رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل التاسع عشر 19 بقلم فريدة الحلواني
رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل التاسع عشر 19 هى رواية من كتابة فريدة الحلواني رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل التاسع عشر 19 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل التاسع عشر 19 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل التاسع عشر 19
رواية الاربعيني سالم وسمر الفصل التاسع عشر 19
عارفه ....لما تمري بموقف صعب و تحسي من جواكي إنك ضعيفه ...تزعلي إن ملكيش حد يسندك لما وقعتي ...كل ده بياخد من روحك ...بس وقت ما تعدي كل ده لوحدك هتحسي قد أيه أنتي قويه و تبقي فخوره بنفسك لما تقفي و تقولي محدش له فضل عليا
أنتي مش ضعيفه أبدااااا كله هيعدي و هتقفي...هتكملي و هتوصلي لأحسن مما كنتي بتتمني أنا واثقه
و بحبك
في بعض الأوقات تصبح الطيبه و نقاء القلب نقمه علي من يمتلك تلك الصفات...يعامل الناس بنيه خالصه و يقابله سواد لا يعلم به إلا الله
احذرو هؤلاء الحقراء الذين يظهرون الفضيله و باطنهم عهر لا مثيل له
رعب ...ارتعاش ...حدقتان تهتزان بجنون ...هذا كان حال تلك المسكينه التي وقعت بين يدي مختل ...أقسم ألا يتركها ...مهما كانت خطاياه سيجبرها علي الغفران
أسند كفيه فوق الباب التي التصقت به كي يحاوطها بهما و يجعلها حبيسه بينه و بين جسده الذي يغلي كالمرجل
نظرات مشتعله يصوبها تجاهها تنم علي مدي غضبه و تصميمه علي وجودها في حياته ....
سألها بصوت هاديء حد اللعنه: عايزه تروحي فين
أبتلعت لعابها بصعوبه ثم قالت باهتزاز : اااا...عند ماما
أنتفض العرق النابض جانب عنقه بشكل ملحوظ و هو يقول: أيوة ليه بقي ...أفهم يعني زيارة و كده وحشتك و عايزة تتغدي عندها مثلا
نظرت له بغيظ رغم خوفها الشديد منه و قالت : لأ ...هقعد عندها
تلك البلهاء ...كيف تتفوه بتلك الكلمات أمام ذلك الوحش الذي يلجم حاله كي لا ينقض عليها
زوي بين حاجبيه و قال : تقعدي عندها إزاي ....ضرب بكفيه فوق الباب مما جعلها تصرخ رعبًا و هو يكمل: ملكيش راااجل يحكمك و لا ااااايه
جن جنونها من ذلك المتبجح قالت داخلها بكل رعونه: و الله لرد عليه كده موته و كده موته البجح السافل ده
نظرت له بغضب لا يتناسب مع ضئالتها أمامه ثم قالت بغيظ شديد : هسيبلك الدنيا عشان تعيش براحتك مع ستاتك يا ااااابيه...أنا أصلا وجودي في حياتك كان غلط من الأول ....أنا عارفه إن جوازك مني كان مساعدة مش أكتر
دمعت عيناها رغمًا عنها و هي تكمل باختناق : حتي لما قربت مني ...أكيد قولت خلاص أهي جوازه و السلام عشان أراضي أمي و افتح بيت زي ما بتتمني ...و بالمرة أخلص من زنها
نظرت له بعتاب شديد ثم أكملت بحزن من بين دموعها التي أنهمرت بغزاره : أنا عشت عمري كله خايفه ...طول الوقت حاسه إن محدش بيحبني و كل إلي حواليا إلي هما أهلي أصلا عايزين مصلحتهم و بس
محدش فكر فيا أنا عايزه أيه أو أيه إلي جوايا ...لما جيت هنا عرفت طعم الأمان إلي عمري ما كنت أعرف عنه غير الكلمه و بس
لما طلبت مني نقرب من بعض مترددتش لحظه و وافقت عارف ليييييه...عشان كان نفسي الآقي سند ...الآقي حد يحسسني بالأمان...كان نفسي أعيش من غير خوف
مفكرتش في أني أحبك قد ما فكرت أني هلاقي أب و أخ و زوج ....شوفت فيك أبويا إلي بيراضيني....و شوفت فيك أخويا إلي بيخاف عليا ...و شوفت فيك الزوج إلي بيحامي علي أهل بيته و معيشهم في أمان
كل ده عندي أهم مليوووون مره من كلمه بحبك سواء تقولهالي أو تسمعها مني
لكن ....وقت ما الست دي خرجت ورقه جوازكم من شنطتها حسيت إن اخدت قلم جامد علي وشي فوقني....كل إلي حسيت بيه ده وهم ...أنا مجرد عاله عليك مش أكتر ....عشان كده قررت أريحك مني خالص قبل ما يجي يوم و تقولي أنا مليت منك أو لقيت الأحسن منك و.....
لم يتحمل أكثر ....نار...بل جحيم كان يحرق أحشائه و هو يسمع حديثها الذي مزق قلبه العاشق لها
رفعها سريعًا ليضمها داخل صدره ...بل يجعلها ضلعًا من ضلوعه و جزء لا يتجزأ منها
همس لها بنبره عاشقه و حزينه : بس يا بابا ....أهدي ...كل ده غلط ...و حيات أمي أنا حبيتك بجد ...أنا مش صغير عشان معرفش افرق بين الإعجاب و الحب ...و لا أنا لسه عيل مش هيعرف حقيقه مشاعري ناحيتك
ضمها بقوه و هو يكمل : عشان خاطري أهدي و متزعليش ...تحرك تجاه الفراش ثم جلسه فوقه و اجبرها علي الجلوس فوق ساقه ....لف ذراعه حول خصرها بتملك ثم أخذ يمسح دموعها بيده و هو يكمل بصدق : أنا كنت ناوي أحكيلك كل حاجه ...بس هي سبقت بنت الكلب ...كنت هقولك عليها و علي غيرها عش....
قاطعته حينما شهقت بقوة و هي تقول بصدمه : هاااااا هي و غيرها كمان ...زمت شفتيها سريعًا كي تكتم سبابها الذي كان علي وشك الأنطلاق
ابتسم بفخر لا يعلم لما ثم قبلها بسطحيه و قال بتبجح : أيوة غيرها اكدب يعني
نظرت له بغضب ثم قالت : لااااا...إزاي أكيد مينفعش سالم بيه يكدب طبعًا لا هو بيشقط ستات بس
ضحك برجوله جعلتها تستشيط غضبًا ثم قال : يا بابا ده قبل ما أحبك
ضيقت عيناها بشك ثم قالت بذكاء : قبل ما تحبني ...مش قبل ما تعرفني
تنحنح بإحراج ...قليًلا فقط ثم قرص وجنتها بمداعبه و هو يقول : طلعتي ذكيه يا سماره ...
نفضت يده بغل و قالت : يعني كنت مراتك و بتخوني صح
رد ببرود : مكنتيش مراتي أوي يعني...و بعدين خلصنا بقي قولتلك لما حسيت أني اتنيلت و حبيتك ملمستهاش و كنت ناوي أنهي الموضوع أصلا متبقيش زي الستات النكديه تمسكي في التافهه و تسيبي المهم
حقًا لا يوجد وصف لتبجحه....هل خيانتها شيء تافه بالنسبه له ...يالك من متجبر
زفرت بغضب جم ثم قالت بغيظ : أنااااا نكديه ...أنا مسكت في التافهه ...لما تكون بتخوني و متجوز عليا تافه أمال أيه المهم يا سالم باشا
كوب وجهها سريعًا بقوه ثم نظر لها بعيون لامعه و قال : المهم أني بحبك يا بابا ....الأهم إنك بقيتي حياه و قلب و عقل سالم باشا ...ده مش كفايه ...أعقب قوله بتحريك أصبعه الإبهام خلف أذنها كي يثيرها بخبث و يجعلها تتوه معه فيما يريد فعله معها الآن
يريدها ...بكل ذرة في كيانه يشتاقها ...لا يهمه ما حدث فهو في كل الأحوال كان سيحكي لها ماضيه ....الأهم بالنسبه له الآن هو إجبارها علي تقبله ...إجبار قلبها علي عشقه .....إجبار جسدها علي الإستسلام له ...و تلك أسهل مهمه يستطع إنجازها سريعًا مع تلك البريئه التي وقعت بين يدي أربعيني خبير بعالم النساء
و لكن ....هل يستطع تنفيذ مخطته الخبيث في وجود أمه التي تحفظه عن ظهر قلب ...بالتأكيد لا
بمجرد أن قرب وجهه كي يلتهم ثغرها ...وجد أمه تطرق الباب بقوة و هي تقول بغضب : تعالي يا صاااايع شوف صاحبك إلي مستنيك
أنتي يا بت أوعي يضحك عليكي بكلمتين متصدقهوش
جز علي أسنانه بجنون ثم أطلق سباب لازع جعل من تجلس فوقه تشهق بصدمه
علي صوته و هو يقول بهمجيه: أنتي أم أنتي ....عايزه تخربي بيت ابنك يا سعاد. ...ماااشي ليكي روقه
ردت عليه بغضب : مش هرد عليك و لا طايقه أسمع صوتك....و لولا الواد الغلبان إلي قاعد مقهور تحت مكنتش عبرتك ....أخلص و تعالي شوف الواد قبل ما يعمل مصيبه
شعر بجديتها في الحديث فقام بحمل سمر و وضعها جانبه ...مال عليها ليخطف قبله معتذره ثم اعتدل و قال بجديه : لسه كلامنا مخلصش يا بابا هشوف سعيد و ارجعلك
أعقب بالأتجاه نحو الباب الذي فتحه و قال بقلق : في أيه يا ماما ماله سعيد أنا فكرته مشي
نظرت له بغضب ثم قالت : كان ماشي فعًلا بس إلي تتشل أتصلت بيه حرقت دمه و مصمم يروح يبهدلها
أسبوعًا مر علي آخر الأحداث...التزمت فيه سمر الصمت و كلما كادت أن تضعف من تصرفاته الحانيه الوقحه توبخها سعاد بشده : متبقيش هبله اسمعي مني كل الرجاله صنف واحد لو محسش بغلطه و عرف قيمتك هيسوق فيها ....مش عشان ابني يبقي أقف مع الباطل
و من ناحيته حاول كثيرًا مراضات أمه و لكنها صممت علي معاقبته حتي يستقيم و يحافظ علي تلك البريئة التي أرسلها الله له هديه كي تداوي آلامه
و عن دعاء و صديقتها ما زالت ترسل تلك الصور و معها كلمات جارحه علي أمل أن تبتعد عن محمد
دون أن يعلما ما يحدث من خلف ظهرهم
وجدته يرتدي ثيابه بعجاله و يرتب بعض الأغراض التي ينوي أخذها معه
نظرت له باستغراب و قالت : بتعمل أيه يا حبيبي أنت مسافر
لم يستطع النظر لها ...رد عليها بعجاله : اااه واحد صاحبي عمل حادثه هو و مراته لازم أروح له الغردقه
تملك الشك منها فقالت : بس الغردقه حر و دي هدوم شتوي
محمد : الجو بيبرد بالليل
دعاء : تمام أنا هاجي معاك
ترك ما بيده و نظر لها بتعجب ثم قال : تيجي معايا فين هو أنا رايح اتفسح بقولك صاحبي و مراته في المستشفي
دعاء بتصميم : عارفه و أنا بقولك هاجي معاك أزورهم فين المشكله
تركها و اتجه نحو المرحاض و هو يقول بأمر : أنا هروح يومين و راجع كملي الشنطه علي ما أخد دش ..
.أغلق الباب خلفه دون أن ينتظر ردها مما جعلها تنظر تجاهه ببهوت
لم تنتظر لحظه هرولت إلي الخارج تتصل بصديقتها كي تخبرها ما عليها فعله
بمجرد أن سمعت صوتها قالت : الحقيني يا زهرة محمد بيقولي مسافر الغردقه و واخد معاه هدوم شتوي
زهره باستغراب : و فين المشكله قوليلو مسافره معاك أوعي تسبيه يمشي لوحده ممكن يكون أجر شقه يقعد فيها بعيد عنك عشان يعرف يتصرف في المصيبه مع بنت الكلب دي
دعاء ده إلي أنا فكرت فيه ...اعمل أيه لو صمم مروحش معاه يبقي كده فعلًا تحليلك صح ...صمتت لحظه ثم أكملت بقوه : أنا هواجهه يا زهره ...مش هينفع اصبر زي ما قولتي
زهره بحيره : المواجهه دلوقت مش في صالحك...بس في العموم لو صمم إنك متروحيش يبقي ارميها في وشه بقي و إلي يحصل يحصل
دعاء : أنا هعمل كده فعلًا...اقفلي بينده عليا ...أدعيلي
جلست داخل غرفه صغيره فوق سطح أحد البنايات القديمه تطعم صغارها بشرود
تذكرت كيف أتت لها صباح بالأوراق التي تخصها هي و بناتها ....كيف اخذتهم بشق الأنفس بعد أن كانت تلك البغيضه تقف فوق رأسها تراقب ما تأخذه
و في اليوم التالي فجرًا كانت تنسحب من بيت أبيها بهدوء و تخرج منه هي و الأطفال بعد أن تأكدت من نوم الجميع
همست لها صباح بقوة : زي ما فهمتك هتطلعي من هنا علي موقف إسكندرية ...عم فتحي السواق مستنيكي هيوصلك لحد ناس قرايبه هناك عندهم شقه صغيره للإيجار
تقعدي يومين تريحي فيهم و يوم السبت هتروحي المصنع إلي كتبت لك عنوانه في ورقه تقوليلو أنا أخت صباح و بس أوعي تنسي أهم حاجه متتصليش بيا خالص أنا هكلمك علي تليفون قريبه عم فتحي
نظرت لها من بين دموعها المنهمره ثم قالت : حفظت و الله أنتي من إمبارح بتقوليلي نفس الكلام
احتضنتها سريعًا و هي تقول : عشان عارفه إنك طيبه يا قلب أختك و بتغرقي في شبر ميه ...أبوس إيدك اعملي زي ما فهمتك بالحرف
و ها هي تنهي ما تفعله و تسحب بناتها معها كي تضعهم داخل حضانه جانب عملها الجديد
كل شيء تفعله بشرود و خوف فمنذ أن أتت إلي هنا لم تتصل بها أختها و لا تعلم شيء عما يحدث هناك داخل قريتها
تنهدت بهم و هي تقول داخلها : يا رب استرها معايا ...أنا مرعوبه و خايفه يعترو فيا ...يا رب نجيني من شرهم بحق جاه النبي و أهل بيته
وقف بسيارته أمام باب الجامعه و هي تجلس جانبه ملتزمه الصمت ...نظر لها و قال : متكلميش حد متعرفهوش..ما
قاطعته سريعًا بنزق : خلاص و الله حفظت كل يوم تقولي نفس الكلام كأني عيله صغيره ...و بعدين أنت عارف إن رانيا جت إسكندرية من يومين و إنهاردة هتحضر معايا يعني مش هكون لوحدي
بمنتهي الجرأة مال عليها مقبلًا وجنتها بعشق ثم اعتدل و قال : شطوره يا بابا ...يلا عشان متتاخريش
من شده صدمتها و خجلها بل و ذلك القلب الصغير الذي بدأ يخفق بشده بمجرد وجوده معها في نفس المكان ..هبطت سريعًا بوجه أحمر من شده الخجل دون أن تتفوه بحرف
أنطلقت نحو البوابه و منها دلفت إلي الداخل بعد أن أخرجت هويتها لفرد الأمن
أبتسم براحه و فرحه علي صغيرته البريئه المجنونه و كاد أن ينطلق بسيارته تجاه عمله ...ألا أنه لمح الكتب الخاصه بها و التي من الواضح أنها نسيتها
هز رأسه بيأس ثم سحبها و قرر أن يذهب لها بهم
أثناء سيره داخل الحرم الجامعي أرتطم جسده بفتاة...نظر لها بغيظ و قال : مش تفتحي
تطلعت له بإعجاب شديد من هيبته و وسامته التي بسببها لا يظهر عليه سنه الحقيقي
أبتسمت باتساع ثم قالت : أسفه جدًا و الله ...كنت بدور علي الفون و مخدتش بالي
هز رأسه لها ببرود و كاد أن يتحرك دون أن يرد عليها
سألته بلهفه بعد أن بدأ بالتحرك من أمامها: هو حضرتك دكتور هنا ...أصل جديده ...أول يوم ليا هنا
لا ...تلك هي الكلمه التي نطقها بنزق و هو يتحرك تجاه الداخل مقررًا الإتصال بحبيبته كي يعلم مكانها تحديدًا
أما الفتاة تنهدت بإعجاب حقيقي و هي تقول : يخربيت جمال و تقل أمك يا جدع ...أممممم طب هعرف شخصيه الرجل الغامض بسلامته منين ...ااااه هسأل حرس الجامعه
شهقت بفزع و هي تقول : اتهبلتي ....لا بجد جري لمخك حاجه تسألي علي مين يا هبله و أنتي متعرفيش حد أصلا هنا
سمعت صوت صديقتها و هي تضحك و تقول : فعلًا هبله عايزه تسألي علي مين
صرخت رانيا بفرحه حينما رأت صديقتها و قاما بعناق بعضهما باشتياق
و بعد ان تبادلا كلمات الفتيات المعتاده سألتها سمر بإهتمام : كنتي عايزه تسألي علي أيه بقي
كادت أن ترد عليها بحماس ألا إنها بهتت حينما وجدت سالم يقول بعدما أمسك ذراع سمر برفق : مش بتردي علي الفون ليه يا حبيبي عمال الف عليكي
خجلت من حديثه أمام صديقتها التي تنظر له بعدم تصديق
مد يده بكتبها ثم قال بحنو : نستيهم في العربيه
أخذتهم و قالت بهدوء : شكرا
أبتسم لها بحب و قال : عايزه حاجه يا بابا أنا رايح الشغل قبل ما تخلصي هتلاقيني مستنيكي
هزت رأسها علامه الموافقه...كاد أن يذهب إلا أنها سرعان ما أمسكت يده لأول مره كي تمنعه و قالت بلهفه : أستنى اعرفك علي رانيا صاحبتي
نظرت لها ببرود و تفحص ...لمح داخل عيناها نظره غريبه لم يرد أن يفسرها ...هز رأسه بهدوء
أبتسمت له باهتزاز ثم تمالكت حالها سريعًا و قالت : أهلا بحضرتك ...طبعًا سمر صدعتك بسيرتي عارفاها مجنونه و طول الوقت مش بتسكت
قالت تلك الكلمات دون وعي ...كل ما ارادته أن تخرج نفسها من تلك الحاله الغريبه التي تلبستها فجأة
لم يبتسم ...لم يعطيها أي إهتمام...كل ما فعله هو خلع نظارته الشمسيه....مال علي صغيرته ليقبل وجنتها أمام الجميع...ثم اعتدل و قال بوقاحه : معندناش وقت نجيب سيره حد و إحنا سوي
عايزه حاجه يا بابا ...خدي بالك من نفسك ...سلام ...و فقط ارتدي نظارته مره أخري بمنتهي الغرور و غادر دون أن يهتم بصدمتهما
بعد لحظات ...تطلعت لها رانيا بصدمه و قالت بعدم تصديق : ده جوزك..عشماوي ...حنظله
أبتسمت سمر و قالت : لا ما خلاص بقي مفيش دول ...بقي سالم و بس
نظرت لها رانيا بهدوء عكس ما تشعر به داخلها...فقد شعرت فجأة بضيق و أختناق لا تعلم له سبب
تجاهلت كل هذا و حاولت المزاح كعادتها : منك لله ...ده قمررر يا لهوي عليكي يا قلب أختك بتقدري تقاوميه إزاي ده ....أنا لو مكانك هنهار...لا أنهار أيه دا أنا هغتصبه
وكزتها سمر بخفه و قالت بغيره : أتلمي يا زفته ...أيه إلي بتقوليه ده
ضيقت عيناها و قالت بشك مازح: أيه ده أيه ده ....هو إحنا بقينا بنغير و لا ااااايه ....لا تعالي بقي نقعد كده في أي حته و تحكيلي أيه إلي حصل في اليومين إلي متكلمناش فيهم بسبب النقل لهنا و ترتيب الشقه
تحركت معها كي تجلس بعيدًا عن ضجيج الطلبه و تقص عليها ما حدث معها و ما بدأت تشعر به داخلها
أما الأخري ...زاد اختناقها دون أن تعلم سبب لذلك ...أو ...تعلم و لكنها حاولت جاهده تجاهل الأمر حتي لا يأخذ أكبر من حجمه
وقفت قبالته تصرخ بجنون : بقولك مش هتنزل من غيري سامع
القي الحقيبه التي بيده أرضًا و صرخ بغضب جم : أنتي مالك إنهاردة أتجننتي ...
نظرت له بكل ما تحمله من قهر و وجع ...عتاب و نكران لما فعله بها ثم قالت بصوت خالي من الحياه رغم أرتفاعه : رايحلها..ااااانطق
بهتت ملامحه و قال بشك : رايح لمين ...
نظرت له بقوة ثم قالت : ......
ماذا سيحدث يا تري
سنري