رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل الثالث عشر 13 بقلم سوما العربي
رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل الثالث عشر 13 هى رواية من كتابة سوما العربي رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل الثالث عشر 13 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل الثالث عشر 13 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل الثالث عشر 13
رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل الثالث عشر 13
وقف بالمستشفى يأكله القلق ينظر على جده عبر الحاجز الزجاجي يراهم وهم يوصلونه بخراطيم الأجهزة الطبية وهو غائب عن الوعي تماماً.
مر بعض الوقت حتى خرج الطبيب من عنده وتقدم ماهر بلهفه يسأل:
-خير يا دكتور
-للأسف الوضع مش مستقر ومش هقدر اقولك وضع الحالة ايه احنا حاطينه تحت الملاحظة وان شاء الله خير.
عاد بظهره للخلف يجلس على اقرب مقعد وارتمى عليه بتعب وخزي يعلم انه السبب في فيما جرى.
اخرج هاتفه من جيب سرواله بعد ارتفاع رنينه ليتنهد بتعب وهو يبصر اسم والده على شاشة الاتصال وفتح المكالمة:
-الو
-ايه يا ماهر في ايه ...بلغوني في الشركة ان الاسعاف جت واخدت جدك.. ايه اللي جرى؟
اطبق عيناه بتعب شديد لا يعرف كيف سيخبر والده ..تعدى الصمت لدقيقة مما دفع عزام للسؤال برعب:
-ماتنطق يا ماهر في ايه؟ يانهارك اسود؟ هو انت قولت له على الي هنعمله انا وعمك؟!
ليسارع ماهر في الرد نفياً:
-لا لا ...ماقولتش..ماقولتش
-والله؟! صدقتك انا كده؟! امال ايه الي ممكن يوقعه من طوله غير خبر زي ده؟
توتر ماهر..وباات بين نارين لكنه حسم أمره ...لقد خربت مالطا ..فلابد من ان يعلم الجميع لذا هتف :
-انا بس...
كاد ان يتحدث لولا اتصال منتظر برقم لونته جعله يتوتر ويرتبك..لقد تركها في مكتبه وحدها منذ فترة..بنفس اللحظة التي خرجت فيها الممرضة مسرعه من غرفة الانعاش فانتابه القلق وقال لوالده:
-انا لازم اقفل دلوقتي...سلام
وسارع في خطواته من الممرضة التي استعدت بدورها الطبيب يسألهما بخوف:
-في ايه؟!
لم يجب اي منهما عليه ودلفا للداخل يغلقون خلفهما الباب مانعين دخول اي شخص.
و وقف ماهر خلف العازل الزجاجي يتابع ما يجري.
مرت دقائق الى ان خرج الطبيب من غرفة الانعاش ليتقدم منه ماهر متسائلاً:
-خير يا دكتور؟؟
تنهد الطبيب بتعب ثم قال:
-للأسف الوضع صعب جداً خصوصاً مع تقدمه في السن جسمه مش متحمل الجلطة وممكن تكون مسألة وقت
تفزز جسد ماهر وقاطعه بلهفه:
-لا لا..ماتقولش كده...طب ...احنا ممكن نسفره وممكن...ممكن اجيب...
قاطعه الطبيب:
-مافيش أي حاجة ممكن تتعمل برا ازيد من هنا...جدك بردو في مرحلة الشيخوخة...مش بمنعك تعمل حاجة بس ده ولا هيقدم ولا وهيأخر.
تراخى جسده بتعب وبدأ يفرك جبهته يعلم انه السبب ولكن...تنهد بحيرة وعقله يصرخ بجنون لما كانت رد فعله جنونيه هكذا..
حسناً ...يعلم انه قد تخطى الحدود ولم يتبع الخطوات الصحيحة للزواج من لونا وقد توقع غضب الجد ولكنه توقع كذلك تمريره للأمر وتقبله ولا بأس من المزيد من التوبيخ.
لكن ما جرى كان اكبر وأعظم وهو لم يتوقع ذلك.
مسح على عيناه بتعب لا يعلم كيف يتصرف...لحظتها تذكر لونا واتصالها به وانها الأن بمكتبه.
________سوما العربي__________
لقد تأخر كثيراً وهي ملت الجلوس بمفردها، لا تعلم لما طلب منها ألا تخرج من مكتبه.
لم تظل وتحركت تذهب باتجاه مكتبها القديم حيث زملائها يعملون على شغل المونتاج والدعاية.
دلفت ليبتسم لها المدير بتوتر:
-أنسة لونا..خير؟!
تلبكت في وقفتها..ظنته يوبخها على قدومها متأخرة فبالأساس الوقت المخصص للعمل قد شارف على الانتهاء وهي لتوها فقط حضرت
حاولت إجلاء صوتها ومن ثم قالت:
-انا والله جايه في ميعادي بس..اصل مستر ماهر كان طالب مني شوية حاجات اخلصها بس انا والله أول ما خلصت جيت على طول على هنا عشان أشوف شغلي.
جعد مديرها مابين حاجبيه ينظر لبقية الموظفين ثم يعود بالنظر لها ويسألها:
-هو ماهر بيه مابلغش حضرتك ولا ايه؟!
-يبلغني بأيه؟!!!
-مستر ماهر رفض توظيفك معانا هنا
-نعم؟! ازاي؟ ده كان لسه معايا ماقلش حاجة زي كده!! طب...مايمكن حضرتك فهمت غلط او إختلط عليك الأمر مش اكتر.
زم طلعت شفتيه بأسف يجيبها:
-لأ...أنا متأكد من الي بقوله..حتى تقدري تسألي مديرة ال...
تابع حديثه بحماس وهو يرى غادة مديرة الاتش أر تمر بجوارهم فناداها:
-انسة غادة..أنسة غادة.
توقفت غادة ملتفه واحتقنت عيناها فوراً بالغضب والنفور ما ان أبصرت لونا مع طلعت فالتفت تتقدم بغرور وخيلاء تسأل مغترة:
-في ايه يا أستاذ طلعت؟
-أنا بحاول افهم أنسة لونا التعليمات الي قالها لنا مستر ماهر بس هي مصممة ان في حاجة غلط احنا مش فاهمينها.
صكت غادة أسنانها بغل ثم بدأت تتكلم:
-هو لو في حاجه غلط حاصلة فهو وجود واحده زيك ضايعه هنا...بس الحمدلله مستر ماهر راجل شويف وبيفهم اول ما عرف ان استاذ ماهر شغلك في قسم مهم جداً كده زي الجرافيك صحح كل ده فوراً وأمر اننا نحطك في مقامك الصح الي يناسبك..في البوفيه...هو ده توبك بصراحة .
تلقت صفعة قويه في صميم قلبها بطأ من ضربات قلبها..جف حلقها من الصدمة والإهانة ..بللت شفتيها تسأل:
-البوفيه؟!
-أممم ..وحتى شغلك في البوفيه وانك تخدمي على ناس زينا بردو كتير عليكي بصراحه بس هنقول ايه هو ماهر بيه طول عمره كده وياما شفق على ناس .
مهانة غادة لها كانت تزيد من جرحها وصدمتها وسألت بضياع لا تصدق ماحدث خصوصاً وقد بات طول ليلته في أحضانها يتوسلها ويخبرها كيف يعشق التراب الذي تسير عليه:
-البوفيه؟؟؟؟؟!!!!
ضحكت غادة شامته ثم أضافت:
-ههه مش مصدقة؟ عموما استاذ طلعت كان موجود معايا وتقدري تسأليه قال البوفيه ولا لأ؟
نظرت لونل لطلعت وكأنه أخر أمل لها كي يكذب تلك الفكرة عن ماهر ليرتبك طلعت ويجيب:
-هو ماقالهاش كده بالظبط يعني ...
قاطعته غادة بحسم :
-قال نوديها البوفيه ولا لأ يا أستاذ طلعت؟!
تدلى كتفي طلعت وهو يرى لونا تنتظر جوابه برجفه ليقول:
-قال .
برد جسم لونا وتحركت مغادرة بلا وجهه محددة تاركه خلفها غادة تنظر عليها بشماتة فيما كان طلعت أسفاً عليها يراها خساره.
بجسد مرتخي متخدل خرجت من باب شركته وسارت في شوارع المدينة تشعر بالضياع والخذلان...فهاهو ماهر قد ضحك عليها...تمتع بجسدها في الليل وما ان طلع النهار حتى لفذها ورفسها كما ترفس القمامة.
بكت بحرقة...فقد سرقها ...حتى عذريتها أستكثرها عليها..وسلبها منها بزواج مخفي لا يعلمه سوى والدته العاجزة ومهرها شركة أخشاب تحت تصرفه.
بلا اي مال او حقيبه او حتى هاتف سارت...ظلت تسير وتسير إلى ان تورمت قدميها وجلست تطالع الشوارع...لأين ستذهب.
هل تعود للقصر؟! اجهشت في البكاء...لا تريد العودة لهناك لا تريد..الدخول لذاك القصر بات يطبق على أنفاسها...هناك شعرت بالدونية والإحتقار...هناك ضحك عليها ماهر وسلبها عذريتها...لا تريد العودة لهناك لا تريد.
نظرت حولها بضياع وقد غربت الشمس ..ماذا ستفعل؟؟
لمعت عيناها وهي ترى إشارة تدل على وجود محطة مترو قريبه منها..وقفت من فورها تقلب في جيوب سروالها لتتنهد براحة وقد عثرت على ورقة من فئة العشرين جنيه في بنطالها ...حمدت ربها كثيراً وتحركت تقطع تذكرة.
__________سوما العربي_________
كان يهاتفها بلوعه شديدة تزداد كلما انتهى الإتصال دون رد منها...دار حول نفسه بجنون...لما لا تجيب.
يريد التحرك والذهاب لعندها حتى يطمئن عليها ويأخذها للبيت ليرتاحا قليلاً ويشرح لها ماحدث مع جدهم.
لكن هل يترك جده لحاله في المشفى؟!
هز رأسه بجنون وقد حسم أمره سيذهب لها..كاد ان يتحرك مغادراً الا انه رأى عمه يتقدم لعنده متسائلاً:
-في ايه؟! ايه الي حصل؟؟
تنهد ماهر ينظر أرضاً قم قال:
-تعب في الشركة ووقع من طوله طلبت له الاسعاف
-وايه وضعه دلوقتي
-مش كويس...حاطينه على الأجهزة الطبيه
صمت فاخر لثواني ينظر على والده من الشباك الزجاجي ومالبث ان جعد مابين حاجبيه يسأل مستهجنناً:
-بس ايه اللي حصل يخيليه يقع من طوله وتبقى حالته خطر كده..ماهو الصبح كان بومب ومية مية؟
ارتكبت عينا ماهر مما دفع فاخر لأن يستوي في وقفته أمامه متسائلاً:
-ايه الي جرى يا ماهر مع جدك؟! اااه اكيد البت الفاجرة دي قالت له حاجة ولا عملت عملة وسخه وهو عرف فماستحملش ..انا قلبي كان حاسس ان هيطلع ماشيها شمال زيها.
لم يتحمل ماهر وقد أحمر وجهه ونفرت عروقه واخذ يردد:
-عمييي...ماسمحلكش.
اتسعت عينا فاخر من طريقةابن اخيه الذي يعرفه تمام المعرفه وما زاد قلقه هو تلك النبرة التمليكة المتعصبه في حديثه ليسأل:
-نعم يا حبيبي؟! قولت ايه؟! انت اتجننت يا ماهر بترفع صوتك في عمك وعشان ايه؟! حتت بت شمال زي دي
تضاعفت عصبيه ماهر وردد :
-عمي..ماتزودش في الكلام ...الي بتتكلم عنها دي تبقى مراتي.
تجمد ماهر من الصدمة وقد ألقى ماهر بالمصيبة في وجهها كالقنبلة لتبهت ملامحه ويقول:
-انت اتجننت؟ صح؟! بتهزي مش كده؟!
-لا
-لا اتجننت...أكيد إتجننت.
-لا
-لا هو انت اتجننت..ماهو مافيش غير كده
ليصرخ فيه ماهر:
-ماتجننتش...انا لونا اتجوزها...رسمي عند مأذون ودخلت عليها بقت مراتي رسمي
-يبقى هو ده الي قولته لجدّك ووقعه من طوله؟!
-ايوه..ولازم كلكم تعرفوا.
-إخرررس.
هتف بها فاخر بحده وهو يكمم فم ماهر بكفه مما صدم ماهر وجعل عيناه تتسع متوعداً فلم يسبق ان فعلها أحد معه وأخذ يهز رأسه وجسمه بجنون مقاوماً لكن فاخر كان يثبه بقوه بين ذراعيه وهو يتحدث هامساً بغضب:
-ماسمعش صوتك..تكتم فاهم..أكتم...إنت فاهم انت عملت ايه؟ انت عملت مصيبه ممكن تضيع فيها عيلة الوراقي كلها...مش بس عشان اتجوزت بت شمال زي دي في السر ومن ورانا لا يا حبيبي لا...فووق واصحى من العسل الي انت غرقان فيه ده...انت خاطب جميلة ابو العينين....انت عارف لو شمت خبر ابرها وعمها وعيلتها هيعملوا فينا ايه؟! كلمة إعلان إفلاسنا هتبقى شويه علينا...انت يابني شكلك عبيط مش فاهم ولا ايه...إنت بتلعب بالنار...دول يحرقونا...انت غفلتهم...تخطب بنتهم اول امبارح وتتجوز غيرها تاني يوم؟ دول يقضوا علينا...افهم.
تحرر ماهر بغضب وقوه من بين يدي عمه يقول:
-انا حر اعمل الي عايزة وماحدش يقدر يلوي لي دراعي ولو هما جامدين انا اعرف الاجمد منهم والي عمل الفلوس يقدر يعمل غيرها
صك فأخر اسنانه يقول بغضب :
-انت عايز ايه؟! عايز ايه؟! عايز تجيب عليها واطيها؟!
-عايز اعلن جوازي من لونا ويبقى شرعي وحلال مية في المية.
-وهي الشمال الوسخه دي هيفرق لها دي وافقت تتجوزك في السر يعني جايه في أي حاجه.
-عميي.
هتف بها ماهر محذراً فيما قال فاخر:
-اسمع يا ماهر...لعب عيال انا مش عايز...انت مش اتجوزتها ونمت معاها وخدت غرضك منها...خلاص ..قفل بقا على المواضيع دي وتطلقها فاهم.
-مستحيل...على جثتي.
تنهد فاخر بغضب عارم ثم قال:
-لا على جثة جدك.
اتسعت عينا ماهر فيما قال فاخر:
-أمممم...لو ماحلتش الحكاية دي انا هضطر أمن نفسي بقا وعليا وعلى أعدائي والي كنت انا وأبوك مكلمينك فيه الصبح وقولنا نصبر عليه شويه هنعجل بيه واهو الي يلحق حاجه ياخدها ...تخيل بقا لو جدك يادوب لسه بيفوق من الي هو فيه يقوم يعرف ان عياله رافعين عليه قضية حجر.
ارتعبت عيناماهر وبقا ينظر لعمه نظره لأول مرة يراه منها فيما قال فاخر بكشفة وجه:
-وأبوك هيتصرف زيي طالما الخراب جاي جاي على ايدك.
وكزه بأصبعه بقوة وغل في جمجمته مردداً:
-عقلك في راسك وأحسبها...جدك وفضيحتنا ولا البت دي..الي أنت اصلا داخل عليها في الدرا والدنيا زبادي خلاط ومافيش اعتراض ...اعقلها يا ماهر وانا عارف انك ابن سوق وشاطر وهتختار صح.
قالها ثم التف عن ماهر ينظر لوالده عبر الزجاج تاركاً ماهر بجواره هزيل متعب محتار وقد تدلى كتفيه بذلك الهم وبدأ يتحرك مغادراً بإرهاق وكلمات عمه في أذنه لا تفارقه.
________سوما العربي_______
وصلت تجر اقدامها جراً تسير في حيها القديم ولم تواتيها الجرئة كي تدلف لبيتها وبيت والدها وانما تحركت باتجاه بيت صديقتها وهي تعلم انها قد لا تجدها وقد تحدث سيناريوهات كثيرة بخلاف مقابلة سما لكنها لا تعرف غيرها ولا تملك خيارات لذا توكلت وأستمرت في السير حتى وصلت لباب شقة سما وبدأت تدق الجرس تتمنى الا يفتح لها الباب محمود زوج سما.
تنهدت بإرتياح وهي ترى الباب يفتح ومن خلفه سما فأرتمت على الفور في أحضانها تبكي، اتسعت عينا سما برعب تسأل:
-في ايه يابت مالك؟
-هقولك..بس..مش عارفة هينفع ولا لأ هو محمود هنا؟
-لا بايت في الشغل تعالي أدخلي.
مسحت سما دموعها وتقدمت مع لونا تساندها وهي تسألها :
-ايه الي حصل؟
-انتي كنتي فين يا سما كلمتك كتير الأيام الي فاتت وماكنتش عارفه اوصلك ودايما تليفونك مغلق.
ارتبكت ملامح سما وحاولت التجلد تقول:
-مش عارفه اقولك ايه يا لوناً انا حصل معايا كارثه كنت بحاول استوعبها حاجة ولا في الأفلام
قلقلت لونا عليها كثيراً وسألت:
-ايه الي حصلك؟
-هبقى احكي لك بس لما افهم أصلا…لكن…خلينا فيكي …انتي مالك وايه الي حصل معاكي.
أجهشت لونا في البكاء وهي تبدأ تقص على مسامع سما ما جرى لها
_______سوما العربي_________
تحرك مغادراً ليذهب لها حيث تركها في مكتبه لا يعلم كيف سيتصرف ولكن عليهم ان يتفقا
دلف بسرعه داخل للشركة ومن ثم تحرك لمكتبه يفتح الباب وكله شوق وتعب يريد ان يرتمي في أحضانها ولو قليلاً…لكن تسمرت قدميه في الأرض وهو يرى مكتبه خالياً منها.
نادى سكرتيرته يسألها عنها لتخبره انها ام تراها منذ فتره وقد انشغلت بعملها.
خرج ليبحث عنها بكل الأرجاء وبداخله صوت قلق يدك قلبه دكاً.
سأل الجميع عنها والكل يخبره انهم لم يروها الى ان وصل لقسم الجرافيك والتصميمات وسأل طلعت عنها الذي قال:
-هي جت هنا من ساعه وكانت عايزه تكمل شغلها بس انا بلغتها بالي أمرت بيه بس واضح انها ماكنتش تعرف.
أسبل جفناه بتعب يمسح على وجهه فبالتأكيد قد تضايقت من منعه لها لان تعمل فيما تحب .
ذهب لغرفة مكتبه بخطى مثقلة يسأل اين هي وقد تركت حقيبتها وهاتفها وكل شيء.
أرتمى على الكرسي بتعب يفكر الى ان هاتف الأمن وطلب منهم البحث عنها.
حاول التجلد والتماسك لكنه لم يستطع و وقف من مكانه منتفضاً وذهب ليبحث عنها معهم بذاته.
وقف يصرخ بغضب بعد فترة من البحث:
-يعني ايه مش لاقينها…شنطتها هنا وتليفونها هتكون راحت فين؟!!
ثم هتف بحده:
-راجعولي الكاميرات بسرعه .
__________سوما العربي______
انتفضت سما من مكانها وهي تضرب صدرها بعويل:
-انتي بتقولي ايه؟! الي بتقوليه ده حصل بجد؟
نكست لونا رأسها أرضاً وجاوبت:
-حصل
لطمت سما على جدها تصرخ:
-دي مصيبة والي حصل معاكي ده إسمه إغتصاااااااب.
اتسعت عينا لونا…انه كذلك…ذلك لهو الوصف الصحيح لما عاشته وكانت تبحث عن مسمى له…وسما أعطها الجوال لتجهش في بكاء مرير من جديد وهي تردد:
-هو ده الي حسيت بيه…انا مش عايزه ارجع له تاني يا سما …نفسي أخلص منه نفسي
جلست سما لجوارها تضمها لأحضانها مرددة:
-كل ده حصل معاكي وعشتيه لوحدك يا لونا؟ الواطي…استفرد بيكي..الجبان.
-مش عارفه اعمل ايه ولا اروح فين انا حتى مااستجرتش اروح البيت خوفت من عمي وجيت عليكي هنا بس عارفه مش هينفع اقعد كتير..
قاطعتها سما تخبرها:
-هو اصلا مش هيسيبك لا هنا ولا في اي مكان مش هيسيبك يا لونا وهيجيبك.
-طب اعمل ايه؟
فكرت سما بحيرة الى ان قالت:
-معاكي فلوس؟مش بتقولي اخد فلوسك من عمك
-فلوسي ومهري اشتري بيهم شركة اخشاب وهو الي ماسك فيها كل حاجة
لتصرخ سما:
-أاااه ياناري….ده تتنح…وجبان .
-أنا مش عايزة اشوفه تاني ده امرهم اشتغل في البوفيه يا سما…بالليل يتسلى على جسمي والصبح يرميني في البوفيه اخدم على الموظفين بتوعه…انتي متخيلة ؟!
-انتي حلك واحد مافيش غيره
-الحقيني بيه؟
-تسافري وتسيبي البلد بكل الي فيها …اصلا كان لازم تعملي كده من زمان…بس محتاجين وقت وفلوس.
-صح أسافر وابدأ من جديد بعيد عن عمي والكلام الي مطلعه عليا وبعيد عن ماهر …انا عايزه كده بس ازاي …انا مش معايا فلوس.
سكنت سما لثواني تفكر لكن قاطعها صوت جرس الباب .
تحركت لتفتح الباب و وقفت متخبطة وهي تطالع ذلك الرجل الوسيم الماثل أمامها لتسأله:
-أفندم؟
-أنا ماهر…لونا عندك أكيد.
صكت أسنانها بغل منه وكادت ان تصرخ في وجهه تنعته بأقذر الالفاط لكنها بثانيه واحدة تراجعت وابتسمت في وجهه وهتفت مرحبة:
-ماهر بيه ابن خال لونا…أهلا اهلاً وسهلاً.
رفع ماهر حاجبه الأيسر..إبن خال لونا؟!! أيعني ذلك ان لونا لم تخبرها بزواجهم؟؟
ابتسم لها بتخبط ثم قال:
-لا ماعلش مستعجل…ممكن تنادي لونا؟
-طبعاً طبعاً
قك رفعت صوتها:
-لونا…لونا..تعالي يالا ماهر ابن خالك هنا عشان تروحي معاه.
تجعدت جبهة لونا مفكرة(أروح معاه؟!)
لاحظتها سما فتقدم منها بالداخل تساندها كي تقف وتغمزها خفية:
-يالا يا حبيتي شكله مستجعل …..ثم همست في أذنها (هبعتلك رساله شوفيها وامسحيها)
فتحركت لونا معها وذهبت لماهر تخرج معه من المنزل.
طوال الطريق كانت صامته تماماً وماهر لا يعرف كيف يحدثها الى ان تنهد وحاول فتح حديث معها يخبرها:
-على فكرة أنا قولت لجدي
لفت رأسها تنظر له فقال:
-أتصدم ووقع من طوله وأخدته على المستشفى.
شهقت برعب غير مصدقه:
-ايه؟!!!
-وهو دلوقتي في العناية المركزه وعشان كدة اتأخرت عليكي…انتي كنتي فين صحيح وليه سايبه شنطتك والفلوس؟!
كادت ان تتحدث لولا رسالة وصلتها على هاتفها واخذت تقرأها وقد أخذت منها وقتاً لينتبه ماهر عليها ويسأل:
-مش بتردي ليه؟! وايه الرساله دي؟
-هاه؟ولا حاجه…لو سمحت روحني بسرعه عايزه انام تعبانه
تنهد بتعب يقول:
-انا كمان تعبان جداً محتاجك تاخديني في حضنك وانااااام.
نظرت له بجانب عينها ولم تجيب عليه.
بعد مدة وصلا للبيت فترجلت من السيارة وتحركت باتجاه غرفتها وكاد أن يتبعها لولا جنا التي أوقفته تسأله عن جدها.
أنهى حديثه مع جنا وذهب لغرفتها بشوق ولهفه ليصدم بأنها قد أغلقت الباب عليها من الداخل…فأخذ يدق الباب بغضب:
-لونا…أفتحي ايه لعب العيال ده؟
لكنها لم تجيب عليه وظلت جالسة على فراشها ببرود وهو بالخارج يدق ويدق ويدق بعصبيه شديدة
_______سوما العربي_______
صباح يوم جديد خرجت بصحبة جنا التي طلبت منها مراراً أن تذهب معها لزيارة جدهم
دلفت للداخل لتتفاجأ بوجود أسرة أبو العينين جميعا قد أتوا لزيارة نسيبهم محمد الوراقي.
=صباح الخير.
قالتها جنا ليلتفوا لها جميعاً وتتسع عينا طارق وهو يطالع لونا الجميلة يفصلها بعيناه تفصيلاً وهي ترتدي جيب مع كنزة صيفية مخططة بالأبيض والأحمر وتجمع شعرها بسوار أبيض فكانت بديعه مشرقه.
لتسوقه أقدامه لعندها مسحوراً يجيب عليها هي:
-صباح الجمال.
قالها بتوله وتيه تسببت في ضحك والدته عليه وكذلك والده المصدوم من ابنه الذي بات يتصرف مع الفتيات بغرابه .
لتقف لونا محرجه من تصرفاته خصوصاً بوجود خالها فاخر الذي لمعت بعيناه المصلحه وشقيقه عزام الغاضب فعلى مايبدو ان تلك الحقيره قد خطفت العريس الذي تمناه لأبنته الوحيده.
فينا اكمل طارق:
-مبسوط اني شوفتك مره تانيه.
=ايه الي بيحصل هنا بالظبط؟!!!
قالها ماهر الذي دلف للتو على ذلك المشهد الرومانسي الخاطف للأنفاس……
يتبع