رواية رقة وشدة صهيب ورقة الفصل الـ 6 و 7 بقلم زينب سمير
رواية رقة وشدة صهيب ورقة الفصل الـ 6 و 7 هى رواية من كتابة زينب سمير رواية رقة وشدة صهيب ورقة الفصل الـ 6 و 7 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رقة وشدة صهيب ورقة الفصل الـ 6 و 7 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية رقة وشدة صهيب ورقة الفصل الـ 6 و 7
رواية رقة وشدة صهيب ورقة الفصل الـ 6 و 7
فتحت الباب أول ما وصل، خطفت إياد من إيده تحضنه وتبوسه بإشتيـاق، والتاني سكن في إيدها وغمض عيونه بإستكانة بصله صهيب بدهشة وغيظ
وهمس هو بس يسمعه- يابن الـ...
رفع عيونه لرقـة اللي قالت- كتير يومين مش هنكررها تاني، بعد كدا تاخده يقعد معاك من أول يوم وترجعه في أخره
بهجوم- مين أنتي علشان تقرري؟ إياد ابني زي ما هو ابنك
بنبرة عذاب- مش هقدر أتحمل دا يحصل كل أسبوع، انت متعرفش اليومين دول عدوا عليا أزاي ياصهيب، وبعدين هو لسة صغير ومحتاجني أكتر من أي حاجة
- وانا محتاجه هو، ابني وعايزه جنبي، دا مش ذنبي، كان لازم تفكري في كل دا قبل ما تطلبي الطلاق
أخر جملة خرجت بغضب كبير حاول يكتمه لكن ربما جـه وقت الإنفجار! بدأ بالغليان..
- متجيش تلومني دلوقتي وكأني أنانية
- أنتِ فعلًا أنانية أخترتي راحتك على راحتنا، مفكرتيش فينا
بغضب- أنت شايف نفسك برئ؟ وكأن انا المجنونة اللي قررت فجأة تسيب كل حاجة وتمشي، مش إني أتحملت وصبرت عليك كتير بس أنت مكنتش بتتغير.. والحياة معاك كانت لا تطاق
قرب منهم بخطوة ومسكها من دراعها يضغط عليه- دلوقتي الحياة معايا كانت لا تُطاق.. دلوقتي مش طيقاني، مبسوطة إنك أتخلصتي مني، تبقي بتحلمي لو فكرتي إن دي نهايتنا يارقـة، أنا سايبك تلعبي.. تلفي وتدوري لكن أخرك معروف.. رجعالي.. لبيتي وحضني اللي ملكيش غيره
نفضت نفسها عنه والغضب بيتصاعد جواها
لسة مغرور.. شايف نفسه
واثق من حبها ليه، وضعفها قصاده
بتحقق كل رغباته لكنها مبقيتش كدا- أحلم براحتك، دا كان زمان، أيام ما كنت عبيطة ومعمية بـ حُبك، لكن الحمدلله دلوقتي فتحت
ملاه الغيظ والضيق من فكرة إنها معادتش بتحبه، قرب منها وهي بترجع لورا، دخل شقتها من غير ما تحس، مـد إيده يقف الباب وراه وهو لسة بيبصلها بنظرات خطرة
وهي إنكمشت على نفسها تضم إياد ليها أكتر
- أقف مكانك
- بقيتي مبتحبنيش؟
سألها بلوم بعد ما وصلت لحيطة ولزقت فيها وهو سند بأيد على الحيطة وراها والتانية مسك طرف خصلة من شعرها وبدأ يلفها على صابعه، قرب من ودنها وبهمس- سهل عليكِ تقولي الكلمة دي، خرجت منك بمنتهى البساطة؟ أنا بس يعني اللي بشوف كل الدنيا رقـة، واقفة حياتي عند رقـة، مبتمناش غير رقـة، أنا بس يعني اللي حياتي وقفت لما بعدت عني رقـة..
شـد الخصلة ببعض العنف فمالت براسها وهي بتتآوه وكمل- و رقـة بمنتهى البساطة بتقول مبتحبنيش؟ قادرة تعيش من غيري؟ مش مشتاقة؟
قرب أكتر منها و- بصيلي وقوليلي إنك مش مشتاقة..
لفت عيونها تبصله أتقابلت عيونهم سـوا للحظة طويلة، كانت فيها هتضعف، حبها ليه وبس اللي هيسيطر عليها، بس أفتكرت صراعاتها الداخلية بسببه، حيرتها، إرهاقها في إنها تتكيف معاه ومع طباعه
أفتكرت كل دا في أخر لحظة فجمدت نظراتها و- لا مشتاقتش..
أعطته ضهرها و- الوقت أتأخر ومينفعش تكون هنا.. لو سمحت أمشي
حط إيده في جيوبه وبص لضهرها- ماشي يارقـة همشي، هسايرك للأخر لحد ما أشوف عِندك أخره أية، بس أفضلي فاكرة إني راجل صبره قليل، وخلقه ضيق، فمتسوقيش في دلالك..
خرج ورزع الباب وراه فأنتفض إياد اللي كان بدأ ينام، وهو بيعيط، حضنته تهديه وبتنهيدة- أبوك متغيرش، لسة شايفني مجرد حاجة ملكه بتتمرد عليه بس مسيرها ترجعله..
إتنهدت وأفتكرت بداية الصراع اللي مابينهم.
*****
من تلت سنين:
كان مر على جوازهم شهرين، الدنيا وردي ولطيفة بينهم،
دخل صهيب البيت وهو باين عليه الإرهاق، نادى باسمها بلهفة- رقـة.. رقـة
جاله صوتها من أوضتهم- أنا هنا ياحبيبي
دخل كامت واقفة قدام المراية منتبهش لطلتها، قرب يحضنها من ضهرها و- وحشتيني
بصت لإنعكاسهم سـوا في المراية بحب- لحقت وحشتك؟
- مبقيتش بعرف أعيش من غيرك، طول وأنا في التصوير تفكيري مشغول بيكِ، عيني على الساعة مستني بس الوقت يمر وأجيلك جري
- يارب بس تفضل كدا علطول ومتزهقش مني ياسـي صهيب
باس خدها بقوة و قال وهو بيلف ويمسك إيدها- مستحيـل يحصل، أنا ميت من الجوع يلا علشان ناكل سـوا
- مش هينفع
بصلها بتعجب، أنتبه لطلتها وشكلها أخيرًا، متأنقة كعادتها بس فستان سهرة وكأنها خارجة!
- عايزانا نخرج؟ مكنتش عامل حسابي بس أشطا هغير بسرعة و..
نفت براسها و- لا ياحبيبي أنت جاي من شغلك تعبان، أنا نازلة عندي ميتينج مع عميل مهم
بص للساعة كانت تسعة- دلوقتي؟
رفع راسه يبصلها تاني، بتفحص أكبر المرة دي، لابسة فستان نبيتي غامق طويل، راسم جسمها بس مش بتفاصيل دقيقة، أنيق.. شكلها مبهر كالعادة
لابسة كدا ونازلة تقابل حد غيره؟
- لية مقابلتهوش الصبح في الشركة؟
- جدولنا كان مليان فلقينا أنسب حل نتكلم برة و..
- اعتذري ليه وألغي المعاد، بعد كدا أجتامعاتك تكون في الشركة وبس..
شاور بصباعه عليها من أولها لأخرها و- ومتلبسيش كدا تاني في أجتماعاتك، أنتي رايحة شغل مش حفلة..
بصتله بدهشة من أوامره اللي خرجت مرة واحدة
من أعتراضه!
- صهيب! أجتماع أية اللي ألغيه؟ أنت أكيد بتهزر، أوك متفهمة لو اللبس مش عاجبك هغيره، لكني لازم أحضر الأجتماع، مش هقدر ألغيه أو آجله.. مستر كارم مشكور وافق يقابلني رغم إنه كان مشغول جدًا فمش هقدر ألغيه
أرتاح لما سمع اسم كامل، رجل أعمال في الستينات، سمعته كويسة.. مطمنة
بجدية- هسيبك تروحي إنهاردة، بعد ما تغيري لبسك، بس حطي في بالك الموضوع دا مش هيتكرر
روحي معادك دلوقتي ولما ترجعي في كلام كتير هنتكلم فيه سـوا..
نزلت بعد ما خلاها تكلم درة تروح معاها، اللي كانت عفياها من الأجتماع، ومعاهم عمار بعربيته وراهم..
علشان يكون مطمن أكتر
لكنه فضل بيلف حوالين نفسه في البيت بضيق، بيراقب الساعة كل شوية، هو جاي ومتلهف يكون معاها ومستنياه، يلاقيها نازلة شغلها..
مراعتش حبه ليها.. ولهفته
الساعة وصلت لنص الليل، وأخيرًا شرفت رقـة، بعد تلت ساعات سوحته فيها دماغه وزادت من غضبه
- أخيرًا شرفتي
أستقبال لا يُبشر خيرًا
- على كدا مفروض أتعود إن المدام كل مرة تجيلي بعد نص الليل؟
بدهشة وهي بتبصله- أنت لسة زي ما أنت؟ مغيرتش هدومك حتى!
- أنتي شايفة الساعة كام في إيدك يارقـة
- سوري الأجتماع طول شوية
- طيب أسمعي علشان الكلام دا مش هكرره كتير، عشاء عمل دا تنسيه وتمسحيه من حساباتك خالص، أجتماعاتك تكون في الشركة، مفيش حد تقابليه برة، ولو حصل لأي ظروف.. تعرفيني قبلها علشان أعرف أفضي نفسي وأكون معاكي
بدهشة- دا انت كنت بتتكلم جد بقى
- أومال كنتِ مفكراني بهزر
هزت راسها بإيجاب وبسخرية- أصل الكلام اللي بتقوله مش واقعي الحقيقة، انت عارف طبيعة شغلي و..
- أنا معنديش أعتراض مع شغلك، أنا ممنعتكيش عنه بس هتشتعلي بالطريقة اللي تناسبني وتعجبني يارقـة، هتمشي على مزاجي علشان نعرف نكمل من غير مشاكل
رقـة - ما اللي على مزاجك دا عبث، أنت سامع بتقول اية؟ عملا مين اللي أقدر أقابلهم كلهم وقت ساعات العمل؟ وبعدين في عملا مميزين.. مينفعش الكلام معاهم يبقى في مكان زحمة.. وأنا مقدرش أغصب على حد أسلوب معين، عمومًا لو اللي ضايقك أوي كدا حوار إن الوقت متأخر متقلقش مش هيتكرر تاني والمواعيد هتبقى بدري
- أنتي بتجادلي كتير لية ما تقولي اه، أنا مش بناقشك اصلًا يارقـة، دي حاجات أنا عايزها تحصل وهتعمليها
بدأت هي كمان تتعصب - وأنا مش مضطرة أعملها، لما تقول كلام عاقل أبقى أنفذه
جت تمشي مسكها من كفها ولفها ليه بقوة تواجهه و- أقفي عندك أياكِ تمشي وأنا بكلمك، كلامي هتنفذيه سواء عاجبك او لا أنتي فاهمة
بتحدي- بأمارة أية؟
- إني جوزك ومن حقي أتدخل، وأغير وأعدل أي حاجة شايفها مش عجباني، مش أنا.. اللي أبقى قاعد في بيتي ومراتي برة مع راجل غيري أي إن كان مين
- دا شغل يابني آدم
- في مكان للشغل، مع الموظفين.. الأجتماعات الخاصة دي أنا مبحبهاش
- أنت شاكك فيا؟
سألت بإحتدام، وصرخ بإعتراف- اسمها غيران عليكِ، مش عايزك تكوني مع أي حد غيري لأي ظرف ولا أي سبب..
قرب يحاوطها وعيونه بتلمع بوميض- أنتي متعرفيش التلت ساعات دول عدوا عليا أزاي، مش هقدر أعيشهم تاني، أشتغلي بالطريقة اللي تريحني يارقـة أرجوكي، مترهقنيش..
حنت ليه ولكلماته،
أعطته عذره، بيحبها وبيغير
وحد يضايق من غيرة حد بيحبه؟
وكان أول تنازل، نفذت كل اللي عايزه، بالحرف الواحد..
*****
- ياصهيب سفر أية؟ أنا مش هقدر أسافر خالص مشغولة جدًا عندي..
- هما تلت أيام بس يارقـة، مش قادرة تفضي نفسك تلت أيام علشاني؟ قولتلك إني عايز نسافر نقضي سـوا يومين مع بعض بعيد عن أي ألتزامات
قرب منها حاوط وسطها و- أنا وأنتِ وبس.. ننسى الشغل، الناس..
بدأت تتأثر، عجبتها الفكرة، فعلًا أخر فترة كانوا بُعاد عن بعض، ومشغولين..
بتردد- بس منقدرش نأجل السفر أسبوعين حتى!
نفى وبإصرار- مش هنستنى لحظة، انا ظبطت كل حاجة خلاص ومتقلقيش درة موجودة
*****
- أنت عايز تجنني؟ صور بالقرف دا وتقولي عادي ناقص إية تاني يحصل علشان يبقى من حقي أتضايق
قالتها بثورة شديدة وهي بتبص للصور والأخبار اللي منتشرة عنه هو وعارضة أزياء، وصور ليهم وهما مقربين من بعض لحد شايفاه هي مستفز
- قولتلك كلها خدع، أنتي نفسك حضرتي معايا تصوير قبل كدا وفاهمة دا بيحصل أزاي
- لا، مكانتش بالمسخرة دي متحاولش..
إتنهد بنفاذ صبر و- طيب أنا أعمل أية! العارضة دي أجنبية هي معندهاش حدود
- أنت حط الحدود دي، ولا أنت بس شاطر تحطهالي أنا، تتشطر عليا بس وتعملي فيها..
قاطعها بحدة وهو بيقف- أتكلمي عدل، وأه أنا شاطر عليكِ أنتي وبس لأنك مراتي.. ملكي يارقـة..
- زي ما أنا مراتك أنت كمان جوزي ومن حقي أغير عليك، أمنعك تعمل اللي بيضايقني وتحترم دا زي ما أنا بعمل معاك.. حقك تريحني
قرب يملس شعرها بحنان و- ما أنا عايز أريحك أنتِ اللي مش راضية، صدقيني مفيش حاجة من اللي في دماغك، كل دا تمثيل في تمثيل، لقطة وعدت، أنا بنسى وشهم أول ما بيمشوا أصلًا، أنا مبركزش غير معاكي، مش بشوف غيرك، وبعدين أنا يما شوفت من عيناتها كتير واللي بجرائها وأكتر.. كل دا مفرقليش..
لأن معايا رقـة، يجوا إية دول جنبك؟
كلامه معسول، كعادته غيبها، سكتها..
وعدت المشكلة!
فاقت من ذكرياتها وهي بتضحك بهيسترية وهي بتفتكر الذكريات دي، قد أية كانت هبلة، مُغيبة!
هي دي رقـة! أزاي كانت سيباله نفسها كدا
أنتبهت الوقت وصل بيها لفين، خلاص الصبح قرب وهي محاوطة نفسها بالذكريات،
مش هتتخطى..
مقربتش تتخطى
- عملت فيا إية ياصهيب؟ أزاي تكون آذيني كل الآذية دي وأكون بحبك؟
الذكريات بتحاوطها، بعد ما كانت أوامر بتنفذها، طلبات بتعملها علشان تريحه، كل حاجة بقيت محسوبة عليها.. 'مش عايزك تكلمي دا،
تلبسي كدا،
تروحي هنا
خليكي إنهاردة معايا ومتروحيش الشغل..'
أوامر.. أوامر
بصيغة طلبات، فكرت إن دا أخره
لكنها مكانتش النهاية!
الفصل السابع 7
بعد مرور تلت أيام، دخل صهيب مطعم ومعاه عمار، باين عليه الزهق والضيق، من أخر مواجهة مع رقـة وهو كدا،
لمح عمار درة من بعيد فقال بتعجب- الله! مش دي در..
ملحقش يكمل الكلمة ولمح جنبها رقـة قاعدين في تربيزة معزولة ومع رجل كبير في السن لحد ما ومعاه شاب تاني في العشرينات
بلع كلامه فورًا لكن كان فات الآوان وأنتبه صهيب لكلامه، بص لمكان ما شاور..
ضيق عيونه بشر وبنبرة خطر- تعرف مين دول؟
- لا بس أكيد يعني رجل أعمال
أتقدم صهيب خطوة فبسرعة عمار مسكه من دراعه و- أستنى عندك أنت رايح فين
بغيظ ومن بين أسنانه- رايح للهانم أنت مش شايف هي بتعمل أية؟ رغم تحذيري ليها أكتر من مرة و..
- الهانم مبقيتش مراتك، تحذيراتك دي تبلها وتشرب ميتها
بصله بغل..
بيقول الحقيقة المّرة اللي هو مش قادر لسة يستوعبها
لكن مهما كان دا ميدهاش مبرر تعمل اللي على كيفها
هي عارفة مصيرها، أخرها هترجعله، فلية تزود من حسابها معاه!
الإصرار اللي في عيونه عرف عمار إنه مش مهتم بأي حاجة
بعد إيد عمار عنه ورجع يبص لمكانهم، لقاها قايمة من الترابيزة وبتروح ناحية الحمام
فبسرعة مشى وراها، دخلت طرقة ضيقة فاصلة فبسرعة لقيت حد ماسك إيدها لفت بغضب قبل ما توسع عيونها بتفاجئ لما لمحته وبتعجب- صهيب!
- أنتِ بتعملي أية هنا
- وأنت مالك..
بعدت إيده عنها و- أبعد لو سمحت ومتقربش مني تاني
- أنتِ مش شايفة الساعة كام؟
بهجوم وكإنها كانت مستنية كلمة زي دي منه- وأنت مالك الساعة كام دلوقتي وأنا فين وبعمل أية، دا كان زمان لما كنت عبيطة وبنفذ كل أوامرك من غير أعتراض لكن رقـة بتاعة زمان مبقيتش موجودة، دلوقتي أنا أعمل اللي عايزاه، أخرج براحتي، أقابل اللي عايزاه وأروح في الساعة اللي تعجبني و..
بجمود- بس متنسيش وسط كل دا إنك سايبة ابني في البيت لوحده، يعني أنتي مهملة ومتقدريش تربيه وهيبقى من حقي وقتها أخده منك
غير مفاتيح اللعبة كالعادة، أسلوب ضغط جديد
هيعترض هتقوله إية دخلك
لكنها نسيت إنه لسة معاه ورقة ضغط
أكبر ورقة ضغط.. ابنهم
بصتله بتعجب، أزاي دايمًا قادر يطلعها غلطانة، مقصرة، متهورة
- متقلقش عليه، محدش هيخاف على إياد قدي
- خليني أحكيلك يومك مشى أزاي، صحيتي ستة ونص نزلتي من البيت تمانية قعدتي في الشركة للساعة خمسة أو خمسة ونص لو في ورق زيادة، روحتي سبعة.. لبستي وأتأنقتي في ساعتين
قالها وهو بيمرر صابعه من بعيد على طولها من أوله لأخره بغل واضح
- علشان تكوني هنا تسعة.. هتروحي أمتى الله أعلم.. يوم كامل مشفتيش إياد ولا قعدتي معاه عشر دقايق على بعضهم حتى
وهو معاكي وفي بيتك، و في الأخر تيجي تلوميني أنا على تقصيري معاه
مقدرتش تنفي، لأنه معاه حق، يومها مشى كدا بالظبط
- أنا لما منعت عنك أي شغل بعد ساعات العمل علشان كدا، علشان تعيشي حياتك معايا.. منلاقيش نفسنا في دوامة بُعد وهجر.. أنا في عالم وأنتِ في عالم، ودلوقتي إياد.. هتلاقيه بيكبر من غير ما تاخدي بالك، بس فالحة لما أخده يومين عندي تتصلي كل نص ساعة تطلبيه
بيبقى واحشك فعلًا؟ ولا ببقى أنا اللي واحشك؟
بصتله بدهشـة أخر كلامه الوقح اللي زيـه
نفت بسرعة بعد ما كانت بتسمعه بتأنيب ضمير- لا طبعًا إياد اللي بيبقى واحشني، متحاولش تطلعني وحشة كعادتك ياصهيب، مش هسمحلك زي زمان، أنا مش مقصرة مع ابني أنا دايمًا معاه ولما يبقى في يوم زحمة زي دا باخده معايا، إنهاردة بس الجو حسيته سقعة فمجبتوش
فضل باصصلها وهي بتنفي أي مشاعر ناحيتها ليه
حتى الإشتياق
- أنتِ فعلًا مبقيتيش بتحبيني!
أول مرة يتكلم بجد، يعطي جدية لكلامها، كل مرة بياخده على إنه مرحلة غضب هتخلص ويرجعوا
بس ماذا لو فعلًا كانت إنتهت منه!
بص في الأرض للحظة ورفع عيونه يسأل بملامح مظلمة- فعلًا؟
مقدرتش تنفي ولا تأكد.. مشيت خطوة عنه و- مش وقت أي كلام دلوقتي أنا عندي ميتينج مهم
- تعالي هنا
قالها وهو بيسحبها تواجهه تاني وبيسندها على حيطة وراها ببعض العنف
- متمشيش وانا بكلامك معتقدش نسيتي كلامي بالسرعة دي
- هنساه زي ما هنساك ياصهيب، همسح كل ذكرياتي معاك
- مش هتقدري، عمرك ما هتعرفي، أنا موجود جواكِ يارقـة، قلبك موشوم باسمي..
- انت موهوم، مبقيتش كدا من زمان.. زمان أوي، أنت طبعت حبك في قلبي، وبأيدك برضوا شلته، أفعالك..
صرخ بعصبية- برضوا هتقوليلي أفعالي، مالها أفعالي!
بدهشة- مالها! يعني طول الأربع سنين دول عمرك ما شوفت إنك جيت عليا حتى؟ خلتني أعمل حاجة مش عوزاها، نفذت أوامرك غصب عني.. من غير أقتناع
- أية اللي كنت بطلبه منك مستحيل أوي عليكِ كدا؟
إني عايزك ليـا..
أكون رقم واحد في حياتك..
حبك.. أهتمامك.. وقتك، دي بقيت جريمة
- كنت عايز تبقى الأول عندي، لكن أنا الأخيرة عندك
نفى براسه وهو بيميل عليها فجأة يحضنها و- عمر ما دا حصل من أول ما دخلتي حياتي وأنتِ كنتي أهم حاجة عندي، أنتي وبعد ما جـه إياد بقيتوا أنتوا حياتي وبس
أزاي عيونه صادقة وأفعاله خادعة؟
كلامه حلو وتصرفاته قاسيـة؟
- رقـة..
قطع حوارهم وجدالهم اللي كالعادة مبينتهيش على بـر، عمره ما وصل بيهم لحل، صوت درة..
بعدت عن صهيب وبصت لدرة اللي قربت بقلق و- أتأخرتي فجيت أطمن عليكِ
بصت لصهيب و- أزيك ياصهيب
أبتسم ليها بسمة خفيفة وهز راسه بترحيب وخرج من غير كلام
حتى رقـة أتعجبت، معقول أستسلم!
- هغسل وشـي بس وطالعة وراكي
****
خدت نفس عميق وطلعت ناحية التربيزة قبل ما تقف للحظة بصدمة وتفاجئ لما لقيته قاعد على تربيزتهم بمنتهى الراحة، بصت لدرة اللي هزت راسها بقلة حيلة
كتمت غيظها وقربت- سوري على التأخير
بصلها معتز الشاب العشريني وببسمة لطيفة- ولا يهمك يارقـة، أحنا نستناكي الليل كله مفيش مانع
أبتسمت بمجاملة، بينما صهيب اللي قاعد بمنتهى الراحة على كرسيه ومريح بضهره على ضهر الكرسي، وماسك كوباية المية بأيديه، ضغط عليها بقوة من غير ما يحس
أنتبه ليها عمار فبسرعة سحبها من بين إيديه قبل ما يكسرها
مسد على فخده وبهمس- أهدى
كمال- بعتذر يارقـة لو أتصرفت من غير ما أستشيرك بس لقيت صهيب هنا فقولت يقعد معانا ونعرض عليه لو يوافق يمثل الحملة الإعلانية الجديدة بتاعتنا
إتصنعت الإبتسام و- أكيد عادي يامستر كمال
الكل أنسجم في حوارات أما جماعية او ثنائية، أنشغل صهيب للحظات في حوار جانبي مع كمال، بيلف راسه بالصدفة لمح رقـة وجنبها معتز مايل عليها شوية وبيتكلم بصوت واطي وهي مبتسماله
عدل كرسيه فعمل صوت مزعج لفت انتباه الكل ووجه كلامه لمعتز- كمال بيـه بيقول إن دي أول مرة تشتغل فيها معاه
هز معتز راسه وببسمة سمجة- اه، عارف أنت حوار لن أعيش في جلباب أبي مكنتش عايز أمسك شغل بابا، وحياة المكاتب، كنت بحاول أشتغل حاجة تانية.. عارض أزياء
شاور عليه بحركة تميل للسخرية وهو بيكمل- زيـك كدا.. بس على صغير بس محبيتش الموضوع، حسيتها شغلانة قلة قيمة كدا ومايعة..
فرجعت أشتغل مع بابا بقى، شغلانة ناشفة
درة وعمار.. الشهادة تُنطق الأن، عارفينه لما يتعصب
بضحكة خفيفة مصطنعة- أنا أول مرة أسمع مصطلح ناشفة وطرية دا، بس الغريبة إنك معرفتش تحقق حاجة في الشغل المايع أومال هتعمل أية في الناشف؟ أرفع راسنا بقى أنت داخل منافسات شرسة
بص ناحية رقـة ورجع يكمل- مش عايزين يقولوا أن الستات إتشطرت عليك
قال كلامه بعدها قرب براسه من الترابيزة، علشان يبقى قريب منه و- متتكسفش تقول إن الكاميرا محبتكش وإنك ملقيتش عندك قبول عند الناس عادي بتحصل
رجع يبص لعمار و- أنا دلوقتي بس أفتكرت إني شوفته قبل كدا، مش دا اللي قابلك مرة وطلب منك تتوسط عندي ويدفع أي مبلغ علشان أقدر أدربه شخصيًا؟
هز عمار راسه..
تدخلت رقـة- صهيب كفاية..
مـد إيده يمسك إيدها يمسد عليها بتملك بصوابعه و- علشان عيونك بس ياحبيبتي
حاولت تبعد إيدها لكنه فضل ماسكها بين إيده وشـد عليها
ورجع يتكلم مع كمال مرة تانية
****
بعد ساعة كانوا في طريقهم للبيت بعد ما أصر يوصلها بنفسه
- مكنش ليه فايدة تقول الكلام اللي قولته دا، أحرجت مستر كمال، كلنا عارفين إن معتز طايش و..
- أنتِ كمان بتدافعي عنه؟
- مبدافعش بقولك بس
- من غير بس، أقفلي سيرته وأي زفت أجتماع مع كمال دا تخليه ميجبهوش معاه، ياأما متحضريش
- ومين قال إني هعمل كدا؟
- انا
كتفت دراعاتها و- بصفتك أية؟
نفس النغمة، ضرب مقود عربيته بغل كام مرة فجأة لدرجة إنها وسعت عيونها بصدمة وخوف
- صهيب..
صرخ بعصبية- تعرفي تسكتي، أسكتي خالص لان كل كلامك مبيعملش حاجة غير إنه يجنني وبيخليني عايز أعمل حاجات أنا مانع نفسي بالعافية عنها، علشان متكرهنيش وقتها فعلًا يارقـة
بلعت ريقها بخوف، كمل هو بنبرة خطيرة- خلي بالك.. شهور العدة لسة مخلصتش، ومش هتخلص غير وأنا مرجعك، أنتِ أصلًا لسة مراتي، وفي نظري هتفضلي مراتي وملكي ولا ألف ورقة وعقد هيغير الحقيقة دي، عايزة تلعبي.. ألعبي، عايزة تبعدي.. أبعدي، أنا سايبك بمزاجي تعيشيلك يومين على مزاجك
لكن أعرفي إن قبل العدة ما تخلص.. وحسب مزاجي بقى.. بيوم.. أتنين.. ساعة.. ولا حتى دقيقة
هكون رديتك.. وهترجعيلي
لان ملكيش مهرب مني ولا مفر
أنا بدايتك ونهايتك يارقـة
من أول لحظة شوفتك فيها وقررت إنك هتكوني ملكي فيها
وأنا بقيت نهايتك، شريك رحلتك لأخر نفس ليـا أو ليكِ
يتبع...