رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل العشرون 20 بقلم سعاد محمد سلامه
رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل العشرون 20 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامه رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل العشرون 20 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل العشرون 20 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل العشرون 20
رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل العشرون 20
بشقة هالة
دخلت خلف جمال
ألقت بحقيبتها بعنف على الأريكة، واندفعت نحوه وكأنها على وشك الانفجار، صوتها كان مرتجفًا بالغضب:
إيه اللى خلاك تخلينا نمشي من عند ماما.
تنهد بضجر قائلًا:
قولتلك إنى مصدع ومحتاج أرتاح.
نظرت له بغضب قائلة بحُنق:
مصدع ولا عشان جاسر
فاكرني مش شايفة اللي بيحصل؟ جاسر بيبص لتاج كأنها كل حاجة في الدنيا، وهي متستحقش، وأعتقد إنت عارف إنها سبق وإتخلت عنه...
حاول جنال أن يبقي صوته هادئًا رغم حدة كلامها قاطعها:
هالة، كفاية... جاسر مش طفل، اختياراته ملكه، ومهما تحاولي، الحب اللي بينهم أقوى من أي حاجة.
عقدت ذراعيها أمام صدرها، عيناها تبرقان بالغضب والغيرة:
حب؟! الحب ده اللي هيدمره.. تاج بتلعب عليه، فاهمة هي بتعمل إيه بالظبط. وهو؟! زي الأهبل بيدور في دايرتها.
اقترب منها جمال بخطوة، محاولًا أن يسيطر على الموقف، لكنه تحدث بحسم:
تاج مش اللي في بالك، ولو حتى كان في بينها وبين جاسر حاجة، يبقى لازم تفهمي إنك ما تقدريش تتحكمي في ده... مشاعر جاسر له لوحده.
شهقت هالة بصوت مكتوم، وكأن كلماته صفعة على وجهها:
مشاعره ؟!...مشاعره اللى هضيعه لازم يفوق من الوهم.
عارضها جمال:
حتى لو وهم جاسر مش طفل صغير، و..
ازدادت حدتها، وأصبح صوتها مرتفعًا بشكل لا يُطاق:
أنا اللي فاهمه تاج كويس أوي طول عمرها كده وصوليه، وبتستغل مشاعر جاسر اللى بيصدق سهوكتها....
تنهد جمال بعمق، كأن الكلام أثقل على صدره:
يمكن عشان هي اللى امتلكت قلبه فوقي ... إنت كل اللي فى دماغك تاج... تاج مش بتلعب بمشاعر جاسر ، جاسر هو اللى ضغط عليها تقبل تتجوزه.
انفجرت هالة بالبكاء وهي تنهار تجلس على الأريكة، دموعها تنهمر مع كلماتها المكسورة:
ليه كلكم بدافعوا عن تاج، دي آنانية وغدارة
تنهد جمال بآسف للحظة، نظر لـ هالة قبل أن يغادر الغرفة، بنبرة حاسمة:
الحقد ده مش هيغير حاجة، بل بالعكس، هيدمر اللي فضلك... فكري فى جاسر...أخوكِ، متأكد إن رجع مصر تاني عشان تاج ومتأكد إن لو حصل اللى فى دماغك وإنفصل عن تاج هيسيب مصر ويسافر تاني، راجعي نفسك وكفايه ومتدخليش فى حياة جاسر وكمان بلاش تآسي قلب مامتك على تاج لانها لو جاسر فكر يسافر تاني مش هتتحمل بُعده عنها وأفتكري كويس إننا ياما إتحايلنا عليه ينزل مصر وهو كان رافض.
قال ذلك وغادر، تاركًا هالة مشحونة بالغضب والخذلان، فيما ظلت جالسة في مكانها، تضغط على صدرها وكأنها تحاول تهدئة الألم الذي يعصف بها... لديها إصرار لن تتخلي عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
صباحً
رغم الطقس الشتوي لكن كان صباحً هادئ وشبه دافئ،
إنتهى جاسر من تدريب احد خيول المزرعة، وهبط من عليه وتركه للسائس الذي سحبه من اللجام،سُرعان ما تبسم لـ تاج التي تقترب منه سار نحوها مُبتسمً يقول:
لو كنتِ صحيتِ بدري شويه كُنتِ شوفتي المُهرة الجديدة بقت رهوان.
إبتسمت له قائله بثقة:
أكيد طبعًا مش مُدربها فارس مُخضرم
إبتسم وهو يضع يده حول خصرها وسار الإثنين معًا، تبسمت بدفئ قائله:
جاسر، في حاجة مهمة عايزة أقولك عليها.
نظر إليها وهو يمسح جبينه بمنشفة:
خير يا تاج؟ شكلك جايبة موضوع تقيل.
ابتسمت بخفة لتخفف من المزح، لكنها عادت إلى جديتها سريعًا:
حفلة غرفة الصناعة بكرة... هيبقى فيها كبار رجال الأعمال، ودي فرصة كويسة للشركة عشان تتوسع شراكاتها... لازم نحضر.
رفع حاجبه باستغراب:
غرفة الصناعة؟ وأنا هيكون لي دور هناك؟
هزت رأسها بثقة:
أنت واحد من المساهمين .
ابتسم بخبث، وأردف:
بس كده، واحد المساهمين.
ضحكت تاج وهي تهز رأسها:
طبعًا لاء كمان جوزي
وعارفة إنك مش هتخيب ظني، ودي فرصة كويسة نثبت وجود الشركة.
صمت للحظة، ثم سألها بنبرة فضولية:
في حاجة تانية فى دماغك.
اجابته ببسمة:
أيوة حضورنا حفله زي دي هيظهر إن الشركة لها تُقل ومكانة فى سوق العقارات.
بداخل عقلها لا تهتم بالصفقات ولا بالمزايا العملية بل ارادت الحضور برفقة جاسر.
رمقها جاسر بنظرة عميقه مُفكرًا للحظات قائلّا:.
تمام.
شعرت تاج بحماس بينما مزح جاسر وهو يبتسم بخفة، بلهجة مازحة:
يعني حضوري هيبقى كـ رُجل أعمال، مش متعود عالصيغة دي متعود أبقى عارض أزياء.
قهقهت تاج بخفة، وردت:
وليه لاء؟ ما أنت عندك خبرة في المجال ده كمان، وأهو إمتياز زايد.
رد عليها بابتسامة غامضة:
آه، ده كان زمان... دلوقتي دوري أكبر من مجرد شكل.
ابتسمت بتردُد، وتنفست بعمق قبل أن تقول:
في كمان حاجة مهمة... اونكل خليل وماما خلاص حددوا ميعاد كتب الكتاب آخر الاسبوع.
نظر إليها بدهشة، ثم ابتسم بسخرية خفيفة لم تُلاحظها تاج ثم أومأ برأسه بتفهم:
أكيد هكون موجود.
نظر إليها بنظرة دافئة،
إزدهر وجه تاج، لكنها ردت بثبات مصطنع:
تمام المهم خلينا في الحفلة بتاع النهاردة وجودنا مهم .
أومأ لها مُبتسمً بدفئ وهو يضمها إليه ناظرًا الى الأمام..عينيه تنظران الى الأفق البعيد وذكرى خاصة تجول برأسه، ذكرى تحمل عبق الأيام التي شكّلت جزءًا من قلبه وروحه لحظة لم تكن سوا مجرد ذكرى بل انعكاسًا لكل ما مضى من حبٍ، ألمٍ، وحنينٍ، ربما آن ابآوان أن يذوب كل ذلك ويبقي فقط الحُب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
إبتسمت تاج لـ جاسر وهي تنظر له بإعجاب خاص وهو بتلك السُترة الرسمية الأنتقة كذالك رابطة العُنق، منظر رسمي جذاب ليست أول مره تراه هكذا لكن شعور خاص ينبض بقلبها الآن وضعت يدها فوق بطنها وتوسعت بسمتها وهو يقترب منها ينظر لها بتقييم أولًا ثم إعجاب خاص رغم إحتشام زيها كذالك أنيق مد يده لها مُبتسمً يقول:
تاج الياسمين.
إبتسمت بنعومة وهي تضع يدها بيده وسار الإثنين معًا، بعد قليل
بأحد القاعات الكبرى لأحد الفنادق الفخمة
دلفت تاج تتآبط جاسر، شعور خاص بداخلها ليست أول مره تحضر مثل تلك الحفلات الخاصة، لكن تشعر بفخر وهي تسير جوار جاسر... كذالك جاسر يشعر بسعادة خاصة،
حتى وصلت ميسون هي تتآبط آسر تتهادى بدلال مُفرط لكن إختفي ذلك حين رأت تاج جوار جاسر يبتسمان وتاج تتحدث بلباقة مع أحد رجال الأعمال وجاسر ينظر لها بنظرات إعجاب لا ينكر غيرته لكن بداخله شعور آخر مُتفهم يُدرك قيمتها ومكانتها ويُبقيه متوازنًا في مواجهة تلك الأحاسيس المتناقضة.
إقتربت ميسون ورحبت بجاسر الذي رحب بها بفتور، تركتهم لكن عينيها كانت مُركزة على تاج ختى وجدت فرصه، إقتربت منها مرة أخرى، كانت تاج وجاسر وحدهما،بعقل ميسون تُخطط لشيء ما... تقدمت بخطوات واثقة نحو جاسر الذي كان يقف بجوار تاج، وقالت بنبرة مغلفة بالتودد:
جاسر،أكيد مش أول مره تحضر حفلات زي دي،إتبسطت إنى شوفتك الليلة من آخر إجتماع متقابلناش.
نظرت تاج لها بهدوء، تشعر أن ميسون تحاول إثارة إنتباه جاسر، الذي أدرك نيتها، أجابها ببرود:
فعلًا حضرت حفلات زى دي قبل كده، وأنا الفترة الأخيرة مشغول، بس تاج طلب إنى أحضر معاها قولت فرصة أتعرف على الفرق بين الحفلة دي والحفلات اللى حضرتها قبل كده...بس السبب الاول تاج طبعًا.
شعرت ميسون بالحقد وتجاهلت تلميحه، وحاولت تميل قليلاً بجسدها وكأنها تريد جذب انتباهه:
أكيد من حظ تاج محظوظة،عارف مش كل سيدات الأعمال بيبقي معاهم شخص مُتفهم وحضاري زيك... للآسف آسر عكسك تمامً ، رغم إن حضوره قوي وملحوظ، بس دايمًا مش بيختلط باللي حواليه.
شعرت تاج بالغِيرة من طريقة ميسون فى جذب انتباه جاسر لكن أبتسمت بخفة، وقررت التدخل بلطف دون أن تفقد هدوءها:
ميسون، خبيرة في العلاقات الخاصة،بتعرف تستفيد من كُل الفرص قدامها .
شعرت ميسون بالارتباك للحظة، لكنها لم تستسلم. نظرت إلى تاج وقالت بنبرة مستفزة:
فاكرة أول مرة أحضر حفلة زي دي وقت ما كنتِ إنتِ وآسر متجوزين، هو وقتها أصر عليا أحضر و...
أثارت ميسون غضب جاسر الذى نظر لها نظرة حادة، وقال بلهجة جادة:
ميسون، أعتقد من الأفضل إنك تبقي جنب آسر.
شعرت ميسون بالحرج من رد جاسر تراجعت للخلف وهي تلقي نظرة غاضبة على تاج، وكأنها تلومها على إحراجها... ثم رحلت، تنهدت تاج براحه وابتسمت لـ جاسر الذي بادلها البسمة بثقة...
شعرت تاج بدفء في كلماته، لكنها اكتفت بتغيير الموضوع، محاولة استعادة الأجواء الإيجابية حولها، بينما جاسر ظل يراقب المكان، متأكدًا أن ميسون لن تتوقف عند هذا الحد.
بالفعل، عادت ميسون تنظر نحو تاج بنظرة أكثر إصرارًا على إثارة غيرة تاج، تعمدت اختيار اللحظة التي انشغل فيها جاسر بالحديث مع أحد الحاضرين.. تقدمت نحو تاج بابتسامة زائفة، وقالت بصوت يحمل نبرة استفزاز خفية:
تاج، مقدرش أنكر أنك عندك هدوء و كاريزما خاصة...
رفعت حاجبها قليلاً، دون أن تفقد توازنها، وردت بهدوء:
ميسون، أعتقد أن الهدوء نعمة. لكن فى البعض بيلاقوا صعوبة في تقديره.
ابتسمت ميسون بخبث، وأردفت:
أكيد طبعًا لكن في بعض الأحيان، الرجل يحتاج إلى امرأة تضج بالحياة، تعرف كيف تجعله يشعر بأنه مركز العالم.
في تلك اللحظة، عاد جاسر، وقد سمع جزءًا من الحديث. نظر إلى ميسون نظرة ثابتة وقال بحدة خافتة ولكن حازمة:
متآسف هاخد تاج منك عارف ان أحاديث الستات مع بعض بيبقى طويل بس مُصطر أخد تاج ونبعد شوية عن الصخب.
تجمدت ميسون للحظة، لكنها حاولت الحفاظ على رباطة جأشها وقالت بابتسامة متوترة:
أكيد طبعًا إتفضلوا هروح أنا لـ آسر
انصرفت ميسون مع ابتسامة متكلفة، بينما نظر جاسر إلى تاج بابتسامة مليئة بالإعجاب، وتحدث:
شخصية سِمجة.
ظلت هادئة، اكتفت بابتسامة صغيرة وهي تهمس:
ده فعلًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عِدة أيام
تجد نفسها واقفة في غرفة فارغة تمامًا، حيطانها ملساء وباردة... نظرت إلى نفسها فإكتشف أنها عارية تمامًا، جسدها مكشوف بلا حماية... تلفتت يمين ويسار بحثًا عن ملابس،أو أي شيء يغطيها، لكن لا شيء هناك سوى ظلال تتحرك ببطء على الجدران كأنها تراقبها... تقترب تلك الظلال منها تدريجيًا، وكلما اقتربت، تشعر كأنها تفقد السيطرة على نفسها، عجز يسيطر عليها كليًا... تصرخ، لكنها حتى لا تسمع صوتها، ترتعش بشدة، تحاول الركض بكُل إتجاة، لكن فجأة تحولت الأرض إلى بركة مياه عميقة تسحبها للأسفل.. وهي تقاوم وتصرخ عل أحدًا يسحبها،لكن جحظت عينيها من وجة ذلك المقيت الذي ينظر لها بتشفي وهي تُعافر،نظرة عيناه كسهام مصوبة مُباشرةً نحو رأسها،لكن إختقت بسمة ذلك القذر حين إمتدت يد نحو فايا وسحبتها من المياة،خرجت تلتقط أنفاسها بصعوبه وكادت ترفع وجهها لترا من أنقذها لكن فجأة،فتحت عينيها تلهث ودموعها تتسلل إلى وجنتيها ، قلبها ينبض بجنون، تشعر أنها مكشوفة حتى في يقظتها... لحظات حتى شبه إستفاقت فنظرت الى جوارها، الى ذلك الجالس ينظر لها بذهول يمد يده لها بقنينة مياة، نظرت له بغشاوة لثواني حتى زالت أخذت منه المياة بيد مُرتعشة بلا تفكير وإحتست القليل، مازالت تحتفظ بالزجاجة، وهي تنظر له، بينما حاول صهيب تدارُك ما حدث وسماعه لصرخات وأستغاثات فى البداية إندهش من ذلك، لكن سُرعان ما أيقظها يسحبها من ذلك الكابوس الأسود، حالة من الضعف التام تشعر بها فايا وتجنبت نحو باب السيارة وكاد يتملكها هيستريا،لكن أخذ صهيب زجاجة المياة وأعطي لها محارم ورقيه وتحدث بنبرة دافئه وهادئه دون أن يذكر أن هنالك دموع على وجنتيها قائلًا:
فى مايه وقعت من الازازه على وشك.
أخذت المحارم وبدات بتجفيف دموعها حتى شعرت بهدوء نسبي وسألت بصوت مُحشرج:
أنا إزاي نمت من غير ما أحس.
ابتسم صهيب مُبررًا:
واضح إن الطقس برة العربية بارد وبسبب التكييف الدافي فى العربية دفيتِ ونعستِ.
ربما هذا تفسير صحيح،لكن فايا إستغربت من نفسها ومن رد فعلها الهادئ مع صهيب،داخلها ليست خائفة منه،أو بررت ذلك بأن معها سلاح لن يستطيع أن يضرها.
نظرت نحو وهي تجذب حقيبتها تضمها وتنهدت بخفوت، قائله:
إحنا فين؟.
أجابها:
قربنا نوصل عالأوتيل.
تداركت نفسها قائله:
تمام إرجع سوق خلينا نوصل عشان نلحق ميعاد الطيارة اللى راجعه القاهرة.
فضول بداخل صهيب وحِيرة فى عقله لكن إمتثل لطلب فايا وعاود قيادة السيارة، بينما عقل فايا تُفكر كيف نعست وكذالك تشعر بالإحراج.
بعد قليل وصلا الى الفندق ترجلت فايا سريعًا لكن توقفت بسبب سؤال صهيب الذي ترجل هو الاخر:
فايا إنتِ هتفضلي فى القاهرة كام يوم.
أجابته:
أنا هفضل يومين أو تلاتة بالكتير.
إبتسم قائلًا:
تمام، أنا كمان نفس الوقت، ممكن نرجع سوا زي ما هنسافر سوا.
أومأت فقط لتُكمل سيرها... تشعر انها تود الاختلاء لو بعض الوقت كي تفهم ما تمر به من تقلُبات نفسيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـشقة والدة آسر
رغم مرور سنوات لم يستطع إخراج الصورة من رأسه؛ والدته في حضن عمه، مشهد لم يستوعبه ولم يجد له تفسيرًا.
قبل لحظات
كانت والدته تجلس في غرفة المعيشه ، تتصفح إحدى المجلات بهدوء... رفعت رأسها حين رأت آسر يدخل الى غرفة المعيشه،وضعت ذاك الكُتيب ونظرت له بترحيب ...ووضعت المجلة جانبًا
جلس معها ظل الصمت قليلًا الى أن إنتبة الى صوت اطلاق رصاص مصدره التلفاز، نظرت له والدته قائله بلا انتباه:
البطلة طلعت خاينه هي وعشيقها ضربوا رصاص على جوزها، غبية بدل ما كان المفروض هو يقتلها، سبقته وسابوه ينزف.
كلمات والدته أشعلت الماضي أمامه
وكأن بركانًا يغلي بداخله..وهو يتذكر ذلك المشهد سريعًا إنتفض واقفً بغضب عارم يشعر كأن صراعًا داخليًا يمزقه وقرر بداية المواجهة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشركة بمكتب فراس
جلس خلف مكتبه ، يعبث بالقلم بين أصابعه، لم يكن مركزًا على الأوراق أمامه... كان عقله مشغولًا بعقد قران والدته على خليل الذي سيتم مساءً.
تنهد بعمق، وهو يركز نظره فى لا شئ...يشعر بشعور مختلط بين الغِيرة والغضب تسلل إلى قلبه، رغم محاولته إقناع نفسه أن ما يحدث طبيعي. لكن فكرة أن يرى أمه مع رجل آخر لم تكن سهلة عليه... لكن هو ليس انانيًا، يعلم أن ذلك حق والدته
أغمض عينيه، مسترجعًا ذكريات طفولته مع والدته، التي كانت دائمًا الملجأ الآمن، الحصن الذي يلجأ إليه عندما تسوء الأمور... فكرة أن يدخل رجل آخر حياتها كانت تضايقه، وكأنه يقاسمهم حبها الذي اعتقد أنه حكر عليهم فقط...
لكنه سرعان ما فتح عينيه وتنهد مرة أخرى، هذه المرة بنبرة ندم خفيفة يذم نفسه:
بس ليه لأ؟ هي تستحق السعادة... طول عمرها بتضحي عشانا، يمكن الوقت جه إنها تفكر في نفسها.
رغم محاولته لتبرير الأمر، ظل شعور الحزازية يطارد قلبه. تساءل:
عمو خليل؟ هل هو الراجل المناسب؟ وهي فعلاً هتكون سعيدة معاه.. كان دايمًا شريك فى حياتنا وعمره ما خذلنل... بس...
تنهد بإضطراب
لم يكن شعور الحزازية موجهًا إلى خليل تحديدًا، بل إلى الفكرة نفسها... فكرة أن كل شيء يتغير، حتى الأشياء التي ظن أنها ستبقى كما هي للأبد...
أمسك القلم بشدة، وكأنه يحاول السيطرة على مشاعره المتضاربة... ثم قال لنفسه بحسم:
مهما كان، هي أمي... لو ده هيبسطها، أنا مش هكون السبب في زعلها. بس… محتاج وقت وأكيد هستوعب...
بقي جالسًا، غارقًا في أفكاره، محاولًا أن يجد توازنًا بين مشاعره الشخصية وحبه العميق لوالدته... وكل ما عليه هو تقبُل ذلك الزواج فالبنهاية الحياة تستمر وعلينا مواكبتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساء
كان عقد قران بسيط
مختصر بناءً على رغبة جنات التى مازالت مُترددة.
بغرفة تاج
أخذت نفسًا عميقًا وهي ترتب شعرها، وبدأت تفكر بعمق
وضعت يدها على بطنها وتبسمت تهمس لجنينها:
الليلة بعد كتب كتاب مامي وأونكل خليل هقول لـ جاسر إني حامل... وأكيد رد فعله هيخالف توقعي.
جاسر لازم يعرف... مش هينفع أجل أكتر من كده.. بس يا ترا ازاي هيستقبل الموضوع؟
ربما لديها ثقة في جاسر لكن ليس لديها يقين بأن حبه لها مازال مُستمر، لكن فكرة الحمل لم تكن متوقعة بالنسبة لها في هذا الوقت... أخذت نظرة أخيرة على انعكاسها في المرآة، ثم قررت أن تتحدث معه بعد الحفل.
في الصالة، كان جاسر يقف بجوار جنات وفراس، يتأكد من أن كل شيء يسير بسلاسة.. حين رآها تقترب، ابتسم بارتياح وقال:
أخيرًا خلصتي؟ كنت فاكر إنك هتغيبي أكتر..
أبتسمت له بمودة...كذالك فايا كانت تبتسم غير مُعترضة
بعد قليل
بدأ المأذون بعقد القران.. شعر خليل بيدها الباردة، فضغط عليها بقوة، في ذلك الوقت
تساءل عقلها تلوم نفسها كيف لها أن تتزوج مجددًا؟
ارتسمت على وجهها علامات التردد فهي ليست صغيرة، وأبناؤها الثلاث شباب، رغم موافقتهم لكن
لوهله توجست من نظراتهم لاحقًا، وما قد يدور في أذهانهم عن قرارها بالموافقة بعد إلحاح من خليل...
كانت تشعر بأن كل كلمة يقولها المأذون تصطدم بجدران قلبها،تود أن تنهض وتنهي ذلك...
هي ليست شابه صغيرة...تعلم أن هذه اللحظة بداية جديدة لكنها تحمل في طياتها زيادة أعباءً فحياتها ليست لها وحدها، بل مرتبطة بمستقبل أبنائها.
بمجرد أن انتهى المأذون، سحبت يدها سريعًا، كآنها تشعر بندم عميق، شعور وكأنها ترتكب جرمًا...
لكن عكس ما فكرت فوجئت بأبنائها يقتربون منها بوجوههم المتألقة، يهنئونها بخطوتها الجديدة.. يبتسمون لها يتمنون لها السعادة
أبتسمت رغم كل مشاعر القلق التي كانت تعصف بها، ضمتها تاج بشدة وقالت:
مبروك يا مامي.. كذالك فايا وفراس
تدفق شعور خاص من السعادة في قلبها، وكآن كلماتهم الرقيقة أزالت ذلك الشعور المُتردد.. نظرت إلى وجوههم الشابة، ورأت في عيونهم مزيجًا من السعادة والقبول، مما منحها القوة لمواجهة مخاوفها
في تلك اللحظة،تلاشى ذلك الشعور وبدأت تدرك أن سعادتها ليست فقط لنفسها، بل لعائلتها أيضًا تذكرت كيف كان خليل يدعمهم في كل قراراتهم، ويوجه لهم النصيحة بإرشاد...
لكن بلحظةٍ، تبدّلت أجواء الحفل الهادئة إلى صخبٍ وضجيجٍ.. ارتفعت الرؤوس تنظر نحو صوت كسر زجاج اخترق المكات، تلاه صوت يُشبة الصُراخ .. ونظرات
تنظلق مثل سهام مُسممة تشتعل بنار الحقد.
«يتبع»