رواية ومضة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميرنا ناصر

رواية ومضة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميرنا ناصر

رواية ومضة الفصل الحادي عشر 11 هى رواية من كتابة ميرنا ناصر رواية ومضة الفصل الحادي عشر 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ومضة الفصل الحادي عشر 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ومضة الفصل الحادي عشر 11

رواية ومضة بقلم ميرنا ناصر

رواية ومضة الفصل الحادي عشر 11

عندما فتحت عيني، وجدت نفسي مستلقية في غرفتي، وأثينورا تجلس بجانبي بتعبيرات قلقة على وجهها. كانت تمسك بيدي بلطف وتحاول تهدئتي. نظرت حولي وحاولت تذكر ما حدث، لكن الذكريات كانت مشوشة ومليئة بالضباب.
"مولاتي، هل أنتِ بخير؟" سألت أثينورا بصوت هادئ.
بلعت ريقي وأجبت بصوت مبحوح: "نعم، أعتقد ذلك. ما الذي حدث؟"
أجابت أثينورا: "لقد فقدتِ وعيك فجأة، وجلبتكِ إلى هنا لتستريحي."
جلست ببطء على السرير وحاولت ترتيب أفكاري. "علينا أن نجد طريقة لفك تلك الشفرة السحرية، يجب أن نعرف الحقيقة."
أثينورا نظرت إليّ بتردد وقالت: "هذا لن يكون سهلاً، مولاتي. هناك خطر كبير."
تجاهلت مخاوفها وأخذت نفسًا عميقًا، ثم قلت بحزم: "سأفعل أي شيء لأكتشف الحقيقة. سأبحث في جميع الكتب القديمة وأستعين بكل من يمكنه مساعدتنا."
ابتسمت أثينورا بشيء من القلق وقالت: "إذًا، لنبدأ. لدينا الكثير من العمل لنقوم به."
مرت الأيام ونحن نغوص في الكتب القديمة ونبحث عن المعلومات التي يمكن أن تساعدنا في فك الشفرة. كلما اكتشفنا قطعة جديدة من اللغز، كلما ازدادت الأسئلة تعقيدًا. ولكن كان لديّ عزيمة وإصرار لم يتزعزعا.
وفي ليلة مظلمة، وبعد ساعات طويلة من البحث، وجدت نصًا قديمًا يوضح كيف يمكن فك الشفرة. كان يتطلب مزيجًا من الجرأة والمعرفة السحرية العميقة. 
نظرت إلى أثينورا وقلت: "أعتقد أننا وجدنا الحل. حان الوقت لنكشف الحقيقة."
وقفت أثينورا بجانبي، استعدادًا للمهمة الصعبة التي تنتظرنا. "مولاتي، يجب أن نجد إيمانويل. هو الوحيد الذي يعرف كيفية استخدام هذه المعرفة السحرية."
سألتها بدهشة: "إيمانويل؟ من هو إيمانويل؟"
أجابت أثينورا: "إيمانويل هو الساحر الأعظم في مملكة كريستافيل قبل أن تأتي ميرافيلا. كان معروفًا بحكمته وقوته السحرية الفائقة. ولكنه اختفى في ظروف غامضة منذ سنوات. إذا أردنا فك الشفرة، علينا إيجاده."
شعرت بالأمل يتجدد في قلبي. "إذن، لنبدأ بالبحث عن إيمانويل. سأجده مهما كلف الأمر."
بعد أيام من البحث في أرجاء المملكة، لم نجده. شعرت بإحباط شديد ودخلت مكتئبة إلى الشرفة وأنا أبكي. كنت أشعر بثقل اليأس يسحبني، ولكن في تلك اللحظة، دخل فالداريوس إلى الغرفة بعصبية شديدة.
"أنتِ أخلتِ بوعدكِ! مريم لم تعد بعد." قال لي بغضب.
بلعت ريقي وحاولت أن أتحكم في أعصابي. "مريم ذهبت إلى مصر، لأن مولماز مات. كانت مستندة عليه وعلى الملك الأعظم."
تفاجأ فالداريوس وقال بدهشة: "كيف مات مولماز؟ ومن أين علمتِ بذلك؟"
نظرت إليه بحزم وقلت: "ليس من الضروري أن تعرف كل شيء، فالداريوس. اتركني أخطط. الملكة وعد عندما توعد، تفي بوعدها. ثق بي. مريم ستعود لك، أو ستحصل على خطاب منها يفيد بأنها لا ترغب في الاستمرار معك."
ثم أضفت بلهجة حازمة: "وفي هذا الوقت، إذا لم تستطع فصل حياتك الخاصة عن العمل، عيِّن شخصاً جديراً بالثقة ليقوم بمكانك حتى تستريح أعصابك."
شعرت بأن فالداريوس كان يحاول استيعاب كلامي، ولكنه فهم أنه يجب عليه أن يثق بي ويترك الأمور تسير كما خططت لها. كنت أعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكنني كنت مصممة على مواجهة كل التحديات بحزم وإصرار.
دخلت أثينورا فجأة إلى الغرفة والغضب يملأ وجهها. "فالداريوس تصرف كمراهق بأفعاله! لا أستطيع تصديق ما فعله."
نظرت إليها بهدوء وأجبت: "أثينورا، هو فقط يحبها ومتعلق  بها بشدة. الأهم الآن، أريدي أن تنشري منشورًا بأن الملكة وعد حفيدة الملك الأعظم، تبحث عن الساحر الأعظم إيمانويل وتناشده العودة لأننا نحتاجه، أنا والمملكة."
أثينورا وافقت وقالت: "سأنشر المنشور حالًا."
وبعد عدة أيام، كنت أقف في حديقة القصر، أتأمل الأزهار والأشجار المحيطة بي. فجأة، ظهر شاب وسيم من بين الأشجار. كان طويل القامة، بجسم رياضي يشع قوة ورشاقة. شعره بني فاتح ومتناسق مع عينيه الزرقاوين اللتين كانتا تلمعان بالحكمة والتحدي. بشرته ناعمة ومشرقة، بلمسة من النضارة الطبيعية. وجهه كان محددًا بشكل دقيق، مع فك قوي وذقن مشدود يضفي عليه مظهرًا من الرجولة والأناقة. شفتيه كانت ممتلئة بلون وردي طبيعي، دائمًا تتزين بابتسامة دافئة تجعل من حوله يشعرون بالأمان والثقة. أنفه كان مستقيمًا ومنحوتًا بشكل مثالي، يكمل ملامح وجهه بشكل مذهل. حاجباه الكثيفان كانا يبرزان عينيه ويضيفان لمسة من الجدية إلى مظهره العام.
كان يرتدي ملابس بسيطة ولكن أنيقة: قميص أبيض بأكمام طويلة وسروال بني داكن، وحزام جلدي يزينه خنجر صغير. هذه التفاصيل كانت تعكس شخصيته القوية والبسيطة في آن واحد، مزيج مثالي من البساطة والجاذبية.
وقف أمامي بابتسامة دافئة وقال بصوت هادئ: "مولاتي، أنا هنا للمساعدة. اسمي إيمانويل."
شعرت بالراحة عندما نظرت إلى إيمانويل وتحدثت بفرحة: "الرجالة الكتكوته دي بتشأم منها، مليش فيها حظوظ."
ضحك إيمانويل قائلًا بالعامية: "بس يا مولاتي، دا مش منظر كتكوت خالص."
اتصدمت ونظرت إليه بدهشة: "أنت بتتكلم عامي مصري؟!"
ابتسم وأجاب: "نعم يا مولاتي، تعلمت العامية المصرية من كثرة كلامي مع ملكنا الأعظم ومولماز المقدام."
امتلأت عيناي بالدموع وتحدثت بحنين: "تعاملت مع الملك الأعظم؟"
إيمانويل ابتسم بحنين وأجاب: "نعم يا مولاتي، لقد تعاملت مع الملك الأعظم وكان لي الشرف بالتعلم منه ومولماز المقدام. وحكى لي عنكِ الكثير. للمملكة أيضًا ، أنتِ الوعد الذي كان يُغرز كأمل في قلب كل واحد في المملكة يا مولاتي."
شعرت بالعزم يتجدد في قلبي وقلت بحزم: "إيمانويل، أريد فتح جناح الملك الأعظم."
تفاجأ إيمانويل وقال: "كيف تطلبين مني ذلك يا مولاتي؟ هذا مستحيل. لا يمكنني كسر القواعد والقوانين."
نظرت إليه بحدة وأجبت: "أنا الملكة وأقول لك اكسر تلك القواعد وافتح لي الجناح الخاص بالملك."
بصوت ثابت وقوي، رد إيمانويل: "وأنا إيمانويل، الساحر الأعظم للبلاد، وأقول لجلالتك أنني لن أكسر القواعد والقوانين حتى لو كان الأمر من الملكة نفسها. هناك حدود لا يمكن تجاوزها."
غضبي ازداد فقلت له بحدة: "سأقوم بسجنك."
أجابني بثقة وثبات: "لا أخاف من ذلك يا مولاتي. هذه أمانة، ولا يمكنني أن أخون الأمانة حتى لو دفعتُ الثمن بحياتي."
ازداد غضبي وقلت بحدة: "أنا لا أهددك، أنا أتكلم بجدية."
رد إيمانويل بنفس الحدة والقوة: "وأنا كذلك يا جلالتك، أتكلم بجدية تامة. سأظل ملتزمًا بالقواعد والقوانين مهما كانت الظروف. الأمانة والشرف أهم من حياتي نفسها."
لحظات صمت مهيبة خيمت علينا، وكان التوتر واضحًا في الجو. كان إيمانويل يقف بثبات، وعيناه تلمعان بالإصرار والعزم، بينما كنت أنا أحاول التفكير في الخطوة التالية. لا يمكنني أن أتجاهل إصراره وحبه العميق للأمانة والولاء، لكنني كنت مصممة على تحقيق هدفي بأي ثمن.
بدأت أدرك أنني أمام شخص لا يمكن زحزحته بسهولة، شخص مستعد للدفاع عن مبادئه حتى النهاية. وأيقنت أن هذه المواجهة ليست مجرد صراع على فتح جناح، بل هي معركة قيم وشرف.
تزايد التوتر بيننا وارتفعت أصواتنا، وشعرت بأن الغضب يشتعل داخلي. في تلك اللحظة، دخلت أثينورا إلى الغرفة بسرعة وعيناها مليئة بالقلق. "مولاتي، إيمانويل، يكفي! لا يمكننا السماح لهذا الصراع أن يدمر ما نعمل من أجله."
حاولت أثينورا التهدئة بقولها: "مولاتي، إيمانويل، نحن في وضع حرج. دعونا نتحدث بهدوء ونبحث عن حلول."
لكنني تجاهلت كلامها واستمررت في التحدث بحدة: "إيمانويل، أنت لا تدرك مدى أهمية فتح جناح الملك الأعظم. يجب أن نفعل ذلك حتى لو كانت القواعد تعترض طريقنا."
إيمانويل تحدث ببرود وقال: "لن أكسر القواعد مهما كان الثمن. الأمانة والشرف لا يمكن التفاوض عليهما."
تزايدت حدة الصراع بيننا، ورفعت صوتي: "ستفتح الجناح بأي وسيلة، حتى لو اضطررت لاستخدام قوتي كملكة!"
أجابني إيمانويل بنفس القوة: "لن أفعل ذلك أبدًا! هذه الأمانة ليست قابلة للتفاوض. كما قلت من قبل،  لن افعل ذلك "
في تلك اللحظة، تدخلت أثينورا مرة أخرى بقلق أكبر، محاولة التهدئة لكن دون جدوى. "مولاتي، إيمانويل، دعونا نفكر بهدوء."
لكن الغضب والعناد كانا قد استحوذا علينا، مما جعل كل محاولات أثينورا للتهدئة تفشل. كان واضحًا أن هذا الصراع سيستمر حتى نجد حلاً يحترم كل القيم والمبادئ التي نؤمن بها.
تدخلت أثينورا  للمرة الثالثة اعتقد لتفصل بيننا بحسم وتأخذه بعيدًا عني. وقفت بعيدًا، لم أستطع سماع حديثها معه، ولكن عيناي كانتا تراقبانه بتركيز. من يراني من الخارج يستطيع أن يلاحظ الشرارة المتقدة في عيني، ولكن في داخلي كان الأمر مختلفًا. كنت أتأمله بعمق؛ ملامحه، عينيه وقوته.
رغم كل شيء، شعرت بإعجاب شديد تجاهه. ربما كانت تلك القوة والشجاعة التي لم أرَ مثلها في أحد ممن قابلت. إيمانويل كان يجسد كل ما أفتقده في الآخرين؛ الأمانة، الشرف، والإصرار الذي لا يتزعزع.
أثينورا حاولت التهدئة ولكنها لم تفلح. كانت كلماته الحازمة وصوته الثابت لا يزالان يتردد في أذني. القوة التي رأيتها في عينيه جعلتني أدرك أنه ليس كأي شخص آخر. كان لديه قدرة غامضة على الوقوف بثبات أمام أي تحدٍ، حتى لو كان ذلك يتطلب مجابهتي.
من بعيد، استمررت في مراقبته، أفكر في كيفية تحويل هذا الصراع إلى قوة. 
تفاجأت بصوت تهليل الجيوش والاحتفالات يملأ الأرجاء. استدرت لأرى رائف يدخل وسط تهنئة الجيش والخدم، وكانت عيناي مبحلقتين ومصدومتين من المفاجأة.
دخل رائف بخطوات واثقة، يرد على تهنئة الجميع بصوت عال وجلل: "وعد، وحشتيني جدًا... أنا جيت! مرحبًا!"
أجبته بحدة: "كنت في الكويت ولا ايـه ، ايـه  الدَخلة دي ؟! ما هذا الاستفزاز؟ أثينورا، في غرفة مليئة بالكتب المهترئة والقديمة في جناحي، حيث المكتب، احبسيه هناك!"
تدخل إيمانويل محاولًا الاعتراض: "لكن يا مولاتي، السيد رائف هو الرجل الثاني في المملكة وهذا قانونًا غير مسموح به، المفروض..."
قاطعته بغضب، مشيرة بأصبعي نحوه: "أثينورا، احبسيه هو الآخر في درج المكتب... لا، أقصد، في نفس الغرفة المكتب ."
ارتبك رائف ورد بخوف: "يا نهار إسود، هي نسيتني تاني ولا إيه؟ يا أثينورا!"
قهقهت أثينورا وقالت: "لقد افتقدت ولولتك يا سيد رائف. متى ستعلمني هذه الطاقة؟ منظرها مضحك، أشعر وكأنني بمجرد نظري لك امتلأت بالطاقة الإيجابية."
أجابها رائف بقلق: "دا وقته يا رغّاية؟ بتقولك احبسيه... يا لهوي."
نظرت بعمق إلى إيمانويل، وعيناي في عينيه. كان صامتًا، واقفًا بقوة وصمود. نظر لي بحدة وكأنه صقر يريد أن يفتك بي، ولكنه لم يتفوه بكلمة واحدة. لم أستطع تجاهل إعجابي بإيمانويل، الذي أظهر لي أن القوة الحقيقية تكمن في الوقوف بثبات على المبادئ، حتى في وجه التحديات الكبرى.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا