رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الواحد والعشرون 21 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامه رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الواحد والعشرون 21 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الواحد والعشرون 21 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الواحد والعشرون 21

رواية سهم الهوي جاسر وتاج بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل الواحد والعشرون 21

ـــــــــــــــ
بمنزل والدة آسر 
كانت والدته مذهولة من صوته العالي، لأول مرة تراه مُتعصب وحاد بهذا الشكل ، نظرت له وتسألت: 
مالك، آسر؟ إيه اللى معصبك بالشكل ده. 
وقف أمامها وأشار بيده بغضب:
مالي...عاوزه تعرفي ليه صوتي عالي ومتعصب ،هقولك ليه 
وإنتِ  المفروض تجاوبيني... على سؤال عشت سنين أسأله لنفسي بعد ما شفتك في حضن عمي قاسم. 
تجمدت ملامحها للحظة، قبل أن ترد بسرعة ونفي محاولة السيطرة على الموقف:
آسر، أنت بتتكلم عن إيه؟ أكيد  ده محصلش إنت... 
لكنه لم يتراجع، اقترب أكثر وصوته يزداد حِدة:
إيه اللى محصلش إزاي يعني؟ أنا شفتك بعيني يا ماما،  وسكت مش عارف كان ضعف مني ولا تخاذل. 
حاولت والدته الحفاظ على هدوئها، لكنها شعرت بثقل الموقف:
اسمعني، آسر... أكيد اللي شفته مش زي ما أنت متخيل. أنا كنت.... 
قاطعتها وهو يهز رأسه بحدة:
ايه اللى مكنتش متخيله، أنا شوفتك في حضنه بعنيا مُنسجمة معاه عالسرير، وسكتت معرفش ليه،يمكن عشان أنا مُتخاذل...فعلًا أنا كده،وإنتِ السبب،ليه رخصتي نفسك ورخصتيني معاكِ لـ عمي. 
نظرت إليه بعيون ممتلئة بالدموع، وقالت بصوت هادئ لكنه متوتر:
أنا فاهمة غضبك، آسر. لكن بلاش تظلمنى عمك كان بيواسيني في لحظة ضعف... أنا كنت صغيرة وقت ما باباك إتوفى  وأحيانًا الواحد بيحتاج حد يقف جنبه.
ظل آسر يحدق بها بصمت لبضع لحظات، ثم ضحك بإستهزاء موجع قائلًا بنبرة منخفضة لكنها حادة:
كنتِ صغيرة وكان بيواسيكِ وإنتِ نايمة فى حضنه عالسرير عِريا... 
نهضت والدته واقتربت منه بخطوات حاسمة، ثم قالت بنبرة مهزوزه :
آسر، أنا مامتك... 
قاطعها بعصبية:
للأسف، إنتِ أمي اللي صنعت مني شخص معدوم القرار والشخصية، شخص عديم المسؤولية، يرضى دايمًا بغيره يرسم له حياته.. زي عمي... وبعده ميسون... ميسون اللي عمي فرضها عليا عشان هي بنت صديق قديم له، وكمان موظفة نشيطة وخدمته كتير. 
توقف للحظة، يبتلع غصات قلبه التي تكاد تخنقه، ثم عاود الحديث بنبرة حملت مزيجًا من الحِيرة والغضب:
والله أعلم هي كمان  كانت موظفة بس ولا إيه بالظبط!. أنا حاسس إني ضايع، ضايع بجد، نفسي يبقى ليا قرار... نفسي أحس إن حياتي تخصني أنا، مش قراراتكم... نفسي أحس إني أستحق
نظر إليها بعينين تملؤهما الدموع، لكن نبرته تحولت فجأة إلى إصرار لم يعهده من قبل:
بس خلاص كفاية، مش هسمح لحد يتحكم في حياتي تاني... مش هفضل طول عمري ضعيف واسمع لغيري... وأنسى نفسي... من النهارده، حياتي قراري... حتى لو غلطت... حتى لو الدنيا كلها ضدي، المهم أحس إني عايش لنفسي مش ظل لغيري.
توجه نحو الباب بخطوات واثقة لأول مرة منذ سنوات، ثم التفت نحوها قائلاً بهدوء حاسم ونبرة لوم:
وأنتِ يا ماما... كان ممكن أكون حاجة أحسن... بس إنتِ خلتيني نسخة مشوهة 
غادر أغلق الباب خلفه بقوة ، تاركًا والدته غارقة في صمت يحمل مزيجًا من الذهول والندم سالت دموعها سيلًا، الآن علمت سبب الفجوة التي كانت دائمًا تشعُر بها بينها وبين إبنها الوحيد التي ضحت من أجله،وتهرُبه منها ورغبته الإبتعاد عنها...، أخطأت حين إستسلمت لذلك الحقير قاسم، وشاركته الفراش بعقد زواج عُرفي، بعدما إستولى على أملاك زوجها بعقد تنازل من أخيه، ربما ضعفت وأعماها الطمع بمستوى رفاهية عالي، كان من السهل الإستغناء عن ذلك..وتعيش مع آسر بعيدًا بمستوى رفاهية متوسط أو حتى دون رفاهية براتب معاش زوجها الراحل من مهنته كمهندس مدني.. لكن اغشتها المظاهر. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة صهيب
تبسم لوالدة التى دلفت عليه بالغرفه قائله بعتاب:
حضرت العشا عالسفره، إنت جاي أجازة ولا جاي تكمل شُغل هنا. 
ترك ما كان بيده على الطاوله ثم استدار لها مُبتسمً يقول بإرهاق: 
الشُغل مش بيخلص يا ماما.
قامت بترتيب تلك الأشياء فوق المكتب ومسكت يده تجذبه نهض معها سحبته نحو الفراش وجلس االاثنين 
تنهدت والدته بحنو وهي تربت على كفه قائلة:
يا بني، أنا عارفة إنك مجتهد في شُغلك، بس ماينفعش تنسى نفسك بالشكل ده. 
ابتسم لها بتعب قائلًا:
الشغل زايد شوية الفترة دي.
ردت بنبرة أكثر عتابًا:
شوية؟! ده حتى وإنت هنا، بالك مشغول طول الوقت. أنا نفسي أشوفك مرتاح و.... 
فهم الى ماذا ستلمح، فأسرع بتقبيل يدها 
احتضنته بحنان وربتت على كتفه قائلة:
ربنا يقويك يا حبيبي، ويهدي بالك... بس افتكر إن صحتك وسعادتك أهم من أي حاجة... والعُمر بيمُر، وكفاية لازم تستقر حياتك مع زوجة حتى تاخدها معاك هناك، آخر اليوم   تلاقي اللي تهون عليك تعبك،  تشاركك همومك وأحلامك... الدنيا يا ابني ما بتكملش لوحدها، والبيت من غير شريكة حياة ملوش روح.
تنهد بإستسلام: 
عارف يا ماما، بس كل حاجة بتيجي بوقتها. يمكن لسه ماجاش النصيب  وأقابل اللي أحس إنها هتتحمل إني أشركها في حياتي دي.
تنهدت والدته وأجابت بإصرار ممزوج بالحب:
النصيب ما بيجيش لوحده، لازم تدور عليه وتفتح قلبك... إنت مش صغير، ولا شغلك دايمًا هيكون عذر... فكّر، يا ما بنات تتمنّى واحد زيك، وربنا بيكملها لما البني آدم ياخد خطوة.
ضحك بخفة وهو ينهض:
حاضر يا ماما، وعد هفكر في كلامك.
ردت بابتسامة مطمئنة وهي تشير نحو الباب:
طيب، يلا دلوقتي على السفرة... أكيد جعان. 
سار خلفها مبتسمًا، يحمل كلماتها في ذهنه، لكنه يعلم أن الأمر ليس بتلك السهولة التي تبدو عليها في عيني والدته. 
بعد قليل 
كانت فرصة والدته بعدما إستطاعت تلين جزء من عقله, تحدثت مباشرةً: 
صهيب إيه رأيك، أخت مرات أخوك أنا شايفه إنها مناسبه لك. 
رفع رأسه عن الطعام ونظر لها لثواني صامتً إبتسمت وعادت تتحدث بنبرة إلحاح:
بص إنت طول ما أنت كد متردد مش هتاخد القرار هتفضل رافض،جرب ومش هتخسر فى فترة خطوبة تقدر فيها تقيم أولوياتك، أنا هكلم والد مرات أخوك والمح له وإن لقيت إستجابة نعمل خطوبة لفترة إيه رأيك. 
مازال صامتً عقله يُفكر، ليس بشآن الخطوبة لكن بشآن تلك المشاعر الغير مفهومة لديه بالفترة الأخيرة، مشاعر بطلتها 
"فايا" تلك التى يشعر بتناقُض شخصيتها  وأفعالها، نفض ذلك عن عن رأسه ونظر لبسمة والدته فأومأ برأسه، هو حقًا يشعر بالتشتت بالفترة الأخيرة، ربما ينتهي ذلك. 
إنشرح قلب والدته وتفوهت بتأكيد: 
هتصل على مرات أخوك الصبح وأخدها ونروح، يمكن نقرا الفاتحة قبل ما ترجع من الأجازة والأجازة الجايه تبقى الخطوبة. 
كاد يعترض لكن فرحة والدته وتصميمها جعله يصمت مُرغمًا. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ بالمزرعة 
كانت الفرحة كآنها لحظات مسروقة من الزمن، لم تدوم بدخول سماح التى لاحظت مظاهر خاصة تُشبة حفلات عقد القران البسيطة،شعرت بحقد، وتفوهت بإستهجان قوي ومُبالغ:
إنتم عندكم فرح، ويا ترا فرح مين ونسيتوا تدعوا عمتكم. 
تباينت نظرات عينيها لهم جميعًا بعدما إختفت البسمة على وجوههم وأصبحوا ينظرون لبعضهم، فإستطردت حديثها بإستهجان:
آه صحيح، أنا عارفة إن أنا مابقاليش مكان وسطكم، بعد موت أخويا  بس على الأقل كان واجب تقولوا لي، ولا خلاص بقت العيلة،من باب صلة الرحم،لاوحتي باقي معرفة.. يا ترا بقى الفرحة دي تخص مين 
فايا ولا فراس.
صمت من الجميع، بينما سماح لفت نظرها مسكة يد خليل لـ جنات،إسودت عينيها و تهكمت قائلة: 
إيه الحِنية دي، هو بقى الفُجر علني كده.
كانت نظرتها مُسلطة على جنات التي شعرت بارتباك وحاولت سلت يدها من يد خليل لكن خليل تمسك بيدها،رفعت جنات وجها تنظر لـ خليل الذي نظر لها نظرة دعم،ثم نظر الى سماح وكاد يتحدث لكن هي سبقته بوقاحة تدعي الذهول:
لاء...مستحيل...الحفلة دي عشان جواز خليل وجنات...
توقفت للحظه  
أصبح الجو مشحونًا بالانفعالات، ولم يعرف أحد كيف ينهي هذه المواجهة التي بدت وكأنها انفجار مكبوت منذ سنوات.
ثم صوتها حادًا كالسيف، يشق الصمت: 
مش معقول المفاجأة دي، إزاي قدرتي تعملى كده، بالسرعة دي نسيتي فريد 
فريد اللى دايب فيكِ. 
توقفت مرة أخري ونظرت نحو فايا وتاج نظرت لهن بإستهزاء قائله: 
وإنتم نسيتوا فريد اللى أنتم من دمه وصُلبه، ولا إنت يا فراس فين نخوتك، إزاي... 
كادت تزيد فى وقاحتها لكن تاج لم تتحمل وإقتربت منها بغضب قائله: 
آخر واحدة تتكلم عن بابا هو إنتِ أوعي تفكري آننا تايهين إنتِ عملتِ إيه فى بابا لما غدرتي بيه وخونتي الامانة وبيعتِ جزء كبير من أملاكه لـ قاسم، بس ربنا مش بيبارك فى الحرام، حتى خد الحلال معاه، مامي حُره فى حياتها تتجوز أو لاء إنتِ مالكيش دخل، أوعى  تفكري عشان إننا بنتعامل معاك بذوق يبقى مش عارفين حقيقتك البشعة والجشعة والمُستغلة. 
ببجاحه ردت سماح: 
مُستغلة... إستغليت إيه بس هقول إيه طبعًا إنتِ لازم تدافعي عنها وتحرضيها بس بقى يا ترا هتنام مع خليل فى نفس الاوضة اللى كانت بتنام فيها مع فريد،هتعمل زيك  ما إنت مجربة، وهيفرق معاكِ ليه  ما انتِ من حضن راجل لراجل تاني. 
صدمة لوهلة صمتت تاج تشعر بسهام تخترق قلبها، يئن بقسوة داخلها... ربما تلجم لسانها فى هذا الوقت لكن شعرت فايا بغضب عارم بلحظة رفعت يدها وكادت تصفع سماح لكن قبل أن تهبط يدها أمسك فراس مِعصمها الذي بداخله شعور بالغضب أقوي، لكن يعلم إستفزاز عمته تود فقط إشعال فتيل نزاع... نظرت فايا إليه بحدة وكأنها تنتظر دعمه، لكن فراس ثبت نظره عليها بثبات، كأنه يقول دون كلمات: 
لا تجعليها تنتصر عليك
كان يُدرك أن غضب فايا مفهوم، ولكن الرد بعنف سيمنح سماح ما تبحث عنه إثباتًا على ضعفهم أمام استفزازها... وها هو
يُثبت أنه إمتداد دبلوماسية والده، نظر نحو سماح بسُحق نظرة  تخلو من الود لكنها مشحونة بالرسائل تنفس بعمق، متجنّبًا الوقوع في الفخ الذي نصبته سماح بدهاء ببرود مُصطنع قائلًا: 
وجودك هنا غير مرغوب فيه، تحبي أنادي حد من الخدم يوصلك لباب المزرعة ولا إنت عارفة طريق الباب و...
نظرت له بنظرة غضب تنزلق مثل سكاكين لو بيدها لغرستها فى قلوب هؤلاء الثلاث، صمتها للحظه ضجر منه  فراس، لكن كانت تلك الصفعة على وجه فراس هي الرد من سماح كادت فايا أن ترفع يدها لكن فراس جذبها خلفه ثم نظر لـ سماح بغضب مكبوت قائلًا:
الزيارة إنتهت وجودك أصبح غير مرغوب فيه،أنا   لغاية دلوقتي باقي بس عشان صلة القرابه اللى إنتِ عمرك ما عملتِ حسابها. 
قال ذلك ثم نادى على إحد الخادمات ثم نظر لـ سماح  وتفوه للخادمه قائلًا بأمر: 
مع مدام سماح لحد بوابة المزرعة. 
عضب... كُره... إحتقار... حقد دفين يغلي بقلبها وهي تُغادر تشعر بالدونية، بينما إقتربن تاج وفايا من فراس الذي ضمهن بين يديه. 
بكت جنات، للحظات ندمت على زواجها من خليل الذي تسبب بذلك الآلم الظاهر بعين تاج 
سماح أهانتها وأوجعتها بضراوة، أمام جاسر بذكرها زيجتيها السابقتين،لكن شعرت بسعادة وفراس يدافع عن أختيه وبالنهاية يضمهن،حتى وإن رحل فريد لكن ظل خِصاله وحنانه بقلب فراس،الأخ الوحيد والاصغر لهن،لكن الحامي الأول لهن.
بعد قليل هدأ التوتر،لكن تاج حايدت النظر لـ جاسر عمدًا ربما مازال حديث سماح مؤثرًا بها،لاحظت جنات ذلك،غص قلبها حتى أنها إعترضت على الذهاب مع خليل الى شقته الخاصة،لكن فايا وتاج أقنعنها أن كل شئ بخير وعليها الذهاب معه وعدم التفكير بما عكر صفو الليلة.
..... 
بعد وقت 
دلفت تاج الى غرفة النوم دون جاسر الذي جاءوه إتصال هاتفي، شعرت تاج بدوخة ووجع منبعه قلبها، كانت تُخطط لليله بان تُخبر جاسر عن حملها وتعلم رد فعله، لكن بعد ما حدث أصبحت غير قادرة على المجازفة وإخباره الليلة، كل ما توده الآن هو أن تحاول الاسترخاء واستجماع قواها لتفكر جيدًا في الخطوة التالية.. جلست تاج على حافة الفراش  تحاول تهدئة نبضات قلبها المتسارعة، وأخذت نفسًا عميقًا تحبس دموعها.. 
دخل جاسر  إلى الغرفة، كانت ملامحه مشدودة هو الآخر لاحظ وجهها الشاحب... اقترب منها بسرعة وسألها بصوت يحمل قلقًا حقيقيًا:
تاج، إنتِ كويسة؟ وشك شاحب كده ليه؟. 
حاولت تاج أن تبدو طبيعية، لكنها لم تستطع منع نفسها من التراجع خطوة للخلف والجلوس بارتباك.. نظرت إليه بعينيها الممتلئتين بالحيرة وقالت بصوت خافت:
أنا بخير... بس يمكن تعبت شوية من اليوم كان طويل.
وضع جاسر يده بيدها يشعر أنها تُحايد النظر له منذ حديث سماح الجاحف، لكن هو لم يهتم بحديثها واراد إخبار تاج بأن حديث سماح مجرد كلام لا قيمة له... كذالك تاج
ترددت للحظة وكادت تُخبره بحملها لكن طرق على باب الغرفة جعلها تصمت نهض جاسر وذهب نحو باب الغرفة فتحه سُرعان ما تبسم لـ رجاء التى مدت يدها بصنية صغيرة قائله:
كوباية اللبن دي لـ تاج عشان تهدي أعصابها عارفة إن كلام سماح مأثر فيها يلا تصبحوا على خير.
أومأ جاسر لها بإبتسامه قائلًا:
وإنتِ من أهل الخير.
أخذ الصنيه وضعها على طاولة جوار الفراش ونظر نحو تاج التي مازالت تُحايد النظر له،كاد يقترب منها مرة أخري لكن نهضت قائله:
أنا مُرهقة هأخد شاور وبعدها هنام. 
وافق جاسر على مضض، لكنه ظل يراقبها ختى أغلقت باب الحمام تنهد بآسف ربما اراد صفع سماح على كلامها السِم فى طياته ولو لم يحتوي فراس الموقف ربما كان له رد فعل آخر مع سماح الذي يكرهها منذ اول لقاء له معها دائمّا كانت قاسيه حقودة بوضوح. 
بعد قليل خرجت تاج من الحمام توجعت نحو الفراش مباشرةً نظر لها جاسر وهي تُزيح الدثار، تفوه بسؤال: 
مش هتنشفي شعرك. 
أومأت تاج رأسها بـ لا ثم تمددت فوق الفراش قائله:
من فضلك إطفي نور الاوضة.
فعل جاسر ذلك وأطفئ الضوء الا من ضوء خافت...
بينما تاج  
كل ما أرادته في هذه اللحظة هو أن تغمض عينيها، تهرب من صخب الحياة إلى غفوة تنفض عنها عبء الذكريات التى عاودت تضرب رأسها... ذكريات أثقلتها كالأغلال، مزقت قلبها بسهام حادة، انكمشت على نفسها كطفلة تبحث عن الأمان، ودموعها الحارقة تسيل كجمر ينهش عينيها، تسأل الصمت أن يبتلعها، أن ينسيها كل ما كان، تود لو تتلاشى، لو تذوب في العدم، بعيدًا عن كل هذا الألم،  نبضات قلبها كانت مُضطربة شعرت بهبوط الفراش جوارها واقتراب جاسر الذي ضمها بيديه، شعر بنبضات قلبها العالية، رجف قلبه ضمها أقوي يُقبل عُنقها هامسًا: 
تاج الياسمين. 
أغمضت عينيها ولم تُبالي بداخلها شعور  مختلط بين الأمان والخوف، بين الرغبة في الانهيار بين ذراعيه والهروب بعيدًا حيث لا يرا ألمها. 
رددت في داخلها بصوت خافت متهكم:
"تاج الياسمين"... واضح إن الياسمين ضعيف قصاد سهام الغدر. 
شعرت بأنفاسه الدافئة تعانق بشرتها، ويديه تشدها إليه كأنه يخشى أن تفلت منه.. همست أخيرًا، بصوت مبحوح كأن الكلمات تخرج من أعماق روحها المكسورة:
جاسر... أنا محتاجه أنام. 
ضمها جاسر متحدثً بنبرة دافئة
كلماته اخترقت حصونها المتهاوية، لكنها لم تستطع الرد.. فقط اكتفت بأن تستكين بين ذراعيه، تبحث في دفئه ، كآنه ضماد لحظي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين 
بشقة بمنطقة راقيه 
على فراش وثير، حيث امتزجت أنفاسهما في ظلال خافتة، كان ذلك الوغد  يتأوه بإسم "فايا"، يخرج الصوت من أعماق روحه وكأنه يستدعي شبحاً من ماضيه لم يمت بعد... وتلك الفتاة التى معه كأنها مُغيبة العقل، تعيش اللحظة الجسدية فقط دون أن تعي مغزى كلماته... كان كل شيء يدور حول اللذة المؤقتة، لم تُدرك أن اسماً آخر يتردد في ذهنه وينطقه،وهي تتصرف بمجون .
يضمها أكثر، ولكن عقله شارد، يود لو يرى وجه "فايا"، ضحكتها التي طالما أشعلت روحه، ونظرتها التي لم تتركه أبداً حتى عندما حاول الهروب منها... ليته نالها ذلك اليوم لكن تحكم سوء حظه
أما الفتاة، فقد كانت تجهل المعركة التي يخوضها ذلك الحقير ، ولم تكن ترى سوى اللحظة العابرة... تصرفاتها كانت مجرد انعكاس لرغبة غريزية، خالية من أي معنى عاطفي... كل كلمة، كل لمسة منه كانت تقطع مسافة شاسعة بين أجسادهما..، توقف فجأة بعدما شعر بالإرهاق  يلتقط أنفاسه، عينيه تنظران الى تلك الفتاة إشمئز منها بعدما كانت تغوص فى عالم اللذة، دفعها بعيدًا عنه حتى أنها وقعت من فوق الفراش لكن مازالت هائمة بما حدث، بينما هو نهض من فوق الفراش وخرج من الغرفة ذهب الى غرفة أخري فتح جهاز حاسوب ونظر اليه لحظات حتى بدأ العرض، شعر بإنشراح وهو يرا محتوي ذلك العرض   
تلك الفتاة التي كانت معه كانت إختيار موفق منه، فتاة بنفس حجم جسد فايا حتى لون وطول شعر، والتسجيل صورها من ظهرها وهو يتفوه بإسم" فايا" والفتاة لا تعترض بل تتفوه بإمتزاج... 
تنهد ظفر ولمعت عينيه مثل الثعلب وهو يعتقد بأن ذلك التسجيل المرئي قد يكون 
مفتاحًا ذهبيًا لقلب المعركة القادمة معها  سلاحًا قويًا يهددها به... ابتسامة ظفر لم تكن عادية، بل تحمل في طياتها نصرًا خفيًا يُعد له بعناية... كان يعلم أن تشابه الفتاة مع فايا ليس مصادفة، بل كان مخططًا دقيقًا لإثارة الغموض والشكوك.
الفيديو الذي يحمل اسمها وصورتها، وإن لم يكن وجهها ظاهرًا، قد يصبح فتيل أزمة، وسلاحًا يتلاعب به لإضعافها 
فكر بمكره المعتاد، يدرك أن الأمر ليس مجرد تهديد بصري، بل لعبة نفسية متقنة. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل والدة جاسر
تهكمت هالة على شآن زواج والدة تاج قائله:
بدل ما تقعد مع ولادها،راحت إتجوزت،طبعًا لازم تشبع إحتياجاتها الشخصية.
نظر لها جاسر قائلًا:
كل واحد حُر فى حياته يا هالة والموضوع ميخصنيش.
تهكمت ضاحكة:
ميخصكش ليه مش حماتك الغالية،ولا بتقول كده عشان تكسب الرضا من تاج هانم،بس هقول إيه،واضح إن ده طبع ستات العيلة دي،الأم وبنتها،لاء قصدي البنت ومامتها...تاج هي اللى إتجوزت تلات مرات...
نهض جاسر واقفً بغضب يقول:
دايمًا بتثبتِ إنك بتكرهي تاج ومش عارف سبب لده وهقولك معلومة يمكن تريحك...
أنا الراجل الوحيد فى حياة تاج يا هالة.
فى البداية لم تفهم او إستغبت لكن سُرعان ما ضحكت بإستهزاء سائله بتوضيح:
قصدك إيه بالراجل الوحيد...
توقفت للحظة ثم قالت بمكر:
قصدك إنها حرمت نفسها عالاتنين اللى كانوا قبلك...طب إتجوزتهم ليه،أكيد ده كدبه وإنت صدقتها طبعًا مُغفل.
غضب جاسر بشده قائلًا:
لاء مش مغفل يا هالة،وأنا الراجل الوحيد وزي ما فهمتي تاج متجوزتش غيري.
ضحكت هالة بإستهزاء قائله بتصميم:
لاء مغفل...هي الحكاية دي صعبه،سهل تروح لأي دكتور ويعمل لها عملية ترجعها عذراء،أكيد لهدف بدماغها إنها تحسسك إنها صانت العهد القديم..
نظر لها جاسر بذهول قائلًا:
واضح إن حقدك من تاج بقى هوس المفروض تتعالجي منه،أنا ماشي ولآخر مره بقولك لو باقيه عالاخوة بينا طلعي تاج من دماغك،تاج عمرها ما أذتك بقصد منها.
غادر جاسر،بينما مازالت هاله تشعر بحقد وغضب
ـــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
باليوم التالي صباحً
فتحت تاج عينيها نظرت لجوارها كان الفراش خاليًا، إستغربت ذلك، هي غفت بالأمس قبل عودة جاسر، ويبدوا أنها إستيقظ قبلها،أزاحت الدثار  ونهضت عازمة قرارها اليوم ستُخبر جاسر بحملها ولن تظل بتلك الحِيرة... ظنت أن جاسر بالحمام، لكن كان الباب مواربُ فتحته تفاجئت بالحمام خاويًا، أنعشت جسدها بحمام دافئ وبدلت ثيابها ثم جذبت هاتفها وقامت بالاتصال  على جاسر... الذي أجابها بعد أكثر من إتصال... تنهدت قائله: 
بتصل عليك ليه مش بترد إنت فين؟. 
أجابها ببساطة: 
أنا فى إستطبل الخيل بتاعي،وشبكة الموبايل كانت بتقطع.
إبتسمت قائله بدلال: 
تمام، أنا قررت النهاردة أخد أجازة وأجي الأستطبل بتاعك أشوف الخيول اللى فيه. 
إبتسم قائلًا: 
وأنا فى إنتظارك. 
... 
بعد  وقت قليل ترجلت تاج من سيارتها بداخل ذلك الإستطبل الكبير كان فى إستقبالها جاسر الذي إستقبالها  بحفاوة... ترجل معها قليلًا بالمزرعة التى أعجبتها كثيرًا، لكن سئم وجهها حين تقابلت مع هالة التى غبن وجهها، لكن  خفف التوتر جمال قائلًا: 
جاسر الصغير أصر عليا يجي النهارده للإستطبل كمان هالة قالت تغير جو. 
أومأت تاج ببسمه. 
بعد قليل إستأذن جاسر وجمال وذهبا معًا، بينما هاله جلست تحت احد المظلات بالإستطبل تُراقب طفلها لكن غفلت عنه ولم تنتبه أنه أحل سرج إحد المُهرات وكادت تدهسة لولا رؤية تاج لذلك، وإقتربت سريعًا من المُهرة أمسكت اللجام لكن  وصرخت فى الصغير أن يبتعد عن مجري المُهرة، إبتعد فعلًا، بينما إنتبهت هالة لذلك زاد غضبها، وبتلقائيه منها ذمت تاج ليس ذلك فقط بل إستغلت ذلك مع إنعكاس أشعة الشمس قامت بتسليط إنعكاس ضوء مرآة صغيرة على  عين الحصان  مما أربكه 
وجعله يتصرف بشراسة فائقة بسبب تأثير الضوء المفاجئ على حواسه الحساسة، الذي يمتلك رؤية حادة ويستجيب بسرعة للأشياء المحيطة به، شعر بالتهديد والتشويش نتيجة للضوء الساطع الذي أثر على رؤيته بشكل مفاجئ، ما دفعه إلى الارتباك والتهور في تصرفاته وقد بدأ  يضرب الأرض بحوافره بقوة، في محاولة للتخلص من هذا الشعور الغريب والمزعج كانت قوته المندفعة في كل اتجاه تزيد من خطر الموقف، مما جعل كل من حوله يتراجعون بسرعة لتجنب الأذى... كذلك، تاج التي تركت لجام الحصان بسبب ارتباكها وخوفها من ردود فعل المهرة العنيف، كذالك بسبب قوة المهرة المفاجئة، انتفضت بعيدًا.... شعرت بتوازنها يختل وهي ترتطم بظهرها على الارض بقوة. 
«يتبع» 🌷

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا