رواية اشواك الورد الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم قوت القلوب

رواية اشواك الورد الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم قوت القلوب

رواية اشواك الورد الفصل الثاني والعشرون 22 هى رواية من كتابة قوت القلوب رواية اشواك الورد الفصل الثاني والعشرون 22 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية وردة القاسم اشواك الورد الفصل الثاني والعشرون 22 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية اشواك الورد الفصل الثاني والعشرون 22

رواية اشواك الورد بقلم قوت القلوب

رواية اشواك الورد الفصل الثاني والعشرون 22

     •• إلى متى ... ؟!!! ••
عيناكِ بحر أغرقنى وشوقى إليكِ ينهينى ، إلى متى سأبحر ضد التيار وغور بحورك يجذبنى ، سأموت غرقاً لو لم يلحقنى طوق النجاة ويحمينى ...
لحظات غاب بها العقل والتفكير ليسيطر القلب الذى ترك عنانه لتلك الناعمه تعبث بكيانه بنظره رقيقه وخجل مكتسح ...
غابا عن واقعهما بلقاء تراقصت له دقات قلوبهم فرحاً حتى علا صوت أخته بفزع يناديه بإستغاثه ليفيقا من هيامهما بخطوات متسارعه يلبون النداء ...
خرج "يوسف" أولاً ليقابل "دعاء" التى قد أقدمت نحوهم لطلب مساعدتهم ليهتف بها بقلق ..
يوسف: إيه إللى حصل ....؟
بإضطراب وتخوف أشارت "دعاء" تجاه المرحاض وهى تعود بخطواتها إليه قائله ..
دعاء: إلحق يا "يوسف" ماما إتزحلقت ووقعت فى الحمام ...!!!!
لم تنتظر "ورد" دعوة لأى منهما طلباً لمساعدة والدتهم لتهم على الفور بتخطيهم متجهه نحو المرحاض وهى تنحنى بقوة وتمد ذراعها إليها قائله ...
ورد: إسندى عليا يا طنط ....
بتألم شديد أردفت أم "يوسف" وهى تطالع تلك الضعيفه أمامها فهى لن تتحمل ثقل وزنها ...
ام يوسف : لا يا بنتى أنا تقيله عليكى ... ااه ...
بإصرار شديد وهى تحاول إسنادها بوضع ذراعها فوق كتفيها قائله ..
ورد: لا يا طنط .. مش تقيله ولا حاجه .. إسندى عليا بس ...
بإحراج بالغ وضعت أم "يوسف" ذراعها تحاوط كتفى "ورد" تتكئ عليه لتسندها "ورد" وهى تحيط خصرها بذراعها حتى تستطيع رفعها من الأرض ...
وقفت ام "يوسف" بتألم شديد لإلتواء كاحلها حين هم "يوسف" بإسناد والدته من الجانب الآخر ليخف حملاً عن "ورد"  ...
تحركت أم "يوسف" ببطء تجاه غرفتها مستنده على كتفيهما حتى جلست فوق فراشها تاركه وزنها الثقيل يرتمى حمله عليه فقد أثقلت كثيراً عليهما ....
رفعت ام "يوسف" ساقها المتألمه لتمددها أمامها حين أسرعت "ورد" بالاتصال بطبيبهم الخاص للمجئ فى الحال لفحص أم "يوسف" ...
نظرت أم "يوسف" نحو "ورد" بإمتنان بالغ مردفه بنبره متألمه ...
ام يوسف: تسلميلى يا بنتى ..
ورد: أنتى زى ماما الله يرحمها يا طنط متقوليش كده ...
ربتت أم "يوسف" على كتفها بحنان كانت "ورد" بأمس الحاجه لتلك اللمسه الحانيه لترتمى بأحضانها بحب حقيقى فهى تحتاج لضمتها كثيراً فقد إفتقدت حنان الأم الذى رأته فى هذه السيده الطيبه ...
لم يُطلب منها المساعدة ولا إظهار تلك المشاعر والقلق على والدته ليتابع "يوسف" إهتمام "ورد" الشديد بوالدته شاعراً بسعاده تزيد من قيمتها بقلبه لحبها لأمه معشوقته الأولى ...
تأثر  "يوسف" كثيراً بذكرها لوفاه والدتها وإفتقارها لحنان الأم فهو يدرك إحساس الفقد جيداً ....
بعد وقت قليل ...
حضر الطبيب وعالج كاحل أم "يوسف" الملتوى ليطلب منهم الإهتمام براحتها التامه وعدم الضغط على قدمها مطلقاً لمدة إسبوع كامل بدون حركه مجهده ...
____________________________________
تفصل بيننا أسوار وهميه لكننا غافلون عنها فلو إستطعنا لهدمناها وأمددنا جسوراً تصل بين قلوبنا ...
برغم تلك المشاعر التى فاضت بين قلوبهم إلا أن كلاً منهما إلتزم موضعه بتخوف ...
تمسك "يوسف" بأسواره الوهميه وبعده عن "ورد" ليبقى قريب بعيد لم يتجرأ ويهدم تلك الأسوار التى بنيها بينهما ، بينما كانت "ورد" تنتظر بادرته هو ظناً منها أن تخوفها بليله زفافهم هى السبب ببعده عنها وتركها حتى تتقبل وجوده بحياتها تدريجياً ...
لتمر الأيام ومازال كل منهما يتخذ جانب بعيداً عن الآخر  ...
ورد ...
تعلقت بهذه الأسره الطيبه بالفعل وشعرت معهم بالألفه والحب ... ساعدت ام "يوسف" كثيراً خلال هذه الفتره التى عجزت فيها هذه السيده الطيبه عن التحرك من تلقاء نفسها حتى أنها تعلقت بـ"ورد" للغايه وكمنت محبتها بقلبها كإبنتها "دعاء" تماماً ...
كلما مر الوقت شعرت "ورد" بتعلقها بـ"يوسف" وعشقها له ولوجوده وكلماته ، عشقها لسماع صوته إلى جانبها ، تستمتع بحديثه دائماً معها أو مع والدته ومزاحه اللطيف مع "دعاء" ، حتى لو كان مازال يتخذ منها جانباً إلا أنها تشعر بأنه يبادلها نفس شعورها نحوه حتى لو لم ينطق بها لسانه ...
تمنت لو أن الحاجز بينهم يختفى تماماً لكنها لن تستطيع المبادرة وستظل فى إنتظاره فخجلها يمنعها من أن تقدم هى على الخطوة الأولى ...
____________________________________
عبد المقصود ...
لم تمر الأيام على الجميع مرور الكرام بل هناك من تمر عليه بألم وإعياء ...
فقد بقى "عبد المقصود" بالمستشفى يتلقى علاجه لكن مع الأسف كانت حالته تزداد سوءاً ...
تناوب "يوسف" و"ورد" زيارتهم اليوميه له ، فـ"ورد" تمر به صباحاً بينما يمر به "يوسف" بعد إنتهاء عمله بالشركه ...
____________________________________
شريف ...
إقترب موعد سفره لطلب محبوبته للزواج بعد أن وافقت على ذلك وكان عليه التقدم بطلب إجازة للسفر عدة أيام لكنه مازال بإنتظار الموافقه عليها ...
تحمس "شريف" كثيراً لتلك الخطوة الجديده بحياته للإستقرار وبناء أسرة صغيرة مع من دق لها قلبه ....
____________________________________
شقه يوسف ...
بعد تجهيزها لطعام الإفطار لوالدة "يوسف" وحملته إليها بغرفتها فهى مازالت لا تستطيع الحركه بعد وضعته "ورد" أمامها ببسمه لطيفه إعتادت أم "يوسف" على رؤيتها بوجهها البشوش ...
شعرت أم "يوسف" بأنها قد أثقلت كثيراً على "ورد" خاصه وقد تأخرت اليوم كثيراً على موعد زيارة والدها بالمستشفى ...
ام يوسف: إتأخرتى يا بنتى على باباكى النهارده ...!!!!
ورد: معلش يا طنط .. نفطر سوا الأول وبعدين أروح ...
ام يوسف: ربنا يراضيكى يا بنتى ... 
ترددت أم "يوسف" كثيراً بسؤالها فقد لاح هذا التساؤل بنفسها كثيراً ولم تعد تستطيع منع نفسها عنه ، فقد رأت من تلك الفتاه طيب المعشر وحسن الخلق ....
أم يوسف : معلش يا بنتى فى السؤال .. أنا عندى سؤال ونفسى أعرف إجابته ...؟؟؟؟
ورد: إتفضلى يا طنط ...
ام يوسف: يعنى ااا .. أنتى ما شاء الله عليكى جميله ورقيقه وبنت ناس وعشرتك طيبه ... إتطلقتى ليه يا بنتى ..؟؟
جلست "ورد" بطرف الفراش وقد إختفت تماماً تلك الابتسامه الرقيقه ليحل الحزن والتجهم على ملامحها حين لاحت تلك الذكرى أمام أعينها ...
سحبت شهيقاً مؤلماً للغايه وهى تردف بإنكسار ...
ورد : أنا حقول لحضرتك ..
إسترجعت ذكريات تلك الليله المشؤومه وهى تقص لها سبب زواجها من هذا المتوحش إلى أن أخبرتها بما فعله بها بليله زفافهم ...
تأثرت أم "يوسف" للغايه وهى تلمس وجعها وتهشم روحها بإندهاش تام لما حدث معها ...
ام يوسف: حبيبتى يا بنتى .. ده إنتى ربنا بيحبك إنك خلصتى منه ...
ورد: الحمد لله ...
ام يوسف: والله يا بنتى ما حتلاقى أحن من "يوسف" إبنى .. مش عشان هو إبنى والله .. بس هو طيب أوى ..
هى لا تنتظر أن تخبرها بذلك فقد علمت ذلك يقيناً ، فـ"يوسف" رجل لا يعوض مطلقاً لتردف "ورد" بتحسر ...
ورد: عارفه يا طنط .. عشان كده أنا عارفه أنى معذباه معايا .. بس أنا برضه لسه بخاف ...
ام يوسف: واحده واحده يا بنتى ... أنتى خلاص أخدتى علينا وبقيتى واحده مننا ..
ورد: طبعا يا طنط ...
ام يوسف: خلاص بقى .. بلاش طنط دى وقوليلى يا ماما ..
ورد بإبتسامه : حاضر يا ماما ... أروح أنا أنادى "دعاء" بقى نفطر سوا ...
ام يوسف : ماشى يا بنتى ...
تركتها "ورد" لتمر بغرفه "دعاء" لتدعوها لتناول الفطور معهم ، لكنها قبل أن تطرق بابها إستمعت لصوت "دعاء" تتحدث بالهاتف لتنتبه بإستراب أنها تتحدث مع شاب ما ...
إسترعى ذلك إنتباهها كاملاً لتنصت لحديثها معه بإهتمام بالغ ...
دعاء: وبعدين يا "مرزوق" ...!!!!
مرزوق: أعملك إيه بقى .. ما أنتى مش واثقه فيا بعد كل ده ...!!!!
دعاء: أبداً يا "مرزوق" والله .. بس ..!!
مرزوق: خلاص يا "دعاء" .. خلاص ..
طريقته المقتضبه جعلتها تترجى أن يسامحها على تشبثها برأيها ورفضها لمقابلته ...
دعاء: إنت زعلت .. إستنى بس !!!! .. ما أنا كمان مينفعش أقابلك ...
مرزوق: وهو أنا بقولك حنبقى لوحدنا .. أختى "ملك" حتبقى موجوده و ماما كمان نفسها تشوفك .....  لو مش مصدقانى .. خدى "ملك" أهى تقولك ....
بدون موافقه منها أو رفض وجدت أخته "ملك" تحدثها بمزاح ...
ملك : ألو ... أيوة يا ست "دعاء"  .. إيه مش عايزة تشوفينا ولا إيه ؟!!!! ... ده أنا وماما نفسنا نشوفك من كتر ما "مرزوق" حكى لنا عليكى ..
شعرت "دعاء" بغبطه وراحه بنفس الوقت لسماع أخته تخبرها بذلك لتبتسم بفرحه فهو يتحدث عنها دائماً ويريد أن يتقرب منها أكثر وتتقرب أكثر من عائلته ...
أستكملت "دعاء" حديثها مع "ملك" وقد لانت أفكارها قليلاً ، فلا داعى لذلك فأخته تحدثها بنفسها ...
دعاء: إن شاء الله حاضر ..
عاد "مرزوق" ليحدثها مرة أخرى ...
مرزوق: ها يا ستى صدقتى ..؟!!!!
دعاء: خلاص يا "مرزوق" .. إدينى العنوان حاجى لك أهو  .. بس  خد بالك ... أنا مينفعش أتأخر ...!!!
مرزوق: حاضر ...
أنهت "دعاء" مكالمتها مع "مرزوق" وقد لاحت بوجهها تلك الإبتسامه البلهاء ، لتندهش "ورد" تماماً مما سمعته للتو ...
____________________________________
مرزوق ...
تبدلت ملامحه المحبه لأخرى ماكره للغايه فقد إنتصر أخيراً بإستماله تلك الفتاه ...
نظر نحو "ملك" التى مازالت تقف إلى جواره يثنى على ما فعلته للتو ..
مرزوق: يا بت الإيه !!! .. ده أنا صدقتك ..!!!
علت ضحكتها الرقيعه وهى تستطرد ...
ملك: عيب عليك يا "زوقه" ... إيدك ..
أخرج بعض الأوراق المالية ليدفع بها بيدها الممدوده قائلاً ...
مرزوق: مبتنسيش حقك أبداً ... بس تستاهلى ... خدى .. حلال عليكى ...
مرزوق: المهم إنها أخيراً جايه خلاص .. تعبتنى أوى بت اللذينه دى ...
____________________________________
شركه الأقصى ...
جلس "يوسف" بمفرده بالمكتب بعد سفر "شريف" هذا الصباح متذكراً الأيام الماضيه بينه وبين "ورد" بالعديد من المواقف التى أرهقت قلبه المتحير ...
يوسف: أنا تعبت و أرهقت أوى من التفكير .... مش قادر أبعد عنها ولا قادر أقرب لها ... بس حبيتها وقلبى فعلاً إتعلق بيها ...
خلال تلك الأيام وما رآه منها شعر بأن هناك شئ خاطئ ، كيف تكون مستهتره خاطئه ضحت بشرفها وبرائتها كما قال طليقها وهى خجوله لهذا الحد فمن مثلها تكون فتاه لعوب جريئه ليس بها ذرة حياء واحده وهذا ليس بـ"ورد" إطلاقاً...
يوسف : إزاى ... أنا مش فاهم ولا داخل دماغى ... "ورد" من النوع الخجول أوى إزاى تكون غلطت مع واحد بالشكل ده ... لأ ... أنا حاسس إن فيه حاجه غلط ...
____________________________________
دعاء ....
إستعدت لمقابله "مرزوق" لأول مره مع إلحاحه الشديد خلال الفتره الماضيه خاصه وأنه أوهمها أن والدته وأخواته يريدون التعرف عليها ، وأنه قد طلب من والدته التقدم رسمياً لخطبه "دعاء" من أخيها "يوسف" ....
ومع هذا الإلحاح الشديد إضطرت أن تذهب اليوم  لإرضاءه فقط وبذلك تثبت له أنها حقاً تثق به ...
إستقلت إحدى سيارات الأجرة متجهه نحو العنوان الذى وصفه لها "مرزوق" حتى وصلت إلى البنايه التى وصفها إليها لتجده بالفعل يقف بإنتظارها برفقه إحدى الفتيات والتى أرجحت أن هذه الفتاه بالتأكيد هى أخته "ملك" ...
دعاء: دى أكيد "ملك" أخته جت معاه عشان أطمن إنه مش لوحده ....
طلبت من السائق أن يتوقف لتترجل من السيارة وهى تعدل من وضع حقيبه كتفها ناظرة بإبتسامه ساذجه تجاه "مرزوق" وأخته ...
أقبل "مرزوق" نحوها مرحباً بها قائلاً ...
مرزوق: أهلاً "دعاء" .. تعالى أعرفك على "ملك" أختى ....
دعاء : أه طبعاً .. إزيك يا "ملك" ....؟؟
ملك: تمام .. إنتى إزيك ...؟؟
دعاء: الحمد لله ..
لتنظر "ملك" تجاه "مرزوق" قائله بمجامله لطيفه ....
ملك: لا يا "مرزوق" .. دى زى القمر .. أحلى من وصفك ليها بكتير .... ده يا ستى مش مبطل كلام عنك .. لما خلانا مشتاقين أوى نشوفك ...
إتسعت إبتسامه "دعاء" لتردف بسعادة بالغه ...
دعاء : بجد ...!!
ملك: أه طبعاً .. وماما مستنياكى فوق ... يلا بينا ...
دعاء: أه تمام ...
بعتاب لطيف أردف "مرزوق" مازحاً ...
مرزوق: خلاص إتصاحبتم ونسيتونى ولا إيه ....؟؟
ضحكت كلتاهما على إسلوب "مرزوق" اللطيف لتأشر لها "ملك" بالتقدم إلى داخل البنايه ...
خطت "دعاء" بضع خطوات قبل أن تتلفت "ملك" يميناً ويساراً وهى تأشر لـ"مرزوق" بعينيها غامزة ليومئ لها بالتفهم ...
أخرجت "ملك" قطعه من القماش من داخل حقيبتها ووضعتها بسرعه فوق أنف "دعاء" التى شعرت بتثاقل شديد برأسها فى الحال ودارت الدنيا بها وأصبحت رؤيتها ضبابيه للغايه ، تراخى جسدها على الفور ليلقفها "مرزوق" فوق ذراعه ليسندها من جانب و"ملك" من الجانب الآخر  ....
شعرت "ملك" بثقل جسد "دعاء" فوق كتفها لتهتف بعدم تحمل وهى تبتعد عن جسد "دعاء" المتراخى قائله بتهرب ...
ملك: أنا كده عملت إللى عليا .. أنا حمشى عشان إتإخرت وأنت براحتك بقى يا "زوقه" ...
لم تمهله حتى فرصه للحديث وإختفت تماماً من أمامه ليبقى بمفرده يحاول الوصول إلى المصعد لوضع "دعاء" به ليصعد نحو شقته حين باغته فجأه رجل ما من الخلف .....
____________________________________
ورد ...
بموعدها اليومى تجهزت "ورد" للذهاب للمستشفى لكنها لم تذهب إلى هناك اليوم و إستقلت إحدى سيارات الأجرة لمراقبه "دعاء" بعد أن تأكدت إنها ستقابل شاب ما مما سمعته منها عبر مكالمتها الاخيرة وتوجس قلبها بعدم إطمئنان لما سيحدث ...
كانت تتابع "دعاء" حين إلتقت بأحد الشباب ومعه فتاه أخرى وبعد قليل شاهدتهم وهم يحاولون تخديرها والزج بها لداخل البنايه ...
إتسعت عينا "ورد" بفزع فقد أيقنت أن هذا الشاب سيؤذى "دعاء" حتماً ، لم تجد من تستنجد به سوى سائق هذه السيارة لتترجاه بنبره متخوفه ....
ورد : لو سمحت ... البنت دى أختى وشكلهم خدروها ... ممكن تساعدنى نجيبها نروحها البيت ..!!
ثارت الدماء بعروق هذا الرجل الشهم وإعتبرها بمثابه إبنته ليفزع لها بقوة ...
السائق: طبعاً يا بنتى .. ربنا يستر على بناتنا وينتقم من الأشكال دى ....
أسرع السائق ومن خلفه "ورد" نحو "مرزوق" الذى كان قد إستطاع الوصل إلى المصعد بالفعل ،  أمسكه من ذراعه وضربه ضربه واحده بقوة كانت كفيله بإيقاع "مرزوق" أرضاً فتلك الضربه لم يكن يتوقعها من الأساس ....
هوت دعاء أرضاً حين تركها "مرزوق" فأسرع السائق بحملها عائداً إلى السيارة واضعاً إياها إلى جوار "ورد" ليعودا من حيث أتيا ...
مر كل ذلك أمام نظر "مرزوق" المندهش دون أن يتحرك حركه واحده من مكانه ربما دهشه وربما خوف ....
____________________________________
شقه يوسف ...
توقفت السيارة أمام البيت الذى يقطنا به ليخرج السائق مرة أخرى حاملاً "دعاء" للأعلى لمساعدة "ورد" التى لن تقدر على حملها ...
دلفت "ورد" إلى الداخل وهى تفسح مجالاً له لوضع "دعاء" فوق الأريكة بالصاله تشكره بإمتنان ...
ورد : شكراً لحضرتك على وقفتك معايا ...
السائق: أنا عندى قدها ربنا يسلمهم كلهم يا رب ...
ورد: آمين يا رب ....
____________________________________
أم يوسف ...
تلك الأصوات الغريبه التى سمعتها بالخارج جعلها تقلق للغايه لتنادى بصوت مسموع ...
ام يوسف: يا "دعاء".... يا "ورد" ....
إنتبهت "ورد" لندائها فدلفت إلى غرفتها على الفور ...
ورد: خير يا ماما محتاجه حاجه ...؟؟
ام يوسف: لا يا بنتى .. سمعت صوت غريب  بس ... مين إللى بره ...؟؟
تفكرت "ورد" لوهله ولم تشأ أن تقلقها فأردفت مبرره ...
ورد: أبداً يا ماما دى "دعاء" ... داخت وهى رايحه الكليه فإتصلت بيا رحت جبتها وسايباها ترتاح بره ....
ام يوسف: بجد ... وهى كويسه ...
ورد: الحمد لله ... متقلقيش أنا معاها ...
أم يوسف:  تاعبينك معانا يا بنتى والله ...
ورد: متقوليش كده يا ماما .. أنا بعتبر "دعاء" أختى الصغيره بجد ...
ام يوسف: ربنا يفرح قلبك يا بنتى ...
ورد: حروح بقى أطمن على "دعاء" ...
____________________________________
دعاء ...
بدأت تستفيق من أثر ذلك المخدر لتشعر بدوار رهيب يجتاح رأسها ، وضعت كفها بتألم فوق جبهتها لتنتبه بفزع لما حدث ...
دعاء: أه يا راسى ... إيه ده  ...؟؟ أنا فين  ...؟؟
إنتفضت جالسه وهى تتذكر ما حدث مع "مرزوق" و"ملك" لكنها وجدت نفسها بمنزلهم و "ورد" تجلس إلى جوارها تطمئنها بإبتسامتها العذبه ..
ورد:  متخفيش يا "دعاء" ربنا ستر حبيبتى ... إطمنى إنتى فى بيتك ...
إتسعت عيناها بذعر وهى تهتف بإنفعال متخوف ...
دعاء : حصل إيه ....؟؟؟
ورد: متخافيش ... أنا كنت ماشيه وراكى بالتاكسى ولما شفتهم بيخدروكى نزلت وجبناكى على هنا على طول ....
تجربه قاسيه لم تستطع تحملها لتنهار باكيه فلم تفكر للحظه بأن "مرزوق" قد يخفى تلك النوايا الخبيثه بداخله ، يتظاهر بالمحبه وهو ثعبان يحيك شرائكه للفتك بها ...
دعاء: مكنتش فاكره إن حيحصل كده أبداً .... أبداً ... بس اااا ... أنتى عرفتى منين ....؟؟
ورد: غصب عنى سمعتك وأنتى بتتكلمى فى التليفون ... ومشيت وراكى عشان أطمن عليكى ...
وسط دموعها المنهمره صمتت للحظه وهى تتطلع نحو "ورد" بنظرة توجس ورجاء ...
دعاء: حتقولى لـ"يوسف" ....؟؟
ورد: لأ طبعاً .... المهم أنتى متعمليش كده تانى ... و إللى عايزك ييجى هنا لحد بابك غير كده إنتى بتهينى نفسك وتقللى منها ....
شعرت بالخجل من تصرفها الأحمق وإنسياقها خلف هذا التيار الذى كاد أن يسقطها بمجهول لم تكن لتهرب منه لولا إنقاذ "ورد" لها ...
دعاء: عندك حق ... أنا غلطانه ... أنا دايما كنت حاسه أنى بعمل حاجه غلط  ... بس كنت بحب أوى إنى أحس إنه مهتم بيا وبيحبنى .. كنت عايزة أحس أنى محبوبه كده ...
ورد: وأنا معاكى أهو أصحاب وأخوات .. لكن متضيعيش نفسك مع حد مش مقدر قيمتك ... أنتى غاليه أوى ....
لأول مرة تشعر "ورد" بأنها حكيمه ومؤثرة بمن حولها ، شعرت بقدرتها على التصرف وإنقاذ "دعاء" من بين يدى هذا الغادر ، شعرت بأنها ليست سلبيه لتلك الدرجه بل أن لها القدرة على التصرف بحكمه وأنها مسؤوله عن أخت صغرى وعليها حمايتها ...
ألقت "دعاء" بنفسها فوق صدر "ورد" ترتمى بأحضانها باكيه بقوة ...
دعاء : أنا بحبك أوى يا "ورد" ... يا بخت "يوسف" بيكى .....
إبتسمت "ورد" بخفه حين لاح خيال "يوسف" أمامها حين ذكرته "دعاء" ....
بعد تيقنها أن موعد زيارة والدها الصباحيه قد إنتهت و لم تجد فرصه لزيارته قررت البقاء فـ"يوسف" سيمر به بالمساء وسيطمئنها على حاله وفى الغد عليها زيارته مبكراً عوضاً عن اليوم ...
____________________________________
غرفه ورد ...
إقترب موعد عودة "يوسف" وهى مازالت تفكر بما فعلته اليوم ، ذلك الأمر البسيط بالنسبه لغيرها لكن ما قامت به أمر لا يمر بتلك السهولة على نفسها ...
بعض الثقه بنفسها جعلتها تظن أن هناك أمور أخرى تستطيع القيام بها ولا تنتظر بديل عنها ...
"يوسف" ... هذا الرجل الذى يستحق منها فرصه ليكون له دور بحياتها ، فلا يجب عليها البقاء ساكنه طوال الوقت فربما هو أيضاً ينتظر إشارة منها ليخرج عن صمته وإنتظاره ...
لهذا يجب عليها أن تعطيه وتعطى نفسها الفرصه ليعيشوا حياتهم الطبيعيه كزوج وزوجه ....
وقفت أمام خزانه ملابسها لتخرج فستان قصير باللون الأسود ، بتردد شديد نظرت إليه فهو بمثابه دعوة صريحه لأن يتقدم "يوسف" بخطوته تجاهها ...
حسمت أمرها وإرتدته .. أطلقت شعرها الذهبى بعد أن وضعت القليل من مساحيق التجميل لتطالع مظهرها الجديد بالمرآه لتبتسم برضا عن مظهرها كأنثى جذابه ملفته تنتظر عودة زوجها الحبيب ، شعور رائع تشعر به لأول مرة بحياتها ...
____________________________________
يوسف ...
بعد مروره بالمستشفى وزيارة "عبد المقصود" زيارته اليوميه عاد إلى البيت ليجد والدته وأخته فقط يطالعان التلفاز فدلف تجاههم ملقياً التحيه بهدوئه المميز ...
يوسف: السلام عليكم ..
" وعليكم السلام ...."
يوسف: أمال فين "ورد" النهارده مش قاعده معاكم ليه ...؟!!
دعاء: فى أوضتكم جوة ...
نظر تجاه قدم والدته مطمئناً أولاً ...
يوسف : أخبار رجلك اغيه النهارده يا ماما ...؟؟
ام يوسف: الحمد لله إتحسنت كتير .. والله كتر خيرها "ورد" مش مخليانى أقوم أعمل حاجه ... ربنا يبارك فيها ...
يوسف: طيب حروح أطمن عليها وأرجعلكم ...
خطا بضعه خطوات تجاه غرفتهم وهو يريد بالفعل الإطمئنان عليها دون معرفه سبب ذلك لكنه أراد رؤيتها أولاً قبل أى شئ  ليتسائل بداخله ... أليس كل ما يربطهم إلزام طلب والدها .. أم أن قلبه الضعيف هو الذى لا يستطيع السيطره عليه بعقله وتفكيره القوى ...
مجرد سماع صوته بالخارج جعل قلبه تزداد نبضاته بقوة لتلقى نظرة أخيرة على مظهرها بالمرآه لتتأكد من أن كل شئ كما أرادت تماماً ...
طرق "يوسف" باب الغرفه ليسمع صوتها تسمح له بالدخول ، بلحظه رفع بها عيناه تجاهها لتسقط كل أفكاره المتخبطه ببئر عميق ولا يرى أمام عيناه سوى هذه الحوريه الجميله ...
إبتلع ريقه فى توتر فـ"ورد" جميله بطبعها ، لكنها اليوم إزدادت جمالاً وأنوثه أطاحت بقلبه وعقله معاً بموجه عاليه من الحُسن والرقه لا يتحملها قلبه الضعيف ...
تعالت دقات قلبه لحظه رؤيتها تبتسم له بعذوبتها الراقيه تسمر بمكانه محاولاً إيجاد كلماته التى تبخرت تماماً وضاعت منه متأملاً حسنها الفتاك ليردف بتلعثم ....
يوسف: أأااا .. إزيك ....!!
ورد بخجل : الحمد لله .. إزيك أنت ...؟!!
مسح "يوسف" وجهه بكفه بتوتر قائلاً بداخله "يا نهار إسود ومنيل .. إمسك نفسك يا "يوسف" .... مينفعش ... مينفعش ..." 
رققت "ورد" من صوتها العذب لتطيح بآخر ما إستطاع من تحمل وقوة وهى تردف بدلال ونعومه ...
ورد : أحضر لك الأكل ..
فغر فاه قائلاً بتشتت دون الإنتباه لما تفوهت به حقاً فقد أصبح كالمسحور لا يقوى على الفهم ولا الحركه ...
يوسف: نعم ...!!
دنت "ورد" بإقترابها بخطوات قليله ليستمع إليها "يوسف" جيداً تحاول إيصال صوتها المرتجف إلى مسامع "يوسف" مره أخرى ...
ورد: أحضر لك الأكل ...؟!!!
يوسف بتوتر : أكل .. أكل إيه بس ...
تلعثمه وتوتره جعلها تشعر بسعادة كبرى لا تدرك  سببها لكنها كانت مستمتعه بذلك للغايه ...
إبتسمت له برقه ليخطو بإتجاهها خطوتين مقترباً منها مغيباً تماماً ...
لكن ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه فعقله مسلط عليه ليستمع بتلك اللحظه التى كادت لا تفصله عنها سوى خطوة واحدة وتصبح ملك يديه لصوت هذا المنفر "حسام" بحديثه الشنيع عنها ليله زفافهم يتردد بأذناه ...
قبض قبضته بضيق وغيظ وأخذ يتراجع  بخطواته نحو الخلف مغمضاً عيناه ليسيطر على قلبه الهائم بحبها وينأى بكرامته فى عزله بعيده عنها محدثاً نفسه يؤنبها بحدة ...
" متنساش نفسك ... مهما كان مينفعش ... دى هنا مجرد أمانه ... أمانه وبس ..."
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا