رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن 8 بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن 8 بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن 8 هى رواية من كتابة لقاء عمرو رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن 8 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن 8 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن 8

رواية بين براثن متملك الياس وعشق بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الثامن 8

الفصل الثامن _ أقوال الناس _
جلست سيسيليا أمام مديرها وهيا تضع قدم فوق الآخر ببرود لتردف:
" قول الي عندك "
أرجع ظهره للخلف وهو ينظر داخل عينيها بقوه :
" انا مش هحاسبك على كلامك دلوقتي علشان شكلك تعبانه  "
أرتفع جانب ثغرها بسخرية لاذعة من كلامه لتسمعه يكمل :
" في قضيه رأي عام اتحولت على مكتابنا وأنا قررت محدش هيمسك القضية دي غيرك ، ودا ملف القضية"
أنهي كلامه وهو يضع ملف القضية أمامها
نظرت سيسيليا للملف أمامها بجمود قبل أن تردف بلا مبالاة:
" انا مش جاهزه أمسك أي قضية دلوقتي و محتاجه أخد إجازة "
ارتفع جانب ثغره بسخرية قبل أن تتحول إلي ضحكات عاليه مليئه بالاستخفاف بكلامها :
" اقرأي الملف يا سيادة المحاميه وبعد كدا نكمل كلامنا "
أرتفع جانب حاجبيها وهيا تضغط فوق شفتيها من الداخل قبل أن تهز رأسها و تتناول ذلك الملف بين يديها لتقرأ ما يحتويه بتمعن.
وما أن انتهت من قرأته و ارتسمت ملامح الصدمه فوق وجهها وتهمس بتساؤل :
" أمتي حصل الكلام دا ؟ "
أجابها وهو يحرك القلم بين يديه وهو ينظر أمامه في الفراغ وكأنه بفكر في شئ ما :
" من يومين "
أغلقت الملف وتضعه أمامها وتهمس بفضول:
" محتاجه أعرف منك معلومات أكتر  و إزاي بيقول أنها قضية قتل شرف"
اغمض عينيه وهو يتذكر تلك المجزرة التي حدثت من يومين فقط و بشاعه صور الضحيه وكيف تم قتلها ومن من ؟ كل ذلك جعل بعض الشفقه تتجمع بداخله تجاه المجني عليها :
" الجاني محمود إسماعيل قتل أخته و بيقول أنها تستاهل القتل علشان ماشيها كان شمال ولما معرفش يمسك عليها حاجه قرر يقتلها بحجه أنه لسه مش هيستني لما تحط رأسهم في الطين و أم الجاني و المجني عليه شهدت معاه أن بنتها فعلاً تستاهل القتل وأن أنها جاهزه تستغني عن القضية وحق بنتها بس أبنها ميحصلوش حاجه "
شعرت سيسيليا وكأن دلو ماء بارد سكب فوقها ليذكرها بماضيها وما فعلته والدتها معاها ومع اختها لتتجمع الدموع داخل ملقتيها.. فلما ذلك الجرح الغائر لا يلتأم ولما كل شئ حولها يصر أن يضغط فوق جروحها ليذكرها بحقيقتها المخجله .
أسندت فوق المكتب وهيا تسحب أنفاسها المسلوبه لتحبس تلك الدموع بداخل ملقتيها و ترسم الجمود ببراعه فوق ملامحها  فمن يراها يقسم أنها صنم لا يتأثر بشئ 
ابتلعت تلك الخصه التي تشكلت بحلقها بمرارة وهيا تهمس ببرود:
" بس انا مش هقدر أسافر الجنوب"
أردف بتسأل:
" المانع ؟ "
صمتت فهيا لم تعتاد أن تحكي لأي أحد ما يحدث بحياتها حتي فهيا تري ذلك يضعفها و يجعلها عاريه أمام الجميع لذلك أحاطت نفسها بأسوار عاليه واثقه أن لا أحد يستطيع كسرها
أكمل كلامه بعملية:
" تمام يبقي اتفقنا تجهزي نفسك علشان هتسافري الليله علشان ميعاد المحاكمة قرب "
" بس.. "
قاطعها برسميه مليئه بالأوامر :
" إحنا هنا مش بنلعب يا سيادة المحاميه تقرري أمتي تشتغلي وامتي لأ ولو مش عاجبك اتفضلي بس متنسيش أني أقدر مخليش أي مكتب محاماه يقبلك ويبقي انتِ الي بتهدي كل الي بنتيه السنين الي فاتت بنفسك "
ضغطت فوق شفتيها بقوة حتي أدمتها وهيا تردف بقسوه :
" تمام يا علي بس متنساش أن أنت الي قررت تتحداني و متنساش إلي شغل مكتبك و خلاه يوصل لأكبر مكتب محاماه في مصر كانت مين بس براحتك انت الي قررت و بالنسبة لسفر فأنا هسافر الليله اشوف القضية ودا علشان انا عايزه أجيب حق البنت الي ماتت ... عن اذنك "
أنهت كلامها وهيا تحمل حقيبتها فوق ذراعيها وتقف برشاقه ليظهر طولها المهيب و المتناسق مع  تضاريس جسدها ببراعة الذي اظهرتها بدلتها البيضاء.
لم يستطع علي أن يخفي نظره الإعجاب التي ارتسمت بعينه وهو ينظر لكل أنش بها  فهيا جذابه بشكل يسلب الأنفاس ويحق لها كل ما تفعله ، هيا فقط من يحق لها التصرف معه بتلك العجرفه
اتجهت لمكتبها و وضعت حقيبتها فوقه وهيا تبحث في أدراجها عن شئ ما .
وما أن وجدته حتي زفرت براحه وهيا تضمه الي أحضانها
___________________________________________
أقترب من مصدر الصوت الذي جاء من أسفل السرير ليميل بجذعه العلوي و ينظر فرأها  تضم جسدها الصغير الذي يرتعش بشدة وتضع يدها فوق فمها وتبكي بصوت وهيا تغمض عينيها بقسوة
شعر بجسده يتصلب من هول ما يراه وكأنه شل تماماً !
أقترب منها ببطء وهو يمد يده بتردد ناحيتها لكي لا تخف منه
انتفضت هيا للخلف وهيا تنظر له بخوف كبير ارتسم فوق ملامحها ببراعة وكأنها تري ملك الموت أمامها .. وما أن لمست يديه يديها حتي صرخت بصوت عالي وهيا تتبعد أكثر لداخل وما كادت أن تفعل ذلك حتي سيطر جابر علي جسدها بين يديه القويتين ليقربها إليه وما أن استطاع إخراجها من أسفل السرير حتي ضمها لحضانه لعله يبث الأمان بداخلها ف رؤيتها هكذا جعلته يشعر بالعجز
ضمها لحضانه بقوه وهو يربط فوق شعرها بحنان مع زيادة تخبطها بين يديه ليضغط فوق جسدها أكثر قبل أن يقرب شفتيه من أذنها و يردف ببحته الرجوليه بحنان:
" هششش.. أهدي.. أهدي انا هنا جنبك محدش هيقدر يأذيكي "
أنهي كلامه وهو يمسد بيديه برفق فوق طول ظهرها ولكن رغم ذلك لم يتوقف صراخها و تخبطها الشديد بين يديه ليحملها بين يديه وهو يضعها فوق الفراش و يصرخ بأم منصور :
" هاتيلي كل الأدوية الي الموجوده عندك يأم منصور بسرعه "
ثبت جسدها بين أحضانه فوق الفراش وهو يسيطر على جسدها المنتفض بقوه وما أن أحضرت له أم منصور ما طلبه جاي أردف:
" تعالي امسكيها لحد ما اديها حقنه مهدئ "
نظرت له أم منصور ببلاهه ليصرخ بها :
" اخلصي تعالي امسكيها انتي هتتفرجي عليا "
اتجهت له من الجهة الآخر من الفراش وهيا تثبت جسد تلك الصغيرة بجسدها الضخم
أخرج جابر جميع الأدوية أمامه وهو  ينظر لهم حتي وجد مبتاغه ؛ أمسك تلك الحقنه بين يديه وهو يملئها ليحقنها بها سريعا في ذراعها
وما أن انتهي حتي تباطئت حركات نور تدريجياً و أغلقت جفونها
____________________________________________
أوقفت سيارتها أسفل البنايه وهيا تضع رأسها فوق المقود بتعب وتأخذ أنفاسها المسلوبه ببطء
مرت الثواني التي سرعان ما تحولت إلى دقائق لتقرر اخيرا النزول من سيارتها وهيا تصعد إلي الطابق الرابع وما أن خرجت من المصعد حتي وجدت باب شقتها مفتوح على مصراعيه لتشعر بالرعب يتسرب بداخلها بضراوة لينهش بها
اقتربت بخطوات ثقيله من منزلها وهيا تسند فوق الباب و تنظر لكل من أم منصور ولا تعرف من ذلك الرجل الذي يجلس بجانبها
ابتلعت تلك الخصه التي تشكلت بحلقها بتوتر وهيا خائفه من أن يكونوا فعلوا شئ بأختها وما حدث لأختها يمر أمامها كشريط مسجل ليضعفها أكثر و يجعل قدميها لا تستطيع حملها لتهمس بصوت متقطع:
" نور .. نور فين "
رفعت أم منصور رأسها فور سماع صوتها وهيا تتجه لها سريعًا :
" أهدي يا بنتي .. أهدي أختك كويسه "
نقلت انظارها بين ام منصور و ذلك الشاب ذو الشارب الكبير لترمي حقيبتها بإهمال وتجري لغرفتها ، فتحت باب غرفتها بقوه وهيا تهمس بإسمها لتنصدم وهيا تري كل تلك الأشلاء الصغيره وكأن إعصار هدم غرفتها لتتجه ناحيه أختها وهيا تحملها بين يديها و تهمس بإسمها و تضربها برفق فوق خديها:
" نور .. فوقي...نور "
لتسمع صوت خشن يأتي من خلفها :
" انا ادتها حقنه المهدئ بتاعتها ومش هتصحي دلوقتي"
احتضنت اختها الي أحضانها بقوه وهيا تصرخ به:
" ايــــه الــي حــصــل.. حــد يـفـهـمـنـي ايـــــه الــي حـصـل "
اقتربت أم منصور وهيا تضع يدها فوق يد سيسيليا وتهمس بحنان :
" متقلقيش يا بنتي والله أختك كويسه "
هتفت سيسيليا برجاء وهيا لا تستطيع أن تسيطر على دموعها التي تجمعت داخل ملقتيها :
" ايه الي حصل لنور يا أم منصور فهميني "
أخذت تقص أم منصور عليها ما حدث بالتفصيل وما أن انتهت حتي همس جابر :
" المهدئ الي خدته مش هتفوق منه غير الصبح و هتكون كويسه و أعصابها هديت "
أغمضت سيسيليا عينيها وهيا تقترب من أختها لتقبل رأسها وهيا تحمد ربها بصوت منخفض
حملت رأسها من فوق قدميها لتضعها فوق الوسادة قبل أن تميل بجذعها العلوي و تقبل رأسها بحنان و تضع الغطاء فوقها وما أن انتهت و استدارت لم تجد كل من ذلك الشاب و أم منصور 
خرجت من الغرفه خلفهم لتشير لهم بالجلوس قبل أن تجلس أمامهم وهيا تهتف بصدق :
" أنا حقيقي مش عارفه أشكركم إزاي ومش عارفه من غيركم اختي كان ممكن يحصلها إيه ؟.. انا ممنونه ليكم "
هتفت أم منصور وهيا تقترب من سيسيليا لتأخذها بين أحضانها عنوه عنها :
" انتو زي ولادي يا بنتي متقوليش كدا و ألف سلامه علي اختك و ربنا يطمنك عليها "
أنهت كلامها وهيا تربط فوق شعرها بحنان لم تستطع سيسيليا أن تبتعد عنها و ضراوة عنها تستسلم لذلك الشعور الرائع التي يداهمها بغزارة
أغمضت عينيها براحه و تتمني لو يتوقف العالم قليلاً هنا لعلها تتشبع من ذلك الشعور
ولكن جابر لم يرد عليها فعقله منشغل بتلك الصغيرة وهو ينظر للفراغ وكأنه يتذكر شئ ما.
هتف بصوته الرجولي الخشن الذي يجبر من أمامه على احترامه :
" استأذن انا و ألف سلامة على البرنسيسه "
لم تستطع سيسيليا أن تستجمع شتات أنفاسها لترد عليه .
هتفت أن منصور وهيا تخرج سيسيليا من بين أحضانها :
" انا همشي أنا كمان يا بنتي وانتي أدخلي ارتاحي وهطلع بكره اطمن علي أختك "
هزت سيسيليا رأسها وهيا تشكرها بصوت منخفض تكاد ام منصور سمعته وهيا تخرج من المنزل.
سقطت سيسيليا فوق الأريكة وهيا تسمح لنفسها بأن تسقط الي الهاويه فهيا تشعرها بنفسها محاطه بالظلام كما سقطت دموعها فوق وجنتيها لتحرقهم كما حرقت روحها منذ زمن .
أرجعت ظهرها للخلف وتسند رأسها عليها فهيا لا تستطيع حمله فأصبحت تكره نفسها و تكره عقلها اللعين التي يرحمها ولا يشفق عليها لو قليلا .
ولماذا الألم كان أقوي و أقسي من أن اتحمله ولما علي أن اتحمله بمفردي 
ابتسمت بسخريه مريرة وهيا تتذكر طفولتها و أحلامها .. تلك الأحلام الوردية فأين ذهبت تلك الأحلام من ذلك الماضي المخزي وعقل ينسج ذكرياته من تلك  الذكريات السوداء ، تشعر وكأنها أصبحت امراءة مسنه نالت منها الدنيا حتي تعفنت بها و مازالت لم تزهق روحها
عن أي حق تريد أخذه لصاحبه وهيا لم تستطع أن تأخذ حقها مما نال منها !
____________________________________________
.. يبدوا أن أخطاء الماضي لا تنسي .
أخرجت صوره أطفالها من بين أحضانها وهيا تبكي بقوة و تتلمس تلك الصورة بأصابع مرتجفه ، شهقت بصوت مرتفع وهيا لا تصدق أن أطفالها لم يستطيعوا العيش معاها ..
أخذت تبكي بقوة وصوت شهقاتها يرتفع وهيا تهز رأسها بالنفي وتهمس لعل أحد يسمعها و يرجع أطفالها ل أحضانها :
" سامحيني يا بنتي سامحيني غصب عني "
ازداد صوت شهقاتها وهيا تتذكر  نظراتهم لها وكأنهم يستنجدون بها ، لعلها ترد أرواحهم لجسدهم ولكنها تغاضت عن تلك النظرات و أكملت طريقها غير مهتمه بما حدث لهم.
ومن ذلك اليوم اللعين لما تعد تري ضحكه أطفالها ولم تسمع صوتهم ولم يحادثها أي منهم تفاقم الأمر بسرعه و مرضت ابنتها الصغيرة ' نور حياتها ' و ازداد كره ابنتها الكبري لها.
اشتاقت لسماعهم يندوها.. اشتاقت لكلمه ' ماما ' التي حرمت منها بكل قسوه
ليتها تستطيع أن تقول لهم الحقيقة ، ليتها استطاعت أن تفعل ما فعلته ف العلن صارخه بهم أنهم أطفالها ولكن كانت أجبن من تفعل ذلك ..
كانت لا تريد أن تخسر والدتها فخسرت أطفالها ، وضعوها بين نارين وكان عليها أن تختار .
نظرت ل ألبوم الصور الخاص بأطفالها وهيا تبتسم عندما رأت ابتسامه أطفالها.. كم اشتاقت لرؤيتها و رؤية السعاده في عينهم ف الكسره التي تراها في عينيهم تقسم أن لا أحد غيرها يراها وكل منهم تم كسره بأبشع الطرق .
___________________________________________
.. لا تحاول إسعادي كن شئ لا يؤذيني فقط ...
إرتمت تالين فوق الفراش وهيا تبكي بقوة و تكتم صراخها الشديد ، ألا هذه الدرجة الجميع يراها رخيصه ؟
كيف فعل بها هذا ؟
لا تصدق أنه تعامل معاها كأنها فتاه ليل يقترب منها وقت ما يريد و يفعل بها ما يحلوا له ؟
انتفضت وهيا تجلس فوق الفراش وهيا تفتح عينيها ع مصراعيها قبل أن تضرب نفسها بالقلم فوق وجهها وكأنها تعي نفسها لما يحدث معاها ..
وما أن أدركت أنها بالفعل شئ رخيص أزداد هطول دموعها التي تحرق وجنتيها كما حرقت روحها
أخذت تصرخ وهيا تضرب فوق وجهها و قدميها بانهيار وهيا تتذكر كيف نظر لها قبل أن يذهب ..شعرت وكأنها تقف أمامه عاريه !
___________________________________________
" أدخل"
هتف بها إلياس وهو يسند رأسه فوق كرسيه
تقدمت عشق بتوتر وهيا تهمس بصوت خشن :
" بلغوني أن حضرتك عايزني "
اعتدل إلياس في جلسته وهو يردف بأمر :
" تعالي لم حاجتي إلي على المكتب هنا وكل المستندات الي علي المكتب تجبها و تيجي ورايا عندنا مشوار لازم نروحه "
هتفت عشق بصوت منخفض بغيظ وهيا على وشك البكاء :
" هو مينفعش تروح مشاوريك لوحدك "
وقف إلياس وهو يحمل جاكيت بدلته ليرتديه قبل أن يتجه للخارج تاركاً إياها تنفذ ما أمرها به.
__
جلست أمام المقود وهيا تنظر في مرآة السيارة فلم تجد أي عربيه خلفهم.. فهمست وهيا تدير المِقْوَد ' عجلة القيادة ' :
" هو مافيش أي حد من عربيات الحراسه هيجي معانا  ! "
ضحك إلياس بصخب و كأن المكان حوله اهتز لصوت ضحكاته الرجوليه .
اتسعت حدقتي عشق بإعجاب وهيا تري ضحكته في المرآة و تسمعها صوتها لتشعر بدقات قلبها تتصارع ألا يكفيها وسامته التي تهلكها لتزيد ضحكاته الأمر عليا .. لما عليه أن يكون عليه بتلك الوسامه ؟
همسات بحقن و صوت منخفض:
" ياما نفسي أخلي أمي تشوف الرجاله إلي بجد بدل العرسان الغريبه الي بتجهالي "
انتشالها من أفكارها صوته وهو يقول بسخرية:
" لا كفايه عليا انت تحرسني ولا ايه يا سبع "
ارتسمت ابتسامه فوق شفتيها وهيا تشعر بالجنون مما يحدث حولها فإذا كانت متهوره فهذا الرجل الجنون بحد ذاته .
حمحت بقلق وهيا تهمس بتساؤل:
" هو إحنا رايحين فينا كدا يا باشا "
" أطلع على البيت "
همست بطاعه والأمل ينشر أنواره بداخلها بأن هذا اليوم سينتهي :
" حاضر يا باشا "
وبعد مده وصلت عشق أمام بوابه حديديه كبيره لتضغط فوق بوق السياره ' كلاكس ' لتجد راجل ضخم الهيئه يهرول ليفتح الباب قبل أن تمر من أمامه لتقف بالعربيه في منتصف الحديقه حيث الخط المحدد لها .
نزلت عشق سريعاً من مقعدها لتسارع بفتح الباب له .
خطي قدمه خارج السياره ليقف بجانبها ولا يفصل بينهما سوي باب السياره فرغت عشق فمها وهيا لأول مره تلاحظ فرق الطول بينهما فهيا تعرف الآن لما تشعر تجاهه بالخوف فهيا تكاد تصل لمنتصف صدره .
ابتلعت تلك الخصه التي تشكلت بحلقها بتوتر و تشعر أن الجو أصبح شديد الحراره حولها لتهز رأسها لعلها تنفي تلك الأفكار بعيدًا عنها لتغلق باب السياره قبل أن تسير خلفه
وجدته يسير نحو قصره ولكن ما كاد أن يصعد تلك السلالم الأولي حتي اكمل طريقها يسارًا في نزله ضيقه لم تلاحظها من قبل لتسمعه يهمس بأمر و نبرة صوته تقسم أنها أصبحت أكثر خشونه و رعباً :
" تعال ورايا يا إبراهيم "
وقفت مكانها وكأن قدمها تسلبت في الأرض و ترفض التقدم نظرت لظهره الذي كاد يختفي من انظارها و أعادت نظرها لبوابه الحديدية وهيا تشعر بشئ بداخلها يحثها على الهرب .
ولكن إلي أين الهرب فهيا تشعر وكأنها مخدر و تريد إتابعه
خطت قدميها للأمام وهيا تتبعه للأسفل لعلها تشبع فضولها التي حتمًا سيقودها الي حتفها يوماً ما .
وما أن خطت بقدميها حتي سمعت صوت صراخ شديد جعلها تنتفض من مكانها و صرخه صغيره خرجت منها قبل أن تضع يدها فوق فمها لتمنعها و تنظر حولها بترقب
اتبعت ذلك الصوت التي وجدته يأتي من أحدي الغرف فذلك المكان ما هو إلي غرف كثيرة مرتبه بجانب و أمام بعضهم فوجدت باب الغرفه الثالثة مفتوح و ذلك الصراخ يأتي منها
رفعت رأسها وهيا تنظر بداخلها قبل أن تفتح عينيها على مصراعيها بصدمه و شعور الخوف ينهش بداخلها بضراوة رفعت يديها  الإثنين فوق فمها برعب حقيقي و نظرها مثبت فوق ذلك الرجل الضخم الذي مكبل فوق كرسي يماثله في الصخامه بسلاسل حديده بإحكام و الكثير من الأسلاك تتصل برأسه و أمامه يقف إلياس يضع يديه في جيب بنطاله بغرور و لا مبالاة لتسمعه يهتف بقسوة:
" بطل تصوت زي النسوان يلا "
اقتربت عشق من إلياس بتردد ولكنها بقت واقفه بعيداً عنه بمسافه لا بأس بها قبل أن تستجمع شجاعتها  و تردف:
" هو عمل إيه يا باشا "
رفع أكتافه لأعلي ببساطه :
" كان الحارس الشخصي بتاعي قبلك يا إبراهيم بس في الآخر اكتشفت أنه جاسوس و بينقل معلومات العملاء بتوعي للي مشغله الكلب "
شعرت أنها تتهاوي بداخلها وهيا تري مصيرها أمامها ، كانت تخشي الموت يلا السخرية فالموت سيكون رحمه لها مما سيحدث معاها.
اتعترف له و تقول له كل شئ وحينها ستأكل من قبل تلك الأفعي أم تنتظر موعد تعذيبها و تعيش حياتها على ذلك الكرسي وتلك الأسلاك في رأسها
انتفضت عشق بخوف وهيا تتراجع للخلف عندما رأت إلياس يتحرك لتجده يجلس فوق كرسيه و يضع قدم في الآخر قبل أن تسمعه يهمس بأمر :
" أمشي انت يا إبراهيم و تكون عندي بكره الساعه 7 "
لم تستطع أن تستجمع شتات نفسها فلم ترد عليها وهيا تفر هاربه من ذلك المكان وهيا تشعر بعقلها سينفجر ولا تعرف ماذا تفعل
نظرت إلي الشارع الفارغ حولها و ترفع رأسها تنظر لسماء وهيا تهمس بحيره :
" أعمل ايه ؟"
شعرت بأنها تختنق لتجلس فوق أحدي المقاعد العامه وتنظر للأسفل و عقلها لا يكف عن التفكير بأي لعنه أوقعت نفسها بها ومن أين المخرج لها
قاطع أفكارها المتضاربة صوت رنين هاتفها ، أخرجته من جيب بنطالها لتجيب وما كادت أن تسأل من حتي أتها صوت لعنتها الأخري :
" انا لحد دلوقتي صابر عليك ومش عايز أذيك ، فين المعلومات الي طلبتها منك ؟ "
شعرت بالخوف يدب في أوصالها لتهمس بدون تفكير:
" هو مش بيقولي حاجه والله يا باشا علشان أقولك "
" انت عبيط يلا ولا ايه ؟ يقولك ايه ما تبحث في الملفات الي موجوده في خزانته يا حمار..الي طلبته يكون عندي اخر الأسبوع يأما انت عارف ايه الي ممكن يحصلك "
أنهي كلامه وهو يغلق الهاتف في وجهها غير منتظرا ردها .
صرخت عشق بعجز وهو تضغط فوق الهاتف بقوه ، لا تصدق ما يحدث معاها تشعر وكأنها على وشك فقدان عقلها
____________________________________________
بعد يومين ..
" شوفتي يا أختي الي بنت العمده عملته "
" أصلها بقت بايره "
" دا من ساعه خطيبها إلي سابها في ليله الفرح ومافيش حد عايز يتقدملها من البلد قالت تلف على الدكتور اهو غريب و يسترها "
" اسكتوا لحد من حراسه العمده يسمع الكلام دا و نروح في داهيه "
" مش عارف يلم حفيدته هيتشطر علينا إحنا "
" متقلقيش يا ثريا دا البلد كلها ملهاش سيره غير حفيده العمده والي عملته مع الدكتور "
سقطت تلك الحقيبة الكبيرة التي كانت تحملها رقيه وهيا تستمع إلى حديث السيدات التي يضعن بضاعتهم فوق الأرض لترفع يدها و تضربها فوق خديها بحسره ، وخوف
لتجري سريعاً لتخبر رب عملها بما سمعته .
___
" أنتِ بتقولي ايه يا وش الفقر انتي"
صرخ بها الجد بغضب وهو ينتفض من فوق كرسيه فور أن انتهت رقيه من حديثها
ابتعدت رقيه للخلف بخوف وهيا تهتف بسرعة :
" يارب عربيه تفرمني لو قولت على ستي حاجه وحشه بس دا الي سمعته يا عدنان بيه "
قذف القهوه من يده ليسقط فوق الأرض و يتحطم لاشلاء صغيره وهو يصرخ بأعلى صوته :
" تاخدي حماده و تروحي تجبيلي الدكتور دا من رقابته "
هزت راسها وهي تقول :
" حاضر يا بيه .. حاضر إلي تؤمر بيه "
صرخ بها بنفاذ صبر:
" اخلصي انتي لسه واقفه عندك "
وما أن خرجت رقيه من المنزل حتى صرخ الجد بصوت جهوري يملئه الغضب :
" تــالــيــن.. تــالــيــن "
أستمر في صراخه بأسمها وهو يصعد لأعلي حتي وقف أمام غرفتها ليفتح الباب على مصراعيه بقوه ليجعله يتصادم مع الحائط مصدراً صوت عالي .
انتفضت تالين من فوق فراشها وهيا تمسح دموعها من فوق خديها بسرعه وهيا تنظر لجدها بقلق :
" في إيه "
اقترب الجد منها و شرارت الغضب تطاير من عينيه ليجعل الرعب يبث بأوصالها ليضغط فوق ذراعيها بيده بقسوة وهيا تشعر أن أظافره تخترق لحمها أغمضت عينيها بألم لتسمعه يهمس بتسائل:
" في حاجه بينك وبين الدكتور "
صرخت بألم وهيا تجاهد لتبعد يدها من بين براثن يده و دموعها تتدفق بشدة فوق وجنتيها .. صرخ بها :
" انطقي .. في حاجه حصلت بينك وبين الدكتور "
صرخت تالين به بغضب وهيا تبعد يدها عن يدها ولكن فشلت وهيا تشعر بتخدر في يدها من شدة ضغطه عليها :
" اسأله ؛ أنت جاي تسألني أنا ليه .. من اول يوم ليه هنا وانا بقولك اطرده "
رفع الجد يده الأخري لينزلها بقسوة و قوة فوق خديها وهو يهمس بفحيح :
" يا فاجره ، ما انتي زي أمك وأنا الي كنت فاكر علشان ربيتك على أيدي هعرف أربيكي بس دم امك القذر ماشي جواكي "
شهقت تالين بقوه وهيا تفتح عينيها بقوه وهيا لا تصدق أنه الآن يشبها بوالدتها بعد كل ما فعلته لأجله بعد أن وقف حالها بسببه و تحملت فقط كي لا يشبها بوالدتها يأتي الان وبكل بساطة يقول إنني مثلها
صمتت وهيا تشعر بالعجز يستولي عليها لتجده يسحبها خلفه للأسفل كما يسحب الراعي ماشيته لذبحها بأكثر الطرق قسوه
حتي وإن تعافي الإنسان ونسي كل شئ ، ستبقي معه تلك اللحظة التي أشفق بها على نفسه ، ستبقي راسخه في ذاكرته للأبد كندبة لا يمكن شفائها أو تجاوز بشاعتها  .

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا