رواية وابقي بدون لقاء الفصل السادس 6 بقلم حور طه
رواية وابقي بدون لقاء الفصل السادس 6 هى رواية من كتابة حور طه رواية وابقي بدون لقاء الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية وابقي بدون لقاء الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية وابقي بدون لقاء الفصل السادس 6
رواية وابقي بدون لقاء الفصل السادس 6
بعد مرور أسبوعين، يدخل أسر إلى المنزل وهو يحمل شنطة بشرى، وابتسامة عريضة ترتسم على وجهه. يقترب منها بنظرة مليئة بالحب::"نورتي بيتك يا حبيبتي."
بشرى تقف في منتصف الغرفة، عيناها تتجول في أنحاء البيت وكأنها غابت عنه لسنوات طويلة. كل ركن يحمل ذكرى، وكل قطعة أثاث تستعيد فيها مشاعر كانت تعتقد أنها اندثرت::"البيت وحشني أوي... كأنه غاب عني زي ما أنا غبت عنه."
أسر يضع الشنطة جانبًا ويقترب منها بحنان، يأخذ يدها برفق ويقبلها، صوته يفيض بالشوق::"ما تسيبيش البيت ده تاني... ولا تسيبيني أنا كمان. أنا كنت همـ ـوت في غيابك."
بشرى تنظر إلى عينيه، وكأنها تقرأ مشاعره العميقة التي لا يقدر على التعبير عنها بالكلمات فقط. تبتسم ابتسامة حزينة، لكنها مليئة بالحب::"أنا ما كنتش عايزة أسيبك... بس كنت محتاجة أرتب أفكاري."
أسر، بصوت مبحوح يمزجه الصدق والشوق::"عارف، وكنت مستنيك برضه. البيت من غيرك كان فاضي... وأنا كنت فاضي."
بشرى تقترب منه أكثر، تتنهد وهي تتحدث::"الوقت ده خلاني أشوف حاجات ما كنتش شايفاها، فهمت أكتر قد إيه إحنا محتاجين بعض."
أسر بابتسامة ممتنة، وهو يمسك يديها بكلتا يديه::"وأنا كمان... عرفت إن مهما حصل، إنتِ حياتي، وبلاش أي حاجة أو أي حد يبعدنا تاني."
بشرى تهز رأسها موافقة، تشعر بالراحة أخيرًا::"مش هبعد تاني... بس عايزين نبني من أول وجديد. نتكلم، نفهم بعض، وما نسمحش لحد يدخل بينا."
أسر يقترب منها أكثر ويضمها إليه بحنان::"وعد... مش هسمح لأي حاجة تفرقنا تاني."
أسر احتضن بشرى بقوة، وكأنما يحاول أن يمحو كل ذكرى للغربة التي عاشاها. لكن في أعماقه، كان هناك شعور غير مريح؛ شيء غامض يحوم حولهما.
بشرى، وهي تتأمل تفاصيل وجهه، لمست في عينيه شيئًا غير مألوف. كان هناك شغف، لكن أيضًا ظلال من الحزن والقلق.:: "إيه اللي مضايقك يا أسر؟" سألت بلطف، محاولتها لاستخراج ما في قلبه.
أسر تردد للحظة، عينيه تتجول في أركان الغرفة وكأنه يبحث عن كلمات.::"أنا بس... حاسس إن في حاجة مش واضحة بينا، حاجة أكبر مننا." صوته كان مفعمًا بالتوتر، كأن هناك شيئًا يجلس بينهما غير معلن.
بشرى، تتجمد في مكانها، وقد انفتح أمامها باب جديد من الغموض: "أسر، تقصد إيه؟ احكيلي، إحنا مع بعض."
أسر، بينما ينظر في عينيها، تلاشت الابتسامة من وجهه.::"ماما، مش راضية تتقبل علاقتنا. حاسس إن في حاجه، ورا كل الكلام اللي بتقوله، وكل تهـ ـديداتها. مش عايزها تفرقني، بس مش عارف أتحكم فيها."
بشرى، مشاعرها مختلطة بين الحب والخوف::"يعني إيه بالضبط؟ في حاجة تخليها تضغط علينا؟"
أسر، وكأن جملة أخيرة قيدت لسانه::"عارفة، أوقات بحس إن مش بس علاقتنا هي اللي مضغوطة. فيه حاجة في الكواليس، حاجة معقدة جدًا."
بشرى، وهي تحاول فهم ما يقصده::"أسر، مهما كانت الظروف، إحنا مع بعض. هنتغلب على أي حاجة." لكن داخليًا، كانت تشعر بشيء ما يتسلل إلى قلبها-شعور بالقلق.
أسر، وهو يمسك يدها بقبضة قوية::"اوعدك، مش هسيبك. لكن محتاجك تكوني جنبي في كل خطوة. أحيانًا الحب مش كفاية، ودي حاجة صعبة أوي."
بشرى، بعمق غير متوقع::"أسر، الحب هو الأساس، لكن لازم نبقى حذرين. أنا مش عايزة أي حد يخرب علينا، خاصة، مامتك."
أسر، ينظر إليها بعينين مليئتين بالتحذير::"خلي بالك،يا يشري... أوقات الحب الغامض ممكن يخفي أشياء. وممكن نحتاج نكون جاهزين لأي حاجة."
بشرى، تشعر بالقلق يتصاعد بداخلها، لكن عزمها على الوقوف بجانبه كان أقوى::"هنكون جاهزين، مهما كان. لكن أولاً، لازم نعيد بناء الثقة."
أسر، بصوت منخفض لكنه حازم::"صح، لكن خليكِ حذرة. وفيه أحاجات بتقول إن ماما مش هتخلي علاقتنا تستمر بسلام."
بينما كانت بشري وأسر غارقان في حديثهما، دلفت عفاف إلى الغرفة ببطء، تجلس بفخر و كأنها ملكة قد دخلت قصرها. نظرت إلى بشري بنظرة قرف، وقد كانت على وجهها ابتسامة تحمل الكثير من الغموض::"حمد الله على السلامة، يا هانم."
بشرى شعرت بتوتر في الأجواء، لكنها حاولت الحفاظ على ابتسامتها: "شكرًا،يا ماما يا،عفاف.
عفاف، بصوت هادئ، لكن مشحون بالدلال: "شوفي، يا يشري. أنا عارفة إن جرحك صعب. بس يمكن يكون عندك فرصة تبني نفسك من جديد هنا."
أسر شعر بالتوتر بينهما، وقلقه يتزايد: "ماما، كفاية! انا وبشرى هنتجاوز باذن الله كل حاجه."
بشرى، تشعر بالتوتر في كلماتها::"أنا عايزة أبني أسرة،و مش هسمح لأي حد يبعدني عن أسر."
عفاف، وهي ترفع حاجبها في استهزاء::"يا حبيبيتي، الأسرة مش بس عبارة عن حب. فيه التزامات ومسؤوليات، وفيه طبعًا تجارب صعبة. وكل واحدة فينا لازم تكون قوية."
بشرى، تشعر بالتحدي في نبرة عفاف::"أنا قوية، وعايزة أكون قوية مع أسر. مش عايزة أي حد يخرب علينا."
عفاف، تمضي في كيدها::"مش هقولك إن الحياة مش سهلة، وفيه ناس بتظهر بشكل حلو، بس في قلبها أشياء مظلمة. أوقات الحب مش كفاية، لازم يكون في تفاهم وتضحية."
بشرى، تضع يدها على قلبها، وكأن كلمات عفاف تخترقها::أنا عارفة إن فيه تحديات، لكني مؤمنة إن الحب ممكن يتجاوز كل ده..
عفاف، تبتسم بشكل غامض::وأنا كمان مؤمنة، بس خليكِ واعية. أحيانًا، الوجه الجميل يخفي خلفه أشياء مظلمة. لو كنت مكانك، كنت هكون حذرة."
بشرى تشعر بأنها محاصرة بين كلمات عفاف وأفكارها، لكن عزمها على الوقوف بجانب أسر يزداد: "إنتي بتتكلمي وكأن الحياة صعبة لدرجة ما ينفعش نتجاوزها. لكن أنا مش هسمح لأي حد يقطع العلاقة بيني وبين أسر."
عفاف، تبتسم ببرود: "أنا مش بحاول أقطع، بس بحاول أفتح عيونك. لأن الأوقات الصعبة ممكن تكشف أشياء ما كناش متوقعينها."
في الخارج، بعيدًا عن بشرى، يأخذ أسر والدته عفاف إلى جانب. يظهر على وجهه انفعال واضح.
أسر بانفعال:: خلاص، بقى! كفاية! ليه دايمًا بتحاولي توتري علاقتنا؟ أنا وبشري عايزين نعيش حياتنا بدون تدخلاتك!
عفاف،مستغربة:: أنا مش بتدخل، بس بحاول أقول لك إيه الصح! بشري مش هي الست اللي هتسعدك وتكمل معاها حياتك.
أسر بغضب مكتوم::إيه الصح اللي بتتكلمي عنه؟! كل مرة بتدخلي فيها، بتحرقي كل حاجة!
عفاف بتعجب:: مش قادرة أفهم، هي عاملة لك إيه سحر؟ مش قادر تشوف غيرها؟
أسر بصوت متماسك، لكنه مليء بالاستياء:: يا ماما، ارجوكي افهمي، انا بحب بشري. واللي بتعمليه ده مش هيخسرني بشري، هيخليك انت تخسريني!
عفاف باندهاش:: معقولة، يا اسر، هتسيب أمك علشان دي؟ صدقني، يا ابني، طول ما أنت معاها، هتفضل طول حياتك تتعذب!
أسر بتصميم وقوة:: أنا ليّا مشاعري وأفكاري، وأعرف أحدد أنا عايز إيه. مش عايز من الدنيا دي غير بشري. مش لازم تفرضي أفكارك عليا. سيبيني أعيش حياتي زي ما أنا عايز، مش زي ما أنت عايزة!
عفاف بصرخة، محاولة للتأكيد على موقفها:: بس أنا عايزة الأفضل ليك!
أسر يبتسم بمرارة، وعيناه مليئتان بالإصرار:: الأفضل هو إنك تسيبي بشرى في حالها!
يقول كلمته الأخيرة بوضوح ويعود إلى شقته، بينما تشعر عفاف بالخسارة والخيبة، فتبدأ في النزول إلى شقتها، وكأن كل كلمة قالتها كانت في مهب الريح..
*************************
«في منزل سامر »
*****************
وسط الضباب، وجدت رحمة نفسها في مكان غريب. كان هناك نور خافت يضيء المكان، ويبدو كأنّه يتخلل عبر ظلال كثيفة. فجأة، ظهرت أمامها فتاة شابه، لكن ملامح وجهها كانت غير واضحة. كان لديها شعر طويل ينسدل حول وجهها، وعينيها تلمعان كنجوم بعيدة.
صرخت الفتاة برقة، ::"رحمة، أحتاج مساعدتك!" لكن صوتها كان كهمسات تأتي من بعيد، وقلوبهم كانت تتراقص بخوف.
رحمة، مترددة، قالت، ::"من أنتِ؟ ليه، تحتاجينني؟"
لكن الفتاة لم ترد، فقط استدارت وبدأت تمشي بعيدًا، تاركةً وراءها خيطًا من الضوء اللامع. اتبعتها رحمة بخطوات سريعة، ولكن كلما اقتربت، تباعدت المسافة أكثر. كان هناك شعور غريب بالحنين والارتباك يملأ قلبها.
في لحظة، توقفت الفتاة وأدارت رأسها نحو رحمة، ولكن كانت عيناها مغطاة بظل. همست، ::"أنا في خطر، ومفتاح إنقاذي في يديك."؟
تستيقظ رحمة فجأة، وجسدها يرتعش وعرق بارد ينساب على جبينها. تنظر حولها في الظلام، قلبها ينبض بقوة، وكأن صدى تلك الكلمات الغامضة ما زال يتردد في الغرفة. تجلس على طرف السرير، تلتقط أنفاسها بصعوبة، بينما سامر يجلس بجانبها ويحاول تهدئتها.يضع يده على كتفها بلطف:: "مالك يا حبيبتي؟ نفس الحلم تاني؟ اشربي شوية ماء."
رحمة تتناول الكوب بيد مرتعشة وتبلع بعض الماء بصعوبة.بصوت خافت، مليء بالقلق:: "أيوة يا سامر... نفس الحلم. البنت... مين البنت دي؟ وأنا إزاي ممكن أساعدها؟"
يتنهد سامر بصبر، ويحاول أن يسيطر على هدوئه ليخفف من توترها.بهدوء طمأنينة:: "ما توتريش نفسك، إن شاء الله خير... نامي وحاولي ترتاحي."
تضع رحمة الكوب على الطاولة بجانب السرير، ثم تلتفت إليه بعينين مليئتين بالحيرة والعزيمة بإصرار:: "لا يا سامر... مش هرتاح غير لما أعرف مين البنت دي. هي محتاجاني، أكيد في حاجة مهمة لازم أعرفها."
يأخذ سامر نفسًا عميقًا، يدرك أن قلقها أكبر من مجرد حلم عابر، ثم ينظر إليها بعينين ملؤهما الحنان:: "طيب، انتي مش فاكرة أي حاجة عن ملامحها؟ أي تفاصيل صغيرة؟"
تنظر رحمة إلى الأسفل، محاولة استرجاع كل ما رأته في حلمها، لكن ملامح الفتاة تظل غامضة وغير واضحة.بإحباط:: "للأسف، كل مرة بشوفها... وشها مش بيكون واضح... كل حاجة بتبقى ضبابية."
سامر بلطف:: "ما تضغطيش على نفسك. أحيانًا الأحلام بتكون مجرد انعكاس لحاجات بنفكر فيها."
رحمة تتنهد وتشيح بنظرها بعيدًا، لكنها تشعر بعمق أن هناك شيئًا أكبر يتجاوز الأحلام العادية. يظل الصمت يلف الغرفة، لكن في داخلها، لا يزال النداء يتردد....
**********************
يتبع...