رواية نيران الهوي الفصل السادس 6 بقلم هدي زايد

رواية نيران الهوي الفصل السادس 6 بقلم هدي زايد

رواية نيران الهوي الفصل السادس 6 هى رواية من كتابة هدي زايد رواية نيران الهوي الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية نيران الهوي الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية نيران الهوي الفصل السادس 6
رواية نيران الهوي بقلم هدي زايد

رواية نيران الهوي الفصل السادس 6


رد" ياسين" و قال بكذب:
- أنت اهبل يا ابني طبعا لا، خالك فتح لنا الشقة الصغيرة بتاعته و كل واحد فينا في أوضة ادعي بس الموضوع دا يطول شوية لأنه لو عرف هيرمينا احنا التلاتة برا في الشارع .
- ربنا يسترها معاك، أأقوم أنا بقى عشان يادوب اروح أجيب رحمة من بيت أبوها و نروح على الفيلا.
- أنت قعدت في الفيلا و لا إيه ؟! 
رد " حمزة" بكذب و قال:
- اه شوية كدا اهو تغيير و كمان مسبش ماما وبابا لوحدهم الفترة دي .
طالعه بنظراتٍ تملؤها الشك وقال:
- حمزة بابا وماما كويسين ؟
رد" حمزة" بكذب و قال:
- اه ياابني مالك في إيه ؟
- أصل غريبة مش عادتك مهمها حصل تبات عندنا في الفيلا !
- لا الظروف اتغيرت دلوقتي و بعدين دا كان رأي رحمة إننا منسبش بابا وماما لوحدهم 
- طب آيات أختك كويسة ؟
-صدقني كلهم زي الفل متشغلش بالك أنت بس بحاجة و خلينا على اتصال من التليفون اللي جبته لك اسيبك أنا بقى دلوقتي سلام.
****** 
داخل منزل العم" سليمان "
كان "قاسم" جالسًا عن يمينه والدته و عن شماله أخته الصغرى، ينظفون له الطعام و الأخرى تتطعمه في فمه، أما هو كان يستمع لحديث أبيه حين قال بنبرة مغتاظة:
- قاعد و فاكر نفسه هارون الرشيد والخدم بتخدم عليه و تأكله في بؤقه دلع مرق !
لفت أخته الصغرى وجهه لها و هي تقول بإبتسامة واسعة دون أن تنظر لأبيها:
- مالك بس يا عم سليمان ؟ ما أنت عارف إن قاسم مبيحبش يفصص السمك و بيحب يأكله كدا على الجاهز هي أول مرة يعني !
أشار لوالده و قال بتساؤل:
- طب أنا و عامل فيها هارون الرشيد و أنت بقى و أنت قاعد و مقعد بنتك على يمينك و التانية على شمالك و بتأكلهم في بؤقهم تبقى إيه ! 
رد والده و قال :
- بناتي و بدلعهم إيه الجديد و البنات تتدلع حتى لو بقى عمرهم مية سنة، انما أنت لازم تسترجل .
ردت والدة قاسم و قالت بعتاب:
- أخس عليك يا حج قاسم طول عمره راجل هو بس اللي مبيحبش يفصص السمك فيها إيه يعني ؟
- مافيهاش ياختي خليكي كدا قعدة جنب الحيلة و دلعي فيه .
ردت" رحمة" و قالت بشر مصطنع:
- احنا نجوزه يا بابا و نخلص منه 
ردت والدتها مقاطعة بحزن:
- اخس عليكي يا رحمة دي كلمة تقوليها بردو ! 
- إيه يا ماما مش عاوزة تفرحي بـ قاسم ولا إيه؟! 
- افرح بيه و اجوزه ماشي انما اخلص منه بعد الشر دا هو و مراته هيبقوا حتة من قلبي.
كان الجميلة طوال الوقت ما بين المرح و السعادة، حياة أسرية مليئة بالدف و الحنان، و لا تخلو أيضًا من الجدية، انتهت وجبة الغداء 
على خير ثم جاء موعد تناول كوب الشاع مع النعاع، كانت "رحمة" ترد على تساؤلات أبيها حين قال بنبرته الحانية:
- عاملة إيه يا رحومة مع أهل جوزك ؟
- الحمد لله يا بابا الدنيا ماشية حلو 
- لسه حماتك واخدة موقف منك بردو ؟ 
- لا خالص بالعكس أنا و هي بقينا حبايب هي في الاول بس كان في شوية خلافات ولما لاقت إن ابنها بدأ يبعد ويعيش مع نفسه اتعدلت معايا ولما قربنا من بعض حبتني أكتر 
ردت والدتها بسعادة و قالت:
- مش قلت لك يا رحمة إنها مسألة وقت مش أكتر هي بس تلاقيها كانت زعلانة من حمزة عشان كان بياخد الحاجة بالخناق .
ردت" رحمة" مؤيدة لرأي والدتها و قالت:
- دي حاجة و كمان كان كل مشكلة بيني وبينها ياخد صفي فـ عمي ممدوح قالها أنتِ كدا بتخسري ابنك حاولي تكسبيه و تدي فرصة لمراته ولما تعرفيها هتحبيها و فعلًا سمعت كلامه و الأيام ثبتت لها اني مش مجرد واحدة طمعانة في فلوسه .
ردت شقيقة رحمة الكبرى وقالت:
- و هو احنا هنبص لفلوسه ليه يعني الحمد لله مش ناقصنا الهوا ومش بالفلوس على فكرة.
- هي معذورة بردو يا رضوى ابنها خطب قبلي مرتين و في المرتين كانوا داخلين على طمع فـ بالنسبة لها أنا كمان زيهم بس لسه مظهرتش دا .
أتت شقيقتهما الصغرى حاملة بين يدها القهوة لأخيها و أبيها وضعتها على سطح المنضدة الخشبية و قالت:
- صوابعك مش زي بعضها ومع ذلك في كف واحد وبعدين هي هتنسى انها كانت بنت تاجر مواشي في سوق الجمعة ولا إيه و جوزها كان ساكن هنا في حارتنا من خمسة و عشرين سنة ويمكن أكتر يعني متعملش علينا هانم.
ردت " رحمة" مدافعة عنها و قالت:
- لا حرام يا حبيبة الشهادة لله هي مش وحشة ابدًا وطول عمرها بتفتخر بأصلها وبتقول أنا ابويا كان تاجر مواشي في سوق الجمعة بالعكس دا طول الوقت لما حد من ولادها الجلالة تاخده ولو بهزار تقوله فوق دا أنت من حارة الدخان لحد ما بقت كلمة لازقة في بؤقهم كلهم و بيقولوها لبعض ولو بهزار .
خرج" قاسم" من الشرفة بعد ما انتهَ من لفافة التبغ خاصته و قال بإبتسامة واسعة:
- حماتك على فكرة ست جدعة اوي هي بس اللي موسوسة حبتين مش اكتر .
استند بذراعه على كتف "حبيبة" و تابع بهدوء لايخلو من المرح:
- عموما احنا دبسنها فيكي و الحمد لله .
رد والدها و قال:
- امشي قطع لسانك بنتي الف مين يتمناها و هما اللي لفوا ورانا السبع لفات لحد ما رضينا بيهم ياحبيبي .
احتنضنت والدها و قالت بامتنان شديد لمدافعته الدائمة لها:
- حبيبي ياسليمان ربنا يخليك ليا و ما يحرمني منك أبدًا .
- اتفضلي يا ست ماما و يجي عليا أنا بيقولي عامل فيها هارون الرشيد عشان اللي بتأكلني في بؤقي و اللي بتعملي اللي والقهوة وتغسل لي هدومي و تكويها ! 
نظر بعد ذلك لأخته رضوى و قال:
- بايتة و لا هتمشي عشان عاوز ادخل انام ! 
رفعت شقيقة كوب الشاي لترتشف آخر ما تبقى منه و قالت:
- لاهمشي عشان محمود راجع من شغله الساعة اتنين بليل .
رد والده و قال بضيق:
- أما إنك بارد بصحيح ما تسبها يا اخي و ادخل أنت و أنا ابقى اوصلها 
- لا يا بابا خليك مرتاح أنا هروح بقى عشان يادوب يلا ياقاسم .
ردت" رحمة" و قالت:
- أنا ملحقتش اقعد معاكي خليكي قعدة و لما يجي حمزة نبقى نوصلك ! 
- حمزة جوزك رايق و باله اطول من سواد الليل في الشتا و أنا عاوزة الحق نفسي واروح بدري عشان لسه هطبخ لمحمود يلا قاسم ادخل البس و تعال وصلني .
بعد مرور نصف ساعة تقريبا 
كادت أن تخرج من منزل أبيها لكن استوقفتها والدتها قائلة:
- خُدي دول عشوة لجوزك بدل ماتروحي تقفي و تخطبي يادوب هتسوي الاكل بس و دول شوية فاكهة عشان تتغذي و تغذي اللي في بطنك 
ما أن غادرت " رضوى و قاسم" عاد الحديث حول هذا و ذاك من جديد، مر الوقت و مازال 
" حمزة" يعتذر و يؤجل موعد قدومه، كانت جالسة تتابع التلفاز حتى غلبها النوم طلبت والدتها منها أن تدخل غرفتها بدلا من النوم بهذه الطريقة المؤلمة، هزت رأسها علامة الإيجاب  دون أدنى نقاش،  أما والدها كان جالسًا بجوار ابنته الصغرى تلك المدللة  التي تعيش في كنف أبيها و حبه و حنانه،  كان يضع طلاء الأظافر بعناية شديدة كما اعتاد في فترته الأخيرة معها،  حدثته بنبرتها الرقيقة قائلة:
- اظبط ايدك يا سليمان بقى كل مرة تلغبط لي المانكير كدا ؟ 
انتهَ أخيرًا ثم نظر لها و قال:
- خلاص يا قلب سليمان اتظبط و بقى احسن من كل مرة حتى شوفي كدا ؟ 
نظرت ليدها بتقييم ثم قالت:
- اممم مش بطال 
- يابت بقى كل التطور دا ومش بطال ؟ 
حاوطت رقبته بذراعيها و قالت بمشاكسة:
- بضحك معاك يا سولي يا حلو أنت .
طالت قبلتها  على لحيته النامية قليلا داعبت خده ثم قالت:
- دقنك عاوزة تتظبط يا عم سليمان .
مد العم سليمان ذقنه لها ثم قال:
- يلا ظبطيها يا حبيبة أبوكي 
رفعت سبابتها قائلة بحماس شديدة:
- ثانية واحدة و اكون عندك يا قلب بنوتك .
ضحكت والدتها على حماسها الشديد و هي تقول :
- بكرا تتجوزي و يدور على حلاق غيرك 
عادت " حبيبة" و بين يدها الأدوات المستخدمة لتشثيب اللحية،  حدثتها بإبتسامتها الواسعة:
- رايحة نفسك يا ست ماما أنا قعدة علي قلبكم و سي بابا محدش هيظبط له دقنه غيري طول ما أنا عايشة .
وضع المنشفة أسفل ذقنه و هي تقول:
- لما ابقى اموت ابقى روح لحلاق يا سي بـ...
ضربها على رأسها بخفة ثم قال:
- موتة لما تاخد ابوكي هو لازم توجعي قلبي يا بنت الكلـ... أنتِ ؟ 
- بعد الشر عليك  يا حبيبي  
ردت والدتها قائلة بعصبية:
- ياختي بعد الشر عليكم انتوا الاتنين مكنتش حتة دقن دي اللي هتوقعكم في بعض يلا يلا احسن جوز اختك قرب يجي و ميصحش يجي كدا يلاقي بابا بيحلق .
رد العم سليمان و قال:
- و فيها  إيه يعني؟  و هو حمزة غريب  إيه يعني لما يشوفني بحلق هو عيب ولا حرام ؟ 
********
بعد مرور عدة أيام 
كانت " هدية" في حالة مرضية حرجة، كانت الصغيرة جالسة جوارها محاولة فهم ما يحدث تسالها و لم تجب تريد أن تتبادل الحديث معها كما يفعل " ياسين"  لكن تلك المسكينة راقدة لا حول لها و لا قوة، مد يده ليتحسس جبينها 
ارتفعت حرارتها عن ذي قبل،  ولجت زوجة خاله و بيدها صحن وبعض قطع القماش الأبيض  جلست جوارها و قالت:
- متقلقش يا ابني إن شاء االه خير، شوية سخونية و تروح لحالها .
رد " ياسين" بضيقٍ وقال:
- السخونية مبتنزلش يا مرات خالي خالتها بتسوء عن الأول .
تتدخل خاله و قال:
- و إيه مسكتك  ما تشيل مراتك توديها للدكتور 
- اشيلها ! 
- اونال مستني مين يشيلها يعني أنا مثلا ؟! 
- مش قصدي يا خالي، حاضر هشيلها بس فين أقرب دكتور هنا ؟! 
ردت زوجة خاله قائلة:
- دكتور إيه بس دي شوية سخونية و هيروحوا لحالهم اصبروا الكمدات تعمل مفعولها .
 حملها " ياسين"  بين ذراعيه متجهًا بها حيث 
باب الشقة  وهو يقول:
- مش هبهدلها معايا أكتر من كدا .
بعد مرور ساعتين 
تم عمل اللازم لها من تعليق بعض المحاليل الطبية و غيرها،  كان جالسًا بالقرب من الفراش في انتظار  انتهاء المحاليل الطبية  استفاقت من نومها، رفعت بصرها له و قالت بخفوت:
- أنا فين ؟ 
- حمد لله على سلامتك 
حاولت أن تعدل من جلستها لكنه منعها و هو يقول:
- ارتاحي أنتِ لسه تعبانة .
سألته بخفوت قائلة:
- ازاي جازفت و خرجت من البيت كدا خطر عليك .
- مكنش ينفع اسيبك تعبانة أكتر من كدا .
*********
بعد مرور يومين 
كانت جالسة في منزل خال ياسين مع "سجدة"  ترد على سؤالها هذا و تتهرب من ذاك إلى أن قاطعتها قائلة:
- عن أذنك اكيد ياسين صحي و أنا كمان معاد الدوا بتاعي جه .
صاحت "سجدة" بصوتها و هي تشير تجاه التلفاز :
- بابا هو بابا 
انتبهت زوجة خال ياسين لحديث الصغيرة بينما ردت هدية بتلعثم و هي تحملها:
- بابا نايم جوا يا چوچا تعالي نشوفه 
ردت الصغيرة قائلة:
- لا دا بابا دا بابا .
ولج خال ياسين و الغضب يطل من عيناه و قال:
- بقى أنا على آخر الزمن ادخل بيتي زاني و زانية و يبقى مين الزانب دا ابن اختي !! 
ردت " هدية" مدافعة عنه قائلة:
- أنت بتقول إيه ياسين جوزي ومسمحلكش بالغلط لا فيا ولافي .
- الكلام دا كان ممكن اصدقه قبل ما اتصل بأختي و اعرف منها الحقيقة 
 بلعت " هدية" لعابها و قالت:
- أنا م فاهمة إنت بتتكلم عن إيه بس اللي اقدر اقوله أننا سبق وعرفناك محدش قال لعمي ممدوح انني متجوزين فـ طبيعي يقولك انه مش متجوزني 
هدر خاله بغضبٍ جم و قال:
- و طبيعي تخطـ ـفوا بنت من أهلها ؟ و طبيعي تعيشي أنت و راجل غريب عنك في أوضة لوحدكم لو تقبليها على نغسك أنا مقبلهاش في بيتي  و حالا هبلغ عنكم البوليس .
غادرت " هدية" الشقة متجهة حيث شقتها 
 حاولت ايقاظه و هي تقول برعب
- قوم يا ياسين 
- في إيه يا هدية مالك ؟! 
- خالك عرف كل حاجة و عاوز يبلغ البوليس 
- عرف منين ؟! 
- اتصل بمامتك و عرف بطريقته 
 قفز من الفراش ورهو يقول :
- حمزة كان عنده حب لما قالي إنها مش هتعدي على خير
ظل يدور حول نفسه باحثًا عن متعلقاته،  لملمت له ما يريده في رحلته الجديدة و هي تقول:
- اهرب أنت يا ياسين اهرب خالك بلغ البوليس خلاص .
رد " ياسين" بتساؤل:
- طب و أنتِ وسجدة ؟ 
- مش هينفع نهرب و مش صح اصلا أنت بتعقد الدنيا بخطفها  خليني اتكلم مع فضل الايوبي يمكن يحلها هو .
- محدش هيسمعلك  لأن بنتهم رجعت لهم خلاص  بنتهم هي أقوى كارت معايا حاليا .
  دخلت زوجة خاله و قالت:
- اهربوا بسرعة البوليس على اول الشارع يلا مافيش وقت .
وضعت مفتاح صغير في يده ثم قالت:
- دا مفتاح بيت ابويا خالك ميعرفش عنه حاجة و محدش هيجي في باله إنك هناك  اهرب و اياك تعرف حد إنك ياسين .
بعد مرور  ساعة تقريبا 
وصل " ياسين " لمنطقة شعبية، نظرت "هدية"  في المكان ثم عادت ببصرها له و قالت:
- احنا رحنا في داهية 
- ليه ؟ 
- المنطقة دي اللي ساكن فيها جاسر ابن عمك يلا من هنا بسرعة .
سجدة اهي يا جاسر سجدة اهي .
يتبع

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا