رواية ابو الرجالة الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء سعيد

رواية ابو الرجالة الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء سعيد

رواية ابو الرجالة الفصل التاسع عشر 19 هى رواية من كتابة شيماء سعيد رواية ابو الرجالة الفصل التاسع عشر 19 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ابو الرجالة الفصل التاسع عشر 19 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ابو الرجالة الفصل التاسع عشر 19

رواية ابو الرجالة بقلم شيماء سعيد

رواية ابو الرجالة الفصل التاسع عشر 19

_ لأ اوعي تفهمي غلط دي مراتي البت نوسة..
هل هو أحمق أم الوقاحة وصلت به إلى ما لا نهاية، أنهى جملته وتنفس بارتياح بعدما دافع عن نفسه أخيراً، أتسعت عينيها من الجملة يقولها بكل بساطة متزوج بغيرها بثاني يوم زواج بينهما، بدأت تتفقد ملامح تلك الفتاة من أول شعرها الأحمر الناري إلى لون الروج الغامق وفمها الذي يأكل علكة بطريقة أستفزتها، نزلت ببصرها حتى وصل إلى فستانها الأسود القصير..
ابتسمت بسخرية وقالت :
_ مراتك؟!..
للحظة سأل نفسه هل قال على نوسة زوجته فعلاً؟!.. دفع نوسة للخارج ببعض القوة ثم أغلق الباب بوجهها، عاد لتلك التي تقف كما هي وقال ببراءة :
_ مش أنا حكيت لك عن البت نوسة قبل كدة؟!..
أومات إليه وهي تقترب منه بخطوات بطيئة ليكون صادق شعر برهبة من الخوف وعاد للخلف، ظلت تقترب وهو يبتعد حتى ضرب ظهره بالحائط، أبتلع ريقه بتوتر وأشار إليها لكي تبتعد عنه الا إنها فصلت المسافة بينهما ورفعت يدها لتضم شعر ذقنه بين أصابعها ثم جذبته بقوة مردفة :
_ اللي أعرفه انك طلقتها إيه اللي جد بقى يا أستاذ؟!..
ضرب على رأسه وقال :
_ الواحد بينسي حاجات غريبة، مش أنا رجعتها لما كنتي ناوية تتجوزي فريد،وقتها مكنتش حاسس بعمل إيه..
رسمت على وجهها إبتسامة ساخرة وشدت على شعر ذقنه أكثر مردفة بنبرة باردة :
_ وده بقى رسمي والا عرفي يا سيد الرجالة؟!..
_ عرفي طبعا محدش إسمه معايا في قسيمة واحدة الا أنتِ يا بنت مرات أبويا..
أومات إليه بنظرات باردة قبل أن تبتعد عنه قائلة :
_ تروح ترمي عليها اليمين وتديني الورقة اقطعها بأيدي بعدها بقى هشوف هعمل فيك ايه..
رفع حاجبه مثل الطفل الصغير وقال بضجر واضح على ملامحه :
_ تعملي في إيه ليه مش أنا هطلقها وهبقي شاطر وبسمع الكلام..
أخر شي تتمناه بتلك اللحظة شعورها بدقات قلبها إليه، ليس به ميزة واحدة ومع ذلك لديه قدرة عجيبة بالسيطرة عليها، يعلم هذا جيدا وبمنتهي الصراحة قال :
_ أنا مستعد أعمل أي حاجة ترضيكي يا هادية..
اهتز جدران قلبها من حلاوة الجملة حاولت أخفاء ضحكتها الا إنها بالنهاية ظهرت ليبتسم هو مع شعور رائع بالانتشاء، سحبها من خصرها لتبقى بين أحضانه هامسا :
_ خلي الشمس تطلع بضحكتك الحلوة..
وضعت يديها حول عنقه مردفة :
_ بتعمل كدة عشان توصلي والا عشان تكمل معايا..
_ شايفة بينهم فرق؟!..
أومات إليه قائلة بتأكيد :
_ الفرق كبير وأنت عارف كدة كويس، خاطر أنا مش عايزة أحبك كفاية عليك قوي إني أبقى مراتك..
صدم صدمة كبيرة من ردها، جعلته يطلع إليها بروح مهتزة، ترفض وقوعها بحبه لكنها تقبل زواجه منها، أخذ نفس عميق ومسح على خصلاتها مردفا :
_ وأنا مش هقرب منك إلا لما تحبيني يا هادية، حتى لو فضلنا كدة باقي عمرنا..
_ هقدر أعيش مع كل نازواتك وأنا مراتك بس لكن لو حبيتك وقلبي دق لك هبقي مستعدة أخرج بروحك لو فكرت بس في غيري مش قربت منها..
أوما إليها بابتسامة أكثر من سعيد وهمس أمام شفتيها بنبرة دافية :
_ ده اللي أنا عايزه حبيني يا هادية..
_ المهم إنك أنت اللي تحبني يا خاطر..
ألقت الأعين بلهيب من حب بدأ يترعرع بداخل كلا منهما، هو يريد الغوص بالغرام وهي رغم بوادر شعورها به ترفضه، رحله عجيبة بين تلك العاصفة الهادية وبين أحد أبناء أبو الدهب، ضمها لصدره بصمت وأغلقت عينيها بلذة هذة اللحظة..
_____ شيما سعيد ______
أعتدل موسى بجلسته على الفراش بعد خروج الممرضة من عنده، نظر لأخيه مردفا :
_ سيف هات الموبايل بتاعي وأنزل قول للممرضة دي تمشي مش عايزها تاني..
تعجب سيف من طلبه وسأله :
_ هي ايه الحكاية بالظبط يا أبيه حضرتك من أمبارح بتعمل تصرفات عجيبة..
نظر إليه نظرة واحدة كانت مثل الطلقة النارية ليقوم من مكانه مردفا بسرعة قبل ان يفر من الغرفة :
_ طلبتك أوامر يا باشا هو أنت أي حد..
أخذ موسى نفسه بهدوء، يعلم أن سيف الشخص الوحيد البريئ بداخل عائلة الراوي، والدته مجرد صورة وبالحقيقة ليس لها أي شخصية أمام مايا وزوجها أما مايا لا يعلم كيف تكون شقيقته التي تربت على يده وكانت ترفض النوم الا بداخل أحضانه، ها هو آت اليوم الذي اتفقت به مع زواجها الد أعدائه على موته..
حرك رأسه بقليل من الصداع ورفع هاتفه وضغط على رقمها بعد عدة مرات أخيراً فتحت الأميرة الخط مردفة بهدوء :
_ السلام عليكم مين معايا؟!..
_ أنا موسى الراوي يا فيروز.
إسمه بمفرده قادر على سلب ثباتها منها، شعرت برجفة لذيذة من نبرة صوته لتتنفس بشكل متوتر، وصل إليه صوت أنفاسها خبير بأمور النساء ونفسها عالي أكبر دليل على تأثيره السريع عليها، إبتسم وسألها :
_ سامعني يا فيروز؟!...
يا ليته يصمت أو على الأقل لا ينطق إسمها بنبرته الرجوليه التي تأخذ قطعة من روحها، حمحمت بتحشرج مردفة :
_ أيوة سامعك يا فندم، اتمنى تكون صحة حضرتك بقى أفضل..
_ معاكي نص ساعه وتكوني عندك في الفيلا هبعت لك السواق..
فتحت فمها لترفض هذا الأمر السخيف الا إنه أغلق الخط بوجهها بكل وقاحة، أتسعت عينيها بصدمة وغيظ من أسلوب هذا الرجل وقالت وهي تعيد الاتصال :
_ إيه الاستفزاز وقلة الذوق دي وكمان مش بيرد، ماشي أنا هروح مخصوص عشان أمسح بكرامتك الأرض..
بعد ساعة كاملة كانت تجلس بغرفة مكتبه بداخل منزله، عضت على شفتيها بغضب وهي تنظر للساعة، منذ عشر دقائق وهي بأنتظار قدومه، قامت من مكانها بنفاز صبر ثم أخذت قلم مع على مكتبه وكتبت على ورقة بيضاء :
" الأسلوب ده عيب أوي وأوعي تكون فاكر اني جيت عشان جنابك طلبت كدة أنا جيت عشان أقل من قيمتك على فقل السكة في وشي"
وضعت الورقة على أحد الملفات وحملت حقيبتها حتى تذهب، أخيراً آت ألقى عليها نظرة سريعة وجلس على مقعده المريح ثم سند ظهره وهو يقول :
_ أااه الواحد بيبذل مجهود رهيب على صحته، أقعدي يا دكتورة كنتي رايحة فين؟!..
انفجرت بوجهه قائلة :
_ كنت هروح لما تبقى تحترم ضيوفك ومواعيد أبقى أطلب تقبلني وفي بيتي..
أشار إليها بالجلوس مردفا ببساطة :
_ أقعدي يا فيروز وبطلي أوفر، أنا راجل واخد طلقة أمبارح بالظبط المفروض تطلعي تطمني عليا في سريري..
شهقت من وقاحته وقالت :
_ لأ بقولك إيه قلة أدب مش عايزة أنا شبعت من قلة الأدب اللي في الدنيا كلها..
نظر لتلك الورقة وقرأها بصوت عالي ثم اجابها بقوة :
_ محدش يقدر يقل من قيمتي ده انا أقل من قيمة بلدك كلها، اترزعي عايزك في موضوع مهم..
ردت عليه بعصبية :
_ تصدق إن لأزم يتقل من قيمتك فعلا، لا يا عنيا اوعي تكون فاكرة عشان دكتورة وبتكلم بأدب أبقى عيلة من بتوع مامي ودادي ده أنا فيروز فحاسب في الكلام معايا بدل ما أخلى رجالتك تدخل عشان تخلص من أيدي..
أنتفض جسدها على أثر صقفه إليها بأعجاب، رفعت حاجبها بتعجب لتجده قام من مكانه وجذبها إليه بحركة سريعة قائلا :
_ أهو أنا بقى هموت على حتة عشوائية كدة وأخيراً بقت قدامي..
_ عارف لو اللي فهمته صح هخلي..
وضع يده على فمها يمنعها من إكمال حديثها مردفا :
_ يوم الخميس الجاي الساعة تسعة معاد كويس؟!..
_ ده لايه إن شاء الله؟!..
_ لفرحنا..
أبتعدت عنه مردفة :
_ ومين قالك اني موافقة أتجوزك؟!.. 
نظر الي ساعته ثم قال ببساطة :
_ عندي اخت واطية جدا أول ما شمت خبر ليكي قررت تزل كمان ربع ساعة بالظبط كام صورة لينا من قدام الشركة ومن القسم وكتبت تحتها " عشيقة جديدة لموسى الراوي" بصراحة أنا أقدر أوقف المهزلة دي قبل ما تحصل بس أنا كمان زي أختي بالظبط عشان كدة هستغل الموقف وهنزل تأكيد للخبر، تحبي بقى في التأكيد أكتب خطبتي والا عشيقتي؟!.. 
_____ شيما سعيد ____
بعد مرور شهر..
بمنزل كمال أبو الدهب، انتهت فيروز من إعداد الطعام مع والدتها فاليوم عقد قرانها على موسى الراوي، للمرة الثانية تدلف لعش الزوجية ولا تعلم كيف ستكون نهاية تلك التجربة، متوترة، خائفة، مشاعر كثيرة تضرب أعماق قلبها، أصبحت تخشي الرجال وخصوصاً نوع موسى، طوال الشهر الماضي تكتشف به أشياء غريبة عجيبة، أمام الناس حاد، وقور، خشن، أمامها هي وقح بعيون تأكلها، مرح، مراهق، يعشق المدح الكثير به..
انتبهت على صوت ثريا وهي تقول بتعب :
_ كدة كل الأكل استوى، هدخل أرتاح جوا شوية لحد ما الناس توصل..
سألتها فيروز بتردد :
_ ماما أنتِ موافقة على جوازي من موسى والا عشان اللي حصل بسبب نشر أخته للصور؟!..
أخذت ثريا نفسا عميقا قبل أن تبتسم بمحبة مردفة :
_ لما الصور نزلت بقيت زي المجنونة بس لما قبلت اللي إسمه موسى ده شوفت جوا عينيه نظرة طمنت قلبي لو كنت شوفتها جوا عين فريد كنت رجعتك له غصب عنك..
تعالت دقات قلبها ووجدت لسانها ينطق بلهفة خرجت بكل عفوية :
_ نظرة ايه دي يا ماما..
غمزت إليها ثريا وقالت وهي تخرج من المطبخ بخطوات بطيئة :
_ نظرة حب يا نن عين أمك، يلا أطلعي من هنا وجهزي لبسك على ما البنات توصل..
أومأت إليها بشرود، هل حقا بعين موسى الراوي حبا لها أم هو قادر على التمثيل؟!.. عضت على شفتيها وهي تتخيل كيف سيكون رجل مثل بالحب، من المؤكد أنه سيكون مميز لدرجة تخطف الأنفاس، شهقت برعب مع شعورها بيد توضع على فمها وأنفاس عالية يفوح منها رائحة الغضب تضرب عنقها، همس من بين أسنانه :
_ عايزة تبقى لغيري يا فيروز شايفة إن دي هتبقى نهايتي، أنا فريد يا فيروز اللي كنتي بتدوبي من نظرة واحدة من عينه نسيتي فريد اللي جسمك موشوم بإسمه..
لأول مرة لا تغضب منه، لأول مرة لا تخاف من الوقوف أمامه، إبن الراوي بشهر واحد فقط قدر على زرع الأمان بداخلها، بكل قوة أزالت يده من على شفتيها ثم أعطت وجهها إليه مردفة بهدوء :
_ إيه المشكلة لما أتجوز تاني يا فريد ما أنت أتجوزت وأنا على ذمتك وكملت حياتك عادي، فضلت عايش سنين من بعدي وكأني ولا أي حاجة بالنسبة لك اشمعنا دلوقتي حابب نرجع عشان أحلويت في عينك تاني قولت تتسلى يومين و ترميني من جديد، يا ريت تعمل حساب إن في السكة اخواتك واخواتي أنا كمان بلاش نفضل نلعب وحاول تحب مراتك اللي قربت تتجنن بسبب حبها ليك دي وأبعد عن طريقي خالص..
ما هذا الحديث وممن يخرج؟!.. هل تلك فيروز!! تلك الصغيرة التي كانت تتشكل بين يديه بكل بساطة؟!.. فتح فمه لأكثر من مرة لكي يتحدث ولكنه لم يجد كلمة واحدة قادرا على قولها، ظل صامتا حتى قال أخيرا :
_ مش هينفع أبعد عن طريقك زي ما بتقولي، أنا عايزك يا فيروز ودفعت كتير عشان أوصل لك والا نسيتي اللي اخدتيه مني..
ياليته ظل صامتا، حديثه يجعله ينزل من نظرها يوما بعد يوم ضحكت بسخرية قائلة :
_ يااا للدرجة دي اللي جواك ليا كان قليل شوية فلوس بتجري وراها، عموما الفلوس دي حقي والا نسيت إنك طلقتني من غير حق واحد من حقوقي، أنا يدوب أخدت اللي ليا عندك يا ابن أبو الدهب مش أكتر..
_ مش عايز فلوس يا فيروز أنا عايزك أنتِ بس مش لاقي طريقة واحدة تقربك مني، مش هخليه يفرح بيكي يا فيروز..
تركها وخرج لتحرك رأسها بخوف، عقلها تركها ببحر الخوف وتصرف هو وأمر يدها بالاتصال على موسى الذي فتح الخط مردفا بنبرة متحشرجة أثر النوم :
_ يا صباح كل حاجة حلوة على عروستي..
بكت ووصل إليه شهقاتها بكل وضوح انتفض من فوق الفراش وطار النوم من عينيه التي تحولت لكتلة من الغضب مردفا :
_بتعيطي ليه يا فيروز ايه اللي حصل؟!.
خرجت منها شهقة قوية وهي تشكو إليه مثل الطفلة الصغيرة المنتظرة والدها بعد يوم عمل طويل ليأخذ حقها :
_ احميني من فريد يا موسى أنا خايفة وماليش سند غيرك..
طلبها للحماية بتلك الطريقة جعل قلبه يتضخم داخل صدره، شعور باللذة يصعب عليه وصفه ويصعب على أي شخص فهمه، تمالك حاله سريعاً وهمس لها بحنان :
_ قومي اجهزي يا فيروز وافرحي النهاردة يوم للفرح بس، وعايزك تعرفي كويس جداً إنك مع موسى الراوي محدش يقدر يبص لك مجرد بصة مش حلوة لأني هحرم عليه يشوف نور الدنيا تاني، إتفقنا..
أومأت إليه براحة مردفة :
_ أتفقنا..
______ شيما سعيد _____
بعد ساعة بغرفة ثريا أخذت نفسها بثقل وأشارت لعطر بالاقتراب منها قائلة :
_ تعالي هنا جانبي يا عطر..
ابتلعت عطر ريقها بتوتر، نظرات والدتها تشعرها أنها مكشوفة، ماذا ستقول من حاربت الدنيا من أجله تخلى عنها، أقتربت منها بخطوات ثقيلة ترفض أي حديث يؤلم قلبها، جلست بجوار والدتها على الفراش مردفة :
_ مالك يا ماما هو حضرتك تعبانة؟!..
أومأت إليها وقالت :
_ أنا معنديش أي كلام أقوله يا عطر بس أنتِ اللي عينك بتقول كلام كتير..
هربت بعينيها من نظرات والدتها ثم قامت من محلها مردفة بمرح حاولت رسمه بشتى الطرق :
_ إيه يا حاجة هو ده كلام،، ده احنا عندنا فرح وعايزين هيصة جامدة..
_ بتهربي من ايه يا بنت ثريا الواد ده عمل فيكي إيه، بقيتي مطفية يا عطر وقلبي موجوع عليكي، تعرفي اللي مطمني من جوازة فيروز إنها هتبقى بعيد عن عيال أبو الدهب..
ستقول ويحدث ما يحدث علي الأقل يحمل معها أحد هذا الثقل الذي تعيش به، وقبل أن تنطق بحرف دلف نوح للغرفة، نظر إليها وجدها على وشك الانهيار فقال :
_ ايه يا حماتي واخدة البت في أوضتك ليه إنتِ متعرفيش إني مقدرش أعيش من غيرها..
رفعت ثريا حاجبها بسخرية مردفة :
_ من غير ما تقول يا جوز بنتي باين أوي على وشها الهنا اللي هي عايشة فيه معاك..
قهقه نوح بمرح لم يصل لعينه ثم جذب ذراع عطر بخفة وخرج بها من الغرفة مردفا :
_ تعيشي يا غالية أوعدك الأيام الجاية هتكون كلها مبهرة..
دلف بها لغرفة نومه القديمة وأغلق الباب عليهما جيدا، شهر كامل لم تقترب منه لتلك المسافة، رفعت وجهها لوجهه اشتاقت له نعم إلى حد الجنون ولكن هل الاشتياق بمفرده كافي بحالتهم تلك؟!. كان لديه الكثير من الحديث لكن نظرتها أسرته جعلته لا يريد الحديث فقط يريد ضمها إدخالها إلى أعماق قلبه، وها هو ينفذ أمر قلبه، ضمها بشوق مغلقا ذراعيه عليها أخذ نفسا عميقا وكتمه قبل أن يدفن وجهه بعنقها الناعم..
إذا لم يقدر على بعدها شهر ماذا سيكون حاله بعدما تبتعد عنه كل البعد، حالها أسوأ من حاله ارتفعت شهقاتها وهي تضغط على جسده بين يديها أكثر، تريده تريد العيش بكنف حبه، مرر يده على ظهرها مردفا بحنان :
_ بلاش دموع،، دموعك دي أغلى مني بكتير أوي..
ابتعدت عنه قليلا بوجه غارق بالدموع مردفة بعتاب :
_ كل ما أشوفك بتوجع أكتر، نوح لو زهقت مني وعملت التمثلية دي عشان تطلقني من غير عتاب من حد أنا موافقة تتجوز عليا بس سبني معاك أرجوك سبني معاك أنا موجوعة حاسة إن روحي بتطلع مني...
ماذا تقول؟!! وما هو المطلوب منه أن يقوله؟!... رفع أصابعه ومسح على وجهها عدة مرات مردفا بوجع :
_ والله العظيم مش بكذب أنا فعلاً صعب أخلف يا عطر إذا مكنش مستحيل، كنت في الأول أناني ومش فارق معايا إلا وجودك بين أيدي لكن دلوقتي مش هقدر أحرمك من نعمة الخلفة الباقي من عمرك..
حركت رأسها بجنون مردفة :
_ احرمني يا أخي إنت مالك!! أنا مش عايزة غيرك..
ظهرت على ملامح وجهه لهفة غريبة وهو يسألها بتقطع :
_ عطر أنتِ بتتكلمي بجد، فعلاً مش عايزة أولاد؟!..
ضمت وجهه بيديها وهمست بنبرة عشق خالصة :
_ عايزة طبعاً بس منك إنت حتى لو مفيش أمل أحنا هنزرع في بعض الأمل ونفضل عايشين عليه الباقي من عمرنا..
_ هردك لعصمتي يا عطر موافقة؟!..
أومأت إليه بسعادة واضحة وقالت :
_ موافقة يا نوح موافقة بس أوعدك هتشوف على إيدي العذاب ألوان بعدد كل أيام الوجع اللي عشتها بعيد عنك..
_ وأنا كمان موافق أعيش على أيدك وبين إيدك أي وجع مادام هتبقى جانبي، رديتك لعصمتي يا عطر..
بعد أذان العشاء كان المنزل به كل الأحباب والجيران، دلف موسى الراوي بهيبته المعتادة لتتعالى الزغاريد بالمكان، اقترب من كمال الذي قال بابتسامة :
_ أدخل معايا يا عريس عشان تجيب العروسة بنفسك..
أومأ إليه موسى و بداخله الكثير من الحماس لرؤيتها بزيها الأبيض، دلف للغرفة بخطوات سريعة وفتح بابها وهو مصمم على أخذها بين أحضانه بالحال، رفع حاجبه بتعجب مع عدم وجودها بالغرفة، دلف وخلفه كمال الذي أردف بتعجب :
_ هي راحت فين؟!..
لفت انتباه موسى تلك الورقة الموضوعة على الفراش فقرأها :
" فيروز مش بتاعتك يا موسى بيه فيروز لفريد وبس من يوم ما أتكتبت على أسمي، روح بيتك وارتاح هي حالياً في مكانها الطبيعي"
_____ شيما سعيد _____

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا