رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل التاسع 9 بقلم لقاء عمرو
رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل التاسع 9 هى رواية من كتابة لقاء عمرو رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل التاسع 9 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل التاسع 9 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل التاسع 9
رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل التاسع 9
الفصل التاسع _ شك _
وقف فارس أمام الجد عدنان الذي يترأس مقعده بجمود و يرفع قدم فوق الآخر :
" أنت عارف انت عملت ايه ؟ "
شعر وكأن تم دفعه في ثقب زمني لن يستطيع أن ينجو منه ليخفض عينه دون أن يرد عليه فهو فهم ما يرمي الجد إليه فالبلد بأكملها تتحدث عما حصل بينه وبين حفيده العمده فكان يعلم أنها بلده صغيره لا يختبئ بها شئ
أشار الجد بأصابعه لرجالته بأن يفعلوا ما أمرهم به .
لينقض ذلك الشباب بالضرب المبرح بالعصا فوق جسده .
والجد يصرخ به :
" بقي أنا استئمنك على بيتي و ضيفتك عندي علشان تاكل في لحمي "
ثبت فارس أنظاره فوق الأرض وهو يرحب بما يفعلوه فهو يعرف أشد المعرفه أنه خان العهد وأنه أخطأ خطأ لا يغتفر عليه فتلقي ذلك الضرب بدون أن يقاوم أي منهم
صدمت تالين وهيا تري ما يفعلوه به وكل ما يصرخ بداخلها أنه لم يقترب منها مثلما فهموا وكأن لسانها شل عن قول ذلك الكلام والتي وأن قالته لن يشكل فارق لهم
رفع الجد أصابعه وهو يصرخ بهم :
" خلاص يا رجاله "
أكمل وهو ينظر داخل عين فارس بحقد :
" تاخد حجتك وتمشي من هنا ومشوفش وشك قريب من بلدي ؛ انت سامع يا دكتور يا محترم "
أنهي كلامه وهو يرفع قفطانه فوق ذراعيه ليخطي خطواته لداخل ولكن توقفت خطواته و تصنم جسده عندما سمع صوت جهوري يصرخ بتعسف:
" وانت فاكر بضربك ليا هتلم الفضيحه الي حصلت يا حضرة العمده "
التفتت الجد له و تطاير من عينه شرارت الغضب وكأن شياطين الانس والجن تلاحقه وهو يقول بما تعتريه نفسه :
" لا ؛ عايز طلقتين في دماغك وبكدا هعرف أنام الليل "
هز فارس رأسه تأكيد على كلامه و هتف ببساطة وهو يحرك قدمه بصعوبة فهو يشعر وكأنه أسد حبيس ينتظر أن ينطلق عليهم لينهش بهم بضراوة على تجرأهم وما فعلوه معه فلم يسبق أن يهينه أحد مثلما فعلوا معه:
" و تدخل السجن فيا !! و تسيب حفيدتك لمين ملهاش لازمه يا حضرة العمده انا جاهز أكتب عليها دلوقتي و اعملها فرح تتحاكي بيه البلد كلها "
نظر له الجد من الأسفل الي أعلي بحنق وما كاد أن يرد عليه حتي سمع صوت صراخ حفيدته .
صرخت تالين بحقد و كره كبير وهيا تنزل من فوق دراجات السلم بسرعه تتسابق مع دموعها التي تنهمر فوق خديها:
" أنت لو آخر راجل في الدنيا مستحيل اتجوزك "
بينما وقف الجد ينظر بأعين غائمة يسودها الظلام :
" اخرسي يا بت "
دفعته تالين من أمامها وهيا تقول بقهر:
" مش هتجوزه أنسي مش هخليك تعمل الي عملته فيا تاني "
قاطعها الجد بشراسه شاعرًا بالنيران تسري بعروقه بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع للخلف بخوف، زمجر من بين أسنانه وقد أوشك أن يفقد السيطرة على غضبه وخنقها بين يديه حتي تلفظ أنفاسها الأخيرة :
" مش قولتلك اخرسي "
أنهي كلامه هابطًا بيده فوق وجهها ليجعلها تتصادم بالأرض بقوه
وضعت يدها فوق وجهها وشعورها بالانكسار يغزو قلبها بضراوة شاعرة بالبرودة تتسلل إلى جسدها بينما هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها هزت رأسها وهي لا تستوعب ما يحدث معاها ، تباطئت أنفاسها التي بدأت تنسحب داخل صدرها كما لو أن المكان يطبق جدرانه من حولها ليجعل عالمها بأكمله ينهار و دقات قلبها التي تباطئت حتي ظنت أن روحها تغادر جسدها .
إلتفت الجد لفارس قائلا بفظاظه :
" بكره كتب كتابك عليها و هنعمل فرح كبير يليق بمكانتي وبعد ما يخلص مش عايز أشوف وشك لا انت ولا هيا هنا .. تاخدها و تغور على أي داهيه "
أنهي كلامه الذي نزل على تالين كحكم بالموت وعلى فارس الذي يرتسم على ملامحه الجمود وكأن ما يحدث الآن لا يعنيه بشئ .
_________________________________________
هتفت ريم بقلق وهيا تفكر بما قالته عشق :
" أنتي متاكده من الي بتقوليه دا ؟ "
إرتمت عشق فوق الفراش وهيا تنظر ليديها وكأنها تحدد مصيرها في كلا الاتجاهين :
" يعني عايزاني اعمل ايه حتي بعد ما قولت عماد هيقدر يجيب معلومات عن الناس الي خطفوني معرفش يجيب حاجه وكأن الناس دي مش موجوده أصلا ولو خطفوني تاني معرفش هرجع عايشه ولا لأ محدش يعرف الناس دي غير إلياس اكيد "
تسطحت ريم بجانبها وهيا تهمس بتفكير معاها :
" بس إلياس لو عرف أنك كدبتي عليه مش هيعديهالك بالساهل كدا "
صرخت عشق بنفاذ صبر :
" مهو انا معنديش إستعداد يحصل فيا زي ما حصل في الحارس الي قبلي "
انتفضت من فوق الفراش وهيا تتناول حقيبتها الكبيرة و تسرع بالخروج:
" انا هروح اقوله الحقيقة والي يحصل يحصل.. انتِ مشوفتيش الي انا شوفته "
قفزت ريم أمامها وتمنعها من مواصلة خروجها :
" استني يا مجنونه أنتِ رايحه فين خلينا نفكر الأول "
ولكن لم تستمع إليها عشق وهيا تدفعها من أمامها مكمله طريقها لفعل ما يحثها عليه عقلها ..
___
وقفت عشق تنظر لتلك الصور الكلاسيكية التي تملئ جدران الغرفة التي شاهدتها سابقاً عندما خطت قدميها لأول مره ذلك المكان وهيا تنتظر ذلك الراجل ليأتي له مع السماح له بالذهاب له.
وقف الحارس أمامها قائلاً :
" الباشا مستنيك فوق في صاله التدريب .. هتلاقيها في الجانب الغربي "
هزت عشق رأسها وهيا تتجه للأعلى عبر السلالم الداخليه ، الدائريه في وسط المنزل وهيا تستكشف المكان حولها بإنبهار وهي تهمس بداخلها أن ذلك المنزل هو منزل أحلامها فكل شئ به يروقها بشدة
خطت قدميها داخل الصاله الرياضيه وتبحث بعينيها عنه بين تلك الآلات الحديديه لتجده يدور حول تلك الحديده بخفه.
رفع جسده للأعلي و يده الاثنين يضغط فوق الحديده ليشد جسده للأعلي ثم تركها من يدها و قفز بسرعه ليسند بأطراف قدمه عليها ليجعل جسده يتساقط للأسفل ويديه احتوت تلك الحديده مره أخري الذي سرعان ما تركها و أدار بجسده في الهواء ليتمسك بها سريعاً و رفع قدميه للأعلي ويجعلها تمر بين جذعه العلوي و يديه التي تتوسط تلك الحديده ثم سرعان ما أعاد حركته و رفع أطراف قدمه ليستند فوق الحديده و أدار جسده في الهواء لتتوسط يده مره اخرى ثم رفع جسده و يدور حولها بسرعه من أعلي إلي الأسفل وعندما انتهي قفز على الأرض وهو يضرب يديه بيده الأخري .
نظرت عشق بإنبهار وهي تفتح عينيها على وسعهم و نظرات الإعجاب تظهر بوضوح داخل ملقتيها لتسمعه يهمس بفظاظه :
" هتفضل واقف عندك كدا كتير يا إبراهيم "
هتفت عشق ببلاه وهي تنظر لعضلات بطنه التي ظهرت أمامها بوضوح عندما إلتفتت لها :
" هاا "
أشار إليها بالاقتراب قائلاً:
" تعالي يا إبراهيم وريني شطارتك خليني اختبر الحارس بتاعي شاطر قد ايه أنه يحميني "
سخرت عشق وهيا تنظر لهيئتها ثم لهيئته من المفترض أن يتحامي:
" والله يا باشا انت ما محتاج حمايه دا انت بتحمي البلد كلها "
ضحك إلياس بصخب وهو يشير لها بأن تقف أمامه :
" طب يلا أقف قدامي خلينا نشوف "
نظرت له عشق ببلاه وهيا لا تصدق ما يقوله كيف لها توازيه في قوته فهيا لا تضاهي أصغر حارس لديه فكيف بمقاتلته هو !
اهي بذلك الغباء لتوافق ولكن مع صراخه بأسمها لتتضرب خطواتها وهيا تتقدم وتقف أمامه
وقف إلياس مقابلاً لها وهو يركز بتمعن لكل حركه تفعلها بدقه وثم رفع قبضة يده ليضربها في وجهها لتتفادها عشق سريعاً وهيا تنخفض للأسفل .
ثم سرعان ما رفعت رأسها وهيا تنظر بذهول له ولم تستوعب حركته التاليه لتجد قبضة يده تتوسط باطنها بقوه لتتراجع عدة خطوات للخلف
رفعت رأسها و الألم يرتسم بوضوح فوق ملامحها ، اعتدلت في وقفتها وهي تغمض عينيها بألم و تزفر أنفاسها المسلوبه ولم تشعر سوي بأنها تطايره في الهواء نتيجه يده ليقزفها فوق الأرض بقوه فصرخت عشق بألم و صوت عالي
تسطحت فوق الأرضية و دموعها تنهمر فوق خديها بحرقه لتحرقهم وهي تسطح جسدها بأكمله في الأرض بإستسلام
وقف إلياس بصمت و ملامح الصدمه ترتسم فوق ملامحه ببراعه وهمس بفضول :
" أي الصوت دا "
أغمضت عشق عينيها فهيا لم تكن تنوي كشف كل الحقائق له كانت تود ان تقول له شئ!! شئ واحد فقط ، لم تكن تنوي أن موتها سيكون بتلك السرعة
استندت فوق يديها وهيا تتحامل فوقهم لعلها تستطيع الوقوف فوق قدميها مره اخرى متجاهلة ذلك الألم الذي يتوغل بداخلها
لتجري بسرعه ناحيته وترفع قدميها و تدور بها في الهواء وتنوي ضربها بشدة في وجهه ولكن سرعان ما استقرت قدميها بين يديه ليفلها بين يديه الأخري ليجعل باقي جسدها يدور كورقة شجر تتساقط في فصل الخريف لينتهي بها الأمر دافعاً إياه فوق الأرض مره اخرى بقسوة
ضغطت فوق شفتيها وهيا تكتم صرخاتها فهيا تشعر أنها تود الصراخ و البكاء من شدة الألم التي يخترق جسدها بضراوة
تحاملت فوق ساقيها وهيا تنظر له ثم لتلك الرافعه الحديده ثم سرعان ما قفزت فوقها و تتمسك بها بأطراف أصابعها لترفع جسدها لأعلي قليلا و سرعان ما قفزت فوق إلياس تلف قدميها حول رأسه تنوي عكسه و رميه فوق الأرض ولكن لم تستطع تحريكه أنش واحد فقط للأمام فتلك الكتله العضليه تقف كحجر صخري يوضع منذ زمن .
شعرت بيديه تتوسط خصرها لينزعها عنه ويجعلها تقف مقابلاً له .
أخذت نفسًا مطولاً وهي تغمض عينيها تخفي شعورها بالألم ثم فتحت عينيها وهيا تشعر بأنفاسه الغاضبه فوق عنقها ، زادت الرجفه بقلبها لقربه الشديد منها و بحشرجه صوت هتفت بضياع ويديها تدفع كتفيه برفق :
" إلياس باشا "
زفر إلياس نفسه قائلاً بشراسه و عروق عنقه تنتفض بقوه:
" أطلع برا "
انتفضت في وقفتها على صراخه لتهرول في خطواتها للخروج و ذهاب لأبعد مكان يمكن أن يجدها به و شرارات الإنذار تضرب بعقلها و تهمس لها بالهرب .
ما أن خطت قدميه لخارج صاله تدريبه حتي سندت جسدها فوق الحائط و تضع يدها فوق قلبها
دفع إلياس تلك الحديده المرميه بإهمال مما جعلها ترتمي أرضا مصدره صوتًا عاليا بينما وقف و معالم الغضب ترتسم بوضوح فوق ملامحه و بحاول التقاط أنفاسه بصعوبه وعقله لا يتوقف عن ربط الأحداث بداخله لتتضح له الرؤيه !
_________________________________________
وقفت سيسيليا في شرفة غرفتها وهيا تتنفس نسمه الهواء لطيفه هبت في نهايه شهور الصيف لا تعرف كيف استطاعت أن تترك أختها و حياتها لتأتي للجنوب لتحل تلك القضية كيف بين ليله وضحاها أصبحت حياتها رأسا على عقب فكان النظام يسود حياتها المتكرره بدون ملل أو كلل ولكن الآن أصبحت لا تري النظام حتي في أنفاسها ..
نظرت للمكان حولها وتلك الحقول التي تراها وتحيط بها من كل إتجاه مع هبوب رمال الصحراء التي تقسم أنه قريبه منهم حتي لو لم تراها فكانت المباني قديمه ليست بالعلو الشاهق التي اعتادت رؤيته فكانت كل شئ بسيط يذكرك بحياه الإنسان قبل أن يداهمها التطور الكبير الذي يدعس فوق قلوبهم و يمحي ذكرياتهم .
أسندت رأسها على الحائط الصغير الذي يفصل بين شرفتها و شرفة جيرانها و الهدوء و الظلام يسيطران على المكان حولها ، خرجت هاتفها وهيا تنظر لساعه لتجدها مازالت الثامنه و النصف تنهدت براحه فهيا منذ وصولها إلى هنا غفت مكانها و شعور الجوع الذي يداهمها بضراوة فهيا لم تأكل شئ منذ يومين .
نظرت لما ترتديها فكان بنطال قصير يصل لركبتها و تي شيرت لا يتعدي منتصف ذراعيها تنهدت براحه قبل أن تتناول مفاتيحها و هاتفها لتتجه للخارج
وما أن خطت قدميها للخارج حتي أسرعت في مشيتها لعلها تأتي بما تحتاجه و ترجع سريعًا لغرفتها .
التفتت خلفها وهيا تشعر بأقدام خلفها ولكن لم تجد شئ لتهمس لنفسها باطمئنان:
" أهدي يا سيسيليا مافيش حاجه تخافي منها "
أنهت جملتها التي سرعان ما رفعت رأسها للأعلي عندما رأت أقدام تقف أمامه تعيق مرورها
وجدت 3 شباب يقفوا أمامها ابتلعت تلك الخصه التي تشكلت بحلقها بخوف وهيا تهمس بفظاظه:
" في حاجه ؟ "
لم تصل كلماتها إلي عقلهم المغيب و المشبع بأثر الخمر فلم يكن يريوا أمامهم سوي جسد يودون نهشه ليهجم عليها واحد منهم محاصرًا إياها بينه وبين أصدقائه الاثنين
صرخت سيسيليا بذعر و خوف وهيا تحاول مقاومته تدفعه بقوه في صدره وهي تصرخ بهستيرية بأن يبتعد عنها .
رفع الشاب يديه ليجعلها تحاوط جسدها وهو يمرر لسانه فوق شفتيه بقذاره وما أن كاد يلصق جسده بجسدها و الأخري تزهق روحها وهيا تري ماضيها يعاود أمامها من جديد ولكن صوت تكسر عظام يديه و صراخه جعلها تفتح عينيها بذعر .
انتفض أسيد ممسكّا بيده ليكسرها ثم سرعان ما جذبه من ياقه قميصه التي اعتصرها بقوة مغلقًا على عنقه هاتفًا بشراسه وقد انتفضت عروق عنقه :
" المره الجايه هتكون راسك إلي مكسوره "
صرخ شاب وهو يسند ذراعه المكسور بيده الأخري ويهتف بغضب:
" أنت مجنون يلا ولا ايه"
دفعه أسيد بيده للخلف وهو يضرب بيده فوق كتفيه قائلا بقسوة وهو يزيد من قبضته من حول عنقه مما جعل وجه الشاب يتحول للون الأزرق من شدة الاختناق :
" تخص يعمنا.. لم شويه العيال دول و امشي من هنا "
ليهتف شاب آخر وهو يضرب فوق رأسه :
" بس احنا الي شوفناها قبلك وامشي من هنا يلا بدل ما نعلم عليك "
رفع أسيد قبضته سريعاً ضارباً الآخر جعله يصطدم بالأرض بقسوة :
" أنت عبيط يلا ولا ايه ، بقولك غور "
نظر الشباب لبعضهم وهم ينقلون نظراتهم ل أسيد بإستخفاف ليقرب الثالث خطوه للأمام خطوه بإشارة منه أنهم لم يذهبوا بدونها وما كاد أن يتقدم الآخر حتي شعر بمن يضع يديه فوق كتفه ويلفها حول رقبته بقوه ليهتف سيف بضيق:
" هو مش قالك غور ياض "
أقترب آمين هو الآخر وهو يخرج سكين صغير " مطوه" يضعها في بنطاله دائما قبل أن يضعها ع وجهه الثاني:
" ولا هو الكلام مبيتسمعش و بتحب قلة الأدب "
أضاف بحذر وهو يضمه لاحضانه و أشار لأسيد قائلا ببراءة:
"بقولك ايه يا كابتن ما تمشي
... أمشي احسن دا طور أشتري مني"
اقترب أسيد ع غفله من ذلك الرجل ليضربه بيده بقوه فوق رأسه ليترنح ذلك الشاب للخلف وهو يقول بتهكم:
" انت لسه هتتكلم "
أبعد آمين يده ع ذلك الشاب ليسقط فوق الأرض وهو يرفع يديه للأعلي.
نظر الشابان لصديقهم وهم يبتلعوا تلك الخصه التي تشكلت بحلقهم بخوف قبل أن يفروا هاربين من أمامهم يتبعهم صديقهم وهو يضع يديه فوق رأسه
إلتفت أسيد ل سيسيليا التي تقف خلفه صامته ولا يظهر على ملامحها شئ وهو يهمس بقلق:
" أنتي كويسه ؟ "
رفعت سيسيليا نظرها من الأسفل وهيا تدفعه بعيداً عنه هاتفه بحده :
" ميخصكش "
وقف أسيد ينظر لها بدهشه وهو لا يصدق ما فعلته و عقله مزال يستوعب ما حدث منذ دقائق بدلاً من أن تشكره على ما فعله معاها :
" أنتي عبيطه يا بت انتي ولا ايه"
أكملت سيسيليا بصرامه وعدم إهتمام بحديثه:
" ولو انت فاكر النمره الي عملتها على الشباب دي هتدخل عليا تبقي غبي "
أردف آمين وهو يشعر بنيران تتشابك حوله:
" خلاص يا بنت الناس إحنا آسفين خلي ليلتك دي تعدي و روحي على بيتك "
صرخت سيسيليا به وهيا لا تستطيع أن تميز ما تفعله فعقلها أصبح مشوش ، و نظرت له بنظرات سامة قاتله و صدرها يعلو و ينخفض بسبب شدة انفعالها ليتشدد جسدها بغضب و نيران ضعفها الذي يخزيها ينهش قلبها تأكله حيًا :
" وانت مين انت علشان تقولي أروح ولا مروحش يا جدع انت "
هتف سيف بغيظ وهو يخلع قبعته الصفراء من فوق رأسه :
" دي محتاجه تتربي بجد "
أبعده أسيد عنها وهو يقف حائل بينهم هامسًا لصديقه:
" إيدك لكسرهالك انت كمان .. محدش هيربيها غيري "
أنهي كلامه وهو ينظر داخل عينيها بتحدي كبير
نظرت له سيسيليا بقرف وهيا ترفع جانب شفتيها قبل أن تكمل طريقها غير عائبه بالرد عليه
هتف أسيد بتسائل وهو يتناول يديها بين يديه بقوه ويضغط عليها بكل قوته لعله يؤلمها :
" أنتي راحه فين "
صرخت فيه وهيا تضع يدها الأخري فوق يديه لتحرر ذراعها من قبضته القويه :
" مالكش دعوه .. انت إيه مبتفهمش "
زمجر بنفاذ صبر وهو يقول من بين أسنانه:
" قسما بالله محتاجه تلاتين شبشب على بوقك "
اقتربت منه سيسيليا بتحدي اكبر وهي تنظر داخل عينيه وتضربه فوق صدره :
" تعرف تعمل كدا ؟ ..طب وريني"
تنهد بنفاذ صبر وهو يجاهد كي لا يضربها فوق رأسها كما فعل في ذلك الشاب و مازالت يديه تحتوي يديها بقسوه قبل أن يلتفتت الي أصدقائه الذي ينظروا لذلك المشهد بإندهاش فهما لأول مره يروا صاحبهم بهذه القسوه مع فتاه ليقول:
" طب روحوا انتي يا رجاله وانا هبقي ألحقكم "
رفع آمين كتفيه لأعلي بعدم إهتمام وهو يلف يديه حول رقبة سيف ليستديروا الاثنين متجهين لسكانهم
إلتفتت لها وهو يدفعها أمامه بقوه :
" أمشي يلا "
هتفت سيسيليا وهيا توازن لكي لا تسقط :
" متزقش ؛ بني آدم غبي "
أكمل دفعه لها للأمام بغيظ وعدم اهتمام بما تقوله :
" خلصينا شوفي كنتي رايحه فين "
أكملت سيرها بخيلاء كعادتها و شموخ ، كبرياء ، غرور ، بربرية لا تتخلي عنها حتي بعد ما حدث معاها هاتفه بإستعلاء:
" مش محتاجه بودي جارد علشان تمشي معايا على فكره ؛ وبعدين انت ازاي تتكلم معايا كدا انت شكلك نسيت بتتكلم مع مين "
أنهت كلامها وهيا تلتف له لتقف أمامه وتضع يدها فوق خصرها و يدها الأخري تشير بها أمام وجهه .
أدرف بإستخفاف وهو يلف أصبعه حول أصبعها ويضغط فوقه:
" الوليه بتاعت حقوق المرأة صدعتينا .. كانت فين حقوقك يا اختي وهما كانوا هينهشوا فيكي زي الكلاب "
زفرت أنفاسها بضيق وهيا تنظر له بكره كبير فلم يسبق أن يعاملها أحد هكذا لتهتف بأول شئ جاء بعقلها :
" وانت هتعملي فيها بني آدم ما انت زيك زيهم "
شعر بضيق يستولي عليه فهو لا يفرق عنهم شيئا يعرف هكذا ولكن لا يعرف لما شعر بذلك الضيق يستولي عليه عندما رآها تنظر له هكذا ليقول بشراسة:
" لا انا بنقي الي هاكله مش أي حاجة تيجي قدامي و السلام حتي لو كان طعمها مر ومافيش فيها من روح الأنوثة سنتي "
شحب وجه سيسيليا فور سماعها لكلماته الاذعه .
وقف ينظر لها ولا يعرف اهو وميض صدمه ظهر بعينيها و سرعان ما اختفي أم تهيئ له
التفتت دون أن ترد عليه وهيا تكمل طريقها لتجلب ما تريده لعلها تخلص من تلك اللعنه .
شعر بالضيق يستولي عليه من عدم ردها عليه لم يقصد أن يكون رده لاذع بذلك الشكل ، لم يقصد أن يهينها فهيا تمتلك من معالم الأنوثة التي تجعلها مهلكه ، مهلكه لرجوله من يقف أمامها خصوصاً بذلك البنطال الأسود الذي يلتصق بها بشدة الذي يصل لمنتصف رجليها ليظهر بياض قدميها الذي يتناقض بشدة مع بنطالها فهيا كقطعه ملبن يريد أكلها على مغضه واحده و يبقي طعمها ملتصقّا بفمه للأبد .
_________________________________________
جلست نور في شرفة غرفتها و تنظر لسماء بأعين تلمع بصمت وهيا تتخيل أشكال ترتسم في السحاب لتبتسم برقه حتي سمعت صوت أجش يهمس بتسائل وهو ينظر لما تنظر له :
" شكل حمامه صح ؟ "
انتفضت نور من مكانها وهيا تتراجع للخلف بخوف و سرعان ما تجمعت الدموع بداخل ملقتيها وهيا تنظر له بخوف .
رفع جابر يديه لأعلي وهو يهمس برقه حاول إيجادها في صوته الذي يستكشفه لأول مره أمام تلك الجنيه ذو العيون الخضراء الواسعه و الرموش الكثيفة كغابه تحمي بها كنزاً خوفا من فقدانه ولكن فشل ليخرج صوته خشنً :
" أنا آسف بس مكنتش لاقي حد أقعد معاه "
رسم فوق ملامحه الحزن ببراعه وهو يعتدل في جلسته ولا يفصل بين شباكه و شباكها سوي آنشات صغيره ليقطع تلك المسافه بمنضده صغيره توضع بينهم تمتلئ بالأكل وهو ينظر لها برجاء و يقول:
" هو انا جعان ؛ ممكن تاكلي معايا علشان مش عايز أكل لوحدي "
ولكن الصمت هو الرد الوحيد الذي يتلقاه جابر ولكنه أردف بإستمرار :
" تعرفي أن انا معنديش اخوات وكان نفسي اوي ماما تجبلي أخت أو أخ اي حاجه.. أي حاجه تتكلم معايا بدل الهو الي انت عايش فيه دا و قالتلي انها كمان سنه كدت هتجبلي أخت بس ماتت قبل ما تجبها "
أنهي كلامه وهو يرسم معالم الحزن فوق ملامحه ببراعه و دقه ليكمل أكله وهو يضع قطعه لحمه كبيرة داخل فمه ليصبح فمه ممتلئ وهو ينظر لها و يبتلع ما يحتويه فمه .
أكمل بتساؤل :
" مقولتليش هيا صوره السحابه وقتها كانت صوره حمامه صح ؟ "
نظرت له نور بتمعن و جميع أعضاء جسدها تجلس بتحفز لأي خطوه يقوم بها وصمتت ولم تجيبه و هزت راسها بالموافقة له دون أن تتفوه بحرف .