رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سعاد محمد سلامه
رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والعشرون 22 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامه رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والعشرون 22 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والعشرون 22 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والعشرون 22
رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الثاني والعشرون 22
فجأة ارتعشت يدها وسقط الكوب أرضًا وتناثر الزجاج بالمطبخ،وقفت مُتمسرة تنظر الى ذلك الزجاج تشعر برعشة فى يديها كذالك قلبها، لحظات حتى فاقت على دخول خليل الى المطبخ بلهفه بعدما سمع صوت تحطيم الزجاج، نظر نحوها أولًا ثم الى الزجاج المنثور
وخطا نحوها بخطوات سريعة، صوته يحمل مزيجًا من القلق والحزم:
جنات... إنتِ كويسة؟ حصل إيه؟.
لم ترفع عينيها عن الأرض، صوتها خرج واهنًا :
معرفش... الكوبايه وقعت فجأة من ايدي.
اقترب خليل أكثر، أمسك بيدها المرتعشة بلطف وهو يرفع وجهها ليقابل عينيه:
إنتِ تعبانة؟ شكلك مش على بعضك خالص.
أغمضت عينيها للحظة وكأنها تحاول جمع شتات نفسها، ثم همست:
لاء مش تعبانه، حاسة قلبي إتقبض فجأة
تنهد خليل بتفهم قائلًا:
أكيد ده إحساس مش أكتر تعالي اقعدي،وأنا هنضف الازاز.
تراجعت بخطوات بطيئة لتجلس على أحد مقاعد المطبخ ، عينها لا تزال معلقة بقطع الزجاج المتناثر، وكأنها ترى فيه شيئًا ضبابيًا
أغمضت عينيها ثم فتحتهما ونهضت واقفه تقول:
هتصل على تاج إمبارح وهي بتكلمني صوتها كان مهزوز كده.
نهض خليل وهو يحمل الزجاج المكسور وضعه بسلة المهملات، ثم نظر لـ جنات يهز رأسه، لكن جنات كانت قد إتصلت على تاج وقفت تنظر الثواني تمُر ساعات، ضجرت بقلق قائله:
موبايلها بيرن وهي مش بترد ليه؟.
أجابها خليل بهدوء:
ممكن تكون فى إجتماع وعامله موبايلها صامت.
ضجرت جنان بقلق يزداد قائله:
يمكن، هتصل على فراس أسأله عنها.
تنهد خليل بقلة حيلة.. بالفعل هاتفت جنات فراس الذي رد عليها مازحً:
العروسة أخبارها إيه.
لم تهتم بمزحه وسألته مباشرةً:
تاج بتصل عليها مش بترد عليا.
اجابها:
يمكن عامله موبايلها صامت وقالت أسيب العرسان يتهنوا مع بعض.
ضجرت جنات بقلق قائله:
مش رايقة لهزارك يا فراس، شوفلي تاج مش بترد عليا ليه، وخليها تكلمني.
من نبرة جنات شعر فراس بالقلق هو الآخر وأجابها:
حاضر يا ماما هروح لها مكتبها بنفسي أقولها تتصل عليكِ.
تنهدت بقلق قائله:
خليني معاك لحد ما تروح مكتبها.
بعد لحظات
حدثها فراس:
تاج مجتش الشركة النهاردة يا ماما والسكرتيرة بتقول إنها كلمتها إنها مش هتجي وتأجل كل المواعيد، أكيد هتقضي اليوم مع جاسر.
إزداد القلق بقلب جنات قائله:
تمام، شوية وأرجع أتصل عليها.
اغلقت الهاتف وإنتظرت لحظات وعاودت الاتصال على هاتف تاج، لكن رنين ولا رد
فأخذت القرار وهاتفت جاسر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشركة
بعد دقائق، عاد فراس إلى مكتبه وجد أن ليان غير موجودة،إستغرب ذلك لكن ذهب الى داخل المكتب ورأي ورقة صغيرة مطوية بجوار الحاسوب التقطها بفضول وقرأ بصوت عالٍ:
عزيزي المدير، المكتب بيلمع... أتمنى قلبك يلمع كده قريب.. مع خالص التحيات، الفليبينية المزعومة."
ضحك بصوت عالٍ، لكن قبل أن يتمالك نفسه، دخلت ليان وكأنها نسيت شيئًا.
آه، نسيت أقولك، لو لقيت بقعة صغيرة، افتكر إنها انعكاس لعيوبك الشخصية.
رفع حاجبه وقال بابتسامة تحدٍ:
إنتُ كنتِ فين،تعرفي كل يوم بتثبتيلي إنك محترفة في خلق المشاكل."
ردت وهي تعقد ذراعيها:
وأنت كل يوم بتثبتلي إنك محترف في تفاهة الطلبات بدليل النسكافيه ابو فوم؟.
اقترب منها بخطوات بطيئة، ثم وقف أمامها مباشرة، وقال بهدوء مستفز:
الموظف الشاطر بينفذ المطلوب بدون جدال.
تراجعت خطوة للخلف وقالت بتهكم:
آه طبعًا، بس الموظف اللي عنده كرامة بيعرف يقول لا لما الطلب بيبقى... سخيف.
ضحك فراس مُستمتع بـحديث ليان المرح، ربما لوأخرى ما سمح لها بالحديث معه بتلك الطريقة المُتحديه، لكن مع تلك الحمقاء يختلف قوانين القبول..لكن قبل أن يرد، اقتحمت ميسون المكتب ومعها هاتفها وهي تضحك بعدما إلتقطت لهما صورة وهما متقاربان لكن بينهم مسافة:
بجد أنا لازم أوثق المشهد ده. هتحققوا أرقام مشاهدة لو نزلت الصورةدي ده على السوشيال ميديا، غراميات المدير والسكرتيرة، قصة مهروسة.
التفت الاثنان إليها بغضب
همّت ليان وتفوهت بغضب:
غراميات إيه، إنتِ واضح محتاجة نضارة نظر.
إغتاظت ميسون وشعرت بالغضب قائله:
أنا شايفة كويس أوي، عالعموم المشاعر بينكم متفرقش معايا، أنا جاية بخصوص الشغل، فى ملفات لازم تمضي عليها تاج وروحت مكتبها ملقتهاش.
أجابها فراس:
الافضل متدخليش فى مناوشات ملهاش لازمه يا مدام ميسون، وتاج فعلّا مش فى الشركة ولو الملفات مهمه أوي هاتها وأنا أقرر إن كان فعلًا مهمه ولا تتأجل.
نظرت له ميسون بغضب عارم ثم إنطلقت مُسرعة.
نظر ليان الى فراس دون حديث تحدث فراس بخبث:
واضح إن مفيش قبول مُتبادل بينك وبين ميسون، مش غريبة دي.
أجابته ليان:
فعلّا، وش بس ميسون لو عليا مش عاوزه أشتغل اساسًا، بس مرغمة بسبب عقد مضيت عليه وانا نايمة.
ضحك فراس قائلًا:
سبق وقولتلك القانون لا يحمي النيام، إنصرفي دلوقتي مش محتاج أي حاجة.
نظرت له بسخط قائله بتريقه:
أنصرف، هو أنا كنت عفريت، عالعموم ياريت تقلل من طلاباتك السخيفة.
أومأ برأسه ضاحكً وهي تُغادر تهمس بتذمُر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالموقع
تجنب صهيب قليلًا، كى يستطيع الرد على هاتفه
سمع لحديث والدته الآسف:
للآسف مرات أخوك قالتلى إن باباها ومامتها وأختها طلعوا رحلة أسبوعين يتفسحوا فى الاقصر وأسوان، مش مشكلة لما يرجعوا بالسلامة بقى.
لوهلة شعر صهيب بإرتياح، وتحدث بهدوء:
مش مشكلة يا ماما وفرصه بصراحه أنا مش قادر أستوعب إن إتقدم لاخت مرات أخويا وانا بحس أنها شخصية مُتعجرفة.
قاطعته والدته بحدة:
ما يصحش تقول كده على البنت.. يمكن عشان مش واخدين على بعض. وبعدين دي أخت مرات أخوك، يعني هتبقى جزء من العيلة. حاول تفهمها بدل ما تحكم عليها بالشكل ده.
ابتسم صهيب بمرارة وأجاب:
مش مسألة حكم، يا ماما... هي طريقة تعاملها اللي بتخليني أحس إنها شايفة نفسها فوق الكل... وده مش النوع اللي أقدر أتعامل معاه.
تنهدت والدته وقالت بنبرة مزيج من الحنان والعتاب:
يمكن تكون ظاهرة كده بس من برا، لكن كل حد عنده جانب طيب لو حاولنا نشوفه.. ما متبقاش متسرع في الحكم، يا صهيب... يمكن الظروف هي اللي مخلياك شايفها بالطريقة دي.
لم يرد صهيب مباشرة، لكنه ترك الفكرة تتردد بعيد عن قلبه،وهو ينظر أمامه الى فايا التى تقف مع أحد عُمال الموقع،يشعر بقلبه يخفق،لكن التردُد سيئ للغاية،ولابد من قرار حاسم،لمعرفة حقيقة مشاعره،إتخذ القرار لابد من مواجهه مع فايا أولًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالإستطبل الخاص بـ جاسر
بأحد غُرف الإستراحة المُلحقة بالإستطبل
تفوه جمال بسؤال:
ها هترد على التاجر اللى عاوز يشتري الفرسة بإيه.
تردد جاسر قائلًا:
أنا مكنتش بفكر أبيع الفرسة دي، أنا روضتها ودربتها فى فترة قصيرة، كمان التاجر ده سبق ورفض إنى أشتغل عنده قبل ما أسافر... بصراحة شخص مش برتاح للتعامل معاه، خسارة الفرسة هو ميعرفش قيمتها هو بس عاوزها تباهي، أقولك حاول تماطل معاه فى فرسة تانية عندي بس مش بقوة ومهارة الفرسة دي، لو دربتها كام يوم ممكن تقرب فى المستوي منها وقتها نعرضها عليه، لكن دي خسارة فيه.
أومأ جمال موافقًا... تبسم جاسر قائلًا:
كفاية كلام فى الشغل، تاج أول مرة تجي هنا الإستطبل كمان مراتك وإبنك مش هنسيبهم لوحدهم كده.
إبتسم جمال قائلًا بمرح :
طبعًا تاج هتحب الاستطبل لما تشوف الخيول اللى فيه.
اومأ جاسر مُبتسمًا وهو يتوجه نحو الخارج، لكن لاحظ هرولة بعض العُمال ذهب خلفهم
ذُهل حين وصل الى مكان تاج المُمدة أرضًا تئن
جوارها هالة ترسم الإدعاء وهي تحاول أن تُساعدها،لكن كلمة جاسر الناهية جعلتها تتراجع حين تحدث بتحذير:
أوعوا حد يلمسها.
جلس هو جوارها بقلب يخفق يكاد يخرج من ضلوعة من الخوف وهو يسأل بلوعة:
تاج إيه اللى حصلك.
لم تستطيع تاج الرد من قسوة الآلم التي تشعر به فقط تئن،اجابته هالة بكذب:
كانت راكبة الحصان اللى هناك ده ووقعت من عليه.
نظر جاسر نحو الحصان الشارد ثم عاد بنظره لـ تاج وصرخ على جمال قائلًا:
هات العربيه بسرعة يا جمال.
بعد لحظات كانت تاج ممددة بالسيارة وجوارها جاسر وهي تبكي بشدة ليس فقط من قسوة ألم جسدها بل ذلك النزيف التى تشعر به،كآن دمائها تتصفي،بينما جاسر ضم رأسها قائلًا:
حبيبتي تاج..أكيد هتبقي بخير
حبيبتي قربنا نوصل للمستشفي
-حبيبتي
قالها مرتين هل حقًا قالها ام انها اوهام إنسحاب عقلها مع روحها
عادها مرة ثالثه:
حبيبتي اوعي تقفلى عيونك.
وهي لم تستطيع المقاومة اكثر،غابت عن الوعي.
إستغرب جاسر حين رأي بُقعة الدم تندفع بإزدياد على ملابس تاج،صرخ بهلع على جمال الذي يقود السيارة:
زود السرعة يا جمال.
إمتثل جمال لذلك...بعد دقائق صرخ جاسر فى إستقبال المشفي.
امام غرفة العمليات حاول جمال تهدئة جاسر لكن يشعر بداخله بنزيف حاد كآنه هو المُصاب
طال الوقت حتى وصلت هالة تدعي الكذب:
إيه الأخبار تاج عامله إيه.
نظر لها جاسر وجمال بإستغراب لم يُبالي جاسر لكن سمع حديث هالة الكاذبة وهو تدعي أنها نصحتها:
قولت لها بلاش تركب الفرسة شكلها مش متروضة وشرسة، لكن هي حبت تتباهي بانها بتعرف تسيطر الخيل الشرس،رغم سماع جاسر لكن لم يهتم بحديقها،عقله وقلبه وعيناه معلقون خلف ذلك الباب المُغلق،يتنهد كآن نفسه يضيق،إقترب جمال من هالة وكزها بكتفها ثم همس بخفوت:
راعي قلق جاسر بلاش الكلام ده.
كادت أن تتفوه لكن صمتت من نظرة عين جمال التحذيرية،أو ربما وصلت لما تبغي فلا لازمة لحديث زائد عليها ان تجلس تنتظر هي الأخرى ملامحها رغم ادعائها لم تخفي حقيقة شماتتها.
بنفس الوقت صدح هاتف جاسر،أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشة،بقلة حيلة وجهها نحو جمال الذي نظر للشاشة كذالك هالة بفضول،تحدث جمال:
رد عليها أكيد متعرفش اللى حصل.
بينما تفوهت هالة بنبرة إستهزاء:
رُد عالعروسة لتقلق.
نظر لها جمال بتحذير بينما بينما حاول جاسر الرد بهدوء على جنات التى إندفعت بالسؤال:
جاسر تاج بتصل على موبايلها من وقت بيرن ومش بترد عليا وعرفت أنها مراحتش الشركة.
كاد جاسر أن يُطمئنها لكن إندفعت هالة وأخذت الهاتف من يد جاسر واجابت على جنات:
تاج فى المستشفى وقعت من على الحصان.
خطف جاسر الهاتف من يد هالة يرمقها بنظرة غضب، سمع لهفة جنات:
تاج فيها إيه يا جاسر قولى الصراحة.
حاول جاسر تهدئة جنات لكن لم تهدأ وقالت له:
قولى إسم المستشفى.
أجابها جاسر بإسم المشفى، ثم أغلق ونظر هو وجمال لـ هالة بغضب.
نظرت لهما بلا شعور قائلة:
دي مامتها ولازم تعرف حالتها بالظبط، أكيد قلبها مش هيهدى غير لو شافتها.
تعصب جاسر قائلًا:
جمال خد هالة وأمشوا أنا محتاج أبقي لوحدي.
نظر له جمال بفهم قائلًا:
تمام.
شعرت هالة بغضب وهي تسير مع جمال رغم فرحة قلبها بما أصاب تاج.
بعد قليل وصلت جنات ومعها خليل الى أمام تلك الغرفة إقتربت جنات بتسرُع وسألت جاسر، الذي هز رأسه بآسف... بينما عاد جمال مرة أخري بعدما أوصل هالة...
الوقت يمُر ببطئ قاتل ها هو باب الغرفة إنفتح وخرج أكثر من طبيب تقدم جاسر وجنات منهم، تفوه أحدهم:
الحمد لله، صور الآشعة ضلوع الصدر بخير كمان فقرات الضهر تأثير بسيط مع الوقت والعلاج هيزول، بس للآسف فى كسر فى إيدها الشمال كمان شرج فى مشط الرجل الشمال، وتم تجبيرهم، كمان فى حاجه للآسف حصلت ودكتورة النسا قدرت تسيطر عالنزيف بس للآسف الحمل الجنين سقط.
ذُهل جاسر وجنات التى بكت قائلة بتلقائية:
تاج كانت حامل كنت شاكة فى كده وكنت هسألها.
نظر جاسر لـ جنات بذهول غير مستوعب،لكن كل ما يهمه الآن صحة تاج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلة طويلة مرت
جنات وجاسر مازلا بالمشفي
صباحً
وصل فراس بلهفه سائلًا عن حالة تاج قائلًا:
عرفت من دادا رجاء حالتها إيه دلوقتي يا ماما.
أجابته:
الدكتور من شوية عاينها وقال هتفوق بعد ساعة.
نظر فراس نحو الفراش لـ تاج تقطع نياط قلبه...ثم سأل:
فين جاسر.
أجابته جنات:
كان هنا من شوية وخرج مع الدكتور.
بعد لحظات بغرفة الطيب تحدث مع جاسر بعملية وإستفاضة عن حالة تاج لكن تسائل جاسر:
قولت إن المدام كانت حامل،الدكتورة قالت كم شهر بالظبط.
أجابه وهو ينظر للتقرير الذي أمامه:
حوالي شهرين معتقدش أكتر من كده.
أغمض جاسر عيناه بغصة قوية...وخرج من غرفة الطيب يتذكر بعض الاعراص التى كانت واضحة على تاج ولم يفُكر بأن تكون تلك الأعراض هي لحمل...لكن تاج هل كانت هي الأخرى غير مُنتبهه لذلك.
حيرة تضرب عقله وقلبه يئن بألم من حالة تاج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عِدة أيام
بالمشفي
أنهي جاسر الحديث مع الطبيب الذي سمح بخروج تاج من المشفى، ثم توجه الى الغرفة التى هي بها، دلف مباشرةُ كانت تاج وحدها بالغرفة... نظر نحوها قائلًا:
أنا طلبت من الدكتور يوافق على خروجك من المستشفى وهو وافق... حالتك كويسه.
أومأت تاج بصمت، نظر لها جاسر ولم تتفاجئ من سؤاله التي توقعته منذ أن فاقت وعلمت بخسارتها لجنينها:
كنتِ عارفة إنك حامل.
صمتت
تيقن حدسه نظر لها بغضب شديد قائلًا بنبرة تعنيف:
وليه كُنتِ مخبيه عني... كنتِ بتفكري فى الإجهاض مكنش من حقك تقرري لوحدك.
نظرة له بصدمة كيف يُفكر أنها بتلك الدناءة، تلجم لسانها عن الرد وهي تشعر بالألم مُضاعف جسديًا ونفسيًا من
نظرة عيناه ونبرة صوته اللتان يحملان خليطًا من الغضب والخذلان، وعيناه تلمعان بالحِيرة والصدمة، وكآنه يبحث في وجهها عن إجابة تبرر له صمتها الذي طال.
غصبً قطع الصمت بغضب و تابع بنبرة أكثر قسوة، وهو ينحنى عليها يمسك بذراعها بقوة قائلًا بحِدة وتهكم:
إزاي قدرتي تخبي عني حاجة زي دي؟ إحنا مش كنا شركاء فيه،ولا قولتي كفاية عليه لحظات المُتعة الكدابة.
نظرت إليه بعينين تملؤهما الصدمة، محاولة أن تجد الكلمات، لكن قبل أن تُعطي تبريرًا قطع صمتها مرة أخرى بغضب ولوم:
بتفكري في إيه؟...
قبل كده شوفتك مرتين عروسة لغيري، وكنت بكتم الوجع جوايا تعرفي وجع قلبي دلوقتي يفوق إحساسي وقتها بكتير.
توقف يمرر يده الأخري على وجهه بعصبية، وكآن الذكريات تعود لمهاجمة عقله يقول بآسف:
كنت خايف أفقدك تاني، بس المرة دي مش هقدر أتحمل أغفر...
توقف للحظات يزدرد ريقه
ينظر لها بعينين ممتلئتين بالغضب والخذلان، ثم قال بتوعد واضح:
جاسر القديم اللي كان بيسامح انتهى يا تاج مبقاش فيه رجوع زي اللي فات، اللي هتعمليه من دلوقتي له تمن، والتمن غالي.
أغمض عيناه وتوقف عن الحديث مره أخرى يحاول السيطرة على غضبه،ثم فتحهما ينظر إليها بعينين إختفي لونها خلف ذلك الإحمرار وتابع بصوت مشحون بالمرارة:
دايمًا حبك فى قلبي نقطة ضعفي، بس الظاهر إني كنت غلطان.. جاسر اللي كان بيستنى كلمة أو نظرة أو بسمة علشان يسامح... خلاص انتهى.. من النهارده كل حاجة هيتغير، خلاص مبقاش فى حاجه تستاهل أحارب علشانها، لازم أكون أنا أول حد يبقي أناني ويختار راحة نفسه أولًا.
اقترب منها أكثر حتى لامست أنفاسه الساخنة صفحة وجهها، وقال بحدة مشوبة بالغضب المكبوت:
كنت بضغط على نفسي كتير ، لكن بعد اللي عملتيه ما فيش مكان للضعف ومن دلوقتي، مش هسمح لك تلعبي بمشاعري تاني.
نظر في عينيها مباشرةً، وكآنه يبحث عن أي أثر للندم فيهما، ثم أردف بلهجة أقوى:
هتطلعي من المستشفى النهاردة، بس مش هنرجع للمزرعة هنروح نعيش لوحدنا فى شقتي اللى زمان جهزتها عشان تضمنا، هضمنا برضوا بس بطريقة مختلفة مش زي ما كنا بنحلم زمان.