رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع عشر 17 بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع عشر 17 بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع عشر 17 هى رواية من كتابة لقاء عمرو رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع عشر 17 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع عشر 17 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع عشر 17

رواية بين براثن متملك الياس وعشق بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السابع عشر 17

شعرت عشق بالتيه ولم تجد ما تستطيع فعله لتتخلص من تلك المصيبه التي داهمتها على حين غره !

لا تستطيع أن تتزوجه.. كيف تتزوجه وهي ترتجف خوفا كلما رأته أمامها و تتذكر ما فعله معاها ..

أسرعت بالاقتراب من شرفة غرفتها وهي تنوي الهرب بعيدًا عن ذلك الهراء الذي يحدث بالخارج .. نظرت للخارج و حمدت ربها أن ذلك المنزل يتكون من طابقين فقط ولكن رجاله الذي ينتشرون في كل مكان .. جعلها تشعر بالخيبة..

عزمت أمرها وهي تنوي الهرب منه مهما كلفها الأمر لتخطو بقدميها للخارج من شرفتها التي ترتفع عن الأرض بمسافه ليست ببعيدة وتجلس فوقها و قدميها الاثنين للخارج لتقفز بقوة !

كتمت صوت صراخها و تغمض عينيها بقوة وتضع يديها الإثنين فوق ركبتها وتشعر بالألم يغزو قدميها .. جاهدت لتعتدل بجذعها العلوي حتي اصطدام جسدها الضئيل بجسد عضلي يصرخ بقوة صاحبه لتتأوه بصوت منخفض و ترسم ابتسامه بلهاء فوق شفتيها وهي تري هيئة أمامها تتضخم ليجعل الأمر أشبه بنملة صغيره تصطدم بالحائط لتسمعه يهتف بهدوء بعد أن ضغط فوق سماعه أذنه :
" اتفضلي معايا على جوه "

أجابته بإستخفاف:
" إلياس هو الي قال....."

ضم يديه الي صدره ليجعل مظهره يتضخم أكثر أمام عينيها حتي شعرت بالفزع يتسرب بداخلها .. ليقول برسميه :
" إلياس باشا مستني حضرتك جوه "

أنهي حديثه وهو يشير لها بأن تمشي أمامه لتنفخ خديها بغيظ .. رفعت رأسها بتعالي و تنظر له بقرف .. وتمشي أمامه بكبرياء مصطنع ..

بينما في الداخل وقفت عشق أمامه وتضم يدها إلي صدرها رافعه رأسها لأعلي بملامح واجمه..
بينما هدر إلياس بصوت أرعب الجميع من حوله موجهًا حديثه ل ' عشق' :
" واضح أني كنت متهااااون معاكي لدرجة أنك تفكري لتاني مره تهربي مني"

أقتربت منه ' عشق' لتصرخ بوجهه بغضب مماثل :
" وهفضل طول عمري أهرب منك "

إرتفع أحدي حاجبيه لأعلي بتعجب من جرئتها .. انتفض من فوق كرسيه و يتتبع صوت أنفاسها المضطربة حتي وقف أمامها قبل أن  يحتضن فكيها بين يديه ضاغطًا فوقهم بقسوة هامسًا من بين أسنانه بغل :
" متعودتش أسيب حاجه أنا عايزاها "

أجابته وهي تغرز أظافرها في يديه التي تحتضن فكيها :
" وأنا متعودتش اخد أقل من أستحقه "

رأت قبضته تنقبضان إلي جانبيه وفكه يلتوي غضبًا وازدادت ملامحه قساوه ليرفع يديه و يضرب الطاوله التي بجانبها لتنكسر لأشلاء صغيره جاعلًا كل من يقف ينتفض بخوف..هامسًا بفحيح أفعي تستلذ بخنق ضحيتها قبل قتلها:
" حلو.. بس تقريبا مخدتيش كلامي بجديه و فكرتيني بهدد بس ولعب العيال دا "

أنهي حديثه.. صارخاً بإسم ' محمد ' ليهتف بكلمه واحده كفيله بأن تجعل حياتها تنقلب رأسًا على عقب :
" التليفون"

أمتثل ' محمد ' لأوامره وأسرع بإخراج هاتفه ضاغطًا فوقه قبل أن يضعه داخل يداه .. أحتضن ' إلياس ' الهاتف بين يديه وكأنه كنزه الثمين قبل أن يدير الهاتف لها واضعًا إياه أمام وجهها ... أبعدت انظارها عنه بحقد وتنظر للهاتف و ثواني مرت عليها كالدهر لتتغير ملامح وجهها للخوف و الذعر و تشعر بالموت يدب بأوصلها وهي تري فيديو مباشر لابنة أخيها وهي تلعب و ذلك الشخص المقنع يقف على مقربة منها .. رفعت رأسها تنظر إليه بأعين ملتمعه بالدموع  المحتقنه تنفي برأسها بصمت بأن يأذيها فهي مازالت طفله ليس لها ذنب ..

ابتلعت تلك الخصه التي تشكلت بحلقها وهي تبتلع مراره عجزها و ضعفها المخزي أمام جبروته الذي يسحقها .. فرت دمعه هاربه من عينيه لتقع فوق يديه التي يحتضن بها فكيها ليهمس بسخرية لاذعة وهو يلتقطها على أطراف أصابعه :
" و فري دموعك لوقت التاني "

أكمل بتهكم :
" دلوقتي هتقعدي تمضي على القسيمة زي الشاطره "

أنهي حديثه وهو يدفعها بقسوة بعيداً عنه ليجلس بجانب المأذون التي ترتسم ملامح الرعب فوق وجهه فلم يكن يمتلك الشجاعة الكافية ليعترض على وضع تلك الزيجة خوفًا منه فيكفي ما تعرض له لكي يأتي معهم

غمغم بتسأل بهدوء وكأنه لم يرتكب جريمه بحقها منذ لحظات :
" أمضي فين "

أقترب محمد منه سريعاً واضعاً القلم بين يديه و دفتر الزواج أمامه ليمضي إلياس سريعاً بينما عشق تحركت بخضوع لتجلس بجانبه ليدفع الدفتر أمامها واضعاً القلم فوقه ..

نظرت لدفتر أمامها بقلب منفطر ألمًا و دموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة لتخطوا بالقلم إسمها كمن يخطوا بقدميه للجحيم وتعطي فرمان موتها ..

وما أن انتهت حتي أخذ الدفتر من أمامها معطيًا إياه للمأذون و يشير لمحمد بأن يصطحبه للخارج

هتف بأوامره التي اعتاد أن يلقيها لمن حوله قبل أن يغادر للخارج :
" اجهزي علشان هنسافر النهارده بالليل "

بينما هي لم تعي ما قاله وكأنها انفصلت عن عالمه وهي تنظر ليدها التي مضت بهم على إقرار العبودية حتي الممات..

ازدادت شهقاتها لتتحول الي صرخات عاليه مع ازدياد ارتجاف جسدها قبل أن ينتشلها من أفكارها صوت  إطلاق نار مسترسل .. انخفضت أسفل الطاوله حين سمعت رصاصه اخترقت زجاج المنزل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أقترب من شرفتها أكثر حتي ألتصف بالحائط الفاصل بينهما وضع هاتفه فوقها لعلها تستمع إليه فأصبح لا يطيق بعدها عنه و جفائه معه قبل أن يضغط فوق زر التشغيل :
" أعمله إيه ... و فضلت احايله ما يردش
اقول له حبيبي ما يردش
اقول له يا سيدي ما يردش
اعمله ايه اييه "

لعن أمين بصوت عالي لكي يصل لمسامع أسيد وهو يتكئ فوق الحائط بينما يوسف يحرك خصره مع الأغاني و يغني معاها بتأثر ..

خرج بعد جيرانه على صوت الموسيقي العالي ومنهم من يضحك بإستمتاع ومنهم من يسبه و يسب جيرته و الزمن الذي أوقعهم به.

إرتفع صوت الاغاني أكثر ليسمع همهات  بالاعتراض ولكنه منذ متي وهو يهتم برأي أحد!!
خرجت سيسيليا بضيق من شرفتها وتنوي محاكمه من أزعجها لتجد الجميع ينظر لها.. رفعت انظارها تنظر لكل شئ حولها بعدم إهتمام يشوبه التوتر ليقابلها عيني أسيد العبثيه ويتلاعب بحاجبيه معًا صارخًا بها :
" أعمله إيه"

همست بتوتر وهي تقتربت منه حتي وقفت أمامه:
" أنت بتعمل ايه"

صرخ أحدي جيرانه بغضب مخاطبًا أسيد:
" أنت يا عم روميو الساعه ٢ بالليل وطي صوت القرف دا عايزين ننام "

  تدخل أمين سريعاً هاتفًا بهدوء :
" حقك علي رأسي يا عمنا .. أدخل نام وأنا هسكتهولك "

إستدار لأسيد بملامح واجمه قائلا:
" لم الليله دي مش عايزين مشاكل لصاحب السكن يطردنا "

رفع كتفيه لأعلي بعدم إهتمام هاتفًا بهدوء يتنافي مع كل شئ يحدث حوله ، مخاطبًا سيسيليا برقة :
" مش هقفل صوت الأغاني إلا لما توافقي ترجعي تكلميني تاني و تخرجي معايا بكره "

أنهي حديثه برفع صوت الأغاني التي يسمعها على أعلي مستوي ويغني معها بصوت عالي يزيد من انزعاج الآخرين وزياده حرج لسيسيليا وعلى أثر الصوت المرتفع ارتفع معه صوت المعارضين وسبهم فيمن يقلق راحتهم في هذا الليل ، ولغيظتها اكثر كان يحرك حواجبه لها يزيد من حنقها أكثر فأكثر ...

أتسعت ملقتيها بذهول من فعلته ، هل فعل كل ذلك لكي تتحدث معه ؟ ألا هذه الدرجة يهمه الأمر.. لما عليه أن يكون هجومي هكذا علي قلبها .. ولما قلبها يضعف هكذا أمام ضرباته..

أبعدت انظارها عنه بإضطراب قبل أن تنظر لكل شئ حولها ، لتقول بسرعة وصوت منخفض بتوتر:
" ماشي بس أقفل الي أنت مشغله دا "

صفق بيده بسعاده وهو يحتضن آمين قبل أن يقبله فوق خده وكأنه يتخيله تلك البربرية ليدفعه الأخري بعيدا عنه بقرف وهو ينظر له بإشمزاز قائلا :
" أهي المزه وافقت.. لم ليلة أمك دي بقي "

هز رأسه بالموافقة قبل أن يغلق هاتفه لتنهال عليه السباب من بعض جيرانه و البعض الاخر تمني أن يفعل أزواجهم معهم المثل !
لتهتف امراءة تضرب فوق بطن زوجها بحسره:
" إلا ما فكرت تشتمني بأغنية حتي يا راجلي "

دفعها زوجها لداخل بضجر هامسًا بتأفف:
" اتمسي يا وليه وقولي يا مسا و أدخلي خلينا ننام عندنا شغل الصبح "

لوت شفتيها مع ضربها فوق صدرها هامسه بصوت منخفض :
" يلا يا حيلتها يلا علشان ألحق أقوم اعملك صنيه البطاطس تاكلها بدل ما تكلني انا و عيالك "

أجابها بصوت أجش:
" كلمه كمان و هتباتي النهارده عند أمك "

وضعت يدها فوق فمها لتغلق فمها بضجر وهي تعلم أن لا فائدة من حديثها معه ..

بينما سيسيليا ما أن وافقت على طلب أسيد حتي خطت بقدميها لداخل سريعاً هربًا من تلك النظرات التي تلاحقها منها الحالمه ومنها الحاسده .

بينما أسيد يرقص بالداخل بسعاده لموافقتها على الخروج معه فأخيرًا سيتاح له فرصه مع تلك البربرية.

فهو سيهدم كل شئ يعيقه عنها و يأخذها عنوه لا محال

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ضمها إليه أكثر ويده تلتف حولها مانعاً إياها من الهرب قبل أن يلمس وجنتيها بذقنه الخشنه لتتأوه الأخري بألم قبل أن يقبل خدها ببطء يثير أعصابها .. ليقول :
" طب علشان ترضي فضولك وهي هتيجي تعيش معانا هنا "

للحظات ظنت تالين أنها قد توهمت ما سمعته للتو..
إلا أن ملامحه الهادئه ونبرته الواثقة و نظرة عينيه الجليدية .. أكدت لها أنه نطق بما سمعته بالفعل . شهقت بفزع وهي تدفعه بعيداً عنها ولكن ازدادت قبضات يده حول خصرها لمنعها من الفرار ..

أدرفت بعدم تصديق:
" مين دي الي هتيجي تعيش هنا ؟  مراتك الأولي "

أوما فارس برأسه بهدوء دون أن أي شعور بالذنب و عينيه تحاصر عينيها دوم رحمه منه بها ثم همس ببرود مشددا فوق كل حرف يهتف به :
" اه .. مراتي الأولي"

رمشت تالين بعينيها وهي تحاول التخلص من صدمه عدم تصديقها ثم ما أن لبثت و رفعت رأسها بتعالي هاتفه بتحدي :
" ولو قولت لأ مش عايزها معايا في نفس البيت "

لم تهتز ملامح فارس وهو ينظر لها صامتًا محاصرًا إياها وكأنه يرجوا منها التوقف عما تفعله بهما ولكن دون تعبير يظهر فوق وجهه فقط عيناه كانت تلتقطا كل حركه منها وكل نفس يخرج من بين شفتيها الورديه

أجابها بجفاء وهو يشعر بالتقزز مما تهتف به شفتاه فلم يكن يساوي بينهم يوماً:
" حقك .. زي ما هي ليها حق عليا "

عقدت تالين حاجبيها من شدة الألم الذي عصف داخل قلبها في تلك اللحظة .. أبعدت يده من حول خصرها ليسمح لها بالابتعاد قبل أن تشعر بالفراغ ، و البروده تسري بعروقها فور ابتعادها عنه لتهمس بكبرياء :
" خليها تيجي تنور و تأنس "

هز رأسه وهو يضحك ضحكه قصيره جافه ، خافته وكأنه يسخر منها !
ثم قال بخشونة:
" انا داخل المكتب لما ساره تيجي عرفيني "

شعرت بالمراره تتسرب لحلقها أرادت الصراخ به بأنها إن أتت ستتركه و تذهب .. ولكن تذهب إلي أين ؟ إلي جدها !!  الذي باعها بأرخص ثمن.. راميًا إياها بعيدًا عن حياته وكأنها ليست حفيدته وكأن تلك الذكريات التي تشعرها بالحنين وجدت بداخلها هي فقط ..
كان الأمل لا يزال يداعبها بأنه سيأتي و يأخذها ليرد لها حقها مرفوعة الرأس.. ولكن كل يوم يقضي بعيدا عنه يجعلها تشعر بالخيبة.

إستدار ليغادر و يخطوا بقدميه نحو مكتبه قبل أن تهمس تالين بخفوت:
" فارس "

أجفل فارس من صوتها الهادئ الذي اقتحم ذكرياته مع ماضيه المرعب قبل أن يرفع وجهه إليها لتقول بحده :
" متفتكرش الي حصل هيكسرني و يسمحلك تتعامل معايا بالاسلوب دا "

كان يعلم بأنها ساذجه ، تمتلك الكثير من الغباء ولكن لم يظن يومًا أن تفكر به هكذا .. أعاد وجهه إليها وقد تحول ذهوله إلي الغضب ليقول بصدق:
" انتي دماغك دي تعبانه!! كلميني بصراحه ، إزاي قدرتي تفكري فيا كدا ؟ لا عاش ولا كان الي يكسرك ولا يدوسلك على طرف"

كادت أن ترد عليها بتعالي إلا أن نظرة نارية من عينيه جعلتها تجفل قليلاً و تبتلع المتبقي من كلامها .

زفر بضيق وهو يغادر ل ' عيادته الخاصه '  يشعر بعدم الارتياح لما أنتهت إليه محادثتهم فهو لم يكن ينوي أن يبلغها بالأمر بتلك الطريقة لكن لم يكن هناك خيار أخر ..كما أنه يعلم جيدا بما ستأول الأمور بينهم فعاجلا أم أجلا كان سيحدث لا فرق في توقيت حدوثه فـ فراقهم هو الحقيقة الأبدية كـالموت  .

ـــــــــــــ

أقتربت ساره هامسه وهي تلتفت حولها برهبه قبل أن تضع حقائبها الكبيره بجانب قدميها :
" أنا ماشيه "

نظرت لها سيده من الأسفل للأعلى بينما تتراجع بظهرها فوق المقعد و عصاها الخشبيه تتصادم مع الأرض بقوه لتثير الرعب بمن أمامها لتقول :
" مش قولتلك هيوافق .. زي ما جوزتهولك زمان هخليه يرجعلك و ينسي الي هببتيه بس انتي عارفه ابني لو مرجعش لطوعي تاني إيه الي ممكن يحصل "

تجمدت مكانها وقد فهمت ما تغزو إليه بحديثها هذا ، هتفت بحقد:
" انتي عارفه أن فارس ليا من ساعه ما كنا عيال "

لم تكن تنهي حديثها حتي تراجعت للخلف بحذر وهي تستمع لصوت ضحكات خالتها الساخره :
" مهو كان هيبقي ليكي لولا وساختك ولو ناسيه نفكرك "

أسرعت ساره بالاقتراب منها و تجلس بجانب قدميها قبل أن تقبل يدها ، هامسه برجاء:
" خالتي متعمليش فيا كدا انتي عارفه أنا بحب فارس قد إيه "

دفعت يدها بعيدا عنها صارخه بها بشر :
" بقولك ايه يا بت انتي بلا حب بلا كلام فاضي أنا وعدتك زمان أن فارس ليكي خلاص ...
قومي كدا وبطلي كهن نسوان علشان عايزه اديكي حاجه "

أكملت ' سيده ' حديثها بينما تلتمع عينيها بخبث وهي تضع ورقة صغيرة ملتف حولها بإحكام ، هتفت:
" خدي دا و حطيه تحت سرير المضروبة الي جبهلنا و ترني عليا تعرفيني .. انتي سامعه انا قولت إيه "

تناولت ما تحتويه يدها بسعاده قبل أن تضم يدها لأحضانه فهي الآن قد ضمنت أن زوجها سيكون لها فقط ! أسرعت بتقبيل يدها بسرعة وهي تغمغم بفرحه:
" حاضر"

ثم سرعان ما وقفت لتأخذ حقائبها لتغادر

نظرت ' سيده ' لها وهي تغادر قبل أن ترتفع شفتيها بخبث وتشعر أنها تتحكم بالعالم بين يديها ، فهي قد طلبت منه العوده لعالمهم ولكنه هو من رفض إذا عليه أن يتحمل نتيجه قراره!

قاطع صوت أفكارها صوت خطوات تقترب منها و صوت يناديها بخفوت:
" يا ست سيده  .. يا ست سيده "

رفعت رأسها ليطالعها وجهه الخادمه والتي ما أن سمحت لها بتكمله حديثها حتي هتفت سريعا:
" في واحده ست بره عايزاكي "

اجابتها ' سيده ' بحده:
" روحي اتاكدي أن باب الاوضة 3 مقفول و دخليهالي "

هزت رأسها بطاعه قبل أن تقترب منها و تتلمس طرف عبائتها هامسه بصوت منخفض يملئه السعاده:
" بركاتك .. بركاتك "

ربتت فوق رأسها لتزداد سعاده الأخري قبل أن تسرع و تفعل ما امرتها به تلك السيده الحكيمه .. الأم لهم ..

فأي شخص ينال مباركتها تصاحبه السعاده طول حياته ..

دقائق مرت حتي دخلت الخادمه بصحبه امرأة كبيره يتخطي عمرها الأربعين عاماً حتي وقف الإثنين أمامها قبل أن تقترب منها و تلتمس طرف عبائتها هامسه:
' بركاتك ... بركاتك "

ربتت فوق رأسها لتسمح لها بالابتعاد و للخادمه بالخروج بعد أن نالت تلك المرأة موافقه ، مباركة سيدتها.

هتفت ' سيده 'بتسائل :
"  قولي "

اجابتها سريعاً:
" أنا بنتي داخله على 32 سنه وكل ما يجلها عريس ترفضه وانا شاكه أن معمولها عمل وأنا تعبت مبقتش عارفه اعمل معاها إيه "

همهمت ' سيده ' بتفهم ، قائله:
" طب بصي أنا عايزه صوره لبنتك علشان اعرف إذا كان معمولها عمل ولا لأ .. و بخور و لبان الدكر و حبة البركة و الفلفل الأسمر ومن كل حاجه سبع حبات "

غمغمت المرأة سريعاً بالموافقة:
" حاضر .. الي تؤمري بيه هجبهولك "

أغمضت ' سيده ' عينيها لعدة لحظات قبل أن تفتحهم سريعًا و تتناول البيضه من أمامها قبل أن تخطوا فوقها بقلم أحمر عددة كلمات ثم وضعتها في زجاجه كبيره و وضعت يدها فوقها ثم أغلقت عينيها مره اخرى..

مرت لحظات عليها قبل أن تفتح عينيها على وسعهم هامسه بثقه :
" يومين و الحاجة الي طلبتها تكون عندي و على آخر الأسبوع دا هتلاقي نصيبها جالها و بنتك وافقت عليه متقلقيش " 

ارتسمت السعاده فوق ملامحها وهي تسمع ما تقوله وهي تغمغم بفرحه:
" ما شاء الله عليكي ... ما شاء الله عليكي ... بركاتك "

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فغرت نور شفتيها وهي تري نظراته التي تشعرها أنها الوحيدة في هذا العالم ..

أخرج جابر هاتفه سريعاً وهو يضغط فوقه لعددة مرات ليرسل رساله ل ' محسن '
« جهز الي قولتلك عليه »
ليقوم بإرسالها قبل أن يعيد الهاتف لجيب بنطاله الخلفي..

ساد الصمت لحظتين قبل أن يرفع يده ليبعد موجات شعرها خلف أذنيها بحثًا عن بحور عينيها الرائعه ثم قال بصوتٍ أجش خافت :
" تعالي اضفرلك شعرك يا برنسيستي"

رفعت وجهها لتنظر إلي عينيه وهي تشعر بالاطمئنان فور رؤيه ذلك الحب بعينيه ..
كان وجهه صلبًا .. مرهقاً غير حليق الذقن و عيناه غابتين مظلمتين من الأسرار ..

إلا فور أن وقعت عينيه داخل عينيها حتي غزاه الضعف و خفت ملامحه القاسيه.

وضعت يدها داخل يده الممتدة لها لتخطوا بقدميها خلفه تاركه إياها يقودها إلي ما يريد ..

جلس في الأريكة بينما جعلها تجلس أمامه ليجعل ظهرها مقابل له..
خطي بأصابعه بين خصلات شعرها ببطء و نعومه وكأن حنان العالم بأكمله تمكن في يده ، و قربها إليه ليستنشق رائحتها التي تثمله .

همس وهو لا يزال يداعب خصلات شعرها بين يديه:
" خايف اكون لسه بحلم "

ظلت نور صامته وهي تشعر بأصابعه تداعب
ظهرها وهو يلامس أطراف شعرها بجنون ،

بينما هو أصبح يستأنس بوجودها بقربه حتي وإن كان صمت! هل سمعتم يوما عن ذلك الصمت الذي يتكلم ؟

همس في أذنها بخفوت و الألم بادي فوق ملامحه قبل أن يغمض عينيه وكأنه يحادث نفسه :
" ترعبني حجم العاطفه التي احملها لكِ ، يرعبني التفكير فيما قد أفعله من أجلك "

أنهي حديثه وهو يشعر بالألم الحاد يمزق صدره فلم يجرؤ على قول المزيد وما يجوف بداخله فبأي حق يريدها له فهي ملاك بينما هو أشبه بشيطان قاتل .
شيطان لم ولن يندم يومًا على فعلته.

شعر بإهتزاز هاتفه يلعن عن وصول رساله له ليعرف أن ما طلبه قد جاء رفع وجهه وهو يتأمل وجهها المنحني طويلا ثم قال بصوت أكثر خشونة و خفوتا:
" تعالي عايز اوريكي حاجه"

أخفض رأسه وهو ينظر ليده التي تحتضن يدها بتملك رافضًا تركها ولو لدقيقه بعيداً عنه فهي من أعطت الإشارة له ...وهو على وشك الإنهيار
بينما نور تنظر إلي عينيه دون أن تفزع أو حتي دون أن تصدر أي رد فعل .

ليقودها لشرفته و الأخري تلاحقه بإستسلام ، دفع باب الشرفه للخلف ليقف و يجعلها تقف بجانبه قبل أن يقترب منها ببطء خوفاً من أن تفزع منها حتي جعلها تتوسط أحضانه وكل يداه تحيطها حتي أصبحت محاصره بين يديه و السور خلفها .

لم تبدي نور أي رد فعل أو حاولت الابتعاد عنه وكأن إرتجاف جسدها توقف بجانبه ليحكم حصار جسدها بين يديه قائلا:
" بصي فوق"

تأملت بصدمه و ذهول ما يحدث أمامها قبل أن تشعر شئ عميق يغزوها بضراوة
شئ لم تفهمه يوماً.. ولكنه يجعلها أشبه بفراشه تحلق في السماء لأول مره .. يجعلها تتنفس و تشعر بالحياه تدب أوصلها وهي تري كلمه ' برنسيستي ' تنير السماء ، يصاحبها إطلاق ألعاب نارية تعشقها فهي كفيله بأن تجعلها تشعر بالسعادة كالاطفال ، و ذلك اللقب الذي أصبحت تعشقه ، تعشق كيف يناديها وكأنها نجمه عاليه يستحيل الوصول إليها ..

وضعت يدها فوق فمها بسعاده وهي تضحك بصوت عالي جعله من يقف ينظر لها وكأنه اكسير الحياه له يهيم بها أكثر.

إلتفت إليه لتجد تلك النظره التي تشعرها بأنه لا يوجد غيرها وأنها الفتاة الوحيده على هذا الكوكب قبل أن يعي ما تفعله كانت ترمي نفسها بداخل أحضانه تحتضنه بكل قوتها و تتشبث به فالحياه لديها أصبحت تتمثل به .

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا