رواية غيبيات تمر بالعشق زيدان وريحانه من الفصل الاول للاخير بقلم مروه محمد
رواية غيبيات تمر بالعشق زيدان وريحانه من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة مروه محمد رواية غيبيات تمر بالعشق زيدان وريحانه من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غيبيات تمر بالعشق زيدان وريحانه من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غيبيات تمر بالعشق زيدان وريحانه من الفصل الاول للاخير
رواية غيبيات تمر بالعشق زيدان وريحانه من الفصل الاول للاخير
كانت تجلس بغرفتها تفكر كيف وصل الأمر بها إلى هذا الشكل المهين؟ كيف له أن يقوم بالإعلان عن زواجه بأخرى أمام ناظريها؟ ويعلن أيضا أنها سوف تلد له طفلًا عما قريب. هل إنصاع لأوامر عمته .. أم حقًا هو يريدها أو ربما مهلًا مهلًا مهلًا أيعقل أنه سار على الخريطة التي رسمتها له عمته وفكر بها ونفذها وهذه هي نتيجتها أن زوجته حامل بطفله. معنى ذلك أن عدم إقدامي على الخريطة كان قرارًا غير صحيح. استشعرت أنها تقف عند قمة جبل عالية تريد أن تقفز من فوقها لتتخلص من ذلك الهم. من سيرضى بها بعد ذلك؟ حتى لو رضي بها أي شخص هي لن ترضى لقد كرهت الرجال بمقدار حبها له. تتذكر عندما وقفت في وجه والديها وصممت على الزواج منه رغم بساطة عيشه إلا أنها تنازلت وتحملت وأوصلته إلى مكانة مرموقة. هو أيضًا فهم تمامًا أنها من الممكن أن تستمر بزواجها معه ولذلك تفاجئ من ردة فعلها وهو يدلف عليها بزوجته الثانية، وبالرغم من محاولاته معها وتوضيح أمور لها لم تستطع سماعها إلا أنها رفعت سبابتها تحذره فقام بتطليقها قام بتدميرها وتحطيم قلبها وفقًا لقوانين عمته الصارمة. العمة التي عرفت تمامًا كيف تلعب لعبتها وهي الخلاص من خطيبة ابنها وايقاعها في شباك ابن أخيها منذ لحظة دلوفه بها ظنت أنها دخلت في حرب مصيرها الهزيمة باعها بلحظة..باع كل شيء..حبها وإخلاصها وتضحيتها انهارت مثل الجبال تتذكر شبابها ومقابلته الأولى منذ عشرسنوات. كانت صبية يافعة عشقته بجنون منذ اللحظة الأولى. تعاونت معه منذ بدايتهم. حسنًا علمت أنها غبية كيف للنساء أن يقمن بتلك التضحيات منذ البدايات وينتظرن ثمار تضحياتهن. كان أمامها أمثلة ولكنها لم تدرك أنها ستقع مثل باقي النساء بالفخ ولكن فخها كان أكبر.
دلفت إليها شمس والدتها والتي من المفروض أن تقوم بالتخفيف عنها ولكنها كانت تذكرها كل يوم بالإهانة التي وقعت على ظهرها فزفرت بحنق قائلة : كتير أوي اللي أنت عملاه ده بقالك تلات شهور قافلة على نفسك باب الأوضة يدوب بتخرجي للحمام وللأكل والشرب اللي أنت مش عارفة فلوسه جايه منين.
رفعت ريحانة عينيها إليها تود البكاء بين ذراعيها، ولكن كيف تبكي بين يد لا ترحم لتهبط بظهرها على الفراش تتأمل سقف الغرفة وتضع يدها أسفل رأسها قائلة بتركيز : عارفة فلوسه جاية منين، من بارتيتة القمار أخر مرة، وعارفة اني كنت حلفانة مش هاكل ولا هشرب بفلوس حرام بس أعمل ايه ما باليد حيلة.
جزت شمس على أسنانها تحاول تمالك أعصابها حتى لا تفتك بها لترد قائلة بتعالي : طب ولما أنت عارفة ان الأكل والشرب من فلوس حرام ضيعتِ حقوقك ليه مش العز اللي فيه المحترم طليقك ده تعبك وشقاكِ ؟
أغمضت ريحانة عينيها بمرارة تحاول التمسك بدموعها حتى لا تذرف لتتحشرج قائلة : طب تيجي ازاي وكل حاجة باسمه وبعدين عايزاني على آخر الزمن أشحت منه أنامش عايزة منه حاجة الله يسهل له. أناعايزة أنسى الجرح بتاعه.
شمس بصوت قوي جعل ريحانة تنتفض : أنابستغباكي الصراحة ده مكنش عايز يطلقك وقالك قدامي خليكي معايا أنت حبيبتي بس أنت صممتِ على الطلاق زي ما يكون مش حاسة إنك مش هتنفعي غيره. أنت مش مستوعبة إنك عاقر؟
وضعت ريحانة يدها على رأسها تصرخ من الألم النفسي قائلة : مستوعبة وعارفة ومدركة بس محدش حاسس بالنار اللي جوايا اللي حرقاني لوحدي مكنش ينفع أستنى معاه لحظة واحدة حتى.. مهما كان حبي ليه.
لوت شمس شفتيها باستهزاء قائلة : حبك ليه! تصدقي بالله أنت حالك يصعب على الكافر. ما كنت تخليكِ معاه ايه المشكلة واحدة تخلف والتانية مزاج .وخصوصًا أنت الحب.
جحظت ريحانة بعينيها تبغض تفكير والدتها لتزفر قائلة : الحب وتفتكري الحب ده كفاية ..ايه هيكون ليا عنده بعد ما الحب يخلص. الحب مات من زمان واندفن وأناالسبب في اللي حصل ده.
وضعت شمس يدها في خصرها قائلة : نعم يا ختي أنت هتجنيني السبب في ايه بالظبط وبعدين أنابستعجب بقالكم تلات سنين متجوزين ويوم ما روحتوا رحتوا لدكتورة واحدة لا وايه عمته. تقدري تفهميني مروحتيش لدكتور تاني ليه؟
أصبحت تكره النقاش معها في هذا الموضوع لتزفر قائلة : في كذا دكتور روحنا ليه بس هو هو نفس التشخيص وأناخلاص كرهت نفسي وكرهت الدكاترة، وكان نفسي نكمل مع بعض يمكن ربنا يفرجها من عنده.
تنهدت شمس قائلة : طب بصي بقا اللي بيحصلك ده أنامليش دعوة بيه. افتكر زمان لما اتقدملك واحد وكان مرتاح عنه سيادتك رفضتي وقلتي انك بتحبيه دلوقتي أهو رجعتي تاني أنابقا ذنبي ايه في رميتك دي؟
استشعرت ريحانة مدى تعقد الأمور خاصة عندما تذكرت حبس والدها فردت قائلة : أنت ملكيش ذنب الذنب ذنب الأب اللي بيجري ورا لعب القمار، وهنروح بعيد ليه ما أنت كمان علشان تجمعي قرشين بتلعبي والله أناخايفة أبقى زيكم.
ابتسمت شمس بسماجة قائلة : متخافيش دي لعبة لذيذة خصوصًا لو بتتلعب وسط ناس راقية بس لو مش عايزة علشان وضعك ككيميائية بلاش ايه رأيك في واحد ابن واحدة بتلعب معايا القمار شاف صورتك عن طريق فون صحبتي وهو حابب يتجوزك؟
سخرت ريحانة من ضعفها وهي بزمانها امرأة قوية الكل يستمد منها القوة حتى طليقها فردت قائلة : ابن صاحبتك وعجبته وجوازة تانية، ويا ترى بقي جوازة في السر ولا عرفي ولا جواز مزاج ولا استني يكون متجوز وحابب مزاجه يتعدل؟
زفرت شمس بحنق قائلة : والله أناأمك وأكيد مش هحطك في موقف زي ده..ده جواز شرعي وبعدين هو راضي بيكي كمطلقة وعاقر وبالنسبة له هو متجوز.
أشارت ريحانة لها بعدم استكمال كلماتها لترد بابتسامة قائلة : فهمت الليلة البيه هيرضى بيا لأنه متجوز ومخلف وطبعًا قرفان من بيته ومراته وأولاده وأناهكون المزاج بتاعه مش صح كده؟
ابتسمت شمس قائلة : أناقلت اللي عندي بصراحة ده ميترفضش..عريس بشقة وعربية ورصيد في البنك. ايه يعني لما تكوني في السر ولو مش عاجبك دوري على شغل أكلي وشربي نفسك بيه.
وبمنتهى العصبية كورت ريحانة قبضة يدها وضربتها في الفراش لتصرخ قائلة بهستيرية : ربنا يخدني. عارفة ليه يا ماما ؟ علشان أناكنت مفكرة إن قصي أحن عليا منكم طلع واطي ولما رجعت قلت هصعب عليكي لقيتك بتبعيني بالرخيص.
برقت شمس بعينيها وخشت هجوم ريحانة الهستيري وابتعدت تبتلع ريقها قائلة وهي تداري خوفها : أيوه اعملي الحبتين بتوع كل مرة مين قال اني ببيعك بالرخيص هو اللي باعك رغم انك اشترتيه ووقفتي ضدنا أنابحاول أدورلك على عيشة حلوة.
هبطت ريحانة من على الفراش تكمل بصوتها الهستيري : لا، أنت بتحاولي تخلصي مني أناخلاص معدش ليا قيمة. الفرخة قطعت البيض عنك كانت فين فلوس أول شهر اللي ببعتها ليكي؟
شمس بارتباك : صرفناهم، ايه بتبعتيهم وعينك فيهم، ولا كنتِ عايزأنانحوشهم. كنتِ فلحت في نفسك وعملتِ ليكي مستقبل طالما بدوري في الدفاتر القديمة.
وضعت ريحانة يدها على رأسها تقاوم انهيارها قائلة بتضرع : مش بدور..أناعايزة ألغي الدفاترالقديمة عايزة أنساه وانسى اني عرفته.. ومش عايزة أتجوز. فاهمة مش عايزة أتجوز وحوار الفلوس أناهشتغل.
مطت شمس شفتيها لم تشفق على حالة ريحانة وزفرت وهي خارجة من الغرفة تقول : اللي عايزة تعمليه اعمليه أناكان قصدي مصلحتك مش يمكن تتجوزي وارادة ربنا يرزقك بعيل هو كان يعني حد يتوقع اني أخلفك أنت وأخوكِ
خرجت شمس من عند ريحانة لتشعر ريحانة بالضعف تستند على الفراش وتجلس عليه تنهار عبراتها تتحسر على حالها تود الهروب والاختفاء..أو الموت نعم إنه الموت الذي يريحها عن الطريق المهلك تراقص في عقلها فكرة ترك البيت ولكن كيف بدون مال نعم المال الذي يصنع كل شئ حتى الحب.
نظرت إلى النجوم التي تنير السماء وتذكرت حماقتها عندما صدقته وهو يقول أنت نجمة تنير داخل قلبي. حبه كان بذرة صغيرة في قلبها لا تنكر أنه رواها بنجاح ولكن فجأة تحول حبه إلى سم لعين عندما وجدت له نبتة أخرى في قلب شيطانة أماتت حب أخر كان يسكن داخلها شعرت بتلك الانهزامية التي ألقتها شكران عمته أمامها أو بالمعنى الأدق انهزامية سمح بها قصي عندما مل منها بقرار زواجه قام بتخليص طائر يجلس في قفصه لسنوات عديدة ولا يعلم إلى أي مدة تطول ولكن أتى الأوان ورأى غيرها ليعوض نقصه.
في صباح اليوم التالي هاتفتها نورا لتبشرها بفرصة العمل التي حصلتا عليها ألا وهي كيمائية بمصنع عطور ذلك الحلم الذي حلمته قديما مصنع لتحضير العطور لطالما عشقتها ذهبت إليها ولمعرفة نورا بأن ريحانة لا توافق على شيء بسهولة فابتسمت بتوجس وهي تنظر إليها قائلة : هاااا أظن مفيش أحسن من كده وظيفة محترمة لا وايه أنت اللي هتحضري العطور بنفسك يا دكتور ومحدش هيشرف عليكِ.
تنهدت ريحانة قائلة : تمام كويسه يا نورا فعلًا زي ما كنت بحلم بجد ويمكن القدر يلعب لعبته معايا ويبقا عندي مصنع صغير في يوم من الأيام وهستقل بحياتي.
عضت نورا على شفتيها بسعاده قائلة : هييييه فرحتىني يا ريحانة بجد مبسوطة انك رضيتِ يا سلام بقا لو تسميه زي اسم المصنع ده مصنع عطر الريحان لريحانة الدار.
ارتفعت أنظار ريحانة إلى اللافتة المعلقة على واجهة المصنع لتقطب جبينها قائلة : وهو صاحب المصنع ده بعد ما أشتغل هنا هيوافق اني أروح أفتح مصنع وبنفس ذات الاسم استحاله، وبعدين مش غريبه يا نورا اسم صاحب المصنع فين؟
عقدت نورا هي الأخرى حاجبيها ورفعت أكتافها ومطت شفتيها قائلة : مش عارفة بس خلي بالك حتى عقود المصنع اسم المدير مختصر توقيعه في حرفين ز&ر متعرفيش بقا مش يمكن ست واسمها زهرة الريحان؟
تحدثت ريحانة بلا مبالاة قائلة : لا معتقدش في ستات يعملوا كده..أصل هتستفاد ايه من مصنع عطور ده مصنع صاحبه راجل باين عليه الجدية جوه مش ستات اللي هيمسكوا مصنع زي ده.
تذكرت نورا وضع ريحانة وربتت على كتفيها بحنان قائلة : أنت مش هتنسيه بقا يا ريحانة. قصي عمره ما كان قاسي بالعكس ده كان حبه ظاهر قدام الكل مش عارفة ايه اللي خلاه يقلب كده.
تنهدت ريحانة وفتحت سيارة نورا الصغيرة ودخلت بداخلها لتبتلع ريقها وتتحدث بصوت مجروح : عمري ما هنساه بس مش علشان حبيته في يوم من الأيام بالعكس علشان دبحني بسكينة تلمة اوعي تفكري انها خيانة ومن زمان لا ده نقص موجود فيه.
هتفت نورا الجالسة خلف مقود السيارة بحنان قائلة : معاك يا ريحانة، إنه إنسان ناقص بس اوعي توقفي حياتك عليه. أنااللي مستغربة ليه ازاي قدر ياخد البت المنيلة دي من خطيبها.
رفعت ريحانة أنظارها بكل قوة قائلة : أناالسبب يا نورا أناالسبب كنت كل مرة ألفت نظره ليها وأقوله صعبانة عليا ابن عمتك قاسي عليها أوي. مش عايشه سنها رغم انها أصغر منه.
زفرت نورا بحنق قائلة : الله يخده هو وأمه وعمته وياخدها هي وخطيبها مرة واحدة طب أناعايزة أعرف وحش الشاشة معملش أي ريأكشن بعد ما خطيبته المصون اتجوزت ابن خاله.
أغمضت ريحانة عينيها بمرارة قائلة : أناعارفاه كويس. عارفة لو كنت ضامنة انه ممكن يعيد الأوضاع زي ما كانت كنت كملت بس زي ما قلتي ده وحش وهي بالنسبة ليه حشرة هفت على وشه وضربها بالمنشه.
أمالتها نورا لتنام برأسها على كتفيها قائلة بحنان وهي تمسد على ظهرها كأنها اختها الصغيرة : كده كتير عليك يا ريحانة. أنت استحملتي معاملة حماكي الزفت وهو كان زي العيل قدام أبوه. أه بيحبك بس الحب مش كل حاجة
خرجت ريحانة من بين أحضان نورا قائلة بامتنان : أنت جميلة أوي يا نورا، وأحلى حاجة فيكي انك مرضتيش بأي جوازة عارفة انك مستنيه تلاقي واحد يحبك بس نصيحة مني اوعي تضحي بأي حاجة.
ابتسمت لها نورا وهي تهز رأسها قائلة : حاضر عونيا دلوقتي بقا بما أن عندنا شغل بكره بدري ومضينا العقد تعالي بقا أناعزماكي في مطعم نتغدى وهتيجي تباتي عندي وهتفضلي قاعده عندي.
ابتسمت لها ريحانة بامتنان وسعدت لهذا العرض لطالما حلمت أن تبتعد عن بيت والدتها لفترة..حتى لا تتعايش مع مرارة لسانها نظرت بعينيها أمامها بكل قوة تركز في أنتصاراتها القادمة. سوف تنحي الحزن من مقلتيها سوف تبقي جيدة ستنظر نحو مستقبلها فقط.
في صباح اليوم التالي بعد اتخاذ قرارها أن ترى الدنيا بعين أخرى بعين الأمل والتفاؤل ذهبت إلى المصنع ودلفت إلى المعمل شعور لا يوصف كلما تقف بالمعمل، تنظر إلى أدواته، تستنشق عبير العطور، ترتدي المعطف الأبيض، وتقوم بثني أكمامه، وتتقدم من مواد التحضير لكي تغوص فيهم كأنها تخوض معركة لطيفة معهم تكون هي الفائزة بتحضير العطر الذي تهواه. تجد أن في ذلك أنتصار على ما حدث لها من قبل. تتذكر وعده لها بفتح مصنع لتحضير العطور ولكن بعد أن أتاه المال رفض أن يضيع مال في مثل ذلك المصنع. ستريه كم هي امرأة ناجحة وتشتري مصنع وتحقق أهدافها لو سألوها ماذا تفضلين الأن ستكون الإجابة أود البقاء في هذا المكان طوال حياتي. وتود أن تكون نهايتها هنا وسط رائحة مفعمة بالعطور، ولكن يوجد جزء في صدرها لا تعرف من أين أتى يحثها على الابتعاد عن هذا المكان وفورًا تخشى أن تكون نهاية هذا الطريق مفجعة مثل نهاية زواجها. تتسائل في داخلها لما هذ الجزء القلق في صدرها ماذا تفعل الآن؟ أتستسلم للقلق وتهرب، أم تبقى حتى لو كان الختام به لعنة مثل لعنة زواجها نفضت كل شئ من رأسها وبدأت عملها وانغمست فيه حتى أنهكت ثم رفعت رأسها تبحث عن نورا لتجدها ممددة على الأريكة لترفع نظاراتها الطبية من على عينيها قائلة : نورا أنت جايه تنامي فين الشغل اللي اشتغلتيه؟ ولا أنت جيباني أشتغل معاكي علشان أغطي عليك فين التقارير اللي كنت بكتبهالك بعد كل عينة؟
نهضت نورا من مكانها قائلة وهي تشير إلى اللاب توب : لا بصي أنت بس الوقت سرقك بعد أخر اختبار اللي هو معروف طبعًا عطر الريحان يا ريحانة قلبي فأناقولت أنام شويه على بال ما تفوقي.
زفرت ريحانة بحنق قائلة : يعني لازم تفكريني بريحانة قلبي ده قلتلك ميت مرة مش بحب حد يقولي الاسم ده كفايه عليه فضل محتكره سنين وقال ايه اوعي يا ريحانة حد يقولك كده غيرى.
خبطت نورا يدها على رأسها لتتذكر لقب ريحانة ثم عضت على شفتيها قائلة : أه نسيت حقك عليا يا ريري ..أنت عارفة أنابحبك قد ايه وكنت بحب أقولك كده زمان بس عمري ما هنسى شات الدفعه لما دخلتي تقولي ممنوع حد يقولي يا ريحانة قلبي إلا قصي.
توجهت ريحانة لتجلس بجوار نورا تربت على فخذها قائلة : شفتي الأيام لفت ودارت ازاي التملك وحش أوي يا نورا وأنااللي غلطانة اللي سمحت ليه بالتملك ده. المهم هو المصنع ده مفيش فيه شاي؟
ابتسمت نورا قائلة وهي تنهض بحماس : حتى لو مفيش هجيب من بره وهجيب أكل كمان احنا من الصبح في المعمل مفيش عامل دخل قالنا أنتوا عايشين ولا ميتين.
توجهت نورا إلى الكافيتيريا بينما ريحانة تمددت على الأريكة قليلًا بتعب منتظرة كوب من الشاي ليذهب الصداع الذي انهك رأسها بينما نورا في كافيتيريا المصنع تحمل من العامل صينية الشاي وبعض الكعكات متوجهة إلى المعمل فوجئت بزوجين من العيون السوداء ظلت تحدق بهم كثيرًا غير متوقعة رؤيته. تتسائل بداخلها ما الذي يفعله هنا, تتذكر أنها رأته مرتين مرة بيوم خطبة ريحانة والمرة الأخرى يوم زواجها. ترى هل علم أن ريحانة تعمل هنا وجاء لتدمير سعادتها، ولكن ما الذي يخصه بريحانة. ثأره ليس مع ريحانة. ثأره مع أخرى ريحانة ليس لها ذنب. أتخبر ريحانة عما رأته أم تصمت حتى لا تعكر صفو فرحتها قررت الصمت لحين معرفة سر تواجده في المصنع وحتى لا تتأخر على ريحانة ذهبت سريعاً إليها وقررت أن تسأل عن سر تواجده بوقت أخر. دلفت إلى ريحانة ووضعت الطعام والشاي لتقوم ريحانة بالتهام الشطائر وشرب الشاي وهو ساخن لم تستشعر سخونته من كثرة إحساسها بالبرد لتجد نورا شاردة فقطبت جبينها قائلة : مالك يا نورا مش بتاكلي ليه مش كنتي جعانه؟
ردت نورا وهي شاردة لتقع بكلماتها قائلة : مش أناشفت زيدان ابن عمة قصي بره في الطرقه، بس مش عارفة بيعمل ايه هنا في المصنع يكونش عرف إنك هنا وجاي يخرب عليكي؟
أنتفضت ريحانة من مقعدها قائلة : ده ايه اللي جابه هنا المصنع وبعدين هو ماله ومالي أصلًا. ده أناعمرى ما اتكلمت معاه غير مرتين ومش معقول جاي يدور عليا.
فاقت نورا بصدمة من حديث ريحانة وعلمت أنها قالت كل شئ فزفرت بيأس قائلة : وأنااللي كنت عماله أكرر في دماغي اني مش هقولك. لغايه ما أعرف هو كان بيعمل ايه بالظبط أديني ادلقت زي كبايه الشاي يارب ما يطلع هو ويبقى تخيلات.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة : نورا أنت مش بتعرفي تخبي عليا حاجة. يا ريت قصي كان زيك وعلى فكرة زيدان ده عمره ما يبقى تخيلات ده يطلع في حالتين يا في الحقيقة يا في الحلم المزعج.
زمت نورا شفتيها قائلة : يبقى هو عمومًا يعمل اللي يعمله في قلب المصنع واحنا مالنا والله حتى لو كان صاحب المصنع نفسه ملوش عندنا حاجة بلا هم هو وابن خاله.
ترك لهم المكان برمته لأنه يعلم جيدًا أن صديقتها لن تهدأ إلا أن تصل لمعلومات عن سبب وجوده .ارتدى نظاراته وركب سياراته وجلس خلف مقوده واعتدل بظهره إلى الخلف وحرك وجهه يمينًا ينظر إلى المصنع بقوة لطالما كان هذا المصنع يجلب له الراحة حيث كان يقضي فيه طوال يومه. تذكر صديقه عندما تم الأمر وجذبها عن طريق الإعلان هي وصديقتها فقال : تم الأمر يا زيدان باشا أي خدمه تانيه يا شقيق؟
رد عليه زيدان بثبات قائلًا : متشكر يا امير. أنت طبعًا عارف لو الأمور مش هتمشي زي ما رسمتها أنت هتعمل ايه.
ابتسم أمير بخبث وهز رأسه بطاعة إلى زيدان ورحل ليبدأ زيدان مسيرته الحمقاء.
أخذت عينيه تتجول في المصنع قبل الرحيل إلى الضجه وترك الهدوء والرائحة الذكية. ذهب إلى المجموعة الكبيرة التي تضم شركاته والتي تديرها سمر ابنة خاله وشقيقة قصي والتي احتفظ بها زيدان بعد فعلة قصي خاصة عندما أثبتت ولائها له وأخبرته أن المدبر الأعظم لهذه الزيجة هي شكران والدته. دلف إلى الشركة لتجحظ عينا سمر من رؤيته. حيث أنها تعلم جيدًا أنه لا يميل إلى التواجد هنا إلا أول كل شهر لمتابعة سير العمل. تعلم أن له عمل أخر لا يعلمه أحد وأخذت تبحث ماذا يكون ولكن دون جدوى حتى أنها ملت. نهضت مسرعة واحتضنته وهو مثل جبل الجليد لتتحدث بعذوبة قائلة : حلوة المفاجأة دي يا زيدان رغم إن احنا في نص الشهر. أيوه كده أناببقى عايزة أشوفك كل يوم. ليه حتى مش بتيجي تزورني أنابقيت عايشة وحيدة.
قطب جبينه قائلًا : معناه ايه الكلام ده؟ ايه طردوكي علشان حكيتي وقلتي كل اللي حصل في غيابي طب ما أناكنت هعرف أنت بس اللي اتسرعتي. خفتي على شغلك معايا.
نظرت إليه بغيظ قائلة : هو لما أجري وأقولك خبر زي ده بدل ما تفرح بيه وتقولي شكرًا..تقول اني خايفة على شغلي..شغل مين يا زيدان أنامن امتى بيهمني الشغل؟
هتف باشمئزاز قائلًا : كلكم صنف واحد صنف نمرود يهمه الشغل والمركز. الوحيدة اللي مكنش بيهمها هي شذى، كانت عايزة عواطف وبس وعلشان كده أخوكي قدر يضحك عليها.
تمالكت نفسها من الغضب قائلة : ولما شذى كانت عايزة عواطف وبس وهي في نظرك الست الشريفة بس أخويا قدر يضحك عليها ليه مشاعرك متحركتش وأنقذت الموقف.
نظر لها بوجوم دون رد فغيرت مسار الموضوع قائلة : أمير اتصل بيا النهارده من المطار وقال انه راجع وعايزك تفوت عليه بليل لأنه مضطر يقفل تليفونه وأنت تليفونك كان مغلق.
حاول إثارة غضبها قائلًا : تمام ما تيجي معايا يا سمر أهو فرصة تغيري جو، وأنت عارفة أمير فرفوش وبيحب يهزر معاكي كتير ويمكن السنارة تغمز وأفرح بيكم.
ابتسمت ببرود قائلة : ماشي يا زيدان وماله اعمل حسابي جايه معاك. أنت عندك حق لازم أغير جو بس بالنسبة لموضوع أمير ده مرفوض، لأن حتى لو عجبته هو ميعجبنيش.
رفع كتفيه بلا مبالاة قائلًا : براحتك مع إن أمير يعجب الباشا، والستات بيترموا تحت رجليه بس هو يوافق وعلى فكرة رومانسي زي أخوكي، وأعتقد ده النوع المطلوب في السوق.
ركزت في عينيه تراها تحمل في طياتها تلميحات كارهة فردت قائلة : أه هو فعلا النوع المطلوب في السوق بس أنازيك مش بحب النوع ده خالص. النوع ده مينفعش يكمل ويكون أسرة أناعايزة حد أعيش معاه في أمان.
كور يديه لأنه يفهم مغزي كلامها فرد بغضب وسخريه قائلًا : في أمان! معاكي ربنا أنانفسي راجل مش مضمون يمكن شذى كده هتكون مرتاحة وهي بعيد عني وحسبتها صح لكن أنت عاملة زي عمتك بتحسبيها غلط.
زمت شفتيها باستياء قائلة : أنامش زي عمتى. عمتى يهمها الحسب والنسب والوضع المادي لاغية الأحاسيس والمشاعر، وعندها الأمان فلوس، لكن أناالأمان عندي حاجة لا أنت ولا غيرك يقدر يفهمها.
نظر إليها بغضب وحدة قائلًا : يبقى يا ريت بلاش تيجي معايا مشوار بليل خليكي بعيد ولو عايزاني أرجعك بيت أهلك معنديش مانع، ولا أقولك اصرفي فلوس من الشركة واشتري شقة تمليك.
اهتزت لتعامله معها كالسلعة وانصرفت إلى مكتبها تلعن حظها أنها بعد أن ارتاحت من شذى وفقًا لتخطيط عمتها. هو ما زال لم يرضى بها.
جاء الليل وهدوئه ونظر إلى السماء وتذكر كل شئ عندما ضاع منه في لحظة واقتص منه حق يملكه ليجد قدمه تقوده إلى النادي الذي يمتلكه أمير ليحتضنه أمير قائلًا : اتأخرت ليه يا عم زيدان..ده أناوصلت من بدري وقلت انك هتيجي بدري نتسلى سوا عموما مش فارقه الزباين لسه موصلوش. أناحاسس إنها ليلة فريدة من نوعها.
نظر إليه زيدان بشرود قائلًا : أناالنهارده روحت المصنع كنت ناوي أعمل خطة هجوم بس صحبتها ضيعت كل حاجة هو كان يعني لازم صحبتها دي تشتغل معاها؟
ابتسم أمير بخبث قائلًا : ما هو أنت متعرفش البت اللي اسمها نورا دي بالذات لازم تشتغل لأنها لو ما اشتغلتش ريحانة مش هتقبل بالشغل بس أنت غلطان.
زفر زيدان بحنق قائلًا : معاك حق مكنش ينفع أظهر ليهم في أول يوم شغل بس أنت عارف ان المصنع ده عشقي ومحدش يعرف أن عندي المصنع ده.
هز أمير رأسه بتفهم قائلًا : عارف وعارف إنه يعز عليك تسيب المصنع في يوم وليلة وتروح تحط وشك في وش بوز الاخص ألا قولي عملت ايه لما شافتك النهارده؟
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا : أولًا حضنتني حضن كبير كان ناقص تبوسني والله لو مراتي مش هتعمل كده ثانيًا عرفتني اللي أناعارفة ومطنشه إنها عايشة لوحدها حاليًا.
ابتسم أمير بخبث قائلًا : امممم طب ما ترد الصاع صاعين لقصي فيها. مهما ان كان دي أخته وشرفه وأكيد هتبقى نفسه مكسورة وساعتها ممكن كمان تنتقم من شذى لما تحط شرط لطلاقها.
شعر زيدان بأن الذي سيخسر هي شذى لا خسارة لقصي سوف يرجع إلى ريحانة ولا خسارة لسمر فهذا ما تتمناه دومًا ولا خسارة لشكران فهذا مبتغاها هو يريد أن يرى الذل في عيني شكران فقط ليريها كيف كانت تستهين بشذى. فتلك السابحة في تركيزه سوف تسحق كرامة السيدة شكران سحقًا وستعرضها إلى السخرية، رد على أمير قائلًا : أناهستفاد ايه لما شذى هتطلق ولا حاجة خلوا شذى بالنسبة ليهم سلمة علشان يوصلوا ليا كده لا هعرف أجيب حقي منهم، ولا ريحانة هتعرف تنتقم منهم.
احتار أمير كيف يرد عليه يشعر أن ريحانة ليست بالشخص البسيط الذي يعتقده زيدان فرد بتشكيك قائلًا : طبعًا أنت مفكر إن ريحانة ضحية، بس فكر كويس ريحانة مش هتليق بيك يا زيدان ومش هتجبلك غير الفضيحة دي أمها الرجالة طالعين نازلين عندها من يوم ما اطلقت .
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
____________________
الفصل الثانى
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أصبح المصنع مكانًا مألوفًا لديها خصوصًا هذا الركن الذي تعشقه ألا وهو المعمل. تعتبر المعمل مكان تبتعد فيه عن الأخرين فيما عدا صديقتها التي تنير عتمة أيامها نورا الاسم الذي على مسمى. استطاعت في خلال أسبوع أن تنجز أكبر قدر من تركيبات العطور الطبيعية تتذكر رغبتها في تحضير رسالة الدكتوراه والتي منعها عنها قصي لإدعائه الحب وغيرته عليها. تفكر هل من الممكن أن تفعلها لو جمعت بعض المال بدلًا من أن تفتح مصنع خاص بها أن تستكمل مسيرتها الدراسية. ثلاث سنوات بائت بزواج فاشل ضيعت فيهم عمرها وكرامتها، والأخير تم الطلاق والذي تم مثل الذبح البارد هي فقط تحتاج إلى التركيز في عملها ونسيان الماضي. شردت في أحلامها التي تحطمت والتي كانت تتمثل في وجود صغار لها في منزلها مع حبيبها حلم بات مستحيلًا وكان مقابل تحطمه لها المزيد من القسوة التي لم تستطع تحملها كانوا يريدون منها شيئًا مستحيلًا. لعنت ذلك اليوم الذي تعرفت عليه في الجامعة وصاحبته ثم تحولت صحبتهم إلى عشق. أنتبهت نورا على شرودها فربتت على كتفيها قائلة : ريحانة أنتِ مزهقتيش من الشغل هنا. أنا بصراحة زهقت المكان هنا هادي أوي أنا عايزة ناس أتكلم معاها وأنت طول الوقت غرقانة في شغلك.
هزت ريحانة رأسها بيأس قائلة بلوم : أنت لازم تزهقي، بس في حاجة أنتِ لو زهقتي ممكن ترجعي تقعدي في البيت تاني أنت مش محتاجة. إنما أنا محتاجة، أنا قدامي طموح ولازم أحققه.
لوت نورا شفتيها قائلة : ما أنا قلتلك مقدرش أسيبك..وأنا شغالة علشانك بس أمر المصنع ده مريب..يعني المصنع الطويل العريض ده مش فيه غير اتنين كيميائيين بس؟
تحدثت ريحانة بثقة قائلة : ولا مريب ولا حاجة أنا كده مبسوطة. أنا مش بحب حد يتمريس عليا وبعدين كل التقارير اللي بتطلع بناخد عليها ممتاز..ايه اللي قلقك بقا؟
زمت نورا شفتيها قائلة : ريحانة أنتِ مش قلقانة من ساعه ما شفت زيدان هنا، وبصراحة ده كان خارج من مكتب أنا عرفت مين صاحبه طلع الكيميائي اللي بنسلمه التقارير.
قطبت ريحانة جبينها قائلة : اه قصدك ماجد طب وايه يعني وبعدين ماجد ده إنسان محترم ايه اللي يعرفه بواحد زي زيدان بقولك ايه يا نورا فكك من التخاريف دي يمكن واحد شبهه.
هزت نورا رأسها باستسلام واستكملت عملها ولكن الواضح أنه جائت اشارة البدء فقد صبر زيدان كثيرًا لابد من الكشف عن نفسه تحدث إلى ماجد ليستدعيها فهاتفها ماجد لجلب التقارير الجديدة وسرعان ما خلعت معطفها وظبطت ثيابها التي كانت عبارة عن فستان طويل وبأكمام طويلة باللون البنفسجي دلفت إلى مكتب ماجد لتجده يدير ظهره إليها جالسًا على كرسيه الوثير رفعت حاجبيها باندهاش واستغربت فعلته فهو دائما ينتظر ويقف لها احترامًا فتنحنحت قائلة : دكتور ماجد اتفضل التقارير.
ظل دون رد لتقطب جبينها وتسأله بتوجس قائلة : حضرتك سامعني؟
ابتسم زيدان بخبث وهو موليًا ظهره لها ليتنهد بعمق كمن وصل لمبتغاه ويرد عليها بصوته الماكر الذي طالما سمعته من قبل وضايقها بطبقاته المختلفة كثيرًا ليتحدث بسخرية قائلًا : ايه ده أنتِ اللي جايبه التقارير بنفسك؟
ثم صمت لتستوعب الصدمة وردد بحروف مفعمة بالاستهزاء قائلًا : طب كنتي ابعتي نورا على الأقل حلوة ولسه مدخلتش دنيا ومناسبة لماجد.
ثم استدار بأريحية قائلًا وهو يتفرس ملامحها بدقة : إنما أنتِ ما صدقتي تيجي جري بناء على ايه؟
ثم ابتسم بخبث قائلًا : ايه ناويه تجربي حظك تاني؟
وضعت يدها على قلبها الذي تسارعت دقاته من سماع هذا الصوت البغيض لكنه لم يكتفي بصوته بل تنقل ببصره ينظر إليها بجمود قائلًا : أنت مطلقة وعاقر وفرصتك في الحاجات دي قليلة.
ثم هز رأسه بلهجة آمرة وقال : سيبي غيرك يقلب عيشه وأنتِ كمان فكري صح ومسيرك يبقا عندك فرصة تعوضي بيها حرمانك من حاجات كتير ضاعت منك.
تحرك صدرها علوًا وهبوطًا تود الرد عليه ولكن اختنقت الكلمات وانحشرت في حلقها ليدلف ماجد قائلًا بسماجة : أنا أسف يا مدام ريحانة أسف مرة تانية. دكتورة ريحانة كلنا هنا تحت أمر زيدان باشا وأنتِ مش بتخرجي من المعمل وكان لازم تعرفي مين صاحب المصنع.
نهض زيدان ليقف أمام مكتبه متكأ بقبضه يده عليه قائلًا : أناصاحب المصنع اللي أنتِ شغالة فيه يا دكتورة.
اتسعت حدقتيها ليبتسم بشماتة قائلًا : أومال (ز& ر) دي معناها ايه معناها زيدان صاحب مصنع زهرة الريحان.
ثم تنفس بعمق قائلًا : وعلى فكرة عطر الريحان اللي بتصنعيه رهيب بحييكي عليه.
التفتت جانبًا لترى ماجد قائلًا بصوت ماكر : يعني أنا هنا زي زيك بالظبط، بس بصراحة أنتِ بشهادة زيدان باشا تفوقتي عليا احنا شويه شويه هنعمل ماركة عالمية بسبب تحضيراتك.
خرجت من صمتها وارتفع صوتها قائلة : تبقى نورا عندها حق لما شافتك وأكدت لي إنك خارج من عند ماجد.
ثم حسمت أمرها قائلة : طب تمام شكرًا على الأسبوع اللطيف اللي قضيته هنا في المصنع وأعتقد إن مكنتش مؤثرة .
ثم رفعت أكتافها بفخر قائلة : عطر الريحان ده نقطة في بحر تركيباتي.
أشار زيدان لماجد لكي يخرج حتى أنها أنتبهت وظلت تنظر إليه بعيون الصقر الجريح منتظرة رد على حديثها فأخرج من درج مكتبه عقدها واستدار حول مكتبه ليقف في مقابلتها قائلًا بثقة : كل حاجة في العقد ده أنت موافقة عليها وبإمضائك هتفضلي ماسكة المعمل لمدة تلات سنين.
شهقت ريحانة فتعالت ضحكاته قائلًا :هههه زي مدة جوازك من قصي.
هزت رأسها غير مصدقة تشعر أنها وضعت في موقف تمثيلي ليحذرها قائلًا : ولو سبتي المعمل غرامه نص مليون جنيه ولو وافقتي الغرامة هتتحول لمكسب في جيبك.
فتحت الملف الخاص بعقدها وأنتبهت إلى الشرط الجزائي والذي لم يكن موجودًا من قبل لتعلم أنها وقعت في فخه لتتسائل ما الذي سيستفيده من ذلك.
لتسأله بتوجس قائلة : وأنت بقا هتستفاد ايه من كل اللي بتعمله ده ؟
قابلها بابتسامة ساخرة لتلوي شفتيها باستهزاء قائلة : اوعى تفكر اني هصعب على قصي يقوم يطلق شذى وترجعلك.
رفع أكتافه بلا مبالاة لتبتسم بسخرية قائلة : ميصعبش عليك غالي، وحتى لو صعبت عليه هوافق إنه يخلصني من العقد الرخيص ده وبرضه مش راجعة له.
ثم استطردت بكل ثقة وغرور حتى أنها كانت مثيرة لاعجابه ورددت قائلة : لأنه ميلزمنيش لا هو ولا الفلوس.
هز زيدان رأسه بخبث قائلًا : من ناحية هستفاد فأنا هستفاد كتير.
ثم مط شفتيه قائلًا : بس مش ملزم أقولك دلوقتي الموضوع ده محتاج له قاعدة تانية. أنا دلوقتي يهمني المصلحة روحي كمليها خلينا نصدر الماركة.
ثم استطرد بثقة قائلًا : وأوعدك أن هيكون ليكي الحلاوة لو رفعتي المصنع ده بتركيباتك اللي تسحر زيك.
أخذت تنظر إليه مطولًا ليمرر عيناه على فستانها الذي يعد مألوفا لعينه فهو يعشق هذا اللون البنفسجي خاصة إذا كان يتمثل في جسدها المثير كانت على وشك الرحيل ولكن أنتبهت إلى نظراته وحالة شروده التي جعلته يهدأ من ثورته عليها زفرت بحنق لينتبه أنها فهمت نظراته ليجدها ترحل صافعة الباب من خلفها ليذهب ويجلس على كرسيه مرة أخرى ويرتشف قهوته التي بردت مثلما برد قلبه ليسرح في شكلها باستمتاع ويتذكره بدقة لم تلفت أنتباهه ولا مرة واحده منذ أن ارتبطت بابن خاله حيث تمتلك شعراً كستنائى اللون وعيون مثل العسل المصفي وقوام فتان. علم لما اختارها قصي لأنها تختلف عن سواها في الجمال الرباني الذي لا يحتاج إلى أي مؤثرات.
استغرب تحول تفكيره بها من النقيض إلى النقيض الأخر لا يدري سبب التحول. هي أيضًا لا تدري ماذا تفعل مع ذلك البغيض وماذا يريد منها وجدت نفسها تبحث عن أي مخرج من هذه المشكلة ما زال صوته يتردد في أذانها وطلبه عفوًا هذا ليس طلبًا هذا إلزامًا، وهي لبت ووافقت على الإلتزام لأن ما باليد حيلة. كان لقائه أعصف من لقاء النار بدء باستهزاء وتحول إلى نظرات وقحة، لا تعلم سببها.
على الجانب الأخر كانت تجوب المشفى مع شقيقها ناجي حيث أنها تمتلك أكبر المستشفيات الخاصة بالنساء والتوليد والعقم. أخذت تنظر شكران والدة زيدان بجبروت ليفهم ناجي مغزى النظرات ليحاول إفهامها الأمر فيقول : والله يا شكران سمر حاولت معاه بقالها أسبوع أهو دي ما صدقت أصلًا إنه يرجع الشركة الكبيرة وكانت بتعامله ولا الطفل بس مأخدتش منه لا حق ولا باطل.
جزت شكران على أسنانها قائلة : وطي صوتك يا ناجي أنت جاي تفضحني في قلب المستشفى وبعدين هي عادة سمر ولا هتشتريها طول عمرها خايبة وقال ايه متقلقيش يا عمتو.
دلفت إلى مكتبها ودلف خلفها ناجي يهتف بهدوء كأنه يتوسل إليها قائلًا : فعلًا يا شكران هي عملت معاه كل الحيل، وهو فاهمها ابنك مش صغير ولا عبيط حتى شذى خطيبته مكنتش بتقدر عليه. أنا بس نفسي أفهم مش عاجبه ايه في سمر.
ابتسمت شكران بسخرية قائلة : سمر! سمر دي مين يا ناجي. أنا بس هاودتك بس أنا عارفة إنها غبية وضعيفة ومش هتقدر عليه وابني ذكي جدا وهيعرف إنها معانا.
اغتاظ ناجي من غرورها فرد بجمود قائلًا : وده اللي مجنني عارف إنها معانا ومع ذلك ساعدها وعطاها مبلغ محترم جابت بيه شقة تمليك وقلت فرصة هيروح يقعد معاها بس ده لسه قاعد معاكي بعد اللي عملتيه فيه.
ابتسمت شكران بخبث قائلة : ده كده يأكد لك إن لا قصي ولا شذى فارقين معاه أنا ابني أكيد هيدور على مصلحته وهيختار واحدة من الوسط بتاعه مش واحدة سنكوحه وعلى فكرة يا ناجي الواحدة دي أكيد مش سمورة حبيبه عمتها فخليها تريح نفسها ومتشغلش بالها.
بعد خروجها من مكتبه وصفعها للباب خلفها هزت رأسها ترفض استيعاب الموقف فلم يعد مسموحًا لتلك العائلة أن تدلف لحياتها مرة أخرى ترى ما المخبئ خلف كلمات زيدان أهي الخيانة مرة أخرى؟ ..تذكرت نظراته المتفحصة لها واستاءت للأمر هل ستتعرض إلى خيبة أمل جديدة ؟ تعتبرها تجربة قاسية في حياتها كان عندها اعتقاد راسخ أن زيدان سيفسد ما فعلوه بها لتعتبره داعمًا لها ودون تفكير منها خرجت من المصنع دون أن تخبر نورا بالأمر ذهبت إلى منزل نورا فلديها مفتاح ودلفت إلى غرفة نورا لتجلس على الفراش تضم نفسها بحرص لم تجد احتواء غير احتوائها لذاتها لم تجد من يخفف حزنها الوحيد الذي كان يفتعل ذلك ومن أجلها هو قصي ولكنه يأس ومل لكن تتذكر جيدًا وقوفه أمامها وبيده شذى عروسًا له وهو متصلب جامد القلب. ذرفت الكثير من الدموع لتذكرها هذا الموقف ومرت ساعة وقامت بالاغتسال لعلها تزيل أثار نظرات زيدان لها وبالرغم من برودة ماء الاستحمام إلا أنها كانت تكوي جسدها لتتزايد دموعها كأنها تجلد من جديد أنهت استحمامها العصيب وخرجت تضم نفسها بكلتا ذراعيها لتتصلب أمامها وهي تلمح طيفه في ظل المرأة كأنه يقف خلفها لتهتز وترتعش وتستدير للخلف مغمضة عينيها تفتحها ببطء ولكن لم تجده كانت ترى صورته في المرآة بابتسامته البارده التي دومًا تبغضها شعرت بالضعف يغتالها ولكن لما يريد ابقائها في المصنع. فتح الباب فجأة لتنتفض لتجدها نورا تنظر إليها بلوم وعتاب لتركض ريحانة نحوها ترتمي في أحضانها تشهق قائلة : مستحيل اللي بيحصل معايا ده يا نورا طلع هو زيدان اللي شفتيه المصيبة الكبيرة انه طلع صاحب المصنع ومضاني في العقد على شرط جزائى.
جحظت نورا بعينيها غير مصدقة وابتلعت ريقها تربت على ظهر ريحانة لتهدئ شهقاتها قائلة : اهدي بس يا ريحانة أنا قلتلك أنا شفته بعيني وأنت مصدقتنيش بس أنتِ كنت رايحة لماجد ايه اللي عرفك انه صاحب المصنع ماجد اللي قالك صح؟
خرجت ريحانة من أحضانها تتحدث بصعوبة قائلة : لا ماجد كان مرتب معاه أدخل المكتب ألاقيه وأهاني. أهاني يا نورا أنا؟ بيقولي أنت عايزة ماجد في ايه؟ مفكرني رخيصة الحيوان.
أجلستها نورا بهدوء لتستمع إلى ما سردته ريحانة عما حدث بمكتب ماجد وبعد أن أنتهت ريحانة سألتها نورا بتوجس قائلة : وأنتِ هتعملي ايه؟
استكملت نحيبها قائلة : مضطرة يا نورا أكمل وأشوف البني أدم ده عايز مني ايه. أكيد بيعمل كده علشان قصي يطلق شذى لأن أكيد قصي هيخاف عليا.
هزت نورا رأسها بسخرية قائلة : على فكرة قصي لو عرف مش هيعملك حاجة لأنه بصراحة عمره ما حبك ومتزعليش مني.
هزت ريحانة رأسها بتفهم قائلة : طب أعمل ايه؟
ابتسمت نورا بخبث قائلة : هتكملي عادي وتشوفي أخره ايه بس اسمعي اما أقولك جو الخوف ده اوعي تبينيه ليه فهماني.
ضحكت ريحانة قائلة : لا خالص محصلش ومش هيحصل أنا عمري ما أخاف منه، بس نظراته مش مريحة أول مرة يبص عليا بوقاحة. ده أنا عمري ما شفته بيبص لخطيبته كده قبل كده.
أدارت نورا وجهها إلى الجانب الأخر لتتأكد أن زيدان نظراته لريحانة يدور خلفها لغز كبير.
جاء الصباح ونهضت نورا مسرعة لتأخذ ملابس ريحانة التي توجد عندها وتبعث بهم إلى المغسلة لتحتار ريحانة فيما تلبس لتعرض عليها كنزتها البنية بلون شعرها المكشوفة الذراعين لتحمد ريحانة ربها أنها ترتدي معطف المعمل فوقهم ومعطف الشتاء خاصتها ولكن تخلعه عنها في المعمل. هبطت من سيارة نورا وتحججت نورا أنها ستأخذ وقت لتصف السيارة لأنها وجدت زيدان من مرآة السيارة يدلف قبلهم وتأكدت أنه سيدلف إلى المعمل أولًا وتخمينها كان صحيحًا دلفت ريحانة إلى المعمل غير متوقعة وجوده لتذهب إلى الدولاب الموضوع فيه البالطو لتأخذه كي ترتديه.
لتنتفض على صوته وهو يقول : في تأخير تلت ساعة على الشغل.
رفعت حاجبيها بنفاذ صبر ليستهزأ بها قائلًا : ينفع موظفة ولا بلاش كيمائية عظيمة تتأخر عن الشغل وتيجي بعد مديرها ولا الهانم أخدت على الراحة ؟ والسهر في بيت مامتها لنص الليل مع الزباين.
نظرت ريحانة إلى الجانب الأخر وزفرت بحنق ورمت المعطف على الأريكة مربعة ذراعيها فوق صدرها تنظر إليه ببرود لتضايقه فينفجر قائلًا : تمام أنتِ مش أخده على الراحة وبس أنتِ أخده على قلة الأدب وعدم احترام رئيسك في الشغل.
ليعلو ثغرها ابتسامة نصر حيث أنها نجحت أن أوصلته للغضب منها لتتفاجئ بضحكاته الشيطانية قائلًا من بينها : هههههه بتضايقيني علشان ألغي العقد صح؟ طب مش لاغي يا رينووو ايه رأيك بقى؟
تضايقت من استخدام اسم لها يداعبها به ولكنها تمسكت ببرودها وصمتها حتى يفيض ما بداخله لتدلف في هذه اللحظة نورا بابتسامتها الساخرة وهي تمد يدها لكي تصافحه قائلة : صباح الخير يا مستر زيدان المعمل نور والله بجد أنا مبسوطة كتير من ساعه ما ريحانة قالت ليا إن حضرتك صاحب المصنع وأخيرًا عرفت سر ز&ر.
ليبتسم بتفاخر وسخرية وهو يسلط أنظاره على ريحانة التي بدأت تفور من الغيظ لتندفع قائلة : دي ماركة هو عاملها علشان يوضح للكل انه زيدان صاحب عطر الريحان اللي بقاله فترة هيتجنن ويطلع عطر له بس مش زي العطور المتداولة.
ثم استطردت بسخرية قائلة : أصله عايز يبقى وحش العطور.
ليرفع حاجبيه بانتصار قائلًا وهو يترك لها المكان : وهيحصل وعن قريب كمان زي ما أنا مرتب كل حاجة أنا مفيش قوة توقفني.
واستطرد وهو ينظر إلى عينيها بثقة قائلًا : وهبقى وحش العطور زي ما بتقولي لأن أنا وحش ومسيطر في كل حاجة.
خرج ليتركها في حالة ثورة عارمة تود حرق المعمل بأكمله لتنظر إليها نورا بغضب وهي تشير بإصبعها بحركة دائرية على وجه ريحانة : اللي أنتِ بتعمليه ده مفيش منه فايدة قلتلك نكمل شغل ونشوف أخره مستعجلة على ايه؟ واضح كده من عينيه انه مش مستعجل.
زفرت ريحانة بحنق قائلة : عارفة إن اللي عملته غلط، بس أنا نفسي يسيبني في حالي أو يقول هو عايز مني ايه وبعدين ايه اللي مدخله هنا وأنا مش موجودة ؟
ضحكت نورا ضحكة ساخرة قائلة بسخرية : يا ريحانة ده مصنعه يدخل في أي مكان فيه وفي أي وقت أنت متقدريش تقوليله لا واللي عمله النهارده ده البداية. التقيل جاي ورا.
تنهدت ريحانة بعمق وقررت استكمال عملها وكل يوم تدعو الله ألا تقابله وبالفعل يستجيب لدعواتها حيث رجع إلى شركاته مع سمر التي حاولت مرارًا وتكرارًا إستمالته لها ولكن دون جدوى حتى قامت بمراقبته وعلمت أنه يمتلك مصنع في منطلقة نائية وترددت لتسأل عن المصنع وموظفيه حتى لمحتها تسير في الممر الذي يؤدي إلى المعمل وتتبعتها دون خوف ولا حرص ودلفت خلفها بدون استئذان لتتفاجئ بها ريحانة أمامها غير مستوعبة وجودها هي الأخرى لتهتف سمر باندهاش قائلة : ريحانة! أنتِ بتعملي ايه هنا مش ده برضه مصنع زيدان ولا أنا غلطت في العنوان ولو ده مصنعه أنتِ بتعملي ايه هنا لا وجوه المعمل كمان؟
تنهدت ريحانة قائلة : اه ده مصنع زيدان وأنا بشتغل كيمائية هنا وطبعًا يا سمر أنتِ هتمثلي عليا انك مكنتيش عارفة زي ما مثلتي زمان وقلتيلي إن مكنش عندك خبر بجوازة قصي.
جزت سمر على أسنانها قائلة : أنا اتفاجئت زي زيك بالظبط بس هقولك على حاجة حتى لو أعرف هسيبك تتصدمي لأنك تستحقي بقا دايرة تلفي على زيدان علشان تنتقمي؟
رفعت ريحانة حاجبيها باندهاش من غباء سمر لتبتسم بسخرية قائلة : وهو أنا لما أحب أنتقم ألجأ لزيدان طب ده هو أول واحد لازم أنتقم منه، عارفة ليه؟ لأنه مش راجل زي أخوكي قدرت تضحك عليه واحدة وتوقعه في فخها.
نظرت إليها سمر باحتقار قائلة : أنتِ اللي خايبة ومقدرتيش تخلفي حتة عيل لأخويا واحمدي ربنا انه صبر عليكي تلات سنين على الأقل أهو هيخلف قريب الدور والباقي عليكي.
أغلقت ريحانة عينيها بخيبة أمل قائلة : ياااه للدرجة دي يا سمر الحقد مالي قلبك من ناحيتي وأنا اللي كنت مفكراكي أختي يلا معلش طالما هعارض مصلحتك يبقى لازم ترفصيني.عمومًا يا سمر أنا بشتغل هنا تحت أي مسمى ملكيش فيه ويا ريت تمشي بسرعة لأن زيدان يعرف انك جيتي هنا وأنت عارفة هو ممكن يعمل فيكي ايه.
أنتفضت سمر من تذكيرها بزيدان ونظرت لها باستهزاء وخرجت من المصنع تتمنى ألا يعلم زيدان بأمر مجيئها.
اختنقت ريحانة وقررت أن تخرج مبكرًا من المصنع لعلها ترتاح قليلا قبل أن تعود إلى منزل نورا لأنها لا تريد أن تسرد لنورا أمر زيارة سمر لطالما نورا لا تعلم به لأنها كانت غائبة ذهبت إلى مطعم قريب لتتناول الغذاء بمفردها وطلبت من النادل طعام بسيط نظرًا لما تمتلكه من مال بسيط رجعت بظهرها إلى الخلف وأغمضت عينيها لتلفح نسمات الهواء بشرتها البيضاء ثم فتحت عينيها ببطء لتنظر أمامها لتجده جالسا أمامها ينظر إليها باستمتاع قائلًا : كنت جاي المصنع قبل ميعاد الانصراف علشان أشوفك وصلتي لفين أنا سيبتك كتير بس للأسف لا لقيتك أنجزتي ولا لقيتك في المصنع.
ثم سألها بمكر قائلًا : ايه هو غيابي هيخليكي تتجاوزي؟
ربعت ذراعيها فوق صدرها تتصنع الهدوء قائلة : يعني روحت المصنع ولقيت مفيش انجاز ولا لقتني بس عرفت مكاني صح طب منين أووووه لا يكون حضرتك مخاوي عفريت بيراقبني.
ثم تصنعت الخوف قائلة : كده هخاف منك بجد.
لوى ثغره يبتسم بخبث قائلًا : طب كويس انك شكيتي في موضوع العفريت ده هيسهل عليا حاجات كتير أهمها انك تخافي مني زي ما الكل بيخاف مني وبيعملي ألف حساب.
ثم انحنى بجسده أمامها ليرى ردة فعلها قائلًا : شفتي أنا ذكي ازاي؟
انحنت بجسدها أمامه ولم تخش من اقتراب وجهها من وجهه قائلة بقوة : عايزاك بس تعرف حاجة كل اللي بيخافوا منك دول وبيعملوا ليك ألف حساب بيرجعوا يعملوا اللي هما عاوزينه من وراك.
ثم رجعت بظهرها إلى الخلف تتحدث بتحدي قائلة : أنا بقى هعمله قدامك لأني مش جبانة زيهم.
ابتسم ابتسامة ساخرة استغربتها وهو يقول : أيوه بقا هو ده اللي أنا عاوزه امرأة منتقمة جبارة تعرف تاخد حقها تالت ومتلت مش تقعد تعيط زي الأطفال.
ثم استطرد بتأكيد قائلًا : بس هرجع أقولك مصيرك تيجي لحد عندي وتقفي لأن أنا زيدان الجمال.
رجعت برأسها وأمالته إلى الخلف تتلاعب بخصلات شعرها للخلف ليجد نفسه يتابعها كمن يتابع مشهد تمثيليًا لنجمة سينمائية تتصنع دورها بإتقان وما زالت تتصنع البرود والهدوء قائلة : تمام هنشوف بس ازاي ده اللي نفسي أعرفه سبق وقلت لي انك هتعوزني في حاجات كتير بس مش وقته.
ثم رجعت بوضعية رأسها فجأة لتجده كان شاردًا فيها لتضيق عينيها قائلة : ممكن أعرف ايه سر الإنتظار على فكرة أنا بكره الإنتظار.
تجاهلها وأشار إلى النادل لكي يجلب الطعام الذي لم تطلبه كان طعامًا فخمًا يحتوي على الكثير من المأكولات الباهظة الثمن لتعلم أنه يستهزأ بها وبفقرها ليفهم نظراتها الغاضبة ويبتسم بخبث يجيبها على سؤالها : سر الإنتظار إن لازم يكون في عشرة بيني وبينك أو زي ما بيقولوا عيش وملح.
ثم استطرد بخبث لأنه علم بضيقها من طلباته للنادل : علشان لما أطلب منك طلبي يبقي بعشم بدل ما ترفضي وتدوخيني معاكي.
زفرت بحنق قائلة : أنت نسيت إن كان بينا عشرة زمان ولا ايه وأعتقد كان بينا عيش وملح احنا أغلب عشانا كان بيبقى عندكم.
ثم نظرت حولها ونفخت بضيق قائلة : وهو العيش والملح يبقى بالطريقة دي؟ ولا بتكسر عيني؟
ابتسم بانتصار لأنه قام بتحويل برودها إلى حالة ثورة وغضب بطلبه لهذا الطعام ليزيد غضبها قائلًا : وأنا مش بحب العيش والملح بتاعكم لازم لما أعزم أعزم بحاجة تليق بمستوايا، وأعزم حد عارف إنه في يوم من الايام هيليق بمستوايا.
ثم أشار بسبابته نحوها بكل ثقة قائلًا : وأنتِ الحد ده.
نفخت بغضب قائلة : وأنا بقى هليق بمستواك ازاي؟ ده أنا ريحانة اللي أنت والست والدتك اعترضتوا عليها زمان لما جوزي طلبني للجواز دلوقتي هليق بمستواك؟
ثم سخرت قائلة : طب تيجي ازاي دي؟
هتف زيدان بسخرية قائلًا : أنا مش بتكلم عن المستوى المادي وعلى فكرة أنا عمري ما اعترضت عليكي أنتِ كنتي أنتِ وقصي هوا بالنسبة ليا.
ثم ابتسم ابتسامة بسيطة وأشاد بها قائلًا : بس مكنتش أعرف إن دماغك ألماظ في التركيبات، ده أنتِ كنتي خسارة فيه.
تنهدت ريحانة بحزن قائلة : تركيبات وكيميا! ..ده أنا معايا ماجستير عملته وأنا بستنى أستاذ قصي يكون نفسه ويتجوزني يا ريته كان اتأخر كمان كنت عملت الدكتوراه.
ثم زفرت قائلة : على الأقل كانت نفعتني دلوقتي ومحوجتنيش للشغل.
لفتت نظره إلى لقب الدكتورة الذي دائمًا يبغضه كبغضه لتصرفات والدته المغرورة فسألها قائلًا : قوليلي يا ريحانة لو كان قصي اتاخر عليكي وكنتي عملتي الدكتوراه كنت هتكملي معاه وكأنك مأخدتهاش ولا كنتي هترفضيه وتتجوزي واحد من مستواكي التعليمي؟ علشان توصلي أكتر.
صمتت وشردت وهو منتظر إجابتها على أحر من الجمر والتي فكرت بها وبعمق لتجيبه قائلة : لو كنت أعرف مصيري معاه كنت أنا اللي سيبته بس طالما إننا منعرفش علم الغيب أنا لا يمكن كنت أتخلى عنه علشان لقب دكتورة .
ثم ابتسمت بضعف قائلة : عبيطة اللي تبيع الحب علشان منصب أو فلوس، بس لما يكون حب حقيقي مش مزيف وأناني.
ردها كان عبارة عن ذبذبات وإشارات إلى عقله تحثه على التراجع حتى لا يقوم بظلمها مرتين ولكن صوت العقل القاسي كان أعلى وكان من الضروري إنتظار ما سيحدث في الغد فغير نطاق الموضوع قائلًا : ماشي يا دكتوره أنا بعطيكي فرصة من دهب على طبق فضه خلصي التركيبة وليكي نص تمن الماركة ده غير إنها هتكون باسمك.
ثم استطرد محاولًا أن يغريها أكثر قائلًا : وممكن أشوفلك منحة وتاخدي الدكتوراه.
هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة : لو على التركيبة تخلص بسرعة بس الموضوع مش موضوع تركيبة ولا ماركة أنت وراك هدف ومسيري هعرفه.
ثم حذرته قائلة : بس وأنت بتعرفه ليا خد بالك مني أنامش سهلة ولو طلع اللي في دماغي اعرف انه مستحيل. ريحانة القديمة اللي كلكم تعرفوها بح أنتهت، ولا ممكن ترجع تاني لأني ادبحت ومستعدة أدبح المره دي.
ابتسم إليها ابتسامة باردة ولم يرد عليها يكفيه احساس الضعف والخوف الذي يشاهده في عينيها حتى لو كانت قادرة على أن تخفيه.
معرفته بها منذ ثلاث سنوات تؤكد له أنها لم تناسب عالمه يومًا لذلك في كل مرة يحاول فيها إخبارها بما يريده عيناها تجبره على إخفاء السر وراء احتكار وجودها بالمصنع لو كان الأمر مثل ورقة عقد العمل لكان فعلها وجعلها زوجته مثلما جعلها تعمل بالمصنع ثلاث سنوات قادمة رغمًا عنها يعلم جيدًا أنها سترفضه لأنها كانت تحب قصي حبا أسطوريًا، ولكنها غفت غفوة بسيطه تحول فيها قصي من فتى الأحلام إلى تراب الأساطير. نظر إلى عمق عينيها ليجد كلمات وطلاسم مخفية فلذلك عزم أمره أن يظل يلاحقها حتى يكشف سر هذه الطلاسم تحدي عينيها له يجعله مهووس ومتيم بها لا ينكر أنه حلم يومًا أن يجد امرأة تحمل صفاتها وظل يبحث ولكن لم يجد مثلما رسم لو كان وجدها قبل قصي لكان شعر بالكمال يسخر من قصي الذي تركها وأخل بوعوده معها يعتبره رجلًا فاشلًا ففي قانونه الرجل الذي يشعر المرأة بالخذلان لا يعد رجلًا خاصة مع أول مشكلة تقابلهم. يظن قصي أن الزواج من أخرى وحملها يؤدي إلى تحقيق الذات وبناء العائلة. يعتبر زيدان هذا الأمر لا يمثل فارقًا اذا حدث معه يصف قصي بصفة واحدة عندما تخلى عن معشوقته القديمة فهو جبان.
أنتهى الطعام وعادت ريحانة إلى منزل نورا بمفردها رغم عرضه عليها ايصالها ولكنها رفضت سردت على نورا ما دار بالمصنع حتى مقابلته فابتسمت نورا بخبث قائلة : حلو أوي يا ريحانة كل اللي حصل النهارده ده يطمنك إن زيدان لعبته ملهاش دعوة بقصي أما بالنسبة لسمر فأنت عجبتيني بردودك عليها.
تذكرت ريحانة وقاحة سمر معها فتنهدت قائلة : وليه متقوليش إن زيارة سمر دي زيدان اللي خطط ليها ركزي كويس يا نورا هتلاقي زيدان مش بيجي بقاله كام يوم اشمعنا جه النهارده؟
كادت نورا أن ترد عليها ولكن أتى ريحانة إتصالًا هاتفيًا فقطبت جبينها حيث أنه بدون اسم ومع ذلك ردت ليأتيها صوته اللعين متحدثًا بإستعطاف قائلًا : ليه سيبتيني يا ريحانة وأنت عارفة كويس اني بحبك ليه مسمعتيش أعذاري زي ما بتسمعيني كل مرة ليه كنتي قاسيه عليا يا ترى هتلاقي حد يعوضك حبي؟ يا حبي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
____________________
الفصل الثالث
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
علا ثغره ابتسامة لمجرد سماعه صوتها وهي تجيب نعم، لكن تحول إلى شخص ماكر في صوته وهو يرد عليها ليريها كم هو ممزق بعدما تركته. صوته جعلها تتذكر في لحظة انحنائه أمامها على ركبتيه يترجاها بعينيه قبل أن تخرج من عرشه قائلًا : متسيبنيش علشان جوازة غلط، أنا بحبك وأنت عارفة كده كويس بس مكنش ينفع أرفض حاجة زي دي وأنت عارفة يا ريحانة.
هزت رأسها بعنف وقد تعالى غضبها وأوشكت على الصراخ قائلة : لا أنت عمرك ما حبتني واللي شفته يوضح انك معندكش أعذار وبحمد ربنا أن ده حصل علشان أفوق من الكابوس اللي كنت عايشة جواه.
حاول مرة أخرى استثارة عطفها نحوه فبكى ثم قال : ما هو أنت معطتنيش فرصة طول عمرك كنتي بتلتمسي ليا الأعذار. كان فيها ايه لو كنتي لسه معايا يا ريحانة أنتِ عشق عمري وهي مجرد...
لم تسمح له باستكمال كلماته حيث ردت بعبارات مفعمة بغضب قائلة : عشق عمرك مين يا قصي؟ أنت واحد مش بتحب إلا نفسك والدليل التلات سنين اللي عيشتهم معاك وأنا مستحملة قرفك وهمك وعمري ما اشتكيت وده كان غلطي.
اتسعت حدقة عينيه باندهاش، نعم حقًا هو لم يحدث ريحانة التي يعرفها. هو يحدث ريحانة أخرى تعلمت أن تدوس على كل شئ يا ليتني ما أتعستها. رد بصوت مبحوح قائلًا : بس أنا واثق يا ريحانة إنك لسه بتحبيني أرجوكي يا ريحانة مضيعيش الحلو اللي فيك متبقيش زينا وحوش ملناش قلوب قلبك هيطاوعك تبقي لغيري؟
كانت الإجابه عبارة عن صوت إنهاء المكالمة من الطرف الأخر نام معذبًا يتحسر على سوء حظه مستغربًا لتغيرها أيعقل أنها تتحدت مع زيدان وتخطط للأنتقام والثأر لكرامتها ندم أشد ندم على تضييعه لها كان من الممكن زواجه بشذى بعيدًا عنها حتى لا تقهر ولكن كان ما باليد حيله لعن حظه الأحمق وكره نفسه أضعاف ..أما هي فباتت تتوعد له ولعائلته وعلى رأسهم زيدان..
في صباح اليوم التالي نهضت واغتسلت وتوجهت إلى المصنع متأملة أن تجده حتى تصب غضبها عليه وبالفعل وجدت سيارته أمام المصنع لتتقدم بخطى مسرعة لم تستطع نورا اللحاق بها من شدة غضبها واقتحمت عليه غرفة مكتبه الخاص وهو شارد يفكر ماذا سيفعل معها اليوم ليتفاجئ بها تنقض عليه تطيح ببعض المستندات من على مكتبه قائلة : أنا قلت مش معقول إنك عايز ماركة عطر جديد وبس ومش معقول تكون مش معاه على الخط.
ثم أشارت بسبابتها وعلا صوتها بغضب قائلة : لا أنت مع قصي على الخط وبالقوي كمان.
رفع أنظاره إليها وإلى حالة هياجها دون التأثر بها ليتنهد ببرود قائلًا : تؤ تؤ تؤ مش زيدان الجمال اللي يبقا مع عيل على الخط يا مدام.
ثم رفع رأسه بكبرياء قائلًا : العيل اللي بتتكلمي عليه ده لما أحب أحطه في مكان يبقا ورايا أو تحت رجلي .
ثم استطرد بخبث قائلًا : وفعلًا اللي بيني وبينك مش ماركة عطر جديد.
نظرت إليه بحدة وتعالى صوتها بقوة قائلة : ايه هو بقا اللي بيني وبينك ممكن تفهمني؟ أصل بعيد عنك أنا كنت إنسانة ناجحة وبفهمها وهي طايرة بس من يوم ما عرفتكم وأنا جالي تخلف.
رفع حاجبيه وعلا صوته هو الأخر محتجًا على علو صوتها : اللي هيحصل بيني وبينك حاجة كبيرة ولازم توافقي عليها فاهمة؟
ثم نظر إليها باستهزاء قائلًا : لأن دي الحاجة الوحيدة اللي هتخليكي تقفي على رجليكي مرة تانية.
ثم استدار حول مكتبه ليقف موليًا لها ظهره لتجد أن الرؤية انعدمت من فرط طوله أمامها ولكنها لاحظت أنه يعيد ترتيب الأوراق على مكتبه لتصدم من بروده كيف له أن يتجاهل عاصفتها بهذه الطريقة لتخرج من تفكيرها عندما هتف بجمود قائلًا : بس أنا مش حابب أحكي دلوقتي لأن عارف إنك هترفضي حابب زي ما بيقولوا أنتِ اللي تطلبي الطلب ده بنفسك.
ثم ابتسم بخبث قائلًا : ساعتها هبقا معاكي على الخط مش هتبقي ورايا أو تحت رجلي زيه.
سبته، نعم سبته ولعنته وعن قصد لتسمعه ولكن يا له من بارد ابتسم ابتسامة خبيثة وهو يستدير إليها يحصارها بعيني الذئب اللتان يمتلكهما قائلًا بسعادة : أخيرًا خفتي مني زيهم لدرجة وأنتِ بتتكلمي دلوقتي وبتشتميني مش قادرة تطلعي صوتك.
ثم اقترب منها قليلًا تكاد أنفاسه تحرقها قائلًا : بس أنا سمعتك كويس أوي وهدفعك تمنه غالي.
اضطرها أن تلعنه علنًا وفي وجهه لتخبره أنها ليست بخائفة فقالت وهي تبتسم بخبث : أنا مش بخاف يا زيدان. أنا بس محترمة زيادة بس عادي طالما أنت طالبة معاك قلة أدب.
اقتربت منه بخفة وعلى ثغرها ابتسامة مستهزئة وقالت : فأنا هقولك أنت إنسان وقح تمام حلو كده؟
تعالت الدماء وفارت برأسه بسبب جرأتها فهتف بغضب قائلًا : مش حلو يا ريحانة ومش عاجبني ومش هيعجبك ردي يا هانم.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : لأن ردي فعل مش زيك شتيمه بتفرغي فيها غضبك فوقي لنفسك وشوفي أنتِ بتتعاملي مع مين.
نظرت إليه بتعالي وبرود قائلة : بتعامل مع راجل بس مش أي راجل راجل وراه أكيد مصيبة.
ثم ضمت أصابع يدها ورفعتهم أمامه قائلة بضيق : يا شيخ أنا من يوم ما عرفت عيلتكم وأنا مش بشوف غير المصايب.
أوقفها بيده يمنعها من استكمال كلماتها يهتف بحزم قائلًا : معدش في مصايب المصايب خلصت دفعة واحدة لما اطلقتي من قصي المصايب بعد كده هتكون ليه وبس.
ثم ابتسم بثقة قائلًا : أما أنتِ ثقي فيا وصدقيني هتكسبي.
لا تعلم ما الذي يريده منها ومع ذلك ابتسمت بسخرية قائلة : أثق فيك! وأصدقك! مرة واحدة...؟
ثم هزت رأسها بعدم استيعاب قائلة : طب تيجي ازاي بقا..؟ امبارح قاعد وبتتغدا معايا وطبعًا من مالك الخاص علشان تحسسني بالقلة والدونية وأروح ألاقي التاني بيتصل بيا.
ركز نظراته بداخل عينيها ليتضح له أمر كرهها لطعامه معها أكثر من أمر مكالمة قصي ليحتد قائلًا : كل ده علشان حبيت إنك تاكلي أكل حلو ومعايا ماشي مفيش مشكلة مع اني أعرف إن غيرك يتمنى.
ثم رفع حاجبيه بغيظ قائلًا : أما بقا بالنسبة لمكالمة التليفون كان ممكن مترديش.
نظرت إليه لتشعر باتهامه لرغبتها في الرد على قصي لتهتف بقوة وهي تجز على أسنانها : الكلام ده لو أنا عارفة رقمه ورديت عليه بمزاجي أو هو يعرف رقمي الجديد اللي محدش يعرفه غير المصنع ده اللي في بياناتي.
لفتت نظره إلى بياناتها الموجودة في المصنع ترى من اطلع على هذه البيانات وقام بنقلها لقصي فحك ذقنه قائلًا بهدوء وتوجس : معنى كلامك إن في خاين عندي مش موضوع إنه بيراقبك وعارف مكان شغلك.
ثم استجوبها قائلًا : طب يا ريحانة هو واجهك قالك مثلًا أنتِ ليه بتشتغلي عند زيدان؟
زفرت ريحانة بحنق قائلة : أنت هتستجوبني أنت كمان لا، طبعًا محصلش كلام من اللي أنت بتقوله ده لأني ببساطو قفلت السماعة في وشه الحقير.
ثم استطردت بسخرية قائلة : فاكرني صغيرة هسمع أعذاره. كان فين من ساعة ما اطلقنا، رغم اني مغيرتش الرقم غير من قريب.
جلس زيدان بأريحية ووضع ساق فوق الأخرى قائلًا باستهزاء لها : ولما هو سيادتك مسمعتيش أعذاره اللي هي في بقية المكالمة اللي قفلتيها في وشه جايه هنا على الصبح ليه تتهميني وتقوليلي بتفق معاه؟
ابتسمت بخبث كأنها تعلم ما يجول برأسه لتقترب منه وترد بكل ثقة قائلة قبل أن تخرج من مكتبه : ببساطة لأنه سألني هتلاقي حد يحبك زيي هيطاوعك قلبك تبقي لغيري؟
كلمات قصي الموجهة إلى ريحانة أثارت شئ غريب بداخل زيدان وهو ليس الخوف من رجوعها إليه..لا شئ غريب اتحد مع اقترابها المهلك وما أن استوعب وضعية اقترابها وكاد أن يرد عليها وجدها تبتسم بكل خبث ونعومة وترتفع بجسدها عنه وتستدير نحو الباب لتخرج منه وتتركه في حالة من التخبط بين عقله وقلبه لما ارتفعت دقات قلبه مع اقترابها هذا، أيعقل أنه الشئ الذي تهرب منه طيلة عمره..لا وألف لا لابد من إرجاع العقل وانتصاره على القلب القلب لا مكان له. نحن وحوش ولسنا أبرياء مثلها..مثلها؟؟؟.أهي بريئة؟؟؟
عشقه لها كالمرض الذي توغل واستفحل في باقي أجزاء جسده ترى ما أسبابه لبتر هذا الحب وإحالته إلى الإعدام طالما يعشقها لهذا الحد وما زال يبحث عنها إلى أن أتت له سمر برقم هاتفها من المستندات بالمصنع إن العشق يدفع صاحبه للجنون عن طريق نسج خيالات مريضة. يا لها من مأساة ولطالما علم أن المصنع ملكًا لزيدان فهي هنا تعاملت مع رجل غيره وليس كأي رجل. رجل تركض خلفه العديد من الفتيات وغالبًا لبحثهم عن المال والحياة المرهفة ترى ستركض مثلهم خلفه. مؤكد ستركض ولكن من أجل التعويض والنجاة من عشقها المعذب.
وجدها تقتحم عليه غرفته أغمض عينيه بقسوة لا يريد النظر إليها وجز على أسنانه قائلًا : عايزة ايه يا شذى؟ قلتلك ميت مرة متدخليش عليا الأوضة هجوم كده متخليش غضبي يخليكي تخسري حاجات كتير لأني مش طايق نفسي.
ابتسمت إليه ببرود قائلة : وأنا بقا عايزة أعرف يا قصي سمر ليه جت هنا امبارح؟ وقالتلك ايه خلاك مش على بعضك لدرجة إنك كلمت الهانم وتوسلت ليها من جديد.
كان سيخفي عليها الخبر ليتعامل معه وحده ولكن مهلًا سيقول لها ولتندلع الحرب ويتخلص من زيدان ليلتفت إليها وهو ينظر إلى عينيها قائلًا : طالما مصرة تعرفي أنا هقولك سمر فضلت تراقب زيدان فترة وأخرة مراقبتها اكتشفت أنه عنده مصنع خدي بقا الكبيرة ريحانة قلبي بتشتغل هناك.
نظر إليها ليجد أن الصدمة اعتلت وجهها ليحاول الضغط عليها أكثر لتوقفه بصراخها قائلة : كنت حاسة إنك والرخيصة مراتك هتعملوها معايا. أنت ضحكت عليا وطلقت مراتك علشان هي تروح تلف على زيدان وتاخد ثروته وترجعلك صح ؟..بس على مين أنا هقول لعمتك وأخليها تهد المعبد فوق دماغكم.
علت يده فوق وجهها لتعلو صفعة مدوية هزت أرجاء المكان ليتعالى غضبه قائلًا وهو يكور يده حتى ابيضت مفاصله : اياك يا شذى أسمعك بتتكلمي ربع كلمة على ريحانة. ريحانة دي أشرف منك افتكري كويس احنا اتجوزنا ازاي وليه ويا ريتك تروحي تقولي لعمتى علشان تبعده عنها.
وضعت يدها على وجهها تتحسس صفعته القاسية لترفع وجهها الذي غطاه شعرها قائلة بوعيد : أنا هدفعك تمن القلم ده غالي يا قصي عارف امتى؟ لما زيدان يفضحها وساعتها هبقى مش بس كسرتك لا كسرتها وكذا مرة كمان.
لا يهمه كسرته بقدر ما يخشى على كسرة ريحانة فاحتد عليها بعنف قائلًا : زيدان مش هيقدر يعمل حاجة لأن ريحانة مش زيك ولا زي بقية الستات. ريحانة لسه بتحبني وباقية عليا ولا يمكن تبيع نفسها بالرخيص زيك.
نظرت إليه باستنكار قائلة بسخرية : ولما هي غالية أوي كده سابت كل الشغل اللي اتعرض عليها وراحت تحط ايدها في ايده ليه هاااا.؟..كل ده مش مخليك تشك فيها ولا ده اتفاق حب ما بينكم؟
تذكر غلق الهاتف في وجهه والكلمات المسمومة التي قالتها شذى للتو لينفض تلك الأفكار من رأسه بعصبية قائلًا : ايه اللي أنت بتقوليه ده.؟..احنا مش بنتكلم من يوم ما سبنا بعض لغاية ما سمر جت وقالت إنها شافتها. بس مع مين ؟ مع أخر شخص أفكر انها تكون معاه.
أتعبتها الوقفة من حملها لتجلس على الكرسي قائلة بإجهاد وتعب : وأهي معاه أهي تقدر تقولي هتتصرف ازاي دلوقتي؟ واضح إن زيدان مش بيحاول ينتقم منك أنت مش هتهمه أساسًا أكيد عايز يرد الضربة لأمه.
صرخ بغضب قائلًا : يردها بعيد عني وعن ريحانة. كله إلا ريحانة مش هسمح ليه يلمسها. لازم أتصرف ولازم أهد الدنيا فوق دماغه بس ازاي وهي خلاص عمرها ما هتثق فيا.
لمعت برأسها فكرة خبيثة جائتها للتو قائلة : نطلق أه نطلق ورجعها وهي هترجع ولو مرضيتش اعرف ساعتها إنها فعلًا متواطئة معاه وخلي عمتك تتصرف خصوصًا إنها هتقدر لو قربت شوية من ريحانة.
استشعر في حديثها أن هذا الاتجاه الأصح ولكن ما لم يتم فعله في هذه النقطة فهو الطلاق. لن يطلقةا لمعرفته بفكرتها الخبيثة ورغبتها في الطلاق لهدف في رأسها، وهو الخلاص.
بعد مرور يومين لم يلتق زيدان بريحانة ولكن كان يود أن يراها بأي شكل خاصة بعد الحيرة التي أوقعته فيها عندما لفظت قول قصي لها هتلاقي حد يحبك زي ما كنت بحبك يا ريحانة نعم هي لم تجد أحدًا تعشقه مثل قصي فقد كان مهتمًا بمظهره جيدًا ويبدو عمره صغير أمام زيدان. أما عن زيدان فلا يهمه المظهر هو لا يريدها أن تعشقه هو يريدها زوجة فقط ولكن لا بد من جذب انتباهها له. دلف لحجرة ملابسه وبحث عن شئ ليجذب أنتباهها فالتقط تيشرت أسود ليسخر فيما بينه حيث أنه في الملابس الكاجوال ينتقي الأسود فقط ارتداه ورتب هندامه ولكنه استغرب وجود شئ مثير للعين بدا له في اللون الأحمر فهبط بجسده إلى مرمى بصره في أسفل مكان ملابسه فاكتشف وجود الجاكيت الاحمر المنفوخ الذي اهدته له شذى في عيد ميلاده السابق والذي رفض إقامته ولكنها اقامته رغما عنه واعطته اياه ولكنه استهزء به واخذه واعطاه للخادمة بدون اكتراث. أنتهز الفرصة والتقطه وارتداه فوق الكنزة السوداء وما أن عدل هيئته وجلس على الأريكة يحاول أن يفهم تغير مشاعره كان ينظر إليها من أعلى وهي زوجة قصي إلى أن وقعت أمامه كفريسة لم يتخيل يومًا أن يغير من هندامه لأجلها وأن يسمح لها أن تتطاول معه وتتخطى حدودها.
اتجه إلى المصنع ليجدها تقف منهمكة في المعمل وبالرغم من ذلك أنتبهت لوجوده فارتفعت بعينيها لتنظر إليه وتتفاجئ من هيئته لتسخر قائلة : تعرف لو كانو قالولي ان زيدان الجمال في يوم من الأيام هيلبس كاجوال مكنتش هصدق.
ثم ضحكت قائلة : على حد سمعي شذى ياما حاولت معاك وأنت كنت بترفض.
ثم اقتربت منه اقترابًا مهلكًا كالساحرة وتجرأت ورفعت يدها إلى ياقة الجاكيت الأحمر تتأمله جيدًا وعقدت ما بين حاجبيها قائلة بذهول : مش ده الجاكيت البامب اللي شذى جابته ليك في عيد ميلادك السنه اللي فاتت وأنت مهتمتش بيه وعطيته للشغالة.
ثم استطردت بسخرية قائلة : ده أنا فكرتك اتبرعت بيه.
لاحظ تمرير يديها الساحرة على معطفه. نعم، هي كانت على معطفه ولكن شعر أنها على صدره لا ينقصها سوى هذا الحائل الذي يود خلعه عنه ليشعر بيديها ولمساتها ولكنه كظم مشاعره وارتفع ينظر إلى عينيها عليه وكانت كالمستهزأة حتى أوصلته للغضب فسخر هو الأخر منها ولمس يدها وتملكها بداخل يده ولكن تحدث باستهزاء قائلًا : أصل اكتشفت إن دي الحاجة الوحيدة اللي تجذبها وتجذبك وتجذب غيركم من الستات.
ثم ابتسم بخبث قائلًا : علشان أنا واحد بحب اللي قدامي يجيب أخره.
علمت هنا أنها أخطأت وهو بمظهره أوصلها للحالة التي يريدها وهي أن تظهر أخر ما عندها وتنجذب إليه عن طريق مظهره مثل باقي الفتيات.
هزت رأسها بيأس وأنتزعت يدها وابتعدت عنه بارتجاف قائلة : للأسف لو عرفت تجيب أخرهم كلهم مش هتقدر عليا. بعترف اني كنت فاشله مع قصي.
ثم استطردت بسخرية قائلة : بس اتعلمت ان أبقى كسبانه دايما,,,وللأبد.
جلس بكل برود غير عابئ لكلماتها ليتحدث بجمود قائلًا : برافو، أنتِ فعلًا هتكوني كسبانة وللأبد زي ما أنتِ عايزة بس مش هتكسبيني. هتكسبي معايا وهتكسبي أكتر مني كمان.
ثم وضع سبابته على رأسه نحو موضع عقله قائلًا : بس أنتِ تفتحي مخك.
خلعت معطفها الطبي وابتعدت عن مكان الأدوات والتحضيرات لتجلس أمامه لا يهمها نظراته هاتفته برقة مصطنعة قائلة : هفتحه بس قولي اللعبه ازاي وليه ناوي تلعبها معايا ؟ و هتسيبني أنا ألعبها لوحدي وتتفرج من بره؟ ولا هتلعبها معايا؟
صمت قليلًا لتعلم أنه سيترك لها الساحة وحدها لتزفر بحنق، ثم ربعت ذراعيها قائلة : أعتقد هتعمل كده لأنك هتخاف على زعل والدتك.
قطب جبينه كيف لها أن تعلم أن والدته طرف في هذه المعضلة ليستقطبها في الحديث قائلًا : وأنا هخاف على زعل والدتي ليه؟ والدتي مالها ومال موضوعك؟
ثم مط شفتيه قائلًا بمكر : هي اتفاجئت زيي إن خطيبتي خانتني واتجوزت جوزك ودافعت عن حق ابن أخوها ورغبته إن يبقا عنده طفل.
تذكرت ريحانة شكران و قوتها التي تسببت في حزنها لترغب في الإنتقام منها لتزفر قائلة : والدتك السبب في اللي حصل ما بيني وما بين قصي هي اللي زرعت شذى في طريقه وسهلت ليهم الجواز.
ثم أشارت عليه قائلة : بس صدقني أنت المقصود مش أنا.
ابتسم لأنه نجح في استدراجها كالطفلة ليحدثها برعب قائلًا : علشان كده بقولك سيبيلي الموضوع ده وأنا هحله بس أنتِ اللي عملالي فيها متمردة وسبع رجالة في بعض.
ثم ابتسم بثقة قائلًا : على فكرة أنا عندي علم بكل حاجة عملتها والدتي.
فرجت شفتيها غير مستوعبة ما يقوله. كانت تعتقد أنه يريد الإنتقام من قصي فقط ولكن دائرة إنتقامه اتسعت لتشمل شكران شردت في كيفية الإنتقام من شكران ليخرجها من شرودها قائلًا : أيوه عندي علم بكل حاجة عملتها. بصراحة سمر مش بتخبي عني حاجة.
ثم تحدث بحب مصطنع قائلًا : أصلها بتحبني موت بتحبني لدرجة إنها ممكن تحرق أي واحدة تقرب مني.
تذكرت وجود سمر بالمصنع وكلماتها اللاذعة لتتحدث بحقد قائلة : عندك حق بس عايزاك تعرف إنها ممكن تكون ساعدت قصي أنه يوصل لشذى زي مامتك.
ثم لوت شفتيها باستهزاء قائلة : يعني هي مش بريئة ولا حاجة و زي ما هي مش بتخبي عليك أكيد أسرارك عندهم.
رد عليها بثقة وقوة قائلة : وأنامش هستناكي تعرفيني. أنا الأخبار اللي عايزها توصل بكشفها غير كده بسيبها تلف وتدور حوالين نفسها.
ثم استطرد باستمتاع قائلًا : أصل ببقا مستمتع جدا.
نظرت أمامها بجمود وانطلقت قائلة : طب وبالنسبة لوجودي هنا ده بقا من الأخبار اللي أنت حابب إنها توصل ولا حابب تعذبها وتراقبك وتكتشفني وتيجي تواجهني وتروح تقول لأخوها.
هز رأسه باستمتاع قائلًا : من قبل ما تيجي وتواجهك وأنا حاسس إنها هتتجنن وتعرف أنا بغيب فين ده حتى أيام شذى مكنتش كده.
واستطرد بحقد قائلًا : بس الظاهر هي أخده تعليمات جامدة.
اتسعت حدقتي عينيها وزمجرت بغضب قائلة : ولما أنت عارف انها هتيجي هنا ليه خليتها تدخل المعمل لا وكمان لما جيت أواجهك بمكالمة قصي ليا مقولتش انها اللي عرفته مكاني وتليفوني.
أنتظرها حتى تفرغ غضبها ليتحدث ببرود قائلًا : أنت كلامك كان واضح أنتِ سألتي قصي عرف رقمي منين وفي نفس الوقت مقولتيش انها جت هنا واجهتك.
ثم تنهد قائلًا : مطلوب مني أوضحلك ايه بالظبط ما تفهميها أنتِ يا أذكى اخواتك.
أدركت أنها تجلس أمام محتال قصي بفعلته يعد نقطه في بحر الجمال لتتنهد بتعب قائلة : أيوه بقا ده أنت بتلاعبني عمومًا ماشي.
ثم زفرت قائلة : بس من حقي تروح تواجهها بمقابلتها لأنها شكلها هتكررها ولو كررتها أنا لا هيهمني لا أنت ولا هي.
سعد برغبتها فهي بدت أمامه تريد الإنتقام حتى من الكلمات التي وجهت إليها فابتسم قائلًا : لا هي عمرها ما هتكررها لأنها أكيد عرفت من الغبي أخوها انه كلمك وأنتِ فهمتى الليلة.
ثم ابتسم بخبث قائلًا : بس مش حابب أواجهها حابب أعاقبها.
ابتسمت ريحانة ابتسامة نصر قائلة : تعرف يا زيدان لو ده حصل، أنا هفضل أشكرك عمري لأن سمر أكتر واحدة فيهم خانتني علشان مصلحتها.
واستطردت وهي تبتسم ابتسامة ساخرة وقالت : اللي هي أنت يعني بالنهاية دمرت سعادتك.
مرة أخرى أشعرته بالسعادة ليبتسم قائلًا : ريحانة أنا محدش يقدر يدمر سعادتي جايز أنتِ شايفاها ادمرت.
ثم اقترب منها وهو في قمة سعادته واقترابه هذه المرة ليعاقبها على اقترابها له ولمسها لملابسه الذي أستشعر معه شعورًا لم يعهده من قبل وتحدث بخبث قائلًا : بس ده محصلش وإن كان في دماغي حاجة فهي علشان أساعدك.
اقترب منها أكثر لتذهل من نظرات عينيه المريبة والغريبة المنتظرة لردة فعله لتنتفض وتنهض وتبتعد حتى وصلت إلى مكان أدواتها تعيد ترتيبها وتهتف بارتباك قائلة : أنا مش عايزة حد يساعدني أناغلطانة أصلًا اني اتكلمت معاك.
ثم التفتت تسأله قائلة : في ايه.؟ .. أنااللي بيني وبينك شغل وبس. لو سمحت مش عايزة كلام في موضوعات شخصية بعد كده.
ابتسم بخبث لانه نجح فيما يرنو إليه وهو جعلها ترتبك من قربه مثلما فعلت معه فنهض وهز رأسه بطاعة تمثيلية وغادر المعمل مستمتعًا بارتعاشتها الناتجة عن قربه وفور خروجه وضعت يدها على قلبها تتنهد بصعوبة.
تركها ورحل من المصنع بأكمله متوجهًا إلى أمير في النادي خاصته حتى يرفه عن نفسه قاد سيارته يتذكر وجوده وقربه منها ونظرات عينيها بربكة لترتسم فوق وجنتيه ابتسامة خبث توقف بسيارته أمام النيل لاحتياجه إلى استنشاق بعض من الهواء ترجل من سيارته وسار نحوه وجلس أمامه أخذ ينظر إلى جواره على المقعد ليتخيلها تجلس بجواره أغلق عينيه فور تخيلها ليوقف الرؤية عند تخيلها يتذكر أنها علمت أن نظراته لها نظرات رغبة .ولكن لم تمهله بعد أن كانت ستضع يدها في يده تحولت وهربت من محياه وشغلت نفسها بالعمل متذمرة على وجوده.
ذهب إلى أمير ليمضي سهرته معه حيث اللهو ولكن زيدان كان في عالم أخر استخدم أمير كافة الأساليب لجره إلى عالمه من جديد ولكن دون جدوى كان شاردًا، زفر أمير بحنق قائلًا : أنا قلتلك بلاش يا زيدان صممت تمشي في اتجاه الكل هيبقى ضدك فيه اه أنا مش همنعك تاخد حقك بس مش بالطريقة دي أنت بتهين نفسك.
ابتسم زيدان بخبث قائلًا : ليه يعني علشانها مطلقة ومش بتخلف وعلشان أبوها مسجون وأمها ست لا مؤاخذة طب ما هو ده المطلوب علشان أمي تعرف انها خسرت كتير يوم ما بعدت شذى عني.
هز أمير رأسه بيأس قائلًا : تمام أنا معاك في كل اللي قلته ده بس أنا خايف على سمعتك في قلب السوق وبعدين تعالى هنا زعلان أوي على شذى ؟ ..هي لو بتحبك مكنتش فكرت لحظة تعمل القذارة دي.
رد عليه زيدان بجمود وهو يتناول بعض المكسرات باستمتاع : ما أناعارف إنها قذرة زيهم بس اللي تعمل كده بتعمل علشان الفلوس ومعلش بقا قصي ده لولا أمي عليه هو وأبوه وأخته كان فاتهم شحتوا. ده غير اللي عملته ريحانة معاه.
ابتسم أمير بخبث قائلًا : الحب يا أخويا الحب أنت ما شاء الله الرجل البارد اللي يقدر يحسس أي ست انها مجرد ليلة عابرة. حتى الليلة ممكن تستكترها عليها. شذى عمرها ما حست معاك بالحب.
تنهد زيدان قائلًا : تمام هي كانت بدور على الحب هو ازاي يسيب البنات كلهم ويبص لحاجة بتاعت واحد غيره؟ .ااااه يا أمير لو كنت شفت نظرات الحب إلى في عينيه لريحانة عمرك ما هتصدق انه يعمل فيها كده.
قطب أمير جبينه قائلًا : أنت كنت مركز معاهم بقا طب ما غيرتش ولا خفت شذى تغير منهم في يوم من الأيام.؟..أهي طبلت فوق راسك وابقى قابلني لو ريحانة رضيت بيك.
تذكر زيدان قربه منها ليرد باستمتاع قائلًا : أنا ممكن أعمل حاجات كتير أكتر من اللي قصي كان بيعملها بس عارف انها عمرها ما هتصدق راجل تاني بعد اللي حصلها ولو حصل ورفضت أنت عارف هتتصرف ازاي يا أمير.
نظرات زيدان وشروده المتكرر أثار القلق في نفس أمير أن يكون قد عشقها فأصر أن يفصله ويعيده إلى أرض الواقع قائلًا : أنا رأي تخلص الموضوع بدري وخصوصًا قبل ما ترجع بيت أمها لأحسن تاخدها بمصيبة. كفاية عليك هتبقى زوج ست أبوها مسجون.
استمع إلى كلمات أمير بلا مبالاة ثم أنتفض كمن لدغته عقربه ليجحظ بعينيه فور رؤيتها تقف بجانب والدتها لا تختلف عنها مطلقًا التقط أنفاسه بقسوة وجمود وبدت تعابير وجهه صلبة وعيونه التي لا ترف مسلطة عليها لينهر نفسه على اعتبارها مختلفة فمثل هذا المكان لا أحد يجبر على الدخول إليه حتى ولو كانت والدتها تحديدا حدث نفسه وهو مازال مسلطًا عينيه عليها قائلًا : ليلتك سوده يا ريحانة الزفت.
وجدها تتحرك مع والدتها نحو باب الخروج ومعهم ذلك الشاب الذي تحدث عنه أمير ليقوم بخطى مسرعة ويصل إليهم قبل أن تفر هاربة منه.
من أين جائت ريحانة؟ ريحانة رغم اعتراضها على حياة والدتها إلا أنها لا تتركها في مثل هذه المواقف حيث هاتفتها وأعلمتها أنها مريضة كل ذلك حتى يتسنى لها أن تجمعها بابن صديقتها ما أن وصلت ريحانة قامت شمس بإتقان دور التمثيل عليها قائلة بضعف مصطنع : ريحانة حبيبتي كويس انك جيتي ومش طنشتيني. أنا تعبانة أوي يا ريحانة وعايزاكي تروحي معايا لأحسن أموت في البيت وأنا قاعدة لوحدي.
أخذت ريحانة تسندها قائلة : مكنش ليه لزوم خروج وسهر يا ماما أنتِ مش صغيرة، مش كفايه اللي بيحصل في البيت جايه تكملي هنا ربنا يستر ميبقاش عليكي ديون.
ردت شمس وهي متوجهة نحو سيارة المدعو زاهر ابن صديقتها لتنظر إليها ريحانة بتوجس وتكاد أن تسألها ماذا تفعل لتتصنع شمس التعب قائلة : اركبي يا ريحانة. ده زاهر ابن نعمات وبعدين أنت عايزانا لسه نستنى تاكسي وأنا في حالتي دي أنا مش هقدر ممكن أقع منك.
أشاحت ريحانة بوجهها إلى الجانب الأخر تهتف باستهجان قائلة : مش هيحصلك حاجة يا ماما بلاش الحركات دي لو سمحتي أنا هتصل بنورا تيجي تاخدنا بعربيتها وفرصة أجيب لبسي من عندها.
حاولت ريحانة الهروب ولكن دون جدوى فقد قامت شمس بسياسة الضغط عليها قائلة : اركبي بقا يا ريحانة أنا تعبت ده مسافة السكة. زاهر مش هيعضنا ده لطيف خالص وبالمرة هيفوت على السوبر ماركت يجيبلنا أكل.
قالت هذه الكلمات وهي تغمز لزاهر الذي سرعان ما فتح الباب الخلفي وأجلس شمس ليتقدم ويفتح الباب الأمامي لريحانة لتتمدد شمس الخبيثة في المقعد الخلفي كله نظرت ريحانة إليهم بذهول وأحست أن لا مفر مما يحدث فوضعت يدها على الباب بشرود واستسلام لكي تركب لتتفاجئ بمن يصفع الباب على يدها لتصرخ قائلة : اااه .ايدي دمممم.
نعم دم حيث أغلق باب السيارة على يدها بدون رحمه بأقسى ما عنده وجودها في هذا المكان أشعل النار بداخله فما بالكم بدلوفها السيارة مع تلك الساقطة والساقط.
التتفت وهي تتحسس يدها والدماء تتدفق منها لتجحظ بعينيها حيث وجدته يقف أمامها بعيونه التي يملؤها الشرار قائلًا وهو ينظر إلى زاهر وشمس التي استغربت وجوده لتخرج من السيارة مسرعة كأنها ليست بمريضة لتهتف بعنف قائلة : ايه اللي أنت عملته ده؟ أنت ايه اللي جابك هنا.؟..تعالي يا ريحانة نطلع على القسم نعمله محضر تعدي وأنت تشهد يا زاهر ايه القرف ده؟
تلجلج زاهر بخوف فهو يعلم من هو زيدان ومدى سطوته ليرتبك قائلًا : طب ما نحلها ودي يعني أكيد زيدان باشا ميقصدش. اتفضل يا باشا العربية تحت أمرك أي خدمه شمس هانم صديقة والدتي وتعبانة.
ابتعدت ريحانة تتوجع بيدها وتأن لتقوم بالاتصال بنورا لتنقذها من هذا الموقف لتحدثها قائلة : نورا الحقيني ماما كانت تعبانة وجيت أخدها من نادي القمار و كانت مرتبة أروح معاها ومع زاهر في عربيته زيدان طلعلي من تحت الأرض.
لم تستطع سماع رد نورا حيث أخذ الهاتف من يدها الأخرى وأغلقه ثائرًا وهو يجز على أسنانه : تاني غلط ليكي النهارده الأول وجودك في مكان قذر وأنتِ عملالي فيها شريفة ورايحة تركبي مع البيه على أساس الهانم مش بيهمها الفلوس.
واستطرد وهو يرفع اصبعيه السبابة والوسطى قائلًا بغضب : والتاني الهروب اللي مش مسموح يحصل وأنا موجود.
ارتعدت ونظرت حولها فلم تجد سيارة زاهر ووجدت والدتها تجلس بسيارة زيدان تزفر بحنق قائلة بصوت همجي عالي : لا بقا أنت مشيته علشان تقفوا تتسايروا خلصوني من أم الليلة الهباب دي وأنتِ يا ريحانة ابقي فهمي زيدان باشا ان زاهر في حكم خطيبك.
لتنظر ريحانة على الفور إلى وجهه الذي كساه الغضب وتذهب إلى السيارة وتجلس وهي ممسكة يدها تتحسسها لتجده يتناول علبة الإسعافات الأولية ويرميها على ساقيها كي تحقن دمائها ويتوقف النزيف المتسبب فيه وهي تائهة فيما حدث وعنفه وقسوته في التعامل لتنتبه على حديث شمس وهي تستكمل خبثها قائلة : أنتِ روحتى فين؟ مش كنتي تفهمي البيه قريب طليقك إن زاهر اتقدم ليكي وراضي بعيبك ومستعد يعيشك في جنة لأنه بيحبك أوي يا ريحانة.
وضع يده على المقود وانطلق مسرعًا حتى أن ريحانة استشعرت أنه يقودهم إلى الموت ولا يهمها يا ليته يقودها إلى الموت لكي ترتاح أما شمس فابتسمت وهي تنظر إليه في المرأة بخبث وبمكر لأنها فهمت ما يجول برأسه جيدا.
ياريت ريفيو حلو
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ظلت أصوات صرير سيارته وهو يقودها تتردد في أذنيها طوال الليل كأنها لحن جنائزي بحت ومنمق كأنه يتفنن في تعذيبها حيث كان يقودهم بسيارته كمن يقودهم إلى الهلاك ازدادت غضبًا من جبروته الجامح حينما تذكرت غلقه لباب سيارة زاهر على يدها.اندهشت من الهلع والخوف الذي بات بأعين زاهر لمجرد رؤيته لم تكن متوقعة ظهوره في هذا المكان تحديدًا كان يصدر من عينيه موجات غضب وشرار ظل مستمرًا على حالته إلى أن تم توصيلهم. فهبطت شمس وصفعت الباب كأنها لم تكن مريضة لتختطف ريحانة نظرة سريعة إليه و تسأله بتوجس سؤال لا إجابة له : منين عرفت اني في النادي ومنين تعرف زاهر؟
رده عليها كان باردًا متمثلًا في فتح الباب المجاور لمقعدها والاشارة لها أن تهبط من سيارته بصمت وبالفعل رفعت أنفها شموخًا وهبطت من السيارة وأدارت ظهرها ليدوي في أذنها صوت صرير سيارته أثناء رحيله الثائر.
صعدت ريحانة إلى شقة والدتها وبحثت عنها وجدتها نائمة بملابسها فهي مخمورة لدرجه كبيرة. ذهبت إلى الغرفة الأخرى وجلست على فراشها تنظر إلى الفراغ بشرود حتى تعالى صوت هاتفها لتنتفض وتجده رقم نورا لتجيبها ريحانة بنعم فتتنهد نورا بارتياح قائلة : ريحانة..ايه اللي حصل موبايلك فصل منك ليه؟ أناتفكيرى اتشل مبقتش عارفة أعمل ايه ونسيت أخد منك عنوان النادي وايه اللي جاب زيدان عندك؟
ردت عليها ريحانة بحنق شديد : كنت رايحة أجيب أمي العظيمة من نادي القمار وألاقيها مرتبة لسهرة ليا أنا والزفت زاهر بصراحة كنت عايزة أخلص منهم بأي طريقة.
سألتها نورا بتوجس قائلة : طب وأنتِ اتصلتي بزيدان يجي يخلصك صح؟..طب كويس جدا برافو عليكي بس جبتي رقمه منين..؟.وليه مرجعتيش لحد دلوقتي ؟
هزت ريحانة رأسها بيأس على فهم نورا الخاطئ وردت باستهجان قائلة : يعني أنا حتى لو معايا رقمه يا نورا هتصل بيه علشان ينقذني من زاهر؟ لا، طبعا سيادتك أنا قلت هركب معاهم لغاية ما أوصلها البيت وهركب تاكسي وهرجعلك.
خبطت نورا يدها برأسها قائلة : عندك حق بس أنت قاعدة عندك بتعملي ايه ومين اللي وصلك بيت مامتك وبرضه مقولتليش هو زيدان بيراقبك يا ريحانة؟
استشعرت ريحانة فضول نورا فأرادت إراحتها قائلة : ايه اللي أنتِ بتقوليه ده يا نورا؟ أنا مين علشان واحد زيه يراقبني؟ أنا لغاية دلوقتي معرفش ده طلع منين يمكن كان رايح يلعب ما هو اللي زيه مش مظبوط.
لوت نورا شفتيها قائلة : ولما هو يا أوختي مش مظبوط ليه صابر لغاية دلوقتي ومأخدش حقه من الزفت قصي؟..نفسي أعرف دماغه دي بترتب لايه وبيلف حواليكي ليه؟
غضبت ريحانة واحتد غضبها قائلة : نورا بقولك ايه؟ مش كل شويه تحسسيني أن في مصيبة داخلة عليا جايز يكون معدي صدفة وحظي الزفت وقعني في طريقه بكره في المصنع لازم أواجهه وأعرف هو كان عايز ايه باللي عمله ده.
أنتهت المكالمه ونامت ريحانة على مضض تود أن يأتي الصباح مسرعًا لكي تواجهه.
بالفعل حل الصباح وارتدت ملابسها وذهبت قبل أن تستيقظ والدتها قلقت نورا من مواجهتها له فتحدثت محاولة اقناعها قائلة : ما بلاش يا ريحانة عادي اعتبري نفسك محصلش حاجة وبعدين أنتِ بتقولي خلصك من زاهر وسماجته هتروحي تحاسبيه وتقوليله أنت ايه اللي جابك؟
ضربت ريحانة على سطح رخامة المعمل بيدها السليمة قائلة : لا يا نورا، الحكاية مش حكاية ايه اللي جابك ولا طلعت منين. الحكاية طريقته الزبالة لما يخبط ايدي في الباب ده كان ناقص يضربني بالقلم.
شهقت نورا ووضعت يدها على شفتيها جاحظة بعينيها تقول : أنتِ بتقولي ايه ضربك.؟..ليه ان شاء الله؟ كنتي مراته وبيغير عليكي لا تركبي في عربيه غيره ؟ ..ده لو قصي شافك حالياً مش هيتجرأ يعمل معاكي كده.
وكأن نورا تطرقت لجملة مهمة واستحضرتها جيدًا لترفض ريحانة ذلك التعبير قائلة : مش للدرجة دي يا نورا بلاش خيالاتك دي يمكن حس فعلًا اني في ورطة وحب يساعدني وأنا مش مضايقه أنه ساعدني أنا مضايقه من أسلوبه.
ضحكت نورا قائلة : مش بقولك عبيطة وهتفضلي طول عمرك كده.؟..زمان قصي ضحك عليكي باسم الحب ودلوقتي التاني اللي طالع في البخت قال يساعدك قال.
نظرت ريحانة إلى الفراغ بحزن قائلة : كنت مفكرة اني استقويت بعد اللي عمله فيا قصي بس باين خيبت أوي أنا غلطانة إني نزلت اشتغلت أساسًا بس كنت هعمل ايه يعني؟
ربتت نورا على يدها قائلة : اللي حصل مش بايدك يا ريحانة مامتك مسبتش فرصة إلا لما سدتها في وشك وأهي لسه بتحاول تجوزك ننوس عين أمه كل ده علشانه شوال فلوس.
شردت ريحانة قائلة لنورا : نفسي بجد أهرب من البلد دي و أنسى كل اللي حصل من أهلي ومن قصي وأهله معرفش أنا قلبي مقبوض ليه ومش مرتاحة للي جاي.
هتفت نورا بلوم مصطنع قائلة : وتهربي مني يا حب عمري. ده أنا كنت أنتحر تعرفي التلات سنين اللي اتجوزتي فيهم قصي كنت حاسة اني نفسي أقتله علشان أخدك مني.
ابتسمت ريحانة قائلة : مجنونة والله تلاقي وشك العكر ده اللي بوظ جوازتي بس على قد جنانك يا نورا فأنا بحبك أوي ومقدرش أعيش من غير جنانك و تخيلاتك.
أحستا بحركة خارج المعمل لتذهب إلى شرفة المعمل و تجد سيارته مصفوفة لتفهم أنه جاء أعلمت نورا أنها ذاهبة إليه وبالرغم من اعتراض نورا إلا أنها صممت لتقوم بفتح باب المعمل وتخرج منه لتتفاجئ بوجود سمر أمامها تنظر إليها باستحقار وتبتسم بخبث قائلة : ايه ده أنتِ هنا..؟.أناقلت مش هتيجي النهارده بعد سهرتك امبارح في نادي القمار أصل زيدان قالي أجي أخد الشغل من نورا علشانك سهرتي امبارح.
كلمات سمر أعطت اشارات لعقلها أنه كاذب عندما أعلمها انه لم يعلم أحد بعمله وها هو الآن أخبر سمر بذهابها للنادي ولكن مهلا ابتسمت إليها ريحانة بسماجة قائلة : أهلًا يا سمر وحشتيني لا متقلقيش أنا جامدة جدًا بسهر أه لكن كله إلا شغلي ده لعبي الأول والأخير وأنا بحب ألعب أوي وأشطر منك كمان.
اغتاظت سمر من ردها وكادت أن ترد عليها لتقاطعها نورا قائلة : اه والله يا سمورة الدكتورة ريحانة دي أجدع مننا كلنا..فضلت مسهراني لوش الفجر ونمت منها في التليفون وأجي هنا الصبح ألاقيها جت قبلي.
لوت سمر شفتيها قائلة : دكتورة ! والله زمان طيب يا ست الدكتورة سواء جيتي ولا مجتيش زيدان عايز أخر النتائج وعايزني أنا اللي أسلمهم مش أنتِ فهاتيهم خلينا نخلص.
جزت ريحانة على أسنانها وقامت باعطائها نتائج قديمة حتى تريهم من هي ريحانة وبالفعل طارت سمر من سعادتها وأخذت النتائج ودلفت إلى زيدان الذي أفاق من شروده وتغيرت ملامح وجهه عندما وجد الملف بيد سمر وليس ريحانة فتح الملف ودققه لينظر بخبث قائلًا لسمر : سمر هو أنا جبتك هنا مش علشان تعملي اللي في دماغك ؟ لا علشان تعملي اللي أنا عايزه وأنا قلت هي اللي تجيب الملف مش أنتِ.
زفرت سمر بحنق قائلة : ولما أنت عايزها ليه مقولتش لحد من العمال يقولها ولا أنت قاصد تعرفها ان أنا موجودة وبعدين أنا قلت للهانم اللي أنت عاوزه ورفضت تجيلك بنفسها.
شرد زيدان في أمرها ولم يجيب على سمر حتى اختنقت وخرجت لتجد ريحانة تقف أمامها تبتسم بخبث قائلة : مش متوقعة صح؟ أنا عارفة إنك كذابة ومن زمان كمان بس حبيت أفرجك إن ريحانة القديمة اللي كانت بتصدقك ماتت ومش هترجع تاني.
جذبتها سمر من ذراعيها حتى ابتعدتا عن باب المكتب تهتف بحدة فيها قائلة : زي ما أنتِ عارفة اني كذابة أكيد عارفة أنا ممكن أخلي مين يوقفك عند حدك ابعدي عن زيدان يا ريحانة أنا مش هسمح لحد ياخده مني.
قطبت ريحانة جبينها قائلة : مش هتسمحي لحد ياخده ؟ أهو عندك يا ختي اشربيه قال ياخده قال مين ده اللي يرضى يبصله أصلًا ؟..لا وكمان أنا..؟ ما كفايه أخوكي.
ابتسمت سمر بسخرية قائلة : أخويا.!..أنتِ كنتي دايبه فيه وما زلتي تتمني يرجعلك..بس أخويا سعيد مع شذى اللي هتبقى أم عياله.
فتح جرح ريحانة من جديد تتمنى أن يأتي اليوم لتنتقم من هؤلاء الذين دمروا سعادتها لترد عليها باستهزاء قائلة : زيدان مش محتاج حد ينحسه هو منحوس خلقة بداية من أمه اللي باعت خطيبته لواحد غيره ولا خطيبته اللي فجأة طمعت في واحد ..ولا بلاش خليني ساكتة.
كادت سمر أن ترد عليها لولا أن قاطعهم العامل يطلب من ريحانة الحضور إلى غرفة زيدان فابتسمت ريحانة بشماته لتغضب سمر قائلة : والله عال قالب عليكي الدنيا كل ده علشان حته ملف ؟ طب اسمعي بقا مش مستغربه أنا جاية معاه هنا ليه.؟..رغم اني المفروض معرفش اللي حصلك امبارح ..هقولك ليه ؟ أصله متغاظ منك فبيلاعبك بيا.
ابتسمت ريحانة بخبث وانصرفت من أمامها بكل ثقة ودلفت إليه بنفس الثقة تضع يدها في جيب المعطف الخاص بها تنظر إليه وتسأله بخبث قائلة : خير يا فندم بعت ليا سمر طالب أخر النتائج وبعتهالك..
ثم لوت شفتيها بحزن مصطنع وهي تقول : ايه عايزني ليه.؟..مش أنت قلت انك مش عايز تشوف وشي من بعد اللي حصل امبارح؟
تفحصها من شعرها حتى قدميها قائلًا بجمود : أنا فعلًا مش عايز أشوف خلقتك بس أنت واحدة بتلعبيها صح بعتالي نتايج قديمة.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : أنتِ فكراني واحد من اللي بتلعبي معاهم..؟.لا فوقي يا هانم.
تنهدت بنفاذ صبر قائلة : أنا فايقة كويس ومش هنكر اني قصدت أبعتلك ملف قديم بس مش علشان ألاعبك.
ثم دققت على حروف كلماتها لتشعره بأهمية الموقف قائلة : لا علشان دي أسرار وممنوع حد يشوفها غيري أنا ونورا.
هز رأسه متفهمًا وأشار لها بالجلوس كان سيتحدث في أمور العمل ولكن فضوله سيطر عليه سيطرة تامة فاستفسر منها قائلًا : عرفتي زاهر امتى؟ وليه موافقه تتجوزيه هو بالذات؟ ..أناأعرف انك عمرك ما هتبصي لفلوسه ولا فلوس غيره..
ثم ابتسم بسخرية قائلًا : ولا هو حونين زي سي قصي؟
كانت تريد تهدئة حيرتها عما حدث أمس وبسؤاله أراحها فردت بأريحية قائلة : أنا مش مطلوب مني أجاوبك أنت لا أبويا ولا أخويا ولا تمت ليا بأي صلة ومع ذلك هرد عليك.
زفرت بحنق قائلة : واحدة اتجوزت واحد بتحبه وسابها وجه واحد هيعوضها ماديا ليه ترفض؟
في لحظة واحدة تذكر مواقف كانت تحدث بينها وبين قصي أمام أعين العائلة غير عابئين بوجودهم في أي مكان وهي عبارة عن قبلات حب وشغف وكانت من قصي يتذكر أنها كانت تشعر بالحرج من مثل هذا الرجل المحدث بحبه وغزله وعاطفته ..
فلاش باك
: أنت حبيبتي يا ريحانة قلبي.
حاولت ريحانة التملص منه وهو يقبلها أمام الجميع قائلة : ميصحش كده يا قصي احنا قدام الكل.
لوى قصي شفتيه بسخرية قائلًا : وهما مالهم أنا حر.
تنهدت ريحانة قائلة : طب لما نروح طيب..شذى بتبص لينا حرام عليك.
هز رأسه بالرفض قائلًا : ولا يهمني.
وبالفعل قبلها رغمًا عنها لتنتهي القبلة وهي تنظر إليه بتذمر قائلة : ليه بتعمل كده؟
رد عليها بخبث قائلًا : حابب كده حابب الكل يعرف قد ايه أنا بعشقك وبموت فيكي ومقدرش استغنى عنك؟
باك
يعترف زيدان لنفسه أنه كان دائم المتابعة لهما ولكن رغمًا عنه. ما يفعله قصي يجعل الجميع ينتبه ويركز معهم ليختنق زيدان من تذكره ويرد عليعا بفظاظة قائلًا : وهو ده تعويض؟؟؟ هتبقي مبسوطة وهو راجعلك كل يوم سكران ولا لما فلوسه تخلص ويتدين بسبب القمار و يتسجن زي أبوكِ.
تعالى صوته وغضبه كمن يتحدث مع ابنته الضائعة المتخبطة قائلًا : هتتصرفي ازاي؟
ابتسمت بتشفي وتحدثت كفحيح الأفعى قائلة : كل راجل وله عيوب حتى أنت اوعى تفكر نفسك شريف أو عم المنقذ .
رفعت سبابتها وأشارت نحوه باشمئزاز قائلة : لااا أنت زيك زيهم يمكن شذى ربنا رحمها من واحد بتاع قمار زيك.
أنتفض من مكانه واستدار حول مكتبه بسرعه ونزعها من مكانها يشد على كتفيها ..صوته كان كصوت صرير سيارته وهو يتحدث قائلًا : أنا مش بتاع قمار يا ريحانة وبس تقدري تقولي أنا بتاع كله وإن كان على وجودي امبارح..
توقف ثم اقترب من أذنها يهمس بداخلها بعذوبة قائلًا بثقة تامة : فتوقعي وجودي في كل مكان تروحيه.
حاولت التملص منه ولكن كان مثل لوح الخشب الزان لتهتف بضيق قائلة : ايه اللي أنت بتقوله ده؟ ليه ورايا في كل مكان؟..عايز مني ايه؟
ثم توقفت عن التملص وسلطت بحر عسلها المصفى في عيونها على مرمى سوداويته قائلة بغيرة تمتلكها أي امرأة تجاه امرأة غيرها : .لا ومش كفايه أنت..؟جايبلي سمر الزفت وأنت جاي..؟.يا ترى هتجبلي مين بعدها؟
مسد على كتفيها صعودًا إلى رقبتها وخديها حتى وصل إلى شفتيها يهتف بعذوبة قائلًا : ايه غيرتي لما شفتي سمر؟ بصراحة قلت أجرب معاكي السلاح ده بس مكنتش متوقع انه ينجح.
ثم دنا باصبعه نحو ذقنها يداعبها قائلًا : أما بقا أنا عايز منك ايه ؟ فأنا عايز أسعدك.
قذف بتلك الكلمات وابتعد عنها ببطء موليًا لها ظهره لتنطلق بخطوات مسرعة نحو الباب وتخرج منه صافعة اياه ليبتسم الأخر بخبث وانتصار ولكنه تذكر أمر النتائج الجديدة وكيف له أن يأخذها بعد هذا الصراع الذي تم بينهم يخشي أن تهرب من المصنع وينتهي اليوم. سهل بالنسبة له أن يوقف زاهر ووالدتها عند حدهما ولكن لا يعلم ما هي رغبتها هي امرأة ممزقة ذاقت الحب على يد شخص أحبها ولكن عندما خير بين الحب والإنجاب اختار الإنجاب لو كان في مكانه سوف يفعلها ولكن ليس بالسرقه واستحلال ما في يد الأخرين ولذلك سيلقنه درسًا أبديًا وعلى يدها ولكن تعطيه هي الفرصة بالأول.
بعد خروجها تصاعدت دقات قلبها وأخذ صدرها يعلو ويهبط بكثرة بسبب رغبته في إسعادها ولكن بهذه الرغبة ستكسر عهدها على نفسها وستكسر كل القيود التي قيدت بها نفسها وضعت كفيها على رأسها تستجلب الحكمة في كيفية التعامل مع رجل خطير مثله يلاحقها في كل الأماكن. لا يترك لها فرصه للتنفس أي حكمة تستخدمها أمام عصبيته المطلقة يعد رجلًا مجهولًا بالنسبة لها. هي لا تعلم أيضًا أنها سر بالنسبة إليه يحاول فك طلاسمه وبالأخص عندما يعلم أنها أخذت على عاتقها عهدًا بعدم الارتباط بأي رجل حتى لو كان راضيًا بعيبها وها قد أتتها الحكمة في الهرب لخوفها منه تستشعر أنه يود قتلها أو أخذها لينتقم من قصي لأنه أخذ منه ما كان له تذكرت قوله عن غيرتها من سمر كانت كلماته مثل الطعنة بالرأس واستهزاء بذاتها لقد فهم منها أنها غارت من وجودها هنا قد تمكن من ايقاعها ولن تنجو منه بعد الأن ليكمل رحله السعادة التي أعلن عنها والتي تمثل العذاب بالنسبة لها. أخذت تمشي باتجاه المعمل بشرود إلى أن وقفت أمامها سمر تنظر إلى شرودها بخيبة أمل حيث استشعرت أن شرود ريحانة عشق في زيدان فهتفت بحنق قائلة : على فكرة أنتِ واحدة معندكيش كرامة لما تشتغلي في مصنع ابن عمة طليقك كل ده ليه علشان تنتقمي من أخويا؟ ..أخويا كان بيحبك ومكنش عايز يطلقك بس أنتِ اللي اتملعنتي.
أرادت ريحانة أن تهرب من أمامها ولكن لا مفر منها فنظرت إليها نظرة أثارت بها الذعر وسخرت منها قائلة : أنا حرة يا سمر. أشتغل في أي مكان حته الأنتقام دي يا حلوة مش بتاعتي أخوكي يوم ما كسر بخاطري خلاني معدش يفرق حد بالنسبة ليا.
واستطردت حديثها وهي تقترب من سمر اكثر لترتجف سمر من اقترابها و ترتعد منها وهي تتحدث كفحيح الافعي قائلة : حتى الافندي اللي قاعد جوه ده اللي كلكم بتعملوله حساب هو بالنسبة ليا هوا يا سمر. أنا بقيت واحدة تانية وصدقيني لو حطيتكم في دماغي هتندموا.
ثم أزاحتها بحدة وتخطتها لتنظر سمر تجده يقف أمامها من بعيد، وقد راقب كل حديثهم ليبتسم بخبث لتخطو سمر نحوه حيث دلف المكتب فتدلف من خلفه لتجده ينظر إليها يحتد في حديثه قائلًا : أنتِ جايه برجلك علشان أحاسبك على غلطك صح ؟ تمام ليه يا سمر روحتي قولتي ليها اني عايز النتايج ومش عايز أشوف وشها ؟..ولا أنتِ طالعة لعمتك؟
أغمضت سمر عينيها تتنفس بحنق قائلة : أنت كمان طالع لعمتى عمال ترسم وتخطط وعايز الكل يبقا تحت رجليك هي خلت بابا يطردني علشان فتنت عليهم وأنت جايبني تغيظ الهانم.
تنمر عليها في حديثه قائلًا : بتقولي ايه يا سمر؟ بقا أنت هتغيظى ريحانة..؟ مش ريحانة اللي تتغاظ منك ولا من غيرك أنا جبتك هنا علشان تنقلي الأخبار اللي أنا عاوزها.
تسمرت سمر في مكانها وتوترت قائلة : أنقل الأخبار اللي أنت عايزها ! أخبار ايه ؟ وأنقلها لمين؟ ده أنا اللي بجيب لك الأخبار ولا عايز تلبسني تهمة وخلاص علشان زهقان مني؟
تنهد زيدان بهدوء قائلًا : سمر أنا عارف انك جيتي المصنع وواجهتي ريحانة قبل كده ومكتفتيش بده جبتي رقمها من الملفات وعطتيه للمحروس أخوكي.
ثم اقترب منها وهمس كفحيح الأفعى قائلًا : والمحروس اتصل بيها ومش كده وبس روحتي حكيتي لعمتك اللي من ساعتها عمالة تقرب مني زي ما يكون خايفة من وجود ريحانة هنا.
ارتجفت سمر عندما زاد في حدته قائلًا : طبعًا هي خايفه اني أرتبط بريحانة اللي أقل من شذى أصل الدكتورة شكران عايزة لابنها واحدة بنت حسب ونسب وبتقربك مني .
ثم ابتعد عنها لينظر إليها بسخرية ويبتسم قائلًا : أنتِ عبيطة أوي يا سمر عايشة في الأحلام مفكرة إن لما تقربي مني وتنجحي شكران هانم هتوافق عليكي للأسف ساعتها هتشوف لك جوازة على مقاسك يا حلوة. فخليني أنا اللي أشوف لك جوازة على كيفك بدل ما تبقي مضطرة تتجوزي واحد على ذوقها يعيشك في جحيم.
نظرت إليه بألم وتركته وخرجت من المصنع بأكمله تلعن سوء حظها لأنها تعلم أن كلامه صحيح ولكن كان لديها أملًا من ناحيته.
هبط هو إلى الطابق السفلي حيث المعمل وأمر مدير المعمل أن يستدعي نورا لكي تخرج من المعمل و يدلف هو لريحانة ليروضها على حديثها القاسي الخاص به لسمر. طرق الباب ودلف ثم صفعه من خلفه لتنتفض وتظن أنها نورا لتعاتبها على صفعها للباب لتشتعل عينيها بغضب فور رؤيته لتقول : اللهم طولك يا روح أناعارفة اني مش هخلص منكم النهارده لا وايه بالدور.
ثم رفعت يدها باستسلام قائلة : ما شاء الله عليكم في التناوب معدش غير الست الوالدة.
كان يركز في حركات تمردها بهوس وإعجاب وهي تتحدث ليبتسم على أفعالها التلقائية قائلًا : لا الست الوالدة دي أخر دور مش دلوقتي خالص أنت عارفة مشغولياتها.
ثم نظر إليها بمكر قائلًا : بس شكلك اتخضيتي من صوت الباب، معلش أصل أنا هوا يا ريحانة والهوا صوته مزعج.
عقدت جبينها بشرود تتذكر كلماتها لسمر أيعقل أنها أسرعت توصل إليه الكلمات أفاقت من شرودها على ابتسامته الخبيثة وهو يقول : لما أنا بالنسبة ليكي هوا ومش بتخافي مني ليه اتخضيتي أول ما دخلت من الباب؟ ليه قدامي بتتوتري وبتخافي..؟
ثم ابتسم بخبث قائلًا : ولا هو الهوا ملوش دوا.؟
أخذت تفرك يدها بغيظ لتجده يغمض عينيه يستنشق براحة شديدة أذابت صدره قائلًا : واضح أن الهوا خلى عطر الريحان ريحته تفوح في المعمل الريحة دي ميحسش بيها غير الإنسان الراقي.
ثم فتح عينيه ببطء مسلطًا أنظاره على عينيها الغاضبة الغير متحملة لرؤيته أو كلماته ليسألها بشغف : يا ترى سر تركيبتك ايه ؟
أشاحت بوجهها إلى الجانب الآخر.
فذهب باتجاه أنابيب الاختبار يتفحصها وينظر إليها بخبث قائلًا : عرفتي ليه خليت العقد تلات سنين علشان ده احتكار لعطر أنا واثق انه هيغزو السوق.
ثم هز رأسه بتحدي قائلًا : بس مش هسيبك غير لما أعرف السر الغويط اللي أنتِ مخبياه.
ارتبكت ريحانة من حديثه وتوجهت لنزع أنبوب الاختبار منه قائلة : مش هيحصل. مش كل حاجة هوصلها هتيجي أنت ولا غيرك تدمروها. أنت ليك عندي التركيبة مرة واحدة.
ثم نظرت إليه بتحدي هي الأخرى قائلة : بعد كده مش هتشوف وشي هات اللي في ايدك.
أخذت تحاول نزع أنبوب الاختبار منه وهو يقبض عليه بكلتا يديه ونتيجه نزعه سقط على قدمها لتصرخ من تأثير المادة التي به لينحني سريعا يتلمس قدميها بحنان وبلهفة شديدة جذب بعض المناديل الورقية ومسح المادة من على جلدها بخوف شديد أن تكون أحرقت جلدها ولكن توقف فجأه عندما حاولت سحب قدميها من بين يديه بضعف ليفيق من لهفته عليها مندهشًا لحالة الحنان و الخوف التي عصفت به. ليتسائل أين كانت تلك الحالة أمس عندما صفع الباب على يدها. هنا قلبه كان في وضع التفعيل والعقل توقف، ويا ليته يتوقف للأبد، ولكن عن ماذا تتحدثون هذا هو العقل يا ساده الذي يتحكم بنا. ما بالكم بزيدان الذي يلغي كل شئ مقابل عقله. فجأة أنتبه لصرخاتها فتعصب عليها قائلًا وهو تحت قدميها : صممتى تاخديه والنتيجه كوى رجلك وكواكي أنتِ كمان.
ثم ارتفع بجسده لكي يكون مقابلًا لها قائلًا بحزم : لأنك هتعيدي التصنيع من أول وجديد وبكده هتزيد المدة ما بينا شفتي النصيب؟
ابتعدت ببطء وألم نظرًا لشدة الحرارة التي عصفت بقدمها وتنفست بصعوبة من ضغط الألم والوجع وصرخت به قائلة بغضب : اللي بيحصل معايا مش طبيعي وأنت بني أدم مش طبيعي كلكم مش طبيعين وعايزين تجنوني.
ثم أشارت نحو الباب وتعالى صوتها قائلة : اطلع بره بره مش عايزة أشوف وشك.
تضايق من طردها و انزعاجها منه رغم أنه بالفعل بدأ يتسبب في وجعها مثلهم. هو لم يكن يرغب أن يكسر أنبوب الاختبار ويدمر ما به أو حتى يؤذيها ولكن عنادها وقوتها اللذان لم يعهدهما في أي امرأة أخرى استفزوه وأوصلوه إلى أعلى مراتب الغضب والعناد مثلها فكانت المواجهة شرسة.
من المفترض أن تهرب أن تسير ضد تياره الذي رسمه لها تذكرت كلماته الأخيرة قبل اندفاعها فيه وهو يتحدث عن أنها ستعيد التصنيع مرة أخرى وستطول المدة بينهم ويؤكد لها أن هذا كله نصيب لن تستسلم لهذا وهو يعلم جيدًا ذلك من خلال اندفاعها الأخير في وجهه وطردها له يتضايق من عنادها وهو يتهكم و يستخف بها كيف له أن يتمكن منها هذه الفرصة لن تضيع من بين يديه مثل شذى لن تعود لقصي مطلقًا لأنها ستكون ملكه.
سرد ما حدث لأمير ليتذمر أمير منه ومن أسلوبه معها هي بالنسبة لأمير بضاعة غير مربحة ليست مناسبة لزيدان. نعم هو يريد لزيدان الإنتقام من قصي ولكن ليس عن طريق ريحانة. لأنها سوف تدنو به للاسفل. عرض عليه أمير أن يسهر معه في النادي يلهوان سويًا، لكي ينساها قليلا وينسى صراعه معها ولكنه رفض لرغبته في الجلوس بمفرده يسترجع ما حل به هذا اليوم من مناورات و يحكم عقله فيما عليه فعله بعد ذلك.
أنتهزها أمير فرصة ليريه أنها ليست بمقامه قام باستدعاء زاهر الذي يلعب دومًا عنده هو وشمس طلب منه أن يقوم بمداينتها عن طريق شيك من شمس إليه فورًا استجاب له زاهر في سبيل الحصول على ريحانة على أن تتم المواجهة في النادي ويقوم بالتقاط بعض الصور بينهم وايصالها إلى زيدان ليريه كيف هي امرأة لعوب وغير مناسبة له بالفعل تم ما حدث ليأتيها اتصال وهي شاردة فيما حدث لتقطب جبينها وتتوقع أن الاتصال من زيدان أو قصي لترد بنفاذ صبر قائلة : أيوه مين؟
لتنفرج أسارير زاهر قائلًا : أنا زاهر يا ريحانة الزهور.
جحظت بعينيها كيف له أن يعرف رقم هاتفها ثم ردت بعنف قائلة : عايز ايه ..وجبت رقمي منين.؟
ابتسم زاهر قائلًا برغبة : عايزك..وجبت الرقم من الست الوالدة بعد ما سكرت ومضت ليا شيك على بياض علشان أتمكن منك.
شهقت ريحانة ووضعت يدها على قلبها قائلة : بتقول ايه؟ ايه الكلام الفارغ اللي بتقوله ده؟
تنهد بخبث قائلًا : اللي سمعتيه يا حلوة لو خايفه على الفضايح وعايزانا نتراضي وتاخدي الشيك وتعطيني فلوسي نتقابل غير كده هطلع على القسم حالًا وهفضحها وهفضحك واقول اني ببات عندكم يا ست الحسن وده اللي خلاكي تهربي وتروحي تداري عند صاحبتك.
وضعت يدها على رأسها غير قادرة على تحمل ما يحدث بها لتهتف بألم قائلة : فين ؟ ومتقوليش البيت عندنا..استحاله هروح هناك.
ابتسم ابتسامة نصر حيث أنه وصل إلى مبتغاه فهتف بسعادة قائلًا : في النادي أصل بحب أروح هناك أوي.
هزت ريحانة رأسها برفض تهتف بحزم قائلة : مستحيل ده في أحلامك فاهم استحاله هروح للمستنقع ده تاني.
لوى زاهر شفتيه قائلًا : ليه بقا ما حبيب القلب عايش في المستنقع ده كل ليلة ؟
قطبت جبينها قائلة : حبيب القلب! حبيب القلب مين يا متخلف أنت؟
رد عليها بخبث قائلًا : حبيب القلب وحبيب الملايين زيدان الجمال اللي لحقك مني المرة اللي فاتت يا حلوة.
تذكرت وجوده في هذا المكان معنى ذلك أنه ليس مراقبًا ولكنها كانت صدفه لأنه من رواد المكان كل ذلك زاد من اصرارها على عدم إرتياد ذلك المكان لترد بسخرية قائلة : ومش خايف يعمل معاك زي ما عمل المرة اللي فاتت ؟ ده أنت كنت زي الفار المبلول قدامه.
جز زاهر على أسنانه من الغيظ قائلًا : لا مش خايف وكمان الباشا النهارده مش جاي شكله مع مزة جديدة غيرك هتريحه منك.
فجأة استشعرت سخونه رأسها وتخيلت أنه بجوار سمر أو أخرى وبالفعل شعرت بالغيرة ولا تعلم لماذا هذا الشعور المفاجئ الذي اتاها ثم سرعان ما عاتبت نفسها على هذا الشعور ونفضت تلك الأفكار من رأسها وأدركت أنها ما زالت على الهاتف مع زاهر لترد بثبات قائلة : وافرض يا خفيف حد كده ظريف لطيف يعرفك قام قايله ؟..لأنه أكيد حطك تحت الميكرسكوب من أخر مرة.
رد عليها بكل ثقة قائلًا : لا اطمني اذا كان صاحب المكان نفسه مأكد ليا انه مش جاي النهارده وعلى ضمانته كمان.
ساوراتها الشكوك لتحاول ايقاعه قائلة : صاحب المكان مين وأنت ايه علاقتك بيه؟ وزيدان يعرفه منين؟
تدارك أمره أخيرًا وتوتر قائلًا : هاااا صاحب المكان هو أنا قلت صاحب المكان..؟ لا طبعًا ده صاحبي يبقا صاحب صاحبه.
لم ولن تصدقه هو يحاول ايقاعها في فخ فماذا تفعل ومن الذي نصب لها هذا الفخ خرجت من أفكارها وردت بعد تفكير قائلة : بص أنا هقابلك في المكان اللي شفنا فيه زيدان غير كده أعلى ما في خيلك اركبه.
وجد زاهر أن هذا المكان قريب من النادي وإذا حاول أمير أن يفعل شئ سيفعله فرد بلهفة قائلًا : اللي تشوفيه يا ريحانة منتظرك متتأخريش يا حلوة.
أغلقت الهاتف وجلست على الفراش ماذا ستفعل لانجلاء هذه الليله ونهايتها.
على الجانب الآخر استمعت نورا إلى هذه المكالمة. ترى ماذا ستفعل نورا ؟ هل ستخبر زيدان بالأمر؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
تتمنى حدوث شئ ما وتخطط له جيدًا ولكن ما يحدث يعارض توقعاتك وتخطيطك فدوما يكون مخطط الشر نهايته ناجحة أو فاشلة.
وصلت إلى الشارع القريب من النادي الليلي حيث الهدوء والصمت والخلو من المارة والعابرين بحثت عن زاهر فلم تجده هاتفته من ذلك الرقم الذي هاتفها منه ولكن لا رد هاتفته مرة أخرى أتاها الرد أن الهاتف مغلق وكأنها وقعت بالفخ وهنا عندما استشعرت ذلك عزمت أمرها على أن ترحل ولكن ظهر أمامها شخص من العدم فارتعدت من هيئته في الظلام ومن الكلب الذي يحتضنه ويربت عليه بحنان يتنافى مع شخصيته الماكرة ونظارته الطبية التي يتفحصها بها من أسفل إلى أعلى وابتسامته الخبيثة وهو يقول
: على فين يا مدام ريحانة مش أنتِ عندك ميعاد هنا مع زهورتي.؟..بس يا خسارة زاهر زهق ومشي من بدري أصل خسر النهارده كتير أوي وعطاني الشيك أتعامل بيه بداله.
عقدت ما بين حاجبيها تحاول معرفة هويته التي أرعبتها لتسأله بتوجس قائلة : عطاك الشيك! ..طب وأنت مين علشان يعطيك الشيك؟ الحساب ده ما بيني وبينه ازاي هيبقى ما بيني وبينك أنت عارف زاهر كان عايز مني ايه؟
اتسعت ابتسامته وهز رأسه قائلًا باستمتاع : أيوه عارف ومستعد أخلصك من الشيك ده بمنتهى السهوله بس طبعا بشرط وشرطي هو انك تبعدي عن زيدان الجمال مقابل مبلغ محترم يعيشك ملكة.
استغربت طلبه وعلاقته بزيدان لتبدأ في الاستفسار منه ولكن قاطع حديثهم زيدان الذي ظهر فجأة من خلف الشجرة التي تقف بجوارها حتى أنها صرخت من صوته وهو يتعالى بغضب جازًا على أسنانه : أمييير ايه القذارة اللي أنت بتعملها دي تقدر تقولي أنت تفرق ايه عنهم؟
ثم انقض عليه قائلًا : أنت زيك زيهم صاحب فالصو أخر حاجة اتوقعتها يا أمير.
تضايق أمير من وجوده رغم تأكيده بعدم خروجه اليوم ولكن يبدو أن مراقبة ريحانة أصبحت رغبة لديه فرد بضيق قائلًا بعد ما أزاح يده ثم نظر إليها شذرًا : أنت شايف بنفسك الهانم نازلة في أنصاص الليالي علشان تقابل زاهر اللي أنت حذرتها منه الهانم دي مش هيجي من وراها غير الفضايح.
حول زيدان أنظاره إليها وجدها تنظر إلى الفراغ بشرود وصمت لينقل أنظاره إلى أمير يزفر بحنق قائلًا : أنا كنت عارف إنها جايه تقابل زاهر وأنااللي جبتها هنا وفضلت مراقب علشان كنت ناوي له على نية هباب.
ثم أشار إليه بكره قائلًا : بس أنت قمت بالواجب
ثم نظر إليها وجدها مذهولة لدفاعه عنها ليأمرها قائلًا : يلا روحي اركبي علشان أروحك.
امتثلت إلى أوامره وهزت رأسها بانصياع لأمره وذهبت نحو السيارة أنتظر حتى ابتعدت ثم رفع سبابته إلى أمير قائلًا : حسابي معاك بعدين هروحها وراجعلك.
زفر أمير بحنق وتركه ودلف إلى النادي ذهب زيدان إلى سيارته وجدها تقف مستندة على حافة بابها بحزن ففتح لها الباب ودلفت باستسلام دون النطق بأي كلمة ليستدير من الجانب الأخر ويشرع في القيادة ولكن أوقفه صوتها الحزين والمنكسر قائلة : طبعًا موقف زي ده هيخليك تقول عليا زي صاحبك اني بتاعت سهرات وليالي حمرا لأنها مش أول مرة.
ثم سخرت من نفسها قائلة : والمرة دي كمان من غير أمي.
التفت إليها بنظرة عبوس قائلًا : أنا سمعت كل حاجة من ساعه ما وصلتي بس برضه يتحسب عليكي غلط حتى لو كنت مضطرة تقابلي حد علشان ورطة ميبقاش في مكان زي ده.
ثم تعالى غضبه قائلًا : وبعدين أنا مش قلتلك أن أنا حابب أساعدك.
تذكرت كلمته جيدا ونقيضها الآن فنظرت إليه بغضب قائلة : لا بلاش استعباط أنت قلت حابب تسعدني مش تساعدني في فرق يا أستاذ يا محترم .
ثم أشارت له بسبابتها بكل اشمئزاز قائلة : والفرق ده عرفته دلوقتي من صاحبك القذر طبعًا أكيد أنت وهو رسمتوها سوا علشان تبين ليا قد ايه أنت إنسان هيرو ومينفعش أستغني عنك.
ابتسم بخبث قائلًا : ده كل اللي فهمتيه من كلام أمير واللي عمله معاكي النهارده؟ بس حلو برضه مش وحش وبعدين أساعدك وأسعدك واحد.
ثم نظر إليها وغمز لها بشقاوة قائلًا : الاتنين أخرتهم حلوة ليكي بس أنتِ تسمعي كلامي.
لم ترد عليه فأخذت نفسًا عميقًا وأخرجته وأشاحت بوجهها نحو النافذه التي بجوارها فانطلق بسيارته ليعيدها إلى منزل والدتها و تتفاجئ أنها تحت بناية والدتها لتستدير بوجهها لا تريد الطلب منه أن يوصلها إلى نورا ولكن لا مفر فقد كانت الساعة الثالثة صباحا فتحدثت بحرج قائلة : أنا من زمان مش قاعدة مع ماما في بيت واحد حتى من قبل ما وصلتنا أخر مرة. أنا عايشة مع نورا.
واستطردت بثقة فهي تعلم مدى خبثه جيدًا حيث قالت : وأكيد أنت عارف كده طالما بتراقبني.
ابتسم باستمتاع هو يعلم جيدًا من مراقبته لها أنها تعيش عند نورا ولكن أراد أن تطلب منه بنفسها أمر التوصيل كان يظن أنها ستتكبر وتصعد إلى والدتها حتى لا تطلب منه طلبًا مثل ذلك.
بعد توصيلها و هبوطها من سيارته ذهب بأحلام اليقظة لديه ولبعض لحظات شرد في كيفية إيصالها إلى السعادة المطلقة. كانت تنعم بهذه السعادة من ذي قبل وظنت انها دائمة إلا أن تسللت من بين يديها سوف ينسيها هذا الشقاء الذي تجرعته حتى لو كان نسيانها له مؤقتًا ولبضعة أيام من الفرح وربما تدوم السعادة ويقتل الشقاء بداخلها ولكن كيف هذا أيكمل دوره للأخير ويتحمل عيبها أم ستدخل السعادة قلبها عن طريق انتصارها على غريمها وحسب خرج من أحلامه وعاد إلى أمير حيث النادي وكان ينتظر ليبرر له ما حدث وما أن دلف حتى أنتفض أمير قائلًا : زيدان أنا عارف اني غلطت و كتير كمان بس صدقني هي مش مناسبة ليك وبتلعب بالبيضة والحجر زي أمها ويمكن كان طلاقها بسبب سلوكها.
جلس زيدان بمنتهى الأريحية ينظر إلى أمير باشمئزاز قائلًا : على أساس إن أنت اللي كويس ولا أنا مثلًا. أمير خلينا منطقيين شذى وافقت عليا لفلوسي وأول ما لقت واحد بيطبطب ويعطف جريت عليه .
زفر أمير بحنق قائلًا : عارف إننا مش كويسين .بس مش معنى كده نرمي نفسنا في جوازة منيلة وكل ده علشان تثبت ايه ؟ انك جبت الأفقر من شذى ومين قالك إن شكران هانم هتسكت المرة دي؟
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا : هتعمل ايه يعني طب شذى علشان مكنش سبق ليها الجواز ورطتها مع قصي، إنما ريحانة هتعمل ليها ايه لا تقدر تورطها ولا تخليها تحمل من غيري.
ضرب أمير كفًا على كف هاتفًا بقلة حيلة قائلًا : أرجوك يا زيدان بلاش ريحانة أبوها مسجون وأمها ست لا مؤاخذة وهي نفسها مش مريحة طب بص مالها سمر على الأقل بتحبك.
زفر زيدان وبحنق قائلًا : عارف إن سمر بتحبني بس ليه متقولش إن اللي عملته أمي في شذى هتعمله في سمر ويمكن تحن عليها في الأخر لأنها لحمها ودمها.
لمعت فكرة برأس أمير لعلها ترجع زيدان عما في رأسه : طب هقولك..ايه رأيك ما تتصالح مع والدتك وأهي في الأول وفي الأخر يهمها مصلحتك ومحدش ضرب شذى على ايدها. اعمل صفقه مع مامتك تطلق شذى من قصي وبكده هتشفي غليلك.
نهض زيدان قائلًا بحزم : وأنا مش عايز أشفي غليلي من قصي أنا عايز أعرف أمي ان كل اللي عملته معايا هيجي فوق دماغها وهتجوز ريحانة اللي استخفت بيها وده أخر ما عندي يا أمير ولو فكرت تعمل اللي عملته مع ريحانة ده تاني لا أنت صاحبي ولا أعرفك هعتبرك عدو وأنت عارف أنا بعمل ايه في أعدائي.
ثم نظر إليه نظرة تحذيرية مطولة وتركه وعاد من حيث أتى.
ترى عدم موافقه زيدان على سمر حماية لها أم بغض لها.. كانت تجلس كالمعذبة تتذكر فور خروجها من المصنع ومهاتفتها لقصي لكي تعاتبه قائلة : ليه كده يا قصي أنا عطيتك الرقم والعنوان كنت اختار العنوان وروح لها على الأقل ده بيت نورا ومتوقع إن ممكن تعرفه لكن الموبايل اتعرف إن أنا اللي جبته ليك.
رد عليها بلهفة متجاهلًا حزنها قائلًا : المهم أنت شكل صوتك إنها فهمت إن زيدان بيلعب عليها لصالحي صح؟
ضحكت سمر بسخرية قائلة : لا يا خفيف..دي طلعت أذكى مني ومنك ومرمطتني ومسحت بكرامتى الأرض وهو كمان عاقبني وبعتني أتذلل ليها علشان تروح تكلمة.
اندهش قصي مما تقوله سمر حتى أنه اعتقد أنها تكذب عليه لصالح زيدان فهتف باستنكار قائلًا : ايه التخاريف اللي بتقوليها دي. ريحانة لو عرفت غرض زيدان متأكد انها هتبعد عنه. سمر أنتِ مع زيدان صح. تعرفي لو عملتي كده شكران هتعمل فيكي ايه؟
صرخت سمر بغضب قائلة : أيوه عارفة..ويا ريت تعملها وتخلصني من العذاب اللي أنا فيه أنا في ايه وأنت في ايه؟ أنت مش كنت عايز تخلف خليك في حالك بقى.
اندهش قصي أكثر من استسلام سمر وردد قائلًا بحزن مصطنع : أنا يا سمر مقدرش أسيبك متعذبة كده أنا بعمل كل ده علشانك أنتِ لزيدان مش لحد تاني، وأنا بصراحة ندمان اني طلقت ريحانة.
كادت أن ترد عليه ولكنها استشعرت مدى كذبه وخبثه ومدى طمعه وجشعه والسعي وراء هدفه فقط وليس هي فقامت بإغلاق المكالمة وندمت بشدة أنها هاتفته وعاتبته.
لم تذهب ريحانة هناك لتأخذ الإيصال فقط من زاهر إنما لرؤيته أتتخيلون! أنا أزج بنفسي في التهلكة لكي أرى الشخص الذي أعتبره المصدر الجديد للعذاب لي فقد تخيلت أنها ستراه مجددا وأحبت أن تعرف ما المنتظر منه بعد هذه الرؤيه الجديده هي فقط تريد أن تعلم لماذا يبذل كل هذا المجهود لملاحقتها..لماذا يفتعل أشياء لتطويل المده بينهم رغم علمه أنها تبغضه .أمير معه الحق لابد لها من الابتعاد عن محيطه لو اعتقادها صحيح أنه يريد الارتباط بها فهو بالتأكيد مختل من سيوافق على ارتباطه بها وهي من أسرة لا تناسبه بالاضافه هي لا تريد الزواج مجددًا. هي تريد العمل فقط فهو أصبح متعتها وأحلامها في الحصول على الدكتوراه وتترك أمر الزواج مطولًا وإن تم لن يكون من تلك العائلة. ألغت مشاعرها من قاموس حياتها ووضعت الطموح في المرتبة الأولى بعد أن كان في المرتبة الثانية سترفض أي عرض سيطرحه عليها حتى لو كلفها هذا الكثير.
خرجت من شرودها على صوت هاتفها ..لا تعلم من المتصل مجددًا وقررت مثل المرة الأخرى الرد ولكن بأسلوب عنيف غير مهذب لاعتقادها أنه زاهر أو قصي.
ردت بنفاذ صبر قائلة : نعم خير، أنت أنهي مصيبة فيهم أنت قصي ولا زاهر، ولا الوجه الجديد أمير؟
ثم سحقت كرامة من يهاتفها أكثر قائلة : ما أنا تليفوني بقا سنترال عمومي للأوباش اللي زيكم.
تضايق زيدان ورد عليها بحنق قائلًا : أنا زيدان يا ريحانة ايه هتعتبريني مصيبة زيهم ولا هتردي عليا بأسلوب أحسن من كده؟
ثم قام بتوبيخها قائلًا : المفروض كنتي تغيري رقمك من بعد ما قصي اتصل بيكي.
ارتبكت ريحانة لأنه على حق ولكن كبريائها جعلها ترد بتمرد قائلة : مش مستنيه نصيحتك على فكرة.
واستطردت بحقد قائلة : قصي أساسًا عرف عن طريق السنيورة سمر ومن قلب مصنعك وأنت عارف والمفروض كنت تحاسبها.
رفع حاجبه باعجاب من تمردها ليرد عليها بمراوغة قائلًا : ومين قالك اني معاقبتهاش وجودها في المصنع النهارده قدامك عقاب كبير.
ثم ضحك بخبث قائلًا : وهي بتاكل في نفسها من الغيظ وأنا باعتها تطلبك في مكتبي.
نفخت ريحانة بضيق وما زالت على تمردها قائلة : على فكرة أنا مش بحب الأساليب دي بلاش الغرور ياكلك يا زيدان لأحسن يحصل فيك زي المرة اللي فاتت.
واستطردت بسخرية قائلة : ساعتها لا أنا ولا سمر هننفعك.
ابتسم ببرود وتحدث بهدوء قاتل قائلًا : وأنا سمر متلزمنيش أنتِ اللي تلزميني وهتنفعيني وهتنفعي نفسك.
ثم استطرد بقوة قائلًا : والمرة دي أنا مصحصح أوي ومختار صح، لا يمكن يحصل معايا حركة دنيئة.
جلست على الفراش بانهزام نتيجه كلماته اللاذعة والتي فهمتها جيدًا عن اختياره لها لأنها سبق لها الزواج لتغمض عينيها بمرارة قائلة : هو فعلا عمرها ما هتحصل معاك تاني بس مش علشان أنت ضامن ايدك لااا..
وأخذت نفسًا عميقًا قائلة بقوة : لأنه بأحلامك لو حصل اللي أنت بتخطط له. أنا لا أنفعك ولا أنفع غيرك.
ثم عادت لتمردها مرة أخرى هاتفة بكبرياء : حتى لو أقدر مش هعملها يا زيدان لأنها لعبة مقززة وحقيرة. أعتقد انك بحاجة تقعد مع أمير أكتر من كده.
ثم مطت شفتيها قائلة : يمكن يقدر يقنعك أصل كلامه حكيم أوي. تصبح على خير يا زيدان .
ثم تذكرت شيئا قبل أن تغلق هاتفها ورددت قائلة بسخرية : ااااه وهبقى أغير رقم تليفوني ومكان اقامتى علشان لا أنت ولا قصي ولا زاهر تحاولوا تقربوا مني.
أغلقت الهاتف وذهبت إلى مرأة الزينة وفتحت أدراجها وأخذت واحدة من الحبوب المنومة التي اعتادت على أخذها بعد طلاقها لكي تنام من كثرة التفكير..أما عنه فلم يتوقع أنها ستترك كل شئ بعد هذه المكالمة.
زواجها السابق وانفصالها جعل منها لوح ثلجي مجردة من المشاعر تريد التقدم في الحياة العملية فقط أما عن الحياة العاطفية فقد أنتهت عادت من حيث أتت، ولكن في طريقها للعودة قابلها الحزن المرير استيقظت من نومها مبكرًا واندهشت لبطء مفعول الحبوب المنومة حيث قللت ساعات النوم بدلا من أن تطيلها. مسحت على وجهها مثل ما تفعل كل صباح نظرت أمامها بقوة لتأتيها فكرة الرحيل دون أن يشعر بها أحد.
ثلاثة عشر يومًا، ثلاثة عشر يومًا مروا على غيابها احتسبهم بالساعات والدقائق شعر كأنهم أسابيع طويلة ولا يعلم أين ذهبت تسللت في غيابات الظلام ورحلت بدون استئذان بدون علم أحد بدون ضوضاء.
في المصنع
كان جالسًا على كرسيه الوثير شاردًا في كيفيه ايجادها دلف إليه ماجد بكل هدوء وتنحنح ليتنهد زيدان بتعب قائلًا : هو أنت كل شويه هتدخلي يا ماجد ايه للدرجة دي أنت خايب ومش عارف تمشي أمور المعمل لوحدك ما أنت كنت ممشيها قبل ما هي تيجي.
ابتلع ماجد ريقه وتوتر ليرد بصوت منخفض نسبيًا ويتحدث وهو يقدم له ملفًا خاصًا بأمور المعمل قائلًا : ده أخر نتايج هي عملتها في المعمل أعتقد اننا نشتغل عليها ونخلص، بدل ما كل شويه يتصلوا بينا احنا كده بيتنا هيتخرب بسببها.
اندفع زيدان برأسه للأمام بعد أن كان مسترخيًا واتكأ بمرفقيه على سطح المكتب وشبك يديه ووضعهم تحت ذقنه لينظر إلى ماجد نظرة رعب قائلًا : بيتي أنا مصنعي أنا، ومش هيتخرب بسببها، هيتخرب لأني مشغل عندي واحد فاشل زيك جايبلي نتايج تعبها وهتشتغل عليها تقدر تقولي أنت فين مجهودك؟
لم ولن يقبل أن يتحدث أحد عنها بسوء حتى ولو كان محقًا واستطرد قائلًا باشمئزاز : الظاهر إن سهرك عند أمير كل ليلة ضيع مخك وطبعا بتنقل أخباري له اسمعني يا ماجد قبل ما تيجي ريحانة كنت همشيك بس قلت حرام أقطع عيشك طالما لقيت البديل.
استاء ماجد من طريقته المتعالية ونكس رأسه في الأرض لينتفض على صوت زيدان الجهورى وهو ينهض متكئًا بيديه على حرفي المكتب قائلًا : بس كل حاجة ماشية ضدي حتى أنت وجودك ضدي بدل ما تساعدني وتلاقيها زي ما يكون ما صدقت انها مشيت طبعا ما هي أوامر البيه أمير.
دلف في هذه اللحظه أمير ولأول مرة يزور زيدان بالمصنع حتى أن زيدان تفاجئ من مجيئه ونظر إلى ماجد وعلم أنه الذي استدعاه لعدم تحمله.
وجد أمير زيدان في حالة عصبية شديدة فنظر إلى ماجد وعاتبه قائلًا : ايه يا ماجد أنامش قلتلك اتصرف أنت حتى لو الشغل هيقف بس أهم حاجة بلاش تضايق زيدان باشا ؟ واضح إنك مش نافع روح مكتبك.
هز ماجد رأسه بطاعة وخرج من المكتب وأمير ينظر في أثره ثم التفتت ليجد زيدان ينقض عليه بغضب قائلًا : وحتى لو هو مضايقنيش أنا مضايق خلقة وأنت السبب أخر مرة شفتها فيها لما كانت عندك كلامك خلاها تهرب عارف؟ أنت عامل زي الشريك المخالف.
أنزل امير يد زيدان من على قميصه وأجلسه أمامه بهدوء قائلًا : يعني أنت حاسس إن أنا السبب. طب ليه مقولتش لنفسك إنها كانت أخده القرار من يوم اللي حصل أخر مرة في المعمل وأخدتني حجة.
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا : ده أنا وصلتها بيت أمها. طلبت مني أرجعها بيت صاحبتها بس زيها زي أي شخص هيقعد مع نفسه ويوزن الكلام اللي أنت قلته نقاشي معاها حسسني بكده.
حك أمير ذقنه بخبث قائلًا : أنا ممكن أرجعها بس طريقتي مش هتعجبك وممكن هي ما تصدق تخلص من أمها، طالما هي استبيعت للدرجة دي طب بس فين صاحبتها؟
جز زيدان على أسنانه وكور قبضة يده قائلًا : فكرت زيك وروحت ليها البيت. لقيتها بتفتح بكل برود وتقولي طفشت من خلقتكم. اللي هو أنا والعيلة اللي مجاش من وراها غير الغم.
اقترب منه أمير بخبث قائلًا : طب سيبك من الفكرة الأولى. ريحانة بتحب صاحبتها دي أوي. ويمكن بعدت عنها علشان متتأذاش زيها. ايه رأيك ما نخطفها وبكده ريحانة هترجع.
أنتفض زيدان ونهض بغضب قائلًا : وأنا خلاص ضاقت بيا الدنيا ألجأ ان أعمل حركة زي دي علشان سيادتها ترجع لا مش أنا اللي أعملها وحذار يا أمير تعملها من ورايا.
ثم تحدث كفحيح الأفعى وهو يقف بجواره قائلًا : أنا عارف انك عايز تعمل حاجات كتير علشان ترجعها، بس طلع ايدك من الموضوع ده ريحانة تخصني لوحدي. أعرف بس طريقها وأناهتصرف.
تنهد أمير وربت على كتفي زيدان يهدئه قائلًا : ريحانة شغالة في صيدلية في اسكندرية. الصيدلية صاحبتها ست محترمة هي دورين، ريحانة بعد ما بتخلص بتطلع تنام في المعمل، وحقك عليا أنا جيت طبعًا المصنع اللي أنت مش بتحب تشوفني فيه. بس جيت علشان أقولك إنها من ساعة ما مشيت وأنابدورلك عليها أنا بس راوغتك في الكلام. حبيت أشوف هي ايه بالنسبة ليك. اتفضل العنوان أهو ولو تحب أوصلك معنديش مانع.
بدون تفكير أخذ منه العنوان وأسرع نحو الباب لكي يذهب لها ليجلس أمير على الكرسي يغمض عينيه يزفر بحنق يندهش لسرعة زيدان في الوصول إليها تاركًا كل شئ غير مباليٍ. حتى أمر عتابه تركه. ماذا فعلت به تلك الريحانة الأمر ليس بأمر زواج للإنتقام من قصي وأمه فحسب الأمر تصاعد إلى رغبة متوحشة فيها هي من كسر الجليد بعنادها و كبريائها وشموخها ورأسها المرفوعة كان يود أن يخلق حاجزًا بينهم ليخلصه منها ولكن هي من تطلب الخلاص منه ومن عائلته وبشدة رغم أن العرض المقدم إليها تتمناه كل الفتيات والأحسن منها حالًا ولكن هي بحالتها هذه ترفض كل شئ كل المغريات اختارت إراحة رأسها لذلك هربت حتى من صديقة عمرها.
وصل إلى مكانها ودارت عينيه حول المكان الذي تقطن فيه زفر أنفاسه التي كان المفترض أن يلتقطها بالأول فور وصوله مسرعًا وضع يده على رأسه من التفكير في أمر جلوسها، نومها في هذا المكان يشعر كأن الدماء تتدفق برأسه أين كان عقلها ألم يخطر على بالها أن من الممكن أن يدخل إليها أحدًا في منتصف الليل متسللًا. شعر بالسوء من نفسه أنه السبب الذي أوصلها إلى تلك الحالة تناول هاتفه واتصل على أمير ليعلم منه عنوان الطبيبة صاحبة الصيدلية. أدار محرك سيارته واستمر في القيادة إلى أن وصل إلى منزلها وذلك كلفه قطع طريق طويل أخذ ما كان يبغي أن يأخذه منها وعاد إلى الصيدلية مرة أخرى. دلف إلى الصيدلية عن طريق مفتاح الطبيبة التي أعطته اياه عندما أبلغها أنه طليق ريحانة وردها إلى عصمته صعد درجات السلم المؤدي إلى المعمل ودلف إليها وهي نائمة تتحدث بصوت متقطع عن أمير وزاهر وقصي وعنه ليتعالى غضبه وسخطه على نفسه وعليهم. جلس بجوارها إلى أن حل الصباح لتفتح أعينها وتتمطع وتفرد جسدها يمينًا ويسارًا حتى التفت ليسارها لتتسمر في مكانها غير قادرة على ارجاع وجهها إلى الجانب الأخر لتعتقد أنها ما زالت في كابوسها لتخرج من هذا الشعور على صوته الخبيث وهو يقول : شفتي عرفت أجيب مكانك ازاي؟ قلتلك قبل كده هتروحي مني فين أنا قدرك.
ثم رفع سبابته يشير لها بالسلب مبتسمًا بخبث قائلًا : ومحدش بيقدر يهرب من قدره إلا بالموت وأنا مش حابب أموت.
حاولت استعاده رباطة جأشها وتنهدت وردت بارتباك قائلة : أنا كمان قلتلك اني مش هفضل لعبة قصادكم تحدفوني لبعض ففضلت اني أبعد عنكم كلكم.
ثم استطردت بحزن قائلة : حتى عن أعز اصحابي وأنت كمان لازم ترضى بكده.
أمرته نعم أمرته ولكن من تكون هي لتأمره تعالى الغضب على وجهه وهتف حانقًا : مين ده اللي لازم يرضى بكده أنتِ مش عارفة بتتكلمي مع مين فوقي لنفسك يا شاطرة.
واستطرد بعنف قائلًا : أنا مش قصي ولا زاهر علشان تؤمريني.
سئمت منه ومن غلاظته معها لترد بضيق قائلة : أنا مش بأمرك أنا بقولك إن ده الحل الصح بينا وبعدين أنت دخلت هنا ازاي.
تلفتت نحو الباب قائلة بخوف : كسرت الباب صح؟ طبعا علشان أتحمل المسئولية وأطرد بسببك.
نظرت إليه ولمحت شرارات الغضب تتصاعد أكثر وأكثر ولكن لابد من انفجارها فهتفت بعنف : سيبني بقا يا أخي ابعد عني أنت عايز مني ايه..؟..
ثم وضعت يدها على رأسها تهتف بغضب وهي تنهض قائلة : قلتلك أنا حتى الشغل معاك جابلي وجع الدماغ وصاحبك مفكرني طمعانة فيك.
لا تعلم أن غضبه وضيقه ليس من حديثها فقط، لا ليس كذلك لكن تفاقم غضبه من ارتدائها للشورت الأسود الذي تنام به في معمل وليس ببيت. تخيل لو كان بالفعل قصي وصل إلى مكانها وتراءت له تلك الفكرة الشيطانية للوصول إليها عن طريق صاحبة الصيدلية وشاهدها بهذا المنظر. نعم هو طليقها ورأى تلك المفاتن من قبل ولكن زيدان لا يستوعب الفكرة إطلاقًا مؤكد أنه سيحن إلى تلك التفاصيل ويعاود جذبها له من جديد ومن المؤكد أن عاطفتها نحوه ستعود إلى مجراها فهو عشقها الأول لم يستطع السيطرة على شعوره فاقترب منها ونظر إلى فخديها المرمرين بغضب ليجز على أسنانه قائلًا كفحيح الأفعى : أنا خارج بره على بال ما تغيري المسخرة دي نايمة في معمل كأنه بيتك؟
ثم استطرد باستياء قائلًا : ولا على بالك إن زي ما أنا وصلت ليكي كان ممكن حد من العمال يجي قبلي.
أنتفضت ونظرت إلى جسدها ورفعت أنظارها إليه لتجده يخرج من المعمل صافعًا الباب خلفه لتلعن نفسها والغطاء الذي نزعته من عليها في لحظة غضب وتزفر بحنق تحدث نفسها قائلة : أنا ايه اللي بيحصل معايا ده كان مستنيني فين الغلب ده..هو أنا ناقصة يا ربي ؟ أنا طول عمري صابرة وساكتة خلصني منه يا رب.
ارتدت ملابسها سريعا وخرجت من المعمل وهبطت إلى الأسفل لتجده منتظرها لتلوي شفتيها وتبدأ عملها غير عابئة بوجوده ليستوقفها قائلًا : استني عندك، روحي اقلعي البالطو ده، وهاتي هدومك احنا هنمشي
قذف بقراره لها بدون مراجعة قائلًا : أنا قلت لصاحبة الصيدلية إنك مش هتكملي معاها وهترجعي القاهرة علشان هنتجوز.
كأنه رمى بحجر في أذنها لكي لا تسمع شئ بعد عرضه وأبدلها من امرأة معارضة إلى امرأة خرساء لقد أتمم عليها الحزن الكامل التفتت إليه بهدوء لتجده يقف أمامها مثل الحجر الصوان لا يتزحزح ولا ينتظر رفضها كأنه أصدر حكمًا دون مراجعة سكون عم المكان حتى صوت أنفاسهم لم يسمع تحرك الحجر أمامها بلحظة وجلس بكل أريحيه وهدوء ينظر إليها بجمود كأن العالم كله له بدون منازع شع من عينيه نور وصل إلى عينيها ليغشيها استشعرت أنه مريض نفسي ومرضه ليس له علاج سوى تنفيذ رغباته المريضة حتى ولو كان إنسانًا سويًا. هو يمثل تضادًا لها في كل شيء ألم ينظر لها وينظر إلى نفسه ويلاحظ هذا التضاد ؟ هل سيتغير هذا التضاد بمجرد موافقتها ؟ حتى لو تطابقت الظروف هل ستتطابق الصفات؟ كل هذه الأفكار تدفقت إلى رأسها كتدفق الدماء الغزيرة خاصة بعد فرمانه بالزواج منها.
نظرت إليه بغضب وهو جالس أمامها لتندفع قائلة : هو أنت بتصدر قرار رجوعي القاهرة معاك بناء على ايه وايه علشان هنتجوز دي تقصد جوازي أنا وأنت؟
ثم هزت رأسها بسخرية قائلة : أكيد بتهزر دي حاجة مستحيلة طبعًا.
علم أنها سترواغه بالحديث لتتهرب منه فاندفع ونهض من مقعده متجهًا إليها بكل قوته وقام بسحبها إلى أن وصل إلى باب الصيدلية ليجد الطبيبة مالكة الصيدلية تنظر إليهما بقلق وإلى يده القابضة على يدها كأنها مقيدة لتشعر أنه يرجعها إليه بالقوة لتدلف و يتراجعا إلى الخلف إثر دلوفها لتغلق باب الصيدلية خلفها ناظرة إليهما وتأمره قائلة : سيب ايدها أول مرة يخيب ظني بصحيح في البداية خاب ظني فيها لما هي كذبت عليا وقالت إنها مطلقة من سنه وأنت جيت امبارح كدبتها وقلت إنك رجعتها لعصمتك يعني لسه مطلقين جداد بس اللي أنا شيفاه إن ده مش شكل اتنين كانوا متجوزين من أساسه
تقدم منها بدون أي خوف ليزيحها بيد واحدة من أمامه ولكنها ما زالت متسمرة في مكانها ليبتسم بخبث ويهز رأسه بسخرية ويلمع الغضب في عينيه ويمد يده إلى جيب بنطاله الخلفي ويلتقط سلاحه ويرفعه ليصوبه نحوها فترتعد وتبتعد عن الباب وهو يسحب ريحانة أمامها وهي جاحظة لما يحدث ليلتفت خلفه قائلًا من بين أسنانه للطبيبة : هاااا ايه رأيك شيفانا متجوزين ولا شايفة واحد خاطف واحدة ؟
ثم مط شفتيه بلا مبالاة قائلًا : عمومًا مهمنيش شوفتينا ازاي اللي يهمني متلعبيش بعداد عمرك معايا.
شاهدها وهي تحاول ضرب أرقام في هاتفها وبلمحة بصر وبحركة إنسيابية ارتد إليها وهو ما زال ممسكا بريحانة بقبضة يده والتي كانت تتألم منها بشدة انقض على الطبيبة وخطف هاتفها وسحقه أرضًا ليضغط عليه بحذائه ويحطمه قائلًا وهو يرفع عينيه برعب : ايه كنتي ناوية تتصلي بجوزك رائد الشرطة مثلًا ما أنا عارف إن جوزك رتبة بس رتبة متسواش عندي حاجة.
ثم لوى شفتيه بإستهزاء قائلًا : وعلى فكرة أنا اسمي زيدان الجمال مش قصي السبعاوي وابقي اتأكدي من هوية اللي يجيلك قبل ما تعطيه المفتاح يا مرات الرائد.
كان يريد أن يفعل الكثير بالطبيبة ولكن أبعدته ريحانة ليخرجا من الصيدلية وهي تنظر إلى الطبيبة نظرة أسف لتمشي معه إلى جراج السيارات ويفتح باب السيارة لتدلف إليها ولكن استوقفته قبل أن تدلف قائلة بهدوء : ممكن يا زيدان باشا تاخدني مكان مقطوع وتقتلني وتدفني هناك.
اندهش من استسلامها فأراحت دهشته قائلة : علشان أنا لا يمكن أتجوزك ولا أعاشرك خصوصًا بعد اللي شفته منك من شوية.
ابتسم بسخرية وهو يدخلها بالجبر إلى سيارته ويلتف ليجلس بجوارها قائلًا : وهو اللي شفتيه دلوقتي ده حاجة؟ ده نقطة في بحر زيدان الجمال اجمدي كده هتعملي ايه وأنتِ في ليفل الوحش.
ثم رفع سلاحه يتلاعب به قائلًا : التقيل جاي ورا أنا مش هقتلك. أنا هعلمك تقتلي اللي قتل فرحتك.
هزت رأسها برفض ترفض كلامه وتتسلل بيدها لتفتح الباب فينقض عليها بعنف لتصبح محاصرة بين ذراعيه وينظر إليها بغضب قائلًا : عارفة حركة ندالة تانية هعمل فيكي ايه، مش هقتلك بس هخليكي تتمني الموت أضعاف مضاعفة عن طريق تليفون صغير لأمير يضيع صديقتك نورا.
شهقت مما قاله ليؤكد لها حديثه وهو يهز رأسه قائلًا : للأسف بتضطريني أخرج أسوء ما عندي مع اني نفسي أظهر لك أحلى ما فيا وحابب أبدأ من دلوقتي.
هو لا يريد إظهار أجمل ما لديه لكي ترضى به ولكن اقترابه منها جعله يهلك من حلاوة تفاصيلها التي أثارته وتثيره في كل مرة يقترب منها ليصل حد الثمالة. أي رجل يرفضها؟ اقترب أكثر والتهم شفتيها بدون سابق إنذار أو أعذار.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات
من أنت حتى تقوم بتهديدي بهذه الطريقة الفظة المفجعة؟ أنت عبارة عن ظلام حالك سيودي بي إلى القاع. اقترابك أكثر مني هلاك محتم أنا امرأة تراني قوية ولكن حقيقة أمري ليست كذلك. أنا ضعيفة مثل القشة الهشة وأنت نواياك بي كانت واضحة وضوح العين منذ البداية، ولكنني ظللت أتجاهلها حتى وقعت أسيرة لها رغمًا عني كنت مدركة مراقبتك لي وأنت تحاول أن تخفي عني أسرارًا ولا تعلم من منا يخفي أسراره عن الآخر أتمنى أن تدرك أنني لست مناسبة لك ولمحيطك. كأنك أجنبي عني كأنك تمتلك ديانة تبطل زواجك بي يا لها من أمنية تمنتها للتو واللحظة.
جحظت بأعينها عندما اقتحم شفتيها بسلاحه الفتاك وقذف بقبلته داخل جوفها غير عابئ بردة فعلها لتحاول أن تهتف بغضب ولكنها تريثت واستخدمت معه سلاح أقوى من سلاحه ألا وهو المكر والخديعة. ترى حقًا استخدمت هذا السلاح أم أعجبتها القبلة. أغمضت عينيها كأنها تتلذذ بقبلته حتى اندهش من هدوئها واستسلامها له فتنحى عنها ينظر أمامه بشرود لتخرجه من شروده قائلة بهدوء ورقة لم يعهدهما فيها من قبل : أنت بتهددني يا زيدان ؟ وبمين بنورا ؟
ثم صمتت وهو في حالة شروده لتتنهد قائلة : علشان عارف أنها النقطة البيضا في حياتي صح؟ ليه كده يا زيدان ؟
ثم تطاولت بيدها تربت على يده لدرجة جعلته ينتفض من لمساتها قائلة برجاء : بلاش نورا أرجوك. أنا ممكن أعمل أي حاجة تطلبها مني بس محدش يقرب منها.
ظل على حالته لا يعلم هو لا يقاوم تأثير شفتيها أم لم يقاوم استسلامها ولا يعلم أنها تمكر به.
وفي لحظة شروده وضياعه وحيرته فيها بخفة ومهارة منها فتحت باب السيارة وهرعت منها وعبرت الشارع لتذهب إلى شاطيء البحر وترمي نفسها بين الأمواج والتي التقطتها بكل خفة وهو عندما أدرك ما فعلته ركض خلفها ولم يقدر على ملاحقتها لخفة وزنها وضياعه الذي تسببت فيه تلك الماكرة إلى أن وصل إلى الشاطيء وجدها في منتصف البحر تتقاذفها الأمواج وهي مستسلمة لها ومستسلمة لموتها دون مقاومة. خلع معطفه ولحسن حظه أن مقتنياته بالسيارة حتى سلاحه وهاتفه ورمى بنفسه إليها وصارع الأمواج حتى وصل إليها وهي تقاوم مساعدته وترفضها إلى أن ضرب جبهته برأسها حتى تهدأ وأخرجها إلى الشاطيء ومن حسن حظها أنهم كانوا في موسم الشتاء، فالشاطيء بدون بشر. وصل إلى الشاطيء وهو مازال يحملها محاولًا إفاقتها وهو خائف أن تكون الضربة أثرت برأسها. بات متوترًا حتى تفاجئ بها حيث صفعته على وجهه صفعه جعلته يزمجر من الغضب. قيد ذراعيها وهي تتملص منه قائلة : سيبني عايز مني ايه. مش قلت لي هخليكي تتمني الموت.
ثم صرخت بأعلى صوتها كأنها بعذاب قائلة : أهو شايف بعينك أنا عايزة أموت خلصني منك أنا مش عايزاك ولا عايزة حاجة تربطني بيكم.
جذبها بين أحضانه واحتضنها بعناية مشددًا عليها كالأب الذي يخشى فقدان ابنته مشفقًا على الحالة التي وصلت لها .جعلها تستغرب فعلته فهي لم تشعر بهذا من قبل لا مع والدها ولا قصي. فاقت من استغرابها على حمله لها على كتفيه يغطي جسدها بمعطفه لا يعلم لكي لا يراها أحد أم لخوفه عليها من البرد. عبر بها الشارع حتى وصل إلى السيارة وفتحها ثم أنزلها ببطء ووجه نظر بداخل عينيها ليرى طيات من الآلام فأغلق الباب بهدوء وارتد عائدًا إلى مكان القياده سريعا وجلس بجانبها ينظر إليها وهو يسعل من شدة البرودة متحدثًا بصوت مبحوح قائلًا : أنتِ مفكرة اللي بتعمليه ده هيحل مشاكلي؟ أبدًا أنا مشاكلي هتبتدي لو مسمعتيش كلامي. أنا عمر ما حد وقف قصادي زيك.
ثم استدار بعينيه إليها قائلًا : على الرغم إني عايزك تاخدي حقك.
أخذت تبكي وتعالى نحيبها وهو يزفر بحنق فتلك المواقف غير مناسبة له. فرفع يده على مضض وأزال شعرها المبلل من على وجهها لالتصاقه به ووضعه خلف أذنها ورفع ذقنها برقة لم يعهدها من قبل في نفسه ووضع بصرها مواجهًا لبصره لينظر إلى لمعة وبريق عينيها ويتخيل أن تلك اللمعة كانت يومًا ما لقصي ولم يرحمها ليرأف هو بها ويرق قلبه لأول مرة في حياته مشجعًا لها : مش حابة تاخدي حقك منه ؟عارفة لو العكس وكانت شذى أو سمر مكانك كان ممكن هما اللي يلجأوا لي علشان ياخدوا حقهم.
ثم ابتسم لها ابتسامة ليقنعها قائلًا : وبعدين أنا عايز أتجوزك مش أعمل فيكي حاجة مهينة.
أنزلت يده من على وجهها بعنف وزفرت بحنق لتجده يجز على أسنانه لترتعد منه مرة أخرى فأرادت استسماحه برجاء قائلة : أنا عارفة إنك مش هتعمل معايا حاجة وحشة، بس صدقني طاقتي مبقتش مستحملة أرتبط بأي واحد تاني.
ثم تنهدت بتعب قائلة : أنا خلاص كيفت أموري أني أعيش لوحدي.
ما زالت متشبثة برأيها ومحاولة إقناعها معقدة فراوغها قائلًا : وهو أنتِ مفكرة ان ارتباطنا هيبقا زي أي ارتباط على فكرة المواضيع دي مش بتفرق بالنسبة لي لما بحب أعملها بعملها.
ثم نظر إليها ببرود قائلًا : إنما أنتِ جواز مصلحة.
شعرت بسعادة طفيفة بداخلها وللأسف هو استشعر تلك السعادة عندما لمح بطرف عينيه لمعة الفرحة بعينيها. بالطبع هو غير مندهش لتلك الفرحة لأنه يعلم مدى عشقها وأملها في الرجوع لزوجها الأول. نظر أمامه بعنف وصدح صوته الجهورى قائلًا بغيظ : المفروض تكوني عرفتي إن ده قصدي من الأول. أصل أنا ليه هتجوز واحدة مطلقة وعاقر إلا لما يكون ليا مصلحة.
ليستطرد وهو يجز على أسنانه قائلًا : إني أذل وأكسر اللي حاول يستغفلني.
ليحاول تحطيم أنوثتها بإكمال كلامه وهو يلتفت ناظرًا إليها وجهًا لوجه هاتفًا برعب وغضب : كل واحد عمل معايا حاجة هردها له. حتى أمي، أمي منعت جوازي من شذى علشان مستواها أقل مني.
ليشير إليها بإهانة قائلًا : أوكيه أجبلها أنا اللي أقل منها ونشوف مين فينا اللي هيكسب.
أسقط كرامتها بكل سهولة جعلها تلتصق بمكانها غير قادرة على التفوه بأي شئ حتى مقاومتها في الحديث أخرسها بكل برود ليستكمل ببرود وعنجهية قائلًا : أناهتجوزك وهعملك مكانة في وسط المجتمع الراقي اللي كنتِ فيه في يوم من الأيام.
ليستطرد بسخرية قائلًا : بس الهلفوت اللي كنتِ متجوزاه مقدرش يعطيها ليكي.
أغمضت عينيها بمرارة وهو يرتفع بصوته لكي تكون منتبهة إليه وهو يقول : أعتقد إن أنا كده عداني العيب على الأقل يوم ما هننفصل.
استوقف حديثه عندما وجدها تتنهد براحة ليعلم أنها تنتظر لحظة الإنفصال ليبتسم بخبث ويشدد على حروف كلماته قائلًا : ويمكن ميحصلش..
لتنظر إليه بذعر ليبتسم أكثر وبشماتة واضحة في ابتسامته قائلًا : هيقولوا طليقة زيدان الجمال وهيتعملك ألف حساب.
ابتسمت ريحانة بسخرية على تعدد المسميات والألقاب والطلاق هو طلاق ليفهم مغزى ابتسامتها و يكمل بجمود قائلًا : أنا فاهم دماغك رايحة لفين إن كله طلاق. أنا معاكي.
ثم غمز بشقاوة قائلًا : ولو مش حابه بلاش. أنا بس بفهمك إنك لو اطلقتي هيبقى معاكي نص مليون جنيه والمصنع هيتكتب باسمك يوم كتب كتابنا. كل ده في حالة موافقتك.
ثم رفع سبابته بتحذير قائلًا : لكن لو رفضتي يا ريحانة. صدقيني هتفتحي على نفسك أبواب جهنم ومش في صاحبتك بس افتكري الشيك اللي أمك كتبته على نفسها واللي بقا من نصيب أمير دلوقتي.
لم تنطق ببنت شفه هي فقط ارتعشت من برودة الموقف ومن نزولها للبحر ففهم ما أصبحت عليه فانطلق مسرعًا إلى القاهرة ليوصلها للبيت بدون أن ينطق بكلمة. هبطت من السيارة ببطء ودخلت إلى البناية وهو ينظر إليها لا يعلم فيما هي عازمة أمرها بعد ذلك ولكنه اختار تركها.
سبعة أيام غابت فيها عن المصنع حاول الاتصال بها مرارًا وتكرارًا إلى أن جائه الرد من شخص آخر فتبين له أنها رمت الخط القديم واشترت خطًا آخر. من المفروض تأكده من ذلك منذ بادئ الأمر الذي يجعلها تترك المكان وتهرب يجعلها تغير خطها. ظلت طوال الأسبوع تفكر بداية تفكيرها لا تتخيلون بماذا فكرت تذكرت قبلته المجنونة مجنونة! نعم مجنونة فهو اقتحمها بكل جنون تشعر أنها لم تُقبل من قبل. لقد أسرها بهذه القبله قبلة رجل ناضج. وليست قبلة رجل يدعي حبها ومحدثًا لقبلته منها أمام الجميع. فكرت في كل ما قاله من بداية عرضه ومغرياته إلى تهديده بكل شيء جميل تمتلكه بحياتها. تذكرت أيضا ما دار بينهما بداية ظهوره داخل المعمل الذي كانت تنام به إلى البحر ومحاولة إنتحارها كمراهقه ترفض عريسًا ثريًا حتى لا تضحي بحبيبها لا يعلم أنها منذ اليوم الذي أثبت فيه قصي خسته وندالته معها وهي تود الإنتحار لتحطم قلبها وتكسير حلمها الكبير في كل شيء. لا تنسى أنها قبل رميها بنفسها في البحر ليبتلعها نظرت إلى شفافية البحر وذكرها بقلبها لماذا لا يغدر قلبها مثل البحر. لطالما البحر بالرغم من شفافيته يغدر لو كانت مثل البحر لارتاحت من هذا العناء.
أما عنه طوال السبعة أيام كان مثل الثور الهائج لا يعلم ما عليه فعله. أينفذ تهديده أم ينتظر؟ رفض دخول المصنع واعتكف في الشركة التي توجد بها سمر وبالطبع سمر لم تتركه حتى بحالات شروده. ذات يوم من كثرة دلوفها وخروجها من مكتبه. أطاح بكل شئ على المكتب لحظة دخولها للمرة الثالثة وهتف بغضب قائلًا : ايه في ايه خنقتيني. أنتِ عايزة ايه بالظبط ؟ ما تخلي عندك كرامة بقا شايفاني على أخري وبرضه مصرة تتكلمي في مواضيع تافهة.
ارتجفت من غضبه وهتفت بأسف قائلة : حقك عليا بس أنا مش بحب أشوفك مزعل نفسك وبصراحة أمير وصاني عليك وعرفني أنت متعصب من ايه وصدقني يا زيدان أنت غلطان.
جلس زيدان على كرسيه الوثير ومسح بيده على وجهه بتعب قائلًا : أنا مش غلطان يا سمر أنا حاسبها صح أوي عكسك أنتِ وأمير. أمير كل اللي يهمه المظهر العام وده اللي عاوز أهدمه للست شكران.
نظرت له بعدم تصديق ليتقدم بجسده للأمام متكئًا على سطح المكتب بمرفقيه ويسند ظهر كفيه تحت ذقنه قائلًا بهدوء : طبعا أنتِ مش مصدقة اللي بقوله، ومفكرة إني بجري وراها لنزوة بس فكري كويس كده ايه اللي في ريحانة يغريني ؟ هتلاقي ولا حاجة.
ربعت ذراعيها فوق صدرها ووقفت تهز رجليها بعنف إثر تصميمه ليندهش من عصبيتها ويهتف بسخرية قائلًا : ايه ؟ ما أنتِ معاشراها بقالك تلات سنين عمرك شفتي فيها حاجة تميزها عنك وعن غيرك ؟ وعلشان مفيش أخوكي سابها وراح لشذى مش حجة الخلف.
تضايقت سمر أكثر وفكت ذراعيها وبكل حقد وغل ردت عليه قائلة : في حاجة لازم تفكر فيها يا زيدان أي واحدة مكانها هتقبل بعرضك إنما هي لا عارف ليه ؟ لأنها لسه بتحب قصي ومش بعيد لما تتجوزها تحلى في عينيه مرة تانية، وهي بس بصه من عيون قصي بتخليها تدوب فخاف على نفسك زي ما أمير بيقول بدل ما الفضيحة تبقى فضيحتين.
ظل في حالة حرب مع نفسه يريد توفير كل وسائل الحياة السعيدة لها حتى ولو لفترة زمنية قصيرة ومع ذلك تنقم عليه لا تدري أنها بعروضه المذهلة ستنعم وستغتنم كل شيء ما عدا جزء مهم افتقدته مؤخرًا ألا وهو الحب. هي أيضًا كانت في حالة حرب من التفكير جذبتها دوامة التفكير في عرضه وتهديده كما جذبتها دوامة البحر الذي ألقت بنفسها فيه، ولكن دوامة البحر كانت وسيلة للهروب أما دوامة التفكير وسيلة للدمار. أعطاها مهلة للتفكير ولكن اختفت بدون رد فانطلق لتنفيذ تهديده دون رحمة. لا يعلم أن أبشع طلب يهين كرامة المرأة هو الزواج بالإتفاق.
أما عن سمر فقد فشلت في إقناعه كالعادة فعادت إلى بيتها محطمة، فقابلها قصي يسألها بتوجس فيما فشلت فيه قائلًا بغضب : برضه مفيش فايده صح ؟ أنا كنت عارف بس نفسي أفهم ليه ريحانة بالذات ما عنده ميت بنت مستواها الاجتماعي زفت اشمعنا هي؟
نظرت له بألم وحزن اعتصرته بقلبها لتلميحه أن زيدان يعشق ريحانة وتركته ودلفت إلى غرفتها في لحظة خروج شذى من غرفتها بعد سماعها لثورة قصي لتبتسم بسخرية قائلة : هقولك أنا اشمعنا هي..لأنها زبالة وحقيرة عرفت ازاي تاخد حق تلات سنين منك لفت ودارت وراحت اشتغلت عنده في المصنع.
عادت سمر لها مرة أخرى قائلة باستهزاء : لا يا شذى اوعي تفكري كل الناس زيك وريحانة فعلًا اشتغلت في المصنع وهي متعرفش إن زيدان صاحبه وأنا إعتراضي مش على كده إعتراضي الوحيد اني عارفة ريحانة وعارفة قد ايه هي حبت قصي وزيدان هيرجع يحط الجاز جمب البنزين من جديد وريحانة هتحن لقصي لأن قصي مش هيسيبها في حالها وفي النهاية زيدان هيخسر للمرة التانية مرة بسببك ومرة بسببها.
جز قصي على أسنانه بغضب يحقد على مدافعة شقيقته عن زيدان غير مبالية بما يشعر به ليندفع فيها قائلًا : كل ده طلعتي عارفاه يا ست سمر؟ ولما أنتِ عارفاه وخايفة على سي زيدان أوي فين دورك؟ أنت على رأي عمتى ملكيش لزمة.
عاودت شذى السخرية منه قائلة : وهو يعني أنت اللي ليك لزمة نقحت عليك كرامتك أوي لما طلبت الطلاق ؟ طالما ليك لسه تأثير عليها كنت فلحت ساعتها وخلتها على ذمتك.
نظر إليها بحقد قائلًا : أنتِ اللي دخولك حياة زيدان من الأول غلط بوظتي كل حاجة. تحديكي لعمتى خلاها تحدفك عليا ومكنش قدامي اني أعترض وضيعت أحلى حاجة في حياتي.
وجدها تلوي شفتيها بإمتعاض من حديثه وسمر تنظر إليهما باشمئزاز ليستطرد حديثه قائلًا : وحياة أحلى حاجة كانت في حياتي لأصلح كل حاجة. وترجعي للزبالة اللي كنتي فيها يا شذى وأنتِ يا سمر هنولك مرادك من زيدان .
جحظت سمر بعينيها مندهشة لوعده وتأكده من تنفيذه لتخرج من شرودها على صوت ضحكات شذى المتعالية وهي تقول غير قادرة على كتمان الضحك في صدرها : هههههه هتنول سمر مرادها من زيدان..طب تيجي ازاي دي يا قصي هو أنت مفكر زيدان زيك ؟ لااا ده زيدان ده سيد الرجالة لا سمر ولا غيرها يقدروا يوقعوه ما عدا ريحانة اللي متأكدة إنها عرفت تنصبله الفخ كويس.
ثم التفتت إلى سمر البائسة الغير مصدقة لكلماتها ونظرت لها بسخرية ودلفت إلى غرفتها نظرت سمر إلى قصي الشارد من تأثير كلمات شذى وهزت رأسها بيأس ودلفت إلى غرفتها لتجلس وتزفر بحنق متمنية رفض ريحانة لزيدان.
في الشركة ظل جالسًا والنيران تبعث بداخله لتأخرها في الرد وفجأة نهض يبحث عن مفتاح سيارته، وذهب إلى المنزل الذي تقطن فيه مع نورا صعد البناية وتمنى عدم وجود نورا بالمنزل حتى يستطع السيطرة على ريحانة لأنه يعلم جيدًا أن ريحانة تستمد منها القوة وحتى يجبرها على الزيجة عن طريق التهديد بما سيحل بنورا عند رفضها وعليها إنقاذها من براثن أمير اللعوب لحظات وسيصل إلى باب الشقة ويتم مراده يصدق أمير القول أنها لا تناسبه اطلاقا ويعلم جيدًا أن أمير يخشى عليه من تدمير نفسه عن طريقها لذلك مازال يتحدث معه حتى بعد فعلته معها ولكن عليه أن يتزوجها ويثبت لوالدته أنه الوحيد الذي يستطيع تحديد مصيره وليس هي سيجعل من ريحانة سيدة مجتمع راقية تطيح بوضع والدته. علم بمصادره الخاصه أن ريحانة لديها شقيق ولكن أين هو أمتزوج مثل شقيقته ويقيم بالخارج مبتعدًا عن هذه العائلة المفككة قام بدق جرس الباب فنهضت من فراشها وتوقعت أن نورا نست مفتاحها فتحت الباب بأعين ناعسة لتستبين الرؤية أمامها لتجده يبتسم ابتسامة خبيثة حيث كانت ترتدي بيجامة شتوية ولكن أظهرت مفاتنها ومنحنيات جسدها لتسارع بإغلاق الباب في وجهه ليضع رجله عند العتبة ويقتحمه ويدلف ويغلقه خلفه قائلًا : كنت مفكر إنك من النوع الجبان اللي لازم تعرفي مين قبل ما تفتحي بس لقيت ما شاء الله مش هامك.
ثم نظر إليها نظره مغرية وقال : حتى بتفتحي الباب بهدوم البيت طب لما هو كده رجعتي عايزة تقفلي الباب في وشي ليه ؟
نظرت له باستحقار ودلفت إلى الغرفة لتأخذ مئورًا ترتديه فوق البيجامه وربطت الحزام من المنتصف وخرجت تنظر إليه بإمتعاض ليبتسم بسخرية قائلًا : أنتِ مفكرة ان الروب ده مثلا هيداري.
لا ينكر السعادة بداخله أنها لم ترتدي أكثر منه ليمني عينيه بتفاصيلها فردد قائلًا : ماشي عموما كويس إنك اكتفيتي بيه وخرجتي بسرعة قبل ما الست نورا تصحى ويا رب ما تكون موجودة أصلًا.
هزت رأسها بيأس و زفرت بإختناق تود أن تسحقه بمكانه ليزداد عناده وتمسكه بها قائلًا : ممتاز طالما نفختي يبقا مش موجوده طبعًا أنا كان ليا عرض عندك.
واستطرد وهو يرفع حاجبيه ليعلمها أنها استهانت بعرضه : وسيادتك نفضتيلي ومخوفتيش وأنا جيت لعندك وشكلك لسه راكبة راسك. فأنا مش هجي على كرامتى أكتر من كده أولًا نورا بعون الله مش هترجع على البيت النهارده.
ثم رفع اصبعيه السبابة والوسطى قائلًا : ثانيًا الست الحلوة ماما هتشرف السجن بكرة الصبح فرصة تشوف بابكي فاتوا واحشها، ثالثًا بقا وده الأهم هعرف مكان أخوكي فين وايه حكايته وهرجعه تاني لو هو إنسان محترم هخليه يعرف يربيكي.
ثم نظر إليها بإستهانة مستكملًا حديثه قائلًا : لو هو مش تمام زي أبوكي وأمك وهربان من حاجة يبقا حلال عليه السجن.
رمى تهديداته دفعة واحدة جعلها تتسمر في مكانها لم تقدر على الحركة ولا التحدث إلى أن اتجه نحو الباب ليخرج من الشقة ليجد يد ضعيفة مرتعشة تقبض على ذراعه القوى العضلات وتتحدث بصوت مبحوح قائلة : خلاص يا زيدان أنا هتجوزك بس بلاش أرجوك لا نورا ولا أهلي.
عقد ما بين حاجبيه أيعقل أنها ما زالت تخشى على أهلها ليتفاجئ من حديثها وهي تقول : أه أنامشفتش من أهلي حاجة كويسة وأخويا نفسه معرفش إن كان كويس ولا وحش بس دول أهلي.
شرد في كلمة أهلي التي تتمسك بها رغم حقارتهم ثم أنتبه إليها ينظر إلى حالتها المميتة والمرتعدة قائلًا باطمئنان لها : متخافيش طالما موافقة كل مشاكلك هتتحل.
وأراد اراحتها أكثر فقال : حتى أخوكي هرجعه حتى لو كان عليه حكم أنا هقدر أخلصه منه. أبوكي نفسه هخرجه من السجن.
اندهشت لسطوته ووعوده التي يقولها وكادت أن تتحدث إلا أن صوت هاتفه قاطعها يعلن عن مكالمة انشق وجهه لها بابتسامة خبيثة وأصر على الرد عليها ليجد سمر تهتف بحزن قائلة : أنا عارفة إنك مش طايقني ولا طايق تسمع صوتي بس أنا لازم أعرفك حاجة إن لا شذى ولا قصي هيسكتوا عليك أنت وريحانة وقصي بالذات.
تنهد زيدان باستمتاع وهو ينظر إلى ريحانة التي تود معرفة من المتحدث إليه ليبتسم بخبث قائلًا : وماله أعلى ما في خيله يركبه يا سمر ما هي كانت معاه وملكه ده غير خمس شهور سايبين بعض.
ثم نظر إلى ريحانة بخبث وأراد أن يحاكي تلك الجملة التالية ليشعرها أنها ساقطة من حسابات قصي حيث قال : مفكرش في مرة يرن عليها ويطمن حليت في عينه دلوقتي؟
زفرت ريحانة بحنق عندما ذكر اسم قصي وسمر ليركز فيها جيدًا ويشرد في كرهها لهم لينتبه على صوت سمر وهي تقول : أنا أخويا بيحب ريحانة يا زيدان وما زال واللي هو في ده طبيعي دي كانت في يوم من الأيام مراته وأكيد ده سبب رفضها ليك حبها لقصي.
رفع حاجبيه باستمتاع أكثر قائلًا : لا رفض ايه بقا يا سمورة..احنا نولنا القبول وبإكتساح كمان.
ثم أثار غيظها أكثر وقال : يا ريتك بقا بدل ما تفكري في خيالات أخوكي المريضة تفكري معايا هنعمل الفرح فين.
أغمضت سمر عينيها بمرارة وعضت على شفتيها بألم لموافقة ريحانة.
أما عن ريحانة فقد حدقت بعينيها طويلًا وهو يتحدث عن الفرح أي فرح سيقام لها وهي مطلقة لتجده يستدير حولها ببطء ويتحدث إلى سمر بخبث قائلًا : عايز فرح يا سمر متعملش قبل كده حتى لو كلفني ملايين دي أول جوازة ليا.
ثم دنا من أذن ريحانة قائلًا : ومليش فيه لو اللي هتجوزها متجوزة قبل كده ولا لا.
هزت ريحانة رأسها بيأس عما يتفوه به وتنهدت بتعب غير قادرة على السيطرة بما يمر بها لتنزعج من جملته الأخيرة وهو يقول : مش كفاية ان أخوكي معملش ليها فرح وهي رضيت وسكتت ولما ربنا فتحها عليه برضه قفلها عليها أهو أنا بقا هعملها كل اللي نفسها فيه.
ثم تعالت ضحكاته قائلًا : أه يا سمورة يا فتانة اوعي تنسي تقولي لمامي علشان تعمل الصح مع ريحانة.
أغلق الهاتف في وجه سمر التي ازدادت غيظًا من طريقته معها أما عن ريحانة فقد شردت تتأمل حالها وما وصلت إليه لتنتبه على كلماته وهو يتنحنح قائلًا : أنا عارف إن كلامي مع سمر ضايقك بس هو مش كلام علشان أغيظها وخلاص احنا فعلا هنعمل فرح.
كادت أن تعترض ليستوقفها قائلًا : واعتراضك عليه هيبقي زي رفضك للجواز.
تضايقت ريحانة وقبضت على يدها بغضب قائلة : أنا بجد تعبت. هلاقيها منك ولا من سمر ولا من قصي ولا من والدتك اللي أكيد مش هتسكت على ارتباطنا.
ثم زفرت بحنق قائلة : ولا من أمي وأبويا وجاي كمان تقولي فرح ؟
ابتسم بسخرية قائلًا : ده حقي وحقك أنتِ كمان أعتقد اني بقدملك فرص واحدة غيرك لازم تغتنمها.
ثم استطرد بقوة قائلًا : وإن كان على الباقي اللي شايلة همهم أنا كفيل بيهم.
واستطرد حديثه : هااا لسه في حاجة تعباكي ولا كده خلاص. أصل بصراحة بدأت أتوغوش.
وقذف بعدها بجملة أراد منها أن تصعق وتقول الحقيقة التي تؤرقه : وأرجع بقا أصدق كلام سمر ولا قصي الواثق من نفسه إنك لسه بتحبيه.
تفاجئت من حديث قصي واتسعت حدقه عينيها تهتف بذهول قائلة : بحبه! ده عبيط أوي هو أنا لو كنت لسه بحبه كنت طلبت الطلاق.
واستطردت بسخرية قائلة : طب بلاش دي لما كلمني وأنا بشتغل عندك في المصنع وقالي ارجعيلي مرجعتش ليه وقفلت السكة في وشه؟
رفع كتفيه ومط شفتيه ليغيظها قائلًا : يمكن عايزة تذليه أكتر وكان عندك أمل يجيلك راكع. بس أنا اللي سبقته وعرضت العرض عليكي.
واستطرد بغيرة وخوف قائلًا : ويمكن واحنا متجوزين الشوق يناديكي.
هزت رأسها بذهول من اتهاماته وتلميحاته لتزداد غضبًا قائلة : أنا عمري ما أخون يا زيدان أنت متعرفنيش كفاية علشان تحكم عليا.
ثم رفعت أنفا بشموخ قائلة : أنا لو بعرف أخون كان فات قصي أول واحد خنته في حياتي وبعدين أنت راجل صعب تتخان.
استشعر مدى غضبها منه واستشعر حلاوة جملتها الأخيرة أنه من الصعب خيانته ولكنه صدم عندما توجهت إلى الباب وفتحته وأشارت له بالخروج. لم يتردد للحظه وخرج فورا لاحساسه بمدى تسلطه عليها خرج لتقوم بسند رأسها على الحائط تحاول تسديد ضربات لها حتى تستفيق من الحاله التي مرت بها. تتمنى الهروب من الوعي إلى اللاوعي ثم جلست تتذكر كل فعل صدر منه وكل قول تفوه به حتى خبثه وعلقته في ذاكرتها جيدًا.
هبط درجات السلم وهو يتذكر كلماتها الأخيرة عن عدم خيانتها ولكن عليه أن يعرف جيدًا ما معنى أنها لو أرادت الخيانة لخانت قصي. نظر إلى المنزل من الأسفل هو بناية عادية ولكن أفضل من منزل والدتها لما تعترض على حياته المرفهة وهي ستعيش في منزل أفضل مما عاشت في منزلها أو منزل صديقتها أو منزل قصي؟ يكفيها أنه اختارها لسببين أن يهين عقلية والدته وأن يعوضها ولكن هل من الممكن أن يصدق حس أمير أن اختياره خاطئا ؟ لا ليس خاطئًا ما الذي يتبقى منها ؟ بعد ما مرت به حطامًا مجرد حطام وعليه إزالة هذا الحطام وسيكون بسهولة لأنه يمتلك كل شئ سيارته قادته إلى النادي الذي يمتلكه أمير دلف وطلب قهوة مما أثار استغراب العامل لأن المكان للمسكرات التي تذهب العقل وتقوده للنوم ولكنه فضل القهوة لكي يستفيق من الصداع الذي عصف برأسه جلس و أمال رأسه للخلف يفكر في قرارها الذي جاء بعد التهديد ويضع كل كلمات سمر وأمير بعين الإعتبار دلف أمير لينظر إليه وإلى القهوة بنصف عين قائلًا : مالك يا زيدان بتشرب قهوة في النادي مش عوايدك يعني..هي لسه مزرجنة معاك برضه؟
أمال زيدان رأسه إلى الأمام يتنهد قائلًا : بالعكس..دي وافقت بس بعد التهديد طبعًا.
مط أمير شفتيه قائلًا : بس معتقدش ده يزعلك.أهم حاجة إنها وافقت أنت أساسًا مكنتش متوقع إنها توافق.
لمح زيدان في عيني أمير الخبث في حديثه فسأله قائلًا : قصدك ايه ؟ .أنا وأنت لجأنا للتهديد ده علشان توافق وغير كده عمرها ما كانت هتوافق وأنا واثق في كلامي.
لوى أمير شفتيه بخبث قائلًا : وماله خليك واثق. بس فتح عينك ليها يا زيدان. بصرف النظر عن المحيط اللي هي جاية منه دي واحدة حبت بإخلاص وادبحت.
زفر زيدان بحنق قائلًا : أنا مش محتاج تعرفني هي قد ايه كانت بتحبه. افتكر هي كانت مرات قريبي وكنت بشوفهم دايمًا مع بعض ومش عايز أفسر ليك كنت بشوفهم ازاي.
هز أمير رأسه بامتعاض غير راضٍ عن تصميم زيدان وخرج بحجة متابعة سير الأعمال ولكن كانت حجته الأكبر هي مهاتفة سمر. كانت سمر بحالة يرثى لها تود إخبار قصي بموافقة ريحانة ولكن بذات الوقت تخشى منه ومن اندفاعه أخرجها من هذه الحالة اتصال أمير والذي ردت عليه بلهفة ليسألها بهدوء قائلًا : بلغتك الأخبار؟ السنيورة وافقت كنتي فين من ده كله يا هانم؟
أغمضت سمر عينيها بألم قائلة : حاولت يا أمير مفيش فايدة ده لو بيحبها مش هيبقى مصمم عليها بالشكل ده بدأت أحس أن كلام شذى صح.
ابتسم أمير بسخرية قائلًا : أنتِ مش ذكية يا سمر وزي ما قالت عمتك شكران عديمة الفايدة.
جزت سمر على أسنانها قائلة : بقا كده يا أمير طب أعمل ايه؟ كل واحد فيكم من ناحية أنت وعمتى أه أنت ممكن تسهلي أموري اني أتجوزه بعدها بس عمتى لا.
رد عليها أمير بكل ثقة قائلًا : قدامك فرصة أخيرة. هقولك تعملي ايه كويس بس مش عايز غلطة فهماني؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
مر يومان لم يتواصل أحدهما بالأخر فمل هو من عدم اتصالها وقام بمبادرة الاتصال بها ردت عليه بصوت بارد وجاف فأخبرها أنه يريد اصطحابها إلى محلات الصاغة بالرغم أنه كان في إمكانه أن يبعث لها أحداً من المحلات التي يتعامل معها لتختار هي ولكنه أراد أن تعتاد على رؤيته أكثر والاختيار بنفسها. استجابت لرغبته وقامت بتجهيز نفسها وارتدت ثيابها بلا اهتمام لما ترتدي حيث ارتدت بنطالًا جينز وفوقه كنزة صوفية سميكة كأنها ما زالت صبية وليست بامرأة ناضجة تتأنق لرؤيه زوجها المستقبلي. أما عنه فقد كان بكامل أناقته وارتدى بذلة من الذي اعتاد ارتدائها لا يعلم ستعجبها أم لا فقد اعتادت أن ترى الرجل الشبابي وليس الرسمي ولكن عليه ترويضها لتتقبله كما هو بالصدفة تقابل بأمير رغم معرفة أمير أنه سيقابل ريحانة إلا أنه أراد تعطيله حتى تصل إليها سمر وتبخ السم في أذنها من ناحية زيدان.
فلاش باك
تحدث أمير لسمر بلهجة الأمر قائلًا : روحيلها تاني عرفيها انه عايزها هي بالذات لأنها مطلقة وأمه مش هتقدر تأذيها بعملياتها القذرة.
شهقت سمر ووضعت يدها على شفتيها قائلة : مش ممكن مقدرش يا أمير كده ممكن لو عرف يقتلني ولا عمتى تعملها معايا حرام عليك.
رد أمير بحزم عليها قائلًا : أنا مليش دعوة بعمتك أنا ليا زيدان وبس نفذي يا سمر بدل ما أقلب التربيزة عليكي.
باااك
اندهش امير باصطناع لما يراه قائلًا : ايه الشياكه دي يا زيدان باشا مقدرش أقولك مش من عوايدك بس الظاهر إنك مش قادر تخالف عادتك بس يا رب الهانم متزهقش زي شذى.
نظر إليه زيدان نظرة أرعبته وظهرت على وجهه علامات الغضب والاستياء ليزفر قائلًا : أنت ايه اللي جايبك دلوقتي أنت مش عارف اني رايح أقابلها ولا غاوي تعطلني ؟
ضرب أمير يده على رأسه بضيق مصطنع قائلًا : أبدًا يا زيدان ده أنا نسيت. أسف اتفضل الحق ميعادك.
نظر إليه زيدان بريبة وشك وتركه ورحل.
أرادت سمر أن تلحقها قبل أن تهبط من البناية ولكن حدث شئ غير متوقع حيث ان زيدان اتفق على مقابلتها وليس مرافقتها عندما شاهدتها وهي تهبط من البناية أخفت وجهها في دواسة السيارة خشيه من أن يكون زيدان في إنتظارها ولكنها سمعت ريحانة وهي تنادي على سيارة أجرة فرفعت رأسها واندفعت تخرج من سيارتها متوجهه نحوها قبل أن تستقل سيارة أجرة وترحل قائلة : استني يا ريحانة أنا كنت جيالك. عايزة اتكلم معاك ضروري لو حباني أوصلك لأي مكان بعدها معنديش مانع بس بلييز لازم نتكلم.
نظرت إليها ريحانة باستهزاء غير مبالية لرجائها واستمرت في البحث عن سيارة الأجرة لتندهش سمر قائلة : أنا أخر حاجة أتوقعها إنك تكوني بالشكل ده بعترف اني غلطت في حقك كتير بس أنت الوحيدة اللي عارفة أنا بحبه قد ايه ومع ذلك كان ممكن أسيبك مخدوعة.
عقدت ريحانة ما بين حاجبيها وسألتها بتوجس قائلة : مخدوعة ! لسه هنخدع تاني يا سمر ومن مين المرة دي منه صح ؟ دول بقا الكلمتىن اللي حفظهم ليكي البيه أخوكي؟ لا معلش انسي.
ذهب زيدان إلى المكان الذي اختارته ريحانة لمقابلته فيه ولم يجدها فتيقن أنها أرادت مماطلته من جديد فانطلق بسيارته إلى البيت وشاهد سمر وهي تحاول اقناعها ليندفع من سيارته بكل قوة جاذبًا سمر من ذراعيها محدقاً في عينيها بغضب قائلًا : هي قالتلك لا يا سمر هي مش عايزة تسمع هي حبت تدوق طعم الإنتقام على ايدي..
ثم ابتسم بخبث وغمز إلى ريحانة موجهًا حديثه إلى سمر قائلًا : بمعنى أصح عجبها ودخل مزاجها خداعي على الأقل بتمنه.
هزت ريحانة رأسها باستياء واستمعت إلى كلمات سمر وهي تؤكد له قائلة : إطلاقًا يا زيدان ريحانة عمرها ما هيعجبها وخصوصًا لما تعرف أنت اختارتها ليه، وأنا هقولها يا ريحانة هو اختارك لأنه ضامن...
لم تستطع إكمال كلماتها حيث قام بالقبض على كتفيها كاد أن يقتلعه بيد واحدة وتحدث بصوت كفحيح الأفعى قائلًا : كلمة زيادة وهوصي يعملوا معاكي الصح فهماني ؟ أي ان كان مين اللي بعتك حتى لو كان أمير.
ثم أشار بسبابته مكان عقلها قائلًا : عايزك تبقي كبيرة وعاقلة وبلاش تسمعي كلام حد تاني.
ثم قام برميها على الأرض بمنتهى الإذلال وابتسم بخبث لريحانة التي تحدق بعينيها فيما تراه ليجذب أنتباهها قائلًا برقة ومشددًا على حروف كلماته : منتظرك يا ريحانة قلبي في العربية.
فرغت ريحانة شفتيها بذهول وتحدثت فيما بينها قائلة : ماذا قال ريحانة قلبه تلك الكلمة الزائفة التي سمعتها من قبل من رجل أحمق ستعود تلك الكلمة مجددًا وينزف قلبي من جديد لماذا نعتني بريحانة قلبه هو الأخر. كانت كالمغيبة من تأثير كلمته ولكنها أنتبهت إلى تأوه سمر فهبطت إليها وأنهضتها وأوصلتها إلى سيارتها وهي تتنهد قائلة : أنا عارفة انك عندك كلام كتير وعايزة تقوليه بس صدقيني الكلام لا هيقدم ولا هيأخر هو مهددني بأعز إنسانة على قلبي فقضي الأمر.
عضت سمر على شفتيها بألم وركبت سيارتها. أما عن زيدان كان ينظر إلى ريحانة بكل ذهول كيف لها أن تفعل كل ذلك مع سمر وسمر تكرهها كل هذا الكره.
عادت إليه وجدته يجرى اتصالا ففتحت الباب وجلست بجواره وربطت حزام الأمان لتسمعه يحادث أمير قائلًا : أنت فين دلوقتي؟
رد عليه أمير بسماجة قائلًا : هكون فين يا حسرة أديني بجهز نفسي علشان الشغل بليل مش زيك بقا يا عم الخاطب.
ثم قطب جبينه قائلًا : إنما أنت بتتصل بيا ليه شكلك كده بيقول إنها مجتش صح؟
لم يرد عليه زيدان فقط صوت أنفاسه الغاضبة كان مسموعًا لدى أمير ليعض أمير على شفتيه ويهتف ببلاهة مصطنعة : زيدان أنت معايا ولا قفلت؟
أخذ زيدان يبحث عن رد ينفث به عما بداخله من ثورة ولكن عدل عن هذا واستخدم أسلوب المراوغة فقام بالرد بطريقة جعلت ريحانة تندهش حيث قال : يوووه يا أمير دايمًا كده ظنك سوء..
ثم نظر إليها وغمز بعينيه قائلًا لأمير : هي بس دخلت التواليت وأنا حبيت أكلمك أتسلى معاك بالكلام على بال ما ترجع.
استغرب أمير وعلم أن زيدان يتلاعب به حيث أثناء تحضير زيدان لكلماته بعثت سمر برسالة نصية إلى أمير لكي يقوم بتوصيلها إلى منزلها بعد مشاجرة زيدان معها ابتسم أمير بخبث قائلًا : هو أنت راكن عربيتك فين؟
رد زيدان بتوتر قائلًا : في الجراج بتاع المطعم سلام بقا لأنها جاية عليا.
أغلق أمير الهاتف وأخذ يبتسم باستمتاع وهو يعبث بخصلات شعره متعجبا من كذب زيدان ولأول مرة الأمر لم يقف على تعجب أمير فقط بل امتد لتعجب واندهاش ريحانة. ففور إغلاقه للهاتف هتفت ريحانة بتعجب قائلة : أنت بتعرف تكذب أهو زي بقيه الناس. أومال مبين ليه انك مش بتخاف أسطورة جديدة من أساطيرك صح ؟
ثم ضحكت بسخرية قائلة : لا وبتكذب على صاحبك.
استمع إلى كلماتها ولم يقاطعها ولكن ما أن أنتهت حتى هتف برعب : مش زيدان الجمال اللي يخاف يا ريحانة، وإن كنت كذبت قيراط فهو شغال كذب عليا الأربعة وعشرين قيراط.
ثم ابتسم بمكر قائلًا : أنا كان لازم أعرفه إن خطته فشلت.
ثم جز على أسنانه يهمس كفحيح الأفعى قائلًا : رغم اني حذرته ميت مرة ميدخلش في الموضوع ده بالذات. لأنه محسوم، عمر أمير ما كان كده معايا.
واستطرد بثقة كاملة في أمير قائلًا : بالعكس ده بيسهلي أمور كتير.
نظر إليها ليجدها تشيح وجهها بغضب إلى الجانب الأخر ليستطرد بمرارة قائلًا : أكيد طبعًا عارفة هو بيعمل كده ليه علشان يمنع جوازي منك بس يا ريت تفهمي الكلام ده وأنتِ بتخونيني زيهم.
ثم استكمل حديثه بتحذير لها قائلًا : أنا بسامحهم لكن أنتِ لا.
ارتعشت من سطوته وردت بإنزعاج قائلة : هو أنت مفيش على لسانك غير الخيانة، ولا علشان كلهم خانوك أنا كمان هخونك ؟ طب ما يمكن خانوك لمصلحتك.
ثم رفعت أنفها شموخًا قائلة : عمومًا بكره تعرف كل حاجة.
ابتسم بسخرية قائلًا : ايه بكره أعرف دي ؟ أعرف ايه لا مؤاخذة ما أنا عارف كل حاجة.
واستطرد بكره قائلًا : عارف إن كلكم جنس نمرود ميملاش عينكم إلا التراب حتى أنتِ.
التفتت إليه تنظر إليه باستياء وقد زاد غضبها قائلة : ايه..حتى أنا. ليه أنا..؟.
ثم أشاحت يدها بغضب قائلة : أنت بنفسك كنت شايف أناعايشة معاه ازاي بعطي كل حاجة ومن غير مقابل علشان ظروفه ولما ربنا فتحها عليه راح اتجوز.
استشعر حرارة أنفاسها الغاضبة ليغمض عينيه مستمتعًا بتلك الحالة ويقول : أنا فعلًا كنت شايف بنفسي كل حاجة كنت شايف حب ولا المراهقين أو المخطوبين اللي لسه متجوزوش.
ثم فتح عينيه ونظر إليها بضياع وتيه قائلًا : وكنت بستغرب وبدل ما أفكر أنتوا ليه كده لقيت نفسي فرط مني كل حاجة.
لم تستطع السيطرة على دموعها لدرجة أنها ألمته ليحاول تهدئتها قائلًا : بس خلاص هرجع ألم اللي اتفرط مني تاني أنا مقصدتش أضايقك ولا أحسرك على الأيام اللي فاتت.
استغربت لطالما هو لا يريد مضايقتها مالذي يريده هذا المعتوه لتندهش من كلماته وهو يتحدث بحسرة باتت واضحة في نبرة صوته قائلًا : أنا بس مؤمن أن قلبك لسه ميال ليه.
ابتسمت بسخرية من أثر اندهاشها ليستطرد هو بجدية قائلًا : وده طبيعي أنتِ كنتي عايشة معاه فترة طويلة ويمكن لولا ظهوري وعرضي ليكي كان ممكن ترجعيله بعد ما ينتهي شغفه بشذى.
واستطرد حديثه برجاء لا يعلم شعرت به أم لا حيث قال : بس اعقليها وشوفي مصلحتك فين.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة : أنت مفكر إن عرضك هو اللي هيبعدني عنه ؟ أكيد لازم تفكر كده خصوصًا أن موافقتي جت بعد التهديد بتاع سيادتك.
ثم استطردت بحقد قائلة : بس عدم رجوعي له أقوى منك.
ضيق عينيه قائلًا : أقوى مني! طيب عمومًا أنا قلت اللي عندي.
ثم استطرد كلماته محذرًا لها وقال : وممنوع تدخلي مع سمر أو معاه في أي حوارات لو جالك البيت تبلغيني. تجاهلك لحاجة زي دي هعتبرها خيانة.
ثم نظر أمامه بغضب وأدار محرك السيارة وانطلق وهو يقول : فكريني أجبلك خط تاني لتليفونك.
هزت رأسها بتفهم وارتياح ولكن الذي أثار غيظها نصف الطلب الثاني حيث استطرد بأمر قائلًا : بس تفضلي مشغلة الخط القديم وبلاش تردي على سمر وتعرفيني لو اتصلت هي ولا أمير ولا قصي.
أسرع بسيارته كمن يسابق الريح وهو يعلم جيدًا أن أوامره تضايقها ليزيدها ضيقًا أكثر قائلًا : طبعًا يا ريحانة أنتِ هتتجوزيني تحت التهديد.
واستدار بوجهه يبتسم بخبث قائلًا : بس أنا هبقا كريم معاكي هعملك حاجات زي ما تكوني أنت موافقة على الجواز بطيب خاطر.
نظرت إليه بتعجب شديد ليتفهم نظراتها ويجيبها قائلًا : أنا فاهم نظرتك ليا كويس بتقولي عليا مجنون صح ؟ لا أنا مش مجنون أنا راجل عاقل ومتزن هتجوز لأول مرة في حياتي.
ثم رفع أكتافه بغرور قائلًا : ولازم يكون ليا وضعي.
واستطرد بجمود قائلًا : لازم نعمل فرح و تلبسي أشيك فستان. أنا ظروفي متاحة إني أعمل كل ده.
ثم مط شفتيه قائلًا : ليه أبخل عليكي وده حقك مش معنى إنك كنتي متجوزة قبل كده تضيعيه.
كان ينظر إليها خلسةٍ وهي صامتة مستائة ليتنهد قائلًا : وطبعًا لو حابة تضيفي حاجة أنا معنديش مانع فيما عدا إنك تلغي فكرة الفرح مثلًا.
ثم استطرد وهو يضرب على مقود السيارة قائلًا بتصميم : أنا مصمم عليها وجامد كمان فمتحاوليش.
أشاحت بوجهها بإمتعاض قائلة : لا يا زيدان أنا مش عايزة فرح مش هستحمل الفكرة.
ثم استدارت بوجهها وسخرت منه قائلة : طبعا أنت حابب كده. علشان الناس يقولوا زيدان اتجوز. بس مش خايف لما يعرفوا اتجوزت مين ؟
كلمة أفقدته صوابه جعلته يسرع من صرير سيارته ويوقفها جانبا وقد تعالى غضبه قائلًا : بالعكس أنا نفسي الكل يعرف زيدان الجمال اتجوز مين من ناحية أنتِ بنت مين والناحية التانية كنتي مرات مين.
ثم رفع يده لأعلى مصفقًا بسخرية قائلًا : صدقيني هتبقى ليلة عظمة.
هزت رأسها باستياء ليستطرد قائلًا : فاضل بس أعرف تفاصيل عن أخوكي ويمكن حد في الحفلة دي يكون عارف وأعرف من خلاله .
ثم ابتسم بخبث قائلًا : وهنفذ وعدي لو كان هربان من حاجة.
ردت عليه بضياع قائلة : أنا معرفش حاجة عنه ولو أعرف كنت هربت ليه وخلصت.
واستطردت وهي تتنهد بحزن قائلة : أنا كنت نايمة في يوم صحيت مفزوعة لقيت بابا وماما داخلين عليا وقالولي إنه مات.
ثم ابتسمت بمرارة قائلة : بصراحة لو مات فعلا يبقا ارتاح ده كفايه ماما. على فكرة هي لسه متعرفش إنك هتتجوزني.
رفعت كتفيها بلا مبالاة قائلة : معرفش ايه هيبقى رأيها يمكن توافق.
ثم تعالت ضحكاتها قائلة : زي نورا امبارح الدنيا ما ساعتها من الفرحة كأنك اتقدمت ليها.
واستطردت بامتعاض قائلة : وقعدت تظبط لي لبسي قبل ما أنزل أقابلك زي ما يكون أختك.
ابتسم بخبث قائلًا : وأكثر كمان نورا دي واحدة بتفهم مش زيك مش عارفة مصلحتك فين وحابة تعيشي على الأطلال.
ثم غمزها قائلًا : أحسن حاجة عملتيها في حياتك هي صحوبيتك لنورا.
استكمل مشواره وذهب إلى محل الصاغة وأنزلها من السيارة يمد يده ليدها قائلًا بتشجيع : بصي مبدئيًا كده خلي شكلنا لطيف جوه هيتعرض عليكي أحسن المجوهرات. ممنوع الإعتراض أو حتى تاخدي حاجة قليلة.
واستطرد بلهجة تحذيرية قائلًا : مفهوم؟
نفضت يدها من يده قائلة بغضب : اللي أنت بتعمله معايا ونظام الأوامر ده مش هقبله. أنت اللي لازم تفهم مش علشان هتجوزك أرضى بكل رغباتك لا فوق لنفسك.
ثم رفعت أكتافها بغرور قائلة : أنا مش قليلة.
دلفت أمامه بعد أن ألقت بعباراتها ليدلف من خلفها ويلقي التحية على صاحب المحل وأمره أن يأتي بالمعروضات المتفق عليها ليقترب منها وهو يجز على أسنانه قائلًا : أنتِ فعلًا مش قليلة أنتِ الكيمائية العظيمة زي ما أمي تبقا الدكتورة شكران.
واستطرد بسخرية قائلًا : بس في فرق هي أم رجل الأعمال زيدان الجمال وبتتعامل مع الكل على هذا الأساس.
تضايقت أكثر من تعاليه ولكن أرادت أن تنهي اليوم فهزت رأسها بوعيد قائلة : أوكيه هتشوف دلوقتي يا زيدان باشا أنا هعمل ايه مش بعيد تبعت تجيبه من بره.
ثم هزت أكتافها قائلة : ما أنا هبقا مدام زيدان الجمال لازم أبقى حاجة فخمة.
جاء صاحب المحل وعرض عليها كافة المعروضات والتي قامت بالنظر إليهم باشمئزاز رافضة اياهم وتعالت عليه وعلى صاحب المحل وما أن حدث ذلك وأثارت استغراب صاحب المحل ليحاول زيدان إخفاء ضحكاته قائلًا له : الظاهر إن أنا وأنت امبارح واحنا بنقي نقينا غلط أنا قلتلك عايز أفخم من كده دي مش أي حد دي الدكتورة ريحانة الخضري.
ثم ضرب بأصبعه على السطح الزجاجي للمعروضات قائلًا وهو يغمزها : مفيش قدامنا غير إننا نبعت نطلب من سويسرا.
ابتسمت ريحانة بشماتة ولكن لذكائه المعهود فهم معنى ابتسامتها فكل هذه التأخير لمصلحتها فنظر إلى صاحب المحل قائلًا : هو أسبوع يا يامان مش عايز تأخير أنت عارف اني مستعجل ولسه ورايا حاجات كتير.
ثم نظر بخبث لها قائلًا : مش طقم اللي هيعطلني اتفضلي نروح يا دكتورة.
نهضت ريحانة بشموخ ورفعت أكتافها بكل ثقة وسرور وخرجت من الباب ليقبض على يدها بقوة وينظر إلى عينيها بشر قائلًا : أنا طبعًا انبسط بيكي وأنتِ جوه بترسمي نفسك وعايز كده دايمًا بس أنا عارف إنك رسمتى تأجلي الفرح شوية.
واستطرد وهو ينظر إليها بإغراء قائلًا : يمكن مكسوفة مني اسمعيني أنتِ ترسمي نفسك على الكل إلا أنا تمام يا حلوتي أنتِ.
قال تلك الكلمات وهو يتلاعب بذقنها متلمسًا بإصبعه شفتيها.
ترك يدها وذهب إلى السيارة وهي متسمرة بمكانها متجمدة يائسة لا تعلم كيفية التعامل مع هذا الشخص الفظ وماذا ستفعل في الأيام المقبلة.
تقف مثل الذي يقف على حافة النار أو السكين تحاول الثبات تخشى منه أن يطعنها بنفس الخنجر الذي طعنت به من قبل ولكن ستظل ثابتة. من هو لتعطيه المتبقي من حطامها هي سقطت مرة ولن تسقط مرة ثانية. لن تكون حمقاء بعد اليوم ولن تنهار.
ذهبت إلى منزل نورا والتي استغربت مجيئها باكرًا كانت تظن أنها ستقضي معه بقية اليوم بالخارج لا تعلم أن صديقتها كانت قادرة على جعله ينفر منها لوت نورا شفتيها لتعلم ريحانة أنها ستبدأ وصلة من السخرية لتشيح بوجهها إلى الجانب الأخر قائلة برجاء : أرجوكي يا نورا أنا بلعت معاه الساعتين دول بالعافية مكنش ينفع أفضل معاه أكتر من كده. ده بني أدم مستفز وأساسًا كان جاي لمهمة وخلصت.
نظرت نورا ليد ريحانة لتعرف ما الذي جلبه لها زيدان فلم تجد شيئا فعقدت ما بين حاجبيها قائلة : ما أنا عارفة إنكم هتروحوا تجيبوا الشبكة، بس هي فين وأكيد تنقية فستان الفرح هطول بس معتقدش إن ده كله خلص في ساعتين.
نظرت إليها ريحانة نظرة ونورا تعلم جيدًا مغزى تلك النظرة لتأخذها من بين يديها وتجلسها بجانبها وتربت على يدها قائلة : نفسي أفهم يا ريحانة هتخسري ايه لو جربتي؟ أنا كان ممكن أقولك ارفضيه بس ده لو كان عايز يستفاد منك بس لكن ده عايز يعوضك عن كل حاجة.
نظرت إليها ريحانة بضعف وردت بصوت مبحوح قائلة : نفسي أصدق كلامك وكلامه، بس مفيش حد بيعطي من غير مقابل، إلا إذا كان بيحب، وده عمره لما كان بيشوفني مع قصي كان بيبص ليا باشمئزاز.
زفرت نورا بحنق قائلة : كل شئ بيتغير يا ريحانة، وشوفي الفرق لما زيدان كان بيبص ليكي كده وأنتِ تلاحظي وتقولي لقصي كان ياخدك تاني عندهم ومكنش بيهمه. تخيلي كده لو العكس وأنتِ حكيتي لزيدان نظرات حد من عيلته مش مريحة ليكي.
تخيلت بالفعل ريحانة وقلبت الأدوار إلى أن أخرجتها نورا من خيالها وهي تبتسم قائلة : مش قلتلك حتى وأنتِ بتتخيلي وشك نور واحلو. طبعًا اتخيلتي راجل و ملو هدومه مش هيسمح لواحد مهما كان مين يبصلك بصة سخرية.
انقضى اليوم وجاء الليل وبينما كانت ريحانة تعبث في هاتفها شاردة في أحداث اليوم جائها إتصال من والدتها فلوت شفتيها بإمتعاض وردت عليها ليأتيها صوت شمس المخمور قائلة بهذيان : الزفت زاهر قالي هيروح يطلع العربية من الجراج. والزفت أمير قالي إنه مشي تعالي خديني يا ريحانة وهاتي فلوس معاكي أمير هيسجني.
أنتفضت ريحانة من فراشها وبخطى مسرعة ارتدت ملابسها وخرجت لتجد نورا تنظر إليها باستغراب لتلهث قائلة : نورا الحقيني بسرعة ماما عند أمير في النادي حاجزها عايز فلوس تعالي وديني لأحسن مش هقدر أسوق ولا أقولك خليكي هروح أنا.
سبت نورا شمس في سرها وذهبت إلى ريحانة تجلسها بهدوء قائلة : ازاي عايزاني أسيبك تنزلي لوحدك ثواني وهكون جاهزة ونفوت على البنك بالمرة نسحب مش عارفين هي عليها كام المرة دي.
بالفعل أسرعت نورا وارتدت ثيابها وأخذتها لتصلا إلى النادي الليلي بأقصى سرعة وما أن هبطت نورا مع ريحانة حتى أوقفتها ريحانة تمنعها من الدلوف معها بحجة أن تكون السيارة جاهزة للمغادرة ولكن الحقيقة هي لا تريد التقائها بأمير القذر فيطمع بها. امتثلت نورا لرغبتها وظلت بالسيارة. دلفت ريحانة فأعلمها النادل أن والدتها نائمة بمكتب أمير فزفرت بحنق ود لفت لتفيقها لتستمع إلى صوت أمير الحاد وهو يقول : مش هتمشي من هنا إلا أما تدفع كل الفلوس اللي عليها ليا ولزاهر يا إما هضطر أستناها لما تفوق وأوديها بنفسي لقسم الشرطة أهي تونس والدك.
نهضت ريحانة وفتحت حقيبتها ليندهش أمير مما تخرجه منها وما أن جاءت لتضعهم على سطح مكتبه حتى استمعت لصوت الباب الذي فتح بهجوم وصوت زيدان الجهوري وهو يقول : شيلي فلوسك يا ريحانة، وأنت يا أمير حسابك منها ومن الست شمس يبقا معايا أنا وأظن كده حيلك كلها فشلت وخلصت.
نظر إليه أمير بغيظ خاصة عندما تحدث زيدان بإصرار : أنا هتجوزها يعني هتجوزها.
التفتتت إليه بهدوء فوجدته يصعقها بنظراته الحاده التي تولدت نتيجة خروجها بدون معرفته لتحتار في أمره أمازال يراقبها أم هي لعبة بينه وبين أمير لكي يظهر أمامها أنه الرجل الشجاع المغوار الذي يضحي حتى بصداقته مقابل كرامتها ؟
مع الأسف كل الحقائق مؤلمة. علم قصي بما حدث في النادي بمعنى وجود طرف ينقل كل الأخبار لقصي أنهى اتصاله مع هذا الطرف والتفت ليجد شذى تضع يدها على خديها بألم لينظر لها باشمئزاز قائلًا : ايه يا شذى لسه مصرة برضه ان ده تخطيط ريحانة ؟ أنتِ سمعتي بودانك أنه بيجري وراها في كل حته مش سامح لحد يأذيها حتى صاحب عمره.
هزت رجلها بغيظ وتنفست بغضب قائلة : اسمع يا قصي يمين بعظيم لو ما سكت لأكون مطلعة القديم والجديد وأنا اللي أقول بنفسي لزيدان على كل عمايلك وقابل بقا يا عم.
توتر قصي من غضبها وتهديدها ليراوغها قائلًا : أنتِ بتقفشي كده ليه يا حبي، وبعدين أنا مقصدتش حاجة. أنتِ بس متحاملة عليها وأنا بوضحلك بصي أنا هنتهز أقرب فرصة وأخطفها.
جحظت بعينيها و تدلت شفتيها إلى الأسفل بذهول قائلة : باين عليك اتجننت أنت عارف لو خطفتها ممكن يحصل فيك ايه ولا أنا ؟ طبعًا أنت مش همك يا شيخ اتنيل وقول لعمتك تتصرف.
هز رأسه بيأس قائلًا : اسمعيني بس مين قال إنها هتبان مخطوفة، بالعكس أنا هخليها بنفسها تقوله إنها جت معايا بإرادتها، ولو على عمتى دي خطتها.
هزت رأسها بحزم رافضة لما ينوي فعله بريحانة ليرفع كتفيه بقلة حيلة مصطنعة قائلًا : أنتِ حرة بس خليكي فاكرة إن كان في خطة نوقف بيها جوازة زيدان وريحانة وأنتِ اللي رفضتيها مع اني متأكد إنك هتيجي تقوليلي نفذ.
شردت شذى في حديثه وأخذت تفكر فابتسم ابتسامته الخبيثة قائلًا : ايه ؟ شكلك كده بتفكري يا شذى ما أنا قلتلك هخلصك منها بس على فكرة هرجعها هنا تاني وتبقي الند بالند ليكي دي الحب الأول برضه.
زفرت شذى بحنق قائلة : أنت جبان ولا يمكن هتعمل كده وفي كلا الحالتين حتى لو هي بنفسها قالتله إنها هربت معاك برضه ده مش هيخلصك من ايديه والمرة دي عقابك بالضعف.
قبض على يديه بغضب لتزيد من إهانته قائلة : حاجة واحدة بس ممكن تخليه ينسى موضوع ريحانة ده خالص محدش يقدر ينسيه ريحانة غيرى صدقني زيدان هيحس إنه انتصر وقت رجوعي.
اقترب منها و جز على أسنانه ينفث عن غضبه قائلًا : أنتِ عايزاني أطلقك يا حيلتها دلوقتي جت لك الشجاعة كان فين خوفك من شكران هانم لتقول لزيدان؟ أه علشانك دلوقتي هتبقي مطلقة مش خاطية.
أزاحته بقوة وتحدثت بحدة قائلة : دلوقتي أنا خاطية وأنت تبقا ايه ها اوعى تكون مش خايف منه ؟ لا خاف وبزيادة يا قصي إن كنت أنا غلطت قيراط فأنت غلطان أربعة وعشرين قيراط.
تعالت ضحكات قصي بسخرية قائلًا : لا وربنا ضحكتيني يا بت ده أنتِ عمتى جابتك لحد عندي وأنتِ مستسلمة ورافعة الرايات البيضا بس أنا اللي غلطان ومشيت ورا السراب.
شعرت شذى بالخوف من كلماته أن يستميل قلب ريحانة من جديد ويوضح لها الأمر لتتنحى عن قبول زيدان وترمى هي كقطة لأسد مثل زيدان.
الشرود كان اختيار لها للهروب من النظر لبعض الأشياء المؤلمة وقفت كمن تقف في ساحة حرب تعلم جيدًا من سينتصر في تلك الحرب أخذ يعطيها اشارات بالخروج من تلك الحرب ولكن الشرود الذي وقعت به جعلها لم ترى بعينيها أي شيء. غمامة على عينيها تعمي بصرها أنفاسها اختنقت من تلك المواقف التي تمر بها ولكنها قررت أن تنحي دور الملاك بحياتها وتستمع إلى صوت الشيطان الذي ينطلق في عقلها لم يكن يعلم أن شرودها هذا سيأتي من خلفه قرار.
خرجت من شرودها لتنظر إلى أمير بشماتة إثر قرار زيدان ارتباطه بها مهما كلفه الأمر. تلك النظرات أثارت رهبة واستغراب بداخل أمير لتجد زيدان يرتفع صوته بلهجة أمرة قائلًا : خدي والدتك وأخرجي أنتظريني بره علشان أروحكم.
ذهبت إلى والدتها لتوقظها وأخذتها بين ذراعيها وهي تهذي وما أن وصلت إليه ابتسمت له ابتسامة خبيثة قائلة : بلاش تشغل بالك بيا يا حب. صفي أنت حسابك معاه علشان ميجرؤش مرة تانية يتعرض لي.
استوقفتني الكلمة الحميمية في بداية حديثها وهي( يا حب )لما فعلت بي هذا؟ ماذا تريد مني تلك الريحانة التي تعصف بقلبي أضعافًا وأضعافًا؟ أنتبه من شروده على كلماتها وهي مشغولة البال بصديقتها قائلة : وكمان مقدرش أقول لنورا ترجع لوحدها لأنها مسابتنيش أجي لوحدي.
أنتهزها أمير فرصة وردد قائلًا : بجد نورا هانم عندنا طب ايه رأيكم أبعت العامل يجيبها وأعزمكم على العشا بمناسبة خطوبتكم ألا هي فين الشبكة ؟
التفتت إليه ريحانة تنظر إليه نظرة ناريه قائلة بتحدي : الشبكة دي شئ خاص بيني وبين زيدان وبالنسبة لنورا
مطت شفتيها باشمئزاز قائلة : بتقرف من الأماكن اللي زي دي ومن اصحابها.
اغتاظ أمير من ردها و لعنها في سره ليبتسم زيدان على ردها وهو يقول : الحمد لله اني مش من اصحاب المكان وعلى العموم أنا شغلي هنا هيطول.
وأشار برأسه نحو الباب لها قائلًا : روحي معاها أنا مقدرش أقولك تتأخري أكتر من كده.
ابتسمت إليه وهي مسلطة عينيها على أمير الذي كان في قمة غيظه لتقترب من زيدان أكثر وأكثر لدرجه أن والدتها استغربت ما تراه وفسرته على أنها مغيبة لتضع يدها على كتفيه غامزة إليه غمزة أذابت تفكيره بها وقبلة خفيفه خرجت من بين شفتيه تبعثها له بخفه وشوق ليشعر أنها غزت شفتيه وقلبه بالفعل رغم أنها لم تصل إليه خرجت من ذلك المكتب اللعين بدلال وخفة رغم أنها كانت تسند والدتها إلا أنها لم تشعر وذلك يرجع لقرار عقلها الذي اتخذته سريعًا والذي يجعلها تنتصر على الطرف الأول متوعدة لبقية الأطراف بالعذاب.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
بفعلتها الأخيرة حطمت سموم عقله فعلتها أمام الجميع نعم هم قلة شخصان فقط أمير ووالدتها لكن فعلتها هذه جعلته لا يرى الجميع أمامه لم يكن يتوقع فعلتها يومًا بل كان يتوقع ثورة جامحة منها ولكنها صبت ثورتها تلك على أمير فقد تركته يتآكل من الغيظ بالإضافة إلى الذي كان يدور بذهنه وهو شيئ واحد. زيدان لم يأت عن طريق مراقبتها لو كان يراقبها لما استطاعت أن تأتي إلى هذا الوكر كان سيمنعها وبشدة ولا أحد يعلم بتخطيط أمير سوى سمر ابنة خال زيدان التي توسلت إليه كثيرًا أن يفتعل أي شئ ليرد لها كرامتها بعد تخطيطه الأخير الفاشل لها أيعقل بعد اتفاقها معه حاولت أن تظهر بصورة جيدة أمام زيدان ليغير معاملته معها وتظهر أمامه في دور الضحية ؟ هل الحب الذي تكنه لزيدان يجعلها مريضة نفسيًا لهذه الدرجة ؟ يا له من حب عقيم يحمد أمير ربه أنه لم ولن يقع في الحب أبدًا.
خرجت ريحانة وهي ممسكة ذراع والدتها وأوصلتها إلى سيارة نورا وأجلستها بالمقعد الخلفي ودلفت هي بالأمام لتجد نظرات نورا الحائرة وهي تقول : مالك شكلك متعصبة كده ليه هو ضايقك في حاجة ؟ وبعدين أنا لمحت زيدان داخل ليكم هو عرف منين ولا طلعوا متفقين سوا ؟
زفرت ريحانة بحنق قائلة : ولا متفقين ولا حاجة بس البيه كالعادة بيراقبني. الغريب إنه بيراقبني ويظهر في الآخر ليه مش بيوقفني قبلها ولا حابب يعمل نفسه المنقذ ؟
مطت نورا شفتيها ورفعت كتفيها بلا مبالاة قائلة : فكك بيراقبك ولا لا المهم انه جه وخلصتي من السمج ده والله لولا مجيته لكنت دخلتله وعرفته مقامه أمير الزفت ده هو ماله هو ؟
استمعت شمس إلى حديثهم واستوعبته رغم حالة هذيانها وتحدثت قائلة : أنتوا بتقولوا ايه وهو بيراقبك ليه يا ريحانة خايف لتتجوزي وتضيعي من ايد قصي ؟ اااه تلاقيه عايز يرجعك ليه علشان البت المزة ترجعله.
التفتت ريحانة إلى والدتها ولوت شفتيها بضيق وهي تهز رأسها بيأس ثم اشارت إلى نورا أن تذهب بسيارتها لكي تتخلص من هذه الشمس وبالفعل انطلقت نورا إلى بيت شمس وما أن وصلوا سألتها نورا بتوجس قائلة : هتوصليها وتنزلي ولا هتباتي معاها ؟ لو عايزاني أطلع أبات معاكم مفيش مشكلة. بصراحة خايفة تباتي معاها لوحدكم و محروجة أقولك ارجعي معايا.
احتارت ريحانة فيما تفعل فردت وهي تقضم أظافرها تنظر إلى والدتها المغيبة قائلة : مش عارفة يا نورا حاجة تقرف والله أنا كرهت نفسي أنا مش حابة حتى أطلعها لفوق الظاهر بقا اني المفروض أفوقها وأعرفها اللي فيها.
فاقت شمس رويدا وعقدت ما بين حاجبيها قائلة : في ايه هتعرفيني ايه يا مايلة هتقوليلي انك هترجعي لطليقك؟ طب ما ترجعي ما أنتِ فقرية زي أبوكي ماله زاهر؟ هينغنغك وهتقبي على وش الدنيا .
تعالت ضحكات نورا قائلة : ريحي نفسك يا أنطي ريحانة لا هترجع لقصي ولا هتتجوز خولي الجنينه بتاعك ريحانة هتتجوز الباشا الكبير زيدان الجمال.
ابتسمت ريحانة بسخرية من نظرات والدتها الغير مستوعبة وهبطت من السيارة وفتحت الباب الخلفي وأنزلتها قائلة وهي تصعدها إلى شقتها : ايه يا مامتى يا حبيبتي بتفكري في ايه مش أنت عايزة عريس غني ؟ أهو جه لحد عندي ولا تكوني مش مصدقة كلام نورا ومفكراها بتتريق؟
استمرت نورا في ضحكها وهي تنظر إلى شمس وإلى نظراتها البلهاء لتضع يدها على صدرها تتنهد من الضحك قائلة وهي تدلف من باب الشقة : يا عيني يا أنطي يعني تفضلي طول عمرك تتمني عريس غني لريحانة ويوم ما يحصل متصدقيش؟ معلىش هي ريحانة نفسها اتصدمت.
لكزتها ريحانة في ذراعها قائلة : هي مش دريانة أنتِ بتقولي ايه الكلام دلوقتي زي عدمه وهتصحى الصبح ناسية احنا قلنا ايه. أنا هدخلها تنام وأخلص منها وخارجالك يا أم لسانين.
دلفت إلى غرفة والدتها تسندها لإراحتها على الفراش ولكن تعالى صوت هاتفها لتتذمر شمس من صوته فتخرج ريحانة مسرعة وتجيبه ليرد عليها قائلًا : ريحانة أنا تحت بيت مامتك يا ريت تنزلي عايز أتكلم معاكي قبل ما تروحي.
اندهشت مما تتفوه به كيف له أن يعلم أنها تريد الرحيل ومن أثار صمتها ردد ليطمأنها قائلًا : متخافيش مش هعطلك هما كلمتىن وبس من فضلك.
عقدت ريحانة ما بين حاجبيها أيتوسل إليها للحديث معها. شعرت بسعادة طفيفة لهذا التوسل ووافقت على الهبوط إليه ولكن أوضحت الأمر لنورا قائلة : مش عارفة عايزني في ايه دلوقتي، بس لازم أنزله لأنه مجنون مش هنسى اللي عمله في اسكندريه ده وصل لبيت الدكتورة وهددها.
فهمت نورا مدى قلق ريحانة من تصرفات زيدان الجريئة ولكن ردت بتبرم قائلة : ايه هو ده ؟ هو أنتِ تحت أمره ؟ هو احنا نخلص من قصي البارد يطلع لنا هولاكو؟ بدأت أشك إنه راجل مافيا ولا على ايه يا ختي كان فلح في أمه وابن خاله.
أشارت ريحانة بيدها بقلة حيلة وهبطت إليه لتجده يقف مستندًا على حافة سيارته ينظر إليها باستمتاع وهي أتية إليه ليهتف قائلً : اممممم ممكن سيادتك تفسريلي معناه ايه اللي حصل النهارده ده مش قصدي طبعًا على الخروج من غير إذني.
استغربت سؤاله ولم تفهم مقصده ليبتسم بخبث قائلًا : أقصد على اللي حصل في الأخر.
هنا علمت مقصده فابتسمت بخبث ورفعت حاجبيها دلالة على انتصارها عليه وإدارة عقله بأسئلة تخصها ليعلم من ابتسامتها أنها تتلاعب به ليتنحنح قائلًا : خلاص أنتِ اللي اخترتي مع اني كنت هتكلم في كده وبس.
واستطرد وهو يحتد بنظراته قائلًا : بس خلينا نرجع للموضوع الأساسي ليه مقولتيش إنك رايحة عند أمير النادي؟
أجابته بمكر قائلة : وأنا حابة أجاوبك على السؤال الأول بص يا زيدان أنا قررت أرتبط بيك قلبًا وقالبًا.
اندهش من عباراتها الأخيرة وتوقف سمعه عن سماع البقية من حديثها حتى أنها استشعرت ذلك فتعالى صوتها الغاضب قائلة : بمعنى أنا مش هستنى واحد زي أمير ولا غيره يقفوا في طريق سعادتي.
تنهد باستمتاع قائلًا : أنا بصراحة اتفاجئت بيكي وبحركاتك طلعتي مش سهلة يا ريحانة بس برافو عليكي.
ثم ابتسم بفخر قائلًا : أنتِ كده اخترتي صح وطول ما أنتِ معايا كسبانة.
رأته مسرورًا من فعلتها فأرادت أن تعدم تلك الفرحة في قلبه قائلة : كسبانة طبعًا ده جواز اتفاق مش جواز طبيعي.
ثم استطردت بعبارة أشعرته بالحزن قائلة : ولا مبني على حب أنا مبسوطة أوي اني هطلع من الجواز ده بمصنع وحاجات كتير.
ردة فعله كانت قاسيه لما أنتابه من غيظ فاقترب منها برعب وهي في قمة اندماجها ليجز على أسنانه قائلًا : يا ريت متندميش على الكلام اللي بتقوليه دلوقتي وتغيرى رأيك وتكملي في جوازتك مني.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : بصراحة أنا مكسب ليكي اوعي تكوني نسيتي أنتِ ايه.
ألجمتها الكلمة الأخيرة لتشعر بسخونة جسدها من الكسرة لتتحدث بصوت مخنوق قائلة : عمري ما أنسى حاجة زي دي بس يا ريت أنت اللي متنساش لأنك أنت اللي هتندم على كلامك ليا ده.
ثم استطردت باشمئزاز قائلة : عرفت ليه بقا كنت رافضاك؟
تنهد زيدان بتعب قائلًا : الوضع اللي بينا ده مينفعش تيجي نعمل زي رؤساء الدول معاهدة سلام؟
عقدت ما بين حاجبيها باستغراب ليؤكد هو بغرور قائلًا : بلاش تتكلمي في حكاية إنه جواز على ورق لأن ممكن تضعفي.
زفرت بحنق قائلة : وأنت ايه أبو جبل سيادتك مش ممكن تضعف ؟أنت عايز ميبقاش اتفاق لأنك أول واحد هتيجي لعندي وتضعف.
ثم اقتربت منه وتحدثت بكل ثقة قائلة : عارف أنا فاهمة دماغك كويس.
ابتسمت بسخرية مستكملة كلماتها قائلة : أنت لسه قايلي الصبح إن كل حاجة كانت بتبقى قدامك، وأنت راجل زي بقية الرجالة.
ثم رفعت أكتافها بسخرية قائلة : أه مقدرتش تعمل كده معاها يمكن العيب منها بس أنا بالنسبه ليك خبرة صح ؟ عمومًا بقا روح دور على خبرة غيري.
واستطردت بتحدي وهي تنفخ في وجهه بعض من الهواء الصادر من بين شفتيها قائلة : أنا زوجة على الورق فقط تصبح على خير يا زيزو.
اختفت من أمامه بعد أن أختلت موازيين عقله من كلماتها اختلالات محكمة يتمنى أن تكون له مثل ما كانت لقصي نعم كان لا يكترث بأمرها عندما يراها معه ولكن الوضع تغير الآن يتمنى أن يصبح الوحيد الذي يمتلكها لكن كيف ؟ ومن سيدفعها إلى تلك النقطة ؟ تذكر حديث أمير أنها لا تصلح أن تكون زوجته ورغبة أمير في الإنتظار والتأني وعدم العجلة في هذا الأمر هي نفسها تجد أنها لا تصلح أن تكون زوجة شرعية له.
على الجانب الأخر عند شذى وقصي حاولت شذى أن تمنع حالها من الإنخراط في خطة قصي ولكنها وجدت أنه لا يوجد مفر من تلك الخطة خاصة عندما علمت أنه يلاحق ريحانة بكل مكان ويدافع عنها بقلب مستميت عادت إلى منزلها بعد ما شاهدت اللحظة الحالمة بالرغم أنها كانت بالقرب من منزل ريحانة حيث ذهبت لكي تقابلها وتمنعها وتصب في أذنها تهديدات شكران ولكن الذي شاهدته كشف لها عن جنون زيدان بريحانة لدرجة جعلتها تندم على الذنب الذي اقترفته يومًا في حق زيدان دخلت على قصي وجدته متربص لها كالأسد فنظرت إليه بحزن قاتم قائلة : عمري ما كنت أتوقع أشوف زيدان في الحالة دي عارف ؟ لو كان حد قالي من شهر واحد بس إن حاله هيتبدل مكنتش برضه هصدق وفضلت مغيبة أأأه يا ريتني.
ابتسم قصي بخبث واخذها من يديها وأدخلها الغرفة وسطحها على الفراش وهو يتلاعب بشعرها وهي مشمئزه منه ليقول : قلتلك احنا ملناش غير بعض في النهايز أنتِ مينفعش ترجعي له لأنه مش هيبقى متقبلك والهانم لو عملت معاها اللي المفروض اعمله هتتعب نفسيًا وترجع لي.
أزاحته شذى من فوقها ونهضت قائلة بغضب : أنت ايه يا أخي مش بتشبع يعني أنت ترجعها وتذلها وأنا أفضل معاك صح كل ده علشان العيل اللي في بطني ؟ يا ريتني كنت نزلته ولا كنت اتذليت يا ريتني كنت استحملت عقابه ولا اني اسيبه.
نفخ قصي في وجهها ببرود قائلًا : لا كده غلط على البيبي يا شذى متنسيش إن ده هيبقى ابني وأنا مش بحب حد يضايق حاجة ملكي، وبعدين ايه يعني لما تكونوا أنتوا الاتنين تبعي.
ابتسمت شذى بسخرية قائلة : وماله ؟ وأنت تبقا راجلنا احنا الاتنين. لا بصراحة أنا هسيبك لريحانة تكسب اللي أنا خسرته ويمكن ده عقاب ربنا ليا أنا اللي مصونتش النعمة، ومقدرتش الراجل اللي كان معايا.
قبض على ذراعيها يتحدث من بين أسنانه قائلًا : كان فين عقلك يا هانم وأنتِ بتجري ورا ملذاتك دلوقتي بقا زيدان النعمة كان فين كلامك لعمتى إن زيدان ومعاملته هي اللي وصلتك لكده؟
تألمت شذى من قبضته قائلة : عمومًا أنا ست وغلطت وده طبيعي بس أنا مش زيك هي قدرت تضغط عليا وتجوزني ليك وأنت ما صدقت علشان نفسك كان ممكن ترفض وساعتها كان عقلي هيرجعلي.
ابتسم قصي ابتسامة باهتة وهو يتجرع الألم والفقدان قائلًا : لا أبدًا أنا عمري ما فكرت في نفسي أنا بحب ريحانة اكتر من نفسي بجنون بس الزن على الودان أمر من السحر كان لازم أعمل كده وحسبتها غلط كنت مفكر إنها هتكمل، مكنتش متوقع طلبها للطلاق أه لو ترجع الأيام تاني كنت موت نفسي ولا كنت نطقتها.
عقدت شذى ما بين حاجبيها باندهاش قائلة : تكمل! تكمل ايه بالظبط أنت لا مؤاخذة مجنون طب أنا لو كنت في مكانها كنت ما هصدق أخلص منك أنت مفكر نفسك مين ؟ أنا بعد زيدان مفيش راجل يملى عيني.
ابتسم بمكر قائلًا : أنا هعرفكم كلكم أنا مين وهي بالذات إما خليتها تيجي بنفسها وتقولي رجعني احنا ملناش غير بعض مبقاش أنا قصي السبعاوي.
غرور قاتل اجتاح قصي لم يعلم أنها سوف تدفعه ثمن الليالي التي قضاها معها حكاية بدأت بحب وأنتهت بعذاب حتى بعد فراقهم أشعلت عقله من جديد أنتابت شذى الحيرة من أين يمتلك تلك القوة التي سيحكم بها ريحانة ماذا فعلت ريحانة لتجعل حتى زيدان ينبهر بها ؟
استدعاء كاستدعاء ولي الأمر من شكران إلى ريحانة عن طريق رسائل الهاتف وصلت الرسالة إلى ريحانة والتي ابتسمت لها بخبث فهي لم تقم بالبحث عن صاحب الرسالة لأنها تعلم جيدا أسلوب شكران المغرور بعثت لها رساله أن تذهب ريحانة إلى مكان عملها ارتدت ريحانة ثيابها وتأنقت لكي تبدو في أبهى صورة وذهبت بدون أن تخبر أحداً حتى نورا. خطت بحذائها ذو الكعب العالي على أرضية المشفى بكل كبرياء وشموخ إلى أن وصلت إلى باب شكران وتنهدت وفتحته بدون أن تطرقه حيث كانت شكران منهمكة تنظر إلى بعض الأوراق فرفعت رأسها لتجحظ عينيها من تحت نظارتها الطبية التي خلعتها ووضعتها على المكتب بعد ذلك وأسندت ظهرها على كرسي المكتب الوثير تنظر إلى ريحانة التي تتقدم منها بكل ثقة وتجلس أمامها وتضع ساقًا فوق الأخرى. لتنظر إلى ساقها المكشوفة باندهاش قائلة : بقيتي بتلبسي حلو يا ريحانة وعلى الموضه وده من يوم ما زيدان طلبك بس يا ترى هو اللي جايب الحاجات دي ولا ده من لبس نورا؟
مطت ريحانة شفتيها بتسلية دلالة منها أنها لا تريد راحتها بالإجابة اغتاظت شكران من برود ريحانة ولكن كتمت غيظها وتعاملت معها بنفس برودها وابتسمت قائلة : أنتِ مش بتردي عليا ليه يا ريحانة؟ أصل مش معقولة الطقم الشيك ده من الهلاهيل اللي كنتي بتلبسيها وأنتِ مرات قصي ومش معقول ذوقك اتغير.
تحسست ريحانة ياقة الجاكيت الذي ترتديه بغرور ولم تجيبها أيضا ليتصاعد الدم في رأس شكران بإنفجار قائلة : أنا بكلمك يا ريحانة فردي عليا ايه هو طلب زيدان ليكي نساكي أنا مين وأقدر أعمل فيكي ايه ؟ لا فوقي واتعدلي بدل ما تخرجي من هنا بمصيبة.
ارتبكت ريحانة باصطناع وسكنها الخوف قائلة : مصيبة !مصيبة ايه يا أنطي شكران يوووه قصدي يا دكتورة يا الي حالفة اليمين المصيبة دي هتبقى ليكي لو حد قرب مني أو من غيري.
ابتسمت شكران بسخرية قائلة : أنا ممكن أعمل فيكي أي حاجة وبدون إثبات وأنتِ عارفة كده كويس فبلاش تعانديني وتكابري معايا يا ريحانة أه بعترف اني السبب في جوازة قصي بس أنا ريحتك منه.
لوت ريحانة شفتيها وابتسمت بسخرية لتستطرد شكران حديثها قائلة : أنا اكتر واحده كنت حاسة بيكي قصي أه كان بيحبك بس برضه لما لقي فرصة زي شذى باعك وباع حب سنين في لحظة لو زعلانة ارجعي.
تعالت ضحكات ريحانة وهي تقول : ارجعي! استحالة حتى لو مش هتجوز زيدان عمري ما هفكر أرجع له تاني بس بصراحة زيدان ده فرصة العمر بالنسبة ليا.
ابتسمت شكران بسخرية قائلة : كنت مفكرة ان عندك عزة نفس لقيتك فعلا زي ما قالت سمر وشذى إنتهازية بس حابة أقولك حاجة أنا نابي أزرق وأنتِ عارفاني كويس.
ثم استطردت بلهجة أمرة وهي تقول : أنا عارفة إن دي مش رغبتك في الإنتقام مني أنتِ هربتي من زيدان كتير بس أنتِ حابة تبيني ليا إنك حابة اللعبة بس أنتِ مش قدها.
زفرت ريحانة بحنق لتعتدل وتبتسم شكران بشماتة أنها استطاعت مضايقتها فنهضت من مقعدها واستدارت حول مكتبها وجلست في مقابلة ريحانة قائلة : ده ابني وأنا عارفاه حابب يغيرني مش أكتر ويبين إنه جابلي مرات ابن أقل من شذى اللي أنا بعدتها عنه وأنتِ عبيطة مفكرة إنك ممكن تكسبي بس محدش يقدر يكسب شكران لا أنتِ ولا ابني.
نهضت ريحانة وابتسمت إليها باستهزاء ثم انصرفت وهي واضعة شكران في موضع حيرة تفكر ما الذي ستفعله ريحانة بعد هذه المقابلة. خرجت ريحانة لترى حماها السابق واقفًا في الممر ينتظر بفارغ الصبر نتيجة لقائها بشكران لتتعالى ضحكتها بشماتة وهي تمر بجواره تنظر إليه بنظرات متعالية.
أما عن شكران أخذت تتحسر على ولدها الرجل القوي المغوار لتأكدها من أن ريحانة ستجعل منه رجل عاشق وسيكرهها ولدها بسبب ريحانة هزت رأسها بيأس خلصته من شذى ليذهب هو ويلاحق ريحانة كانت تعامله معاملة الحراس تحرص عليه من أي فتاه تذهب عقله تتضايق في كل مرة يقترب من فتاة دون المستوى ولكنها علمت من سمر أن زواجه من ريحانة زواجًا ورقيًا تخشى أن يحوله هو لشرعي نظرات ريحانة وحدها كفيلة بهذا الظن كانت تحارب وهي تبعد ابنها عن فتاة وفي المقابل جرحت آخرى لتعود المجروحة لتنتقم منها أشد إنتقام لتعلم أنها أخطأت عندما فعلت ذلك كانت شذى مخزية لها ما بالكم بوضعية ريحانة وأهلها؟ كانت رافضه لزواج ريحانة من قصي الذي لم يكن ابنها فما بالكم بابنها ؟ تقلبت الأدوار مثلما تتقلب مياه البحر الحل الوحيد هو أن تموت ريحانة ولكن مهلًا سوف تتعامل معها بكل أريحية وتعطيهم فرصة للسفر لقضاء شهر العسل وهناك يوجد من يستطيع قتلها.
عادت ريحانة إلى المنزل لتجد نورا تخرج من الغرفة تتثائب لأنها كانت مستيقظة للتو لتقوم بتتضيق عينيها وهي تتأمل هيئة ريحانة المبهرة وتقول : ايه ده كنتِ فين على الصبح يا ريحانة بالحلاوة دي؟ اوعي تكون كنت بتفطري مع مستر اكس بس هتفطري معاه وترجعي مبسوطة كده؟
هزت ريحانة أكتافها بتغنج وسارت بدلال نحو نورا تراقص لها حاجبيها لتتدلى شفتي نورا قائلة : لا وكتاب الله المجيد ده بجد وبحق وحقيقي ده أنا من زمان مش شفتك كده ريحانة بتضحك طب ده شكله حلم أروح أكمله بقا.
تعالت ضحكات ريحانة حتى أدمعت عينيها وقالت من بين ضحكتها : هو أنا علشان بضحك يبقا حلم ؟ لا طبعًا بس هو المفروض كان يحصل كده من زمان أنا روحت للدكتورة شكران بناء على طلبها.
هزت نورا رأسها بعدم استيعاب قائلة : على أساس اني هصدق ده أنتِ خايفة من مواجهتها هتقومي تروحي لها وترجعي بالشكل ده يبقا أكيد عرضت عليكي فلوس اقعدي هنا احكيلي.
جلست ريحانة بكل ثقة سردت على نورا الحديث الذي دار بينها وبين شكران لتندهش نورا من جرأة ريحانة المفاجئة.
على الجانب الأخر أصر أن يعود إلى أمير ويقضي ليلته معه ما بين معاتبة ونهر. استيقظ الاثنان ومازال زيدان على حالة غضبه رغم محاولات أمير معه لينهض أمير ويقوم بإعداد الافطار ويضعه أمامه وهو يبتسم ليلوي زيدان شفتيه بإمتعاض قائلًا : بص يا أمير أنا هعتبر ان دي كمان أخر مرة رغم إنهم بيقولوا إن التالتة تابتة ودي مش التالتة غلطت كتير معايا ومعاها دي هتبقى مراتي.
هز امير رأسه بطاعة قائلًا : حاضر يا زيدان أنا أساسًا كل خططي فشلت وده دليل إن تدخلي غلط وطالما دي رغبتك أنا هحترمها وهدافع عنك لأخر نفس.
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا : هدافع عني لا يا راجل هو أنا داخل أتعارك؟ أنا هتجوزها مش اغتصبها وبعدين أنا مش شايل هم عيلتها دول كلهم بتوع قمار.
تعالت ضحكات أمير قائلًا : على يدي ما هو علشان كده بقولك هدافع عنك بس أنا بيتي هيتخرب قصاد كده يا باشا مش هلاحق على لعب أبوها وأمها والأفضل يبقوا تحت عينيا.
أشار زيدان بسبابته لأمير قائلًا : صح أنت صح يا أمير لازم يبقوا تحت عينينا مش عايز غلط أه أنا رضيت أتجوزها وأنا عارف هي بنت مين بس أنا مش هريح دماغي.
ليستطرد باشمئزاز قائلًا : مش هعمل زي قصي الجبان وأقولها تقاطعهم على فكرة برضه الفلوس بتفرق ريحانة كانت بتاخد بالعافية من قصي وتعطي ليهم.
لوى أمير شفتيه وامتعض مجددًا وقال : وأنت عليك من ده بايه مش كفايه متجوزة قبل كده يعني حلمك مستحيل كراجل أن مراتك تبقى ليك من الأول لا وكمان مش بتخلف.
زفر زيدان بحنق ليستكمل أمير حديثه قائلًا : أنا اللي مصبرني إنه جواز مؤقت بس بعدها يا ريت تختار بقا واحدة محترمة ومن عيلة كويسة وتخلف عيال ويقولولي يا عمو أمير.
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا : عمو أمير وأنا لما هخلف هعرف عيالي عليك؟ يا شيخ اتنيل لا أنا ولا أنت المفروض نخلف أولادنا هيتبروا مننا يعني ريحانة الأفضل ليا .
تضايق أمير قائلًا : طب ما أنا يا ما قلتلك نتوب ونشتغل عدل تقولي اللي احنا فيه ده متعة والنتيجة واحد عنده نادي قمار والتاني تاجر سلاح ده احنا ولا المافيا.
تصلب جسد زيدان عندما ذكر أمير كلمة المافيا ليؤكد قائلًا وهو يتماسك : كل مرة بقرر أنهي عقد الشراكه ما بيني وما بينهم بلاقي حاجة تشدني كأنها بتقولي أنت ملكش في الحلال رغم إن كل فلوس السلاح مش بصرفها على نفسي.
ليستطرد بجمود قائلًا : تفتكر اللي زي وزيك يقدر يتوب لازم حاجة قوية تدفعنا مش هخبي عليك سبب من أسباب ارتباطي بريحانة اني شايف إنها الوحيدة اللي هتقدر تعمل كده.
شهقه خرجت من فم أمير دلالة على خوفه بمعرفة ريحانة لذلك ليبتسم زيدان بسخرية : متخافش ريحانة يوم ما هتعرف لازم تكون قريبة مني أوي بمعني أصح بتعشقني وساعتها هعرفها هي تقريبًا بدأت تشك فيا.
زفر أمير بحنق قائلًا : وكمان خليتها تشك والله أناعارف إن نهايتي على ايديها كفاية إنها هتعرف إني شريك معاك وأنا سبب معرفتك بيهم ساعتها هتنتقم مني.
و كأن ذكرهم باسمها يحتم وجودها أو حديثها هاتفت ريحانة زيدان ليتفاجئ من اتصالها ومن صوتها العذب وهي تقول : بقا كده يا زيزو أبعد عنك ليلة بحالها ميهونش عليك حتى لما تصحى تكلمني لا أنا كده هزعل منك.
ثم ضحكت بمكر قائلة : وهغير رأيي بعد ما فكرت في كلام امبارح.
تدلت شفتي نورا من حركات ريحانة أيضا استغرب زيدان طريقتها ليتنحنح قائلًا : فكرتي يعني خلاص يا ريحانة. أنا وأنتِ هنبقى زوجين حقيقيين ؟
ردت عليه بنعومة قائلة : امممممم
تنهد بسعادة قائلًا : طبعا دي حاجة تبسطني، بس ممكن أعرف ايه سبب التغيير الفظيع ده ؟
لمعت عينيها بنظرة خبيثة وابتسمت قائلة : اللي يخلي أمير يمنعني عنك وسمر وقصي ووووو
وفجأة صمتت لدرجه جعلته يقلق من صمتها ليتفاجئ بنبرة صوتها الساخرة وهي تقول : ده حتى الدكتورة شكران كلفت خاطرها و بعتت ليا استدعاء زي ما تكون بتستدعي ولي الأمر.
نظر إلى أمير نظرة لم يفهمها كيف لأمير بأن لا يأتيه بهذا الخبر ولكنه تذكر نومهما معاً بعد شجار عنيف قطب أمير جبينه من نظرة زيدان وتركه وخرج يأكل في نفسه قائلًا : يا ترى الزفته ريحانة دي جلب إلى منه في ايه المرة دي وأنا اللي كنت فاكرك سهلة وعبيطة وكنت بتبلى عليكي ؟ أتاري كل الكلام اللي قلته طلع حقيقة.
جلس زيدان بهدوء وتنهد قائلًا : أنا عايز اعرف كل حاجة يا ريحانة منك من ساعة ما طلبت منك تقابليها لغاية ما قررتي تبلغيني.
زيدان هو زيدان لا يستطيع إخفاء السلطة عليها حيث نهرها قائلًا : مع العلم إن في عقاب صغير على مرواحك ليها من غير ما تقولي.
ابتسمت ريحانة بخبث وهي تتلاعب بخصلة شعرها قائلة : لا على الفون مش ينفع يا زيزو احنا نتقابل بره وفرصه نفطر سوا.
ثم نظرت إلى نورا بخبث وضحكاتها تتعالى قائلة : يا مستر اكس على رأي نورا وأنا هحكيلك كل حاجة يا زيزو.
كلماتها أطربت أذنيه لدرجة أنه لم يدر متى أغلقت الهاتف أسرع بتناول ملابس من عند أمير ليبدو وسيمًا وخرج من الغرفة في أبهى صورة للدرجة التي انبهر بها أمير الذي جحظ بعينيه وهو يرى زيدان يرمي له قبلة في الهواء ليضرب كفًا على كف ويجز على أسنانه من ريحانة التي أذهبت عقل زيدان. ذهب زيدان ليقلها بسيارته لتدلف إليها وتجلس لينجذب أنتباهه إلى تنورتها القصيرة ويقطب جبينه وهو يقود السيارة قائلًا : بس ايه الحلاوة دي يا ريحانة ويا ترى بقا روحتي المستشفى للدكتورة شكران بالمنظر ده ولا خفتي منها.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : أصل أنا عارف أمي.
التفتت تنظر إليه بخبث قائلة : وأنا كمان عارفاها كويس أوي ولذلك روحت بنفس الهدوم دي بس زعلانة كتير.
عقد ما بين حاجبيه بعدم فهم لتصنطع الحزن قائلة : منك ومنها للدرجة دي أنا كنت لوكال من قبل ما أطلق.
ابتسم لها قائلًا : لا، أنتِ كنتي بتلبسي في حدود إمكانياته ويا ريت لو تبطلي كلمة اطلقت دي.
ثم استطرد بحنق قائلًا : لأني بسمعها منك كتير وبتضايقيني المهم احكيلي كانت عايزاكي في ايه ؟
مطت شفتيها ترفض البوح مما حدث حتى يتناولا إفطارهما. تناول معها إفطارًا على ذوقها الخاص ولم يعارضها وبعد إنتهائه أشعل سيجاره قائلًا : أعتقد كفاية كده ولا تحبي تحبسي بسيجار زيي بعد الأكل ده ؟ أناحابب أسمع رواية الدكتورة شكران.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : ويا ترى لحقت تجوزك لغيري ولا لسه .
تعالت ضحكات ريحانة ولم يهمها من كان في المطعم لينظر لها كل فرد في المطعم وينبهر بها وبضحكاتها ليطفئ سيجاره قائلًا وهو يقترب منها ينفث في وجهها أثار أخر نفس أخذه من سيجاره قائلًا بغضب : مرة تانية لما أكون معاكي وفي مكان عام زي ده بلاش ضحكتك الخليعة دي.
واستطرد باستهزاء قائلًا : ولا خلاص تربيه الست شمس مش قادرة تطلع منك؟
كادت أن ترد عليه بغضب ولكنها تماسكت لتبتسم بسماجة قائلة : طب والله مامي الست شمس بتضحك ضحكة ألعن من كده ده أنا بس الموقف خلاني مقدرتش أمسك نفسي.
ثم نظرت إليه بخبث وابتسمت مستهزئة بذكائه قائلة : وبعدين هي مامتك لو كانت قدرت عليا كنت هتلاقيني معاك دلوقتي.
زفر بحنق لتعبس بإصطناع قائلة : هي عرضت عليا طلب في الأول أسيبك بدون مقابل وبعدها بمقابل ولما اتلاقتني برفض.
صمتت هنا لكي تجعله ينتبه أكثر من القادم. القادم الذي تفوهت به ريحانة عمدًا حتى تقوم بالمكيدة بينهم حيث استطردت بخوف مصطنع قائلة : هددتني يا زيدان إنها هتعمل فيا حاجة وحشة.
قطب جبينه قائلًا : حاجة وحشة! ايه الوحش اللي هتعمله معاكي طب شذى ضحكت عليها وخدرتها وخلت قصي ينام معاها.
ثم استطرد ببلاهة لا يعلم أنه سوف يأذيها بها قائلًا : واضطرت تتجوزه أنتِ بقا ايه؟
عصف الألم بقلبها ولكنها مازال تتماسك قائلة : زي ما أمير عمل بالظبط شيك بدون رصيد من أي واحد بيلعب مع أمي وإذ فجأة بالتزوير يبقا باسمي وعليه توقيعي.
ثم استطردت باشمئزاز قائلة : الواضح إنكم عيلة. حاجة كمان ملف عملية مقززة من دكتور تحت بير السلم وطبعًا باسمي ويتشهر بيا.
نظر إليها بجمود قائلًا : وأنا بقا هسيبك صح؟ لا من الواضح اني كنت مفكر نفسي أذكى منها.
واستطرد وتعالى غضبه قائلًا : طلع في جرابها حاجات كتير عمومًا أنتِ كان ردك ايه عليها ؟
انهارت حصونه عندما نهضت لتجلس ملتصقه به وهي تقول وهي تداعب ذراعه : تفتكر أنا ممكن أبيعك علشان تهديد؟ لا استحالة أنت كنت صح.
ضيق عينيه ليحاول فهم مقصدها ليجد في عينيها قوة وتحدي قائلة : لما قلت ليا تعالي أنتقمي منهم معايا وأنا بقا هفرجك أنتقامي منهم لوحدي.
قطب جبينه قائلًا: أنتِ هتنتقمي منهم من غيري كمان ؟ طب حلو أوي كنت مفكر انهم هيصعبوا عليكي.
وضع يده على يدها الممسكة بذراعه قائلًا بجبروت : عمومًا أنا إنتقامي هيكون أكبر هخليه يطلقةا غصب عنه.
ابتسمت ريحانة بخبث ونظرت إلى يده وقارنت بين لمساته وكلماته لتعلم أنه يغايرها بشذى فردت قائلة : ويا ترى مدام شذى هتنفع زيدان الجمال بعد اللي حصل..؟ عارف أنت صعبان عليا أنت مفكر انها مظلومة.
ثم امتدت يدها الأخرى تربت على يده قائلة بثقة : بس بكره تعرف يا حبيبي.
نظر إليها نظرات غامضة لم يستطع فهمها فابتعدت عنه وعادت إلى مكانها قائلة : حاجة بقى مهمة لازم أقولها ليك بعد ما خرجت من أوضتها لقيت خالك المحترم واقف منتظر يشوفني خارجة خايفة ولا حزينة.
واستطردت بخبث قائلة : تفتكر يا زيدان خالك مهتم ليه بالموضوع ده.
رفع كتفيه بلا مبالاة قائلًا : مش عارف الصراحة أول مرة أسمع منك إنه مهتم هو لو هيهتم هيهتم بقصي وابنه اللي جاي في السكة.
ثم مط شفتيه قائلًا : إنما يهتم إنك متتجوزنيش ممكن في حالة إنه حاطط أمل اني أتجوز سمر وده مستحيل.
ابتسمت ريحانة بخبث وهي تعلم جيدًا أنها وصلت لمبتغاها من تضارب جميع الأطراف.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أدخلته بدوامة تفكير جديدة كان ينقصه أن يفكر بأهداف شقيق والدته هو الأخر وللأسف لا توجد نهاية لذلك التفكير يود أن ينتهي تفكيره بهم لكي يرتب أحداثه معها ولكن لم يمنحوه الفرصة ليفكر بأحواله سرد له عقله الكثير من الحوارات والمناقشات يعلم جيدًا أنها ستنتهي يومًا وستنتهي معها خططهم عندما يمتلكها ويتزوجها وتكون له وحده.
أوصلها إلى بيت والدتها وأخبرها أنه قام بتجهيز مفاجأة لها ظنت أنه أقنع والدتها بزيجتهم مقابل مبلغ من المال ولذلك لم تسأله عن ماهية تلك المفاجأة صعدت إلى والدتها ودلفت لتجدها تجلس أمامها كالمتربصة تنظر إليها من أعلى رأسها إلى أسفل قدميها تسألها بتوجس قائلة : أنتِ فعلًا هتتجوزي زيدان يا ريحانة وهو ده سبب التغيير اللي أنا شيفاه عليكي ؟ طب مش على أساس مش عايزة واحد غني ولا اللي كنت فيه امبارح ده حلم ؟
هزت ريحانة رأسها تنفي أنه كان حلم ثم ردت باستمتاع قائلة وهي تداعب خصلات شعرها : لا مش حلم يا مامتى ده حقيقه وأنا وهو تقريبًا ناقصنا الشبكة والفستان وبعدين مالك زعلانة كده ليه ولا مش مصدقة على رأي نورا؟
لوت شفتيها بامتعاض وزفرت بحنق قائلة : ماشي يا ريحانة عايزة واحد غني أجبلك من الصبح بس بلاش الزفت زيدان ده عايزك سلمة علشان يرجع خطيبته ولا أنتِ حابة ترجعي لقصي؟
ضيقت ريحانة عينيها باستغراب قائلة : بلاش زيدان ليه ؟ أنا اللي المفروض أخاف يا ماما مش أنتِ وبعدين افتكري كويس إن أنا اللي طلبت الطلاق الفكرة إني عايزة أرجع العيلة دي تاني.
اعترضت شمس وبقوة قائلة : لا يا ريحانة على جثتي لو دخلتي العيلة دي تاني فهمتيني ؟ المرة اللي فاتت أبوكي دخل السجن بسبب الست شكران وأكيد المرة دي لما تكون حماتك هتدخلني أنا كمان.
ابتسمت ريحانة وطمأنتها قائلة : طب ولو قلتلك ان زيدان بنفسه هيطلع بابا من السجن وهيعيشكم عيشة عمركم ما تحلموا بيها ويرجع أخويا اللي أنتوا قولتوا عليه إنه مات.
أنتفضت شمس قائلة بذعر : ايه الجنان اللي جوه عقلك وعقله ده ابني مات ولا ممكن يرجع أبدا مفهوم؟ اوعي تفتحي السيرة دي تاني والجوازة دي لا ممكن تتم.
زفرت ريحانة بحنق وتسائلت في داخلها أين تلك المفاجأة التي وعدها بها زيدان فوالدتها رافضة خرجت من شرودها على صوت جرس الباب وأنتبهت إلى الشهقه التي خرجت من شمس عندما رأت زوجها وهو يقول مهللًا : وحشتيني يا شموسه هاتي حضن يا حبي أخيرًا التقينا من جديد أنا حاسس اني لسه في حلم رغم اني شايفك قدامي ولسه حلوة زي ما أنتِ.
تسمرت شمس بين أحضانه متفاجئة بخروجه تنظر إلى ريحانة بصدمة فابتسمت إليها ريحانة ابتسامة نصر دلالة على تنفيذ وعد زيدان الأول لها أخذ وجدي يلف بها ويدور إلى أن أنتبه على ريحانة التي امتلأت عينيها بالدموع فهي بالرغم من أخطائه فهي تعشقه لتركض إليه مثل الطفلة الصغيرة وترمي نفسها بأحضان هذا الأب ليقول لها بإشتياق : حبيبتي يا ريحانة قلبي وحشتيني أوي..تعرفي ؟ أنا كنت خايف لما أخرج معرفش أشوفك برضه لأني عارف إنك مانعة نفسك عننا ألا هو أنتِ أصلًا ليه هنا كنتي عارفة اني خارج وجايه تشوفيني؟ عمومًا مش مهم المهم اني شوفتك ووالله ما هسيبك أبدًا.
خروج والدها في هذا الوقت تحديدًا لم يكن عبثا بل كان مرتبًا له زيدان وأمير يمتلكان تخطيطًا خرافيًا لكل شئ لم تكن تعلم أنها تفرق مع زيدان بهذا الشكل طيلة عمرها لم تفرق مع أحد حتى حبيبها الذي عشقته ولكن مثلما قالت نورا فزيدان رجل مغوار عيبه الوحيد أنه لم يستسلم أو يؤمن بالحب يوماً أربعون عاماً شكلوا رجلًا شرس لا يمتلك بقلبه ذرة حنان لأحد يؤمن بشئ واحد ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة والخدع وهذا أكثر شئ يخيفها منه.
خرجت من بين أحضان والدها واضعة يدها على وجهه بحنان قائلة : وأنا كمان عمري ما هسيبك أبدًا بس فيه حاجة لازم نتفق عليها الأول.
استمع إلى زفرة شمس وعقد ما بين حاجبيه باستغراب قائلًا : على ايه يا حبيبتي وأنتِ مالك يا شمس بتنفخي ليه أنتِ مش عاجبك إن ريحانة هتفضل معانا؟ أنا موافق على كل حاجة تقوليها يا ريحانة وسيبك منها.
سخرت شمس قائلة : تسيبها مني دي لزقالى من يوم ما أنت دخلت السجن الهانم اطلقت وعايزة تتجوز تاني وعارف عايزتتجوز مين ؟ زيدان الجمال.
انفرجت أسارير وجدي لما قالته شمس لدرجة أثارت استغراب ريحانة خاصة عندما قال : ده يوم المنى أيوه كده وأخيرًا اخترتي راجل بصحيح يا ريحانة وأنت يا بومة زعلانة إن بنتك هتتجوز زيدان؟ ريحانة أنا موافق.
عقدت ريحانة ما بين حاجبيها قائلة : وأنا اللي كنت مفكرة إن حضرتك مش هتوافق زيها؟ أصلًا كنت هسرع في جوازتي قبل ما تخرج وتعترض زيها بس يا بابا أنت ناسي زيدان يبقى مين ؟
كاد أن يرد عليها لولا قرع جرس الباب لتذهب شمس وتفتحه تشهق مرة أخرى ولكن الأن شهقت بكل ما أوتيت من قوة وهي ترى ابنها سامر يقف أمامها مبتسماً ابتسامته الساحرة لتحاول إخراج صوتها المكتوم و تكاد أن تقع لينتشلها سريعا وهو يقول : وحشتيني أوي يا ماما أنا سامر عايش أهو قدامك عمو قصدي بابا غريب رجعني تاني ووعدني اني مش هسيبك تاني مالك يا ماما أنتِ زعلانة ؟
سطع وجه زيدان من خلف سامر يبتسم إلى ريحانة التي وقفت مذهولة أيعقل أنهم مفاجأتان وليست واحدة لتنتبه على صرخات سامر وهو يحتضنها ويدور به وهي مازالت غير مستوعبة تلك الأحداث مثل والدها الذي استغرب رجوع ولده بعد تلك الفترة ومن شدة ذهولها لم تشعر أن سامر تركها وذهب نحو والديها لتخرج من تلك اللحظة وتجد سامر يجلس بين والديها يحتضنهما وزيدان يقف متكئًا على باب المنزل يبتسم لها ابتسامته الساخرة لتنظر إلى الجميع بإتهام قائلة : أنتو عملتوا ايه زمان وكذبتوا عليا ليه وقولتوا إن سامر مات هااا ؟
صمت عم بالمكان يود هو إخبارها وإجابتها على أسألتها ولكنه أنتفض على صرخاتها فيهم قائلة : ما تردوا ولا دي من ضمن الألغاز بتاعتك يا ست ماما ولا تكونوا بعتوه لحد ؟
توتر وجدي ونهض يأخذها من يدها وأجلسها ليفهمها الأمر بهدوء قائلًا : أنا لو أعرف انه راجع عمري في حياتي ما كنت هقولك انه مات بس اللي أخده مننا قال لينا اعتبروه مات. أنا عارف اني قذر وضيعت ابني الصغير بس اللي أخده كان عايزه طمعان إن يكون عنده ابن.
هزت رأسها بعنف غير مستوعبة ما يقوله والدها بينما يقف زيدان بكل جمود فلديه علم بتلك القصة من أول لحظة قرر فيها أن يعرف أين أخاها صرخت ريحانة بغضب قائلة : مش ممكن أنتوا بعتوه ليه كل ده علشان الشرب والقمار ؟
ثم أشارت نحو سامر بغضب قائلة : طب ما كان ممكن هو اللي ميحبش يرجع ليكم للدرجة دي يا بابا مكنش نفسكم في يوم تشوفوه ؟
في تلك اللحظه جاء الشخص الذي اختطف أخاها لمدة ثلاثة عشر عاماً وحرمه منهم ليجيب على أسئلتها بعد أن هاتفه زيدان ليصعد وفتح له باب الشقة ليجدها منهارة علم جيدًا أنها المقصودة لمعرفة الإجابة ليرد عليها بكل أسف قائلًا : طبعا لو قلت ليكي يا بنتي اني أسف أسفي مش هيمحي ذكرى 13 سنه صح ؟ بس اسمعي حكايتي أنا كان عندي ولد من دور سامر وتوفى وهو بيضرب ترامادول طبعا بعترف إني كنت السبب اني سايبله الحبل على الغارب كنت ببص لكل واحد في سنه على انه هو بالذات سامر كان عمره 14 سنه يوم ما والدتك جابته عندي القصر هي ووجدي خفت يضيع زي ابني خصوصًا انه عنده أب زي وجدي لعبت لعبتي وهي اني أغرق وجدي في الديون وأعمله فضيحة دعارة هو والست شمس ونجحت خطتي ويوم ما جه ينقبض عليه هو وأمك ساومتهم أخرجهم من القضيه مقابل سامر وطبعًا أنتِ كنتي في ثانوي عندك 16سنه وأنت عارفة بقا الفضيحة كانت هتكون ليكي لوحدك ومش هتقدري تواجهي الحياه أنت وسامر سوا وبرضه كنت مش هسيبك في حالك بعد ما أسجنهم كنت هاخد منك سامر وكنتي هتفضلي وحيدة للأبد بس وحيدة ومنبوذة يعني أنا لعبتها صح بس سبحان الله اللي عملته فيكم طلع عليا بنتي لسه متخرجة جديد وفرحها الأسبوع الجاي ومن حسن حظك يا ريحانة إنك ارتبطتي بزيدان اللي عنده استعداد يعملي فضيحة يوم فرح بنتي مقابل إن سامر يرجع ليكم. من حسن الحظ كمان انه اكتشف حكايه تزوير الاسم بتاعت سامر .يا ريتني ما رجعت مصر رجوعي كان علشان فرح بنتي ويا ريتني كنت سيبته في الأرجنتين أناعارف اني ظالم بس صدقيني أنا عيشت سامر أحسن عيشة وعلمته أه علمته أخر كلام وجدي معايا انه مكنش ليه نيه في تعليمه كان عايز يخرجه من المدرسة ويشغله عامل.
أغمضت عينيها تتجرع الألم تشعر أنها بداخل كابوس تود أن تخرج منه وترمي بنفسها داخل قاع لم يقدر على إنتشالها أحد الوحيد الذي شعر بها هو وجدي نعم ذلك الأب الذي أضاع كل شئ بسبب ملذاته ذهب إليها وربت على رجليها ليحاول إخراجها مما هي فيه قائلًا : احنا ملناش ذنب يا ريحانة غريب كان مخطط لكل حاجة استضعفنا علشان احنا زباله أوي وامك كانت بتجري ورا ملذاتها. أنا أسف أوي يا ريحانة.
نهض سامر ليهبط بجسده إلى الأسفل ويجلس على عقبيه قائلًا لها بحنان : شوفي يا ريحانة أناكويس ورجعت وأنتِ كنتي وحشاني اوي علشان خاطري اضحكي أنا مش هسيبك تاني ومش هرجع الأرجنتين.
قبضت على شفتيها تكتم شهقاتها لتهبط الدموع ليس على بعده عنها فقط بل على الموقف الأسوأ الذي باتت فيه نظرت إلى الوحيدة التي تريد الثأر منها قائلة بامتعاض وغضب : ايه لسه برضه معارضة أني اتجوز زيدان بعد ما رجعلك ابنك ولا لسه حاجة تانية مرجعتش وحباها ترجع من طريق تاني.
ثم نهضت وتحدثت باشمئزاز قائلة : وعلى فكرة مهما ان كانت خطط غريب بيه فأنتِ غلطانة أنتِ وبابا.
نظر زيدان إلى شمس التي تود الفتك به فهو قام بتعرية كل الأحداث لتكون ريحانة لصالحه فابتسم بخبث قائلًا : عيب يا ريحانة تكلمي مامتك بالطريقة دي ست الكل ملهاش ذنب هي بس عاملة زي أمي. حياتها ماشية بتخطيط وتفكر انها هتكسب.
ثم رفع حاجبيه لشمس يغيظ إياها قائلًا : بس كله فشنك.
أنتفض سامر بسبب كلمات زيدان اللاذعة على والدته فهي بالنهاية والدته ولا يريد لها الإهانة فنهره قائلًا : لو سمحت مش معنى انك رجعتني لاهلي يبقا كده تطيح فيهم لا احنا ملناش دعوة مامتك بتعمل ايه وبعدين اشمعنا ريحانة اللي عايزها؟
ابتسم زيدان بخبث قائلًا : حابب انها تعيش زي ما أنت عايش مع غريب ريحانة طول عمرها متمرمطة مع أمك حتى بعد ما اطلقت.
ثم نظر نحو شمس وأشار عليها باشمئزاز قائلًا : والدتك ما شاء الله مش سيباها في حالها.
عنفوان الشباب جرف سامر ليقف ضد تيار زيدان ليرد بتحدي قائلًا : خلاص أنت معدش ليك لزمه بابا موجود وأنا رجعت وشكرًا على خدماتك واحنا هنعوضها المرمطة اللي حضرتك بتقول عليها دي.
نظر إليها زيدان لترد على أخاها ولكن الحزن يمنعها من الرد و شرود ليس له نهاية فقبض على يده حتى ابيضت مفاصله قائلًا وهو يحذر سامر : يا ريت تقدروا وعلى فكرة أنا زي ما رجعتك هنا ممكن أتحالف مع غريب وترجع معاه.
ثم مط شفتيه بتقزز قائلًا : وشوفة عينك أنت مكنتش فارق معاهم أصلا.
أنتفض وجدي خشية أن يعيده إلى محبسه عند غريب مرة أخرى فرد برجاء قائلًا : معلش يا زيدان يا ابني أنت عارف طيش الشباب وبعدين هو مكنش عايش معانا وشايف عمايل شمس ايه وأنت يا سامر اسكت.
عبس سامر بوجهه ونظر إلى والدته التي زفرت بحنق على تخاذل زوجها ليبتسم زيدان إليهم بسخرية قائلًا : أنا طلبت ريحانة وكلمتها شخصيا لأن سيادتك كنت في السجن وحرمك المصون كانت كل يوم سكر وقمار .
ثم أشار بسبابته نحوه قائلًا : وطلعتك علشان ألاقي حد أحط ايدي في ايده.
ابتلع وجدي ريقه والحرج تملكه قائلًا : أنا متشكر ليك جدًا على خروجي في الوقت ده وعلى وقفتك جمب ريحانة وعلى سامر اللي أنت رجعته بس بالله عليك خلي غريب مياخدوش تاني.
رد غريب بإمتعاض قائلًا : شكلي كده حسبتها غلط زمان لما أخدت حاجة مش من حقي ابنك عندك أهو يا وجدي بس بالله عليك كمل معاه زي ما أنا كنت عايز.
تعاطف سامر مع غريب وتقدم منه قائلًا : بابا غريب أنا لا يمكن أسيبك بس دول أهلي. أنا ممكن أبقي يومين عندك ويومين هنا وهسافر معاك أنا لا يمكن أستغنى عنك.
التقطه وجدي من أمام غريب قائلًا بغضب : لا أنت هتفضل هنا على طول واحنا نكمل معاك بس هنا أنت ابني أنا. حقي اللي اغتصب من 13 سنه كنت بهرب بالشرب والقمار علشان أنسى.
طفح الكيل لدى شمس وأنتفضت قائلة : أنت أكيد مجنون يا وجدي ما تسيب الولد يعيش ويقب على وش الدنيا تقدر تقولي هتجيب منين فلوس هو أنت لاقي تاكل؟ سيبه حتى يشتغل مع غريب.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة : طب كويس إنك عارفة اللي فيها بس برضه سامر هيفضل وسطنا وأنا اللي متكفلة بيه ونشوف ليه شغل.
ثم توجهت نحو غريب وتحدثت معه بإمتنان قائلة : متشكرين جدا يا عمو غريب
ابتسم زيدان إلى شمس الحاقدة ابتسامة خبث قائلًا : أنا متكفل بكل مصاريفك يا سامر وأنت يا غريب تقدر ترجع مطرح ما جيت اه ومتنساش تمسح ال 13 سنه دول بأستيكه.
واستطرد بتحذير قائلًا : علشان غلط تفتكرهم .
نظر سامر إلى زيدان بضيق قائلًا : لو سمحت متدخلش في حياتي وأنتِ يا ست ماما مش معنى أن أنا حابب أقعد عند بابا غريب يومين يبقا هقعد علشان شغلي معاه لا ده نوع من رد الجميل.
زفرت شمس بحنق فهو مثل شقيقته أصحاب المثل تبتسم ريحانة بنصر وهي تربت على كتفي سامر قائلة : اهدى يا سامر زيدان مش قصده يدخل في حياتك وحته انك تقعد يومين عند عم غريب مفيش مشكلة.
ثم ربتت على وجهه بحنان قائلة : أنت تشوف راحتك فين وتعملها.
نفخت شمس بضيق قائلة : ودي عايزة كلام؟ راحته مش هنا هنا الكل بيهرب أنانفسي عايزة أهرب منكم ومن عيشتكم المقرفة وأنتِ بدل ما تتجوزي واحد يريحني جايبه اللي يقرفنا.
تعالت ضحكات زيدان الساخرة وقال : ليه كده بس هو لما أقعد حضرتك معززة مكرمة في قلب بيتك بمرتب شهري عمرك ما تحلمي بيه يبقا أنا كده بقرفكم.
ثم رفع أكتافه بلا مبالاه قائلًا : طب خلاص براحتكم.
نظرت إليهم ريحانة بحزم قائلة : لا مش براحتهم ده اللي هيحصل فعلا الجوازة دي مش زي الجوازة اللي قبلها كنتوا عايشين على كيفكم.
ثم رفعت سبابتها بتحذير قائلة : المرة دي الغلطة منكم هتبقى فضيحة.
أعجب بجرائتها قائلًا : أووه شفتي بقا يا شمس هانم أنا مليش دعوة.
ثم ابتسم بشماته وهو يشير نحو ريحانة قائلًا : كله تفكير ريحانة وده طلبها ونعتبر ان اللي مش هيرضى برغبتها معاقب تمام كده؟
وجدت شمس أنه لا مفر من زيدان حتمًا سيتزوج ريحانة مهما ان كان وخاصة بعد موافقة ريحانة عليه لتجد ريحانة تقترب منها قائلة بخبث : تعرفي أنا لغاية دلوقتي بستعجبك واحدة غيرك على رأي نورا تفرح من قلبها.
ثم هزت رأسها بذهول قائلة : إنما أنتِ يا ماما لاااا ومصممة ورافضة الجوازة.
نظرت لابنتها بإحتقار ودلفت إلى غرفتها أما عن غريب فقد قرر الرحيل ليتبعه سامر حيث أصر على توصيله وتبعهم وجدي لقد أصبح يخشى أن يأخذ غريب سامر مرة أخرى تبقى المكان لمتسعهم ليبتسم إليها قائلًا : ايه رأيك في مفاجأتي بصراحة أناقصدي على أبوكي كنت سايب موضوع سامر ده لما يخلص.
واستطرد وهو يقترب منها ويتنهد بسعادة قائلًا : بس الظاهر إن ربنا بيحبك أو بيحبني.
لا تعلم بما ترد عليه بأي اسلوب أتشكره أم تنهره على تعرية حياتها أمامه أم تستسلم لتيارات عقله أنتشلها من هذا التفكير وهو يتجه إليها ببطء قائلًا بخبث : أنا عارف إنك محتارة تردي عليا بايه بس أنا هسهلها عليكي طول ما أنتِ مخلصة معايا أنا اسعدك بأي حاجة تحبيها.
ثم ارتفع بيده يتحسس ذراعيها قائلًا بشوق : أه وعلى فكرة أنا مديون ليكي بحاجة كنتي عطتيها ليا في مكتب أمير.
عقدت ما بين حاجبيها تتذكر ما هذا الشئ فتحسسه لذراعيها شتت أنتباهها لتجحظ بعينيها عندما استشعرت أنفاسه الساخنة تلفح وجنتيها ليقوم بطبع قبلة على خديها جعلتها تتسمر بمكانها. غافلة عن تلك الأعين التي رأتها من خلف باب غرفتها ألا وهي شمس ترى لما شمس رافضة لهذه الزيجة التي طالما حلمت بمثل هذه الزيجة لابنتها ؟ ترى لما لم تسر بعودة وجدي ؟ أين حنان الام عندما ترى ولدها الغائب يعود من جديد بعد غياب ثلاثه عشر عاما ؟ يوجد لغز وراء تلك المرأة ترى ما هو وهل يعلمه زيدان مثلما يعلم كل شئ ؟ وهل سيقوم بإخبار ريحانة به أو سيتعامل معه بطريقته الخاصة ؟
رحل زيدان وريحانة تنظر في أثره غير مستوعبه تلك المفاجأة التي فاجئها به منهيًا كلماته بتلك القبلة الشغوفة التي ألهبت وجنتيها الرقيقة.
فعل فعلته ورحل ولكن لا ننسى ما فعله اليوم من أجلها داوى بعض من جراحها كالطبيب هو ليس بطبيب مثل والدته التي استخدمت مهنة الطب كتجارة غير حياتها في خلال ثلاثه أيام ترى ما مدى رضاها عليه بعد ما فعله معها ؟ عاد إلى منزله بعد انقضاء اليوم مطمئنًا عليها فهي الأن وسط عائلتها تذكر أن يهاتف صاحب محل الصاغة و يستعجل وجود الأشياء التي اقتنتها ترى كان اختيارها ذوقا رفيعا منها أم قصدا بتماطل في موعد الزيجة ؟ مكثت هي على فراشها تستعيد تفاصيل اليوم لتتأكد بالفعل أنه مختلف كثيرًا عن قصي.
أخبره صاحب محل الصاغة أن مقتنياته قد وصلت وبعث له بالصورة ابتسم بخبث وبعث بالصور إليها وما أن فتحتها حتى شهقت جاحظة من جمالهم و تتأملهم بشرود إلى أن أخرجها من شرودها يتصل بها قائلًا : أنا قلت هتتصلي بيا أول ما الصور توصلك. ايه مش عاجبك ؟
ثم استطرد بغرور وتعالي قائلًا : يا ستي مش مشكله نغيرها أنا كل حاجة عندي سهلة ومفيش مفر مني أبدًا.
زفرت بقوة ليستمع إلى زفرتها جيدًا ويرفع حاجبيه بغيظ قائلًا : هاااا يا ترى ايه حجة التأجيل بعد كده ؟ أعتقد اني نفذت لسيادتك حاجات أنتِ أساسًا مطلبتيهاش.
واستطرد بغضب قائلًا : ومع ذلك عملتها وسيادتك مش طايقة نفسك.
حاولت إخراج صوتها بصعوبة قائلة : أنا إلا.
ثم توقفت ليصيح بها قائلًا : أنتِ ايه جبلة مش بتحسي بقولك هعملك اللي نفسك فيه من غير ما تطلبيه.
ثم استطرد بشر وجبروت يسحقها به قائلًا : ولا تحبي أقلب حياتك جحيم أكثر ما هي؟ طالما مش بيطمر.
أغمضت عينيها وأغلقت الهاتف في وجهه من سوء غطرسته معها ليعاود الاتصال بها من جديد وهو يفور غيظًا لتجاهل اتصالاته وما ان همت باغلاق الهاتف حتى بعث رسالة نصية مضمونها أنه سياتي إلى المنزل ويقوم بإفتعال فضيحة لها أي فضيحة جديدة بعد كل هذه الفضائح ؟ زفرت باستسلام ويأس وأجابت على اتصاله يأتيها صوته متقلبًا مئة درجة خوفًا من فقدانها وخسارتها قائلًا : أنا أسف يا ريحانة طبعا أنا مش في نيتي اني أهينك بس بصراحة برودك بيستفزني.
ثم أغمض عينيه بألم قائلًا : عملت ايه ليا لكل ده ؟ أنا راجل وبطلب واحدة للجواز. للدرجة دي مش من حقي؟
لأول مرة تخلع قناع الجمود وتستلم لعبراتها قائلة : خايفة يا زيدان خايفة منك أنت بالذات أنا انكسرت قبل كده رغم اني كنت قوية.
ثم ابتلعت ريقها بمرارة قائلة : وأنا بالنسبة ليك واحدة ضعيفة وأنت أكيد هدوس عليا.
لم يتوقع أنها ستضعف بهذا الشكل لم يستطع الرد عليها لترد هي عوضًا عنه تستطرد بمرارة باقي حديثها قائلة : معندكش رد صح ؟ عارف ليه لأنك هتعمل كده فعلاً اوعى تفكر ان المصنع ولا الفلوس يعوضني الكسرة.
واستطردت وهي تهز رأسها بحزن قائلة : لا يا زيدان أنا يهمني في الأول وفي الأخر الاحترام ومن فضلك سيبني الليلة دي أحاول أستوعب اللي حصل طول اليوم وعلى فكرة مش معنى كده اني رافضة الجوازة بالعكس احنا مكملين مع بعض.
كاد أن يرد عليها ولكن أنهت حديثها سريعا قائلة : تصبح على خير.
أغلق زيدان الهاتف فور طلبها منه يتنهد بتعب ويمسح على وجهه بغيظ وهو يسترجع كلماتها إليه وصوتها الضعيف ليغمض عينيه يعاتب نفسه على عجرفته معها ثم نهض فجأة ليذهب إلى أمير يستكمل سهرته ولكن توقف أمام مرأة الزينة ينظر إلى بعض الخصلات البيضاء التي نمت لديه ليعلم أنه تقدم بالعمر بدون أن يؤسس حياة لنفسه ولكن كيف سيؤسسها مع ريحانة أيتزوجها للإنتقام ثم يعاود الزواج من أخرى لملأ فراغ الأطفال هنا استشعر قول ريحانة أنه سيحطمها ولن يعوضها المال وقتها أبدًا,
رفع يده وكور قبضتها ليسدد لكمات للحائط الذي أمامه يود تحطيمه وبعث رسالة إلى شمس محتواها غريب الشكل
(تبعدي عن بنتك بتفكيرك..يا اما أنتِ عارفة هعمل فيكي ايه)
وعاد الذئب يهدد شمس من جديد فقد كانت شمس من بعد اختطاف سامر تمثل لوالد زيدان صديقته اللذيذة إلى أن توفاه الله وتم اكتشاف هذا الأمر من قبل أمير وهذا سبب رئيسي لرفض أمير لريحانة أمير الذي أراد لزيدان التروي وعدم التدخل في شئون والده ولكن زيدان لم يتهاون في حق والدته رغم أنها مخطئة في حقوق والده وبالرغم ان هذه الأمور كانت تتم بمحافظة أخرى إلا أن زيدان كان يدير محرك سيارته في منتصف الليل ويسرع للحاق بهم وإفساد ما ينوون فعله ولكن بليلة من الليالي ما ان وصل إليهم حتى وجد والده يلفظ انفاسه الأخيرة منذ تلك اللحظه ينظر إليها زيدان وإلى والدتها على أنهم سلعة سيئة موجوده بمتجر رخيص رغم أن ريحانة لا يشوبها شئ سيئ دائما يجدها هادئة ولكن لن ينسى يوماً أن والدتها كانت تمثل لوالده صاحبته اللعوب ولكن زواجه من ريحانة لم يكن لهذا السبب.
جاء الصباح من جديد استيقظ زيدان ولم يجد لديه أي طاقة ليذهب إلى أي مكان ولكن يعلم جيدًا لو بقي بالمنزل لن يسلم من مناقشات والدته فنهض وتوجه إلى المصنع مشى في طرقاته كالتائه وقف أمام المعمل للحظات يتذكر وجودها ويتنهد بعمق قائلًا لماجد بغضب : طبعا أنت كده مرتاح هي معدش بتيجي لا هي ولا صاحبتها أصلًا نورا مكنش ليها أي لزمه بس بجد احنا كده نخسر كتير يا ريتني اقدر أرجعها تاني.
تفاجئ بفتح باب المعمل لتظهر أمامه مرتديه المعطف الأبيض يبدو عليها أنها كانت تعمل واستمعت إليه تبتسم قائلة : مين قال اني مش هرجع هنا تاني أنا مش بحب أخسر شغلي ولا أخسر أصحاب العمل وبعد اذنك نورا هترجع معايا.
واستطردت بنبرة مرحة وقالت : أفتكر انك مبسوط دلوقتي.
ازداد وجهه إشراقًا وابتسم حتى ظهرت أسنانه ليتنحنح ماجد ويتركهم لتدلف هي المعمل ويدلف خلفها مغلقا للباب قائلًا : أنا سمعت كتير عن الستات متقلبات المزاج لكن أول مرة أجرب النوع ده معاكي أنتِ.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : حتى شذى على الرغم من تمردها إلا انها كانت بتخلط الأمور.
جلست أمام المجهر تنظر إليه بدقة لترى النتائج تحاول اشغال نفسها بأي شئ لغيرتها من ذكر شذى ليعلم أنها استائت لذكره لشذى فرد قائلًا : ما تيجي نروح نفطر الأول أنا مأكلتش حاجة من امبارح أنتِ كمان شكلك زيي.
ثم اقترب منها ورفع يدها من على المجهر مقبلًا اياها قائلًا ومبررًا أفعاله السيئة : وعلى فكرة أنا مقصدتش أضايقك لا امبارح ولا النهارده.
رفعت عينيها من على المجهر تنظر إليه بعتاب وهي تلوي شفتيها جاذبه يدها من بين كفيه قائلة : أنا عندي شغل يا زيدان أنت لسه قايل أنا نوع مختلف.
واقتربت منه بخبث قائلة : وشكلي هتعبك كتير بس عايزاك تاخد على كده من دلوقتي زي غيرك.
زفر بغضب و وضع يده على حافة الرخام الذي يوضع فوقه المجهر ونظر أمامه ليشرد في بحر العسل المصفى المتمركز في بنيتيها قائلًا : غيري! أه بقا ده أنتِ بترديها ليا وفورًا كمان.
واستطرد وهو يقترب أكثر تلتصق جبهته بجبهتها قائلًا بأسف : عمومًا يا ستي أنا أسف بس مش معنى اني قارنتك بيها اني استقليت بيكي بالعكس أنا برفعك عنها.
ثم رفع يده إلى أن وصل إلى شفتيها قائلًا وهو يداعبها : أعتقد كل حاجة جهزت لجوازنا مش فاضل غير الفستان والجناح بتاعنا.
واستطرد وهو يتفحصها مبتسمًا بخبث قائلًا : أنا حابب تفرشيه على ذوقك أصل أنتِ ذوقك حلو أوي.
نظرت إليه لتجد أمامها زوج من العيون السوداء مثل البلور يلمعان بكل الصفات الخبث والحنان والصدق حدثته بحيرة وشجن قائلة : أنا قلتلك امبارح اني خايفه منك بس للأسف عيونك دلوقتي بتقولي متخافيش يا ريحانة استقوي بيا.
ثم قبضت على يديه بكفيها الرقيقتين قائلة بقوة : ثقي فيا وأنا هصدق عينيك وهثق فيك وفي كلامك زي ثقتي بنفسي .
أشاح بوجهه إلى الجانب الأخر يعلم أن تصرفاته ستثبت لها عكس ما ترويه عينيه لتنظر إليه بحيرة أكثر وتنهدت بتعب تتسائل كم عدد المرات التي سيخذلها فيها هو الأخر. نهضت واتجهت إليه تنظر إليه من جديد بكل قوة ليعقد ما بين حاجبيه على عدم استسلامها في فك شفراته ترى لماذا الاصرار؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
بيت جديد يبدأ سامر في التعود عليه أشرق الصباح عليه بشكل مختلف عن ذي قبل ارتفع صوت هاتفه ترى من يهاتفه ؟ والذي قام بمراعاة سامر طيلة السنوات الماضيه تعهد لوالده أنه لن يهاتفه إلا إذا بادر سامر بمهاتفته كيف لوجدي أن يسيطر عليهم في تلك النقطة ؟ ود سامر أن يذهب إلى غريب من جديد لأنه توقع شئ في والدته ولم يجده ألا وهو حماسًا لعودته ..وها هي تنصحه بالرجوع إلى غريب وتتحدث بكل برود تنهد سامر بتعب من تلك الأفكار الشرسة التي تهاجم عقله. انتهى رنين الهاتف وهو لم ينظر من المتصل ليعاود ارتفاع رنينه من جديد فيتجه نحو الهاتف ليرد على المتصل متمنيًا أن يكون غريب ليتفاجئ باتصال صديقه خالد من الارجنتين ليرد عليه بلهفة ليرد الأخر بغضب قائلًا : أنت ازاي يا سامر سايب ليا الشغل ده كله لوحدي أنت هتفضل مستهتر طول عمرك وعمرك ما كنت جد وراجل وتتحمل المسؤوليه أناهفض الشراكة.
زفر سامر بحنق قائلًا : أنت عارف اني نازل علشان فرح أختي بس للأسف بقا أختي الحقيقية كمان هتتجوز وبابا غريب قرر يرجعني لأهلي يا اما كان جوز أختي ريحانة فضح التانية بأعمال بابا غريب.
هز خالد رأسه ببلادة قائلًا : ايه اللي أنت عمال تقوله ده؟
تنهد سامر بقوة قائلًا : اللي سمعته سبق وحكيت لك حكايتي بص أنا هرجع إن شاء الله بس اعطيني فرصه أجوز أختي دي وهرجع أصلًا ملهاش لزمه قعدتي هنا لا هتودي ولا هتجيب.
مط خالد شفتيه بيأس وانهى اتصاله مع سامر ليزفر سامر ويخرج من غرفته ليجد وجدي شاردًا أمامه ليسأله بصعوبة قائلًا : مالك يا بابا؟
رد وجدي بصوت مبحوح قائلًا : ليه اضايقت امبارح وأنا بودع غريب لما قلتله ما يتصلش بيك تاني ؟ سامر أنا أبوك..أه أنا مش السبب في اللي أنت فيه دلوقتي بس هو أخدك مني.
أشاح سامر بوجهه إلى الجانب الأخر ليستطرد وجدي حديثه قائلًا : طب بلاش أنا ريحانة دي ملهاش حق علينا احنا لازم نقف جنبها وأنت تساندها..اسمعني يا سامر زيدان مش زي قصي قصي رماها علشان مش بتخلف.
أعاد سامر النظر إلى والده يجحد بعينيه قائلًا : مش أنتوا قولتوا ان زيدان ابن عمة قصي يعني عارف سبب الطلاق طب ايه هو كمان مش بيخلف ولا ايه؟ لو هتتجوزه للسبب ده يبقا أكرم ليها تيجي معايا الأرجنتين.
تنهد وجدي بحزن قائلًا : هو مسبقًا كان خاطب وخطيبته غلطت مع قصي واتجوزته علشان حامل وكله كان من تدبير أم زيدان فزيدان حابب يعرف أمه انه هيجيب اللي أقل من شذى.
صرخ سامر في وجه والده قائلًا : نععععععععععم ايه الجنان ده؟..استحاله ريحانة توافق.
نهض وجدي وأخفض صوته بذل قائلًا : للأسف وافقت علشان أنا أطلع من السجن وأمك متتسجنش وأنت ترجع لينا تاني وأنتقام لنفسها وكرامتها اللي بعترها قصي هو وعمته غير المغريات من الجوازة وأنا أنصحك سيبها يا سامر احنا هنقف جنبها منبعيد وأنا واثق انها مش هتنهار وتقع المرة دي.
تسمر سامر من حديث والده ينظر أمامه بشرود ليعلم أن ريحانة ستهب فوق رأسها عاصفة ستقتلع جذورها وستغرق في بحر الظلمات مع هذا الحوت البشري فقرر أن يبقى بجوارها مثلما طلب منه والده وجدي.
حاول أن يتهرب منها ولكن عادت لتنظر إلى عينيه مرة أخرى بحيرة كأنها تنظر إلى كتالوج فساتين الزفاف تحاول أخذ النظرة التي تريحها ولكنها بالأحرى قررت أن تساعد تلك الأعين على إخراج ما بهم من مشاعر فسألته قائلة : هتفضل كده كتير؟
لم يجب عليها هي سألت سؤالها كنوع من لفت الإنتباه وهو لم يجب لشكه أنها تريد أن تعلم إلى متى سيفتح الغموض بعينيه لم يعلم أنه للفت الإنتباه فقط في لحظة واحدة خرج من المعمل وكان خروجه مفاجئ بالنسبه لها أما عنه فخرج ليسير على نفس حالته الضائعة ليقف عند الباب المغلق من خلفه يقول ريحانة القلب والدار.
خرجت خلفه مسرعة لكي ترحل لتتفاجئ به يقف شاردًا بجوار الباب لتجز على أسنانها بغيظ قائلة : ايه لسه واقف عندك بتعمل ايه ما تمشي كل ده علشان سألتك هتفضل كده كتير ولا أنت جاي تقف ساكت معايا بس؟
ثم تعالى بصوتها قائلة : أه ما أنت اتعودت تتكلم أنت بس.
تضايق من صوتها العالي وقام بسحبها إلى غرفته لتفزع عندما وجدت نفسها محاصرة خلف الباب لترتبك و تبتلع ريقها قائلة : أنت هتعمل ايه؟..لا بقولك ايه حاكم أنا مش ضعيفة وبخاف، ولو خوفت مش هيبقى منك.
ثم أخذت تحاول إبعاده بسأم وضيق قائلة : وبعدين أنا مغلطتش يا اما نفضها سيرة ويا دار ما دخلك شر.
أغمض عينيه ورفع يده يضعها على شفتيها يمرر سبابته عليها قائلًا بقوة يرغبها : أنا عايز أكتب الكتاب بقا على الأقل على بال ما نجهز للفرح علشان أكسر الناب الأزرق اللي بيطلع كلامك السم ده.
ثم اقترب منها بخبث حتى ارتجفت أمامه قائلًا بسخرية : ومن ناحية الخوف فأنتِ خايفة.
حاولت التملص منه قائلة : يا سلام هو كتب الكتاب يخليك تعمل ايه يعني هتضربني مثلًا؟
و تعالت شارات الغضب بعينيها واستطردت قائلة : متقدرش أنا عمر ما حد مد ايده عليا أنا طول عمرى بتعامل على اني ملكة.
لم يفك حصاره ولكن ازداد أكثر وأكثر وقربه منها كان حد الهلاك ليعبث بمشاعرها قائلًا : لا ملكة ولا حاجة كل ده فشنك أنا عندي الأصلي.
واستطرد وهو يضع يديه على رأسها كأنه يتوجها قائلًا : اللي يخليكي سلطانة ولذلك لازم نكتب كتابنا علشان تكوني ملكي يا ريحانة قلبي.
جحظت بعينيها من تلقيبه لها ريحانة القلب لتأخذ في التذمر قائلة : أنا مش ريحانة قلب حد فاهم مش عايزة أسمع الكلمة دي منك بالذات وإلا هتشوف مني حاجات عمرك ما تتخيلها.
ثم هزت رأسها بعزم واصرار قائلة : وكتب الكتاب يوم الفرح.
زفر بعمق ونفخ في وجهها قائلًا بثقة : أنا اللي أقوله هيتنفذ مش باخد رأيك زي ما أنا رجعت أخوكي وأبوكي قبل الفرح.
ثم استطرد وهو يضع جبهته على جبهتها قائلًا بحزم : هكتب كتابي قبل الفرح واوعي تنسي الشيك أبو نص مليون.
شردت أمامها ليخرجها من شرودها قائلًا : سرحتي في ايه في النص مليون جنيه ايه قليلين ؟
واستطرد بعجرفة قائلًا : ممكن أزودهم بس في حاجة هتاخديه يوم ما أنا أملكك قلبًا وقالبًا مش جواز على الورق.
نظرت إليه باستنكار ليؤكد على حروف كلماته قائلًا : ده حقي أنا مش بعمل ده كله علشان أنتقم وبس أنا من حقي أستمتع زي زي غيري.
ثم ربت على وجنتيها يغمز إليها قائلًا : وبعدين لو مرضتيش عمري ما هطلقك لأنه حرام.
استهزئت بحديثه قائلة : ايه ده كله ايه ده كله..يكونو هيجوزوني الشيخ زيدان ؟..فوق يا حبيبي.
ثم أزاحت هذا الذراع الذى يحاصرها قائلة : احنا دافنينو سوا أنا مش عيلة وتضحك عليا وتاخد اللي عاوزه تحت مسمى الحرام والحلال.
لتستطرد بسخرية : لو على الحلال والحرام تخطبني من وليي لكن سيادتك طايح.
ثم ضيقت عينيها بمكر قائلة : وبعدين الدكتورة شكران تيجي تطلبني من أهلي، دي عملتها يوم قصي.
زفر بحنق قائلًا : وماله أجيبها تخطبك مش صعب عليا على فكرة ومش ده اللي هيعقد جوازنا.
ثم اقترب مرة أخرى بخبث قائلًا : ولو تحبي أجيب خالي كمان أجيبه وتحبي أجبلك قصي؟
وضعت ريحانة يدها على أذنها تصرخ بوجع قائلة : بسسسس أنت ايه يا أخي بارد مش كفايه اني متقبلة أتجوزك وأنت ابن عمته.
ثم هبطت بيدها على صدره تسدد له الضربات قائلة : كمان عايز تجمعني عليه ؟ ..أنت مش طبيعي مريض.
كلماتها أشعرته أن قصي ذو أهمية لديها فتملكته الغيرة قائلًا : ايه هتغيري لما هتشوفيه مع شذى ..لكن هو مش هيغير صح ؟ عمومًا بقا اتعودي عليه في حياتنا.
ثم استطرد بحقد دفين قائلًا : زي ما أنا كنت بشوفكم قصاد عيني.
هزت رأسها بذهول عندما استشعرت أن الإنتقام منها أيضا لتندهش من استطراده بغل وحقد قائلًا : محدش منكم فكر أيامها ايه هتكون ردة فعل شذى لما تشوف منكم كده ؟ طبيعي هتميل ليه وبعدين تعالي هنا..
جذبها من ذراعيها بعنف قائلًا : ازاي ما فكرتيش إنها هي اللي ممكن تغير منك وده حصل؟ اوعي تكوني مفكرة اني مصدق إن أمي عملت ليها حاجة ولبستها لقصي لا هي مع قصي برغبتها.
هزت رأسها تنفي كلماته لم يستوعب عقلها إصاغتها ليرد عليها ردًا واحدًا : كل اللي بنقوله ده مش هيغير حاجة جهزيلى نفسك بكره عندنا مشوار مهم هنروح أتيليه غفران.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : طبعًا غنية عن التعريف وكنتي بتشوفيها كتير عندنا لازم تختاري الفستان بأسرع وقت.
وابتسم بخبث قائلًا : أنا حجزت الأوتيل اللي هيتعمل فيه الفرح وحددت اليوم خلاص ودلوقتي اتفضلي على شغلك.
كادت أن تعترض ليمنعها قائلًا : بدون نقاش كفايه لحد كده.
انطلقت لتخرج من الباب كمن يهرب من عاصفة تسير أمامها بهدوء وشرود تفكر بما ينوى فعله زيدان بها.
كل مرة اثبت لها أنه أقوى منها وهي في كل مرة تتحداني بعينيها قربهم وارتباطها القادم به سيكون نكبة للكل كانت تعد ساعات الليل ليذهب سريعًا وتذهب إلى بيت الأزياء حتى تنتقي فستان زفافها عندما هاتفها بتخبط. أخذت تبحث عن شقيقها لتأخذ معها شخص مستفز له حتى يتذمر زيدان ولكن لم تجده حتى والدها فأيقنت أنهم سويًا أنتظرها كثير في سيارته وهو يدور في فكرة واحدة أنها لم توافق ليتفاجئ باتصال نورا تهتف بامتنان قائلة : شكرًا يا أستاذ زيدان على اللي أنت عملته علشان ريحانة وصدقني عمرك ما هتندم انك ارتبطت بيها وهي كمان أكيد هتبقى مبسوطة وهي معاك.
اضطر أن ينهي محادثته معها لظهور ريحانة تخرج من مدخل العمارة متوجهة إلى السيارة تركبها بدون أن تنطق بأي كلمة ساد الصمت بينهم حتى وصلوا إلى بيت الأزياء ليتقدم قبلها لتجد صاحبة الأتيليه ترحب به وانهالت عليه بالاحضان والقبلات وتنظر إليها بخبث تركهم وذهب ليجلس بعيدًا أشارت إليها لتدلف معها الحجرة المخصصة لفساتين الزفاف قائلة : اتفضلي يا مدام ريحانة..كل الفساتين اللي قدامك دي وصلتني أول امبارح ولو حابة حاجة معينة ممكن تقوليلي وصفك وأنا أبعت أصممه.
نظرت ريحانة إلى الفساتين تجدها باهظه الشكل ومفتوحة وغير ملائمة لها فأغمضت عينيها وفتحتها قائلة : هو ليه كل الفساتين اللي عندك شكلها كده مش قصدي طبعا أقلل منك بالعكس كلهم شكلهم غاليين بس أوفر أوي وأنا بحب السمبل.
نظرت إليها غفران من رأسها إلى أسفل قدميها قائلة : معاكي حق أصل الغالي مش بيبيع إلا الغالي اللي زيه والعالي هو اللي بيشتري لأنه الوحيد اللي بيقدرني و بيقدر قيمة حاجة زي دي تحففففه.
فهمت ريحانة مغزى نظراتها وكلامها سلطت عينيها عليها لتجد غفران تبتسم بخبث وتذهب لتجلس على مكتبها تتفحص جهاز الحاسوب الخاص بها قائلة بخبث : بس أنتِ شكلك بتحبي الحاجة الرخيصة مش الغالية اللي صعبه على تقديرك لو عايزة نصيحتي اختاري الحاجة اللي تناسب مستواكم هي اللي هتنفعك وتعيش معاكي.
تركت لها ريحانة الغرفة بغضب لتذهب إلى زيدان الذي أنتفض عندما رأها وفهم ما حدث ليتصنع عدم الفهم قائلًا : ايه ده بالسرعة دي مكنتش متوقع الصراحة الظاهر إن قله كلامي معاكي بتجيب نتيجة.
ثم تقدم بيده يلتقط يدها قائلًا : طب تمام كده كل حاجة جهزت ولا ايه؟
ازدادت غضبًا ولم يهمها أمر وجودها في بيت الأزياء وردت بحدة قائلة : مش عايزة أي واحد من اللي جوه بمعنى أصح مش عايزة أي حاجة من هنا أنا واحدة ليا احترامي مش بيعة وشروة.
ثم نزعت يدها ونظرت إليه بحدة قائلة : أنت جايبني تهزأني.
تنهد قائلًا ببرود : مش أنا اللي أودي مراتي مكان تتهزأ فيه رغم اني متأكد أنه سوء فهم منك علشان أصلًا غفران عارفة أنتِ كنتي مين.
ثم رفع أكتافه بلا مبالاة قائلًا : بس براحتك.
تضايقت من بروده قائلة : يعني ايه براحتى..يعني كده الموضوع خلص مش هتدخل تحاسبها على قله ذوقها معايا ؟
ثم استطردت وهي تجز على أسنانها قائلة : أنا كان ممكن أعديها عادي زي يوم الشبكة.
جلس مرة أخرى ووضع ساقه على الأخرى قائلًا بجمود : ومعملتيش ليه ؟ طب على الأقل يومها معلش محدش عمل ليكي حاجة وكنتي بتعاندي معايا.
ثم تقدم بجسده بخبث قائلًا : هنا بقا كان ممكن تورينا الكبرياء على أصوله.
زفرت ريحانة بحنق ليقابل زفرتها بابتسامة قائلًا : لو حابة أجبها دلوقتي تعتذر ليكي معنديش مانع وأقدر كمان وأنتِ عارفة بس أناشايف نبقا لذاذ وتعدي الموقف.
وأشار نحو الباب قائلًا : وتشتري من حتة تانية.
عارضت فكرته وخرجت مهرولة من بيت الأزياء هذا الذي من لحظة دلوفها إليه وهي تختنق وزاد من اختناقها نظرات غفران الخبيثة وكلماتها اللاذعة فهمت من تلك التي من ورائها ألا وهي شكران لتشعر ريحانة بالنقص ولكن ريحانة لم تستسلم ستذهب معه إلى مكان أفخم من ذلك وتنتقي الأفضل..لطالما هو يريد راحتها سوف تقوم بإسعاد نفسها.
ركضت نحو السيارة تتمنى التحرر من أسره لها لا تريد أن تخضع له دائمًا فهي تريد لنفسها الكبرياء لا تريد أن تكون مسجونة زيدان لأنها لا تستحق تلك القيود.
دلف إلى السيارة وفتح لها الباب لتدلف ليرتفع صوته قائلًا : من امتى وأنتِ بتضايقي من غفران.؟..ده حتى أنا كنت بحسك شويه شويه بتتمنى أنها تصمملك فستان.
ثم نظر إليها بدقة قائلًا : ممكن أعرف ايه اللي دار بينكم جوه ؟
زفرت بغضب قائلة : أنت كنت أساس الكلام جوه الهانم بتوضح ليا اني أخد حاجة غالية علشان سيادتك غالي عليها الظاهر معجبة.
ثم سخرت قائلة : بس طبعًا دكتورة شكران مش هتوافق.
صف السيارة على جانب الطريق واقترب منها بخبث قائلًا : أنتِ شايفه كده ؟ طب ما هو ده حلو بالنسبه ليكي تلاقي زوجك المستقبلي مرغوب من الستات.
ثم مط شفتيه يتلاعب قائلًا : بس أنتِ عبيطة أوي غفران قامت بتنفيذ كلام الدكتورة شكران.
هزت رأسها ترفض وجهة نظره فهي مصرة أيضًا أن غفران تميل إليه فابتسم بخبث قائلًا : أيوه بقا أحبك وأنتِ مصرة غفران زيها زي سمر بتسمع كلام الست الوالدة يمكن في يوم من الأيام تحن عليها و تجوزها ابنها.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : ابنها اللي ميعرفوش عنه حاجة غير انه ابن ناس أغنيا وبس.
قطبت ريحانة جبينها على جملته الأخيرة لتستنبط أن هذا لسانه يسكن من تحته الكثير من اللعنات والمصائب ترى من تكون يا زيدان قاتل..أم تاجر أسلحة و مواد مخدرة أم تعمل بالمافيا ؟ سخرت من تفكيرها تقول في نفسها أهو بزعيم مافيا.
يقال أن الكلمات التي نقع بها في مرة من المرات تخفي في باطنها الكثير من الأسرار لأنها تقال بعفوية ودائمًا نكون بحالة شرود أو غضب الصمت الذي التزمه البارحة في المصنع فضح اليوم بكلمة واحدة ليجعلها تدلف داخل شلال من الأفكار قصتها معه لم يكن محورها العشق لكي تدلي له بأسرارها يقال أيضا احذر المرأة الذكية حتى لو كانت ضعيفة ذكائها تقتل به ضعفها تعيش بعالم واحد هو التفكير دائما بكل شئ واستنباط واستنتاج الحقائق
من سوء حظه بعد ما أنهى حديثه وهو منهمك في النظر إليها والتلاعب بمشاعرها لم ينتبه على الغدر الذي كان المراد به هي ولكن جائت به اقتربت سيارة من محيطهم وقامت بإطلاق الرصاص عليهم لتصيح برعب ليشهر سلاحه فورًا صوبهم ويهبط من السيارة مسرعًا يوقفهم ويتم التشاجر معهم لتصدر منها إنتفاضة رعب عندما وجدت أحدهم منهم يقترب من السيارة لتسرع بتشغيلها والهروب من محيطهم مسرعة حتى تنفذ من براثنهم حتى وصلت إلى مكان أخر تضع يدها على مقدمة جبهتها لا تعلم ماذا تفعل حيث تركته بمفرده أخذت تعبث بهاتفها لتتصل بأحدهم إلى أن وجدت فجأة هاتفه مرميا في دواسة السيارة لتسرع وتتصل على أمير الذي كان نائمًا ليرد بصوت ناعس قائلًا : أهلًا يا خويا هو أنت مش عارف اني بنام بالنهار علشان سهر بليل بتتصل بيا ليه خليني أخمن الهانم اتعاركت مع غفران قلتلك بلاش.
صرخت ريحانة لينتفض من صرخات ريحانة ويعقد ما بين حاجبيه ليستمع من بين شهقاتها قائلة : الحقنا يا أميييير أنا كنت مع زيدان طلعوا علينا مسلحين، وكانوا عايزين يقتلوه ويخطفوني أناهربت وسيبت زيدان لوحده تعالى بسرعة.
نهض أمير مهرولًا يأخذ قميصه ويرتديه وهو يحدثها بحذر قائلًا : اسمعيني كويس خليكي زي ما أنتِ أنا جاي. بسرعة ابعتيلي اللوكيشن واقفلي على نفسك العربية وفي سلاح زيدان بيحطه في التابلوه ده استيبن خليه تحت ايدك.
هزت ريحانة رأسها بانصياع ونفذت كل أوامره أما أمير فقد وصل مهرولًا إلى المكان الذي بعثته له ريحانة ليجد الجميع جرحى تحت قدمي زيدان ليقطب زيدان جبينه من رؤيته قائلًا : أنت ايه اللي جابك هنا ريحانة صح؟..الجبانة..خافت على نفسها وهربت ما هي متعرفش أنا مين والله لأجيبها تتفرج عليهم وهما سايحين في دمهم.
وبالفعل تقدم ليركب سيارة أمير ليوقفه أمير قائلًا : استنى بس يا زيدان ليها حق تهرب لأنه واحد منهم كان عايز يخطفها بس قولي دول تبع الجماعة بتوعنا صح علشان أخر عملية متنفذتش؟
تجهم وجه زيدان ليفهم أمير القصة قائلًا : تمام كده أنا فهمت الست والدتك. كان لازم أستنتج كده الجماعة بتوعنا مش يعملوها معاك لوحدك ولو عملوها مش هيدخلوا فيها الحريم.
نظر إليه زيدان بحدة قائلًا : كأنها بتقولي لا تراجع ولا استسلام بس أنا بقا مش هسكت محدش قدي أقسم بالله هفضل مخوفها بالتسجيل اللي سجله الزفت اللي ضرب علينا.
زفر أمير بحنق قائلًا : كنت خلص عليهم لأن أكيد هتجندهم تاني لا وايه استعملت ذكائها خليتهم يضربوا وأنت معاها علشان متبانش انها هي اللي بعتتلك.
همس زيدان كفحيح الأفاعي قائلًا : تبقى تعملها مرة كمان وأنا وربي هنسى انها أمي وهفضح أعمالها القذرة في المستشفى المهم تعالى نروح للبت الجبانة دي فاتها على أعصابها.
وبالفعل ذهبا إلى ريحانة التي كانت في قمة توترها تهدئ نفسها ببعض أيات القرآن وهي ممسكة سلاحه بيدها وتغمض عينيها وتفتحهم لتجده يهبط من سيارة أمير لتفتح باب سيارته بأقصى سرعة وتركض إليه تقوم باحتضانه بلهفة وهي تتحسس جسده خشية أن تراه مصاب قائلة بفزع : زيدااان..أنت كويس الحمد لله..أنا كنت مرعوبة عليك.
ثم شددت أحتضانه مردفة : اعذرني مقدرتش أفضل هناك في واحد كان نيته يخطفني فهربت واتصلت بأمير.
احتضنها بقوة وشدد على ذراعيها ليجد أمير يبتسم إليه بخبث ليذغر إليه بعينه حتى يرحل وبالفعل رحل لتستمع إلى صوت رحيل سيارته وأنتبهت لتخرج من بين أحضانه تعدل من هيئتها وتعيد خصلات شعرها خلف أذنها ليبتسم على خجلها وينظر حوله قائلًا بخبث : في ايه رجعتي في كلامك ليه ؟..ده كنتي في حضني وأمير كان معانا يقوم لما أمير يمشي تبعدي؟
ثم جذبها لأحضانه قائلًا : لا بقا ده أنا بعد كده هلم الناس علشان أتحضن.
لوت شفتيها بامتعاض وخرجت من أحضانه قائلة : أنا كنت قلقانة عليك وده الطبيعي..شيلت ذنب اني سبتك لوحدك وهربت بس مش قصدي اترمي في أحضانك بالمعنى اللي أنت فهمته.
ثم بررت بخجل قائلة : أنا بس خاني الموقف.
سخر منها قائلًا : خانك الموقف!!!..يا ريتني كنت سبتك على نار كده وكنت خلعت أنا وأمير وروحت واتصلت خليتك تروحي لوحدك.
ثم ابتسم بخبث قائلًا : بس حلوة المواقف دي .
استشعرت استهزائه بها وبقلقها فردت عليه قائلة بعناد : كنت امشي..وايه يعني؟ ..ولا هتفرق بالنسبة ليا.
واستطردت باستهزاء قائلة : أنت شكلك أصلًا متعود على الجو ده مسدس في جيبك ومسدس في التابلوه إنما أنا لا.
تخطاها وذهب إلى السيارة وفتح الباب ليجلس خلف المقود يتحدث بصوت مرتفع قائلًا : لا يا حلوة أنتِ اللي كنتي المقصودة مش أنا حبيب القلب اللي رماكي مش طايق تكوني لغيره.
ثم أخرج رأسه من السيارة وصدمها قائلًا : لذلك بعت اللي يخطفك مني فاكرني هسيبك.
تسمرت في مكانها غير مستوعبة ما يقوله في بادئ الأمر ظنت أنه يكذب ولكنها رجعت بذاكرتها وتخيلت الشخص الذي كان يريد خطفها تأكدت أنها من الممكن أن تكون فعلة من أفعال قصي القذرة بهدف إخضاعها إليه فقامت بسبه ولعنه بداخلها لكن هناك يبقى تساؤل ترى هل كذب زيدان على أمير عندما تفوه وقال أن والدته المذنبة أم كذب على ريحانة لتكره قصي أكثر.
هي وهو لا يوجد بينهم شئ جيد يقود إلى الاستمرار أولهم العشق ممنوع لهما بالإضافة إلى تنتقامه إلا أنه تدفعه رغبة جريئة نحوها. إنها لون جديد غير مألوف بالنسبة له من بداية معرفته بها وهو يريد أن يتعرف جيدًا على هذا اللون ولذلك أنتهز فرصه انتقامه لها لكي يجرب هذا اللون الجديد.
على الجانب الأخر أبلغ المسلحين قصي بفشل الأمر لتعلم والدة قصي بما حصل هي امرأة بسيطة تكن لريحانة كل الحب والمودة غير راضية عن تصرفات زوجها وابنتها وولدها وغير راضية عن الزوجة الجديدة لابنها لطالما كانت تحلم بحفيدها من ريحانة ليحمل صفات ريحانة بعد معرفتها بما حل مع ريحانة وزيدان ارتدت ملابسها وذهبت مسرعة إلى المشفى حيث يعمل زوجها وشقيقته ودلفت مقتحمة غرفة شكران قائلة بغضب : أنتِ ايه يا شيخه ايه. في أم تعمل في ابنها كده ابنك كان هيتقتل يا هانم وكل ده ليه علشان ريحانة راجعة العيلة تاني طب ما ترجع.
خلعت شكران نظارتها الطبية بكل عنجهية ونظرت إلى هالة باستهزاء قائلة : ولما ترجع وابنك أول واحد ينضر بوجودها أنتِ متعرفيش دي ممكن تعمل ايه وبعدين أنا مليش دعوة ابنك وجوزك هما اللي مصرين .
ضربت هالة بيدها على سطح المكتب إلى حد انزعاج شكران وهتفت بلهجة غضب قائلة : وأنتِ ساعدتيهم وعلى فكرة زيدان عرف كل حاجة، وده يخليه يتمسك بريحانة أكثر بصراحة حلال عليه ريحانة تتاقل بالدهب.
ثم استدارت هالة إلى أن وقفت بجوار شكران تنظر إليها باشمئزاز قائلة : أنتِ مفكرة نفسك مين؟ أنتِ ولا حاجة. نسيتي أصلك و فصلك أنتِ وأخوكي، ولولا المرحوم جوزك عمرك ما كنتي هتبقي كده ده أنت كرهتيه في عيشته.
تنفست شكران بغضب قائلة : يحمد ربنا اني مقتلتوش راجل نسوانجي داير ورا اللمامة اللي زيه واستحالة أخلي ابنه يعمل زيه مهما كلفني الأمر حتى لو قتلتها بايدي.
هزت هالة رأسها بيأس وزفرت قائلة : أنا طول عمري بسمع عن الأمهات الظالمة لكن بالشكل ده لا. تتمنى الأذى لغيرك علشان مصلحتك وهتستفادي ايه ؟ انك تفضلي محافظة على وضعك الاجتماعي اللي عمره ما كان موجود.
أنتفضت شكران و نهضت تهتف بعصبية قائلة : أنا هروح أجبلك ناجي علشان هو الوحيد اللي يعرف يربيكي أنتِ نسيتي نفسك. أنتِ ازاي تكلميني بالطريقة دي الوضع الاجتماعي أنا اللي عملته مش حد تاني.
ابتسمت هالة بسخرية قائلة : عارفة أنا فرحانة فيكي أوي لأن بسبب غرورك ده جوزك بقا بيدور على الستات وابنك الوحيد عايز يعمل أي حاجة علشان يكسر نفسك وبناتك هربوا منك وسافروا واتجوزت كل واحده منهم بره وتفضلي طول عمرك وحيده يا شكران وهتدفعي تمن أخطائك..أما ناجي خلاص بخ خليه لك ده ابن أخته اللي بيسمع كلامها أنا رفعت عليه خلع ولو ما حصلش أنتِ عارفة أنا ممكن أفضحكم ازاي. سلام يا سكرية يوووه قصدى يا شكرية مش ده اسمك الحقيقي برضه.
بعد ما قام برمي كلماته عليها وقوله عن قصي أنه المتسبب في إطلاق النار عليها ترى ماذا سيحدث خاصة بعد كلمته التي تعني أنه لن يتركها أبدا ؟؟؟ هكذا أعلنها صراحة صعدت السيارة وكلاهما في صمت ينظر دائمًا لنفسه بعدم ثقة فهو ليس شابًا مثل قصي لا يستطيع منحها الحب والغرام ولكنه يستطيع أن يمنحها الأمان والاحتواء والقوة والسيطرة يسخر من نفسه لما هو مهتم لأمر انجذابها إليه فالنساء جميعا ينجذبن إليه وهو ليس بحاجة لها من المؤكد أنه لا يريدهم يريد الصعب دائمًا.
وصلا إلى بيتها وجائت لتفتح باب السيارة وتهبط منها سمعته يملي عليها أمرًا بحسم قائلًا : أنا وغفران نبقى نختار الفستان مفيش داعي نخرج اليومين دول مع بعض كتير.
ثم خصها بالأمر قائلًا : وخصوصًا أنتِ وهجيب بودي جارد هيبقى تحت العمارة.
زفرت بحنق و سبته في نفسها ليسمعها جيدًا ويفهم مدى انزعاجها ليبتسم بخبث قائلًا : أنتِ بتشتميني يا ريحانة؟ وماله أنا اللي غلطان.
تعالى غيظه قائلًا : يا ريتني كنت رميتك للواد اياه وكان رجعك لقصي حبيب القلب ما أنتِ غاوية رمرمة.
تخلت عن أخلاقها وقامت بخلع حذائها وصوبته في وجهه قائلة : ماشي مش أنا غاوية رمرمة بترمرم معايا ليه؟ أنصحك روح لغفران ولا أقولك سمر ولا ارجع لشذى.
ووضعت يدها الأخرى في خصرها وتمايلت قائلة : هتبقا أحلى رمرمة والله لو تجبلهم الرابعة أما أنا اطلع من نافوخي ومعنتش تيجي هنا تاني.
هز رأسه باستمتاع وهو ينظر إلى فردة حذائها المصوبة أمام وجهه وكاد أن يلتقطها ويرد عليها إلا أنها ارتدتها مرة أخرى وخرجت من السيارة صافعة للباب لدرجة تهشم زجاج النافذه لتنظر من خلفها إليه باشمئزاز وهو يحدجها بعينيه وهي لا تبالي صاعدة إلى منزلها بكل ثقة أما عنه فقد أصبحت قوتها أمامه وعدم ضعفها إكسيرًا للحياة بالنسبة له يتلذلذ بجبروتها كم يعشق المرأة القوية والتي تحمل في نفس الوقت قلبًا حنونًا وعاشقًا لمحبوبة تنهد مطولًا وتمنى أن يظفر بهذا القلب صعدت ريحانة إلى منزلها لتجد سامر يجلس في منتصف الصالة لتعلم بعدم تواجد والديها. نظرت إليه فعلمت أن بداخله حديث طويل وهي غير قادرة على سماع أي شئ يكفيها ما حدث طوال اليوم ولكنه سمعته يتحدث بخبث قائلًا : أهلًا بالناس اللي بتفطر بره بس ده مش فطار بس ده فطار وغدا وعشا، لا وراجعة شكلك متبهدل هو أنتِ كنتي فين بالظبط؟
زفرت بحنق وتنفست بصعوبة وحرقة ليدور حولها قائلًا : مش المفروض الهانم تبلغنا إنها خارجة معاه ولا هي سايبه؟ وبعدين ده حتى مش كاتب كتابه طب بلاش أنا أعرف سيادة الوالد والوالدة فين من ده كله؟
ابتسمت بسخرية ونظرت إليه باستهزاء وتخطته ودلفت لغرفتها وتركته يستشيط غضبًا من تقليلها له خلعت ملابسها بتعب وما إن صعدت إلى فراشها لترتاح حتى أتاها اتصال من زاهر لتقطب جبينها ولم ترد ليعاود الاتصال مرات عديده ثم حدقت بعينيها وتذكرت عدم وجود والدتها لتعلم أنها معه لترد بلهفة ليأتيها صوته الغاضب قائلًا : أنتِ مش بتردي عليا ليه ايه مفكراني مقدرش أعمل فيكي حاجة أنتِ وأهلك ؟ طيب ماشي الشيكات وأخذها سي أمير الصور مين هياخدها مني؟
تسائلت فيما بينها عن الصور ليأتيها الرد بخبث قائلًا : صور أمك مع كل واحد شويه هتقوليلي مش مهم طيب واللي يجبلك صورها مع أبو زيدان؟ وده اللي مخليها رافضة زيدان بالذات.
شهقت ريحانة جاحدة بعينيها قائلة : لا مش معقول هي عمرها ما اختلطت بأبوه دي أكيد صور متفبركة وحتى لو حقيقة هقول لزيدان يجيبك من حبابي عينيك أنت والصور.
كان ممسكًا للصور في يديها قائلًا بكل ثقة : مش مصدقاني يا حلوة. طب واللي يجبلك عنوان الشقة اللي كانوا بيباتوا فيها في اسكندرية واللي كان كل مرة زيدان يروح يلحقهم؟
انهارت ريحانة قائلة : برضو كذاب زيدان لو يعرف كده عمره ما يفكر يتجوزني أنت بتعمل كل ده ليه هي اللي موصياك صح ؟ تعرف؟ أنا عند على عندكم هكمل في الجوازة دي، وأعلى ما في خيلكم اركبوه معنتش تتصل بيا تاني لأحسن اخلي زيدان يخلص منك.
أغلقت الهاتف في وجهه في غضب وأخذت تجوب الغرفة ذهابًا وإيابًا في غضب ليتعالى صوت الهاتف من جديد وترد عليه بدون النظر من المتصل ليتعالى صوتها قائلة : بتتصل عليا تاني ليه يا زاهر الزفت؟
ليقطب الطرف الآخر جبينه ويبتسم بخبث قائلًا : زاهر مرة واحده ايه يا ريحانة أنتِ مش عاتقة للدرجة دي وبالرغم من كده حظك حلو بتاخدي أحلى حاجة وبسهولة ؟ يلا أرزاق.
وضعت ريحانة يدها على رأسها بتعب قائلة : هي الدنيا كده يا سمر أرزاق زي ما بتقولي بس أنتم فاهمينها غلط الرزق اللي أنتِ شايفاه رزق بالنسبة ليا نار وهرمي نفسي فيها.
ابتسمت سمر بسخرية قائلة : نار! زيدان الجمال بقا نار يا ريحانة من امتى ؟ أنتِ نسيتي يا ريحانة كلامك عنه وأنتِ متجوزة قصي. إنه خسارة في شذى ؟ الله اعلم بقا كانت نيتك ايه.
زلة لسان في الماضي أوقعت ريحانة فريسة في الحاضر أنتبهت على صوت سمر وهي تهتف بحزن : طبعًا أنتِ كنتي بتقولي كده زمان علشان ترضيني بس للأسف أنتِ لو كنتي بتتمني ليا زيدان زي ما بتقولي مكنتيش وافقتي عليه.
تنهدت ريحانة بتعب قائلة : ماشي يا سمر اللي تشوفيه وأعتقد إن اتصالك وكلامك لا هيودي ولا هيجيب ابن عمتك حسم أمره. خصوصًا بعد ما البيه أخوكي بعت ناس تخطفني ابقي سلمي عليه وقوليله ريحانة في الأحلام سلام يا سمر.
صمتت سمر وجلست على فراشها بعد مهاتفتها لريحانة لتعلم لما أصرت هالة على اتصالها بريحانة تريد والدتها الاطمئنان عليها لما كل هذا الحب لريحانة من الجميع؟ نعم كنت أحبها يومًا ولكن حين يتعلق الأمر بزيدان يزداد كرهي لها ماذا أفعل معها بهذا الوضع الصعب والمهين.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
مشاعرها بعد زيارة هالة لها أصبحت مثل البركان المدمر بعثت إلى شقيقها وانفجرت في وجهه حتى أن صوتها الحاد الغاضب وصل إلى مسامع العاملين بالمشفى. نجحت هالة في إثارة الغضب لديها عندما ذكرتها بالواقع المرير لها. بضعة سنوات أخيرة قامت بتدمير كل شئ حتى كرامتها بداية من إهمال زوجها ليترتب عليه اندفاعه نحو النساء ليسد فراغه منها. حقًا استحقت لقب المرأة الفولاذية الباردة مثلما يتحدثون عنها صديقاتها لتحكمها في كل شئ زوجها وشقيقها وابن أخيها حتى ابنتيها عندما قررت زواجهما ونفيهما للخارج وتريد الآن أن تكمل سيطرتها الكاملة على ابنها الوحيد من سوء ما تعايشته وهي صغيرة في بيئة اجتماعيه معدمة قررت عندما ارتفعت ألا تعود للاندماج مع تلك الطبقة مرة اخرى بداخلها حقد طبقي لا تريد العوده مثلما كانت.
حاول شقيقها تهدئتها ولكن دون جدوى ليستدعي قصي الذي جاء يرتجف مهرولًا و يبتلع ريقه ليصطدم بصفعتها القوية وهي تقول : أنت للدرجة أعمى عايز تأذي زيدان وعلشان مين علشان حته بنت سنكوحة. أنا قلتلك اخطفها مش تروح تخطفها وهي معاه يا حيوان.
وضع قصي يده على وجهه يتحسس أثار الصفعه قائلًا بغيظ : لا كان لازم تكون معاه..علشان ميشكش فينا وكنت خلاص هقرب من هدفي وكانت هتتخطف بس هربت وهو كان هيخلص عليهم.
جذبته من تلابيبه قائلة : وهنعمل ايه ؟ ده مسجل ليهم. أنا شخصيًا عمره ما هيأذيني، لأني أمه أما أنت بقا بغبائك حطيت رقبتك تحت رجليه ولسه ده مش بعيد يقتلك.
أزاح يدها قائلًا : أنا معاكي في مركب واحد يا عمتى احنا دافنينه سوا وبعدين هو معاه اعتراف من اتنين مسجل خطر كبيره هيهددك بيه مش أكتر.
أخذت تفرك يديها بغيظ قائلة : أنا مش عايزة أي حاجة تهد اللي بنيته اللي عملته ده كله علشانه وهو غبي رمرام زي أبوه. وأنت مفيش منك رجا زيك زي أختك.
زفر قصي بحنق قائلًا : وأنا مالي أنا واختي ؟ أنتِ اللي غلطانة. أنا كنت مرتاح وكانت ريحانة معايا كويسة. ايه مكنتيش عايزاها تطلق طبعًا ما أنتِ مش فارق معاكي.
نظرت إليه بسخرية قائلة : ولا عمرك أنت ولا هي ولا أختك ولا شذى تفرقوا معايا. هو بس اللي يفرق معايا ولعلمك يوم ما حد فينا هيقع هيبقا أنت يا حلو أنا لا.
هز رأسه بوعيد قائلًا : ماشي يا عمتى أنتِ اللي ابتديتي والبادي أظلم بس خلي بالك افتكري شكل ريحانة لما كانت عندك أخر مرة أنا مشوفتهاش بس أبويا قالي إنها هتولعها.
لوت شكران شفتيها بامتعاض قائلة : ولا تفرق بالنسبة ليا لا هي ولا أنت. أنا اللي في دماغي هعمله حتى لو قبل جوازهم بدقيقة هنفذ ما هو مش هيقدر يحميها مني وهو ايده في ايد المأذون.
ضحك قصي بسخرية قائلًا : ألا قوليلي يا عمتى هو أنت هتحضري الفرح ازاي وهتعزمي صحباتك تقوليلهم ايه ؟ ولما يعرفوا إنها كانت مراتي وضعك هيكون ايه ؟
ابتسمت شكران بسخرية قائلة : ومالك متأكد أوي إنهم هيوصلوا إنهم يعزموا لفرحهم مش جايز أنابدأت ألعب وأتصرف من ساعة ما أنت فشلت للأسف أنت كارت محروق.
قطب قصي جبينه قائلًا : لما أنا بقيت كارت محروق وأكيد أمير مش هيبقا في صفك ده صاحب عمره وسمر فاشلة زي مين بقا يا عمتى ؟ واحد من اجواز بناتك؟
تعالت ضحكاتها قائلة : ولا حتى دول أنا مش عبيطة أسلم دقني ليهم دول ما يصدقوا ينهشوا في لحمي أنا اتفقت مع واحد وبصراحة حلال عليه ريحانة.
ليستشيط غضبه ويتأكل من الغيظ عندما قالت : ايه رأيك مش أحسن منكم كلكم بصراحة اللي عندي ده دايب فيها من زمان وعاجب السنيورة أمها أوي هي أه مش بتحب أمها بس هتخاف من الفضيحة.
توتر قصي قائلًا : ايه اللي بتقوليه ده ؟ أنا مش عايزها تتجوز حد أنا عايزها ترجع لحضني. أنتِ بدوري على مصلحتك وبس، لكن أنا لا ريحانة دي بتاعتي.
لوت شكران شفتيها بسخرية قائلة : ولما هي بتاعتك وكنت خايف من يوم انها تبقى لغيرك مش كنت تحافظ عليها ؟ ..أنا مش مستغربة ابني لأنه حاططها هدف ووصل ليه.
قبض على يديه بعصبية قائلًا : هقتله وهقتل أي واحد يقرب ليها، وحطي في بالك الكلام ده، ولو حاولتي تقربي الزبالة اللي معاكي منها هقول لزيدان على كل حاجة.
ارتبكت شكران قائلة : أنت أجبن من إنك تعمل كده وحتى لو حصل ولا يهمني أنتم كلكم سفله ووصوليين. وفي النهاية هبان اني كنت بخاف عليه مش ضده.
ظل ينظر إليها بمكر وخبث لتخشى بطشه فسألته قائلة بلا مبالاة مصطنعة : قولي كده لما أنت تروح تقوله الحقيقة هيعمل فيا ايه ؟ ولا حاجة بالنهاية أنا أمه يا قصي وبلاش تدخل بينا. لأحسن نارنا تلسعك.
ابتسم قصي بخبث قائلًا : أنتِ أول واحدة هتتلسعي يا عمتى وريحانة بايدها الاتنين هي اللي هتلسعك هتخلص القديم والجديد وأمها دي كفيلة تدفعها لكده.
تعالى هرمون الخوف لدي شكران ولكن تماسكت قائلة : شمس أمها دي زيها زي هالة أمك ست جعانة وطماعة مش بيطمر فيها. أنا هسففهم التراب واحد واحد وهتشوف أنا ولا هما حتى أنت.
هز قصي رأسه بخبث قائلًا : وماله خلينا نشوف كلنا بركات الدكتورة شكران منك نستفيد يا عمتى العبي في ملعبك وأنا كمان هلعب والبقاء للأقوى والأقوى أنا.
خرج قصي عازمًا أمره على الوصول إلى ريحانة من جديد حتى إن كلفه الأمر قتل زيدان.
أما عن شكران فقد وضعت رأسها بين كفي راحتيها غير مستوعبة أن فعلتها ارتدت لها مرة أخرى وأن تخلصها من شذى لا يعادل تخلصها من ريحانة فريحانة أقوى بوجود زيدان في محيطها ولتأكدها الشديد من نقاء وصفاء ريحانة كل ذلك يقلقها يجعلها تعيد التفكير مرة أخرى فيما تفعله مقدمًا.
أناالحائر التائه في غيبياتها كنت أعتقد أني أكبر من أن أفكر في مثلها ولكن أنا معها أشعر بصغر حجمي أمام طوفانها منذ متى تجرأت على الحديث معي بهذا الشكل متى استكبرت وقوت تجرأت من المؤكد صديقتها هي التي دفعتها إلى هذا التمرد معي ترى ستصلح ريحانة ما افسده الأخرين ؟
مرت أيام منذ اشتباكهم مع المسلحين الذين أرادوا اختطافها تجاهلها ولم يحاول أن يتواصل معها. هي أيضًا استشعرت عدم رغبتها بالالتقاء به ولكن ما باليد حيلة عليه معرفة حديث زاهر مهما كلفها الأمر ذهبت إلى المصنع لم تجده لم تستسلم ذهبت أيضا إلى أكبر شركاته وعلمت أنه لم يظهر منذ ثلاثه أيام استشعرت الخوف إلى أن قام بتهدئتها مدير مكتبه قائلًا أنه يمكث في البيت لارتفاع حرارته وبدون تفكير أخذت منه عنوان الشقة وذهبت إليه. نظرت إلى البناية التي يقطن بها واستغربت مكوثه فيها وتركه القصر تنهدت مطولًا وصعدت إليه بدون خوف قامت بقرع جرس الباب حتى أنه قطب جبينه من يأتيه بمثل هذا التوقيت فظن أنه أمير جاء ليطمئن عليه. فتح باب شقته وهو مغمض العينين من أثر الصداع والسعال الذي حل به ليفتح عينيه فجأة وتتدلى شفتيه ناطقا باسمها وينظر إليها باستغراب قائلًا : أنتِ ايه اللي جابك هنا وعرفتي طريق بيتي منين وجايه ليه ؟
ثم وضع يده على رأسه يفركه قائلًا : ولا دي هلاوس من أثر السخونيه ؟ أه هلاوس انصرفي أنا ما صدقت أتعب علشان مش عايز أشوفك.
جاء ليغلق الباب لتقوم بوضع قدمها لتعيقه ليعلم اصرارها ليشير إليها أن تدلف وبالفعل دلفت وجلست بكل برود تنظر إليه ليسير إليها وهو يضع يده على يد المقعد من الجهتين يحاصرها وهو يتنهد قائلًا : اااه يا ريحانة لو تفضلي ساكتة كده على طول بدل ما أنتِ على طول اعتراض.
ثم اقترب منها بغرور قائلًا : بس على فكرة عمري ما توقعت انك تيجي هنا لحد عندي.
نظرت إلى ذراعيه اللذان يحاصرها بهما ببرود وأزاحتهما ليستجيب إليها بالرغم من شدة مرضه وتنهض تهتف بحيرة قائلة : أنا نفسي مش عارفة ايه اللي جابني بس على فكرة أنا مجتش علشان أنت تعبان أنا جيت علشان حاجة تانية.
وأتبعت حديثها باستهجان قائلة : ..بس شكلي غلطت
تضايق زيدان لأنها لم تأت لأجله ولأنها تنوي الرحيل فاستوقفها عند الباب وحاصرها ليخيفها منه قائلًا : استني عندك هو ايه دخول الحمام زي خروجه أنتِ جيتي هنا وبارادتك ولسبب.
ثم وضع يده على وجنتي : ها يتحسسها ويحاول استمالتها إليه قائلًا : ..يبقا تقولي ايه هو السبب يا إما مش هتنزلي من هنا.
أصرت على الخروج من منزله ليستجمع كل قوته رغم تعبه الشديد ويقوم بتقييدها خلف الباب ويعتصرها بكلتا يديه قائلًا بصوت أشبه بفحيح الأفعى : بلاش تستفزيني يا ريحانة أكتر من كده لما أقول مش نازلة غير لما أعرف يبقا تقولي كل اللي عندك.
واقترب أكثر وكان اقترابه مثل هجوم الوحش الضاري قائلًا : ..يا اما هعمل حاجة أخليكي تندمي.
حدقت بعينيها في ذهول تام ليعلم أنها لم تصدقه لينهال عليها بالقبلات ليجدها متجمدة بين يديه لا مقاومة ولا استجابة ليلهث فوق وجنتيها قائلًا : أنتِ جامدة كده ليه.. للدرجة دي أنا راجل مش مؤثر للدرجة دي بتنفري مني.
ثم هزها بكلتا يديه من ذراعيها قائلًا : ..طب قاومي ولا خلاص استسلمتى لمعاناتك للدرجة دي ؟
وضعت كلتا يديها على صدره وأزاحته بعنف لدرجة اصطدامه بالجدار وسقوطه على الأرض لاعتلاله حتى أنها ذهلت من منظره الهزيل ليبتسم بسخرية قائلًا : أنا أستاهل كل اللي بيجرى فيا بس أنتِ شايفة كل واحد فينا أضعف ما يكون بس اللي له حق بيستقوى بيه.
ثم أشار بسبابته نحوها بقوة قائلًا : ..وأنا ليا حق عندك وكبير.
انحنت إليه لترفعه أمامها رغم ثقل جسمه ليضمها من خصرها قائلًا : مش قولت لك أنا ليا حق عندك وكبير يا ترى بقا هتدفعي اللي عليكي امتى.
ثم تواقح بيده معها قائلًا : ..ايه رأيك نخلص كل حقوقنا من بعض أول بأول .
ابتلعت ريقها واستجمعت قواها قائلة : تعرف إن باباك ومامتي كانوا على علاقة تعرف إن في شخص عنده علم بالعلاقة دي تعرف إن ممكن يعملك فضيحة في ثانية.
ثم أتبعت حديثها بصراخ قائلة : ..ولا هتنكر.
بالنسبه له لم تكن صدمة أزال يده من على خصرها وقام بالذهاب إلى الأريكة ليجلس عليها ناظرًا لها بجمود قائلًا : مين اللي قالك زاهر مش كده؟ كنت متوقع القذارة بتاعتها هتوصل لفين.
ثم هز رأسه باستياء قائلًا : ..مش فاهم هي بأي حق حابه تمنعك عني ما كده كده هتجوزك.
قطبت جبينها لا تعلم على من يلمح ليبتسم بخبث قائلًا : خلصت يا ريحانة مبقاش في أسرار هتستخبى تاني.
ثم تنهد بتعب قائلًا : ..أنا كنت عارف كل حاجة وحاولت كتير أفصل بينهم حتى يوم موت والدي.
ولكن بقى السؤال معلق بحلق ريحانة لتتوجس قائلة : هي مين؟ هي والدتك كانت على علم بموضوع ماما ولا تقصد ماما ؟
ثم حدقت بعينيها وشهقت بصدمة قائلة :..معقول تجازف وتكشف ورقها لزاهر علشان أنا متجوزكش.
أشاح بوجهه إلى الجانب الأخر لا يريد الرد عليها لتذهب إليه وبكل جرأة تمتد يدها إلى ذقنه وتديرها أمامها وتنظر إلى عينيه مطولًا قائلة : زيدان قولي هي مين واوعى تقول انها أمي كفايه عليا كده.
ثم انتحبت باكية وقالت باحتياج : أنا كان ممكن مقولتش ليك على موضوع زاهر بس حسيت اني محتاجاك.
وضع يده على يدها وجذبها إلى شفتيه مقبلًا باطن كفها بنعومة قائلًا : ما دام أنتِ حسيتي الاحساس ده يبقا لازم نكتب كتابنا.
ومسك يدها بقوة ليبعث بداخلها السكينة والاطمئنان قائلًا : ..ومش عايزك تشيلي هم مين اللي وصل لزاهر المعلومات دي أنا هتصرف.
على الجانب الأخر استفسرت سمر عن حالة زيدان اليوم من مدير مكتبه حيث أنه لم يرد على اتصالتها ليخبرها مدير مكتبه بمجئ ريحانة وسؤالها عن عنوانه لتجحظ عينيها بقوة وتنفجر في وجهه قائلة : أنت اتجننت ازاي تقولها على عنوانه أنت مش عارف انه مش بيحب حد يزوره حتى والدته؟ وليه تقولها أصلًا إنه تعبان ومش بينزل الشغل.
ليرد عليها مدير مكتبه بكل برود ويخبرها أن ريحانة عرفت نفسها إليه على أنها خطيبته لتتعالى النيران في صدر سمر تنهش الغيرة قلبها لقوة وصلابة ريحانة وتمسكها بزيدان ورغبتها في التنازل عن كل شئ مقابل الظفر به تلك لم تكن ريحانة التي تعرفها. هذه ريحانة جديدة صنعتها الأيام والظروف ومن الصعب التعامل معها بسذاجة.
مهنتي لم تعلمها حتى الأن ولم أمتلك الجرأة على إخبارها ترى لما أخشى منها أيكون عشقًا امتلكني نحوها وماذا عنها ما ظنها بي ؟ سخر من تفكيره فقد كان كأنه يشاهد عملًا تليفزيونيًا ستكون زوجته قريبًا. زوجته التي لا تعلم عنه شيئًا. تعلم شيئًا واحدًا أنه يمتلك أم تطيح بالأرض واليابس في سبيل اعتلائها بالرغم من نشأتها البسيطة المعذبة إلا أنها ازدادت بطشًا بعد ما تزوجت والده.
رحلت ريحانة من عند زيدان بعد وعده لها ألا يتطرق إلى موضوع زاهر إلا بعد شفائه ولكنه خلف وعده و ارتدى ملابسه وهو مازال متعبًا وذهب إلى بيت زاهر غير مب إلى بأي شئ و بعد ما قام زاهر بفتح الباب وهو شبه مخمور قام زيدان بسحقه على أرضية الصاله وغلق الباب من خلفه يستند على ظهر الباب من أثر تعبه قائلًا بحدة : ماشي يا زاهر أنا كنت متوقع تفكيرها يوصل لفين وكنت متوقع إنها تستخدمك بس في نفس الوقت قلت إنك جبان متقدرش تعمل كده.
صمت زاهر إلى أن اقترب زيدان وانحنى إليه قائلًا : ده مش وقت سكوتك ..أنت هتقوم زي الشاطر تسجل مكالمة بينك وبينها لأن مش زيدان اللي يتعمل معاه كده حتى لو كانت أمه يلا قوم بدل ما أفرغ رصاص مسدسي فيك وهطلع منها ما أنت سكران.
هز زاهر رأسه برفض ينحني إلى يد زيدان قائلًا بلهفة : حاضر هعملك كل اللي قلت عليه..بس أبوس ايدك بلاش تقتلني أناعاوز أعيش وخليها تجيبلي ورق التحليل اللي يثبت حق البنت اللي اغتصبتها.
جحظ زيدان بعينيه من سوء ما وصلت إليه والدته من تضييع حقوق الأخرين ليقوم زاهر بالاتصال عليها ويخبرها أنه قام بتهديد ريحانة وسيتم الأمر ليقوم زيدان بخطف السماعة منه قائلًا بقوة حتى انها ارتعدت من صوته كمفاجأة لها قائلًا : ست الكل أخبارك ايه تصدقي وحشتيني عدي الجمايل محاوله خطف ريحانة متسجلة تضييع حق بنت مغتصبة متسجل وكله تمام.
همست شكران قائلة برعب : زيدان.
تعالت ضحكاته لتعجبها قائلًا : ايه مكنتيش متوقعة صح كنت مفكرة إنها لسه ريحانة المسكينة اللي هتكتم جواها وتسكت لا معلش هي فاقت التوقعات المرة دي بصراحة.
قطبت جبينها وهي على الجانب الأخر وفي لحظة شكت بقصي إلى أن سمعته يهتف برعب قائلًا : خدي عندك بدور عليا بقالها تلات أيام وفي الأخر وصلت ليا وعرفت اني تعبان. وجاتلي البيت ومرضتني كمان وحكت كل حاجة ولعلمك أنا مش جاي هنا علشان أخد الحاجة من زاهر لأني عارف اني الأصل عندك فبلاش تحاولي تعملي بيهم حاجة أنتِ عارفة أخري سلام يا مامتي.
أغلقت الهاتف لتتعتلى صرخاتها تطيح بكل التحف و الأنتيكات بالقصر حتى أدمت كلتا يديها تتوعد لريحانة بأشد الوعيد.
أما عنه نظر إلى زاهر الذي كان يرتجف مثل العصفور وقام بقذف الهاتف إلى الأرض وتحطيمه بحذائه ورحل.
عندما كانت في منزله نسيت هاتفها عادت تأخذه أخذت تدق الباب ولكن دون استجابه لتعلم أنه ذهب إلى زاهر لتركض على الدرج تحاول الذهاب إلى أي كابينة لتهاتفه ولكن أثناء ركضها اصطدمت به عند مدخل العمارة وارتمت في أحضانه قائلة : أنت خلفت وعدك معايا وبرضه روحت ليه طب كنت خلي أمير يروح بدالك أنت تعبان.
ثم خرجت من أحضانه قائلة بضيق : ..وبعدين هو زاهر بتاع كلام والرك على اللي وراه.
أدخلها بين أحضانه مجددا يستند برأسه على صدرها قائلًا : أنا عارف اللي وراه..بس متقلقيش أنا كان لازم أروح ليه قبل ما الموضوع يبرد ويرجع يكلمك تاني.
وربت على ظهرها قائلًا : ..وأنا سويته هو واللي وراه.
عقدت بين حاجبيها وخرجت من بين أحضانه قائلة : أنت مش عايز تقولي ليه مين اللي وراه ما الحكاية واضحة انها أمي. المواضيع دي أكيد مامتك متعرفهاش.
ثم لوت شفتيها بضيق قائلة : الخوف لا أمي توصلها ليها.
أشاح بوجهه إلى الجانب الأخر لتندهش قائلة : يا نهار أسود هي مامتك عارفة بس ده مستحيل.
هزت رأسها بعدم تصديق قائلة : أكيد لو تعرف مكنتش لجأت للتهديد كان فاتها فضحتنا ومن زمان كمان من أيام ما كنت متجوز..
أمسك شفتيها بيديه حتى لا تكملها وعينيه تشتعل بنيران الغيرة قائلًا : متقدرش عارفة ليه هي تخاف من الفضيحة لنفسها..
وأكمل حديثه بسخرية قائلًا : ومن سيدات المجتمع بتاعها لا يعرفوا ازاي أهملت جوزها المهم أنا جبتلك حقك. ليا حق عندك يا نطلع فوق وتحضري لي أكل يا تعزميني بره أناجعان وريقي ناشف.
ارتبكت وتوترت من طلبه فليس معها نقود لتقوم بعزيمته ونظرت إلى الأعلى بامتعاض كيف لها أن تتجرأ وتصعد مرة أخرى أخرجها من حيرتها قائلًا : طبعا أنتِ لا يمكن هتطلعي فوق تاني..لو طلعتي هيبقا علشان الفون اللي هو في جيبي حاليًا ومش معاكي فلوس تعزميني.
ثم أخرج من جيبه بطاقة ومد يده إليها قائلًا بهدوء : ..بس أنت معاكي الكارت ده حسابك بوكيت ماني عملته ليكي امبارح.
وأخرج من جيبه أيضا الهاتف لتنظر إليه بذهول ليبتسم قائلًا : يلا بقا يا ريحانة أساسًا أنا مش عايز أطلع فوق حابب أخرج ومعاكي كمان.
ثم ابتسم بخفة قائلًا : ..بلاش تكسفيني المرة دي يمكن تكون خروجة حلوة وأخف.
ذهبوا إلى مكان بسيط اختارته هي ودلفا لتجلسه على الطاولة وتشعر بضعفه وتأوهه لتجلس في مقابلته باندهاش قائلة : سبحان مغير الأحوال بس أنت ازاي قدرت تروح لزاهر وأنت تعبان بالشكل ده.
ثم مالت ووضعت يدها على الطاوله : ة تسأله بشغف قائلة : ..ويا ترى ضربت زي ما بتضرب ولا رفعت المسدس.
بالرغم من السخرية التي كانت بجوفها إلا أنه رد عليها بهدوء قائلًا : عارف انه مش بيعجبك جو الأسلحة بس اللي زي زاهر ده معندوش غير روحه يخاف عليها.
واستكمل بسخرية قائلًا : ..وبرضه اللي طلعوا علينا ملهمش غير كده.
استاءت من أسلوبه وزفرت بسخرية ليستكمل بصلابة قائلًا : عارف إنك مضايقه اني عملتها مع الدكتورة الصيدلانية بس كان لازم أعمل كده كانت هتبلغ جوزها وده ظابط.
ثم ابتسم بثقة قائلًا :..بس أنتِ لازم تتقبليني.
تنهدت بهدوء ليمزح قائلًا : وبعدين سيبك من الكلام ده ايه المطعم ده هما مفكرين ان مش معانا فلوس .
نظر حوله قائلًا : ..مفيش جرسون يوحد ربنا يجي يشوف طلباتنا.
ابتسمت قائلة : مين قال كده أنا زبونه وببقى هنا دايمًا لما بكون تعبانه ثواني هتلاقي شوربة خضار ولسان عصفور.
وجدته يحاول التذمر لتضحك قائلة :..وفراخ مسلوقة طبعًا أكل عيانين وأناهاكل معاك أصل شكلي كده اتعديت منك يلا فرصه نأجل الفرح ونريح غيرنا من التفكير فينا ليل نهار.
ابتسم ابتسامة خفيفة على ما تقوله ولم ينكر أنه سر وسعد لاهتمامها به.
فهي امرأة تثير فضوله ترى كيف ستتعامل مع بعض الخصلات الرمادية التي احتلت شعره والتي أهدتها له الحياة مبكرًا؟ نظر إليها وجدها شاردة فيها ليقوم بالعبث بها لمدارتها ومحاولة تغطيتها بالأسود لكن هي لم تكن تقصد فقد كانت نظرة عابرة فهمت من حركاته تفسيره لنظرتها المساحات تزداد بينهم بدئًا من وضعه المادي والاجتماعي وعدم زواجه من قبل أضافت عليهم إحساسه بكبر سنه الرجل لا يعيقه كبر سنه مثل المرأة ولكن هي لا تنظر إلى كل هذه الفروق تنظر إلى شئ أخر وهي طاقتها التي استنفذت من قبل. بعد تناولهم للوجبة الدافئة قامت بمسح فمها بمنديل ونظرت إليه وتحدثت بهدوء قائلة : أنا موافقة على كتب الكتاب يا زيدان على الأقل هما لما هيعرفوا الضغط هيخف شويه على بال ما نجهز لفرحنا.
ثم استكملت بمكر قائلة :..اللي أنا شايفه انه ملوش لزمه أصلًا.
تعجب لها ولهدوئها في طلبها ليرد قائلًا : مش هينفع يا ريحانة مش كبرياء عليكي بقا وأقولك مليش ذنب انك اتجوزتي قبل كده. لا.
واستطرد بقوة قائلًا :..بس لازم الكل يعرف أنتِ بقيتي ايه.
زفرت بضيق ليستطرد قائلًا : زعلانه اني بواجهك بالحقيقة. الحقيقة عمرها ما تزعل..أنا وأنتِ لينا هدف من جوازنا.
ضغط بسبابته على الطاولة قائلًا : نثبت للكل اننا أقوياء ونذل اللي ذلونا احنا اتعرضنا للخيانة.
نظرت إليه قائلة بقوة : أنا مش اتعرضت للخيانة يا زيدان أنا واحدة جوزها اتجوز عليها أنت اللي اتخنت.
واستطردت وهي ترفع كتفيها وتمط شفتيها بتساؤل قائلة : ..يبقا ليه تستخدمني علشان تاخد حقك خدوا بنفسك.
جز على أسنانه قائلًا : مليش فيه أنتِ اعتبرتيها خيانة ولا لا النهاية واحدة أنا معنديش غيرها.
واستكمل باصرار قائلًا : وطالما بيحاولوا يخطفوكي علشان يبوظوا الجوازة يبقا أنا كده كسبت.
مد إليها يده قائلًا : هتكملي معايا ولا أعتبرك ضدي وأدمرك معاهم وأكمل باقي تهديداتي.
وعاد إلى حقارته قائلًا :..أنا ساعات ببقا حنين بس مع اللي بيستحق وأنتِ شكلك مش وش نعمة.
نظرت إلى يده ثم رفعت أنظارها إلى عينيه تخشى من انبثاق الشر بهما لتضع يدها في يده بدون وعي لتشعر بقبضته لتجحظ بعينيها لتجد يدها متحالفه بداخل يده ثم تعاود النظر إليه لتجده ينظر إليها ابتسامة نصر وظفر.
تحت شعار البقاء للأقوى سيمرون بأحداث كثيرة بعد أن وجدت يدها متحالفة مع يده بدون وعي شعرت بسقوطها داخل عرينه ليقلبها ويبعثرها كيفما يريد بدون حدود لينبثق من بين شفتيها سؤال بدون وعي قائلة : أنت ليه مش ظهرت بعد طلاقي .
لم يكترث للرد عليها فقط كان يريد أن يعلم لما هذا التساؤل وبما يفيدها أكانت تريد أن يظهر قبل هذه المدة وهل ظهوره مبكرًا سيغير شيئا أنتبه لسؤال أخر.
:..اشمعنا جيت بعدها بشهور؟
وصلا إلى منزلها ونزل من السيارة ووقف أمامها قائلًا : ريحانة أنتِ مكنتيش بتخرجي من البيت ده الحيلة الوحيدة اللي خرجتي بيها كان شغل المصنع..أظن دي حيلة كبيرة أخدت مني شهور.
ثم أشار بيده نحو باب العمارة قائلًا :..المهم يلا علشان نطلع نحط النقط على الحروف مع أهلك.
صعدت معه على مضض وقامت بقرع الجرس ليفتح لهم سامر وهو يقول : مين؟
ليبتر عبارته قائلًا : أنتم أهلًا وسهلًا بكم في لوكاندة الشعب نفسي أشوفك مرة وأنتِ نازلة بتطلبي الإذن من بابا وأنت يا محترم نفسي ألاقيك جاي بميعاد سابق.
أزاحه زيدان بعنف وذهب ليجلس على المقعد ليريح جسده ليندهش سامر من بجاحته قائلًا : مشفتش في بجاحتك ولا بجاحة سيادتك مرة تخرجي معاه وترجعي متبهدلة ومرة ترجعي بيه..لا بقولكم ايه مش معنى اني كنت عايش في الارجنتين هبقى لا مؤاخذة.
تعالت ضحكات زيدان قائلًا : لا أنت كده فعلًا. لأنك بتقل أدبك مع اللي أكبر منك أختك دي أرجل منك.
ثم حول أنظاره إليها بفخر قائلًا :..اتحملت حاجات لا يمكن حد يتحملها اعقل كده وخليك راجل.
احتنق وجه سامر وزفر قائلًا : أنا راجل غصبن عنك بلاش تخليني أفرغ غضبي عليك..أنا لا هخاف منك زيها ولا هخاف على نفسي زي أمي وأبويا وإن كنت معاك فلوس فأنا برضه معايا.
نهض زيدان ليلقنه درسا على ما يقوله لتقف ريحانة بالمنتصف تبتسم لزيدان قائلة : ميقصدش يا زيدان أخويا و بيخاف عليا.
ثم استدارت لسامر لتخبره قائلة : بص يا سامر زيدان جاي يتفق على ميعاد كتب الكتاب علشان متبقاش تتضايق من طلوعنا ونزولنا سوا.
أشاح سامر بوجهه إلى الجانب الأخر وهو يتأفف ليجز زيدان على أسنانه قائلًا : ايه اتحرجت يا حلو أنت طبعًا مفكر اني هعمل معاها زي ما بتعمل في البنات بره مصر لا يا بابا.
رفعا كلتا يده قائلًا :..أنا جاي أشوف طلباتكم ايه مش بلعب.
كان وجدي نائمًا بغرفته استيقظ على صوت زيدان لينتفض ويخرج يعقد ما بين حاجبيه قائلًا : زيدان قصدي زيدان باشا خير اتفضل واقف ليه.؟..ايه يا سامر ايه يا ريحانة مالكم هي شمس ماتت؟ دي لو ماتت مش هتتكتموا كده.
ابتسمت ريحانة بسخرية واستكملت صمتها حتى يتحدث زيدان الواقف ينظر إلى سامر بعداء ولكن دون جدوى ليقلق وجدي قائلًا : في ايه بتبص لسامر كده هو عمل فيك حاجة غلط..حقك عليا..ده طايش ومتهور أكيد يعني مش هتعمل عقلك بعقله أصل هو بيزهق فينا.
أنتفض سامر بتذمر قائلًا " فتح عينك على الحقيقة يا بابا..البيه لسه بيفتكر يجي يعملنا قيمه ويحدد ميعاد لكتب الكتاب وده كله لأني اتكلمت مش أكتر غير كده كان فاكرها سايبة، وأنت السبب.
ليقوم وجدي بصفعه قائلًا : ماتخرس بقا من ساعة ما رجعت وأنت مش عاجبك حالنا اوعى تفكر انك كويس أوي أنت ولا حاجة كل دي تلاكيك علشان ترجع للعز.
وبالرغم من صفعه إلا أنه تذمر مجددًا وهو يقول : معاك حق أنا مش عاجبني عيشتكم ولو اختارت هختار هناك رغم انه أختي غلط لأن الوضع اللي هي فيه ده ميعجبش..البيه عاملها تجارة.
نظر إليه زيدان بغضب قائلًا " تجارة..أنا لو عملها تجارة مكنتش رجعتك ولا خرجت أبوك من السجن ولا دفعت ديون الست شمس.
ثم أشار عليها ليشهدها قائلًا :..وهي عارفة كده كويس..لذلك مكملة.
قام وجدي بتهدئته وإجلاسه قائلًا : أنا عارف بنتي كويس زمان مكنتش موافق على قصي بس هي كانت بتحبه والمرة دي عارف إن الجوازة مش مبنية على الحب.
هتفت ريحانة بغضب لتأكدها من غضب زيدان : لو سمحت يا بابا..ملوش لزمه نتكلم في الماضي..عايزاك تتكلم في موضوع جوازي أنا وزيدان.
ثم نظرت إلى سامر بازدراء قائلة :..وتفهم سامر ان دي حياتي الخاصة.
هز وجدي رأسه بتفهم قائلًا : اقعد يا سامر واخزي الشيطان..زيدان مش جاي يلعب هو فعلا جاي يتكلم وهيسمع لشروطنا وأكيد هيوافق عليها طالما مصر على الجواز من أختك.
حدقت ريحانة بعينيها وقطبت جبنيها تحدث نفسها باندهاش أي شروط سيتحدث عنها والدها هي لا تخشى الشروط تعلم جيدًا أن زيدان سيوافق مقابل أن تمضي خطته ولكن هي لم تكن تتوقع أن والدها يكون له شروط وهل والدتها لها يد في هذه الشروط أم هي شروط وضعها والدها وحده؟
تساؤلات دارت بخلدها ترى ما اجابتها ؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ألقت بنفسها في براثن والدها عندما وجهت زيدان ليطلبها مثل باقي الفتيات عندما لفظ والدها بعبارة أنه سيفرض متطلباته وزيدان سيوافق عليها شهقت في خزي مستنكرة ما يقوله والدها ألا يدين لزيدان بالفضل أن لولاه لبات متعفنًا بالسجن ضغطت على أصابع يديها بعصبية وتجمدت نظراتها تتأكل من الغيظ بسبب المواقف التي يضعها فيها والديها ولكن قررت الخروج عن صمتها وهتفت باعتراض قائلة : أنا معنديش طلبات وبعدين زيدان من غير ما نطلب منه حاجة هو من نفسه جاي يعرض عليكم عروض.
ثم هتفت بضيق قائلة :..فبلاش النبرة دي يا بابا لو سمحت
ابتسم سامر بسخرية قائلًا : أنتِ جايه تعلمي أبوكي يتكلم ازاي ولا ايه ما عادي أي واحد بيتقدم لواحدة لازم أهلها يقعدوا ويشرطوا شروطهم.
ثم أستطرد باستهزاء قائلًا : ولا أنتِ أخدتي تبقي مدافعة دايمًا.
استشعر زيدان التهاب حواسها بسبب تلك الكلمات المسمومة التي انطلقت من فم سامر لينظر إليه بغضب قائلًا : على فكرة لو هي اتهاونت في متطلباتها فده لأنها على ثقة ان مطالبها مجابة أساسًا أنا مخلتش ليها أي مطالب.
وانفجر ثغره بابتسامة غرورقائلًا :..حتى أنت أمنت ليك شغل.
تشنج وجه سامر من عجرفة زيدان خاصة عندما أضاف زيدان قائلًا : أنا هكتبلها بيت باسمها غير اللي هنسكن فيه لأننا هنسكن في القصر وعربية وحساب في البنك.
ثم وجه أنظاره لها قائلًا بحنان :..ده غير المصنع اللي هي بتحلم بيه.
أشار وجدي بوجهه ليعلم زيدان أن كل هذا غير كافي ليضيف زيدان قائلًا : عارف بتفكر في ايه أنا عملت ده كله علشان لو اختلفنا أو أطلقنا أنا عن نفسي عمرى ما أطلقةا إلا لو هي عايزة..
ثم استطرد قائلًا : في حاجة كمان؟
قاطعه وجدي قائلًا : طبعًا دي جوازة متحلمش بيها أي بنت وأنت عريس متترفضش وكل عروضك دي ولا تفرق عندي.
ثم أنتصب أمامه بقوه ينظر إليها ويفاجئها قائلًا : ..أنا عايز الأمان لبنتي علشان ظروفها.
هنا قطبت ريحانة جبينها لظنها السيء بوالدها ثم تذكرت كلمة الظروف التي قالها والدها لتحترق من داخلها تود الصراخ بأعلى صوتها ولكنها كتمت صراخها بداخلها وأنتباه منها لسامر ونظرت إليه لتجده يثني عليها في حديثه ويدافع عنها بكل استماتة وحب نحوها قائلًا : وهي مالها ريحانة ؟ريحانة مفيش حاجة تعيبها..ده قدر ومش يمكن هو كمان يطلع مبيخلفش.
واستطرد بغل وحقد قائلًا :..أو يمكن عارف وبيداري على نفسه.
هنا تطايرت من السعادة لتلك المدافعة البسيطة عنها تود تطويقه بذراعيها ..نعم لم تراه والتعود عليه منذ فترة وهو لا يعلم عنها شئ ولكنه لم يستهين مثلهم بظروفها.
نظر وجدي إلى سامر بلوم وعتاب قائلًا : ده كلام يتقال يا بارد يخربيت اللي سرقك يا ريتك كنت فضلت هنا على الأقل كان هيبقى عندك دم وأنت بتتكلم.
ثم أشار نحو زيدان قائلًا :..بقا الراجل راضي بينا وأنت تتهمه.
زفر زيدان بحنق لينظر إليه وجدي برجاء قائلًا : متاخدش على كلامه المهم عندي راحة ريحانة أنا عمري ما اعترضت على رغبة ليها.
وأتبع حديثه وهو ينظر إليها باهتمام قائلًا :..جايز زمان كنت بكبر دماغي لكن دلوقتي اتغيرت.
هز زيدان رأسه قائلًا : حيث كده نطلب المأذون يجي يشهد وأخوها موجود أهو مين تاني يشهد.
عقد وجدي ما بين حاجبيه قائلًا : ازاي فين الترتيبات والاوراق ؟
ابتسم زيدان بخبث قائلًا : مع زيدان كل شئ جاهز.
بمرور الوقت قرع جرس الباب وقد صدق حدسها فهو المأذون وشاهد معه جحظت بعينيها عندما رأت الشاهد لم تتوقع يوم أن يكون هو حاتم صديقها الجامعي الذي كان يعشقها والذي مرارًا كانت نورا تريده لها ولكن كانت ترفضه باستمرار رغم وضعه المادي والاجتماعي بالإضافة لكل هذا كان شاهدًا على عقد زواجها الأول ترى ما علاقته يزيدان وهل أتيت اليوم يا حاتم لتشمت بها أم يستكمل باقي محاولاته لترضى به ؟ تفاجئت به يحتضن زيدان بحرارة ويمد يده إليها وهو يبتسم قائلًا : عارف إنك مستغربة وجودي بس أنا هفسرلك الموضوع والدتك اتصلت بيا أنا ونورا على اعتبار اننا أصدقائك عارفة نورا نفضت ليها.
واستطرد بخبث قائلًا :..أنا بقا أول ما ذكرت اسم زيدان صديق أخويا أمير قلت ليها حاضر يا طنط تؤمري بس نفذت كلامها بالعكس..لسببين أولًا أنامقدرش أعمل كده في صاحب أخويا.
واستكمل حديثه رافعًا رأسه بشماتة قائلًا :..ثانيًا أنا متجوز وعندي حور وأمير.
نظرت إليه ريحانة بذهول غير مستوعبة خطط والدتها والرابط الذي يربط حاتم وزيدان تبتسم بخفوت قائلة : يعني يا زيدان بدل ما تجيب أمير يشهد جايب حاتم أخوه علشان تأكد لي مدى شر وحقد الست والدتي عليا..عمومًا ماشي.
واستطردت وهي تنظر لحاتم بخبث قائلة : شرفتني بامضائك شاهد على عقد جوازي يا حاتم للمرة التانية.
زفر وجدي مستنكرًا ما تقوم به شمس قائلًا : أيوه يا ريحانة أنا لو مكان زيدان هعمل كده اسمعي مني أمك السبب في كل اللي حصل لينا حتى لأخوكِ.
واستطرد بلهجة أمرة : فبلاش تقعدي تعاتبيني وتعاتبي زيدان.
تنهدت ريحانة لينظر إليها زيدان بضيق قائلًا : ماشي يا ريحانة طالما أنتِ حسبتيها كده..بس بصراحة حاتم هو اللي صمم.
واستطرد باستهزاء قائلًا : ثانيًا أنا مكنتش أعرف انه كان شاهد على عقد جوازك السابق لأني محضرتوش.
حاول وجدي إنهاء الوضع ناظرًا إلى المأذون الذي يكتب في الأوراق ويستمع إليهم ليتنحنح وجدي وهو يشير بعينيه إلى المأذون لينتبه وهو يقول : والله ما هو وقته أنت تقول وهي تقول خلونا نخلص وأنت يا سامر روح هات بطاقتك.
ثم أنتبه لشئ ما قائلًا : ..بس استنى أنت لسه بطاقتك الجديدة مطلعتش.
ابتسم زيدان بخبث قائلًا : ودي تفوتني برضه..البطاقة مع المأذون..أنا كل حاجة عامل حسابها مبحبش أضيع وقتي اتفضلوا نبدأ.
واستطرد يأمرها قائلًا : روحي هاتي حاجة نشربها يا ريحانة.
نظر إليه وجدي بتدقيق وهو يصرف ريحانة لينتبه إلى زيدان الذي أشار إليه للدلوف إلى الشرفة ليعقد ما بين حاجبيه قائلًا : ايه أنت وزعتها ليه في حاجة؟..لو على ورقه الطلاق احنا منعرفش مكانها هي اطلقت وأنا في السجن.
ثم أشار بوجهه قائلًا :..اسألها أكيد معاها.
زفر زيدان بحنق قائلًا : دي كمان جبتها وعملت حسابها. أنا حبيت أتكلم معاك لو حابب ضمانات أكثر..
واستطرد بكبرياء قائلًا : في حاجة نسيت أقولك عليها أنا هكتبلها شيك بنص مليون غير المؤخر.
استشعر وجدي مدى قوة زيدان وسطوته ليرد عليه قائلًا : بصرف النظر أنت هدفك ايه من الجواز من واحدو مبتخلفش بس أنا عايزك تعاملها على إنك أول بختها.
واستطرد بكل ثقة قائلًا : لازم تصدقني مش هترجع وتندم لأنها أنضف مننا.
رفع زيدان حاجبيه باندهاش من مدح وجدي في ابنته رغم قذارته ليرد قائلًا : هيحصل من غير ما تقول أكبر فرح، فستان فرح معتقدش انها لبسته في جوازتها الأولانية، شهر عسل في بيروت.
واستطرد بابتسامة قائلًا :..أظن كده حلو أوي.
هي الآن تريد معرفه ما دار بينه وبين والدها حاولت قراءة ما دار من بين عينيهم ولكنها فشلت ترى ما السبب الذي جعله يرسلها إلى المطبخ في ظل شرودها وتفكيرها تم عقد القرآن وأصبحت زوجته ليناديها لكي تقوم بالتوقيع وقعت على عقد قرآنها كالتي توقع على ورقة في مصلحة حكومية لم تستوعب ما حدث إلا عندما أنتبهت له وهو يقبلها في خديها ويبارك لها حتى أصبحت كالجمرة الملتهبة كأنها لم تُقبل من قبل. احمرت وجنتيها بلون كالدماء قبلة بسيطة جعلت كل كيانها يهتز تنحى عنها وهو يبتسم لها بكل خبث ليعلمها أنه عاود ليقبلها من جديد ودت لو تصرخ في وجهه ولكنها نظرت إلى الموجودين وكتمت غيظها إلى أن رحل حاتم والمأذون، وبعد رحيلهم تركها والدها و دلف مع ابنه إلى الغرفة ليستكملا حوارهما عن زيدان لتجده يحك بطرف أصبعه على ذقنه وعينيه تلمع بخبث قائلًا : مش كنتي تقوليلي إن حاتم كان شاهد على عقد الجواز الأول ؟..كنت على الأقل غيرته كده هتبقا جوازة شؤم للمرة التانية.
ثم هز رأسه بمكر قائلًا :..علشان كده أصر.
تعالت ضحكاتها حتى أدمعت عينيها قائلة : بقا عايز تقنعني يا زيدان إن كل ده مكنتش تعرفه لا، لا يا راجل قول كلام غير ده. ده أنت بتعرف دبة النملة.
ثم اقتربت منه تهمس بخبث قائلة :..ده أنا قلت هتعرف حاجات تانية.
ابتسم بخبث حيث وصل إلى مبتغاه فقال لها : مش عارف ليه يا حبيبتي بتظن فيا سوء هو مفيش مرة كده هتفرحي قلبي وتصدقيني زي ما بصدقك.
ثم ضمها إليه بقوة يعاقبها على اقترابها الخبيث قائلًا : ولا تحبي تشوفي الوش التاني ليا.
ابتسمت ريحانة بسخرية ولم تخشى منه أو من معانقته قائلة : لا اطمن مصدقاك. مصدقة إنك هتتجوزني لمصلحتي وعلشان أخد حقي.
واستطردت وهي تدور بأصبعها بحركات دائرية على ظهره ليرتجف من لمساتها وهي تستهزأ وتقول :..وشويه السلطات والبابا غنوج اللي أغريت بابا بيهم.
زاد من ضمه لها لدرجة أنها هذه المرة توترت من قربه وكادت أن تنادي والدها فأنتبه لها وهو مغيب في ظلمات عشقها ليضع يده على شفتيه ويقترب من يده قائلًا : ريحانة باباكي كان عايز يطمن عليكي..مش بالفلوس لا كان عايزني أخليكي معايا العمر كله وأنا وافقت.
ثم قبل وجنتها بحرارة بالغة قائلًا : لأنك بصراحة دخلتي دماغي.
جحظت بعينيها من كلماته وقراره ليمرر اصبعه على شفتيها بخبث قائلًا : أناعطيته كلمة واعتبريه عهد عليا ومش زيدان اللي يرجع في كلمته. هو من غير ما يطلب الطلب ده كنت هعمله.
واستطرد بكل تملك وعشق قائلًا :..أنتِ متتسابيش.ولو أنتِ فكرتي تسيبيني هقتلك.
أنتفضت من مكانها ورجعت بظهرها للخلف غير مستوعبة حديثه تهتف بذهول قائلة : هتقتلني طب يا ريت على الأقل أخلص وارتاح أناكان مالي ومال الهم ده مكتوب عليا وجع القلب طول عمري.
ثم أشارت بسبابتها وهي تتنهد قائلة :..مش برتاح أبدًا.
هز رأسه بيأس مصطنع قائلًا : يا عيني للدرجة دي ده احنا هنريحوكي يا شابة. بصراحة أنا كل عيلتي تتمنى تخلص منك زي ما يكون في ما بينا تار بايت.
وأراد أن يريحها منه فاستطرد وهو يذهب نحو باب الشقة ملوحًا لها وهو يقول :..بس أنا لا المهم حوار الفستان بقا متعب بالنسبة لي انزلي مع نورا. سلام يا قطة هتوحشيني.
عاد ليقبلها قبل أن يرحل فابتعدت عنه بحزم فطأطأ برأسه بكل خفة ورحل.
في اليوم التالي جائت نورا وأقلتها حيث دار الأزياء. هبطت إليها وهي تعبس بوجهها مرتدية نظارتها السوداء لتنتبه نورا فتمتعض قائلة : ما تفرديها بقا وبعدين خلاص يا ريحانة كتب الكتاب وانكتب. افرحي واتبسطي وكيدي الأعادي.
ثم نظرت إلى الحارس بضيق قائلة :..مش كفاية البودي جارد اللي هيجي ورانا.
زفرت ريحانة وذهبتا سويًا إلى دار أزياء يبدو أنه افتتح قريبا لتدلف هي ونورا وتندهش عندما تجد والدة نورا وهي تحتضنها قائلة : وحشتيني يا ريحانة ايه الجمال ده لا وكمان الفستان اللي أنا اختارته ليكي يليق عليكي وعلى قوامك الحلو.
وأضافت بكل حب قائلة :..أنا كنت هفتح كمان شهر بس علشانك فتحت بدري.
استشعرت ريحانة الفرق بين شمس وياسمين والدة نورا لتدمع عينيها لتتفهمها ياسمين لتهتف قائلة : مين اللي زعل القمر بقا لا لا لا أنا مقدرش على كده أنتِ زعلتي مني مكنش قصدي أنتِ عارفة أنا بحبك قد ايه.
ثم نظرت إلى نورا بحزن قائلة :..كفايه إنك بتسلي نورا.
هزت ريحانة رأسها قائلة : عارفة يا طنط انه مش قصدك بس الصراحة كان نفسي ماما هي اللي تعمل كده بس مع الأسف في الجوازتين ولا كأني بنتها.
ثم تنهدت بتعب قائلة :..الحمد لله.
تنهدت ياسمين بحزن على حال ريحانة قائلة : أنا حاسة بيكي يا ريحانة بس عايزاكي تعملي زي نورا أنا وأبوها تقريبًا مش عايشين معاها بس هي بتخلق لنفسها حياة.
واستطردت بأسف قائلة : أنتِ بتربطي حياتك باللي حواليكي.
نظرت ريحانة حولها لتجد نورا غير مبالية تعبث بالفساتين تبتسم ياسمين قائلة : شايفة بتعمل ايه..دي حتى مسلمتش عليا تقريبًا من يوم ما نزلت مصر مش شفتها ولا شافتني مش عارفة احنا كده صح ولا غلط.
و أضافت لتحفز ريحانة قائلة :..بس هي قوية.
نظرت إليها ريحانة بضعف لتستطرد ياسمين حديثها قائلة : هي قوية..ولذلك أنا مطمنة عمر ما حد هيقدر يضحك عليها.
ثم ابتسمت قائلة : والدليل أهو لغاية الآن مش عاجبها أي حد اتقدملها رغم إن كلهم مستويات.
هزت ريحانة رأسها وذهبت إلى نورا لتلوي نورا شفتيها بضيق قائلة : طبعًا كانت بتشتكي ليكي مني مش مهم ..المهم اني لقيت الفستان ومش هتشوفيه غير يوم الفرح سو كيوت اياكي تعترضي.
ثم استطردت بتحذير قائلة :..أنا بقول أهو.
لوت ريحانة شفتيها بعدم اهتمام وأخذت تشاهد باقي الفساتين لتعض نورا على شفتيها قائلة في نفسها بخبث : كده الخطة تمت بنجاح وأيوة بقا وخمسة اموااه عليكي يا نورا يا حلوة يا أمورة عقبالي كده لما يتعمل عليا مؤمرات.
واستطردت بخفة قائلة : وأنا أعمل نفسي عبيطة.
اقتربت منها ريحانة عندما وجدتها تحدث نفسها لتضربها في رأسها قائلة : ايه اتجننتي بقالك أسبوع قاعدة لوحدك اتعلمتي تكلمي نفسك ما تلمي نفسك وتيجي تقعدي هنا في المحل على الأقل تونسي طنط.
واستطردت وهي تنظر إلى ياسمين بحزن قائلة : بدل ما هي لوحدها.
أشاحت نورا وجهها إلى الجانب الأخر حيث تقف ياسمين لتهتف بانزعاج قائلة : مش حابة أجي هنا أنا جيت بس علشانك بصي يا ريحانة كل واحد فينا شايف في أهله الغلط الفرق اللي بيني وبينك انك بتقولي.
واستطردت بضيق قائلة : أنا مش حابة.
اندهشت ريحانة بفعل كلمة الخطأ الموجود عند أهل نورا واحتارت ترى ما هو الخطأ أتكون خائنة مثل والدتها أم خطئها الوحيد هو البعد عن ابنتها؟
هي مذهولة ألم يكفها العناء في حالتها أتفكر في حالة صديقتها أيضًا. ليست مجبرة على مداوة الجميع ولكنها فطرة بداخلها حاولت التعمق في كلمات نورا وهي تحدق بعينيها في وجه ياسمين التي لا يبدو عليها أي مظهر من مظاهر القسوة حيث أنها امراءة في داخلها كمية من العاطفة والحنان إذا وزعوا على كثير من الفتيات سيوفي ويكفي.
ذهبت نورا مع ريحانة بعد إنتقاء الفستان إلى المطعم لتناول الغذاء وعلمت نورا من عيني ريحانة أنها تريد معرفة كل شئ فسردت لها كل شئ لتشهق ريحانة جاحظة وقالت : لا، أكيد أنتِ غلطانة مش ممكن مامتك تكون بالشكل اللي حكيتي عنه ده. وإلا كان زمانها واحدة زي أمي.
وهزت رأسها ترفض استيعاب كل شئ قائلة :..لكن دي ست ناجحة ايه اللي يخليها تعمل كده.
شردت نورا في تفاصيل الماضي ثم أنتبهت إلى إصرار ريحانة على الرد لترد عليها قائلة : كل ده بسبب بابا يعني تقدري تقولي إهمال العلاقة ما بينهم بابا تعب وخبى على ماما تعبه وفضل يسافر ويتهرب منها.
واستطردت وهي تتنهد قائلة : لغاية ما عرفت.
حدقت ريحانة بعينيها قائلة : عرفت عرفت ايه عايزة تفهميني انه بسبب **** لا لا لا مستحيل في ست ممكن تلجأ لكده.
ثم استطردت بقوة قائلة : لا يا نورا أكيد باباكي صور ليكي الموضوع غلط.
أغمضت نورا عينيها بمرارة قائلة : ريحانة كفايه بقا..لأن شفت كل حاجة بعيني جايز مشوفتش مصيبه كبيرة.
واستطردت بوجع قائلة :..بس أنا شفتها في لبنان مع المصمم بتاع الأزياء وفي مكتبه.
حاولت ريحانة الدفاع عن ياسمين ولكن منعتها نورا بيديها وتحشرج صوتها من البكاء قائلة : اللي يعمل الصغيرة يعمل الكبيرة يا ريحانة هي لو كانت مغلطتش كان فاتها وقفت قصادي وواجهتني.
ثم سألتها بإستهجان قائلة :..تفتكري ليه مش بتحاسبني زي أي أم؟
ربتت ريحانة على يدها بحنان قائلة : نورا أنتِ أكيد لما شافتك وبختيها وده رد فعل طبيعي على اللي حصل ومش يمكن كان موضوع تحرش وخلاص.
ثم سألتها بتوجس قائلة :..وبعدين أنتِ عرفتي منين موضوع باباكي.
زفرت نورا وتنهدت بتعب لتوقفها ريحانة قائلة : خلاص يا نورا بلاش تتكلمي أنتِ عارفة أنا موجودة في أي وقت علشان أسمعك أنتِ يا ما سمعتيني.
واستطردت برجاء قائلة :..بس سامحيها يا نورا واعطيها فرصة.
هزت نورا رأسها بطاعة لريحانة وموافقة على اقتراحها ستحاول من جديد التحدث مع والدتها ومعرفه الحقيقه الكامله أما عن ريحانة فقد شردت في تفاصيل اليوم ومفاجأة ياسمين لها وياسمين نفسها ووضعها لتترسخ حقيقة واحدة في عقلها أن كل شخص يعيش معاناة ولكن يختلف قدرها من شخص لأخر ولا يوجد شخص يمتلك الراحة الكاملة، ثم سخرت من نفسها على حزنها على حالتها، ولكن ترسخت كلمات ياسمين عن نورا أنها تتغلب على كل الصعاب في حياتها وتحاول تغيير الواقع ليتها مثلها ولما لا تكون مثلها، وتكسر القيود والحواجز التي وضعت بها وتطير محلقة وتفتك بكل شئ يواجهها لأن الاستسلام يحطم أكثر. ..استسلمت قديمًا وها هي النتيجة الضياع فقط.
جاء اليوم المنتظر كانت الساعات تمر ثقال على قلبها ليس هذا اليوم فقط بل من يوم عقد القرآن أي امرأة في وضعها لا بد وأن تشعر بسعادة وفرحة ولكن هي على النقيض كان يروادها إحساس الحزن والألم قام بتوصيلها في صمت إلى الفندق الذي سيقام فيه العرس إلى أن وصل نظر لها نظرة غامضة وهو يقول : وصلنا أتمنى اليوم يعدي بسلام وتفرحي وتتبسطي وتفكي التكشيرة اللي على وشك دي.
كادت أن ترد عليه لولا نورا التي كانت تنتظرهم على باب الفندق والتي ركضت إليهما مسرعة وفتحت الباب لريحانة قائلة : ريحانة..أنا مستنياكي من بدري يلا بسرعة احنا اتأخرنا.
بالفعل هبطت ريحانة معها وتوجهت نحو باب الفندق دون النطق بنبت شفة ودون النظر إليه من الخلف.
صعدت ريحانة إلى الجناح الذي يتم تجهيزها فيه لتصعق عندما رأت فستانها المعلق بداخله.
ثم نظرت خلفها بصدمة إلى نورا التي رفعت أكتافها بلا مبالاه لتنزعج ريحانة من ردة فعلها قائلة : ايه اللي أنت هببتيه ده يا نورا؟
ردت نورا بقلة حيلة قائلة : ده الموديل اللي هو وصفه لمامي وبعتت جابته بعد ما لغي تعامله مع غفران وبهدلها بسببك وأنا عرضت عليه يتعامل مع مامي.
هزت ريحانة رأسها برفض لاستيعاب الموقف قائلة : لا مستحيل ألبسه.
زفرت نورا بحنق قائلة : يعني هتبوظي الليلة علشان فستان ويرجع يقول انك بتتلككي؟
ردت ريحانة بعصبية قائلة : تبوظ تولع يبعت يغيره.
وضعت نورا يدها في خصرها بتذمر كالأطفال قائلة : لا مش هيتغير يا ريحانة وأعلى ما في خيلك اركبيه واسمعي الكلام ما أنتِ كنتي بتسمعيه زمان ولا زيدان ملوش نفس.
اندهشت ريحانة من مدافعة نورا عن زيدان وباتت أمام سر كبير. اتصلت به مرارًا وتكرارًا ليبعث بأحد يبدل لها الفستان ولكن الوقت ضاق عليها خاصه عندما دلفت إليها خبيرة التجميل والتي كانت مرتبطة بمواعيد أخرى. تخلت ريحانة عن عنادها و استسلمت لأمرها وقامت بارتداء الفستان وبعد الإنتهاء وأصبحت ريحانة في أبهى جمالها ابتسمت لها نورا واحتضنتها وبعثت له برسالة على خطه الأخر بأنه تم الأمر، رد عليها برسالة تتضمن خروج الكل من الجناح ليدلف هو قامت نورا بتجميع الجميع والخروج معهم ووعدتها أن تعود لها مرة أخرى.
نظرت ريحانة إلى وجهها في المرأة لتلاحظ تغييرها الكامل لم تكن يومًا بهذه الوضعية
شردت فيما حدث وفيما سوف يحدث حتى أنها لم تشعر به عندما دلف حيث أغمضت عينيها وشردت بخيالها بعيدًا حيث كانت وفيما سوف تكون هو الآخر منذ لحظه وضعه على مقبض الجناح ورؤيته لها وانبهاره ليس لما ترتديه وما تضعه ولكن انبهار بشخصها يعلم جيدًا أن جمالها لا يكمن في هذه الأشياء بل جمالها هو الذي يضفي حلاوة على كل ما تمتلكه يدها أخذ يغمض عينيه ويفتحهم لعله يكون بحلم وليس حقيقه ولكنه سعد أن هذه الحقيقة أمامه وملكه وحده هو لا يريد سواها فقط توجه إليها واندهش لحالتها المتغيرة التي زادتها حلاوة أنتفضت على لمسات تدغدغ عرقها النابض كأنه يريد أن يعزف موسيقى على رقبتها فتحت عينيها سريعًا وشاهدته من خلفها يطوق عنقها بعقد ماسي ينير رقبتها ويقوم بوضع خده بجوار خدها ويلامسه بنعومة أرجفتها قائلًا : مبروك يا رورو مش هقولك لا ريحانة قلبي ولا رير زي ما بيقولولك. أنتِ من النهارده رورو وبس وأنا بس اللي أقوله.
ثم أدارها قائلًا وهو يقبلها قائلًا : ومحرم على غيري .
نظرت إليه وتصاعدت أنفاسها حيث ذكرها بقصي عندما طلب نفس الطلب مع تغيير اللقب ليفهم زيدان مدى انزعاجها ليبتسم قائلًا : احنا لسه قايلين ايه الصبح نعدي الليلة على خير وأنتِ شطورة معترضتيش على الفستان ولبستيه هتعترضي بقا على اللقب.
ثم زم شفتيه قائلًا :..معتقدش.
كادت أن تفهمه الوضع ولكن قبض على يدها سريعًا وسار بها نحو الباب ليهبطا الدرج سويًا أمام كل المدعوين. البعض منهم تفاجئ لأنها معروفه أنها زوجه قصي السابقة والبعض يتمنى لهم السعادة والبعض يتمنى لهم الانهيار وخاصة لريحانة..أيضًا كان هناك صنف رابع ينظر إليهم بإشمئزاز.
جلسا بالمكان المخصص لهما وأول من توجه نحوهم للمباركة كان أمير وحاتم. حاتم الذي عندما رأه قصي وشمس دب الغضب في جسديهما صافح أمير صديقه زيدان واحتضنه هامسًا في أذنه قائلًا : هي مدام ريحانة مضايقة من وجودي ولا حاجة؟
كان زيدان في عالم أخر يتتبع نظرات حاتم لريحانة ويده التي توجهت إليها لكي يصافحها ويبارك لها قائلًا : مبروك يا ريحانة فرحتلك كتير.
توقع زيدان أن تمده يدها له ولكنها فاقت توقعاته عندما ردت عليه بحدة قائلة : الله لا يبارك فيك.
جحظ حاتم بعينيه ونظر إلى زيدان الذي ابتسم له بسخرية قائلًا : وهو يصح برضه تبارك للعروسة قبل العريس.
هز حاتم رأسه بحرج قائلًا : لا أنا أسف ألف مبروك..عن اذنكم.
انصرف حاتم ليعلم أمير أن سؤاله لا إجابة له فقد كانت الإجابة الكاملة أمامه جاء من بعدهما سامر يحتضن ريحانة بشدة قائلًا : حقك عليا أنا بحبك أوي وكنت خايف تضيعي مني من بعد ما لقيتك مبروك يا حبيبتي.
ثم نظر إلى زيدان باقتضاب قائلًا : مبروك خلي بالك منها..أنا في ضهرها على فكرة.
هز زيدان رأسه بغيظ وانصرف سامر حيث الحديقة ينفث عن غضبه ليرتطم جسده بجسد ضعيف نظر إلى عينيها شاهد فيهما ملامح عميقة من الحزن ولكن معه كبرياء لا يقاوم فاعتذر منها قائلًا : أنا أسف معلش كنت متأثر بجواز أختي فخرجت مش شايف قدامي.
سخرت سمر منه قائلة : لا والله مش تقولي انك شرفت يا بيه. عاش من شافك مبسوطة اني شفتك رغم إنها قالت لنا إنك مت. أنا أخت جوزها السابق.
تذكر حديثهم عنها فابتسم بخبث قائلًا : أنتِ سمر؟
ابتسمت بفظاظة وهزت رأسها بايجاب.
على الجانب الأخر توجهت شذى ببطنها المنتفخة نحو شكران التي تجلس أمام الجميع تحاول رسم البسمة على وجهها من جراء ما فعله ولدها لتهبط شذى وهي تمسك بطنها قائلة لشكران في أذنها بشماتة : مبسوطة دلوقتي يا دكتور..كنتي خايفة انه يتجوزني ومش خايفة من ريحانة؟
نظرت إليها شكران بغيظ قائلة : زي ما خلصت منك هعرف أخلص منها يا شذى.
ابتسمت شذى بسخرية ومطت شفتيها ورحلت عنها وهي تثق أن كل خطط شكران انهارت بالكامل.
أنتهزت شمس فرصة عدم وجود شذى في محيط قصي الذي كان ينظر إلى ريحانة بتحسر فذهبت إليه قائلة بإشمئزاز : ما شفتش في بجاحتك كانت بتموت في التراب اللي بتمشي عليه وروحت اتجوزت عليها السنكوحة بتاعتك راحت منك يا غبي.
ابتسم قصي لها بسخرية قائلًا : هو أنتِ يعني كنتي بلعاني يا ست شمس؟ وبعدين أنتِ مضايقة ليه ما هو أكيد هينغنغكم كلكم ولا خايفة السر القديم يتفضح؟
اقتضب وجه شمس ونظرت تتلفت حولها تخشى أن يسمعهم أحد ليأتيها صوت ناجي والد قصي من خلفه قائلًا بخبث : هتتفضحي يا شموسة شكران ناوية ليكي على نيه سوده ابقي خلي زيدان ينفعك.
أنتبهت إلى هذا الحوار نورا من بعيد لتذهب على الفور إلى وجدي والد ريحانة والذي كان يبحث عن شمس لتلهيه قائلة : لا لا لا يا عمو وجدي مقدرش أناعلى كده كل ما تكبر تحلى وتبقى أحلى وأحلى.
نورا مصدر للبهجة جعلته يصدح بضحكاته متناسيًا أنه قام للبحث عن شمس ليقول من بين ضحكاته : أنتِ بتقولي ايه يا نورا يا بنتي يلا حسن الختام.
ذهبت إليهم ياسمين حيث تبحث عن أي فرصة لتكون بجانب ابنتها تبتسم إلى وجدي قائلة : ربنا يعطيك طولة العمر يا وجدي وتفرح بسامر وبأولاده.
هز وجدي رأسه ممتنًا لها لتفهم نورا أنها جائت لاصطيادها لتتركهم بحجة الذهاب إلى دورة المياه أثناء ذهابها لمحت شخص يتحدث إلى حاتم ويوبخه قائلًا : مكنش يصح اللي عملته ده يا حاتم أنا مش ناقص مشاكل مع زيدان.
كاد حاتم أن يرد عليه ليجد نورا تنظر إليه ببلاهة ليتوجس قائلًا : بتعملي ايه يا نورا.
ابتسمت نورا بخبث وهي تنظر إلى أمير باعجاب قائلة : بلمع أوكر وأنت بتلمع ايه جديد اليومين دول.
نظر إليها نظرات إغراء ورفع حاجبه قائلًا : مش معقولة تكوني أنت نورا.
نظرت إليه نورا ببلاهة مصطنعة قائلة : ومش معقولة ليه مشبهش وبعدين مين الأمير؟
تعالت ضحكات أمير قائلًا : أنا فعلًا أمير صاحب زيدان.
لوت نورا شفتيها بامتعاض قائلة : يعععع مش بحب بتوع القمار.
استمر أمير في الضحك قائلًا : وأنتِ بقا تعرفيهم منين يا حلوة ؟
أشارت له ليهبط إلى مستواها وهي تكتم ضحكاتها قائلة : من طنط شمس أصلها قمارجيه.
لم يقدر أمير على كتم ضحكاته لينزعج حاتم من مرحهم سويًا ويقول : لا والله كده كتير أنا ماشي.
ارتفعت نورا ولوحت بيدها ثم لفت أنتباهها ربطة عنق امير وهو يعدلها فعدلتها له قائلة : مش ممكن كمان البيبيون بتاعك نفس لون فستاني
حيث كانت ترتدي فستانًا أحمرًا ناريًا.
أنتبه إليها وسألها بخبث قائلًا : بتحبي الاحمر زيي؟
اتسعت ابتسامتها قائلة : جدااااا.
ثم نظرت حولها وجدت أنهما الثنائي الوحيد المبهج فلوت شفتيها بسأم وملل قائلة : هو الفرح ده مدي على ميتم ولا أنا بيتهيألي.
هز أمير رأسه باستمتاع قائلًا : والله عندك حق ميتم فعلًا.
غمزت له بشقاوة قائلة : أنت مش بتحب الحزن زيي.
لمعت في رأسه فكرة خبيثة فرد قائلًا : ايه رأيك أخليه فرح زي اللي في دماغك بالظبط.
ضربت على كفيه قائلة : هو ده الكلام.
ذهب أمير إلى مقدم الدي جي وطلب منه أغنية معينة وطال الوقت في البحث عنها حيث أنها فريدة من نوعها ولكنها فاجئت نورا مفاجأة عظيمة حيث كانت أغنية
يا نورا يا نورا يا حلوة يا امورة كل حته فيكى بتغنى فزوة.
يا نورا يا نورا يا حلوه يا اموره كل حته فيك تتغني في فزوره
وحياتك تقوليلنا مش لازمك عريس روح قلبه وحياته يعلقهم فوانيس
اللي حيتجوزني يقدملي شهادته من غير ما ينرڤزني يحكي تاريخ حياته عايزة اعرف اخلاقه ومن غير سين ولا جيم
بيتشاقى بيتعفرت ولا مستقيم
وتم الرقص وأدت نورا استعراضًا ممتعًا وما ساعدها على ذلك هو اتساع فستانها حيث كان غير معرف لحركتها وكانت تحمله بين طيات يديها كثيرًا وترفعه كثيرًا ويبرز خلالها سيقانها الخمريه مما أثار غيرة أمير عليها ولا يعلم من اين أتته هذه الغيرة أيعقل أن تكون تلك الفتاة هي التي كان يتوق لإغتصابها وتضيعيها لمجرد أنها تساعد زيدان في الوصول لريحانة أنه القدر الذى جعله يعشقها من اول نظرة أمير الذى كان يرهب من حوله بقوته ظهر الآن بشخصية أبهرت الجميع وهو يصفق ويصفر لنورا وهي تتراقص وتتشاغب معه ومع الآخرين كانا ثنائي لم يرى من قبل، ادهش الجميع كيف لهم أن من لحظة تعارفةم يصدر هذا لدرجة انفراج عضلات وجه زيدان وعلت ابتسامته التي لم يتوقعها الجميع يومًا وبعد أدائها للاستعراض ركضت لتحتضن ريحانة التي زادت سعادتها وقالت : بجد يا نورا أنتِ حسستيني ان ده فرح بجد.
تضايق زيدان من جملتها وبعث بعينيه لأمير ليأمر مالك الدي جي أن بظبط ايقاعه على أغنيه رومانسيه لينشلها من بين أحضان نورا وهي مذهولة و يسحبها إلى ساحة الرقص يراقصها على أنغام أغنية
ولا أي كلمة حب اتقالت في يوم ما بين اتنين تسوى حلاوة كلمة منك قولته إلى عيد قولت ايه كده تاني و تالت أناقلبي كله حنين، ولا يطفي ناره حبيبي غير لو عدتهالي
عارف بتعمل فيا ايه كلمة حبيبي زي اللي اول مرة بيحس بامان خليك معايا خليك معايا يا حبيبي مهما كان خليك معايا يا حلم عمري اللي في خي إلى من زمان
أذهل زيدان الجميع برومانسيته وهو يراقصها حتى هي أيضًا ذهلت ليميل عليها قائلًا : ممنوع تحسي انك فرحانة بسبب حد غيري.أنا سبب فرحك وبس.
جاء سمر وسامر من الحديقه ليجدها تنظر إليهم بحقد دفين فيبتسم بشماتة قائلًا : معقولة الرومانسية دي كلها تبقى جواز إنتقام.
نظرت إليه سمر بإستعلاء قائلة : أيوه إنتقام وهتشوف يا سامر.
على الجانب الأخر لم تحتمل شذى رؤيه الرجل الذي كانت تنعته بالبارد بمثل هذه الرومانسية لتنظر إلى قصي قائلة : أنا معنتش قادرة أستحمل.
لتتخابث شكران قائلة : ايه عايزة تروحي قبل ما العرض يكتمل؟
رد عليها قصي قائلًا : أنا كمان يا عمتي مش قادر كفايه سيبينا بقا في حالنا.
نظر إليها ناجي برهبة وخوف قائلًا : شكران أنتِ ناوية على ايه بالظبط؟
نظرت إليهم باستهزاء وتركتهم وعادت تجلس على مقعدها منتظرة العرض التمثيلي مثلما تنعته يكتمل لدي زيدان.
نظرت شمس إلى وجدي قائلة : مسخرة وقلة أدب يلا نروح.
هتف وجدي باستنكار قائلًا : ايه صعبان عليكي تشوفيها مرتاحة ومبسوطة؟
بدون شعور ذهبت نورا نحو ياسمين وقالت : أنا فرحانة أوي يا ماما النهارده.
نظرت إليها ياسمين بفرحة قائلة : مش قد فرحتي يا نورا أخيرًا رجعتي تكلميني تاني.
أنتبهت نورا لما يحدث حيث أن أمير أذهب عقلها وما كادت ترد حتى تعالت الاصوات وصوت التصفيق الحاد بالقاعة عندما رفع زيدان ريحانة وحملها بين يديه أمام أنظار الجميع ومشى بها أمامهم وأنظاره مسلطة على قصي وقصي لا يمنع نظره من التقاء عينيه بعيني ريحانة التي سرعان ما دفنت وجهها في صدر زيدان الذي ابتسم بشماتة للجميع.
صعد بها إلى الجناح المخصص لهما وسار بها إلى الفراش ليضعها وما ان ضعها حتى مال عليها لتتراجع بسرعة إلى أخر الفراش تبتلع ريقها قائلة : أنت هتعمل ايه يا زيدان، التمثلية خلاص خلصت. حققت اللي نفسك فيه وأنا كمان فرحانة جدًا.
واستطردت بنصر قائلة : اللي حصل معايا النهارده موقف أحسد عليه.
ارتمى بأحضانها كالوحش الضاري قائلًا : يحسدوكي على ايه بس المفروض يحسدوني أنا. ريحانة أنا سبق وقلت ليكي أني عايز أكمل اللي بدأناه مش عايز أكتفي بكده.
ثم تابع وهو يضيع في أحضانها قائلًا : لأنه مينفعش.
هزت رأسها برفض قائلة : لا ينفع..على الأقل في الأول أنت السكينة سرقاك وأنا معنديش استعداد أخوض تجربة جديدة خلينا بعاد أحسن.
ثم استطردت وهي تحلق في سواد عينيه الراغبة بها وبشدة وقالت : ويمكن نقرب من بعض.
ابتسم بخبث وهو ينظر إلى مفاتنها التي تراءت له من خلال فستانها قائلًا : امتى بس يا رورو بقي حد يشوف الجمال ده كله ويبعد وبعدين هنستنى ايه غيرنا عاش حياته.
شجعها وحثها قائلًا : ...االلي اتجوز واللي هيخلف.
اغمضت عينيها بمرارة ليقترب منها ويتحسس وجهها ويفتح عينيها ويركز فيهما قائلًا : مش قصدي بس أنا عايزك تعطي فرصة جديدة لنفسك وليا ويمكن اللي مش مكتوب زمان ينكتب دلوقتي.
واستطرد يوعدها قائلًا :..وأنا مش هسيبك أبدًا.
ابتلعت مرارة حلقها قائلة : أنت مش هتسيبني تفتكر هما هيسبونا في حالنا لا طبعًا تقدر تقولي أنت مصر ليه عليا بالدرجة دي؟
ثم استجوبته قائلة : أكيد في حاجة خلتك كده
تنهد زيدان بتعب قائلًا : أول واحد مش هيسيبني في ح إلى هو باباكي اللي أنا وعدته انه جواز هيستمر لأخر العمر مهما كان اللي بينا.
ثم استطرد بتأكيد قائلًا :..غير كده محدش يجرؤ يقرب منك.
ثم رفع ذقنها قائلًا : المفروض تكوني مبسوطة انك اتجوزتي راجل محدش يقدر يأثر عليه مش لا مؤاخذة قصي.
ثم استطرد بسخرية قائلًا :..لا ومين اللي أثر عليه؟ عمته يا ريتها أمه.
هزت رأسها بتفهم ليستطرد قائلًا : عمومًا أنا مش مستعجل. قومي غيري هدومك على بال ما الروم سيرفس يبعت العشا.
واستطرد بلا مبالاة قائلًا :..ولو حابة ميبقاش شهر عسل ونرجع على القصر مفيش مشاكل.
نظر في أثرها وهي متوجهة إلى غرفه الملابس ليحدث نفسه قائلًا : كده أنا عملت اللي عليا اما أشوف أخرتها معاكي ايه يا ريحانة هتطلعي عند حسن ظني بعد اللي عملته معاكي؟
ثم ضيق عينيه قائلًا : ولا هتطلعي زي ما بيقولوا؟
خرجت من الغرفة تنظر إليه بعبوس ليتفهم أن عليه أمر فك الأزرار التي بظهر الفستان ليديرها قائلًا : ههههههه كنت بعت التصميم ده بالذات لياسمين هانم علشان أنا عريس والليلة ليلتي وكده بس يلا مليش حظ.
ثم ربت على ظهرها بضيق قائلًا :..زمان كانت فستانين معفنة وأصحابها بيتهنوا.
التفت إليه تنظر إليه بلوم وعتاب ليهتف بحزن مصطنع قائلًا : أنتِ زعلتي مني متزعليش..بس أصل أنا راجل ناقص.
واستطرد بغل قائلًا : حاسس بالنقص انك كنتي لواحد غيري وشاف الحب ألوان وبدون مقابل.
رفعت ريحانة الفستان لتغطي صدرها بعد انكشافه خاصة بعد فك الأزرار التي تعمل على تماسكه لرقة قماشه وهتفت باستهجان قائلة : ماشي يا زيدان قول كمان ما هو دايمًا كده الواحد لو مش بياخد الحاجة اللي هو عايزها بيقعد يرخصها فيها علشان تتدلل عليه..
ثم أمسكت أكثر بالفستان قائلة : صح؟
ابتسم بسخرية قائلًا : عليكي نور لا وايه كمان بعد ما بتدلل عليه بيبقا طعمها دلع زي الشوربة اللي الواحد بياخدها وهو عيان.
ثم ضايقها أكثر قائلًا :..مضطر مش عنده شغف ليها.
تركته وراحت لتبدل ملابسها وظلت راقدة على الارض تنتحب لموقفها ..أنتظرها طويلا ولم تخرج ليطرق على بابها قائلًا : خلصتي يا ريحانة ولا مش عارفة تقلعي الباقي ولا يكونش لسه صغنونة مش عارفة تلبسي.
كل هذا بلا رد فنفخ بضيق قائلًا :..أنا مضطر أفتح عليكي طالما مش بتردي.
وبالفعل فتح الباب عليها ليجدها شاردة تجلس على الأرض لينحني إليها ويحنو عليها قائلًا : قومي يا ريحانة احنا مش صغيرين على الكلام ده قومي علشان طيارة الصبح بدري أنا مش حابب أفضل في مصر الشهر ده.
ثم قام بتقبيل باطن كفيها بكل حنان قائلًا : يلا قومي.
عقدت ما بين حاجبيها على اصراره على السفر ونهضت معه باستسلام لكي تنام من عناء التفكير ترى ستنام هذه الليلة أم سيغزل فكرها مئة سيناريو جديدا لما سيحدث لها غدًا وبعده.
أما عنه فنام نومًا عميقًا لم تتوقع هي أنه يمتلك تلك الراحة نهضت بخفة من جواره ونظرت إليه مطولًا نظرات إعجاب وهيام به لو شاهدها بنفسه لن يصدقها وأخذت نفسًا عميقًا وأغمضت عينيها تستنشق عبيره لتنتبه جيدًا لنفسها أنها بدأت أن تدافع في غيبيات عشقه تتمنى أن تكون تلك الغيبيات إيجابية وليست سلبية مثل قصي الذي كان كافيًا لتكره رجال العالم ما بالكم برجل مقرب منه حتى لو كان يكرهه هذا ليس كافيًا لتطمئن من نحوه هو أيضًا يريد أن تكون بعكس الصورة التي صورت له ترى ستثبت له ريحانة عكس ما سمعه أم تثبت إنهم على حق ؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
تذكرت ابتسامة نورا المشجعة لها بعد استعراضها قائلة : عيشي اللحظة يا ريحانة ولازم تنسي وارمي ورا ضهرك. لا أخوكي اللي عامل نفسه قلقان عليكي هينفعك ولا أمك ولا حتى باباكي رغم انه قلقان عليكي، علشان خاطري لو ليا خاطر عندك اثبتي للكل انك أقوى منهم. عايزاكي تيجي المصنع بعد شهر العسل وأنتِ رافعة رأسك لفوق ومحدش قدك.
مدت يدها إلى وجهه وتحسست ذقنه بأناملها وارتفعت بهما حتى وصلت إلى عينيه نظرت إلى جفونه المغمضة وتذكرت بقيه كلمات نورا : قولي له كل اللي نفسك فيه قولي له إنك عايزاه معاكي ووراكي وفي ضهرك لأخر العمر.
على الجانب الأخر رحل قصي وشذى متوجهين إلى منزلهم واعترض طريقه سيارة اخرى ليهبط قصي من سيارته وتلمع عينيه عندما شاهد من أمامه ليبتسم بسخرية قائلًا : كنت عارف إنك هتعمل البدع وتحاول تتواصل معايا بس اللي استغربت منه انك محاولتش تتواصل معايا ليه من قبل فرحهم.
واستطرد وهو يجز على أسنانه قائلًا :..ولا بتردهالي يا ابن نجم الدين؟
ربع حاتم ذراعيه ونظر إلى قصي بشماتة قائلًا : وأنا لما أتواصل معاك قبل فرحهم نستفيد ايه..ولا حاجة طبعًا.
واستطرد باستهزاء قائلًا :..بالعكس هي مش عبيطة ..وترضى ترجع لك برضه ومش ساذجة وترضى ترتبط بيا.
نظر إليه بضيق قائلًا : مسيرها ترجع..أصلها مش هتقدر تعيش كتير في دور الضحية وأنا واثق ان عمتي مش هتسكت وهتفضل تسود عيشتها.
واستكمل بخبث قائلًا : أنت كمان تساعدني إننا نقتله ده الحل الوحيد اللي أرجعها بيه.
سمعته شذى التي كانت غافية فأنتفضت ونهضت من مكانها وخرجت إليهما وهي تمسك بطنها بذعر قائلة : قتل..لا..محدش يقتله..وديني لأبلغ عنكم..اعقل يا قصي عمتك شكران لو قربنا منه هتقتلنا أو تخليه هو يقتلنا.
ثم أشارت إلى حاتم باستهزاء قائلة : وأنت ياللي ما تتسمى أخوك ده أنا عارفاه كويس ساعتها هينسى ان أنت أخوه وهيتم ليك عيالك.
فور نطقها لتلك الكلمات انطفأت جميع الأنوار في عينيها اثر صفعة واحدة من يد قصي حتى لم يشفع له وضعها وثقل حملها بات كالصقر الجارح يريد الفتك بها فور تهديدها يتوعدها بالليالي السوداء ويفرغ بها سواد قلبه وحقده.
على الجانب الأخر فتح زيدان عينيه فجأة بعد ما تركها تفعل به ما تشاء ولا ينكر أنه كان في قمة سعادته من لمساتها..وما أن توقفت لمساتها حتى أنتبه وفتح عينيه ليجدها شاردة ولكن شرودها ليس بحزن إنما كان شرود بابتسامة لطيفة تداعب وجنتها أخذ يتأملها ويتسائل في داخله هل هي طفلة صغيرة لتخشى منه إلى هذ الحد؟ أتناست أنها متزوجة من قبل؟ أم هي تختبر صبره؟ بالنهاية لا يوجد إجابة لكل الأسئلة لا إجابات القلب تشفع ولا إجابات العقل هي فقط لديها إجابة لكل هذه الأفعال.
نظر إليها جيدًا لعلها تنتبه فوجدها ما زالت على حالتها شاردة لا يعلم أنها شاردة في حديث نورا بل للأسف كان على يقين أنها شاردة في إعادة ذكرى ليلتها الحميمية مع قصي خاصة عندما رأى تلك الابتسامة على ثغرها الذي يود الفتك به فتحدث بجمود قائلًا : أنا عارف أنتِ سرحانة في ايه وده اللي خلاكي تمنعي نفسك عني بس شوفة عينك هيبقي أب قريب.
وجدها ما زالت شاردة ولكنه كان لديه حدس أنها تسمعه جيدًا فأراد إثارة ضغينتها قائلًا :..أه ممكن يكون عنده الرغبة كراجل يرجعك.
فاقت من شرودها سريعًا ووضعت يدها على فمه لتقاطعه وتفاجئه قائلة وهي تغمض عينيها : أنا سرحانة في اللي أنت عملته النهارده في الفرح..وتغيرك المفاجئ يعني أنا اتجوزتك بس مكنتش أعرف إنك بتعرف ترقص.
ثم فتحت عينيها قائلة : حاجة تانية..هددتني بنورا وشوفة عينك أنت قربوا من بعض من غير ما نحس.
ثبت يدها على شفتيه وقبل باطن كفها ثم مررها على شعيرات ذقنه ليستشعر مدى نعومة يدها ويستمتع بلمساتها التي أجبرها على الصعود والهبوط على كافة أنحاء وجهه من جديد قائلًا والابتسامة تعلو ثغره : وده نفس اللي فكرت فيه لما شفتهم فرحت لما منعت مقابلتهم قبل فرحنا كان فاتهم انجذبوا لبعض من غير تخطيط.
ثم اقترب منها بخبث قائلًا : وأنا اللي كنت خسرت.
أحكم يده وامتلكها جيدا بيده اليسرى ثم امتدت يده اليمنى إلى خصرها يقربها إليه ليهمس بعذوبة في أذنها قائلًا : وأنا كنت مستعد أخسر كل حاجة إلا أني أخسرك أنتِ متفهميش ليه كنت عايز أوصلك بأي طريقة.
واستطرد وهو يقبل عنقها قائلًا : الموضوع وسع معايا أوي وعدى حدوده.
ارتفعت ببصرها نحو عينيه مصدقة له ولديها يقين جاد أنها وجدت ما تبحث عنه وهو الأمان والحب الحقيقي ليملس بأنفه على خديها ويقربها أكثر إليها يحتويها بين ضلوعه ليأكد لها بكل ثقة قائلًا : أنتِ هتفضلي مراتي لآخر العمر في الأول كنت عايز أثبت للكل إنك مش يعيبك حاجة بس بجد أنا بثبت لنفسي إنك ملكيش مثيل.
حاوطته هي الأخرى مثل العاشقة وتمرمغت في صدره مثل القطة التي تألف صديقها ليتنهد بكل عشق قائلًا : أه لو تعطيني ربع الحب اللي في قلبك هعرفك اني..
ثم أوقف حديثه فجأة لتقطب جبنيها وتخرج من بين أحضانه بسرعة لتجده عاد مثل ما كان الرجل المتجمد لتحدثه بتوجس قائلة : كمل هتعرفني انك ايه يا حبيبي ؟
صمت وظل ينظر إليها نظرات مريبة يحاول استجماع ما سوف يحدثها به خاصة بعد انطلاق كلمة حبيبي من بين شفتيها وطال صمته إلى أن وجد أنه يبرر لها ويقول عن أنه معهم ولكن كيف له أن يكون معهم وهو يحاول بشتى الطرق اعلائها عليهم لتتأكد في هذه اللحظة أن صمته المطول يؤكد لها اعتقادها أنه لديه سر وغيبيات تبتلع ريقها وتحاول الهدوء وتقول : ايه مالك يا زيدان؟ احنا كنا كويسين من شويه بص مش مهم أعرف اللي كنت هتقوله. انسى تعالى نرجع زي ما كنا.
و أمسكت يده من جديد بارتعاش ولكنه تركها ونهض ببرود من أمامها وتوجه إلى شرفة الجناح ينظر إلى أسفل الفندق بعبوس قائلًا وهو مولي ظهره لها : لما رفضتيني من شوية شهدت بذكائك إن أنا تبعهم. بس دلوقتي عرفت ان كل الستات أغبية وأنتِ أولهم.
ثم تحامل على نفسه قائلًا : ما هو لازم أكون تبعهم. أنتِ ليه مستغربتيش إن الفرح عدي بسلام وإذ فجأة محاولات الدكتورة شكران خلصت.
شهقت ووضعت يدها على صدرها من هول ما قاله غير مصدقة لما يقوله و تحشرج صوتها وقالت بأنفاس متقطعة : كذب اللي أنا سمعته منك دلوقتي وقولي إنك مش معاهم وإنك مش زيهم أنت عارف ده معناه ايه ؟
واستطردت وهي تصرخ قائلة :..ان أنت بضيعني علشانهم..صدقني يا زيدان أنا مش أستحق كل ده.
وقف مثل الصخر وما زال مواليًا لها ظهره لا يقدر على الالتفات إليها حتى لا يلين أمامها وتجمد قائلًا : ده اللي أنتِ شايفاه. أنتِ شايفه نفسك أحسن واحدة فيهم تمام احسبيها زي ما تحسبيها أنا معنديش أي مانع لخيالك المريض.
و ليزيد من حسرتها أضاف قائلًا : أنتِ ولا حاجة يا ريحانة.
ثم التفتت إليها لينتظر ضعفها نظير إهانته وجدها تتجمد وتشخص ببصرها في الفراغ ليهتف بغضب قائلًا : أنتِ اتجوزتيني مش إجبار مني ولا حاجة أنتِ بس حاولتي تعززي نفسك قدامي وتحسسيني إنك صعبة المنال.
و أزاد إهانتها قائلًا وهو يشير إلى قدميه : ..مع إن واحدة غيرك كان فاتها مرمية تحت رجليا.
كادت أن تقاطعه بحديثها ليوقفها بصوته الجهورى قائلًا : أنتِ لعبتي اللعبه صح. رجعتلك أخوكي وخرجتلك أبوكي من السجن و داريت على فضيحة الست شمس.
وعاد إلى غروره قائلًا : وطبعًا ده غير الامتيازات الكتيرة من جوازي.
تضايقت من حديثه والتفت لتغادر إلى المرحاض ليجذبها من ذراعيها ويضغط عليهما لتتأوه من خشونة يديه قائلًا من بين أسنانه : ريحانة أنتِ هتكوني مراتي غصبن عنك وافقتي ولا رفضتي مش أنا اللي أخد على قفايا من واحدة زيك.
ثم اقترب أكثر منها ودارت المشاعر المتناقضة في دربه لا يريد إهانتها أكثر ولكن ما باليد حيلة..يراها بالفعل مثل ما قالت لا تستحق ذلك ولكنه تماسك قائلًا :..ولعلمك الكل معايا و لصالحي.
حدقت في عينيه إلى أن شعرت بنفسها وهي ملقاة على أرضية الجناح وتركها ودلف إلى حجرة الملابس لتحاول هي استيعاب ما قاله وهي شاردة في أرضية الجناح لتجد نعل حذائه عابرًا من أمامها لترفع بصرها وتجده يخرج من الجناح زافرًا بحنق لتزداد حيرة على حيرتها كيف له التحول ولماذا تتمنى منه الجانب الذي أثر مشاعرها منذ قليل.
كان هدوئه ومثابرته ومحاولاته معها بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة كاد ينفجر ويبوح لها بما يخفيه عنها أيضا التزم الهدوء بعد واتهم نفسه أنه يلاعبها من أجلهم ولكن لم يستطع السيطرة على هدوئها أكثر فاندلعت العاصفة من بين شفتيه مؤكدًا لها ظنونها لتحظى بالكثير من الألم من جراء اصراره على أن تكون له بأي شكل من الأشكال.
بعد تركه لها أخذ سيارته والتي قادته إلى الملهى الليلي الذي يخص أمير لتنفرج شفتي أمير من لحظة ما شاهده يدلف إليه ليلتزم أمير الصمت حتى وجده بدأ بالشرب لينحي عنه الكأس قائلًا بقلق : ممكن أعرف أنت ايه اللي جابك دلوقتي مش أنت قلت إن الجواز ده هيكون بجد مش تمثيل.
واستطرد بسخرية قائلًا : ولا أنا كان بيضحك عليا زي الكل ولا ايه.
تجاهله زيدان وقام بتفريغ كأس أخر له ليغضب أمير ويزيح الكأس وقارورة المشروب من فوق الطاولة ليتهشموا أرضًا قائلًا بعصبية : مش بترد عليا ليه، ولما أنت مش حابب تتكلم جيت هنا ليه أنت غريب يا أخي.
واستطرد بغضب قائلًا :..عملت فرح وعملت حاجات حسست الكل إنها ملكة على عرش قلبك.
تنهد زيدان وتحدث بصوت مختنق قائلًا : ومش كده وبس ده أكتر كمان لأول مرة أحس بالضعف قدام واحدة ضعف يوصلني لدرجة اني كنت هقول على كل حاجة.
واستطرد بضياع قائلًا :..وهضيع الدنيا.
شهق أمير مما قاله زيدان ليشيح زيدان وجهه إلى الجانب الأخر قائلًا : أنا نفسي مش عارف كنت هضعف ليه بس لما لحقت نفسي فكرت اني أقولها اني متأمر معاهم..
ثم أغمض عينيه قائلًا : وطبعًا اضطريت أتقل العيار وبكده أكدت ليها ظنونها ما هو مفيش حل.
ولأول مرة يهتز الجبل ويفقد حصونه وتتأرجح الدموع في مقلتيه معلنة التحرر ليمسح بطرف أصبعه عينيه ويتحدث بصوت متحشرج قائلًا : أنا هقول ليها كل الحقيقه وهي براحتها تختار أصل أنا نفذت المخطط اللي في دماغي وذليت أمي قدام الكل..
واستطرد بحسرة قائلًا : بس كان نفسي تكمل معايا.
هز أمير رأسه رافضًا لما ينوى زيدان أن يفعله ليبتسم بسخرية قائلًا : أنا فاهم إنك خايف على نفسك بس اطمن يوم ما هتعرف هكون خلصت اللي ما بيني وما بينهم وهقولهم انك لسه على العهد.
واستطرد بابتسامة باهتة وقال :..مع ان اللي حصل منك في الفرح النهارده محسسني أنك هتسيبهم قبلي.
أشاح أمير وجهه إلى الجانب الأخر قائلًا : قصدك يعني على نورا لا طبعًا..هي بس البت كوميدية شويه خرجتني من مود المؤامرات.
ثم هز رأسه بتأكيد قائلًا : أنا مش هعمل زيك يا زيدان وأضيع نفسي.
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا : زمان كنت بتكلم على ريحانة إنها واحدة عادية زي ما أنت بتتكلم عن نورا بالظبط.
واستطرد بخبث قائلًا : بس في فرق نورا لو حطتك في دماغها هتوصل ليك.
عند ريحانة غفت على الفراش ليتعالى رنين هاتفها لتقطب جبينها من اسم نورا الظاهر على شاشة الهاتف لترد بقلق قائلة : أيوه يا نورا في ايه أنت كويسه؟
لوت نورا شفتيها بامتعاض قائلة : أنا كويسه يا ختي بس أنتِ اللي مش هتجبيها لبر في حد عاقل يعمل كده.
واستطردت بشماتة قائلة : طب قابلي بقا أهو راح يسهر عند أمير ويعيد الليالي السودا.
اندهشت ريحانة مما تقوله نورا لتسألها قائلة : طب وأنتِ عرفتي منين ؟
ردت عليها نورا بكل مصداقية قائلة : أنا وأمير النهارده أخدنا أرقام بعض وبعتلي رسالة.
تعجبت ريحانة من جرأة نورا لتهتف قائلة : بالسهولة دي يا نورا أخد رقمك أنتِ تعرفي أمير ده مين؟
زفرت نورا بحنق قائلة : عارفة يا ريحانة ومتخافيش عليا..أنا برضه نورا.
هزت ريحانة رأسها بغيظ حيث ترائى لها من تدافع عنها تستطيع الدفاع عن نفسها وبقوة.
عوده لزيدان وأمير
قطب أمير جبينه عن حديث زيدان عن نورا بكل ثقة ليؤكد له زيدان قائلًا : صدقني أنا عارف نورا كويس وأكتر من ريحانة كمان ريحانة خاضت تجربة حب علمت عليها..
واستطرد وهو يرفع حاجبيه قائلًا : أما نورا رفضت أي حب اعترض طريقها.
لوى أمير شفتيه بسخرية ليرد زيدان على سخريته قائلًا : بصرف النظر عن سخريتك بس لازم فعلًا تفهم الدنيا دي هتلاقي فيها أنواع كتير ومش أنت بس اللي بتكسر يا أمير.
واستطرد شاردًا في الفراغ قائلًا : فيه اللي كسرنا.
زفر أمير بحنق لا يستلطف تلك الكلمات التي قالها زيدان ليكشف زيدان عن شئ لا تعلمه ريحانة وأمير ذاته : طب أقولك على حاجة علشان لو حبيت تتواصل معاها أنت بتتعامل مع واحدة مش سهلة.
واستكمل وهو يبتسم بتسلية قائلًا : الواحد لازم يشكرها على صعوبتها وهي بتقدم لي الحل.
عقد أمير ما بين حاجبيه لا يفهم شيئًا ليبتسم زيدان بخبث قائلًا : نورا هي اللي اقترحت عليا أساوم عليها في مقابل جوازة ريحانة.
واستطرد وضحكته تتعالى قائلًا : وبكده ريحانة بحكم اللي ما بينها وبين نورا وافقت..
واستكمل بسخرية قائلًا : بس يا عيني اندهشت النهارده لما لقت اللي حمتها رايحة تسرح مع أس البلاء.
نظر إليه أمير باندهاش وانزعاج بذات الوقت قائلًا : ايه اللي أنت بتقوله ده وهي مش على أساس انها صحبتها وعارفة إنها رفضاك.
ثم استطرد بإنزعاج قائلًا : وأنا علشان كنت عايز مصلحتك وببعدها عنك لومتني.
نظر إليه زيدان بجمود قائلًا : هي دورت على سعادة صاحبتها أما أنت كنت خايف على نفسك من ريحانة وخايف حوار المافيا ينكشف.
واستطرد ينظر إليه بضيق قائلًا : وخايف على فضيحتنا في السوق.
لما لا تعطيه حقوقه الشرعية إنها لمتجمدة القلب أيعقل أنها تأخذ على عاتقها أن جسدها لن يكون لغيره هنا تضاربت خطوط عقلها قبل لينها معه ينظر لها يجدها بريئه من كل الأفعال التي نسبت لها قدرها الوحيد أن الرجل الذي عشقته وملكته أمرها تركها وتناسى كل شيء في سبيل إرضاء ذاته كذكر ينجب وهذا يجعلها تدرك أنها لم تكن في اهتماماته يومًا لكن هي اهتمت بكل شئ يخصه عمله ومركزه وأرضته بكافة الطرق فيما عدا الشيء الوحيد الذي لم تقدر عليه ألا وهو الإنجاب ولكن لما أرادت الإنفصال لطالما الشئ يعيبها أم خيانته لها قبل الارتباط هي التي دفعتها إلى طلب الانفصال.
نهضت بعد محادثه نورا وارتدت ملابسها قبل أن يأتي ولحسن حظها أنها وجدت الملابس التي كانت ترتديها في الصباح وهبطت إلى الاسفل وطلبت سيارة أجرة وذهبت إلى مكان تريد إفراغ شحنة الغضب لديها عنده فتح لها الباب وإذا بها رأت زوجين من الأعين المتفاجئة والمحدقة بغير تصديق على وجودها في مثل هذه الليلة لتنظر ريحانة إلى تلك العينين وتتحدث بفظاظة قائلة : ايه يا نورا هتوقفيني على الباب كتير وأنا عروسة وجايلك يوم فرحي ده أنتِ معملتيهاش يوم طلاقي.
ثم نظرت حولها بقلق مصطنع قائلة : طب خافي عليا لحد يشوفني واتفضح.
ارتعشت نورا من جرأة ريحانة وسرعان ما أدخلتها وأغلقت الباب تعاتب نفسها قائلة : أنا اللي غلطانة أنا ايه خلاني أتصل بيكي أقولك انه عند أمير..
ثم زفرت قائلة : طب كنتي روحيله عند أمير على الأقل كان هيحس انك مهتمة بيه مش جايالي.
لوت ريحانة شفتيها بسخرية وهزت رأسها بلا مبالاة لتنظر إليها نورا بصدمة من تغيرها وتهتف قائلة : أه ده أنتِ معنتيش باقية على حاجة بس خلي بالك هو لو رجع الفندق وملاقكيش هيهد الدنيا أنتِ كده بتفضحيه.
ثم لوت شفتيها قائلة :..والباقي هيشمت.
تنهدت ريحانة وهتفت بحنق قائلة : للدرجة دي كلكم بتخافوا منه ..وبعدين ما اللي يشمت يشمت أنا لازم أعرفه إن مش ريحانة اللي يضحك عليها.
ثم أنتفضت غاضبة وهي تقول : وفضيحة بفضيحة.
مسكت نورا يد ريحانة وسيطرت على حالة الغضب التي اجتاحتها لتبتسم بهدوء مصطنع قائلة : لا يا ريحانة هو مش هيتفضح..
واستطردت بحزن قائلة : أنتِ اللي هتتفضحي وساعتها قصي هيقول عليكي انك مكنتيش زوجة مثالية وإن أي راجل له الحق ينفر منك.
زفرت ريحانة بحنق قائلة : أكيد هيقول كده لذلك أنا مش بأمن لزيدان..
واستطردت بحسرة قائلة : إذا كان أكتر راجل حبيته عيب فيا والتاني بيطالب باللي كان بيشوفه مني مع قصي قدام الناس.
جحظت نورا بعينيها قائلة : أنتِ لسه بتحبي قصي يا ريحانة ؟.اوعي تكوني كده فعلًا قصي ميستحقش حتى نظرتك له النهارده في الفرح.
ثم سألتها قائلة : ليه متعطيش زيدان فرصة ؟
حاولت أن تهرب من الإجابة ولكن ما باليد حيلة فهذه نورا لا يمر الأمر من بين يديها كمرور الكرام فتنهدت قائلة : النهارده كان هيكون أول فرصة له وكنت هعطيهاله بكل حب أنا نفسي استغربت من استسلامي.
كانت تسرد الأمر وهي تسترجع ما حدث مبتسمه إلى أن وصلت إلى النقطة التي أدمت قلبها فاستكملت بمرارة قائلة : بس في وسط ده كله كان عايز يقول حاجة ورجع في كلامه، ولما قلت ليه مالك وعلى فكرة أنا رجعت في لحظة وقلتله مش عايز أعرف.
وتعالت شهقاتها قائلة : بس هو رد ببساطة وأكد ليا انه معاهم.
جحظت نورا بعينيها غير مصدقة وقالت : أنتِ متأكده انه قالك انه معاهم ؟ بس ده مستحيل يا ريحانة هيستفاد ايه لما يكون معاهم .
ثم زاد اندهاشها قائلة : شذى كده ولا كده معدتش هتنفعه وسمر هو مش بيطيقها.
تنهدت ريحانة بتعب قائلة : هو واطي زيهم يا نورا وعلى فكرة أمير أوطى منه كمان خلي بالك منه.
وصارحتها قائلة : أنا وافقت أتجوز زيدان تحت ضغط منه لأنه هددني بيكي.
توترت نورا وارتبكت قائلة : ضغط عليكي بيا طب وأنا مالي وماله وبعدين خلي أمير على جمب لو سمحتى أه هو بتاع قمار.
واستكملت وهي تدافع عنه قائلة : بس مفيش حد بيفضل على حاله.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة : للدرجة دي قدر يضحك عليكي بكلمتين في ساعة زمن واحدة لا وايه أخدتوا أرقام بعض ووصلك أنتِ ومامتك.
واستطردت بخبث قائلة : وكمان قالك ان زيدان غضبان عنده.
ضحكت نورا بتكبر قائلة : أه هو بصراحة يقدر يضحك على بلد بس مش على نورا الغريب يا ريحانة وأنتِ عارفة كده كويس .
ثم غمزتها قائلة : وهتتأكدي من كلامي قريب.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة : يمكن كلامك يطلع صح في يوم من الأيام عن أمير..لكن عن زيدان ما أظنش.
واستطردت بشرود قائلة : ..زيدان ده في دماغه حاجات ومحدش يقدر يتوقعه بس هي ايه الله أعلم.
رفعت نورا كتفيها بلا مبالاة قائلة : وأنتِ مالك ومال اللي في دماغه طالما أخد عهد على نفسه انه مش هيأذيكي.
ثم استطردت بلا مبالاة قائلة : وبصراحة كده تلاقي حوار انه معاهم اضطر يقوله ليكي علشان يضايقك مش أكتر.
قطبت ريحانة جبينها قائلة : أنتِ مالك بدافعي عنه كده ليه ؟ زي ما يكون متفقة معاه أنتِ نسيتي أول مرة لمحتيه في المصنع عملتي ايه.
وذكرتها أكثر قائلة : نسيتي لما كنت بتقوليلي ارفضيه؟
ارتبكت نورا قائلة : فاكرة كل حاجة يا ريحانة كأنه امبارح..بس هو أثبت حسن نيته معاكي، وعرفك مين المقصود من ده كله.
واستطردت تحاول تليين قلبها قائلة : وجايز يا ريحانة نفسه يقولك على حاجات تانية.
جحظت ريحانة بعينيها قائلة : حاجات تانية ! نورا أنتِ تعرفي حاجة عنه ؟ لو تعرفي قوليلي على الأقل أخرج من الحيرة اللي أنا فيها.
واستطردت بحيرة قائلة : بس برضه ..ليه أكد ليا انه معاهم؟
عضت نورا على شفتيها بخوف قائلة : بصراحة كده أنا سمعت انه له شغل تبع المافيا هو وأمير، ويمكن كان عايز يصارحك بالحقيقة بحكم إنك مراته.
واستطردت وهي خائفة من ردة فعل ريحانة وقالت : بس أكيد خايف لتهربي منه.
انفجرت ريحانة من الضحك الهستيرى الغير معهود لها وقالت من بين ضحكاتها : هههههه أيوة بقا. هو ده اللي كان ناقص، يا خبتي السودة التقيلة من قصي المنيل لزيدان التعبان.
ثم علت ضحكاتها قائلة : المافيا ويخطفوني بقا ويهددوه بيا عاااااا.
ضربت نورا على جبهتها غير قادرة على كتم ضحكاتها هي الأخرى قائلة : أيوة بقا أموت في حرب العصابات وخطف الفتيات الحسناوات أتخطف معاكي والنبي.
واستطردت بلهفة وشغف قائلة : قوليلهم اني عشيقة أميرالأمراء، وربنا احنا بركة.
توقفت فجأة نوبة الهيستريا التي اجتاحت ريحانة وتحول لون جسدها إلى اللون الازرق خوفًا وهلعًا من حقيقة ما تقوله نورا التي توقفت هي الأخرى عن الضحك.
تتظاهر النساء بالقوة ولكن من يقترب منهن وخاصة وهو يستخدم دروب العشق يجعلهم مثل الأكياس البلاستيكية اللينة تفسد بالعشق بمجرد الضغط عليها بأول كلمة من عاشق ولكن هذا لا يعطي الحق لأي شخص أن يعبث بهن وبمشاعرهن ويقوم باستغلالهن، وهذا ما بدأت تستخدمه ريحانة ولكن مع الشخص الخطأ الذي أجازته لغيره الذي لا يستحق توقفت عنده وقالت لا يجوز لك أن تملكني أو تطرق باب قلبي تعاملت معه بحرص لا يستحقه بل هو يستحق الإفراط والمزايدة منها ولكن جاء لها بعد فرضها لقوانين العشق وما أن أطاحت بقوانين عشقها وعادت من جديد حتى صدمت من الوحش الضاري الذي تفوق موجته الموجات القديمة.
بعد مواجهة زيدان لأمير كان مثل الثور الهائج فهو لا يريد أن يراه زيدان صغيرًا لهذا القدر وهو كل اهتماماته في المرتبة الأولى فاندفع بعنف قائلًا : كفايه بقا يا زيدان مش في كل مرة بتفكرني بقذارتي معاها ومعاك أنا مكنتش أعرف إنها مش زي أهلها.
واستطرد بحب قائلًا : وكنت خايف عليك منها.
أمسكه زيدان من تلابيبه بعنف قائلًا : وأنت مالك أنت فاكرني صغير وبحسبها غلط أنت عارف أنت عامل زي مين..
واستطرد وهو يختنق لأبعد حدوده قائلًا : زي الدكتورة شكران مفيش فايدة ريحانة اتجوزتني وهي عمالة تبعتلي رسايل من أرقام فيك علشان توضح لي قد ايه ريحانة زي الست شمس.
أنزل أمير يد زيدان من على ملابسه وزفر بحنق قائلًا : احنا في مركب واحدة يا زيدان وأنا اللي عليا عملته..بس أنت مقتنع تشارك حياتك مع ريحانة وأقنعت الكل إنها مختلفة ومظلومة في عيشتها.
ثم ضرب يده على ثغره بعنف قائلًا : وأنا من ساعتها ساكت.
نظر له زيدان بشك قائلًا : أنت ساكت فعلًا يا أمير؟ مش عارف ليه حاسس إن أنت اللي بتبعت الرسايل دي ولو ده حصل هصفيك.
ثم أشار بطرف إصبعه قائلًا بقوة : كارت صغير من المافيا ابقى أنهيت حياتك بيه.
ظلت ساعات على وضعها فاقدة للوعي منذ هبوط صفعة قصي على وجهها ظل هو قابعا أمامها بالفراش يفكر كيف يتخلص منها قبل أن تبوح بتخطيطه لزيدان راقب حركاتها في الفراش وصراعاتها وإنفاعلاتها بدأت بفتح عينيها ولكن الرؤية عبارة عن غيمات وصداع يعصف برأسها بدأت تصدر أنين ويليه شهقت شهقات متقطعة وبعد فترة أنتفضت من فراشها تنظر حولها لتجده قابعًا أمامها مثل الذئب الذي يريد أن ينقض على فريسته ليهلكها ارتعشت شفتيها وهي تحاول إخراج حروف كلماتها الممزقة من جراء أفعاله لينظر لها باستكار قائلًا : عايزة تبعيني يا قطه وتروحي تحكي لحبيب القلب إننا عايزين تقتله طب وهتستفادي ايه يا حلوة
واستطرد وهو يقوم بلوي شفتيه بسخرية قائلًا : ايه هيطلق ريحانة ويرجعلك؟..لا طبعا.
هزت رأسها بخوف نافية لقرارها ليبتسم بخبث قائلًا : ما أنتِ عارفة اللي فيها يا شذى. أنتِ عليكي قذارة ولولا أنا مكنتيش حصلتي على لقب متزوجة.
واستكمل يهددها قائلًا : ولا نسيتي كلامك المسجل ليا ويا بخت ريحانة بيك.
علمت أنها أخطأت عندما هددته هو وحاتم لتضع يدها على صدرها قائلة برجاء : أنا مكنش قصدي علشان أحميه أنا كمان خايفه منه زيك وأكثر كمان أنا بس مكنتش عايزة دم.
وتابعت وهي تحاول إقناعه قائلة : وعمتك لو عرفت إن أنت اللي قتلته هتقتلك زيه.
انقض عليها حتى أنها سرعان ما وضعت يدها على بطنها تخشى أن يصيب جنينها مكروه من هذا المعتوه لتجده يتجه نحو أذنها يقرضها بأسنانه لتتوجع وهو يقوم بصك أسنانه عليها قائلًا : أنتِ بتلفي وبدورى عليا يا شذى فاكراني زيدان؟ لا فوقي هو يبان ليكي انه أقوى بس أنا أقوى منه بجناني..
ثم أمسك كتفيها بقوة قائلًا : أنا ماسك نفسي عنك وعنه.
حاولت التملص منه ولكن كان مطبقًا عليها يريد الفتك بها لتترجاه قائلة : خلاص يا قصي حقك عليا أنا بس من المفاجأة هددتك ان أقوله هو أنا يعني هقدر أوريه وشي بعد اللي عملته معاه.
ثم تابعت وهي تهز رأسها بضعف قائلة : أنا بصعوبة روحت الفرح النهارده.
ارتفع عن جسدها ووقف أمامها قائلًا : كنتِ مبسوطة أوي النهارده وأنتِ شمتانة في الدكتورة شكران صح ؟ بس أنا مش يخلصني دي عمتي برضه.
واستكمل بخبث قائلًا : لازم أخليها تشمت فيكي وبزيادة كمان .
قطبت جبينها تفكر فيما ينوي فعله هذا المجنون بها نظير شماتة شكران بها ولكنها استنتجت شيئًا أنه يشغلها بأمرها أثناء رحلته في محاولة قتل زيدان، وعليها هنا بدلًا من أن تعلم زيدان تعلم شكران.
مؤكد أنه سيعلم حتمًا أنها الآن بمنزل نورا أمرًا كهذا لن يمر مرور الكرام لديه وقت ما يعرفه ستكون جريمة في حقه كرجل أتى أمير اتصالًا ليرتبك ويترك زيدان على حالته وبعد لحظات تفاجئ بيد ناعمة تربت على كتفيه وتتحدث بكل إغراء بجوار أذنه وبداخلها فرحة شامتة وهي تقول : لما شفتك وأنت داخل قولت مش معقول لأني عارفة إنها ليلة دخلتك وقلت دي يمكن تكون أثار الشرب عليا.
ثم غمرته بشفتيها قائلة : شفت وصلتني لفين يا زيزو؟
كان شبه مغيبا من أثار الشرب لنطق اسمها بعفوية قائلًا : ريحانة.
أدارته إليها بكل خبث ومكر ورفعت ذقنه إليها لينظر داخل عينيها الخبيثة ويركز جيدًا ثم يعود لينفض يدها من على وجهه بعنف جعله يصاب بحدة أظافرها ويتحدث قائلًا : أوووه غفران هانم ملكة القمار والشرب فعلًا أنتِ لازم تستغربي اني هنا النهارده.
واستطرد باستهزاء قائلًا : بس أنا مش مستغرب إن أشكالك هنا يا ترى بقا مضيتي شيك بكام على نفسك النهارده؟
تعالت ضحكتها بصخب قائلة : قليل والله يا زيزو بس بعد ما شفتك هحاول أعلى الرينج علشان وجودك هنا خبر جميل لشكران هانم وتدفع فيه كتير.
واستطردت بوقاحة قائلة : بس ايه هي ريحانة طلعت باردة زي ما بيقولوا؟
أراد ألا يريحها ولكن وافقها الرأي في تعلية قيمة الشيك واقترح عليها قائلًا : طب حلو أوي العبي النهارده ونخلي أمير يكسبك واعتبري عملك شيك وهمي بس مش هتقولي إنك شوفتي زيدان.
ثم اقترب منها وهددها قائلًا : لأن ساعتها الشيك مش هيبقى وهمي.
واستطرد حديثه وهو يستدير حولها قائلًا : حاجة كمان علشان تحسي بالمتعة..أنا هلعب معاكي للصبح..بصراحة مليش مزاج أروح الليله دي.
وتلمس ظهرها بوقاحة قائلًا : واهو تعويض ليكي علشان اتجوزت غيرك.
ابتسمت بنشوة الانتصار ولكن اقتصرت ابتسامتها فور دلوف أمير الذي تبغضه لإقصائها كثيرًا عن زيدان لينظر إليها أمير بتدقيق وقد علم أنها تحيك أمرًا ثم عاود النظر إلى زيدان قائلًا بحنق : ما تيجي أوصلك يا زيدان شكلك طولت في الشرب وفات ريحانة قلقانة عليك.
ثم استطرد وهو ينظر إلى غفران باشمئزاز قائلًا : أنت برضه سبتها في الفندق لوحدها علشان تيجي تحل لي مشكلتي وده ميصحش، أنت حتى ما لحقتش تغير هدومك.
قطب زيدان جبينه منذ متى وأمير يهمه أمر ريحانة لهذه الدرجة ترى ما ماهية الهاتف الذي هاتفه منذ قليل وجعله يتركه ولكن حافظ زيدان على قلقه في وجود غفران وحاول تغيير الموضوع بطريقة تجعل غفران تغرب عن وجههم قائلًا : والله يا أمير كان نفسي بس غفران مصرة تلاعبني وتكسب علشان تاخد مكسبها من الدكتوره شكران.
ثم غمز بطرف عينيه إلى أمير ليجعلها تقع بفخ زاهر الذي لا تعلم عنه شيئا واعتقد أنه من الأثرياء مثلهم : لو عايز راحتي خلي زاهر يلعبها.
ابتسم أمير بخبث قائلًا : أوامرك يا زيدان..اتفضلي يا مدام غفران أنا هبعتلك حد يوصلك لزاهر.
تحمست غفران وغادرت على الفور لينظر زيدان إلى أمير بتوجس ينتظر أن يعلم ما سر حديثه عن ريحانة ليزفر أمير بحنق قائلًا : مش عارف هلاقيها منك ولا من ريحانة اللي راحت تبات عند نورا في يوم زي ده.
ثم شدد على شعر رأسه بغيظ قائلًا : نورا اللي ما صدقت تعرف انك هنا راحت قايلة لها.
دب الغضب ذروته في صدر زيدان وانطلق مسرعًا يفتح باب المكتب ليشعر أمير أنه ينفث مثل النيران الملتهبة ليسرع من خلفه قبل أن يرتكب جريمة لتقطب غفران جبينها من مظهرهم ولكن استطاع زاهر أن يعيدها لمثلما كانت عليه.
ذهب بسرعة الريح إلى منزل نورا وقرع على الباب بكل عنف يكاد أن يكسره ارتعشت نورا من الصوت أما عنها كانت كتلة من البرود دلفت إلى الحجرة بكل جمود وأوصدت بابها مما أثار اندهاش نورا كيف تتركها تتعامل معه لتلعن نورا حظها أنها أخبرت أمير بما حدث. فتحت له نورا وهي ترتعش وينتابها التوجس خيفة أن يعصف بها عوضًا عن ريحانة التي اختبأت بالداخل لتجده يغلق الباب من خلفه حتى لا يثير لهم فضيحة قائلًا : أنا اسف يا نورا بس اللي عملته صاحبتك ميتسكتش عليه وكان لازم أجي في الوقت ده علشان أوقفها عند حدها.
ثم استطرد بوحشية قائلًا : أصلها فاكراها سايبه.
أشارت له نورا بالجلوس قائلة بهدوء يعكس خوفها : أنا اللي أسفه لأني السبب في وجودها هنا بس صدقني غصب عني.
ثم بررت نورا أكثر فقالت : أناكنت بتصل أوبخها انها ازاي سابتك تنزل من الجناح وأنت مغلطتش كمان.
كادت أن تستكمل حديثها ليضرب على سطح الطاولة بعنف لترتعد أوصالها وهو يتحدث من بين أسنانه بغضب قائلًا : لاااا مش أنتِ السبب..السبب هي..إنسانة مريضة..زي المريض النفسي اللي كانت متجوزاه مفكرة اني كده هسيبها.
ثم سخر قائلًا : دي تبقى عبيطة أوي.
نظرت نورا إلى الغرفة التي تجلس بها ريحانة بلا مبالاة وتمنت أن تخرج لتوضح له الأمر وهو مازال على حنقه وغضبه لتنظر نورا إليه برجاء قائلة : لا هي مش بطفشك ولا عايزاك تزهق منها هي بس عندها إحساس انك بتعمل معاها كل ده علشان ترجعها لقصي.
ثم أكدت له قائلة : وهي تموت ولا ترجع ليه.
نظر إليها بعدم تصديق لتفهمه قائلة : أنا عارفة أنت لا يمكن تبقى عبيط وتصدق حاجة زي دي بس دي الحقيقة على قد الحب اللي حبته ريحانة ليه.
توقفت ثم زفرت بحنق قائلة : على قد ما كرهته وأنت لازم تخليها تحبك.
مسح على وجهه بغيظ قائلًا : أخليها تحبني ازاي وهي شيفاني وحش قدامها.
خرجت ريحانة عن صمتها واندلعت الحرب لتخرج من الحجرة التي كانت تجلس بها بكل برود تستمع إلى غضبه لترد عليه بغضب أضعاف غضبه قائلة : لما هو مش كده يا زيدان ايه اللي كنت ناوي تقوله النهارده ومسكت نفسك ولما سألتك.. لا استنى ده أنا يا شيخ قلتلك مش عايزة أعرف.
ثم أنتفضت بغضب قائلة : أكدت ليا انك معاهم ليه بعد اللي حصل بينا جاي تدافع عن نفسك أكيد في حاجة تانية..ده أنت يا راجل قلت ليا هاخدك غصبن عنك.
نظر إلى نورا التي تتنقل عينيها بينهم واندلعت الحرب بداخله وهو ينطلق يدفعها أمامه ويدلفها بداخل الغرفة التي كانت بها من جديد قائلًا بعنف كأنه يروضها وهي تتقهر للوراء : أنا أخر حاجة توقعتها فيكي انك تتكلمي عن أول موقف يحصل بيني وبينك بس أنا اللي غلطان ولعلمك في سر في حياتي.
واستطرد وهو ينظر إليها بجحود قائلًا : بس أنتِ متستحقيش تعرفيه عني.
نظرت إليه بسخط دلالة منها أنها لا يهمها شئ يخصه ليسخر منها قائلًا : أنتِ خسارة فيكي كل حاجة بتتعمل. على فكرة أنا مش زعلان انك هنا بالعكس أنت كده فرحتيني ومسيرك ترجعي بنفسك.
ثم هددها قائلًا :..يا اما هعمل اللي يرجعك ليه.
شهقت بخوف ليتأكد من حديث نورا أنها لا تريد العودة إلى قصي ليبتسم بخبث قائلًا : القرار ليكي لو عايزة ترجعي له معنديش مانع بس بعد ما أتمتع بيكي زي ما هو اتمتع وأكتر.
وزاد من جبروته قائلًا : ولو هتكملي معايا تكملي باحترام وثقة فيا.
ثم خرج وتركها في حيرة من أمرها ونظر إلى نورا التي دلفت باندفاع إلى الحجرة تجدها شاردة لتربت على يدها قائلة بحنو : أنا غلطانة يا ريحانة حقك عليا بس أنتِ برضه مكنش لازم تيجي هنا المشكلة انك مبينة له إنه مش فارق معاكي.
ثم صمتت وهي متأكدة أنها تظلمها هي الأخرى باتهاماتها ولكن ما باليد حيلة. نورا تنظر إلى نقطة متقدمة من حياة ريحانة وقد وعدها بها زيدان ..سألتها بتوجس قائلة :..هتعملي ايه يا ريحانة هتكملي معاه؟
هزت ريحانة رأسها باستسلام قائلة : هكمل معاه يا نورا مفيش بديل وأنتِ عارفة كويس اني لا ممكن أرجع لقصي بس يا ريت زيدان يقدر.
ثم أضافت بحزن قائلة : لأن مش هو لوحده اللي بيقدم تضحيات.
احتضنتها نورا قائلة : أنا مقدرة أنتِ شايلة هم كتير بس صدقيني يا ريحانة زيدان شكله عمره ما هيغدر بيكي.
ثم هتفت بحقد قائلة : بالعكس هو اللي هيقدر يجيبلك حقك وزيادة.
هزت ريحانة رأسها بعدم تصديق لكلمات نورا لتهتف نورا بثقة قائلة : أنتِ يا ريحانة مش بتأذي حد ومحدش منهم ليه حق عندك حتى لو زيدان طلع زيهم..ربنا هيجبلك حقك من الكل.
وأضافت بثقة قائلة : وبكره تقولي نورا قالت.
خرجت ريحانة من الغرفة وجدته ينظر إلى الأرضية بشرود منتظر ردها لتهتف بصوت مبحوح قائلة : أنا جاهزة يا زيدان يلا بينا نروح الليلة كانت طويلة أوي على نورا وهي بصراحة ملهاش ذنب وكمان أنا عايزة أنام.
ثم تنهدت بتعب قائلة : أنا تعبانة أوي .
وكادت أن تسقط على الأرض ليلتقطها ويسقط قلبه في عينيها ليسألها بقلق قائلًا : أنتِ كويسة تحبي أجبلك دكتور هنا ولا نعدي على أي مستشفي نشوف مالك ؟ عمومًا الفجر قرب يأذن.
وحاول حملها قائلًا : تعالي معايا هشيلك.
كادت أن ترفض ولكنه أصر على حملها ليخرجا من الشقه لتنظر نورا في أثرهما بشرود متمنية أن يحملها عشيقها ويمتلكها بنفس الامتلاك هذا.
دلف بها إلى المصعد وأوقفها وأسندها أمامه وهمس إليها بعذوبة قائلًا : عارفة يا ريحانة..لو كنتي عاندتي وركبتي دماغك برضه مكنتش هسيبك لأنك ملكي.
ثم داعبها وانقض على شفتيها يلتهمها وهو يتحسس بيده قائلًا بتيه وعنفوان : وأنا مش بسيب حاجة أملكها وخصوصًا أنتِ.
ارتعشت من تملكه واحتارت من تحوله المفاجئ وسألت نفسها لما يخصها الآن بالتملك بعد ما قام بإهانتها في الفندق كان يتملك شذى من قبل ولكن تركها ويا ليته ما تركها.
على الجانب الأخر بعد ما تركها قصي ظنًا منه أنها غفت من تعبها وخرج من المنزل بأكمله لتقوم سريعًا بمهاتفة والدها المعلم خاطر والذي تتبرأ منه نظرًا لفقره ليلوي شفتيه عندما شاهد اسمها بصعوبة على شاشة هاتفه الردئ نظرًا لضعف نظره وارتداءه نظارة من النوع الرديء أيضًا ليحتد عليها قائلًا : ياااه ايه يا بنت أبوكي طلبتي الرقم غلط ولا هتعزميني على سبوع المولود ولا عايزاني أعمل مله سرير النونو.
واستطرد بسخرية قائلًا : بس اوعي تعرفيه اني جده.
أنتحبت شذى وعضت أناملها ندمًا على أنها لم تستمع له يومًا لتترجاه قائلة : حقك عليا يا أبا والله كان نفسي أعيش وأقب على وش الدنيا..مشيت في طريق كله غلط في غلط بس محتاجاك.
وتعالت شهقاتها قائلة : أنا عايزة أرجعلك تاني يا أبا.
أوجعت قلبه بتلك الكلمات التي كانت تترفع عن قولها يوماً ليتأكد أنها سقطت في الوحل. الوحل هو أكد لها أنه وحلًا منذ بداية ارتباطها بزيدان ولكنها كعادتها ترفعت عن سماع كلماته.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
بين الواقع والخيال اختارت الخيال بين الماضي والمستقبل اختارت المستقبل بين الحين والآخر احتارت ولم تستطع الاختيار هناك جزء بداخلها يدفعها أن تتخيل حياة كريمة معه ونظرة مستقبلية مبهجة أما عن الجزء الآخر فهو رفضه كونه جزءًا من الماضي وهي ترفض تأييد الماضي بكل صوره في داخلها رغبة في سحق كل شئ بالكامل أو تبادل الأدوار بينه وبين الآخر وتود إخباره بذلك ولكن تعلم جيدًا أنه لن يقتنع.
حاول إقناعها الذهاب إلى المشفى للاطمئنان عليها ولكنها رفضت وأصرت على العودة إلى الفندق مما أثار دهشة موظفي الاستقبال عن أمر العروسين المريب..دلفت إلى جناحهما بصمت ومن ثم دلفت إلى غرفة تبديل الملابس التي كانت ترتديها بالصباح المكونة من تايير نبيذي اللون، وهذا الذي يسكر عينيه. عقد ما بين حاجبيه لما لا تأخذ ثوب النوم الموضوع على الفراش ولما دلفت غرفة الملابس بحقيبتها ؟ ليعلم عندما خرجت مرتدية بيجامه فيروزية اللون ابتسم بسخرية بتأكيده أنها التقطتها من ملابس نورا ..دلف من بعدها ليبدأ هو الآخر بتبديل ملابسه ليخرج يجدها نائمة على الفراش ليصعد بجوارها ويحتضنها ويجد أنها غير ممانعة لأحضانه ليعمقها أكثر..بالنسبة له في هذه الفترة يكفيه امتلاكها إلى هذ الحد..استيقظ قبلها ولنقل أنه لم يجافيه النوم بجوارها يتعجب كيف لها أن تخاف منه لهذا الحد وتنام بالمقابل في أحضانه بهذا العمق تمطعت في الفراش وفتحت عينيها لتجده مطلًا عليها بوجهه يداعب شعرها قائلًا بهدوء : صباح الخير يا ريحانة ايه النوم ده كله؟ أنا قلت انك لسه تعبانه وكنت هصحيكي قلقت عليكي الصراحة.
واستطرد وهو يداعب كتفيها بعذوبة قائلًا : خصوصًا بعد ما غيرت هدومي و لقيتك نمتى بسرعة.
أنتفضت من تحته واستطاعت الخروج من حصاره وهبطت من على الفراش تتحسس ذراعيها العاريان بارتجاف و أخذت أنفاسها تتعالى صعودًا وهبوطًا ليزمجر بغضب عندما اعتقد أنها نفرت منه ويقول : للدرجة دي وشي مرعب خلاكي تتنفضي وتقومي أمال أنا عاصر على نفسي لمونة و ببص ليكي.
ثم استكمل باستهزاء قائلًا : مع انك يعني لا مؤاخذة مش مقبولة.
تضايقت من كلماته وأرادت أن تؤكد له أنها لم تنفره ولكنه كعادته لم يسمح لها بالتبرير فتنهدت واستدارت لتذهب إلى المرحاض ليمسكها من يديها ولكنها ترنحت وكادت أن تسقط كي يلتقطها هو بلهفة استشعرتها ولكن سرعان ما تحول من جديد وهو يتحدث بجمود قائلًا : بصي بقا واضح ان مفيش فايدة فيكي ورجوعك امبارح معايا هنا زي عدمه يبقى أطبق الخطة التانية.
ثم تابع وهو ينقض عليها بشهوة قائلًا : ..هاخد اللي أناعايزه وهرجعك ليه.
لم يفهمها كانت تريد منه وقت فقط لاسترجاع أحاسيس ومشاعر ماتت بداخلها ولكنه دائمًا يفرض نفسه عليها كأنه يريد هذا الشئ فقط وعلى وجه السرعة كحركة ديناميكية صمتها زاده وقاحة وهو يرفعها ويلصقها بالجدار ويميل عليها بشفتيه يلتهم شفتيها وعنقها وذراعها العاري ليثير كل حواسها وهو يهمس بعذوبة قائلًا : لما أنتِ لسه بتخافي مني جيتي ليه معايا امبارح مش خايفة لأكلك؟ وأنت بصراحة تتاكلي أكل.
واستطرد بضيق قائلًا :..بس بتحبيني أقول عليكي كلام وحش.
وجدها ترتعش بين يديه وهو يغتصبها بين أحضانه ليبتسم من خلفها عندما تذكر تحرش شذى به ذات يوم في حجرة نومه تريد منه أن يقيم معها علاقة بعد الخطبة يتذكر كلماتها ويقارن بينها وبين ريحانة المتزوجة صاحبة الخبرة
Flash back
شذى بإغراق له في بحور شهواتهم : مش هتفرق كتير يا زيزو احنا كده كده هنتجوز ليه مش بتحسسني بأي شكل أنثوي اني مرغوب فيا .
واستكملت بإغراق له اكثر في الخطأ قائلة :..هو أنا وحشة يا زيزو؟ لو مش عايز هنا ممكن اني.
ليزيحها من فوقه حيث استيقظ وجدها ما بين أحضانه ونهض ليرتدي قميصه قائلًا بجمود : تعرفي يا شذى أنتِ كل يوم بتسقطي من نظري المفروض تخافي على نفسك مني.
ثم تابع وهو يرتدي بنطاله فوق الشورت الذي كان يرتديه وهو نائم قائلًا بسخط على أفعالها :..بس أنا إكرامًا لوالدك الاسطى خاطر..مش هعمل كده معاكي.
ثم التفت إليها وهي ما زالت جالسة على فراشه وحاصرها بغضب قائلًا : بس عارفة لو عملتيها تاني هيبقي كل اللي بينا أنتهى مجئ هنا ممنوع يا شذى ..بدل ما نوقف كل حاجة.
واستطرد وهو يمقتها قائلًا :..وأناعارف إنك حاليًا متعرفيش تعيشي من غير الحساب المفتوح.
أنتفضت هلعًا من إمكانية الحرمان من كل امتيازات هو أعطاها إياها وربتت على كتفيه برجاء قائلة : أنت عارف أنا بعمل كده علشان بحبك وبقالك تلات شهور مسافر وأنت وحشتني أوي.
واستكملت بلهفة وشوق قائلة : وعرفت انك جيت امبارح جريت أشوفك.
Back
لاحظت ريحانة تجمد مشاعره فتضايقت وفكرت أن تفتعل شيئًا لتمحي جموده فالتصقت به أكثر وضمته إليها وقامت تنقر بأصبعيها على ظهره بنعومة قائلة : زيدان في حاجة وقفت ليه مش كنت بتتكلم وقفت كلامك ليه ما تكمل؟ لو على اللي حصل امبارح أنا أسفه يا حبيبي.
وأخرجها بصعوبة وهي ترفض وهو مازال متجمد ينظر أمامه لتهزه قائلة : مالك يا زيدان أنت تعبان؟
كان كالمخمور ولكنه أفاق على هزها له وتنحنح قائلًا : احمم ريحانة متقلقيش وتخافي مني كده زي ما حصل من شويه.
وتابع برجاء قائلًا : ..أنا محتاج حد يحييني من جديد ويقولي أنت كويس مش وحش ممكن ولا مش ممكن ؟
حدقت بعينيها وبدون شعور احتضنته وقربها منه أشعره بالحنان والتحم جسدها بجسده وهو كالمغيب معها ولكن الذي أصابه باللذة هو اطرائها وهي تقول : لا أنا مشوفتش منك انك وحش ..كل الحكاية اني صحيت من النوم فجأة وأنت عارف أنا مش متعودة عليك جنبي.
ثم استطردت بابتسامة قائلة :..تقدر تقول زي يوم الصيدلية.
ثم أخرجته من أحضانها ولامست ذقنه قائلة بجنون : ممكن يا زيدان تعطيني وقت أعود نفسي عليك؟..وأنا أوعدك مش هخذلك أبدًا لو عليا نفسي أمسح الماضي كله بأستيكه.
واستكملت بأسف قائلة :..وده كان يحصل بس للأسف.
ملامستها لشعر ذقنه بأظافرها الناعمة أخرجت ما به من مشاعر فياضة نحوها فوضع يده على يدها واقترب أكثر وقبل شفتيها قائلًا وهو ينظر بعينيها يترجاها قائلًا : كفايه متكمليش اللي حصل حصل وأنا مقتنع بكلامك وهسيبك على راحتك بس موقف امبارح بلاش يتكرر تاني.
وتابع بزفرة خرجت منه قائلًا :..بلاش تحرجيني وتطلعي أسوء ما في بدون شعور.
أومأت برأسها بابتسامة أسعدته وتركته ودلفت المرحاض وعاد هو ليجلس على الفراش ليعود من جديد في استرجاع الماضي وعقد مقارنة من جديد لموقف له مع شذى
Flash back
كان عائدًا من من زيارة شقيقاته بالخارج وقرر أن يصنع لها مفاجئة لطالما دوما تتضايق أنه يعود من السفر ولا يشتاق لمقابلات معها ذهب إلى الشركة حيث كانت تعمل هناك معه وما أن رأته سمر حتى تلاعب وقامت بالوقيعة بينهم وشن الحرب فأخبرته أنها عند المهندس بالطابق السفلي مع مهندس المواد الإنشائية فهبط إليها ليجدها تجلس على حافة مكتبه بانحراف ويميل عليها المهندس لتعقد جبينها في لحظة لأنتفاضة المهندس عندما اقتحم عليهم المكتب ومحاولات تبرير له الموقف والتي أنتهت بفصل المهندس وهي ترتعش بخوف ليعصف بها وتحاول تبرير الموقف قائلة : بص يا زيدان أنت معاك حق بس أنا كان لازم أراجع معاه الرسومات أنت عارف ان ده تخصصي وكويس انك طردته.
وأردفت برياء قائلة :..أنا مكنتش مرتاحة له.
جز على أسنانه بغضب قائلًا : لما أنتِ مش مرتاحة له ليه نزلتي ليه في غيابي وليه مرضتيش تاخدي سمر معاكي وأنتِ نازلة هاااااا؟
وتابع وهو يقترب منها ليسحقها قائلًا : ومعنى كلامك انه حصل حاجة.
وفجأة انقض عليها قائلًا بعنف : يا ويلك يا ظلام ليلك يا شذى لو عرفت انه حصل حاجة ما بينكم وأنتِ خبيتي عني.
واستطرد وهو يحذرها بإصبعه قائلًا : واعملي حسابك بعد كده لما هسافر هزرع عين هنا عليكي.
Back
أفاق من ذكرياته على يد ريحانة وهي تربت على كتفيه بحنان قائلة : أنت سرحت تاني؟ أه لو أعرف بتسرح في ايه أنت مكنتش كده قبل الجواز يا خوفي ليكون الجواز هو اللي عمل فيك كده.
واستكملت وهي تداعب وجهه لينتبه قائلة : مالك يا زيدان ؟
خرج من شروده ونظر إليها يتفحصها بدقه وهي ترتدي فستانًا ربيعايً بلون الكناري المريح لعينيه وابتسم قائلًا : متاخديش في بالك..جهزي نفسك علشان هنسافر..أنا داخل اخد شاور.
ثم أشار بعينيه قائلًا :..في بدلة عندك في الدولاب طلعيها لي على بال ما أخلص.
مطت شفتيها واستهزأت بوضع البدلة في هذا التوقيت ولمعت فكرة خبيثة أن تفتح حقيبته وبعد بعثرتها وجدت بها بنطال أسود جينز وكنزة سوداء زمت شفتيها بضيق ولكن ما باليد حيلة على لونهم فليرتديهم وعليها تغييره بالكامل..تركتهم على الفراش وذهبت لمرآة الزينة لتمشيط شعرها..خرج من المرحاض مرتديًا منشفته ونظر إليها في المرأة وجدها تغمض عينيها فعلم أنها خجلت من مظهره فابتسم بسخرية ودلف إلى الحجرة الأخرى لارتداء ملابسه وما أن أزاح المنشفة ليصدم بوجود الكنزة و البنطال الشبابيين لمعت عينيه بخبث ونظر حوله لم يجد حقيبته فهمها بالتأكيد أنها تريد أن ترى شابا أمامها فحدث نفسه بسخرية قائلًا : علشان كده لوت شفايفها لما قلتلها طلعي البدلة.
واستطرد بخبث قائلًا :..طب وماله أهي غبية متعرفش اني عملت كده علشان أشوفها تحب تشوفني معاها ازاي.
خرج من الحجرة وهي منتظرة ردة فعله على تغيير الملابس ليبتسم بسخرية قائلًا : نورتي حياتي يا ريحانة و طلعتي مش سهلة..وشكلك ناوية تغيريها بالكامل بس يا خوفي لتفشلي في الطريق.
واستكمل وهو يتقدم منها يتفحص ريحانة بدقة قائلًا : ..لأني بقبل التغيير اللي بعمله بايدي.
على الجانب الأخر بعد ما سردت شذى لوالدها المعلم خاطر ما حدث لها وأنتظر الصباح ليذهب إليها وينشلها من ذلك الوحل وبالفعل أنتهز فرصه خروج قصي من المنزل ودلف إلى ابنته لينجدها ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن في لحظة خروجهم دلف قصي إلى المنزل مجددًا ينظر إليهم باستهزاء قائلًا : على فين العزم يا معلم أنت ايه اللي جابك أصلا افتكرت ان ليك بنت.
وتابع وهو ينظر إليهم باستهزاء قائلًا : ..مش دي العار اللي لازم يتغسل يا اما تترمي للكلاب اللي زيها ايه الكلاب نهشوها يا معلم؟
نظر له خاطر باشمئزاز قائلًا : جاي أخد بنتي لحمي دمي بدل ما تقتلها ولا تسقطها لغاية ما عقلك يرجعلك تقدر تقولي زيدان عملك ايه.
و أردف وهو يرفع أكتافه بلامبالاه قائلًا :..ايه يعني لما يتجوز طليقتك وبنتي ملهاش ذنب..ولعلمك أنا أبوها لا ممكن أشوفها بتغرق وأسيبها.
وضع قصي يده في جيب بنطاله قائلًا بغرور : ولا هتقدر تعملها حاجة..حتى لو في بيتك يا حبيبي بنتك متورطة معايا في حاجات كتير.
ثم استطرد بحقد دفين وهو ينظر إلى خاطر المذهول قائلًا : زيدان اللي أنت بدافع عنه ده هيقتلها بنفسه.
نظر خاطر إلى ابنته لتنكس رأسها في الأرض خزيًا من أفعالها ليهز رأسه بيأس قائلًا : تستاهلي كل اللي يجرالك يا شذى من الأول قلت ليكي بلاش العيله دي..صممتى على زيدان.
واستكمل وهو يشير على قصي باستهزاء قائلًا : ..علشان توصلي وفجأة راحة تتجوزي واحد متجوز.
زم قصي شفتيه قائلًا : وماله بقا الراجل المتجوز وبعدين يا معلم بنتك اللي جرت ورايا.
وتابع بغرور قائلًا :..ولما عمتي خافت على ابنها ليرتكب جناية في حق نفسه قامت ملزقاها ليه مش كده يا شذى؟
على الفور رجعت اشارات عقلها متذكره كلمات زيدان لها الأخيرة وهو يقول : أنا يمكن أصدق انك مظلومة زي ما بتقولي يا شذى ان اتعمل عليكي خطة من أمي في المستشفى وأرغمتك تتجوزي قصي.
تذكرت أيضا اردف لبعض الكلمات عن سببه اختياره لريحانة حيث قال :..ولذلك اختارت ريحانة لأن أمي متعرفش تعملها حاجة لأنها متجوزة قبل كده بس وديني لو طلعتي كذابة هقتلك أنتِ واللي في بطنك.
ليردف بكل ثقة وتأكيد قائلًا :..ولعلمك أنا مش هسكت لغاية ما أعرف حصل ايه خلال التلات شهور اللي غبتهم.
أفاقت من شرودها على تعديله لياقة فستانها قائلًا بخبث ومكر وهو ينظر بطرف عينيه إلى خاطر قائلًا : قلتي ايه يا شذى يا حبي .تروحي مع بابا ويحميكي مني بس مش هيقدر يحميكي من زيدان.
ثم استطرد وهو يمسك يدها يحطمها بين كفيه قائلًا : ..ولا تحطي ايدي في ايدك ونخلص من الشيطان سوا؟
عودة إلى زيدان وريحانة
اندهشت ريحانة من حديثه وتريثت وابتلعت ريقها قائلة : قصدك ايه يا زيدان أنت قصدت تقولي أطلع لك البدلة كاختبار صح؟
وجدته يبتسم بخبث ورغم عقدها العزم على تمالك أعصابها إلا أنها لم تتحمل فرفعت رأسها باستهزاء قائلة : طب افرض كنت طلعتها ايه كنا ننجح وننول الرضا وأبقى عايزاك زي ما أنت؟
كان يصرخ بداخله صراعات يريدها أن تغيره ولكن لا يريد منها أن تجعله مثل قصي فرد عليها بجمود قائلًا : أنتِ اللي قلتي أهو وعلى رأي المثل اللي على رأسه بطحة بيحسس عليها أنا مش زعلان إنك عايزاني كده.
واستكمل وهو يضع يده على صدره قائلًا بحسرة: أنا بس شايل هم لتكوني عايزة.
واقتصر كلماته متذكرًا قصي وهو يقوم بالتفريق بينهما في الهاتف قائلًا له : ريحانة لو هتتجوزك كده هيبقى علشان فلوسك وتغيظني. ريحانة لسه بتحبني.
وتذكر أيضا ضحكاته الخبيثة وهو يقول : بتعشق الشباب لما كنت بلبس بدلة في أي اجتماع كانت بتتخنق.
عاد ليحزن من جديد ويحتد عليها قائلًا : أنتِ مش حباني رسمي بس أتمنى يكون لشخصي مش علشان تفصلي مني واحد شبيه له، لأن يوم ما يحصل كده.
أشار نحو الأرض بسخط قائلًا : هجبرك إنك تعشقي الرسمي.
ثم اقترب منها يتحسس ملمسها الناعم المتمثل في كتفيها العاريان بكل وقاحة قائلًا : أنتِ كمان هتدخلي زي الشاطرة هتلاقي على السرير تايير شيك محترم ومقبول من وجهة نظري.
واستطرد وهو ينظر إليها بخبث قائلًا : حابب تتغيري زي ما أنا عايز أهو نغير بعض.
فاجئته بابتسامة وهزت رأسها بطاعة ودلوفها على الفور إلى حجرة الملابس مرتدية ما أمرها به ليعود للشرود في الذكريات مجددًا وهو عند غفران يبتاع ويشتري لشذى ملابس والتي كانت دوما تنتقي الفساتين العارية وتساعد غفران بإيقاعها في الخطأ وتأثيرها عليها ضده يتذكر تذمرها وصوتها العالي وهي مصممه على نوعية من الفساتين قائلة : يوه يا زيدان ايه الأوفر بتاعك ده ؟ أنت معقد عايزني ألبس فساتين واسعة ليه؟
واستكملت وهي تتحدث عن والدته التي دائما لا يريد أن تكون زوجته شبيهة لها : دي مامتك مش بتعملها في أي سهرة بتحضرها.
أشار بوجهه إلى الجانب الأخر بغضب لتحاول معه بمكر قائلة : علشان خاطرى يا زيزو طب وأنا مخطوبة بس لما نتجوز هسمع كلامك بس بلاش حفله عيد جواز ريحانة وقصي.
وتابعت بغيظ قائلة : عايزة أغطي عليها.
نظر إليها باستغراب قائلًا : تغطي عليها ليه؟ وأنتِ مالك ومالها؟ لعلمك أنا مكنتش ناوي أروح الحفلة دي رغم إن أنا اللي مكلفها.
و أردف باصرار قائلًا : ومش حابب تلبسي كده مفهوم؟
تذمرت مجددًا واضطرت أن تنصاع لأوامره ولكنها تفاجئت بالفستان الذي أنتقته ومعه رسالة من غفران أنه هدية منها وعليها أن تحضر به مثلما أرادت وتضعه أمام الأمر الواقع، وبالفعل نجحت خطة غفران والتي من الأساس كانت خطة شكران لتندلع الحرب بين زيدان وشذى نعم هي سياسة للوقيعة ولكن ماذا لو كانت ريحانة بمثل هذا الموقف كانت ستخضع لتلك اللعبة؟ لا وألف لا .أحيانًا تتاح لي الفرص للخطأ ولكن لم أخطأ ريحانة ابتسمت لمطالبه لنزعة بداخلها تريد ذلك الأمر وهرعت لتنفيذه على الفور.
وصل صدى زفرته إلى غرفة الملابس اعتقدت أنها تأخرت فخرجت على عجلة من أمرها ناسية أمر ارتداء الجاكيت الذي يستر ذراعيها لتجده ينظر لها نظرة أرعبتها يريد عقابها على أمر لم تفعله تخطاها و دلف إلى الغرفة وتناوله ومد يده إليها لكي ترتديه تناولته وهي تبتلع ريقها من فهمه الخاطئ حاولت تفسير الأمر له ولكنه قاطعها قائلًا : يلا علشان منتأخرش.
أخذها وذهب إلى الساحل ولحين ترتيب الغرفة خرجت لتقف على الشاطئ ليخرج خلفها ويذهب إليها ويقف بجانبها ناظرًا لها نظرات حائرة استمعت مرة أخرى لزفرته ولكن الآن بجانبها لتصم أذنها عن صوت البحر استدارت إليه ونظرت مصممة على التبرير قائلة : طبعًا أنت مفكرني كنت هعاندك وأخرج من غير الجاكيت بس الموضوع مش كده خالص.
واستطردت وهي توضح له قائلة : أنا سمعتك بتنفخ جامد فقلت أكيد اتأخرت عليك فخرجت أشوفك من غير ما ألبسه.
مرة أخرى يتعاظم الشك بداخله وينظر لها على أنها شبيهة لشذى وشكران وغفران فتنهد بقوة قائلًا : أنتِ فعلًا اتأخرتي جوه لدرجة اني شكيت انك مش عايزة تخرجي .
واستكمل وهو يلوي شفتيه قائلًا : أو عايزة ترجعي في كلامك وتصممي تنزلي باللبس اللي كنتي لبساه.
احتارت بما ترد عليه أتخبره أنها أرادت أن تعلم سر تغيره خاصة بعد اختيار فستان الفرح المفتوح وكأنه قرأ ما بداخلها امتدت يده إلى ذراعيها ووضع كلتا يديه على كتفيها ليقف خلفها يحتويها قائلًا وهو يضع ذقنه فوق كتفها ويلصق وجنته اليسرى بوجنتها اليمنى قائلًا بتملك : الوقت اللي سيبتيني فيه ودخلتي الأوضة مهما كان صغير بس عدى عليا كبير من التفكير.
ثم لامس بشفتيه وجنتيها وأردف قائلًا : استغربت أوي انك رضيتِ وتفوقتي برضاكي على غضبي بسهولة أول مرة ترضخي لطلب ليا.
كل يوم بعلاقتها به يختلف ويتغير فقط نقطة واحدة تخشاها منه تفكيره العقيم ولكن لديها أمل بداخلها أن هذا أيضًا يتغير ويبقى الجانب الذي تريده فيه فقط رغم بطشه وجبروته إلا أن قربه به دفء لم تستشعره من قبل حتى مع حبيبها قصي وقوفه أمام الجميع وتصميمه عليها بعيوبها رغم أنهم فعلوا المستحيل لكي يفشلوا هذه العلاقة إلا أنه استطاع أن يفرضها على الجميع من جديد ويحطم تمكنهم منها ومن خطفها وسحقها لكن تبقى شئ يخيفها أن يستكمل بطشه عليها ويسحقها بيديه وتبقى هي المذنبة في نظره ويعاود تصالحه مع قصي وتحطم هي من جديد.
خرجت من غرفه العمليات بعد عملية ولادة قيصرية شاقة ودلفت إلى مكتبها لتستريح واذا بها تتفاجئ به جالسًا على كرسيها الخاص واضعًا قدميه على المكتب لتسبه في نفسها حيث أنه لم ينفذ كل تحذيراتها وتمقته بغضب قائلة : ايه اللي جابك يا قصي مش احنا اتفقنا متقابلنيش الفترة دي ولا اتلخبطت بين قسم الولادة وقسم الأطفال بتاع أبوك.
واستطردت وهي تزفر قائلة : اللي هقفله بسبب غبائه.
ظل متيبسًا في مكانه لا يحرك ساكن سوى أنه كان يمضغ علكة بأسنانه ويهذب أظافر يديه بمبرد كانت تود أن تأخذه منه وتغرزه في فمه الذي يتلاعب به رد عليها بكل هدوء استفزازي جعلها تستنفز طاقتها قائلًا : مينفعش منتقابلش يا عمتى احنا في مركب واحدة وبصراحة كده شذى عايزة تقصف المركب اللي أنا وأنتِ بنيناها سوا.
واستكمل وهو يراقص حاجبيه قائلًا : بالتوقيع بينا.
قطبت جبينها يبدو أنه صار نحو الجنون منذ رؤية ريحانة تزف عروسًا لولدها لتتفاجئ به عندما واصل حديثه قائلًا : وبعدين أنتِ لازم تشوفي حل لكل البلاوي دي أنا كنت قاعد كافي خيري شرى مبسوط مع ريحانة قلبي.
وتابع وهو يرتفع بصوته قائلًا : جيتي أنتِ وهديتي حياتي.
ارتفع رنين هاتفه وها هي شذى تهاتفه لتعلم أين ذهب بعد ما رحل والدها بأمر منه لتجده يرد عليها وهو مسلط عينيه على شكران يتعمد تخويفها قائلًا : متخافيش يا عمري بعدت عنك ساعة خلاص معنتيش قادرة على بعدي؟ اطمني أنا عند عمتى ها عمتى يا شذى .
وضحك بخبث قائلًا : بتسلم عليكي وبتقولك اللي سبق أكل النبق.
حجزت الحيرة شكران بعينيها أهو يهدد شذى بها ترى ما الذي تملكه شذى ؟
شعرت شذى بالبرودة عندما علمت أنه بجوار شكران وبدأت مقلتيها تمتلئ بالدموع تبتلعها بجوفها ليصير أكثر مرارة غير قادرة على اخراج الكلمات تضع يدها إلىمنى على أذنيها تحاول أن تصمها عن صوته المروع وما يكن لها من حقد وغل دفين نتيجه وقوعه في شباكها وبالأخير هي الذي وقعت في شباك رجل لا يرحم تعلم أنها تعاقب على ما فعلته بالماضي وأنها لو تم مقارنتها بريحانة تبقى ريحانة هي الساذجة الوحيدة لكونها ارتبطت بقصي وتمسكت به رغم ظروفه ومحاولة تجميل علاقتهم كما هي كانت موضحة للجميع.
حاولت إخراج الكلمات قائلة : قصي علشان خاطري اوعى تتبلي عليا قدامها بحاجة أنا عملت كده علشان بحبك وخايفة عليك ليقتلك.
واستطردت تذكره قائلة : أو حاتم يلبسك أنت التهمة فيه.
أخذ يطلق صفير شماتة في الهاتف مستمتعا بخوفها لتضيف قائلة : أنا غلطانة اني بعت جبت بابا علشان ياخدني وبعترف اني كنت أنانية بس صدقني أناعايشه في خوف ان زيدان يقتلك ويقتلني.
واستكملت بخوف قائلة : وساعتها عمتك مش هتنفعك.
قام بإغلاق الهاتف في وجهها بل وإغلاق الهاتف بأكمله يريد أن يزيدها خوفا ورعبًا أكثر.
عند زيدان وريحانة
صمتت ريحانة وهو يضمها من الخلف جعله في حيرة يريد منها جوابا واضحا ليميل على أذنها يملس عليها بأنفه قائلًا : مش هتقوليلي ايه اللي خلاكي توافقي بالسرعه دي على طلبي وايه اللي أخرك جوه ولا هتفضلي كده؟
وتابع وهو يتنهد قائلًا : في غموض فيك مش عارفه.
ابتسمت والتفت إليه لتتحدث ولكن صوت هاتفها أعلن عن وصول رسالة لتفتح حقيبتها بطريقة هو لا يستطيع أن يرى ما فيها لتتوتر عندما تجد رقم غريب يحمل رسالة مضمونها ( أنتِ كده مش بضيعينا وبس أنتِ بضيعي زيدان معاكي قصي مش هيسيبه في حاله هيقتله وهتبقي مرة مطلقة والمرة التانية أرملة.)
حاولت أن تتماسك وتغلق الهاتف حتى لا ينتبه لتأتيها رسالة أخرى محتواها
(طبعًا أنت مفكراني غيرانة منك بس صدقيني أنا بساعدك أرجوكي رني عليا وأنا هفهمك كل حاجة ريحانة أنا خايفة على زيدان أوي.)
عقد ما بين حاجبيه قائلًا : مين؟
ابتسمت بتوتر قائلة : دي رسالة من بابا ومن سامر محروجين يكلموني وأنا معاك.
هز رأسه بتفهم ولكن من المؤكد أن بداخله شك فضيق عينيه قائلًا : تحبي أتصل عليهم بنفسي وأطمنهم ولا تتصلي أنتِ ؟ خدي راحتك أساسًا أنا لا منعتك ولا منعتهم انهم يكلموكي.
واستطرد يطمأنها قائلًا : دول أهلك برضه.
ابتسمت بارتباك قائلة : احممم مش قصدي بس أنت عارف يعني أكيد محروجين يتكلموا قدامك وأنت عارف سامر لسه أخد منك موقف.
واستكملت وهي تشير عن بعد قائلة : هكلمهم وراجعة ليك.
وكادت أن تتحرك لولا أنه استوقفها قائلًا بحزم : استني عندك متروحيش بعيد عن الشاليه، خليكي هنا أو أدخلي جوه. أنا أساسًا خارج أشتري حاجات من بره.
وتابع وهو يحذرها قائلًا : ممنوع تتحركي بره نطاق الشاليه.
هزت برأسها وما ان رحل حتى ركضت نحوه قائلة بلهفة : زيدان بلاش تتاخر حابه اتكلم معاك ونسهر سوا تمام؟
اضطر أن يبتسم لها فور ابتسامتها ونظراتها اللامعة.
اطمئنت أنه أخذ سيارته حتى قامت بمهاتفة الرقم قائلة باشمئزاز : متوقعتش انك تكوني بالدونيه دي ايه يا شذى مش هاين عليكي تسيبيلي حته من التورته عايزة تكوشي على كله ؟
واستطردت بحقد قائلة : ولا يكون هو اللي خلاكي تكلميني.
اجهشت شذى بالبكاء قائلة : أنا سمعته امبارح وهو بيتفق مع حاتم على زيدان ولما اعترضت ضربني.
واستكملت شهقاتها قائلة : قلت أهرب عند بابا معرفتش ودلوقتي رايح عند شكران الزفت وبيدبروا ليا مؤامرة.
لوت ريحانة شفتيها قائلة : لا والله فاكراني هصدقك اسمعي لما أقولك يا شذى حاتم استحاله يخون زيدان لو ده حصل أمير بنفسه هيقتله.
ثم أضافت بشماتة واضحة في صوتها قائلة : أما بقا أنتِ مع شكران معاك ربنا.
شهقت شذى وقالت من بين شهقاتها : كتر خيرك بس خدي بالك من نفسك ومن زيدان محدش عارف ممكن الحظ يلعب مع قصي المرة دي ويوصل لزيدان ويقتله.
وتابعت وهي تتمنى الشر لريحانة قائلة : ويوصلك.
اهتزت ريحانة قليلا وتذكرت أن زيدان رحل منذ قليل لترتجف ولكنها ثبتت حتى لا تظهر قلقها قائلة : محدش يقدر يعمل حاجة لزيدان أنتِ بس ابعدي عننا كفايه أنتِ مفكراني هسامحك على اللي عملتيه عمري .
و أردفت بكلمات تحقير لشذى قائلة : حتى خوفك دلوقتي علينا عمره ما هيشفع ليكي.
واستطردت تحذرها قائلة : ومعنتيش تبعتي ليا رسايل وامسحي رقمي علشان الحيوان اللي عندك ميتصلش بيا.
وأغلقت الهاتف و لكنها نظرت حولها ليمتد إليها شعور الخوف أنها بمفردها وهو بمفرده ثم نظرت إلى الطاولة أمامها لتجد سلاحه لتعلم أنه خرج من دونه.
استقل سيارته ليبتعد عن المنزل ولكنه عاود ليقترب من جديد ليضع باذنه السماعة التي توصله بما يدور بهاتف ريحانة وهذا يندرج تحت بند الشك وبعد سماعه لما دار بدت له شذى وقد تجاوزت حدودها أحضرها من الساحات العشوائية وجعلها من ضمن الطبقة الراقية لتطعنه و تخونه ثم تحاول إبعاده عن التي سطت على عقله لكن هي تحذرها لخوفها عليه من بطش قصي ولو أنها هي من تأمرت مع قصي ضده.
بعد سماعه للمحادثة هاتف ريحانة ليجدها ترد بلهفة ليبتسم قائلًا : أنتِ محتاجة حاجة معينه للعشا؟
ازدردت ريقها قائلة : لا بس تعالى بسرعة أنا خايفه وأنا قاعدة لوحدي يا ريتني جيت معاك.
ابتسم مجددًا وقال : خايفة على نفسك ولا خايفة عليا ولا لسه خايفة مني؟ عمومًا متخافيش طول ما أنا عايش.
واستطرد بخبث قائلًا : عندي بس مكالمة تليفون ومينفعش أتكلم قدامك زي ما عملتي سلام.
أنهى اتصاله لتقطب جبينها يراودها الشك من قبله لا تعلم لما سرد موضوع المحادثه أهو يشك انها حادثت أحدًا غير أهلها؟
كادت أن تهاتفه مجددا ولكن اندهشت لوقف عمل الهاتف ليقوم هو بمهاتفة شذى بنفس الشريحة التي قام بتهكيرها لترد شذى بلهفة تعتقد أنها ريحانة قائلة : اقتنعتي يا ريحانة بكلامي صح وهتحطي ايدك في ايدي مظبوط كده ؟
واستكملت بفرحة قائلة : بصي أنتِ كل اللي مطلوب منك ابعدي عنه وهو هيبقى كويس.
رد عليها بصوت كفحيح الأفعى قائلًا : وأنتِ بقا عايزاني أبقى كويس ازاي واللي زيك وزي قصي عايشين يا شذى ؟
وتابع وهو يرفع بصوته قائلًا : يا حبيبتي وفري خوفك ده لحبيب العمر أبو الواد يا أم الواد.
شهقت شذى قائلة : زيدان مممم تصدق بالله ريحانة دي اللي المفروض تموت هي أس البلاء بدل ما تخاف عليك ما صدقت تقولك.
وأردفت بحقد قائلة : الهانم بتعزز موقفها.
تعالت ضحكات زيدان قائلًا : يا حبييبتي أنا مراتي متعرفش اني بكلمك لو عرفت هتقطعني في أكياس.
واستطرد بحقد قائلًا : كل الحكاية إن اللي معملتوش معاكي عملته معاها حاطط أجهزة تصنت.
ارتبكت شذى قائلة : جهاز تصنت يعني هي مقالتش ليك إن قصي عايز يقتلك طب يا زيدان أنا والله خايفة عليك قصي عايز يرجعها بأي طريقة.
ثم استكملت لتغيظه قائلة : ده بيعشقها.
زمجر زيدان بغضب قائلًا : وأنتِ روحتي فين يا شذى مش قصي بيعشقك برضه.
وتابع باشمئزاز قائلًا : ولا كانت علاقة قذرة ولما أمي اكتشفتها خفتي من فضيحتك يا بنت المعلم خاطر.
ارتبكت شذى قائلة : صدقني مامتك وأنت مسافر ضحكت عليا ونيمته معايا ومعرفونيش إلا لما ظهر الحمل.
ثم أردفت لتقنعه قائلة : أنت عارف مامتك وجبروتها كويس غصبتني.
لوى شفتيه قائلًا : مفكراني هصدقك شذى احنا تاريخ علاقتنا يشهد بكده..ترددك عليا في البيت ودخولك أوضتي وأنا عريان.
ثم استطرد بحنق قائلًا : قعادك المستمر مع مهندس الإنشاءات.
أغمضت شذى عينيها فكل ما يقوله صحيح لتسعل لاختفاء صوتها وترد بصوت مبحوح قائلة : معاك حق في كل اللي بتقوله أنا مش بعمل كده علشان نرجع لبعض.
ثم استكملت وهي تتنهد بتعب قائلة : أنا عايزة أرجع لبابا ومحدش هيقدر يرجعني غيرك بس طلقها.
أظلمت عيناه قائلًا : فات الأوان يا حلوة مش أنا اللي هطلق مراتي علشانك ولا علشان خايف من حتت عيل ملوش قيمة ده أنا أفعصه بصباع رجلي.
ثم تابع وهو يبتسم بفخر قائلًا : اسمعي كلام ريحانة اللي قالته ليكي في الأخر بلاش تتواصلي معاها أنا وهي هنفضل ايد واحدة.
صرخت شذى قائلة : هتندم يا زيدان وهتعرف إن عندي حق صدقني مش هيهدا ليه بال إلا لما يقتلك ويخطفها.
و أردفت بوجع قائلة : وساعتها أنت مش هتنفعها ولا هتنفعني.
كاد أن يرد عليها لولا ارتفاع صوت الرصاص المروع الذي جعلها تصرخ دون توقف وارتجافها من الصدمة المروعة وذهولها من تنفيذ قصي خطته بتلك السرعة لتلطم على وجهها وتنحني تجلس على ركبتيها تحاول كتم صرخاتها حتى لا يسمعها أحد ويعلم قصي أنها هاتفته وأخبرته قبل قتله ولكنها اكتشفت أمر اتصالها الذي سيؤدي بها إلى السجن.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ساعات الليل مرت كأنها دهرًا وهي تنتظر مجيئه المعدوم فقد بدأ خيط الفجر في البلوغ وهو في صراعات هو كان تركيزه في قلقها يدافع عن نفسه ولأول مرة من أجل امرأة اقتحمت داخله وهو ذلك الصقر الجارح الذي لا يرق قلبه لأي شخص خاصة لو كانت امرأة ولكنها لا تبدو كأي امرأة فهو يحتاجها أكثر مما تحتاجه يوجد لديها كل شئ وأعظمها الراحة وقد تكون تلك الراحة هي التي جعلته يصر عليها دون غيرها بعد أن أنهى صراعات هي التي تسببت فيها والتي لم تكن غير مناورات مع رجال من المافيا بسبب التأخير في تنفيذ أخر عملية تهريب سلاح والسبب في هذا التأخير هو العدول عنها تمامًا لأنه يريد التغيير في كل شئ يريد أن ينعم بحياة هادئة ومستقرة ومستقبل مشرق ولكن هم معتادون عليه في التأخير يعلمون جيدًا أنه يتأخر ولكن بالنهاية ينفذ ترى لما العجلة وعدم الثقة هذه المرة؟
دلف لسيارته من جديد وحدث نفسه قائلًا : يا ترى بعد مكالمة شذى لو جت عاتبتني هتصدق ان البهدلة دي قطاع طرق. أنا مضطر أقول انهم قطاع طرق مش مافيا مش ناقصة.
أما عنها فقد كانت تعدو الشاليه ذهابًا وإياباً تفرك يدها التي أصبحت مثل الجليد من فرط قلقها عليه تستشعر خفقان قلبها وبرودة جسدها لتحدث نفسها بقلق قائلة : أنا قلبي مش مرتاح خصوصًا من بعد ما البومة شذى كلمتني وبعدين ده قالي بيعمل مكالمة وجاي وبقاله تلات ساعات.
ثم صرخت وهي تضع يدها على رأسها قائلة : أعمل ايه يا ربي؟
لتنظر إلى الهاتف وتتذكر أنه توقف عن العمل ولكن يوجد هاتف أخر بدون أرقام مسجلة لتتخذ يدها حركه القبض على قلبها قائلة : كل الظروف ضدي التليفون بايظ ومعيييش أرقام حد..حتى مفيش خدامين.
ثم استطردت وهي تنظر إلى خارج الشاليه بخوف وفزع قائلة : وخايفة أخرج يطلع كلام شذى صح وقصي يوصل ليا.
وفجأة وهي بمنتصف تفكيرها ارتفعت صوت سيارته معلنًت عن مجيئه لتتنهد براحة وتركت ما بيدها وركضت نحوه ولكن توقفت في المنتصف تتقطع تنهيداتها وتشهق واضعة يدها على شفتيها قائلة بصراخ من مظهره : زيدان! أنت كويس؟
ثم نظرت حوله لم ترى أحد لتسأل هي بتوجس وخوف قائلة : رجالتك فين ومين عمل فيك كده.
صمته كاد أن يقتلها وهو شارد في الأرض ويبدو عليه الهذيان والتعب اقتربت ببطء وهي تقول : زيدان أنت مبتردش ليه؟ أنا أعصابي تعبت من القلق عليك قولي ايه اللي حصل ؟
خلع قميصه وأخذ يشير إلى أجزاء جسده موضحًا لها أنه لم يستطع أن يدركه أحد ولكنه وجدها تصرخ غير مقتنعة لأنها ترى آثار الدماء على ذراعه زفر بحنق وتوجه إليها واحتضنها يربت على ظهرها بعملية وليس بحب مثلما توقعت قائلًا : أنتِ فعلًا عايزة تعرفي مين عمل فيا كده طب لو عرفتي هتصدقيني ولا مش هتبقي هنا لحظة واحدة.
وجدها غير قادرة على إخراج أنفاسها فأخرجت نفسها من بين أحضانه ليتضايق قائلًا : وبعدين في الأول وفي الأخر أنا قلتها لك مش هسيبك مهما حصل.
رفعت رأسها وقررت مصارحته لتخرج الكلمات بعسر قائلة : أنا كذبت عليك اللي كان بيبعت ليا المسدجات كانت شذى بتخوفني عليك.
واستطردت بخوف قائلة : وقالت إن قصي هيوصلك ومن بعدها هيخطفني، وأنت لما تأخرت.
كادت أن تكمل لولا أنه قام وضع كفه على شفتيها يمنعها من المواصلة ويعمل على تحمل الضغط النفسي لديه بإغماض عينيه بضيق قائلًا : بس متكمليش هكمل أنا قلقتي عليا لما اتأخرت وخوفتي ليخلص مني ويوصل ليكي.
ثم سألها بضيق قائلًا : يا ترى كنتي خايفة عليا لأكون ميت ولا خايفة ليوصلك ؟
اندهشت لسؤاله قائلة : بتقول ايه يا زيدان طبعًا قلقت عليك بس ده ميمنعش إني كنت خايفة برضه ليوصل ليا.
واستطردت بذعر قائلة : لأن قصي لو وصل ليا وأنت مش موجود هيأذيني.
لوى ثغره يتهكم ويسخر وهو يدلف للداخل قائلًا : أنا قلت لك قبل كده هو مش هيقدر يوصل ليكي كان نفسي أوي تقولي إنك قلقانة عليا.
واستكمل وهو يمط شفتيه بلا مبالاة قائلًا : عمومًا دول مجرد قطاع طرق طلعوا عليا.
عضت على شفتيها لأنها بكل المرات لا تشعره باهتمام خاص به نعم تقلق عليه ولكن لا تقولها بلسانها اقتربت منه ولكن وجدته يزيلها فقررت التنحي عنه بقلة حيلة قائلة : أنا شايفة انك أعصابك تعبانة اطلع غير هدومك وخد شاور على بال ما أحضر الفطار.
ثم نظرت إلى الخارج والشمس بدأت في السطوع قائلة : احنا بقينا الصبح وبعدها تنام وتصحى نتكلم سوا.
نظر إليها من شعرها إلى أسفل قدمها باستهزاء وهز رأسه بيأس منها وقلة الحيلة من برودها تمتلكه وتغاضى عن أخطائها وصعد إلى غرفته لتنظر في أثره تضع يدها على صدرها موضع قلبها تتنهد براحة بعد التعب وتجمد جسدها. تحمد ربها أنه لم يصبه مكروه في تلك الليلة ولكن تخشى أن يكون قد لجأ للكذب عليها وأنهم ليسوا قطاع طرق وذلك ألا تضع كلام شذى برأسها ولكن مهلًا لما لم يحاسبها على محادثات تمت بينها وبين شذى أيعقل أن تلك الشيطانة هاتفته هي الأخرى. توعدت أن تتصل بها وفي وجود قصي لتعلمه ما تفعله امرأته في غيابه لنتذكر أمر الهاتف المعطل واحتارت في عطله المفاجئ وتبدأ الشكوك تساورها حيث أنه مقدم لها من زيدان.
هي وهو والشكوك التي من الممكن أن تؤدي إلى فقدان الثقة تركت الهاتف من يدها وقررت الصعود إليه لتعلمه بأمر الهاتف ولكن ما ان اقتربت من بابه حتى سمعته يتوجع قطبت جبينها متسائلة فيما بينها مما يتألم ألم يقل أنه لم يصبه مكروه. فتحت الباب ونظرت إليه بتوجيه إلى موضع الألم ليعود إلى ما كان عليه لم يرد أن يظهر أي علامات للألم استوقفتني باهتمام وكم اعجبني اهتمامها قائلة : أنا حضرت الفطار.
تجاهلتها وذهبت إلى الفراش لانام لتزفر هي بقلة حيلة قائلة : عمومًا براحتك ممكن موبايلك عايزة أكلم نورا موبايلي باظ.
نظرت إليها بحقارة وأشرت بعيني إلى موضع جهازي المحمول وصعدت فراشي وتجاهلتها.
.تنهدت هي وأخذت الهاتف وهبطت إلى الطابق السفلي وهاتفت نورا وتناست أنهم بالسابعة صباحًا ردت نورا بصوت ناعس قائلة : مييين هو أصلًا في حد يتصل بحد في الميعاد ده يا مرمر وبعدين أنت لسه قافل معايا.
واستطردت وهي تعض على شفتيها السفلية قائلة بشقاوة : يقطع الحب وسنينه أنا كان مالي ومالك يا قمارجي.
تدلت شفتي ريحانة استغراب على قصر المدة ما بين أمير ونورا وتواصلهم سويًا لهذه الدرجة فقطبت نورا جبينها على تأخر الرد فهتفت بعذوبة قائلة : أه يا واد يا تقيل بتتصل تسمع صوتي وبس طب غنيلي يا مرمر ولا أقولك كفايه صوت تنهيدتك.
واستطردت وهي تتنهد مثله قائلة : هيييييح بقي حلوة أوي يا أمير حبي أنا يا بتاع القمار.
ردت عليها ريحانة بغيظ تفاجئها بصوتها الحاد قائلة : ده معداش أسبوع على معرفتكم ببعض وخلاص بقا أمير حبك يا نورا أنت يا نورا يا للي كنتي رافضة الحب؟
وأتبعت وهي تنفر منها قائلة : توقعي في ايدين واحد بتاع قمار؟
توترت نورا وابتلعت ريقها قائلة : رررريحانة ! أناا أصل أنتِ بتتصلي بيا دلوقتي ليه أنتِ اطلقتي اوعي وبعدين ده أمير مهون عليا غيابك.
وأزادت غيظها قائلة : وفكرته هو لأنه كان لسه قافل.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة : لسه قافل! أنتِ بتحطي نفسك في النار وبتكويها يا نورا أنا مكنتش معاكي طول الوقت.
ثم أردفت لتحثها على بر والدتها قائلة : وبعدين عندك مامتك أكثر واحدة تهون عليكي.
زفرت نورا بحنق قائلة : أنتِ عارفة علاقتي بماما يا ريحانة وبعدين مش يمكن أمير اللي مش عاجبك ده في يوم من الأيام هو وزيدان يبقوا أحسن من زفت الطين .
ثم ندمت على ما قالته وحاولت تغيير مسار الموضوع تسألها : المهم ايه اللي مخليكي تتصلي الوقتي؟
تنهدت ريحانة قائلة : أول اما وصلنا هنا كانت كل حاجة تمام لغاية ما الهانم شذى بعتتلي رسالة اضطريت أكذب عليه وأقوله بابا وسامر.
وتابعت بتعب قائلة : سابني ومشي واتصلت بالهانم.
ضربت نورا بيدها على رأسها وشددت على شعرها بغيظ قائلة : غبية وهتفضلي طول عمرك معندكيش ذكاء أنتِ غلطتي لما كذبتي عليه لأنه أكيد هيعرف وده هيزود الشكوك ما بينكم.
واستطردت بغضب قائلة : وطبعًا ده كان طلب الهانم.
زفرت ريحانة بحنق لتتفهم نورا ضيقها فهتفت بحنان قائلة : طب متزعليش مني حقك عليا أنتِ عارفة يا ريحانة أنا ببقى عايزاكي جريئة وهما عايزين يقضوا عليكي.
وأكدت لها قائلة : وأكيد هو اللي خلاها تعمل كده معاكي.
تنهدت ريحانة قائلة : شذى بعتت في الرسالة أنه معرفش وإن في خطر على زيدان فاضطريت اعمل كده ويا ريتني ما عملت.
استطردت ريحانة بخوف قائلة : عرفت منها إن هو وحاتم اتفقوا يقتلوا زيدان.
لوت نورا شفتيها قائلة : وأنتِ طبعا بسذاجتك المعتاده صدقتيها مجاش في بالك إنها بتعمل كده علشان تخليكي تبعدي عن زيدان.
وتابعت وهي ترفع حاجبيها بغيظ قائلة : أو يمكن حاتم وقصي اتفقوا معاها عليكي.
هزت ريحانة رأسها بتأكيد لنفي هذا الكلام قائلة : طبعًا أنا فهمتها اني مش مصدقاها واني مش هبعد عنه بس برضه كنت خايفة خصوصًا اني كنت لوحدي ومسدسه هنا.
و زفرت قائلة : اتصلت عليه لأني قلقت.
تلهفت نورا قائلة : برافو عليكي يا ريحانة وطبعا قلتيله اللي الحرباية قالته ليكي صح ؟
وأخذت تصفق بيدها قائلة : هو ده الكلام إنما نظام تخبي وتداري ده مش في مصلحتك وهيضيعك.
زفرت ريحانة بحنق قائلة : معرفتش أقوله لأنه قالي معايا مكالمة تليفون زي مكالمتك مع أبوكي وسامر.
واستطردت بإمتصاص شفتيها قائلة : بمعنى أصح متنفعش قدامك هخلصها وأرجعلك فسكت.
تفهمت نورا كل شئ فردت قائلة : يبقي شك يا حلوة انك مكنتيش بتكلميهم أو الهانم لما ملقتش منك رجا اتصلت عليه ده لو فعلًا قصي وحاتم اتفقوا على قتله.
ثم لمعت فكرة خبيثة في رأسها قائلة : أنا ممكن أقول لأمير.
حنقت ريحانة قائلة : مفيش داعي يا نورا لأنه عرف لأن البيه لسه راجع من ساعة ومتبهدل أخر بهدله وأنا لما شفته قلتله كل حاجة.
ثم استطردت قطبًا لجبينها قائلة : العجيبة بقا انه معلقش على مكالمتها.
صرخت نورا قائلة : يا برودك يا ريحانة سايبك من امبارح الساعة سبعة لغايه تاني يوم وأنتِ ولا اندهاش للدرجة دي هو مش فارق معاكي.
واستطردت تجز على أسنانها قائلة : طب خافي على نفسك.
أغمضت ريحانة عينيها قائلة : تفتكري أنا حتى لو بكرهه هعمل كده؟ وأنا عارفة انك مش هتصدقيني زيه بس أنا خفت عليه أكتر ما خفت على نفسي.
واستطردت وهي تعض على شفتيها بغيظ قائلة : بس اللي حصل إن الفون اتحرق بعد ما كلمته.
أنتفضت نورا من مكانها وتذكرت كلمات أمير لها أن ريحانة محاصرة من قبل زيدان حتى في مكالماتها فابتلعت ريقها بخوف قائلة : أنا مصدقاكي يا ريحانة واعذريه هو نفسه يشوف في عينيكي انك خوفتي عليه أكثر من خوفك على نفسك.
ووضحت لها أكثر قائلة : لأن بوجودك معاه ممنوع تخافي على نفسك.
هزت ريحانة رأسها بتفهم لحديث نورا واقتناعها به أنها لا بد أن تشعره بذلك الشيء الذي يتمناه تذكرت عندما سمعته يتألم وعندما دلفت لتراه قام بمدارة أوجاعه عنها لاعتباراها غريبة ولكن ليس لديه ذنب بهذه الغربة هي التي أرادت الاغتراب عنه وعن جميع الرجال لظنها أنهم كلهم قصي وحاتم وأمير . رغم إثبات زيدان لها في الكثير من المواقف أنه مختلف في كل شئ .
اتركيني يا من احتليتي تفكيري حتى في نومي حرريني من قيودك ما ذنبي لتكوني متسلطة على كياني كنت لا أبه إلى أي واحدة من النساء جئت لأمتلك مصيرك وجدتك تمتلكين مصيري بعد إجباري لك على دخول حياتي أصبحت غير متزن ورأيت كل الأشياء بنظرة مختلفة عن ذي قبل جئت لأمد يدي إلىك للمساعده فوجدت أني أنا الذي أحتاج إلى يدك أرجوك حرريني من سطوك ومن عطر الريحان الذي اتخذته حجه للمرور إليك ويا ليتني ما فعلته فاستنشاقي له جعلني مأسورًا بك أريد أن أتحرر من تلك الرائحة رائحة أوهمتني يوما أنك ستكونين ملكي ولكن أحزنتني اليوم وأنا أستنشقها فيك ممزوجة برائحة الخوف ازدادت همومي عندما أدركت أن خوفك لم يكن علي.
لم يستطع زيدان النوم رغم تعبه أخذ يتقلب على فراشه وبعد مرور الوقت هبط إلى الأسفل ليبحث عنها و يستفسر لما لم تصعد بعد إتمام المكالمة حيث ظلت جالسة مكانها شاردة فيما حدث حتى حالفها النوم وتسطحت على تلك الأريكة التي تجلس عليها ما أن وجدها غارقة في نومها حتى جلب الكرسي وجلس أمامها يمعن النظر إليها وهي نائمة مثل الملاك البريء الذي لا يريد شيئًا سوى راحة باله فقط يتأمل شعرها الكستنائي المموج الذي لم يلفت نظره يومًا طيلة السنوات التي عرفها بها يأتيه في ذكرياته مشهد لفت أنتباهه في إحدى تلك الحفلات التي التقيا بها سويا مشهد لمسات قصي على شعرها ليشعر أن هناك عاصفة دبت بداخله يحدث نفسه قائلًا : مش ممكن اللي بيجرى ليا ده وصل بيا الحال أغير من ماضي هي مكنتش ملكي فيه واسمها ايه الحالة اللي بتحصل معايا دي؟
وأضاف بضيق قائلًا : ما النطع التاني أكيد مش بيغير.
ليسخر هنا صوت العقل منه قائلًا : جرى ايه يا زيدان يا حبيبي أنت نسيت كلام سمر ولا ايه.
ليدمره أكثر صوت العقل قائلًا : مش هي قالت ليك برضه أنت لا يمكن راجل يغير منك لأنك مش بتعرف تتعامل مع أي واحدة ست.
زفر بحنق محدثًا نفسه : مفيش ست تستاهل أصلا ثم انهم مش عايزين مشاعر دول عايزين فلوس وبس.
ثم أشار إليها قائلًا : ما عادا اللي قدامي دي علشان كده بتنفخ لما بأقرب منها وبتخاف على نفسها وبس.
تململت في نومها وفتحت بنيتها الفاتحة والتي تميل إلى بحر من العسل المصفى وابتسمت له مما دفعه إلى الاستغراب قائلًا : يعني مخوفتيش مني أول ما فتحتى عنيك أنا كنت هقوم على فكرة بس قلت ان نفسي أفزعك وأكمل عليكي بموال امبارح.
واستطرد بسخرية قائلًا : لقيتك بتضحكي.
نهضت وجلست نصف جلسة رفعت شعرها من على وجهها ثم رفعت أصبعها إلى شفتيه تملس عليها باغراء ليوقفها بقبضته هي مازالت مستمرة تبتسم بخبث قائلة : أنا كنت خايفة علشان مكنتش متعودة أصحى الصبح ألاقيك في وشي وبعدين أنت كنت موطي على وشي أوي ولا اللي هيقتلني.
ثم استطردت بكلماتها الساحرة وهي تتأمله بحب قائلة : إنما أنت الوقتي حاجة تانية.
عقد ما بين حاجبيه قائلًا : حاجة تانية ازاي يعني مش فاهم كنت لابس وش مرعب يومها ودلوقتي قلعته ولا أنتِ اللي تليفون نورا غير طريقتك معايا.
واستطرد باستهزاء يعايرها قائلًا : ما أنا عارف.
تضايقت وجذبت يدها من قبضته قائلة بحنق : واضح جدًا انك عارف كل حاجة وذكي ما شاء الله طالما كده استغربت ليه اني مخوفتش.
واستطردت بغضب قائلة : بس على فكرة لو نورا ليها تأثير مش هيبقى كمان وأنا بصحى من النوم.
لوى شفتيه بسخرية قائلًا : أه تصدقي عندك حق دي مفاجأة طب تمام كل يوم الصبح هتصحي على وشي و هنشوف بقا هتصمدي لامتى.
ثم رفع كتفيه بغرور قائلًا : أنا عن نفسي بالي طويل.
رفعت حاجبيها وابتسمت بسخرية واردفت قائلة : جميل أوي ان يكون نفسك طويل وخصوصًا معايا ومع كمية الأكشن اللي هنواجها سوا قريب مع بعض.
ثم مطت شفتيها بلا مبالاة قائلة : أنا عن نفسي مش خايفة.
اندهش لاطمئنانها وهدوئها فواجهها قائلًا : لا أنتِ خايفة بس بتكابري خايفة مني وخايفة منه وخايفة لتترمي زي ما اترميتي قبل كده.
شعر بضيقها ولكن لا يهمه فزاد ضيقها قائلًا : أه المرة اللي فاتت كانت بمزاجك لكن المرة دي لأ.
استائت من حديثه ونهضت بغضب متوجهة إلى المطبخ ليستوقفها قائلًا : على فكرة يا ريحانة أنا ماسك نفسي عنك بالعافية ممكن أخد اللي أنا عاوزه وبسهولة كمان.
وزاد من جبروته قائلًا : بس أنتِ اللي هتجيلي لحد عندي وهتطلبيها.
جلست بالمطبخ كالمغيبة بعد تصريحه الذي يحمل في طياته الثقة الكاملة بينما هو يجري اتصالاته ليعلم كيفية سير العمل متغافلًا عن تأخرها بالمطبخ دلف إليها وجدها تضع يدها على خديها شاردة ليربت على كتفيها بلطف يحمل بيده زهرة تعشقها فهي مثلها ألا وهي زهرة الجوري الحمراء الناعمة الملمس لتنتبه على رائحتها وتستفيق من شرودها.
لتنظر إلى عينيه وغموضه الواضح بهما تشعر أنه يجلسها على أرجوحة تارة يصعدها بحنانه إلى أعلى وتارة يدنيها أرضًا بقسوته وبينما هي تائهة في عينيه لتتفاجئ من تجمده الذي بدر عنه عن قصد يتحدث قائلًا : احنا مضطرين ننزل القاهرة دلوقتي.
وقفت كالبلهاء تحاول استيعاب قراره ولكن فهم من نظراتها أنها انزعجت لهذا القرار ليصمم عليه حيث أنه تبادر له مؤخرًا أنه يعشق إزعاجها بالفعل وصلا إلى القاهرة إلى منزله نظرت إليه منتظرة هبوطه معها أبلغها أنه لابد من تواجده بالشركة لترتبك حيث أنها علمت أن شكران بالداخل من خلال سيارتها القابعة أمامهما ظلت تنظر إلى سيارتها ليفهم من نظراتها ما تريد ليقلع بسيارته وهي معه يأخذها إلى الشركة دلف إلى غرفة الاجتماعات بسرعة و أوصى سمر أن تفتح لها مكتبه ودلفت لتسألها سمر : تحبي تشربي ايه ؟ يا ريحانة أنا عارفة إنك جاية من السفر على هنا ومروحتيش البيت وعندك حق لأن عمتي مستحلفة ليكي.
وتابعت بشماتة قائلة : الله يعينك.
اندهشت ريحانة لما تقوله سمر وابتسمت بسخرية قالت : شوفوا مين اللي بتدعيلي اللي قالت عليا خطافة الرجاله.
زفرت سمر بحنق قائلة : أنا بحب زيدان وهفضل طول عمري أحبه حتى لو هو رافض ده.
واستطردت بخبث قائلة : وبصراحة عرفت من سامر إنك مجبرة على جوازك من زيدان.
تنهدت ريحانة قائلة : أه لو زيدان سمعك أنتِ كمان هيكرهني أكثر ما هو كارهني.
اندهشت سمر قائلة : يكرهك! هو أساسًا زيدان بيعرف يحب زيدان عمره ما حب ولا حتى شذى .
وأضافت باستهزاء قائلة : شذى مجرد بنت فقيرة بالنسبة له كان حابب يثبت لأمه إنه ممكن ينخرط في المستوى ده.
قطبت ريحانة جبينها قائلة : حتى شذى ؟ لا مش للدرجة دي يا سمر أنتوا كده بتظلموه وبتحولوه لمريض نفسي ليه متقوليش انه كان بيحب. واستطردت وهي شاردة فيه وفي ملامحه قائلة : بس الحب عنده مختلف.
ابتسمت سمر بسخرية قائلة : الحب حب يا ريحانة الواحدة مننا لو ملقتش اللي قدامها بيتجنن عليها زي ما قصي كان بيتجنن عليكي.
هنا أنتبهت ريحانة لكلماتها لتبتسم سمر أنها وصلت لمبتغاها لتزيد على ريحانة قائلة : قلبها هيجمد وهدور على غيره.
رفعت ريحانة حاجبيها باستهزاء قائلة : وأنتِ مدورتيش على غيره ليه وبعدين بطلي تضربي مثل بأخوكي أخوكي ده لا حبني ولا حب شذى ولا عمره هيحب حد.
و أضافت بنبرة اشمئزاز قائلة : إنسان أناني.
هزت سمر رأسها بنفي قائلة : لا يا ريحانة قصي حبك وبجنون بس هو دور على حقه إن يبقى عنده أولاد.
ثم اشاحت بوجهها إلى الجانب الأخر قائلة : بعترف أن اتعمل عليكي مؤامرة وأنا كنت طرف فيها بس برضه حقه.
زفرت ريحانة بحنق لتستطرد سمر حديثها قائلة : مش هقدر برضه أنكر إنها خاينة مقدرتش تصبر تشوف الحاجة الحلوة في زيدان.
ثم أجابتها على سؤالها قائلة : أما بالنسبة لسؤالك مدورتش على غيره ليه مش عارفة.
رمقتها ريحانة بغضب ورددت قائلة : يا ريتك ما تعرفي عمرك فوقي يا سمر زيدان عمره ما هيكون ليكي.
قطبت سمر جبينها قائلة : ريحانة! أنتِ بتغيري على زيدان طب ازاي ده أنت أكثر واحدة بتكرهي زيدان فينا.
وذكرتها قائلة : نسيتي يا ريحانة ضحكك ومسخرتك عليه معانا؟
ضربت ريحانة بيدها على سطح المكتب قائلة : مش ناسية بس تقدري تقولي غيرت رأيي.
رفعت سمر حاجبيها قائلة : بالسرعة دي اااه يبقى المستوى زغلل عنيكي وفكرة انك تبيني لقصي انك بقيت أقوى منه ومتجوزة ولي نعمته.
ثم أشارت إليها شذرًا وقالت : يبقي كلام شذى عنك صح.
سخرت ريحانة قائلة :شذى مين يا حبيبتي شذى اتصلت بيا تترجاني أسيبه بتلعب هي والبيه أخوكي عليا.
و أضافت وهي تنظر إلى سمر بإتهام قائلة: ومتنكريش إنك عارفة يا سمر.
هزت سمر رأسها ببلاهة قائلة : أنا لو أعرف حاجة كنت هقول لزيدان وبعدين هما عمرهم ما هيقولوا على تخطيطاتهم تاني قدامي.
ثم أضافت قائلة : حاجة كمان ماما هالة حلفتني اني أبعد عنهم.
طربت ريحانة لسماع اسم السيده التي دائما تناصرها وسألت سمر قائلة : أخبارها ايه.
هزت سمر رأسها قائلة : كويسة خصوصا من بعد ما اطلقت من بابا عرضت عليها تيجي تقعد معايا في الشقة اللي جايبها ليا زيدان رفضت.
ثم تنهدت قائلة : فاضطريت أنا أروح أعيش معاها.
سألتها ريحانة قائلة : بس هي كانت راضية بالعيشة مع باباكي ايه اللي خلاها تنفصل؟
رفعت سمر كتفيها بلا مبالاة قائلة : في البداية مكنتش اعرف السبب بعدها لما أصرت ان أتصل بيكي أطمن عليكي.
أخفضت رأسها قائلة : عرفت إنها عرفت إن بابا وعمتي وقصي خططوا لخطفك.
ابتسمت ريحانة قائلة : مامتك دي ست أصيلة أكثر واحدة حبتها في بيتكم وأنتِ كمان بس للاسف أنتِ طلعتي فالصو.
عبست سمر بوجهها قائلة : وماله الفالصو بيتلمع يا حبيبتي وممكن الفالصو يقلب بدهب ويزغلل عينين الناس.
ثم أضافت باستهزاء قائلة : هو حد كان يصدق إن أنتِ ريحانة بنت الست شمس؟
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة : مش مهم أنا بنت مين المهم أنا مين أه بالمناسبة بقي انكم ولاد مين البيه أخوكي المحترم عايز يقتل زيدان حبيبك.
شهقت سمر وأنتفضت قائلة : بتقولي ايه لا أكيد بتهزري يا ريحانة مش معقول قصي يعمل كده وكل ده ليه علشانك أنتِ.
ثم استطردت بحقد قائلة : مش شايفة إنك أخدتي أكبر من حجمك؟
رفعت ريحانة أكتافها بغرور قائلة : لأن ده حقي.
جزت سمر على أسنانها قائلة : بس أنا مش هسكت يا ريحانة حتى لو أدى الأمر اني أموت بداله يمكن هو مش مقدرني في حياته.
واستطردت بجنون قائلة : بس أنا استحالة أتخيل حياتي من غيره.
نظرت إليها ريحانة بغباء كيف لها أن ترمي بنفسها إلى التهلكة من أجل شخص يبغضها وأنا زوجته لم أخشى عليه لما تجمد قلبي إلى هذا الحد؟ لعنت في سرها قصي فهو من أوصلها إلى تلك الحالة ولكن إن وجدت امرأة أمامها تدفع بنفسها من أجل زوجها فمهلًا سأنحيكي أنتِ وسأقوم أنا بمثل هذا الواجب حتى لو أدى الأمر إلى خسارة كل شئ فداء رجل يعطي كل واجباته الكاملة.
بل والواجبات التي لم تطلب منه حقًا إنه بطل من الذين يحكى عنهم في الروايات البطل الذي تحتمي فيه البطلة رغم قسوته خرج من غرفة الاجتماعات بعد جهد شاق يمني نفسه أنه سيجلس معها ليرتاح ولكنه تفاجئ بوجود سمر التي نظرت له نظرة علم مغزاها أن بداخلها حديث لا تقدر على التفوه به وها هي خرجت سريعًا لتثير الشكوك لديه بالرغم من عدم محبته لها ولكنه يقرأها من عينيها مثلما يقرأ ما في عيني شقيقاته اللتان تاق شوقًا لرؤيتهما أيضًا كلتاهما ترتاح لزيارته لهما أخرج من جيبه هاتفاً جديدًا ووضعه على سطح المكتب نظرت إلى الهاتف لتجده باهظ الثمن وبه إمكانيات تفوق هاتفها القديم يبدو أن به تصنت عالي الجودة أخرج من درج مكتبه بعد ذلك أوراق صفقة العطر التي عقدها باسمها لتدلف في هذه اللحظة الشقراء وجدان لينهض مرحبًا بها وهو يقول : حمد الله على السلامه لولا انشغالي بالفرح وسفري الساحل كنت جيت استقبلتك بنفسي.
ابتسمت وجدان قائلة : ولا يهمك يا زيدان حمد الله على سلامتك أنت كمان.
لتوجه أنظارها إلى ريحانة القابعة في مكانها تأكلها الغيرة من مظهر وجدان الفاضح لينهضها زيدان بيده قائلًا : أحب أعرفك ريحانة مراتي صاحبة المصنع واللي هتعمل معاكي الصفقة أنا بعتذر منك عندي شغل تاني المكتب مكتبك.
ابتسمت وجدان بخبث وهي تصافح ريحانة قائلة : دكتورة ريحانة اتشرفت بمعرفتك كتير زيدان حكالي عنك بس أنتِ طلعتي أحلى من اللي اتحكى.
ثم أضافت بمكر وهي تنظر إلى زيدان قائلة : خليك على راحتك في المكتب يا زيدان أنا هاخدها الكافتيريا أنت عارف بحب قعدة الهواء الطلق.
رفع زيدان أكتافه بلا مبالاة وتركهما تخرجان ولكنه استوقف ريحانة باهتمام قائلًا : خدي موبايلي معاكي.
وبالفعل أخذته ريحانة لتبتسم وجدان بسخرية على اهتمامه المبالغ فيه. هبطتا إلى الكافتيريا وقامت وجدان بخلع معطفها ليظهر مظهرها المثير وجلست ريحانة لتنظر إليها بحيرة قائلة : ممكن أسالك سؤال يا مدام وجدان ليه الكافتيريا والهواء الطلق ما التكييف عند زيدان شغال الله ينور.
وأضافت بخبث قائلة : ولو علشان نبقى لوحدنا هو كان هيسيب لينا المكتب.
رفعت وجدان حاجبيها باندهاش على ملاحظة ريحانة لتتحدث قائلة : أولًا أنا مش مدام أنا لسه أنسه. ليه الكافتيريا؟ علشان مش حابة زيدان يعرف احنا بنقول ايه.
كل هذا وريحانة تندهش من ردودها إلى أن أضافت قائلة بخبث : طب ما هو كان هيسبلنا المكتب لا دي مش حقيقة.
قطبت ريحانة جبينها متسائلة لتستكمل وجدان قائلة : زارع جهاز تصنت زي اللي زارعه في موبايلك ومعايا مكالمة ليكي مهمة والمفروض متوصلش لزيدان يا حلوة.
ثم اقتربت منها ريحانة بذهول لتسألها بوقاحة قائلة : ايه رأيك بقا فيا؟
أولًا لم تتوقع ريحانة أن زيدان يتصنت عليها ثانيًا لم تتوقع بشاعة وجدان فهتفت بحنق قائلة : أنتِ ايه اللي بتقوليه ده جهاز تصنت ايه اللي في المكتب ولا اللي على تليفوني ومين صاحب المكالمة المهمة.
ثم استنتجت وردت قائلة : أاااه أكيد طبعاً شكران هانم قوليلها استعجلتي ليه أنا كده كده مروحة عليها.
ابتسمت وجدان بخبث وأعطتها الهاتف لتنتفض أول ما سمعت صوته. صوته كان بالنسبه لها نهاية العالم فارتبكت ووضعت الهاتف من جديد على الطاولة تتحدث بهلع إلى وجدان التي تنظر إليها بشماتة : أنتِ عارفة لو زيدان عنده بس معلومة من ده كله هيعمل فيكي ايه؟ أنتِ جاية تدمريني صح ؟
ثم أشارت بتوتر على الهاتف قائلة : ردي على الزبالة ده وقوليله يبعد عني أحسن ليه.
لوت وجدان شفتيها بامتعاض قائلة : ردي وانهي معاه الكلام أنا عبد المأمور أه ولو مردتيش وحكيتي لزيدان هقوله انك أخدتي مني الموب وأنا في التواليت علشان تكلمي حبيب القلب.
وأضافت بخبث قائلة : ولو تلاحظي اتصلت بيه من عندي مش هو المتصل.
و بخوف من أن يصدقها زيدان امتدت يدها إلى الهاتف لترد عليه وما كادت تنطق حتى انطلق قائلًا بصوت كفحيح الأفعى : أنا قلت برضه إنك شاطرة ومش مستغنيه عن عمرك اوعي يا ريحانة قلبي تكوني بتردي عليا علشان خايفة عليه.
وأخاف ريحانة بحقد قائلًا : أنا كده أزعل وأجيب ناس تزعل.
وبالرغم من خوفها إلا أنها أثارت ضغينته قائلة : اتفلق لو مكنتش أخاف عليه هخاف على مين؟ عليك أنت مثلًا أنت متستاهلش.
وزادت من شجاعتها قائلة : تعرف كان نفسي تكلمني على رقمي علشان زيدان يسمع قد ايه أنا خايفة عليه.
التهمه الغضب ورد بقسوة قائلًا : بعد اللي أنتِ قلتيه ده أوعدك انه معدش هيسمعك لا في خير ولا في شر لو مقتلتوش.
واستطرد بحقد قائلًا : هقتل أي حاجة بينكم حتى لو رغبته في الإنتقام مني.
خرجت ريحانة عن شعورها ولم تنتبه أنها بالكافيتريا قائلة وهي تصرخ بغضب : ابعد عني أحسنلك أنت عايز مني ايه ها أنا حتى لو مكنتش اتجوزت زيدان كنت أكيد هتجوز غيره.
جز على أسنانه قائلًا : يا ريتك اتجوزتي غيره بس أنتِ قصدتي زيدان بالذات علشان تكسريني.
ثم استطرد يصارعها قائلًا : بس افتكري أنا على قد ما حبيتك على قد ما هتشوفي وشي التاني.
كتمت غضبها لينفث هو عن غضبه قائلًا : تعرفي لو مسمعتيش الكلام زي الشاطرة كده هعمل فيكي ايه هدمرك وأنتِ عارفة ازاي.
ثم بنبرة آمرة قال : تاخدي بعضك زي الشاطرة تطلبي الطلاق.
شهقت ليستمع إلى شهقاتها باستمتاع ويبتسم بخبث قائلًا : طبعًا أنتِ لازم يكون ليكي أسباب الأسباب موجودة أنتِ أخدتي منه اللي أنتِ عايزاه.
واستطرد ليسحقها بكلماته قائلًا : وفي نفس الوقت هو حدد هدفه انه اتجوز من حثالة المجتمع.
شعرت بسخونه جسدها لترد قائلة : أنت اللي حثالة.
ليتقبل سبته قائلًا : على قلبي زي العسل طالما هينوبني من الحب جانب أصل ناوي يا أرجعك ويبقا كل اللي معاكي ليا يا اما النص بالنص.
ثم مط شفتيه باستهزاء قائلًا : رغم انه قليل.
هزت رأسها بذهول رافضة تقول : مستحيل.
عبس بوجهه وبصوت غاضب قال : مفيش عند قصي حاجة اسمها مستحيل واياكي تعرفيه بمكالمتي.
و ليريها ذكائه أكثر ردد قائلًا : لأن أنتِ اللي اتصلتي يا حلوة والفون في ايدك والكل شاهد إن وجدان في الحمام.
شهقت ونظرت حولها لم تجد وجدان لتجدها بعد قليل تخرج من مرحاض الكافتيريا مبتسمة بخبث وهي تمد يدها إلى ريحانة تطلب هاتفها وتنظر إلى مدة المكالمة وتهز رأسها بأسف مصطنع وسرعان ما قامت بتوقيع العقد بدون قراءته وتناولت معطفها ورحلت بخبث وتركتها تصارع أنفاسها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
فور خروجها من المكتب هي ووجدان تمدد على الأريكة كما لو كانت الفراش حيث ظهرت عليه ملامح التعب منذ لحظة خروج رجال المافيا له كان يريد منها أن تعامله برفق فور رجوعه من تلك المعركة غط في نوم عميق واستشعر منه لمسات على وجهه بدت له مثل السراب والحقيقة والحلم في آن واحد ليعكس له صورتها ويهتف باسمها يريد أن يقبض عليها من أصابعها التي تتلمسه ويلتهم شفتيها ولكن كأنه هاتف نفسه وقال شعوري بأني مخيف بالنسبة لها يؤرقني دائما ومع ذلك تحامل على نفسه وحاول أن يحيطها في أحلامه بذراعه ليتفاجئ بشهقة كأنها واقع ليفتح عينيه ليجد أحدًا اخر بعينيه ويهتف برعب قائلًا : أنتِ بتهببي ايه هنا يا سمر هااا عايزة توصلي ايه؟
واستطرد وهو ينقصها من قدرها بقوة قائلًا : عايزة ريحانة تدخل عليكي وأنتِ بتعملي كده وأنا أتحط من الخائنين زي الزفر أخوكي صح؟
هزت سمر رأسها بنفي وحزن قائلة : أنت مش في دماغ ريحانة أصلًا كنت اسمع اللي بتقوله عليك هي يهمها نفسها وبس.
وأتباع لكلماتها وهي تبكي قائلة : دي مش خايفة عليك يا زيدان أنا هموت لو جرالك حاجة.
مسح على وجهه بغضب وزفر بحنق للتقترب منه وتربت على كتفيه قائلة : أنا محتاجاك يا زيدان هي خلاص أخدت اللي هي عايزاه منك ردت اعتبارها واللي أنت كتبته باسمها.
واستكملت وهي تقترب أكثر قائلة وهي تتمنى أن يرغبها : أنا مش عايزة غير انك تكون جنبي.
نظر إليها باستهزاء قائلًا : على أساس إن أنا راجل ينفع لأي علاقة أنتِ نسيتي كلامك معايا يا سمر.
واستطرد وهو يقودها إلى التحطيم ويسخر منها قائلًا : أنت مش هتعرف تتعامل مع أي ست يا زيدان خصوصًا ريحانة.
ثم تحداها قائلًا : بس أنا بقى يا سمر هثبتلك وهتلاقي الكل بما فيهم هي هيشوفوا أن أنفع وأنفع أوي وأحسن من أخوكي كمان.
وتابع وهو يسخر قائلًا : اللي كانت ريحانة بتعشق التراب اللي بيمشي عليه ودلوقتي بقي مربي ليها الرعب.
ابتسمت له بسخرية قائلة : أنا أهو وأنت أهو وهنشوف.
رد عليها بخبث قائلًا : هنشوف يا سمر عارفة ليه لأن أناهروح أقعد في المصنع هبقي هنا للطوارئ بس.
واستطرد وهو لم يقدرها قائلًا بلهجة أمرة : وأنتِ هتيجي تشتغلي عندي هناك زي ما بتشتغلي هنا.
ثم أضاف بجنون قائلًا : أنتِ بقا هتتعجبي للي بتشوفيه فاكرة أخوكي كان بيبقي عامل ازاي في أي حفلة وهي جنبه؟
اندهشت لثقته ليتابع هو بغرور قائلًا : هي هتعمل زيه بالظبط التحدي ده مش ليكي بس ده ليها هي كمان.
تذكرت عرض سامر وردت قائلة : وعلى ايه يا زيدان أنا ايه اللي يجبرني على كده أنا هفضل هنا في المصنع يا اما هسيبك بصراحة أنا معروض عليا شغل.
ابتسم بسخرية قائلًا : أووه أخيرًا هنخلص منك يا سمر والله زمان ده أنا ابتديت أحس انك هتفضلي هنا لحد المعاش طب والله كويس.
ولكنه قطب جبينه يسألها قائلًا : ويا ترى بقا هيبقي فين؟
أنتفضت بغضب قائلة : ملكش فيه أروح مطرح ما أروح طالما حضرتك مش مقدر قيمتي.
واستطردت باشمئزاز قائلة : أنت لو بتخاف عليا مكنتش تعرض عليا في يوم نروح نسهر عند أمير.
ابتسم بسخرية قائلًا : وايه المشكلة ما هي ريحانة وأمها كانوا بيروحوا عند أمير ده لطيف خالص.
وارتفع بحاجبيه ليغيظها قائلًا : ولعلمك شكلنا هنباركلوا قريب ومش أي واحدة دي نورا.
شعرت بالضيق فالجميع يتألف ويتزوج عدا هي لتجده يدور حولها ينظر إليها بخبث ويهمس بجوار أذنها قائلًا : عقبال ما تقعي كده على واحد متريش زينا ويكون من نفس فصيلتنا.
واستدعى حواسه ينظر إليها باستهزاء قائلًا : أصل شكلك بتحبي النوعية بتاعتنا وأهي فرصة يريحك ويبعدك.
أنتفضت من همساته وخرجت صافعة الباب خلفها وهي تستمع إلى ضحكته الشيطانية فأخذت حقيبتها ورحلت لا تعلم إلى أين هي راحلة ولكن قادتها قدماها إلى من تسبب في تدميرها ألا وهو أخاها قصي ولكن لم تجده وجدت شذى التي توترت من رؤيتها وسألتها قائلة : مالك يا سمر في حاجة زيدان جراله حاجة صح ؟
الرد كان عبارة عن صمت مطول من سمر ليؤدي بها لانفعالات شذى المجنونة حيث هزتها بين يديها قائلة : ساكتة ليه ردي عليا وريحي قلبي ربنا يريح قلبك أنا والله اتصلت بيها وقلت.
لتوقف سمر شذى بيدها قائلة : القول ده ضايع خلاص معاها يا شذى .
شهقت شذى ووضعت يدها على فمها قائلة : ريحانة اتغيرت أوي يا سمر حرفيًا قلبها جمد مبقتش باقية على حد وخصوصًا هو لأنها مش بتحبه أه أنا أوطى وأحقر منها بس ده طبع فيا انما هي مكنتش كده.
واستطردت بذهول قائلة : للدرجة دي اللي عملناه فيها قواها بالشكل ده.
وتابعت بشماتة قائلة : بس هو السبب يا سمر يلا خلي عمتك تفرح.
بعد رؤيتها لمظهر سمر من بعيد وهي تخرج من مكتبه حيث قامت بالاختباء خلف الجدار حتى لا تراها ارتعدت واخذت تفكر ما الذي فعله بها لكي تخرج بهذا المظهر كان شعرها غير مرتب وملابسها أيضا كأنها كانت نائمة بين أحضانه ترى ما الذي يحدث وبينما هي تفكر وجدته فجأة أمامها كالصقر الجامح ارتعدت أوصالها من رؤيته بهذا المظهر المروع واصبحت منكمشة على حالها لا تعلم مما تخاف من هيئته أو من أن يعلم ما حدث بالأسفل ولكنها تفاجئت من جذبه لها واحتضانه الشديد لها قائلًا : كويس إنك طلعتي بسرعة محتاج أروح.
طلب هذا الطلب وهو يتنفس الصعداء أنها لم تسمع حديثه مع سمر خاصة عندما تحداها قائلًا أن ريحانة ستفعل معه مثلما كان قصي يفعل معها أما عنها فابتسمت ابتسامة مرتعشة لا أعلم أسرد ما حدث ويصدقني القول أم أخفيه في صدري بالنهاية سيقدر سبب إخفائي ولكن الذي حيرها مظهر سمر وحيرها ألفته ولهفة قلبه عليها أعلم ما حدث لها من الممكن أنه قام بزرع كاميرات بالأسفل ولكن حتى الكاميرات تثبت أنها هي التي هاتفت الأخر ظل صدرها يعلو صعودًا وهبوطًا بتوتر وفي مخيلتها مظهر سمر لتتحدث بصوت حاد قائلة : احنا لازم نسيب بعض ما هو مينفعش دكتورة كيميائية زيي ترتبط بواحد زيك بتاع نادي قمار وستات.
حدق في وجهها باستغراب يحثها لتفكيك شفرة استغرابه قائلة : متستغربش ليه بقول كده دلوقتي بصراحة شفت نفسي كبيرة عليك ومش أنا اللي تستبدل سمر بيا.
اشتعلت النيران في رأسه وتحول وجهه إلى اللون الأحمر ونظر إليها بغضب وحقد وبدون شعور قام بجذب يدها وقبض على معصمها وسحبها خلفه إلى حجرة مكتبه وهي تحاول التملص منه ولكن دون جدوى فقد كانت قبضته كالحديد لم تشعر بنفسها
إلا وهي ملقاة على الأريكة وما أن جائت لتنهض حتى رأته يوصد الباب جيدًا ثم أطاحت على الأريكة مرة أخرى خالعا عنه قميصه يدنو فوقها ويعتليها وهو ينظر إليها نظرات شهوانية مقززة قائلًا من بين أسنانه : هو دخول الحمام زي خروجه هطلقك أول ما تخرجي من الباب ده بس مش تخرجي إلا وأنا حاطط صك ملكيتي عليكي .
وما ان بدأ رحلته معها حتى تجمدت بين يديه تشعر أنها وقعت بعالم مخيف حتى بقبلاته الشهوانية التي أخذ بها شفتيها عنوة وعنقها الذي تورم من تأكله له لحظة واحدة جعلتها تترك جهودها وهي تلك اللحظة التي تحول فيها من ذئب جائع إلى شخص شغوف ومتلهف لتجاوزها معه بدأت هي الأخرى تتأثر من فرط قبلاته الهادئة التي بدأت في الصعود والهبوط على نبض عنقها لتغمض عينيها ولكنها في خضم سعادتها فتحت عينيها ببطء لتكتشف أنها بالمكتب بعد أن كانت مغيبة في عالمه فأخذت تربت على ذراعيه براحتي يدها توقظه مما هم متوجهين نحوه وهي تقول بكل رقة وعذوبة وصوت متقطع الأنفاس من عشقه : زيدان احنا في المكتب احنا شكلنا اتجننا مينفعش هنا طالما احنا الاتنين رغبتنا واحدة نبقي نروح.
نهض من فوقها ينظر إلى الفراغ أمامه يستدرك حقيقة ما أوصلته إليه من طلبها ولكن مهلًا لابد أن يعلم ما الذي خلف مطلبها لأنه لا يقتنع بتاتا أنها لاحظت الفروق العلمية والأدبية سخر من نفسه أي فروق علمية أو أدبية تجعلها تتعالى عليه ولكن مهلًا لو كان الأمر ذلك سيسحقها ويذلها ويخضعها إليه بالأول.
لا يعلم ما الذي جعلها تبعثره بتلك الكلمات الأخيره أهو أمر المكتب أم أنها ما زالت لا تريده وتقاومه بخبثها ولؤمها كيف لها ألا تريده وهي من تجاوبت معه منذ لحظات لقد أخبرها من قبل أنها ستأتيه بنفسها وتخضع له ولكنه تسرع وهو محق لاستفزازها له بمطلبها وأسبابه الفظة ليقابل مطلبها بإخضاعها إليه وأين بحجرة المكتب لم ينتظر حتى يعودا إلى منزلهما وغرفة نومهما بل أعلمها شأنها وأن مقامها لم يكن سوى حجرة بالمكتب.
التفت إليها بحنق قائلًا : أنا فعلًا اتجننت وأنتِ السبب ساعات أشوفك ناعمة وساعات تانية بيتأكد لي كل كلامهم عليكي.
واستطرد بغضب قائلًا : مطلوب مني ايه بعد طلبك ده أخضع وأوافق بعد كل اللي عملته ليكي ده ليه معلش شيفاني عبيط؟
أخذت تنظر أرضًا لم تستطع رفع رأسها إليه والنظر في عينيه ليس لديها أي إجابات لأسألته ولعدم إجابتها تعالى صوت ابتسامته الساخرة لتعلم أنه وصل إليه مدى حقارتها في الوصول إلى كل شئ بدون اعطائه المقابل لتتذكر قصي الذي أعطته كل شئ بدون مقابل منه لتسخر من حالها وتحقد على قصي وتلعن وتسب الأيام التي جمعتهما سويًا وما ان حاولت أن تجيبه وتتراجع في قرارها حتى شعرت أن قصي مازال يحدثها بالهاتف ويقول : وبعدين معاكي يا ريحانة ايه نسيتي اني ممكن أعرفه انك أنتِ اللي اتصلتي بيا وساعتها هيصدقني لأنه عارف انك قد ايه بتحبيني.
وارتفاع للخبث لديه قال : كمان سمر مش هتسيبه هتفضل تبخ السم من ناحيتك ليه وهو مش هيسيبها دول كانوا مع بعض أيام شذى لذلك مصرة تتجوزه.
و بلحظه هو بذاته اندهش إليها وضعت يدها على أذنها تصمها لا تريد أن تسمع أي أصوات ترتعش كل أجزاء جسدها ليشعر أن بداخلها ثورة عارمة لا يعلم أسبابها يعلم شيئًا واحدًا أن تلك الثورة ستحطمها عاجلًا وليس أجلًا ولكن هو لا يريد تحطميها هو يريدها مثل ما هي.
أحيانًا ونحن نقسو على شخص ما تنقلب الأية ونعشقه بشدة لأن القسوة لا تكون بدافع الكره أحيانًا تكون بدافع الاهتمام يدفعه اهتمامه بها إلى أن يقسو عليها ولكن استفزازها له يجعله يتسرع في ردة فعله معها يحلم أن يكتشف ما يدور بخلدها تدفعه قراراتها إلى النيل منها بأي ثمن ولكن يتفاجئ بسطو من المشاعر التي لم تأتيه يوما ما جائته فقط معها تلك المشاعر التي جعلته يتوقف عن إتمام ما كان يفعله. في وسط شرودها من حالتها سقطت على ركبتيها على أرضية المكتب ليدنو سريعا منها إيجادها تستكمل أنتفاضتها قائلة بصوت يكاد أن يختنق وينفصل عنها : أنت هتتجنن أكتر لو عرفت ايه سبب طلبي للطلاق.
واستطردت وهي تبكي : أنا عن نفسي مش عايزة أطلق بس مجبرة على كده أنت مش بتثق فيا ولا عمرك هتصدق.
قطب جبينه وهز رأسه بعدم استيعاب لتستطرد حديثها وهي تتعالى شهقاتها بارتعاش قائلة : طلقني أحسن ما تبقي مراقبني طول الوقت متوقع مني الغدر زيهم.
واستكملت وهي تؤكد له شيئًا هامًا وهو : عارف أنت زيي بالظبط مش قادر تقتنع اني كويسة زي ما أنا نفسي مش قادرة أقتنع.
زفر بحنق وارتفع بجسده وهو يرفعها معه بكلتا يديه لينصبها أمامه ثم يرفع يديه يمتلك رأسها بين راحتى كفيه قائلًا وهو ينظر لعينيها بكل ثبات وقوة قائلًا : هتقتنعي زي ما أنا هقتنع انك مختلفة عنهم وعلى فكرة أنا بدأت أثق فيكي .
واستطرد بخبث قائلًا : وفاهم بتتكلمي عن ايه عن تهكير الموبايل صح؟
هزت رأسها بايجاب ليرد عليها ليطمأنها قائلًا : عمومًا ده خوف عليكي.
تدلت شفتيها بسخرية قاتمة أي خوف يخافه عليها وهو يراقبها ليبتسم نصف ابتسامة قائلًا : خايف عليكي منه لأنه مش هيسيبك في حالك.
واستطرد يفسر لها قائلًا : الأول بدأ بشذى رمي كلام قدامها انه هيقتلني علشان تجري تقولك ابعدي عن زيدان.
صمت للحظات وهي منتظرة أن تعرف أكثر ما يدور بداخله ناظرة إليه بلهفة ليضيق عينيه بشر قائلًا : ولما محصلش اللي هو عايزه سلط عليكي وجدان الحقيرة.
اتسعت عينيها بصدمة لأنه كان يعلم بتسليط قصي ليبتسم زيدان بخبث قائلًا : أه نسيت أعرفك وجدان تبقى أخت غفران وسبحان الله أنتِ كرهتي الاتنين.
جحظت بعينيها وارتفعت أنفاسها من الغضب كيف لها لا تعلم أن الوقاحة واحدة لدرجة أنهما شبيهتان لشكران يبدو أن حرف ال (ان) الذي يختم بأسمائهم لعين ولكن مهلًا أعلم أن وجدان بهذه الحقارة وبعثها معها لما فارتفعت أنظارها إليه بغضب قائلة : ولما أنت عارف انه هيسلط عليا وجدان اللي أناأصلًا حاسه انها مش تبعه لوحده دي تبع الماما يا زيدان سيبتني ليه معاها لو...
ثم استطردت باشمئزاز قائلة : بجد بدأت أكره كل اللي بيتختم اسمهم بحرف ال ان.
تعالت ضحكاته حتى أنها شردت في ملامح وجهه التي تحولت فجأة وابتسمت هي الأخرى لضحكة لتهدأ ضحكاته لتعود هي إلى ثورتها قائلة : ايه ضحكتك أوي مش ده صحيح ولا أنا الصدفة لاعبة معايا على الأخر.
واستطردت وهي تعد على اصبعيها قائلة بشكل كان مرحاً بالنسبة له قائلة : أنت ومامتك وغفران ووجدان ال ان وعلى فكرة أنت أكتر واحد فيهم.
ابتسم بخبث واقترب منها لتتجمد من نظراته الوقحة وهو يقبض على خصرها بيده اليمنى يقربها أكثر منه وترتفع يده اليسرى تداعب وجنتيها مقتربا من أذنها ليهمس بعذوبى قائلًا : أنا أكتر واحد فيهم ايه بتحبيني صح ؟
واستطرد يحثها عليها قائلًا : قوليها قولي أنت مختلف يا زيدان عن غفران ووجدان وشكران.
واستكمل كلماته وهو يملس بشفتيه على نبض عنقها قائلًا بعذوبة : لأني فعلًا مختلف وأنتِ من شويه شفتي.
أنتبهت أنه يذكرها بموقف الأريكة عندما بدأت تتجاوب معه لتنظر إليه وهي تقضم شفتيها خجلًا ليطغو بشفتيه على وجنتها قائلًا : أنا كمان شفت شفت فيكي أنوثة طاغية صنف غريب رغم اني مجربتش ولا صنف لأن مكنش عندي رغبة.
واستحوذ على شفتيها قائلًا : إنما أنتِ دفعتيني.
حاولت إخراج الكلمات وارتعشت شفتيها ليضمها إلى شفتيه هامسًا أمامهم وهو ينظر إليهم برغبته قائلًا : أنتِ ممكن تكوني جربتي الموضوع ده قبل كده وعندك خبرة بس اوعي تفكري إن زيدو زيرو.
وبينما هي شاردة في حديثه خجلة رفعها بين يديه قائلًا : لاااا ده أنا أعجبك أوي بس أنتِ وافقي.
شعرت بتوقف نبض قلبها من طغيان مشاعره وأنفاسه الساخنة فوق نبض عنقها ليجد منها ارتعاشه ليهبط بها على الأرض وهو يمتلكها بين أحضانه ليبتسم من خلفها بخبث قائلًا : وشكلك مش هتقدري تصبري كتير مش قلتلك يا ريحانة هتحني عليا وأنتِ اللي هتطلبيني بنفسك.
واستطرد وهو يتنهد بعنفوان قائلًا : أأأه يا ريحانة أأه حضنك دافي أوي.
هناك من احتضنته وامتلكته بذراعين مثلما تفعل الآن ولكننا بشر نترك من قام باحتوائنا فهو منذ بدأ يخطئ في حقي تركته أو هو الذي تركني بأخطائه وأنا سأتركك عند اهتزاز جدار الثقة بيننا ليس يقين بداخلي أن هذا سيحدث وانما هو مجرد احساس وكل منا يريد تكذيب احساسه حتى لا يحدث تمزق لعلاقاته ورغم تلك الرغبة إلا أنها لا تستطيع التصدي لهذا الاحساس.
تسارعت ضربات قلبها بعنف وهي تنظر إليه من ظهره حيث كان واقعًا في أحضانها متملكًا لها لا يريد الخروج منها تنفست بصعوبة قائلة : أنا شكلي هتعب معاك أوي النهارده تقريباً مش هنلحق ننام .
وترجته قائلة : تعالى نروح ارجوك يا زيدان وبعدين نتكلم عن وجدان واللي حصل منها بس بكره مش النهارده كفايه غم بقي.
خرج من أحضانها وابتسم لها وامتثل لمطلبها وأخذها ورحل وما ان وصلا إلى القصر نظرت إليه بهلع قائلة : على قد ما كنت عايزة أروح على قد اني مش عايزة أدخل القصر ده تاني.
وتوجهت بأنظارها إليه تزفر قائلة : عارف مدخلتوش من امتى؟ من يوم عيد ميلاد خالك واللي بعده.
وضع يده على شفتيها بتحذير قائلًا : انسي الكلام ده خالص واعتبريه محصلش في حياتك اعتبري انك لسه داخلة العيلة دي.
ثم وجه أنظاره إلى سيارة شكران قائلًا باستعلاء : وإن كان على أمي مش هتقدر تقرب منك.
هزت رأسها وهبطت من السيارة لتجده يقترب منها و يمد يده وجدت شكران تنظر إليهما من خلف الستائر وعلمت بوجودها فابتسمت له ليفهم مصدر ابتسامتها التي كانت ابتسامة شماتة من الدرجة الأولى وهي تنظر لأعلى بافتخار صعدت معه إلى جناحهما والذي انبهرت به منذ لحظة دلوفها توقعته أن يكون جناح اعتياديا نسبة لشخصيته ولكن اكتشفت أنه مصنوع خصيصًا للعشاق لا تعلم لما تخيلت أنه كان مصمم لشذى وهي التي فازت به ولا تنكر أنها سعدت لذلك. سعدت أنها اقتنصت سعادة غيرها يا له من احساس التفتت إليه قائلة : بصراحة الجناح رائع رغم انك مأخدتش رأيي فيه بس تسلم ايدك أتمنى انه ميكونش ده اختيار شذى. واستطردت وهي تزم شفتيها بحزن مصطنع قائلة : هتصعب عليا أوي لأن أخدت حاجة كانت حباها.
ابتسم بسخرية قائلًا : أنتِ تاخدي اللي أنتِ عايزاه يا ريحانة طالما أخدتيني أنا شخصياً.
واستطرد بخبث قائلًا : بس زيادة تأكيد الجناح ده اتعمل مخصوص علشانك ولاحظي إن ده ذوقك.
عقدت ما بين حاجبيها ليبتسم بثقة قائلًا : من زمان وأنا عارف ذوقك كويس حتى عطر الريحان اللي كنتي بتيجي القصر مخصوص علشانه.
و صارحها بمكره قائلًا : ويمكن ده الوسيلة اللي قدرت أوقعك بيها.
جحظت عينيها بقوة غير مستوعبة أنتباهه على الأشياء التي تخصها منذ زمن ليستطرد بخبث قائلًا : واللي يأكدلك كلامي إدارة ز& ر طبعًا لما ظهرت وعرفتي مين المدير قلتي إن الراء دي عطر الريحان.
هزت رأسها مؤكدة لكلامه ليهز هو رأسه بالسلب قائلًا بابتسامة : تؤ تؤ تؤ دي معناها ريحانة.
نظرت إليه بحيرة لا تعلم شخص مثل هذا كيف تجيبه أو تتعاطى معه في الكلام ويأخذ منها حديث مثل حديثه وبينما هي في شرودها وجدته يقترب منها واضعا كلتا كفيه على وجنتيها يحملهم كمن يحمل طفل ضئيل قائلًا : ريحانة اللي هتفضل معايا طول عمرها ومش هيفرقنا لا راجل ولا ست ولا وجود طفل.
واستطرد وهو يقبلها قائلًا : ريحانة اللي نفسي تثق فيا وفي كلامي وتفضل معايا.
خرج قلبها من بين ضلوعها ودت أن يأخذه بين يديه مثلما أخذ وجنتيها ولكن هذه المرة أرادت أن يضعه بجوار قلبه ويؤصد عليه حتى لا يتعذب من أي حد كان صريحًا معها. تلك المشاعر لا توضع في نطاق التمثيل لأنه لم يقدر على كتمانها بقلبه بدأ يضعف قلبه أمامها لكنها ما زالت متخوفة منه رغم أنها تأكدت أنه وقع في حبها خوفًا يكمن في أن يؤذيها لو استسلم لشيطانهم لأن صفعة واحدة منهم تكفي لا تريد تكرار الصفعات والندبات.
كانت وهي بين يديه تنظر أمامها لتجد المكان المطل على شرفتها استغربته تماما حيث أنها لم تتمعن التدقيق وهي تدخل القصر لانشغالها بنظرات شكران وجدت المكان كأنه جهز خصيصًا ليطل على شرفتها حيث وجدت مشتل زهور رائحته تنبعث إلى شرفتها مجهز بعناية كأنه لا يكفيه المصنع من عليها بهذا المشتل أيضًا كل هذا يثبت لها أنه يهتم بكل تفصيلة تخصها ولكنها مازالت مندهشة كيف له أن يستجمع كل هذه التفاصيل قبل أن يفكر بها كزوجة الواضح أنه من النوع الذي ينظر للذي في أيدي غيره استأذنته ودلفت إلى المرحاض لتنبهر من رائحته وحوض الاستحمام الموصى به فقط لها لتنعم بحمام هادئًا يزيل أثار الصراع الذي بداخلها.
على الجانب الأخر بعد ذهاب سمر من عند شذى وبعد الحديث الذي كان بدون فائدة سوى أنه زاد من مخاوف شذى على زيدان واتهام ريحانة بالأنانية أنتفضت تحدث نفسها قائلة : يعني ايه مفيش فايدة قصي مجنون ويعملها وأكيد اختفاؤه ده بيدبر لمصيبة.
لمعت في رأسها فكرة لتقول : لا أنا لازم أكلم زيدان وأقوله على كل حاجة ويحصل اللي يحصل.
وبالفعل هاتفته على رقمه وليس رقم ريحانة كان في جلسة شاعرية يتخيل خروجها من المرحاض ولكن قاطع تلك الجلسة رنين هاتفه لينظر إلى اسم المتصل ويزفر بضيق ويحدث نفسه قائلًا : كان نفسي أدور الستات تحت ايدي زي ما سبع الرجال قصي بيعمل كده بس أعمل ايه مليش في النسوان.
وقام بوضع أصابعه على زر الايجاب وهو مستمتعًا ليقول : اما نشوف ست شذى محكوم عليها تقول ايه المرة دي.
فتح الهاتف ولكن لم يتحدث ليجعلها تقلق وتشك أن الهاتف وقع في يد قصي عندما حاول قتل زيدان وبالفعل ارتعدت فرائصها مبتلعة ريقها ولكن سترد وليكن ما يكن حتى لو قتلها قصي فسألت بتوجس : زيدان أنت كويس لو كويس رد عليا من فضلك وأوعدك دي أخر مكالمة ما بينا.
ليرد عليها بنعم فقط لتستكمل قائلة : في حاجة حصلت عندك النهارده في الشركة لازم تعرفها.
تنهد بأريحية قائلًا : اللي يحصل في شركتي يا شذى ملكيش فيه أنت لا مراتي ولا أختي ولا أمي حتى أمي ملهاش الحق تتكلم معايا كده.
واستطرد وهو يعد على اصبعيه قائلًا وهو يغيظها : تلاته بس اللي ليهم الحق.
علم بضيقها من صوت أنفاسها فاستكمل حديثه ليزيد ضيقها قائلًا : أنا عارف كل اللي حصل في المكتب النهارده يا شذى مش محتاجة تعرفيني وعارف نوايا كل واحد فيكم.
وتعالت ضحكاته بسخرية قائلًا : خصوصًا قصي اللي مشغل النسوان تحت ايده.
كادت تفتح باب المرحاض بعد أن نعمت بحمام دافئ لتتسمر في مكانها عندما علمت أن شذى تهاتفه وتعلمه بما حدث لتجز على أسنانها قائلة : لا الحكايه دي زادت عند حدها فعلا الزبالة مشغل شوية نسوان وكلهم عليا.
واستطردت بوعيد قائلة : بعينك يا قصي لو رجعت تلمس شعرة فيا تاني ويا أنا يا أنتم.
كانت عيني زيدان مثبتة على باب المرحاض منتظر خروجها بين اللحظة والأخرى وشاهد مقبض الباب وهو يفتح ثم إعادة غلقه ليبتسم بخبث وهو يستطرد حواره مع شذى قائلًا : أنتِ كان نفسك تتجوزي واحد مدردح زي قصي ايه اللي مزعلك دلوقتي.
واستطرد وهو يثير ريحانة من خلف باب المرحاض قائلًا : اني اتجوزت الست اللي كنتي بتقولي يا ترى قصي عاجبه فيها ايه؟
كأنه كان يريد ثورة من ريحانة وبالفعل وجدها تندفع وتخرج من المرحاض كبركان يبدو أن تأثير بخار مياه الاستحمام عصف بها مع كلماته لتتحدث بغضب قائلة : لا كده كتير أوي .أنامش هسمح لحد يتعاطى في حقي أكتر من كده ايه كلكم كلام كلام كلام عليا.
وتعالت بصوتها أكثر قائلة : وكأن ريحانة دي الممسحة بتاعتكم.
أعطاها الهاتف ورفع يده باستسلام يبدو أنه أعطاها اشارة البدء لكي تنتقم فاغتاظت منه قائلة لشذى وهي تذغر له : بس هقول الحق مش عليكي الحق على الأستاذ اللي سمح لنفسه يرد عليكي رغم انه عارف هتقولي ايه.
واستطردت بحقد قائلة : أه طمني البيه ان زيدان عرف حوار وجدان وابعدوا عني.
وقامت باعطائه الهاتف لا تريد سماع صوت شذى وأنتقلت إلى غرفة الملابس لكي ترتدي ثيابها يبدو أنه أخطأ بالفعل عندما أجاب شذى سيمر بعدها بليلة عاصفة تنفس بصعوبة وزفر حانقاً يستكمل مع شذى التي تبكي ويبدو أنه بكاء مصطنع ليستطرد هو بحنو مصطنع قائلًا : تؤ تؤ تؤ لا بلاش الدموع وحياتك يا شذى بتقطع قلبي وأنا قلبي رهيف.
واستطرد وهو ينظر نحو غرفة الملابس بتفاخر قائلًا : انما ريحانة قلبها جمد خلاص بعد اللي عملتوه فيها وشايفاكي عدوتها.
ثم استطرد بخبث قائلًا : أنا عارف قد ايه انك خايفه عليا بس عمر الشقي بقي.
و استكمل يحذرها قائلًا : خافي على نفسك يا شذى قصي لو معندوش علم بموضوع تليفوناتك دي هيقتلك.
شهقت شذى قائلة : أقسم لك يا زيدان قصي ما يعرف أنا شفته بعيني بيتفق مع حاتم عليك.
زفر زيدان لتتابع هي قائلة : وبعدها عملت مشكلة ضربني وبعت جبت بابا ومرضاش يروحني معاه.
ابتسم بسخرية قائلًا : عارفة يا شذى أنا بحبك أوي.
لتبتسم بفرحه ولكنها عادت لتسقط من جديد عندما سحقها قائلًا : بس بالك ميروحش بعيد أنا بحبك لأن بسبب عملتك السودة أنتِ وقصي حطيت ريحانة في دماغي واتجوزتها.
شذى فعلت مثل الدائرة التي دارت وأرادت الرجوع إلى نقطة البداية ولكن برده البارد والقاسي عليها هذا أراد أن يحطم كل أمالها لترد عليه بندم قائلة : أنا فعلًا غلطت غلطة عمري خسرت حاجات كتير أولهم أنت بس غصبن عني.
واستطردت تحمله الذنب قائلة : أنت السبب عمرك ما احتوتني ولا أخدتني في حضنك.
خرجت من الغرفة ظناً منها أنه تم انهاء المكالمة بعد انصرافها ولكن وجدته موليًا ظهره لها ينظر إلى الشرفة ومازال يحادث شذى لتعود أدراجها إلى الغرفة خالعة عنها ثياب النوم المثيرة مرتدية ملابس الخروج محدثه نفسها وهي تتأكل من الغيظ قائلة : لا يا زيدان أنت زودتها أناقلت بترد عليها علشان تنهي حوار بس كده العملية بقت مبينه أوي انك حابب تسمع صوتها.
واستطردت بوعيد قائلة : أنا مش هقعد ثانية واحدة.
استكمالًا لحديث شذى الذي كان زيدان يسأم له وهو يستمع إليه خاصة عندما قالت : زيدان أنا كنت بنت طايشة زي بقية البنات ظهر ليها الراجل القوي اللي ممكن يعوضها عن أي مرمطة عاشتها في حياتها.
وتابعت لتعلي من شأنه لعله يرفق بحالها قائلة : أنت عطتني كل حاجة
لتبتلع ريقها قائلة : ما عادا حاجة واحدة أي بنت بتتمناها في خطيبها انه يتمناها يحبها يشوفها أنثى كل معاملاتك ليا كانت رسمية.
وتابعت بندم قائلة : لو كنت بس حسيت باهتمامك.
تنهد زيدان وزفر بحنق قائلًا : أنتِ اللي حسبتيها غلط بلاش استعباط يا شذى أنتِ عارفاني كويس.
واستطرد يذكرها قائلًا : وعارفة اني لا يمكن أقبل ألمسك حتى واحنا مخطوبين ومع ذلك كنت بنفذلك كل طلباتك.
ابتسمت بمرارة وسخرية قائلة : وهي الفلوس كل حاجة يا زيدان ده أنت خلتني مادة مستهدفة لكل المهندسين اللي بيشتغلوا عندك في الشركة.
واستطردت بضيق قائلة : من كتر اهمالك وسفرك.
رفع حاجبيه بغير اقتناع خاصة وهي تستطرد قائلة : أنا مفيش حد كان يملى عيني إلا أنت ومع ذلك ضعفت قدام قصي وأنا شيفاه بيتمسح في ريحانة قدام الكل.
وتابعت باتهام قائلة : أنت نفسك بدأت تقلده لأنها بتقدر تجذبكم ناحيتها.
نفخ بضيق قائلًا : عمومًا يا شذى لعله خير مش يمكن أنا كنت بدور على أي ثغرة أخلص بيها منك وجوازك وحملك من قصي هي دي الثغرة.
ولينهي حديثه حثها قائلًا : حاولي تبصي من المنظور ده وكفايه كده بقا محتاج أخد شاور تصبحي على خير.
أغلق الهاتف في وجهها لتقوم بقذف الهاتف على الفراش وهي تهتف بغيظ قائلة : أقسم بالله يا زيدان وحياة اللي فات لأدفع أمك تمن اللي عملته فيا غالي أنت كمان.
واستطردت باستهزاء قائلة : قال ايه ما صدقت أومال متجوز الهانم دي ليه؟
نظر إلى بابها وابتسم بخبث علم أنها لم تخرج منه إلا اذا دلف للمرحاض وبالفعل اتجه إلى المرحاض وما ان استمعت إلى رذاذ الماء حتى ارتفع صوتها وهي خلف الباب قائلة : معلش يا حبيبي مضطرة أسيبك بعد المكالمة الشاعرية دي تبات لوحدك أهو فرصه تسترجع مكالمة الحب والغرام.
ثم خرجت وزمت شفتيها ولوحت بيدها قائلة بلا مبالاة : وممكن تتصل بيها تاني شاو يا عوووومري.
وبالفعل غادرت الغرفة صافعة الباب من خلفها ليتأكد من صوت الصفعة أن ما سمعه منها كان حقيقياً ليحدق بعينيه في مياه الاستحمام غير مصدقٍ لتفكيرها وتنفيذها السريع نهض من حوض الاستحمام سريعا يسب نفسه تارة ويلعن شذى تارة أخرى و يجز على أسنانه من تلك المجنونة التي تتخذ قرارات بمنتصف الليل لف المنشفة حول خصره سريعاً وارتدى حذاء الاستحمام وخرج مهرولًا وكاد أن يسقط بسبب مياه الاستحمام خرج من المرحاض يصعقه هواء التكييف البارد ولكن كل هذا لا يهم الأهم أن يلحقها ولكن كيف سيلحقها وهو غير مرتدي ملابسه أيلحقها بمنشفته؟ أم يرتدى ملابسه أولًا؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
بدأ يدور بجسده نحو الجهاز الموضوع خلف الفراش وما أن وصلت حتى البوابة ولامستها بأيديها حتى ارتجفت لأنه قام باحتراف منه والمهارة التي امتلكها بغلق البوابة من خلال الضغط على الزر الموضوع خلف فراشه أغلق البوابة وهي تلف يدها لفتحها وما أن لمست الكهرباء باطن يدها حتى شعرت أنها طارت في الهواء وسقطت على الأرض مصعوقة منها ارتدى ملابسه على عجلة وركض عليها ليجدها ساقطة لا تتحرك أخذ يقلبها ويحركها ولكنها كانت متجمدة وضع يده أسفل ظهرها وحملها على كتفيه وتملك قدميها في قبضه يده وصعد بها السلم ليجد شكران تقف أمامه وقد شاهدتها من لحظة خروجها من الغرفة وهروبها واسترجاعها لتربع ذراعيها فوق صدرها بغيظ تحاول إفراغ ما لديها من شحنة غضب به حتى تفيق ريحانة وتثور وتهرب من جديد ولكنه لم يسمح لها فقد تخطاها سريعا وذهب إلى جناحه بخطوات سريعة ثابتة وما أن وصل حتى وضعها على الفراش وقام بنزع حذائها وقام بتغطيتها وإزالة شعرها من على وجهها.
غطت ريحانة في نوم عميق واستيقظت تتمطع في الفراش فاصطدمت بجسد ضخم يحيطها تلتفت إليه وتنظر بذعر شاهقة الأنفاس ولكنها عاودت كتمها قائلة : يا نهار أسود ومهبب هو أنا معرفتش أهرب يخربيت كده.
نظرت إليه وهي تبتسم وتهز رأسها قائلة : أه منك ومن شياطين المكان ده كهربتني بس متخافش مسيري أهرب تاني يا متوحش.
وما كادت أن تقوم بتمهل حتى وجدت نفسها موضوعة تحت زوج من العيون السوداء تنظر إليها بخبث وخصلة شعر سوداء واقعة بين عينيه وعينها ليزيحها بيد واحده قائلًا : نحن رجال أفعال وليس أقوال كنتي مفكرة إنك تهربي أقسم بالله أنا منعتك وأنا عريان.
ثم مال عليها أكثر وهو يلامس بشرة وجهها بشفتيه قائلًا : ما بالك بقا لو كنت لابس كنت عملت فيكي ايه؟
لوت شفتيها بامتعاض تحاول التملص من يده التي تقيدها بعنف وحاجبه الذي يراقصه بغيظ لتهتف بخبث قائلة : كنت هتعمل ايه يعني وأنت بهدومك ولا حاجة أهو كلام.
ثم أردفت بثقة قائلة : طبعًا أنت مفكر اني أنتهزت فرصة إنك في الحمام لا طبعًا كده كده مكنتش هقعد فيها.
فك قبضة يده واستلقى بجوارها لم يشأ أن يجيبها حتى تضايقت وزفرت من تجاهله وكادت أن تنهض من جديد ليحاوط خصرها بذراعه ويعليها من فوقه حتى سقطت في أحضانه ليبتسم بخبث قائلًا : برضه مكنتيش هتعرفي و تقدري تمشي من هنا إلا بأذني وكنتي هتفضلي في أوضتي وفي سريري كمان يا رورو.
ثم قربها أكثر وهمس قائلًا : وبعدين في حد يسيب زيزو حبيبه.
شهقت بعد لفظه لكلمة حبيبه ليبتلع شهقاتها في قبلة كان يمني نفسه بها منذ الأمس ولكن شاء القدر أن تسقط مغشيًا عليها وهو لا يريدها منها وهي نائمة يريدها مستيقظة لكل حواسها لعلها تبادله نفس القبلة ويا إلهي منها في بداية الأمر كانت متجمدة غير مدركة ما وقعت فيه ولكن سرعان ما استسلمت أنفاسها لتيار تلك القبلة وكأنها كانت تستنشق منها الهواء ولا تكبته استمرت قبلتهم مطولًا ثم تحولت إلى قبلات رقيقة أرهفت حواسها ليشعر منها بإرتجافة ولكن لم يرد منها الاستسلام بتلك الطريقة أخذ رأسها بين أحضانه وأخذ يربت عليها لعلها تشعر بالأمان منه ولا تشعر بالرهبة أو أنه يريدها لغرائزه.
سعادته تكمن في امتلاك قلبها وليس جسدها يطوقها بذراعه الضخمة ويتلمسها كأنه يتلمس فراشة ناعمة لترفع ذراعيها هي الأخرى وتشبك يديها حول عنقه وإحدى يديها تتسلل بداخل شعره الكثيف الأسود تداعب مؤخرة رأسه بنعومة واليد الأخرى تنسل من هذا التشابك وتهبط قليلًا إلى ذقنه الكثيفة لتداعبها هي الأخرى هنا فقط بدأت تشعر أنه ملكها وأن هناك نهاية لهذه البدايات التي تفتعلها معه.
سألته بخجل قائلة : حته اني أسيبك دي تتوقف عليك أنت عايز ايه ؟ عايزني أسيبك ولا أفضل معاك؟
وتابعت وهي تزم شفتيها بشكل طفولي قائلة : ولو عايزني أفضل يبقا بلاش استفزاز.
نهض وأنهضها معه ولكن تركها بالفراش ووقف أمامها يهتف بصوت خبيث قائلًا : كل ده علشان مكالمة تليفون بيني وبين شذى اعتبرتيها استفزاز لا طبعًا.
واستطرد يوضح لها قائلًا : أنا كان لازم أرد عليها وأقطع عليها وعليه أي محاولة وأظن إنك سمعتي كل المكالمة.
أنتفضت بغيظ وكشفت عن قناع تخفي به الغيرة التي يصدرها والتي وضحت في صوتها الغاضب وهي تقول : مش كل حاجة سمعتها يا زيدان أفتكر أول المكالمة كنت في الحمام.
وتعالى غضبها أكثر وهي تصفعه بالوسادة قائلة : وبعدين أنا اللي استفزني اني بعد ما هزقتها قدامك الهانم مكملة.
كشفت عن غيرتها أكثر عندما علا ثغره ابتسامة خبيثة لتدفعه بحدة قائلة : وأنت كملت معاها وده كل استفزاز مفكر انه هيوصلك للي أنت عايزه.
ثم رفعت أكتافها بغرور قائلة : بس بعينك ده بمزاجي وفي الميعاد اللي أحدده وأنت شفت بنفسك.
اقترب منها بخبث ولامس يدها وقبل كفيها بنعومة قائلًا : يا ريتني ما شفت لو أعرف ان الايدين الحلوين دول هيتكهربوا بسبب استفزازي مكنتش زعلت أبدًا.
واستطرد بخبث أكثر قائلًا : بس أوعدك المرة الجاية هكهرب باب الأوضة.
وبعد أن كانت محلقة في السماء بسبب نعومته أنتفضت مرة أخرى عند نهاية حديثه السمج قائلة بغضب : طبعًا أكيد ناوي على كده علشان الدكتورة شكران متقلقش منامها وتسمعني وتخرج مذعورة يا عيني.
واستطردت بشماتة قائلة : بس أحب أقولك إنها امبارح منامتش .
ابتسم بخبث قائلًا : عارف ولو كانت مش صاحية كنت هحاول أصحيها بنفسي قبل ما نيجي القصر علشان تشوف كم الهنا اللي أنا فيه.
وتابع وهو يزم شفتيه قائلًا : بس هي عندها شغف ففضلت صاحية.
أخفضت رأسها بحزن حينما علمت أنه يريد إخبار والدته كم هو سعيد مع من هي مستواها متدني ماديًا وإجتماعيًا لتهتف بصوت مبحوح قائلة : ويا ترى نامت بعد اللي شافته ولا فضلت صاحية.
ثم تابعت وهي تتلفت نحوه قائلة : أو يمكن بكم التكنولوجيا اللي عندكم في القصر تكون زرعت كاميرا أو مسجل صوت لينا.
أراد إرعابها وتصنع الرعب والبحث عن أي شئ تكون قد زرعته شكران ليصل لها هذا الرعب قائلة : شفت كلامي أكيد صح أنت نفسك شكيت.
واستطردت بتذمر قائلة : علشان كده مكنش له لزوم نسكن معاها في قلب القصر اللي اتكهرب بابه من ساعة ما أنا دخلته.
لتتعالى ضحكته بسخرية قائلًا : وأنتِ عايزاني بعد الهروب اللي عملتيه معايا قبل كده أتساهل كده لا ده أنا عامل ترتيبات حتى لنفسك ميطلعش إلا بحساب.
واستطرد يرتفع بحاجبيه يغيظها أكثر قائلًا : يا إما هكهربه.
لا تنكر أنه أثار ضحكها وأرادت أن تطلقة ولكن كتمت ضحكتها لينظر إلى ابتسامتها المكبوتة رغمًا عنها قائلًا : أنا هعمل أي حاجة تخطر على بالك مقابل انك تفضلي جمبي ولأخر العمر عارف إنك ممكن تحسيه مرض التملك.
نظرت إليه بذهول لتتفاجئ به قائلًا : وأتمنى تحسيه كده.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : بدل ما أنتِ حاسة انه حوار اني أتجوزت علشان أثبت للدكتورة شكران اني جبت واحدة قليلة.
واستكمل يضايقها قائلًا : مش هنكر إنه كان كده في الأول ومازال.
جحظت بعينيها أن الفكرة ما زالت تراوده ليستطرد حديثه قائلًا : حطي كمان فوقيهم تار بايت بيني وبين قصي وهدمره بس مش علشاني لوحدي علشانك أنتِ كمان لأنك تستحقي.
ثم نظر إليها بإزدراء قائلًا : ويا ريت لو مش حابة تكوني كويسة معايا على الأقل قدامهم حاولي تبيني إنك وصلتي للي أنتِ عايزاه.
نظرت إليه بحيرة لا تعلم كيف تجيبه ولكن اختارت عدم الرد لأن حديثه مقنع فتحركت بهدوء نحو المرحاض ودلفته وأغلقت بابه خلفها لينظر إلى باب المرحاض المغلق أمامه والذي يعلم جيدًا أنها مستندة عليه من الداخل يعصف عينيه بندم من عجرفته وغلاظته معها بالحديث وتعاليه عليها ولكن مثلما قالت الاستفزاز هو من يوصل الطرف الأخر لأي ردة فعل مثلما فعل بها بالأمس قرر منذ تلك اللحظة عدم استفزازها يود تركها وشأنها تفعل ما تشاء حتى لو تركته فهو حقق مغزاه من تلك الزيجة ولكن شئ بداخله رغبة ونزعة تملي عليه عدم تركها أبدًا يهيأ له أنه لو نال منها سيرتاح ولكن ليس النيل منها نهاية المطاف بل هو بداية طوفان عشقها الثائر العاصف.
عودة إلى شذى التي لم يغمض لها جفن منذ محادثته الباردة إضافة إلى عدم عودة قصي للبيت مما أثار قلقها أكثر أحست بالضياع بعد محادثته أنه حتى لو سلم من غدر قصي وتغلب عليه وقتله لا يوجد لها مكان بجانبه لتشعر أنها طاغية في حق نفسها عندما سلمت نفسها للشيطان.
هاتفت سمر لتعلمها بمحادثتها لزيدان لتهتف سمر بحدة قائلة : أنتِ اتجننتي يا شذى بتتصلي بيه ليه هااا.
واستطردت باستهزاء قائلة : أنتِ مفكرة ان بعد اللي عملتيه لمجرد إنك بينتي إنك خايفة عليه هيشفع ليكي فوقي يا شذى.
زفرت شذى بحنق لتستطرد سمر بحدة قائلة : أنتِ بترخصي نفسك أكتر جو أنا خايفة عليك والكلام ده مش هينفع معاه سيبيه يا شذى.
واستكملت بلا مبالاة قائلة : عقله في راسه يعرف خلاصه هو مش صغير.
لوت شذى شفتيها بإمتعاض قائلة : على أساس إن الجو بتاعك مش رخيص يا سمر. أنتِ كان ناقص تعمليها معاه في المكتب علشان هي تطلع وتشوفكم ولا علشان نفض ليكي.
وتابعت باشمئزاز قائلة : عمومًا أنا غلطانة اني بعرفك إنه مفيش منه فايدة بس الظاهر إنك بدأتي تشوفي غيره سلام يا رخيييصة.
وأغلقت الهاتف في وجهها لتجحظ سمر بعينيها وتنظر لنفسها في المرأة وتستحقر حالها الذي أوقعها تحت لسان تلك الشذى الذي يفوح خبثًا.
عند ريحانة وزيدان خرجت من المرحاض بعد صراع مع تفكيرها لتجده منتظرها تسرع في اتجاه غرفة الملابس لترتدي ملابسها نظرًا لنظراته الوقحة التي رماها بها..وما أن دلفت الغرفة ابتلعت ريقها قائلة : ايه اللي بيحصل معايا ده ايش حال ما كنت متجوزة قبل كده، وكنت بخرج كل يوم من الحمام بالشكل ده.
ولكنها ابتسمت بتلاعب قائلة : بس عمر ما قصي بص لي البصات دي.
ظلت مطولًا في الغرفة تفكر وهي ترتدي ملابسها لتخرج تتفاجئ من إكماله ملابسه لتعلم أنها مكثت طويلًا بالداخل وما أن رآها أشاح بوجهه نحو النافذة وهو ينظر إلى الخارج قائلًا : أنا أمرتهم يحضروا الأكل في الجنينة عاوزة تروحي فين بعد الفطار تحبي تروحي المصنع بتاعك ولا تيجي معايا الشركة.
ثم التفت إليها يخبرها وهو ينظر إلى ردة فعلها قائلًا : أصل سمر استقالت.
عقدت ما بين حاجبيها قائلة : استقالت! ليه هو حصل ما بينكم حاجة ولا أنت طردتها.
واستطردت برجاء قائلة : لو طردتها علشاني يا زيدان بلاش أرجوك أنا وهي بينا خلاف بس ميوصلش لكده.
التفت إليها ونظر إليها بسخرية لاذعة قائلًا : وأنا لسه هستني لما يحصل بينكم خلاف على العموم حقك أنتِ حرة فيه رغم اني بدافع عنه برضه.
واستطرد يتخابث عليها قائلًا : وهريحك الحقيقة إن سمر ايدها طولت.
قطبت جبينها لا تفهم مقصده أسرقت سمر نقودًا أم أوراق عمل ليجيبها بدلًا عن تفكيرها يبتسم بخبث قائلًا : هي لا ايدها طولت على فلوس ولا على ورق شغل علشان تطمني بس ايدها طولت على حاجة كبيرة وتخصك.
ثم اقترب منها يسألها بمكر قائلًا : عارفة هي ايه يا ريحانة ؟
لا تعلم ريحانة عما يتحدث لتهز رأسها قائلة : لا طبعًا المصنع وهي بعيد عنه والمصنع كله أوراق معادلات الكيميا بتاعت العطور والتركيبات.
ثم زمت شفتيها قائلة : وأنت بتقول لا ورق ولا فلوس.
أشار على نفسه لتبرق بعينيها وتتلعثم قائلة وهي باتجاه الباب تفتحه وتخرج منه وهو من خلفها يضحك لارتباكها وهي تقول : أنا لازم أفطر علشان دماغي تشتغل وتفك الألغاز اللي عمال ترميها عليا من الصبح هتكون سرقت ايه أصلا.
ثم التفتت إليه وهي على الدرج قائلة : تلاقيك ظلمتها زي عادتك.
لترتطم وهي تنظر خلفها بالسيده شكران التي نظرت إليها بإستياء لتحتضنها على أنها تلقفتها وأنقذتها من السقوط قائلة بهمس : يا ريتني ما كنت طالعة قدامك علشان كنتي وقعتي على جدور رقبتك وخلصنا منك يا ريحانة الزفت.
ثم ضربتها بغل في موضع قلبها قائلة : بس صبرك عليا خيرها في غيرها.
ثم تتركها وتصعد إلى ابنها تحتضنه بإصطناع الحنان قائلة : حبيبي نازل يفطر مش كنت تقولي كنت استنيتك ونبهت عليهم يظبطوا الأكل علشانك.
وكادت تهبط مرة أخرى وهي تقول : كده هتخليني أقلق عليك تاني عمومًا أنا هبلغهم.
أثناء احتضانها لم يبادلها الاحتضان بل كان متمسك بجدار السلم ينظر إلى ريحانة الواقفة مكانها تشاهد ما يحدث بوجوم منتظرة رده على والدته فابتسم إلى ريحانة قائلًا : متشغليش بالك بيا يا دكتورة شكران ريحانة خلاص هتتولى أمرى.
وأوقفها قائلًا بحدة : وأنا أمرت الخدامين إن من هنا ورايح أوامر الأكل هتكون من ريحانة.
جزت على أسنانها ولكنها حاولت التماسك تبتسم بغصب قائلة : ماشي يا حبيبي اللي تشوفه يا ابني ريحانة ريحانة.
واستطردت تلوي شفتيها بخبث قائلة : وماله طول عمرك بتقدر الستات صح حتى لما كنت خاطب شذى وتيجي تفطر معانا كان كله بأمرها.
ما أن استمعت ريحانة لهذا التصريح تركتهما فورًا وذهبت إلى الحديقة تود تحطيم مائدة الطعام وما أن عزمت أمرها لذلك حتى وجدته يقيدها بقوة ينظر إليها نظرات مرعبة ومن المفترض إخافتها ولكن ليست ريحانة التي تخشى ذئب مثله طالما معها الحق لتنقض عليه تضربه بصدره قائلة : أنا كان عندي حق مكالمة نص الليل والنحنحة وراها حاجات كتير أنت عمرك ما هتنساها وتقدر تشيلها من دماغك.
ثم نظرت إلى نفسها قائلة : وبتحاول تخليني زيها بأي طريقة.
عض على شفتيه بأسنانه قائلًا : أنتِ اللي بتغيري منها عبيطة الدكتورة شكران شغلت معاكي شغل الحموات.
واستطرد بإستهزاء قائلًا : وأنتِ ادلقتي زي الجردل يا هانم الست شذى اطردت من هنا كتير.
ابتعدت عنه لم تصدقه ليزفر بحنق ويقف بجوار أذنها قائلًا بحدة : الموقف اللي حصل دلوقتي هيحصل تاني وتالت ورابع مطلوب من سيادتك ايه البرود.
ثم أمسكها من كتفيها يهزها بعنف قائلًا : عايزك توصلي اللي قدامك إنه يتخنق من برودك.
ارتعشت من أنفاسه المجاورة لعنقها وهتفت قائلة : يا زيدان أنا بحاول بس أنا مش زيك مش هقدر أستحمل حرب الصراعات دي.
واستطردت تترجاه قائلة : بليييز أرجوك تعالى حتى نسكن في شقتك اللي جتلك فيها.
رد عليها بحزم قائلًا : الشقة دي حاجة مؤقتة بالنسبة ليا البيت ده بتاعي وبتاع اخواتي البنات مش هنكر إن ليها حق فيه.
وتابع بتنهيدة متعبة قائلًا : بس أنتِ متعرفيش حاجة دي حطمت أبويا.
شعرت بجرح غائر مخزون بداخل قلبه لتتعاطف معه قائلة : وحطمته ليه يا زيدان مش من إهماله ليها الإهمال قادر يقتل أي علاقة.
ثم شردت في شخص ما قائلة : إحساس الست إنها مش أساسية في حياة جوزها بيدفعها لحاجات كتير.
ابتسم بمرارة قائلًا : وده اللي دفع شذى للغلط صح طب أنتِ مغلطتيش ليه ؟
صمتت ونظرت إلى الأرض ليسألها بغضب قائلًا : ولا غلطتي وعلشانك كنتي متجوزة محدش قدر يفضحك زي الست شمس والدتك.
جحظت بعينيها أيريد إيلامها أكثر لتهتف بوجع قائلة : لا يا زيدان أمي مكنش دافعها الإهمال كان دافعها الفلوس.
ثم استطردت بسخرية قائلة : بابا كان بيحب ماما جدا بس غلطته إنه مكنش بيخاف عليها أما أنا.
كانت تتجرع الألم وهي تتحدث ليستوقفها بقلبه ويحتضنها يود دفنها بين ضلوعه قائلًا بأسف : أسف يا ريحانة أنا مقدرتش أشوفك بدافعي عنهم هما ميستاهلوش إنك تتكلمي عنهم كلمة حلوة.
ثم ضغط عليها بذراعيه قائلًا : دوسي عليهم يا ريحانة أوعي تلتمسي العذر لحد.
حاولت دفعه والخروج من أحضانه ولكنه زاد تمسكه بها يعلم أنها لو خرجت لن تعود ليبتلع ريقه بمرارة قائلًا : خليكي فاكرة كل واحد فيهم قال عليكي ايه وعمل فيكي ايه بداية من أمي اللي أنتِ لسه مدافعة عنها من شويه.
واستطرد يؤكد لها قائلًا : وصدقيني هتلاقيني صح.
شعرت أنه يسيطر على عقلها لتتألم أكثر عندما تفكر مثل تفكيره لترد عليه قائلة : اتمنيت إن كل واحد فيهم يجي بس يقولي أنا أسف، أنا غلطت في حقك، بس علشان ما عملتش زي ما أنت بتقول.
ابتلعت مرارة ريقها قائلة : زادوا في طغيانهم.
اطمأن من حديثها أنها لن تتركه فأخرجها رويدًا من أحضانه يمسك وجنتيها بيده قائلًا بوعيد : وأنا بحلفلك إنك هتردي الصاع صاعين ليهم وتقريبًا وجودك هنا بدايه لمرارهم بس أنا عارف إنهم مش هيسكتوا.
وابتسم بسخرية قائلًا : وهيفضلوا يلعبوا.
ترجته قائلة : أنا علشان كده بقولك نبعد بس حتى لو بعدنا مش هيسيبونا في حالنا.
واقترحت عليه قائلة : ايه رأيك يا زيدان نروح عند اخواتك تلاقيهم هربانين زينا.
أغمض عينيه لتعقد ما بين حاجبيها ظنًا منها أن هناك لغز خلف سفر شقيقاته لتسأله قائلة : هو أنتوا ليه من يوم ما دخلت العيلة دي محدش بيتكلم عنهم غير انك بتسافر ليهم و بترجع وبس.
وتابعت بتساؤل قائلة : حتى الصور مفيش ليهم صور في القصر.
فتح عينيه وابتعد عنها وذهب ليجلس على مائدة الطعام ينظر أمامه بشرود لتذهب إليه قائلة بتوجس : أنا ليه حاسه إنهم مطرودين أو يمكن الدكتورة شكران غضبانة عليهم بس اشمعنا معملتهاش معاك.
واستطردت تمط شفتيها قائلة : بس ليه برضه تغضب عليهم ؟
أرجع ظهره إلى خلف المقعد وشبك يديه خلف عنقه زافرًا بتعب قائلًا : أنا اللي طردتهم من هنا كل واحده كتبت كتابها فيهم في السفارة مش هنا وجبت عرض شغل كويس لكل واحدة فيهم وجوزها.
حدقت في وجهه بذهول ليجيبها قائلًا : لأني خفت عليهم.
ليفك تشابك يديه ويضع يده على الطاولة فجأة ليتحطم الاناء الذي بجواره ولم يعره أي اهتمام ينظر إليه بمرارة فقط قائلًا : ساعدتهم علشان ميتكسروش زي الطبق ده اخواتي تقدري تقولي نسخة منك عارفة كنت ببقى مضايق وأنا بشوفك زمان ليه.
هزت رأسها بعدم معرفة ليفاجئها قائلًا : لأني كنت مستخسرك.
جحظت بعينيها وهو يهمس كفحيح الأفعى قائلًا : كان لازم أهربك زيهم بس ازاي وأنا شايفك بدوبي فيه لغاية ما حصل موضوع شذى .
تدلت شفتيها ليصدمها قائلًا : هتصدقي لو قلتلك اني مش زعلان وكأن القدر ساعدك.
ليكمل وهو يبتسم ابتسامته الشيطانية المخيفة قائلًا : وساعدني أنا كمان أبقى بحلم بحاجة والحاجة دي تيجي لحد عندي.
وتعالت ضحكته قائلًا : مش بذمتك أنا بركة ومرزق بس محدش مقدر قيمتي حتى أنتِ.
نظرت إليه بارتياب قائلة : مين اللي قال اني مش مقدرة قيمتك لا طبعًا مقدرة كل ما في الأمر.
توقفت لا تعلم كيف توضح له فزفرت قائلة : إنك كل اما بتتكلم وبعرف عنك حاجات جديدة بخاف أكتر ده كل الحكاية.
ربت على يدها يطمأنها قائلًا : متخافيش وبعدين يلا نأكل قبل ما أكسر بقية الأطباق اللي حضرتك كنتي عايزة تكسريهم.
امتثلت لمطلبها ليبتسم وهو يشير إلى الطعام قائلًا : بس أنتِ مش مستغربة الأكل ولا مش شايفة ؟
غضبها جعلها لا ترى الطعام الذي أمامها لتبتسم قائلة : بصراحة اللي قالته الدكتورة شكران يفور دم بلد كنت عايزني يجيلي نفس أكل ازاي ده الحمد لله إنها ما شافته.
واستطردت تتعالى ضحكاتها قائلة : كان فاتها فاتحة محاضرة.
ابتسم زيدان قائلًا : أنتِ مستقلية بجوزك ولا ايه لا أنا ليا كلمة مسموعة هنا وأنتِ هنا من بعدي.
وأشار باصبعه على الطاولة قائلًا : ومن هنا ورايح زي ما قلتلها كله هيبقى على ذوقك يا ريحانة.
وضعت يدها على يده تتلمس أصابعه بحنان جعلته يتخدر من لمساتها فابتسمت قائلة : زيدان أنت جميل أوي إنسان بمعنى الكلمة راجل أعتقد ان شذى خسرت كتير لما سابتك.
رفع حاجبيه لها بعدم تصديق لتبتسم قائلة : طبعًا أنت هتفكرني منافقة بس صدقني دي الحقيقة.
ضم يديها بكفيه ورفعهم إلى وجهه يحاول تغطية وجهه بيديها ولكن لا يفلح لصغرهم فيسير بوجهه إيابًا وذهابًا بينهم قائلًا : الحقيقة اللي بتطلع من لسانك بتبقى صدق أكتر من أي كلام تاني اتقالي.
واستطرد يشير إلى قلبها قائلًا : لأنك بتتكلمي من جوه مش بتضحكي على نفسك ولا عليا.
أفكار كثيرة تلاحقه يود إخبارها بها ثم يستصعب أمرها فيخرج من أفكاره وينزل يدها ويشير لها بالطعام قائلًا : يلا ناكل بقا علشان نشوف ورانا ايه أول حاجة هنطلع على الشركة عندي نظبط شويه أمور ونطير على المصنع.
ثم غمزها قائلًا : ونطلع بعدها نتغدى بره.
ابتسمت له وهو يأكل بشهية ولكن قضبت ابتسامتها عندما وجدتها تهل عليهم بوجهها المتهجم تقف من خلفه تربع ذراعيها لتغمز له ريحانة لتعلم بوجودها ليكمل طعامه قائلًا بمرح : في حاجة يا رينو كلي يا بنتي أنتِ شكلك هفتانة والأكل تحففففه يسلم ذوقك.
وتابع بسخرية قائلًا : أهي الدكتورة شكران لو شافتنا هتعلقنا زي بتاع الفول لما علق الواد اللي بيقوله جرين برجر.
وضعت رأسها في طبق الفول قائلة باشمئزاز : لا كده كتير يا زيدان أنت عارف أنت بتعمل في نفسك ايه أنت بتقتل نفسك.
و أشارت باستهزاء نحو ريحانة قائلة : وعلشان مين علشانها يا حبيبي أنت شايل المرارة.
مرة أخرى تعلم عنه شيئا لم تعرفه من قبل لينظر إلى شكران بإستهجان قائلًا : تمام هي دلوقتي عرفت اني شيلتها تحبي تعرفيها حاجة كمان ولا أعرفها أنا.
واستطرد بسخرية قائلًا : وبعدين بلاش نظام الصعبنة بتاعك ده أنا عارف مصلحتي.
أخرجت من حقيبتها الدواء الخاص به قائلة : لا مش عارف يا زيدان والدليل أهو دواك مش بتاخد منه ولا قرص.
وتعالت بصوتها قائلة : تقدر تفسر ده معناه ايه أنت بتموت نفسك بالبطيء وأنا السبب.
ثم التفتت لريحانة التي تنظر إليهما متفاجئة وتحتد عليها قائلة : وأنا ببعدك عن شذى مكنتش أعرف إن أفعى تانية هتحاول تدمرك واسمها مراتك.
واستطردت بسخرية لاذعة وقالت : وقال ايه هتاخد بالها منك طب قابلي بقا يا ست ريحانة.
ثم أفرغت حقيبتها بالدواء المخصص لزيدان وتركتهم ورحلت لتنتفض ريحانة من مقعدها متلهفه عليه وتقول : أنت سايب نفسك ليه يا زيدان من غير دوا ولو حتى مش بتاخده ليه بتاكل الأكل ده.
ثم شهقت محررة عبراتها قائلة : عايز تموت نفسك زي هي ما بتقول عايز تسيبني.
أشاح بوجهه إلى الجانب الأخر لتجثو على ركبتيها ترجع وجهه لها قائلة : زيدان اوعى تسيبني مش بعد ما بقيت في النار تسيبني وتموت.
ثم نظرت إلى الأدوية ببساطة قائلة : وبعدين دي كلها أدوية عادية ضغط وسكر ومرارة يعني مش قلب ولا حاجة من دي.
أمسك بيده علبة دواء ونزع غلافها بسهولة ووضعها أمام عينيها قائلًا : مش دي أدويتي يا ريحانة الهانم مريضة نفسية بتوهم اللي حواليها بشويه أشعة وتحاليل إنه عيان علشان تخضعه لسلطتها.
واستطرد بمعاناة قائلًا : زي ما عملت في بابا.
لتجحظ بعينيها ليهتف بأسف قائلًا : وللأسف عطت أبويا حبوب على إنها دوا القلب كل ده علشان يموت وهو مع الست شمس أمك.
وتنهد براحة قائلًا : وأنا طبعًا عرفت على أخر لحظة.
لتلطم ريحانة على وجهها مصعوقة مما تسمعه ليبتسم بمرارة قائلًا : بس أنا مش وحش زي ما بيقولوا كان ممكن ما أصدق وأتهم مامتك بالموضوع بس ده كان هيعرضوا للتشريح.
واستطرد قائلًا : فأكرمت الكل ودفنته.
ابتلعت ريحانة ريقها عندما فهمت أنه أراد الخلاص لوالدتها ولها من فضيحة جديدة لا تجد حديث للرد عليه فما فعله لا يوفيه حقه نكست وجهها على ركبتيه ليربت على رأسها ويندفع سيل دموعها الذي أخذت تقاومه منذ دقائق لتغمض عينيها تود أن كل ما حدث يكون حلم وتريد الخروج منه بأي ثمن لأنها لا تستحق ذلك أبدًا.
كان يشدد على رأسه بغيظ يأمر والده أن يتصرف وينهي هذا الموضوع بأي ثمن ووالده يحاول مرارًا وتكرارًا الاتصال بشقيقته لتقوم كل مرة مغلقة الاتصال في وجهه لتضعه في دروب من القلق ان تكون انحازت في صف ولدها وهو يريد أن يتخلص من هذا الموضوع ويرضي ابنه ويريح باله حيث كانت أمنيته الوحيدة الراحة لنفسه فقط وإذا كان الطريق لهذه الراحة تحطيم الآخرين حاول الاتصال بها مرة أخرى وهو يحادث نفسه قائلًا : ردي بقا يا شكران ردي خلينا نخلص.
ليظهر أمامه قصي وهو يحادث نفسه ليرتبك والده قائلًا : هترد هتروح فين تلاقيها بتطمن انه أخد الدوا ولا لا وبعدين تلاقيها سايقة دلوقتي .
واستطرد بتبرير لشكران قائلًا : وأنت عارف انها وهي سايقة مش بترد على تليفونات.
ابتسم قصي بسخرية قائلًا : مش هترد عليك عارف ليه لأنها باعتنا ومقدرتش عليه.
واستكمل يسخر من والده قائلًا : قعدت تقولي بلاش الدم عمتك هتحلها بطريقتها قابل يا سيدي على رأي زيدان أخرة اللي يمشي ورا النسوان.
ثم أعطاه ظهره قائلًا : وأنت تحب تمشي وراهم حتى علمتني أنا كمان أعمل زيك العجيبة إنك عمرك ما مشيت ورا أمي.
وأردف بضيق قائلًا : طبعًا لأنها صح لكن عمتى لا مؤاخذة.
هز ناجي رأسه بيأس قائلًا : معاك حق بس مكنش قدامي بديل أنا مع أول غلطة في عالم الطب محدش نجدني غيرها.
وتابع بحنق قائلًا : ومن يومها وأنا ماشي تحت طوعها ومتنكرش ان ليها فضل علينا.
التفت إليه قصي قائلًا : مش بنكر بس هي كبرت أوي والموضوع وسع منها.
وأضاف بحنق : ده ابنها برضه مش هترضى تأذيه فسيبلي أنا الموضوع ده ولما تسألك قلها قصي كبر دماغه من ابنك.
ترى ستصدق شكران الماكرة ما قاله قصي أم لن تصدق أبدًا ؟
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
صكت وجهها (لطمت) عندما علمت تدبير والدته لوالده ومن ثم تدبيرها لابنها الوحيد وكل ذلك في سبيل ماذا أتفرح عندما تجده طريح الفراش أم أن تلك العقاقير لسبب أخر غير المرض؟ نهض وسبقها إلى السيارة ليذهب إلى الشركة ذهبت خلفه بدون النطق بأي كلمة. وهو الآخر لم ينبس بنت شفه ..صعدا إلى مكتبه ليتفاجئا بوجود سمر لتنظر إليه ريحانة باندهاش كيف له أن يجزم أن سمر لن تأت وأتت نظر إليها باستهجان قائلًا : ابعتيلي الملفات بتاعت امبارح أراجعها يا سمر.
وكان يدرك أن التساؤل يقع تحت لسان ريحانة أيضا هو لديه تساؤل نحو سمر لماذا أتت ولكن يعلم جيدًا أنها لن تترك هذا العمل أبدًا حتى لو أمرها اي شخص بذلك فهي حتى لو بخل عليها بالمحبة تعتبره صديقها الذي إن لم تتزوجه تنوي أن تشيخ بجانبه كصديقة.
دلف إلى المكتب تتبعه ريحانة بأنظارها الشاردة ليبتسم بخبث قائلًا : ريحانة حبيبتي سرحانة في ايه ولا أقولك أنا هقولك.
و استدار يشير نحو الباب الذي تشرد نحوه قائلًا بتوضيح : سرحانه منين أنا طردت سمر امبارح وهي جت النهارده صح ؟
هزت رأسها تريد إجابته ليبتسم بسخرية قائلًا : لسبب بسيط هي دي سمر.
كادت أن ترد ولكنها تذكرت كلمات شذى لها : أنا عارفة سمر كويس يا ريحانة دي تربية شكران عمرها ما هتسيبك في حالك.
واستطردت تذكرها قائلة : كانت عاملة صاحبة وحبيبة لغاية ما جت الفرصة وباعتك.
وجدها ما زالت شاردة هز كتفيها قائلًا : ريحانة.
أنتبهت ونظرت إليه مطولًا ثم نظرت إلى الباب الذي دلفت منه سمر واضعة ما بيدها من أوراق دون النظر إليهم وخرجت مسرعة لتنظر ريحانة إلى زيدان بإستعجال قائلة : هروح التواليت وراجعة.
كاد أن يعلمها أن تدخل مرحاض مكتبه ولكنها أسرعت بالخروج طالبة من سمر أن تذهب معها بالأسفل حيث المطعم جلست ريحانة وسمر.
نظرت إليها سمر بخبث تعلم ما يدور بخلدها فتنهدت بتلاعب قائلة : مش بتقولي عايزاني؟ خير في ايه يا ريحانة ولا أقولك أنا.
واستطردت تغيظ ريحانة قائلة : طبعًا البيه قالك أنا عملت معاه ايه في المكتب امبارح وهو طردني بس الصراحة أنا مقدرتش.
عقدت ريحانة ما بين عينيها لتفريط سمر بكرامتها إلى تلك الدرجة لتستطرد سمر باقي حديثها قائلة : عارفة الفرق بيني وبينكم ايه اني مش بيأس ده أنا لو في مكانك وعلى الحب اللي حبيته لقصي.
حدقت ريحانة في وجهها لتزيد سمر عليها قائلة : كنت فضلت معاه لغاية ما خلص منها.
كادت أن تتحدث فتنهدت وارتفعت عينيها لأعلى لتجد وجهًا مطلًا عليها من أعلى ينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة خبيثة يتابع ما يحدث بينهم لتعطيها نظراته قوة في حديثها حيث قالت : سمر أنا اللي كنت عايزة أخلص من قصي وبصراحة ما صدقت يحصل موضوع شذى ده.
ثم شددت على حروف كلماتها قائلة : ودلوقتي مفيش في قلبي غير زيدان ومش هيأس يا سمر.
على الجانب الأخر في المشفى هاتفت الخادمة شكران لتعلمها أنه تم رمي علب الدواء في القمامة لتجز شكران على شفتيها وهي تقذف بالهاتف على سطح المكتب وتضع يدها عليه : ماشي يا زيدان ماشي يا ريحانة الزفت أنا وراكي والزمن طويل.
واستطردت بوعيد قائلة : لا يمكن تكوني لابني كده مش قدامي غير حل واحد وهكسر قلبك يا زيدان.
طلقة رصاص باردة وليست بطلقة ناريه بل طلقة هدفها تدمير العلاقة بينهم تعرف شكران كيف تطلق هذه الطلقة جيدًا حيث أنها ملمة بكل أخبار زيدان بل الذي لا يعلمه عن حاله أيضًا تقيده من كل الجوانب حتى الجانب الذي يظن أنه أقوى جانب لديه ستفقده حبها لتضرب بحبه عرض الحائط.
نهضت ريحانة وتركت سمر وصعدت إليه من جديد لتجده مربعًا ذراعيه فوق صدره ينظر إليها بخبث ثم يتقدم ويفتح لها باب المكتب وينحني إليها لتدلف ويغلق الباب سريعًا يأخذها ويسكنها خلف الباب لتنظر إليه بتوتر وتبلل شفتيها قائلة : خير أنت بتعمل كده ليه هو أنت غاوي مكاتب ولا ايه.
ثم تغنجت بين ذراعيه قائلة بنبرة جعلته ينتعش : ميصحش كده مش كل اما أدخل هنا ولا في المعمل في المصنع تجيلك الجنونة.
ابتسم على تغنجها قائلًا : تصدقي إن أنا نفسي أروح المصنع من زمان مروحتش هناك تعرفي.
أنتبهت إليه لتعلم ما لديه ليميل عليها يدفنها بين أحضانه أكثر قائلًا بعذوبة : قبل ما تدخليه كنت كل يوم هناك بس الفترة اللي مكنتش عايزك تعرفي اضطريت أجي هنا.
ابتسمت له وخرجت من محاصرته وتوجهت لتجلس على الأريكة قائلة : أنا كمان من زمان مروحتش هناك تقريباً المكان الوحيد اللي برتاح فيه زيك ومازلت برتاح فيه حتى بعد ما عرفت انك صاحبه.
واستطردت تسأله بخبث قائلة : بس أنت ليه ظهرت نفسك بسرعه ليا؟
نظر إليها بلؤم قائلًا : مقدرتش الصراحة وزهقت بقى كل يوم أضطر أجي هنا وسمر ما شاء الله مش سيباني.
واستطرد وهو يرفع كتفيه ويمط شفتيه بقلة حيلة مصطنعة قائلًا : فقلت ما باليد حيلة وفي كل الحالات مش هخسر.
ابتسمت بخبث قائلة : سمر مش وحشة يا زيدان على فكرة جميلة وبتحبك من زمان.
لوى زيدان شفتيه لتستطرد ريحانة بمكر قائلة : ..وكمان الدكتورة شكران رفضاها كان ممكن تتجوزها وتبقى برضه كسبت.
زفر زيدان بحنق قائلًا : بلاش الذكاء العالي بتاعك ده أنا فاهم قصدك كويس أو بمعني أصح عايزاني أقولك اني خفت عليها.
هزت رأسها بحزن ليرد عليها بصدق قائلًا : بصي أنا مش هنكر بس حتى لو كانت زيك مكنتش هجوزها.
تنهدت ريحانة قائلة : إحساس وحش أوي لما أعرف انك اختارتني أنا بالذات علشان الدكتور شكران متقدرش تأذيني.
وتابعت بسخرية قائلة : لأني متجوزة قبل كده ومش بحمل.
حزن لوصولها إلى هذ الإحساس فأوضح لها قائلًا : مين قالك انها متقدرش تأذيكي؟ لا تقدر وعلى حاجات صعب اني أوصفها ليكي.
اندهشت وهو يقترب منها ويتحدث بثقة قائلًا : بس اوعي تنسي اني كنت حاطط عيني عليكي وهي كانت عارفة.
ابتسمت بثقة قائلة : عارف أنا كان ممكن أخاف وخصوصًا لما استدعتني في المستشفى ومش هنكر اني كنت خايفة.
تضايق من خوفها ولكن سرعان ما أدهشته بردها حينما قالت : بس أنا من يوم ما عرفتك وأنا اتولد فيا قوة أنا نفسي مستغرباها.
ابتسم إليها قائلًا : ولسه أنتِ لسه مشوفتيش مني حاجة اما خليتك
يتبع و الجزء الثاني من البارت ١٨
تفاعل كبير بقى
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
____________________
الجزء الثاني من الفصل الثامن .
ابتسم إليها قائلًا : ولسه أنتِ لسه مشوفتيش مني حاجة اما خليتك تعدي الجمايل.
ثم رفع أكتافه بكل غرور قائلًا : ما أنا جمال.
ثم رفعها من على الأريكة وأخذها بين ذراعيه قائلًا : المهم يلا بينا نروح أنا هلكان وخلي المصنع بكره من أوله.
ش
ابتسمت إليه ونهضت معه وعادا إلى القصر لتدلف وتمر بجانب حوض الريحان ليضع يده على كتفيها من الخلف قائلًا : هو ده الحاجة الوحيدة اللي عرفت أوصلك منها فاكر زمان لما كنتي بتيجي هنا وتفضلي واقفة قدامه كتير.
واستطرد وهو ينظر إلى غرفة مكتبه قائلًا : وكنت بشوفك من أوضة مكتبي.
ابتسمت ريحانة قائلة : قولت لي بقا امممم وأنا أقول زيدان كان ليه بيرفض يقعد معانا على طربيزة واحدة.
واستطردت بضحكتها السعيدة قائلة : أتاري زيدان مقضيها من ورا الستارة بس حلوة.
أدارها إليه قائلًا : طبعًا حلوة بس مش الستارة ولا زهرة الريحان.
سألته بعينيها ما هي وضع كفيه على وجهها يتحسسه قائلًا : أنتِ اللي حلوة أوي يا ريحانة روحك حلوة أه بحسك حزينة بس جواكي سعادة.
شردت في ماضيها وتنهدت قائلة : أنت بس اللي شايف إن جوايا سعادة بس للأسف الكل مش شايف من ورايا غير الحزن.
واستطردت ترفع أنظارها إليه قائلة وهي تعاتب نفسها : بس صدقني ده غلط مني اني بعطي سعادتي للشخص الغلط.
أخذها بين أحضانه ليتوجه بها إلى داخل القصر قائلًا بمرح : طب ما تجربي معايا وتعطيني حبه تزيدي محبة ولا جايه لحد عندي تصدري الوش الخشب.
وقام بدغدغتها قائلًا : أما أنتِ طلعتي بخيلة أوي يا رورو .
تعالت ضحكاتها وهي تدلف إلى داخل القصر لتقضبها فجأة عندما وجدت زاهر يجلس بمنتصف البهو بمنتهى الأريحية تنهض من جواره شكران تبتسم بخبث قائلة : ابن الحلال عند ذكره بيبان كنا لسه في سيرتك يا رورو أنا وزاهر بارك لزاهر يا زيدان.
قطب زيدان جبينه لتستطرد شكران بإنتصار قائلة : بقا الدراع اليمين للبيج بوص وجايبلك رسالة منه.
حدق زيدان في وجهه لا يصدق أنها تعلم شيئًا عن المافيا ومن أين علمت من زاهر وكيف هو بالأساس وصل لذلك؟ ليتصاعد الغضب في صوته قائلًا : رسالة ايه وزفت ايه ومنك أنت يا حشرة..أنت نسيت عملت فيك ايه أخر مرة لما حاولت تضايقني.
واستطرد بوعيد قائلًا : لاااااااا المرة دي هقتلك بجد أنت اللي جنيت على نفسك.
وجاء ليتهجم عليه لتقف شكران حائلًا بينهما تبتسم بخبث وهي تنظر إلى ريحانة الواقفة بوجوم وعدم فهم لتتحدث شكران قائلة : معلش يا زيدان اقتل اللي أنت عاوزه بس مش في القصر يا حبيبي.
واستكملت حديثها وأنظارها معلقة على ريحانة لتبعث الخوف بداخلها قائلة : أنت عايز تثبت التهمة عليك لا كده غلط الظاهر الجواز أثر على عقلك.
احتد زيدان قائلًا : أنا ميت مرة قلت ليكي متدخليش في اللي يخصني سواء جوازي ولا طلاقي ولا شغلي.
واستطرد بنبرة تهديد قائلًا : بدل ما أبعتك دار مسنين زي اللي بعتي ليها جدتي.
ابتسمت شكران بسخرية قائلة : يعني أنا غلطانة لما شفت اللي أنت بتقول عليه حشرة داخل قصرى وخفت ليكون جاي يعمل فضيحة لريحانة وقلت ألم الليلة.
نظر زيدان إلى ريحانة التي لم تستوعب ما يحدث و زفر بحنق قائلًا : فضيحة برضه يا دكتورة شكران بلاش أنتِ بالذات تتكلمي عن الفضايح. الفضيحة دي من تأليفك.
وتابع وهو يوجه أنظاره نحو زاهر بوعيد قائلًا : وأنت حسابك معايا بعدين هقتلك يا زاهر.
ابتسم زاهر بخبث قائلًا : وممكن أنا أتكلف بقتلك ما هي مافيا بقا يا زيدان.
جحظ زيدان من جرأته ليتنحنح زاهر قائلًا : احممم معلش مضطر أشيل الألقاب ما أنا بقيت نائب الزعيم من بعدك طبعًا.
لم يوقفه أحد هذه المرة وهجم عليه وضربه بعنف قائلًا من بين أسنانه : طالما بقيت من بعدي تعالى اما أعلمك فنون اللعبة يا واطي أولًا إن كنت فاكر بوصولك ده بتقدر عليا تبقى عبيط.
والتفت يده نحو عنق زاهر قائلًا : لا أنت ولا الزعيم هتقدروا.
تحدث زاهر من تحته بنبرة خوف قائلًا : أنا مليش دعوة أنا عبد المأمور والمرة دي بجد هما وصلهم انك اتجوزت.
اختنق زاهر من قبضة زيدان ليتحدث بصوت ثقيل قائلًا : ووصلهم إنك مش ناوي تكمل وأنا كنت بشتغل معاهم من تحت لتحت.
لم يتهاون زيدان في حقه وظل يسدد له اللكمات قائلًا : مين يا ووووسسس**** اللي قال انطق بدل ما أطلع زمارة رقبتك في ايدي.
وضربه بركبتيه تحت الحزام قائلًا بوعيد : أنت فاكرني عبيط يالا ده أنا هحبسك في البدروم تحت.
أخذ زاهر يسعل من قبضة يد زيدان حول عنقه قائلًا : مش هتفلح وتقدر المرة دي يا زيدان عارف ليه.
اندهش زيدان من ثقة زاهر ولكنه أثاره قائلًا : لأنهم اتفقوا معايا في خلال ساعة لو مرجعتش ليهم بموافقتك على قرارهم هيطلبوا البوليس.
كاد أن يستكمل ضرباته إلا انه استمع إلى كلماتها وهي تقول : أنت كده بتلبس نفسك مصيبة وأنا مش هينفع أشهد معاك هكون ضدك.
توقف عن الضرب لتنظر هي لريحانة بخبث وتلاعب قائلة : بس ممكن أخرجك منها بسلطاتي بس هيكون بشروط طبعا.
التفت إليها لم يتخيل أنها تفتعل كل هذا الإجرام في سبيل الوصول إلى شيء.
فهتف بغضب قائلًا : وإذا قلت لك اني ميهمنيش وبرضه مش هطلقها ايه يا دكتورة هتواجهي المجتمع الشيك والراقي ازاي وابنك مجرم وكان بيشتغل في المافيا.
زفرت شكران بحنق ليبتسم زيدان بخبث قائلًا : تمام حيث كده استعنا على الشقا بالله.
وأخرج سلاحه من جيبه الخلفي وصوبه نحو زاهر الذي أطلق صرخاته قائلًا : لاااا علشان خاطري أقسم بالله أنا راجل عيل والله ما حصل حاجة ولا أعرف عن أم المافيا دي أي حاجة.
ثم أشار نحو شكران وصرخاته تتعالى قائلًا : هي الله ياخدها جابتني على ملى وشي وقالتلي أعمل كده.
ابتسم زيدان بخبث وأرجع سلاحه ينفخ فيه ويتناول هاتفه ليتصل بأمير قائلًا : فينك يا عم الظاهر إنك نسيت إن عندنا شغل وغرقان في الحب والعسل وسايبني هنا في فدان مغامرات.
قطب أمير جبينه وسأله ماذا يحدث ليجيبه زيدان وهو ينظر إلى زاهر باستهزاء قائلًا : زاهر عندي في حوار يفطس من الضحك عايزك تبعت الرجاله ياخدوه يروقوه عايزه يبقي زهرة مش زاهر.
وتعالت ضحكاته الشيطانية التي اقتضبها فجأة عندما وجدها تنظر إليه بكل خزي وعار لينظر إلى الاتجاه الأخر يجد شكران تنظر له بشماتة حيث وصلت لمبتغاها ليبتلع ريقه متوجهها صوبها يحاول توضيح الأمر قائلًا : متصدقيش كل اللي اتقال من شويه دي كلها تمثيلية علشان...
ثم توقف يعلم أنها لن تصدقه ولكنه استكمل وليكن ما يكن فتابع قائلًا بقلق : علشان تفرق ما بينا وأهو أنتِ سمعتي بنفسك زاهر بيقول ايه قصدي زهرة ههههه.
حاول إضحاكها ولكن دون جدوى ولته ظهرها واتجهت حول الدرج ليستوقفها بصوته الجهوري قائلًا : في إثبات علشان تصدقيني يا ريحانة هو قال إن معاه رسالة من المافيا ومفيش رسالة طلعت قدامك أهو.
توقفت بالفعل ليبتهج قائلًا : معنى كده إن كل ده مؤامرة.
التفتت سريعًا لكي تجد أمل في حديثه ولكنها وجدت زاهر يقف من خلفه يقول على عجلة من أمره قبل أن يركض هاربًا : أهي الرسالة أهي شكران هانم مش بتتكلم من هوا وأقسم بالله أنا الرسالة دي هبلغ بيها.
و أسرع خطاه قائلًا : ما هو أنا مش ملطشة العيلة دي سلام يا عيلة وسسسس******
وما كاد أن يخرج من البوابة حتى قام زيدان بصعق باب البوابة ليسقط زاهر على الأرض لحين مجئ أمير وتأديبه.
لتنظر شكران إلى ريحانة التي انهارت كل أحلامها أمام عينيها قائلة : كنتي مفكرة ايه انك هتتحديني وتاخدي ابني بالساهل كده لا يا بنت شمس.
واستطردت تشير حول الأرض قائلة : احلمي على قدك أمك زمان بصت لفوق وكنت هلبسها قضية.
انهارت ريحانة كأنها بحالة شلل تام على الكرسي الموضوع خلفها وظلت تنظر إليها بصدمة كيف لطبيبه مثلها قاسمة لليمين أن تفتعل كل هذه الافعال نظرت إلى الصورة التي أمامها وكأنها أول مرة تشاهدها نعم أول مرة صورة لرجل يشبه زيدان ويحمل نفس ملامح القوة ترى من هو أيكون جده وهو من تسبب إلى بذر تلك العقد حولها أو كان يقوم بتعذيبها وعلمها ألا تتهاون عن حقها وتنتقم للجميع تذكرت أمر المافيا الذي سرد أمامها ترى هل ستتحمل أكثر من ذلك وجدتها تنظر إليها كالصقر فابتعدت عنها وخرجت إلى الحديقة لتجد أزهار الريحان متساقطه على الأرض فرفعتها من على الأرض تنظر إليها بحزن متعاطفة معها كيف لهذه الأزهار أن تحيا في وسط عالم ملئ بالحقارة قبضتها في يدها كأنها تخنقها عن قصد تريد لها الموت أفضل من العيش بهذا المستنقع.
جاء أمير واندهشت ريحانة لمن أتت معه تلك هي نورا صديقتها التي لا تفترق عن أمير منذ زواج ريحانة. ريحانة التي ضحت بنفسها في مقابل بعد أمير عنها.
ركضت إليها نورا مسرعة تحتضنها بقوة قائلة : ريحانة كنت طول الطريق قلقانه عليكي..وخفت ليجرالك حاجة.
ثم تحسستها بقلق حيث كانت ريحانة متصلبة لتقول : ايه اللي حصل لده كله وايه اللي جاب الزفت زاهر ده هنا مش كنا خلصنا منه.
خرجت ريحانة من أحضانها ونظرت إليها بفتور قائلة : أنتِ ايه اللي جابك مع أمير أنتِ متعرفيش أمير بيشتغل في ايه.
كانت نورا متبلدة لتصرخ ريحانة في وجهها قائلة : أمير شغال في المافيا مع زيدان يا نورا يعني تخمينك طلع صح.
تنهدت نورا قائلة : بكره يتوبوا مفيش حد بيفضل وحش طول عمره وبعدين أمير وعدني انه خلاص هو وزيدان هيبطلوا وأنتِ يا ريحانة لازم تساعدي زيدان.
هزت ريحانة رأسها بذهول وهتفت قائلة : أنا مصدومة بجد فيكي يا نورا هو ده فتى أحلامك يا نورا طب ليه ده أنت عيشتي طول عمرك رافضة الجواز تقومي تحبي ده.
زفرت نورا بحنق قائلة : كفايه بقا يا ريحانة يعني احنا اللي كويسين أوي أنتِ نسيتي أمي وأمك يبقوا ايه.
حدقت ريحانة في وجه نورا لتهزها نورا بعنف لتفيقها قائلة : احنا مش ملايكه يا ريحانة وبعدين يا ما ناس كانوا كويسين وانحرفوا.
جائتهما الشيطانة شكران تحوم حولهمت قائلة : مش كل الكويسين يا نورا اللي انحرفوا ما عدا الست ياسمين كانت فضيحتها فضيحة مع الواد ميشو عارض الأزياء.
نظرت إليها نورا بضيق لتبتسم شكران باستهزاء قائلة : بس عايزة أقولك على حاجة أنتِ وأمير لايقين على بعض.
ابتسمت نورا بسخرية قائلة : مرسيى يا دكتورة مش دكتورة برضه ولا أنا نسيت أصل مامي زمان كانت تعرف إن حضرتك شغالة في مستوصف مشبوه.
نظرت إليها شكران بغضب لتتعالى ضحكات نورا قائلة : لغاية ما عمو بابا زيدان اتجوزك.
كادت شكران أن تعنفها ولكن استطردت نورا حديثها قائلة : ياه يا دكتورة قد ايه حظك حلو وسبحان الله ريحانة برضه حظها حلو بس وهي بشرفها وبعدين ما الكل عارف إن زيدان بيلعب مع المافيا من زمان.
صدمت ريحانة مما تقوله نورا لتبتسم إليها نورا قائلة : وأنا كان ممكن أقول لريحانة قصي نفسه يعرف ليه ملجأش للمحاوله دي ولجأتي ليها أنتِ..هقولك ليه أنتِ قصدتي تعملي كده علشان ريحانة تعرف وتهدمي العلاقة أكتر.
ابتسمت شكران بسخرية لتفاجئها نورا بذكائها قائلة : لكن لو كانت عرفت من قصي كانت هتفضل تطلب الطلاق وزيدان مش هيطلقها لكن كده بسهولة هيطلقها مش هيستحمل يبص في عينها بعد ما عرفت.
واستطردت نورا وهي تقترب منها تنوى الرحيل وهي تغيظها أكثر قائلة : بس أحب أطمنك انه في أحلامك عن اذنك.
وسحبت ريحانة خلفها إلى أعلى وريحانة مستسلمة خلفها تفكر في شئ واحد قصي وعلمه بموضوع المافيا.
أخذت ريحانة تنظر إليها بشك قائلة : ايه اللي قلتيه ليها تحت ده صحيح قصي عارف، معتقدش يا نورا.
واستطردت بتأكيد قائلة : قصي لو عارف هيقول لي خصوصًا إنه بيعمل المستحيل علشان أرجع ليه.
تنهدت نورا قائلة : أنتِ غلبانة أوي يا ريحانة. مين قال انه عايز يرجعك هو عايزك تطلقي وبس.
ثم سألتها بضيق قائلة : وبعدين أنتِ ليه عايزة تعرفي إن كان عارف ولا لا.
سألتها ريحانة بتوجس قائلة : هي شذى عارفة يارب ما تكون عارفة. دي ممكن هي بنفسها تبلغ عنه.
وتعالى قلقها عليه أكثر قائلة : أنتِ مشفتيش أخر مرة كلمها ازاي يا ربي. أنا ايه اللي خلاني أوافق عليه.
تنهدت نورا بتعب لتبتسم ريحانة بسخرية قائلة : ده أكيد اللي كان نفسه يقوله يوم جوازكم ولما اتزنق قال انه معاهم.
استوقفتها ريحانة بعتاب قائلة : نورا أنت كنتي عارفة.
أشاحت نورا وجهها إلى الجانب الأخر قائلة : مش هتفرق ومع ذلك أنا هريحك أه كنت عارفة.
أغمضت ريحانة عينيها لتستطرد نورا بضيق قائلة : ..أمير ما شاء الله مش عارفة كان قاصد يخوفني منه علشان أبعد ولا كان قاصد يصارحني.
ثم زفرت بحنق قائلة : أيًا كان قصده المهم قالي ولما مردتش عليه فاجئني انه هيبطل.
ثم حاولت التخفيف عن ريحانة قائلة: ..المفاجأة الكبيرة ان دي رغبة زيدان من ساعة ما قرر يرتبط بيكي.
لوت ريحانة شفتيها بامتعاض قائلة : زيدان هيبطل!..ده أنتِ عبيطة أوي يا نورا كنتي تعالي شوفي حالته لما عرف إن زاهر بقا مكانه في المافيا..كان هيقتله.
على الجانب الأخر كان يجلس في مكتبه مبتسمًا لما علمه يتحدث لنفسه قائلًا : يااه يا عمتي..أخيرًا عرفتي ريحانة قلبي ان ابنك بيشتغل في المافيا كده أنا أحبك واوعدك مش هقتلك ننوس عين أمه.
واستطرد يبتسم بوحشية قائلًا: لأن ريحانة قلبي هترجع ليا. لا ومش هترجع وبس هترجع راكعة كمان لأن ناوي أعلمها درس بحياتها مش هتنساه.
وتابع شاردًا في الفراغ بحقد قائلًا: يلا أصلهم كلهم كلاب بما فيهم أنتِ يا عمتى.
ثم نظر إلى هاتفه بخبث قائلًا : ايه يا ريحانة قلبي هستنى كتير طب دي حتى نورا عندك.
واستكمل كلماته وهو يمني نفسه باتصالها قائلًا: ممكن تتصلي عليا من فونها وممكن كمان تنزلي تتكلمي عند حوض الورد.
عودة إلى ريحانة ونورا قطبت نورا جبينها من اتهام ريحانة لزيدان لتفهمها ريحانة قائلة: بس يا نورا ..ليه قصي خبي عليا من البداية..من لحظة ما عرف إن زيدان طالبني للجواز كان فاته ارتاح.
شكت نورا هي الأخرى في زيدان وفي أثناء شرودهم أعلن الهاتف عن اتصال لترد نورا وتجحظ بعينيها عندما استمعت إلى صوته وبالرغم من ذلك لم تعطها الهاتف ولكنها فتحت مكبر الصوت والمسجل أيضًا ليكون شاهدًا عليها حتى لا يفتك بها زيدان.
وما أن لاحظ الصمت حتى ارتفع صوته الخبيث قائلًا: اللي ساكنة قلبي ريحانة قلبي ايه يا حبيبتي اتأخرتي عليا ليه ؟
جحظت ريحانة من ثقته الزائدة ليستطرد بعد استمتاعه بصمتها قائلًا: ايه مفيش اشتياق لجوزك حبيبك طب أنا حتى كنت مدلعك أخر دلع مش بتاع مافيا.
توقفت عند كلمته الأخيرة وتناست ما قاله منذ البداية لتسأل هي قائلة: أنت كنت عارف طب يا قصي لما أنت عارف مقولتش ليه من الأول؟
صمت مستمتعا لشكها في زيدان لتصرخ هي قائلة: طالما مش عايزني أكمل معاه كان ممكن من الأول تقولي.
قام بتدخين سيجاره وزفر دخانه حتى أنها تكاد تستشعر تلك الزفرة في أذنها ليجيبها قائلًا: أعتقد إنك عرفتي ليه مقولتش من البداية.
ليستطرد قائلًا: أنا حبيت أعرفك عنادك هيوصل بيكي لفين زيدان في الأول كان عايز ينتقم ليكي دلوقتي هينتقم منك وباتفاق معايا بس عمتى استعجلت.
زفرت ريحانة بحنق قائلة: ولما أنت عارف إن زيدان بينتقم مني بتقولي ليه ما تسيبه ينتقم براحته ولا خايف يا كداب اوعى تفكر اني هصدق واحد زيك.
قبض على يده بعصبية قائلًا: بلاش تحاولي يا ريحانة تستفزيني أو تحسسيني اني خايف ليصفيني زي ما بيصفي غيري لأن أنا أقدر أقتله.
تعالت ضحكات ريحانة قائلة: أنت! هتقتل زيدان الجمال أنت مفكرني هبلة يا قصي ولا مفكر لما تخلي شذى وسمر يقولوا لي هخاف وأكش.
وأتبعت برفع سبابتها بكل ثقة قائلة: لا حتى مكالمتى ليك من موب وجدان قلت عليها لزيدان.
تعالت شرارات الغضب بعينيه قائلًا: شذى وسمر ماشي يا شذى أنتِ اللي جنيتي على نفسك إما موتك أنتٍ واللي في بطنك مبقاش أنا قصي.
واستطرد بوعيد قائلًا: أما أنتِ يا حلوة هجيبك تحت رجلي.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة: حاسب ليطق ليك عرق يا قصي وأنت مش حمل الحاجات دي وبعدين ايه هتقتل ابنك.
تعالت ضحكات قصي الشيطانية قائلًا: أنا عايزك أنتِ يا ريحانة قلبي بس يلا بقي نصيب يا ترى أنتِ ممكن تكملي مع راجل المافيا.
واستطرد بثقة وفرحة قائلًا: أنا عارف إن بعد اللي حصل ده هتخافي تقربي من زيدان.
شعرت بالاختناق ليأتيها صوته الخبيث قائلًا: حظك وحش أوي يا ريحانة في الدنيا دي بس أنا ممكن أعدله ليكي أنا لسه بحبك، ومستعد أعمل المستحيل علشانك.
وتابع يترجاها بصدق قائلًا: ارجعي ليا ونبدأ من جديد.
لم تستطع السيطرة على حالها ولكن لمعت بمخيلتها فكرة وسرعان ما فتحت أحد أدراج مرآة الزينة والتقطت الشيكولاته المغلفه خاصتها وفتحتها تقضمها بأسنانها قائلة باستمتاع: طبعًا عارف ريحانة لما بدور على سعادتها بتعمل ايه. سامع صوت الشيكولاته وهي بتدوب تحت لساني أهو أنا هدوب في ايد زيدان زي الشيكولاته دي.
وكاد أن يرد عليها بغضب استشاط منها حتى أنها سمعت صوت غضبه فأغلقت الهاتف بعد وعوده لتستغرب نورا حالها ترد عليه عندما يعاملها بقسوة وعندما يحنو عليها ويعاملها برقة و يملي عليها بوعوده تبغضه وتتوعد له.
للسعادة أشكال مختلفة ولكن دائمًا ما نبحث عنها نتركها ونجوب في طيات التعاسة. التعاسة المتطايرة فوق رؤسنا والتي تنتظر منا انحناء حتى تتوغل بنا بالكامل التعاسة والسعادة وجهين لعملة واحدة..أحداهما تقودك إلى التآكل والذبول والحريق والانهيار والسقوط والأخرى تحلق بك في السماء تجعلك مثل العصفور الحر الطليق الذي يعدو كل المسافات وهو مبتسم متصدي لدروب التعاسة. هنا من اختارت التعاسة رغم وجود كل مبرارات السعادة والأخرى اختارت أن تزهو وتزدهر حتى لو كانت المقومات صعبة لديها والاثنتان لهما صفات مشتركة اكتسبوها من الزمان لم يتعلموها فطرة.
تركتها نورا ورحلت ليصعد لها زيدان و يخيل له أنها أوصدت الباب بالمفتاح فيزفر بحنق ويقوم بالدلوف لها من حجرته القديمة لأنه يوجد باب مشترك صنعه لتلك الأوقات دلف إليها ليجدها تجلس على الفراش بشرود نظر إليها مطولًا يتأمل هيئتها وقميص النوم الأسود القصير ذو الحمالات رفيعة حيث اقتنته لأنها تجد أن الأسود يليق بها ليبتسم بسخرية أنها ارتدته علما منها أنه لن ينام معها بتلك الغرفة..قام بالتصفير والتصفيق والتهليل لها ليجذب أنتباهها فأنتفضت من على الفراش تجحظ بعينيها تنظر إلى الباب قائلة: أنت دخلت منين ده أنت محدش قدك يا زيدان الجمال
عاود نظراته الخبيثة والمتفحصة مرة أخرى وهو يدقق في تفاصيل جسدها وشعرها المفرود على طول ذراعيها وظل صامتًا لا يريد الحديث يريد أن يمتع عينيه بها وأن يغوص بعينيه في كل انش بها لتبتسم بخبث قائلة: مالك يا بتاع المافيا بصراحة لايقة عليك.
اقترب منها وتناولها بين يديه كمن يتناول كتاب شيق اشتراه منذ فترة وود في كل مرة أن يفتحه ولم تهيأ له الظروف ولكن آن الأوان أن يفتحه نظر إليها بعبث قائلًا: أنا كل حاجة بتليق عليا وأولهم أنتِ لايقة عليا من زمان أوي.
واستطرد وهو يتلمس جسدها بشغف قائلًا: يا ريت كل يوم أدخل أشوفك بالجمال ده ومقدرش أقاومك.
توترت وخفق قلبها من لحظة جذبه لها ومن لمساتها وحديثه الذي تعمد أن يكون مسموع لأذنها فقط شعرت أنها هي اللحظة المنتظرة التي تحاول أن تتهرب منها حاولت أن تتحدث ولكن ما أن فتحت شفتيها حتى التهمها ظنًا منه أنها تريد ذلك وهي ما أن التهمها حتى غاصت معه في قبلاته وبادلته بكل شوق وحب كان يتلمسها كرجل ذو خبرة أما عنها كانت كالمسحورة من لمساته . كانت تتأوه تحت يديه وهو يسحبها إلى عالمه الذي لا عودة منه وفي نهاية المطاف كل منهما امتلك الأخر والتحم معه وذاب في طياته.
وحين أنتهى زيدان من رحلته الشيقة معها وجد ما لم يكن يتوقعه يومًا أو توضيحًا للأمر وجد الشئ الذي تحدثوا له عنها وتردد ذلك الصوت الخبيث في أذنه عندما تحدثت شكران في حجرة مكتبه بعد الخلاص من زاهر عندما دلف ليحاسبها على أفعالها وبعد اتصال قصي بها واخبارها ما تنوى ريحانة فعله هذه الليلة لجأت شكران إلى أن تبخ السم في أذنه حول ريحانة لطالما لم يكتشف الأمر بعد حيث تلونت مثل الأفاعي قائلة: هتلاقيها بخيرها يا زيدان عارف ليه لأنها هتعمل نفس العملة اللي عملتها مع قصي وأنا اكتشفتها بنفسي وأنا بكشف عليها.
ومن ثم اقتربت منه أكثر قائلة: وأكيد عملتها معاك علشان تبين ان قصي ضعيف بس أنت شايف قصي هيبقي أب قريب.
رفع حاجبيه بعدم تصديق لأنه يعلم جيدًا أنها تحاول تنفيره منها حتى لا يقترب منها ومتأكد مئة بالمئة أنه لو اقترب سيجدها ليست عذراء.
لنتأكد شكران من نظراته أنه غير مقتنع لتلعب على الجزء الذي دبرته منذ البداية وهددت به ريحانة عندما قامت باستدعائها في المشفى وهي التلاعب بأوراق مزورة فهذه الأوراق تخص شذى حيث قامت بتغيير الاسم إلى ريحانة لتردد قائلة: أنا معايا عنوان الدكتور اللي بتعمل العملية دي عنده كتير ومعايا أوراق تثبت كلامي.
سخر من حديثها وردد قائلًا: أكيد محتاجه علشان اثبت تزوير كل حاجة بتعمليها وعلى فكرة أنا كل حاجة بيني وبينها تمام من يوم جوازنا مكنش في داعي للعبتك الحقيرة دي.
ثم اقترب منها باشمئزاز قائلًا: عيب عليكي يا دكتورة وبعدين أنا لو هكذب الستات كلهم مصدق ريحانة لأنها أنضف منكم كلكم.
اندهشت لما يقول كيف حدث ذلك وهي متأكدة من عذرية ريحانة ليستطرد بخبث قائلًا: إن شاء الله عن قريب هاخدها وتسافر لأخواتي ونعمل المستحيل علشان تجبيلي ولي العهد وتبقي أناااه شكران.
ثم تعالت ضحكته قائلًا: تصدقي هيبقى لائق بيكي.
ليخرج من تذكره هذا وبدون شعور نظر إليها على أنها هي التي الجميع أجمع على أنها خاطئة لا يعلم أيصدقها أم يصدقهم القول أم يصدق ما شاهده للتو فتلك البقعة أثبتت كل حديث والدته وتحديها له أيضا لم يتناسى أمر مكوثها في البيت مع والدتها وصعود وهبوط الرجال المخمورين، لم يتناسى أمر زاهر وأمثاله وتذكر وجود حاتم شقيق أمير الذي كان معها بالجامعة وكان يعشقها وأمير مئات المرات قام بإفساد تلك الزيجة تحت عنوان أنها لا تليق به ولكن نورا الوحيدة هي التي قامت لتشجيعهم أيعقل أنها متواطئة معها تظهر هي ما لا يكمن بداخلها أه و أه من صراع العقل لم يتمالك نفسه وهو بقربها وهي متجاوبة معه.
صفعة واحدة هبطت على وجهها كالصاعقة الغير متوقعة شهقت ووضعت يدها على وجنتيها تتحسسها وهي تنظر إليه بذهول وتترقرق الدموع في مقلتيها تبتلع غصة بحلقها وتنتحب محاولة إخراج الكلمات من فاها ولكن قاطعها بصوته الجهوري وهو يسدد لها المزيد من الصفعات على الوجهين قائلًا: انطقي قولي ايه ده يا ست هانم حصل القرف ده امتى وفين وازاي؟
سؤاله جعلها تتسمر أكثر بمكانها كأنها تبحث عن اجابه لأسئلته الغير مقنعة ولا تجد حتى تأكدت أنها أسئلة لم تكن بأسئلة بل هي اتهام فتحت فاها بصعوبة وهي تهز راسها بتشنج قائلة: مفيش حاجة حصلت من القرف اللي في خيالك أنت مريض زيك زيهم وأنا إن كنت سكت ليهم مش هسكت ليك.
هجم عليها وجذبها من ذراعيها يوقفها أمامه يضغط على كتفيها بيده واليد الأخرى تكمم فاها بكل غل وحقد لتتأوه ليزداد أكثر استماعًا لتوجعها قائلًا من بين أسنانه: هتعملي ايه يعني أنتِ هتهددي زيدان الجمال بتاع ايه أنتِ عارفة أنا ممكن أعمل فيكي ايه دلوقتي.
صرخت ريحانة وهي ما زالت تحت سطوته وعضت على كفيه ليبعده لتتحداه قائلة: عارفة وأعلى ما في خيلك اركبه بس خليك فاكر إنك هتدفع تمنه غالي يا ابن الجمال.
قوتها وثقتها بذاتها أطاحت به وبعروشه أطاحها أرضًا قائلًا وهي تحت قدميه يسحق مؤخرة رأسها بقدميه بكل عنف قائلًا: مش زيدان الجمال اللي هيدفع أنا لما بدفع بدفع بمزاجي مش واحدة زيك تهددني الغلط مردود وهيتصلح وكله بقوانيني.
ضربت ريحانة على أرضية الغرفة التي تجلس بها منحنية أرضًا قائلة : زيدان الجمال زيدان الجمال هتعمل فيا ايه تاني بعد اللي عملته أنا من يوم ما عرفتك وأنت شغال تهديدات حتى الجواز كان بالغصب ايه هتقتلني مثلا؟
ابتسم بخبث وهبط ليصل إليها يمد يده إليها بحنان مصطنع لتستشعر أنه عاد إلى الجزء الذي تريده منه فوضعت يدها في يده على أمل أن تنهض بعد سحقها لتشرح له الأمر برمته ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..لم يقم برفعها لمستواه بل قام بجرها خلفه مثل ما تجر الشاه نحو الذبح وقام بالخروج من الغرفة وهي تحاول فك يدها من قبضته ولكنه لن يتهاون ظل مصرًا على التمسك بها بلا هوادة حتى درجات السلم قام بإنزالها عليه تحاول التمسك في درجاته بقلة حيلة وهو غير عابئ بمن في المنزل وبتوجعها وهي تهبط درجات السلم بنفس الشكل وتحاول التمسك بقدمه وصل إلى الأسفل لتخرج والدته على صوته من غرفة المكتب تعقد ما بين حاجبيها وهي ترى هيئتها المبعثرة ليتضح لها أمرًا واحدًا ليجيبيها على السؤال الذي يراودها قائلًا بعنف: أنتِ صح بس عايز أقولك على حاجة أنتِ السبب في كل اللي بيحصل ده.
الإجابة زادت من حيرة شكران ولكن ثبتت قائلة: أنا مليش دعوة بحاجة أنا قلتلك عقلك في راسك اعرف خلاصك بس مش بالطريقة دي.
ابتسم بسخرية قائلًا: أومال ازاي حضرتك ممكن تفهميني ولا عندك حل دايمًا حتى للأمور دي.
ابتسمت بثقة قائلة: طبعًا عندي حل للمواقف اللي زي دي ما بالك الحل بقا ده لأغلى الحبايب أنت اقعد وارتاح وأنا اتصرف معاها.
و جائت لكي تأخذها من بين يديه وهي تبتسم إليها بشماتة وريحانة ترفض الذهاب معها ليحكم المناورة بينهم ويقول: لا معلش متعودتش حد يحللي مشاكلي بحب أحلها بنفسي لأني مش بثق في حد.
جزت شكران على أسنانها وتضايقت بينما ريحانة أغمضت عينيها تتنهد براحة حيث تخلصت من براثن تلك الحية لتجدها تهز برجلها بكل تعصب قائلة: بقا كده يا زيدان ماشي يا حبيبي خد راحتك تحب أكلملك حد من تبعي؟
ابتسم زيدان بخبث قائلًا وهو ينهض ريحانة: ريحي نفسك.
ثم نظر إلى ريحانة بغضب قائلًا: وأنتِ قدامي.
أغمضت ريحانة عينيها بألم وتناولت معطفًا بجوار الباب وخرجت بينما شكران كانت في ثورة من الغضب تجتاحها هاتفت رقم تعلم أن زيدان ستقوده قدميه إلى صاحب هذا الرقم تحدثت مع هذا الرقم بعبارات دقيقة: مش هيروح لغيرك طبعا أنا كنت حاكيه كل حاجة مش عايزة غلطة في الموضوع ده أظن كلامي واضح كأنك أنا.
ثم هاتفت قصي الذي سرعان ما رد عليها لتجيبه بخبث قائلًا: كله تمام يا قصي كلها ساعة ومحضر الزنا يتسجل باسمها.
زفر قصي بارتياح وبرغم الراحة التي وصل إليها إلا أنه حزن على وضع ريحانة لأنه يعلم جيدا أن زيدان سيسحقها للأبد ولكنها هي التي تجرأت وعاندته وتناست الحب لتقوم بطعنه هو يريد أن تتزوج وتؤسس عائلة لها ولكن ليس مع زيدان لكي لا يفضح أمره.
طيلة الطريق وضعت ريحانة رأسها على نافذة السيارة المجاورة لها وهو ينظر إليها بغضب قائلًا: عارفة احنا رايحين فين رايحين جهنم بالنسبة ليكي عارفة أنا ناوي على ايه.
هزت رأسها باستسلام قائلة: عارفة زي اسمي بالظبط ومعدتش فارقه كل شئ أنتهى..بس أنتهى بالغلط وأنت اللي هتصلحه.
ابتسم بسخرية قائلًا: مش فاهم بمعني أصح ملقتش في بجاحتك.
واستطرد وهو يجذبها من رأسها ويشدد على شعرها بغضب قائلًا: وعلى فكرة أنا مش ندمان بالعكس أنا مبسوط جدًا علشان أتعامل معاكي بعد كده براحتي من غير لوم ولا عتاب.
نظرت أمامها باستهزاء قائلة: تفتكر بعد اللي حصل ده هيبقى في تعامل ما بينا أعتقد لا.
ظلل يشدد على شعرها يكاد يقتلعه لتعلم مدى اصراره لتسأله سؤال دومًا تسأله له: ولو أنت أصريت هسألك سؤال بسأله ليك دايما ايه اللي جبرك على كده .
ضرب على مقود سيارته بعنف قائلًا: أنا مفيش حاجة تقدر تجبرني أنا أعمل اللي أنا عايزه وبعدين أنتِ في حالة واحدة بس تطلبي توقفي التعامل ما بينا.
واستطرد وهو يطيح برأسها ناظرًا إليها باشمئزاز قائلًا: ده لو طلعتِ شريفة.
تنهدت بتعب وردت بتوتر وعدم ثقة قائلة: نفسي أقولك إن الحالة دي موجودة وهتخلصني منك بس للأسف مش مضمونة زيك بالظبط طلعت بلا ضمان.
تضايق من ردها وتعالت زفراته تبتسم بوجع قائلة: كنت خايفة منك بس استسلمت ليك للأسف وفي لحظة ثقة مني فيك.
رفع سبابته مستهزأ بها قائلًا: بقى أنا بعد اللي عملته معاكي طلعت من غير ضمان ماشي يا ريحانة.
و أردف وهو يميل عليها بوعيد قائلًا: ايه رأيك بقا إن كل الضمانات هتتسحب منك وهتترمي في الشارع لا ومش كده وبس بعد ما أعملك محضر زنا يليق بمقامك.
ابتسمت ابتسامة باهتة تقول: يا ريت ده حتى الشارع أضمن.
ثم تنهدت قائلة: والحمد لله اللي كنت بتهددني بيها عايشة أحسن عيشة دلوقتي كنت خايفة عليها.
: نورا حكمت عقلها قبل قلبها وقدرت توقعه تحت رجليها وجايز هو وثق فيها أما أنتِ طلعت أكبر مقلب شربته في حياتي.
ثق بي لو كنت وثقت في واستمعت إلي لبات كل شئ متغيرًا كيف تخلط بين روحي الطاهرة وأرواح مدنسة. أنت بالفعل مريض نفسي ومعتوه ومجنون مصاب بداء الشك أنا امرأتك وحدك أي رجل يتمني الليلة الأولى له وأنت نبذت تلك الليلة ذلك المشهد منك لم أنساه يوما لأنه المشهد الذي تحتفظ به كل أنثى في ذاكراتها ولكن طغيانك في تلك الليلة سحق كل شئ أنت رسمت لي كابوسًا لن أنساه يومًا سيراودني في أحلامي مثلما تراودني علاقتي القديمة مع قصي التي بائت في الفشل في كل مرة أنا بكماء لا أريد البوح بما في داخلي.
أوقف السيارة عند مشفى نسائى خاص بالطبيبة مها شهقت وحدقت في اسمها جيدا فهي تعرفها جيدًا وتعلم أنها صديقة شكران ومن المؤكد أنها ستتحالف مع شكران ضدها ..وجدت نفسها مسحوبة من ذراعيها و تدلف إلى غرفتها بدون شعور ان كان هناك موعد أم لا شعرت أنها تقع أمام أمر واقع لتجد (مها )تنهض من مقعدها وتتوجه إليه وتحتضنه قائلة: أهلًا بحبيب قلبي زيدان عاش من شافك كده أعرف أخبارك من غفران ووجدان بناتي.
قالت هذا وهي تشدد على حروف كلماتها وتنظر إلى ريحانة بطرف عينيها لتعلمها من تكون هي لترتعش ريحانة تحت قبضته أكثر ليرد بايجاز على مها قائلًا: أنا بخير واعذريني على عدم السؤال مشغوليات.
ابتسمت مها بخبث وهي تنظر إلى ريحانة قائلة
: أه ما أناعرفت انك اتجوزت ورغم اني زعلانة منك. كان عندي أمل بعد ما سبت شذى تاخد يا غفران يا وجدان بس يلا نصيب.
ثم قطبت جبينها قائلة: بس أنت عريس أعتقد ملحقتش يبقى في حمل جايب المدام وجاي ليه في مشكلة ولا حاجة.
زفر زيدان بحنق قائلًا: أنا كانت النهارده دخلتي على ريحانة وكنت عايزك تفحصيها لأن.
وصمت فجأة فتفهمت مها الأمر فنظرت لها قائلة: اتفضلي أوضة الكشف جهزي نفسك وهجيلك حالًا.
نظرت لها ريحانة باشمئزاز وتوجهت إلى غرفة الكشف تعلم حتى لو فحصتها سوف تتحدث تلك المرأة بالكذب.
نظرت له مها بتوجس قائلة: ايه مكسوف تتكلم قدامها طب اتكلم معايا أنا ورسيني على الليلة.
تنهد زيدان قائلًا: المفروض إن ريحانة مطلقة واطلقت علشان مش بتخلف. تقدري تقوليلي طلعت عذراء ازاي؟
رفعت كتفيها بلا مبالاة قائلة: معرفش بس ده بيكون بسبب حاجتين يا إما الأول كان لا مؤاخذه يا اما بقى أستغفر الله العظيم.
أغمض عينيه بمرارة لأنه يعتقد أن حديثها صائبا ولكنها اقتربت منه وسألته بهمس قائلة: بس هسألك ايه اللي يجبر واحدة تعمل حاجة زي دي؟
زفر بحنق قائلًا: مش عارف بس ممكن علشان توضح ان قصي عاجز بس شذى حامل.
نظرت إليه بسخرية قائلة: ما يمكن حامل من حد تاني.
حدق بعينيه قائلًا: حامل من حد تاني.؟
ابتسمت مها بخبث قائلة: شوف يا زيدان أنا عندي أجوبة للأسئلة اللي في دماغك.
قطب جبينه باستغراب ولكنها أشارت نحو غرفه الفحص بجديه قائلة: بس برضه هدخل وهفحصها وعلى فكرة أنا حالفة يمين ومؤمنة بيه مش زي والدتك.
نظر إليها بثقة الثقة التي دفعته أن يلجأ لها هو دومًا يحترم تلك السيدة كلما تزور والدته يذكر أيضًا أنها نصحت والدته مئات المرات أن تعدل عما تفعله ولكن دون فائدة خرج من شروده ولم يجدها أمامه وجد غرفة الفحص تغلق في وجهه ليشرد فيما حدث متمنيا أن تكون ريحانة بريئه ولكن يعلم جيدا أن ما سيفعله معها لم يعوضها عن إهانتها تلك الليلة. شدد على شعر رأسه يكاد يقتلعه من جذوره وهو يتخيل الندم الذي سيلحق به .
دلفت مها إلى ريحانة التي تجلس على الفراش منكسة رأسها بين ركبتيها تنتحب لتربت على شعرها وترتبه بحنان لترتجف ريحانة خائفة لتطمأنها مها قائلة: متخافيش أنا عمري ما هأذيكِ وإن كان على المرة اللي فاتت مكنتش أعرف انه ضعيف .
حدقت ريحانة في وجه مها تجد فيه الأمل والنجاة لتتحدث قائلة: والله ما حد لمسني غير زيدان.
ابتسمت لها مها قائلة: عارفة بس لازم أفحصك فحص بسيط وزي ما قلتلك متخافيش مني.
استسلمت ريحانة لها وتم الفحص البسيط وقامت مها بخلع القفاز الذي فصحتها به وقذفته في صندوق القمامه قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل.
شهقت ريحانة بخوف قائلة: ليه في حاجة غلط.
هزت مها رأسها بحنو قائلة: لا بحسبن عليهم قومي يا بنتي ده الموضوع حتى لسه في أوله.
مسحت ريحانة دموعها بلهفة قائلة: هو ممكن اطلع حامل اصل أنا..
ثم عضت على شفتيها بإحراج قائلة: لسه مخلصاها اول امبارح.
قطبت مها جبينها قائلة: بتسألي ليه السؤال ده؟
عضت ريحانة على شفتيها قائلة: بصراحة مش عايزة أولاد منه.
هزت مها رأسها بأسف قائلة: بصي يا ريحانة مش معنى ان قولتلك الموضوع لسه في أوله انه مش هيحصل حمل أحيانًا بيحصل حمل من غير الموضوع ده وده اللي استغربته لما شكران جت وكذبت عليا وقالتلي الموضوع ده اللي موقف الحمل لأن الغشاء من النوع المطاطي.
واستطردت توضح لها قائلة: ولو كنتي سبتيني أفحصك زمان كنت أتاكدت إنها كذابة بس أنتِ طلعتي شاطرة وهربتي.
ثم عقدت ما بين حاجبيها تسألها قائلة: ألا قوليلي أنتِ عارفة ان الأوضة دي لها باب على الشارع ليه مش هربتي زي المرة اللي فاتت؟
تنهدت ريحانة بتعب قائلة: تعبت هروب بس كل اللي أنا عايزاه دلوقتي أخلص من اللي أنا فيه.
قطبت مها جبينها قائلة: ازاي مش فاهمة.
تشجعت ريحانة ونطقت بقوة قائلة: عايزة أعمل تنضيف رحم حالًا.
شهقت مها قائلة: بتقولي ايه لا طبعا بقى أنا لسه بقولك أمانة المهنة وأنتِ عايزاني أعمل فيكي كده؟
لوت ريحانة شفتيها بامتعاض قائلة: شوفيلي حد يعملها.
هزت مها رأسها برفض قائلة: شوفي بقى أنتِ أنا مليش دعوة وهنروح بعيد ليه قولي لشكران دي هتتبسط أوي.
أشاحت ريحانة وجهها إلى الجانب الأخر قائلة بحزن: يعني لو بنتك مش هتعمليها بنفسك؟
أدارت مها وجه ريحانة بيدها قائلة بتمني: يا ريت بناتي يبقوا زيك بس صدقيني وهقولك نصيحة كأم بلاش تسامحيه لأن عندك حق أعطي نفسك وقت للتفكير واعطيه فرصة يحاول يكفر عن ذنبه.
واستطردت وهي تبتسم قائلة: بس لو طلعتي حامل من التجربة دي اوعي تفرطي فيه أنا ربنا عاقبني زمان لما أجهضت ابني علشان كان جوزي خاين والنتيجه ايه البنتين أنيل من بعض.
ثم ربتت على يدها قائلة: ادعيلي يا ريحانة حالهم يتصلح وأنا هدعيلك أنا كمان ولو احتاجتيني هتلاقيني هنا ولو حتى البيت أنا عايشة لوحدي.
تنهدت ريحانة وهزت رأسها باستسلام لتخرج مها من الغرفة وتنظر إلى زيدان المتوجس من ردها وتبتسم قائلة: مبروك يا زيدان أنسة ريحانة بقت مدام ريحانة.
جحظ بعينيه قائلًا: نعم هي مش كانت مدام أصلًا؟
هزت مها رأسها بنفي قائلة: تؤ تؤ تؤ دي أول ليلة لها كمدام وأنا متأكدة من قبل ما أفحصها.
قطب زيدان جبينه قائلًا: متأكدة ازاي؟
تنهدت مها قائلة: هقولك من سنه ويمكن اكتر مش فاكره اللي فكراه إن شكران جابتلي ريحانة وقالتلي حوار عبيط.
توجس من الحوار وأنصت إليها جيدًا لتجيبه قائلة: ..إن عندها مشكلة ودي اللي موقفة الحمل ولازم نتخلص من عذريتها علشان تقدر تحمل.
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا: مشكلة ايه دي ومتخلصتيش منها ليه يا دكتورة؟
ابتسمت مها بفخر من ريحانة قائلة: ريحانة يومها هربت من الباب الوراني اللي في أوضة الكشف.
لوى شفتيه بإمتعاض قائلًا: لا والله وليه معملتش كده النهارده ؟
مطت مها شفتيها قائلة: مش عارفة المهم اسمعني كويس ريحانة قعدت متجوزة قصي كام سنه ومحصلش بينهم حاجة وده ليه تسألها بقي تسأله هو تسأل والدتك مش موضوعي.
واستطردت وهي تنقر بسبباتها على سطح المكتب قائلة: أنا موضوعي هنا إنك جيت كشفت على عذرية مراتك كانت طبيعية ولا صناعية وأنا بأكد ليك إنها طبيعية.
حدق في الفراغ بذهول لترفع صوتها حتى ينتبه قائلة: ودلوقتي بقى خد مراتك وروح وحاول تداوي آثار الضرب اللي في وشها يا مفتري وارفع راسها قدام أمك اللي اتصلت وصتني اني أقولك انها مش عذراء.
حدق بعينيه جيدًا لتهز رأسها له تؤكد له حديثها قائلة: أهو أنا مسجلة المكالمة اسمعها لو تحبها.
ثم نظرت إليه بأسف قائلة: للأسف طول عمري بقول عليك ذكي بس في الأخر وقعت في فخ شكران.
رفض سماعها ولكن مها أصرت أن تسمعها له نظر حوله لا يعلم ماذا يفعل فوجدها تنظر إليه بلوم وعتاب وخزي ليتأكد أنه سيدخل منعطف الندم ولكن لابد من معرفة الأجوبة لكتمانها خرج من الغرفة لتنظر ريحانة إلى مها التي أشارت لها برأسها أن تتبعه قائلة: وراه وخدي حقك تالت ومتلت منهم، أنا اللي عليا عملته بتمنالك السعادة من كل قلبي.
خرجت ريحانة من العيادة النسائية تنظر أمامها بشرود إلى أن وجدته يتكأ على حافة سيارته لتأخذ طريقها في الاتجاه المعاكس ليعلم أنها بدأت مناوراتها فيذهب إليها وبدون حديث ويحملها فوق كتفيه وهي تقوم بركله بركبتيها في بطنه ليثبت رجلها فتقوم بقضم كتفيه ليتفاجئ بها حيث ألمته ولكن باصرار أودعها في السيارة وربط حزام الأمان وهي تسبه وتلعنه دلف ليقود السيارة فقامت بفك الحزام وأرادت أن تهبط ولكنه قبض على ذراعيها قائلًا: اعقلي يا ريحانة أنتِ بقميص النوم.
فكت يدها من قبضته ونهرته قائلة: قميص النوم هو أنت لسه فاكر اني بقميص النوم كنت فين وأنت مجرجرني بيه.
ضرب مقود السيارة بيده قائلًا: كنت غبي بس أنتِ كمان غلطانه.. تقدري تقوليلي ايه اللي مسكتك طول السنين دي.
ردت عليه بعفوية قائلة: كنت بحبه كفايه أنه عمره ما مد أيده عليا حاجة كده اللي زيك عمره ما يفهمها.
تعالى صرير سيارته وصفها على جانب طريق لا يوجد به أحد فنظرت حولها قائلة : ايه فاكرني بخاف يا روح ما بعدك روح.
زفر بحنق قائلًا : يعني عايشة عمرك كله ضعيفة وجاية تستقوي دلوقتي؟
ابتسمت بسخرية قائلة: تلميذتك يا معلم مش أنت برضه اللي قلت لي خدي حقك من اللي ظلمك يا ريحانة.
نظر إليها وتنهد بنفاذ صبر قائلًا: بس أنا عمري ما ظلمتك ولو كنتي قلت ليا الحقيقة كنت جبت ليكي حقك.
رفعت سبابتها له محذرة وهي تقول: اوعى تنسى ظلمك واجبارك الدائم ليا على الجواز منك وبلاش تضحك على نفسك لو كنت قلت لك مكنتش هتصدق وكنت هتحاول تجرب قبل الجواز وساعتها برضه مش هتتجوزني.
كور يديه بغيظ قائلًا: قلتلك ميت مرة أنا مش بالحقارة دي أنا لو حقير كنت وصلت ليكي بنفوذي و أخدتك غصبن عنك زي ما هو أخد شذى.
تعالت ضحكاتها بصخب قائلة: أخد شذى يا عيني..تصدق شذى مظلومة هتخلف من واحد مش بيعرف.
شرد قائلًا: مش يمكن اتعالج ونفر منك وعمل علاقة معاها ونجح.
لوت شفتيها بسخرية قائلة: ممكن بدليل أن ليلتها كان برضه بيحاول وكان نفسه الموضوع ينجح ومفيش فايدة.
هز رأسه بعدم استيعاب لتتأكد من حديث قصي أن لن يصدقها أحد فتنهدت بحزن قائلة: ..عارفة إن أنت مش هتصدقني لأنك زي ما كنت بتشوف بوس و أحضان وهيام، وده اللي كان مانعني أقولك حقيقتي حاجة تانية تسجيل بصوتك يا باشا وأنت بتقول أنا هنتقم من ريحانة وهجبها تحت رجليا راكعة قدامكم ..هتقول مزور..ماشي مزور الحاجة التالتة الورق.
قطب زيدان جبينه أي ورق تتحدث عنه لتبتسم بألم قائلة: الورق اللي الدكتورة شكران قالتلك عليه امبارح قبل ما تطلعلى. اللي يثبت اني بعمل عمليات مشبوهة واني زبالة طبعًا مستغرب أنا ازاي سلمت نفسي ليك بعد اللي قالته امك بس أنا هجاوبك.
اقتربت منه ببغض قائلة: كلامك إنك واثق فيا قد ايه خلاني طايرة قلت خلاص هو ده يا ريحانة ومفيش غيره بس للأسف وقعت في فخ شكران زي ما مها قالت.
تعالى غضبه فردد قائلًا: ريحانة اتلمي.
هزت رأسها ترفض الصمت قائلة: لا مش أنا اللي اسكت. أنت مجبر تسمع كل حاجة فاكر لما قلتلك بلاش تحكم على الناس بالمظهر الخادع .
أنتبه إليها جيدًا وهي تبتسم بشماتة قائلة: أهو ده أخر قصي وكان بيقصد يظهره علشان لو فكرت أتكلم محدش يصدقني. ولما أطلب الطلاق وهو متجوز ومراته حامل برضه محدش يصدقني. ودي كانت الحاجة اللي كرهتني فيه على قد معاملته الحلوة.
تعالت أنفاسه بغضب قائلًا: يعني اللي في بطن شذى مش ابنه؟
ابتسمت بخبث قائلة: مالك زعلان كده ولا زي ما يكون هيطلع ابنك..تلاقيك عملت علاقة معاها والدكتورة شكران قالت لا حفيدي ميبقاش جده المعلم خاطر.
واستطردت وهي تتعالى بسخريتها قائلة: قامت ملبساها لقصي.
جز على أسنانه قائلًا : ومالك بتقوليها وهو صعبان عليكي كده ليه؟ تلاقيه كان معاملته زفت ليكي.
نظرت إليه باشمئزاز قائلة: لا عمره ما عاملني وحش بس بعد اللي عمله مش صعبان عليا بقيت عايزة أستفرغ لما بسمع اسمه ولا أشوفه حتى أنت كمان بقيت.
ولكن أوقفها وهو يضع يده على شفتيها قائلًا: اوعي يا ريحانة تكملي. أنا غلطت ومع ذلك قسمًا بربي لأولع فيهم.
أشاحت بوجهها إلى الجانب الأخر قائلة: إن شا الله تقتلهم ولا تفرق عندي.
أدار محرك السيارة مرة أخرى في طريق العودة إلى المنزل ليوقف السيارة ويلتفت إليها قائلًا: انزلي..واطلعي على الجناح بتاعنا وبلاش تتكلمي معاها ولا تردي عليها في أي سؤال.
قطبت جبينها وتملكها الخوف قائلة: طب وأنت مش هتطلع معايا هتروح فين؟
نظر أمامه بغضب قائلًا: هروح أخلص حاجة مهمة وراجع ليها وليكي متقلقيش.
جزت على أسنانها لاعتقادها أنه ذاهب إليهم وانفجرت قائلة: طبعا هتروح تشوف وتسألها ده ابنك ولا لا صح؟ ما هو واضح ان الموضوع جاي على هواك.
واستطردت بسخرية قائلة: أهو تعطيه علقة وترجعها معاك هنا وتذل أمك أكتر.
يود توضيح الأمر أنه لم يلمس شذى بيوم من الأيام ولكنه يعلم أنها لم تصدقه مثله تمامًا لو كانت جائت وأخبرته أنها ما زالت عذراء لما صدقها لأنه بالفعل كان يرى بعينه كل شئ حتى تحرش قصي بها في حديقة القصر ظل صامتًا لا يعلم ماذا يفعل؟ أيوضح لها الأمر أم يركض إلى قصي قبل أن تبلغه شكران بالأمر تضايقت ريحانة من صمته ووفرت ليجيبها عليها قائلًا: أعمل اللي أنا عايزه اخرجي من نافوخي واطلعي اترزعي فوق على بال ما أصفي حسابي.
هبطت من السيارة وقامت بصفع بابها لينظر إليها بارتجاف وخوف ألا تتركه خاصة عندما شاهدها تهتف بكل حقد وغل: في ستين ألف داهية أنت وهما ولا تفرقوا عندي.
اندهش لما تتلفظه ولكن كان عليه إنهاء مهمته ثم العودة إليها.
دلفت إلى القصر مرفوعة الرأس لتجد شكران منهمكة في اتصالاتها لتعلم أنها تهاتف مها لتبتسم بخبث قائلة: ريحي نفسك مش هترد عليكي.
قطبت شكران جبينها قائلة: هي مين دي؟
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة: الدكتورة مها اللي أنتِ وصتيها تقول اني مش عذراء.
حدقت بها شكران بكل غيظ قائلة: أومال هي قالت ايه؟
دارت حولها ريحانة وهي مبتسمة بشماتة قائلة: قالت كل تاريخك القذر يا شكرية فاكرة لما أخدتيني هناك وهربت منك حتى دي قالتها يلا بقا الست طلع عندها ضمير المهنة.
جزت شكران على أسنانها قائلة: أه يابنت الكل* بقي هي دي الأمانة وطبعًا معملتش ليكي عملية التنضيف اللي اتفقنا عليها.
ومن ثم تهجمت على ريحانة تهزها بعنف قائلة: أومال كل التأخير ده في ايه وابني فين مجاش معاكي ليه؟
لمعت أفكار خبيثة برأس ريحانة فهتفت قائلة: لا بصي هي عملت التنضيف بس مش علشان أنتِ عايزاها رأيك أصلًا مش يسوى عندي.
واستطردت باشمئزاز قائلة : علشان أنا مش عايزة أحمل من العيلة القذرة دي.
أمسكتها شكران من معطفها قائلة: أنتِ تطولي يا زباله بس عمومًا كويس إنك فكرتي في كده أنتِ اللي نسلك مش هيبقى مشرف لعيلتي.
نفضت ريحانة يد شكران عن معطفها قائلة: عمومًا ابنك راح يجيب حقي من قصي. قابلي بقى اللي هيجرالك من شذى بعد رجعتها تاني مرفوعة الراس.
واستطردت تمصمص شفتيها قائلة: ده يا عيني متتخيليش فرحته لما عرف إن اللي في بطن شذى مش ابن قصي.
هنا استخدمت ريحانة ذكائها لمعرفة من هو والد الطفل الذي تحمله شذى ولكن شكران وما أدراك ما شكران كانت تود التخلص من ريحانة فهتفت بسعادة ممتعضة قائلة: ربنا يفرح قلبه كمان وكمان أنا عن نفسي هرحب بيها في عيلتي وهحاول أكفر عن الخطأ اللي ارتكبته في حق حفيدي.
أنتفضت ريحانة مما تفوهت به شكران وتأكدت أن ابن شذى ابن خطيئة لزيدان معها تمنت لو لم يصدق ظنها ولكنها وضعت في رأسها أمرًا هام ألا وهو خبث ومكر شكران قد تكون كاذبة ولكن صمته بعد توصيلها للقصر أثار جنونها أكثر فسألتها قائلة: دلوقتي أحفاد المعلم خاطر مناسبين يكونوا أحفاد الدكتورة شكران.
ردت عليها شكران بكل حقد قائلة: وماله المهم مش يبقى أحفاد شمس أحفادي ولا أحفاد عيلة السبعاوي في نفس الوقت ودي حاجة أنا نجحت فيها كل السنين دي.
ضحكت ريحانة بسخرية قائلة: اللي هو ازاي أنتِ مجرد الحظ لعب معاكي ابن أخوكي العاجز هو اللي سهل عليكي.
أرادت شكران كشف ما في قلبها من حقد لريحانة فهتفت بغل قائلة: من زمان وأنا نفسي أرد الضربة لشمس الأول فكرت تبقى قضية قتل أبو زيدان فشلت كنتي أنتِ لسه داخلة أولى كليه أيامها قصي دخلته نفس الكلية بفلوس وسبحان الله الواد اتعلق بيكي من غير ما أقول كان نفسي يبقي طايش ويعملها معاكي ما أنتِ بنت أمك بس للأسف طلع خايب زي أبوه رايح يحب واحدة بتاعت مبادئ المهم جه وقال عايز يخطب ريحانة كان ممكن أساهم في جوازك منه بسرعة بس أنا اللي صممت على فترة خطوبة يمكن الشوق بينكم يزيد وتعملوا المصيبة اللي نفسي فيها برضه محصلش وكأن الظروف ضدي لغاية ما تتحدد ميعاد الفرح بقيت ديما بعزم قصي هنا يتغدى معايا وأحطله دوا يتعب العرق لغاية ما كان لازم يعمل عملية العرق وعملها وكنت ديما بدخل أحطله في المحلول مهديء لغاية قبل الفرح بيوم اتكلم مع ناجي وقاله أنا مش طبيعي طبعًا لجئوا ليا وأنا بعت جبت الدوا من بره لحبيب عمته ويا سلام حبيب عمته ولا مرة فكر يروح لدكتور علشان فضيحة عيلة السبعاوي وكل ده علشان أملك امرك يا بنت شمس وأقهرك، ويوم ما أخدتك عند مها علشان اخلص من عذريتك كنت ناوية بعدها ارميكي في الشارع وكل ده وأنا حاسة اني اقوى منك بس تيجي تاخدي زيدان لا وعلى فكرة حاولت كتير أحطله من نفس الدوا ده بس ابني ذكي وعارف اني السبب في موت أبوه وعلشان كده بعت اخواته البنات بره البلد خاف عليهم مني خلاصة كلامي إن حتى بعد ما زيدان عرف الحقيقة برضه مش هسيبك في حالك وكلامه بقى انه يوديني دار مسنين مش هيحصل والدليل أنتِ من قبل ما تتجوزي بتترجيه تروحي تسكني لوحدك وهو رافض قال ايه علشان حقه في القصر طب وهو أنا هقدر أمنع حقه فيه الحاجة الوحيدة اللي غلطت فيها اني جوزت قصي بشذى ده اللي خلى زيدان يحطك في دماغه على أساس واحدة بواحدة بس الواحدة عندي بميه من زيدان.
كل ما روته شكران كان أعمال إجرامية في حق الجميع لدرجة أن ريحانة لم تستوعب كل ما قيل أخذت تنظر إلى شكران نظرات صدمة.
ابتسمت شكران ابتسامة نصر قائلة: يا ريتني كنت خليته يتجوزها على الأقل شذى مكنتش اتمرمطت كل ده ربنا يسامحني بقا.
نظرت إليها بحزن واضح في عينيها قائلة: ربنا يخدك ويخلص الكل منك.
ردت عليها شكران بلا مبالاة قائلة: مش مشكلة بس برضه ميبقاش ليكي وجود هنا في حياتي.
هزت ريحانة رأسها بذهول وسألتها قائلة: أنتِ استفدتي ايه من ده كله أنتِ معتقده إن أمي يهمها حاجة من كل اللي عملتيه ده؟ ده أنتِ عبيطة اوي.
نظرت إليها بتشفي قائلة: الأم ام بتنجرح لما بنتها بتتخدش خدشة مهما كانت وضيعة وكفايه إن بعد ده كله هينقطع المصروف عنها هي و أبوكي ولا أخوكي اه نسيت أقولك أنا برضه السبب في ضياع أخوكي منهم ههههه قصدي التنازل عنه واوعي تنسي رفضها الجوازتين قصي وزيدان لأنها عارفة أنها مش قدي.
نظرت إليها ريحانة باشمئزاز قائلة: مع الأسف أنت وهي ينسحب منكم لقب أم. يا ريتكم ما خلفتوا غيركم نفسه ومش لاقي وأنتوا عندكم النعمة وبتلعبوا بيها.
صعدت ريحانة إلى جناحها إلى أن اختفت وشكران يتأكلها الغيظ تود الفتك بمها وسحقها وتمنت رحيل ريحانة قبل أن يأتي زيدان ويكشف أمرها.
دلفت ريحانة إلى جناحها لتنظر إلى الفراش وإلى دماء عذريتها وتتحسسها لتندم أشد الندم على اعطائه كل ما ملكت ولكنها أعطته كل ما تملك بعد أن استمعت إليه وهو يهتف بالثقة المطلقة بها، وأنه إن لم يثق بكل النساء فهو يثق بها. لتتذكر أمر إيصال الأمانة الذي كتب لها يوم زواجهم لتأخذه من حقيبتها وتقوم بتمزيقه ونثره فوق بقعة الدماء وتقوم بترتيب حقيبة ملابسها وتخرج من الجناح هبطت إلى الأسفل لتجدها تنظر إليها بشماتة قائلة: يا خسارة طول عمرك حظك وحش.
التفتت إليها ريحانة قائلة: اوعي تفكري إن حوار ابن شذى ده داخل عليا وهمشي علشان كده لا أنا مش فارق معايا حد حتى هو أنتهى بالنسبة ليا بعد اللي عمله.
مطت شكران شفتيها قائلة: والله معاكي حق ده أنا كنت لسه بقوله هي بتضحك عليك وعاملة عملية عذرية مقدرش يمسك أعصابه طلع يتأكد بنفسه يلا بالشفا أول مرة يصدقني.
لم تتمالك أعصابها وخرجت مسرعة إلى أن وصلت إلى باب القصر وجدته مغلق زفرت ونظرت إلى الحارس قائلة: افتح الباب.
نكس الحارس رأسه قائلًا: أوامر زيدان باشا إن حضرتك متخرجيش.
هزت ريحانة رأسها بوعيد وأخرجت من حقيبتها السلاح الذي تركه لها زيدان لحماية نفسها وصوبت بجوار قدم الحارس وضربت بجواره طلقة واحدة وهي تغمض عينيها ثم تفتحها لتجد الحارس لا يرتجف فتنظر له بلهجة آمرة: افتح الباب بدل ما المرة الجاية تبقي في رجلك بحقيقي.
ابتلع الحارس ريقه عندما وجد الباب يفتح على مصراعيه عن طريق زر الامان الموجود بغرفة المكتب وبالفعل خرجت ولكنها عادت إليه مرة أخرى و نظرت له بأسف قائلة: متزعلش أنا عمري ما عملتها بس لازم اعملها المرة دي.
وصوبت السلاح نحو رجله وضربته بالفعل ليصرخ الحارس ويقع على الارض.
لتنظر له بحزن قائلة: عملت كده علشان متلحقش تتصل بيه..وعمومًا دي خربوشه في رجلك ابقي خلي الدكتورة شكران تعالجها ليك.
ثم ابتسمت بانتصار قائلة: وطبعًا هتقوله إن الدكتورة شكران اللي فتحته سلام يا عمو.
وبالفعل رحلت ريحانة بعد ثلاث ليالي من العناء بهذا القصر كانت تود أن تمكث به ألف ليلة وليلة مثل الأساطير رحلت ولا تعلم إلى أين هي راحلة أتذهب إلى أهلها من الممكن أن والدها لن يمررها له خاصة بعد وعد زيدان له أما عن والدتها ستسخر منها وتنعتها بالمنحوسة رغم أنها هي السبب الأكبر في هذه التعاسة وشقيقها لا يبالي وأه منه عندما يعلم أن السبب في بعده عنهم هي حقارة والدته، ونورا على علاقة وطيدة بأمير وسوف تبلغه هي لا تخشى الرجوع لزيدان فقد أصبحت سطوته عليها ضعيفة بالإضافة هي أصبحت تبغضه أتذهب إلى الطبيبه صاحبة الصيدلية سيأتي بها من جديد. ويجبرها على العيش معه مثلما أجبرها على كل شئ مئات المرات ويا ليته ما قرر الارتباط بها إذا كان يحبها حقًا كان عليه التخلص من كل الندبات والمكائد التي بحياته ثم الاقتراب منها. ما الذي كان ينتظره منها في ظل كل هذه المؤامرات. ظلت فترة على هذه الحالة من التشتت والتفكير والضياع إلى أن جائها الحل الذي لم يخطر على بال أحد أبدًا.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
سيكون من الموتى لديها عندما ركل أحضانها وهو الذي قاتل يومًا للظفر بها مثلما فعل طليقها ولكن ذنبه أكبر منه بسبب الغشاوة التي اختارها ووضعها على عينيه ونزع عنها أدميتها وسحقها بدون الاستماع إليها وأمن وصدق ما سمعه عنها وهو يعلم جيدا أنهم أعدائها جعلها تضغط على أذنيها لتصمها حتى لا تستمع لذلك المقطع الشرس وشراسة حديثة عندما اتهمها في عفتها.
ها هو ذهب ليسترد حقها ولكن بعد فوات الأوان قام بقرع بابهم بكل وحشية يكاد أن يحطمه لترتجف شذى وتركض مسرعة تفتحه وتنظر إليه لتجده يكاد أن يفتك بها لتشهق قائلة: زيدان! ايه اللي جابك؟ في الوقت المتأخر ده؟
ليزيحها من أمامه بكل عنف ولم يرأف بحالها قائلًا بشراسة: ملكيش فيه يا ختي أنا جاي للي رضي يستر عليكي و يتجوزك هو فييييين؟
ارتجفت من صوته الجهوري وأنتفضت قائلة: عايز منه ايه؟ وايه اللي أنت بتقوله ده؟ أنا محدش ستر عليا.
اقترب منها وحاصرها على الأريكة التي سقطت فوقها قائلًا بغيظ من بين أسنانه: بقول الحقيقة اللي فضلت تمنعي ظهورها من ساعة ما اتجوزت تليفونات ليها وتليفونات ليا وعكننة وخايفة عليك يا زيدان.
واستطرد وهو يفتك بها و يلوي ذراعيها قائلًا: وفي الأخر طلعتي عاهرة ووييييي***** أكمل ولا تكملي أنتِ؟
حدقت بعينيها من هول الكلمات ومن هول الفاجعة والتي طمأنتها شكران مئات المرات أنها لم تحدث وليس لأجلها وانما لأجل قصي ولأنها لا تريد لريحانة أن تكون أم أحفادها حاولت الكذب فأخذت تهز رأسها باصرار وهي تبكي قائلة: محصلش يا زيدان أنا معملتش حاجة قصي جوزي وأبو ابني.
جذبها من ذراعها وأوقفها أمامه يهزها بعنف يود النيل منها مثلما نال من ريحانة ويود اقتلاعها من جذورها قائلًا: تحبي أجرك دلوقتي وأعملك تحليل اثبات نسب وأثبت إن اللي في بطنك ده مش ابنه.
شهقت بصوت عالي حتى جف حلقها ليبتسم بخبث قائلًا: ولا اقولك اسكتي خالص اما اخلص معاه وأفضى ليكي ولا أقولك قولي كل اللي حصل وأنا أرحم اللي في بطنك من اللي هعمله فيكي، وكفايه عليكي المعلم خاطر.
هزت رأسها بخضوع قائلة: هقولك كل حاجة بس علشان خاطرى بلاش أبويا..هيقتلني يا زيدان.
ليأتي الصوت الخبيث من خلفه وهو يصرخ بغضب قائلًا: شذاااااا مسمعش ليكي نفس وإلا أنتِ عارفة.
ليطرح زيدان شذى من جديد على الأريكة والتفت إليه قائلًا بعنف: أومال مين بقا اللي هيحكي ليا أنت؟..تصدق لايق عليك أصل ده دور النسوان اللي بيعرفوا يحكوا حكايات قبل النوم.
علم قصي أنه يقوم بمعايرته فقبض على يديه بغيظ قائلًا: اطلع بره بيتي يا زيدان روح شوف ايه اللي حصل معاك وملكش دعوة بيا أنا ومراتي وابني.
تعالت ضحكات زيدان الشيطانيه قائلًا: مش قادر أقسم بالله ما قادر هموت من الضحك مرات مين يا أبو مراتي لا وكمان تخلف وده ازاي.
ثم انقض عليه يضربه بعنف قائلًا: بقا يا واطي قبلتها على نفسك؟
حاول قصي تمالك أعصابه ورد عليه ببلادة مصطنعة قائلًا: ايه اللي أنت بتقوله ده؟ أنت ضاربلك كاسين وجاي تفوق علينا ولا تكون اتشلت من المافيا وجايلي علشان أساعدك.
اقترب زيدان من أذنه لدرجة أن قصي بدأ يرتجف من قربه يريد التراجع ولكن لا يريد إظهار الخوف أمامه ليدور زيدان حوله قائلًا: أنا هخلي المافيا تحولك من قصي إلى بهيجة زي ما هيحولوا زاهر اللي أنت بعته يهد ما بيني وما بين ريحانة لزهرة.
تضاعف الخوف عند قصي لدرجة أن زيدان قام بالضغط على أكتافه يسحبها أرضا قائلًا: بس اللي أنت متعرفوش أن لا زاهر ولا أنت ولا مكالمتك لريحانة عملوا أي حاجة لأن اللي في دماغي حصل.
واستطرد وهو يضغط على عنقه قائلًا: واتحولت ريحانة من أنسه إلى مدام زيدان الجمال.
عقدت شذى ما بين عينيها مما تسمعه والذي حاولت مرارًا وتكرارًا عدم حدوثه أما عن قصي فهو يعلم من خلال محادثة شكران له ولكن الذي لا يعلمه هو معرفة زيدان الحقيقة ليهز قصي رأسه برفض وهيستيريا قائلًا: مستحيل ريحانة عمرها ما كانت أنسه حتى لما اتجوزتني كان ليها علاقات قبلي.
واستطرد بوقاحة قائلًا: حتى اسأل حاتم هو كمان عمل علاقة معاها وأنا وأمك سترنا عليها.
كل هذا وهو يخشى بطش زيدان والذي تم بالفعل عندما ضربه بقدميه في ظهره وسحبه ليهبط برأسه على الأرضية ويهبط زيدان فوقه مقيدًا يداه ومثبتًا إياه على الأرض ويرفع رأسه إلى أعلى ويعود لطرحها في الأرض مئات المرات حتى تدفق الدم من جبهته وكل ذلك دون أن ينطق زيدان ببنت شفه فقط يستمع إلى صراخ قصي وما أن شفى نصف غليله تنهد وهو يقول: قصدك ايه هااا ريحانة دي ستك وتاج راسك حاتم اللي بتتكلم عنه ده فخ صغنون مني.
جحظ قصي بعينيه أمامه ليهبط زيدان فوق أكثر ويضغط على جسده قائلًا بتهديد: حاتم ده أخويا الصغير أخو أمير أفضالي عليه أكثر من أميرهتنطق وتقول الحكاية ولا أقتلك وأشرب من دمك؟
كانت تتعالى شهقاتها وهي ترى منظر سيل الدماء ولكنها عقدت ما بين حاجبيها عندما رأتها بعيدة عن قصي لتتيقن أنعا تخرج منها لتشهق عاليًا وتصرخ قائلة: أنا اللي هقولك كل حاجة أنا الوضيعة اللي كنت مخطوبة ليك روحت غلطت مع واحد تاني ولما عرفت اني حامل.
أنتبه إليها زيدان جيدا لتستنزف طاقتها واستكملت قائلة: روحت مستوصف دكتور أعرفه ناحيتي.
ثم أغمضت عينيها وهو ما زال جاثيًا فوق قصي الذي يحاول التملص منه بدون فائده لتستطرد بألم قائلة: روحت ليه مرتين مرة علشان أقوله اني عايزة أنزله يومها كان خلاص هيعمل العملية.
ابتلعت ريقها واستكملت قائلة: جاله تليفون اتحجج انه عنده شغل منزلي وحدد ميعاد تاني.
جلست على ركبتيها تمسح دمائها ناظرة إليها وهي تبكي قائلة: المرة التانية قالي ضغطك عالي وأنا أخاف يحصلك نزيف تعالي بعد أسبوعين وعطاني دواء.
ثم تعالت شهقاتها قائلة: وكده ولا كده الدوا ده ممكن ينزله أخذت الدوا طبعًا فرحانة انه ممكن ينزل من غير عملية.
هزت رأسها بمرارة قائلة: بس محصلش روحت ليه تالت قالي معدش ينفع الجنين اتكون أنا لا يمكن أقتل روح طبعًا أنا مكنتش أعرف أنا حامل في كام شهر.
ثم تنهدت واضعة يدها على قلبها ترتجف قائلة: قلتله اتصرف أنا لازم أنزله ضحك ضحكة خبيثة وقالي عندي حل.
ثم صرخت قائلة: في دكتورة ليا عندها شقة في المعادي خدي العنوان هي ممكن تعملها هنا مينفعش دي عيادة.
واستطردت وهي تتعالى شهقاتها قائلة: ما صدقت فتحت لي الباب الخدامة دخلت لقيت الدكتورة مامتك وقصي جنبها كنت عايزة أهرب قالتلي إنها هتقولك كل حاجة.
ثم زفرت بيأس قائلة: مكنش قدامي غير إن أوافق عليه ويطلع عليا اني كنت متجوزاه في السر للخلف وطبعا ده كله حصل وأنت مسافر.
واستطردت وهي تضرب الأرض بعنف قائلة: بس مفيش فايدة حق ريحانة رجع وأنا ضعت واللي في بطني راح.
لم يرفق زيدان بحالها أمرها أمرًا: عرفيني بقا بأبو الواد يا أم الواد.
سخرت وهي تنظر إلى الدماء قائلة: معدش في واد.
جز على أسنانه قائلًا: بلاش استعباط غلطتي مع مين يا زباله؟
أغمضت عينيها قائلة: مع يسري مهندس الإنشاءات.
ضحك زيدان بسخرية قائلًا: لو مكنتيش اتجوزتي الزفت قصي كنت هعرف انه هو الوس****ده.
ابتسمت بمرارة قائلة: تعرف إنه كان ممكن يتجوزني بس أنا فعلًا طماعة على رأي ريحانة كنت عايزاك أنت والنتيجة ايه؟ قصي.
بعد الاستماع إلى هذا الحديث أنهضه زيدان وحشره بزاوية الجدار وقام بلكمه في بطنه وفي كل أجزاء جسده بدون مراعاة أي شئ ولا خوف عليه من الموت..ظل يسحبه بكل قوته حتى سقط تحت قدميه مرة أخرى ليقوم بركله بقدميه إلى أن أغشي عليه..ثم تقدم منها قائلًا باشمئزاز: اوعي تفتكري ان اللي حصلك ده شفعلك عندي لأ حسابي معاكي بعدين.
نظرت إليه بهلع قائلة: هتسيبني وتمشي؟ تعرف ممكن يعمل فيا ايه لما يصحى أنت عايزه يقتلني؟
ابتسم باستمتاع قائلًا: يااااريت على الأقل أخلص منكم أنتوا الاتنين اختاري تموتي على ايده ولا على ايد المعلم خاطر؟
هزت رأسها بهستيريا قائلة: لا يا زيدان أرجوك كله إلا بابا. ساعدني وديني أي مستشفى ورجعني بعدها لبابا وأوعدك هختفي من حياتك للأبد.
ابتسم بسخرية قائلة: أنتِ عايزاني أساعدك بعد اللي عملتيه فيا طب أقول ايه للي مستنياني على نار علشان أقولها جبتلك حقك.
هبطت أكثر وأمسكت قدميه تتوسل إليه قائلة: أبوس رجلك يا زيدان سامحني ساعدني أرجوك.
ركلها بقدميه ورد عليها قائلًا: ملكيش عندي لا عفو ولا سماح دبري حالك بحالك أنتِ مش أحسن من ريحانة اللي ضيعتيها.
وتركها ورحل لتزحف بجسدها وتتقدم من الباب تعلو بجسدها وتستند على الجدران تود الهرب قبل أن يصحو قصي و يفتك بها. أما عنه فقد قام بمهاتفة أمير ليعلمه بما فعله بقصي وشذى حتى يتمكن أمير من الوصول إليهما مسرعًا وأخذ قصي إلى إحدى مستودعات المواد الكيميائيه التي تستخدم في المصنع الخاص بريحانة للنيل منه ومن جديد وأمامها حتى تشعر بالظفر من كل المذنبين اللذين لوثوا حياتها بقي شخص أخر ويا ويلته هذا لم يستطع التخلص منه ألا وهي شكران كيف يمكنه النيل والثأر منها يود أن يعود إلى قصره ويجدها قد رحلت ولكنه يعلم جيدا أنها لن تتركهم خاصة بعد ما علمت أنه أدرك حقيقه ريحانة. ريحانة أنتظرت كثيرًا عليه العودة إليها وليحدث ما يحدث.
انطلقت بالطرقات عاجزة ومقهورة لعبوا بها جميعاً حتى هو الذي كان لها استثناء يوماً من هذه اللعبة احاطها بالاتهامات وحاصرها وأرغمها على الزواج به استشعرت في هذه اللحظة أنه عندما استمع إلى والدته صعد ليتأكد من عذريتها ولكن قام بذلك الجرم ليدفعها ثمن علاقة والده بوالدتها ولكن الخطأ من البداية يكمن من ارتباطها بقصي الذي ظننته مهرب من حياتها المميتة في كنف والدها الضعيف ولكنها لم تعلم بمدى حقد شكران عليها ..تأكلها الندم من ارتباطها ودخولها تلك الطبقة الراقية في الظاهر المتجبرة من الداخل وهي مهما كانت قوتها أمامهم إلا أن قواها انهارت ها هي ركضت على السلم لا أحد يراها من أعلى ولا أحد ينظر إليها من اسفل جرحت هذه المرة أضعاف جرحها بالماضي اعتصرت عينيها قائلة: أنا كنت مجرد محطة الكل هرسها برجله.
لو عادت إلى والدتها ستوقفها عن طلب الطلاق وستحملها ذنب كتمان السر عنه وعنهم.
عاد زيدان إلى القصر ليقطب جبينه أثر إيجاده للباب مفتوحًا على مصراعيه فدلف ليستوقفه صوت الحارس المصاب في قدميه يتأوه قائلًا: الحقني يا زيدان باشا.
نظر برعب إلى باقي الحراس يستفهم بعينيه عما حدث ليخفض أحدهم رأسه قائلًا: اعذرني حضرتك دي أوامر الدكتورة شكران محدش يقرب منه لغاية ما حضرتك ترجع .
حدق زيدان بعينيه بقوة قائلًا: هو ايه اللي حصل بالظبط؟ مين اللي ضرب عليه النار..وساييبن باب القصر مفتوح ليه؟
رد عليه نفس الحارس قائلًا: الدكتورة ريحانة ضربت عليا نار لما مرضتش أفتحلها الباب ولما خرجت رجعت تاني تضربني علشان تضمن محدش مننا يبقي وراها.
صرخ زيدان في وجههم بغضب قائلًا: يا كلاااااب محدش فيكم له شغل عندي من بعد النهارده ..وده يا تعالجه يا يتاوى..مفهوم اتصل بشركة الحراسة تبعت غيركم في ثانية تمشوا.
وبالفعل حملوا الحارس وهاتفوا سيارة الحراسة الخاصة بعملهم ولكن قبل رحليهم هتف الحارس بصوت ضعيف قائلًا: الست شكران هي اللي فتحت الباب.
تخطاهم و دلف إلى الداخل ليعلم أنها بالمكتب تشاهد كل شئ ليقتحم عليها المكتب قائلًا: أنتِ ازاي أمرتي يسيبوا الحارس والباب مفتوح بالشكل ده؟ مخوفتيش البوليس يشم خبر ولا كنتي هتلبسيها لريحانة؟ وأنتِ كمان اللي فتحتى الباب؟
كانت تنظر من النافذة مولية إليه ظهرها تلتفت قائلة بكره: أيوه وكنت هتصل بشركة الحراسة تبلغ عنها كمان اللي غلط يتحمل نتيجة غلطه كفايه بجاحتها.
رفع سبابته إليها قائلًا: متنكريش الغلط يا دكتورة وملكيش دعوة بمراتي صاحبة القصر اللي أنتِ قاعده فيه وأم اولادي إن شاء الله.
ابتسمت بخبث قائلة: بجد أومال هي هربت ليه؟ لهو أنت متعرفش إنها طلبت من مها تعملها عملية تنضيف.
جحظ بعينيه تبتسم هي بشماتة قائلة: علشان مش عايزة يبقي عندها طفل منك أصلها بتقرف منك.
قبض على يديه بقوة ولكن لم يتحمل وانفجر فيها قائلًا: على سيرة مها..تعالي اعترفي بجرايمك ومتحاسبنيش ولا تحبي أبلغ عنك نقابة الأطباء.
واستطرد وهو يضرب الخزانة الخاصة بها بكل عنف قائلًا: وأجيب أداه الجريمة وصور لعملياتك القذرة ومصاحبتك للدكتور اللي كان هيعمل الإجهاض لشذى.
ارتعدت أوصالها ولكنها حاولت إخفاء ذلك قائلة: شذى مين ودكتور مين..هي بتألف عليك مسكينة تحمد ربنا ان قصي رضي بيها أصلا.
وتعالت بجبروتها قائلة وهي تنظر إلى الخزانة: ..وبعدين أياً كان أنت مش معاك دليل ولو في مش هنا.
ابتسم بسخرية قائلًا: قصي والله كان نفسي أسميه زي ما سميت زاهر زهرة بس يلا معلش زمانهم بيقلبوه دلوقتي وبيدوروله على اسم.
ثم تعالت ضحكته قائلًا:..أصله مينفعش في سوق الرجالة ابن السبعاوي.
رفعت كتفيها بلا مبالاة قائلة: أنت حر..ان شاء الله تولع فيه أنت كده خدمتني خلصت منه ومن شذى ومن ريحانة الزفت اقعد كده بقا واهدى واختار صح.
واستطردت باصرار قائلة: لأن كل مرة تختار فيها غلط هعمل اللي في دماغي برضه.
هز زيدان رأسه بالسلب قائلًا: مش هتقدري..لأن هعمل زي ما أخواتي البنات قالوا..طلبوها بالحرف عايزين نرجع مصر ونبقى معاك في القصر.
واستطرد وهو ينظر إليها باستهزاء قائلًا:..بس مش عايزينك.
جزت شكران على أسنانها قائلة: وأنا يعني اللي قاتلة نفسي عليهم؟
ابتسم زيدان بخبث قائلًا: يبقى ننفذ رغبتهم..بس أحل مشاكلي وأرجع ريحانة بيتي وأفوق ليكي.
نظرت إليه بريبة ليضاعف التعالي بضحكته الشيطانية وتركها وصعد إلى جناحه ليدلفه بهدوء وهو يعلم أنها ليست بداخله ومع ذلك دلف لتذكر ما حدث منذ لحظة دلوفه من الباب الأخر وتذكر لحظاتها معه ونعومتها معه وخجلها ..كيف له أن لا يشعر أنها عذراء وردية كيف له أن يهينها بهذا الشكل المقزز..كيف له أن يصم أذنيه ولم يسمعها كيف استسلم لاتهامهم لها؟ كيف له أن يستمع لحوار اللعينة ثم يسيطر عليه شيطانه ويصعد ليتأكد تنهد مطولًا يتجرع أول كاس من كئوس العذاب والذي علم جديدا أنه سيحتسيه مثلما احتسته من قبل ..ولأول مرة بحياته يشعر أنه فقد جزءًا بداخله..كأنه قام بعملية استئصال جزء مفيد في جسده لا بديل له, نعم بدأ يستشعر أنها ليست مكملة بل هي أساسية. سلبت عقله وقلبه كيف سيسترجعها بعد ما قام بإنتهاكها وذلها وصم أذنيه عن سمعها ولو قام باسترجاعها كيف سيمحي أثار تلك الليلة المشئومة؟
تحسس الفراش لعله يسترجع إحساسه بدفء جسدها ليتفاجئ بقصاصات ورق منثورة وأسفلها بقعة الدماء دليل عفتها التي اعتبرها مزورة وغير حقيقية ليجمع القصاصات ويتراءى له أنه ايصال الأمانة الخاص بها المرفق بعرض الزواج ليتذكر عرض الزواج الرخيص والمهين ليحدث نفسه قائلًا: كده خلاص؟ لا يا ريحانة ده زعل هترجعي وعارف اني هتعذب وأنا برجعك.
واستطرد بعذاب قائلًا: وبعد ما هرجعك..حتى وأنا عارف انك بتكرهيني وكارهة مني أي حاجة.
ثم تجمد وجهه فجأة قائلًا: مها كان عندها حق لما قالتلي خد مراتك وروح..يبقي كانت عارفة إنها عايزة تنضف جسمها مني.
استطرد يتأكل من الندم قائلًا: يا ريتني ما سيبتك يا ريحانة وكنت بعت حد يعمل اللي عملته بس مقدرتش كان لازم أخد حقك بإيدي.
أخرجه من تفكيره اتصال أمير ليطمأنه على ما تم فعله بقصي وإخباره بهروب شذى ليبتسم زيدان بسخرية قائلًا: وريحانة كمان هربت مني بس أنا السبب ..المهم عايزك تعمل تغيير للحراسة كلها .
وتابع وهو ينظر من النافذة بضياع قائلًا: نشوف بقى هي ركبت ايه وراحت فين لازم ألاقيها يا أمير.
تنحنح أمير قائلًا: هو حصل ايه بالظبط وايه اللي خلاك تضرب قصي وشذى وايه اللي يخلي ريحانة تهرب.
أسئلة دارت بعقل أمير وزيدان صامت ليزيد أمير من أسئلته قائلًا:..هي هربت علشان المافيا ولا علشان قصي؟
زفر زيدان بحنق قائلًا: حوار كده مينفعش أتكلم فيه بص يا أمير شوف اللي قلتلك عليه من غير ما تسأل ومتلفش من ورايا.
ولكنه تجمد وأردف بغل قائلًا: اسأل نورا اسألها ايه اللي يخلي ريحانة تمشي بس استبعد انها تروح ليها زي المرة اللي فاتت..لأنها خلاص عرفت ان نورا معانا.
عقد أمير بين حاجبيه قائلًا: أسأل نورا؟
استمع إلى زفرة زيدان الغاضبة فسرعان ما انصاع إليه قائلًا: حاضر يا زيدان هعمل اللي قلت عليه..بس بالله عليك بلاش الفترة دي أي عنف احنا العين علينا.
تنهد زيدان قائلًا :تفتكر يا أمير ممكن ترجع لأهلها أصل هي ملهاش حد..حتى المرة اللي فاتت لما هربت جبتها.
واستطرد بضياع قائلًا: فأكيد مش هتهرب لمكان غريب لأنها متأكدة اني هجيبها.
أنتهت المحادثه بين أمير وزيدان ليهاتف أمير نورا لتستيقظ وتتحدث وهي تتاثئب ليصدمها أمير قائلًا: ولا على بالك..ريحانة هربت.
شهقت نورا وجحظت أمامها قائلة: ايه اللي أنت بتقوله ده مستحيل.
رد عليها أمير بتعب قائلًا: دي حقيقة..وأكيد أنتِ عارفة ليه.
ردت عليه نورا بذهول قائلة: لا اللي أعرفه إنها بعد ما كلمت قصي..اقسمت قدامي انها خلاص هتبقى لزيدان من الليلة دي.
عقد أمير ما بين حاجبيه قائلًا: لا هو كل ده وكان لسه محصلش.
عاتبت نورا نفسها وردت قائلة: هو كان في فرصة مرة ساب الأوتيل ومشي ومرة الزفتة شذى ومرة الزفت زاهر..وأكيد هي مشت لما ردت على قصي بس هو اتصل عليا..بص أنا هفوق وجيالكم.
كاد أن يرفض مجيئها ولكنها لم تمهله الفرصة حيث أغلقت الهاتف وارتدت ملابسها سريعا ورحلت.
كان والدها مقربًا لها منذ لحظة خروجه من السجن تتذكر عندما ظنت أنه سيغالي في مطالبه لزيدان ولكنه فاجئها بطلبه من زيدان أن تكون ريحانة زوجة للأبد له ولكنها متأكدة أنه سوف ينفعل عليها لو علم بكتمانها لهذا الجرم وتحملها الانفصال والتشهير بها ونعتها بالعاقر، ولكنها تحملت كل ذلك في سبيل عدم التشهير بالزنا ..تخيلت انفعاله وهو يقول: اطلعي بره روحي حلي مشاكلك.
ولكن والدها ليس مثل والدتها السوداء من الداخل والتي هي المتسببة الأكبر في المشكلة التي تعانيها الآن ..تذكرت ياسمين والدة صديقتها نورا والتي تجدها بيضاء لا يلوثها غير شئ واحد هو ما سردته نورا لها وفضيحتها مع مصمم الأزياء وبدون تفكير أخرجت هاتفها تبحث عن رقمها هي المرأة الوحيدة التي من المؤكد لن تسألها لماذا حدث ذلك جميعهم سينصبون لها المحكمة وسيلومونها.
بالفعل وجدت رقمها وهاتفتها ولكن من سنترال قابلته بعد أن بعدت عن القصر أميال سيرًا على الأقدام حتى لا تسجل الكاميرات ذهابها بأي سيارة أيضًا سحقت الهاتف تحت قدميها قبل أن تدلف السنترال ورمته بعيدًا بعد أن حفظت الرقم عن ظهر قلب.
لترد عليها ياسمين بصوت ناعس اتحرجت ريحانة وارتبكت قائلة: أنا عارفة إن الميعاد مش مناسب بس كنت عايزة أجي لحضرتك من غير ما نورا تعرف..ممكن؟
قطبت ياسمين جبينها وأنتفضت قائلة: هي نورا مالها..فيه حاجة يا ريحانة لو في حاجة قولي أنا أعصابي باظت.
ردت ريحانة سريعًا وقالت: هي كويسة حضرتك الموضوع يخصني ..ومليش غيرك.
وضعت ياسمين يدها على صدرها وتنهدت قائلة: مفيش مشكلة..أنتِ عارفة العنوان..منتظراكي.
ابتسمت ريحانة بمرارة قائلة: طب ممكن بلاش تقولي لنورا؟
هزت ياسمين رأسها قائلة: حاضر يا حبيبتي.
ذهبت ريحانة إلى منزل ياسمين وما أن خطت خطواتها الأولى احتضنتها ياسمين تربت على ظهرها وتجلسها ولم تتحدث بأي شئ فكل شئ واضح لها خلاف أزواج ولأن ريحانة تبغض منزل والدتها لجأت إليها ولكن لما طلبت منها ألا تعلم نورا ولما لا تذهب لنورا فورًا..نهضت ياسمين وصنعت لها كوبًا من الليمون ليهدئها ثم جلست أمامها تنتظر أي شئ تسمعه. لتضع ريحانة كأس الليمون قائلة: أنا مش عارفة أبدأ منين وحضرتك مش ملزمة تسمعيني..بس مينفعش تسيبني عندك من غير ما تعرفي الحكاية.
نظرت إليها بعدم فهم قائلة: حكاية ايه..ما عادي يا ريحانة..أكيد خناقة بينكم بس مش شايفه انها بدري أوي.
تنهدت ريحانة قائلة: قولي اتأخرت.
قطبت ياسمين جبينها قائلة: مش فاهمة.
سألتها ريحانة بتوجس قائلة: ولو حكيت ليكي هتفهميني ولا هتعلقي ليا المشنقة زي الكل؟
ابتسمت لها ياسمين قائلة: هفهمك لأني أكتر واحدة اتفهمت غلط.
نظرت لها ريحانة باندهاش ثم قامت بسرد الأمر برمته لها لتحدق ياسمين في وجهها باندهاش لتبتسم ريحانة بسخرية قائلة: طبعًا مش مستوعبة ازاي واحدة تعمل في نفسها كده .
رفعت ياسمين أكتافها ومطت شفتيها قائلة: طب ليه من الأول بعد سنة جواز من قصي ماحاولتيش تطلقي وكان يحقلك.
زفرت ريحانة بحنق قائلة: أوهمني إن في أمل وبيتعالج وطبعًا حضرتك عارفة أنا كنت بحبه قد ايه هو كمان كان دايمًا رومانسي.
واستطردت تزفر بحنق قائلة: عيبه الأنانية اشتغلت وتعبت وهو أخد مني كل حاجة على الجاهز. حاجة بقي كانت ديما شكران تقولها ليا جوازتك زي الشغل لما تيجي تسيبيه وصاحب الشغل يكون مش موافق بيشهر بيكي في بقية الشركات وبيقطع عيشك وأنا أقدر أطلعلك شهادة إنك عندك عيب خلقي في الرحم وعمر ما حد هيرضى يتجوزك.
لوت ياسمين شفتيها قائلة: مفيش راجل بيطمر فيه ولما بنلقيه قدامنا مش بنصدقه لأن خلاص اتربت العقدة أما شكران هتفضل طول عمرها زبالة وواطية.
وجدت ريحانة في حديث ياسمين بصيص أمل فسألتها قائلة: هتقبلي أن أقعد عندك لفترة لحد ما هو يزهق تدوير ويمل مني ولا أشوف مكان تاني.
تنهدت ياسمين قائلة: البيت بيتك يا ريحانة يا ريتني كنت أقدر أعمل ليكي حاجة أكتر من كده..بس أنتِ رافضة حتى نورا تعرف، ومعاكي حق أنا قلتلها بلاش زيدان يا نورا.
هزت ريحانة رأسها ترفض قائلة: لا اوعي يا طنط نورا دلوقتي تعتبر معاه وفي صفه وهتلومني زيها زيه وهتحاول ترجعني ليه بأي طريقة.
ولكن أوقفت ريحانة حديثها وعقدت ما بين حاجبيها قائلة: ليه قلتي لنورا بلاش زيدان رغم إنك يوم الفستان كنتِ فرحانة.
قطبت ياسمين جبينها قائلة: وهي نورا مش قالتلك الكلام اللي قلته ليها.
هزت ريحانة رأسها بنفي لتزفر ياسمين بحنق قائلة: بصي نورا جت قالتلي ريحانة هتتجوز سألتها مين قالت زيدان يعني مش كفايه اتجوزتي ابن أخو شكران راحه تتجوزي ابنها لا كده كتير.
: صممت أقولها سبب رفضي..قلت ويا ريتني ما قلت كان ردها عليا زي السكينة التلمة بلاش تتهمي العالم وأنتِ جواكي وقاحة وطبعَا قعدت تقلب.
هزت ريحانة رأسها بعدم فهم لتبتسم ياسمين بمرارة قائلة: الموضوع بقاله كتييير زمان كنت مخطوبة لوالد زيدان ..طبعًا أنا بنت شريكه وهي بنت السواق بتاعنا..بس ايه طالبة في الطب وطبعًا كل هدومي وكل ما أملك بيعطيهم ليها بس يعني مش أول ما بجيبهم مش تشكر ربنا لا دي تروح تدور على خطيبي اللي أنا وهو بنحب بعض من واحنا صغيرين وطبعا بطريقة رخيصة كان بيشوفها عندنا كتير وطبعًا كانت راسمة وش الملاك وكانت بتحكيله اني بعايرها وهو كان خايف على مشاعري وخايف يقولي على عيب في..مرة اتجرأت وراحت له في حوار عبيط إن أنا طردتها هي وأبوها ولازم يشوف لها شغل لأن دي أخر سنه ليها كان بيظبط البيت بتاعنا وكان هناك لوحده..راحت وعملت الفيلم بتاعها العبيط قام يعمل لمون..قالتله عنك يا باشا..وعملته هي ولكي أن تتخيلي فاق لقاها عريانة.
شهقت ريحانة قائلة: ومش خايفه ليخلى بيها.
تعالت ضحكات ياسمين قائلة: عادي طالما زي ما هي في غيره يقع بنفس الفخ بس هو كان أرض حلوة أوي..وعادى الكل واتجوزها معرفش بقى هو حبها زيادة ولا ايه مش يهمني.
والطبيعي صدقت إنه حصل ما بينهم حاجة بعد فترة اتجوزت وخلفت نورا واتقابلنا في حفلة عمل جه وقف جمبي وقالي سامحيني ده كان فخ اكتشفته بعد ما اتجوزتها هي فكرت إن وقفتنا بنعيد اللي فات وقعت بيني وبين أبو نورا. بدأ الراجل يكرهني وبعدين زهق مني لجأ للتعاطي، ومات الله يسامحه ويسامحها يا ريتها سكتت خافت بعد ما مات يلف عليا أبو زيدان من جديد قامت مسلطة عليا ميشو اللي محدش يعرفه بقا إن ميشو ده زي قصي بس في حاجة دي طبيعة في ميشو مش مجرد دوا غلط كان ممكن أفضحه وأبرأ نفسي بس أنا فيا منك كتير عندي حتة رحمة ونفسي أشتالها وأخلص وأرتاح بس سيباها لنورا يمكن تحن عليا.
تنهدت ريحانة بتعب قائلة: نورا بتحب بتحب أمير دراعه اليمين بتحبه رغم عيوبه وبتثق فيه.
واستطردت بسخرية قائلة:..أنا نفسي بستعجب على نورا القوية تقع الوقعة دي ازاي؟
ابتسمت ياسمين بسخرية قائلة: متستغربيش يا ريحانة هي دي نورا بنتي قوية وجامدة ومسيطرة وأؤكد لك انه هيتغير علشانها.
وتابعت بفخر قائلة: ..نورا اتقدم لها ناس كتير وكانوا محتارين يعملوا علشانها ايه بس هي دايمًا مش بتحب الحاجة السهلة.
توترت ريحانة وسألتها قائلة: مش بتجيلك هنا؟
هزت ياسمين رأسها بالسلب قائلًا: أبدًا ولا حتى بتسأل في التليفون أخر مرة شفتها يوم فرحك واتحايلت عليها قدام أمير تطلع معايا رفضت.
ثم استطردت بعجز قائلة: عارفة أنا يومها حسيت بالعجز بنتي كان لازم تطلع معايا بس معرفتش أضغط عليها علشان الفضائح اللي كان ممكن تعملها ليا وفي نفس الوقت العربية عدت من قدامي كأنها أخدت شرفي معاها..كنت خايفة أخر نظراتهم لبعض إنها تقلب بمصيبة رنيت عليها بعدها بربع ساعة علشان أشوفها روحت لوحدها مردتش..اتصلت بمراة البواب أكدت ليا انها طلعت الشقة كنت مرعوبة وهي مش حاسة برعبي بتعاقبني علشان غلطت.
واستطردت تصرخ قائلة:..أيوه يا ريحانة هي شايفاني غلطت زي أمك وشكرية وشذى بس أنا وأنت اللي افتقدنا حاجات ومعوضنهاش بالغلط زيهم.
بكت ريحانة وتعالت شهقاتها قائلة: ويعني أنا حد صدق إني حافظت على نفسي ..الكل لطش فيا..حتى هو.
واستطردت تتذكر كل شئ قائلة: تعرفي لما لمسني حسيت باحساس يمكن عمري ما كنت أتخيل اني أحس بيه بس حسيت بإحساس لعين وهو بيجلدني وبيهين كرامتي وبيسحبني ويدبح فيا.
ثم تابعت تهز رأسها بإصرار قائلة: أنا عمري ما هنسى اللي حصل ومسافة ما سمع من شكران كلام عني طلع يتأكد، رغم انه كان مبين عكس اللي شفته منه و شكران الزفت تقولي إن اللي في بطن شذى ابنه.
ربتت ياسمين على ركبة ريحانة قائلةاوعي تصدقي ك شكران..دي بتلعب بالبيضة والحجر قالت لك كده علشان تحسسك إن ملكيش مكان.
واستطردت بحنان قائلة: هو لو مش عايزك كان سابك عند الدكتورة ومشي.
هزت ريحانة رأسها بمرارة قائلة: معتقدش ..على العموم حتى وصل الأمانة اللي بمليون جنيه قطعته ورميته.
واستطردت تمسح على جسدها بضيق قائلة: أنا مش عايزة منه حاجة حتى كان نفسي أنضف نفسي منه بس معرفتش.
تعالت ضحكات ياسمين قائلة: ياااه للدرجة دي نفسي أعرف ليه مش تعملي ذكية زي بقيت الستات ليه ده حتى كيدهن عظيم.
واستطردت تغمز لها قائلة: ده أنا لو منك أدعي ليل نهار أبقى حامل.
لوت ريحانة شفتيها بامتعاض قائلة: أه علشان يربطني بيه، يا طنط بقولك فرضًا لو طلعت حامل يا اما هطلق وأخد ابني منه وده طبعاً صعب معاه.
ثم زفرت بحنق قائلة: يا اما هعيش أربي ابني بس مش هقدر إنه يلمسني تاني.
تعالت ضحكات ياسمين قائلة: تراهنيني إنك مش هتقدري تشوفيه وميقربش ليكي ريحانة بلاش تضحكي على نفسك.
ثم أشهدتها قائلة: أنتِ لسه قايلة إنك عشتي معاه أحاسيس عمرك ما حستيها.
هتفت ريحانة بضيق قائلة: وبالنسبة للي حصل بعدها، بالنسبة للأقلام اللي رنت على وشي يا طنط. ده أنا أبويا برغم عيوبه عمره ما عملها معايا.
ثم استطردت بضيق قائلة: حتى النيلة قصي.
هزت ياسمين رأسها بتفهم قائلة: حاسة بيكي أنتِ كرامتك إتهانت واداست تحت رجليهم كلهم بس فكري هو عمل كده ليه.
و تعاطفت معه ياسمين قائلة: اتجنن لما عرف إن الوحيدة اللي حبها في حياته طلعت زي ما بيقولوا، ده لسه السم كان مبخوخ طازة يا بنتي.
تدلت شفتي ريحانة قائلة: حبني!..ده اللي هو ازاي يعني..ده حتى مش عارف يحب نفسه.
اقتربت منها ياسمين وهتفت بخبث قائلة: بيموت فيكي مش بيحبك. لما غفران استهزئت بيكي في السنتر بعت وقف شحنة الأزياء الجديدة ووقعها في السوق.
جحظت عينا ريحانة لتستطرد ياسمين قائلة: وطبعًا نورا اقترحتني له ومش عايزة أقولك على التعليمات وده اللي خلاني أقتنع انه هيقدر يحميكي منهم.
فلاش باك
. : من فضلك يا مدام ياسمين عايز ريحانة تعامل زي الملكة المتوجهة.
: بلاش عنطزة يا زيدان ريحانة مش بتاعت الكلام ده.
تنهد زيدان بحب قائلًا: صدقيني مش عنظزة لو كانت واحدة تانية مكنتش اهتميت لأمرها إنما دي حاجة ليها رونق مميز.
واستطرد بنظراته الشاردة قائلًا: حاجة كسرت حاجز ببنيه دايمًا بقالي سنين ومتقوليش إنه حب هي لون مختلف.
نظرت له ياسمين بخبث قائلة: طب وجوازها قبل كده وعدم الخلفة كل ده مش فارق معاك؟
هز زيدان رأسه غير مباليٍ وقال: في الأول مكنش تفرق كانت واحدة بتجوزها وبعليها عليهم وبكسر نفس غيري بيها بس من يوم ما قربت منها أوي وأنا مبقاش فارق معايا مش هنكر غيرتي الغريبة لما أفتكر اني مش هكون أول راجل في حياتها، ولا كل ما أفتكر البوس والأحضان اللي كان قدامي في كل حفلة عقلي بيشط أما الخلفة مفيش حاجة بعيدة عن ربنا هي بس تحس بالأمان نحيتي وأنا هعافر وهسافر بره ونعمل عمليات لغاية ما ربنا يأذن حاجة كمان نفسي أعرف هي خايفة مني ليه وليه حاسه اني معاهم ومعاهم في ايه بالظبط وهعمل ايه فيها أكتر من اللي هما عملوه.
باك
أغمضت ريحانة عينيها بمرارة قائلة: يا ريتني فعلًا كنت عاقر. أكيد كانت حياتنا اتغيرت ومكنتش هعيش ليلة سودا زي دي.
الزواج أساسه الصراحة لكي يستمر ويبقى للأبد له قوانين وأسس ومبادئ منذ بدئ الخلق يعلمها الجميع تلك الزيجة بنيت على سر أجبرت على إخفائه عن
الجميع وهو اعتبرها مخطئة، لكن هو المخطئ ارتكب جرمًا في حق نفسه وفي حقها بعضنا يعتبرها مظلومة والبعض الأخر يعتبرها ظالمة في حق نفسها، حتى لو كانت باحت بالسر كان من المؤكد أنه لن يصدقها وسيسحقها.
أنتهى الحديث بين ياسمين وريحانة لتتجه ريحانة إلى الغرفة المخصصة لها بينما ياسمين تجري مهاتفة تليفونية مضمونها: تمام هي عندي.
ترى من هاتف ياسمين؟ وهل هي مع ريحانة أم ضدها مثل الجميع ظالمة ومستبدة؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
باتت وقلبها يبكي مثل عيونها وهو كان على نفس حالتها يريد ارجاع الزمن ساعة واحدة ويستفيق من هذا الكابوس الذي كان مثل الخنجر طعنها بدون رحمة بكل قسوة وحملتها وتحملت معها إهانات لم تتحملها أي امرأه مهما كانت تحب زوجها ولكن زوجها لم يتقدم خطوة في سبيل السعادة الزوجية ظل كما هو يشبع رغباته بأفعال رخيصة ولكنها ناقصة غير كاملة مثل زيدان الذي شعرت معه بالكامل كأنثى ولكنها فاقت من هذا الحلم على إهانته لها كان يظن أنه وجدها واكتمل الشئ الذي دوما يسمع عنه وهو الحب ولكنه بعدما فعله عاد كما كان وحيدًا من دونها.
دلفت إلى غرفه نورا التي أعدتها ياسمين لنورا منذ سنوات ولكنها نقمت عليها نظرت إلى الغرفة بانبهار حيث قامت ياسمين بإعدادها بعناية كيف لنورا أن تنقم على هذه الأم رغم حنانها أين العفو والسماح. كلنا خاطئ ناقصين، ولكن كل منا لديه فرصة أخرى أه لو كان لديها أم مثل ياسمين لكانت ركضت عندها وخبأت نفسها بين ضلوعها نعم كلهم مذنب لكن الفرق ياسمين تريد ابنتها أما شمس لا.
جاء الصياح واستيقظ من نومه ولنقل استيقظ من غفوته البسيطة التي كان يضم بها الفراش من ناحيتها يستشعر رائحتها التي يريد ألا تزول قبل عودتها. ترك كل شئ مثل ما كان لا يريد تنظيف ولا ترتيب ولا تطهير ولا تعقيم إلى أن يجدها حتى يعاتب ضميره بهذا المنظر طيلة الليالي التي سيفتقدها فيها أي شخص هذا مثله. جبروت وقاسي حتى في جلد ذاته.
ذهب إلى منزل أهلها وهو متأكد أنه لن يجدها ومع ذلك ذهب. ترى لما حتى يجلد نفسه ويسمع كلماتهم اللاذعة ويتحمل توبيخهم رغم أنه كان يترفع عليهم يومًا ما.
فتح له الباب وجدي وقطب جبينه على تواجده بهذه الساعه ولكنه صمت وأدلفه ليراه مركز أبصاره على غرفتها كأنه يريدها أن تخرج منها هائجة ثائرة تضربه وتلعنه وتسبه ولكنه تأكد من عدم وجودها هو لا يشعر بها في هذا المكان ولكن عليه أن يدلي باستفسارات وليكن ما يكن عليه الاحتمال جلس كالمحبط أو لنقول كالعليل والمريض الذي يعاني من ألام العظام وهذا ليس لضربه لقصي ولكن من اثار حالته النفسيه لفقدانها..توجه وجدي ليوقظ شمس ويعلمها أن زيدان موجود قائلًا: قومي يا شمس بسرعة زيدان بره وساكت مش بيتكلم الظاهر إن في حاجة بخصوص ريحانة.
ثم نظر إلى ساعة الحائط قائلًا باندهاش: وخصوصًا اننا لسه بدري والبت مش معاه.
هتفت شمس بصوت ناعس وتذمرت ليشيح بيده عليها ويتركها ويخرج إليه ناظرًا إليه بتوجس قائلًا: جرى ايه يا زيدان ساكت ليه من ساعة ما دخلت. هي ريحانة فيها حاجة ومجتش معاك ليه؟
التزم زيدان الصمت لا يعلم من أين يبدأ لينفجر وجدي بغيظ قائلًا: ليه جاي بدري أوي كده طمني يا ابني.
ارتفع نظر زيدان إليه وكاد يجيبه إلا انه سمع الصوت اللعين وهي تخرج من غرفتها بدون مراعاة لوجوده تقوم بارتداء الروب الحريري أمامه وتربطه بكل وقاحة تضع يدها في خصرها تهتف بغضب قائلة: مش شايف حالته يا وجدي. أكيد جاي يقولك خلاص زهقت وقرفت أخدت مزاجي ومش نافعاني.
واستطردت وهي ترمقه بغضب قائلة: قلتلكم أجوزها سيد سيده ويراعي حته عدم الخلفة محدش سمعني.
خرج سامر على صوتها يعلم جيدًا ما حل بقصي من سمر لتواصله معها في الأونة الأخيرة ولكن لا يعلم بحالة ريحانة فتذمر وهتف بغضب قائلًا: أنا بصراحة بستغرب وجودك ايه جاي تضربنا وتعتدي علينا زي ما اتعديت على قصي امبارح ولا ضربتها وجاي تكمل علينا.
حدق زيدان في وجه سامر ليتابع سامر حديثه بحدة قائلًا: لعلمك أنا أول واحد كنت معارض الجواز ده ومش هسمحلك تتمادى أكثر من كده.
كل حرف هتف به سامر اندهش له وجدي وشمس لماذا قام بضرب قصي والتعدي عليه أيعقل أنها مازالت على علاقه بقصي ليريحهم زيدان من أفكارهم البغيضة ويهتف بغضب قائلًا: أنتم محدش فيكم عارف حاجة ريحانة فضلت متجوزة قصي تلات سنين والنهاية عذراء.
نظر إليه وجدي بعدم استيعاب قائلًا: أنت بتقول ايه اللي بتقوله ده استحاله يحصل قصي طلقها علشان مش بتخلف تبقي منين عذراء.
واستطرد بتأكيد قائلًا: ده حتى الكشوفات عند أمك في العيادة، وشاهدة إن عندها عيب خلقي في الرحم. اللي بتقوله ده عمر ما حد يصدقه.
نظر إليه سامر بحقد وغل قائلًا: فهمت دي بقى حيلة منك علشان تطلع أختي قذرة وبتعمل عمليات قذرة لا فوق يا زيدان أنت مفكر نفسك حاوي.
ثم انقض عليه قائلًا: لا يا حبيبي ده أنا أسجنك بتهمة التشهير لأختي.
تحتد عيني وجدي قائلًا: هي وصلت لكده شوف يا زيدان أنا جوزتهالك وطلبت منك وعد إنها تكون زوجة لأخر العمر حتى لو مش تخلف.
صمت يعتصر قلبه ثم استكمل حديثه قائلًا: بس لو على كده وعايز تخلص منها يبقى ترجعها ليا أفضل.
ثم نظر إلى شمس بضيق قائلًا: كان المفروض تفضل قاعده وسطنا ومكنش ليها المرمطة دي بس بتقعد هنا ازاي؟
واستطرد يشير إليها باشمئزاز قائلًا: وهي في الطالعة والنازلة بتتعاير ومن مين منك.
لوت شمس شفتيها بضيق قائلة: أنا معملتش حاجة أنا بس كنت عايزها تعيش مش كفايه القرف اللي كانت عايشاه مع الزفت قصي.
واستطردت بحقد قائلة: والله أعلم يمكن كلام زيدان يطلع صح.
نظر إليه وجدي ليجده يقف بجمود قائلًا: كلامي كل صح وأنا اتأكدت بنفسي والطبيعي اني أشك وأتهمها نفس الاتهام اللي قاله سامر بس مش ذنبي.
هجم عليه وجدي وأخذ يهزه بعنف قائلًا: أنت بتقول ايه عملت في بنتي ايه وليه قتلتها صح أه يا زباله فين بنتي هاتلي بنتي جاي من غيرها ليه.
واستطرد يصفعه قلمًا مبرحًا وهو يقول: بقى ريحانة حد يتهمها في شرفها.
أخذ يسدد له الضربات وزيدان لم يقم بمقاومته يعلم أنه يستحق ذلك ليبعد سامر والده عن زيدان ويقف أمامه رجل لرجل ويلكمه في فمه ويسدد له الضربات وزيدان بلا مقاومة ينظر أمامه يجدها تنظر له بشماتة يتخيلها ريحانة وأخذ سامر يتحدث باستهزاء قائلًا: روح شوف الزباله اللي كنت خاطبها. أختي ميتعملش معاها كده أه مشفتهاش من زمان بس أنا أختي بميت راجل.
واستطرد وهو يلف يده حول عنقه قائلًا بحقد: عرفت ليه مكنتش راضية تتجوزك روح هاتلي أختي هنا يا حيوان.
وضع زيدان يده على وجهه يهتف بحسرة قائلًا: وأنا لو أعرف طريقها كنت جيت هنا أه أنا عارف ومتأكد اني مش هلاقيها هنا وعارف لما تعرفوا هتبهدل.
ليستكمل ويردف بمرارة قائلًا: ومع ذلك جيت. لأني حابب أتأذى على ايديكم بسبب اني ظلمت الانسانه الوحيده اللي حسيت معاها بمشاعر صادقة.
هز وجدي رأسه بيأس وحزن قائلًا وهو يبكي بحسرة: ولو رجعت عمرها ما هترجعلك. أنا عارف بنتي كويس كانت رجعت لقصي أولى منك بنتي اداست كرامتها من قصي واطعنت في أنوثتها وخرجت من الجوازة واستحملت تلقيح أمها حتى عليها.
ثم نظر إليه مستنكرًا وقال: ولما رضت بيك. أكيد كانت متعشمة انك تحتويها وتصدقها بس أنت عملت ايه ولا حاجةدوست عليها وطعنتها في شرفها.
وتابع بكل غل وحقد قائلًا: مع انك المفروض تعرف كويس من معاشرتها ليك الشهور اللي فاتت بس أنت زباله فسرت امتناعها عنك على انه عدم حب.
ليقترب منه قائلًا بتكبر: لأنك عندك نقص.
صدم زيدان من نعت والدها له بأنه رجل ناقص. نعم هو رجل يشعر معها بالنقص لأنه لم يرى منها مثلما شاهد مع قرينها السابق لما فعلت بها ذلك. لما وضع نفسه ووضعها في مثل هذا الموقف ماذا لو كان استمع لها كان سيرحمها من بطشه ومن بطش والدته ومن بطش الجميع، ولكن كان يتواقح معها بالكلمات ومع ذلك كانت صامتة إلى متى كانت ستصمت ماذا لو لم أقترب منها.
كان حديثه لذاته كالأتي
أنا اقتربت بسبب ازدياد شغفي بها على الرغم من تأكدي أنني لست أول رجل بحياتها نعم سعدت كثيرًا لهذا الاحساس ولكن بعد فوات الأوان أه يا وجع قلبي أه يا مرارة أيامي القادمة. أه يا انهزامي سأعيدك وأكرمك بأي وسيلة يا عشقي.
وفي نفس التوقيت كانت تحدث ذاتها هي الأخرى
أنت كنت مقربا مني لدرجه التصاق الروح أنا كنت كالطائر الذي حلق في سمائك وحدك أنت تحب العلو والشموخ والارتفاع وأنا يدفعني شئ أن أعلو وأرتفع بجانبك أينما كنت يا قمر يضئ عتمتى التي كتب عليها أن تظل ظلاماً لا يشرق أبدا شئت أم أبيت لا محال. أنا هنا في مكان لن يخطر لك على بال ولن أكون معك من جديد مهما قدمت من اعتذارات وامتيازات حتى بكائك لو حدث لن يجدي صرت متجمدة القلب مثلك.
بعد تركه لمنزل أهلها أخذ يجوب الشوارع على ساقيه لم يرد أن يقود سيارته. لا يعلم أين يذهب. قادته قدميه إلى النادي الليلي الخاص بأمير ودلف وهو يعلم أنه لن يجد أحدًا ولكن تفاجئ بوجود أمير الذي نهض ونظر إلى حالته المزرية من أثار ضرب سامر له أجلسه على الأريكة وقام لإسعاف الخدوش التي بوجهه ولكنه أزاح بيده كل شئ يريد أن يتألم بسببها لعله يرتاح. زفر أمير بحنق قائلًا: سبني بس أطهر الجروح دي كلها مش وقت عناد، وبعدين مين الزباله اللي عمل فيك كده، و ازاي تسمح له.
صمت زيدان لا يريد الرد عليه ليزفر أمير بحنق قائلًا: مهما كان بلاش تسيب حد يحطم فيك.
نظر زيدان أمامه بجمود قائلًا: يحطمني! طب ما أنا حطمتها وضربتها وطلعت فيها غلي كله ولا مش واخد بالك خلاص زيدان وقوته وجبروته طلعت بلح.
واستطرد بألم قائلًا: واللي عمل فيا كده ليه الحق.
توتر أمير وارتباك ظهر على محياه قائلًا: أنا من امبارح بعمل تليفونات يا زيدان بس بجد ملهاش أثر.
تضايق زيدان ليوضح له أمير قائلًا: لو كنا بس نعرف من ساعة ما خرجت من القصر كنت قدرت أحدد هي فين دلوقتي.
تحدث وهو شارد يتذكر هذا اليوم الذي وجدها عند أمير تنقذ والدتها من الضياع وأمير يهددها ليدافع عنها وينقذها من بطش أمير لترفع أنفها عاليًا وتقبله قبلة في الهواء أطاحت بعروشه.
: هي خلاص مبقتش ريحانة بتاعت زمان دي ضربت الحارس في رجله رغم رقتها.
ثم فاق من شروده قائلًا: لأنها عارفة إن الكل هيتلبخ فيه ومحدش هيجري وراها.
هز أمير رأسه بيأس قائلًا: فعلًا وده اللي حصل حتى ما أخدتش تاكسي علشان محدش يجيب رقمه.
وتابع زافرًا: طب والعمل يا زيدان المرة دي مش زي المرة اللي فاتت.
نظر له بحدة قائلًا: ليه مش زي المرة اللي فاتت ليه منروحش لنفس الدكتورة وأروح أجبرها ترجع ليه صعبت عليا كل ده.
ثم ضرب بيده على سطح الطاولة قائلًا: بس أنا اللي غلطان كان لازم أبعت أجيب قصي وأصفي حساباتي قدامها.
حاول أمير تهدئته قائلًا: اهدى بس العصبية دلوقتي ملهاش لزمه اللي حصل حصل.
ثم استطرد بيأس قائلًا: وبعدين المرة اللي فاتت عرفنا إنها في اسكندرية من التاكسي اللي وداها محطة الأتوبيس .
تنهد زيدان بتعب قائلًا: عارف أنا روحت بيت أهلها وأنا عارف اني مش هلاقيها لسبب بسيط كنت مستمتع والكل بيطيح فيا.
ثم تابع بحرقة قائلًا: بس كله كوم وكلام أبوها اني مريض نفسي.
نفخ أمير بضيق قائلًا: معلش يا زيدان استحمل ده مهما كان أبوها أي واحد في مكانه هيعمل كده.
وتردد أمير في متابعة حديثه ولكنه استكمله قائلًا: وخصوصًا انه مكنش عايز جوازة بيعة وشروة ده عايز جوازة تستمر للأخر.
أغمض زيدان عينيه يهتف بمرارة قائلًا: ده اللي كنت ناوي عليه كنت هحاول أخليها تخلف وأعطيها فرصة تبقي أم بأي تمن.
وتابع بحسرة قائلًا: وحتى لو الأمر مستحيل كنت مستعد اني مرتبطش بغيرها.
انفرجت شفتي أمير وتدلت إلى الأسفل بذهول قائلًا: تبقى أم!..يعني مش ده السبب اللي سابتك علشانه.
ثم قطب جبينه قائلًا: وصحيح ايه اللي خلاك تروح تدور الضرب في قصي وشذى أنت عملت كده علشان ريحانة ولا علشان حوار المافيا.
صمت زيدان وأبى أن يوضح لأمير الأمر ليقطب أمير جبينه قائلًا: أنت شكيت في لحظة وفكرت أن ريحانة بتخونك مع قصي صح؟..تبقى غلطان أيوه غلطان.
اندهش زيدان من دفاع أمير عن ريحانة ليزيل اندهاشه قائلًا: متستغربش ردي دلوقتي بعد الاتهامات البشعة اللي اتهمتها بيها بس ده زمان يا زيدان قبل ما أعرفها.
ثم أضاف بعض الكلمات التي جعلت زيدان يستأثر غضبًا حيث قال: نورا وضحت لي قد ايه ريحانة عمرها ما تخون لو على قطع رقبتها.
اتسعت عينيه أن تكون نورا تعلم هي الأخرى بأمر ريحانة فسأل أمير بتوجس قائلًا: وضحت لك طب حلو تمام يعني كلكم عارفين وأنا المغفل اللي تضربني على قفايا في الأخر.
ثم ابتسم بسخرية قائلًا: ليه هي كانت ناوية تعملها لي مفاجأة بس أهلها كمان ميعرفوش.
نظر إليه أمير بعدم استيعاب قائلًا: ميعرفوش ايه..أنت بتتكلم عن ايه بالظبط.
هنا أدرك زيدان أن الأمر هو سرد لصفات ريحانة فقط وليس عن السر القابع بداخلها ولكن خشي أن أمير يعلم هذا من قصي فاندفع قائلًا: أمير قصي ده بتاعي ممنوع تقرب منه مفهوم؟
اندهش أمير لفرمانه السريع وتحدث في نفسه ما علاقة هذ الفرمان بأمر ريحانة ولكن لا عليه هز رأسه بطاعة قائلًا: طيب ماشي براحتك.
ليجد زيدان قابع أمامه مثل الأسد الذي يريد الانقضاض على الفريسة والنيل منها لم يكفيه ما فعله بقصي يريد دفنه بأرضه عله يرتاح، ولكن كل هذا لماذا بأيام شذى تركه وحاله ولم يقترب منه. أكل هذا لريحانة؟ نعم لها فهي تستحق كل عزيز وغالي.
تركه وتقابل بنورا التي لم تكف عن الرنين له ليزفر بحنق ولا يعلم كيف يقولها لها لتحثه على البوح لتستفز طاقته قائلًا: كل اللي أعرفه انها مشمشيتش إلا بعد ما اضربت وإتهانت واتمسحت بكرامتها الأرض.
شهقت نورا وعقدت حاجبيها قائلة: ليه إن شاء الله كل ده علشان ردت على قصي؟
هز أمير رأسه بعدم علم قائلًا: باين كده فكر إنها كده بتخونه ولسه بتحب قصي.
صرخت نورا قائلة: لااااا أناقلتلك قبل كده مش ريحانة اللي تخون وقلت له من قبل كده بس أنتوا صنف زبالة. العيلة دي كلها زبالة.
حزن أمير من حديثها ولا يعلم لماذا حزن هل يحبها رد عليها بانكسار قائلًا: حتى أنا يا نورا؟
اقتربت منه ونظرت إليه باشمئزاز قائلة: أنت أولهم، ولعلمك أنت واحد من الناس اللي هدموا حياة ريحانة. فاكر ولا أفكرك. كام فخ عملته معاها. كم مرة حبيت تبين إنها زبالة على العموم كلامي مش معاك كلامي مع اللي مشغلك يا بتاع القمار.
تركته هي الأخرى ورحلت وهو لا يعلم لما يحدث له كل هذا الحزن وهو من لحظة رؤيته لها يريد التهرب منها بأي شكل لا يريد لها الانحطاط في عالمه.
نحن بشر خطائون وجدته ينادي عليها في أحلامها هل هذه حقيقة أم سراب. لتعيش حلمها مثل حقيقتها أقسمت لن ترد عليه حتى لو انبح صوته من النداء لأنها تعلم جيدًا أن تلك الحقيقة المرة التي عاشتها معه أمس لن ينساها هو أكثر منها ستظل ملازمة له في خيالاته ستتركه حتى لو تأكدت من كلام ياسمين أنه يعشقها حتى الموت ستبقى بعيدة حتى لو اقتربت البعد سيتمثل له في جفائها.
استيقظت من نومها على يد ياسمين التي تربت على كتفيها بحنو قائلة: قومي يا حبيبة ماما بقينا الضهر مش هاين عليا أنزل وأسيبك نايمة من غير ما أحضر لك الفطار.
واستطردت وهي تداعب وجهها قائلة: اللي بقالي زمان مش بدوقه وعايزة أجربه معاكي.
رمشت ريحانة بعينيها وسرحت في حنان ياسمين الذي كان مثل حنان الأم الذي تفتقده دوما تتخيل أنها لو كانت وجدته يوماً ما كانت جرت بها المقادير لما هي عليه الآن.
تنهدت ريحانة وابتسمت قائلة: حاضر يا ماما ياسمين هقوم وهاكل معاكي وأكيد مش هتبقى آخر مرة هنفطر ونتغدى مع بعض دايمًا.
ثم داعبت أنفها قائلة: بس أنا اللي هعمل كل ده يا ست الكل.
ابتسمت ياسمين بسعادة بالغة واحتضنت وجه ريحانة بكفيها قائلة: أنا كان نفسي أسمع كلمة ماما من زمان أه هي مش من بنتي بس بالنهاية سمعتها شكرًا ليكي يا ريحانة.
واحتضنتها قائلة: وبجد مبسوطة انك لجأتي ليا يا ريت نورا تحن عليا ربع الحنان ده.
نهضت ريحانة وتأبطت ذارع ياسمين قائلة: كبري دماغك هي السكينة سرقاها بكره تعرف قيمتك وتندم عارفة يا ريت أمي تغلط غلطة واحدة بس دي ما شاء الله.
عضت ياسمين على شفتيها قائلة: أنا عمري ما احتكيت بمامتك بس يا ريحانة دي أمك مهما عملت بلاش تقسي عليها.
واستطردت بخوف قائلة: وبعدين أكيد زمانها عرفت وقلقانة عليكي.
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة: قلقانة عليا! قلبك أبيض يا ماما ياسمين هو أساسا مش هيجرؤ يروح هناك لأن عارف إن الغلط راكبه من ساسه لراسه.
ثم شردت واستطردت بحنان قائلة: أنا اللي خايفة عليه بابا.
حزنت ياسمين لوضع وجدي وسألتها بتوجس قائلة: ليه هو باباكي عارف إنك كنتي عذراء ولا خايفه من هجومه عليكي ولا خايفة على زعله.
صمتت ريحانة ودمعت عيناها لتربت ياسمين على كتفها قائلة: لو عرف أكيد هيبقى في موقف صعب.
زفرت ريحانة بحنق قائلة: طالما ده رأيك أكيد هيبقى كده وطبعاً الست شمس أمي هتقول جملة بسيطة ريحانة تستاهل اللي يجرالها بس أكيد سامر عرف.
شهقت ياسمين بذهول قائلة: سامر!..لا مش معقول وماله سامر وهيعرف منين هو يعرف شذى؟
ثم تذكرت قائلة: لا استني يا ريحانة طول الفرح كان مع سمر وأنا حتى استغربت.
رفعت ريحانة شعرها ووضعت يدها خلف رأسها قائلة بضيق: أنا بجوازتي دي قربت ناس كتير من بعض أولًا أمير ونورا اللي أنا اتجوزت أساسًا علشان أمنع قربه منها.
ثم سخرت قائلة: وأخيرًا سامر أخويا بأخت طليقي.
ابتسمت ياسمين بحسرة قائلة: وأكيد سمر كانت عارفة بحكايتك اللي مستغربة له لما هي عارفة ليه محاولتش تفضحك وتقول لزيدان.
واستطردت بخبث قائلة: مش هي بتحبه برضه وهي اللي ساعدت عمتها علشان يجوزوا شذى لقصي.
هزت ريحانة رأسها بالسلب قائلة: سمر دي ولا عارفة حاجة كل اللي همها انها كانت بتراقب شذى وبتبلغ عمتها .
وتابعت بضحكة رنانة قائلة: وعمتها ضحكت عليها وقالتلها اوعي ريحانة تستعطفك كده أحسنلك علشان أجوزك زيدان.
جلستا على المائده لتناول الافطار وهزت ياسمين رأسها قائلة: شكران هي شكران عمرها ما هتبطل الأساليب بتاعتها الأول كانت بتلف ورا كل واحدة جوزها بيجرى وراها.
وتابعت وهي تلوك الطعام في فمها قائلة: ودلوقتي مش عايزة ابنها يختار.
لوت ريحانة شفتيها بامتعاض لتستطرد ياسمين بخبث قائلة: لا يختار فين بقى هو أكيد هيتجوز شذى بعد ما يطلقها من قصي وطبعًا بعدما يعمله فضيحة.
شرقت ريحانة لتسرع ياسمين تعطيها الماء لتشربه ريحانة بارتعاش لتتسمر بعدها وياسمين تقول: ومفيش مانع انك تفضحي في النص كله في سبيل ولي العهد.
رفعت ريحانة أنظارها إلى ياسمين وحدقت بذهول قائلة: ايه اللي حضرتك بتقوليه ده مش قولتي انها أكيد كذابة.
هزت ياسمين رأسها بأسف قائلة: للأسف كلام شكران صح وشذى رجعت مع زيدان امبارح قلتلك كل الرجاله واطيين.
حاولت ريحانة تمالك أعصابها قائلة: مفيش مشكلة ربنا يهني سعيد بسعيدة وكويس اني مش معاهم.
سألتها ياسمين بخبث قائلة: يعني مش هترجعي وتطربقيها فوق دماغهم وتدفعيه تمن اللي عمله فيكي.
أخذت ريحانة تهز رجلها بغيظ قائلة: هو حر في حياته وأه بعد اذنك عايز موب جديد وخط فون عايزة أرتب أموري علشان بعد شهر أخرج أشتغل.
ابتسمت ياسمين بخبث وهزت رأسها بموافقة وأخذت تنظر إلى ريحانة بسعادة وهي تقلب الطعام أمامها بغيظ. تعلم أنها لن تمرر الأمر مرور الكرام.
شعور غريب يتملكه ليس لفقدانها فقط ولكن يشعر بأنها انتزعت منه شيئًا وليس بقلبه أو عقله لا شيء أكبر من ذلك ترى لما هذا الاحساس يتملكه كان يريد أن يكمل معها مسيرته حتى لو كانت النهاية بدون أطفال تكفيه هي وحدها أصبح إنسان مهزوم أكثر من ذي قبل نعم هو أكثر انسان يحمل الهم ويدفنه بداخله ويظهر من فوقه القسوة وما أن شاء القدر أن يبتسم له وتظهر هي لتزيل همومه انجلت هي وتركت همومه مثلما كانت وأكثر وفي هذا الموقف بذاته الذي كان يجب أن يستغله لصالحه ولكن فوران قلبه وغيرته عليها لم يسمحا له بذلك ومن وحي قلمي أؤكد لكم أنه خطأ لا يمكن إصلاحه لأنه قام بفعلته وأكد لها أنه على استعداد لبيعها بأهون الأسباب حتى لو كانت على حق كان يتخيلها امرأة عاديه يميل عليها بالهدايا والأموال يمتلك كل شئ لديها هذا التخيل تارة إلى أن اقتنع أنها مختلفه تارة أخرى اعتقد أنها ساقطة ليتأكد لمرة أخرى أن ظنونه بها في غير محلها.
كان عليه أن ينتقم من هذا الوضيع الذي عاشرها ثلاث سنوات قضى فيهم على روحها وجعلها تكره كل شئ حتى ذاتها. خدعها بمسمى الحب وهي كالبلهاء أنتظرت إلى أن صفعت منه.
ذهب إلى المستودع الموجود به قصي هو وأمير ليجدوه يجلس أمامهم غير مباليٍ يتحدث بلا اهتمام قائلًا: مفكرين انكم كده قدرتوا عليا اسمع اللي هقوله ليك كويس أمك هي اللي خططت لكل ده.
واستطرد يتعالى بصوته قائلًا: ايه كنت عايزها تفضحني ما أنت عارف انها قادرة.
ابتسم زيدان بخبث قائلًا: وأنت ما صدقت طبعا تفتح دراعاتك للقذرة شذى وتقولها أهلًا يا حبيبتي ما أنت علاجك ميئوس منه.
واستطرد ليحرقه قائلًا: أو نقدر نقول انك حاولت كتير بس مفيش فايدة انك تبقى راجل زينا.
حدق أمير في وجهيهما وانكشفت الغيبية التي كانت حول هرب ريحانة فبلل أمير شفتيه وسأل زيدان بتوجس قائلًا: هو مين اللي يبقى راجل زينا قصي! طب ازاي.
ثم وجه أنظاره إلى قصي يسأله قائلًا: مش أنت كنت متجوز ريحانة تلات سنين وبعدها شذى وكانت حامل في ابنك؟
تعالت ضحكات قصي الشيطانية وتحدث بخبث قائلًا: شوف ازاي اعمل نفسك عبيط يا مرمر. ما نورا قالتلك كل حاجة عن ريحانة ليلة الفرح بتاعهم اوعوا تفكروا إن ريحانة بتخبي
جحظ كلا من أمير وزيدان بعينيهما لتبث لعنات من بين شفتي قصي وهو يقول: لا هي قالت للكل يا زيدان ما عادا أنت. عارف ليه لأنها بتعتبرك وسيلة مش أكتر علشان تغيظني بيك.
صفعه زيدان بكل ما أوتي من قوة وكان يود أن يشدد على عنقه ويخرسه للأبد من هو لكي يتحدث عنها بهذا الشكل المهين لا وهو لن يتحدث عنها هو يتحدث عنه وعن تغفيل ريحانة له واعتباره مهمشًا شدد على حروف كلماته قائلًا بغيظ: أنا عارف كويس مين اللي عنده علم ومين لا يا قصي مش نص راجل زيك هيعرفني.
ثم نظر إلى أمير بثقة قائلًا: أمير لو يعرف كان هيقول زي ما قال على اتفاقك مع حاتم.
جحظ قصي بعينيه وارتفعت أنظاره إلى أمير الواقف أمامه يهتف بالشر قائلًا: أيوه زي ما فهمت بالظبط حاتم أخويا معانا مش علينا يا قصو أه والله.
وأردف بإستهانة قائلًا: معلش بقي هتعمل ايه الناس كلها من قبل فضيحتك دي شايفينك قليل عليها.
تعالت أنفاس قصي وازدادات ضربات قلبه ثم نظر إلى زيدان برجاء قائلة: بس أنا في الأول وفي الأخر ابن خالك ومعملتش حاجة فيك واللي بيني وبينها زمان ملكش دخل فيه.
واستطرد يحرق زيدان بكلماته قائلًا: هي كانت راضية وتمام رضاها انها مرضتش تفضحني.
هنا لم يتحمل زيدان قام بتأديبه مرة ثانية كل حديث قصي يثيره يؤكد له رغبة ريحانة في عدم فضح قصي لما كل هذا العذاب يا الله أنا عشقتها أيكون هذا ثمن عشقي لها أخذ يهتف قائلًا: يا حيوان يا وس*** هو أنت مفكرني معرفش بموضوع التسجيل اللي أنتوا سجلتوه ليا لما اتفقت اني هجيبها تحت رجلي ومين كان هيصدقها يا معفن وفي ورقة تثبت إنها معابة ومينفعش تخلف ولا الورق بتاع شذى اللي بقدرة قادر بقي اسمها دمرتوها يا ولاد الكل*** خلتوها مسخ لا راضية تتجوزني ولا تتجوز غيري طبعًا من حقها مش تثق فيا وأنا كبيركم يا نص راجل.
ظل يسدد له الضربات الواحدة تلو الأخرى إلى أن أزاحه أمير من فوقه يهتف له برجاء قائلًا: خلاص يا زيدان سيبه أرجوك اللي بتعمله ده مش هيفيد هيموت في ايدك وفي الأخر هنلبس مصيبة في واحد ميسواش.
ولكن زيدان لم يستمع إليه واصل مسيرته مع قصي ليوقفه أمير يهزه بعنف قائلًا: اللي بتعمله ده مش هيرجعها.
كأن أمير أزاد الموقف سوءا حيث ابتسم قصي بشماتة قائلًا: أيوه بقا هربت منك عندها حق بصراحة أنت مين يعاشرك أساسًا.
وابتسم بسخرية قائلًا : الوحيدة اللي دايبه في تراب رجليك المغفلة سمر وأنت منفض لها
نظر أمير إلى عينيي زيدان المتوهجة والمشتعلة غيظًا ليحثه على الهدوء ليحتد زيدان ويتمالك نفسه لأبعد الحدود قائلًا: لا هو أنت متعرفش دي راحت تمارس هوايتها القديمة. الفتن يا حبيبي بس المرة دي مش للدكتورة شكران.
قطب قصي جبينه ليتعالى زيدان بضحكته الشيطانيه قائلًا: لا لسامر الخضرى.
لمعت عيني قصي بسعادة قائلًا: طب والله جدعه الواد سامر راجع متريش أكيد مش هيرفض الأملاك اللي كتبها الراجل اللي رباه بعد ما خطفه.
واستطرد باستفزاز أكثر قائلًا: وهدد أبوه وأمه بقضية الدعارة اياها.
زفر أمير بحنق لأنه يعلم جيدًا أن قصي يريد استفزاز زيدان أكثر فأزاح زيدان من أمامه وذهب نحو قصي وجز على أسنانه قائلًا: أنت عاوز ايه بالظبط لو حابب تتقتل قول بس في أحلامك لو أنا أو زيدان قتلناك بايدينا.
ثم أشار نحو رجاله قائلًا: أنت ديتك واحد من الرجاله اللي بره ده مقامك.
ارتعب قصي نعم ارتعب هو يعلم أن كل ما يحدثه من اثارة غيظ زيدان لن تؤدي به إلى التهلكة ولكن الأمير يهدد بشيء أخر فتوتر قائلًا: بس أنا معملتش حاجة علشان أتقتل يا أمير كلنا مكناش موافقين على جوازته من ريحانة وأنت أولنا واستخدمت سمر لكده.
واستطرد يتهمه قائلًا: احنا كلنا زي بعض مع اختلاف أسبابنا.
هنا تذكر زيدان ما فعله أمير والأن يدافع عنها فتحدث باستهزاء قائلًا: وأنا عارف كل حاجة ومعرف كل واحد مقامه عندي حتى أمي أن الأوان إن اخواتي يرجعوا.
اندهش قصي قائلًا: ايه الكلام اللي أنت بتقوله ده هتسجنها صح وهترجع اخواتك.
ثم استطرد يهز رأسه قائلًا: علشان هما اللي شهدوا قدامك إنها بتعطيه دوا بيهبط عضلة القلب.
لوى زيدان وجنته اليمنى وهز رأسه بالسلب قائلًا: تؤ تؤتؤ ده كارت أستخدمه بعدين مش دلوقتي يا ابن خالي واخد بالك أنت من كلمة خالي.
واستطرد بخبث قائلًا: بس هقولك المستشفى هقفلها وأمي وأبوك يا دار المسنين يا السجن.
شهق قصي مما قاله زيدان وود أن يعلمهم بما ينوى زيدان فعله ولكن دون جدوى فقد أعلمه زيدان أنه سيظل كما هو لحين الإنتهاء من كل شئ.
ذهب أمير بنفسه إلى نورا والنيران تشتعل في صدره فتحت باب شقتها وقطبت جبينها لما جاء وهي دائمًا تمنعه من دلوف شقتها ليدفعها بغضب ويغلق الباب من خلفه ناظرًا إليها باشمئزاز قائلًا: مش أنا لوحدي اللي زبالة يا نورا أنتِ كمان.
عقدت نورا ما بين حاجبيها قائلة: هو ايه أصله ده أنت شارب يا أمير.
تعالت ضحكة أمير الساخرة قائلًا: أينعم شربت أكبر مقلب في حياتي. اسمه نورا الغريب اللي دارت على صاحبتها ريحانة العذراء طب كنتي قولي لزيدان كان رحمها.
شهقت نورا وحدقت بعينيها غير مستوعبة ما يقال لتهتف قائلة: مستحيل أنت مش طبيعي. أنت فعلًا شارب. ريحانة يا متخلف استحاله تكون عذراء. دي متجوزة بقالها تلات سنين يا قمارجي يا سكران.
هنا لم يحتمل حاله وهبط بكل جسده على الأرض يسقط أرضا قائلًا بوقاحة: شميني كده يا نونو هااا شارب ولا مش شارب. أنتِ هتعمليهم عليا يا بت؟ طب ما تيجي أشوفك أنتِ كمان عذراء ولا منحرفة ده أنتو اللي زبالة.
صفعة هبطت بها نورا على وجهه بكل ما أوتيت من قوة وبصقت في وجهه ونهضت وأنهضته قائلة بكل عنف: اطلع بره يا أمير.
نظر إليها أمير بحزن ليعلم أنه تواقح معها، ودائمًا لا يعلم لما يفعل بها كل ذلك.
ذهب زيدان إلى المصنع ودلف ظل ينظر إلى المعمل مطولًا يتمنى خروجها منه ولكن الإنتظار لا يجدي شيئًا دلف إلى المعمل عله يستشق رائحتها بالمكان يمني نفسه بالمواقف التي تمت بهذا المعمل ليجد المعطف الأبيض الخاص بها فاندس في طياته وظل يشتم رائحتها حتى وصلت حلقه يود خنق نفسه برائحتها. افاق من هذيانه على صوت طرق الباب ودلوف سامر شقيقها ينظر إليه بسخرية قائلًا: ده أنت بقيت متيم وعاشق ولهان بقى مش موضوع انها خبت عليك سر وأنت شكيت فيها وبهدلتها.
واستطرد بتشفي قائلًا: على العموم أنا شمتان إنها قدرت تكسر واحد زيك.
تنهد زيدان بتعب وألم قائلًا: تفتكر ممكن تكون راحت فين المرة اللي فاتت هربت مني ولقيتها المرة دي محتاج معجزة بجد.
وتابع وهو ينظر إليه برجاء لعله يجدها عنده: محتاج إن اللي راحتله يتصل ويقولي هي عندي.
ابتسم سامر وهز رأسه بشماتة قائلًا: مستحيل، ريحانة أذكى مني ومنك. أكيد راحت عند حد موثوق وواثقة إننا حتى لا يمكن نوصل ليها مش أنت بس.
ثم تابع بانتصار قائلًا: بس حلال فيك.
ثم قام بإغاظة زيدان قائلًا: ولو عرفت مكانها مستحيل هقولك يا زيدان عارف ليه لأنك ابتديت معاها غلط.
هز زيدان رأسه بانكسار ليزيدها عليه سامر قائلًا: وهي حقها تخبي عليك حاجة زي دي حقها كمان مش أنت اللي ريحانة توهب نفسها ليك.
انكسر زيدان قائلًا: حقها إنها تضربني وتبهدلني أنا راضي بس مش ممكن بعد ده كله تسامحني؟
هز سامر رأسه بالرفض قائلًا: أنت كان لازم تسيبها تدافع عن نفسها ازاي تعمل فيها كده افرض انها فعلًا طلعت وحشه ما هو في حاجة اسمها انفصال.
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا: انفصال! معلش أصل مش متعلم بره زيك ونسيت أصلي وتعاليمي الشرقية.
وأراد انهاء الحديث قائلًا: عمومًا اللي حصل حصل كلامنا مش هغير حاجة.
ثم شرد في معطفها وتحدث بعفوية قائلًا: وبعدين ما أنت شايف اني بدأت أدفع تمن غلطي مش قادر حتى لحظة تعدي عليا من غير ما أشم ريحتها.
وتابع باصرار قائلًا: وهدور عليها حتى لو فيها موتي.
ثم رفع أنظاره إليه وعينيه شديدة الاحمرار متعصبه تريد إسقاط الدموع المختزنة بها متحدثاً بصوت مبحوح قائلًا: أنا هنتقم لها من الكل ولو طلبت مني أنتقم من نفسي شخصيًا هعملها.
وهنا هبطت دموعه يهتف بمرارة قائلًا: أصل خلاص بقيت عامل زي الطالب اللي داق النجاح مرة واحده في حياته لو مفلحش تاني هبيأس.
نظر إليه سامر بلوم وعتاب قائلًا: يا ريت كلامك ده ينفع دلوقتي المهم نلاقيها الأول ولعلمك لو حصل أختي هترجع لينا.
وتابع باصرار قائلًا: وأنت لو عايزها هيبقى بشروط لازم أندمك ندم عمرك.
تركه وخرجه ليجد أمير أمامه فنظر إليه باستهزاء ورحل دلف أمير وعلى وجهه التساؤل تنهد زيدان بحزن قائلًا: الدنيا كلها اتفقت عليا حتى أخوها اللي راجع بعد سنين ولا عمره بين انه فرحان بيها جاي يحاسبني.
واستطرد بسخرية قائلًا: ومحسسني انه كان بيعزها أوي.
ثم عقد ما بين حاجبيه قائلًا: تفتكر يا أمير تكون اتخطفت بعد ما خرجت من القصر والمافيا هي اللي خطفتها بس لحد الأن محدش اتصل.
ثم نظر إليه بشك قائلًا: أنت كنت فين من شويه؟ وأنت عمال داير ورايا مش بدور. هو في ايه يا أمير أنت عارف مكانها ومخبي؟
تضايق أمير من شك زيدان فيه فردد قائلًا: ماشي يا صاحبي ليك حق تشك فيا بس ده زمان أنا قلتلك أخر مرة طالما مصمم عليها يبقى خلاص.
ثم زفر بحنق قائلًا: أنا معنتش أقدر أعمل حاجة كفايه اللي عملته في نورا من شويه أناكنت هعتدي عليها وهضيعها. طلعت فيها كل غلي هي حتى لو تعرف ملهاش انها تقولي.
هنا جائتهم نورا ونظرت إليهما بكل احتقار ليترجاها أمير قائلًا: نورا متزعلىيش مني أنا والله كنت.
لتستوقفه نورا قائلة: هو أنا مش قلت كلامي مش معاك. ها يا زيدان باشا هي دي الأمانة اللي وعدتني هتحميها هو أنت مفكر لو جت وقالت أنا عذراء أنت هتصدقها؟
رد عليها زيدان بتحسر قائلًا: معاكي حق هي نفسها معاها حق. وأنا كان لازم أسمعها طالما وثقت فيا وسلمت نفسها ليا أنا من الأول كنت غلطان لما أجبرتها على الجواز.
صرخت نورا وانهارت قائلة: مش غلطك لوحدك أنا كمان اتعميت على قلبي كان عندها حق لما كانت بتترجاني وتقولي بلاش زيدان يا نورا ده من العيله اللي بكرهها.
حاول أمير تهدئتها قائلًا: نورا ممكن تهدي شويه.
استكملت نورا انهيارها قائلة: سيبني أنا نفسي أموت نفسي وأموتكم ربنا يخدكم منكم لله تسحلها وتضربها يا ابن الواطيه أه ما أنت مين أنت ابن شكران.
انهارت على الأرض ليهبط امير إليها يحاول معها ولكن دون جدوى.
جاءت زيدان رسالة على هاتفه من رقم مجهول الهوية مضمونها
(مستحيل هتلاقيني كان نفسي أفضل معاك العمر كله بس حاسة لو نسيت الإهانة مش هنسى نظرة عينك وأنت فرحان إن اللي في بطن شذى مش ابن قصي وهو ابنك أنت خلي بالك
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
بعد مرور أسبوع كامل ومحاولات من أمير لمصالحة نورا هي كانت لا تفكر فيما بدر منه كانت تعاني مما اقترفته من ذنب في حق ريحانة تشقق جلد وجنتيها بسبب دموعها التي تحولت إلى الماء المالح من حزنها على ضياع صديقتها ليخبرها أمير أن هذا هو الوقت المناسب لخطبتها وارتباطها به أمر مثل هذا سيجعل زيدان يخرج عن صمته وحزنه هي أيضًا من المؤكد ظهورها حتى لو من خلف الأسوار لترى صديقتها التي تزوجت من أجل حمايتها بالرغم من عدم صدق نية نورا عندما تحالفت مع زيدان ورسمت له التهديد الذي ألقاه على ريحانة ليجعلها تتزوجه بحثت عنها نورا في كل مكان حتى أنها عاودت وذهبت إلى أباها وأمها رغم تأكيد زيدان لها أنها ليست هناك ولكن تعتقد أن ريحانة مبادئها مختلفه يظل الأب والأم علاقة مقدسة لها بعكس نورا التي تعارضت مع والدتها وأبت أن تذهب إلى منزل والدتها يومًا رغم دعوتها لها وكانت على أتم الاستعداد هي وريحانة إظهار الحقيقة لها. شردت نورا في الرجال الذين تعاملت معهم ريحانة بداية من والدها وقصي وزيدان وسامر ونظرت إلى أمير هو لن يزيد عنهم حرف أين الخطأ؟ أمن ريحانة أم من هؤلاء الرجال. ريحانة الهزيمة دوما تلاحقها كالمشئومة عافرت في هذه الحياة لتقدم لها الحياة تخاذل من الجميع أحزان صغيرة تراكمت فوق بعضها لتصبح أكبر وأكبر لعدم أنتهائها عندما عادت الحياه تضحك لها استكثر عليها البعض تلك الضحكات أصبحت فتات متقطعة بعد تلك الصفعات التي لم تتلقاها يوماً من أحد أصبحت نورا لا تكف عن البكاء يومًا تلو الأخر تعتبر ريحانة صغيرة بالنسبة لها رغم أنها من نفس عمرها أصبحت نورا بائسة بعدم وجودها مثلها مثل ريحانة في الماضي كانتا بالجامعة سويًا يسمعون عن الفشل في الحب كانت ريحانة تنظر إليهم باستهزاء وسخرية بعكس نورا التي كانت مؤمنة بهذا الفشل ولذلك جعلت نفسها ملكة متوجة إلى أن أتاها الأمير الذي قدر قيمتها رغم عبثه بغيرها، ورغم محاولة اغتصابه لها.
بعد مرور شهر
نظرت إليه بشك وتحدثت إليه بصعوبة قائلة: أمير أنت ليه ساكت كده كتير وسايب زيدان بالشكل ده وريحانة معقول مش عارف مكانها؟
ثم صرخت فيه قائلة: فين قوتك ومصادرك المعروفه؟
هتف أمير بغيظ قائلًا: يعني أعمل ايه يا نورا أكثر من اللي عملته حتى شكنا في المافيا مطلعش في محله. اللي غايظني جمود زيدان.
واستطرد بتردد قائلًا: لذلك قلتلك إن ده الوقت المناسب لخطوبتنا.
نظرت إليه وإلى عرضه باستغراب لتنتفض قائلة
: أنت بتستغل الظروف لصالحك يا أمير أنت مفكر اني لسه مهمة عندها.
ابتلع مرارة حلقه قائلًا: يا نورا أنتِ لسه مهمة عندها إذا كان أنا رغم اللي عملته في زيدان ولسه مهم عنده ما بالك ريحانة.
سخرت منه قائلة: ونسيت أنت كنت هتعمل فيا ايه بالسهل كده أوافق أتجوزك؟
حاول معها امير برجاء قائلًا: حقك عليا أنا آسف على كل اللي عملته معاكي في الأول وفي الآخر.
نظرت إليه نورا بعتاب قائلة: ولا عاد يفرق معايا أنت خلاص أنتهيت بالنسبة لي وأنا اللي غلطت.
تنهد امير بوجع قائلًا: طيب يا نورا بلاش أنا ريحانة مش نفسك انها ترجع ايه رايك نعمل خطوبة؟ علشان خاطرهم الاتنين زيدان ضعيف من غيرها.
زفرت نورا بحنق قائلة: زيدان قوي مش زي ريحانة بس احساسي بيقولي إن ريحانة استقوت وقلبها جمد.
امير يريد خطبتها ولا يريد متأرجح يريد إنقاذ موقف ولكنه يريد إنقاذ نفسه من الوحل القابع به يظن أنها الوحيدة التي ستخلصه توسل إليها مجددا وقال: طب ايه رايك نجرب يعني هنخسر ايه ؟
نظرت نورا إليه بتوتر ثم تنهدت بقلة حيلة قائلة: أنا موافقة وأتمنى انها تيجي تشوفني حتى لو متخفية وأنت طبعا عليك الباقي.
ولكنها استطردت بضيق قائلة: بس المشكلة في الست ياسمين زمان كانت عايزاك أنت وزيدان تروحوا لها تخطبوني.
هز امير أكتافه بارتياح كبير قائلًا: مفيش مشكلة أنا راضي وعامل حسابي لكل حاجة متقلقيش.
نفخت نورا بضيق قائلة : أنا قلتلها مستحيل.
جحد أمير بسبب الجمود في مشاعر نورا مع والدتها يتمنى أن تكون والدته على قيد الحياه ومعه ليتشرف بها في تلك الليله حتى لو كانت غير مناسبه وهتف باشمئزاز قائلًا: لا بجد أنتِ بتخوفيني منك ايه اللي أنتِ بتقوليه ده ده حقها.
وتعالى غضبه حتى أنها اندهشت له حيث قال: اوعي تكوني مفكرة اني هقبل انها تكون مدعوة من المدعوات لا فوقي يا نورا.
ابتعدت عنه نورا بجفاف قائلة: دي خصوصيات بيني وبينها أنت ملكش دعوة بيها أعتقد انك هتتجوزني أنا نورا الغريب.
واستطردت بفخر قائلة: بنت مدحت الغريب الراجل اللي تعب وعمل اللي الست ياسمين فيه.
رد عليها بجمود قائلًا: برضه لا هو الله يرحمه لو عايش أكيد مش هيرضيه إن بنته تتخطب من غير وجود والدتها.
واستطرد بحزم قائلًا: وبصرف النظر عن إن ده شرطها أنا هعمل كده.
اندهشت نورا لتصميمه ظنت أنه لا يهمه هذه الشكليات ولكنها ليست شكليات بل هي عادات وأصول وضوابط ثابتة مثلما فعلت ريحانة في المرتين.
عند سامر وسمر ظل شهرًا كاملًا لا يحدثها بعد أخر مشاجرة بينهم واتهامها لريحانة أنها المذنبة بكل شئ، ولكن شئ بصدر سمر يحثها على محادثته لم تعلم ما هو هذا السر أيعقل أنه السقوط بهواه. لا مستحيل هي تعشق زيدان، ولكن عفوًا لم تكن معذبة لتلك الدرجة كانت مهانة.
ذهبت إلى شركته الصغيرة التي أقامها بماله من خلال عمله في الأرجنتين ودلفت إليه لتجده ينظر لها بعبوس لتتنحنح قائلة: بص أنا عارفة والله إن معاك حق في كل اللي قلته سامحني بليز.
ثم سقط وجهها في الأرض تشعر بالخزي قائلة: أنا والله من يومها قاعدة عند ماما حتى مش بروح عند زيدان ومش عارفة أودي وشي منكم فين.
لم يعلم لما صوتها يؤثر به لهذه الدرجة هو هجرها قصدًا لأنه لا يريد التعلق بها وهو الذي دومًا يبتعد عن الفتيات ما بالكم بسمر العابثة والتي كانت كل غايتها زيدان تنهد سامر قائلًا: سمر أنتِ لو عايزة تعيشي راسك مرفوعة اوعي تعلقي فشلك على غيرك.
واستطرد باستهزاء قائلًا: وخصوصًا لما يكون غيرك محاولش يأذيكي تعرفي انها وحشتني أوي.
ليرجع بظهره إلى الوراء ويثني رقبته للخلف قائلًا بحنين: عمال بقالي شهر أسكت الصريخ اللي جوايا وأقول يا ريتني لما رجعت كنت حنين عليها.
ثم ارتفع برأسه قائلًا بألم: يمكن كانت قالتلي على اللي جواها وقدرت أحللها أمورها.
كل منا يبحث عنها ولكن أنا لا أبحث فقط أنا أجدها كل ليلة تحتويني بدموعها وكسراتها وألامها التي سببتها لها كل ألام العالم لا تقدر أمام وجعي لها وانتصار الجميع عليها حتى لو كان بلحظة.
أين أنتِ يا رفيقة روحي ودربي. نعم جعلتك رفيقة دربي من قبل تلك الصفعة التي حطمتني بعدما حطمت كل شئ بك.
أصبح زيدان يعيش حياته اليومية بروتين بارد أغلب وقته بالمصنع وعندما يدنو الليل يذهب إليها نعم يذهب إليها ويندس في فراشها يشتم رائحته الذي يحمد ربه دوما أنها لم تذهب ثم يعاود النهار ليستيقظ ولا يريد الاغتسال حتى لا تزول رائحتها من جسده يود أن تلتصق به دومًا لحين عودتها.
ذات يوم فتح باب غرفته ليجد شكران تقف أمامه مربعة ذراعيها فوق صدرها ومعها الخادمه التي علم مما تحمله أنها تريد تغيير الفراش استوقفها بيده وهي كادت أن تخطو إلى داخل الغرفة ونظر إلى الخادمة بعينيه لكي ترحل وبالفعل فرت هاربة من مظهره المخيف ليعاود النظر إلى شكران وينفخ بضيق قائلًا: خير جاية بنفسك لحد جناحي ليه ؟ ليكي حاجة جوه وأنا معرفش.
ثم استطرد بسخرية قائلًا: ولا جاية تبلغيني انك خلاص هتمشي من القصر علشان أرتاح؟
تنهدت شكران ببرود قائلة: جاية أشوف لحد امتى هتفضل قاعد في الجناح ريحته المعفنة دي هتمرضك لا شباك بيتفتح ولا بلكونه.
ثم نظرت إلى الفراش بكل حقد قائلة: ولا مفرش السرير حتى بيتغير كده غلط على صحتك.
شرد زيدان أمامه ووازن بين صحته وشقائه فاختار شقائه وتعذيبه وجلده لنفسه هو لا يريد الصحة هو يريدها فقط حتى لو كان في وجودها عذابه.
زفر زيدان بحنق قائلًا: وأنا بقى المفروض أعطي الحق ليكي تخافي عليا صح. كان ممكن أعملها بس عارفة امتى.
اقترب منها وضغط بإصبعه على كتفيها قائلًا بغضب: لو كنت صارحتيني بكل حاجة بخصوص ريحانة .
ابتسمت بسخرية قائلة: النهاية واحدة هي خبت عليك من قبلي تقدر تقولي ايه اللي منعها تقولك ولما أنت عرفت الحقيقة ليه هربت وهي عارفة ومتأكدة إنك مش هتسكت وتحاول تصالحها بأي طريقة.
تنهد زيدان بنفاذ صبر هو يعلم جيدًا كم هددتها ويعلم جيدًا أن ريحانة لو كانت قالت كل شئ لن يصدقها شاهدت شكران في عينيه الجرح فاقتربت منه بخبث قائلة: انساها يا زيدان ريحانة خلاص راحت و بإرادتها وبلا رجعة واللي بتعمله ده على الفاضي.
جميع البدايات لها عواقب إن كانت جيدة فالعواقب مثمرة وإن كانت البداية سيئة فالعواقب التي تتبعها وخيمة ذلك هو الحال مع زيدان.
توجه زيدان إلى أخر مكان يود الذهاب إليه إلى غفران التي أوقعها في شباك زاهر تهذيبًا لها عما اقترفته مع ريحانة يوم إنتقاء ثوب الزفاف تفاجئت غفران من مجيئه ولوت شفتيها باستهجان قائلة: خير يا زيدان ايه جايب معاك مقلب جديد ولا حابب تطمن على مقلبك القديم معايا.
واستطردت بضيق قائلة: على العموم أنا شربته كويس واتعلمت الأدب .
حك مؤخرة رأسه بنفاذ صبر قائلًا: أنتِ ليه أنتِ وأختك مش زي مامتك؟ مامتك إنسانة محترمة. تعرفي إن لولاها كنت ضيعت أكثر ما أنتو ضيعتوا.
هز رأسه بيأس قائلًا: ليه مش حاسين بقيمتها؟
زفرت غفران بحنق قائلة: أمنا معندهاش طموح توصل كل حاجة عندها الصبر الصبر والنتيجة ايه محلك سر.
ثم نظرت إليه بشماتة وأردفت قائلة: وبعدين ما أنت لسه ضايع بعد ما ريحانة سابتك.
جز على أسنانه قائلًا: لسه زي ما أنتِ يا غفران مش بتتعلمي أبدًا عمومًا أنا كنت جاي أعتذر لك عن مقلب زاهر.
ثم نظر إليها باستهزاء قائلًا: مع اني شايف إنك مخسرتيش كتير.
أتاه صوت وجدان التي دخلت تتحرك بخفة قائلة: طبعا مخسرتش ولا أنا كمان خسرت يا زيدان. أنت اللي خسرت.
ثم اقتربت إليه يعلو وجهها ابتسامة خبيثة قائلة: وافتكر كويس أنت اللي دخلتنا ما بينك وما بين ريحانة احنا مجريناش وراك.
هتف بغضب قائلًا: لا أنتِ بالذات تخرسي خالص. أنا جيت لغفران لأن بجد ليها حق عندي.
ثم أردف باشمئزاز قائلًا: أما أنتِ عمرى ما هنسى وضع الضغط اللي حطيتي فيه ريحانة.
رفعت كتفيها بلا مبالاة قائلة: أنا مضربتهاش على أيدها كان ممكن تصرخ وتقولي لا ومع ذلك أنا فعلًا غلطانة، أنا كان ليا شغلي وبس بس تعمل ايه بقى في الزن على الودان.
و تجرأت تربت على كتفيه قائلة: على العموم يا زيدان اللي حصل حصل والمعاتبة مفيش منها فايدة.
ثم أردفت بصدق قائلة: وصدقني أنا وغفران لو نقدر نعمل حاجة علشان ريحانة ترجع لك مش هنتردد.
تنهد زيدان بتعب وأغمض عينيه قائلًا: ممكن تروحوا تفاجئوا مامتك بزيارة مش عارف ليه حاسس انها قاعدة عندها مامتك مش بترد على تليفوناتي.
وأضاف بيأس: وريحانة ملهاش أثر.
ابتسمت وجدان بسخرية قائلة: ايه ده لهو أنت متعرفش مش مامتك طردتها من المستشفى اللي بتشتغل فيها سلطاتها طبعًا وأنت عارف.
واستطردت بحزن قائلة: وأمي من ساعتها قافلة على نفسها.
هز زيدان رأسه بحزن ونهض بتعب لكي يواصل رحلة البحث عنها في مكان أخر لتستوقفه غفران قائلة بحنو وعطف: استنى يا زيدان أنا معايا رقم ماما الجديد هي أه حلفتني مقولوش لحد حتى وجدان بس أنا هقوله ليك عارف ليه لأن مجيتك عندي دي بالدنيا.
ثم استطردت بإمتنان قائلة: وعلى فكرة شكرا انك قدرت تخلي زاهر المقرف يطلقني وزي ما خلصتني منه هخلصك من العذاب ده وبتمنى تلاقي ريحانة عند ماما.
ثم حلفت له قائلة: والله لو عليا أروح وأدور بس ماما في طنطا حاليًا بعدت عن القرف والهم ورضت تشتغل في مستوصف صغير في البلد أهون عندها من حياة المستشفيات الخاصة.
وتابعت حديثها بإقناع قائلة: فعلًا الطموح مش كل حاجة. الطموح بيودي صاحبه في داهية خصوصًا لو بقى طمع في اللي في ايد غيرك.
تناول رقم الهاتف وخرج بسعادة وهاتف مها وبعد ما علمت من هو حدثته بلوم وعتاب قائلة: كده يا زيدان. ده اللي قلته ليك في المكتب سيبتها تمشي ليه؟
ثم تابعت بضيق قائلة: تعرف إنها ممكن تكون عملت عمليه تنضيف علشان بس اعتبارك مجرد جرثومة ودخلت حياتها.
أغمض زيدان عينيه بألم وجرح كبير هو لا يهمه هذا الأمر أكثر ما يهمه أمر أنها ليست عند مها. لأنه يعلم أن مها تقول الصدق ترنح زيدان بخطواته بعد تحطم أخر أمل له في أن يجدها.
عزيزتي أين ذهبتي؟ أنا ضائع في دروب هواكِ ولم أجدك. بحثت عنك بكل مكان ولم أجدك لماذا الحياة أهدتني اياكي ولم أحافظ عليكي نقمت وهذا جزاء نقمي.
قام بالاعتذار من غفران ووجدان هي الأخرى رغم أنه لم يفعل بها شئ. تبقي شخص مهم قام بتجريحه على نطاق أوسع ألا وهي سمر احتار أين بذهب إليها هو يعلم أنها تعيش بمفردها. ليس لديه علم أن والدتها معها ولو يعلم لذهب إليها فهو يحترم تلك السيدة التي ليست لها علاقة بطليقها أو ابنها الحقير علم من أمير أنها تعمل حاليًا مع سامر، ولكن شق عليه الذهاب إلى سامر فهو يعلم جيدًا أنه سيزيد في توبيخه ويحمله تهمة ضياع ريحانة. هاتفها مرارًا وتكرارا والأخير قامت بالرد
تنهد براحة قائلًا: سمر كويس انك رديتي. كنت محتار بصراحة أعمل معاكي ايه محتاج أقابلك ضروري.
كادت أن تعترض ولكنه استوقفها قائلًا: وأرجوكي بلاش اعتراض عارف إني كنت قاسي عليكي بس معلش استحمليني.
ابتسمت سمر بسخرية أين هي من شهر مضى؟ كانت تتلهف لاتصاله ورؤيته أيعقل أنها زهدته بهذه الطريقة وبتلك السرعة حتى أنها تستمع إلى صوته المعذب ولا تشعر بشيء سوى الملل.
ردت عليه بعدم اهتمام قائلة: عايز تقابلني ليه يا زيدان أنت مش طردتني من الشركة ولا حابب تاخد عقد الشقة اللي أنا قاعدة فيها؟
واستطردت تمط شفتيها بلا مبالاة قائلة: عمومًا هانت يا زيدان أنا هسيبها.
زفر زيدان بحنق لأنها فهمته خطأ ولها الحق فهو تعمد إهانتها كثيرا ابتلع مرارة حلقه قائلًا: مش بكلمك علشان كده يا سمر أنا حقيقي تعبان.
صمت لتقطب جبينها باستغراب صمته ولكنه كان يعتصر وهو يقول: وحاسس إن ربنا غضبان عليا وضيع ريحانة مني من اللي عملته فيكي وفي غيرك.
شعرت بضياع زيدان وفشلت في جبروتها عليه وأثار حنانها وعاطفتها هو بالرغم من أفعاله معها إلا أنه أنار بصيرتها وأعلمها أنها تخطو خطوات خاطئة تنحنحت قائلة: أنا كمان غلطت في حقك، وفي حقها من قبلك بس صدقني مكنتش أعرف اللي بينها وما بين قصي.
واستطردت بضيق قائلة: ماما وبابا بس اللي كانوا عارفين.
تحدث زيدان بصوت يحمل مرارة وحزن حتى أن سمر كادت أن تعلمه بعدم ضرورة مقابلته ولكن بعد صوته هذا لم تقدر حيث قال: وحتى لو كنتي تعرفي يا سمر مكنتيش هتقولي زي ما هي خبت ودارت. أول ما عرفت الحقيقة كان همي أعرف ليه خبت عليا.
ثم استطرد بحنق قائلًا: لغاية ما عرفت ان أمي محولة كل التقارير اللي باسم شذى لاسم ريحانة. ودي في حد ذاتها فضيحة، وأنتِ كمان أخدتي مني تسجيلات ووصلتيها ليهم وخلوها تسمعني وتحس إن أنا معاهم عليها.
شهقت سمر ووضعت يدها على شفتيها قائلة: أكيد طبعًا فضيحة ومش لريحانة وبس، دي ليك أنت كمان يا زيدان ولو ظهرت ريحانة الفضيحة هتظهر.
ثم لمعت في رأسها فكرة ولكنها كانت على عجلة من أمرها وأرادت إنهاء المكالمة قائلة: اسمع يا زيدان أنا هقابلك بس مش النهارده بكره. سلام أنت دلوقتي.
جاء الليل بسواده الحالك وهو يتأمل السماء ويتسائل عن حاله هل سيظل مثل الليل مظلمًا أم ستشرق له الشمس نهارا دافئاً بوجودها تذكر أخر مكالمته مع سمر والمدهش لهفتها على التقارير المزورة التي تخص ريحانة. هو أيضًا ضروري أن يجد تلك التقارير قبل رجوع ريحانة هبط إلى غرفة مكتب شكران وفتح الخزانة الخاصة بها وبعثر أوراقها لتأتيه من خلفه وتربت على ظهره بثقة لينتفض قائلًا بغضب: أنا عرفت السر اللي خلى ريحانة مخبيه عليا عذريتها بعترف انك نجحتى وضحكتي عليها.
واستطرد باستهزاء قائلًا: بس على فكرة أنتِ مش ذكية. أنتِ كده خليتها اتجوزتني أنا بالذات عن غيري.
بالفعل تراءى لها غباء عقلها وتذكرت نظرات ريحانة المتحدية لها ولكن هذا كله دون جدوى فقد رحلت وتخلصت منها بسهولة عندما لعبت كالشيطان في عقل ابنها. ارتعدت أوصالها عندما وجدته يستطرد بحقد قائلًا: كمان أنتِ اللي خليتها تمشي من هنا لما وهمتيها إن اللي في بطن شذى ابني بس أنا كل ده ميهمنيش.
ثم ضرب على الخزانة بكل عنف قائلًا: اللي يهمني الورق اللي سيادتك مزوراه.
ابتسمت وهتفت بصوت ماكر قائلة: طبعًا سيادتك بتدور على الورق ده. خايف أفضحها بيه. حبيب ماما الذكي أنت كده عطتني الحل.
ثم تعالت بضحكة خبيثة قائلة: من الصبح هقدم الورق وهرفع عليها قضية.
ثم استطردت بقية حديثها بثقة قائلة: ويا ريت تحضر نفسك للشهادة ضدها أنا عندي أدلة كتير تهينها يا حبيبي.
وتابعت بغل قائلة: وأنت هنا لو متحدتش معايا تبقى راضي بالفضيحة لنفسك.
على الجانب الآخر سردت سمر الأمر برمته على والدتها هالة لتهديها إلى الطريق الصحيح
جلست سمر مع هالة وبعد ما أتمت كلامها تنهدت قائلة: وده كل اللي حصل يا ماما أنا عارفة إن كان عندك علم بكل ده ولذلك كنتي بدافعي عن ريحانة.
واستطردت بضيق قائلة: يا ريتك كنتي قلتيلي يا ماما مكنتش اتصرفت معاها بالشكل المهين ده.
لوت هالة شفتيها بسخرية قائلة: لو كنتي عرفتي كنتي هتقسي عليها أكثر سمر أنتِ مكنتيش حاسه بنفسك.
ثم قامت بتعريتها قائلة: كان الغل بياكلك من ناحية أي واحدة بتقرب لزيدان وطبعًا أبوكي كان مشجعك.
أثناء استماعها إلى هذا الحديث من هالة تراءت فكرة إلى عقلها وهتفت قائلة: هو ده أكيد عمتى شكران مش هبلة علشان تعين المستندات دي عندها.
ثم استطردت بتأكيد قائلة: المستندات دي يا في البيت عند بابا يا في المستشفى، وفي كل الحالات لازم أجيبها.
زفرت هالة بحنق قائلة: وأبوكِ تفتكري هيساعدك؟
ابتسمت سمر بخبث وهاتفت والدها قائلة: وحشتني أوي يا بابا ليه مش بتيجي عندي دي حتى ماما نفسها تشوفك.
ثم كتمت ضحكتها قائلة: ايه رأيك يا بابا ما ترجع أنت وماما أصل بصراحة جايلي عريس.
جحظت هالة بعينيها مما تردده سمر لتغمز لها سمر بعينيها لتجاريها في الأمر ليرد ناجي عليها قائلًا: يعني عايزاني أرجع مامتك علشان العريس غير كده أنا ولا حاجة بالنسبة ليكي يا ست سمر.
تنهدت سمر بحزن مصطنع قائلة: بابا احنا ملناش غيرك دلوقتي عارفة انك بتحب قصي بس هو غلط كتير واحنا ملناش ذنب ندفع تمن غلطته.
ثم استطردت بحنق قائلة: كفايه إن بعد اللي حصل عمتى مبقتش عليك ولا عليه أرجوك يا بابا تعالى نعمل اتفاق مع بعض.
وتابعت تستدرج ضميره قائلة: ترضى حد يعمل فيا زي ما عملتوا في ريحانة.
تنهد ناجي بحزن قائلًا: لا يا سمر.
ابتسمت سمر قائلة: خلاص يا بابا رجع ليها حقها علشان ميقعدش ليا.
هز ناجي رأسه قائلًا: حاضر يا سمر أنا فهمتك المطلوب عندي هجيبه بنفسي تسلميه لزيدان.
ولكن ترجاها قائلًا: بس بالله عليكي خليه يسيب قصي وأنا هخليه يمشي من البلد وأنا كمان هروح وراه بعد ما أطمن عليكي أنتِ وأمك.
طارت سمر من السعادة قائلة: حاضر يا بابا أناهتفق معاه يسلمه ليك بعد ما يجهز ورق سفره على طول وشكرًا ليك يا بابا.
واستطردت بفخر قائلة: أنا كده فخورة بيك لما رفعت الظلم عن ريحانة.
الحقيقه أنني أستحقرك كل يوم أكثر من الذي قبله بالرغم من أنك السبب في وجودي في هذه الحياة أريد عودتها وبشدة لترميم ما كسر بي رغم أنني من كسرها وبيدي داخلي معذب وممزق من دونها وأنتِ لا تشعرين بتلك العواصف لأنها لم تؤثر يومًا بك أتظاهر أمامك بالثبات ولكني في لحظات انهيار جبروتي أود إخبار الجميع أني هدمت من دونها لا يعلم أنها الأخرى شعرت بانهزامها إلا عندما هتفت باستنكار قائلة: والله ما مصدقه انك ابني ابن شكران السبعاوي
واستطردت بضيق قائلة: اللي أصرت تبعدك عن أبوك الفاسد علشان تبقى راجل وليك كلمة مسموعة والكل يخاف منك.
تنهد بنفاذ صبر قائلًا: أظن إنك نجحتي بس وأنتِ بتعملي كده ضيعتي من ايديكي حاجات كتير.
رفعت حاجبيها بإستعلاء ليقوم بسحقها قائلًا: أهمهم بناتك اللي بيتمنوا ليكي الموت زي ما موتي أبوهم.
جلست شكران ووضعت ساق فوق الأخرى قائلة ببرود: أنا مقتلتش حد هو اللي كان غاوي قذارة وعايز يثبت دايمًا إنه شباب وراح ياخد الحباية الزرقا.
واستطردت بوقاحة قائلة: مع اني قلت ليه انه معدش ينفع ببصلة.
أغمض زيدان عينيه بمرارة قائلًا: أنتِ شايفه الدنيا ملكك ومش عارفة إن ممكن تكون أخرتك على أقرب الناس ليكي.
ثم اقترب منها بخبث قائلًا: لعلمك أنا هسيب قصي عارفة ليه؟ علشان عارف إن أول ايديه ما هتفكر تصيب هتصيبك أنت.
نظرت إليه بغضب وهتفت بغيظ قائلة: وأنا هسلمه ريحانة يتسلى بيها قبل ما يفكر يقرب مني لعلمك أنا ممكن من الصبح أعرف مكانها.
ثم استطردت باشمئزاز قائلة: بس مش عايزة العفن يدخل حياتنا تاني.
ابتسم زيدان بخبث وهتف بمكر قائلًا: ويا ترى بقى بتبعتلك رسايل زي ما بتبعت ليا وكل مرة بتغير الخط وبترميه علشان محدش يوصلها.
وجدها صامتة فاستطرد قائلًا: ولا شايفاكي مش من ضمن حساباتها وناوية تعمل عليكي هجوم؟
أنتفضت شكران كمن لدغتها عقربة قائلة: بتقول ايه رسايل يبقي أنت اللي بتبعت رسايل التهديد يا زيدان.
ثم ابتسمت بفرحة طفل قائلة: بس برافو كشفت نفسك بتلاعبني بواحدة مجهولة ومش عارفين طريقها؟
تنهد زيدان بهدوء قائلًا: أنا زي زيك بس توقعت إنها تبعتلك معنى كده إنها هتاخد حقها منك تالت ومتلت.
واستطرد بخبث قائلًا: عارفة أناعايزها ترجع ليه علشان تكتشف كذبتك اللي هي ابني من شذى يا دكتورة شكران.
هنا ارتعشت وارتعبت أوصالها لأنها تأكدت أنها ريحانة التي تبعث لهم الرسائل وليس زيدان والدليل أنها أخبرته بتلك الكذبة عن حمل شذى من زيدان.
حدث ستتعرض له ريحانة ليغير حياتها مائة وثمانون درجة ترى ما هو الحدث تتذكرون معي حديثها مع الطبيبة عن إمكانية حدوث الحمل.
أخذت تجوب غرفتها ذهابًا وإيابًا تفرك في يدها من القلق منتظرة ياسمين أن تأتي لها بالاختبار الذي تتمنى أن تكون نتيجته سلبية حيث أن توقيتها مضى عليه أكثر من أسبوع وها قد أتت ياسمين لتنتفض ريحانة فور رؤيتها وتركض لتسحب منها الاختبار ولكن تمسكت به ياسمين تنظر إلى أعين ريحانة الغاضبة والرافضة لحدوث هذا لتستوقفها ياسمين قائلة: اصبري يا ريحانة يمكن دلوقتي تعرفي حاجة تغير حياتك طبعًا هتفكري هتغير حياتك للوحش
نظرت إليها ريحانة بتوتر لتربت ياسمين على يدها قائلة: أنا عايزاكي تبقي راضية ومتقبلة.
أخرجت ريحانة زفرة قوية من داخلها واشاحت بوجهها إلى الجانب الأخر تتنهد بتعب قائلة: أنا حاسة اني حامل بس صدقيني أنا هبقى مبسوطة. الحاجة الوحيدة اللي مش متقبلاها انه هو هيكون أبوه.
ثم نظرت إلى الفراغ بشرود قائلة: أكثر واحد كرهته في حياتي.
اقتربت منها ياسمين وأجلستها قائلة بحنو بالغ: زيدان ندمان يا ريحانة وضايع وتايه من غيرك. أنا معاكي إنه غلط في حقك.
هزت ريحانة رأسها لتكشفها ياسمين قائلة: بس أنتِ مش بتكرهيه علشان غلطه معاكي أنتِ كرهتيه علشان عرفتي إن شذى حامل منه.
نكست ريحانة رأسها بيأس وابتسمت بسخرية لتبتسم ياسمين بخبث قائلة: أنا عارفة انك بتبعتيله رسايل كتير وده كفيل يجننه، وكمان أكيد بتبعتي لحماتك.
ثم ضحكت قائلة: ما هو مش كل يومين بشتري ليك خطوط كتير على الفاضي.
ابتسمت ريحانة لها ببهوت وتنهدت قائلة: بجد ربنا يباركلي فيكي استحملتيني أكثر من شهر وعمرك ما قصرتي في أي طلب طلبته منك.
ثم استطردت بسخرية قائلة: لو أمي عمرها ما هتعمل كده يا ريت نورا تقدر النعمة اللي عندها.
ابتسمت ياسمين بضعف واحتضنتها قائلة: بلاش تظلميها يا ريحانة. هي كانت عايزة مصلحتك، وعلشان كده اتفقت معاه في سعادتك.
ثم أضافت بانكسار قائلة: أنا نفسي مسامحاها حتى بعد ما رفضت أن أمير يتقدملي علشان يخطبها.
على الجانب الأخر عند سامر وسمر سردت له سمر ما فعلته في حق ريحانة وتوقعت أن يثني عليها ولكنه سخر منها قائلًا: ايه ده معقولة سمر تتغير مية وتمانين درجة بالشكل ده طب ازاي؟
ثم أكمل بحقارة قائلًا: المفروض تكوني أول واحدة تبقى ضد ريحانة وتشجعي عمتك تفضحها.
صمتت سمر أو بالأحرى صدمت من رد سامر ليقابل صدمتها ودهشتها بجفاء قائلًا: ايه كلامي في حاجة تستحق الصدمة دي كلها مش دي الحقيقة.
ثم تعالى غضبه قائلًا: مش أنتِ سمر هانم اللي دمرت حياة أختي قبل كده وكانت السبب في طلاقها.
ابتلعت سمر غصة بحلقها هي تعلم أنها مخطئة ولكن كانت تود منه العفو والسماح فهتفت بصوت مبحوح قائلة: زمان عملت كده علشان كنت عاوزه أرتبط بزيدان.
تعالت النيران في صدر سامر بعد اعترافها هذا بينما هي تتابع بألم قائلة: بس بعد ما عرفت انها اتظلمت في حياتها مع أخويا تخيلت نفسي مكانها وحاولت أكفر عن ذنبي.
ضحك باستهزاء قائلًا: من امتى يا سمر طب ليه قبل ما تعرفي اللي حصلها محطتيش نفسك مكانها هااا.
جحظت بعينيها وهو يواجهها بالحقيقة قائلًا: ولا علشان اتأكدتي إن جوازه منها مش جواز إنتقام وأنه حب.
أغمضت سمر عينيها بألم وهتفت بصوت ضعيف قائلة: أنا كمان اتأكدت إن عمري ما حبيته ومش من دلوقتي لا من زمان من ساعة ما كنت في مكتبه أخر مرة.
واستطردت تلعن نفسها قائلة: كرهته من تعامله معايا ومن سخريته مني.
ثم تنهدت بحزن قائلة: أنت كمان دلوقتي بقيت زيه أختك أنت لما رجعت مهتمتش بيها ولا مرة.
و أضافت تواجهه هي الأخرى قائلة: وكل مرة نفسك ترجع رافض وجودهم في حياتك قبل ما تحاسبني حاسب نفسك.
ابتسم سامر بسخرية قائلًا: ما هو لازم تعايريني يا بنت ناجي علشان لا تعايرني ولا اعايرك ما الهم طايلني وطايلك.
ثم رفع يده لرأسه كأنه يحيها بسخرية قائلًا: عمومًا متشكرين يا بنت الأصول بس أسفك ده وفريه لريحانة.
ابتلعت سمر غصة بحلقها قائلة: مش لما ترجع يمكن لما هي ترجع أبقى أنا مش موجودة.
عقد ما بين حاجبيه لتخبره قائلة: أنا احتمال أخد ماما ونسافر جايلي عرض شغل في شركة في الأرجنتين.
حدق سامر بعينيه جيدا وتردد في أذنه كلمة الأرجنتين وتذكر أن صديقه عرض على بعض المهندسين المصريين العمل معه ومساعدته ليتحدث وهو شارد قائلًا: أيوه صح شريكي هناك طالب مهندسين مصريين.
ثم أنتبه قائلًا: أنتِ جالك العرض ده ازاي؟
نهضت من مقعدها ونظرت إليه ببرود ورحلت ليسرع بمهاتفة صديقه الذي أكد له أنه عندما رأى أعمالها وتخطيطاتها عرض عليها السفر إليه والعمل معه ولكن لم توافق أو بالمعنى الأدق طلبت منه مهلة للتفكير يبدو أن هذه المهلة لتتبين لها حقيقة مشاعر سامر لها وها هي تأكدت بعد هذا اللقاء أنه يمقتها ويبغضها فتحدثت عن عرض الشركة الأرجنتينية وهي لا تعلم أنه شريك بها. ترى معنى إنهاء حديثها معه أنها لم تقبل العرض أم ستقبله لتكون موجودة في كل الأعمال التي تخصه حتى لو على سبيل وسيلة فرض النفس دائمًا التي اتبعتها مع زيدان من قبل وفشلت فشلًا ذريعًا.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
هناك من يجبرك على تغيير مسار حياتك من النقيض إلى النقيض الأخر من بعد اصرارك على الابتعاد إلى الإجبار على الاقتراب وبشدة وبعد قرار عدم الصفح والسماح لشخص ما تجبر على أن تمنحه العفو مرة أخرى ولكن عفو قاتل محتقن وليس عفوًا متسامحًا اسميًا وليس فعليًا ولا ينتظر منه شئ أخر غير كلمة سامحتك بغصة قوية أن تظل أمامه ولكن كقطعة أثاث متبلدة جامدة بدون مشاعر لتسحق قلبه وتمزقه إرباً إربًا. بقربها الجامح حتى ينال الصفعة بآلامها أضعاف صفعاته على وجهها حتى تحقق الإنتقام منه والعدل بالنسبة لها.
تبين من الاختبار المنزلي أنها حامل وللتأكد أكثر أخذت ياسمين عينة منها وفحصتها بالمعمل وجلستا سويًا لدراسة الأمر في هذه الأثناء هاتفت نورا والدتها بعد ما أجبرها أمير على ضرورة طلبها منها هنا انفرجت أسارير ياسمين استشعرت لأول مرة أنها أم، ولكن تذكرت أمر ريحانة ماذا تفعل ولو طلبت مقابلتهم ببيت أخر هذا سوف يثير الشكوك. ابتسمت ريحانة بخبث وسردت لها خطة تكمن في ضرورة حضور زيدان كأساس في تلك الجلسة اندهشت ياسمين لطلبها ولكن عندما أوضحت لها ريحانة السبب انبهرت لذكائها.
كانوا يجلسون بقاعة الضيافة ما بين مبتسم وما بين حزين وما بين متوتر وكان من المتوترين أمير أخذ يهز رجله أمام السيدة ياسمين حتى أنها ابتسمت بشماتة لأمير فهو من النوع السيادي كيف له أن يجلس تلك الجلسة بكل هذا التوتر. كل هذا بسبب الحب الذي يغير أفعالنا ابتلع أمير ريقه قائلًا: طبعًا حضرتك عارفة إن مليش حد غير أخويا حاتم وده أصغر مني حتى لما جينا نجوزه كان معانا زيدان.
ثم وجه أنظاره إلى زيدان بفخر قائلًا: بالرغم إن أنا وزيدان أد بعض إلا اني بعتبره أخويا الكبير.
ابتسمت ياسمين بسخرية ونظرت إلى زيدان القابع أمامها يبدو عليه الوجوم والضياع لينتبه إلى نظراتها المتلهفة إلى سماع عرضه ليتنحنح ويهتف بصوت رزين وثابت وعملي قائلًا: ايه طلبات حضرتك؟
كادت أن تتحدث ولكن قاطعتها نورا لتخريب أملها قائلة: احنا معندناش طلبات يا زيدان أنا وأمير متفقين على كل حاجة هي بس أصرت أن الموضوع يبقى رسمي وأنت تكون فيه.
ثم استطردت باستنكار قائلة: مش فاهمة ايه سبب إصرارها.
لوت ياسمين شفتيها بامتعاض قائلة: إصرار ملكيش فيه اللي فات حاجة واللي جاي حاجة تانية ده جواز مش لعب عيال.
واستطردت وهي تنظر إلى زيدان بضيق قائلة: مش عايزاكي تعملي زي صاحبتك وتضيعي حقوقك كفاية إن القعده دي هي مش فيها بسبب عبطها.
شرد زيدان فيها وتذكر كل شئ وبدى عليه الحزن ليشعر به أمير ويحاول إخراجه من هذا الأمر ليغير الحديث قائلًا: وأنا تحت أمر حضرتك تؤمريني بايه؟
استوقفه زيدان قائلًا: على فكرة أناعطيتها حقوقها كلها ووجودي هنا لأن حقوق نورا دين عليا وكمان أنا بدور عليها ومسيري ألاقيها.
وتابع برجاء خفي قائلًا: وأكيد لما تعرف بفرح صاحبتها هتنبسط وترجع.
اندهشت ياسمين لذكائه لتنتفض نورا كمن لدغها عقرب قائلة: اعتقد أنتِ أخر واحدة تتكلم عن الحقوق والواجبات أنتِ ملكيش دعوة بيا.
واستطردت بحنق قائلة: احنا هنا علشان تقولي لينا مبروك وبس غير كده ملكيش الحق.
نظرت إليها بوعيد قائلة: بقى كده يا نورا طب وإذا قلتلك اني مش موافقة ايه هتروحي تتجوزيه من ورايا؟
كادت أن تجيبها وتعاندها ولكن منعها أمير قائلًا: أرجوكِ يا مدام ياسمين أنا هتجوز بموافقة منك إن شاء الله وهاخدها عروسة من بيتك.
واستطرد بتأكيد قائلًا: أناعايز أبدأ حياتي على نضيف وأنا منتظر موافقتك.
ابتسمت ياسمين بإعجاب لأمير ثم حولت أنظارها تجاه نورا المحدقه في وجه أمير بغيظ لتسمع إلى صوت زيدان وهو يهتف بثقة قائلًا: أكيد مش هترفضي خصوصًا إن موافقتك هيتوقف عليها حاجات كتير منها رجعتها.
ثم وجه أنظاره إلى نورا كأمل أخير له قائلًا: أنتِ عارفة هي بتحبها قد ايه واحنا لجأنا لكده علشان ترجع.
زفرت نورا بحنق قائلة: هاااا ..يا ترى عرفتي استعجالنا ليه هنستنى كتير رأيك.
ابتسمت ياسمين لهم بخبث قائلة: أه..هنستنى شخص لازم يحضر قعدتنا دي وهو اللي هيقولك رأيه في أمير.
ارتجف أمير من أن يكون أحد الأشخاص الذين يعلمون ماضيه اللعين وقطب زيدان جبينه ترى من هذا الشخص وجزت نورا على أسنانها لظنها أن كل هذا مماطلة من ياسمين إلى أن دلف الشخص المنتظر. كانت ترتدي فستاناً بني داكن بحمالات عريضة وقصير بعد الركبة بسنتيمترات بسيطة تحمل كئوس العصير على صينية فضية ناثرة شعرها البني المموج على طول ذراعيها تحدق في أعينهم بعينيها التي تشبه بحر العسل المصفى تطرق بكعبها العالي على أرضية الحجرة ليرن الصوت في قلبه مجلجلًا و يحدق أمير في وجهها قائلًا: مش معقول.
لتضع الصينيه من يدها وترفع رأسها إليهم قائلة وهي تبتسم بخبث: نقول مبروك؟
ليتوقف الكلام في حلق زيدان لا يقدر سوى أن يتفوه بكلمة واحدة: أنتِ!
ركضت نورا نحوها واحتضنتها بلهفه قائلة: وحشتيني يا ريحانة جداااا.
ولكن كان مقابلة هذا الاحتضان جفاء وبرود وجمود من ريحانة لتتبعها ياسمين بكلماتها اللاذعة قائلة: متشوفيش وحش..قلتلك كتير بقالي شهر ونص في حاجة عندي لازم تيجي وتشوفيها وأنتِ ولا أي اندهاش.
وتعالى غضبها قائلة: كل ده عند فيا هو أنا مش أمك.
خرجت نورا من أحضان ريحانة الباردة والمتسمرة في مكانها وأجهشت بالبكاء لتتقابل عينيها بعين أمير الذي عاتبها قائلًا: مش كمان زمانا دلوقتي مش دايخين الدوخة دي؟
ابتسمت ريحانة بسخرية قائلة: أنتوا كنتوا مشغولين يا أمير باشا قتل ومافيا وقمار. مش معقول يعني يهمكم أمري.
ثم نظرت نحوه وجدته شاردًا لا تعلم سبب شروده أمفاجئتها له أم عذاب ضميره أم عدم إدراكه للموقف فجأة ارتفع بأنظاره إليها قائلًا: من فضلكم عايز أبقى لوحدي مع ريحانة ومحدش يعترض.
هنا أعلنت نورا العصيان تود أن تسترجع ريحانة كصديقة قبل أن يتم أي شئ فاعترضت قائلة: وده وقته؟
تعالت ضحكات ياسمين قائلة: يا حبيبتي ده حقه حتى لو أخدها ودخلوا أوضة النوم دي مراته يلا يا حبيبتي اعقلي كده وبلاش دمك الحامي ده.
ثم غمزت لأمير قائلة: ما تكلمها يا أمير.
هنا توجه أمير واقتلعها من مكانها قائلًا بانزعاج: يلا من هنا احنا النهارده ملناش دخل بيهم هما لقوا بعض.
وبالفعل خرج أمير ونورا لتتبعهما ياسمين وهي تغمز إلى ريحانة بعينيها لتبتسم إليها ريحانة بخبث ثم تجلس أمامه وهو مازال واقفًا لتضع ساق فوق ساق وتعتدل في جلستها وترجع ظهرها إلى الخلف ليود أن ينزعها من مكانها ويمتلكها بين ذراعيه ليعوض شوقه واحتياجه لها طيلة الشهر ونصف ولكن مهلًا جلس أمامها وتنحنح قائلًا: ايه اللي خلاكي تمشي أنا قلتلك رايح أخلص مهمة وراجعلك والمهمة دي كانت تخصك وعلشانك وكله بسبب.
ثم صمت يتماسك من الغضب قائلًا: إنك خبيتي عني سر خطير.
عضت على شفتيها كحركة اغراء منها حيث أنه اندهش منها ثم هتفت بصوت رقيق عذب فؤاده قائلة: أنا قلت أسيبك على راحتك خصوصًا بعد ما شكران هانم أكدت لي إن اللي في بطن شذى ابنك.
واستطردت تزم شفتيها بقهر مصطنع قائلة: كنت عايزني أفضل عايشة معاك وتجيب شذى تقهرني؟
هز رأسه بالسلب وتحدث بصوت مجروح قائلًا: أنا مكنش في بيني وبين شذى أي علاقة غير إنها مخطوبة ليا وبس وأنتِ كان لازم تكوني متأكدة من كده.
ثم نظر إليها بشغف قائلًا: أنا لما كنت خاطبك محاولتش أعمل معاكي علاقة.
شردت بحزن حينما تذكرت علاقتها معه وكيف كانت نتيجتها. كانت تعتقد أن الموضوع سيدفن للأبد ولكن ها هي تأكدت أن في كل مرة سيفتح من جديد لا تعلم لما هي تود أن ترتمي بأحضانه وعندما روادها هذا الشعور سيطرت على نفسها وردت بفظاظة قائلة: زيدان بلاش نضحك على بعض شذى كانت متاحة ليك في كل زمان ومكان دي تقريبًا كانت قاعدة في بيتك ليل نهار.
ثم أشارت على نفسها قائلة: إنما أنا لا.
ثم استطردت بنبرة قوية لتشعره بالندم قائلة: أنا كنت جوازة مصلحة علشان تثبت للدكتورة شكران حاجات والتحدي بتاعها هي كسبته.
وتابعت بسخرية قائلة: وبدل ما تسمعني قومت عملت ليا فضيحة بس للأسف هي اللي كسبت.
ظهر على وجهه علامات الألم والحسرة والندم على ما فعله ومن ثم غضبه على نفسه لتنبثق الكلمات من بين شفتيه كالسحر لتحوله إلى شخص ضعيف قائلًا: ولو قلتلك اني ندمان وأسف ومتعذب من غيرك هتصدقيني؟ ولو صدقتيني هتسامحيني؟
ثم استطرد بقلة حيلة قائلًا: السبب الوحيد اللي خلاني أعمل كده هو اني مستحملتش تكوني زيهم. تكوني خاينة وأنا اتعلمت الخيانة على أيديهم.
رفعت رأسها بشموخ أمامه ونظرت إليه بقوة قائلة: أنا مش زي حد يا زيدان وسبق وقلت ليك الكلام ده. أنت اللي بقيت زيهم على الأقل هما صراصير مقدروش يعملوا فيا حاجة شويه تهديدات وكل مرة اقول لما زيدان هيعرفني كويس هينتقم ليا بجد.
وتابعت باحتقان قائلة: لكن أنت ما شاء الله جبروت عملت ليهم اللي كانوا نفسهم يعملوه فيا ضرب وإهانة ومرمطة وكنت كمان هتثبت واقعة زنا.
هتف بضعف قائلًا: الجبروت خلاص أنتهى واتهد من لحظة ما سبتيه وكأنه كان بيستقوى بيكي ومش بنكر اني غلطت بس كل ده بسبب احساسي انك مش بتحبيني.
حدقت بعينيها باندهاش ليفاجئها أكثر قائلًا: وعارف السبب اني مقدرتش اخليكي تحبيني زي ما حبيتك كل حاجة اجبرتك عليها كان ممكن اختار طريقة اللين ودى كفيلة انك تقوليلي سرك.
عقدت ما بين عينيها ورفرفت الفرحة بداخلها ولكن مهلًا هي تريد أكثر فاستهزئت به قائلة: لا والله الكلام ده بجد؟ طب تيجي ازاي دي يا زيدان؟ولو حتى حصلت أنا لا يمكن أصدقه زي ما أنت مصدقتنيش.
واستطردت باستهزاء قائلة: ممكن شذى تصدق كلامك سمر أو غفران دول عايزينك بأي شكل.
علم بذكائه أنها تنكر فرحتها وتريد سماع تصريح حبه وهتف قائلًا: أنتِ مختلفة عن كل دول. أنا عمري ما حسيت بمشاعر مع أي واحدة منهم إلا معاكي.
واستطرد بتأكيد قائلًا: ولو كنت حسيت بالإحساس ده من زمان كنت هبقى ضعيف وأقول اللي جوايا.
ثم مسح على وجهه بتعب قائلًا: أنتِ وبس لذلك اتهزيت لما حسيت انك غلطتي مقدرتش يا ريحانة.
وتعالى صوته بجنون قائلًا: أقسم لك كنت عايز أموت نفسي وكان هيحصل لولا كلامها عنك.
حدقت في عينيه كيف لهذا الشخص أن يفكر بتلك الطريقه ليؤكد لها حديثه قائلًا: والله كنت هقتلك وأقتل نفسي لأن خلاص مقدرش أعيش متعذب المرة الأولى مكنش حب وضاعت مني.
لوت شفتيها ليبتسم هو بحب قائلًا: لكن أنتِ عشق دخل جوه قلبي.
عقدت ريحانة ما بين حاجبيها قائلة: أنت بتقول ايه؟ استحاله تكون طبيعي أنت فاكرها سايبه؟ ولا علشان سيادتك بتاع مافيا؟
وتابعت بخبث قائلة: وبعدين حب ايه؟ اللي بيحب حد يكرمه مش يمرمطه كده؟
ابتسم زيدان ببهوت قائلًا: أيوه يكرمه لكن لما يكتشف انه..
صمت زيدان لا يريد التحدث.
فنكست ريحانة رأسها بحزن قائلة: على فكرة أنا كنت هصارحك يومها بس أنت معطتنيش فرصة دي حاجة. الحاجة التانيهة ازاي عايزني أثق فيك وأنت منهم.
واستطردت تصارحه قائلة: أه كنت شايفة العلاقة بينك وبيني تسمح اني أقولك خصوصًا في الفترة الأخيرة بس برضه عمري ما اطمنت ليك.
ابتسم بسخرية قائلًا: أنا كمان كان لازم أفقد الثقة فيكي لحظتها وعلى فكرة دي لحظة مش زيك فقدان تام بعترف ان بدايتي معاكي غلط.
وتابع باعتراف قائلًا: بس في حاجات غيرت خطتي والحاجات دي أنتِ السبب فيها.
هتفت ريحانة بضيق قائلة: زيدان كفاية بقى مهما تقول إنك بتحبني والكلام ده عمره ما هينسيني.
ثم استطردت بحزن قائلة: تعرف يا زيدان أنا عمر ما حد مد ايده عليا بالشكل المهين ده.
ثم هدأت وتحدثت بصوت ضعيف كالطفلة التي تعاتب والدها قائلة: أنا مستاهلش من الكل الإهانة دي أنا زي أي واحدة حبت واتحبيت وكنت شايفة إن لما أستر على حاجة زي دي تبقى الصح.
واستطردت بحنق قائلة: أه اكتشفت اني غلط بس بعد فوات الأوان.
فور ذكرها لهذا تخيل مشاهد لها مع قصي لا يعلم أتخيله مريض أم أن هذا هو التخيل الطبيعي لهذا الموقف ولكن لم يقاوم تخيل فجز على شفتيه ليقضمها بأسنانه غيظًا قائلًا: اقفلي السيرة دي مش عايز أسمعها نهائى. أنا عارف ايه السبب اللي خلاكي تخبيه مش حبك ليه يا ريحانة فاهمة؟
حدقت في وجهه باندهاش ليكمل حديثه بنيران متأججة في صدره قائلًا: الورق اللي اضرب باسمك بدل شذى وده اللي خلاكي مصرة انك متتجوزيش.
واستطرد بعنف قائلًا: حتى لما صممت أتجوزك استخدمتى أسلوب انك تهربي مني علشان ميحصلش.
تنهدت بتعب وأخيرًا فهم الغيبيات ليبتسم بسخرية قائلًا: ايه مالك مش مستوعبة ان دي الأسباب صح بصراحة شابوه ليكي. أنا شاكك فيكي من يوم ما اتقدمت وأنتِ رفضتي.
وتعالت ضحكاته قائلًا: وقال ايه كنت مفكر إنك معقدة وباردة زي ما بيقولوا.
لم تحسن السيطرة على حالها فأنتفضت بغضب قائلة: كنت عايزني أعمل ايه أقولك مش هينفع أنا ممسوك عليا ورق وأنت طبعا هتصدقني وتروح تجيبه.
ثم شوحت بذراعيها قائلة: طب يلا أنت عرفت دلوقتي روح هاته.
ابتسم بخبث قائلًا: لا تقلقي يا حلوة كل الورق بقى تحت رجلينا وبالنسبه لكلمة هصدقك. فأنا كنت فعلًا مش هصدقك طول عمري مش بصدق حد.
وتابع بحقد قائلًا: صدقتها هي بس عملت ساعتها اني مخلص كل حاجة وكذبت عليها وطلعت ليكي.
نظرت إلى الفراغ بشرود قائلة: وكان ممكن تكمل كدبتك ومتعملش كل اللي عملته ده وتسألني بمنتهى الهدوء وكنت هرد عليك.
وابتلعت غصه بحلقها قائلة: وعارف لو كنت قولت ليا مش مصدق كنت بنفسي هاخدك ونروح علشان الفحص.
صمت فأنتبهت لصمته لتجده ينظر إليها بأعين الندم يتمنى العفو والصفح عما اقترفه من ذنب لتتحدث بحدة قائلة: بس والله العظيم لأنتقم منكم كلكم وأنت أولهم اوعى تفكر اني جبانة وهربانة منك لا أبدًا أنا بس حبيت أريح أعصابي.
ثم صفقت على يدها بلامبالاة قائلة: بس خلاص معدش يفرق بالنسبة ليا.
لاحظ تبادل الأدوار بينهم وهو لم يعد من ذي قبل ولكنه هو المتسبب الوحيد في ذلك وعليه التحمل رد على قوتها الغير معهودة بضعف قائلًا: أنا عارف إن مهما اعتذرت عمرك ما هتسامحيني بس في حاجة اسمها فرصة تانية يمكن تشوفي مني واحد جديد.
واستطرد بحزن قائلًا: مع اني عارف إن مهما عملت عمري ما هقدر أمحي الذكرى الوحشة ما بينا.
نهضت من مكانها وتوجهت نحوه لتقف بجواره وترتفع إليه على أطراف أصابع قدميها هامسة بأذنه بحديث أذهله كيف لها أن تتراجع عن قرار لمحه في مقلتيها لتزيد الدهشة قائلة: وإذا قلتلك اني سامحتك وعندك فرصة تانية وتالتة هتعمل ايه لا ومش كده وبس.
تحرك وجهه نحوها لتنظر إليه وعينيها تلمع قائلة: أنا فعلًا بدأت أشوف زيدان جديد قدامي والذكرى الوحشة أثارها أكيد هتروح.
ظل متسمرًا بمكانه ينظر إلى الفراغ بذهول لتدور حوله وتستند بكفيها تتلمس ظهره بحنان مصطنع قائلة: أفهم من سكوتك ده إن دي علامة الرضا ولا دي صدمة وأنت كنت بتعزم عليا عزومة مراكبية.
ثم طرقت على ظهره باصبعها قائلة: على العموم فكر كويس يا زيدان.
اهتز من لمساتها التي أنتظرها كثيرا واستدار إليها يتكأ بكفيه على كتفيها يود أن يمتلكها قائلًا: الموضوع مش محتاج تفكير كل ما في الموضوع اني مش مصدق نفسي. أنتِ بجد فجائتيني من لحظة ظهورك.
وتنهد بعشق قائلًا: أه لو تعرفي كنت متعذب قد ايه.
نظرت إليه بخبث ليميل عليها يحاول أن يلتهمها ولكنها وضعت يدها على شفتيه قائلًا: تؤ تؤ تؤ يا زيدان عيب كده ميصحش احنا مش في بيتنا.
ثم تمايعت معه قائلة: مش معني إن ماما ياسمين قالت انك لو حبيت تدخل معايا أوضة النوم يبقى تبوسني.
ولكنه لم يتحمل طريقة حديثها العذبة وعزم على التهام وجنتيها هامسًا بعذوبة في أذنيها قائلًا: مش قلتلك قبل كده أنا راجل حقاني وإن كل اللي بتعمليه فيا هيترد ليكي فاكرة بوسة النادي عند أمير ردتها.
ثم همس إليها ليشعلها قائلًا: وهنا بقي صوتك اللي شغال زي النار في ودني لازم أرده.
حاولت التملص منها ولكنه امتلكها بذراعه قائلًا: وحياتك عندي لأدفعهم تمن اللي عملوه معاكي في الماضي واخلي الحاضر والمستقبل ليكي.
ثم استطرد بجنون قائلًا: أه لو تعرفي أنا كنت ضايع ازاي من غيرك.
نظرت إليه نظرة صافية وسألته بتوجس قائلة: هي مامتك محاولتش معاك في الفترة دي تجيبلك عروسة ولا توقع حد في طريقك يعني تلهيك عني مثلاً.
واستطردت باستهزاء قائلة: أصل أنا عارفاها جبروت
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا: على أساس اني برياله مثلًا صح أنتِ ليه مش مصدقه إن محدش يقدر يأثر عليا غيرك.
ثم امتلكها قائلًا: أنتِ الوحيدة اللي لغيت معاكي كل حاجة.
نظرت إليه بعتاب نظرة أفاقته وأعادته إلى ما فعله معها ليتنهد بعذاب قائلًا: عارف إني غلطت في حقك بس حتى اللي حصل ده من تأثيرك عليا دفعتيني للجنون.
واستطرد بصعوبة قائلًا: كنت مش مستوعب انك لغيري من قبلي ولما لقيت اللي كل راجل يحب يشوفه انصدمت .
ثم اختنق صوته قائلًا: أسف يا ريحانة عارف يا ريحانة ان أسف ده مش هيمحي أثار عنفي وجبروتي معاكي ومستعد لأي عقاب منك.
وتابع بانهزام: مش هقولك تعويض.
واستطرد بضعف قائلًا: لأني عارف إن كنوز الدنيا متسواش لحظه حلوة معاكي وعارف انك لما مشيتي رفصتي برجلك كل حاجة.
واستطرد برجاء قائلًا: وأنا مش عايز غير وجودك وبس يا ريحانة روحك تكون حواليا في كل مكان.
ثم اختنق بعبراته قائلًا: مش قادر أعيش من غيرك حتى لو هتعيشي معايا كأني شخص مسؤول عنك وخلاص أنا مش هطمع وأقولك نبدأ من جديد لاني عارف اني ابتديت غلط ومديون ليكي.
وتابع بسخرية قائلًا: ولأني عارف اني بضحك على نفسي أنتِ حقك تقطعي صفحتي اللي في حياتك.
شعرت ريحانة بأنه صادق بمشاعره واحتارت ماذا تفعل مع هذا الشخص أتريحه بما تحمله بداخلها أم تتركه في طيات عذابه. تنظر إلى عيناه المترجية لها وهو يقول: عارف إنك موافقة ترجعي معايا وعارف إن هشوف أيام سودة على ايدك ومش هاممني لاني غلطت.
توقف ثم ابتسم قائلًا: بس عايز أقولك حاجة أنا بعشقك.
تاهت في أراضي الله وعلمت جيداً أنها لن تجد لها مكان أخر سوى الضياع فقد تم إنهاء حملها الغير شرعي. حملها الذي تورطت به وحدها ولم ينفعها قصي أو شكران ولم ينفع أحد حتى من ارتكب هذه الخطيئه طغت على مثيلتها وقامت بالإيقاع والمكر و الخديعة وبالأخير الضياع علمت أنه سجين لدي زيدان وهذا ما أراحها ولكنها تود الفتك به وكيف لها الفتك به وهي تعلم متى أطلق سراحه سيبحث عنها ويصب غضبه عليها ولكن هي تعلم جيداً أن أنتقامه ليس منها وحدها سيكون من ريحانة هي الأخرى بعد أن أنقذها بعض الناس وقامت بعملية الإجهاض في مشفى حكومي وذلك بموجب قسيمة زواجها من قصي والتي قامت بإنتشالها وقت هروبها. ذهبت إلى والدها الذي علم بكل شئ وجدته منكس الرأس لا يستطيع رفع رأسه أمام أحد جلست على الأرض تنتحب برجاء قائلة: علشان خاطري يا بابا أرجوك أناعارفة اني خاطيه، ومهما اعتذرت منك ده مش هيرجع اللي فات.
ثم تعالت شهقاتها قائلة: بس أنا مليش غيرك أكمل حياتي ازاي؟
تحدث المعلم خاطر بصعوبة قائلًا: عايزة ايه بعد اللي عملتيه؟
تنهدت بعذاب قائلة: أنا عايزة أفضل هنا يا بابا أعيش معاك مش عايزة أضيع تاني.
وتابعت تسرد الماضي قائلة: أنا ضيعت زمان لما صممت على زيدان علشان أخرج من توبي.
اعتدل خاطر وقام بصفعها قائلًا بغضب: اللي كان في بطنك ده كان ابن مين يا زباله وكنت متجوزاه عرفي ولا ايه وعملها وهرب ولا كانت مرة وعدت؟
تحسست وجهها من الضرب قائلة: كانت أول وأخر مرة. أنا كنت مخطوبه لزيدان بس كان بيعاملني كأني واحد صاحبه عمره ما حسسني انه راجل في حياتي.
ثم تابعت بحسرة قائلة: بس ده حسسني اني مهمة بس أنا اللي مرضتش أخليه يتجوزني كنت عايزة زيدان علشانه غني لكن ده كان كحيتي زيى.
بصق في وجهها قائلًا: حسسك بايه يا روح أمك وكنتي فرحانة وأنتِ بتخطي يا خاطيه؟
لطمت على خديها وضربت الأرض بيدها قائلة: ملحقتش أفرح قعد يسترجاني وكان عايزني أفسخ خطوبتي من زيدان بس كان فصله من الشغل وهو مش حيلته حاجة.
أغمض خاطر عينيه بألم قائلًا: يعني كمان كان بيشتغل عنده هتفضلي طول عمرك غبية عرفتي ليه بقى شكران جابتك تحت ضرسها؟
ابتلعت ريقها بمرارة وهزت رأسها بحزن قائلة: عرفت منها لله وقعتني في شباكها بس خلاص اتكشفت على قد المرار اللي أنا فيه بس فرحانة فيها بجد.
عودة إلى ريحانة وزيدان
أنتِ تنتمين لي وأنا أنتمي إليكي. أنتِ بسيطة حتى في غضبك أيعقل أن تكوني بمثل هذا الجمال حتى في معاملاتك أم أنك تخبئين شخص عنيف بداخلك ولكن احذري مني فأنا حتى إن تم التغيير بداخلي فأنا طاغية وطغيت عليكي من قبل ترى أستنتقمين مني؟
ابتلع ريقه مجددا وأردف قائلًا: نفسي أصحى من النوم ألاقيكي جمبي. أه أنامكنش ليا معاكي وقت كبير.
توقف ثم ضحك قائلًا: بس بفتكر حتى خضتك من وشي الصبح وبتمنى لو ترجع تاني.
كل هذا الحديث وهي صامتة وشاردة ولكنه تذكر شيئًا هامًا ماذا لو عادت معه فورًا ووجدت حالة الغرفة مثلما كانت عليه هنا عزم أمره على الهروب منها قائلًا: أنا واضح إن كلامي مش هيقدم ولا هيأخر عمومًا أنا مش هستسلم هفضل أجي هنا كل يوم.
ثم نكس رأسه كأنه يخبئها قائلًا: وتحت أمرك في أي وقت لو حابة ترجعي.
قطبت جبينها باستغراب ترى ما سبب تحوله من اللهفة عليها إلى الاستسلام وعدم الرغبة فيها وما أن وجدته يحاول الرحيل حتى استوقفته قائلة: استنى عندك ممكن تفهمني معنى تحولك ده ايه؟ إذا كان أنا لسه قايلالك هرجع معاك وهعتبر اللي حصل ولا كأنه حصل.
واستطردت تضيق عينيها قائلة: ايه خايف أرجع؟
توتر زيدان قائلًا: خايف ترجعي؟ وأنا اخاف من ايه كل ما في الأمر إن مش عايز أضايقك كمان بفكر نرجع على شقتي.
وبإرتباك أكثر قال: علشان القصر وذكرياته الغم.
ضيقت عينيها تحاول استشفاف ما يدور بخلده ليتنهد قائلًا: احنا نقعد فترة في شقتنا بعيد عن أي أحداث تضايقك وتضايقني ولما تهدي القصر تحت أمرك في أي وقت.
وتابع يحاول اقناعها قائلًا: أناحابب تعيشي مرتاحة.
رفعت كتفيها بقلة حيلة ليبتلع ريقه قائلًا: أنا مش عايز الحزن يدخل قلبك من تاني أنتِ لو رجعتي معايا القصر دلوقتي الألم هيتجدد فيكي وأنا مش حابب ليكي كده.
ثم زفر بتعب قائلًا: لأن عارف أنتِ قد ايه عانيتي.
نظرت إليه بشك قائلة: أنت في حاجة في القصر مش عايزني أشوفها يا زيدان شذى مثلًا. أنا عارفة انك أكيد ساعدتها وصعبانة عليك.
ثم استطردت بتفهم قائلة: مهما كان كان في عشرة.
أغمض عينيه بغضب قائلًا: بلاش الشك ده يا ريحانة بيقتلني أنا معرفش حاجة عن شذى من أخر مرة شفتك فيها أنتوا الاتنين اختفيتوا.
وتابع وهو ينظر إليها بحسرة قائلًا: أنتِ بس اللي أثر فيا اختفائك.
اقتربت منه بخفة ونعومة وقالت: مصدقاك يا حبيبي بس أنا حابة أرجع القصر ودلوقتي.
تسمر في مكانه من موقفها الحازم ولم يدري أنها فتحت الباب وخرجت لتنتفض نورا وتتنهد بلهفة تحتضنها مجددًا قائلة: أخيرًا يا ريحانة كل ده عتاب هو حقك بس احنا فين من ده كله يا ست هانم المفروض إنك عارفة أنتِ قد ايه وحشاني.
واستطردت تضربها في صدرها قائلة: ومع ذلك مفكرتيش تقوليلي أنتِ فين.
لم تقابل نورا لهفتها على ريحانة بالمثل بل تجاهلتها وذهبت إلى ياسمين تجلس بجوارها تتحدث باحترام وحب وحنان قائلة: ماما ياسمين أنتِ قلتي ليا لو زيدان حابب يرجعك سيبيلي الموضوع ده وأنا تحت أمرك مش هامشي من هنا إلا بأوامر حضرتك .
وتابعت وهي تنظر إلى نورا باستهزاء قائلة: لأن خلاص بعتبرك أمي.
زفرت نورا بحنق وهزت رأسها بيأس لتضيق ياسمين عينيها بخبث وهي تنظر إلى الجميع مربتة على يد ريحانة بحنان قائلة: اللي أعرفه واللي قلته ليكي من لحظة ما جيتي هنا إن زيدان بيحبك ومحدش يضيع واحد بيحبه.
وتابعت وهي تنظر إليه قائلة: بعترف انه غلط بس أحيأنااحنا بنحتاج فرصة تانية.
زفرت نورا وازدادت حنقًا قائلة: لا في ناس مش بتحتاج فرصة تانية ناس بتخون أنا عن نفسي مقدرش آمنهم نفسي على حد خاني قبل كده.
ونظرت إلى ياسمين بكل حقد وتابعت قائلة: وخان ثقتي فيه حتى لو كان مين.
نهضت ريحانة تهتف بغضب قائلة: لا في يا نورا وأولهم أنتِ. أنتِ اللي رسمتي خطة لزيدان علشان أتجوزه.
ثم استطردت تسألها بضيق قائلة: للدرجة دي مشاعري ولهفتي وخوفي عليكي رخيصة ؟
نظرت إليها نورا وإلى الجميع واختنقت لتقوم بنزع حقيبتها لكي ترحل ولكن استوقفتها ياسمين قائلة: على فين العزم يا حيلتها أنتِ هتفضلي هنا غصبن عنك يا اما مفيش جواز .
توجهت نورا باصرار أكبر نحو الباب لتوقفها ياسمين بشماتة قائلة: لعلمك دي أوامر وطلبات أمير قالي قبل ما يمشي لو أنتِ عايزاه تفضلي هنا.
عقدت نورا ما بين حاجبيها قائلة: كل ده اتفقتوا عليه وأنا في التواليت وأنتِ بتلوي دراعي صح كل ده طبعاً تعجيز علشان مرتبطش بالإنسان اللي بحبه.
قامت برمي حقيبتها بعناد قائلة: طب ماشي يا ياسمين هانم أنا هقعد معاكي.
ابتسمت إليها ياسمين ببرود لتغتاظ نورا قائلة: ايه بطلت الحجة صح يا جمالو بقى. أصل أنا مش ريحانة هيضحك عليا بكلمتين.
ثم استطردت بغرور قائلة: لا أنا لما بحب أوصل لشئ بوصله حتى لو ايه حصل.
ابتسمت إليها ريحانة ببرود قائلة: وأنا كمان زيك واللي حصل النهارده دليل أنا جبتكم كلكم علشان خلاص مليت من الاختفاء قلت أظهر ليكم.
واستطردت باستهزاء قائلة: علشان كمان أوضح لك إنك مش أذكى مني.
أغمضت نورا عينيها بألم قائلة: ريحانة أنا مش وحشة أوي زي ما أنتِ متخيله أنا اتمنى ان ربنا يعوضك عن الهم اللي كنت فيه.
واستطردت تعترف إليها قائلة: بقيت أقوله على كل تحركاتك وقلت ليه على الخطة بس أنتِ لسه قايلة الواحد مننا بيحتاج فرصة تانية.
ثم تابعت باصرار: وأنا مش هسيبك إلا لما تسامحيني.
توجهت ريحانة نحوها وربتت على كتفيها تقايضها قائلة: يوم ما تسامحي مامتك اعتبريني سامحتك يا نورا قربي منها. أمك ست تتقال بالدهب مش زي أمي ولا أم زيدان.
واستطردت تنظر إلى ياسمين بحنان قائلة: ارحمي عذابها في بعدها عنك وساعتها هتلاقي أحضاني مفتوحة ليكي سلام يا صاحبتي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات
أفكارك غيبيات يقودها الشيطان على حالته المريضة إما أن تقودك للجنون أو تسحقك وتقودك إلى الموت بيدك وحدك.
كان الاتفاق بين زيدان وسمر عند تسليمها له للأوراق أن يرى جواز سفر قصي وتذكرة طائرته إلى جينيف بعينيه لكي يرحل بلا عودة ولكن هذا قصي عليه الإنتقام من كل شئ صعد أمامهم الطائرة وودعهم ولكنه عاد وهم لا يعلمون. عاد ليأخذ حقه من الجميع خاصة من ريحانة نعلم جيدًا أنه مصاب بالعجز الجنسي ولعدم إثارة فضيحة له لجأ إلى شقيقه والده قامت بجلب الكثير من العقاقير ووقع بفخ مثل ما وقع والد زيدان من قبل ومثلما أرادت ايقاع زيدان بنفس الفخ. البداية له كانت غريبه مع شخصيه نعم أعترف أن لها أخطاء كثيرة ولكن لا تستحق كل هذا السحق بعد خروجها من دار الأزياء الخاص بها وما أن كادت تفتح سيارتها وتدلف إليها حتى خدرت وانطلقت بها السيارة إلى مكان لا يسمع به أي أصوات.
استيقظت من النوم أو لو نقل من المخدر تفرك جبينها بتعب من أثر الضربة التي كانت على رأسها لتجد خيال أمامها كما لو يكن شخصاً يريد مواجهتها نظرت إلى الضوء الأصفر المسلط على عينيها يشعرها بحرارة تحرق عينيها فبدي لها الشخص الجالس أمامها فقط وكأنه خيال وكأن النور المسلط على عينيه موجود لرؤيته فقط شعرت أنها مرمية بالصحراء وما أن اتضحت الرؤية وشاهدته بوضوح جالس أمامها شحب وجهها وكأنها اقتربت من الأخرة وترى ملك الموت أخذت تفتح عينيها وتغلقهما باستمرار لتكذيب ما شاهدته ترى ما سر اختطافه لها هي تحديدا.
فور فتح عينيها وتركيز بصرها ابتسم لها قصي بخبث وتحدث بهدوء ماكر قائلًا: يعني لما تغمضي عينيك وتفتحيهم كذا مرة هختفي مثلا تؤ تؤ تؤ.
قطبت جبينها هي تعلم جيدًا أنه خارج البلاد لتتعالى ضحكته الشيطانية قائلًا: أنا فعلا هو ومسافرتش وهربت وخفت من زيدان زي ما أنتو مفكرين.
ابتلعت غفران ريقها وتلعثمت بخوف قائلة: طب وأنا مالي ومالك يا قصي أنا أخر مرة شفت زيدان لما جالي الأتيليه واعتذر لي إنه وقعني في سكة زاهر.
واستطردت بلا مبالاة قائلة: وكمان كان عايز رقم مامي.
ضرب على ظهر الكرسي الذي يجلس عليه وصرخ برعب قائلًا: أهي مامي دي يا روح أمك هي سبب وجودك هنا مامي اللي مش بتسمع كلام ستها شكران.
واستطرد يصفق على يده بشيطانية قائلًا: مامي اللي فضحتني مامي اللي هتتفضح بيكي.
انكماش ظهر على غفران على نفسها خوفاً منه قائلة: وأنا ذنبي ايه وبعدين ما عمتك طردتها ولغت كل التعامل اللي بينهم رغم انها خدمتها طول عمرها.
وتابعت وهي تشير إلى نفسها باستخفاف قائلة: وأنا استغلتني كتير ووسخت سمعتي.
ابتسم قصي بخبث قائلًا: وايه يعني مش كان برضاكِ يا غفران مش كان نفسك فيه أنتِ وأختك.
واستطرد بحقد قائلًا: ولا علشان عرفتِ أن زيدان بقي دايب في هواها يبقى خلاص عليا وعلى أعدائي.
أخذت تسحب جسدها إلى الخلف بحذر وقالت: ممكن أكون كان نفسي أربط نفسي بيه زي أي واحدة ست راجل كامل من كله ومش بيحب حد.
وتابعت تغيظه أكثر قائلة: حتى جوازه من ريحانة علشان ينتقم منك.
كان ينظر إليها وهي تزحف بجسدها ليعلم أنها خائفة من ارتكابه معها الجريمة الشنعاء في حق أي أنثى ليبتسم بخبث بارتياح لعدم معرفتها سره ليخبره هو به قائلًا: متخافيش يا غفران أنا مش هقدر أعمل معاكي حاجة هو أنتِ مامي يا روح مامي مقالتش ليكي ليه ريحانة سابت زيدان.
عقدت ما بين حاجبيها بعدم فهم ليراقص حاجبيه قائلًا: هقولك أنا علشان عذراء.
عقدت غفران ما بين عينيها مما تسمعه ما يقوله لا يستوعبه عقل بشري هذا يعني أنه ضعيف جنسيًا لترتجف وهو يستطرد باقي كلماته قائلًا: يلا معلش يا غفران كان نفسي أدوق الشقراء بس مليش نصيب بس برضه الفضيحة موجودة أنا عندي كتير يعملوها.
شهقت غفران وارتعبت وارتعدت أوصالها وأخذت تداري أجزاء جسدها منه لدرجة جعلته يحترق بنار عجزه تلمع فكرة خبيثة برأسه فقال: بس مسمعتيش أن اللي زيي ممكن يجرب لحد حدود.
تلتفت غفران حولها تبحث عن أي رجل غيره بالغرفة وفي لحظات انشغالها بحثاً عن مخرج لها وجدته يخلع عنه ملابسه ويتقدم منها لتصرخ وتصيح قائلة: أنت هتعمل ايه يا مجنون قصي لا أبوس ايدك سيبني يا مجنون حرام عليك.
وفي ذروة هجومه عليها والنيل منها لشفاها صرخت قائلة: ربنا ياخدكم الحقوووني يا ناس لا لا كفايه كده.
عادت معه إلى المنزل حتى تنتقم منه استوقف السياره قبل القصر حائرًا وإذا به يعرض عليها قائلًا: أنا لسه عند وعدي لو حابة نروح شقتي التانية نروح.
ابتسمت له بخبث فهي تعلم جيدًا أن شذى بالقصر مثل ما قالت ياسمين لترد عليه قائلة: تؤتؤتؤ مش حابة الشقة. أنا وحشني أوي الجناح وليا طلب الركن هيبقى بعيد وأدخل من غيرك.
قطب جبينه قائلًا: ليه؟
ردت بمكر قائلة: حابة أواجه الدكتورة لوحدي.
هز رأسه بالرفض قائلًا: مفيش داعي لذلك بقول نروح شقتنا أفضل لينا.
زفرت بحنق قائلة: هو في ايه بالظبط ولا تكون شذى جوه ؟
تنهد بقلة حيلة قائلًا: خلاص يا ريحانة هركن بعيد وأنتِ ادخلي اعملي ما بدالك بس هجي وراكي من غير ما هي تحس.
ابتسمت وهزت رأسها ونهضت وسارت بكل ثقة نحو باب الحديقة ودلفت نحو أنتقامها وشغفها به منذ لحظة رؤيتها لها قامت بسكب القهوة على فخذيها بدون شعور ونهضت بفزع لتتعالى ضحكات ريحانة قائلة: مش معقول يا دكتورة لا لا لا كنت فاكرة اكيد انك شجاعه أنا ريحانة.
ضيقت شكران عينيها قائلة: ايه اللي جابك؟
رفعت ريحانة كتفيها ومطت شفتيها قائلة بدلال: أنا جاية بيتي.
نظرت إليها شكران باستهزاء قائلة: ده مش بيتك ولا في أحلامك إنه يكون ده بيتي وبيت زيدان وبيت مراته.
ضحكت ريحانة ضحكات رنانة وسألتها قائلة: أنتِ اجننتي مراته مين والناس نايمين أنتِ نسيتي إن أنا مراته.
ابتسمت شكران بخبث فهي مطمئنة أنه غير موجود فردت قائلة: مراته فوق أم ابنه شذى.
كادت أن ترد عليها ريحانة إلا أنه دخل لتتفاجئ شكران من وجوده وتنظر عبر الحديقة ولم تجد السيارة لتفزع على صوته الجهوري وهو يقول: شذى مش مراتي يا دكتورة شكران ولا اللي كان في بطنها ابني وأنا متجوزتش ولا هتجوز غير ريحانة.
هزت شكران رأسها بغيظ قائلة: يعني أنت لقيتها واتفقتوا عليا وهتستفادوا ايه من النمرة اللي عملتها دلوقتي؟
ابتسمت ريحانة قائلة: اني أقل منك أكثر وأكثر وأكثر ولسه التقيل جاي ورا.
هزت شكران رأسها بخبث قائلة: متأكدة طب مش ناوية تطلعي ترتاحي وتنوري جناحك من جديد؟
اهتز عرش زيدان وبدأ الخوف والهلع يسيطر عليه خاصه عندما ردت ريحانة بكل أريحية قائلة: طبعًا نفسي جدًا يا أنطي شكران.
وما أن تحركت نحو الدرج حتى استوقفتها صرخاته وهي تحكم عينيها وتتسائل لما كل هذا الخوف واستمعت إليه وهو يردد قائلًا: لا متتطلعيش.
التفتت إليه وركضت إليه تحتضنه بمكر قائلة: يا حياتي للدرجة دي عايز تشيلني كأني عروسة جديدة؟
ضحكت شكران بفرحة عارمة وردت عوضًا عنه قائلة: طبعاً يالااااا اشتال يا سبعي اشتال.
أخرجت ريحانة لها لسانها كحركة طفولية قائلة: ملكيش دعوة.
رفعت شكران كتفيها بلا مبالاة وشاهدت ريحانة وزيدان يتوسل إليها قائلًا: ينفع نقعد في المكتب شويه؟
هزت ريحانة رأسها بالرفض واحتجزت نفسها بين ذراعيه لحملها حيث قالت: تعبانة وهلكانة وعايزة أنام.
ما باليد حيلة حملها وهو يحمل معه الخيبات والحسرة وصعد بها إلى الأعلى وهو يجر أذيال الخيبة وشكران تبتسم بالأسفل بشماتة منتظرة صرخات ريحانة. ذهب بها إلى جناح أخر ليبدو عليها التذمر قائلة: مش ده بتاعنا.
ابتلع ريقه بتوجس قائلًا: طب ينفع نغيره بده مؤقتا.
هبطت بعصبية من بين يديه وغضبت قائلة: يبقي أكيد شذى جوه.
وفتحت الباب بقوة وتسمرت عندما وجدت كل شئ مثلما كان والتأكد أنه لم ينحي ذكريات اليوم من أمامه لتذكره دائما أنه كيف تهاون في حقها لتتعالى صرخاتها وهي تقوم بتحطيم كل شئ أمامها وليس مشهدًا تمثيليًا وإنما كان مشهدًا حقيقيًا نابعاً من الاحساس الكامن بداخلها كل هذا وهو يحاول تهدئتها ولكن بدون جدوى حتى أنه جرح بسببها ولكنه تحمل كل إهانتها له هوت ريحانة على أرضية الغرفة وهدأت واستكانت لدرجة أنها أغمضت عينيها لا تريد رؤيه أي شئ واضطر لحملها والذهاب بها إلى الجناح الأخر وقام بتبديل ملابسها وصعد ينام بجوارها يكفيه ما حدث هو لا يريد منها شيئًا حتى طلب العفو أسقط حقه فيه.
في الصباح الباكر تعامدت أشعة الشمس على زجاج الجناح الجديد حيث أن جهته تختلف كثيرًا عن جهة جناحها القديم استيقظت ريحانة مع وجود الشمس المشرقة وهنا أصبح الشئ غير مألوف عليها فهي مدة زواجها وفترة جلستها عند ياسمين لم تسطع الشمس عليها بهذا الشكل كان يوقظها المنبه لكن تلك المرة استيقظت مبكرًا نظرت جوارها لم تجده وبحثت عنه لم تجده حتى عندما دلفت جناحها القديم لم تجده ولكنها علمت أنه ذهب إلى الشركة في أمر عاجل من خلال ورقة كتبها لها مع رجاء ألا تذهب إلى أي مكان هبطت إلى ألاسفل لتجد شكران استفاقت وحضر لها الفطور كالعادة فجلست أمامها بدون اكتراث وأخذت تأكل من طعامها بدون استئذان حتى تبين لها أنها ما زالت موجودة وستظل موجودة مهما حدث بينها وبين زيدان وما إن وضع الشاي على السفرة حتى قامت ريحانة بكل أريحية بسحب المفرش وإزاحته نحو شكران ليسكب الشاي على فخذيها مثل القهوة لتتعالى صرخاتها وسبها ولعنها لها.
في الشركة
زفر زيدان بحنق قائلًا: يعني مش في جينيف راح فين أنت مش اتأكدت انه طلع الطيارة طب رجع امتى ولا مرجعش وراح مكان تاني.
ثم ضرب على سطح المكتب بعصبية قائلًا: أنا غلطان اللي راعيت حق القرابة.
هتف أمير بقلة حيلة قائلًا: مش عارف كل الأسئلة دي دارت في دماغي أصل اللي خلاني أسأل وجدان البنت مش لاقية أختها من أول امبارح.
ثم ضيق أمير ما بين حاجبيه قائلًا: يكون خطفها؟
حدق زيدان في وجه أمير متسائلًا: ازاي وليه يخطف غفران شغله كله مع وجدان.
واستطرد قائلًا: وحتى لو عايز ينتقم من مها علشان فضحته غفران متعرفش حاجة عن الموضوع.
هنا جائتهم سمر على عجلة من أمرها فهي اكتشفت بالفعل أن قصي لم يسافر إلى لأن سامر كان متفق لها مع شخص سيأمن لقصي سبل العيش هناك عقد زيدان ما بين حاجبيه من تصارع أنفاسها قائلًا: خدي نفسك يا سمر متقلقيش احنا عرفنا كل حاجة هو أكيد هيتصل بيكي.
حدقت في وجه زيدان بصدمة ليطلب منها قائلًا: كل اللي طالبينه منك تحاولي تعرفي هو فين وبس ماشي؟
أخذت سمر أنفاسها بصعوبة وردت قائلة: لازم نجيبه من تحت الأرض يا زيدان في مصيبة ده خاطف غفران ووجدان ولا على بالها مصيبة لتكون معاه.
التفت زيدان إلى أمير قائلًا: أمير الموضوع كبير واحنا منقدرش نخلصه لوحدنا لو عملناها فيها دم وممكن غفران تروح في الرجلين أكيد في كاميرات مراقبة.
ثم استطرد وهو ينظر إلى سمر قائلًا: روحي أنتِ يا سمر واحنا هنتصرف بس زي ما فهمتك لو كلمك عرفيني.
نظر إليه أمير بذهول قائلًا: احنا طول عمرنا بنحب نحل المواضيع دي لوحدنا وازاي تتحل من غير دم.
ثم صدم قائلًا: أنت قصدك نبلغ عنه بس ده ممكن يعمل مشاكل كتير وأنت عارف.
رد زيدان بعنف قائلًا: ميهمنيش دي روح وأكيد بتتعذب تحت ايديه الله أعلم الحيوان ده ممكن يكون عمل ليها ايه من لحظة ما خطفها.
هنا توقف زيدان عن الحديث لمعرفته بعلة قصي ولكن أنتبه لشئ هام حيث قال: أو ممكن يكون حد معاه.
كل هذا وأمير لم يستوعب تغير زيدان المفاجئ ليصارحه زيدان قائلًا: أمير أنت خايف طب بص اطمن. أنا خلاص نهيت كل حاجة مع الجماعة وسلمتهم تسليم أهالي كش ملك يا مان.
واستطرد يفاجئه قائلًا: والكلام ده من شهور.
سأله أمير بتوجس قائلًا: طب وأنا بعتني يا زيدان ليه كده أنا طول عمرى معاك على الحلوة والمرة وعمر ما رفضت ليك طلب.
ثم أشار بيده كمن يسوق غنمه قائلًا: روح بروح تعالى باجي.
رد عليه زيدان بقوة قائلًا: أنت بتقول ايه يا أهبل نسيت أنت أصلا كنت شغال معايا من الباطن لو أنا ضعت هضيع معايا نجيت يبقى أنقذت كل حاجة تخصني معايا.
كاد أمير أن يسأله لما أخفيت تلك النقطة ليرد زيدان من غير سؤال قائلًا: أنا مقولتش ليك لأنك كنت هتعاند.
هز أمير رأسه بعدم فهم قائلًا: مش فاهم ايه اللي أنت بتقوله ده يا زيدان أنا أعرف حاجة من الاتنين لو خلص شغلنا معاهم.
واستطرد يبتلع ريقه قائلًا: يبقى هيصفونا أو الحكومة هي اللي هتحاسبنا.
تنهد زيدان قائلًا: هقولك أنا عمري ما كنت معاهم أنا كنت مع الحكومة لتوقيع الشبكة دي زمن زمان.
حدجه أمير بعينيه ليبتسم زيدان بخبث قائلًا: وعلشان أسبك الدور عليهم كان لازم أنت تقتنع بكده.
توتر أمير قائلًا: معقول أنت تكون مع الحكومة ضد المافيا أنت حتى لو كنت عرفتني عمري ما كنت هصدقك.
وتابع باندهاش قائلًا: ازاي زيدان الجبروت بجرايمه يطلع شريف.
ابتسم إليه زيدان بخبث قائلًا: يعني بذمتك مش كان نفسك تنام وتصحى تلاقي ده كله مجرد كابوس وخصوصًا من يوم ما شفت نورا.
كاد أمير أن ينكر ولكن زيدان استوقفه قائلًا: وبلاش تنكر أصل مش داخل عليا.
ارتبك أمير قائلًا: بص أنا كل مرة بحاول أهرب منها وهي عاملة زي طابع البوسته مش راضية تبعد أبدا وده زاد من تعلقي بيها.
واستطرد ينظر بشرود قائلًا: بس فعلًا كان ده الحاجز.
ابتسم زيدان بسعادة قائلة: أهو مبقاش حاجز خد راحتك الحاجة اللي كنت خايف منها بخخخ.
وتابع وهو يضحك قائلًا: على الأقل تدخل على ياسمين بقلب جامد بدل ما أنت رايح تخطبها وتقدم رجل وتأخر رجل.
ابتسم أمير بارتياح قائلًا: أه يا زيدان وأنا أقول كل الشغل مفهوش ضرب نار غير في الهوا ليه الدم كله بيجي من الضرب بس.
ثم نظر إليه بخبث قائلًا: فعلا كان لازم أتأكد لما مرضتش تموت قصي.
الحياه تجارب نكتبها بأقلامنا أقلامنا التي تحدد الحياة لنا الشخص الجيد هو الذي يؤمن أن هذه التجارب إضافة له توضح له رؤية الأشياء بوضوح بعد ذلك خاصة إذا كانت التجارب شاقة ومريرة ومفاجئة وغير متوقعة حيث يتعلم العقل من بعدها احكام تصرفات هذا الشخص المقصود من هذا هو تعلمنا الجمود من بعد تلك التجارب المقصود هو استثمارها وتوظيفها بالشكل الجيد عزيزتي ريحانة تعلمتِ جيدًا أن العيش في دور العصفور المبتلى لا يجدي نفعاً أخذت على عاتقها منذ تلك الليلة أن تتنتظر من الجميع كل شئ دون إهدائهم شيئًا حتى الرحمة ستحرمهم منها فقد كشفت كل حقارتهم ودنائتهم كم تهربت منهم كثيرًا حتى لا تكرههم أكثر ولكن هو الذي أصر وكأنه يهديها حياة جديدة بشخصية جديدة قوية.
عاد زيدان إلى القصر متوجسًا من رؤيتها وما أن دلف حتى شاهدها تجلس بالأسفل والمدهش هو ابتسامتها كأن لم يحدث شيئا بالأمس وعندما نظر إلى الزاوية وجد والدته على وجهها الجمود ولا يعلم ماذا يفعل وجدها تحتضنه بكل شوق ولهفة وتقبله في وجنتيه وأخذته وصعدا أمام أعين شكران التي تود سحقها بعد ما فعلته معها منذ قليل حيث قامت بسحب المفرش و أوقعت كل طعامها على ملابسها وما ان كادت شكران أن تصفعها وجدت ريحانة تقف كالمتجمده تتحداها بعينيها أنها لم ولن تقدر على فعلها وبالفعل هذا ما حدث.
فلااااااش باااااااك
بعد أن قامت بسكب الشاي على فخذي شكران أخذت شكران تصرخ وتسبها وتلعنها لترد عليها ريحانة بكل تبجح فيها قائلًا: تؤتؤتؤ لا يا شكرية كده عيب يا ولية. مش أنتِ ولية برضه ومكسورة الجناح واتجوزتي عمو بعد ما ضحك عليكي في الفيلا دي.
حدقت شكران في وجه ريحانة من الصدمة قائلة: أنتِ بتقولي ايه وجبتي الكلام ده منين؟
تعالت ضحكات ريحانة قائلة: من ولية نعمتك ياسمين هانم اللي كانت خطيبة جوز حضرتك وسرقتيه منها يا حرامية.
حاولت تجر رجليها وتتوجه نحوها قائلة بكل غل: متلعبيش في عداد عمرك يا ريحانة وروحي شوفي أناعملت ايه في ياسمين وأمك وخافي على نفسك.
وضعت ريحانة يدها في خصرها قائلة: أنتِ مفكراني هخاف منك يا شكرية ده أنتِ عبيطة أوي خافي على نفسك يا حجة وخافي من قصي ليعرف وأصل أنا لسه طيبة وحنينة وخدومة وممكن أقوله أنت سليم يا قصو بس شكرية المفترية ولا أقولك أقول لعمو ناجي.
صرخت شكران في وجهها قائلة: هقتلك يا ريحانة أنتِ حرة وهقول لزيدان انك بتكلمي قصي.
رقصت ريحانة أمامها بكل خلاعة قائلة: ولا بيهمني.
كادت أن تكمل ولكن استمعت لزامور سيارته لتتوجه وتجلس بكل أريحية كأنه لم يحدث شيئا
صعدت ريحانة وبيدها زيدان وما أن وقفت عند هذا الجناح المشئوم وما كاد أن يفتحه حتى أغمضت عينيها وهزت رأسها بالرفض فأغلقه وسار بها نحو الجناح الجديد دلفت ودلف هو الأخر من خلفها توقع طردها له ولكنها لم تبالي بوجوده كادت أن تخلع ملابسها غير مهتمة بوجوده وبالفعل خلعت الكنزة السوداء التي كانت ترتديها حتى وجدها بصدريتها ولا تبالي تستكمل فك سحاب تنورتها حتى ابتلع ريقه ونظر إليها بلهفة وشوق قائلًا: ريحانة تحبي أخرج أو لو حابة الجناح ده زي اللي قبله فيه حمام وأوضة تغيير الهدوم.
نظرت له تستجوبه بعينيها ليشير نحو مكيف الهواء قائلًا: بلاش هنا علشان التكييف هتبردي كده.
كانت ريحانة هادئة أو لنقل باردة تتابع ما تفعله وعندما أسدلت تنورتها إلى الارض كاد أن يصعق من منظرها المثير حيث أنها ازدادت حلاوة عن ذي قبل وما كاد أن يتحدث حتى أخذت منشفتها ودلفت إلى المرحاض لتنعم بحمام دافئ وهي تبتسم من داخلها لتستكمل ابتسامتها وشعورها بنشوة النصر لمجرد شئ بسيط افتعلته معه.
بعد دلوفها إلى المرحاض حدث نفسه قائلًا: طب ما كانت تقلع في الحمام حبكت تقلع هنا هو أنا ناقص عذاب اجمد يا زيدان متبقاش كده في ايه.
ثم عاتب نفسه قائلًا: هو أنت مرجعها علشان الكلام ده؟ أه ايه يعني لما أرجعها علشان الكلام ده دي البت ادورت لما سبتها في شهر ونص.
أخذت حمامها وخرجت بالمنشفة لتثيره أكثر وهو يحاول تهدئه نفسه وتمالك أعصابه ليناديها قائلًا: ريحانة طب مش هنتكلم سوا في اللي حصل امبارح وطلباتك ايه لقدام بدل ما احنا ساكتين كده.
نظرت إليه بعتاب لتركها صباحًا ليتنهد قائلًا: أنا كنت هتكلم الصبح بس جالي تليفون.
صمت صمت صمت فقط احتلها وهو يريد أن يستمع إلى صوتها أتبعت صمتها بابتسامة عريضة على وجهها لينهض من مكانه متوجهًا نحوها فتتركه وتدلف غرفة الملابس ليصيح بصوته قائلًا: لا بقى لو هترجعي علشان تبقى خرسه وتكلميني قدام الناس وبس يبقى ملعونة دي رجعة ايه أنتِ هتذليني.
ثم تعالى بصوته قائلًا: علشان عارفة اني بحبك؟ وهتجنن عليكي.
عضت ريحانة على شفتيها وهمست قائلة: بحبك قولها تاني وهتجنن ربنا يزيدك جنان كمان وكمان أنا أستاهل وربنا أنا بس اللي مكنتش حاسة بقيمتي.
وكأنه استمع إلى همساتها وبينما هي شاردة في تلك الكلمة حتى اقتحم عليها الغرفة قائلًا ماثلاً أمامها: يلا يا ريحانة أنتقمي مني وعلي حسك عليا زي زمان أنا قدامك أهو لكن الخرس ده مش هقدر أستحمل فهماني.
ثم هزها بين يديه قائلًا: سكوتك هيموتني.
وبعد ثورته و استماعها إلى ثورته جيدًا وهي تتابعه بشغف. رمت نفسها في أحضانه وهو قلق من ذلك التقدم الغير متوقع. يعلم ريحانة جيدًا لا يجدي معها غضبه تعاند ولا تقترب وبدون تفكير منها كانت مثل المسحورة من تلك الكلمة التي أصابتها بالعشق له اقتربت منه وقبلته من شفتيه وضحت له بها جيدًا أنها هي الأخرى تعشقه ولكنه كان متجمدًا من فعلتها المفاجئة.
مشاعر متضاربة بدأت بالكراهية ثم تحولت إلى الشعور بالواجب ثم اهتمام ليتفاقم الأمر بالأخير إلى حب. تحولت المشاعر من العدم إلى الفائدة وتحول التفكير بألم خيانة الحبيب إلى ندم على هذا التفكير لأنه لا يستحق كلمة حبيب حقيقة لو نعلم الغيب لتمنيت الواقع غيبيات عاشت فيها ريحانة وأجبرت زيدان على المرور بها لو أنها أفشت تلك الغيبيات منذ بادئ الأمر كان تغير كل شئ إلى الأسوأ ولكن كيف تكشفها لرجل لا يربطها به أي احساس أو مشاعر تفكير جديد احتلها بعد التفكير في الألم الذي سببه قصي. تفكير الخوف من تلك الحقودة شكران وتلاعبها بالأوراق أيضًا خوفها منه ومن إصراره الغريب على الارتباط بها بدافع الإنتقام وليس منها بل لها كيف لها لا تشعر بالخوف من كل ذلك ظنت ظنونًا حتى أصيب بمرض الظنون حينما تهيأ لها أنه متضامن معهم لإضاعتها بفك عذريتها وكتمان فضيحة قصي على يديه وأن كل ما بدر منه تجاه قصي كان تمثيلا. هي دائمًا تحلل كل الأشياء منذ لحظة تهديدها ولا يمر حدث أمامها مرور الكرام حقاً تلك العائلة حولتها إلى مريضة بداء الشك وهو لمريض انفصامي.
زيدان بالرغم كل الظلم الذي تعرض له من النساء أمثال غفران وشذى إلا أنه تعاطف معهم بالأخير فكرهه لهم كان من خلال كرهه لشكران بالنسبة لغفران أنقذها من براثن زاهر وسيفعل كل ما بوسعه ليخلصها من براثن قصي أما شذى عندما علم منها أن الذي فعل بها ذلك هو مهندس الإنشاءات بعث ليأتي بيه ويركعه أمام خاطر ويعقد قرانها حتى لو يتم الانفصال بعدها بفترة ولكن رفض خاطر هذا الأمر خاصة بعد ما رأى سطوة زيدان عليه فقام بكتابة بمؤخر صداق لا يقدر عليه هذا المهندس إن طلقها إلا إذا طلبت الطلاق بنفسها وبالفعل تزوجت شذى وذهبت مع زوجها إلى منزله وطيلة الطريق لم ينطق ببنت شفه لها نظرت إلى المنزل وجدته جيدًا يحمل أثاثًا فاخرًا فأغمضت عينيها تتذكر عندما طلب منها الزواج وتحججت هي بفقره.
نظرت إليه شذى بأسى قائلة: يعني معاك فلوس أهو تشترى بيت وتجهزه من مجاميعه طب ليه معرفتنيش.
زفر بحنق لتلوي شفتيها بامتعاض قائلة: اوعى تقولي انك كنت خايف من زيدان لأن ساعتها أنت مكنتش بتشتغل عنده.
ألقى يسري بنفسه على الأريكة بتعب بعد ما حدث له من رجال زيدان ليمقتها بغضب قائلًا: الحمد لله ربنا رزقني ايه يا شذى هي في حاجة بتفضل على حالها ما أنتِ كمان روحتي اتجوزتي.
ثم اتكأ على ركبتيه قائلًا باندهاش: اللي مستغربه هو كان أخدك وعارف انك حامل؟
علمت أنه لا يعلم سر قصي ليكمل هو بحيرة قائلًا: ولا أخدك علشان ضامن انك بتخلفي ولا مكنش عايز عيل مش تبعه.
ثم استطرد باستهزاء قائلًا: عمومًا أنت غلطتي أساسًا مين يرضى ياخد واحدة ابنها من راجل تاني.
تنهدت بتعب وزفرت بقلة حيلة قائلة: أنت محسسني انك راجل بجد بس أناهريحك.
واستطردت بحقد قائلة: اللي زي قصي كان عنده استعداد يرضى بأي حاجة علشان يتقال عليه راجل واتقال فعلا.
فغر فاه وتدلت شفتيه إلى الأسفل قائلًا: وأنتِ بقى اللي خلتيه راجل ولما بقى راجل استقوى عليكي يبقى مش راجل.
وتابع بغضب قائلًا: وبالنسبة بقى لعدم احساسك اني راجل فأنا راجل غصبن عنك.
كشفت شذى أمامه ما بها من جروح وزفرت بحنق قائلة: أنت فعلا راجل يا يسري ومش معنى كده اني كويسة أنا زبالة أوي أه لو يرجع الزمن.
عض على شفتيه بغيظ قائلًا: أنتِ قولتيها أنتِ زبالة ووضيعة وكفايه انك فاكره مين فينا اللي بدأ وغرر بالتاني أنا كنت موظف غلبان على قد حالي.
أوقفته شذى بحنق قائلة: خلاص يا يسري كفايه اللي حصل حصل شوف يا ابن الناس لو عايز تطلقني هبريك من كل حاجة وهطلب الطلاق بنفسي.
واستطردت برجاء قائلة: بس مش دلوقتي.
فرك كفيه لا يعلم بما يجيبها ولكن الكلمات انبعث تلقائيًا حيث قال: متخافيش أنا مليش نية أطلق دلوقتي. أنتِ لو مش خايفة على سمعتك خصوصًا بعد اللي حصل ليكي أنا اخاف.
ثم صدمها قائلًا: كفايه أهلي لما يعرفوا.
في البدايه سرت لاهتمامه ولكن سرعان ما التمعت الدموع بمقلتيها عندما حدثها عن أهله فردت قائلة: أنا عاوزة أعرفهم إنك غلطت معايا قبل كده وكنت حامل بحفيدهم مش ده من حقهم برضه.
ثم استطردت باستهزاء قائلة: على الأقل يعرفوا ابنهم على حقيقته .
انقض عليها ولوى ذراعها قائلًا بغضب
: مش خايفة يعرفوا قد ايه إنك إنسانة واطية. بقى أنا كنت هداري على فضيحتك وهاخدك وأسافر ليهم وأقولهم عروستي واختارتها بنفسي.
كاد أن يخلع ذراعها بين يديه وهو يقول: وأنتِ عايزة تفضحينا.
كاد أن يكسر ذراعها من غضبه ولكن منذ لحظة تعالت شهقاتها علم أنه الأخر مذنب في تلك القصة وعليه أن يهدئ ويدفع ثمن خطأه معها لما لا فهي لم تخطئ وحدها.
تحولا من حالة التجمد التي حلت بزيدان إلى حالة أطاحت به أصبحت عينيه تلمع كالنجوم خاصة عندما أخرجته من أحضانها وجعلته في مقابلها ينظر إليها وينظر إلى ضحكتها التي اتسعت حتى ظهرت أسنانها مثل اللؤلؤ كأنها ما زالت طفلة بريئة بأسنانها اللبنية التي لم تبدل بعد وما زاد هوسه هو نعومتها وهمساتها أمام شفتيه والذي قتله أكثر هو عينيها يعتقد أنه ما زال بها غيبيات.
من بين همساتها التي أرجفته أنها قالت: شفت الموضوع بسيط ازاي انك قلت بحبك زمان قبل ما يحصل حاجة ما بينا عمرك ما قلتها.
واستطردت بوضوح قائلة: أه عملت حاجات كتير بس اتمسحت حتى امبارح سبتني أنهار لوحدي ووقفت اتفرجت عليا كنت احضني.
اقترب هو الأخر من شفتيها يتحدث بندم قائلًا: مستعد أكفر عن غلطتي معاكي بأي حاجة تطلبيها مني حتى لو أموت نفسي بس بلاش تسيبيني وتبعدي عني.
ثم تحسس وجهها بوجهه قائلًا بكل شوق: اعتبري ان اللي فات راح أنا خفت أقرب منك امبارح لتسيبيني تاني فضلت أدعي انك تهدي لحد ما هديتي فعلا.
أغمضت ريحانة عينيها تستمتع باحساس الشوق لديها نحوه ولكن تذكرت شكران فهتفت بخبث قالت: بس مفيش حاجة بتتنسي يا زيدان واللي حوالينا هيفضلوا طول عمرهم يفكروني بالمعاناة اللي عانيتها معاكم.
واستطردت بمكر قائلة: أنت نفسك شفت الهانم استقبلتني ازاي وكنت خايفة منها طول ما أنت غايب عني.
قربها إليه أكثر ومال عليها يقبلها بكل شوق وشغف قائلًا: أنا مش هنسى علشان أفضل طول عمري أحاسب نفسي علشان رفضت أسمعك.
وأخذ يتحسس جسدها قائلًا: يا ريتني كنت مت ولا كنت مديت ايدي عليكي
ابتعدت عنه قليلًا تطالعه بخبث قائلة: تعرف اني كان ممكن أطلع على القسم وأعمل إثبات حالة وأخد حقي بس حبيت أهرب منك.
ثم أخرجت لسانها له قائلة: حاجة تانية متوقعة انك قريب هتتسجن يا بتاع المافيا.
ذكائه حتم عليه أن يفهم أنها تهدده ولذلك تخطاها وتقدم خارج غرفة الملابس وهي تتبعه بكل اهتمام منتظرة رده ليرد عليها بكل برود قائلًا: متبقيش متفائلة أوي كده أنتِ عايزة تخلصي مني وأنا مش حابب.
ثم التفت إليها يطالعها بمكر قائلًا: فلذلك هتوب عن موضوع المافيا ده حابب بقى أستقر وأجيب ولاد.
حدقت بعينيها في الفراغ وقطبت جبينها عند ذكره للأولاد كأنه يعلم ما بداخلها لتسأله بقلق قائلة: تجيب ولاد منين هتتجوز تاني أنت عارف أنا راجعة معاك هنا بس مفيش علاقه حتى لو حصلت مش دلوقتي خالص.
واستطردت بسخرية قائلة: ومن امتى بدور على الاستقرار.
بحركة فجائية منه وجدت نفسها فوقه وهو يتملكها فوق الفراش هامسًا بعذوبة: أنا قصدي هجيب ولاد منك أنتِ وبس وفي أقرب فرصة.
ثم عض على شفتيه باغراء لها قائلًا: وبعدين دي حتى مها بتقولي اني لسه كنت في البدايه معاكي فلازم نسرع بقى.
جحظت بعينيها و فغرت فاها مما قالته مها له فتوترت قائلة: ما يمكن مها قصدت تقول كده علشان تحميني مثلًا أو علشان تخل بالاتفاق بينها وبين أمك.
ثم هبطت فوق جسده أكثر قائلة بمكر: اشمعنا في دي صدقت كل حاجة وأنا لا؟
لم يرد عليها ولكنه غير وضعهما واعتلاها هو بكل عشق جارف لترتجف قائلة: طب ليه مش بتحترم رغبتي اني مش عايزة مش خايف لأنهار وأفتكر اللي حصل معانا.
ثم تابعت وهي تتحسس ذقنه قائلة بشوق: وأفتكر الحتة الوحشة اللي فيك وأنسى كل حاجة حلوة منك.
رجع بجوارها واحتضنها وهو يداعب خصلات شعرها قائلًا: أنا طماع وعمري ما كنت كده ممكن أطمع في سلطة في مال في جبروت انما في واحده ست لا.
ثم قبلها قائلًا: بس لما تبقى الست دي أنتِ يبقى لازم أبقى طماع.
شردت في حديثه ليضمها أكثر قائلًا: أنتِ أكثر ست عرفت تدخلي من الثغرات اللي عندي علمتيني حاجات كتير غيرتي خط حياتي كله.
واستطرد بندم قائلًا: ندمتيني على اللي عملته في كل ست قبلك.
أشاحت بعينيها إلى الجانب الأخر حتى لا يلاحظ دموعها وهتفت بصوت مبحوح قائلة: على أساس إنك أصلًا كنت بتعامل ستات قبلي غير خطيبتك اللي أنت حاولت تنتقم من قصي علشان خطفها منك.
نهض من مضجعه وجلس; أمامها وتناول يدها قائلًا: أنا مكنتش بنتقم علشانها هي ماضي وسراب وأنا كنت زي اللي بحاول أخلص منه بأي طريقة أنا جوازي منك كان إنتقام للكل .
ثم نظر إليها بحزن قاتم قائلًا: بس للأسف وأنا بنتقم منهم صبيت غضبي كله عليكي بس صدقيني مقدرتش أستحمل انك تكوني فعلًا زي ما قالوا.
هتفت ريحانة بضيق قائلة: كان نفسي أقولك بس أنت أكثر واحد مكنتش هتصدقني حاجة كمان عقلي فرضها عليا انك تكون معاهم وهدفك تضيع حياتي.
تجرع الألم بداخله وهتف بصوت مبحوح قائلًا: معاكي حق مين يصدق واحد همجي زي أنتِ شفتي كتير وحش فيا ومن قبل ما أطلبك للجواز.
ثم قبل يدها بحنان قائلًا: وحقك مهما أعمل دلوقتي مش هيعوضك.
نظرت إليه نظرات اجتاحت كيانه واقتربت منه رغمًا عنها كأنها تريده لها وحدها فقط وهو مثل الضائع في مطلبها لا يعلم أيقترب أم يبتعد حتى لا تصاب بالانهيار ولكنه هتف بصوت متقطع قائلًا: خايف تخرب علاقتنا من تاني وتهربي مني ومعرفش أرجعك تاني.
ثم سألها قائلًا: ليه الدنيا قاسية عليا كده أنا نفسي أقرب منك وخايف شفتي جبروتي اتمسح ازاي.
وما هي إلا لحظات بعد استماعها لتلك الكلمات الشاقه حتى رمت نفسها بأحضانه ليتنهد بين ذراعيها بسعادة بالغة فهي أصبحت كل حياته ولا يتخيل السعادة إلا بين يديها وحدها فهي الأمل الذي أشرق حياته لا يعلم ماذا يفعل معها في تلك اللحظة ولكنها سهلتها عليه حيث قامت بحل أزرار قميصه بإنسيابية حتى أنه لم يستوعب الحالة التي وجد بها لتتقدم منه تنهال عليه بقبلات التي تتضمن شئ واحدًا أحتاجك وبشدة.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
الحلقه بعنوان أنت في عيوني بعكس ما قالته ريحانة لزيدان في المكتب فنحن نقول اشياء وقلوبنا تنبض باشياء أخرى ووحده زيدان هو الذي واجهها بذلك وأخبرها أنه عشقها الدفين.
في حرب الغيبيات التي مرت بعشقها كتبت السعادة من كان منهم صاحب الفضل في هذه السعادة ليس أحد فالحب هو السبب الرئيسي لذلك العشق الذي أوقف قوانين العقل لديهم العقل الذي كان لا يتوقف عن التفكير ليطغ القلب بكل قوانينه عليه عشقته بشروط أهمها جلب السعادة هو ملزم أمامها أن يجلب لها هذه السعادة حتى تعشقه حد الثمالة ولكن هو في نظرها فاسد وهو يعترف بفساده ويعترف بخطئه ولكنه ليس وحده المخطئ فالجميع مخطئ سواء في حقها أو في حق غيرها ومع ذلك تم عقابها على ذلك بالفهم الخاطئ له وترك الفرصة للأخرين في توريطها في أعمال فاضحة واتهامها بها فهو بعد ما شاهده منها لابد أن يفترض حسن الظن.
بعد ليلة شوق وحب عاصفة بينهما تناسى كل شئ وظن أنها الليلة الأولى له معها. تمنى أن يزرع برحمها طفل منه في هذه الليلة خوفاً منه ألا تتكرر لهم جلس بجوارها يداعب خصلات شعرها ويشرد فيها قائلًا: عملتي فيا ايه يا ريحانة غيرتي كل حاجة غيرتيني من زيدان الظالم لزيدان الحساس.
ثم ابتسم بسخرية قائلًا: بقيت خايف حتى على الغرب اللي افتروا عليا.
صمت فجأة وتذكر أكثر شخص يبغضه ألا وهي شكران المستمرة في استبدادها ليزفر بحنق قائلًا: أنا ناوي أساعد الكل وأرجع لهم حقوقهم وكله بسببك بس الأكيد اللي لازم تنتهي من حياتنا هي شكران.
وتابع بحقد: أينعم هي أمي بس حرام نكمل وهي معانا.
استشعرت مداعبة يده لوجهها حيث أنه زاد فيها وهو شارد يحدث نفسه فاقت ريحانة ونهضت تجلس نصفه جلسة تبتسم له قائلة: زيدان ايه ده أنت منمتش ليه ولا أخدت على النوم في الجناح التاني.
ثم قبلته قائلة: ابقى خليهم يرجعوا حاجتي هناك مفيش داعي نقعد في الجناح ده.
تنهد وأغمض عينيه بتعب قائلًا: ما تيجي أجبلك قصر تاني بعيد عنها هي مش هتسيبك في حالك.
واستطرد بقلق قائلًا: وأنا بصراحة هقلق عليكي وأنتِ قاعدة معاها لوحدكم أنتِ متعرفيش اللي جاي في ايه.
ابتسمت ريحانة بخبث وردت قائلة: موافقة بس هي يعني مش هتعرف تأذيني لو بعدت عنها لا طبعًا هتعرف توصلي.
ثم عقدت ما بين حاجبيها قائلة: إلا اذ كنت أنت خايف عليا من حد تاني غيرها.
عقد ما بين حاجبيه هو الآخر لتبتسم ريحانة بسخرية قائلة: زيدان أنت خايف عليا من قصي مثلًا بس أحب أعرفك قصي أجبن من إنه يقرب لي و أنا مش هخاف منه ولا من شكران.
ثم سألته قائلة: وبعدين مش قصي في تركيا؟
نهض زيدان من جوارها وزفر بحنق قائلًا: قصي في مصر يا ريحانة وبدأ ينتقم والمتخلف بدأ أول انتقامه في مها.
واستطرد بضيق قائلًا: لا وايه ملقاش غير غفران اللي بدأت تبقى كويسة البنت بقالها تلات أيام معاه.
نهضت هي الأخرى بذعر من الفراش متوترة لما استمعت إليه يتردد صوت شكران في أذنها بعنف أنها كانت تعطي قصي مهدئات جنسية وما أن طلقت منه تنحى عن أخذها يتبادر القلق إلى ذهنها أن يكون قد قام باغتصاب غفران ولو تم ذلك كيف ستكون ردة فعله حتمًا سيعلم أن ما كان يتناوله مجرد عقاقير مهدئة وهذا لم يشكل خطرا على شكران وهنا أيقنت أن اقتراح زيدان للجوء إلى منزل أخر كان صائبًا.
أنا لا أعلم ما الذي حل بداخلي أنا أصبحت طبيعياً مثلي مثل أي رجل كيف حدث ذلك أيعقل أني شفيت من علتي في يوم وليلة أتذكر أني لم أتواصل مع أي طبيب أخر سواها حاصرت كل تفكيري وأفهمتني أن هذا سيسبب فضائح للعائلة لما لم يحدث هذا وأنا مع حبيبتي؟ لما قيدت نفسي بعلاج واحد من شخص واحد أيعقل بعد أمنيتي في الشفاء أن تكون تلك القابعة أمامي ضحيتي أيعقل أن اجد أمراض مع حبيبتي وعند أنتقامي وعدواني أشفى لما هذه الترتيبات؟
نظر قصي إلى غفران القابعة أمامه ترتجف لما حدث منه ليهز رأسه بذهول قائلًا: كل اما كنت بقرب من ريحانة كنت بضعف ومعرفتش أعمل حاجة وكنت باخد علاج أيامها.
وتابع باستغراب قائلًا: ولما أسيب العلاج وأعملها معاكي تتم؟
صرخت غفران في وجهه قائلة: اسكت ربنا ينتقم منك ومنهم حسبي الله ونعم الوكيل أنا ذنبي ايه ايه ايه.
ثم صفعت وجهها بيدها قائلة: أنا غلطانة أنا عملت كتير غلط في حياتي بس والله توبت.
وسرعان ما استدارت إلى السكين التي قام بفك الحبل بها وتناولتها وحاولت قتل نفسها ليصل إليها مسرعاً ويسحب السكين قائلًا: أنتِ بتعملي ايه ابعدي القرف ده عنك حاسبي يا غفران حاسبي.
واستطرد يقسم لها قائلًا: غفران أنا أقسم بالله ما كنت بكذب بس أنا فعلًا مكنتش بعرف أجي جمب ريحانة.
ظلت غفران تنتحب ليقطب قصي جبينه من أين أتته تلك القوة ليعتقد اعتقاد واحد ليس له ثان أن العقاقير التي كانت تبعث شكران لشرائها عقاقير مهدئة ليحدث نفسه قائلًا: أه يا بنت الكل* والله لو ده حصل لأكون مخلص عليكي ضيعتيني وضيعتي رجولتي.
ثم تذكر عندما كانت توجهه نحو ريحانة للإنتقام من شمس ليجز على أسنانه قائلًا: كل ده ليه بتصفي حسابك مع شمس والبس أنا.
شهقت غفران ليربت على كتفها العاري لتنتفض قائلة ببكاء مرير: ابعد عني كفايه بقى أنا مالي إن كانت أمي جت عليك ولا لا أنا أصلًا مش عايشة معاها.
ثم تعالت صرخاتها قائلة: وأنت يا معفن يوم ما تنتقم تبدأ بيا ما كلهم خانوك.
حاول مرة أخرى التخفيف عنها قائلًا: غفران أنا لا يمكن أتخلى عنك بعد اللي حصل دلوقتي.
هزت رأسها باعتراض ليستطرد بعزم قائلًا: ممكن أنتِ مترضيش بس أنا مصمم وكمان مش هقول لحد إنه اعتداء مني.
واستطرد وهو ينظر في الفراغ شاردًا: أنا نفسي اتفاجئت من اللي حصل آخر مرة كنت باخد فيها العلاج ليلة ما طلقت ريحانة.
ثم تابع بسخرية قائلًا: ولما اتجوزت شذى كبرت دماغي قلت ودي هعمل بيها ايه.
نظرت إليه غفران بحرقة قائلة: ولما حاولت حاولت معايا أنا ونجحت مفكرتش وأنت بتعمل كده إنها ممكن تصيب.
ثم تابعت باشمئزاز قائلة: بس هقول ايه حتى لو كنت فشلت كنت هتجيب غيرك يعملها.
مسح قصي على وجهه بغضب قائلًا: علشان كنت محروق أوي يا غفران وأمك كانت الأمل الوحيد ليا بس هي ضميرها منعها فقلت أعطيها درس جامد.
واستطرد بتعب قائلًا: بس الدرس طلع ليا.
ترى هل سيكمل قصي دائرة أنتقامه أم سيتوقف عند تلك النقطة ويحاول معالجة خطئه مع غفران وماذا عن الشك الذي دار بمخيلته حول العقاقير التي أخذها من شكران هل سيصدق حدسه؟
ثورة اجتاحته لا يعلم ماذا يفعل جرحها والسبب في جرحها من المحتمل أن يعود ويؤذيها نيران تحرقه من الداخل لو استطاع أن يقترب منها ويؤذيها يشعر أنها لو تأذت سيفقد روحه ويقتلعها بيده إجبارياً من جسده هو الذي ركب البحار لأجلها ويريد الموت في محرابها يراها دائمًا كالطائر المذبوح حتى بعد أن عادت بشخصية أقوى مازالت في نظره هشة ضعيفة نعم تنفرج أساريره من سطوتها وقوتها أمامه لكنه يعلم جيدًا أنها ضعيفة أمام جرائمهم الشنعاء هو يخشى عليها من الهواء الطائر على وجهها ومن العواصف التي تلفح بشرتها ها هو الحب الذي وجده في وجودها.
خرج من المرحاض ينظر إليها بتركيز وهي تتجاهله تود أن تسرد له أمر قصي وجدته يبتسم إليها يستنشق وينعم برائحتها التي لم تفارقه حتى قبل عودتها ثم فتح عينيه بخبث قائلًا: مش مخبية عليا حاجة تاني يا رورو ولا مخبية ومكسوفة تقولي كالعادة.
ثم رفع أكتافه بمرح قائلًا: مش عارف هل ده خجل ولا خوف ولا أنتِ بتحبي لعبة الاستغماية.
ظنت من سؤاله أنه يعلم بأمر الجنين ولكنها تماسكت حتى لا يفضح أمرها هي تود اخباره ولكن بطريقة هو نفسه يصدم بها فتخابثت عليه قائلة: مش عارفة أنت بتتكلم على ايه وبعدين هخبي عليك ايه ولا أنت شاكك في الفترة اللي قعدتها عند ماما ياسمين؟
أخفض رأسه لتزم شفتيها بسخرية قائلة: اطمن محدش كان بيزورنا.
شعر بالندم من سؤاله فهو يحمل في طياته شك واتهام لها زفر بحنق قائلًا: أنتِ شايفاني بشك فيكي صح معاكي حق يا ريحانة بس والله ما شكيت لحظة.
ثم تابع بحنان قائلًا: وافضل أقولك كل مرة سامحيني على شكي فيكي زمان.
حدقت في وجهه لاستشعار الصدق في حديثه اذن ماذا الذي يشك أنها تخفيه عنه ومن أين علم أنها تخفي عنه أمرا فحاولت الاستفهام أكثر قائلة: طب ايه شاكك اني مخبية عنك ايه مثلًا؟
ثم مطت شفتيها قائلة: معتقدش إن في لسه أسرار كل حاجة انكشفت يومها وأنت أكيد لما روحت وواجهته عرفت كل حاجة.
وعند حديثها عن هذا توجه إليها واحتضنها بين أضلاعه وشدد على أحضانها: عرفت كل حاجة وكان نفسي أرجع ألاقيكي هنا علشان أقولك حقك عليا.
وتابع وهو يربت على ظهرها بحنان قائلًا: أنا قسيت عليكي وأجبرتك على جوازة مشوفتيش منها غير التعب.
استسلمت لأحضان هذا العاشق وتأكدت أنها أحضان حقيقية ليضيف هو قائلًا: أنا روحت الأول أصفي حسابي معاه قبل ما هي تتصل تقوله اهرب وأنتِ شكيتي اني رايح أطمئن على شذى.
وتابع بصدق قائلًا: بس والله ما كده شذى أنا عمري ما لمستها.
خرجت ريحانة من أحضانه وسألته بوضوح قائلة: طب والعمل يا زيدان شذى اللي في بطنها مش ابن قصي عرفت هو ابن مين.
ثم تابعت بقلق قائلة: وقصي هتسيبه كده خاطف غفران مش خايف عليها؟
نظر إليها وتعجب من حنانها رغم إهانتها من الجميع ورد عليها قائلًا: أنا هكون أناني ومش مفكر غير في نفسي وأنتِ وبس.
ثم تابع وأخبرها قائلًا: بالنسبة لشذى الحمل نزل واتجوزوا هي والمهندس اللي عمل فيها كده أما غفران قصي عاجز وميقدرش يعمل لها حاجة.
هنا أصرت على البوح فردت قائلة: طب وإذا قلتلك ان ده كان مجرد عجز مؤقت يعني ممكن في يوم وليلة يكون مغتصبها.
تسمر في مكانه ولكنه ظن أنها تحثه على إنقاذ غفران خاصة عندما قالت: برضه مش هيفرق معاك وهتسيبها كده ولا هتعمل ايه؟
تعالت ضحكاته وابتسم ببلاهة قائلًا: ده اللي هو ازاي يا رورو أومال كان عامل نفسه معاكي كده ليه وهو ايه ده اللي عجز مؤقت.
ثم تابع بسخرية قائلًا: أنتِ عبيطة للدرجة دي. هو العاجز له علاج؟
وضعت يدها على صدرها تريد إزاحة هذا الثقل وبالفعل أزاحت هذا السر قائلة: على فكرة أنا بتكلم جد يا زيدان عجز قصي كان مؤقت ومش بإرادته.
وصدمته أكثر قائلة: أه كان بيتعالج منه بس للأسف دواء سلبي مش ايجابي.
قطب جبينه غير مستوعب لما تقوله ثم تبادر إلى ذهنه الدواء الذي تجلبه شكران ثم نظر إلى ريحانة بتوجس قائلًا: معنى كلامك إن قصي كان سليم ولما أخد الأدوية دي جاله عجز.
ثم عاد لهمجيته من جديد يتهمها قائلًا: هو اللي ضحك عليكي بالكلام ده صح طبعًا ما هو علشان يداري على مصيبته.
ما زال سوء الظن يتحكم به لتوضح له الأمر قائلة: هيقولي امتى وفين و ازاي أنا وهو مطلقين وهو ميعرفش الموضوع ده.
ثم تقدمت تخبره بكل جبروت قائلة: حتى لو عرفه أعتقد انه بدل ما ينتقم مني ومنك هيروح ينتقم من مامتك.
شئ لم يستوعبه عقله ليتعالى غضبه قائلًا: يخربيت الشيطان طب ليه ما هو مش معقول علشان متجوزة قصي.
واستطرد بحيرة قائلًا: لا هو أصلًا مش في حسابها ولا حتى خالي في حسابها أكيد في سر.
لم تقاوم غضبها هي الأخرى وانفجرت قائلة: أنا السر يا زيدان أنا اللي لازم أكون مش سعيدة وفقاً لقوانين الدكتورة شكران.
واستطردت بحقد قائلة: والسبب الأكبر غلطة غلطها أبوك وأمي زمان و أنا كان لازم أدفع تمنها.
برقت عينيه بذهول قائلًا: لسه بتحاول تنتقم وبعدين أنتً مالك ما هي حاولت تلبسها مرة قضية قتل ومرة زنا ولبست أبوكي قضية قمار وديون.
ثم أنتفض بغضب قائلًا: لسه عايزة ايه تاني؟
تود في هذه اللحظة أن يحضنها أحد ويربت عليها بحنان وودت منه ذلك ولكنه كان في ذهول لتبتسم بألم قائلة: هي مفكرة إن لما يحصل معايا كده أمي هتزعل.
ثم تابعت والدموع تفيض من عينيها قائلة: بس شوفت عينك هي مهتمتش بكل اللي حصلي ومكملة عادي حتى لما بابا هددها بالطلاق.
مثلما تمنت احتضنها وربت على ظهرها بحنان قائلًا: أنا حاسس باللي أنتِ فيه وأنا بدل ما أعوضك زودتها عليكي انسي يا ريحانة وسيبك منهم.
وأضاف لبعث السعادة في صدرها قائلًا: بس على فكرة أبوكي ولا يوم إلا اما سأل عليكي.
ابتسمت في أحضانه وردت عليه قائلة: أنا عارفة اني فارقة معاه والتغيير بان عليه من ساعة ما خرج من السجن وإن كان على أمي أنا نسيت وجودها والبركة في ماما ياسمين.
خرجت من بين أحضانه تجفف دموعها قائلة: لو هو فعلًا بطل ياخد العلاج من يوم ما انفصلنا يبقى بقى كويس ورجع طبيعي وأهي الحكاية بدأت بغفران.
ربت على يدها يطمأنها قائلًا: بلاش تشغلي بالك أنا بلغت وأكيد هيوصلوا له وهو أكيد يعني يا ريحانة حتى لو حس انه بقى كويس مش هيعملها.
ثم تابع بثقة مفرطة قائلًا: هو خطفها علشان يخوفنا مش أكثر.
ثم وضع يدها على صدره يترجاها قائلًا: وعلشان خاطري تعالي نسيب هنا ونروح بعيد شويه أنا مش هضمن وأنا مش موجود هي هتعمل معاكي ايه.
حاولت الرفض ليبتسم بفخر لها قائلًا: عارف إنك بقيتي قوية بس برضه.
هزت رأسها بموافقة ولكنها استوقفته قائلة: صحيح هي شذى أجهضت امتى و ازاي؟ اوعى يكون الزفت ده عمل فيها حاجة.
واستطردت بضيق قائلة: والله يا زيدان أنت غلطان أنت كان المفروض تسلمه.
زفر زيدان بحنق قائلًا: أنا كنت فايق ساعتها أسلمه ولا أعمل فيه حاجة الظاهر إنها من ضغط اللي حصل نزل الطفل.
ثم تابع بقلة اهتمام قائلًا: أنا حتى معرفش هي راحت المستشفى ازاي؟
جحظت ريحانة بعينيها بذهول قائلة: يعني سقطت قدامك وسبتها افرض كان فاق وخلص عليها حرام عليك.
رغم السعادة التي كانت تغمرها أنه ترك شذى بدمائها إلا أنها حاولت أن توضح له أنها ما زالت ريحانة الحنونة ولكنها شكت فيه وضيقت عينيها قائلة: بس استنى أنت عرفت منين انها اتجوزت المهندس وأساسًا رجعت لأبوها ازاي؟
أنتفض زيدان بغضب قائلًا: أنتِ كنتي عايزاني كمان أنقذها؟ اه وأنتِ بقى تقولي ده طول يبقى أكيد هو أبو الولد اللي في بطنها.
ثم تابع بانفجار قائلًا: ده أنا مكملتش ساعه رجعت مش لاقيكي.
تعالت ضحكتها قائلة: والله بص كنت عايزة أمشي قبل ما أنت تيجي بأي طريقة لأني عارفة مش هتسمح ليا أمشي وأفضل في عذاب.
ثم اقتربت منه قائلة: أنا على الأقل ارتحت ورجعت أقوى من الأول.
اقترب منها بحب قائلًا: يعني مجيتش على بالك ولو حتى يوم ولا حوار الرسايل ده كان مجرد لعب بيا وبقلبي.
ثم التهم شفتيها قائلًا: تعرفي كنت كل مرة بشوف رسالة من رقم مختلف قلبي بيوجعني.
و أخيرا زيدان شرب من كأس المر الذي داومت ريحانة على شربه يومياً صمتها وعدم ردها زاده مرارة وابتلع غصة بحلقه قائلًا: ياااه يا ريحانة الواحد بيعرف قيمة الحاجة لما بضيع منه وأنا فعلًا ضيعتك.
هبطت برأسها ووضعتها في منتصف صدره ليربت على شعرها قائلًا: بس لما ضيعتك عرفت قد ايه اني غلطان لما شكيت فيكي.
تنهدت هي الأخرى وتمنت ما حدث من قبل لم يحدث أبدا تمنت تلاشي كل العيوب والمساوئ من حولهم تمنت ارجاع الزمن وهي ليست ابنة شمس وهو ليس بابن شكران تمنت أن يكونوا أناس عاديين وتبدأ معه قصة حب سوية ليس بها أي عقم ولكن بقت النقطة هل سامحته؟ وهل عفت عن كل ما بدر منه؟ هي طمأنت هذا العاشق بذلك ولكنه متأكد أنها لن تسامحه أبدًا نعم هي قالتها ولكن ماذا قال قلبها..الذي تألم من طغيان هذا؟ تمنى أن يرزقه الله بطفلة منها لعله يمحي الألام، وهو لا يعلم أنه يوجد طفل بالفعل في أحشائها، وماذا لو علم أيستنكره مثلما حدث من قبل عند اكتشافه أنها عذراء.
تخيل يا حبيبي لو كان والديك غير الذين تنتمي إليهم كان من الممكن ألا ينبذك أحد. تخيل أن تكون حياتك غير التي مررت بها تخيل لو كنت إنسانًاعاديًا بسيطًا تملك عملًا عاديًا ومنزل بسيط تخيل أن تصبح ذاك الذي يناديني يوما ما في أحلامي يشبه ملامحك نعم ولكن لا يشبه صفاتك لا يهين أحدا ولا يستهين بأي شئ من الأشياء أعتقد كانت ستكون حياتك نظيفة لا تشوبها شائبة ولكن وللأسف الشديد ليست كل التخيلات حقيقية.
نظرت إليه مطولا ثم ابتسمت له وهي تراقص حاجبيها قائلة: طبعًا كنت مفكر بنفوذ كل اللي تعرفهم ومالك هتقدر توصلني هنا بقى أنا استخدمت ذكائي ويمكن نقول لأول مرة في حياتي.
وتابعت تغيظه قائلة: روحت لماما ياسمين.
زفر زيدان بحنق وضيق قائلًا: مجتش في بالي أبداً و حتى لو كانت جت كنت أكيد هسخر من التفكير انك كنتي عندها حتى نورا يمكن مكنتش هتصدقني.
ثم تابع بظفر قائلًا: بس سبحان الله خطوبتها جت مصلحة.
ردت عليه بشماته قائلة: ما أنا قلتلك اني بقيت تلميذك يا زيدان من ساعة ما خرجت من القصر ده وأنا بحسب خطواتي صح.
ثم داعبت أنفه باصبعها قائلة: ومتزعلش مني لو صدر مني موقف يزعلك.
نظر إليها بقلق وتوجس ثم تنهد بتعب قائلًا: استر يا رب بصي أنا عارف انك مش ناوية تجبيها لبر ما هو أنا أستاهل ضرب الجزم ما أنا عارف.
واستطرد بمرح قائلًا: لا بقي ومتنسيش السلم الموسيقي حبه فوق وحبه تحت.
قهقهت ريحانة حتى أنها سعلت من هيئته وهو يرفع يده ويهبطها ولكنها توقفت عن الضحك عندما قال: وأخيرًا طلعت شمس.
اندهشت لما يقوله ليتابع بمرح قائلًا: بس طبعًا مش قصدي شمس أمك لأن دي لمبة محروقة لا مؤاخذة أنا أقصد ضحكتك اللي بتفرج عليها.
طارت من السعادة خاصة عندما أخبرها قائلًا: عارفة كنت كل يوم أجيب صورك وأنت بتضحكي وأنام عليها.
رفعت حاجبيها باندهاش قائلة: شوفوا مين اللي بيتكلم زيدان ملك المافيا.
ثم توقفت وأغمضت عينيها نصف عين قائلة: ألا صحيح يا زيزو هي فين المافيا؟ وليه مدوروش عليا؟ ده أنا توقعت يخطفوني على رأي البت نورا كان هيبقى أحلى خطف.
ضمها من خصرها ومرر يده على منحيات جسدها قائلًا: متخافيش زعيمهم بنفسه هيخطفك ولمكان بعيد علشان يحقق حلمه.
أخذت تتمايل بين يديه حتى توقفت عندما قال: انه هو يجيب منك مافيا صغنن بزمتك مش نفسك في مافيا مني؟
وجدها متوترة من محاصرته يبدو أن أمر المحاصرة لها شيقًا لديه يندهش من توتر يصدر منها أما زالت تخجل أم لا تريد الإنجاب منه مثلما قالت شكران ليصوب عينيه في عينيها قائلًا: ايه خايفة تخلفي مني يا ريحانة علشان كده عملتي تنضيف؟
واستطرد يجز على أسنانه قائلًا: بس لو أعرف بس ازاي طاوعك قلبك ومين اللي رضي يعملها ليكي؟
هنا حانت اللحظة وليكن ما يكن فردت قائلة: أنا يا زيدان
كادت أن تكمل ولكن أتاه اتصال حتى أنه قطب جبينه لهذا الاتصال ولكن سرعان ما رد خشية أن يكون قصي وصل إليها هي الأخرى وما أن رد حتى تحدث المعلم خاطر بضيق قائلًا: أنا عارف إن كل شويه بزهقك بمشاكل الكلبة شذى بس البت المعفنه سابته نايم ورجعت تاني هنا.
ثم تابع بانهيار قائلًا: عايزة تفضحني وأنا وشي منه بقى في الأرض.
تفهم زيدان والوضع وأخبره أنه سيأتي بيسري ويتحدث معه ليحل هذه المعضلة هنا اضطر أن يأخذ ريحانة معه الشركة.
هاتف يسري ليأتي إليه ولكن أمر ريحانة بالجلوس في غرفة أخرى أتي يسري وهو يشعر بالخجل حيث تذكر كل شئ من لحظة دخوله الشركة يأمره زيدان بالجلوس وهو يخفض رأسه قائلًا لزيدان: أنا وشي منك في الأرض بس والله ما كلمتها هي اللي زعلتني احنا اتناقشنا في اللي فات وطلبت الطلاق.
حدق زيدان في وجهه بغضب ليتابع الأخر قائلًا: ليه وليه قلت أطلق ايه مش كفايه مش عارف أقول لأهلي اتجوزتها ازاي.
خشي زيدان أن يكون اجبار يسري على الزيجة حلًا سلبيًا فسأله قائلًا: أنت عمرك ما فكرت تدور عليها بعد أخر مرة شفتوا بعض فيها؟
صمت يسري ليسأله زيدان سؤالًا أخر قائلًا: ولما عرفت انها اتجوزت قصي ومتجوزتنيش مفكرتش تتصل تعرف ليه؟
هز يسري رأسه بالسلب قائلًا: للأسف أخر مرة كان كلامها عبيط خلصني منه خلصني منه مبقتش فاهم هي عايزة ايه.
واستطرد بضيق قائلًا: بس لما قلت مليش دعوة مشيت المواقف دي البنت بتطلب من الشاب يتجوزها هي لا.
سخر زيدان من تفكير شذى القبيح وسأله قائلًا: طب أعتقد دلوقتي أنت عرفت إن الجنين مات وانها اتجوزت قصي مغصوبة علشان تداري.
ثم سأله قائلًا: ليك نيه تكمل ومتقولش علشان أهلك.
تنهد يسري قائلًا: هعمل اللي لازم يتعمل هعرف أهلي عليها وهقول انه مكنش في وقت لأنه والدها راجل كبير مش حمل بنته تتخطب.
واستطرد بصدق قائلًا: وعمري ما هقول انها حتى اتجوزت قبل كده.
ابتسم زيدان بامتنان قائلًا: ممتاز أنت كده ابن أصول بص يا يسري احنا كلنا بنغلط أنا نفسي غلطت وكتير.
هز يسري رأسه بتفهم ليتابع زيدان قائلًا: الصح اننا نصلح غلطنا ونتحمل نتيجته مش نتمادى.
زفر يسري قائلً : والله يا زيدان باشا لو كانت يومها قالتلي اتجوزني كنت اتجوزتها حتى لما اتجوزتني دلوقتي عنيدة وبتفصل الأمور على كيفها.
واستطرد بقلق قائلًا: خايف تكون لسه طماعة.
هز زيدان رأسه بيأس قائلًا: معرفش هي بقت ازاي دلوقتي وميهمنيش.
وتابع يوضح له قائلًا: جوازك بيها لسبب واحد بس الراجل الغلبان أبوها اللي ملوش ذنب غير ان بنته متطلعة.
تنهد يسري قائلًا: يا ريتها طلعت زيه ربنا يهديني ويهديها وأستحمل.
وتابع يدعو قائلًا: ويا رب متعملش أي حركة نقص قدام أهلي دول ناس دقة قديمة مش هيستحملوا.
ابتسم زيدان بخبث قائلًا: أنا رأيي تقفل الباب على المواضيع القديمة وتروح نجيبها من عند أبوها.
ثم أخرج من درجه تذاكر سفر ومدهم نحو يسري قائلًا: ودول يا سيدي تذاكر سفر للساحل وحجز في فندق كمان هدية مني ليكم.
كل هذا الحديث يدور وهي بالغرفة المجاورة تستند برأسها على حافة الباب وتستمع إلى كل شئ حتى خرج يسري ليفتح الباب وتسقط بين أحضانه لتعلو ابتسامته الساحرة فوق ثغره لتزيد التوتر لديها قائلة: أنا كنت خارجه عايزة أشرب الكولدير هنا خلص والجو حر وريقي ناشف.
ثم تابعت تتطلع من خلف زيدان قائلة: ايه ده هو مشي هو ده بقى يسري المهندس طب والله.
ليضع يده على فاها يكممه قائلًا بشر: بت أنتِ أنتِ هتسوقي فيها هو علشان أنا بقيت طيب ونحنوح من ساعة ما رجعتي هتتغزلي في الراجل.
ثم انقض عليها قائلًا: لا فوقي أقسم بالله أرجع تاني وأدفنك مكانك.
دفعته قائلة بتغنج مصطنع: أنت بتشك فيا يا زيزو عيب عليك طب ده كفايه انك معايا.
ثم اقتربت منه تغازله قائلة: النظرة في عيونك كفيلة تكرهني في رجالة العالم أنا قصدي إنه زباله زيها.
تضايق من سخريتها ورد عليها قائلًا: ويا ترى بقي هتفضلي كارهاني لحد امتى وبعدين تعالي هنا أنتِ مفكرة اني مصدق انك بتكرهيني.
ثم قام بمداعبة وجهها قائلًا: عيب يا رورو أنتِ نسيتي اللي حصل امبارح؟
ثم تابع وهو يستدير حولها ينظر إلى منحنيات جسدها قائلًا بنبرة تبعث فيها الفوضى: لو أنتِ نسيتي أنا مش ناسي ومستعد أفكرك بكل كلمة قلناها كل تنهيدة كل أهه طلعت منك دوبتني شوق.
ثم همس بجوار أذنها من الخلف قائلًا: كنت خايف أو متوقع انه مش هيحصل.
.دبت ريحانة بقدمها في الأرض كالأطفال قائلة
: ما بس بقى ايه؟ أنت ما صدقت أنت لسه قايل مكنتش تحلم بس يلا بقى. أنا طيبة.
ثم راقصت حاجبيها بغيظ له قائلة: بس مش معنى كده اني سامحتك لا لسه يا ابن الجمال.
ابتسم زيدان بخبث قائلًا: ياه كل ده ومسامحتنيش طب والله أنتِ كريمة أومال لما تسامحيني هتعملي ايه يا رورو؟
واستطرد يعض على شفتيه باغراء قائلًا: هترقصي أوباا بقى أموت أنا وأعيد السنه.
تعالت ضحكات ريحانة لتأسره من جمالها ويستطرد بسعادة قائلًا: وأنا منتظر المسامحة الكبيرة حتى لو هروح بيكي المسامح كريم معنديش أي مانع.
ثم احتضنها ودار بها قائلًا: أنا معاكي لأخر الخط ومستني ومتعشم في حياة جميلة.
حديثه كان كفيلًا لبعث السعادة في نفسها هو تغير كثيراً ولا حظت هذا أثناء حديثه مع يسري ومحاولة إقناعها أن يمر بحياة كريمة مع شذى.
انعكست كلماته عليها لتتوه فيه شعرت باستسلامها بعد قوتها التي استخدمت منذ لحظة تركها له أفاقت من توهانها معه على صوت أخيها بالغرفة المجاورة وهو يبحث عنهما بصوت عالي لتتوقف عن إخبار زيدان بحملها تحركت مهرولة نحو الغرفة الرئيسية للمكتب لتستقبل أخاها الذي كاد أن يدلف عليهم الغرفة وهما في لحظة انساجمهم لينظر إليه بضيق قائلًا: حمد الله على سلامتك للدرجة دي أعرف من سمر انك رجعتي؟
زفرت ريحانة بحنق قائلة: معلش محدش فيكم كان جنبي لما مشيت وبعدين أنا راجعة بارادتي محدش جبرني.
ثم نظرت إلى زيدان قائلة: أنا لما حسيت اني بقيت كويسة رجعت وكله بهدوء.
نظر سامر إلى زيدان بشك استند زيدان على كتفي ريحانة قائلًا: أنا فعلًا ما أجبرتهاش ولا كنت عارف مكانها. احنا روحنا نخطب نورا لأمير من عند ياسمين لقينا ريحانة هناك.
قطب سامر جبينه قائلًا: كنتي عند ياسمين.
هزت ريحانة رأسها بفخر قائلة: أه كنت عندها دي الوحيدة اللي محدش يقدر يشك فيها وبصراحة كنت مرتاحة جدًا أعتقد أنت متكونش كاره راحتي.
وتابعت بسخرية قائلة: يا سيدي اعتبرها رحلة علاج.
تنهد سامر قائلًا: لا يا ريحانة مش بكره راحتك بس أرجوك اوعي تنسي ان ليكي أخ. أه أنا طايش ومش عارف أنا بقول ايه.
وتابع لتستوعب أكثر ريحانة قائلًا: بس برضه أنا مكنتش أعرف أنتِ مريتي بايه.
استوعبت ريحانة خوفه وقلقه عليها ولكنه طلب منها طلب وترجاها فيه هو أن تذهب معه إلى المنزل لطمئنة لوالدها ووالدتها. نظرت إلى زيدان بتوجس لأنها تعلم جيدًا ومتأكدة من رفضه ولكنها تفاجئت بموافقته.
كانت شمس قد استيقظت للتو بعد سهراتها الخاصة. كانت تحرك ستار النافذه بتمعن النظر وتحدق جيدًا لترى ريحانة وزيدان وسامر وسرعان ما ارتدت ملابسها على عجلة وهي تحدث نفسها قائلة: كانت فين دي ورجعوها ازاي؟ ويا ترى هيتعمل فيها ايه تاني من شكران الزفت؟
تحركت بخطواتها نحو الصالون لتسرع باحتضانها لأنها علمت أنها المتسببة في كل شئ حدث لريحانة وبعد الترحيب الذي استغربت منه ريحانة وزيدان حتى سامر أخذتها في غرفتها لتجلسا سويًا وبعد المعاتبة انفجرت شمس في وجهها قائلة: ما أنتِ اللي غلطانة المفروض عدى عليكي سنه كنتي اطلقتي رفض تعرضي نفسك على الطب الشرعي.
ثم تابعت وهي تعد على اصبعها قائلة: مش تلات سنين ايه يا برودك.
زفرت ريحانة بقلة حيلة قائلة: طب شرعي ايه بس يا شموسه اللي بتتكلمي عليه؟ هو أنتِ مش عارفة شكرية ولا ايه؟
واستطردت بحقد قائلة: عارفة أنا بحملك الغلط لو كنتي قلت ليا بلاش حد من ناحيتها وقلتي السبب مكنتش بقيت في العيلة دي.
زفرت شمس بحنق قائلة: أديني قلت أيام زيدان بلاش زيدان يا ريحانة وأنتِ عرفتي ليه قبل ما تتجوزي واتجوزتيه متعمليش الحجة عليا.
ثم لوت شفتيها بامتعاض قائلة: كنت ساعتها هبقي أنا اللي كخه.
نهضت ريحانة بغضب قائلة: فات الأوان يا ست شمس. يا أمي يا محترمة أنا قلتها لشكرية وبقولها ليكي لا أنتِ ولا هي تستحقوا تبقوا أمهات.
وتابعت بسخرية قائلة: وبلاش دور الحنية اللي تستحق تبقى أم هي ماما ياسمين.
حدقت شمس في وجهها بغيظ قائلة: ماما ياسمين! يعني أنتِ كنتي عندها يبقى هي صاحبة التليفونات الليلية.
ثم أضافت بحقد قائلة: أه ما هو من يوم ما مات أبو نورا وأبوكي عمال يعشق ويتمعشق فيها.
صدمة هزت ريحانة. أيعقل أن ياسمين روت لوالدها أنها كانت تمكث عندها وهل اهتمامها كان بدافع عشقها لوجدي ولكنها ابتسمت وسعدت لذلك جداً.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
كانت جلسة ثقيلة عليهما بعد ما حدث بينهما لم يسلم من نظراتها الحقودة عليه وعلى ما فعله بها مهما كان ندمه فهو فعل الجرم الذي تندى له الجباه كانت الجلسة بدايتها حادة هو يريد منها الإنتقام بشتى الصور غير متوقعاً للتغير المفاجئ له كان متوقعاً أنه سيفعل معها القليل مثل ما كان يحدث مع ريحانة ولكنه معها شعر بالتكامل ومن ثم استشعر أنه رجع إلى روحه الصافية. إذن ما الذي يدور برأسه الأن توجه إليها متوجساً من ردة فعلها قائلًا: ايه رأيك نطلع على أقرب مأذون ونكتب كتابنا ؟
رفعت إليه أصابعها بتحذير قائلة: اخرس أنا لا يمكن أتجوز واحد زيك وهبلغ عنك.
هز رأسه بيأس قائلًا: والله ما أعرف اني كويس الا معاكي.
ثم ترجاها قائلًا: طاوعيني يا غفران أنا حاسس إن دي إشارة علشان حالي ينصلح.
نهضت بضيق قائلة: تجبلي حقي الأول من اللي خلاك تعمل فيا كده.
بالفعل أرجعها إلى منزلها وهاتف شكران ليعلمها أنه اقتص من غفران ولكن طلب منها أن يقابلها في شقته للترتيب للضيف الجديد الذي سيفتك به وما إن دلفت حتى انقض عليها بكل ما أوتي من قوة وضربها بعنف قائلًا: أنتِ مين عطاكي الحق تعملي فيا كده واوعي تنكري اللي عملتيه أنتِ مفكرة اني مش هيجي عليا اليوم وأعرف.
ثم قام يهزها بعصبية قائلًا: لا أنا عرفت والبركة فيكي.
رفعت شكران عينيها إليه واتسعت حدقتيها قائلة: أنت بتتكلم عن ايه احنا مش اتفقنا تجيب حد يعملها معاها. ايه مشكلتك بقى؟
وجدته يضحك بخبث لتشرق وتتسع حدقتي عينيها قائلة: اوعي تكون أنت اللي قربت منها أنت متنفعش تقرب من حد.
صفعها بكل ما أوتي من قوة وكأنه تحول إلى زيدان عندما قام بفتك ريحانة ليلة عرسهما وسحبها من خصلات شعرها حتى وقعت على الأرض ليدنو منها وهي تكاد أن تموت بين يديه وترتعش ليدس يده في جيب بنطاله ويخرج زجاجة صغيرة بها ماء ولكنها ليست مياه عاديه بل انها ماء نار يهمس كفحيح الأفاعي قائلًا: عارف إنك عمتي وست كبيرة وميصحش أعمل فيكي كده بس صدقيني النهارده عرفت إني كنت لعبة في ايدك.
واستطرد وهو يفتح الزجاجة قائلًا بحسرة: دمرتيني ودمرتي اللي بيني وبين ريحانة بس أناهسقيكي العذاب.
: مالك يا قصي. لو عملت فيها حاجة يا حبيبي عادي ده جزائها وجزاء مها اللي اتسببت فضيحتك.
ثم رفعت يدها تربت على وجهه بفرحة مصطنعة قائلة: ومبروك يا حبيبي واضح ان الدوا عمل شغل.
انحنى فوقها وأخرج من جيبه ورقة ينقصها الإمضاء وهي اعتراف بخط اليد أنها المتسببة في ضعفه الجنسي ومتسببة في بعض العمليات المشبوهة وهكي ترفض الإمضاء عليها ولكنه هتف بشراسة قائلًا: أقسم بالله لو ما مضيتِ عليها لأكون قاتلك أنا مش ابنك هسيبك علشانك أمي.
وتابع بصراخ غاضب قائلًا: لا أنا قصي اللي دمرتي أحلامه وخلتيني مسخ وعبرة للي يسوى والي ميسواش.
رفضت وأخذت تتخلص منه قائلة: أنت كده غلط الورقة دي مش هتفيدك بحاجة أنا ماسكة على أبوك ورق كتير.
سخر من تهديدها من والده ووجدت أنه لا يهمه شيء فأضافت قائلة: وزي ما أنت مش مهتم اني عمتك أنا مش هيهمني انه أخويا.
أخذ يسدد إليها الصفعات حتى خرج الدم من أنفها قائلًا: اسجنيه ولعي فيه أنا دلوقتي في مستقبلي اللي ضاع زمان ومستقبل الغلبانة اللي ضاع دلوقتي.
واقترب منها ليسقط ثلاث نقط من ماء النار على فخذيها وهي تصرخ وهو يتحدث بشماتة قائلًا: ولعلمك أنتِ كده كده هتتسجني مش أبويا لوحده .بس هتتسجني وجسمك من تحت مشوه واثبتي بقا إن أنا اللي عملت فيكي كده.
بالفعل من هول الصفعات التي سددها لها وإنسلاخ جلد فخذيها من تلك النقط التي سقطت عليها أخذت تصرخ واضطرت للإمضاء خشت أن يشوهها بالفعل ليبتسم بشر قائلًا: برافو عليكي يا ماما شكرية مش ماما برضه بقى أقولك زمان جوزيني زينب تتأنزحي عليا وأنتِ عارفة إن بنتك بتحبني.
زفرت بحنق ليسقط ثلاث نقط أخرى وهي تصرخ وهو يبتسم قائلًا: وتقومي رمياني في سكة الغلبانة.
نهضت بصعوبة من الألم وترنحت ليوقفها ويعيدها إلى الأرض قائلًا: تسجيل صغير علشان لو طعنتي في الورق حاجة كده زي اللي كنتي بتعمليها فينا ومربيانا عليها.
قطبت جبينها لا تعلم ماهية هذا التسجيل ليصدمها قائلًا: هتعترفي باللي عملتيه فيا أنا وريحانة.
صدمت من تفكيره ولكنه أخذ يهزها بعنف وأخذ يزيد من نقاط ماء النار وفتح التسجيل لتعتصر نفسها قائلة: أنا عطيت قصي حبوب غلط علشان يضعف جنسيًا وكتبت ورق ريحانة مكان ورق شذى.
أشار لها لتكمل لتفهم ما يريده واستكملت قائلة: وأنا اللي وزيت قصي أنه يخطف غفران.
وبعد أن أغلق المسجل نظر إليها بوقاحة قائلًا: كفايه عليكي كده. تعرفي لولا إنك ست كبيرة في السن كنت جبتلك عيل توتو يعتدي عليكي.
واستطرد باشمئزاز قائلًا: بس ده هياخد منك ايه يا حيزبونة غير الهم.
أخذت ترتجف وزحفت نحو الباب قائلة بوعيد: ماشي يا قصي اوعى تفكر إن اللي عملته ده هيخوفني.
عقد ما بين حاجبيه لتتوعد له قائلة: بس ده تصبيرة مني ليك على اللي هعمله فيك أنت وأختك وديني لأفضحكم.
جذبها من ذراعيها وأرجعها مثلما كانت قائلًا: كده يا عمتو وبتضحكي عليا طب قابلي تهديدك ليا أنا وسمر برضه متسجل.
صعقت مما قاله وأخذ يزيد من ماء النار وهي تصرخ ليستطرد بغضب قائلًا: هتروحي مني فين أنا مش هسيبك إلا على السجن.
ثم أضاف بكل حقد وغل قائلًا: وعلشان أقدر أسيطر على وليه حيزبونه زيك ومترجعيش تفلتي من عمايلك تعالي معايا.
جحظت بعينيها مما يفعله بها ليضيف قائلًا: قسم الشرطة سبحان الله جنبنا هدفعك تمن غلطاتك.
أخذت تصرخ وهو يجرها مثل الشاه الذبيحة مثلما فعل زيدان مع ريحانة ويود أن تكون ريحانة أمامه لتتشفى بها وما إن وصل إلى قسم الشرطه ثم نظر إلى وكيل النيابه قائلًا: اتفضل حضرتك دي الأدلة كلها ومعهم تسجيلات كمان وثواني ووالدي هيكون عندكم ومع اعترافاته.
واستكمل وهو يحتقر نفسه قائلًا: أما أنا قدامكم بكل أعمالي القذرة.
ثم نظر إليها بكل حقد وغل نظرات تبوح أن هذا هو القليل. إن مصيرك كان لا بد أن يكون الموت ولكني أشفقت عليك. لأني أعلم جيدًا أن الموت راحه لأمثالك أمثالك مصيرهم الحبس وضياع عمرهم حتى ابنك كان يشفق على حالتك وسيذهب بك إلى دار العجزة لأنه حتى إن ذاق مرًا على يدك لا يعادل شقاء ثلاث سنوات محروم من شئ يعادلني بأي رجل. حولتيني إلى شبيه الرجال من الآن وصاعدًا لن تكوني بهذه الحياة ستكونين اسماً فقط بدون حياة نكرة بيننا.
أخذ يقاوم فكرة البوح إليها وإخبارها بما يدور في صدره عن رغبته في عدم سفرها للعمل مع شريكه حتى لو كان في شركته ولكنه يريدها هنا ولكن عليه أن يدفع ضريبة كلماته اللاذعة لها الكل يدفع ضريبة هذه الحياه إما طواعية أو كراهية كان والده يدفعها في كل عاماً بعدًا عنه وكان الأخر يدفعها في كل شهر كانت غائبة عنه محبوبته أما التي سيدفعها كل يوم بدئًا من اليوم فهي تلك اللعينة الساقطة التي أسقطتهم كلهم تحت قدميها بدون رحمة.
بالنهاية سرد سامر إلى زيدان أمر سمر ووعده زيدان بحل تلك المعضلة ترك زيدان ريحانة مع والدتها وشقيقها فهو بعد تقربه من سامر تأكد أنها بأمان ذهب إلى سمر حيث علم أنها تجهز لسفرها ولا بد من منعها. طرق باب شقتها ودلف ليجدها لا تريد الحديث ولكنه تحدث بكل هدوء قائلًا: أنتِ ضيعتي من عمرك عشر سنين بتجري ورايا ودلوقتي تأكدتي اني مش حبك الحقيقي.
واستطرد ليشجعها قائلًا: ولما لقيتي الحب الحقيقي خلاص عايزة تهربي؟
نظرت إليه مطولًا ثم أغمضت عينيها لتهبط دموعها قائلة: أنت متعرفش حاجة هو بيعايرني وده من فترة ما بالك بقى لما يعرف إن بابا اتقبض عليه واللي اتسبب في كده قصي.
وتابعت تفاجئه قائلة: بعد ما جرجر مامتك على القسم.
أنتفض زيدان من فوق مقعده قائلًا بصدمة: ايه ده قصي خلص القديم والجديد وأنا نايم على وداني طب ازاي.
وقطب جبينه متسائلًا: مش على أساس كان خاطف غفران ودي كانت أول إنتقامه؟
أخفضت وجهها بخجل لا تعرف ما ذا تقول له ولكن عليه معرفة ما حدث فتنحنحت قائلة: ممكن تهدى الحقيقه إن قصي عرف اللي عمتي عملته فيه ولو هتسأل ازاي هقولك من نفسه.
توقفت الكلمات في حلقها مستصعبة الخروج ولكنها خرجت متحشرجة حيث قالت: لأنه اعتدى على غفران بالكامل وسجل لعمتي كل جرايمها.
ابتسم زيدان بسخرية كأنها لم تكن والدته: عاوزك متحطيش في بالك أي حاجة كل واحد بياخد جزاء عمله.
حدقت بعينيها ليصر عليها قائلًا: وأنتِ سواء البغل سامر عايزك ولا مش عايزك مفيش مرواح في أي مكان.
ذهب زيدان وعلى وجهه علامات الفرحة والشماتة إلى المكان الذي احتجزت فيه شكران وطلب مقابلتها دلفت إلى حجرة المأمور وهي يبدو عليها الضرب لينظر إليها بشماتة قائلًا: أنتِ مالك متبهدلة كده ليه يا أمي تحبي أجبلك ريحانة تضمد لك جروحك.
اغتاظت شكران من شماتته ليتحدث بتشفي قائلًا: ولا حابة تستمتعي بيهم زي ما متعتي غيرك بيهم تعرفي إن شكلك حلو أوي؟
نظرت إليه بغضب وقامت بالطرق على باب المأمور تريد الرجوع إلى الحبس ولا تريد الحديث يأخذها الشرطي وتدلف إلى محبسها من جديد لاستكمال السيدات المحبوسين معها الفتك والنيل منها بأبشع الضربات خاصة على فخذيها الذين قام قصي بكييه وحرقه.
خرج زيدان و ساقته قدميه إلى أمير الذي من أول ما شاهده توتر لأنه كان على علم بكل شئ عندما طلبت شكران منه من خلال هاتف السجن محامي ضليع يخرجها مما هي فيه.
تنهد أمير بحيرة قائلًا: خلاص يا زيدان أعتقد كده الحمل انزاح من فوق كتافك هي وقصي وخالك وسمر مامتها معاها .
وابتلع ريقه يصارحه قائلًا: على فكرة طلبت مني محامي وأنا رفضت.
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا: أخر حاجة توقعتها إن قصي هو اللي يعمل كده بس الصراحة حقه دي ضيعت هيبته كراجل.
ثم نظر في الفراغ بشرود قائلًا: يا ترى غفران دلوقتي مصيرها ايه ؟
حدق أمير بعينيه فهو لا يعلم أن قصي هو المتسبب في الزج بشكران في السجن حينما قام بالإعتداء على غفران لا يعلم أيضا أنه تم علاجه ليبتلع ريقه قائلًا: هو اعتدى على غفران ازاي مش أنتوا بتقولوا انه ميصلحش.
واستطرد بعدم استيعاب قائلًا: فرضًا لو ده حصل منين عرف إن أمك هي السبب في كل اللي حصل؟
نظر زيدان إلى الفراغ بجمود: الخطة إنه كان يجيب كلاب يعتدوا عليها الاستاذ حب يجرب لقي نفسه بقي جامد.
حدق أمير بعينيه ليوضح له زيدان قائلًا: قعد يفتكر اصرارها على العلاج اللي بتجيبه استنتج صح.
صدم أمير قائلًا: يعني لو مكنش هو تمم المهمة دي كان هيجيب غيره.
هز زيدان رأسه بنعم ليحمله أمير الذنب قائلًا: قلتلك يا زيدان نروح نلحقها قعدت تقولي معدش ينفع واحنا معدش لينا في السكك دي.
هز زيدان رأسه بضيق لأنه سعيد مما حدث ما حدث أثبت لقصي من المذنب فرد على أمير قائلًا: ولولا إنه قعد مع نفسه واستوعب إن هي السبب كان فاته مكمل.
ثم رد على أمير في اتهامه قائلًا: ولولا إن خايف على ريحانة كنت روحت جبت غفران من تحت ايده.
ابتسم أمير بسخرية قائلًا: الظاهر إن البنات دي عملوا فينا اللي أهالينا معرفوش يعملوه أعتقد لو لينا أولاد منهم هنتربى معاهم.
ثم تنهد بسعادة قائلًا: أنا شخصيًا موافق بس الست ياسمين ترضى عني.
تذكر زيدان عملية التنظيف التي قامت بها ريحانة ليردف بحزن قائلًا: أيوه يا ريت فعلًا يكون ليا اولاد منها وأتعلم منها اللي هتعلموه لولادي جايز الشر يروح من عقلي.
ثم تابع بزفرة قائلًا: أنا اتربيت على ايد شكران الشرانية.
رفع أمير يده إلى السماء قائلًا: يا رب يرزقك ويرزقني. عارف بفتكر كلام نورا لما قالتلي سيبك من ياسمين وتعالى نتجوز.
وتابع بندم قائلًا: يا ريتني سمعت كلامها، لأنها طول ما هي عندها مش هنتجوز.
تنهد زيدان بتعب قائلًا: بس ساعتها مكنتش هلقى ريحانة لعلمك ده مش اقتراح ياسمين ده اقتراح ريحانة.
واستطرد بشماتة قائلًا: وقعدة نورا عند ياسمين ده أمر من ريحانة بتعلمها الأدب.
تنهد أمير وزفر بحنق قائلًا: أه هي تعلمها الأدب وأنا اتسوى على الجنبين وأولع بقى.
ثم غمزه بشقاوة وتظاهر بالحقد عليه قائلًا: ما أنت ريحانة رضت عنك ومقضيها وهتقضيها أكتر لما شكران هانم اتحبست.
ضيق زيدان ما بين حاجبيه بمرح قائلًا: يعني مش بتكلمك يا واد؟ أكيد بتكلمك من ورا أمها ابقى قولها تسايس أمها وتحاول تسمعها.
وتابع وهو يضربه بخفة في كتفه قائلًا: هترضى عليكم أنتم الاتنين وهتجوزكم.
زم أمير شفتيه بضيق قائلًا: والمصحف ساحبة التليفون منها حتى قالت ليها إنها لازم تنزل المصنع قالتلها ممنوع.البت اتحبست طب والله بخاف أتصل.
ابتسم زيدان بخبث قائلًا: ليه مصر عليها دلوقتي؟ أنت مش كنت رافض وقلبك أعلن العصيان وخصوصًا عليها لا يكون اغتصبتها بجد.
ثم أمسكه من تلابيبه قائلًا: وديني أفرمك تحت رجلي.
توتر أمير قائلًا: أنا فعلًا يوم ما عرفت اللي كانت مخبياه ريحانة فكرت إن نورا دي بت مُلعب وبتاعت التلات ورقات.
ثم تابع بغرور قائلًا: وأنت عارف أنا أمير ألعب لكن ميتلعبش عليا.
ابتسم زيدان قائلًا: فعلًا أنت ضحكت على بنات كتير بس عمرك ما لمست واحدة وده يمكن الحاجة النضيفة اللي فيك.
ثم مط شفتيه بعدم فهم قائلًا: بس كان عندك دافع تعتدي عليها ليه مش عارف.
تنفس أمير بصعوبة قائلًا: لا مش الفكرة أنا كنت بحاول أعمل حاجة واحدة إن نورا تكرهني بأي طريقة أو أخترع حاجة أكرهها بيها.
ثم استطرد بحيرة قائلًا: وفي نفس الوقت حاجة بتوقفني.
ابتسم زيدان بحب قائلًا: هو ده اللي كان بيحصل معايا أنا وريحانة. عايزها تقع في غرامي وأدوق اللي كانت بدوقه لغيري، واستطرد بضيق قائلًا: وفي نفس الوقت أهينها وأخليها تكرهني.
تنهد أمير مجددًا قائلًا بحب: لذلك أول ما حسيت بحبي ليها قررت أسيبك لريحانة لأن اللي شفته فيك شفته في نفسي تغيير ما بعده تغيير.
وتابع بسعادة قائلًا: الظاهر إن ربنا بيحبنا.
بعد أن قام بتسليم شقيقة والده ووالده اختفى لمدة ثلاثه أسابيع ولكن ظلت سيرته تهز الأركان خاصة بعد علم الجميع بما اقترفه في حقها أما عنها كانت تكابر وتخفي كل وجعها من خلال نظارتها الشمسية التي ترتديها بالنهار لتخلعها عنها منذ دلوفها منزلها للاختباء فيه مرة أخرى خشت أن ما حدث بينهما يؤدي بها إلى أن تحمل طفلًا لن تقدر على تربيته وحدها فهي بالرغم من جبروتها إلا أنها هشة وضعيفة لا تقدر على تحمل المسئولية. كان يذهب إليها كل يوم في بيت الأزياء يحاول التخفيف عنها وقد يكون لتحمله ذنبها عندما تركها معه وكأنه كان يستشعر ما يدور بعقلها خاصة عندما قال لها: أهو راح في داهية. العجيبة لما حكيتيلي كلامه توقعت إنه يخرج من السجن عليكي.
زفرت غفران بحنق ليستطرد زيدان بغرور قائلًا: بس الظاهر خاف مني أصل معلم عليه كتير وده في حد ذاته يعمله مضاعفات وهو ما صدق.
نظرت إليه غفران باستغراب شديد لما هو كل يوم هنا لما يخفف عنها ويمزح معها كثيرا بالأمس كرهني عندما كنت حرة والآن يتودد معي بعاطفة الأخوة. أه يا ليتني شقيقته. كان رحمني من كل هذا وجعلني أهرب من هذا المستنقع بالرغم من حزنها إلا انها ابتسمت عندما تحدث يريد أن يريحها من هذا العذاب ويهون عليها وهي ترفض ذلك تعتقد أنها تستحق كل هذا الخزي فكرت أن تذهب إلى والدتها بطنطا ولكنها تعلم جيدًا أن والدتها تعمل باستمرار لكي تجلب قوت يومها وهي تريد سيدة تتحدث إليها وتشكي إليها وتدفن نفسها داخل أحضانها عرض عليها أن يأتيها ريحانة ولكنها رفضت قائلة: مش محتاجة حد يا زيدان صدقني لو محتاجة هروح لماما طنطا. أنا بس مش عايزاها تعرف اللي جرالي.
ثم تابعت بحزن قائلة: كفايه من غير حاجة شافت مننا كتير.
ولكنها تذكرت شيئًا هاماً وسألته لزيدان: هو لما سلمهم مش كان المفروض يعترف على نفسه باللي عمله معايا ولا هو البيه ضد القانون.
واستكملت بندم قائلة: على فكرة أنا كان ممكن أثبت حالة ساعتها .
اندهش زيدان من غفران لما لم تثبت الحالة على قصي و تزج به في السجن هل هي استصعبت موقفه؟ أم كانت تريد رجوعه؟ ولو كانت تريد رجوعه هل لتنتقم ؟ أم مواصلة العيش معه على اعتبار أنه السبب الرئيسي فيما حل بها ؟ حقاً غفران ليست هينة سهلة. السيدة السهلة الوحيدة هي التي تزوجته وها هو اليوم يقارن صفائها ونقائها بغيرها من الفتيات والسيدات .
عاود النظر إلى غفران بقلق شديد من نظراتها الواجمة الشاردة متمنيًا أن يلطف الله بحالها وألا يظهر قصي مرة أخرى في محيطها. لا يعلم ماذا ستفعل غفران إن رأت قصي مجددا.
خرج ناجي من السجن لعدم كفاية الأدلة ضده حيث قام بسرقة الملف القديم الذي كانت تهدده به عندما أعطى الأوراق التي تخص ريحانة إلى سمر بعد خروجه كان دائمًا في حالة غضب يود الفتك بشكران بعدما علم بما اقترفته في حق قصي. كانت سمر تنظر له بقلق قائلة: بابا هو ليه قصي بعد ما سلمكم مرجعش يعيش حياته الطبيعية تاني هو لسه خايف من زيدان.
رفض ناجي هذا لتؤكد له سمر قائلة: هو طبيعي زيدان مش هيسكت خصوصًا بعد اللي حصل لغفران.
رد عليها ناجي بقلق قائلًا: شكله كده ناوي يعمل حاجة هو مش قدها. أناخايف يكون لسه بيفكر في ريحانة خصوصًا بعد ما عرف إنه سليم.
واستطرد يدعو على شكران قائلًا: منك لله يا شكران
جحظت سمر بعينيها وشهقت قائلة: يا مصيبتي الزرقا أنت عارف ده ممكن يحصل ايه ده لو قرب ليها زيدان هيقتله.
ثم أردفت بضيق قائلة: بدل ما يجي يشوف الغلبانة غفران ويحن عليها.
على الجانب الأخر كانت تتوجه لفتح باب شقتها للذهاب إلى الأتيليه الخاص بها وما أن فتحته ووضعت نظارتها على وجهها حتى وجدته يقف مستندًا على حافة باب شقتها يضع رأسه في الأرض ثم ارتفع بنظره ليجدها تنظر إليه بغضب وتدلف مرة أخرى إلى الشقة ليدلف خلفها ويغلق الباب ويتحدث وهي على حالة من الجمود قائلًا: عملتي وحشة وأنا عارف والمصيبة الكبيرة إن بعد ما سلمتهم مرجعتش هنا.
ثم استطرد بصدق قائلًا: بس صدقيني كان لازم أقعد مع نفسي وأفكر في حياتي.
كان ينتظر ردها عليه بخوف وقلق يخشى أن يقودها الجنون لقتله ولها الحق في ذلك ليجدها تترك جمودها قائلة: حقك طبعا تقعد مع نفسك وتفرح بيها ما أنت بقيت سليم بقى وكمان ممكن بقى ترجع لحبك القديم اللي ضاع منك.
ثم التفتت إليه قائلة بشر: بس مش هتقدر يا قصي.
عندما ذكرته بحالته القديمة التي حاول طيلة الثلاثه أسابيع أن ينساها كاد أن يخنق روحه بيده لدرجة خروج صوته مبحوح قائلًا: الموضوع مش موضوع عدم قدرتي الحكاية إنه معدش ينفع مش هنكر اني كنت بحبها.
صمت يبتلع حسراته قائلًا: بس بعتها علشان أثبت للكل اني راجل اللي حصل بعد كده كنت خايف على نفسي من الفضيحة.
أنتفضت وصرخت في وجهه قائلة: لا يا قصي أنت بعد ما اتفضحت فضلت عايز تنتقم وكنت هتوصلها لولا اللي عملته معايا كلكم مديونين ليا.
وتابعت وهي تضرب نفسها قائلة: أنا ادمرت واتعلم عليا.
توجه نحوها يحاول تهدئتها وهو بذات الوقت يخشى ردة فعلها ولكن عليه تخطي الموقف حيث حدثها قائلًا: ده كان غصبن عني يا غفران صدقيني أنا مش وحش والله أنا اتعمل مني مسخ.
ثم تابع بصدق قائلًا: ووالله أنا وجودي هنا علشان أصلح غلطي معاكي.
أنتظر الرد ولكن كان عبارة عن صمت بشرود حزين فاقترب منها ببطء وقام باحتضانها لتنتبه وتشعر أنها تحتضن وسائد من قش الاتهامات تتوالى في أذهانهم هو اقترف جريمة في حقها جريمة لم يعتقد يوماً أن يفعلها أخذ يحاسب نفسه طيلة الأسابيع السابقة. يتذكر دائمًا عينيها المعاتبتين بعد ما حدث ويتذكر صرخاتها وهو يقيد قدماها ليثبتها خشية هروبها منه ليشل حركتها تمامًا يداه التي ارتفعت لكتم صراخها عيناها المتوسلة إليه حتى لا يفعلها معها، لتتذكر هي كلمات والدتها الناصحة إليها دائما وهي ترفضها في كل مرة ليتم الاستسلام المفاجئ من جسدها له تمنت في هذه اللحظه لحياتها أن تنتهي ولكن اللحظة أنتهت ولم تنتهي معها الحياة أنتهت بحسرة وحرقة على ما حل بها ولكنها منذ تلك اللحظة وهي تنظر إلى الحياه على أنها ليست موجودة بها.
بعد هذا الصمت أخرك جها من أحضانه ونظر إليها لتبتسم بسخرية قائلةعايز تصلح غلطك معنديش مانع يبقى نتجوز وطبعاً ماما مش هنا ولو عرفت اللي حصل استحاله هتوافق.
سر لما قالت ولكنها صدمته قائلة: يبقى تكلم زيدان هكلمه وأحدد لك معاد.
كاد أن يعترض ولكنها توجهت نحو الباب وفتحته وأمرته بالرحيل دون اعتراض وبالفعل رحل
لتذهب من بعده إلى قصر زيدان ليتفاجئ من وجودها لتعرض عليه الأمر برمته.
استمع إليها بكل هدوء ثم رد عليها قائلًا: مش شايفة إنك مترددى يا غفران لو أنتِ موافقى مكنتيش حطتيني أنا قصاد طلبه.
هنا كشف لها الحقيقه ليعريها أكثر قائلًا: ولو رافضه هتطرديه وتحليه من المسئولية. أنتِ عايزة ايه بالظبط ؟
نظرت غفران إلى الفراغ بشرود قائلة: عايزة حاجات كتير أهمهم عايزة أفوق من الغيبوبة اللي أنا فيها. أول مرة أحس اني مش صاحبة قرار نفسي.
وتابعت بحزن قائلة: أحس اني عيلة بضفاير. أنت ايه رأيك؟
تعالت ضحكاته وهو يقف أمامها بطوله الفارغ قائلًا بصرامة: لا يا غفران اللي حصل حصل وبعدين أنتِ مش حامل منه علشان تقبلي تتجوزيه والطفل يتكتب باسمه.
ثم نفض يديه قائلًا: يبقى هو ملوش لزمه على الأقل متفضليش فاكرة اللي حصل منه طول عمرك.
هزت رأسها بتفهم وتركته وخرجت وهو تعلو وجهه الفرحة أنه لم يترك فرصة جديدة لقصي ولا يعلم من استمعت لكل كلماته الأخيرة إلى غفران والتي بدأت الأفكار تعصف بعقلها أنه لو علم أنها تحمل منه طفلًا فهذا سيؤكد له سبب رجوعها وتبدأ سلسله اتهامات جديدة منه أيضًا تضايقت من أمره لما كل هذا الحقد على قصي؟ نعم قصي لعين ولكن لا ذنب له. يكفيهم أنه خلصهم من شكران اللعينة كانت تفكر بكل هذا وهي شاردة ولا تعلم بدلوفه الغرفة إلا عندما استشعرت لمساته وهو يدللها بحنان قائلًا: بقالنا زمان من يوم ما رجعنا واحنا مش بنقعد مع بعض أنا عارف انهم تلات أسابيع صعبين بس بالنهاية بقينا لوحدنا.
ثم تابع وهو يقوم بتقبيلها بشغف قائلًا: ويا ريت نعوض اللي فات.
التفتت إليه واحتضنته بقوة لدرجة اندهاشه منها لتتحدث بضيق طفولي قائلة: وأنت كنت فين من تلات أسابيع هو أنت طلبت وأنا قلت لا أنابقالي كتير مستنياك، ومش راضية أضغط عليك.
وتابعت وهي تقبله قائلة: قلت جايز مخنوق.
كل هذه الكلمات جعلته يطبق على ذراعيها بكل قوة لا يريد الانفصال عنها يريد إدخالها في جسده وهو يهتف بحرارة قائلًا: مخنوق ايه بس وأنتِ جمبي أنا ببقى مخنوق وأنتِ بعيدة عني. أنا قلتلك الحاجات دي لا يمكن أجبرك عليها تاني.
واستطرد وهو يداعبها قائلًا: لازم تبقى برضاكي.
اختنقت من كلماته كيف يحدثها بهذا الحب والجنون ويعلم من بعدها أنها رجعت بسبب حملها ولكن ماذا لو انقض عليها مثل المجنون وقال لها من أين لكي هذا خرجت من أحضانه وظلت تنظر إليه لتلمع عينيها بحب وتستجوبه قائلة: أنا كنت نازلة لك تحت بس شوفت غفران عندك فطلعت تاني وبصراحة سمعت الكلام اللي أنت قولته ليها.
رفع حاجبيه باستمتاع ولكنها أضافت بضيق قائلة: بس أنت غلطان
أغمض عينيه وعض على شفتيه قائلًا: قصدك يعني على قصي إنه مش محتاج فرصة تانية طب ليه يا ريحانة ما أنتِ عارفة اللي فيها.
ولكنه توقف عند نقطة معينة من الحديث وسألها بتوجس قائلًا: ولا تقصدي انها هتفضل فاكرة اللي حصل؟
هزت رأسها بإيجاب قائلة: ده اللي أنا أقصده فعلًا يا زيدان وحاجة كمان مش كله بيرجع علشان طفل.
قطب جبينه لتردف هي بعصبية مفرطة قائلة: ولو بيحصل فبيبقى الراجل دايمًا اللي بيرجع علشان الطفل اللي جاي.
وجدها متأثرة جدًا من حديثه لغفران ولا يعلم سبب تأثرها ولكنه لا يريد تضييع تلك اللحظة حيث جذبها من خصرها قائلًا بعذوبة: لا الراجل بيرجع ولا الست بترجع أنا وأنتِ بس اللي بنرجع. لأننا مختلفين بنحب بعض مفيش سبب لرجوعنا.
وانقض يلتهم شفتيها بحب قائلًا: إلا حبنا يا ريحانة.
هو كالساحر كل مهمته الآن إخضاعها إليه لا إخضاع مشاعرها فقط بل إخضاع كل حواسها له بالكامل فهو لا يقبل بأي شئ منقوص منها في الأصل هو رجل جاد ولكن آن الآوان ليتحول الجاد إلى لين يميل ويتمايل على أغصانها كان لا يؤمن بالمشاعر يوماً رغم تداول الجميع لها وأمامه ولكن ما باليد حيله فعشقه لها كسر كل قواعده الذي قام بتأسيسها منذ زمن وتحول معها من الوعي الا اللا وعي استطاعت قلب حياته رأسا على عقب..علمته البوح بمشاعره وظهورها أشعرته أنها إمرأة مرغوبة جميعنا نؤمن بحكمة لا تبكي على اللبن المسكوب ولكنه بكى عليها وبشدة لأنه هو الذي سكبها وبيديه لذلك لم يهدأ له بال حتى يعيدها ولكنها فاجأته كامرأة مختلفة عن ذواتها أنها هي التي أعادته إليها في عرينها.
بعد كلماته الأخيرة أن الذي أعادك هو الحب لم يصدر منها أي صوت ليتنحنح هو قائلًا: طب مفيش حتى شكرًا على الكلام اللي قولته من شويه ده. ده احنا رجعنا لبعض بعد مصانع الحداد كلها ما اتفتحت.
ثم تابع وهو يسحبها إلى عالمه قائلًا: ولا بتعطيني فرصة نجيب عيل.
فور نطقه لتلك الكلمات ابتسمت ومالت عليه وداعبت وجهه قائلة: مش بيقولوا السكوت علامة الرضا سكوتي ده معناه اني معجبة جداً بكلامك وقد ايه الباشا بتاعي اتغير أوي.
ثم قبلت ذقنه قائلة: يا ريتك اتغيرت من زمان.
مال عليها يلتهم بشرة عنقها وهو يهمس بعذوبة قائلًا: قولي للزمان ارجع يا زمان ولا أقولك بلاش. خلينا في الحاضر والمستقبل أو قولي أي حاجة كده فاجئيني مثلا.
وقام بدغدعتها قائلًا: بلاش أبقى أنا ملك المفاجئات.
ابتسمت بخبث وقامت بدفعه نحو الفراش وأحاطته بذراعيها قائلة وهي تنظر إلى عينيه و تداعب ذقنه بحرارة: أنا بحبك أنت بحبك زي ما أنت في رقتك.
ثم أنتبهت إلى الأغنية وصرخت بطفولية قائلة: لاااا أنت مش رقيق خالص أنت راجل المافيا عااااا بس برضه بحبك يا زيزو.
تفاجئ زيدان من اندفاعها وقام بجذبها وانقلب الوضع وأصبح يعتليها يقبل كل جزء في وجهها قبلات شغوفة متفرقة وهي تتأوه من قبلاته ليهبط على شفتيها قائلًا بحب: أنتِ حلوة يا رورو ايه ده أنا أكيد أمي داعيه ليا.
ثم أنتبه ولوى شفتيه قائلًا: بس اللي زي شكران عمرها ما هتدعي ليا بكده بقولك ايه الولية دي كانت غمة وانزاحت.
تنهدت ريحانة براحة وقامت بتقبيله قبلة ناعمة في زواية شفتيه قائلة: فعلًا غمة وانزاحت بس أنت من قبل ما هي تمشي وأنت بقيت واحد تاني
وأمالته إليها قائلة: وأنا نفسي أقولك من يوم ما رجعت اني بحبك أوي واللي فات مات.
عندما استمع إلى كلمة أن الماضي أنتهى بات في أحضانها عاشقًا كانت ليلتهم من أروع الليالي التي عاشاها سويًا ولكن بات السر الذي تخفيه عنه. استيقظت قبله وظلت شاردة في الفراغ تنوي اخباره ولكن من أول ما استيقظ طل يداعبها ويطالب بالمزيد منها وهي تتهرب منه تريد التحدث إليه. فيكفيه ما حدث بالأمس، ولكنه كان كالخبيث ينكر ما حدث ويتحدث كأنه مغيب قائلًا: هو أنا يا بنتي جيت جمبك من شهر أنتِ باين عليكي غفلتيني أنا أخر حاجة فاكرها كنا بنتكلم عن أمي.
ثم داعب أنفها قائلًا: أكيد شربتيني حاجة وقلتي حصل.
نظرت إليه بقلق أن يكون جائته حالة فقدان ذاكرة تحدث هو وهو يكتم ضحكاته: طب يا ستي فكريني بس ده أنا واحد عندي اتنين وأربعين سنه حكم السن بقا ولا اكمنك صغيرة هتضحكي على عقلي.
ثم جذبها قائلًا: تعالي بس فكريني.
ابتسمت ريحانة بخفوت فقد علمت أنه يمكر بها وردت بخبث قائلة: أقولك ايه بس أنت فعلا كبرت يا زيزو وبقيت تنسى طب ده احنا بقالنا تلاتة أسابيع كل يوم أعسل من التاني.
و مكرت هي الأخرى قائلة: وكل يوم تقولي فكريني.
هز زيدان رأسه بخبث وجذبها لتسقط بين أحضانه قائلًا بمكر: لا دي وسعت منك أوي. لما تحبي تبقي مكارة متبقيش مكارة مع زيزو يا رورو وبرضه هتفكريني أنا قتيلك النهارده.
ثم زاد من مداعبته قائلًا: يلا بقا عايزين نجيب عيال كتير.
تذكرت الأمر وما أن فتحت فاها للتحدث حتى أسكنها بقبلاته ويده التي تسللت إلى أجزاء جسدها لتلهب حواسها وتتناسى كل شئ فقط تشعر باللحظة التي أذابتها معه.
استيقظ زيدان ليجدها غارقه في نومها ليأخذ حمامه و يقبلها ليذهب إلى عمله وهنا تفاجئ بوجود قصي لينظر إليه بغضب ويزفر بحنق ليتحدث قصي بذل قائلًا: عارف إن مجاش من ورايا خير أبدًا بس أنا مليش ذنب أنا اتحولت مسخ على ايديها أي واحد مكاني هيعمل كده.
وتابع بضيق قائلًا: مفيش حد يرضى لنفسه الفضيحة.
تعالى الغضب أكثر عند زيدان ليتنهد قصي قائلًا: أنت ما تعرفش قد ايه كنت بلعن نفسي وأنا بعمل كده بس أنا كنت راجل ناقص معيوب وعارف إن غفران ملهاش ذنب.
واستطرد بصدق قائلًا: بس أنا اتغيرت.
ابتسم زيدان بسخرية قائلًا: اتغيرت! وأنت الوس* اللي زيك عمره يتغير بقي مش مكسوف من نفسك على اللي عملته.
وتابع يسبه قائلًا: وبعدين أنت غبي كان ممكن تتعالج.
رفع قصي وجهه متوسلًا أن يوافق على ارتباطه بغفران ولكن كان رد زيدان بكل حقد: سيبك من غفران وسيبك من أي حد من المحيط اللي أنا فيه احمد ربنا اني مش عايز ألوث ايدي بدمك.
واستطرد باحتقار قائلًا: ومراعي انك ابن خالي اللي نجدني في يوم.
استيقظت ريحانة من نومها تتحسس الفراش حتى تعاود احتضانه فلم تجده فأنتفضت من فوق الفراش كمن لدغها عقرب تنظر إلى المرحاض ولم تسمع له صوت ولم تجد متعلقاته لتزفر بحنق كانت تود أن يكون موجود لتحدثه بسر الطفل. كادت أن تنهض ولكنها شعرت بألام في ظهرها فعادت إلى الفراش مجددًا تنظر إلى سقف غرفتها بشرود وتفكير تارة في حملها وتارة في أمير الذي حادثها مرارًا وتكرارًا لتقنع ياسمين بخطبته لنورا شردت أيضًا في قصي وما حدث له لتستوطن فكرة في عقلها وهي النصيب هي لم تكن نصيب قصي يومًا هي نصيب زيدان.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
لا تسألوا ولا تتعجبوا فهذا هو سلطان القلوب يا سادة لا تسألو أين استوطن العشق فمن الممكن أن يستوطن في قلوب المجرمين فهو عشق يسيطر على كافة البشر حتى لو كانوا مذنبين ما حدث له كان خيال غير متوقع تحول هذا إلى عشق سكن قلبه رغماً عنه حتى بعد إهانته التي يستحقها العشق حتم عليه عدم الاستسلام.
وقف يطالعها من زجاج معرض الأزياء الخاص بها وما أن رأته حتى قامت بفتح الباب إليه ليتقدم إليها قائلًا: أنا فاهم كويس إنك مش قادرة تعصيله أمر رغم انه ملوش حكم عليكي.
تنهدت غفران بتعب ليشير باصبعه نحو صدرها قائلًا: وأنتِ لو حكمتى قلبك وعقلك هتلاقي ان ارتباطنا صح احنا نقدر نداوي جروح بعض.
هزت غفران رأسها رافضة ما يقوله قائلة: مش أوامر يا قصي أنا حاسة انه الصح هو قالها كلمة حكمة.
قطب قصي جبينه لتلوي غفران شفتيها بامتعاض قائلة: اللي بيرجعوا لبعض ده بيبقى حب أو علشان عيال واحنا مفيش بينا غير الكره.
أخذ يدها بين يديه ووضعها على صدره قائلًا: في هنا حب ليكي طبعًا هتستغربي حب ايه ده اللي دخل جوه قلبي من ناحيتك بس أنا نفسي مستغرب.
نظرت إليه باستنكار بسبب بعده عنها بعد ما تم بينهم ليفهم نظراتها ويستطرد بصدق قائلًا: غفران أنا بعدت علشان أستوعب اللي بيحصل.
حاولت تمالك نفسها فهي لا تريد الضعف تستبعده من قاموس حياتها فهتفت بصوت مبحوح قائلة: بلاش توهم نفسك يا قصي أنا مجرد واحدة لقيت نفسك قوي عليها أنت كده خلاص ممكن تروح تتجوز وتعيش حياتك.
توقفت تسيطر على انهيارها وتتابع قائلة: وسيبني في إنهيار.
هبط برأسه يقبل يدها قائلًا: سلامتك من الانهيار يا غفران اسمعيني كويس لو خايفة من تعليقات اللي حوالينا تعالي نسافر.
اندهشت من اقتراحه ليشجعها أكثر قائلًا: أنا كده كده كنت مسافر علشان أبعد وشوفي النصيب رجعت له.
تذكرت ما حدث من جديد ليتابع هو قائلًا: كده هننسى كل حاجة واللي حوالينا هينسوا ولو حبيتي نرجع مفيش مانع.
وأضاف ليريحها قائلًا: بس يبقى ارتاحنا من كل الضغوط اللي حوالينا ونسينا الهم.
ابتسمت غفران بسخرية قائلة: ودي تبقى عيشة في نظرك يا قصي؟ ده احنا بنهرب وبندفن نفسنا بالحياة.
زفر قصي بحنق لتستطرد هي بتمني قائلة: عارفة قمة السعادة إننا نعيش مع الناس اللي عارفين حكايتنا وهما متقبلين لينا مش يشمئزوا مننا سواء كنا هنا أو بعيد عنهم.
أنتفض قصي بضيق قائلًا: لا يا غفران لا. مش عايز أعيش معاهم بعد الإهانة اللي شفتها من زيدان.
وتابع بحسرة قائلًا: عملت ايه لكل ده؟ ذنبي ايه؟ ما أنا كنت كويس وعايز أعيش.
الصقر الذي يهزم الجميع أصبح طائر حنون يشفق على الجميع عدا قصي لم أكن أدرك يوماً أن يكون بتلك الطيبة فهي ممسوحة من قاموسه ثلاث نساء غدروا به أولهم تلك السيده التي تلقب بوالدته والثانية هي خطيبته السابقة شذى لتتبعها سمر غلبة النساء عليه قسمت ظهره جعلته يتخيلها مثلهم. واستخدم كل ما أوتي من قوة حتى عندما فتحت له ريحانة ذراعيها واستسلمت له عاملها بجبروت يعاملهم به أصبح كالطاغية يمشي فوق الأرض ينظر إليهن على أنهن جواري يركضن خلف المال كل منهن تختفي خلف قناع مثل البريئة حتى عندما وجد بها البراءة ظنها قناعًا مثلهم يريد امتلاكها مثل امتلاكهم وتاريخ عائلتها المشرف ساعده على هذا ولكن في يوم وليلة أصبحت حاكمة وملكة قلبه كان لا بد له أن يفهم هذا منذ لحظه الظهور الأول لها في عائلته ولكنه رفض وبشدة.
عاد من جلسته مع قصي وهي تريد معرفة ما تم بينهما ولكنه تجاهل السؤال الذي يحمله لسانها وتحدث باهتمام بالغ قائلًا: آن الآوان بقا تصالحي نورا الواد أمير جاب جاز.
لوت شفتيها ليتحدث بخبث قائلًا: لعلمك ياسمين هي اللي كلمتني بنفسها وقالتلي اتصرف أنت زي كبيرنا.
هنا قام بالقطع عليها حتى لا تسأل عن وضع قصي وغفران وأرغمت على التفكير في أمير ونورا كادت أن ترد عليه ولكن قاطعها قائلًا: ايه رأيك أبعت أجيبهم النهارده يتعشوا معانا وفرصة نصفي النفوس ونحدد ميعاد لكتب كتابهم.
هزت رأسها بالموافقه ليغمز إليها قائلًا: ويا ريت لو فرح بسرعة نفسي أبقي عم.
كانت شاردة وهو يتحدث وأفاقت من شرودها على أخذه القرار واتصاله بأمير ليجلب نورا إلى العشاء معهم في القصر وبالفعل ما هي إلا ساعات وأتوا وبعد الترحيب والجلوس على طاولة العشاء ابتسمت لها نورا قائلة: على فكرة أنا طول عمري مش بحب الجو الأسري ده وريحانة عارفة كويس كنت بكتفي بيها.
وتابعت بامتنان قائلة: بس سبحان الله الفترة اللي قعدتها مع ماما غيرتني.
سعدت ريحانة بتغيير نورا ولكن اندهشت لحديث زيدان لأمير حيث سخر منه قائلًا: أنت طبعاً مش فاهم يعني ايه الجو الأسري يا مفكك صح؟ يلا معلش أهو الزواج تأديب واصلاح وهتعرف يعني ايه أسرة.
ثم هز رأسه بتعجب قائلًا: مع إن أخوك حاول يدمجك معاه وأنت اتأمرت.
زفر أمير بحنق قائلًا: لا والله على أساس اني مفكك لوحدي ولا نسيت كنت كل اما أقولك نشوف حالنا تقولي شوفوا أنت.
ثم أضاف باندهاش قائلًا: مع انك كنت خاطب وخلاص هتتجوز.
هنا تضايقت ريحانة من ذكر تلك الخطبة وهتفت بغيرة قائلة: فعلا كان خاطب وهيتجوز بس متنساش يا أمير انه فضل خاطب شذى تلات سنين.
واستطردت وهي ترفع أكتافها بغرور قائلة: مع انه ما شاء الله مقتدر ويقدر يتجوزها في تلات شهور. بس محصلش لأنه من جواه مكنش عنده استعداد أنه يكمل معاها.
هنا أعجب بها زيدان وحديثها وبتلك الثقة التي تفوهت بها لتنظر نورا إلى أمير باستعلاء وتوضيح أن ريحانة لم تعد مثلما كانت ليتنحنح أمير بحرج قائلًا: فعلًا يا مدام ريحانة معاكي حق. الظاهر ان زيدان كان شايف فيها حاجة مش مؤهلة تكون زوجته.
ابتسمت ريحانة بسعادة خاصة عندما أضاف أمير قائلًا: لذلك هو مزعلش عليها هو اللي ضايقه الموقف.
واستكمل حديثه وهو يتحدث بسعادة قائلًا: ولما حب ينتقم فكر تفكير صائب ويمكن أنا اختلفت معاه بس بجد أنا مديون ليكي باعتذار وليه هو كمان.
ثم تابع بأسف قائلًا: أنا أسف وشكرًا ليكم انكم السبب في اللي وصلت ليه دلوقتي.
ابتسم زيدان وغمز لها قائلًا: باين عليها قعدة مصالحة طب بما اننا اتصافينا. ايه رأيك يا ريحانة نجوزهم ونخلص منهم.
واستطرد وهو يصفق قائلًا: وبما إن ياسمين موافقة فعلى خيرة الله .
هزت ريحانة رأسها بالموافقة وربتت على يد نورا بسعادة أما عن أمير انفرجت أساريره من السعادة وظل يهلل ويصفق حتى استوقفه زيدان قائلًا: بس بشروط النادي الليلي هيتقفل والشغل بتاعك هيبقى في الشركة ونورا وريحانة شركا في المصنع.
ثم استطرد بوعيد قائلًا: بس والله يا أمير لو شفت منك حركة نقص مع نورا مش يهمني انك صاحبي.
ابتسمت ريحانة وهي تنظر إلى نورا المسرورة بما يقوله زيدان وهتفت قائلة: عرفتي ليه قسيت عليكي يا نورا وخليتك عند ماما ياسمين علشان يبقي ليكي ضهر يوم ما يحصل حاجة ترجعي ليها.
ثم تابعت وهي تقبل زيدان في الهواء قائلة: وأهو الضهر بقي ضهرين.
من شدة سعادة نورا كانت تزج بكل الأطعمة في فم ريحانة حتى اختنقت ريحانة وهرولت إلى المرحاض استفرغت ما بمعدتها حتى أنها أثارت قلق زيدان عليها ولكن من ركضت خلفها إلى اللي المرحاض كانت نورا وأغلقت الباب خلفها لوجود أمير. ربتت نورا على ظهر ريحانة وهي تستفرغ قائلة: مالك يا ريحانة أنا محطتش حاجة غير شوية سناكس وأنتِ بتحبيه أوي جمب الأكل.
ثم قطبت جبينها تتحسس جبين ريحانة قائلة: معقول شويه السناكس يعملوا فيكي كده وايه العرق ده؟
رفعت ريحانة رأسها من المرحاض قائلة بسعادة ولكن بصوت رقيق: أنا حامل يا نورا وده اللي خلاني أعرفكم مكاني بس زيدان لسه ميعرفش.
اتسعت عيني نورا من المفاجئة لتكمل ريحانة بقلق قائلة: خايفة أوي يا نورا لما يعرف يفكر اني رجعت علشان كده.
ضحكت نورا وهي تضع يدها على فمها قائلة: أنتِ عبيطة يا بت وايه يعني لما يعرف انك راجعة علشان ولي العهد بس أنتِ طلعتي نمرة جبتيه لحد عندك بذكاء.
ثم استوقفتها قائلة: بس استني هنا.
لتتابع بذهول قائلة: مش أنت كنتي عملتي تنضيف بعد ما هربتي من القصر يا نهار أسود ومهبب دلوقتي هيشك تاني يا خرابي يا عرابي.
ثم لمعت فكرة بمخيلتها وكادت أن تطرحها ولكنها علمت أنها غير صائبة بتزفر قائلة: ولو أتأخرتي انك تقولي له برضه هيعرف ميعاده من الولادة.
واستطردت بحنق قائلة: ده ايه الورطات دي وطبعًا الست ماما ياسمين عارفة. المشكلة انه مصدق إنك عاملة تنضيف.
وتابعت وهي تضع اصبعها في فمها تفكر قائلة: دلوقتي ازاي ندرجها له انك حامل من يومها.
عبست ريحانة ما بين حاجبيها قائلة: ده اللي أنت خايفة منه يا بنتي أنا لو روحت قلتله دلوقتي اني معملتش تنضيف هيصدقني لأن زيدان اتغير.
ثم تنهدت بحزن قائلة: المشكلة إني خايفة يظن اني رجعت له علشان ده.
ردت عليها نورا قائلة: معتقدش طب ماما مش هي اللي كانت بتخطط شوفي معاها حل للموضوع ده.
وتابعت بتأكيد قائلة: وبعدين هي أكبر دليل على حملك وهو هيصدقها.
خرجتا من المرحاض حتى لا تصيبه بالقلق أكثر من طول جلستها وأعلمته أنه برداً طبيعياً من هواء المكيف ليقوم بالعض على شفتيه يتذكر ما يبدر منها في لياليهما العذبه.
في صباح اليوم التالي هاتفت وجدي والدها لتذهب إليه في مكان خارج المنزل استئذنت زيدان فعرض عليها أن يكونوا بالمصنع وتعهد إليها أنه لن يقاطعهم سيتركهم على راحتهم. ذهب إليها وجدي هي طلبت رؤيته خصيصًا بعد علمها أنه كان دائما يعلم أخبارها من ياسمين ومن المؤكد أنه علم بحملها هو الأخر جلس يربت على ركبتيها بحنان قائلًا: مبروك يا ست البنات الأولى علشان رجعتك لزيدان والتانية علشان حفيدي.
رفت ريحانة حاجبيها باندهاش مصطنع ليضحك وجدي قائلًا: وبلاش تستغربي أنتِ عرفتي اني كنت على اتصال بياسمين .
ابتسمت ريحانة لحضوره قائلة: الله يبارك فيك يا بابا. كنت حاسه انك أكثر واحد فيهم هتقلق عليا بس متوقعتش انك تعرف أخباري من ياسمين.
ثم احتضنته قائلة: انبسطت والله فرحت كتير.
ضحك وجدي قائلًا: ربنا يسعدك يا بنتي. المهم هتقولي لزيدان امتى؟
هتفت ريحانة بحيرة قائلة: دبرني يا وزير أنا خايفة يفكر اني راجعة علشان كده.
نظر إليها وجدي بخبث قائلًا: أنا هقولك ازاي.
أنصتت ريحانة إلى وجدي جيداً واستمعت لما قاله و عزمت أمرها على تنفيذ ما قاله.
لحظات الحريه والعتق من نيران المافيا لم تأت بهذه السهولة وذلك لصعوبة الطرف الأخر الذي يسمي المافيا في الماضي وفي بداية عمله معهم كان متجمدا لا يعلم ماذا يفعل كانوا كالشرنقة يريدون حبسه في قبضة يدهم وما أن ظهرت هي في محيطه حتى أعادت الحيوية لحياته كجزء مهم فيها أيضا وجوده في حياتها أثار إليها الحيوية من جديد هي أخذته في طريق مجمل بالورود لم يتوقع يومًا أن يسير فيه أنقذته من براثنهم. نعم كان يحتج عليهم ولكن هي التي دفعته للتحالف مع الطرف الحامي وعلى ما يبدو أنه الحب الذي جعله يمشي في طريقها المفروش بالشك أولا ربما ما دفعه للسير خلفها هو ذلك الشك ولكنه كان يلمح بها نجاه وصدق وما كان يزيده سوء تفكيرها به أنها كانت تستعمل قوتها تارة وتارة أخرى تخفيها أمام طغيانه وحسب ما كانت تظن به أنه من كان معهم ولكنه كان منجى منهم ومن ظلمهم هي لا تعلم كيف تم هو أيضًا لا يعلم كيف كان سيصل إلى هذا العشق.
علم أمير ببعض الأشياء عن بقايا رجال المافيا بعض الرجال الذين نجوا من الشرطه والذين لم تثبت عليهم الأدلة. قاموا بتهديد أمير بخطف نورا إذا لم يعد للعمل معهم من جديد. سرعان ما أخبر زيدان . نعم صدق اعتقادهم هم كانوا يريدون أن يهددوا زيدان ولكنهم قاموا بتهديد الأصغر ليصلوا إلى الأكبر وما أن علم زيدان حتى ثار غضبه قائلًا: الكلاب دول أنا ازاي غفيت عنهم أكيد كانوا بره في أخر مرة وأنا بسلم الكلاب الكبيرة بايدي.
ثم قطب جبينه قائلًا: بس يهددوك أنت ليه وهما عارفين انك عبد المأمور.
قطب أمير جبينه هو الأخر متسائلًا ليسخر زيدان من نفسه ويدرك قائلًا: فهمت يا أمير أنت كنت من خلالى وتقريبًا كنت من الباطن ودول بيهددوك كرسالة مبعوته ليا أنا شخصيًا والمقصود هنا ريحانة.
هتف أمير بحدة قائلًا: لا يا زيدان مش معقول وبعدين سواء ريحانة ولا نورا الاتنين في خطر.
ثم تابع بزفرة قوية قائلًا: بس لحد امتى هتفضل في القلق ده خلصنا من أمك وقصي يطلعوا هما.
زفر زيدان بتخنق قائلًا: متقلقش اللي خلاني أخلص من الكبار نخلص من دول بس متلجأش بقا للحكومة.
ثم تابع باستهزاء قائلًا: لا دول ديتهم ضرب تحت الحزام دول شوية صراصير.
واستطرد بحدة قائلًا: أنت تكمل معاهم في الطريق ده فاهم وكل حرف يتسجل عليهم. شويه ويقولوا انهم عايزني أنا وبتهديد للبنتين.
حدجه أمير بعينيه ليبتسم زيدان بشر قائلًا: ساعتها بقى يبقى حفروا قبرهم.
وبالفعل جاء أمير اتصال منهم ففتح المسجل مع فتح المكالمة واستمع إلى التهديد من جديد وتم تسجيله ليشير إليه زيدان ليجاريهم في مطلبهم فيتحدث أمير بهدوء قائلًا: أيوة طبعا معنديش أغلى منها أنا وافقت زيدان على طلبه علشان أتجوزها مش معقول بعد ده كله أسيبها علشان كده.
وتابع باصطناع قائلًا: كمان الشغل ده عشقي.
أنتهت المكالمة باتفاق له مع المافيا التي علم منهم أنها تابعة المافيا الدولية وليست المحلية ليتنحنح بصعوبة قائلًا: وأنت هتعمل ايه دلوقتي يا زيدان مهما تسلم في دول هيجوا اللي برا وهيبعتوا الأقوى منهم ومش هنخلص.
واستطرد بقلق قائلًا: أنا خايف علينا كلنا.
انفجر زيدان بغضب قائلًا: وأنا مش موقف حياتي علشان ناس زي دي. زيدان الجمال مش بيتهز المافيا الدولية ليها قانون دولي.
ثم تابع بوضوح قائلًا: احنا ما علينا إلا إن كل المكالمات تسجل.
تنهد أمير بقلق قائلًا: نفسي في مرة ترد عليا رد مقنع. أهو أنا حاسس دلوقتي أنك عارفة بالحوار ده وبتهرسني فيه وبطلعني عبيط كالعادة.
وتابع هو يضيق عينيه قائلًا: علشان برضه يصدقوني.
ابتسم زيدان له ليضيق أمير عينيه أكثر قائلًا: صح مش كده والله ما عارف دماغك دي هتوديني لفين يا خوفي كلنا نغرق بسبب أسرارك اللي ملهاش أخر وخططك.
ثم سخر قائلًا: الله يكون في عونها.
هتف زيدان بفخر قائلًا: أنا لولا دماغي دي مكنش حد فيكم وصل للي هو فيه دلوقتي بس هقول ايه أنا خسارة فيكم كلكم.
ثم فرقع أصابعه قائلًا: ما عدا ريحانة طبعًا الوحيدة اللي خسارة فيا.
يشعر دائما أنه قليل عليها لما هو لم يكترث لأمر التهديد الذي بعث لأمير هل أنه يشعر بأمان لما كل هذه الثقة الزائدة يشعر أنه سباح ماهر ولكن السباح الماهر دائماً يكون ضئيل أمام البحر الثائر الهائج لأن البحر ليس له كبير يرضخ بقوانين فهو مسخر من الله لا بد له أن يقلق ولو القليل. يقلق على درته المكنونة التي ما إن امتلكها فغيرت كل قوانينه لابد أن يتذكر أن لولا وجودها في قلبه لاعتلت قوانين طاغية فيها ماذا لو كان التهديد صحيح ويشملها ماذا لو افتقدها من جديد ولكن الافتقاد هنا سيكون أبدي لا يجديه الندم افتقاد يهز كيانه وعرشه يؤدي إلى انحطاطه من جديد.
سيخبروك أشياء كثيرة أهمها أنك لا تصلح أن تكون زوجاً أو شقيقًا أو ابنًا صالحًا أو أبًا ويجعلونك تصدق ما أخبروك به وتستشعره في نفسك لدرجة أنك سوف تحتاج إلى طبيب نفسي لإعادة تأهيلك من جديد على النحو المراد والمرضي لهم لما لا يخبروك أن الحب سيغير بك كل شئ أيعقل لتجربتك السابقة مع الحب والتي لم تغير بك شيئًا نعم لقد أحببت مرة واحدة ولكن الآن أصبحت متأكداً أنه هذا ليس حباً لو حباً كنت تغاضيت عن كل شئ في سبيله أما الشئ الجديد الذي مر عليك والذي اعتبروه نزوة عابرة أو خطأ غير مقصود لا يأمنون به أنه هو الحب بل يعتقدون أنه لتصحيح الخطأ فقط وأنه بمجرد تصحيحه ستغادر تلك الرغبة المكنونة صدرك وبأنتظار رغبة أخرى في أي امرأة أخرى وسيقنعوك بذلك خرجت من صدره أه طويلة كأنها مكتومة لسنوات عديدة نتيجة لقراءة أفكارهم وظنهم القديم به. أنك تعيش الوهم في صورته الجديدة وأن حلك الوحيد أن تبتعد عن محيطهم جميعًا حتى لا تصيبهم من جديد ولكن عليك بتحسين ظنونهم عنك بأي وسيلة.
بالفعل قام قصي بتصليح بعض
الأخطاء وكان أولهم أن عليه أن يكون شقيقًا جيدًا لسمر. علم منها أن سامر يريدها وبشدة فقام بتقديم التنازل الأكبر وهاتفه ليأتي لخطبتها وها هي الأن تتزين لرؤية حبيبها دلف إليها في غرفتها ونظر إلى انعكاس صورتها في المرآة وإلى عينيها التي تلمع من الفرحة وإلى رقتها وأنوثتها ليهتف وهو يغمز لها قائلًا: ايه الجمال ده كله يا سمورة. وأخيرًا شفتك عروسة بعد كل المرار اللي شفتيه في حياتك بتمنى لك السعادة من كل قلبي.
ثم نصحها قائلًا: واوعي تفكري غلط تاني.
التفتت إليه واحتضنته قائلًا: حاضر يا قصي عقبالك أنت كمان لما ربنا يريح قلبك أنا معاك أنت لازم ترتبط بغفران.
ابتسم إليها ليجد هالة تدلف إليهما وهي تناديه ليخرج سمر من أحضانه ويميل على يد والدته يقبلها قائلًا: نعم يا ست الكل ايه مالك يا حبيبتي ايدك متلجة كده ليه هو أنتِ العروسة ولا ايه متقلقيش بابا هيجي وكل حاجة هتبقى تمام.
ثم طمأنها قائلًا: أنا متفق مع سامر على كل حاجة.
تنهدت هالة براحة قائلة: ربنا يرضى عليك يا ابني يارب ويعوض عليك باللي نفسك فيه.
في أثناء ذلك جاء سامر ووجدي لخطبتها فتحت الخادمة ودلفا إلى الصالون ليأتي إليهم قصي حتى أنهم قاموا للترحيب به والسلام عليه ليوقفهم بيده بكل احترام قائلًا: خليكم قاعدين أنتم مقامكم كبير أولًا شرفتونا كل الشكر ليكم انكم تغاضيتم عن الماضي اللي كان بينا وقدرتم اللي كنت فيه.
ثم تابع بفخر قائلًا: واحنا مش هنلاقي أحسن منكم نسب لينا.
تنحنح وجدي قائلًا: مش كل أخطاء الماضي بتغتفر يا قصي في أخطاء بتفضل معلمة فينا لأن جرحها كبير أنا جيت علشان خاطر سامر.
ثم استطرد وهو ينظر إلى سامر بحب قائلًا: لأني مش حابب يعيش زي ما أنا عايش مع واحدة حولت حياتي وحياة أولادي لجحيم.
تضايق سامر من ذكر تلك السقطات ليحاول تغيير الموضوع قائلًا: يلا يا جماعة اللي فات مات احنا اولاد النهارده وبتمنى من بعد النهارده كل حاجة تمشي تمام.
ثم تابع بحب وبكل صدق قائلًا: أنا مقدرش أستغني عن سمر لأني بحبها بجد.
هنا دلفت سمر بكئوس العصير وهي تتنفس العشق من كلماته الأخيرة ليقف إليه ويبتسم بسعادة ويخرج من جيبه خاتم الخطبة ليهديها اياه.
الكل كان حزين وتبدلت أحزانهم إلى فرح حتى هي استوطن الحزن قلبها طيلة الثلاث سنوات ثم غادر بعدما أنتهك منها كل شئ والكل استغرب صمودها أمام هذا الحزن ليظهر هو ويخبرها أنها لن تجد للحزن مكانًا في قلبها مرة أخرى لذلك هي تريد أن تسقيه الفرح ولو مرة واحدة وتعوضه عن الاستبداد الذي تملكه والذي قد يؤدي به إلى التهلكة والموت يوماً هي لا تعلم أن حضورها في حياته كان بمثابة الإنعاش له تلاقي روحه بروحها غير موازيين عقله بالكامل تفاصيلها تثيره حتى غيبياتها التي أخفتها عنه كانت بمثابة شعوره بإختلافها عن أي امرأة أخرى. الحقيقة أنا أعتقد أنك رجل مختلف وليست هي المختلفة أي رجل أنت لتعشق غيبيات امرأه أتعتبرها تجربة مختلفة عن أي تجربة قمت بخوضها يبدو ذلك أنت جربت النساء السلسة التي تميل عليك بكل سهولة وتفتح ذراعيها لك ومؤكد تنتظر المقابل.
أما عنها فهي كانت لا يهمها الثمن فقد عاشت فترة في حياتها تغدق بمشاعرها وتتعامل بأخلاق الزوجة الكريمة وليست الفاضحة التي تفضح زوجها لأمر عجزه ولذلك أرشدك الله لها لتعوضها وتكافئها عما حدث لها من صبر وتحمل وجلد منهم ولذاتها لذلك هي أيقنت انك أنت النصيب الجيد لها.
علمت من سامر أنه قام بخطبه سمر. فرحت له بشدة ودعت له ولكن تبقى أمر حضور عرس أخيها وهل سيوافق زيدان على ذلك أم سيمنعها لضرورة وجود قصي دلف إلى القصر فوجده مظلم إلا من ضوء خفيف يظهر منه حوريته مرتدية فستانًا باللون البنفسجي يظهر مفاتنها الخلابة ليبتسم إليها ويتوجه لاحتضانها بكل شوق وشغف خرجت من أحضانه قائلة: حبيت النهارده نسهر مع بعض شويه كأننا بره.
ابتسم بخبث قائلًا: متحاوليش يا رورو نسهر تحت نسهر بره نسهر جوه مليش فيه أنتِ عارفة أخرتها ايه.
تعالت ضحكتها قائلة: هو أنا اتكلمت يا زيزو. أنا بس حابه نقعد مع بعض شويه قبل الهجمة المرتده بتاعتك. ايه مينفعش؟
نظر إليها بدقة قائلًا وهو يمط شفتيه: بالشكل ده صعب جدًا يا رورو.
تذمرت بطفولية وقالت: يوووه بقا مينفعش كده. أنا نفسي نتكلم سوا.
شرد في أفعالها الطفولية وقال: شكلك زي الطفلة أه لو يبقى عندي بنوته كده شبهك تفتكري نتعامل معاها ازاي؟
وضعت يدها على وجهه قائلة: أكيد هتبقي أب كويس سواء ليها أو لاخواتها.
وضع يده على يدها والتقطها يقبل باطن كفيها قائلًا: تيجي هي بس وبعدين يجوا اخواتها وأنت تشوفي ازاي نخليهم ملكات ماشيين على الأرض.
هنا تشجعت ريحانة للبوح بأخر الغيبيات لديها قائلة: وإذا قلتلك ان خلاص قربت تيجي الملكه أو حتى الأمير الصغنن هتعمل ايه؟
سخر منها وتعالت ضحكته قائلًا: ياااااريت مكنتش أعرف إنك مستعجلة زيي كده كله بأوان يا رورو احنا مكملناش شهر مع بعض.
اصفر وجهها وابتلعت ريقها مردفة: احنا صحيح مكملناش شهر مع بعض بس أنا حامل في شهرين وداخلة في التالت.
اتسعت عينيه وتسمر مكانه غير مستوعب ما تقوله وهي شعرت أنها على وشك السقوط من الجديد خاصة عندما تفوه قائلًا: ايه اللي بتقوليه ده وبالنسبه لعملية التنظيف ايه لعبة مثلا؟
تنهدت قائلة: مش هنكر ان كان نفسي أعملها وده من واقع الظلم إلى اتحط فوق دماغي منك وكان ممكن أعملها بالرغم من رفض مها.
ثم تابعت بصوت مبحوح قائلة: بس تراجعت في أخر لحظة.
نظر في الفراغ مطولًا والأسئلة تعصف بها عصفًا هل هو لم يصدقها أم أنه يعتقد أن هذا هو السبب في رجوعها وهي تنتظر انفجاره ولكن رد عليها بكل ثبات وهدوء قائلًا: مبروك يتربي في عزك ابقي فكريني أشوف لك دكتور تتابعي معاه.
لما كل هذا البرود هطلت الدموع من مقلتيها وتعالت شهقاتها قائلة: تحب تعمل اثبات نسب؟
أغمض عينيه قائلًا: ده اللي خوفك تقولي صح؟
هزت رأسها بحزن قائلة: أيوه وعندي ليك سؤال يوم ما شفنا بعض عند ياسمين لو كنت قلتلك كنت هتثق فيا وتصدق.
تجمد بمكانه لتسأله سؤال أخر قائلة: بلاش دي كل مرة بتقول نفسي في طفل لو كنت قلتلك كنت هتصدقني؟
هز رأسه قائلًا: لا مع الأسف لأن مكنتش أعرف ان ياسمين كويس إلا من بعد ما أمير حكى ليا كل حاجة عنها بس أنا دلوقتي مصدقك.
اعتصرت عينيها حزناً لأنه كان قلقًا من جلستها عند ياسمين أما يعلم أنه يمتلك إنسانة صادقة مهما عاشت في أي محيط ستحافظ على نفسها والذي زاد أحزانها أكثر توقعها الثاني حيث قال: اللي قهرني انك أكيد راجعة علشانه مش علشاني.
صرخت في وجهه قائلة: أكيد يا زيدان في الأول كان كده لكن خلاص كل يوم وأنا بتأكد ان حبك جوايا بيزيد.
وتابعت بقوة قائلة: كان من حقي أنتقم منك وأنت اللي قلت كده بس خلاص نفسي أعيش كزوجة وحبيبة وأم لأولادك.
لم يستطع أن يستمع أكثر منها فقام بجذبها ودفنها بين أحضانه قائلًا: وأنا كمان نفسي أعيش وأعيشك بالصورة دي سامحيني يا ريحانة على كل دقيقة مرت عليكي عذاب مني.
واعتصرها أكثر قائلًا: سامحيني أن مسحت الثقة ما بينا وفضلت أشك فيكي لأخر لحظة.
تعلقت به كما تتعلق الروح بالجسد قائلة: أنا مقدرش أشيل منك حتى لما رجعت هنا وأنانيتي وحشة مقدرتش يا زيدان أنا بحبك أوي.
واستطردت بتمني قائلة: يا ريت لو يرجع بيا الزمن وأقابلك أنت وبس يا حبيبي.
تعالت السعادة ورفرفرت في قلبه وهو يدور بها قائلًا: حبيبتي أنا يا ريحانة أنتِ قدرتي اللي قابلته علشان يغير حاجات كانت غلط.
ثم قبلها من جبينها قائلًا: أنا ممنون ليكي وأفضل طول عمري فخور بنفسي إني اتجوزت واحدة زيك.
خرجت من أحضانه وتعهدت له قائلة: وأنا كمان فخورة اني مراتك وأوعدك ان معدش في حاجة هخبيها عنك حتى لو على قطع رقبتي.
واستطردت بحب قائلة: تهون كل الأسرار ولا يهون عليا قهرة قلبك.
انهال عليها بالقبلات ثم قام بحملها ليصعد بها إلى جناحها يكفيه ما علمه في هذه الليلة وعليه الاحتفال ولكن ما إن صعد أول درجتين حتى دق جرس القصر معلناً عن مجئ أحدهما قطب جبينه قائلًا: مين هيجي دلوقتي ؟
رفعت ريحانة كتفيها بعدم معرفة وقالت: معرفش.
أنزلها بعناية ثم توجه لفتح الباب ليتفاجئ بظهور أخر شخص يتوقع أن يراه ليجحظ بعينيه قائلًا: مها ايه اللي جايبك دلوقت؟
دلفت مها وهي تنظر إليه وإلى ريحانة بقلق قائلة: الحقني يا زيدان مصيبه بجد غير متوقعة ليا وليكم.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
أنا عاشقة لعينيك وكم أنت جميل بينهم
أهلًا بالزوار الجدد مع الأسف نحن لا نحمل بداخلنا دواء لهذه العله تحملنا البؤس مثلك تماما حتى الأن نحاول مداواة جروحنا والجراح تلو الأخرى وتتزايد في سرعة وجودها في محيطنا حتى أننا تتبعثر في طرقاتها و تقودنا إلى عالم الجنون وتذهبنا إلى الشقاء بدون سابق انذار ليستقر في داخلنا بإصرار محكم.
قطب زيدان جبينه باندهاش هو وريحانة ليسأل مها قائلًا: مصيبة ايد دي يا مها اللي تخليكي تجيلي في نص الليل.
تنهدت مها مطولًا ثم جلست أمامه تسرد له ما علمته وجعلها تأتي له في هذا التوقيت.
فلاش باك.
كانت تجلس في المستوصف بطنطا تهاتف غفران للاطمئنان عليها كعادتها لتتفاجئ من غفران وهي تخبرها بطلب يد قصي لها قائلة: مامي قصي السبعاوي متقدم ليا وأنا بصراحة مش عارفة أعمل ايه أنتِ ايه رأيك؟
تشدقت مها وهي تشرب قهوتها انصدمت قائلة: قصي مين؟ هو مش غار وبعدين ده مينفعش يا غفران.
عضت غفران على شفتيها لا تعلم كيف تجيبها ولكنها اعتصرت نفسها قائلة: بصي أنا عارفة كل حاجة وعارفة ريحانة اطلقت منه ليه وعارفة اتجوز شذى ليه بس هو رجع من السفر.
توقفت وابتلعت غصة بحلقها لتبوح لها بالسر قائلة: وبعدين شكران كانت بتعطيه مهدئات ومن يوم ما طلق ريحانة سابها ورجع طبيعي.
هزت مها رأسها بعدم استيعاب قائلة: مش معقول وأنتِ عرفتي منين ده كله هو اللي قالك صح؟
اضطرت غفران للبوح بما يكمن بداخلها قائلة بصعوبة: هو قالي إنه عاجز وأنا صدقته بس الحكاية إن شكران خليته يجيب رجالة يعتدوا عليا بس بس.
كانت تتمزق وهي تروي لها قائلة: هو اللي عملها يا ماما مش الرجاله.
صرخت مها قائلة: نهاره مش فايت هي البلد مش فيها قانون وديني ما يعيش لحظة واحدة بعد كده.
نهضت من مكانها وأغلقت هاتفها متوجهة إلى خارج المشفى ولكن أوقفها مدير المشفى قائلًا: استني يا دكتورة مها في حالة مستعجلة ولازم تشوفيها بنفسك.
عارضته قائلة: نفسي أفهم هو مفيش غيري في المستشفى ولا دي أوامر شكران انكم تسحلوني شغل لغاية ما أموت.
ثم نفضت ما بين يديها قائلة: أنا مش عايزة شغل أنا ماشية هروح أشوف حالي.
قطب مدير المشفي قائلًا: بغض النظر اني مش فاهم حاجة بس الحالة محتاجاكي لأنها أصلًا كانت جايلك زيارة بس عملت حادثة.
زفرت بحنق قائلة: محدش محتاجني دلوقتي قد بناتي.
صدمها المدير قائلًا: طب وبالنسبة لأبو بناتك؟
عقدت ما بين حاجبيها قائلة: ماهر!
هز المدير رأسه قائلًا: للأسف كان جاي يزورك عمل حادثه على الطريق وصاهم يجي هنا وطلب مني إنه يقابلك بصراحة هو ما بين الحياة والموت.
بالفعل دلفت إليه ليتحدث بأنفاس متقطعة قائلًا: كنت خايف معرفش أشوفك تاني.
توجهت إليه ببطء قائلة: خير يا ماهر ايه اللي فكرك بيا مش طلقتني ورمتني أنا والبنات؟
تنهد بصعوبة وأخذ يسعل قائلًا: كان لازم أشوفك وأقولك الحقيقة قبل ما أقابل رب كريم علشان أرتاح في نومتي الأخيرة.
زفرت بحنق قائلة: متخافش أنا مجملة صورتك قدام بناتك.
سألها بتعب قائلًا: لسه بتحبيه يا مها؟
تنهدت بحسرة قائلة: طبعًا وحزنت عليه شوف مش أنت بتموت دلوقتي بس عمري ما هحزن عليك يا ماهر قد ما حزنت عليه رغم تخليه عني.
رد عليها بعذاب: متزعليش منه ولا مني يا مها وسامحيني كنت بحبك لدرجة إني كسرت فرحتك منه.
قطبت جبينها قائلة: ليه هو أنا كنت لاقية حد يتجوزني غيرك.
ثم سخرت قائلة: كفايه انك سترتني ورضيت بيا واتجوزتني وأنت عارف اني كنت متجوزة عرفي وحامل من قبلك.
تفاقمت العبرات في مقلتيه واندفعت ليشهق قائلًا: أنا منعتك انك تكملي حلمك معاه وإنك تبقي أم ابنه. على فكرة يا مها ابنكم أنتوا الاتنين عايش وهو نفسه زيدان الجمال.
أنتفضت كمن لدغتها عقربة قائلة: لا مستحيل أنت كداب وهي بعتتلك علشان تجنني.
بكى ماهر وأجهش بالبكاء قائلًا: هكدب وأنا بموت يا مها؟ عرفتي ليه لما كانت واحدة من البنات تبقى عايزة تتجوزه كنت بضربها.
وتعالت شهقاته قائلًا: عرفتِ ليه كنت هولع فيكي لما عرفت انك سقطتي الولد اللي كان نفسي فيه؟
تعالت صرخات مها وتوجهت وقامت بخنقه قائلة: أه يا كفرة يا ظالم منك ليها ربنا يخدك وياخدها أنامش هسيب حقي فاهم؟
وما كادت تضع يدها على رقبته حتى خرجت منه أخر شهقة حتى ظنت أنها هي التي قتلته.
خرجت من المشفى تتخبط بطرقاتها وتوجهت نحو القطار لتعود إلى القاهرة. أخذت تفكر طيلة الطريق إلى أين ستذهب بالأولى فكرت الذهاب إلى غفران لحل مشكلتها ولكن توقفت عند زيدان ماذا لو علم أنها شقيقته من المؤكد أنه سيأتي بحقها ولذلك ساقتها قدميها إلى زيدان.
باك
سردت الجزء الذي كان بالمشفي لتجده صامتا وهنا حانت اللحظة أن تسرد طبيعة علاقتها بوالد زيدان لتشرد في الفراغ بحزن قاتم قائلة: شكران لما اتجوزت والدك مكنش طايقها خصوصًا لما عرف انها لسه عذراء مش زي ما ضحكت عليه وقالتله انه اغتصبها وخصوصًا انه كان بيحب ياسمين جدا ولما عرف إن مفيش رجوع لياسمين فضل معاند يقرب منها ولما قرب فضلوا سنتين مش بتخلف في الفترة دي شافني كنت لسه متعينة جديد في المستشفى لدرجة انه كان بيجي ياخدها يوصلها بالليل علشاني وطبعًا كنت بروح معاهم حبني أوي وأنا كمان لغاية في يوم كان عارف إنها أجازة وبرضه جه يروحني ركبت معاه وبدل ما يروحني أخدني شقته المستقلة اللي كان بيحب يقعد فيها لوحده وغلطنا مع بعض يومها قام أول حاجة عملها كتب عقد عرفي أه هو ملوش لزمه بس فرحتى بيه كان زي فرحة الطفل بهدوم العيد واتكررت مقابلات ما بينا وعلشان شكران متعرفش اللي بينا بقيت أعترض لما يجي يوصلني بحجة اني هطبق شغل بليل وفي أقل من خمس شهور طلعت حامل هنا بقي صمم انه هيتجوزني رسمي ويطلق شكران ودي كانت وسيلة انه يخلص منها لأنها بقالها سنين معاه مش بتخلف السعادة اللي في قلبه خليته زي الطفل اللي بيغير حد بلعبة عنده راح قالها رغم اني اعترضت وكان عندي استعداد أكون زوجة وأم في السر بس بلاش هي تعرف وتغدر بينا أول لما صارحها بالحقيقة قالتله انها حامل والغربية انها مكنش عندها اعتراض عليا بالعكس عطتني أجازة وراعتني في فترة حملي وشالتني على كفوف الراحة جت قبل ولادتي بشهر قالت إنها مسافرة تبع الشغل أنها ساعتها طبعا معنديش علم بشغلها كلمت ماهر اللي هو أبو بناتي قالي فعلًا هي مسافرة وإن المؤتمر رافض يكون حد بديل عنها بس الكدابة اللي يلعنها فضلت في مصر لغاية ما أنا ولدتك وكانت مظبطاني مع الدكتور ماهر اللي ولدني وعطوني يومها بيبي ميت على اساس انه ابني وشكران أخدتك مني وقالت إن جالها طلق مفاجئ وهي مسافرة وولدتك.
أخذ ينظر إلى الفراغ وريحانة تنظر إليه خشية أن يصيبه مكروه ومها تنتظر الاندفاع وعدم التصديق والحالات التي يفعلها دائمًا لتتفاجئ هي وريحانة وهو يضحك بصخب قائلًا: الحمد لله شكران مش أمي.
لتقطب مها جبينها قائلة: يعني أنت مصدق كل اللي اتحكى ليك ده؟
ابتسم زيدان بسعادة قائلًا: طبعًا أنا كان لازم أشك فيها دي شيطانة كرهتني في كل العالم ازاي أصدق إن دي أمي.
ثم اقترب منها قائلًا: دي كانت بتكرهني أنا شخصيًا علشان أنا ابن اللحظه الحلوة في حياة جوزها حتى يا ما كرهتني فيكي يا مها.
هزت ريحانة رأسها بذهول قائلة: مش ممكن!
ابتسمت مها ببهوت قائلة: طول عمري وأنا حاسة ناحيتك بعاطفة كبيرة بس كنت بصبر نفسي وأقول أكيد علشان فيك حاجات منه كتير.
رفع سبابته وهو يغمز لها قائلًا: لا يا مها متظلمنيش أنا أه فيا حاجات منه إلا الجري ورا النسوان ما عدا جري ورا ريحانة.
تعالت ضحكات ريحانة قائلة: هو مش المفروض في المواقف دي تحتضنها وتقولها يا ماما وبلاش كلمة مها دي.
لوت مها شفتيها بامتعاض قائلة: لا يا ريحانة ماما ايه بقا مينفعش الطويل العريض ده يقولي ماما يقولي مها ماشي.
تقدم منها قائلًا: طب ممكن تعتبريني أبوكي يا مها لأنك من اللحظة دي بقيتي مسئولة مني أنتِ واخواتي البنات.
احتضنته مها ليشعرها بالأمان المطلق ليكتم ضحكته وريحانة تعد على اصابعها الأربعة قائلة: زيدان بقا عنده أربع أخوات يا صلاة العيد.
لا تسألوني ولا تلوموني على سوء ما بدر مني فاني كنت مقيد بقوانين تلك السيدة المستبدة التي سلبت مني أهم شئ يمتلكه الرجل طالبت مئات المرات بحريتي ولكنها لم تعطني أي شئ بالرغم من أن والدي أعطاها كل شئ يكفيها أن أعطاها الحق لكي تحركنا مثل العرائس وأه من قيودها التي التفت علينا لتمزقنا إلى أشلاء أه من نزعها مني أدميتي لذلك لم أبقى عليها ساعة واحدة.
في جلسة هادئة بعد خطبة سمر وسامر وكانت الجلسة بين قصي وناجي ليتحدث قصي بحقد قائلًا
: ها يا بابا ناوي تقدم الملف الأخير اللي هيلف حبل المشنقة على رقبتها ولا هترجع تقول دي أختي ويا ما عملت علشاني.
وتابع وزم شفتيه بسخرية قائلًا: كفايه انها أنقذتك من اللي عملته زمان .
تنهد ناجي مطولا ثم أخرج زفرة ببطء قائلًا: أنا هعمل كل اللي يريحك يا ابني وعلى فكرة أنا مش باقي عليها ولا حاجة.
واستطرد بحقد قائلًا: إن كان عليا لو أطول أقتلها بايدي كنت قتلتها وخلصت منها.
نظر قصي إلى الفراغ بشر قائلًا: كده تمام أوي حاجة كمان بقا زيدان لازم يعرف انها مش أمه. مش عايز حد يتعاطف معاها حتى لو غصبن عنه.
ثم ابتسم بحب قائلًا: وكويس إن زينب وزينات مش هنا.
نظر إليه ناجي بحزن قائلًا: عارف انك خايف على مشاعر زينب بالذات وعارف قد ايه ان كان نفسك تتجوزها بس يلا يا بني نصيبك.
ثم استطرد بتمني قائلًا: يا ريت بس غفران تحن وتوافق.
مسح قصي على وجهه بتعب قائلًا: نفسي توافق على فكرة يا بابا غفران دي عاملة زي الهدية اللي ربنا بعتها ليا في وقت محنة.
ليتابع بحزن قائلًا: في وقت كرهت فيه كل حاجة ياريتها تحس قد ايه بحبها.
عودة إلى ريحانة وزيدان ومها أنتهى الحوار بينهم وأمر الخدم بتجهيز غرفة لمها بالرغم من اعتراضها ولكنه أصر وأخبرها أنه سيبعث إلى غفران صباحًا نظرًا لتأخر الوقت. صعد ريحانة وزيدان إلى جناحهما لتجلس ريحانة شاردة فيما حدث ليسألها زيدان قائلًا: ايه رأيك في الحكاية دي؟
ابتسمت ريحانة براحة قائلة: رغم إنها مؤلمة لمها بس دي حاجة كويسة ليك إنك تعرف أن شكران مش أمك وأن مها اللي دايمًا بترتاح ليها هي أمك.
ثم تنهدت قائلة: سبحان الله
ضحك زيدان بخفة قائلًا: طب والله العظيم أنا عمري ما حسيت إن شكران دي أمي.
اندهشت ريحانة واستغربت قائلة: ليه كانت بتضربك؟
زفر زيدان بقوة قائلًا: الضرب عمره ما كان عيب هي عملت الألعن دايمًا كانت توجهني أن أكل حق غيري وأخد الحاجة اللي مش بتاعتي.
واستطرد بضيق قائلًا: شفتي جبروت أكتر من كده؟
تنهدت ريحانة قائلة: مفيش حد مرتاح هي كان نفسها تبقي نسخة منها مش من باباك ومن مها وعلى فكرة هي نجحت شويه، وكان ممكن تكسب.
وتابعت وهي تغمزه قائلة: بس قدرك بقا.
غمزها بخبث قائلًا: مش واخدة بالك ان كنا هنحتفل باللي جاي في الطريق في نفس الوقت تطلعلى أم وايه على مزاجي.
ثم اقترب منها بمكر قائلًا: يبقى كده الاحتفال احتفالين هو النهارده ليلة القدر ولا ايه.
لتتهرب منه وتنتفض بميوعة قائلة: الحقيني يا حماتي ابنك بيتحمرش بيا وأنا حامل ومينفعش كده كتير وربنا.
وتابعت وهي تقترب منه لتشعل حماسه قائلة: بص يا زيزو أنا سبتك براحتك لأنك مكنتش عارف دلوقتي بحساب بقا يا معلم.
لم يمهلها أن تبتعد عنه وانقض عليها كالوحش الضاري ليتملكها وينهل من شهدها.
في الصباح الباكر استيقظت غفران وذهبت إلى معرض الأزياء وما أن دلفته حتى جائتها رسالة نصية على هاتفها من زيدان بضرورة الذهاب إلى القصر قطبت جبينها وسرعان ما حملت حالها وتوجهت نحو الباب لتتفاجئ بوقوف قصي حائلًا بينها وبين خروجها لتزفر بحنق أما عنه عقد ما بين حاجبيه قائلًا: راحه فين؟ أنتِ مش لسه داخلة المحل دلوقتي ولا ايه على فكرة أنا جاي النهارده يا قاتل يا مقتول ولازم أخد منك رد.
وتابع باصرار قائلًا: ولازم يكون موافقة.
زفرت غفران بحنق قائلة: جالي رسالة من زيدان لازم أروح القصر بسرعه ماما بايتة هناك عنده.
قطب جبينه لتعلل له بتوتر قائلة: أصل أنا حكيت لماما وطبعاً أكيد راحت لزيدان علشان يجبلي حقي.
رد عليها رداً هي تفاجئت به حيث قال: تمام يلا بينا.
قطبت جبينها قائلة: يلا بينا على فين؟
رد بكل ثبات وعزم: على القصر عند زيدان.
شهقت جاحظة بعينيها وقالت: أنا بعد اللي قلته ده واللي أنت عملته زمان مستغني عن عمرك وعايز تيجي معايا؟
هز رأسه بإيجاب قائلًا: أيوه لسبب بسيط أنا هتجوزك لأني بحبك وعلشان بحبك هستحمل حكمهم عليا.
اندهشت مما يقوله ومن تغييره الملحوظ ولكن كان عليها الاستسلام لمطلبه والموافقة على ذهابه معها إلى زيدان دلفت القصر وهي متوجسة من ردة فعل والدتها وزيدان تواجده معها سيثبت للجميع أنها تريده وبشدة.
ما إن دلف حتى انقضت عليه مها وصفعته وهو مستسلم لضرباتها حتى أوقفها زيدان قائلًا: سيبيه يا مها هو أخد جزاته وكفايه إنه خلصنا من غراب البين اللي كان معشش هنا بقاله سنين.
ثم جال ببصره نحو قصي مستهزئاً به وقال: خير يا قصي جاي مع غفران ليه.
ابتلع قصي ريقه وهتف بصوت مبحوح قائلًا: أموت وأعرف من امتى الاهتمام بغفران واشمعنا على حظي أنت تيجي وتدخل وليه مش عايزني أعيش طبيعي زيك.
ثم تابع بحسرة قائلًا: وبعدين ما أنت عارف اللي حصل لي.
نظر زيدان إلى غفران وإلى مها باهتمام بالغ قائلًا: غفران كانت زمان زي العدوة ليا بس بعد اللي حصلها بسببي اهتميت بيها.
ثم قام بالتركيز على عيني مها المترقبة من اندلاع الخبر قائلًا: وتقدر تقول بعد اللي عرفته امبارح من مها غفران بقت خط أحمر.
أغمض قصي عينيه بمراره قائلًا: لو فعلًا تهمك يبقى توافق يا زيدان غفران نفسها اننا نتجوز والدليل انها حكت لمامتها كل حاجة امبارح.
وتابع برجاء قائلًا: بلاش تقف في طريق سعادتنا.
كانت تهبط درجات السلم بعناية غافلة عما يدور بالأسفل تتحدث إلى نورا وهي تركز في درجات السلم قائلة: لا يا بنتي أنا بعد ما حكيت له اني حامل جت مها أنا قلت بس شكران هربت.
ثم تعالى صوتها قائلة: بس الحمد لله شكران طلعت ولية حربوقة سرقت زيدان من حضن مها.
ارتبك قصي فهو لديه علم ونظر إلى غفران التي اعتلي وجهها الصدمة مما تفوهت به ريحانة ونظرت إلى مها بتساؤل لتخفض مها وجهها بخزي لتصرخ غفران باعتراض وزيدان وقف في حيرة ما بين زوجته التي صدمت من وجود قصي وما بين شقيقته الغير مصدقة لما حدث حتى أنها تهجمت على مها تسألها كيف حدث هذا ليزيحها قصي من على مها ويوقفها بحزم قائلًا: بس بقا كفايه اهدي عرفتي ليه قولتلك نهرب لأني كنت عارف ما هي شكران الزفت دي ضيعت كل حاجة.
وتعالى غضبه قائلًا: ومن قبل ما احنا نيجي الدنيا دي.
ثم صرف بصره في اتجاه زيدان يتحدث إليه بكل قوة قائلًا: ايه لسه بعد اللي عرفته ده كله مصر انك تحرمني من فرصة أنا والغلبانة دي يا أخي حرام عليك هتبقى أب قريب.
ثم جال ببصره نحو ريحانة التي تهربت بعينيها ليحدثه بسخرية قائلًا: ايه يا زيدان هي شربتك من كاسها ولا ايه؟
أخذ زيدان ينظر إلى ريحانة وإلى نظراتها الراجية أن يوافق على قصي زوجًا لشقيقته حتى يعوضها عما بدر منه ليتنهد زيدان مطولًا ويقول: ماشي يا قصي بس لو حصل في يوم وسبتها هيكون أخر يوم في عمرك خلي بالك أنت ممكن تكون عايز تصلح غلط وبس.
توقف ينظر إلى غفران بقلق عليها قائلًا: بس خلينا مع الكداب لحد باب الدار.
اعترضت مها على موافقة زيدان لتستوقفها ريحانة قائلة: احممم أنا أسفة اني بدخل في اللي مليش فيه بس بعد اذنك يا مها سيبيهم يرتبطوا متحرميش النعمة على غيرك.
واستطردت موضحة لها: جايز أنتِ شايفه انه غلط بس ممكن تكون نظرتك هي اللي غلط.
تنهدت مها قائلة: نفسي يا ريحانة أنا أتمنى يكون شخص كويس ترتبط هي بيه وعلى الله اللي حصلهم يكون درس وعلم فيهم جامد.
وتابعت باشمئزاز قائلة: بدل الجحود اللي كانوا فيه.
قام زيدان بمهاتفة أمير ليجلب المأذون على الفور ليتم عقد قرآن قصي وغفران رد عليه أمير كالعادة بعد ذهوله قائلًا بمرح: تمام يا باشا اللي قولي متعرفش يمكن يطلعلي أب وأم بدل اللي ماتوا رغم ان كانوا الاتنين والنعمه طيبين أوي يا خال.
ثم تعالت ضحكته قائلًا: يا خويا ايه جو الأكشن بتاعك ده؟
هز زيدان رأسه له قائلًا: مفيش فايدة فيك بس بصراحة حاجة تموت من الضحك لا وايه كله ورا بعضه ريحانة حامل مها تبقي أمي أجوز قصي لغفران.
ثم غمزها ليغيظها قائلًا: دي حتى ريحانة اتجننت وقعدت تعد أربعة على ايدها يعني أنا بقيت أخو البنات.
لتلكزه ريحانة في ذراعه قائلة بتذمر طفولي: أنا مجنونة يا زيدان ده أنا وش السعد عليك أهو مسافة ما اتجوزتني وكل الأخبار الحلوة بتسمعها.
ثم داعبت ذقنه قائلة: ده أنا المفروض أخد شهادة منك على كده.
أغلق الهاتف وضمها إلى صدرها يعانقها بشدة قائلًا: شهادة ايه بس حسن سير وسلوك طب ما أعطيكي شهادة انحراف أحسن وأنتِ بصراحة كفاءة.
تعالت ضحكاتها وهي بين أحضانه غير عابئة بمن يجلس خارج غرفة مكتبه وأثناء ضحكاتها تذكرت أمرها عندما هبطت إليهم وقصي موجود وكيف أنها خشت من فتك زيدان به فهي تعلم غيرته خاصة من قصي ولكن مر الأمر بسلام وذلك أثبت لها إنتهاء الشك عند زيدان وإطلاق الثقة في داخله وفيها كم تمنت تلك اللحظة من بدء طلبه لها ولكنها تعلم جيدًا أن هذا كان مستحيلًا خاصة في وجود تلك اللعينة الساقطة نعم انها امرأة ساقطة بمعني الكلمة دمرت حياة الكل حقدت عليها ريحانة بكل المقاييس وتمنت إعدامها.
تلك الثقة بينها وبينه لم تحدث بسهولة حيث كان يحلل كل مواقفها بطريقه خاطئه ودائما يهاجمها ويتواقح معها حتى حانت اللحظة الحاسمة التي أيقن فيها أنه خاطئ نعم فهو تعلم الدرس جيدًا منها كالأطفال الذين يتربون تربية صحيحة على يد والدتهم في بداية تعاملها معه كانت ترتجف عند رؤيته، وما أن قام بعرض طلبه حتى تواقحت هي الأخرى معه ورفضته وأعلنت أنها لا تريد مشاركة تلك العائلة والزواج منها مرة أخرى ما بالكم الأن هي ستنجب من تلك العائلة بعد مهاجمتها لها وها هو الأن حمل اسم شكران طيلة الاثنين وأربعون عامًا ومها لا تعلم أنها هي التي لها الحق في هذا الاسم حتى أنها رأت طفلًا متوفيًا آخر عوضًا عنه و كانت تراه يوميًا في أحلامها.
بعد إنتهاء مراسم عقد القرآن ذهب كلًا من غفران وقصي حتى مها ذهبت معهم لتسرد نفس القصة إلى غفران وبقيت هي وهو في القصر كان يجلس بالأسفل وهي بالمطبخ فناداها قائلًا: ريحانة بطلي تشمي في الأكل يا ماما يخربيت ده وحم يا مفجوعة طب تعالي شمي فيا أسهل.
ثم أخذ يشم نفسه قائلًا: حتى والله أنا دالق ازازة ريحان عليا.
عضت ريحانة على شفتيها وهي تقف في المطبخ تتهرب منه ومن تحرشه الدائم بها وتهز رأسها بيأس قائلة: أنا يا حبيبي الريحان مش جاي على الوحم بتاع قوم نام يا زيدان ومتحاولش ومش كل مرة أقولك مش ينفع تضحك عليا.
وتابعت بتذمر قائلة: نفسي أعرف مها مشت ليه.
نهض من مكانه حتى وصل إليها قائلًا وهو يراقص حاجبيه: هتروحي مني فين؟ وبعدين فين الأكل ده اللي بتشمشمي فيه يا بت عيب عليكي مش زيدان اللي يضحك عليه.
ثم تابع بإصرار قائلًا: ولازم نروح لدكتور أشوف ينفع ولا مينفعش.
زفرت ريحانة بحنق ليبتسم بخبث قائلًا: وربنا كنت عارف إنه كلام دكاترة و حورات عليا يلا يا ماما على فوق في تعويض شامل.
واستطرد بمرح قائلًا: وبعدين ده أنا حتى لسه مولود جديد ولازم أدلع.
ذهبت إليه وربتت على رأسه قائلة: يا عيني يا صغنن متزعلش طالما أنت لسه مولود جديد تبقى محتاج مامي بص هتصل بيها تجيلك بسرعة.
ثم تابعت وهي تغيظه قائلة: حتى كمان تنام في حضنها.
رفع حاجبيه بمكر وسحبها إلى الخارج لتوقفه قائلة ببلاهة مصطنعة: أنت اتحرمت من حضن مها اتنين وأربعين سنه لذلك لازم تعوضك اخص عليها الست دي بتحب البنات أكتر منك ولا ايه.
ثم أمسكت ذقنه قائلة بطفولية: طب ده حتى أنت ولد أمور.
التمعت عينيه بخبث وهو يقبل وجنتيها قائلًا: أنا ابنك أنتِ يا ماما ريحانة مش عايز غيرك أنتِ بلاش والنبي لا ماما مها ولا شكرية.
ثم اندفع إلى أحضانها قائلًا: خليني في حضنك واوعي تسيبيني لأحسن أتوه.
تعالت ضحكاتها حتى أدمعت عينيها قائلة: أنا اللي كان فاتني تايهة يا زيدان مش أنت. أه أنت كنت بتغصبني على ارتباط محكوم عليه بالإعدام.
ثم رفعت وجهها بين كفيها قائلة: بس لولا اللي أنت عملته ده كان فاتني ضايعة.
ابتسم إليها بامتنان قائلًا: مش لوحدك على فكرة يا ريحانة تقدرى تقوليلي لو مكنتش فكرت ان أنتقم منها كان فاتني ازاي دلوقت ولا حاجة.
ثم تابع بحنق قائلًا: كنت هقسى أكتر .
ربتت على يده بحنان قائلة: أنت تستاهل كل خير يا زيدان.
غمز إليها بشقاوة قائلًا: قوليلي بقا عايزة ولد ولا بنت أه ما أنتِ لازم تقولي نفسك في ايه علشان نركز الفترة الجاية.
واستطرد بمرح قائلًا: ما هو أنا مكنتش مركز يومها ولا ايه؟
تعالت ضحكات ريحانة قائلة: لاااا ده أنت حكاية ورواية نركز في ايه بس يا عم الحاج ما اللي حصل حصل المرة الجاية أوعدك هخليك تركز.
ثم تابعت بحب قائلة: بصراحة يا زيدان أنا نفسي في ولد.
قطب جبينه دائما المرأه تميل إلى إنجاب البنت لتبتسم قائلة: أنت معندكش اخوات صبيان ونفسي أول خلفنا يكون ولد زيك كده في قوتك ويبقي سند ليك لما تكبر.
استغرب حديثها لتوضح له قائلة: مش معنى كده إن البنت مش سند بالعكس البنات دول نعمة في حياة أي إنسان. بس نفسي في ولد شبيه ليك ليه معرفش.
هز رأسه بمرح قائلًا: خلاص الدنيا خلصت أنتِ مش بتحرمي يا ريحانة عايزاه زيي في كل حاجة.
ثم تابع بخفة قائلًا: ده أنتِ حقك تخافي على نفسك وعلى أي بنت هتخلفيها يا بنتي أنا كنت منشف أخواتي.
توقفت عباراته عندما تذكر غفران ووجدان وأمرهم ليبتلع غصة بحلقه قائلًا: منها لله شكران ربنا ياخدها مش كان فاتني دلوقتي عارف إن غفران ووجدان اخواتي ومضلل عليهم.
واستطرد بحسرة قائلًا: على الأقل مكنش حصل اللي حصل.
شعرت بتحسره على هذا الوضع خاصة عندما أضاف قائلًا: أنا كده فهمت ليه كانت بتلعب بيهم هما الاتنين. كان نفسها تهدم أي حد من اولاد مها إنسانة حقودة.
ثم تابع بضيق قائلًا: كل ده علشان جوزها عمره ما حبها.
ربتت ريحانة على يده تحاول تهدئته وتصبيره عما مر به من مكائد.
أخذ قصي غفران إلى منزله كعروس وهو يحمل في قلبه أطنان من السعادة غافلًا عمن يريد هدم سعادته في يوم وليلة نعم هي تلك اللعينة ولكن كيف وهي مسجونة بجبروتها ونفوذها هربت من السجن وقبل أن تقوم الشرطة بالبحث عنها نفذت مهمتها كالأتي. هبط قصي من سيارته وفتح باب السيارة لغفران ولكنه التفت على هذا الصوت وهو يحمل في طياته الشر حيث قالت: قصي يا سبعاوي.
ارتفع بأنظاره نحو مصدر الصوت وما أن استوعب من هي صاحبته حتى انطلقت الرصاصة من سلاحها إلى صدره ليسقط على الأرض لتخرج غفران مسرعة من السياره نحوه تصرخ قائلة: قصييييي..لااااا مستحييييل.
ولكن لا شئ مستحيل رد عليها بضعف قائلًا: مفيش حاجة مستحيلة يا غفران. غفران أنا بحبك أوي سامحيني.
أما عن شكران ما إن جائت لتهرب حتى انقض عليها وجدي وأمير يسلسلونها بايديهم حتى جائت الشرطة لأخذها أما عن قصي فقد نقل لأقرب مشفى ليتم إخراج الرصاصة التي استقرت بصدره.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
تذكرت كل شيء كأنه حدث للتو عندما قال لها لابد من الزواج وصمم على ذلك وحارب بكل ما يملك حتى كرامته بعثرت ليبقى معها قلبه صمت مطبق في الأركان وعينان تذرفان بدموع يكاد أن ينشق لها الوجه خوفاً وقلقاً ألا يستكمل علاقتهم سوياً علاقتهم التي بدأت للتو خوف وهلع من الجميع عليه. هذا الرجل الذي تمنى له الجميع الهلاك الآن يتمنى له الجميع النجاة عانيت هي نفسها كيف لها أن ترد حاجته منذ لحظة بدئها هي لا تقصد هنا طلبه للزواج فقط إنما طلبه للهروب سوياً من هذا المحيط كيف لها أن ترفض انقاذه؟ كيف لها ألا ترضخ لإحساسه المخيف عليها وعلى نفسه فقد تحول من أجلها من رجل عدواني إلى رجل حنون.
علم زيدان بما حدث وغضب لهروب شكران فهرع إلى المشفى ليجد وجه أمير متجهماً ليسأله بعينيه فيرد أمير قائلًا: قصي في العمليات وحالته خطيرة اتصاب غدر منها لله هي طلقة واحده بس نشتها صح.
ثم أضاف غير مصدقاً لنفسه وقال: لأول مرة في حياتي قصي يصعب عليا.
تسمر زيدان بمكانه وتحدث بجمود قائلًا: في حاجة لازم نعملها يا أمير احنا هنقوم محامي ليها بس مش علشان يساعدها لا دي لازم تتعدم.
واستطرد بحقد قائلًا: لأنها لو فضلت في السجن شرها هيزيد.
هز أمير رأسه يوافق زيدان الرأي قائلًا: معاك حق لأن الهانم استخدمت جبروتها في السجن بعد ما كانوا بيضربوها كل يوم قوت نفسها عليها.
ثم ابتسم بسخرية قائلًا: دول بقوا يقولها المعلمة.
سخر زيدان قائلًا: مفيش فايدة فيها هتعيش وتموت وهي جبروت يبقى حلال فيها الإعدام كويس انك كنت موجود ورا قصي.
ثم شرد وهتف باستنكار قائلًا: بقا جالها قلب تقتله بعد ده كله.
تنهد أمير بتعب قائلًا: مسكينة غفران مموتة نفسها من العياط يا ترى لو جراله حاجة هتعمل ايه.
وتابع يهز رأسه بيأس قائلًا: الظاهر فعلًا انها بتحاول تقضي على كل اللي بتملكه مها.
لوى زيدان ثغره قائلًا: مها بس يا ابني ده كل ستات الدنيا. مها وياسمين و شمس وهما زي ما يكون عملوا تحالف ضدها وأعجبوا براجل واحد.
واستطرد بسخرية قائلًا: وهي أنتقمت منهم كلهم.
سأله أمير قائلًا: زيدان أنت مش فاكر ليها حاجة كويسة مثلا تخليك تشفق عليها أصل أنا بسمع ساعات عن الأم اللي لتقوم بتربية الاولاد مش اللي بتخلف.
زفر زيدان بحنق ليكمل أمير غير مباليٍ وقال: وأحياناً بيشيلوا ليها الجميل.
زفر زيدان قائلًا: أنا لو أطول أعدمها بايدي كنت عدمتها. أنا شفت على ايدها بلاوي مش هقولك أقربها إنها قتلت أبويا.
قطب أمير جبينها ليتنهد زيدان بتعب قائلًا: لا بلاوي من صغري ومش عايز أتكلم فيها أرجوك.
ولكن ما باليد حيلة تذكر زيدان بعض ما حدث في صغره.
فلاش باك
كان يركع على ركبتيه أمامها في غرفة الحديقة وهي تجلده بسياطها وهو ينتحب قائلًا: بحبها والله العظيم بحبها يا دكتورة شكرية وروحي فيها.
ردت عليه وهي تجلده بلا رحمة قائلة: أنا مش شكرية زميلتك في الكلية يا ماهر أنا ستك وتاج راسك.
رد عليها بكل رجاء قائلًا: طب أعمل ايه علشان ترضي عني.
ابتسمت هي بخبث قائلة: تتجوزها بأي طريقة وتبعدها عنه بدل ما أعملها فضيحة.
هز رأسه بيأس قائلًا: مش هترضى لأنه قابلها بعد السبع سنين وقالها هتجوزك.
ردت عليه بوعيد قائلة: طب تحب أقتلهالك ولا هتسمع الكلام.
هز رأسه بضعف قائلًا: حاضر يا دكتورة شكران.
وتابع بعزم قائلًا: أنا هعمل المستحيل وأخليها تتجوزني بس ابعديه هو عنها لأنه طول ما هو حو إليها ولو بعد مية سنه هيفضل تأثيره عليها واضح.
باك
هنا تيقن زيدان أن الحوار كله كان على مها والدته. سخط على تلك المرأة التي حرمته من والدته وشقيقاته.
أخي كلمة سأتعود عليها من جديد أتخيل أنني أقرأ عن حادثه في صحيفة الحوادث. هل بعد حياة دامت لثلاثون عامًا بمعني تاريخ أكثر من ربع قرن يظهر لي شقيق مثله كأننا ندور جميعًا في دائرة مغلقة ماذا لو فتحت وعشقني وعشقته وتزوجني ماذا كانت ستفعل تلك الأفعى؟
كانت تقف مستندة برأسها على باب العمليات تنتحب من خوفها وقلقها على زوجها الذي بدأت حياتها معه للتو ليأتي شقيقها الذي علمت أنه شقيقها اليوم فقط شعرت بيده الحنونة وهي تربت على كتفيها برفق لتطمأنها أن كل شئ سوف يكون بخير تود أن تجذبه من يده وتخرج به إلى المجتمع الذي سخر منها وسخط عليها ونعتها بالضائعة لكي تقول شئ واحد إليكم أخي آخر المفاجئات التي تفاجئت بها فقد تفاجئت من قبل بقصي وما حدث له وما بدر عنه وها هي أخر المفاجئات التي ظهرت لي أن هذا الشخص الذي تمنيته يومًا أصبح أخي ولو قمت بتوزيع تلك المفاجئات عليكم لن تتحملها امرأة غيري تحدثوا الآن واعتذروا مني وصفوني من أنا؟ أنا إنسانة رقيقة وهشة وقعت تحت يد امرأة جعلتني أطمع في شئ مستحيل أن يكون ملكي ووالدتي تركتني لها. علمت الآن لما تركتني لأنها كانت تقع تحت تهديد بفضيحتها أمامنا. المرة الوحيدة التي لم تصمت فيها كانت لا تبالي لفتور العلاقة بيننا تحدثت بالحق ومن ثم تركت خلفها كل شئ ورحلت إلى مسقط رأسها لتعود وتفتح ملف أثار من بعده الدماء والأنين والفوضى.
استمعت إلى صوت شقيقها الحنون وهو يقول: غفران أنتِ مش هتقدرى تقفي الوقفة دي. أنا حجزت لك أوضة تبيتي فيها.
ثم نظر إلى غرفه العمليات بحزن قاتم قائلًا: وهو كده ولا كده هيخرج من العمليات على العناية أكيد .
هزت رأسها بضعف قائلة: حاضر يا زيدان. أناهسمع كلامك أنت أخويا بس ليا طلب عندك. لو بتحبني ادعيله وسامحه وخلي ريحانة تسامحه.
واستطردت والدموع تقطر من عينيها مجددًا وقالت: لو جراله حاجة هضيع.
ثم قامت بوضع يدها على فمها حيث أصيب بالغثيان واستطردت قائلة: مش أنا لوحدي اللي هضيع اللي جاي في الطريق كمان زيدان أنا حامل.
قطب زيدان جبينه واستنتج تصميمها على زواجها من قصي لتوضح هي له قائلة: ولعلمك أنا عارفة من قبل ما أنت تقولي إن اللي بيرجع بيرجع علشان طفل.
اتسعت عيني زيدان من صدمة ما تفوهت به ليتأكد أن تفكيره خاطئ بل والأدهى هو ظنه بريحانة ظن سئ فها هي غفران كانت تعلم بحملها ولكنها ارتبطت بقصي حينما شعرت أنه مكمل لها. أيضًا ريحانة لم تعد له بسبب الطفل بل هي اتخذته حجة فقط كنوع من حفظ ماء الوجه في لحظة إذا كان على نفس جبروته وظلمه.
كانت تجلس في غرفتها تتذكر شرط زيدان على أمير وهي تصفية أعمال القمار وهو مكسب العيش له تتسائل فيما بينها كيف سمح لنفسه أن يعيش على هذه الأموال ثم سخرت من حالها وسألت نفسها سؤال أخر وهل والدي مثالي فهو كان يعيش على نفس الأموال ويطعمنا منها ترى هل لزيدان وطغيانه أن يعيش على هذا المكسب أم لا من المؤكد أن العيش على هذا الرزق هو الذي وفر حيزًا كبيرًا من الظلم في حياتها وكانت بداية الظلم هو ظلم شكران لها رغم أنها كانت فردًا ليس له علاقه بذلك ولكن ظلمها هو رد فعلها على علاقة والدتها بزوجها.
مضي أسبوع وقصي بالعناية المركزة وغفران تدلف له كل يوم وتتناول يده بكفها الرقيق وتضع على بطنها وتتحدث معه عن الصغيرة التي تحملها منه وأحياناً كانت تنام على الكرسي بجواره وتنظر له باستغراب كيف لها بعد أن كانت لا تطيقه أن يصبح زوجها بعد أن كانت تلعنه لا تعلم أهي عشقته أم أنها تريد أن تبني معه حياة كريمة خاصة بعد وجود هذا الطفل في رحمها.
في جناحهم كان يبحث عن هاتفه بتذمر وهي تقف وتضع يدها في خصرها قائلة بغضب: الفون تحت ومش هنزل اجيبه طالما سيادتك مش بيهون عليك تقفله وأنت معايا.
اندهش لعصبيتها لتزفر مستسلمة بحنق: أنا زهقت طول ما احنا مع بعض الفون مش بيفصل.
ابتسم إليها بخبث لتستطرد قائلة: أنا من حقي أقعد وأتكلم معاك ونعيش حياتنا وهما كمان يشوفوا حالهم أنت مش كبير العيلة دي.
وتابعت وهي تنفخ بضيق قائلة: أنا خلاص بدأت أغير من اخواتك.
رفع حاجبيه باندهاش على غيرتها من شقيقاته لتزفر بحنق قائلة: أنا مش معارضة يا سيدي. أنت طول النهار معاهم ومش بترضى اني أروح ليهم طب على الأقل سبني أروح المصنع.
وتابعت وهي تشدد على شعرها بغيظ قائلة: مش هيبقي خنقه كمان.
جلس بأريحية يستمتع بغضبها لتشتعل عينيها بالغضب ليبتسم إليها قائلًا: وأنا ميرضينيش خنقتك يا رورو أنا خلاص اتفقت معاهم همر عليهم بعد الشغل.
كل هذا لا يكفي لإسعادها ليضيف هو بذكاء قائلًا: لأن من بكره هنزلك المصنع ولازم أكون معاكي. مش هطمن وأسيبك قبل ما ألف حبل المشنقة حوالين رقبتها.
ذهبت نحوه وجلست بجواره تتنهد بتعب قائلة: لو حصل وعملت كده هتبقى مرتاح للدرجة دي يا زيدان تقوم محامي وتوصيه يجبلها إعدام.
اندهش لاندهاشها لتجاوب على اندهاشه قائلة: أنا صحيح بكرهها بس كنت مفكرة انك هتكتفي انها تتحبس.
جذبها لأحضانه وأخذ يملس على وجهها بحنان ليشعرها أنها أغلى ما يملك لتهمس إليه وهي في صدره كالطفلة قائلة: أنا عارفة إنك بتنتقم منها على قد كل لحظة عيشت فيها الكل في عذاب. عارفة أكثر إنه علشاني تعرف.
صدرت منه همهمات تحثها على استكمال حديثها لتردف قائلة: اني مكنتش متخيلة إن اليوم ده يجي؟
تنهد زيدان بعشق جارف قائلًا: ولا أنا وحياتك يا رورو بس أهو جه وعلى فكره ده مش علشانك ده علشاني أنا. أنا اتخلق مني انسان تاني خالص.
وتابع وهو يضمها قائلًا: إنسان حر مش بيقبل بالظلم.
عضت على شفتيها بحيرة قائلة: لا لسه يا زيدان أنت نسيت حوار المافيا ولا ايه ويمكن هي تكون متواطئة معاهم طالما طلعت مش مامتك.
ثم رفعت عينيها إليها تجزم بخوف قائلة: وده أكيد اللي مخوفك عليا.
تعالت ضحكاته قائلًا من بينها: لا ما هو أنا نسيت أقولك يا رورو يا حبيبة قلبي أنا أه كنت بشتغل معاهم بس عارفة الشغل اللي هو من غير دم ده.
نظرت إليه بعدم استيعاب ليردف بحب قائلًا: لغاية ما ظهرت البرنسيسة في حياتي.
شهقت ريحانة جاحظة بعينيها وقالت: اوعى تقول إنك طلعت مع الحكومة! مش معقول! علشان كده قلت لأمير يبطل قمار فهمت.
شعرت بالسعادة البسيطة حيث سألته بتوجس قائلة: بس عندي سؤال أنت كنت بتصرف من الفلوس دي؟
زفر زيدان بحنق قائلًا: هتصدقيني لو قلتلك لا. هتصدقيني لو قلتلك كنت برميها في النيل.
حجظت بعينيها ليضيف قائلًا: هتصدقيني لو قلتلك إن فلوس أمير كنت حريص متدخلش جيبه وكنت ببدلها من فلوس المصنع والشركة؟
كم شعرت بالسعادة من هذا وودت تقبيله على تفكيره وتحدثت بفخر قائلة: كده يبقى أطمئن على كل حاجة يا زيدان أه بحبك وممكن أقبل أي حاجة سيئة.
ثم توقفت تبتلع غصة بحلقها قائلة: بس أنت شايف بابا لما كان معيشني بالفلوس دي حياتي كانت غم.
تنحنح قائلًا: عرفتي ليه لما طلعته من السجن أصريت انه يشتغل علشان النقطة السودة دي.
ثم استطرد بضيق قائلًا : وطبعًا أنا حاولت كتير مع الست شمس بس هي اللي رفضت.
واستطرد يوضح لها قائلًا: بس في حاجة عايز ألفت نظرك ليها مش الفلوس الحرام بس اللي بتقلب حياة الواحد جحيم لا دماغه وتفكيره.
ارتفعت يده تلامس بشره عنقها الحريرى قائلًا: والدليل أنتِ ريحانة ناعمة وسط شوك.
حديثه جعلها فخورة بذاتها لتردد قائلة: ياااه وصفك ليا حلو أوي يا زيزو سبحان مغير الأحوال شوف أنت كنت شايفني ازاي وأنا شايفاك ازاي.
لتجذب يده وتقبلها بنعومة قائلة: يلا أهم حاجة احنا فين.
ابتسم زيدان لها قائلًا بحب: أنا لما عرفتك بجد غيرتي فيا كل حاجة. المهم بقا في أربعة متحنطين بسبب الظروف بتاعت غفران وقصي.
ليتنهد براحة قائلًا: والحمد لله قصي فاق النهارده.
هنا تذكرت ريحانة ملحمة أسطورية سوف تحدث فاندلعت ضحكتها قائلة: أربعة ايه قول ستة عارف مين الكابل الجديد؟ أم واحده من الكابل الأول على أبو واحد من الكابل التاني هههههه.
ضيق عينيه لتصفق بمرح قائلة: بابا وطنط ياسمين.
اندهش زيدان باهتمامها بوالدها وهو يتزوج بامرأة أخرى غير والدتها ليسألها قائلًا: أنتِ فرحانة يا ريحانة للدرجه دي بتحبي ياسمين؟ طب ومامتك؟ دي لو عرفت هطربق الدنيا فوق دماغكم كلكم.
وتابع وهو يعترف قائلًا: أه ياسمين كويسة.
شعرت ريحانة بالخزي من والدتها وأغمضت عينيها قائلة بحسرة: يا ما قلتلها اللي بتعمله ده غلط وأنتِ السبب في اللي بابا فيه ولا حياة لمن تنادي.
وتابعت تفتح عينيها قائلة بتمني: تعرف لما مامتك طلعت مها تمنيت تحصل معايا معجزة زيك.
شعر بحسرتها ليدس ايديها بين أحضانه قائلًا بحب: يا ستي تعتبر المعجزة حصلت معاكي لا معجزة ايه دي معجزات وأولهم أنا وتغيير باباكي وظهور سامر.
ثم تابع وهو يربت على ظهرها بحنان قائلًا: وتعتبر مها وياسمين أمهاتك.
تشبثت بأحضانه قائلة: وأنا فخورة بكل المعجزات دي وعايزة أفرح بالكل علشان أنا فرحانة يا ريت يا زيدان تمنح قصي وغفران الفرحة دي.
وأضافت بخوف قائلة: وتنسى اللي فات.
هز رأسه إذعاناً لطلبها فهو يريد إدخال السعادة إلى قلبها بأي شكل من الأشكال يكفيه أنها الوحيدة التي أدخلت الفرحة في قلبه ظهورها بالنسبة له حياة واختفائها موت قرر أن يتصافى مع الجميع من أجلها فقط كما تصالح مع ذاته أولًا. حقاً فترة بعدها عنه كانت تهذيب وإصلاح.
كانت تتسرب حياته أمامها كتسرب الماء من بين يدي ظمأن وبالرغم من أنها اعتادت من الدنيا أن تلوي وجهها أمامها إلا أنها رفضت فكرة الفقد له لم تبرح مكانها طيلة الأسبوع بالرغم من التشديدات في العناية ولكن شقيقها كان يسهل لها هذا الأمر لم تغادر غرفة العناية إلا بعد استفاقته وخروجه أمامها إلى غرفة عادية هي الآن تأكدت أنها لن تقدر على مواجهة العالم بدونه ولو غادر عالمها سوف يتركها بحزن وخوف من تحمل مسئولية طفل ينتفض جسدها برعب عند تخيل هذه النقطة لا تريد المزيد من القسوة في حياتها دائمًا الرياح تأتي معها بما لا تشتهي السفن. تود توجيهها الآن لترسو سفينة قلبها المعذب.
بعد إفاقة قصي ومكوثه بغرفة عادية بدأ يتحدث معها قائلًا بإمتنان: أنا حظى حلو أوي يا غفران من قبل حتى ما يضرب عليا النار كفايه إني كنت هموت وأنتِ على ذمتى.
زفرت غفران بحنق وضيق قائلة: لو كان ده حصل أنا مكنتش هبقى مرتاحة.
رفع حاجبيه باندهاش لتفهم اندهاشه وتردد قائلة: اوعى تفكر انه علشان خلاص بقيت على اسمك ومت يبقى أنا كده عادي وممكن أتجوز حد غيرك.
حدق في وجهها بفرحة حيث تأكد من تمسكه به وأنها لم تتزوجه لتلك العلة فانفرجت أساريره قائلًا: بجد يا غفران يعني أنا موتي كان هيفرق معاكي؟
ابتسمت غفران وهزت رأسها بحب قائلة: أيوه يا قصي ومن قبل كمان ما أعرف اللي حصل أنا حامل.
جحظ بعينيه غير مصدق لما تقوله وهز رأسه بعدم استيعاب قائلًا: لا لا لا مش معقول .
تعالت ضحكتها حتى أدمعت عينيها قائلة برفق: للدرجة دي مش مصدق يا قصي؟ شوفت كرم ربنا علينا كبير ازاي؟ شفت قد ايه احنا كنا غلطانين في حقهم وفي حق نفسنا؟
هز رأسه وتنهد بتعب قائلًا: شوفت يا غفران وبحمد ربنا إن اللي حصل ليا ده كله رغم إنه كان غصبن عني بس نعمة وفضل علشان أنا كنت وحش أوي.
ابتسمت غفران وربتت على يده بحنان قائلة: مش لوحدك يا قصي أنا كمان كنت زيك وأكثر وبرضه كان غصبن عني الله لا يسامحها بقى.
تذكر وجه تلك اللعينة وهي تطلق عليه النار ليقطب جبينه متسائلًا: قوليلي لحقوا يقبضوا عليها ولا قدرت تهرب؟
ابتسمت غفران بشماتة قائلة: اطمن باباك وأمير مسكوها والنطق في الحكم كان النهارده لسه زيدان مبلغني أصله قوم لها محامي بنفسه.
ثم استطردت بحقد قائلة: علشان طبعًا ميبقاش مؤبد و هيتم الإعدام خلاص.
ابتسم قصي بسخرية قائلًا: عمري! ما كنت أتخيل أن تكون دي نهايتها بس هي تستاهل أكثر من كده.
ثم تابع بكره قائلًا: دول لو لسه بيطالبوا بحكم الإعدام في ميدان عام كانت هي أول واحدة يتنفذ عليها الحكم.
شعرت غفران بمدى فرحته نعم هو من حقه أن يسعد ويتشفى في تلك المرأة التي حولت حياته إلى جحيم ليس هو فقط بل الجميع أرادت غفران أن تطفو السعادة عليه أكثر فأخبرته بقرار زيدان أنه تم إضافتهم إلى قائمة الفرح الجماعي بالفعل سعد قصي لهذا القرار ولكنه شرد ونظر أمامه بحسره لتشعر هي أنه ظن أن قرار زيدان لإسعادها هي فقط لتخرجه من شروده وتوضح له قلق زيدان عليه بالرغم أنه لو تحدثنا عن القرابة فهي حاليًا غير موجودة بينهما حيث أن شكران لم تعد والدة زيدان بل هي زوجة والده ولكن زيدان تعامل معه بمشاعره الجديدة وهي الرفق واللين والرحمة ولا أحد يعلم أن هذا إذعانًا لمطلب ريحانة.
إلى أي مدى هي تسكن قلبه الذي كان يعاني من فقد الإحساس بالألفة لأي أحد كانت كالعاصفة والرياح التي لفحت وجهه وعقله وقلبه واقتحمته من الداخل وأثارت هجومها في داخله تلك الرياح العاتية هي التي واجهته بحقيقة نفسه الضائعة وهو وحده الذي كان عليه تقبلها أو صدها وردها لتصبح الرياح يوماً محببة إلى قلبه يفتح لها صدره وبيده ليدخل عشقها بإرادته لإنعاش كافة حواسه هناك كانت تقف في البداية عند قمة جبل وكانت تريد القفز من أعلاه ولكن كانت لا تهون عليها حياتها تريد شخص أخر يقذفها عوضاً عنها كانت تعلم جيدًا أنه عمل إنتحاري وتعلم أكثر أنها تمتلك من الجبن أضعافاً مضاعفة ولم تقدم على هذا الإنتحار يومًا فلذلك فضلت أن تكون فوق القمة يأتيها شخص أخر يقذفها وينهي حياتها حتمًا تخيلت أنه هو الشخص ولكنه لم يتهاون في حقها هو الآخر فقد صعد إلى قمة جبلها لإنقاذها.
بدأت الترتيبات للعرس الأسطوري على قدم وساق اختار لها فستانا ًباللون الأخضر اندهشت من لونه فهو يعشق اللون البنفسجي ليخبرها أنه يراها ريحانة خضراء يفوح عطرها بالأركان وبالفعل ارتدته وهبطت على الدرج كالأميرات رغم إنتفاخ بطنها إلا أنها كانت بالنسبة له ملكة متوجة على عرشه ما أن وصلت إليه حتى تقدم لها وأمسك كفيها برفق وقبلهما قائلًا: من أول مرة شفتك فيها وقصي بيعرفنا عليكي وأنا منجذب ليكي انجذاب غير عادي.
اتسعت عينيها خاصة عندما قال: قلبي كان بيصرخ من جوه ويقول بطل عادة شكران إنك تاخد اللي في ايد غيرك.
رفعت حاجبيها مذهولة مما يقوله فهو اعتراف بإعجاب قديم لها لتهز رأسها باندهاش قائلة: مش ممكن تكون فكرت فيا بالشكل ده أنا كمان يا زيدان حسيت بحاجة بتشدني ليك.
برقت عينيها بسعادة لتشير نحوها قائلة: يمكن عيونك الجامدة واستكبارك واستعلائك عليا.
ابتسم بخبث قائلًا: للدرجة دي عيوني حلوة يا رورو؟
تعالت ضحكتها قائلة: طبعًا يا حبيبي بس أنا أقصد إن التكبر بتاعك وأسلوبك المتعجرف وأنت بتتعرف عليا كفيل إنه يشغل بالي بيك.
واستطردت وهي تهز رأسها بشرود قائلة: ومش أنا لوحدي أي واحدة غيري.
هز رأسه بالسلب قائلًا: عمرى ما اتعاملت مع واحدة في أول مرة أشوفها كده الصدفة هي اللي خلتني أتكبر عليكي.
وتابع بانبهار قائلًا: نوع من عدم التصديق إنك بنت شمس ووجدي.
اقتربت منه واحتضنته قائلة: مجاش يوم تحس اني مختلفة عن الناس دي يا زيزو؟
ربت على ظهرها بحنان قائلًا: جه كتير حتى قبل ما أفكر أربط نفسي بيكي دايمًا شايفك مظلومة سواء مع عيلتك أو مع شكران وقصي.
واستطرد يخرجها من أحضانه قائلًا بحب: ويمكن ده اللي دفعني أرتبط بيكي، ودفعني أكثر اني أخد قرار انه ارتباط لأخر العمر حتى لو مفيش ما بينا أولاد ولذلك أنا ربنا جبر خاطرى بيكي.
ثم أضاف وهو يلامس بطنها بخفة قائلًا: وباللي جاي منك في السكة.
خرجت من أحضانه وقبلت جبينه ليضع يدها في ذراعه متوجهاً إلى الحفل الذي أشرف عليه بنفسه لإرضائها وإرضاء الجميع يتمنى أن يرى بعينه سعادة الجميع خاصة والدته التي لم تر يوماً سعيداً في حياتها يكفيها تحمل الشقاء لاثنين وأربعين عامًا.
وما متاع الدنيا إلا قليلاً لذلك اغتنم كل فرصة في دنياك ولا تتوقف عند حسراتك ابحث دائماً عن حلاوتها واترك مرها ولا تذهب بنفسك عند حافتها ولا تسقط وتغمس نفسك في أحزانها لأن أحزانها عبارة عن مادة مسكرة كلما أخذت منها واعتدت عليها ستضاعف لديك الرغبة في الإنخراط بها أكثر وستذهب بعقلك وتشعرك أنك مغيب عن الواقع الجميل بل سترفضه رفضًا تامًا ارتشف من دنياك حلوها فقط وتنهد براحة وليس بتعب حتى لا تقودك أحزانها إلى الإنتحار فأي شخصية هنا اعتادت الحزن أعتبرها سقطت في حالة غير عادية اختار من حروف الألف واللام والميم الأمل فقط وادعس الألم بقدميك.
ذهبا سويًا إلى العرس الأسطوري نظرت إلى العرس بعينيها وبالرغم من فخامته إلا أنها شعرت إنه ضئيل أمام عرسهم بل أنها شعرت أنها هي العروس من شده اهتمامه بها.
عند أمير ونورا كان ينظر إليها كمن يراها لأول مرة يتحدث كالمذهول والغير مصدق أنه بتلك الحالة قائلًا: أنا حقيقي ربنا بيحبني إنك بقيتي مراتي يااااه على النصيب حلو.
غمزت له بخفة وهي تتمايل بين يديه قائلة: لا لا يا بتاع القمار متنساش إن سيادتك كنت بتتهرب مني وهطلعه عليك حي ني يا قمارجي.
تعالت ضحكاته فهو لم يتوقع يومًا أن يحادث فتاة تأسره بخفة دمها إلى هذه الدرجة.
عودة إلى زيدان وريحانة كانت شاردة في عرسهم ثم ابتسمت له قائلة: فاكر ليلة دخلتنا يا حسب الله؟
هنا تعالت ضحكاته ورجت الأركان لدرجة أن الجميع أنتبهوا إليه ليشير إليهم بيده ويعتذر ثم يقبض على معصمها ويأخذها إلى الهواء الطلق خارج الحفل ويضعها أمامه يحاصرها بكتفيه قائلًا: ألا فاكر ودي حاجة تتنسي برضه يا رورو بس خدي بالك أنا كنت تلميذ بليد أوي وكنت بعيد السنه.
ضحكت بخفه ليميل عليها أكثر بخبث قائلًا: فمعلش بقا الليلة دي لازم تتعاد يرضيكي يبقى جوزك راسب.
وما أن فتحت فمها لتضحك حتى كتم ضحكاتها بشفاهه الغليظة يريد ابتلاع أي شئ يخصها حتى ضحكاتها.
عند سمر وسامر
أخذ ينظر إليها نظرات شغوفة وهي بفستان زفافها التي أصرت أن يكون أفضل فستان بهذا العرس حيث أظهر جمالها وأنوثتها وقامت بفرد شعرها الأصفر القصير حتى بدت كأميرة من ديزني. نظراته كانت كما لو كان يراها لأول مرة. خجلت من نظراته وكانت تشيح بوجهها في أي مكان أخر نظرا لتع إلى دقات قلبها وهي على حافة الانهيار من نظراته ليضحك قائلًا: مش معقول يا سمر مكسوفة مني.
تضايقت سمر من تلميحه وظنت أنه ما زال ينظر إليها على أنها فتاة لعوب لا تخجل لتلوي شفتيها بإمتعاض قائلة: ليه مش بتكسف أنا مثلًا زي بقية البنات ولا فاكرني بجحة وبعدين أنت مش شايف بتبص ليا ازاي؟
عض سامر على شفتيه بندم قائلًا: حبيبتي أنا يا سمورة أنا أقصد لو هتتكسفي من أي حد يبقي مش مني أنا ده أنتِ حبيبتي ومراتي يا سمر.
ثم تابع وهو يداعب أنفها قائلًا: وبعدين حبيبتي مش بجحة حبيبتي محترمة ومؤدبة بس خدي بالك لما نروح اوعي تفضلي مؤدبة أنا عايز انحراف.
ثم أشار نحو زيدان وريحانة بغيظ قائلًا: شايفة زيدان أخد ريحانة قدامنا ازاي وأنا وربنا هعمل زيه أه.
استطاع سامر أن ينقل سمر من حالة الخزي من نفسها إلى حالة الفرح والسعادة أن الله عوضها بهذا الإنسان بعد التعب والشقاء.
عند قصي وغفران
نظرت إليه غفران بحب قائلة: متتصورش يا قصي أنا سعيدة قد ايه إن احنا بقينا لبعض.
ربت على يدها بحب قائلًا: أومال أنا أقول ايه؟
ابتسمت إليه قائلة: قول الحمد لله للحالة اللي وصلت ليه أنت وعيلتك شوف هناك عمو ناجي وطنط هالة رجعوا لبعض ازاي.
بالفعل أنتقلت أنظاره إلى والديه وتنهد براحة لأنه خشي أن يترك والده وحده يخشى أن يفعل بنفسه شئ خاصة بعد إعدام شكران لأنه كان يود قتلها بنفسه.
عند ناجي وهالة
نظر ناجي إلى هالة قائلًا برجاء: أرجوكي يا هالة سامحيني وبلاش تفضلي شايلة في قلبك الوحش اللي عملته معاكي.
نظرت هالة إلى سمر وقصي وهي تتنهد براحة قائلة: تفتكر يا ناجي أنا بعد ما أشوف قصي وسمر وربنا بيعوضهم بالحلو ده كله هفضل فاكرة الوحش.
ابتسمت بسخرية من نفسها قائلة: طب ده حتى أبقى وحشة أوي ناجي ربنا بيسامح أنا مش هسامح؟
ربت ناجي على يدها قائلًا بحنان: ربنا يباركلي فيكي وتفضلي معايا لأخر يوم في عمري ونشوف فرحة أولادنا دايمًا ونشيل أحفادنا سوا.
عند وجدي وياسمين
كان وجدي مرتبك لا يعلم كيف يخبرها ولكن ما باليد حيلة أخبرها قائلًا: مقدرتش أطلقها يا ياسمين خصوصًا من بعد ما دخلت المصحة قلت لما تتعالج وتطلع.
كانت ياسمين على علم بوضع شمس الأخير وهو الإدمان لدرجة إيذاء النفس وذلك عن طريق رجل مقامر كانت دائمًا تغلبه فقام بإعطاءها جرعات مكثفة من المخدرات. كان قلق ياسمين على ريحانة وسامر أكثر فسألته بتوجس قائلة: طب وهتعمل ايه يا وجدي لما يسألوك عليها؟ هتقولهم ايه؟
زفر وجدي بحنق قائلًا: ريحانة زيدان قال بعد ما تولد وسامر نفسي يفرح على الأقل لما يرجع من شهر العسل.
هزت ياسمين رأسها باستسلام فما باليد حيلة من هذا القرار دائمًا شمس تضع أولادها في مأزق حتى وهم في شدة فرحهم وانبساطهم.
عند مها و وجدان
كانت مها تزفرمن تصرفات وجدان ونظراتها الحقود على أشقائها فاحتدت عليها قائلة: مينفعش الحقد اللي أنتِ فيه ده يا وجدان.
زمت وجدان شفتيها قائلة: أعمل ايه يعني ما كله لقي وليفه إلا أنا وأنتِ مش عايزاني أسافر الأرجنتين أمسك مكان الزفتة سمر.
وتابعت بضيق وسأم قائلة: ماله خالد مش فاهمة وأهو على ضمانة سي سامر.
زفرت مها بحنق قائلة: أنا هقول لزيدان يربيكِ من أول وجديد.
وبالفعل توجهت إليه حتى يقوم بتأديبها فقد طفح الكيل منها وما أن ذهبت إليه وجدت ريحانة تصرخ قائلة: أه..الحقوووني مش قادرة.
وهو لا يدرك ماذا يفعل يسألها بقلق قائلًا: مالك يا حبييبتي هو أناعملت حاجة غلط أنا يدوب بوستك.
أزاحته مها من فوقها قائلة: اوعى كده إسعاف بسرعه دي بتولد قال بتبوسها قال.
وما أن استمع إلى هذه الكلمة حتى حملها وركض بها سريعًا إلى المشفى وتبعته مها وهو قلق عليها فقامت مها بتهدئته قائلة: متقلقش خد نفس وبالراحة كده خرجه شهيق زفير يعني.
قطب جبينه ثم صرخ قائلًا: أخد نفس..لا هو أنا اللي هولد يا مها؟
هنا أدركت مها ما تقوله وارتبكت قائلة: ولد..أنا من يوم ما عرفت انك ابني وعمرك ما قلت يا ماما دايمًا مها أنا ماما يا ولد.
ضرب زيدان كفاً على كف قائلًا: مش وقته روحي ولديها وبعدين نشوف موضوع ماما ده. قال ماما قال ده شكرية عمرى ما قلتلها ماما.
ضحك الجميع من حوله وريحانة تصرخ بالداخل وتسبهم وتلعنهم على صوت ضحكاتهم وبالأخص زيدان لتهرول مها مسرعة لتقوم بتوليدها.
وبالفعل أنجبت صبي جميل ما أن رأته عينيها اتسعت شغفًا لإحتضانه تتمتم بأيات الدعاء وتحمد ربها على تلبية دعواتها أن يرزقها بهذا الصبي الذي شاهدت في حركاته قوة وليست ضعف كبقية الأطفال نظرت إلى زيدان وسألته قائلة: كده أنا جبتلك الأخ والابن. أنت معندكش اخوات صبيان وأنا متأكدة انه هيكون أخوك وابنك.
ثم نظرت إلى صغيرها بحب قائلة: ها يا ترى ابن الجمال الصغير هيكون اسمه ايه؟
اقترب منها وحمله بخوف شديد عليه رغم أنها أخبرته ألا يخاف فهي رأت في ابنها القوة والصلابة وبالفعل حمله وقبله من جبينه ليشتم رائحته ويغمض عينيه قائلًا بحماس: ريحان زيدان الجمال.
جحظت بعينيها وانفرجت أساريرها قائلة: الله على الجمال.
أنتهت روايتي الجميله غيبيات تمر بالعشق تم انكشاف كافة الغيبيات أرجو أن أكون قد أسعدتكم كثيرًا وقمت بتوظيفها على النحو الذي يرضيكم ومع إضافة المفاجئات التي دومًا عهدتوها في كل رواياتي فأنا دائمًا وأفتخر بذلك وليس غرورًا بل هي ثقة بالنفس.
أنا كاتبة غير متوقعة.
الدرس المستفاد من هذه الرواية
بعض الغيبيات لو تم البوح عنها ستهدم علاقات قبل أن تبني. عنصر الشر مسيطر في جميع نواحي الحياة والتصدي له يكون بالخير ولكن توظيف الخير بذكاء محكم بالنهايه النصيب والقدر لابد من الإيمان به. أتذكر جمله سمعتها وأنا شابة يافعة نصيبك لن يأخذه غيرك المسألة مسألة وقت وهذا ما حدث لبطلة قصتي تم أخذ أشياء كثيرة منها دمرت كامرأه ليجبر بخاطرها على نحو لم تتوقعه يومًا. تحلوا بالصبر، واجهوا مشاكلكم. الخطأ الفادح هو الاستسلام للأحزان. لم تكن الأحزان وسيلة إلا للموت تعودوا أن تجلبوا السعادة لأنفسكم، غامروا وتعلموا من مغامراتكم وكونوا على ثقة أن الشر لن ينتصر بالأخير. الإنتصار والبقاء للخير دومًا .
ولا تجعلوا أحد يسيطرعلى تفكيركم أو يورطكم في أفعاله الشيطانية. احتضنوا أبنائكم بحنان ربوهم على العادات الحسنة، ربوهم على الدفاع عن حقوقهم وليس سلب حق الأخر.
بتمني تكون وصلت الفكرة بطريقة صحيحة
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
__________________
الخاتمة
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
الحياة تشبه الرقصة الهادئة. رقصة ثنائية ممتعة قد تكون رائعة ومذهلة للجميع إذا كان الاختيار مناسب. هنا كان الاختيار مناسب ولكن لم يعلم أحداً منهم أن هذا الاختيار هو الاختيار الصحيح جمعتهم كافة المناسبات. ود يومًا أن تجمعه رقصة بها حتى لو كانت عنيفة وبالفعل تمت هذه الأمنية ولكن كانت عنيفة في بدايتها ومجبرة كأنه يغتصب تلك الرقصة لتصبح هادئة بالنهاية وأكثر نعومة وانسيابية وبرغبة منها جامحة وبسلاسة ووضوح وأمام الجميع يتم إظهار الحب فردان لكل منهما تفكير وأسلوب حياة مختلف عن الأخر لتحدث المعجزة فيتداخلان ببعضهم البعض ويصبحا فردًا واحد وقعت في شباكه وبالرغم من غطرستها عليه إلا أنها ذابت عشقًا بين يديه ليتحدا سويًا ضد الشر الذي فرق بينهم يوماً وأراد انفصالهما ولكن كيف لعاشق الريحان أن ينفصل يوماً عن عطره المفضل كيف له أن يعكر صفوه برائحة أخرى لا يشتهيها يوماً لكن أحيأنا تجرى بنا المقادير إلى شئ أخر لنتخبط ونضيع في دروب لا نريدها. ونتعثر ونسقط ونفشل لينقذنا شخص واحد وهو الشريك المناسب في الرقصة الهادئة.
بعد مرور سبع سنوات ونجاحها بالمصنع وحصولها على الدكتوراه الكيميائية في تصنيع العطور. أقام لها حفلًا بافتتاح مصنع آخر باسم ريحانة زيدان والذي أصر هو على إظهار هذا الاسم عوضًا عن زجاجات العطر الذي كتب عليها الاختصار ر&ز والذي وصل صداها إلى بلدان أوروبية وعلى رأسهم الأرجنتين عن طريق سامر وشريكه خالد زوج وجدان شقيقة زيدان والتي تزوجته بعد إلحاح منها إلى زيدان وبعد أن تعهدت له أنها سوف تسير على الطريق المستقيم وبالفعل صدقت بعهدها وأنجبت طفلة جميلة أطلقت عليها اسم خلود لعشقها المتيم لخالد أقيم الحفل على قدم وساق وهي تجلس كالملكة المتوجة ولما لا وشريكها في كل شئ يفعل كل ما بوسعه من أجل إسعادها. كانت تجلس مع صديقتها نورا والاثنين بطونهم منتفخة من أثر الحمل الثاني لكل منهما. حيث أنهما تأخرا بعد الإنجاب الأول وخاصة ريحانة والتي أصر زيدان على ذلك حتى تحقق حلمها ولم يبالي بتقدم عمره حتى وصل إلى الخمسون عاماً ولما لا ومعه امرأة تشعره دائمًا أنه ما زال شابًا يافعًا وتغدق عليه بالكلام الحسن وتؤثره بدلالها كأنها طفلته وليست امرأته يكفيه أنه يرى في ابنه رجلًا مغوارًا وشجاعًا.
نظرت إليها نورا وجدتها شاردة في ريحان وأميرة ابنة نورا لتبتسم بخبث قائلة: جرى ايه يا رينو أنت عنيكي على البت ولا ايه لو عينك عليها خديها من الصبح أصلًا البت دي هبلة زي أبوها.
وتابعت وهي تلوى شفتيها بامتعاض قائلة: ما هو سماها اميرة علشان كده.
تضايقت ريحانة رغم أن الحديث ليس على ابنتها إلا أنها تعشق أميرة فهتفت بحنق قائلة: أنتِ سبتي كل مميزات البنت ومسكتي في الهبل وبعدين ماله اسمها دي اسم على مسمى.
واستطردت بتمني قائلة: ويا ريت ريحان لما يكبر ياخد باله منها وميضيعهاش من ايده.
أخذت نورا تهز رأسها ببلاهة كأنها تستمع إلى شريط كاسيت تسمعه باستمرار وهو مدافعة ريحانة عن أميرة كما أنها ابنتها لتضحك قائلة: أكيد هقول نفس الكلام ده على زوزو إن شاء الله لما تتولد ما هو أنا هجوزها نور بالذوق بالعافية.
ثم اقتربت تهمس إليها بخوف ألا يسمعها أمير قائلة: أصل أنا عاملة حسابي الواد ده هيطلع عيونه خضرا أهو يبقي غيرت الصنف بتاع أمير.
أخذت ريحانة تغمز لها بعينيها دلالة منها أن أمير يقف فوق رأسها ويستمع إليهم ولكن نورا لا تفهم كعادتها البلهاء. نعم هي البلهاء وليس أمير لتشعر بمن يضغط على أعلى كتفيها ليقوسها بين يديه لتنتفض تجحظ أمامها وتلتفت إليه قائلة بتوتر: حبيبي ابن حلال دايمًا كده بتيجي على السيرة يا حب عمري.
ضيق عينيه بعدم تصديق لترتعش بين يديه قائلة: أه لو كنت جيت بدرى شويه وأنا بتكلم عن مرمر بنتنا وإن ازاي هي كلها أنت.
كانت ريحانة تكتم ضحكاتها وهي تتابع ارتجاف نورا بين يدي أمير فهي تغيرت كثيرًا منذ زواجهم نعم تقوم بقذف العبارات عليه ولكن كعادة أي امرأة من خلفه وليس أمامه حيث أنها اكتشفت في أمير شخصية مختلفة عن التي رأتها في بداية علاقتهم. شخصية لا تقبل بالتقليل حتى لو كان على سبيل المرح. ولخوفها عليها تعالت ضحكات ريحانة بمرح قائلة: سيبك منها يا أمير ما أنت عارف ان في ربع ضارب في نافوخها. هي يا سيدي معترضة اني بفكر إن ريحان يتجوز أميرة.
جحظت نورا بعينيها بخوف ألا يعاتبها أمير لتبتسم ريحانة بخبث قائلة: شايفة بنتها أميرة بجد.
اقتنع أمير بكلمات ريحانة واحتضن نورا قائلًا: أميرة بس قولي ملكة متوجة بس متغلاش على الملك وبعدين أنا لما بشوفهم بحس إن أنا وزيدان اللي قاعدين مع بعض.
ثم تابع بمرح قائلًا: ابنك بيعملها سحر.
واستطرد بمرح أكثر قائلًا: بس متعرفيش ليه على قلبي زي العسل. عادة أنا بخاف عليها من الاختلاط بالأولاد نيجي بقي عند ريحان وستوب. لأني واثق في تربيتك.
كان يشدد على حروف كلماته الأخيرة وهو يذغر بعينيه إلى نورا التي امتعضت وقالت: أه ده أنتوا هتحفلوا عليا بقا مالها تربيتي يا سي أمير ما البت حلوة ومؤدبة أهي وإن شاء الله نور لما يشرف هطلعه راجل.
وتابعت وهي تضع يدها في خصرها قائلة: ولا هو دايماً كده تعيب فيا.
ابتسم أمير بخبث قائلًا: يا نوره يا نوره يا حلوة يا أمورة طب تراهنيني إنك دلوقتي عايزة تقلبي الحفلة الكلاسيكية دي لمهرجانات.
ثم اقترب منها يجز على اسنانه قائلًا: يا شيخه ده أنتِ بتحزمي البت وترقصيها.
جحظت بعينيها أمامها حيث أن هذا الحدث لم يحدث سوى بغرفة أميرة من أين علم بهذا ولكنها تماسكت وهتفت باستنكار قائلة: أنا لا محصلش. أناهخليها ترقص ؟ لا ممكن أبداً حتى اسأل ريحانة دي بنتك اللي عايزة تشتغل رقاصة.
وتابعت وهي تغمز لريحانة لكي تجاريها في الحديث قائلة: مش يا ريحانة أنا بعتلك الفويس بتاعها.
تعالت ضحكات ريحانة قائلة: لا يا أمير بصراحة نورا مظلومة دي حتى أميرة قالت لريحان وكان هيضربها.
واستطرد تراقص حاجبيها لنورا قائلة: وقالي يا مامي كده مينفعش لو هي رقاصة أبقي أنا ايه؟
هنا ركضت نورا نحو ابنتها لكي تلقنها درسًا بعد الوشي بها عند كل الناس ليتبعها أمير لكي ينقذ ابنته من براثن تلك البلهاء.
عادت ريحانة لتجلس من جديد لتأتي إليها غفران تبارك لها قائلة بحب: مبروك يا ريحانة كان نفسي و الله أجي أرتب من بدري مع زيدان بس مرضاش.
وكانت وهي تعانقها تربت على بطنها قائلة بحنان: المهم طمنينا على بنوتنا الحلوة يا ترى هتطلع شبه مين.
ابتسمت إليها ريحانة بحفاوة قائلة: الله يبارك فيكي يا غفران عقبال نجاحك في عرض الأزياء السنه دي.
واستطردت بتمني قائلة: بصراحة يا غفران أنانفسي تطلع شبه زوزو عمتها من حب زيدان ليها.
زمت غفران شفتيها بطفوليه لتبتسم ريحانة قائلة: بس طبعاً لو طلعت شبهك أو شبه وجدان أو مها ليا الشرف طبعا.
شردت غفران في الفراغ قائلة: تفتكري يا ريحانة ليه زوزو وزينات منزلوش مصر حتى من بعد ما مشكلة مامتهم انحلت وغارت.
وتابعت وهي تخرج من شرودها تسألها بتوجس قائلة: ممكن يكون انهم مش متقبلين ماما.
مرارًا وتكرارًا نصحته أن ينتهز الفرصة ويوضح لشكران و وجدان لما لم تأتي زوزو و زينات إليهم وهو يعاند ويكابر مثلما عاند وأخفى عليها سر والدتها أطالت في الرد على غفران لتتنهد غفران بتعب قائلة: نفسي ميكونش ظني صحيح وألاقيهم في يوم داخلين علينا ومتقبلين لينا أه احنا مش أخوات بس بيجمعنا أخ واحد.
وتابعت وهي تبتسم قائلة: وأحلى أخ كمان.
وما أن أنهت حديثها حتى تهللت أسارير ريحانة وهي تنظر ناحية زيدان وهو يقف بين شقيقاته لتهتف بحماس قائلة: بصي هناك يا غفران وصلوا أخيراً المشكلة اتحلت وزوزو خفت بعد الانهيار العصبي اللي جالها.
عقدت غفران ما بين حاجبيها لتتابع ريحانة قائلة: ألف وحمد وشكر ليك يا رب سبع سنين وزوزو عايشة في عذاب بسبب أمها.
ثم استطردت وهي تنظر إلى مها بفخر قائلة: ويشاء القدر إن مها هي اللي تعينها على اجتياز المحنة دي .مها كانت كل شويه تسافر ليها وزيدان أصر انه يكون سر.
عقدت غفران ما بين حاجبيها بصدمة تتحدث بداخلها عن أي انهيار عصبي تتحدث ريحانة؟ ولكن ما أثار اندهاشها أكثر هو رؤية كلا من زوزو وزينات وهم يقبلون مها كأنها والدتهم لتعلم أن الأمر لم يكن بتقبلها ولكن الأمر كان صدمات لهم أكثر منها.
نظرت إلى الأربع شقيقات فوجدت أن حكايتهم متشابهة. الأب أنتهى ولكن الأم موجودة في شق والشق الأخر غير موجودة ولكنها لمحت بعيني مها أنها ستكون شقاً معوضًا فضلًا عن الشخص الرئيسي في هذه العلاقة وهو زيدان بالنسبة إليه فزوزو وزينات معتاد عليهما أما غفران ووجدان جديدتان ولكن بمهارته وبخبرته القديمة معهم استطاع أن يجتاز كل شئ فهو يتذكر كل شئ. لأن النسيان كان صعب بالنسبة له أيضا كلتاهم لم تنسيا والشئ الفاصل الذي لم ينسى أبدًا هو تلك اللعينة التي أودعتهم في لحظات حرجة وجعلت كل منهم يبحث عن شخص يعينه على اجتياز الصعاب خاصة ريحانة التي أهدرت كرامتها بسبب امرأتان والدتها وشكران الغبيتين لا تعلما أنهما السبب والدافع الرئيسي لقبولها له.
كانت شاردة تتأملهم غافلة عن عينيه التي تتابع بدقة كل شئ حتى شرودها ليتنزعها من مكانها ويأخذها يخفيها عن أعينهم لتبتسم هي قائلة: أووه زيدان باشا بنفسه افتكر رورو حبيبته. ده أنا كنت مفكرة إن زوزو وزينات هما كمان هيبقوا زيادة عليا وهيعطلوك عني.
واستطردت وهي ترفع يدها إلى وجنتيه تحتضنها بحب قائلة: يا زيزو.
تنهد بعشق جارف قائلًا: أنتِ كفيلة بحبك وحنانك اني مقدرش أنشغل عنك وبعدين هو حد بيقدر ينشغل عن حته جواه.
لترتفع يده هو الأخر يجذب كفيها ويقبل باطنه قائلً: بالعكس ده لازم يرويها ويعتني بيها وتبقي دايمًا تحت عينه.
نظرت إلى السماء لتضع صورته بها ثم تغمض عينيها كعادتها في الفترة الأخيرة دائمًا تود تعليق صورته بكل مكان تراه ليميل على وجنتها بقبلات متفرقة قائلًا من بين قبلاته: أنتِ نجمة كانت طايرة في السما وما صدقت النجمة دي تنزل الأرض. أنا مش عارف حصل ازاي بس حصل.
وتابع وهو يلتهم شفتيها قائلًا: علشان أنا حظي حلو.
أخذت تتمايل مع قبلاته قائلة بحب: لا أنا مش هقدر على الكلام الحلو ده كله وبعدين راعي اني حامل وعلى أعصابي منك.
ثم غمزت له بشقاوة قائلة: فاكر لما عملتها يوم فرحهم ريحان مقدرش يصبر ما بالك زوزو دي بتضربني في بطني كل ما تقرب مني.
تعالت ضحكاته قائلًا: لا وعلى ايه المرة اللي فاتت مها لحقتك. حاليًا مها متنفعش تولد قطة الست كبرت في السبع سنين دول .
ثم التفت ينظر لمها عن بعد قائلًا بمرح: باين كده شالت الهم لما عرفت اني ابنها.
ابتسمت ريحانة رغمًا عنها قائلة: لا مبحبش زيزو يتكلم على نفسه كده. هي بس كانت قلقانة على غفران ووجدان ومتنساش موضوع زوزو.
وتابعت وهي تتنهد براحة قائلة: قد ايه هي فرحانة برجعتها كأنها بنتها.
تنهد زيدان براحة قائلًا: تعرفي إن كنت شايل هم اليوم ده قد ايه مها كانت هتصعب عليا لو زينات قابلتها وحش بس الحمد لله.
وابتسم قائلًا: دي كان ناقص تبوس ايديها.
أخذت تربت على كتفيه قائلة بثقة: فعلًا يا زيدان بس والله كنت حاسه ان ده هيحصل أنت أختك من جواها أصيل عمرها ما هتقل بأصلها مع مها.
ثم أدمعت عينيها قائلة: وبعدين مها ذنبها الوحيد إنها حبت.
لتكمل حديثها بحب وعشق قائلة: والواحد لما بيحب ممكن يغلط في حق نفسه وبالنهاية كل واحد فينا بياخد جزاته.
واستطردت بفخر قائلة: تعرف أنت أحسن واحد فينا انك عمرك ما انجرفت بمشاعرك إلا في الحلال.
ارتفع حاجبيه باندهاش ثم ضيق عينيه بخبث قائلًا: أنتِ نسيتي يا بطة ولا ايه. ده أناهريتك بوس من قبل ارتباطنا رغم اني عمري ما عملت كده قبل كده بس أنتِ جننتي أمي.
وتابع وهو يلصقها بالجدار قائلًا بشغف: وكل مرة ببقى عايز أعاقبك بكده.
رفعت كتفيها بغرور قائلة: لو على الجنان كلنا مجانين يا زيدان إن كيدهن عظيم المشكلة في دقة القلب الاستسلام.
واستطردت تسأله بخبث قائلة: فكرت عمرك ليه كنت ببقى مستسلمة معاك؟
جذبها نحوه يهمس في أذنيها بعذوبة تزلزلها قائلًا: يعني كل ده استسلام مش خوف مني يا بنت الخضرى بقي بعد سبع سنين لسه بتفتكري تقولي استسلام يا سلام.
واستطرد وهو يقضم اذنيها بأسنانه قائلًا: طب قابلي بقي واستسلمي بعد ولادتك.
أخذت تتأوه من كلماته ليتعالى همسه قائلًا: فاكرة يا رينو المعمل ولا تيجي أفكرك فاكرة لما قصدت تشدي مني الأنبوب وأهو وقع ووقع معاه قلبي وكياني.
واستطرد وهو يملس بقدميه على ساقيها باغراء قائلًا: كنت خايف على رجلك أوي.
ارتجفت أكثر من كلماته وأخذ يتعالى صدرها تعلم جيداً أنها تضعف أمام سطوة عشقه لتبتلع ريقها بتوتر قائلة: وبعدين بقي احنا لسه قايلين يا زيزو الحاجات الحلوة دي بتجيب ولادة مبكرة.
واستطردت بمرح قائلة: ودي بنت لازم تتأخر شوية مينفعش تتولد قبل صبيان العيلة.
أخذ يداعب وجهها بنعومة قائلًا: بنت الجمال زيها زي أي بنت هتطلع قوية لينا مش شرط تربطيها على اسم ولد من اللي نعرفهم.
ثم قام بفرد شعرها يتحسسسه ويشتمه قائلًا: سيبيها تجرب وتختار وتحب واحنا في ضهرها.
وبصوت عاشق ردد قائلًا: خليها تقابل واحد وتجننه زي ما أمها جننتني من أول يوم دخلت فيه قصري محدش عارف النصيب بيبعتنا فين.
ثم تابع وهو يضع يده على صدرها في موضع قلبها قائلًا بتملك: قلوبنا مش ملكنا يا ريحانة.
قبلت ريحانة كفيه بحنان قائلة: وأنا معاك موافقة بكل حاجة تقولها ومقتنعة بيها يا أجمل وأروع نصيب دخل حياتي.
ثم مالت لتهمس في أذنه قائلة: ده لو كل واحدة تقابل نصيب زيك يبقي ربنا بيحبها.
تأوه هو الأخر من كلماتها يعلم جيدًا أنه يتبعثر في محرابها لتغدق عليه أكثر قائلة بعشق: سبع سنين واحنا مع بعض ومن قبلهم تلاتة نعرف بعض بس حساهم ثواني مش عمر طويل نفسي يطول العمر معاك.
لترتفع يدها تبعثر شعره قائلة بشغف: ونشيب سوا.
تنهد زيدان فهو دائما ينظر إلى عقدة المشيب فهو يشيب قبلها ولكنها دائماً تشعره أن الشباب شباب القلب والده ظهرت عليه معالم الشيخوخه مبكرًا لأن امرأته كانت جاحدة. أما عنه يكفيه ريحانة الجنة أو القلوب يكفيه هي فقط حنانها واحترامها وعشقها كل شئ بها يجعله شاب بالعشرينات وليس خمسيني لا أعلم لما ينظر إلى هذه العقدة فيه فدائمًا أسمع إلى تلك الجملة تزوجيه أربعينيًا كلها كلمات أهمها الأفعال.
على الضفة الأخرى من العشق كانت توجد قصة عشق هادئة سعادة كاملة رغم بعض الصعوبات التي واجهتها منذ بادئ الأمر شخص تحمل والده الكثير عندما قام بالتنازل عنه لأخر إنه أكثر شئ كسر داخله ومن المؤكد أنه استمد القوة منذ عودته وهذا ما جعله يتدخل في حياة ابنته من بعيد ليحيها من جديد في بداية الأمر كان خوفاً وقلقاً منه لأن شخص مثل سامر اعتاد على حياة الترف كيف له أن ينهيها بيوم وليلة كان أكبر الظن والمتوقع منه العودة إليها وبالفعل كان سيتم العودة بسبب أفعال والدته الغير حميدة ولكنه ترك كل شئ يريحه عندما شاهد شقيقته في محنتها فتنازل هو الأخر عن كل ما يسعده وتنازل عن الشخص الذي قام بانقاذه من الغرق في تفاهات والديه في سبيل عدم ترك شقيقته وحيدة تواجه المخاطر خاصة بعد ما علم أنها كيف كانت تصارع من أجل العيش ببساطة ليحاول هو الأخر أن يصارع من أجلها ولكن وجد كلاهما الدرع الحامي لهم والشخص المناسب الذي أعاد كيان هذه العائلة من جديد.
لم تتثني الفرصه لسامر وسمر أن يحضرا الحفل لإقامتهم الحالية في الأرجنتين ولكن كعادة سامر لا تفوته فائتة فقام بالاتصال على شقيقته بالفيديو وأنتظر بعد عودتها من الحفل حتى تكون جلسة عائلية كأنه معها وبالفعل قام بالاتصال ليفتح المكالمة ريحان قائلًا بحماس
: I miss you uncle samr.
لتضربه ريحانة بخفة على يده قائلة: ريحان قلت ميت مرة متتكلمش انجلش اتكلم عربي خالك مش خواجه.
لتتعالى ضحكات زيدان من خلفها قائلًا: وايه يعني لما يرطم بالانجليزي هو ريحان ميشبهش وبعدين تلاقيه بيتمنظر بكام كلمة قدام البت سمر.
ثم قام بمداعبة أنفها قائلًا: الواد ده طالع خلبوص لجده.
ليبتسم سامر ويلوح بيده إليهم قائلًا: خد راحتك يا حبيب خالو وسيبك من ماما وحشتيني يا رينو ومبروك على المصنع الجديد.
و أضاف بفرحة عارمة: وحابب أقولك أن ماركة البيرفيوم مغرقة السوق.
كان يتحدث وسامر الصغير يحاول إغاظة ريحان بمنع سمر الصغيرة أن تحادثهم حيث رزقا كلا من سامر وسمر بسامر وسمر تؤام. نفخ ريحان وسأم من أفعال سامر ليخرج سامر لسانه ويغيظه قائلًا: مش هدخلها المكالمة إلا لما أنت تخرج.
لتتعالى ضحكات سمر والدته قائلة: ليه كده يا عدو الفرحة؟
ليستمع الجميع إلى صرخات سمر الصغيرة والتي توحي بالانتصار حيث صعدت إلى أعلى الأريكة مهللة وهي تنظر إليهم قائلة: أنا هنا أهو يا ريحان تعالى خدني من هنا.
ليرفع ريحان اصبعه بحزم قائلًا: لا كده غلط يا سمر .
لتنظر ريحانة إلى زيدان قائلة بسعادة: شفت ابنك طالع بيفهم ازاي؟
ليحتضنها زيدان ويقبلها من رأسها قائلًا: طبعاً ما هو تربيتك لازم يبقي راجل.
ليضرب سامر كفًا على كف قائلًا: لا كده كتير أقسم بالله أنا بتصل أبارك ليكم وأنتم في عالم تاني لا وابنكم بيعطي دروس في الأدب لأولادي.
ليتذمر سامر الصغير قائلًا: يعني اييه احنا نو أدب يا بابي؟
هزت والدته راسها بالسلب قائلة: معني كلام بابا ان ريحان عاقل عنكم واللي بتعملوه ده غلط فيا ريت نفهم ونعتذر.
لتزم سمر الصغيرة شفتيها قائلة: لا مليش دعوة أناعايزة أروح لريحان دلوقتي ونتجوز النهارده.
لتتعالى ضحكات الجميع و يزفر ريحان بحنق قائلًا: جواز ايه؟ أنا هتجوز واحدة معرفهاش.
لتتضايق ريحانة قائلة: هتتجوز أميرة.
ليقوم زيدان بقرصها في كتفيها قائلًا: ما قلنا ملناش دعوة شوفي تربيتك حلوة وكل حاجة بس بلاش نتدخل في حياتهم.
تنهدت ريحانة بتعب ليقلق سامر عليها قائلًا: أنتِ لسه بتفكري كتير يا ريحانة وبتشيلي هم لقدام متخافيش يا حبيبتي طول ما معاكي زيدان.
ليحيه زيدان بيده ويتفاجئ الجميع بسامر الصغير بعد ما أخذته والدته بعيدًا لتوضح له ضرورة الاعتذار من ريحان ليصدح بصوته قائلًا: أنا أسف يا ريحان.
تقبل ريحان اعتذاره لتعود الجلسة العائلية من جديد وسمر تنظر إلى ريحانة وإلى بطنها قائلة بحنان: متتصوريش مضايقه ازاي وأنا مش جمبك المرة دي بس مطمنة إن ماما ومها ونورا والكل جمبك.
ثم تمنت لها السلامه قائلة: ربنا يقومك بالسلامه يا حبيبتي.
لترد عليها ريحانة قائلة: يا رب عقبالك أنتِ كمان.
لتصرخ سمر الصغيرة قائلة: بابي مامي حامل؟
ليقطب جبينه وهو ينظر إلى سمر يستجوبها بعينيه لتبتسم له قائلة: لسه عارفة الصبح بس قلت هقول واحنا كلنا مع بعض.
وبالفعل تمت المباركات فيما بينهم وأنتهت المكالمة بالدعاء لبعضهم البعض .
صعدت ريحانة إلى الأعلى لكي تبدل ملابسها ولكن اختار زيدان أن يجلس مع ريحان ليؤثره بذراعيه ويتحدث بصوت منخفض حتى لا تسمع ريحانة يسأله قائلًا: ايه رأيك في ماما يا ريحان؟
قطب ريحان جبينه ليبتسم زيدان بخفة قائلًا: عارف إن السؤال غريب ومش أب اللي يسأله لابنه بس أنا مش عايزك تحس اني بابا اعتبرني صاحبك.
واستطرد بحنان قائلًا: أنت كريحان وعندك ماما زي ريحانة مبسوط؟
أخرج ريحان من جيبه ورقة مطبوعة هي رسمة لريحانة وقبلها وزيدان في حالة استغراب شديد على هذا الصغير الذي يتعامل معه على أنه كبير ليتحدث ريحان بثقة قائلًا: أصل أنا بحبها أوي يا بابا يمكن أكتر منك وبليز متزعلش مني أنا اللي رسمتها وطبعتها كمان ماما دي ست عظيمة.
واستطرد وهو يربت على يد والده قائلًا: ويا بختك بيها.
شرد زيدان في لهفة ريحانة على إنجاب هذا الصبي ليعلم أنها كانت تنوي أن تربي رجلًا ينفعه أكثر من أن ينفعها ليتذكر ما حل به من شكران ويسأله قائلًا: طب لو كبرت مثلًا وبقى عمرك عشرين تلاتين سنه واكتشفت ان ريحانة دي مش أمك.
أنتبهت حواس ريحان له ليكمل زيدان حديثه قائلًا: وإن أمك واحدة تانية وبرضه كويسة زي ريحانة هتختار مين؟
اندهش ريحان من السؤال ولكنه رد بكل حزم قائلًا: لا طبعًا ولا يمكن أتخيل إن يكون عندي أم غيرها ماما دي مش أمي لوحدي أنا بحسها بتحب كل الأطفال.
وتابع وهو يبتسم قائلًا: لدرجة اني بحسهم اخواتي.
اتبع كلماته وهو يطوي الصورة المطبوعة ويضعها في جيب سترته بجوار قلبه ليشعر زيدان بالقوة في نظراته وغيرته على والدته.
صعد زيدان إليها ليجدها تقف شاردة أمام مرآة الزينة ولا يعلم سبب شرودها ليتنحنح وهو يضمها من الخلف يلصقها بصدره لتخرج من شرودها وتهتف بسعادة قائلة: طبعًا أنت مستغرب ازاي ولد في سن ريحان مش تافه وسطحي زي بقية الأولاد بس متستغربش لأن أنا قلتلك زمان.
لتضع يدها على يده تتمسك بيها بقوة قائلة: إن ده اللي أنا عايزاه عايزاه أخ ليك أكتر من انه يكون ابنك.
ابتسم زيدان وهو ينظر إلى انعكاس صورتها في المرآة يهمس بجوار أذنها قائلًا: فعلًا يا ريحانة أنتِ عملتي اللي نفسك فيه وزيادة بصراحة مش بحس اني كبير أوي قدامه بالعكس ده أنا ممكن أتعلم منه.
ليملس على وجنتها بحنان قائلًا: زي ما قلت زمان هتربى معاه مش هربيه.
أدارها إليه وهو ينظر إليها بعشق جارف قائلًا : بحبك أوي يا ريحانة. طبعًا أنا قلتها كتير بس هفضل أقولها لغاية ما أموت، وهفضل أحمد ربنا إنه وقعك في طريقي.
واستطرد بابتسامته العذبة قائلًا: وكل ما بحمد ربنا بيزيدني من فضله.
ابتسمت إليه بسعادة قائلة: وأنا كمان يا زيدان بحبك جدًا عشقك اتغلغل في روحي ووصل للنخاع بقيت بتنفسك أدمنت حبك.
ثم مالت برأسها على صدره قائلة برقة: أنت اللي عطيت لحياتي معنى.
تأثر بكلامها الذي زلزل جدران قلبه أما عنها فكانت في حالة غير متزنة تأن من الداخل ولا تعلم كيف توضح له ما تمر به ولكنها هتفت بصوت ضعيف ومتعب قائلة: زيدان ممكن تشليني أنا تعبانة أوي الظاهر إن بنتك هتعملها معايا زي ما عملها ريحان من سبع سنين زيدان.
ثم تعالت صرخاتها قائلة: اااه أنابولد الحقني.
قطب زيدان جبينه للحظة قبل أن تسقط بين ذراعيه ليمد يده سريعًا ويحملها ويهبط الدرج ويأمر ريحان بفتح باب السيارة متجهًا إلى المشفى بسرعة جنونية وبالفعل وصلا إلى المشفى وتمت الولادة أسرع من ولادة ريحان الذي كان بمفرده معه لحظة الولادة وكان دائمًا ينظر إليه على أنه شقيقه وليس ابنه شقيقه الذي يقوم بتهدئته حيث قام بالدعاء لها عن طريق ترتيل آيات الذكر الحكيم الذي حفظها من والدته لدرجة أنه كان يحث زيدان على قراءة هذه الآيات والصلاة على رسول الله حتى تسهل ولادتها
خرجت ريحانة من الغرفة وبعد إفاقتها نظرت إليه بحرج على أنها دائمًا تفاجئه بولادتها ليبتسم إليها بمرح قائلًا: والله مش عارف هو أنتِ اللي ولادتك كده ولا علشان العيال دول ولادي.
ثم اقترب منها يحتضنها بحب قائلًا: عمومًا يا رورو أنا تحت أمرك وأمر اولادك وخصوصًا
: زينب زيدان الجمال (زوزو) وخلي بالك من زوزو زوزو زوزو النوسو كونوسو.
: يلا احنا منتظرين حسين فهمي الراجل الغامض بسلامته.
ضحكت ريحانة بخفة قائلة: تاااني ما كفايه غموض بقا يا عم الغامض أنت.
وقد حدث ما تمناه الاثنين يوماً وهو حياة زوجية سعيدة لا يشوبها غيبيات ولا قلق ولا فراق فشغفه بها منذ اللحظه الأولي ووجودها مع غيره دفعه إلى الجنون. دفعه إلى إهمال علاقته بالأخرى ليسيطر القدر ويلعب لعبته التي فتحت له كل الأبواب المغلقة والغير متوقعة أن تفتح له يوماً عشقها منذ البداية ولكن كان عشقًا ناقصًا يريد الاكتمال وبالفعل تم الاكتمال له عندما رضخت لعشقه المستبد الطاغي وازداد العشق بينهما وتصاعد لدرجة أن الجميع تعلموه منهم وكانت ثمرة هذا العشق ليست في الأولاد فقط بل اصراره على تقدمها ونجاحها لأنه اعتبر نجاحها هو نجاحه.
تمت بحمدلله