رواية نصيبي في الحب الفصل العشرون 20 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية نصيبي في الحب الفصل العشرون 20 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية نصيبي في الحب الفصل العشرون 20 هى رواية من كتابة بتول عبدالرحمن رواية نصيبي في الحب الفصل العشرون 20 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية نصيبي في الحب الفصل العشرون 20 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية نصيبي في الحب الفصل العشرون 20

رواية نصيبي في الحب بقلم بتول عبدالرحمن

رواية نصيبي في الحب الفصل العشرون 20

نزلت بسرعة، لحقت يوسف وهو داخل،
نادت عليه بصوت فيه توتر واضح "يوسف!"
وقف مكانه، لفّ وبصلها ببرود "فيه إيه تاني يا نور؟ مستنيه لدلوقتي ليه؟ مش قولتلك متتدخليش!"
قربت منه بخطوات سريعة، نبرتها مشحونة بالغضب "ليه بتتصرف كأنك الوحيد اللي ليك حق تتحكم في كل حاجة؟ ليه كل ما أحاول أتكلم معاك تخليني أحس إني ماليش صوت؟"
ضحك بسخرية، حط إيديه في جيوبه "عشان واضح إنك مش فاهمة حاجة، أنا بعمل كده عشان مصلحتك، وإلا انا مالي"
عينيها لمعت بالغضب، رفعت صوتها شوية "وأنا مش طفلة! مش محتاجة حد يحميني، مش محتاجة إنك تاخد قرارات عني! معتز مش مشكلتك، مشكلتي أنا!"
قرب منها فجأة، نبرته بقت أهدى لكنها مشحونة بمشاعر مكبوتة "مشكلتك؟ وإنتي متأكدة إنه مش مشكلتي؟ نور، فاهمة إيه معنى إن حد يهددك وأفضل واقف ساكت؟ مستحيل، مش وأنا هنا."
بصتله بثبات رغم خفقان قلبها "يعني إيه؟ تقصد إيه بـ مش وأنا هنا؟"
يوسف أخد نفس عميق، كأنه بيحارب نفسه، وبعدين قال بصوت أخفض، لكنه مليان إحساس "يعني إني مش هسمح لحد يلمسك بسوء… مش هسمح لحد يقرب منك أصلاً."
نور كانت على وشك إنها ترد، لكن لقت نفسها ساكتة، فجأة كل الغضب اللي كان جواها اتبخر، رفعت عينيها لعينيه، ولأول مرة شافت الحقيقة واضحة فيهم، يوسف مش بيتحكم فيها… يوسف خايف عليها.
نطقت بصوت هادي، بس كان مليان مشاعر أكتر مما توقعت "يوسف… أنا، أنا فاهمه قصدك بس قولتلك قبل كده، انا خايفه عليك"
قرب خطوة صغيرة، بس كانت كفيلة تخلي قلبها يدق أسرع " من مين يا نور، انتي شكلك مش عارفاني كويس بجد، انا اللي بيتخاف مني، وخاصة لو حد قرب من حاجه تخصني، صدقيني مبفكرش ودي مشكله كبيره، لاني بدمر اللي قدامي لمجرد أنه أذى أو ضايق شخص بحبه، عشان كده متعاتبنيش، انا عارف انا بعمل ايه"
لحظة صمت طويلة، كانت حاسّة بيها كأنها أعمق من مجرد لحظات… وبعدها، هزّت راسها بهدوء، يوسف استنى ردها، ولما طولت في السكوت، قال بصوت هادي لكنه عميق "نور… متخلينيش أندم إني قلت اللي عندي."
رفعت عينيها ليه، نبرة صوتها كانت أهدى، لكن مشاعرها كانت فوضى " بس انا، انا حد عادي في حياتك، مش محتاج انك تدمر حد آذاني زي ما قولت"
ابتسم بس ابتسامة باهتة، كأنه عارف إنها هتقول كده، قرب منها خطوة صغيرة وخفض صوته "طب اسمعي قلبي… بدل ما تركزي في الكلام."
كلامه كان مباشر، أقوى من أي حاجة كانت متوقعة، قلبها دق بسرعة، بس حاولت تفضل متماسكة، حست انها متوتره ومش عارف تتكلم، كل الكلام هرب وكأنها مش عارف تتكلم بأي لغه، بعدت شويه وخدت نفس، حاولت تغير الموضوع بسرعة، تبعد عن التوتر اللي بدأ يملأ الجو، رفعت حاجبها وسألت ببرود مصطنع "طب ممكن تقولي عملت إيه مع معتز؟"
يوسف ضيّق عينيه، بصلها بضيق واضح، نبرته كانت حادة بس هادية في نفس الوقت "فكك من معتز بالله، مش مهم تعرفي ولا تسألي عنه."
نور عقدت دراعاتها قدام صدرها، مصرة تكمل "بس هو...."
قاطعها بسرعة، صوته كان قاطع، حاسم "ولو ضايقك تاني حتى بالغلط، ياريت تعرفيني."
نظرتها فضلت عليه للحظة، كانت عايزة تعرف أكتر، تفهم اللي وراه، بس عينيه كانت قاطعة، مش ناوي يقول أكتر، في الآخر، اتنهدت، وقررت تسكت… مش دلوقتي على الأقل
بعد لحظة صمت، يوسف غيّر الموضوع وسألها بنبرة أهدى، كأنه بيحاول يخرجها من التفكير اللي كانت غرقانة فيه "وإنتِ؟ عاملة إيه؟ ايه اخبار الدنيا معاكي؟!"
نور رفعت كتفها بلامبالاة وردّت عادي، نبرتها كانت هادية ومسطحة "تمام، مفيش جديد."
بصلها للحظة، كأنه مش مقتنع بكلامها، لكنه معلّقش، ساب لها مساحة تتكلم لو عايزة، لكنها اكتفت بكلامها المختصر.
سألها باهتمام "وإيه أخبار امتحاناتك؟"
ردّت بهدوء وهي بتعدل خصلات شعرها ورا ودنها "كان عندي مادتين الأسبوع ده، وعندي أربع مواد الأسبوع الجاي، والسته الباقيين على الاسبوع التالت"
هزّ راسه بتفكير وسألها "عارفة تذاكري كويس؟"
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت بثقة "آه، بذاكر عادي… بس في أسئلة بتقف قدامي، وكنت عايزة أسألها للدكتور بس…"
سكتت فجأة، كأنها فاقت لنفسها قبل ما تحكي حاجة مش عايزة تقولها، يوسف لاحظ التردد في صوتها وسألها مباشرة "ايه...بس إيه؟"
حاولت تدارك الموقف بسرعة وقالت "بس كان عندي محاضرة بعده على طول ومعرفتش أسأله."
يوسف معلّقش على تبريرها، لكنه قال ببساطة "تمام، هاتي وأنا أذاكرلك اللي واقف قدامك"
نور رفعت عيونها له، ملامحها مستغربة عرضه المفاجئ وسألته باندهاش "إمتى ده؟"
قال بثقة وكأنه مش شايف أي مشكلة "دلوقتي، مش إنتِ فاضية؟"
هزّت راسها وقالت بتردد "بس الوقت اتأخر…"
رد عليها بثبات، وكأن كلامها مش مقنع بالنسبة له "وإيه المشكلة؟ بكرة إجازة."
سكتت وهي بتحاول تفكر في رد، لكنه سبقها وقال وهو بيشاور على الترابيزة اللي في الجنينة "اطلعي هاتي كتبك… هستناكي هنا"
نور فضلت واقفة لحظة، مترددة، بتفكر في كلامه… بس في الآخر، أخدت نفس عميق وقالت بصوت هادي "خلاص، هجيب كتبي وانزل"
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية وهو بيهزّ راسه، قعد على الكرسي في الجنينة، وطلع فونه يقلب فيه شويه على ما تنزل
نور طلعت بسرعة أوضتها، وقفت لحظة قدام المراية وهي بتحاول تستوعب الموقف، ليه أصلًا وافقت؟ يوسف ما كانش بيدّيها فرصة ترفض، طريقته دايمًا حاسمة، وكأن اللي بيقوله لازم يحصل.
لمّت كتبها بسرعة ونزلت، قربت من الترابيزه وحطّت الكتب قدامه وهي بتقول "ها… شوف هتفيدني بإيه بقى؟"
يوسف بصّلها بنظرة جانبية قبل ما ياخد الكتاب منها، فتحه وقعد يتصفحه بسرعة وهو بيقول بثقة "أنتِ فاكرة إني مش هعرف أشرح ولا إيه؟"
نور ابتسمت بخبث وهي بتسند دراعها على الترابيزه وبتحط راسها على كتفها "هو بصراحة آه، شاطر في ضرب الناس بس مش عارفة في المذاكرة إيه وضعك!"
يوسف رفع حواجبه، وبصلها بتحدي وهو بيقلب الصفحة ببطء قبل ما يقول بثقة "إنتي ناسية إني كنت الأول على دفعتي ولا إيه؟"
نور بصت له باندهاش مصطنع وهي بتفتح عينها بتمثيل واضح "بجد؟ أول مرة أعرف!"
يوسف ضحك بخفة وهو بيقلب الصفحة، وبدأ يشرح لها نقطة كانت واقفه معاها، كل ما كانت تسأل سؤال، كان بيرد ببساطة وثقة، وطريقته في الشرح كانت أسهل مما توقعت
بعد حوالي ساعة، نور كانت ساندة بضهرها على الكرسي، عينيها متعلّقة عليه وهو بيتكلم، بتتأمله من غير ما تحس، ملامحه وهو بيشرح، نبرة صوته الواثقة، وطريقته الهادية… كل حاجة فيه كانت مختلفة عن أي حد عرفته قبل كده، فجأة، وقف عن الكلام وبصلها، لاحظ نظرتها، فرفع حواجبه وسأل بخفة "إيه؟ سرحتي؟"
نور انتبهت بسرعة وحرّكت رأسها بارتباك "ها؟ لا… لا، كنت بس بفكر في حاجة."
يوسف ابتسم ابتسامة خفيفة، ومال بجسمه شوية لقدام، صوته بقى أهدى وهو بيقول "طيب، إنتي كويسة؟"
سؤال بسيط، لكنه كان مباشر زيادة عن اللزوم… وكأنه مش بيسأل عن حالها دلوقتي، كأنه بيسأل عن كل حاجة شاغلة بالها، نور بصت له للحظة، حسّت إنها ممكن تحكي، ممكن تقوله كل حاجة بتفكر فيها، بس في نفس الوقت… سكتت، وبدل ما ترد، اكتفت بابتسامة خفيفة وهي بتقول بصوت هادي "أنا كويسة."
يوسف فضل يبصلها للحظة، كأنه مش مقتنع، لكنه في الآخر قال بهدوء: "طيب… لما تبقي مش كويسة، قوليلي."
نور بصتله، ابتسامتها بقت أوسع، لأول مرة من فترة، حسّت إنها مش مضطرة تشرح، ولا تبرر… بس عرفت إنه بطريقة ما، فهم.
نور أخدت نفس عميق وهي بتبص للكتاب قدامها، كان لسه في نقط كتير محتاجة تراجعها، لكنها حست إن عقلها مش معاها، مشغولة بكلام يوسف وطريقته اللي حسستها إنه مهتم بجد، ومش مجرد سؤال وخلاص، يوسف قفل الكتاب بإيده وضرب عليه بخفة وقال "خلاص، كفاية كده النهارده، بكره نكمل."
نور رفعت عينيها له وسألت باستغراب "بكره؟ مين قال إني محتاجة درس خصوصي يومي؟"
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية وقال بثقة "مش قلتِ إن عندك أربع مواد الأسبوع الجاي؟ يبقى هنكمل."
نور قعدت تبصله لثواني، وبعدين هزّت راسها بخفة وهي بتقول بسخرية "واضح إنك مستمتع أكتر مني."
يوسف ضحك ضحكة قصيرة وقال بمزاح "يمكن… بس فعلاً، أنا بعرف أشرح، مش كده؟"
نور سندت على الترابيزه وهي بتضغط عليها بدراعها وقالت بمكر "أها… مش بطّال."
يوسف رفع حواجبه وقال بتحدي "مش بطّال؟ بس كده؟"
نور ضحكت وقالت بهزار "آه، لو كنت مدرس بجد، كنت ممكن أديك تقييم أعلى."
يوسف حط كوعه على الترابيزه وسند وشه على إيده وهو بيبصلها بنظرة ثابتة وقال بصوت هادي لكنه عميق "طب ماشي… لو كنت مدرس بجد، كنتِ هتركزي في اللي بقولُه، ولا هتفضلي تبصيلي كده؟"
نور اتفاجئت من كلامه، حسّت أن وشها بقا سخن، رفعت ضهرها بسرعة وعدّلت قعدتها، قلبت الصفحة قدامها بعشوائية وقالت وهي بتحاول تخفي توترها "إنت بتوهم نفسك، أنا كنت مركزة في اللي بتقوله عادي."
يوسف ضحك بهدوء وقال وهو بيرجع بضهره للكرسي "طبعًا… أكيد."
نور قررت تغير الموضوع بسرعة وقالت وهي بتقف "خلاص بقى، بجد الوقت بقى متأخر، وأنت كمان شكلك محتاج تنام"
يوسف هزّ راسه وقال بهدوء "لاء، أنا جعان."
نور رفعت حواجبها وقالت باستغراب "إنت مكلتش؟"
يوسف ضحك ضحكة خفيفة، لكنه قال بنبرة فيها عتاب مستتر "لاء، في واحدة رخمة كلمتني وصحّتني من النوم مخصوص وخلّتني أخرج على ملا وشي… عشان واحد ما يستاهلش."
نور حست بالحرج، ضغطت على كف إيدها بعصبية وقالت بسرعة "أنا آسفة، مكنتش…"
قاطعها قبل ما تكمل، نبرته كانت واضحة، ثابتة "إنتِ تعملي اللي إنتِ عايزاه يا نور، مش محتاج تبرير."
سكت لحظة، وبعدين كمل بنفس النبرة الهادية "يلا، اطلعي نامي إنتي، وأنا هقلب رزقي في المطبخ."
نور فضلت واقفة لحظة، وكأنها بتحاول تلاقي حاجة ترد بيها، نور بصّتله وقالت بتردد "طب… ممكن أعملك أكل؟"
يوسف رفع حاجبه بسخرية خفيفة وقال "وإنتِ بتعرفي؟"
نور بصّتله باندهاش وحطّت إيديها على وسطها وهي بتقول بنبرة شبه معترضة "إنت مستهون بيا؟"
يوسف ضحك ضحكة خفيفة وهزّ راسه وقال بسرعة "لاء، مين قال كده؟"
نور عقدت إيديها وقالت بثقة "تمام، استنى هنا، خمس دقايق وهكون مجهزة حاجة."
يوسف ابتسم وهو بيسند على الترابيزه وقال بمزاح "طيب، بس لو الأكل وحش، هتعوضيني بحاجة تانية."
نور رفعت حواجبها وقالت بتحدي "مش هتحتاج تعويض، بس لو عجبك… أنا اللي هطلب تعويض!"
يوسف ضحك وقال "اتفقنا!"
نور لفت بسرعة وراحت ناحية المطبخ، وابتسامة صغيرة بدأت تتسلل لملامحها… يمكن دي أول مرة تكون مرتاحة مع يوسف بالشكل ده
نور كانت لسه داخلة المطبخ وفجأة سمعت صوت خطوات وراها، لفت بسرعة ولقت يوسف واقف عند الباب، ساند على الحيطة بإيده وبيبصلها بابتسامة جانبية
نور رفعت حواجبها وسألته باستغراب "إنت جاي ورايا ليه؟ مش قلت استناني برا؟"
يوسف هز كتفه وقال ببساطة "حبيت أشوفك وإنتِ بتطبخي… أتأكد إنك مش هتحرقي المطبخ."
نور زفرت بضيق مصطنع وقالت وهي بتفتح التلاجة "حقيقي ثقتك فيّا رهيبة!"
يوسف ضحك وقال "ده أنا حتى مستنيكِ تثبتيلي العكس!"
نور طلعت شوية مكونات وحطتها على الرخامة وهي بتتمتم "هثبتلك، بس متتكلمش كتير."
يوسف قرب منها وهو بيحط إيده على الرخامه، صوته كان هادي " يعني لو أكلك طلع حلو هتطلبي مني طلب"
نور رفعت عينيها له وقالت بتحدي "أيوه، وهطلب حاجة صعبة كمان."
يوسف قرب أكتر، صوته بقى أهدى وهو بيقول "وأنا مستعد أنفذها"
نور عضت شفايفها بتفكير، وبعدين مدت إيدها قدامه وقالت بابتسامة "اتفقنا؟"
يوسف بصّ لإيدها للحظة، وبعدين مسكها بين إيده وضغط عليها بخفة وهو بيهمس "اتفقنا."
نور حسّت بحرارة لمسته، قلبها دق أسرع شوية، لكنها بسرعة سحبت إيدها وركّزت على تحضير الأكل وهي بتحاول تخبي ابتسامة صغيرة ظهرت غصب عنها
نور حاولت تتجاهل التوتر اللي سابتها لمسته على إيدها وبدأت تجهز الأكل، حطت الطاسة على النار وبدأت تسخن الزيت، بس يوسف لسه واقف مكانه بيتابعها باهتمام، بصتله بسرعة وقالت "إنت مش هتروح تقعد؟ الوقفة هنا مش هتفيدك بحاجة."
يوسف هزّ راسه وقال بثقة "لازم أشرف على الشيف، وأنا مش مسؤول عن أي حاجة تتحرق."
نور ضحكت بسخريه وهي بتقلب المكونات "متقلقش، الأكل هيطلع أحسن مما تتخيل."
يوسف قرب أكتر، ووقف جنبها وهو بيبص على اللي بتعمله، قال بنبرة ماكرة "يعني متأكده إنك مش محتاجة مساعدتي؟"
نور زوّدت النار شوية وقالت بنبرة متحدية "محتاجة بس تبعد عشان متلغبطنيش."
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية، بس فعلاً رجع خطوة ورا وهو بيقول "حاضر، بس خلي بالك، لو الأكل ما طلعش على المستوى المطلوب، طلبي هيكون صعب انا كمان"
نور رفعت حاجبها وقالت بثقة "ولا يهمني، اتفقنا، مش كده؟"
يوسف حط إيده على الترابيزه وسند عليها وهو بيبصلها بنظرة عميقة "اتفقنا، بس ياريت متندميش."
نور حست بقلبها بيضرب أسرع، بس خفت توترها وهي بتكمل طبخ، وبعد فترة قصيرة كانت خلصت ووضبت الأكل في طبق وحطته قدامه وهي بتقول بفخر "اتفضل، واحكم بنفسك."
يوسف قعد قدام الطبق وبصلها، بعدين مسك الشوكة وبدأ يدوق الأكل، نور فضلت مترقبة وهي متأكدة إنه مش هيلاقي غلطة، لكنه فجأة رفع عينه لها وقال بجدية "مممم..."
نور ضيقت عينيها وقالت بتوتر "إيه؟ مش عاجبك؟"
يوسف أخد شوكه تانية وبعدين قال وهو بيهز راسه ببطء "مش عارف… محتاج لقمة كمان عشان أحكم."
نور ضربت على كتفه بخفة وقالت بضيق مصطنع "يوسف، كفاية تمثيل، الأكل حلو وأنا عارفة."
يوسف ضحك وقال أخيرًا "حقيقي، طلع حلو جدًا… بس ده معناه إن ليكي طلب، صح؟"
ابتسمت وقالت "أيوه، وطلبي هو…"
يوسف استنى، عيونه مثبتة عليها، ملامحه مليانة فضول…
نور اتنفست بعمق وهمست "عايزة أعرف إنت كنت هتطلب مني إيه لو الأكل ما طلعش حلو."
يوسف اتفاجئ من الطلب، بصلها للحظة، وبعدين ابتسم ابتسامة غامضة، قرب منها شوية وهمس بصوت خافت "كنتي هتعرفي في الوقت المناسب."
نور رفعت حاجبها وقالت بتحدي "يعني مش هتعرفني؟"
يوسف ابتسم وقال بنفس النبرة الماكرة "لأ، لأنك كسبتي الرهان… بس المرة الجاية، متأكد إنك هتخسري، وساعتها هتعرفي طلبي كان إيه."
نور حاولت ترد، بس لقت نفسها فجأة مستمتعة بالتحدي، وبدل ما تناقشه، قررت تسيب الموضوع مفتوح… وقالت " بما انك مش هتقولي كنت عايز ايه، يبقى لسه ليا طلب" 
ابتسم وقال " سامعك" 
فكرت شويه وقالت " هطلبه منك في الوقت المناسب "
ابتسم وقال " اقعدي كلي معايا"، قالها وهو بيحرك الطبق ناحيتها، لكنها هزت راسها بإصرار وقالت "مستحيل أكل قبل ما أنام."
رفع حاجبه باستغراب وسألها "ليه؟"
"غلط… ممكن أتخن."
يوسف ضحك بخفة وقالها بمزاح "وفيها إيه يعني؟"
نور بصتله بجدية وقالت "لأ طبعًا، إنت عارف أنا عانيت إزاي علشان أخس!"
يوسف لاحظ الجدية في صوتها، سألها باهتمام "إيه ده… إنتي كنتي تخينه؟!"
نور سحبت نفس عميق وقالت بهدوء "آه، والموضوع كان عامل لي عقدة."
يوسف ضحك وقالها بنبرة خفيفة وهو بيهز رأسه "عقدة إيه بس يا بنتي، المهم إنك حاليًا راضية عن نفسك، بس على فكرة…"
نور رفعت عينيها له مستنياه يكمل كلامه، فقال بابتسامة "لو كنتي مليانة، أكيد كنتي برضه حلوة، لأن شكلك دلوقتي مفيهوش حاجة مش حلوة."
نور اتفاجئت من كلامه، بصتله للحظة بارتباك قبل ما ترفع عينيها بعيد وهي بتقول بخفوت "إنت بتقول أي كلام وخلاص."
"لأ… أنا عمري ما بقول كلام مش مقتنع بيه."
نور حسّت بقلبها بيدق أسرع، لكنها بسرعة غيرت الموضوع وقالت وهي واقفة "أنا هطلع أنام، تصبح على خير."
يوسف راقبها وهي بتمشي، ابتسم وهو بيهز راسه
كان صابح الامتحان ونور قاعدة وسط كتبها، بتحاول تركز في مذاكرة مادة مروان، لكن عقلها كان في حتة تانية تمامًا، كانت ماسكة القلم وبتشغبط لا إراديًا في الهامش، خطوط عشوائية مالهاش معنى، لحد ما فجأة، لقت نفسها بتكتب حرف الـ Y، عقدت حواجبها باستغراب، بصت للحرف كأنها مش مصدقة إنها كتبته، وبسرعة شهقت بخفة وشغبطت عليه بقوة، كأنها بتحاول تمحيه من دماغها قبل ما تمحيه من الورق، سندت على ضهر الكرسي، سحبت نفس عميق، وهي بتحاول تشتت نفسها وترجع تركز… بس السؤال الحقيقي كان" ليه أصلاً كتبت الحرف ده؟"
نور حاولت تتجاهل اللي حصل، قلبت الصفحة بسرعة وقررت تركز في اللي قدامها، لكن عقلها كان رافض يسيبها في حالها، الحرف الصغير اللي كتبته من غير وعي كان عامل زي صفعة صحيتها من شرودها.
سابت القلم من إيدها، ومسحت على وشها بإحباط، حست إنها تايهة وسط أفكارها، قعدت تلوم نفسها "إيه اللي بيحصل لي؟ ليه دماغي مش قادرة تفصل؟"
وقبل ما تفكر زيادة، موبايلها رن فجأة، بصت للشاشة، وللحظة قلبها دق أسرع لما شافت الرقم… اتخضت وهيا شايفه اسم يوسف، ازاي كانت لسه بتفكر فيه ولقته بيكلمها، اترددت لحظة، بس في الآخر ردت "ألو؟"
جالها صوت واطي وواضح في نفس الوقت "ازيك يا نور؟"
نور اتعدلت وردت "تمام، كنت بذاكر."
سألها بتركيز "في حاجة واقفة قدامك؟"
هزت راسها وقالت بثقة "لاء، أنا راجعت كل الأفكار اللي ممكن تيجي في المادة دي."
"عظيم، يبقى لو جالك سؤال صعب في الامتحان هتتصرفي، مش كده؟"
ابتسمت بخفة وقالت " أن شاء الله "
فضل ساكت للحظة، كأنه بيفكر في حاجة، وبعدها قال "طيب، لو احتاجتي حاجة قوليلي، ماشي؟"
"ماشي، شكرًا."
تاني يوم، ركبت نور العربية مع آدم في طريقهم للكلية، كانت هادية، بتحاول تركز في آخر مراجعة قبل الامتحان، كانت بتراجع كويس وباين عليها متوتره
بصلها وقال " اهدي يا نور، مش انتي مذاكره كويس؟!" 
بصتله وقالت بتوتر " مذاكره بس براجع" 
قالها يحاول يطمنها " دكتور مروان امتحاناته سهله علفكره، صدقيني هتحلي كويس" 
هزت راسها بقلق وهيا بتتمتم " يارب"
وصلوا ودخلت المدرج بسرعه، قلبها كان بيدق بسرعة، دخلت وقعدت وبدأت تراجع بسرعه قبل ما مروان يدخل
بعد لحظات، دخل مروان بابتسامته الواثقة، عينيه بتمسح المدرج كعادته، لكنه ركز نظره على نور للحظة أطول، حست بده ونزلت عينيها بسرعة، متجنبة أي لقاء نظرات بينهم، مروان شاور للمراقب اللي معاه وقاله بهدوء "وزع الورق."
بعدها رفع عينه على الطلبة وقال بصوت مطمئن "متقلقوش يا شباب، الامتحان كويس، اللي جاي مذاكر أكيد مش هيحس بصعوبة في الامتحان، هو في بس سؤالين فيهم فكره علشان يميزوا الناس اللي مذاكره"
كلماته كانت عادية، موجهة للجميع، لكن نور حسّت كأنها موجهة ليها بشكل خاص، خاصة أنه بيبصلها هيا، بلعت ريقها، أخدت نفس عميق، واستعدت لاستلام الورقة، بتحاول تبعد أي أفكار تانية عن دماغها دلوقتي، نور استلمت الورقة، أخدت نفس عميق، وبدأت تقرأ الأسئلة، كانت مركزة، بتحاول تفصل دماغها عن أي حاجة تانية، عدى الوقت وهي بتحل، كانت الأسئلة في مستوى توقعها، يمكن في كام نقطة صعبة، لكنها فاكرة إن يوسف شرح لها جزء كبير منها، افتكرت كلامه وإزاي كان بيتعامل بثقة وهو بيشرحلها، الابتسامة اللي لمحتها على وشه لما فهمت نقطة معقدة، وإزاي كان بيحاول يطمنها إنها هتعدي الامتحان بسهولة، خلصت أغلب الأسئلة، لكن في سؤال واحد وقفها. مسكت القلم، شغبطت شوية في الهامش، بتحاول تفتكر الخطوة اللي نسيّاها، وفجأة حست بنظرة حد عليها، رفعت راسها بحذر، وعينيها لاقت مروان واقف عند مكتبه، عيونه مستقرة عليها، للحظة، حسّت إن الوقت وقف، لكنه بسرعة حوّل نظره ناحية الطلبة التانيين كأنه مكنش باصص ليها من الأساس.
رجعت تاني للورقة، قلبها كان بيدق، بس حاولت تركز، لاء، دلوقتي مش وقت تفكير في أي حاجة تانية، لازم تخلص الامتحان.
مروان كان ماشي بين الطلبة، عيونه بتمشي على الورق قدامهم بسرعة، وكأنه بيقيم مستواهم بنظرة واحدة، مر جنب أكتر من طالب، وقف لحظات عند بعضهم، لكن لما وصل عند نور، وقف مكانه بدون ما يتحرك، نور كانت مركزة في ورقتها، بتحاول تحل السؤال اللي موقفها، لكن فجأة حسّت بظل واقف عندها، رفعت عينيها ببطء، وقلبها بدأ يدق بسرعة لما لقت مروان واقف جنبها، باصص للورقة اللي قدامها.
مقالتش حاجة، لكن إيده اتحركت ببطء، وشاور بقلمه على نقطة معينة في الورقة، بصتله باستغراب، وبعدين لعِبت بالقلم اللي في إيديها بتوتر، فهمت إنه بيديها تلميح، لكنه ماسبهاش تفكر كتير، لأن صوته الواطي وصل لها "ركزي هنا… كنتِ قريبة من الحل الصح."
رفعت راسها تبصله، لكنه سحب نظره بسرعة وكمل طريقه بين الطلبة، وكأن اللي حصل مكنش ليه أي معنى.
نور بصت للورقة، فكرت في كلامه، وفجأة النتيجة طلعت قدامها، ابتسمت بخفة، وكملت حلها، لكن عقلها كان مشغول بحاجة تانية… ليه ساعدها في حل السؤال ؟
مرت الدقايق الأخيرة بسرعة، وأخيراً، أعلنت اللجنة انتهاء الوقت، نور اتنفست بارتياح، جمعت حاجتها، ووقفت تستعد تخرج، لكن وهي في طريقها لباب المدرج، سمعت صوت هادي، لكنه واضح "نور، ثانية واحدة."
وقفت مكانها، لفتله ومشيت ناحيته، وقفت قدامه وسألته بحذر "نعم؟"
مروان وقف بطريقة مريحة، إيده في جيب بنطلونه وقال بابتسامة خفيفة "كنت عايز أعرف رأيك في الامتحان، كان سهل؟"
قالت بثقة "اه، كان في نقط محتاجة تركيز، بس الحمد لله، حليت كويس."
رفع حاجبه وهو بيبص لها وقال "تمام، لأنك كنتِ مترددة شوية في الإجابة اللي شاورتلك عليها، بس لحقتي نفسك."
نور حسّت إن الكلام فيه تلميح لحاجات تانية، بس قررت تطنش وقالت "اه، كنت بفكر فيها بس فهمتها في الآخر."
مروان سكت لحظة قبل ما يقول بنبرة أخف "حلو، ركزي في الفاينل، بالتوفيق"
قالت بسرعة "تمام، شكراً." وبعدها استأذنت ومشيت، لكن وهي خارجة، فضلت حاسة بنظراته عليها
نور خرجت من المدرج وهي بتفتح فونها، لقت "ميسد كول" من يوسف، ابتسمت لا إراديًا ورنت عليه فورًا.
يوسف رد بسرعة كأنه كان مستني مكالمتها "أخيرًا يا نور، ها.. الامتحان كان إيه أخباره؟"
قالت بحماس واضح "كان حلو جدًا، الحمد لله! كنت متوترة في الأول، بس لما بدأت أحل ارتحت"
يوسف ضحك بخفة وقال "طبعًا، أنا واثق إنك كده كده هتحلي كويس."
نور رفعت حاجبها وقالت بمزاح "واثق فيا أوي كده ليه؟"
قال بجدية ظاهرة في صوته "عشان عارف إنك شاطرة ومجتهدة.. ومش هتضيعي تعبك على الفاضي."
نور سكتت للحظة وهي بتحاول تخفي ابتسامتها، بعدين قالت "شكرًا على ثقتك."
رد بسرعة وبنبرة مازحة "الشكر بعد النتيجة."
ضحكت وقالت "خلاص، لما النتيجة تطلع، أول حد هيعرفها هيكون أنت."
يوسف قال بثقة "ده الطبيعي."
نور وقفت عند باب الكلية، وقالت "طيب هقفل دلوقتي، آدم مستنيني برا."
قال بهدوء "ماشي.. روحي، وهاتي لنفسك حاجة حلوة النهارده، تستاهلي."
نور ابتسمت وقالت " هاتهالي انت "
ابتسم وقال " من عنيا بس كده" 
ارتبكت وقالت " يلا باي " 
" باي يا قمر "
قفلت المكالمة وهي لسه مبتسمة، وبعدها أخدت نفس عميق ومشيت ناحية آدم
عدّت الأيام، وامتحانات الميدتيرم خلصت أخيرًا، نور كانت حاسة براحة غريبة رغم التعب، ويمكن السبب الحقيقي مش بس إنها خلصت الامتحانات، لكن لأنه خلال الفترة دي، يوسف كان جزء كبير منها.
كان دايمًا موجود بيساعدها في أي حاجة مش فاهماها، ساعات كان بيشرح لها بصبر، وساعات تانية كان بيغيظها لما تحس إنها متلغبطة، بس في النهاية كانت بتخلص مذاكرتها وهي مطمنة إنها فاهمة كل حاجة بفضله، بصت قدامها لعلبة الشوكولاته اللي قدامها، يوسف جابهالها لما طلبت منه يجيبلها حاجه حلوه، افتكرت لما ادهالها، بس عرف منين انها بتحب نوع الشوكولاته ده، بالرغم من أنها بتحب الشوكولاته بس مفتحتهاش، عايزه تحتفظ بيها لأخر عمرها، بدأت تحس إن وجوده بقى أساسي في يومها، وإنها متعودة على صوته، على كلماته، على طريقته وهو بيشجعها، كانت حاجة جديدة عليها.. إحساس غريب بيكبر جواها من غير ما تقرر أو حتى تاخد بالها في البداية.
نور كانت قاعدة قدام داليا، بتبصلها وبتحرك راسها بين كل جملة والتانية، بس الحقيقة إنها ما كانتش سامعة ولا كلمة من اللي بتقوله، صوت داليا كان مجرد همهمة بعيدة في الخلفية، وأفكارها كانت في مكان تاني تمامًا... عند شخص تاني تمامًا، كانت مستغرقة في دوامة تفكيرها، عايزة تفهم اللي بيحصل جواها، عايزة تلاقي تفسير لكل المشاعر اللي بدأت تحس بيها تجاه يوسف، إمتى بقى وجوده مهم بالشكل ده؟ وإزاي بقت بتفكر فيه من غير ما تقصد؟
"نور؟"
رمشت بسرعة ورفعت عينيها على داليا اللي كانت بتبصلها بتركيز واضح، حاجبها مرفوع وعلامات الشك على وشها
"هاه؟"
داليا شبكت دراعها وقالت بنبرة عارفة الإجابة مسبقًا "أنا بقالى خمس دقايق برغي، وانتي ولا هنا، في إيه؟"
نور أخدت نفس، ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت بسرعة "لا، مفيش، كنت بفكر في حاجة."
داليا قربت أكتر وقالت بمكر "حاجة؟ ولا حد؟"
نور اتوترت، بس بسرعة قالت بنبرة هادية "لا طبعًا، حاجة."
بس داليا مصدقتش بسهولة، وقالت وهي بتضحك "أيوه يا نور، عارفة جدًا 'الحاجة' دي شكلها عامل إزاي."
نور قلبت عينيها وقالت "خلاص بقى، مش موضوع مهم."
داليا ضحكت وقالت بثقة "لو مش مهم، كان عقلك سابني وراح له؟"
سؤال داليا فضّل متعلق في الجو، ونور مكنتش عندها إجابة
نور حسّت بالذنب لأنها سرحت عن كلام داليا، حاولت تدارك الموقف وقالت بسرعة
"كنتي بتقولي إيه؟"
داليا زفرت بضيق وقالت "بابا لحد دلوقتي بيدور عليا، وانتي بتقولي إن يوسف رجّع معتز، ممكن معتز يقوله مكاني."
نور عقدت حواجبها، عارفة إن كلام داليا منطقي، معتز شخص مؤذي، وممكن جدًا يعمل كده لمجرد الانتقام، قلبها اتقبض، فكرت في يوسف، أكيد مش هيسمح بحاجه زي دي تحصل.
قالت بثقة "يوسف مش هيسمحله يعمل كده، ولو حصل، أكيد هنلاقي حل."
داليا ضحكت ضحكة صغيرة، وقالت بمكر "وانتي بقى ازاي واثقة فيه اوي كده؟"
نور اترددت لحظة، معرفتش ترد، مجرد ما الاسم طلع في الكلام، حسّت بقلبها بيدق أسرع
قالت بتوتر "علشان انا بقيت عارفه يوسف، وطول ما هو موجود خلاص مش هيسمح لحد وخاصة معتز أنه يعمل حاجه زي دي"
داليا رفعت حاجبها بخبث وقالت "هممم... بقى عرفتي يوسف؟"
نور اتوترت أكتر، حركت إيديها بعصبية وقالت بسرعة "أقصد... عرفت هو بيتصرف إزاي، يعني مش هيسيب حد يأذي حد قريب منه، بس كده."
داليا ضحكت بخفة وقالت "قريب منه، آه؟"
نور زفرت بضيق وقالت "داليا بطلّي! الموضوع مش كده."
داليا قربت منها وهمست "مش كده؟ متأكدة؟ أصل نظراتك بتقول حاجة تانية خالص."
نور اتوترت أكتر، بصّت بعيد وقالت "إحنا بنتكلم عنك، مش عني!"
داليا هزت راسها بضحكة وقالت "ماشي، هنشوف."
نور سكتت، لكن قلبها كان بيدق بسرعة، مش عارفة ليه كلام داليا خلّاها تحس إن في حاجة فعلاً جواها بدأت تكبر...
رن تليفونها فجأة، بصت في الشاشة ولقت اسم يوسف منور قدامها، قلبها ساعتها دق بسرعة غريبة، وحست إنها اتلغبطت لمجرد إنه بيتصل، بسرعة قفلت الصوت عشان داليا ما تاخدش بالها، وحاولت تتعامل عادي
داليا لمحت الحركة وقالت بفضول "مين اللي بيرن؟"
نور ردت بسرعة وهي بتحاول تبان طبيعية "صاحبتي من الكلية."
داليا بصتلها بمكر وقالت "طب ردي يمكن محتاجة حاجة!"
نور هزت راسها وقالت باستخفاف "مش وقته دلوقتي، هكلمها بعدين."
داليا ضيقت عينيها وهي بتبصلها بشك، بس في الآخر قالت "ماشي براحتك."
بعد ما سابت داليا ودخلت أوضتها، قفلت الباب ووقفت لحظة تاخد نفس عميق، بعدها طلعت موبايلها ورنت على يوسف، قلبها كان بيدق بسرعة وهي مستنية يرد.
بعد تالت رنة، صوته جه من الناحية التانية بنبرة هادية "أخيرًا افتكرتي إن ليكي تليفون؟"
ابتسمت بخفة وقالت "كنت مشغولة، معلش."
" بتذاكري يعني؟!" 
" لاء كنت مع داليا، انت في البيت؟!"
يوسف قالها بهدوء " لاء أنا مش في البيت دلوقتي، وهتأخر شوية."
نور رفعت حواجبها وقالت "رايح فين؟"
ابتسم بخفة "معلش، تحقيق ولا مكالمة؟"
ضحكت وقالت "لا تحقيق طبعًا، جاوب."
رد بمزاح "شغل، وده اللي هسمح ليكي تعرفيه."
اتنهدت وقالت "ماشي يا سي يوسف، مش هضغط عليك."
فضلوا يتكلموا في مواضيع مختلفة، وعن أي حاجة عشوائية تخطر في بالهم، كل شوية كانت بتضحك على تعليقاته، وهو كان مستمتع بصوتها وهي بتحكي عن يومها بحماس.
بعد ساعة تقريبًا، يوسف قال "إنتي عارفة إننا بنتكلم بقالنا ساعة؟"
نور بصت للساعة بسرعة واتصدمت "معقولة؟! محستش بالوقت."
ضحك وقال "ولا أنا، نستيني الدنيا"
ابتسمت " انت عندك شغل صح؟!"
" صح، وحضرتك عندك مذاكره"
" اه عندي للاسف"
يوسف ضحك وقال " يبقى تروحي تذاكري، تصبحي على خير "
ردت بصوت هادي "وأنت من أهله."
كانت قاعدة في الجنينه، حاطة الـ headphones في ودنها وسرحانة مع الأغاني، وفجأة اتخضت لما حسّت بحد شدها منها، بصّت بسرعة لقت يوسف قاعد جنبها، وعينيه مركزة عليها
نور قفلت الأغنية بسرعة وقالت بتوتر "أنا جالي صرع"
يوسف رفع حاجبه وقال "علشان كنتي سرحانة… كنتي سرحانة في مين كده؟!"
بصّت قدامها وقالت بسرعة "مش سرحانة، عادي بسمع ميوزك."
رد بسخرية خفيفة "وعندك فاينل بكرة؟!"
قالت وهي بتتنهد "بفصل شوية… إيه، مفصلش؟"
ابتسم وقال "افصلي طبعًا يا روحي… بتسمعي إيه كده؟!"
قالتله بحماس بسيط "نانسي عجرم."
رفع حاجبه وقال "نانسي؟!"
هزت راسها وقالت "آه، بحبها."
سألها بفضول "وبتسمعي إيه لنانسي؟"
ابتسمت وقالت "ابن الجيران."
بصّلها باستغراب وضيق عينيه وقال "ابن الجيران؟! إيه ابن الجيران دي؟!"
ضحكت وقالت "اسمع بنفسك."
لبس السماعة وهي شغّلت الأغنية، وبعد ما خلصت شال السماعة ببطء وبصّلها بنظرة غامضة وقال "ومين ابن الجيران بقى؟!"
نور ضحكت وقالت "أغنية وخلاص، يعني لازم يكون في حد؟!"
يوسف بصّلها بنظرة مش مقتنعه وقال "معرفش… بس واضح إن الأغنية عاجباكي أوي!"
هزّت كتفها وقالت "عادية، يعني بحبها وخلاص."
قعد ساكت شوية وهو مركز فيها، وبعدين قال بهدوء "ماشي يا نور… بس لو فيه ابن جيران بجد، لازم أعرفه."
بصّتله بدهشة وقالت "يوسف، أنت بتتكلم جد؟!"
رد بضحكة خفيفة "مش اوي، بس مش هزار أوي برضه!"
نور حسّت بقلبها بيدق بسرعة، بس حاولت تستخبى ورا ضحكتها وقالت "طب يعني… أنا لو سمعت أغنية تانية، هتحللها برضه؟!"
قرب منها شوية وقال بصوت هادي "لو كانت بتوصف حالتك، آه."
حسّت بحرارة كلماته لفت حوالين قلبها، فحاولت تهرب من الموقف وقالت وهي بتقوم "أنا بقا هدخل أذاكر، خليني مركزة في الامتحان أحسن!"
مشيت وهو فضل قاعد شويه، هبة شافت يوسف قاعد لوحده وراحت قعدت جنبه"
"يوسف! بتعمل إيه هنا لوحدك؟"
رفع راسه وبصلها بابتسامة خفيفة "ولا حاجة، بشم شوية هوا"
" خير، شكلك سرحان"
قال " لا خير ولا شر، المهم انتي عامله ايه؟!"
هبة ابتسمت بخفة وقالت "الحمد لله، ماشي الحال."
لحظة صمت مرّت بينهم، وبعدها سألت هبة بصوت هادي "هو أنا فعلاً محدش هيقبل يتجوزني؟"
يوسف استغرب سؤالها وبصلها بتركيز "ليه بتقولي كده؟"
هبة اتنهدت وقالت بنبرة مليانة حيرة "عشان اللي حصل وكده..."
اتعدل في قعدته، قرب منها شوية وقال بحزم "إيه اللي حصل يا هبة؟ أنا مش شايف إن في حاجة حصلت أصلاً."
هبة بصتله بعيون حزينة وقالت "انت شايف الموضوع سهل... أو يمكن بتعمل إنك شايفه سهل علشاني، بس الحقيقة غير كده... محدش هيقبل يتجوز واحدة..."
سكتت فجأة، مقدرتش تكمل، وكأن الكلام اختفي
يوسف مدّ إيده بهدوء، مسك إيدها بين إيديه وقال بنبرة مليانة دفء وثقة "هبة، انتي أجمل بنت في العالم، وأي حد يتمناكي، اللي حصل ده مش بمزاجك، ومحدش يقدر يلومك عليه، متفكريش بالطريقة دي، وسيبيها على ربنا، هو اللي بيكتب لنا الخير."
هبة بصتله، عيونها فيها امتنان، بس برضو فيها خوف، مش قادرة تصدق إن ممكن حد يشوفها بالطريقة اللي يوسف شايفها بيها.
يوسف قعد يفكر في هبة، إزاي يقدر يساعدها تتخطى اللي حصل؟ عارف إن اللي مرت بيه مش حاجة سهلة، وإن أي كلام مش هيكون كفاية لوحده، بس برضو، هو مش ناوي يسيبها غرقانة في الأفكار دي، كان محتار يتصرف ازاي 
أول حاجة قررها إنه يكون جنبها دايمًا، يديها إحساس بالأمان، يخليها تحس إنها مش لوحدها، عارف إنها ممكن تكون بتضحك قدام الكل، بس جواها وجع هي بس اللي حاساه، بتحاول تتخطي بس هيا لسه عند نقطة الصفر
يوسف قرر إنه مش هيخليها تحس إنها مختلفة أو ناقصة، بالعكس، هيفضل يعاملها كأنها زي ما هي، زي ما كانت دايمًا، عشان تفتكر نفسها الحقيقية، مش الصورة اللي هي رسمتها لنفسها بعد اللي حصل.
وعارف إن الموضوع محتاج صبر، بس هو مستعد.
تاني يوم نور خرجت من امتحانها وهي حاسة إن الامتحان كان فيه شوية صعوبة، بس مش كارثي، وقفت مع واحدة من صاحباتها اللي بدأت تراجع معاها بعض الأسئلة، وكانت نور بتسمع بس من غير ما تركز اوي، لحد ما اتفاجئت بصوت دكتور مروان بيسأل وهو بيبص عليهم
"عملتوا إيه؟! الامتحان كان كويس؟!"
نور هزت راسها بإيماءة خفيفة، أما صاحبتها فردت بسرعة "كان كويس، بس في كذا نقطة جت صعبة."
مروان بص لنور كأنه مستني يسمع تعليقها، لكنها فضلت ساكتة، استغرب وسألها مباشرة "وإنتِ يا نور؟ عملتِ إيه؟!"
رفعت عينيها له وردت بإيجاز "كان كويس."
رفع حاجبه وقال بنبرة خفيفة "يعني حليتِ كويس؟"
ردت بهدوء "الحمد لله."
هز راسه وقال "ركزوا في المادة الجاية، احتمال تيجي تقيلة شوية."
صاحبتها سألته باهتمام "يعني نركز على حاجات معينة؟!"
مروان رد بثقة "ذاكروا كويس بس، حلّوا كل الأمثلة اللي في الكتاب، والأفكار مش هتخرج منها إن شاء الله."
شكرته البنت بابتسامة، وهو نقل نظره لنور وسألها بنبرة أخف "متأكدة إن كل حاجة كانت كويسة؟!"
هزت راسها وقالت " اه، الحمد لله"
"كويس، بالتوفيق في اللي جاي." 
مشي والبنت اللي مع نور بصتلها بفضول وقالت بابتسامة "هو الدكتور مروان دايمًا بيهتم بيكي كده؟!"
نور رفعت حاجبها وقالت بسرعة "إيه؟! لأ طبعًا، هو بس بيسأل زي ما بيسأل الكل."
صاحبتها ضحكت وقالت "أوكي أوكي، بس أنا ملاحظة إنه بيركز معاكي أكتر من أي حد تاني."
نور تجاهلت كلامها وحاولت تغير الموضوع
يوسف كان قاعد في مكتبه، بيراجع كل حاجه في الفتره الاخيره، الباب اتفتح ودخل الشخص المسؤول عن توصيل المعلومات الخاصة بعيلة الدمنهوري، يوسف رفع عينه بتركيز، ضهره كان مسنود على الكرسي بارتياح ظاهري، لكنه في الحقيقة كان بيراقب كل حركة قدامه.
الشخص وقف قدامه وقال بصوت هادي لكنه واضح "في حاجة مهمة لازم تعرفها، مروان الدمنهوري ناوي يمسك الشركة مع أبوه، التحركات بدأت فعليًا."
يوسف عقد حواجبه للحظة، وبعدين فرد ملامحه بهدوء، صوته طلع متزن "يعني رسمي داخل في الإدارة؟"
الشخص هز راسه بإيجاب "أيوه، أشرف بيمهدله الطريق، وبدأ يديله مساحة في القرارات المهمة."
يوسف لف القلم بين صوابعه، عينه بقت أعمق وهو بيسأل "وأشرف نفسه، إيه خطته؟"
"واضح إنه بيجهزه تدريجيًا، مش عاوز أي خطوة تتاخد بشكل مفاجئ، لكن اللي باين إن مروان عنده طموح إنه ياخد مكانه في أسرع وقت."
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية، ابتسامة فيها معنى مش واضح، وقال ببطء "كل واحد عنده نقطة ضعف، وخصوصًا لما يكون لسه بيثبت نفسه... هلاقي نقطة ضعف مروان."
رفع عينه للشخص اللي قدامه وقال بحزم
"تابعلي تحركاته، عايز أعرف بيفكر إزاي، وعايز أي حاجة تخصه، جوه الشركة وبره... مفهوم؟"
الشخص أومأ بسرعة وقال "مفهوم، هجبلك كل حاجة في أقرب وقت."
يوسف سابه يخرج، وعينه فضلت ثابتة على نقطة بعيدة، تفكيره كان شغال بأقصى سرعة، وابتسامته اللي ظهرت بخفة أكدت إن الفكرة اللي في دماغه بدأت تتشكل، وبدأت المواجهه بين يوسف البنا ومروان الدمنهوري
يتبع..........

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا