رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الخامس والعشرون 25 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامه رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الخامس والعشرون 25 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الخامس والعشرون 25 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الخامس والعشرون 25

رواية سهم الهوي جاسر وتاج بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الخامس والعشرون 25

بـ شقة صهيب
وضعت تلك الصنية وجلست على مقعد مقابل له قائلة: 
مش قولت إن فى مشاكل فى المشروع بتاع مرسي مطروح أمال إنت بتصمم إيه دلوقتي. 
زفر صهيب نفسه بضيق أجابها بنبرة يشوبها بعض إحباط.:
للآسف فعلًا عليه مشاكل كتير من بدايته  كنت حاطط أملي تنفيذ المشروع ده يرفع إسم المكتب الهندسي بتاعي، من أوله مشاكل. 
نهضت من مكانها وجذبت المقعد جلست جواره تُربت على كتفه بأمومة قائلة: 
ان شاء الله المشاكل تتحل وإسم مكتبك هيبقي له صدى كبير إن شاء الله، وبعدين إنت مضايق ليه مش يمكن خير، أهو عرفت من مرات أخوك إن أهلها راجعين بعد بكره، أهو نكلمهم ونحدد ميعاد الخطوبة. 
نظر لها صهيب مُتهكمً يقول: 
وإنتِ عندك ثقة أوي أنهم هيوافقوا. 
ابتسمت بثقة تحمل في طياتها مزيجاً من الإصرار والتفاؤل قائلة بحسم:
أكيد هيوافقوا. ده هما يتمنوا إنت مش شايف نفسك،إنت صهيب جنيد، المهندس الطموح، اللي هيعمل اسم كبير في السوق. مين مش هيتمناه لابنته؟"
ابتسم صهيب ابتسامة صغيرة لا تخلو من الشك، ثم أدار وجهه إلى الورقة أمامه، وكأن كلماتها أضاءت له بارقة أمل، لكنه لم يُصرح بها.
تنهد قائلًا بحسم: 
طالما كده، يبقى إستني شوية يا ماما على ما أموري تظبط. 
تنهدت بإستياء قائلة: 
طول ما إنت متردد كده مش هتاخد القرار أنت لازم تتحط تحت الأمر الواقع عشان...
قطاعها وهو يجذب يدها يُقبلها قائلًا:
أرجوكِ يا ماما،كل اللى محتاجه شوية وقت بس الأمور تظبط،بلاش تتسرعي أنا مش متحمس للموضوع ده دلوقتي،عالأقل الفترة دي دماغي مشغوله بهدف،وصدقيني أوعدك الأمر مش هيطول والله أعلم ممكن يتبدل قراري بلحظة وأقولك إتقدمي،لكن دلوقتي أنا مش جاهز،أرجوكِ بلاش تضغطي عليا.. الفترة دي حاسس إني متوتر ومش عاوز أخد خطوة أرجع أندم عليها. 
شعرت به وبحنان ربتت على كتفه قائلة: 
أنا مش بضغط عليك يا صهيب، إنت مأجل القرار بدون سبب منطقي، يعني لو فى بنت فى حياتك مشغول قلبك بها كنت قولت مُتردد من مشاعره، لكن إنت مُقتصر فى حياتك عالشغل وبس، والعُمر بيعدي وطول ما أنت حاطط هدف وعاوز توصله مش بتفكر فى حاجه تانيه لها نفس الأهمية ويمكن أكتر كمان، بكره هتلاقي العُمر عدا وناقصك دفا أسرة 
بيت زوجة وولاد، فكر فى كلامي يا صهيب، ومش شرط أخت مرات أخوك البنات كتير، بس الفكرة بعيدة عن دماغك، أو... 
توقفت للحظة وفكرت، نظر لها صهيب بترقُب سائلًا: 
أو إيه يا ماما؟. 
إبتسمت وضعت يدها فوق قلبه بمكر محبب قائله: 
أو يمكن محتاج ده يدق، أو يمكن دق. 
إبتسم لها ولمعت عيناه بوميض خاص لاحظته والدته ولكن سُرعان ما خفتت بسمته، تبسمت له بحنان قائلة: 
قلبي حاسس إن قريب هفرح فيك وتظهر اللى تشغل وتشعل قلبك وتنسيك الشغل شويه وتخليك متفكرش غير فيها. 
إبتسم فهنالك فعلًا من تُشغل عقله بالتضاد التى تحمله شخصيتها... وذكري خفقان قلبه حين حملها بين يديه، لكن هنالك فوارق وحدود بينهما.. مازالت فى بداياتها وصعب التقدُم خطوة. 
❈-❈-❈
بشقة جاسر
نفذ صبره نظرة عيناه لـ تاج توحشت يضغط بقوة على  أسنانه كآنه جواد غاضب... جذبها من يدها السليمة دون مُراعاة لآلم يدها الأخرى ولا جسدها،ولا لذلك الآنين الذي خرج منها يضمها بقوة يكاد يسحق جسدها بلا مبالاة يُقبلها بُعنف مُبالغ فيه
حاولت دفعه عنها لكن كان الغضب يتحكم فيه وكآنه فقد السمع والرؤية غصبً استسلمت وأنحنت بجسدها فوق تلك الأريكة وهو فوقها مازال يُقبلها بجنون  يديه تسير بقوة على جسدها، 
حاولت أن تفلت،  تدفعه بيدها بعيدًا، لكن قوة انفعاله كانت كالإعصار، تعصف بكل مقاومة تبديها... جسدها فوق الأريكة تحت ثقل جسده، نبضها يتسارع بين الخوف والدهشة، وعينيها تنطق برجاء مكبوت... يداه لم تهدأ، تتحركان بتوتر، بين الغضب والاحتياج، كأنه يريد أن يمحو كل المسافات التي بينهما مهما كان الثمن لكن  فجأة إستفاق من تلك القسوة ونهض واقفًا ينظر لها ضاغطًا على أنفاسه، شيئًا في عينيه يصرخ بصمت، مزيج من الألم والخذلان والغضب، لم تستطع تجاهله... هو لم يكن فقط غاضبًا، بل كان جريحًا، والجرح عميق حد النزف... لم ينتظر النظر لها كثيرًا وإبتعد عنها جاذبًا معطف جلدي ثقيل وغادر الشقة يصفع الباب خلفه بقوة... بقيت مكانها، متجمدة كأن صوته الصامت اخترق أعماقها، يترك أثرًا أشد وجعًا من صراخ علني... ذهابه كفيلًا بتحطيم جدارٍ هش بنته بينها وبين الشعور بالذنب نظرت إلى الباب الذي ارتطم خلفه، وكأنها تنتظر منه أن يعود، أن يقول أي شيء، حتى لو كان رُمحً آخر يغرز في قلبها... لكن الصمت كان سيد الموقف.
نهضت بصعوبة سارت بضع خطوات مترددة، تلمس أثره في الهواء الذي ما زال يحمل عبقه... تشعر ببرودة فراغه وهي تدرك أنها لم تملك الجرأة الكافية لتفعل شيئًا يوقفه... فـ الجرح مشتركًا بينهما... لكنه حمل العبء كله على كتفيه وغادر، تاركًا لها حطامًا لا تدري كيف تداويه
اقتربت من النافذة، تبعته بنظراتها عبر الزجاج، رأته يمضي في شبة الظلام،عيناها تلاحقان ظله وهو يغيب تدريجيًا... 
بينما هو سار بلا هوادة  خطواته ثقيلة  يُعانق الهواء البارد وجهه،، كأنه يحارب الريح، أو ربما يحارب نفسه، رغم برودة الطقس لكن بداخله حرارة كافية
يسير كمن يخوض معركة داخلية لا هُدنة فيها... كل خطوة يخطوها تُثقل روحه، لكنها كانت الوسيلة الوحيدة لإخفاء ضعفه... عيناه لم تنظر للخلف، رغم أن قلبه يحترق شوقًا... يعلم أن الالتفات سيُنهك صلابته التي بالكاد يستطيع التمسك بها.
وبرغم المسافة التي فصلت بينهما، كان الألم واحدًا، والفراغ الذي خلفه حضور الآخر يغرس سهامً قاسية في صدريهما.
❈-❈-❈
لوهلة شعرت برجفة قوية تهز جسدها حين لمست تلك اليد كتفها، شهقت بقوة، ومع اندفاع الأدرينالين في عروقها، أشهرت الصاعق بلا تفكير... نبضات قلبها تصم أذنيها، وعيناها اتسعتا وهي تستعد للدفاع عن نفسها... لكن في اللحظة الأخيرة، توقفت يدها المرتعشة... صوت مألوف وصل إليها، وملامح وجهها المذعورة بدأت تهدأ تدريجيًا... حين إستدارت خفضت يدها ببطء، تنفست بعمق وهي تبتلع ريقها بصعوبة، ثم رفعت عينيها لتقابل نظراته الهادئة التي تحمل دهشة مختلطة بابتسامة صغيرة
تمتمت بخفوت، وكأنها تعتذر عن رد فعلها المفاجئ.: 
أونكل خليل!. 
بابتسامة أبوية مطمئنة،  أمال خليل رأسه قليلًا وربت على كتفهابحنو مُتفهمًا 
مُتحدثً بتآلف:
واضح أنك متوترة جدًا...تعالي نروح أي كافية نشرب قهوة تدفينا بلاش نوقف هنا فى البرد ده. 
نظرت نحو دراجتها النارية، ثم الى تلك السيارة، تبسم خليل قائلًا: 
لا سني ولا لياقتي البدنية تسمح أركب الموتوسيكل، إحنا نحطه فوق كابوت العربية. 
إبتسمت له بإيماءة موافقة... 
بعد قليل بأحد الكافيهات 
جلسا سويًا يحتسيان القهوة يتناقشان بمواضيع مختلفه الى  ان نظر خليل الى ساعة يده قائلًا: 
خليني اوصلك للمزرعة، جنات لو إتأخرت هتفتح لي إستجواب. 
تبسمت فايا، بعد قليل دخل خليل مع فايا الى المزرعة، ترجل ونظر الى السماء قائلًا: 
النجوم طالعة إيه رايك نقعد شوية تحت المظلة. 
إبتسمت فايا قائلة: 
ناسي إستجواب مامي. 
ضحك خليل قائلًا: 
هقولها كنت مع فايا بتفرجني آخر تصميماتها والوقت سرقنا، تعالي نقعد. 
أومات له ببسمة مغصوصة، فحتي التصميم بالفترة الأخيرة إبتعدت عنه، تشعر بفتور
جلسا سويًا، تنهد خليل وهو يضع يده فوق كتف فايا، نظرت له ثم تبسمت، تبسم هو الآخر قائلًا: 
إحكي لي إيه مضايقك. 
كآنها ارادت ذلك السؤال كي تبوح بما يؤرقها، تنهدت كآنها تُزيج ثِقلًا عن صدرها وقالت بصوت متحشرج:
مش عارفة أرجع لحياتي زي الأول، حتى التصميم اللي كان هوايا وشغفي، بقي عبء عليّا بحس إني تاهت مني نفسي، حاسة إني عبء تقيل على اللى حواليا. 
نظر خليل إليها بتعاطف وربت على يدها قائلاً بهدوء:
ايه اللى دخل الشعور ده فى راسك، 
كلنا بنمر بأوقات زي دي، بس المهم ما تستسلميش. الحياة فيها لحظات انطفاء، لكنها مش نهاية.. قولي لي، إمتى آخر مرة صممتي حاجة من قلبك، مش علشان شغل أو ضغط؟
أطرقت فايا برأسها وابتلعت ريقها، محاولة تذكر إجابة. ثم قالت بصوت خافت:
مش فاكرة... يمكن من شهور طويلة.
ابتسم خليل مطمئنًا وأردف:
يمكن كل اللي محتاجاه دلوقتي هو وقت لنفسك، مكان بعيد عن كل شيء... عن الشغل، الضغوط، وحتى عن أفكارك السلبية. 
رفعت فايا رأسها ونظرت إليه بعينين لامعتين، كأن كلماته أشعلت بداخلها وميض أمل صغير. سألت بتردد:
تفتكر ده ممكن يساعد؟
أجابها بحزم ولطف:
أكيد هيساعد، وإنتِ مش لوحدك أنا هنا معاكِ لحد ما ترجعي زي زمان وأحسن كمان.
ابتسمت له فايا ابتسامة امتنان صادقة، وشعرت بأن قلبها بدأ يستعيد شيئًا من دفئه... ثم نظرت لـ خليل قائلة: 
بجد شكرًا يا أونكل إنك سمعتني، بس ليا سؤال إزاي عرفت مكاني. 
إبتسم وهو يضمها قائلًا: 
صدفة انا كنت داخل المزرعة وشوفتك طالعة بالموتوسيكل، فكرت لو قعدت مع فراس هتبقي قاعدة رجالة مُملة قولت مفيش غير فايا، مشيت وراكِ حتى حاولت الفت انتباهك  كذا مرة بس واضح مخدتيش بالك بسبب الخوذة. 
إبتسمت له ثم نهضت قائلة: 
انا بقول كفاية كده وتروح لـ مامي عشان الاستجواب يبقى صغير. 
نهض ضاحكً يقول: 
أنا كمان بقول كده، يلا إدخلي للقصر، خلى دادا رجاء تعملك كوباية لبن تدفيكِ كمان تنشط مخك عاوز أشوف تصميمات مُبهرة زي عادتك. 
إبتسمت  له بمودة، وهو يذهب نحو  السيارة وغادر بإشارة من يده لها، تبسمت ودخلت الى القصر صعدت الى غرفتها نظرت نحو ذلك الرُكن الخاص بمكتب تصميم صغير، ذهبت نحوه، لكن شعرت بآلم فى إحد يديها، كشفت حول مِعصمها نظرت الى ذلك الجرح الذي أصابها بسبب الدراجة النارية حين كانت تخرجها من المرآب تهشمت المرآة وأصابت مِعصم يدها، لشعورها بالضجر وقتها لم تُبالي بآلم الجرح، لكن الآن شعرت بآلم، ذهبت الى الحمام وآتت بحقيبة طبية أخرت مُطهر وقطن وشاش وضمدت الجرح وبدلت ثيابها بأخري أكثر راحة وتوجهت الى رُكن التصميم كأن قوة سحرية إمتلكتها وهي تجذب الاقلام والأدوات الهندسية. 
.... ــــــــــــــ.... ــــــــ
بعد قليل 
بشقة خليل 
بمجرد أن فتح الباب إبتسم الى جنات التي سالته بتسرع: 
قولي إتكلمت مع فايا قلبي... 
قاطعها ببسمة قائلًا: 
طب اقفل باب الشقة الأول. 
إرتبكت للحظات وسارت خلفه تحاول ضبط قلقها، جلس خليل على أحد المقاعد بهدوء لم يستمر فى الصمت رأف بقلب جنات قائلًا: 
إطمني كل شكوكك غلط فايا كويسة جدًا، بالعكس كمان قالتلي إن فى دماغها تصميمات وبدأت تشتغل عليها وهتبهرنا قريب، جنات إهدي كل اللى فى عقلك وساوس شيطان 
سواء من ناحية تاج او فايا 
الاتنين بخير، إنت اللى واضح إن غيابك عنهم مزود القلق مع إني مستغرب ليه القلق ده مش ناخية فراس. 
جلست تتنهد بهدوء قائلة: 
لاء فراس صايع وميخافش عليه، ده سُهن ويتخاف منه كمان وارث كتير من صفات فريد،بس هو بيعرف يتعامل مع اللى قدامه بطريقة مختلفه عن فريد،فريد كان بيتحكم فيه عواطفه فى معاملاته،لكن فراس مختلف،رغم ذلك زي فريد مع أخواته حنون وبيحتويهم بس تاج وفايا مش زي سماح قاسين بالعكس ساعات التلاتة بيشكلوا عصابة.
ضحك خليل قائلًا: 
هما فعلًا عصابة... 
توقف خليل ثم نهض واقفً يتثائب قائلًا: 
أنا مُرهق خلينا ننام وإطمني كل اللى بتحسي بيه مجرد هواجس. 
قال ذلك ومد يده لها كي تنهض منه. 
إبتسمت جنات، لكن سرعان ما نظرت ليده المُمدودة وتوترت، شعر خليل بغصة حقًا تزوج من جنات لكن جنات معه مُتخفظة كزوجة مازالت علاقتهم مثل الأصدقاء المُقربين لا يستطيع فرض نفسه عليها كزوج ربما وجودها معه كرفيقة أفضل عليه إعطائها وقت تتقبل صفتها الجديدة كزوجة...
تعلم أنها أصبحت بصفة أخرى 
صفة زوجة...لكن هي تحاول تقبُل ذلك مع الوقت،ربما الآن تشعر بإمتنان منه،رفعت يدها وضعتها بيده ونهضت هي الأخري...خفق قلب خليل وهي تسير لجواره الى ان دخلا الى غرفة النوم،توقفت بينهم النظرات المُتبادلة 
رغم عُمر جنات لكن خجلت من نظرة الغرام التي بعين خليل،وعقلها يُعطي إشارة البدء،بمشاعر مُختلفة.  
❈-❈-❈
بعد مرور يومين 
بالشركة 
بالإدارة الهندسية 
كان إجتماع مع المهندسين المسؤولين  بالشركة من ضمنهم صهيب الذي يرتكز بعينيه على فايا التى تترأس الإجتماع، تقوم بإعطاء مقترحات وتتجادل مع المهندسين نظرة خاصة، كآنه يُشبع عينيه منها منذ أيام لما يلتقيا، فقط مُحادثات هاتفية بينهما ومُختصرة على العمل فقط، كان إجتماع يسوده جو العمل فقط الى أن فُتح باب الغرفة بهوجاء ودخلت ميسون تنظر بسخط ونفسها غاضب، تهكمت ضاحكة تقول: 
مش متآسفه عشان قطعت عليكم الإجتماع إنتم طبعًا عارفين إني شريكة فى الشركه ومن الآخر كدة مصلحة الشركة تهمني وكمان يهمني إسم وسُمعة الشركة. 
نهضت فايا بغضب ونظرت الى ميسون قائلة  بتحدي وإستهجان: 
إنت اقل نسبة فى الشركة والمفروض آخر واحدة تتكلم، وإزاي تدخلي بالطريقة الوقحة دي بدون إستئذان. 
ضحكت ميسون بهستريا ووقاحة قائله: 
وقاحة
الوقاحة دي اللى بتحصل فى مواقع مشاريع الشركة الله أعلم واصله لفين. 
كادت فايا ان تتحدث، لكن ميسون القت بعض الصور على طاولة الإجتماع... نظر الجالسون الى تلك الصور، وقف صهيب مذهولًا، بينما غضبت تاج ونظرت نحو الصور رمقتها، وتهكمت وكادت تتحدث، لكن سبقتها ميسون بإستهجان وتشفي: 
المهندس المسؤول عن أكبر مشروع للشركة  وفى حضنه المديرة الهندسية للشركة طبعًا العواطف هناك فى مكان بعيد عواصف، الله اعلم... 
قاطع صهيب وقاحة ميسون قائلًا  بغضب:. التزمي حدودك... وقبل ما تشوهي صورة الناس لازم تتاكدي الأول. 
تهكمت ميسون بسخريه سائلة: 
اتأكد من إيه الصور أهي، إنكروا إنها حقيقية، بس مش هتقدروا تنكروا لان فى شهود. 
أصبحت فايا على شفا لحظة وستنفجر بـ ميسون وربما تجذبها من شعرها، تدارك صهيب الموقف ببرود قائلًا: 
ومين قال إننا هننكر الصور، الصور فعلًا حقيقية، بس كمان لها تفسير، كمان فى تفسير تاني متأكد إنك متعرفيهوش. 
تهكمت سائله بإستهزاء: 
ويا ترا إيه هو التفسير الاول، والتفسير التاني. 
نظر صهيب لـ فايا  كأن نظرة عيناها تحذيرًا لها ان لا تقع بفخ تلك الحقودة، وبرر ذلك قائلًا: 
التفسير الأول إن فايا كانت مريضة وبسبب تضاريس المكان مقدرتش تتحمل واللى حصل كان مساعدة مني. 
تهكمت ميسون ساخرة تقول بإستهزاء: 
والسبب التاني إيه. 
أقترب صهيب وقف جوار فايا وعيناه ترتكز بعينها  قائلًا بثقة: 
التفسير التاني إن أنا وفايا فعلًا بينا علاقة، بس مش زي ما بتقولى كده وقاحة، لاء علاقة رسمية، انا وفايا إتخطبنا. 
ساد الصمت في المكان وكأن الزمن توقف للحظة، حتى أن أنفاس فايا نفسها كادت تُحبس، وهي تنقل بصرها بين وجه صهيب الذي بدا واثقًا كعادته وبين ميسون التي تراجعت بضع خطوات وقد تسرب الذهول إلى نظرتها  لم تتوقع هذا الرد على الإطلاق، تهكمت بصوت مرتعش محاولة استعادة سيطرتها قائله بهمس غير مسموع: 
مين اللى إتخطبنا. 
بينما تهكمت ميسون قائلة بذهول: 
جديد الموضوع ده وإزاي منعرفش عنه. 
بينما صهيب لم يرف له جفن، وظل محافظًا على رباطة جأشه وهو يضيف بابتسامة باردة:
أعتقد مش كل حاجة تخص حياتنا لازم تكون موضوع للنقاش قدام الناس يا مدام ميسون.ك لكن لو حبيتي تعرفي، فإحنا كنا مقررين نعلن قريب، بس واضح إن الظروف سبقتنا."ك
بينما شعرت شعرت فايا وكأن الأرض سُحبت من تحت قدميها، حاولت أن تفتح فمها لترد أو حتى لتفهم، لكن صهيب قطع أي محاولة منها للرد عندما استدار نحوها قائلاً بلطف لا يخلو من جدية:
كنا ناوين نختار لحظة أهدى من كده، بس... ما فيش مانع إنها تكون دلوقتي.
عيون الحاضرين كانت تتنقل بينهما في حالة من الترقب والدهشة، أما ميسون فقد عادت لتقول بسخرية:
آه، طبعًا، وده كان لازم يحصل فجأة كده عشان الصور تتفسر صح، مش كده؟
اجابها صهيب بنبرة صارمة:
ميسون، اللي بتعمليه ده محاولات بائسة لإثارة الفتنة فى الشركة، لكن خليني أقولك، سواء كنتِ مصدقة أو مش مصدقة، اللي بيني وبين فايا حقيقي. واللي بتحاولي تلمّحي له هيكون مجرد كلام فارغ مالوش قيمة.
ميسون لم تجد شيئًا تقوله بعد أن فقدت كل أسلحتها، فانصرفت بخطوات ثقيلة، وعيناها مشتعلة بالغضب.
أما فايا، التي كانت لا تزال تحت وقع الصدمة، نظرت أخيرًا إلى صهيب وقبل أن تتحدث، نظر صهيب الى بقية الموجودين  قائلًا: 
أعتقد أمر إرتباطي بـالمهندسة فايا أمر شخصي وإنتهي الجدال فيه، 
للآسف كلام  مدام ميسون  كان مجرد تشتيت للفريق ، خلونا نرجع من تاني  نكمل شُغلنا. 
نظرت فايا ربما بلخظة تود انهاء الاجتماع  والانفراد بـ صهيب لمعرفة سبب تلك الحماقة الذي رد بها. 
بينما 
ميسون إنسحبت حين لم تجد ردًا،رأسها وقلبها  يشتعلان بنار الهزيمة المكبوتة.
❈-❈-❈
مساءً بالشركة 
علمت تاج ما حدث من ميسون تعصبت وكان لابد من حل قاطع مع تلك الحقودة أدركت تاج أن التعامل مع ميسون لم يعد يحتمل المماطلة تلك المرأة الحقودة تجاوزت كل الحدود، وتسببت في إحداث شرخ في سمعة الشركة واستقرارها.. تعصبت تاج وغضبها وصل إلى حد اتخاذ قرار لا رجعة فيهالحل الوحيد هو السيطرة الكاملة على زمام الأمور بالشركة.
بدأت تاج في وضع خطة محكمة للاستحواذ على الأسهم حسمت القرار عليها شراء نسبة ميسون أولاً، لكنها أدركت أن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد... باقي المساهمين قد يكونون عائقًا في المستقبل، لذا قررت شراء حصصهم أيضًا لتضمن السيطرة الكاملة على الشركة... عبر الهاتف طلبت من مديرة مكتبها تدبير إجتماع عاجل بمساهمين الشركة... 
بالفعل بعدما علمت بحضورهم  
دلفت الى غرفة الإجتماعات كعادتها بكبرياء وشموخ هذه المرة إزداد معهما الغرور 
نظرت نحو ذلك الجالس يبدوا عليه التعالي بوضوح لم تُبالي به ولا بتلك التى تجلس جواره شبه مُلتصقه بمقعدهُ،تتعمد الدلال عليه وهو صامت ، تهكمت على ذلك الآخر الجالس بالمقابل لها، والذي أفضل لقب  له هو "ديوث" وهو يرا زوجته تحاول لفت نظر رجُل آخر بالدلال... لم تهتم بذلك وسارت ببطئ وهي تستند على عصاها الطبيه، جلست على المقعد الرئيسي للطاوله شعرت ببعض الآلم وآنت بخفوت تضغط على شفتيها... وضعت الأوراق أمامها على الطاوله  صمتت ثوانى حتى شبه إختفي شعور الآلم بجسدها، زفرت نفسها بضجر قائله: 
هدخل فى الموضوع مباشرةً
بصفتي صاحبة أكبر نسبة أسهُم في الشركة ورئيسة مجلس إدارتها، أنا بعرض عليك يا سيد آسر إنت وزوجتك المصون أشتري نسبتكم فى الشركة وبالتمن اللى... 
رغم عيناه المُنصبه عليها منذ أن دخلت الى المكتب وخفقان ذلك الأحمق بداخله الزائد  الذي مازال يحمل لها العشق  .. لاحظ ضغطها على شفتيها لديه يقين أنها تتألم،هو أكثر من  يعلم سبب كل حركة من شفتيها، وتلك الحركه من شفاها كانت تفعلها حين تشعر بالآلم، زاد خفقان قلبه لكن.. لن يقع بفخ المُخادعة... شعور قلبه معها لن يكون كالسابق يسمح لها أن
تتلاعب بقلبه كيفما تشاء ويغفر لها، ببرود نظر لها وقطع حديثها قائلًا  بجمود: 
قبل ما تكملى كلامك فى حاجه مهمه لازم تعرفيها. 
نظرت نحوه تنتظر بقية حديثه الذي أكمله بتوضيح: 
حضرتك مبقتيش صاحبة أكبر نسبة أسهُم في الشركة. 
تبدلت نظرتها الى إستفهام وقبل أن تسأل أجابها: 
السيد آسر باع ليا بقية أسهُمه فى الشركه، كمان خمسه فى الميه من أسهم مدام ميسون  وبكده أنا بقت نسبة أسهُمي خمسين فى الميه أعلى منك لان نسبتك خمسة وأربعين فقط.
تجولت عيناها بين آسر وتلك اللعينه التى وضعت يدها على كتف جاسر بدلال تنهدت بقوة قائله: 
تمام طالما أنا وأنت لينا النسب الكبيرة فى الشركة ممكن إجتماعنا يبقى على إنفراد بينا. 
أومأ لها موافقًا... 
نظرت نحو آسر وميسون الوضيعة قائله: 
أظن شوفتوا موافقة السيد جاسر، يبقى تتفضلوا تطلعوا بره. 
تدللت ميسون على كتف جاسر، تضايقت فريدة قائله  بضجر وأمر: 
قولت بره إنتِ والديوث اللى متجوزاه، حركات الإغراء دي تعمليها بره الشركه، هنا مكان محترم، إتفضلي برة بدل ما هنادي الامن... 
قاطعتها ميسون التى تشعر بالغيرة والغضب: 
أنا ليا أسهُم  فى الشركه ومن حقي... 
قطاعتها بأمر مُلزم: 
قولت بره دقيقة واحده صدقيني هتندمي. 
نظرت ميسون نحو جاسر كي تستمد دعمه لكن لم يكُن  ينتبه لها وعيناه تُتابع  تلك المُتكبره،كما أنه صمت وهذا معناه موافقته لها... شعرت بغيظ 
بسبب صوت فريدة  العالي، خشيت من غضبها ونهضت بغضب لكن اغاظتها قائله: 
جاسر أكيد هيقول لينا بعدين سبب انك عاوزه تبقى معاه لوحدكم. 
اومأت تاج برأسها بلا مبالاة ونظرت بأثر آسر وميسون الى ان إقتربا من باب المكتب تفوهت بأمر: 
إقفل الباب وراكم. 
بالفعل بغضب أغلقت ميسون الباب
عادت بنظرها نحو جاسر الهادئ... تنهدت قائله: 
أنا مستعدة أشتري نسبتك فى الشركه بأي تمن تقدره. 
نظر لها بهدوء قائلًا بتصميم: 
وأنا مش هبيع نسبة الاسهم بتاعتي. 
تنهدت  بفهم وفجائته: 
تمام... تقدر إنت تشتري الأسهم بتاعتي فى الشركه بس بشرط. 
إندهش وهو ينظر لها بإستفهام سائلًا: 
وإيه هو الشرط ده. 
أجابته: 
هتاخد الاسهم بتاعتي قصاد مقايضة. 
لم يفهم قصدها فسأل: 
قصدك إيه بمقايضة
أجابته بتوضيح: 
الأسهم بتاعتة قصاد نصيبك فى مزرعة
" آل مدين". 
تفاجئ قائلًا: 
عرضك مرفوض، إنتِ عارفه إن المزرعة دي لها مكانه عندي ومستحيل أفرط فيها... بأي تمن. 
عن قصد منها وهي تتعمد تذكيره بالماضي الذي مازال عالق آثره بقلبه وعقله: 
دي مزراعة والدي فى الأصل قبل ما يستولى عليها جوزي الاولاني بمساعدة عمتي وجوزها اللى... 
قاطعها  بغضب حين نهض من مقعده وإقترب منها وإنحني عليها يصفع الطاولة  بقوة قائلًا بنهي: 
قولت مستحيل  أبيع نصيبي وبلاش تستفزيني يا تاج إنت أكتر واحدة عارفة عصبية جاسر الهواري.. و... 
قاطعته بعنف وتكبُر قائله: 
وإنت عارف كويس أنا مين 
أنا "تاج فريد مدين" 
وبيقولولى "الملكة".. والملكه مستحيل تسمح لـ السايس بتاعها يقلل من شآنها.... 
إغتاظ بشده ولم يستوعب ما فعله  وهو يجذبها غير مُهتم بألم جسدها... بلحظة أصبح يضم شفتيها بين شفتيه يسحقهما  بقُبله قوية شبه عنيفه... لوهله بسبب المفاجأة غاب عقلها، رغم شعور الآلم بجسدها، لكن سُرعان ما إنتبهت وبقوتها قامت بدفعه، إبتعد عنها مجرد خطوة وهو ينظر لها وهي ترفع إحد يديها بغيظ وعصبيه تمتد نحو وجهه وكادت تصفعه على وجهه لكن ألتقط يدها بقبضة يده التى ضغط بقوة وقسوة عليها ينظر لها بجمود قائلًا بعصبيه: 
مش هتتعاد تاني يا تاج
جاسر بتاع زمان إنتِ طعنتي في قلبه بدل السهم تلاته مُسممين بالغدر.. وآخر سهم كان أقوي سهم مُسمم فيهم  معاه أنتهي خلاص  جاسر القديم... واللى بتطلبيه مستحيل يا تاج...  
لم يستمر بالمكتب بل تركها وغادر يصفع الباب خلفه 
بينما جلست تاج تشعر ببوادر ألم ، تدرس الكلمات التي تركها جاسر كخناجر مغروسة في قلبها، لم تكن عاجزة عن اتخاذ قرار... هي تاج، ابنة والدها، التي لا تعرف الانكسار... قررت أن الرد على تلك الطعنات لن يكون بالبكاء أو الندم، بل بخطوة جريئة تُعيد لها السيطرة ليس فقط على حياتها الخاصة بل هنالك الاهم الآن 
مدت يدها ببطء إلى جيبها وأخرجت هاتفها النقال. ضغطة واحدة على الرقم المحفوظ، وصوتها جاء باردًا وحازمًا، كأنها تخلت عن كل مشاعرها:
مبقاش قدامنا غير الحل التاني اللي اتفقنا عليه من شوية... نفّذ في أسرع وقت.
لديها يقين ان الحل الثاني ليس بسيطًا أو متوقعًا...لكن اللعبة الآن تحتاج إلى خطوة غير متوقعة، او بالاصح مجازفة معلومة النتائج. 
«يتبع» 

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا