رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم لقاء عمرو
رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن عشر 18 هى رواية من كتابة لقاء عمرو رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن عشر 18 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن عشر 18 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن عشر 18
رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن عشر 18
حاربتُك و وقعتُ بك ، رَفضتُك و انهزمتُ بك ، هربتُ وعدٌتُ إليك ، قاومتُك و انتهيتُ بك
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
صرخت بفزع وهي تشعر بالتخبط كلما سمعت صوت إطلاق النار لتشعر بإيدي من غلال حديده تلتف حولها لتحيطها و تنتشلها لأسفل الطاوله..
تشبثت به أكثر وتضم جسدها إليه بخوف ، أغمضت عينيها بقوة و دموعها تنهمر فوق خديها بهلع لتشعر به يربط فوق شعرها هامسًا بخوف لأول مره تسمعه بصوته أو هكذا خيل لها :
" أهدي متخافيش انا جنبك"
كان الخوف يعصف بها بلا هوادة و يتلاعب بقلبها دون راحمه ..
أبعد وجهه عنه لتزداد ملامحه قساوه و بدا وكأنه على وشك حرق كل شئ حوله فهو يعلم أنهم أتوا لقتلها !
هدر إلياس بشراسه بينما يزيد من حصاره حولها خوفًا من فقدانها:
" محمد ... محمد "
بينما بالخارج سارع محمد لذهاب لرب عمله وهو يسمع صراخه بأسمه و يتشابك معاهم بالنيران من بين الشرفات المتوازيه حتي وقف مقابلاً ل ' إلياس ' صارخًا به :
" إلياس باشا "
أنهي حديثه وهو يقترب منه بحذر من الرصاصات التي تخترق زجاج المنزل .
شعر بالغضب يتزايد بداخله وهو يلعن عجزه و عدم رؤيته لمن حوله إلا أنه ارتدي قناع اللامبالاة القاسية كي يخفي شعوره بالعجز عنهم ، فقال بفتور :
" القبو فين ؟ "
ضاقت عيني محمد بعدم فهم إلا أنه فهم ما يرمي إليه ، غمغم بطاعه:
" اتفضل معايا يا باشا "
استدار ' إلياس ' لعشق ويضع أطراف أصابعه تحت فكيها ليجعلها ترفع رأسها و تنظر له ، قائلا بحنان يشوبه التملك و يتنافر مع قساوة ملامحه:
" عشق.. اسمعيني .. أقسم بالله العظيم ما حد هيلمس شعره منك .. متخافيش و تعالي معايا "
رفعت رأسها وهي تستمع لحديثه و صوته القوي الذي بث شعور الامان بداخلها و يلا الغرابه!
أن تشعر بالأمان بقرب موتها !!
رمشت عشق بعينيها وهي تخفض وجهها محاوله السيطره على خوفها و لجم شتات أنفاسها المسلوبه وهي تهز رأسه له غير قادرة على قول كلمه واحده وكأن احبالها الصوتية تشابكت مع بعضها من شدة خوفها ..
قابض بكفيه على رسغها حتي حفرت أصابعه في بشرتها تاركه آثار ملكيته عليها .. جعلها تمشي بجانبه ليخفي جسدها بجسده العضلي لكي لا تصيبها أي رصاصه تأتي من الخارج ، جاعلاً من جسده واقي لها ..
خطت بقدميها لغرفه أخري تتواجد أسفل السلالم ثم لباب يظهر من العدم ، عند تحريك رأس التمثال الذي يوجد في الغرفه ناحية اليسار .. ليدفعها إلياس لداخل وهو محتفظاً برسغها بين يديه قبل أن يستدير و ينظر ل ' محمد ' قائلا بصوت غامض:
" لم الليله دي و خلص على كل إلي اتبعتوا و غلفهم في هديه حلوه ، انا كدا كدا عارف مين الي وراهم ، و قابلني في المطار كمان 15 دقيقه "
أنهي حديثه بطريقته المتعجرفه في إلقاء الأوامر على كل من حوله ، شادًا عشق خلفه وهو يسير في القبو بغرور .
داهمته عاصفة أفكاره السوداوية فهي تدمر كل شئ بناه من سنين فقط لأجلها ، كل ما ضحي به ليصل لهم و يأخذ بثأره جاءت هي و هدمت كل شئ فوقه جاعله منه ناسيًا ثأره ، و محاولا حمايتها بحياته.
شعر بخطواتها تتثاقل حتي انعدمت و توقفت عن المشي ليلتفت لها هامسًا بتسائل:
" وقفتي ليه "
نفخت خديها بضيق وتبعد شعرها خلف أذنيها ، غمغمت بضجر :
" مش قادره أمشي ، رجلي مش شيلاني "
حاولت تحرير يدها من قبضته ولكنها فشلت لتتركها وتسقط بجانب قدميه راجعه ظهرها للحائط ، قائله بلامبالاة :
" بقولك ايه أقعد ، كدا ميتين وكدا ميتين "
انتظرت منه أن يصرخ عليها و يملي أوامره التي لا تنتهي ، أي شيء ، إلا أن يتراجع برأسه للخلف لينفجر بضحكه عاليه مخيفه !
ابتلعت عشق تلك الخصه التي تشكلت بحلقها بتوتر وهي تشعر بالبرودة تسري بعروقها و صوت صدي ضحكاته المخيفه ، وتنظر إليه بقلق ..
استمرت ضحكاته كصوت الرعد إلي أن بدأت تخفت ، ليقول بسخرية :
" دلوقتي عملالي فيها قلبك جامد ، دا من قيمه ثانيتين كنتي هتموتي من كتر الخوف ومش مبطله عياط ولا كأني جايب عيله صغيره معايا "
لم يرهبها صوته الجهوري الساخر بل آثار غضبها أكثر لتصرخ به بسخريه مماثله :
" ما هو كل الي بيحصلي دا بسببك "
إرتفع جانب ثغره بإعتراض لما يسمعه ، قائلا بفظاظه :
" بسببي !! "
هزت رأسها بتأكيد ، غمغمت سريعا :
" أيوا"
دفعها برفق فوق رأسها ، ليدنو إلياس إليها ليجلس فوق ركبتيه مقابلا لها ، هاتفًا بسخرية:
" أصل انا الي قولتلك اتنكري في راجل و تعالي اشتغليني ، معلشي أصل انا عبيط و دماغي على قدي "
أكمل وهو يضرب يده باليد الأخري بسخط ، قائلا:
" انا مشوفتش غباء ولا استفزاز كدا في حياتي .. ابو شكلك "
رفعت يدها و ضربته بقوه فوق ذراعه، هاتفه بغيظ :
" ابو شكلك أنت "
وضع يده فوق رأسها ليتحكم بحركاتها العشوائية ليجعلها تغضب منه أكثر ، صارخًا بها :
" تعرفي تقفلي البلاعه الي فتحها علينا دي و قومي خلينا نخلص "
ربعت قدميها بعناد و ضمت يدها لصدرها ، هاتفه بإصرار:
" مش هقوم .. انت ايه مبتفهمش.. بقولك مش حسه برجلي "
أجابها بسخريه قبل أن يميل بجذعه العلوي و يلف يديه حول خصرها ليحملها فوق كتفيه ليجعل رأسها تتدلي للأسفل مقابلة لظهره و يده تحتضن قدميها :
" ليه .. مش كنتي من شويه عملالي فيها سبع رجاله في بعض"
ضربته بغيظ فوق ظهره وهي تصرخ لعدم استطاعه مجابهته في الحديث ، لتصرخ به :
" نزلني يا بارد "
حاولت أن تستقيم بجسدها ولكنه مال جسدها للأمام أكثر ليجعل رأسها يصتدم بظهره مره اخرى.. لتصرخ به بأن يتركها ولكنه هتف بعنف وقد طفح الكيل منها :
" مـا تـخـرسـي بـقـي .. مش قولتلي رجلك وجعاكي اديني شلتك خلينا نخلص و نلحق نوصل "
صمتت وهي تكتم غضبها بداخلها وتنظر له بحقد مع نفخ خديها بضيق بإستمرار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. في صباح اليوم التالي..
وقفت سيسيليا وهي ترتدي ' روب المحاماه ' في المحكمه وهي تنتظر الأذن من القاضي بـبدأ الجلسه الأولي في قضيتها..
وقفت مرفوعة الرأس وهمست بإتزان دون إنفعال يذكر :
" سيدي القاضي .. لا أعرف لما اقف أمام حضراتكم الآن فليس هناك قضية تستدعي أن نضيع وقت المحكمة الثمين بها أو الأصح سيدي القاضي .. قضيتنا ليست قضية شرف كما يقول المدعي عليه إنما هي قضيه قتل مع سبق الاصرار و الترصد .. فأخت المتهم بشهادة كل أقاربها و جيرانها لم تكن تخرج من البيت إلا بالعنف ، فجيرانها دائما ما سمعوا صوت صراخها مع صراخ أخيها بأنه سيقتلها وأنها خطيئة! هل أصبحت النساء خطيئه في يومنا هذا ؟ ما الخطيئه في أن تأتي بأنثي يخلق من جوفها أرواح و تبني و تعمر ..
سيدي القاضي ، الشهيدة قتلت لأنها فقط أرادت أن تخرج من بيتها لتشتري مع تحتاج ؟ كيف تخرج دون مراقبه و دون عقاب و فور عودتها قام المتهم بقتلها ، قتل أخته دون أن يرف له جفن ولكنه ليس المتهم الوحيد .. أسمح لي سيدي القاضي بأن المتهم الحقيقي هي والدته التي صرخت و قالت بأن ابنتها تستحق الموت .. أسمح لي أن أستدعيها سيدي القاضي "
هتف محامي بإعتراض:
" أعترض سيدي القاضي "
أجابه القاضي بصرامه:
" أعتراضك مرفوض.. اتفضلي يا أستاذة "
أكملت سيسيليا ما تفعله وهي تشير لوالده المتهم بالتقدم قبل أن تقف أمامها و تقول القسم ، ثم هتفت سيسيليا بحيره يشوبها الاستنكار:
" إزاي قدرتي تقولي إن بنتك تستحق القتل "
هتفت السيده بجهل :
" غلطت وكان لازم تتعاقب ، وبعدين محدش كان عايزها ولا كنت هرفع دعوه على أبني ، انا دلوقتي مش عايزه حاجه غير أن أبني يخرج ، انا متنازله عن المحضر وكل حقوقها بس خرجوا أبني"
شعرت سيسيليا بوجع ينهش قلبها ولكن سرعان ما ارتدت قناع اللامبالاة القاسية :
" ممكن اعرف بنتك عملت ايه علشان تستحق القتل "
صمتت السيده ولم تعرف بما تجيب لتستدير سيسيليا مكمله حديثها بألم أخفته من صوتها ببراعة :
" ودا الي حبيت اقولك لحضراتكم مافيش أي سبب للقتل لذلك هي مش قضية قتل شرف ، خاصه وان الفتاة مقتوله وهي عزباء "
أكملت وهي تحمل تقرير طبي و تضعه أمام القاضي :
" ودا تقرير بصحه كلامي لسيادتكم .. كان ذنبها الوحيد أنها فتاه ، أرجو من سيادتكم أن لا تعاقبوا المتهم بقتلها فقط بل والدتها فهي من شجعت و حرضت أبنها على قتلها ومن سمحت للأمر بأن يؤول الي هنا و تبعًا للمادة 230 على أنه كل من قتل نفساً عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام، كما نصت المادة 231 على أن الإصرار السابق هو القصد المصمم عليه قبل الفعل لارتكاب جنحة أو جناية يكون غرض المصر منها إيذاء شخص معين أو أي شخص غير معين وجده أو صادفه سواء كان ذلك القصد معلقا على حدوث أمر أو موقوفا على شرط "
أنهت كلامها لتذهب بوقارها المعتاد وتجلس بمكانها المحدد وهي تشعر بالراحة لاسترجاع حقها المهدور وهي تتمني بصوت منخفض بأن تنعم تلك الفتاه الآن بسلام و الرحمه والمغفره لها.
هتف القاضي بصوت جهوري وهو يسمع اصوات الداعمه و المعارضة ليضرب بمطرقته الخشبية ثلاث مرات متتاليه قبل أن يقول :
" يؤجل الحكم في القضيه في الجلسه القادمه "
..
خرجت سيسيليا من قاعه المحكمه وتحمل ' روب المحاماه ' و حقيبتها فوق ذراعيها و تتهادي ببطء في فستانها أمام عيني أحمد الذي تحاوطها بعشق ليهمس وهو مفتون بأقل حركه تفعلها:
" كنتي جميله اوي و أظن القاضي هيحكم في صالحك ، انا واثق أنك هتكسبي القضية "
ابتسمت سيسيليا بأناقه وهي تقول :
" شكرا يا أحمد "
وقف أحمد وهو ينظر لها بإنبهار ولا يستطيع أن يرفع عينيه عنها وكأن عينيه تحب رؤية تفاصيلها وكل شئ يخصها بينما هي كانت ملامحها هادئه دون تعبيرات توضح له ما تفكر به ليقول بتوتر وهو يحك ذقنه :
" أي رأيك نخرج نحتفل سوي "
أتاه الرد من خلفه بصوت خشن يدل على غضب صاحبه :
" للأسف والله يا نجم.. هي مش هتحتفل مع حد غيري "
قلبت سيسيليا عينيها بضجر من تغيره للكلام ليدعم مصالحه الشخصية ' و التي تتمثل بها ' .
" بعتذر يا أحمد"
نطقت عباراتها الهادئه المتزنة دون إنفعال يذكر بينما وقف أسيد ينظر لها بغضب ، عاقدا حاجبيه من اعتذارها له ، قبل أن يأخذ يدها بين يديها و يجعلها تسير بجانبه عنوه دون أن توجه كلمه أخري لذلك البغيض المسمي ب ' أحمد ' .
شعر بالغضب عليها .. غضب عنيف من تفكير بأنها لولا ما فعله كانت ستخرج مع ذلك الكابوس الذي يلاحقها أينما حلت ... وقف أمام سيارته تاركًا يداها ضاربًا بيده السياره بقوة غير قادرا على تحمل شعور النيران التي تتأكله من الداخل حيًا .. لما لا يفهم الجميع بأنها لا تخص أحد غيره ! حتي وإن كانت به كل مساوء العالم سيصبح أفضل من أجلها ، فقط لا تكن لمن سواه..
برقت عينيها بإنفعال رافضه تحكمه بها إلا أنها أثارت الصمت وهي تواجه عيني غريبه المشاعر في تلك اللحظة .. كل المشاعر تتضارب بشدة داخل عينيه ،
كتفت ذراعيها وظلت واقفه بصمت تنظر له ولكل الماره من حولها بملل ، منتظرة ، حتي أخذ أسيد أنفاسه الأخيرة بصعوبه و يقول بهدوء صارم :
" انتي موافقه تخرجي معايا صح ؟ "
رفعت سيسيليا رأسها تنظر إليه بهدوء لتقول ببساطة وكأنها لا تعي بحاله ولا رحمه منها به:
" اه بس لو مش عايز تخرجني خلاص "
ساد الصمت لحظتين لم تستطع فيها قراءة ما يدور بداخله من مشاعر دفينه ، متضاربة ، ليفتح باب السياره و يحمل باقة زهور بلون غريب بين يديه هامسًا بحنو :
" اول ما شوفت الورد دا حسيته شبهك "
ساد الصمت لحظتين لم تستطع فيها قراءة ما يدور بداخله من مشاعر دفينه ، متضاربة ، ليفتح باب السياره و يحمل باقة زهور بلون غريب بين يديه هامسًا بحنو : " اول ما شوفت الورد دا حسيته شبهك "
اضطربت سيسيليا أمام تلك النبرة الدافئة بشكل غريب وغير مرغوب فيه ولكنها همست ببساطه :
" لو كنت جبت ورد أحمر كنت قتلتك "
ضحك بخفوت على ردودها لتهرب من حديثه بينما كانت عيناه تتحركان على ملامح وجهها وكأنه يراها من منظور أخر .. وكانت هي الأخري تختلس النظر إليه بحذر .
زفرت سيسيليا وهي تقول محاوله الخروج من تلك الدائرة التي أحاطت بها فجأة :
" مش هنمشي ولا إيه"
إرتفع أحدي حاجبي أسيد ومالت ابتسامه الساحره قليلاً التي تعترف الان أنها ساحره بحق !! قبل أن يهمس بصوت أجش خافت و يفتح باب السياره لها مشيرا لها بالدخول :
" اتفضلي "
زفرت سيسيليا بنفاذ صبر وهي تخطوا لداخل السياره ، رغم شعورها بالارتباك بداخلها و الذي اخفته بمهاره .
بينما هو جلس أمام المقود ليقود الي وجهتهم التي سيفاجئها بها
...
..بعد نصف ساعة..
أوقف السيارة فوق منحدر جبلي يظهر المدينه بأكملها أسفله..
خرج أسيد من السيارة و يتجه لها و يفتح الباب لها و يضع يده أمامها ، وقعت عينيها على يده الممدودة بتوتر قبل أن تضع يدها بداخل يداه .
في تلك اللحظة شعرت بشعورٍ غريب .. شعور يتنافي مع شعور النفور التي كان من المفترض أن تشعر به ..
خطت قدميها للخارج وهي تنظر للمكان حولها بذهول و لمعان وهي تري المدينة بأكملها مع غروب الشمس الذي أشبه بقطعه ذهبيه تسحب أضوائها و خيوطها الذهبية بعد أن أعطت لكل شخص يومًا جديد ينعم به..
ولكنها استدارت إليه قائلها بفظاظه:
" هو دا المكان الي هتخرجني فيه ... مش كنت قولت انك هتجبني في صحرا "
أبتسم فجأة بحنان وهو يتأمل سخريتها ، حتي أقترب منها و سرعان مع حملها بين يديه ليجعلها تجلس فوق السياره ..
أتسعت حدقتيها بعدم تصديق وهي لا تعي ما فعله معها قبل أن تعيد عينيها غاضبتين عنيفتين إلي عيني أسيد وهي تهتف بغضب ناري :
" انت اتجننت .. ايه الي انت عملته ده"
إلا أن أسيد انحني بجذعه العلوي مستندًا على سطح السياره بكفيه حتي أصبح وجهه مقابلا لوجهها الغاضب.. مقاطعا أياها بنبرة صارمه :
" تعرفي تسكتي شويه "
أنهي حديثه وهو يتركها و يتجه لحقيبة الخلفيه لسيارته و يأتي منها بكل ما تحتويه قبل أن يذهب ويضع كل شئ فوق سطح السياره بجانبها ، قائلا:
" دا محشي جبتهولك ، أنا الي عمله على فكره و كان لازم تدوقيه... ودي دومنه جبتها من القهوجي إلي تحت العماره علشان نلعب براحتنا و كويتين شاي لزوم القاعده "
رفعت رأسها إليه وتنقل نظرها بينه وبين الأشياء الموضوعه بجانبه وهي تمنع ابتسامتها من الظهور ، لتقول ببساطة:
" إيه الحاجات دي ... هو انت خارج مع واحد صاحبك ؟ "
أنعقد حاجبي أسيد وهو يقول بجديه:
" معجبكيش .. مهو انا بصراحه فكرت كتير اعمل ايه علشان تنبسطي و ترضي تخرجي معايا تاني و قولت لو عزمتك في مطعم و عملت جو رومانسي هتسبيني و هتمشي وانا بصراحه مكنتش عايز اغامر بأول خروجه ليكي معايا "
فتحت سيسيليا فمها تنوي الكلام بحده كعادتها ترمي كلامها بوجه من يقف أمامها ولا تهتم ولكن ظهر ترددها و إرتباكها من مشاعر عينيه وصدق حديثه إلا أنها همست بهدوء :
" اول خروجه!! انت ناوي نخرج تاني ولا إيه انا وافقت بس علشان الفضيحه الي عملتهالي في المنطقة دي... وهو في حد عاقل يعمل الي انت عملته دا ؟ "
ضغطت أسيد فوق شفتيه وهو يحاول السيطرة على جموح مشاعره وتلك النشوي المتوهجه بداخله. هامسًا بصدق:
" علشانك انا اعمل أي حاجة"
تأففت بضجر لا تجد ما ترد عليه به ، ثم قالت أخيرا بعصبية :
" بطل كلام فاضي وتعالي أكسبك دور دومنه "
إبتسم أسيد وهو يلاحقها بنظراته من جانب لآخر ليحاصرها دون أن يفقد ابتسامه الحانية.