رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم فريدة الحلواني
رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل الثالث والعشرون 23 هى رواية من كتابة فريدة الحلواني رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل الثالث والعشرون 23 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل الثالث والعشرون 23 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل الثالث والعشرون 23
رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل الثالث والعشرون 23
اصعب لحظات يمر بها الإنسان حينما يريد شيء بشده ...و في المقابل يري الحيره في عيون الأخر
كان في موقف لا يحسد عليه ....يعشقها ...يريدها ...يريد أن يطمأن قلبه العاشق لها أنها أصبحت ملك له
و رغم الوضع الذي هو عليه الآن...و برغم كل ما يشعر به داخله ألا أن رجولته أبت أن تتحمل تلك الحيره من ناحيتها
لن يأخذها إلا إذا كانت علي يقين تام من اختيارها ...نعم لن يتركها ...نعم سيحاول لآخر نفس يخرج منه أن يزرع عشقه داخل قلبها الصغير ...و لكن لن يكمل زواجه منها إلا إذا كانت أشد رغبه منه علي اكماله
أنهي تلك النظرات التي جعلته يشعر بالأختناق حينما طبع قبله فوق جبهتها ثم ابتعد و قال بصعوبه وهو يحاول التحكم في غضبه و رغبته و...لهاثه: أهدي يا بابا خلاص...اعتبري نفسك مسمعتيش حاجه
و فقط أنتفض من فوقها و أتجه سريعًا نحو المرحاض الذي ما إن دلف فيه أغلق الباب بقوة رغمًا عنه اهتزت لها الأركان
أنتفضت رعبًا بعد سماع هذا الصوت المفزع...اعتدلت سريعًا لتغطي جسدها العاري بالشرشف الأبيض تزامنًا مع هطول دموعها حزنًا علي هذا الموقف المخزي
هو لا يعلم أن بذره حبه زرعت داخلها ....و حنانه و قوته ترويها كي تكبر و تثبت جذورها كي تحل محل الشرايين
و لكن ...لا تستطع قول هذا ...خجلها يمنعها ...قله خبرتها جعلتها لا تعلم كيف تتصرف في هذا الموقف أو ماذا تقول
شعرت بحزن تغلغل بين أوردتها بسبب فهمه الخاطيء لها و لكن حقًا لا تعلم ما يجب عليها فعله
أما هو ....كان حاله أصعب بكثير منها ....من الصعب أن تريد أحدهم بكل جوارحك و تلقي منه الرفض . ...نعم حيرتها بالنسبه له رفض...لن يقبله
نعم لن يتركها لغيره سيعمل علي ذلك بكل ما أوتي من قوة و عشق
هذا ما فكر به أثناء إنهمار الماء الدافيء فوق رأسه
بعد أكثر من ساعه شعر أنه هدأ قليًلا فقرر الخروج ليس من المرحاض فقط ...بل من المنزل بأكمله...يريد أن يبتعد عنها في هذا الوقت الحرج كي لا يسبب لها الخجل أو يضطرها لتبرير رفضها كي لا يغضب عليها
جلست فوق الفراش بعدما أرتدت ثيابها سريعًا و هي تراقب الباب خوفا من خروجه فجأة
وجدته يخرج و يتجه نحو خزانه الملابس ليخرج له شيء يرتديه
أغمضت عيناها بخجل حينما قام بإزاحه المنشفه القطنه الملتفه حول خصره
و بعد قليل فتحت عيناها لتجده يرتدي ملابس الخروج
تطلعت نحوه بذهول ثم قالت بتلجلج: اااا....أنت خارج
بدأ في أغلاق الأزرار و هو يقول دون أن ينظر إليها: آه ...عندي شغل
شجعت حالها لتتقدم منه و هي تقول بعدما وقفت قبالته : شغل دلوقت ...أنت زعلان ...أنا مقصدش
تطلع لها بنظرات باردة ثم مال ليقبل جبهتها ...اعتدل و قال سريعًا : لا يا بابا أزعل منك ليه ....يلا نامي عشان عندك جامعه الصبح ....و فقط اعقب قوله بتركها دون إضافه المزيد و أتجه نحو الخارج منتويًا الإتصال بصديقه كي يقابله في أي مكان
أما هي عادت لتجلس وحيده ...حزينه فوق فراشه و لكن سرعان ما اشتعلت الغيره داخلها حينما خطر ببالها أن سبب خروجه هو مقابله إحدي نسائه القدامي
بمجرد أن خطرت تلك الفكرة الخبيثه داخل عقلها بكت ...بكت بحرقه و هي عاجزه عن فعل أى شيء أو إخماد تلك النار التي لا تقوي علي تحملها
أمسكت الهاتف مقرره أن ترسل له رساله تسأله أين ذهب ....بمجرد أن فتحته وجدت الكثير من الرسائل التي أرسلتها رانيا لها من بعد أن عادت إلي منزلها
منهم ...أنتي فين ....حصل حاجه ...الغبي ده عملك حاجه
قوليلي يا قلب أختك مش متعوده تقفلي ده كله طمنيني عليكي
دون أي تفكير قامت بالإتصال عليها و حينما سمعت صوتها قالت ببكاء رانيا
ردت الأخري بتلهف : مالك يا حببتي عملك أيه ...كنت متأكدة إن اختفائك ده وراه حاجه
سمر ببكاء: معمليش حاجه أنا بس مخنوقه
جزت علي أسنانها بغيظ ثم قالت : انتي هتخبي عليا ....من أمتي ده يا سمر ...أنا مش عارفه أيه إلي جرالك بعد ما اتجوزتي...خلاص بقيت غريبه عنك
صرخت بغضب دون أن تشعر : أنتي إلي في ايه ...كلامك بقي غريب أنا مخنوقه يا ستي ...بغبائي ضيعت مني الإنسان الوحيد إلي حسسني بالأمان....حتي بغبائي معرفتش أقوله إني بدأت احبه ...أو أصلا حبيته ...و أهو سابني يا رانيا أكيد راح لواحده من ستاته...أيه إلي يجبره يفضل مع عيله شبهي
ابتسمت باتساع و لانت ملامح الغيظ التي كانت تملأ ملامحها منذ قليل
تمالكت حالها سريعًا ثم مثلت الحزن و هي تقول : أهدي يا حببتي عشان خاطري ...أيه إلي حصل لده كله ...احكيلي و نحلها سوي زي ما اتعودنا
سمر : مفيش حاول يقرب مني بس أنا كنت مكسوفه ...فكرني مش عايزاه ساب البيت و مشي
رانيا بغل : أحكي تفاصيل يا حبيبتي عشان أفهم
سمر : مفيش تفاصيل هو زي ما قولتلك و بس
رانيا : أنا مفهمتش حاجه قرب منك إزاي ....كان عايز ينام معاكي يعني
صمتت من شده الخجل و لم تقوي علي الرد عليها
فأكملت الاخري بجنون : يا بنتي ما تنطقي خلينا نلحق الباشا قبل ما يروح لغيرك فعًلا
أنتفض قلبها رعبًا من تلك الفكره و لكنها اصرت علي عدم ذكر أي تفاصيل خاصه مما حدث
فقالت بحزن و بكاء شديد : افهميها أنتي بقي أنا مش بعرف أحكي الكلام ده بلاش إحراج بقي
رانيا بخبث : خلاص فهمت ...بس احب أقولك أدام الحكايه كده يبقي فعلا راح لغيرك
شهقت برعب ثم قالت : لا استحاله سالم مش خاين ...ده بيحبني استحاله يوجعني
رانيا بمكر: خليكي هبله كده طول عمرك ...يا حبيبتي ده واحد كبير مش صغير لف و دار و عرف ستات بعدد شعر رأسه...و أنا كان قلبي حاسس عشان كده قولتلك إنهاردة أوعي تخليه يلمسك و كويس إنك سمعتي كلامي عشان نيته تبان
سمر بذهول : نيته تبان ...يعني أيه
رانيا : يعني فعلا انتى بالنسباله نوع جديد حب يجربه و لما رفضتي راح لغيرك هو لسه هيدادي في حتة عيله أكيد لا هيروح للخبره علي طول
شعرت بقبضه قويه تعتصر قلبها الصغير بعد سماع تلك الكلمات السامه ...كل ما استطاعت فعله
هو : رانيا ...معلش هقفل عشان عندي صداع هيفرتك دماغي ...أشوفك بكره إن شاء الله
ابتسمت الأخري بخبث ثم قالت : الف سلامه عليكي يا قلب أختك ....روحي يا حببتي اغسلي وشك و نامي ...منه لله إلي حرق دمك ده ...يلا تصبحي علي خير
اغلقت معها سريعًا و علي وجهها ابتسامه شامته اندثرت في مهدها حينما وجدت أختها تنظر لها بإحتقار
رانيا بغيظ : بتبصيلي كده ليه يا زفته ...
سندس : ليه الغباء ده ...أنتي هتفضلي طول عمرك كده هوايتك المفضله توقعي بين الناس و تحقدي عليهم
اشتعل الغضب داخل عيناها و قالت بصراخ : اخرسي قطع لسانك ...أنا عمري ما كنت كده
سندس بقوة: أنتي أصلا كده ....عشان كده عمرك ما كان ليكي صحاب ...مفيش غير سمر الهبله إلي متعرفش عنك حاجه هي إلى صاحبتك و صدقت وش الملاك الي رسمتيه عليها
رانيا بغل : أنا الي ملقتش حد عدل اصاحبه...حتي الهبله الي بتقولي عليها طلعت خبيثه ....كانت مصحباني عشان ملهاش حد ...لكن بعد ما أتجوزت الباشا و بقت جنب أمها اتغيرت ...أو ظهرت علي حقيقتها
سندس بغيظ : حرااام عليكي سيبي البنت في حالها ...أنتي من أول ما رجعتي من عندها و عماله تشتمي عليها برغم إني مش شايفه إنها عملت حاجه
و دلوقت ولعتيها حريقه بينها و بين جوزها و المسكينه زمانها صدقت كلامك و هتعمل مشكله معاه ....نفسي اعرف بتعملي كل ده ليه
أنتي عندك كل حاجه ...عيله بتحبك و مش حرماكي من حاجه ...عندك أخوات بيحبوكي بس أنتي إلي بتبعدي عننا بمزاجك...
حتي صحابك أيام المدرسه كانو بيحبوكي و مبعدوش غير لما اكتشفو إنك بتوقعي بينهم
و كل ده ليه عشان عايزه الكل يصاحبك أنتي و بس ...عايزه تكوني محور الكون بالنسبه لأي حد يدخل حياتك
تطلعت لها رانيا بغل و احتقار ثم قالت بسخريه : معلش اصلي مريضه نفسيه ....و فقط أعقبت قولها بالتوجه إلي الخارج دون إضافه المزيد لكن بداخلها نار حارقه بسبب إلقاء أختها الصغيره حقيقتها في وجهها
كانت تعمل بهمه و نشاط ...هذا كان حالها منذ أن أتت إلي ذلك المصنع الصغير لتعمل به
لا تتحدث مع أحد...لا تختلط بأي شخص في المكان
دائمًا ملتزمه الصمت إلا إذا وجه لها أحدهم حديث ترد باقتضاب
دلف صاحب المصنع و يدعي ربيع إلي الصاله الكبيره التي تعمل بها
تطلع الي الفتيات اللائي يعملن في المكان ثم قال بجديه : الطلبيه معادها تتسلم كمان ساعتين ....ليه مخلصتش
ردت سيدة و هي رئيسه الفتيات : خلاص يا حج كلها نص ساعه و نقفل الكراتين
همست إحدي الفتيات لزميلتها التي تقف بجوار هويدا و قالت بوله : حج مين بس يا ناس ...بقي العسل ده يتقالو يا حج
ردت الأخري عليها بتمني : بالذمه مش حرام المز ده يفضل عازب بعد ما مراته ماتت
الأولي : الله يرحمها بقي كانت مشرباه المر ..الراجل رجع شباب بعد ما خلص منها ...نكزت هويدا في ذراعها و أكملت : و لا أنتي أيه رأيك يا دودو ما تخليكي معانا يا بت
هويدا : أنا مليش فيه الله يكرمك ...سيبيني اخلص شغلي و ياريت أنتي كمان تخليكي في شغلك
تطلعت لها بغيظ و كادت أن توبخها إلا أن ربيع تقدم منهم و قال بجديه ارعبتهم : في أيه أنتي و هي...مش شايفين إن الشغل متأخر و مع ذلك سايبينه و بترغو
قبل أن ترد هويدا التي دمعت عيناها من شده الخوف كانت الأخري و التي تدعي سنيه تقول بكذب : أنا شغاله يا حج و الله دي هويدا إلي عطلتني
نظرت لها بصدمه و لكن المولي سبحانه و تعالي لا يرضي بالظلم
قبل أن تدافع عن نفسها وجدت سيدة تقول بدفاع : كدابه يا حج....هويدا من يوم ما اشتغلت هنا ملهاش علاقه بحد و لا ليها في حوارات البنات دي
نص الشغل إلي اتكيس قدامك ده هي إلى عملته لوحدها
نظرت سنيه لها بغيظ بينما هويدا تنهدت بهم و حمدت ربها داخلها أنه اظهر الحق
أما ربيع ذلك الرجل المخضرم قال بجديه : من غير ما تقولي يا سيده ...أنا عارف مين شغال و مين بيشتغلنا....اخصمي من سنيه نص يوم و لو مشافتش شغلها بعد كده صفيلها حسابها
تركهم و غادر تجاه مكتبه بينما صمت الجميع خوفًا من عقابه
أما هويدا بمجرد أن عادت لعملها وجدت سيدة تهمس لها بصوت خفيض : أختك اتصلت علي عم طلبه السواق بتقولك هتكلمك ضروري عند جارتك
هويدا بخوف : هو في حاجه حصلت في البلد ...طمنيني يا أبله الله يخليكي
سيدة : و الله يا بنتي ما اعرف عم طلبه قالي كده بس ...لو عايزه تكلميها من تليفوني تعالي و أنا هغطي عليكي لحد ما تخلصي
شكرتها كثيرا بعدما أعطاها الهاتف و أتجهت نحو المخزن الخالي من أي عمال
بمجرد أن سمعت صوت أختها قالت برعب : في أيه يا صباح ...حد عرف مكاني
صباح : لا ياما اطمني هيعرفو مكانك منين بس
هويدا : أبله سيدة قالتلي إنك هتكلميني ضروري بعد الشغل
صباح : يا حببتي اهدي ...أنا كلمت عم طلبه عشان أكلمك بس قالي الحج شادد عليكم إنهاردة ...قولتله يبلغك إني هكلمك بس كده
هويدا : بقالك كتير متصلتيش ...طمنيني أيه الأخبار
ابتسمت صباح بسعادة ثم قالت : الأخبار فل يا قلب أختك ...قصت عليها ما حدث منذ بضعه أيام ثم أكملت : بعدها مكدبتش خبر روحت لشيخ الجامع و الحج عبدالوهاب كبير البلد ...حكتلهم علي كل حاجه و وعدوني إنهم هيعملو قعده صلح ....بس أنا قولت لهم أختي مش هترجع ليهم تاني كل إلي طلبته يسيبوها في حالها هي و البنات
هويدا ببكاء : منهم لله حسبي الله و نعم الوكيل ...بعد كل إلي شوفته علي أيده و أيد أهله أخرتها يسبوني في شرفي
أنا كنت بموت يا صباح و إلي حكيته ليكم ما يجيش واحد في الميه من القهر و الذل إلي عشته
دي اخرتها طب يعمل حساب لبناته و سمعتهم
صباح بحزن : صلي علي النبي يا حببتي ربك مش بيسيب هيجبلك حقك من كل إلي ظلموكي...أهم حاجه أنتي متزعليش و لا تشيلي في نفسك
هويدا بقهر : صدقي بالله ...بناتي صحتهم بقت أحسن و ردو لسه جوجو بتقولي أنا تخنت يا ماما
مش هقولك بأكلهم لحمه و فراخ كل يوم ...بس الحمد لله لو لقمه فول بناكلها براحه بال من غير ما حد يسممها علينا أحسن مليون مره من ديك رومي
صباح : ربنا يديمها عليكي يا حببتي ...المهم طمنيني الفلوس إلي معاكي خلصت...محتاجه حاجه
هويدا بحب: الآهي يراضيكي و يجبرك ....الحمد لله يا حبيبتي مستوره أصلا الفلوس إلي ادتهالي متبقي نصها
و قبضت الأسبوع إلي فات الحمد لله أول قبض ...و من أول الشهر ده بدأت اسهر عشان أخد بدل سهر
صباح : بس كده تعب عليكي يا دودو
هويدا : و لا تعب و لا حاجه كله يهون عشان بناتي ميحتاجوش لحاجه و لا لحد ...المهم هقفل عشان ارجع أكمل شغلي عندنا ضغط إنهاردة ...شوفي القعده هترسي علي أيه و طمنيني
أغلقت معها ثم رفعت عيناها للأعلى و قالت بوجع : يااارب أنت عالم أنا اتظلمت قد أيه و لسه بيظلموني....فوضت أمري إليك يا صاحب الأمر
تحركت نحو الخارج دون أن تشعر بمن سمع كل ما قالته حينما كان يقف خلف أحد صفوف الثياب يراجع عددهم قبل التسليم بعدما أرسل المسؤول عن المخزن لشراء بعض الأشياء التي يحتاجها للتغليف
بعد أن وقف قليًلا يفكر فيما سمعه من تلك المسكينه ...اخرج هاتفه و أتصل علي أحدهم و حينما جائه الرد قال بأمر: سيده تعاليلي المكتب بسرعه
خرجت من باب الجامعه بعد إنتهاء يومها الدراسي ...وجدت سالم في انتظارها كما العاده
همست لها تلك الخبيثه التي لم تكف عن شحنها ضده طيله اليوم : أعملي إلي قولتلك عليه ...أوعي تدليه وش
أنا مش فاهمه إزاي يفضل بره لحد الصبح و راجع بمنتهي البجاحه يقولك يلا عشان أوصلك
سمر بجديه ؛ رانيا لو سمحتي من الصبح عماله أقولك متغلطيش فيه ...يا ستي لو مش عشان هو جوز صاحبتك و ليه احترامه ...احترمي مركزه و فرق السن مش كده
كبتت غلها بأعجوبه ثم قالت بمسكنه : أنتي زعلتي ...حقك عليا أنتي عارفه إني فالعادة لساني طويل ...و أنا من قهرتي عليكي يا قلب أختك مش بحس إن غلطت فيه غصب عني
لم تتأثر بما قالت و ردت بجديه و صرامه: تمام ...بس من فضلك مش هقبلها تاني مهما كان زعلي منه و لا عشان فضفضت معاكي بكلمتين يبقي هسيبك تغلطي فيه
كادت أن ترد عليها إلا إنها رأت سالم يشير إليهم من بعيد بمعني : في أيه واقفين ليه
كاد أن يتحرك تجاههم إلا أن سمر تحركت سريعًا نحوه دون أن تهتم بالسلام علي صديقتها
لكن كانت المفاجأة حينما وجدتها تلحقها و هي تقول ببرود : افردي وشك بقي و لما نركب لو سأل سيبيني أنا ارد عليه
لم تقوي علي الرد عليها بسبب وصولها أمام سالم الذي سألها باهتمام : مالك يا بابا في حاجه ....كنتي واقفه كده ليه
قبل أن ترد عليه وجد تلك المتطفله ترد بخبث : أبدا يا باشا متشغلش دماغك ....ههههه انت عارف سمر بتحب تعمل من الحبه قبه
قصدت أن تقول تلك الكلمات و أكملت بمغزي اخبث : هو ينفع تيجي تقضي اليوم معايا عشان نفسيتها تهدي
نظرت لها سمر برعب و تحذير حينما اعتقدت إنها ستقول ما علمته منها
بينما سالم زوي بين حاجبيه و قال : و مال نفسيتها مش فاهم
مثلت التلجلج ببراعه كي توصل له الفكره التي تريدها ألا و هي ....سمر حكتلي بس أنا مش هقول
نظرت له ببراءه و قالت : اااا...من الدراسه وكده أصل تعبنا إنهاردة أوي
و الخبير علم كل شيء ...بل فهم نيه تلك الحقيره و ما تريد فعله ...حقًا حمقاء هل تتذاكي علي سالم الشريف
ضم صغيرته بتملك أسفل ذراعه ثم قال : شكرا يا رانيا ....أنا أولي بمراتي....و أدام نفسيتها تعبانه يبقي هاخد إجازه من الشغل يومين و نسافر أي مكان تغير جو
فغرت فاها من شده الصدمه و لكن تمالكت حالها سريعًا و قالت بابتسامه صفراء : هههه أيوه كده ...شوفتي يا سموره مش قولتلك الباشا هيدلعك و مش هتلاقي زيه عشان تسمعي كلامي
و ...سموره...لا تقوي علي تحمل كل الصدمات التي تلقتها في بضع دقائق من صديقتها الوحيده...كيف تبدل الحقيقه بتلك البراعه....كيف تقول كلمات لها الف معني ...كيف و كيف اخرجها منها سالم حينما قال ببرود : أكيد هتسمع كلامك
غمز لها بمغزي ثم أكمل : و أنا كمان هثبتلها كلامك و أدلعها علي الأخر
أصفر وجهها بعدما فهمت معني حديثه المتواري ....في نفس اللحظه مر أمام عيناها ذلك المشهد الساخن الذي جعلها إلي الآن لا تقوي علي تمالك أعصابها
أبتسمت باهتزاز ثم مثلت المزاح و هي تقول : الله يسهله يا سموره ...طب يلا بينا بقي عشان تأخرنا ...نكمل كلامنا في العربيه
سالم بوقاحه : لا ....اركبي تاكسي عشان إحنا مسافرين دلوقت مش راجعين البيت ...و فقط تحرك نحو السياره ساحبًا معه تلك المصدومه التي لا يستطع عقلها الصغير استيعاب كل ما حدث أمامها الآن ....الشعور الوحيد الذي سيطر عليها هو انقباض قلبها لأول مره تجاه ...صديقتها الوحيده التي تركتها تغلي كالمرجل ناهيك عن نظره الغل و الحقد التي لمحتها داخل عيناها بعدما فشلت في مدارتها
كل هذا يحدث دون أن يشعر أحدهم بالذي يراقبهم من بعيد و قد اخرج هاتفه و اتصل علي رقم ما
حينما جائه الرد قال : ايوه يا باشا ....بردو مشيت مع الباشا بس من غير صاحبتها
رد عليه عزت بغل : يعني اااايه ...إمبارح لما لاقيتها و قولتلي إن الظابط وصلها قولت يمكن جوز أمها مش فاضي
إنما إنهاردة كمان
الرجل : يا عزت بيه ده شكله أخد عليها علي الآخر ده أخدها تحت باطه كأنها مراته و ركب معاها العربيه من غير صاحبتها
عزت بجنون : بنت الكلب الفاجره ...ماهي طالعه لأمها ...اسمع أما أقولك خليك وراهم لحد ما نشوف اخرتها ايه
الرجل : مغاوري قاعد تحت البيت طول اليوم و أنا من صباحيه ربنا بقف قدام الكليه بشوفها الصبح لما توصل و لما تخلص ...متقلقش أكيد هتيجي الفرصه إلي عايزينها
عزت بغل : .......
ماذا سيحدث يا تري
سنري