رواية اشواك الورد الفصل الثامن 8 بقلم قوت القلوب

رواية اشواك الورد الفصل الثامن 8 بقلم قوت القلوب

رواية اشواك الورد الفصل الثامن 8 هى رواية من كتابة قوت القلوب رواية اشواك الورد الفصل الثامن 8 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية وردة القاسم اشواك الورد الفصل الثامن 8 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية اشواك الورد الفصل الثامن 8

رواية اشواك الورد بقلم قوت القلوب

رواية اشواك الورد الفصل الثامن 8

  •• سأعود يوماً ••
كاد اليوم أن ينقضى ولم يتحرك "عبد المقصود" بعيداً عن غاليته وكيف ذلك وهى سبب حياته وفرحته ، تلك الفرحه التى أهدرت غدراً ...
بعد أن إطمئن على حال "ورد" لهذا اليوم متجاهلاً ألم رأسه الذى إشتد به منذ الصباح وقف أمام إحدى الصيدليات بطريق عودته ليبتاع بعض الأقراص المسكنه للآلام فيبدو أن ضغط الدم لديه غير مستقر وبالتأكيد سبب ذلك لا يتعدى قلقه على غاليته فإحساسه بالذنب يكاد يقتله فهو متيقن أن ما حل بـ"ورد" نتيجه إختياره هو الخاطئ ...
تناول أحد الأقراص المسكنه على الفور أثناء إتخاذ طريقه نحو المنزل ...
ظل يفكر فى حال إبنته وما وصلت إليه ، خاصه بعد طلاقها بيوم واحد من "حسام" ليحدث نفسه بحيره ....
ابو محمد: اكيد أنا ما إتسرعتش فى طلاقها ... مكنش ينفع أخليها تكمل مع إنسان همجى بالشكل ده ... بس هى برضه إتظلمت معايا فى موضوع طلاقها ده غير كلام الناس عليها .... أستغفر الله العظيم ... دبرنى يا رحيم ...
مر الوقت سريعا دون أن يشعر "عبد المقصود" بذلك لثقل همومه وكثره تفكيره فى مستقبل إبنته الذى اصبح ضبابى بالنسبه له فكيف ستتعامل مع الناس فهم ألسنتهم لا ترحم ...
إقترب موعد صلاة الفجر فبدلاً من أن يتوجه إلى البيت قرر الذهاب للمسجد لتستكين روحه قليلا ويصلى ويصفى ذهنه بذكر الله كما إعتاد دوماً ....
____________________________________
فى المسجد ....
بصفاء نفس شديد جلس " عبد المقصود" بهذا المكان الوحيد الذى يطهر قلبه من كل شوائبه وهمومه ، ليت تلك الراحه تعم حياته بأكملها ...
زفر بقوة وذهن شارد بتلك المسكينه التى أصبحت ملقاه بالمستشفى بين ليله وضحاها ، لم يجد سوى الإستغفار سبيلا ليتمتم به بسكون منتظراً حلول وقت صلاة الفجر ...
لم ينتبه "عبد المقصود" لصوت "يوسف" من خلفه وهو يلقى عليه التحيه بصوت شجى ...
جلس "يوسف" إلى جوار "عبد المقصود" وهو يعيد على مسامعه بصوت أعلى لينتبه له "عبد المقصود" ...
يوسف: السلام عليكم ... إزيك يا أبو محمد ...؟؟
ابو محمد: يوسف!!! ... وعليكم السلام ورحمه الله .. معلش يا إبنى مأخدتش بالى ...
إبتسم "يوسف" إبتسامه خفيفه تجاه "عبد المقصود" وهو يردف بود بالغ فهذا الرجل يقف مقام والده محبه وإحتراماً ...
يوسف: ولا يهمك .. مالك يا أبو "محمد" شكلك متضايق !!!! ... أنا قلقت عليك بقالك يومين مجتش المسجد ودى مش عادتك بصراحه ... خير إن شاء الله ...؟؟
نكس "عبد المقصود" عيناه بأسى وهو يردف بنبره منكسره للغايه ...
ابو محمد: الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه ...
كلماته لم تكن مطمئنه بالمرة ليعتدل "يوسف" بمقابله "عبد المقصود" متسائلاً بقلق وإهتمام شديد ...
يوسف : مكروه ....!! خير يا أبو "محمد"... طمنى إنت بخير ....؟!!
أجابه "عبد المقصود" بغموض أكبر لم يستطع به "يوسف" فهم أى شئ ...
ابو محمد: أنا كويس الحمد لله بس بنتى ...!!!!!!!  ... الحمد لله على كل حال ..
ضغط "يوسف" على عيناه قليلاً محاولاً فهم عما يتحدث "عبد المقصود" ليردف مستفهماً ...
يوسف: بنتك مين ....؟؟ العروسه ....؟؟!!
بإبتسامه ساخرة جانبيه أجاب "عبد المقصود" بحزن عميق ...
أبو محمد : أيوه العروسه ....!! قال عروسه قال !!!! .. إتطلقت خلاص ...!!!
إتسعت عينا "يوسف" بصدمه شديده فهى لم يمر على زواجها يومان فقط ، كيف تطلقت ... ؟! كيف حدث ذلك ... ولماذا ...؟!!!
يوسف : إتطلقت .....!!!!! معقول ده .... ؟!!  دى فرحها كان من يومين ...؟؟
لم يشأ " عبد المقصود" أن يزيدها ألماً على نفسه بإسترجاع تفاصيل ما حدث ليجيب بغموض أكبر ...
ابو محمد: مش عارف يا إبنى ... هو قدرها كده .... الأمر لله من قبل ومن بعد ...
دارت أسئله عديدة برأس "يوسف" حول سبب طلاقها بعد زفافها مباشرةً وقبل أن يتفوه بكلمه سُمع المنادى ينادى بإقامه الصلاه ...
فنحى أفكاره جانباً وإعتدل بالصف الى جوار "عبد المقصود"  ليصلى الفجر ...
إلتزم بعدها "عبد المقصود" بالصمت التام فقد شعر بالإنهاك الشديد ليتجه بعد الصلاة مباشرة إلى المنزل فلا طاقه له بالحديث الآن ، خاصه وقد إشتد به ألم رأسه وتملك الصداع منه بشده وشعر برغبه قويه بالراحه والنوم فإستاذن من "يوسف" تاركاً إياه بعد خروجه من المسجد مباشرة ...
____________________________________
يوسف....
إتخذ طريق عودته بشرود تام متفكراً بحال هذا الرجل الطيب متألماً لرؤيته بهذا الحزن والإنكسار تأثراً بطلاق إبنته ليتسائل بغرابه عن سبب ذلك ...
يوسف: بنت زى دى يا ترى تتطلق ليه بعد فرحها على طول كده ؟!!   ... معقول !!!  ... يا ترى المشكله فيها ولا فى جوزها ؟!!    ... دول حتى مكملوش أسبوع !!! ... بس أبو "محمد" ونعم الناس والأخلاق معقول تبقى بنته ...؟؟؟!! 
نهر "يوسف" نفسه بشده على تفكيره بسوء بإبنه هذا الرجل الطيب ليحرك رأسه رافضاً موبخاً نفسه على ظنه السئ ...
يوسف : أستغفر الله العظيم ... إيه إللى أنا بقوله ده ؟!!!!!!!!!!  ... أنا برضه أظن فى الناس كده ؟؟!!!!   ..أنا بس الراجل الطيب ده صعبان عليا أوى انه يتكسر بالشكل ده ...
وصل "يوسف" بتلك اللحظه إلى البيت الذى يقطن به ليصعد درجات السلم ومازال ذهنه شارداً بـ"عبد المقصود" وطلاق إبنته حين فوجئ بصوت أحد الأبواب يُفتح فجأه إلى جواره وهو يعبر تلك الردهه المتوسطه لدرجات السلم ...
صوت صرير الباب المفاجئ إلى جواره جعله ينتفض فزعاً قليلاً فسكون البيت بهذا الوقت يضخم من الأصوات من حوله ...
يوسف: بسم الله ....!!!!
توقف "يوسف" عن حركته للحظه وهو يرفع ببصره تجاه باب الشقه الذى فُتح للتو ناظراً لتلك الفتاه المطله بملامحها الهادئه تردف بصوتها الرخيم المميز ...
علا : يوسف ....!!! أنا أسفه والله خضيتك مكنش قصدى ....
" (علا)فتاه خمريه جذابه متوسطه الطول هادئه الملامح لها أسلوب لبق للغايه بالحديث  ، يعمل والدها محاسباً بإحدى الدول العربيه منذ فتره طويله ووالدتها ناظره المدرسه الإعداديه بالمنطقه ، تعشق "يوسف" منذ زمن طويل لكنها لم تُصرح له بذلك فخجلها يمنعها دوماً لكنها تنتظر فرصه حتى ينتبه لوجودها ليشعر بها وبعشقها المتيم له .. "
أجابها "يوسف" بعدما نكس عيناه أرضاً بتأدب بالغ ...
يوسف: لا أبداً  .. أنا إللى كنت سرحان ...
تمنت لو أن يرفع وجهه نحوها وتلاقيه بتلك النظرات العاشقه المتلهفه نحوه لكنه دوماً بعيد عنها ، يعاملها بتحفظ شديد وتأدب مبالغ فيه ...
تسائلت "علا" بإهتمام شديد .. 
علا : خير فيه حاجه ؟؟
يوسف: لا أبداً ...
لن تترك تلك المقابله تمر كغيرها ، يجب أن تستطرد بالحديث معه ، كم تعشق وجوده الذى لا يشعر بوجودها لتهتف بنبره ودوده للغايه لو أنه فقط يرفع بصره نحوها ليدرك وله عشقها المتيم بعيونها المسلطه نحوه ..
علا : معلش فتحت الباب مره واحده أصلنا رايحين نجيب بابا من المطار ...
يوسف: بجد .. حمد الله على سلامته ... بعد إذنك ...
أنهى بسرعه كعادته هذا اللقاء القصير لتزم "علا" فمها بقوة وتحسر على ضياع فرصه جديده لها معه ، بينما صعد "يوسف" درجات السلم إلى شقتهم بالأعلى وسط متابعه "علا" له بعينيها حتى غاب عن نظرها تماماً ...
سمعت صوت والدتها من خلفها قائله بإستراب ..
ام علا : بتتكلمى مع مين يا علا ...؟؟؟
إنتبهت "علا" لوالدتها من خلفها لتستدير على الفور وهى تغلق باب الشقه من خلفها ...
علا : ده  ...ااا ... ده "يوسف" جارنا يا ماما ... تقريبا كان راجع من الصلاه...
ام علا : الشاب ده ما شاء الله عليه أدب وأخلاق والله هو وأخته ...
بتذمر شديد وقفت "علا" تتعجب بضيق بالغ ...
علا: أنا مش فاهمه .....  يعنى إحنا جيران بقالنا سنين أهو ....  ليه مش بنزورهم ويزورونا ونود بعض كده ...؟؟
ام لمياء: يا بنتى هم مقتصرين أوى خصوصاً بعد وفاه أبو "يوسف" ووالدته تعبانه طول الوقت برجليها .. وأنا زى ما إنتى شايفه الحِمل عليا كبير من ساعه سفر أبوكى ده غير الشغل فى المدرسه ومفيش وقت لا للروحه ولا الجايه ... بس هم ونعم الناس بصراحه ...
ضيقت "علا" حاجبيها بترجى ...
علا : طيب ما نبقى نودهم ونزورهم كده ...!!
ام علا : إن شاء الله ... يلا نادى أخوكى عشان نلحق نروح نجيب باباكى من المطار معاد الطياره قرب ....
____________________________________
المستشفى ....
إستقبلت "سماح" يومها بالمستشفى بالمرور بـ"ورد" مريضتها وصديقتها الجديده أولاً والتى ما أن وجدتها مستيقظه أقبلت نحوها ببسمه خفيفه فوق ثغرها ..
سماح: صباح الخير يا "ورد" ...
ورد: صباح الخير ...
تمعنت "سماح" أكثر بملامح "ورد" الهادئه نوعاً ما قائله ...
سماح: لا أنتى النهارده أحسن كتير ...
أمالت "ورد" رقبتها بصعوبه بالغه وهى تردف ساخرة من رؤيه "سماح" لها بالتحسن ...
ورد : تفتكرى ...؟!!!
سحبت "سماح" المقعد إلى جانب "ورد" وهى تلومها بلطف لتحثها على تقبل الأمر بصورة أكثر تفاؤلاً ....
سماح: وبعدين يا "ورد" ... مش لازم تبقى متشائمه كده !!! ... بقى فيه واحده زى القمر كده تبقى زعلانه أوى للدرجه دى  .....؟؟
بإيمان شديد وثقه بأرزاق الله المقسمه على عباده ...
ورد: كل واحد فى الدنيا له نصيب زى التانى بالظبط ويمكن كان نصيبى فى شكل بيعجب الناس ... بس حظى ......!!!
سماح: يا "ورد" مفيش حاجه بتيجى بالساهل كده حتى الورد الجميل إللى زيك كده بيبقى حواليه شوك .. لازم متخليش الشوك ده هو كل حياتك بالعكس حوليه لحاجه إيجابية تدفعك للأحسن ....
لم تكن مطلقاً من تلك الشخصيات السلبيه التى تلقى باللوم على كل ما يحيط بها ، لم تكن متشائمه أو كئيبه قط لكن ما أصابها بالفعل أثر عليها بصورة مخيفه ...
ورد: أنا بحاول والله بس مش عارفه أنسى ... ده أنا كل ما أغمض عينى بشوف "حسام" قدامى .... مش عارفه أنام ...
سماح: دى فترة مؤقته بس ومع الوقت حتنسى وتحبى وتتحبى وحياتك حتتغير ....
عقبت "ورد" بلا إهتمام برأى "سماح" العجيب وربما تحثها على ذلك دون درايه بالفعل بما تشعر به ، فالمصاب مصابها هى فقط ، هى من تألمت وتحطمت وليس غيرها ...
ورد: إللى أنتى بتقوليه ده صعب أوى .. يمكن كمان مستحيل ...
بفطنتها أدركت "سماح" مقصد "ورد" لتستكمل دفعها للأمام وتجاوز تلك المحنه ...
سماح: ليه مستحيل ....؟؟ هم يعنى إللى مروا بتجربه وحشه كانت هى بس إللى فى حياتهم ... ياما ناس عدوا بتجارب سيئه وقوتهم للأحسن ...
ورد: ده كلام ... مش على أرض الواقع ...
بذكاء شديد ألقت "سماح" تساؤل مفاجئ تاركه "ورد" تتمعن به ..
سماح: طيب لو أنتى شايفه إن كل الناس زى "حسام" ... أمال باباكى ده إيه ...؟؟
ورد: بابا ده مفيش منه فى الدنيا أبداً ... ولا فيه حنيته ولا طيبته وخوفه عليا ....
سماح: هو كده بالضبط زى ما الدنيا فيها "حسام" فيها باباكى ... مش كل الناس زى بعض ....
تركت "سماح" "ورد" تتمعن بحديثها لبعض الوقت فربما رغم عدم إقتناعها إلا أنها تعطيها الفرصه لرؤيه نظرة بعيده عن وضعها الحالى ...
لكن "ورد" ظنت أنها ستظل حبيسه تلك التجربه الفاشله طوال حياتها لكن عليها أن تدرك أن الدنيا بها "حسام" وبها أيضاً والدها هى لا تنكر ذلك ...
____________________________________
فلتسقط الراحه أرضاً و ينحى الجميع جانباً فليس هناك أهم من وردتى اليانعه التى تحتاج إهتمامى ورعايتى ...
فور إستيقاظه بعد أن غفا بإنهاك شديد إتجه "عبد المقصود" إلى المستشفى مباشرة غير مبالى بغير غاليته ...
طرق الباب بخفه وهو يطل بوجهه المتعب وإبتسامته المحبه العطوفه ...
ابو محمد: صباح الخير على أحلى ورده ....
ببسمه رقيقه فوق ثغرها المجروح أردفت "ورد" بنبرتها الحنونه الناعمه ...
ورد : بابا ... صباح الخير ...
بتفاؤل شديد دنا "عبد المقصود" من إبنته معقباً  ...
ابو محمد: لا ... ده إحنا بقينا بنبتسم كمان أهو ...
ورد: ربنا يخليك ليا يا بابا ....
ابو محمد: أنا شايف إن أنتى بقيتى بتتحسنى أهو الحمد لله ...
بإمتنان بالغ أومأت "ورد" وهى تثنى على مجهود "سماح" معها ...
ورد: والله يابابا "سماح" دى إنسانه كويسه أوى ...  وبجد برتاح أوى لما بتكلم معاها .. بس أنا زهقت أوى من النوم على السرير كده ....
ابو محمد: معلش هم بس كمان عشر أيام ونخرج من المستشفى على بيتك ...
تهدجت أنفاسها للحظات وهى تتسائل بتخوف واضح ...
ورد: بيتى ... !!! إللى هو إيه يعنى ..؟؟
ملامحه المطمئنه أكسبتها راحه فوريه حين تلفظ بعبارته موضحاً ...
ابو محمد: بيتك ... بيتنا يا "ورد" ...
ورد : أيوه .. أنا إفتكرت إن لسه "حسام" .... يعنى .. اااا .. !!
ابو محمد: لا متخافيش أنا كمان حقول لـ أم "حسام" متخليهوش ييجى البيت نهائى وأنتى هناك ...
ورد: حبيبى يا بابا ... مش عارفه من غيرك كنت حعيش إزاى ....
ابو محمد: ربنا يفرح قلبك يا بنتى ...
شعر "عبد المقصود"  بدوار مفاجئ و إستند إلى طرف السرير المعدنى لتفجع "ورد" برؤيه والدها بهذا الحال هاتفه بتخوف وفزع ....
ورد: بابا !!! .... مالك يا بابا ...؟؟؟
ابو محمد: مفيش يا بنتى ... حرتاح أهو ...
تلمس "عبد المقصود" المقعد بيده ليرتمى فوقه بتألم ظاهر على ملامحه الممتعضه محاولاً إخفاء تألمه عن صغيرته لكن رغماً عنه كان بادياً بوضوح إعيائه الشديد على تقاسيم وجهه الشاحب ...
أمسك بكوب الماء الموضوع فوق المنضده ليرتشف منه قبل أن يسند رأسه للجنب قليلاً متلمساً بعض الراحه ....
رؤيه هذا السند القوى يتراخى أمام أعينها جعلها تشعر بالخوف الشديد لتهتف بقلق عميق ...
ورد : بابا إنت تعبان ؟؟!!   ... فيه إيه ؟!!!   .. إيه إللى حصل ....؟؟
ابو محمد: أبداً يا بنتى متقلقيش ده بس من تعب اليومين إللى فاتوا الضغط عالى شويه ...
قلبت "ورد" شفتيها بحزن طفولى وهى تعده بأنها ستتحسن فقط حتى لا يشعر بالتعب ...
ورد: طب خلاص متزعلش نفسك أنا حبقى كويسه ومتشيلش همى خالص بس أنت متتعبش ....
ابو محمد: ربنا يراضيكى يا بنتى أنا ميهمنيش فى الدنيا غير سعادتك أنتى وأخوكى ....
مر وقت الزيارة كاملاً ثم خرج "عبد المقصود" من المستشفى وهو ينظر لتلك الورقه المطويه التى كان يحملها بجيبه ، تلك الورقه التى قد أعطاها له الطبيب والمسجل بها أسماء التحاليل المطلوبه والتى لم يتسنى له أن يقوم بها لإنشغاله بـ"ورد" ....
ابو محمد: مبدهاش بقى أروح أعمل التحاليل والأشعة دى وأبقى أوريهم للدكتور لما تطلع النتيجه وأشوف سبب الصداع والدوخه دول إيه ....؟؟
إتجه "عبد المقصود" لقسم التحاليل للقيام بهذا الفحص وإجراء التحاليل والأشعة التى طلبت منه لينتظر نتيجتها بعد يومين ....
____________________________________
شركه الاقصى ...
أمسك "شريف" بورقه يتمعن بها قليلاً ثم تسائل مستفهماً من صديقه المنكب فوق مكتبه يدقق بأحد العقود الموكله إليه ...
شريف: شفت الفاكس ده يا "يوسف" ...؟؟
يوسف: فاكس ..!! لا مشفتهوش خير ..؟؟
شريف: الشركه الإيطاليه باعته لنا عايزة المواصفات بالتفصيل ...
يوسف: كويس أوى ... يعنى هانت أهو ونمضى العقود ....
نهض "شريف" بخفه من فوق مقعده متقدماً نحو مكتب "يوسف" قائلاً بعمليه ...
شريف: أيوه يا "يوسف"  بس الموضوع ده بالطريقه القديمه حياخد وقت كبير .. معنى كده إننا لازم نحضَّر المواصفات ونراجعها عشان نمضى العقد ...
ضم "يوسف" ذقنه بإصبعيه متفكراً ثم أردف ...
يوسف : مضبوط ... والموضوع ده قدامه على الأقل إسبوعين ...
شريف : يعنى إحنا كده قدامنا حوالى أسبوعين نحضر العقود ونحدد معاد السفر على طول ...
يوسف: مش عارف !!!! ... موضوع السفر ده صعب أوى ...حسيب أمى وأختى لمين بس ...؟؟
بوجهه المازح أجابه "شريف" ببساطه فعليه ألا يعقد الأمور ...
شريف: متكبرهاش بقى ... ده إحنا مش حنكمل أسبوع .. متعملهاش مشكله ...
يوسف: طيب سيبها على الله دلوقتى خلينا نخلص بس إللى المفروض نعمله هنا ...
إعتدل "شريف" بوقفته وهو يغمز بإحدة عينيه قائلاً بغموض ...
شريف: طب إيه ...؟؟؟
تطلع به "يوسف" بعدم فهم لمقصده ...
يوسف: إيه ....؟؟؟ عايز إيه ....؟؟
شريف: مش حناكل ولا إيه ...؟؟
فور إدراكه لمقصد صديقه هتف "يوسف" بإندهاش ...
يوسف: يا ساتر يا رب .. إنت جُوعت ...
شريف: أووى ...
أغلق "يوسف" الملف الموضوع أمامه قائلاً بمزاح ...
يوسف: يلا يا أخويا .. أنا اخاف على نفسى لتاكلنى ...
عقب "شريف" بمزاح مماثل وهو يتطلع نحو "يوسف" بتقزز ...
شريف: مش للدرجه دى !!!  .. إنت مش النوع إللى بحبه ...
ضحكا الصديقين من ثم توجها إلى المطعم المجاور لتناول الطعام فى منتصف اليوم كعادتهم ... ليعودا بعد ذلك إلى مقر الشركه ليكملا عملهما حتى المساء ....
____________________________________
فى المساء ...
شقه يوسف ...
ألقى "يوسف" التحيه على والدته وأخته وهو يتمعن بهما حين وجدهم يتهامسون كمن يخططون لشئ ما ...
يوسف: مال شكلكم النهارده بيخطط لحاجه ...
دعاء : ولا بنخطط ولا غيره ... الرحله بس يوم الخميس وكنت برتب مع ماما حنعمل إيه ...
تذكر "يوسف" الرحله التى ستذهب بها "دعاء" برفقه أصدقائها قائلاً ...
يوسف: ااااه ...الرحله ... ماشى ماشى ...المهم فيه غدا النهارده ولا إيه ... ؟؟
دعاء: يا سلام ... إنت تؤمر ... أدخل بس غير هدومك كده عقبال ما أحضر لك الغدا ...
يوسف: ده إيه الرضى ده كله .. ماشى يا ستى ...
نظرت "دعاء" إلى والدتها كمن تطلب منها التدخل وإخبار "يوسف" عن مرادها الحقيقي ...
ام يوسف: لا هى بس مش عايزة تقولك إنها عايزة فلوس تجيب حاجات قبل الرحله ...
يوسف: اااه ... صح كده... خدى يا مستغله ... لما نشوف أخرتها ...
أخرج "يوسف" محفظته وأعطى "دعاء" بعض المال لتشترى ما يلزمها قبل الرحله فهو لن يتركها تحتاج لشئ مطلقاً دون أن يلبيه لها ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الثامن ،،،

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا