رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل التاسع عشر 19 بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل التاسع عشر 19 بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل التاسع عشر 19 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامه رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل التاسع عشر 19 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل التاسع عشر 19 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل التاسع عشر 19

رواية سهم الهوي جاسر وتاج بقلم سعاد محمد سلامه

رواية سهم الهوي جاسر وتاج الفصل التاسع عشر 19

سؤال أم جواب من تاج لـ جاسر 
الذي ظل صامتًا فقط يتأملها وهل تحتاج لجواب، لو كان إنتهي حُبها فى قلبه لما كان عاد يقترب منها مرة أخرى
نظرت له تنتظر منه أي رد، ولكن ظل صامتًا. أرادت أن تندفع وتسأله: 
لمَ لا تمتلك الشجاعة وتقول حقيقة مشاعرك، جاسر...
لكن كبرياءها أوقفها في اللحظة الأخيرة، فكتمت السؤال داخل صدرها، مكتفية بالنظر إليه بعينين يتحدث فيهن العتاب.
بينما جاسر...
ظل ثابتًا في مكانه، عيناه تجوبان ملامحها بتردد.. أراد أن ينطق، أن يكسر ذلك الحاجز  لكنه خشي أن يخون لسانه ما لم يجرؤ قلبه على الاعتراف به
في داخله، معركة بين شوقه لها وكبريائه الذي يأبى أن يظهر ضعفه أمامها.
لكن أنقذه صوت الطيور الذي كسر الصمت، كأنه نداء خفي يدعوه لإعادة ترتيب كلماته، أو ربما لإخفاء ضعفه... كذالك  تطايرت خُصلات شعرها بفعل الرياح، أخفت ملامح وجهها تقريبًا، كآنها تمنحه فرصة للهروب من مواجهة حقيقة مشاعره تردد للحظة، ثم ابتلع صمته بصعوبة، وهمس لنفسه: 
حتى الرياح،عرفت أني ضعيف قدامك يا تاج
تقدمت خطوة للأمام دون أن تفكر، لكنها توقفت فجأة، كآن كبرياءها أمسك بقدميها أرادت أن تسأله، أن تصرخ به: 
لماذا تختبئ خلف صمتك؟ لماذا لا تواجهني بما في قلبك؟ لكن كلماتها علقت في حلقها.
أما هو، فكانت عيناه مُتسمرة عليها... أراد أن يمد يده ليُزيح تلك الخصلات التي أخفت وجهها، أن يعيد رؤيتها بوضوح، لكنه توقف... شيء ما في داخله يُقيده، ربما كان خوفه من أن يرى في عينيها ما يود الهروب منه الحقيقة التي يخشى الاعتراف بها.
حتى اشتدت الرياح كآن الطبيعة تتآمر لإخفاء لحظة المواجهة.. 
سئمت من إنتظار رد جاسر استدارت بخفة، كآنها تُخفي خذلانها من صمته،وضعت يديها حول عضديها تمسدهما تستمد دفئ لحظات قبل أن تتحدث بحِده 
أنا بردت خلينا نرجع للشاطئ تاني. 
بينما جاسر وقف مكانه للحظات، يتساءل إن كانت قد سمعت قلبه يتحدث رغم صمته... إقترب نحوها، كآن كلماتها سحبته من غفوة أفكاره التي كانت تشتعل بصراع داخلي.. رمقها بنظرةٍ طويلة، تردد فيها مزيج من الندم والتردد.
-تاج
نطق اسمها  وهو يضمها من الخلف بهدوء،  نبرة صوته  يحاول احتواء ارتعاشة جسدها فى هذه اللحظة 
نطق اسمها بصوت خافت، كأنما ينسج لها غطاءً من الطمأنينة بين ذراعيه... ضمها  بحنانٍ حذر، وكأنها قد تنكسر إن ضغط عليها أكثر... كان دفء أنفاسه يلامس أذنها، جمع بين الحزم والعاطفة
شعرت بنبضه يتسارع خلف ظهرها، كأنه ينقل إليها مشاعره دون كلمات إضافية... حاولت أن تقول شيئاً، لكن الكلمات تاهت منها، فتراجعت قليلاً بين ذراعيه، تبحث عن القوة التي فقدتها في هذه اللحظة.
أكمل بهدوء، كأنه يتحدث إلى قلبها مباشرة:
أوقات بحس إن وجودك جنبي حلم وخايف أصحي منه. 
تسللت دمعة ساخنة من عينيها، لتختلط بصقيع هواء البحر لم تلتفت إليه، لكنها وضعت يدها برفق على ذراعه التي تطوقها، كأنها تخبره بصمت أنها سمعت كل ما عجز عن قوله
رغم ذلك لم تلتفت إليه، حاولت أن  تسير لكن هو ضمها بقوة تسمرت بين يديه، كآنهما  ينصتان لصوت البحر أكثر من الكلام بينهم 
يعلمان أن السكوت أحيانًا يكون تجنُبًا لجرح أعمق من أي كلام.
بعد قليل 
ربما لو قال جاسر أنها فقدت حُبه وما بينهما مجرد إنجذاب عاطفي قد يزول مع الوقت كان أفضل من صمته حتي بأوقاتهم الحمِيمية، تنهدت بقوة تضع يديها فوق بطنها، وسهم الحِيرة يضرب عقلها، بين إرادة عقلها وخوف قلبها 
إرادة عقلها تود إخبار جاسر بحملها 
وخوف قلبها من رد فعله قد يكون مُجحفً ببروده المُتوقع، كذالك حياتهما معًا مُضطربة،كذالك سهم آخر يتوغل من عقلها فأمر حملها لن يختفي كثيرًا فوقت قليل وسيظهر عليها ذلك بوضوح 
حِيرة قلبها كافية للفتك برأسها، اغمضت عينيها بعدها لم تشعر بالوقت الا حين شعرت بيد شبه باردة تسير بخشونة فوق وجنتيها فتحت عينيها تلاقت مع بسمة وجه جاسر بتلقائية إبتسمت هي الأخري تُزيح ذلك الدثار عنها، تنهد وهو يجلس جوارها يضمها لصدره قائلًا: 
بقينا المسا... رغم إني كنت مخطط تقضي اليوم سوا بس إنتِ نمتِ معظم الوقت. 
تثائبت قائله: 
كنت سقعانه يمكن لما دفيت نمت. 
إبتسم وهو يضمها يُمسد على كتفها قائلًا: 
واضح إن جسمك محتاج راحة. 
أجابته بنفي: 
لاء يمكن عشان الفترة اللى فاتت خدت أجازة فجسمي بيعمل رد فعل عكسي... هنرجع القاهرة أمتى. 
نظر لها قائلًا: 
وقت ما تحبي... 
قاطعته: 
يبقى خلينا نرجع النهاردة... 
كاد أن يعترض لكنها بررت ذلك قائله: 
عندي شغل متأجل فى الشركه. 
اومأ موافقًا، بداخله شعور أن تاج تتهرب منه سواء بنومها طوال اليوم تقريبًا، بالتأكيد ذلك بسبب عدم رده علي سؤالها.. الجواب ليس صعبً، بل سهلًا لو كان إنتهي حبها ماكان تحمل أفعالها التى أحيانًا تلغي وجوده وتتصرف على هواها.. 
ازاحت تاج الدثار كي تنهض لكن جاسر مدّ يده فجأة، وأمسك بمعصمها بلطف:
تاج... مش عايزك تفتكري إنّي بتجاهل سؤالك. بس أحيانًا، في حاجات بتحتاج وقت عشان نقدر نقولها.
إدعت عدم الفهم سائله: 
سؤال إيه اللى بتتجاهله. 
نظر لها ثم جذبها عليه وقبلها بحنانٍ أربك دفاعاتها، وكأنه يُعلن بوضوحٍ أن الصمت لم يعد خيارًا. ترك شفتيه تبتعدان قليلًا عنها وهمس بنبرة دافئة:
سؤال إنك عايزة تعرفي لو أنا لسه بحبك... والإجابة واضحة، تاج.
ارتبكت للحظة، حاولت أن تنهض مجددًا لكن يديه كانت ثابتة على خصرها، تمنعها من الهروب.
نظرت له ولمعت عينيها بابتسامه إستسلام فلا داعي للمقاومة...لكن الى متي يظلان هكذا حياتهما مُضطربة هشه. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بموقع المشروع 
لخلاء المكان كان تيار الهواء عاليًا يكاد يقتلع كل شيء في طريقه.. إقترب صهيب من فايا ، كاد يحجب عنها برودة الرياح بجسده، بينما كانت تتشبث بوشاح حول رقابتها،تحاول جمع  خصلات شعرها التى تتطاير ... نظرت حولها بتوتر، محاولة أن تتجاهل شعورها الغريب:
المكان هنا عاصف بشكل غريب... مش عارفة ليه حاسة إن فيه من جو أوربا. 
ضحك  صهيب  وتفوه بنبرة هادئة لكنها :
مش جو أوربا، بس أعتقد إن الجو عامل كده عشان الموقع هنا مفتوح بين بحر وجبال... اليوم أنتهي.
أومأت قائله: 
فعلًا والحراسة اللى طلبناها وصلوا، أما اشوف البدو هيلتزموا المرة دي ويبطلوا مناوشات ولا هيتراجعوا وقتها هيبقى فى قرار حاسم. 
أجابها بثقة: 
انا برحج أنهم مش هيعملوا مناوشات تاني. 
اومأت له بتمني... 
بعد قليل بذلك الفندق القريب من الموقع دلف الإثنين معًا،توجه صهيب نحو الإستقبال كي يأتى ببطاقات فتح الغرف، لكن سُرعان ما تيبست ساقي فايا حين رات ذلك الوقح يقترب منها ببسمة مقيتة، وقف أمامها يتحدث بفجاجة:
فايا قد إيه كنت أتمنى أشوفك وحشتيني. 
قالها بابتسامة تحمل كل معاني التحدي والوقاحة، وكأنه واثق أن وجوده وحده كافٍ ليهزها.
شعرت فايا بدمائها تغلي، لكنها تماسكت، ونظرت له بعينين تضيقان من الغضب المكبوت وتفوهت بإستحقار ووعيد:. 
إبعد عن سكتِ يا "باسم" متخلتيش أندمك على كل خطوة بتقربها مني
قهقه بصوت منخفض وهو يقترب خطوة أخرى، متجاهلًا التحذير في نبرتها. قائلًا: 
بتهدديني؟ 
تعرفي الجرأة دي ممتعة  ملامح وشك  بتزيد جمال لما تغضبي
كاد أن يتمادى أكثر، لكن وصل  صهيب بخطوات سريعة وثابتة، يقف بينه وبين فايا  كجدار صلب مُتحدثًا بقوة
أظن أنها طلبت منك تبعد عنها يبقى  من الرجولة إن تبعد، ولا محتاج  لتوضيح أكثر قالها بنبرة حادة وعيون لا تعرف المزاح.
الصمت خيم للحظة، ثم تراجع الوقح وهو يرفع يديه كما لو كان يستسلم.. لوقت فقط يراوغ: 
لا مفيش داعي للعنف. استمتعوا بوقتكم.
راقبته فايا بابتسامة ساخرة، لكنها لم تنسحب من خلف صهيب إلا بعدما ابتعد تمامًا تنهدت بارتياح، ثم نظرت لصهيب: 
شكرًا... بس أنا كنت هعرف اتعامل معاه. 
رد بابتسامة جانبية: 
ليه يا فايا بحس إن الحقير ده واثق إن بسهولة بيقدر يستفزك، وإيه مدى علاقتك بيه، واضح... 
تضايقت من حديث صهيب أرجعت كتفيها إلى الخلف في تحدٍّ، وكأنها تحاول إثبات عكس ما قاله صهيب نظرت إليه نظرة حادة وتحدثت بصوت حاولت أن تجعله متزنًا:
ماليش علاقة بيه، ولا عمري كان ليا علاقة بشخص زي ده... بس اللي زيّه دايمًا بيفكروا إنهم يقدروا يتحكموا في كل حاجة حواليهم،وبعدين إنت مالك .
تحير صهيب  من نبرة حديثها و زاد فضوله، وقال بنبرة هادئة لكنها مشحونة بإستفزاز: 
طيب لو ملكيش علاقة بيه، ليه مستفزّك بالشكل ده؟ واضح إن في بينكم حاجة، ولو عاوزة حد يساعدك فيها، أنا موجود.
شردت للحظة، لكن سرعان ما استعادت سيطرتها على نفسها ورفعت ذقنها في كبرياء:
مش محتاجة مساعدة حد... أنا قادرة أواجه أي حد لوحدي... حتى لو كان حقير زي ده.
أومأ صهيب برأسه قليلاً وابتسم بسخرية خفيفة، قائلًا:
تمام طالما قادرة... بس لو احتاجتي، مش غلط تسندي على حد.
شعرت فايا بالانزعاج من كلماته، لكنها لم ترد أن تطيل النقاش... أومأت برأسها وغادرت، بينما ظل صهيب يراقبها وهي تبتعد، يتساءل في داخله عما تخفيه تلك النظرة الغامضة في عينيها... وفضول يتوغل منه معرفة سبب تتبع ذلك الحقير لها كذالك سبب عصبية فايا  
راقب خطواتها حتى إختفت من أمامه،  ظهر بعينيه إصرار غير معلن على معرفة القصة الكاملة...هو ليس شخص فضولى،لكن هنالك شئ من الغموض  يحيط فايا  يُثير فضوله، أحيانًا يشعر انها  بحاجة لحمايتها، حتى لو كانت فايا ترفض الاعتراف بذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين
أمام شقة خاصة في أحد الأماكن الراقية، وقفت لوهلة وهي تتأمل المكان، ثم ضغطت على مجموعة من الأرقام على لوحة مفاتيح معدنية إلكترونية بجانب الباب... حتى سمعت صوت هادئ، فُتح الباب، ودخلت بخطوات هادئة، المكان يعكس فخامة ورقيًا يتناغم مع ذوقها الرفيع... هدوءه المبالغ فيه جعلها تشعر بشيء من السكينة والاطمئنان، كآن المكان يعكس حالة من التوازن الداخلي الذي تحتاجه... جلست على أحد المقاعد في الرُدهة قليلًا، كآن للثراء رائحة خاصة تمتزج مع جدران المكان، كل تفصيل فيه يُحيي روحها المادية التواقة دائمًا للعيش ببذخ... استنشقت تلك الرائحة التي عززت مشاعرها بطموح أكبر، ثم نهضت ببطء، توجهت إلى إحدى الغرف،  كانت غرفة نوم وثيرة بأثاث عصري يحمل لمسة أثرية... فتحت تلك الخزانة الكبيرة بحذر، وسحبت المزلاج الخشبي الذي كان يخبئ خلفه سرًا، لتظهر لوحة رقمية مخفية بعناية... ضغطت على عدة أرقام، حتى سمعت الصوت الخافت للفتح، انكشف أمامها خزنة معدنية مخفية.
نظرت إلى داخلها، لتجد رُزمًا من الدولارات مُرتبة بعناية،  كانت هناك لحظة من الترقب في عينيها، لحظة من الهدوء الذي يعكس الصراع الداخلي بين الرغبة في الثراء وبين الشعور بأن كل هذا ليس سوى جزء من لعبة أكبر... مدت يدها وجذبت ذاك المُغلف الورقي الذي كان جوار الدولارات، ثم ذهبت نحو الفراش جلست عليه وفتحت ذاك المُغلف... أخرجت منه بعض الملفات... لمعت عينيها وهي تفتح إحداها... أخرجت منه بعض الملفات القديمة والمُرتبة بعناية، وكأنها توثيق لقصص خفية...عن بعض التدليس التى قامت به سابقًا لصالح عُملاء... ثم لمعت عينيها بشكل مفاجئ عندما فتحت أحد تلك الملفات... كانت صكوكًا مالية ضخمة، صكوك تم استثمارها في إحدى الشركات العالمية الكبرى... هذا الملف كان الكنز  الخيط الذي يربطها بهذا العالم المظلم من الأموال والاستثمارات، وكان كل ورقة فيها تهديدًا ووعودًا بمستقبل مُختلف تمامًا، مليء بالفرص والمخاطر في آن واحد.
قلبت الملفات بأصابعها بثقة، فقد أصبحت جزءًا من هذه اللعبة المعقدة، ولا مجال للعودة.
ثم جذبت ملف آخر 
لمعت عينيها  بخُبث، ذلك الملف ربما يكون ورقتها الرابحة، لو أظهرت تلك الوثائق، قد تُصيب تلك الشركة التي تتباهي بها تاج بمقتل ذلك الملف يحتوي على مخالفات مالية تمت أثناء حياة قاسم، تلاعُب ببعض الأرباح لتقليل الضرائب، بالإضافة إلى اختلاسات من البنوك بضمانات غير موجودة.. كان هذا الملف بمثابة قنبلة موقوتة يمكن أن تدمر سمعة الشركة بأكملها، وربما تطيح بمكانة الشركة كذالك  خسارة من يمتلك أسهم بها. 
فكرت للحظة، لو أظهرت تلك الملفات وأرسلت نسخة إلى الجهات المختصة بالأموال العامة، فإن كل شيء سيتغير.. قد تكون تلك هي الفرصة التي طالما انتظرتها لتهزّ أركان هذا العالم الفخم الذي تعيش به تاج
ولكن،فكرت في الاحتمالات، حدثت نفسها بصوتٍ خافت: 
لسه لازم اخد حذري أكتر، 
أدركت أن تقديم تلك الملفات قد يعرضها لخطر 
تنفست بعمق، وأغلقت الملف بحذر: 
لسه الوقت المناسب مجاش...لازم أأمن نفسي الأول. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باللشركة
تأففت ليان بضجر كطبيعتها  من اوامر فراس لها 
بنفس الوقت صدح رنين هاتفها 
نظرت له سُرعان ما تبسمت وقامت بالرد
غير مُنتيهه لذلك الواقف على عتبة المكتب ظل واقفًا حتى إنتهت من المكالمة الذي لاحظ أنها كانت لـ شابً،تحير عقله وشعور آخر يشعر به بالضيق فتفوه بضيق:
حلو أوي أوي
سايبه مراجعة الملفات وقاعدة ترغي  عالموبايل ومعطلة شغلنا.
لوهله إنخضت لكن تمالكت نفسها وظلت صامته تستمع فقط لغضب فراس الغير مُبرر كذالك أول مره تراه بهذه الصرامة  حين أمرها بغضب:
الملف يكون جاهز فورًا وكمان هاتيلي قهوة. 
امرها ودخل الى مكتب يشعر بالغضب دون تبرير، لكن تذكر حديثها عبر الهاتف كان بوضوخ لـ شاب يبدوا قريبًا منها بسبب المزح وطريقة الرد. 
بعد دقائق دلفت بالقهوة وضعتها أمامه على المكتب، لكن هو سألها: 
فين الملف. 
تباردت فى الرد فشعر بالغضب وغصبً رفع يده لسوء الحظ خبطت بفنجان القهوة الساخن الذي إنسكب على كف يدها، فتأوهت بآلم صارخه فيه، وهو ظل صامتً للحظات قبل أن يعتذر،فلم تتقبل إعتذاره وتركت المكتب وهي تهمس بكلمات غاضبه.
بعد خروجها  جلس فراس يجذب شعره للخلف موبخًا ذاته لأول مره يفقد صوابه هكذا،واجه نفسه لائمّا، لكن يبدوا أن تلك الحمقاء سوف تقوم بجعله يقفد عقله، حين دخلت بعد قليل، تلف يدها المُصابه وضعت أمامه ذاك الملف وفوقه ورقه أخري... تساءل: 
خلصتِ الملف. 
هزت راسها بـ لا 
فتساءل وهو يكبت غضبه: 
وإيه الورقة دي كمان. 
أجابته ببرود: 
ده طلب أجازة مرضيه لمدة شهر لحد ما إصابة إيدي تخف. 
نظر لها مذهولًا يقول بنزق: 
أجازة شهر فى حرق كوباية قهوة وكمان فى مبالغة القهوه  مكنتش سُخنه أساسً...بطلي إستعباط وخدي الملف ونص ساعة يكون جاهز.
نظرت له بحقد قائله:
قاسي وقلبك حجر إنت ديكتاتور ومعندكش إنسانية. 
ظل مذهولًا للحظات قبل ان يغرق فى الضحك من نعتها له بتلك الصفات، قائلًا: 
أنا كده وإن كان عاجب، غصب عنك يلا على مكتبك ونص ساعة لو الملف مكنش قدامي جاهز، هيكون في عقاب. 
لوهلة نظرت له عينيها تفيض حقدًا، لكن هو تفوه بامر وقوه: 
على مكتبك يا آنسه. 
سُرعان ما أخذت الملف وغادرت تهمس بسباب له، بينما هو عاد يضحك  بإستغراب، بأخطاء من تلك الحمقاء يشعر بالغضب وباللحظة التاليه يضحك، هذا ما كان ينقصه التضاد الأحمق. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكتب تاج 
دخل جاسر باسمًا، إستقبلته تاج بابتسامة خفيفة تحمل مزيجًا من الترحيب والإرهاق... اقترب منها بخطوات واثقة، طبع قبلة رقيقة على وجنتها وهمس:
أنا جاي أخدك، كفاية كده شُغل. صحتك أهم يا تاج، الإرهاق بدأ يظهر عليك.
نظرت إليه تاج بإرهاق واضح قائله:
كان  في شوية حاجات لازم أخلصها وخلاص إنتهت. 
مد يده بلطف وأمسك بكفها، مضيفًا بنبرة حانية ولكن حازمة:
الحاجات دي كانت  تستنى، لكن صحتك ما تستناش..وكفاية كده  يلا بينا.
كانت نبرته مليئة بالإصرار والقلق، فلم تجد تاج إلا أن تُذعن، مستسلمة لاهتمامه الذي غمرها بالدفء.
تبسم وهو يضمها قائلًا: 
كمان إحنا معزومين عالعشا. 
نظرت له بإستفهام: 
مين اللى عازمنا. 
أجابها بلطف: 
ماما. 
سُرعان  ما شعرت بالتوتر وهي تعلم أن هنالك هدف من ذلك فعلاقتها مع والدته ربما ليست سيئه لكنها لا تكون حيادية أحيانًا ...لكن موقف هاله واضحً للعلن..  وافقت وذهبت معه بحذر. 
بعد قليل 
أمام منزل والدة جاسر فتخ الباب وتجنب  
دلفت تاج أولًا إلى داخل المنزل متأملة في الأجواء الهادئة التي تحيط بالمنزل، ثم دخل جاسر خلفها يبتسم بابتسامة خفيفة على وجهه، أغلق الباب خلفه برفق.. وقفت تاج في المدخل لحظات، قلبها ينبض بسرعة، فهي تشعر بترقُب حذِر، تتساءل في نفسها كيف ستستقبلها والدة جاسر بعد كل تلك الفجوة التي نشأت بينهما في الفترة الأخيرة.. تعلم تمامًا أن الأمور بينهما لم تكن كما كانت عليه من قبل، وأن اللقاء سيكون محملاً بالكثير من التحفُظات .
لحظات وطلت والدة جاسر تفاجئت بـ تاج مع جاسر تمعنت بها تُخفي أي تعبير قد يفضح مشاعرها.. رسمت ابتسامة فاترة على وجهها، تحاول كبت مشاعرها نحو  تاج التى شعرت بتوتر،حاولت أن تُظهر هدوءًا رغم ضغط اللحظة،وتحدثت بصوت هادئ، مع إيماءة دالة على الترحيب بـ تاج:
أهلاً بكِ يا تاج.
لكن هناك إحساس آخر بداخلها نحو تاج أخفته أمام جاسر وقالت:
الأكل جاهز وهالة حطته عالسفرة. 
توترت تاج تعلم بمكنون قلب هالة نحوها، لكن حاولت الثبات ودخلت خلف والدة جاسر الى غرفة السفرة ترسم إبتسامة هادئة مُتحدثة بذوق: 
مساء الخير. 
إبتسم جمال ونهض مُرحبًا، بينما عبس وجه هاله ونظرت نحو والدتها التي أومأت لها فهمت هالة مغزي تلك الايماءة وضغطت على نفسها ورحبت بـ جاسر وتجاهلت تاج... إبتلعت تاج ذلك، جلست جوار جاسر 
كان جو الغرفة مشحونًا بشُحنة من التوتر التي بدت واضحة في تصرفات هالة... حاولت تاج الهدوء لكن قلبها كان في صراع داخلي.. تحاول عدم الإحتكاكةبـ هالة، التي رغم محاولتها إخفاء مشاعرها، كانت نظراتها الحادة تكشف عن مشاعر الكراهية.
حاولت تاج أن تبقى هادئة، رغم الوجع الذي تشعر به في معدتها، وأخذت نفسًا عميقًا محاولة تجاهل الحقد الذي تشعر به من هالة.
بينما جاسر كان يتحدث مع والدته بهدوء، ولكن بين اللحظة والأخري يرمق تاج بنظرة  عينيه جعلها تاج تشعر به يراقبها في صمت، تجنبت أن تلتقي عيناهما، رغم أنها كانت تعرف أنه يفهم ما يحدث دون أن يتكلم.
تعمدت هاله تجاهلها وكأنها غير موجودة، تتحدث مع الآخرين ، وعينيها تتنقل بين الحضور بشكل آلي، لكن تاج كانت على يقين أن وراء تلك الملامح الخادعة تكمن مشاعرها التي تحاول إخفاءها... 
حاولت تاج الأكل لكن شعرت بزيادة تقلُصات بطنها، لاحظ جاسر عدم أكل تاج وقبل أن يسألها لم تتحمل ونهضت سريعًا للخارج كاد جاسر أن يخرج خلفها لكن بغضب نهضت هالة قائله بنزق: 
واضح إن أكلنا مجاش على مزاج تاج، طبعًا معدتها متعودة على نوعية معينه من الأكل كنت قولت إنها هتجي معاك كُنا طلبنا لها أكل مخصوص.. 
نظر لها جاسر بحِده، ثم نهض متجاهلًا تعليقات هالة الغاضبة خلفه، واتجه للخارج ليتفقد تاج. . طرق على باب الحمام أكثر من مره حتى خرجت تاج تمسك بطنها بيدها وملامحها شاحبة... اقترب منها بحذر وهو يقول بصوت منخفض:
تاج، إنتِ كويسة. 
رفعت رأسها ونظرت إليه بعينين متعبتين، ثم هزت رأسها بصعوبة وقالت:
يمكن الأكل تقيل عليّ شوية على معدتي. 
إستغرب جاسر ذلك قائلًا: 
بس إنت مأكلتيش يا تاج و.. 
قاطعته تاج: 
أنا كويسه يا جاسر إطمن خلينا نرجع للسفرة. 
قبل أن يعترض جاسر إقتربت هاله منهما نظرت الى ملامح تاج ودلال جاسر بعينين مليئتين بالغضب،لكن سُرعان ما دخل شك برأسها وهمست لنفسها:
معقول تكون تاج حامل! تبقي مُصيبة... عليها التأكد من ذلك، إن كان هذا صحيحً،بهذا ستتملك تاج من حياة جاسر وتتوغل وقد يُصبح أمر إنفصالهما صعبً.   
«يتبع»

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا