس عميق، مش عارفة ليه قلبها بيدق بالسرعة دي، ليه يوسف ليه تأثير غريب عليها؟ قربت منه بخطوات هادية، لكنها كانت حاسة كل خطوة تقيلة، كأنها ماشية على أرض مش ثابتة.
يوسف كان مستني، عيونه ثابتة عليها، أول ما وقفت قدامه، قال بصوته الهادي الواثق "عرفت إنك هتنزلي في الآخر."
نور عضت شفايفها، رفعت عيونها وبصتله وهي بتقول "لو مش هتعطلني… قولي عايز إيه؟"
ابتسم بخفة وقال ببساطة"عايز أشوفك."
اتوترت أكتر، حسّت إن الإجابة دي ملهاش رد عندها، بس حاولت تبعد عن تأثيره، وقالت بسرعة "يوسف، بجد… مش وقته"
رفع حاجبه وقال بهدوء، كأنه بيتحداها تكذب مشاعرها "مش وقته، ولا مش عايزة تواجهي اللي بينا؟"
نور سكتت، بصت بعيد، حست إن قلبها هيخرج من مكانه، بس يوسف كان قريب… قريب بزيادة.
مد إيده بهدوء وسحب إيديها، مسكها بلطف، مش غصب، لكن بثبات، حط إيديها على قلبه وقال بصوت هادي لكنه مليان مشاعر "شوفي قلبي بينبض إزاي، وبيدق كل ما يشوفك، أنا سلمتهولك يا نور، قلبي ملكك للأبد، عمره ما دق ولا هيدق لحد غيرك."
نور حسّت بحرارة لمسته، بصتله بعينين متلغبطة، كانت عايزة تقوله إنها حاسة بنفس الإحساس، وإن قلبها بينبض باسمه من زمان، بس لسانها ماكانش راضي ينطق، كلماتها كانت محبوسة، كأن في حاجة بتمنعها من الاعتراف.
يوسف لاحظ شرودها، ابتسم ابتسامة خفيفة وكأنه عارف كل حاجة بتدور في دماغها، وقال بنبرة واثقة "مش مهم تقولي يا نور، أنا عارف كل كلمة انتي عايزة تقوليها… عارف إن قلبك بينبض باسمي من زمان."
شهقت نور بصدمة، عينيها وسعت، ازاي عرف؟ ازاي سمعها وهي حتى ما نطقتش؟ حسّت إن يوسف بقى فاهمها أكتر منها، وكأن قلبها بيتكلم معاه من غير ما تحتاج تنطق.
يوسف قرب أكتر، صوته بقى أهدى لكن أعمق "أيوه سمعتك… سمعتك عشان أنا عارفك كويس أوي."
حست برعشة خفيفة في قلبها، بعاصفة من المشاعر جوّاها مش عارفة تسيطر عليها، لكن جوّا العاصفة دي، كان فيه يقين واحد… يوسف فاهمها، وبيبصلها بطريقة تخليها متأكدة إنها عمرها ما هتقدر تهرب منه
نور حست إن قلبها ممكن يقف من كتر التوتر، عيونها لمعت وهي حاسة إن يوسف شايفها بوضوح يخوفها… يخوفها لأنها مش قادرة تخبي عنه أي حاجة.
إيده كانت لسه على إيدها، نبضات قلبه تحت صوابعها كانت قوية، سريعة، متوافقة مع نبضها هي، كأنهم روح واحدة… كأنهم واحد.
حاولت تسحب إيدها لكنها معرفتش، يوسف كان ماسكها بإصرار، مش بالقوة، لكن بالثقة، قال بصوت هادي لكنه عميق "مش هتهربي المرة دي يا نور."
رفعت عيونها ليه، همست بصوت مرتجف "يوسف… أنا..."
قاطعها بابتسامة دافية وقال "عارف، مش محتاج تقولي حاجة، نظرتك بتقول كل حاجة."
شهقت بهدوء، قلبها كان بيخبط بجنون، كأنها خلاص فقدت سيطرتها عليه، يوسف قرب أكتر، وشه بقى على بعد أنفاس منها، وقال بصوت خافت، مليان حب "نور، لو كنتي مش حاسه بأي حاجة ناحيتي… قوليها، وأنا همشي، مش هضغط عليكي."
نور اتجمدت في مكانها، عرفت إنها قدام لحظة حاسمة… لحظة ممكن تغير كل حاجة، حاولت تنطق، تقول أي حاجة، لكن مفيش كلام خرج منها.
كانت خايفه لو سكتت يوسف يفهم انها مش عايزاه، يوسف موجود اهو قدامها، كله بتاعها، ممكن تقوله انها بتحبه وأنها عايزاه هيا كمان، بصتله وشافت نظرته اللي مليانه حب
يوسف قرر ميضغطش عليها خاصة أنها متلغبطه جدا، غير الموضوع وسألها بهدوء "إيه أخبار الامتحانات؟"
نور رفعت عينيها له، شافته بيتكلم بنبرة هادية، لكنها عرفت إنه بيحاول يلهيها عن اللي كانوا بيتكلموا فيه من شوية، ردت بصوت واطي وهي بتبص بعيد "الحمد لله."
فضل يتكلم معاها شوية، بيحاول يخفف عنها، ولما حاس إنها بدأت تهدى، سألها فجأة " عندكوا دكتور اسمه مروان؟"
نور استغربت، هو ليه بيسأل؟ رفعت حواجبها باندهاش، لكنها هزت رأسها بإيجاب وقالت "آه، في دكتور عندنا اسمه مروان… ليه؟!"
يوسف قال بسرعة وبنبرة عادية، كأنه مش مهتم "بسأل عادي، متركزيش."
قالت " بتسأل عادي ليه برضو، ايه السبب، مهتم ليه؟!"
قالها بابتسامة جانبية غامضة "قولتلك، بسأل عادي، متكبريش الموضوع."
نور رفعت حاجبها بشك، كانت حاسة إنه مش مجرد سؤال عابر، يوسف عمره ما بيسأل عن حاجة من غير سبب، وعينيه كان فيها حاجة مختلفة، كأن في حاجة هو عارفها ومش ناوي يقولها.
قالت بإصرار وهي بتبص له بتركيز "لا، مش هسيب الموضوع، إنت عرفت دكتور مروان منين وليه مهتم تسأل عنه؟"
يوسف سكت لحظة، كان باين عليه إنه مش ناوي يجاوب بسهولة، وبعدها قال بصوت هادي لكنه واضح "مجرد صدفة، بتأكد من حاجه في دماغي"
نور قفلت الموضوع على مضض، لكنها فضلت حاسة إن وراه حاجة، يوسف مش من النوع اللي يسأل لمجرد الفضول، لكنه كان واضح إنه مش ناوي يقول أي حاجة أكتر.
عدى شوية صمت بينهم، وكل واحد كان مستغرق في أفكاره، لحد ما نور فجأة قالت بصوت هادي لكنه واثق "وديها لدكتور نفسي."
يوسف استغرب، ضيق عينيه وهو بيبصلها، وسألها باستفهام حقيقي "هي مين؟"
نور ردت بثقة، كأنها متأكدة من اللي بتقوله "هبة… كنت بتقول إنك مقصر معاها ومش عارف إزاي تخرجها من مودها، وسألتني عن اقتراحي، ده جوابي"
 يوسف سكت لحظة وهو بيستوعب كلامها، قالها بنبرة فيها تحدي خفيف "قولتي رأيك يعني؟"
نور رفعت عينيها ليه وقالت بهدوء، لكن نظرتها كانت مليانة حاجات كتير "الموضوع بقى مختلف… انت دلوقتي..."
سكتت، مش عارفة تكمل إزاي، وكأنها بتحاول تلاقي الكلمات المناسبة، لكن يوسف مكنش من النوع اللي بيستنى، قرب منها خطوة وسألها بصوت أهدى، لكنه عميق "أنا دلوقتي إيه؟"
نور رفعت عينيها ليه، وفيها تردد واضح، لكنها في الآخر قررت تقولها، قررت تعترف بالحقيقة اللي بقت واضحة "بقيت حد تاني بالنسبالي."
رفع حواجبه، ابتسامة خفيفة ظهرت على زاوية شفايفه، وسألها وهو بيحاول يفهم أكتر "يعني؟"
نور خدت نفس عميق، وكأنها بتجمع شجاعتها، بعدين وقفت قدامه، عينيها كانت فيها لمعة مميزة وهي بتقول بصوت دافي وحقيقي "بقيت جزء مهم أوي من حياتي… تصبح على خير"
لفت ومشيت، وسابته واقف مكانه، عينيه متعلقة بيها، وكأنها لسه سايبة أثر كلماتها جواه… أثر مش هيعرف يتجاهله أبدًا.
يوسف كان قاعد في أوضته، عيونه متعلقة بالسقف، لكنه مش شايف أي حاجة… دماغه كانت مشغولة بشيء واحد بس...نور.
بقاله فترة بيديها المساحة، مستنيها تاخد وقتها، لكنه مش قادر يبعد أكتر، عايزها معاه، مش مؤقتًا، مش كحد بيدخل حياته ويخرج منها، لا… عايزها دايمًا.
بكرة آخر يوم امتحانات عندها، الفرصة المثالية… الفرصة اللي هيقرر فيها كل حاجة.
عدّل قعدته، خد نفس عميق، وقرر… بكرة لازم يروحلها، ولازم يكون جدي معاها. 
مفيش لف ودوران، مفيش تخبط في المشاعر، هو عارف هو عايز إيه، ولازم يسمع منها هي كمان.
بكرة… كل حاجة هتتغير.
ابتسامة خفيفة ظهرت على وشه، إحساس بالرضا عن القرار اللي أخده، وأخيرًا، ولأول مرة من فترة، حس إنه مستعد للخطوة الجاية.
مروان كان قاعد في مكتبه، إيده بتلعب بالقلم بين صوابعه، لكنه مش مركز في أي حاجة قدامه. أفكاره كانت في مكان تاني… معاها.
إزاي حصل كده؟ إمتى بدأ قلبه يتشد لطالبته بالشكل ده؟ هو اللي دايمًا بيرسم حدود واضحة بينه وبين أي حد… دلوقتي بقى محبوس في دوامة مشاعره.
بكرة آخر يوم امتحانات… الفرصة الأخيرة إنه يفهم كل حاجة، لازم يعرف، لازم يواجهها، هل هي كمان حست بنفس اللي حسه؟ ولا هو لوحده؟
شد نفس عميق وحاول يطرد التردد من دماغه، مهما كانت النتيجة، هو لازم يواجه الحقيقة،بكرة… لازم يستغل الفرصة صح.
تاني يوم نور خرجت من الامتحان وهيا حاسه بالرضا، وقفت مع صاحبتها وهيا حاسه بفرحه انها اخيرا خلصت، كانت بتراجع معاها في مكان بعيد شويه عن الزحمه، وسط الضحك والكلام عن الامتحان، صاحبتها فجأة قالت إنها هترجع حالًا، وطلبت منها تستناها شوية، نور وافقت، وقفت مكانها تستنى، لكن فجأة سمعت صوت مألوف بينادي عليها.
رفعت عينيها بسرعة، لقت مروان واقف قدامها، نظراته كان فيها حاجة مختلفة. استغربت وجوده في الوقت ده، ليه مستنيها؟
"خير يا دكتور؟" قالتها بنبرة طبيعية، لكنها حسّت إنه واضح عليه التوتر
في نفس اللحظة، يوسف كان لسه داخل الكلية، إيده ماسكة بوكيه الورد، عيونه بتدور عليها وسط الزحمة، مش شايف أي حد غيرها… بيدور عليها لحد ما شافها واقفه بعيد
مروان كان واقف قدامها، عيونه ثابتة عليها، ملامحه جدية لكن فيها لمحة توتر.
قال بصوت واضح لكنه هادي " عايز اتكلم معاكي في الموضوع"
نور سمعته بانتباه وهو قال مباشرة من غير لف ودوران " بصراحه كده انا معجب بيكي يا نور، مش عارف امتى بس بجد انتي لفتتي انتباهي"
نور حسّت كأن الكلمات دي ضربتها فجأة. إيه؟ مروان… دكتورها… بيقول إنه معجب بيها؟ الدم اندفع في عروقها بسرعة، عينيها وسعت وهي بتبصله بعدم تصديق، مش عارفة حتى ترد.
مروان قرب خطوة، مسافة صغيرة بس كانت كافية تحسسها بمدى جدية كلامه. 
صوته كان أهدى، لكنه مليان إحساس وهو بيسألها "هل أنا مشاعري من طرف واحد؟"
نور رفعت عينيها بصدمة، وقلبها بيخبط في صدرها بعنف، الهوا كان بيلعب في خصلات شعرها، زي ما لو الدنيا نفسها بتشارك في اللحظة دي، حاولت تتكلم، ترد، بس لسانها كان متلجم.
مروان مدّ إيده بهدوء، وبعد خصلة من على وشها بحركة بطيئة، كأنه بيحاول يخليها تركز معاه بس، عيونه متركزة عليها، صوته طلع هادي لكنه محمل بمشاعر واضحة وهو بيقول "تتجوزيني… يا نور؟"
يتبع.........

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا