رواية سرداب الغرام الفصل السادس 6 بقلم ندا حسن
رواية سرداب الغرام الفصل السادس 6 هى رواية من كتابة ندا حسن رواية سرداب الغرام الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سرداب الغرام الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سرداب الغرام الفصل السادس 6
رواية سرداب الغرام الفصل السادس 6
قد لعب الشك داخله وهو يرى كل منهم يحاول منعه من الولوج إليه، ولكن الآن بعدما وقع بصره عليه بالداخل نائمًا على الفراش عاد بعيناه إليهم واحدًا تلو الآخر ثم ثبت نظرة على زوجته بنظرة قاسية بها العديد من التساؤلات المخفية داخله..
ألقى "عز" ببصره في الداخل فلم يجد "مهرة" ولا أي أثر لها شكر الله داخله يبدو أنهم استمعوا إلى صوته فدلفت إلى المرحاض لتتخبى به..
أشار إلى زوجته ووالدة "يوسف" يطمئنهم فعادت كل منهما تجلس في مكانها بعدما ارتاحت قلوبهما فـ والله لكانت كارثة إن كان رآها..
"قبل لحظات كانت "مهرة" تميل على "يوسف" يتمتعان بقربهما من بعضهما البعض يعوض تلك اللحظات القاسية التي مرت عليهما، ولكن اخترق صوت "آية" مسامعهم عندما رحبت بوالده، عادت "مهرة" للخلف تنظر إليه بهلع وقد وقع قلبه من موضعه داخل قفصه الصدري خوفًا من المواجهة الآن وهو بهذه الحالة الصعبة.. لا يجوز أن تكون الآن أبدًا..
تحدثت بصوتٍ خافت خائف:
-أبوك بره!.
قابلها بالهدوء ضاغطًا على نفسه أكثر من اللازم قائلًا بقوة:
-متخافيش.. قومي ادخلي الحمام واقفلي بسرعة
أومأت برأسها تأخذ النظارة الشمسية الخاصة بها بيدها ثم سريعًا وقفت تبتعد عنه بدقات قلب مُتعالية تدلف إلى المرحاض قبل أن يفتح باب الغرفة بلحظة واحدة"
ولج إلى الداخل وأغلق الباب من خلفة ليصدر صوتًا عاليًا جبر "يوسف" أن يفتح عيناه فوجد والده يقف أمامه بوجهه القاسي الذي لا يريد أن يراه أبدًا بعدما أعترف بما فعله به.. لا يريد حتى التفكير بوجوده
استمع إلى صوته الحاد وهو يقول:
-الدكتور قالي إنك بتتحسن
أومأ برأسه إليه وأكمل بأمر:
-كويس يلا شد حيلك علشان تعمل اللي اتفقنا عليه
لم يعطي إليه فرصة الرد على حديثه بل استمر ينظر إليه باستنكار شديد فلم يستمر الآخر في وقته كثيرًا بل ذهب ليخرج من الغرفة دافعًا الباب خلفه تاركًا إياه في حيرة من أمره، سريعًا حاول أن يتغاضى عما حدث وعاد بوجهه يرسم عليه الهدوء والإتزان فقط لأجلها..
استمع إلى صوت "آية" في الخارج تودعه:
-لسه بدري يا مراد بيه
ارتفع صوته نسبيًا كي تستمع إليه وتخرج من المرحاض..
فعلت عندما فتحت الباب ببطء وأطلت عليه برأسها لتجده أصبح بالغرفة وحده مرة أخرى، أقتربت منه لتعود تجلس أمامه على الفراش، تنهدت بعمق قائلة:
الحمدلله عدت على خير.. مشي؟
أومأ إليها ووزع بصره على كافة ملامحها يروي ظمأ قلبه الذي لا يرتوي أبدًا منها ولا من ملامحها البريئة التي تناقض جرأتها:
-وحشتيني أوي يا مهرة
بدلال ورقة ارتسمت على شفتيها ابتسامة غرور تتقدم للأمام لتبقى أمام وجهه مباشرة تستنشق أنفاسه باستمتاع بعدما اطمئنت عليه:
-وحشاك دلوقتي؟
رفع كف يده إلى وجنتها يحركها برقة بالغة والرغبة داخله تزداد لحظة بعد الأخرى وأتى صوته الشغوف نحوها:
-فوق ما تتخيلي
وضعت كف يدها فوق يده تجذبها تجاه شفتيها الوردية لتقبل كفة بحنان بالغ متحدثة بهيام به:
-حياتي ملهاش طعم من غيرك يا چو
أومأ بغرور تحلى به يمازحها:
-عارف
استنكرت رافعة وجهها للخلف تبتعد عنه بتذمر:
-الله
جذبها مرة أخرى لتعود أمامه فرفع رأسه هذه المرة ليقترب هو أكثر يستنشق أنفاسها باستمتاع لذيذ يسكر عقله عن الواقع، سيطر صوته الذي بح باحتياجه له:
-وأنا كمان وغلاوتك.. معنديش حياة من غيرك
حركت يدها على وجهه برفق تقول برجاء:
-اخرجلي بسرعة مش قادرة أقعد من غيرك
أردف قائلًا:
-كلها كام يوم وارجعلك متخافيش اطمني
ابتسمت تميل عليه تقبل وجنته برقة ثم عادت للخلف متمتمة:
-مش خايفة طول ما أنت معايا وبخير
بادلها الابتسامة ثم تحدث بجدية بعدما أتى والده على خلده في لحظة خاطفة، وما أدراك بتذكره لوالده فلا يأتي بذاكرته إلا أبشع الأشياء الخاصة به:
-أنتي لازم تمشي دلوقتي.. رضوان بيه مش مضمون
حركت عينيها الساحرة على ملامحه غير قادرة على أن تتشبع منها:
-مش عايزة اسيبك
عقب على حديثها برفق:
-قولتلك كلها كام يوم وأنا هجيلك بنفسي وهكلمك في الموبايل
أكمل يسألها بجدية مضيقًا عينيه عليها:
-أنتي قاعدة لوحدك؟
حركت رأسها بالنفي مُجيبة:
-لأ آية قاعدة معايا لحد ما ترجعوا علشان عز معاك
أومأ إليها بهدوء:
-كويس
جذب رأسها لتقترب أكثر بينما هو نائمًا على الوسادة ليكمل ما قطعه عليهم والده حين ولوج إليهم، أخذ يوزع قبلات مُتفرقة على ملامحها تشعل نيران قلبه ورغبته، تقابله بالمزيد من مشاعرها الجياشة التي تحركها تجاه أفعاله الأحب إليها من أي شيء آخر..
دقات صغيرة على باب الغرفة فعادت للخلف ليفتح الباب تطل منه "آية" وزوجها "عز" ولجوا إلى الداخل فنظرت إليه قائلة برفق:
-حمدالله على سلامتك يا يوسف
أجابها بهدوء:
-الله يسلمك
أبعدت عينيها إلى "مهرة" وقالت تحثها على الذهاب:
-يلا بينا يا مهرة
عادت لتنظر إلى "يوسف" قائلة بصوتٍ ضعيف خافت:
-خلينا كمان شوية صغيرين
أقترب "عز" للداخل قائلًا بجدية كي لا تكون هناك أي مخاطرة منهم تتسبب في معرفة والده أو أي أحد غيره أنها هنا:
-مش هينفع انتوا لازم تمشوا دلوقتي.. مش خلاص شوفتيه واطمنتي عليه
عقب "يوسف" بهدوء:
-اسمعي كلام عز يا مهرة يلا قومي يا حبيبتي
استدارت تتابع "عز" بعينيها متسائلة:
-هو الدكتور مقالش هيقعد قد ايه يا عز
-مش هيطول يا مهرة هو قدامك قرد أهو.. ولو قعد ياستي هجيبك تاني
ربت على يدها برفق ناظرًا إليها مُبتسمًا بهدوء:
-يلا يا حبيبتي اسمعي الكلام بقى
أومأت إليه موافقة ووقفت على قدميها تقول:
-حاضر.. بس أنت خلي بالك من نفسك
أبصرت "عز" مرة أخرى متسائلة:
-هما بيأكلوه كويس؟ أنا ممكن أعمله أكل وأنت تجيبه طيب
أجابها ساخرًا:
-لما يخرج من هنا أعمليله سفرة بحالها.. بياكل هنا يا مهرة متقلقيش يعني هو هيصوم
تذمرت قائلة:
-بطمن عليه الله
ارتفع صوت "يوسف" بنزق ناظرًا إليها بقوة:
-خلاص يا مهرة في ايه.. يلا اسمعي الكلام
-حاضر
أقتربت منه مرة أخيرة تميل عليه برفق تودعه بعناق دافئ لم يطول قابلته من خلاله بمشاعرها التي لم يعجز لسانها عن وصفها بصوت خافت:
-هتوحشني أوي متتأخرش عليا
بادلها بسعادة وهو يجذبها نحوه برفق بعدما أبتعد "عز" وزوجته ليتركون لهم مساحة خاصة:
-وأنتي كمان يا مهرة قلبي
عادت للخلف ناظرة إليه:
-خلي بالك من نفسك
أومأ إليها برأسه يبادلها:
-أنتي كمان خلي بالك من نفسك لحد ما اجيلك..
-حاضر
وقفت تعدل الوشاح الذي كانت تضعه على رأسها وارتدت النظارة مرة أخرى تبتعد للخارج، لكنها لم تستطع فعادت إليه مرة أخرى تقبله بقوة شديدة وكأنها القبلة الأخيرة بينهما، بقيت لدقائق بين يديه يستمتع بوجودها فلم يستطع أن يقابل هجومها الغرامي عليه بالرفض فلم يكن منه سوى أنه قابلها بفتح ذراعيه على اخرهما لتبقى داخل أعماقه..
ابتعدت تتنفس بقوة تحاول أن تنظم أنفاسها قبل الخروج، تتمسك بمقبض الباب بين أصابع يدها تنظر إليه من خلال النظارة تودعه بقبلات عاشقة تلقيها عليه من خلال الهواء الغرامي المار بينهما..
أشار إليها بالخروج فضبطت أنفاسها وهيئتها ثم همت بالخروج إليهم وتركته.. ليتبدل الوضع وتدلف إليه والدته بدلًا منها بينما أخذهما "عز" ليقوم باخراجهما من المستشفى..
حمدت الله كثيرًا لأنها اتطمئنت عليه لو لم تراه اليوم لما كانت استطاعت أن تجلس دقيقة واحدة ببال خالٍ مرتاح، تلك الأيام الماضية مرت عليها كل لحظة والأخرى والقلق يتصاعد داخلها تزداد عليه الرهبة والفزع من فكرة أنه ليس بخير.. أو فكرة فقدانه..
❈-❈-❈
بقيٰ "يوسف" في المستشفى لعدة أيام أخرى حتى تم شفاؤه، في تلك الأيام كانت تتحدث معه طيلة الوقت فقط تتركه عندما يذهب إليه والده أو تلك التي تكرهها "نورا" ابنة عمته، لم تكن تتركه أبدًا وأصرت أن تذهب إليه مرة أخرى وقد لبى لها طلبها بمساعدة "عز" كالمرة السابقة..
بعد خروجه من المستشفى ذهب إلى بيت العائلة، وبقيٰ هناك فترة كبيرة لا يذهب إليها حتى لا يثير شكوك والده لأنه من الأساس يرى نظرات الشك بعيناه، وهو أيضًا لا يعطي له الأمان كي يذهب إليها ويترك له فرصة معرفة وجودها..
مر شهر على خروجه تاركه والده إلى أن وقف أمامه للمرة التي لا يعلم عددها طالبًا منه بمنتهى الهدوء تحديد موعد الخطبة المناسب له أو يفعل هو فترك له الخيار والقرار وليس عليه هو سوى التنفيذ..
وقف أمامها في حديقة الفيلا الخاصة بهم، كم كان وجهه مكفهر لا يطيق النظر إليها أو إلى أي شخص آخر ولكن هو مضطر.. مضطر أن يفعل ذلك رغمًا عنه فقط رغبة والده هي من تحركه الآن ولكن يقسم أنها لن تدوم كثيرًا وسيتحلى بصفات رجل آخر، سيتركه ويتركهم جميعًا..
وقفت قبالته بفستان أبيض اللون يتناسب مع جسدها تنظر إليه بسعادة قائلة:
-أنا مش مصدقة إنك طلبتني للجواز يا يوسف وإني خلاص بقيت خطيبتك رسمي
أقتربت تضع يدها على ذراعه تكمل حديثها بحماس شديد تنظر إليه حالمة:
-تعرف.. خالو طول عمره بيقولي إنك عايز تتجوزني، بس أنا مكنش في دماغي
حركت رأسها بهدوء قائلة بصوتٍ رقيق:
-من فترة صغيرة بس حسيت إني عايزة اتجوزك فعلًا
نظر إليها باستغراب ثم أبعد يدها عن ذراعه ليقف أمامها ثابتًا وأردف متسائلًا:
-اشمعنى
استنكرت فعلته وهو يبعد يدها عنه ولكنها تغاضت عن ذلك وتابعت الحديث مُجيبة إياه بابتسامة على شفتيها تتذكر كلمات والدتها لها:
-دققت فيك في صفاتك وملامحك ومركزك وإنك ابن خالو أكيد مش هلاقي أحسن من كده
ضحكت بصوتٍ خافت وأكملت بغرور مفتخرة بما تقوله على الرغم من أنها تعلم أنه ربما يكن غصب على ذلك:
-لأ وكمان ايه.. من صغرك عايز تتجوزني
أومأ إليها هازئًا:
-من صغري آه
تحركت أمامه وقالت بجدية شديدة:
-بس أنت بقى اللي كنت مخليني حاسه إنك بتتهرب مني
نظرت إليه بجرأة وأقتربت لتقف أمامه مباشرة لا يفصل بينهما شيء تتحدث بعمق أنفاسها:
-كل ما أكلمك تبعد وتقفل كلام ومن ساعة ما جيت مش بشوفك في البيت خالص زي ما يكون هربان مني
عاد للخلف ناظرًا إليها يعلم تلك الحركات منها جيدًا وأتى صوته جاد:
-وأنا ههرب منك ليه
غمزته بعينيها بخبثٍ مردفة:
-شوف أنت.. يمكن جمالي ملغبطك
ابتسم بهدوء ينظر إليها بشفقة، تعلم أنه يتهرب منها، لا يعطي إليها الفرصة حتى للحديث معه، لا يريدها وعلى الرغم من كل ذلك قررت التغاضي عن هذا والاستماع إلى حديث والده وارغام نفسها على حبه:
-أنتي فعلًا جميلة وأي حد يتمناكي
أقتربت مرة أخرى تضع يدها الاثنين على صدره تميل عليه قائلة بدلال:
-وأنا اتمنيتك أنت ومش ممكن أتنازل عنك بعد النهاردة
أخذ يدها الاثنين بين كفي يده ليبعدها عنه جاعلًا إياها تقف أمامه مستقيمة ثم تحدث بجدية شديدة ولهجة غير قابلة للتغير ناظرًا إليها علها تبتعد عنه:
-بس أنتي لازم تفهمي إني عملي، راجل دوغري ماليش في الرومانسية وحاجات الستات ولا حتى أمور الرجالة علشان أعجب.. حياتي شغل وأولويات ومش ممكن اغيرها
تابعته بعينان هائمة به وقالت بنبرة لينة تحاول إغراءه بها:
-وأنا موافقة.. ومش طالبة منك حاجه خالص
تنهد بعمق وقال متسائلًا:
-للدرجة دي
أومأت إليه بتأكيد وثقة:
-طبعًا وأكتر كمان
-ليه؟
ابتسمت باتساع وهي تتابع ملامحه، لا تدري هل الآن هي تتبع حديث والدتها أو تقول الصدق:
-علشان حبيتك.. ومبقتش شايفة غيرك
قال بجدية:
-بس أنتي عمرك ما بينتي ده
أجابته بعقلانية:
-أنت مكنتش مديني فرصة قولتلك أنت كنت بتتهرب مني
أومأ إليها وعاد للخلف ينظر في ساعة يده ثم قال بعدما نظر إليها برفق:
-أنا لازم أمشي
أشارت إليه سريعًا وهي تقترب كل خطوة يبتعدها:
-تمشي تروح فين مش هتقعد معايا شوية
قابلها بالحديث الكاذب حتى يعلل لما سيتركها ليلة الخطبة التي من المفترض أن يجلس معها بها حتى أمام الجميع:
-كنت واعد ناس صحابي إني هقابلهم.. عايزين يحتفلوا بيا بمناسبة إني خلاص مبقتش سينجل
قالت بدلال تحرك كتفيها:
-خلاص يبقى تخرج معايا أنا بكرة
أومأ إليها وأبتعد يذهب سريعًا:
-إن شاء الله
ثم تركها وذهب مبتعدًا عنها ليذهب إلى الأخرى التي طعنها بمنتصف ظهرها اليوم بعد أن قدمت له كل ما تملك.. وهو معترف بذلك ولن ينكر فضلها عليه، تاركًا الأخرى خلفه التي بدأت في الركض في الحديقة بسعادة خالصة ينفرج فمها بالضحكات بعد أن نالت ما وعدت به ليال طويلة.. بعد أن أخذت الشق الأكبر في عائلة رضوان..
❈-❈-❈
جلست "مهرة" على الأريكة في الخارج أمام شاشة التلفاز ترتدي قميص حريري أسود اللون بحمالات رفيعة يعانق جسدها، تترك لخصلاتها الغجرية العنان في الحرية والانطلاق تزين وجهها بالقليل فقط من أحمر الشفاه، أخذت الهاتف بيدها لتتصفح به..
لم تكن تدري أنه للمرة الثانية عندما يقابلها صور له على مواقع مهتمة به سيكون الخبر تحت بند الأخبار التي تبعثر قلبها كالسابق بيوم الحادث..
ولأنها مهتمة به وبأخباره كانت دومًا تظهر لها ومع أول فتحها للشاشة ظهرت صورته مع "نورا" ابنة عمته التي كانت ترتدي فستان أبيض تقف جواره ترفع إصبعها الذي وضع به خاتم يبدو من الألماس وكتب عليها باختصار شديد أنه تم خطبتهما؟!..
صور أخرى وأخرى له ولها وللعائلة بأكملها!؟ لقد فعل ما أراده والده؟ لقد قام بخطبتها؟ أصبحت هي الزوجة والنصف الآخر له أمام العالم أجمع وهي هنا بين أربع حوائط تتخبى من أقرب الأشخاص إليه وإليها؟ كيف؟
لقد وعدها أنه لن يقهر قلبها ولن ينظر إلى غيرها! لقد حلف يمينًا أن يفعل كل ما بوسعه كي يكون لها وحدها وكي تكون له وحده وفي أقرب الفرص يعلن للعالم جميعه أنها "مهرة عثمان" زوجته وحبيبته شاء العالم أم أبى!..
انهمرت الدمعات من عينيها بكثرة كحبات كريستال تتفرق واحدة تلو الأخرى تحرق وديان الأسى على وجنتيها، تشاجرت أنفاسها وتصاعد الألم داخل قلبها، ألم لم تكن تعرف له طريق يومًا يتزاحمون داخله جنودها بالاتهام له وبرفض أنه متهم.. منتهى التناقض تشعر به فلم يعد عقلها يستطيع التفكير ولم تجد سبيلًا للهروب من هذا الواقع سوى أن تبكي ولكن رغمًا عنها تفكر!..
لما هي؟ لما هي بالعلن وأنا هنا في سرداب الغرام أما أن أظهر للنور وأضحى زوجتك أو أن أدفن بين أشواك الألم والمعاناة..
لما هي زوجة "يوسف رضوان" أمام الجميع وأنا هنا أعاني الوحدة في طيلة البعد عنك.. لما تخاف معرفة أحد وجودنا سويًا ولما تخفيني عن الأعين..
لما وكيف تقهر قلبي بالزواج من غيري!.. حتى وإن كنت لا تريدها؟
لحظات من الأسى تمر عليها تخدش داخلها من كبرياء وتترك تصدعات لألم الغرام الذي أعطته إياه فتعود نادمة على كل ما قدمته له إلى اليوم فقد كانت المكافأة حقًا ثقيلة.. ثقيلة لدرجة أنها تشعر بضربات قلبها تتصاعد من كثرة الألم..
❈-❈-❈
فتح باب الشقة بالمفتاح الخاص به، جذبه من المزلاج ودلف إلى الداخل ينظر حوله باستغراب بعدما رأى أن الظلام هو الذي يخيم عليها، أغلق الباب ووضع المفاتيح على الكومود بجوار الباب ثم وضع يده على مفتاح الكهرباء ليُنير صالة الشقة، نظر حوله والهدوء يجعل ضربات قلبه تتصارع داخله بقوة، ليس هذا المعتاد منها..
ابتلع ما وقف بحلقة وعلم أنها مؤكد قد علمت بما حدث وما فعله، دلف إلى الداخل بخطواتٍ بطيئة لا يريد المواجهة ولا يقوى عليها، لا يقوى على النظر داخل مقلتيها الساحرتان الذي وعدهما بالبقاء إلى المنتهى، لا يستطيع رفع وجهه بها بعدما أخل بوعده معها وفعل شيء آخر يعلم أنه سيجعل من قلبها فُتات..
ولكن ما السبيل للخلاص وما الحل الذي وقع بطريقه ولم يفعله وما الحل الذي بحث عنه لوقت طويل لدرجة أنه قارب على فقد حياته ولم يقم بتنفيذه، إنه هنا الآن لأجلها وكل ما يفعله لأجلها وليس لأجله..
الإعتراف بالخطأ يعتبر شجاعة والخطأ هنا أنه أدخلها بهذه الدائرة المغلقة حولهم بقسوة لا خروج منها إلا بالخلاص، حتى لو كان حصل على غرامها وبات سيد الدرب بينهما الحب والاحتواء.. حتى ولو أصبح عائلتها فالخطر أكبر منهما وأكبر من أن يحصل على العشق معها..
استمع إلى همهمات تصدر من داخل غرفة نومهم كلما أقترب يعلم ما هي وما مصدرها، تأكل قلبه وتتراقص على خيوط أحزانه، أغلق عينيه البُنية المخالطة للأسود بقسوة وقوة وكأنها يعتصرهما وقبض على يده في محاولة منه للصمود أمامها..
ولج إلى الداخل أشعل الأضواء، ليجدها تنام على الفراش الخاص بهما مرتدية قميص أسود بحملات رفيعة يصل إلى كاحليها من الحرير تعطي إليه ظهرها تحتضن وسادته تبكي بقهر وعندما شعرت به معها ازداد بكائها وهي تدس وجهها بالوسادة أكثر..
دلف إليها وصعد جوارها على الفراش، رفع رأسها عن الوسادة جاعلًا إياها تجلس رغمًا عنها ولم يكتفي بذلك بل جعلها تنظر إليه وليته لم يفعل، وجهها مرهق وكأنها منذ ليالي لم تخلد إلى النوم، عيناها الساحرتان ذو سحبة عيون القطة الفريدة من نوعها ولونهما الغريب كليًا الذي يخطف الأنفاس قد اختفى وحل محل ذلك لون أحمر مخالط لعينان لا يعرفهما من كثرة البكاء.. تأثر كثيرًا بعدما رآها بتلك الهيئة فجذبها بقوة إليه لترتمي داخل أحضانه يشدد من عناقها قائلًا بندم حقيقي:
-يارتني كنت موت قبل ما أعمل فيكي كده
ارتفع صوت بكائها وهي تلف ذراعيها الاثنين حول خصره تشدد عليه كما يفعل، لا تستطيع الاستغناء عنه قائلة برفض:
-بعد الشر عنك متقولش كده
كرر الآسف والندم وهو حقيقي لا يستطع النظر بوجهها وهي بهذه الحالة بسببه:
-أنا آسف سامحيني
أردفت بشهقات متقطعة بين بكائها تسأله بقهرة حقيقية:
-ليه عملت كده قولتلي خلاص
أبعدها عنه وأحاط وجهها بكفي يده الاثنين ينظر داخل عينيها ينبثق الصدق من حديثه ونظراته المليئة بالحب والحنان الذي يملكه لها هي فقط:
-صدقيني مقدرتش علشانك.. كل حاجه بعملها من خوفي عليكي أقسملك بالله وغلاوتك عندي يا مهرة أنا فداكي بعمري وكل ما أملك.. خوفي كله عليكي
أخفض بصره إلى الفراش وهو يفكر في حديث لم يكن يريد أن يفكر به حتى بيوم من الأيام، رفع وجهه إليها ثانيةً يقول:
-الحل الوحيد علشان معملش كده من غير خوف هو إني استغنى عنك.. وأنا مقدرش.. مقدرش استغنى عن رمش من عيونك
ارتفع صوت بكائها أكثر وهي تعاتبه بنظرات عينيها الحزينة وصرخات صوتها اللا إرادية:
-ليه هي في النور وأنا في الضلمة، ليه كل الناس حواليها وأنا لأ ليه بتعملها ليلة وأنا لأ
قال بعمق يبعد إحدى يداه إلى خلف خصلاتها يمسد عليها برفق:
-الرفض في عيوني ليها وكل الناس شيفاه بصي في الصور وأنتي كمان تشوفي
حركت رأسها نافية حديثه وأبتعدت عنه تاركة الفراش لتقف في منتصف الغرفة محاولة السيطرة على نفسها وتلك القهرة التي انتابت قلبها:
-مش هيفيد يا يوسف مش هيفيد المهم أنت فين دلوقتي
تابعها بعيناه وعندما انتهت من حديثها أجابها دون تردد:
-أنا معاكي
استدارت ناظرة إليه بقوة:
-في السر
عاتبته بنظرة قاسية، لفتة غريبة منها وشرارة صوتها القوي بدأ في الارتفاع رفضًا لذلك الواقع:
-في السر يا يوسف.. قولتلي عايزك وافقت، في السر وافقت، أهلك ميعرفوش وافقت.. وافقت على كل حاجه علشان معاك علشان بحبك ومقدرش أبعد عنك ولحد دلوقتي كل حاجه بينا في السر بس كده أنا ماليش قيمة أنت هتبقى يوسف رضوان المتجوز بنت عمته أنا محدش يعرف عني حاجه
ناظرها باستغراب كلي مضيقًا عيناه عليها قائلًا بصدق:
-مين قالك أن الجوازة دي هتكمل.. وبعدين أنتي عارفه إن كل ده علشان احميكي
سألته تُشير بيدها بقوة:
-تحميني من ايه.. من أبوك
استغرب حقًا تغيرها ولعبها على أوتار حساسة ملموسة بواقع أليم تدركه جيدًا ولكنه يقدر كونها الآن في صدمة حزنها مما فعله:
-أنتي بعد كل ده بتسألي.. أيوه بحميكي منه، مهما قولتلك مع أن كل اللي قولته بشع مش هتتخيلي قسوته وجبروته
حركات هوجاء صدرت عنها تُسير في الغرفة بخفة فراشة وعلى الرغم من أنها حزينة باكية ظهرت امرأة فاتنة، وقفت تنظر إليه بعمق تهبط الدمعات من عينيها بكثرة تحرق وجنتيها تُشير إلى موضع قلبها قائلة بألم:
-بس أنا دلوقتي القسوة دي فتتت قلبي.. الجبروت ده قهرني أنت مش متخيل النار اللي جوايا.. فوق إني في السر مش معروفلي هوية أنت هتبقى مع واحدة تانية غيري يا يوسف
هبط عن الفراش سريعًا وأقترب منها بعدما اخترق قلبه أسهم مليئة بالحزن والألم تأتي منها، لم يستطع أبدًا أن يراها بهذه الحالة فوقف أمامها يحيطها بذراعيه مردفًا بحنان يفيض من شفتاه:
-مهرة أنا بحبك أنتي.. أنتي وبس اللي مراتي وحبيبتي أمي وأختي وبنتي.. أقسملك إنك كل حياتي وغلاوتك عندي
أبعدت يداه عنها لا تستطيع أن تستمع إلى كلمات تخمد نيرانها في الوقت الفعلي ثم بعد ذلك تبدأ في التصاعد أكثر لتحيي البركان داخلها، قالت برجاء باكية:
-أنا مش قادرة يا يوسف.. أنا بتقهر مش هستحمل ده كمان علشان خاطري ارجعلي
تجعدت ملامح وجهه أكثر في يأس وهو لا يستطيع السيطرة على حزنها قائلًا:
-صدقيني أنا معاكي.. معاكي أنتي
رفعت يدها لتزيل عبرات عينيها قائلة بقوة بعدما وقفت أمامه بجدية:
-كلم أبوك تاني.. حتى قوله إنك متجوزني المخاطرة في الوقت ده أحسن
نظر إليها للحظات غير قادرًا على استيعاب ما الذي تتفوه به:
-أنتي اتجننتي مستحيل أعمل كده
صرخت عاليًا غير قادرة على تحمل ما يحدث:
-لــيــه
سألها بعنف يبادلها صراخها:
-أخــاطــر بيكي؟
أبصرته بعمق مُجيبة برضاء تام، راضية بالمخاطر بذاتها بدلًا من أن تكون هناك غيرها بحياته، راضية أن تعاني أن تموت وتبتعد عن الدنيا ولكن وهي فقط زوجته وحبيبته أمام العالم جميعهم، قهرة قلبها وحزنها المسيطر على كيانها الآن يدفعها لفعل أي شيء، أي شيء لكي تنال ما تريد معه:
-أنا راضية
أبتعد عنها يرتفع صوته رافضًا بقوة قاطعة لا تتحمل نقاش منها:
-بس أنا مش راضي ومش هرضى ومش هعمل اللي بتقوليه..
جلس على الفراش يلقي بجاكيته الذي خلعه عنه بقوة ثم حذاءه أسفل نظراتها المعاتبة وعيناها الباكية، وكأنه من فعل ذلك عن عمد فقط ليؤلمها، تنهد بعمق وأشار إليها لتقترب جواره قائلًا بلين:
-ممكن تهدي وخلينا نتفاهم
أصرت على موقفها قائلة:
-أنت لازم تسمع كلامي لازم تقوله.. مش هيأذينا أنت ابنه ولو هيأذيني أنا فأنا مراتك
سألها دون مقدمات ودون أي تعابير على وجهه:
-مين قالك مش هيأذيني علشان ابنه؟
لم يجد الإجابة منها بل نظرت إليه باستغراب لتبدل حاله فجأة واستمعت إلى صوته المتألم وكأنه جدار به كثير من الشروخ مهدد بالهدم في أي لحظة:
-الحادثة اللي عملتها هو اللي كان مدبرها.. رضوان بيه هو اللي دبر الحادثة دي علشان أنا رفضت الجوازة ولما دلوقتي خطبتها علشان هددني بأمي وبأي أي حد بحبه
نظرت إليه بإزدراء لم يكن مقصود وتحولت نظرة عينيها إلى أخرى مدهوشة متسعة لا تصدق ما الذي تفوه به..
وقف على قدميه بعصبية ينظر إليها بغضب أعمى عيناه وارتفع صوته بعد نظرتها الغريبة كليًا إليه يشير إليها بيده بقوة:
-متبصيش كده أنا مش ضعيف.. أنا ضعفي هو انتوا.. أنتي بالذات
لم تعطي بالًا لصراخه الآن بل كل ما أتى على لسانها قولًا واحدًا أرادت الفهم من خلاله:
-أنت بتقول ايه؟
أجابها بقوة وأبتعد إلى نهاية الغرفة مخللًا يده بقسوة داخل خصلات شعره يجذبها بعنف نادمًا على ما قاله ولكنها هي من استفزته بحديثها عن كون والده لن يؤذيه فهو ابنه!؟
-بقولك اللي حصل
أقتربت منه بخطوات بطيئة مترددة، يعطيها ظهره فوضعت يدها المرتعشة على ظهره تحركها عليه بحنان تاركة كل ما حدث جانبًا فما استمعت إليه كارثة أخرى أكبر بكثير من نار قلبها المشتعلة بالداخل..
لفظت اسمه من بين شفتيها بارتعاش:
-يوسف..
استدار إليها ينظر داخل عينيها يرى الغرابة والدهشة داخلهما تختلط مع الحزن والأسى ولكن خوفها عليه كان أكبر من كل ذلك، بنبرة خالية من المشاعر بدأ يقص عليها ما حدث:
-رفضت يا مهرة زي ما قولتلك قالي أنه خلاص مافيش مشكلة وسمعت منه كلام لأول مرة اسمعه.. كنت جايلك طاير من الفرحة عايز أعرفك أنه خلاص صرف نظر حتى مردتش أكلمك في الموبايل قولت لازم أشوفك.. لقيت العربية مفيهاش فرامل وحصلت الحادثة
سألته مستنكرة:
-عرفت إزاي إنه هو
ضحك ساخرًا بألم خيم عالمه منذ اللحظة التي أدرك بها ما فعله والده:
-هو اللي قالي في المستشفى وأنا عاجز قدامه.. قالي أنه عمل كده قرصة ودن أيًا كانت هتصيب ولا تخيب ولو مخرجتش من المستشفى أعمل اللي عايزة هيكمل أذى بس مش فيا المرة دي.. عرفتي أنا ليه عملت كده
سألته مرة أخرى باهتمام معاتبة:
-ليه خبيت عليا
عقب على سؤالها بصدق فلم يكن يريدها أن تعلم بكل ذلك حتى الآن فالخوف داخلها سيزداد أكثر من السابق:
-مكنتش عايز أخوفك
أقتربت تلقي بنفسها في عناق حاد داخله، هي من بادرت واحتضنته بقوتها الجريئة في محاولة منها لإزالة الألم عنه، ولكنه لن يزول وهي تعلم، أسئلة عديدة داخل رأسها تتجول بكثرة ممسكة بسيوف تضرب بداخله عن كيفية حدوث ذلك ولما يفعل والده وكيف هو والده ولكن ليس بمحلها الآن..
أتى صوتها الضعيف بينما هي مازالت في عناق معه محاولة التخفيف عنه تاركة كل ما تحدثوا به وما حدث:
-أنا آسفة يا يوسف.. آسفة
تنهد بعمق زافرًا الهواء من رئتيه وهو يشدد على وجودها داخل جسده ولو استطاع لفعلها حقًا، قال بصوتٍ خافت:
-أنتي ذنبك ايه.. أنا اللي آسف كل العذاب اللي أنتي فيه بسببي
أجابته وهي تؤكد أن مهما حدث بينهم لن تنسى غرامه وعشقه لها ولن تنسى أنه المأوى بين الزحام والرجاء من كل دعاء، لن تنظر إلى لحظات بسيطة من الألم تحولها إلى عذاب بينما العشق بينهما سرداب يسيرون به سويًا:
-عمري ما كنت في عذاب معاك.. عذابي الوحيد دلوقتي أن في حد تاني في حياتك غيري
عاد بها للخلف ليضع وجهها بين راحتي يده، وانبثق الصدق من كلماته ونظرات عيناه نحوها بينما انهمر الغرام من لمسات يده وكل ما يصدر عنه وهو يقول:
-أقسملك مافي حد غيرك ولا عمره هيكون مهما عدى عليا الزمن ومهما شوفت ستات غيرك.. أنتي مهرة قلبي اللي ساكنة جواه ولا عمرك يوم هتزولي
أكمل برجاء ظهر بعيناه ونبرة صوته ليعبر عن كم الاحتياج الذي داخله لها في هذه اللحظات:
-أنا عايز أنسى كل حاجه معاكي دلوقتي، وبعدين نتكلم.. ممكن؟
أومأت إليه برأسها وهي تعلم طريق سعادته وتلبية احتياجاته، على الرغم من أن قلبها يتألم وعقلها لم يعد يستوعب ما الذي حدث أو ما الذي يحدث ونيران الألم تنهش بها وغيرتها العمياء عليه كأنها سكاكين تأخذ من لحمها ولكنها تحلت بالجرأة والحنان سويًا كعادتها لتكن فقط معه..
معه لتعطيه ما يريد وما يهوى كما كل مرة فعل معها وأعطاها ما تريد، الآن فقط تستطيع أن تترك ألامها وتقف جواره بعدما علمت ما فعله والده من قذارة، نعم قد قص عليها كثيرًا من الأفعال الدنيئة منه ولكنها لم تتخيل أبدًا أن تصل إلى قتله!..
ابتسمت بوجهه وتحركت تاركة إياه تتقدم من المرآة لترفع زجاجة العطر الخاصة بها لتنثر رائحتها الذكية على جسدها لتجعله أكثر سعادة وحبًا ولتفعل ما بوسعها لترضي داخله حتى ولو كان بفعل بسيط منها فهو رجل لا يستحق إلا كل السعادة من كل المحيطون به..
عادت لتقترب منه مرة أخرى ووقفت أمامه فلم يجد شيء يفعله سوى أن يضع يده حول خصرها يجذبها نحوه بقوة يُميل عليها موزعًا قبلات حارقة عليها ثم وقف أمام وجهها مقبلًا إياها قبلة غرامية يبث بها امتنانه إليها وعشقه لها، يأخذ رحيق من أزهار شفتيها ويرده إليها بعشق خالص..
كم أن لحظات الألم قاسية، وتكن أشد قسوة عندما تكن وحدك، ولكن لحظات الألم الذي مر بها لم يكن هناك أشد منها حلاوةً بالمذاق جوارها، ولم يكن هناك أشد منها لحظاتٍ غرامية جريئة لتخفيف الألم.. ولو كان الألم والمعاناة هكذا لتمنى التألم دومًا..