رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس 6 بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس 6 بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس 6 هى رواية من كتابة لقاء عمرو رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس 6

رواية بين براثن متملك الياس وعشق بقلم لقاء عمرو

رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس 6

الفصل السادس _ اضطراب _
" إيه إلي حصل يا سيسليا وصل نور للحاله دي "
هتفت بها هناء بسخط وهي تنظر ل سيسليا بإتهام
ابتلعت تلك الخصه التي تشكلت في حلقها وهي تكاد تلتقطت أنفاسها المسلوبة فهي كادت أن تفقد اختها للمره الثانيه وظهر الألم مرتسم في ملقتيها بوضوح قبل أن تخفيهم سريعًا و تعاود الي غرورها ..
وأخذت تقص عليها ما حدث بينها وبين ما تسمي والدتها دون أن تخفي شيئا خوفًا من أن يصل لأختها الاذي
هزت هناء رأسها دبلوماسية قبل أن تهتف بسخط يملئه الغضب:
" انا لولا أني عارفه نور بالنسبالك إيه كان هيبقي ليا تصرف معاكي تاني .. مهو مش معقول تبقي بالتهور دا و تتكلمي عن الحادثه قدمها وانتي عارفه كويس أوي أنها لسه متعافتش.. الي بيحصل بينك وبين مامتك دا بعيد عن نور تمامًا عايزين تحلوه أو لأ شئ ميخصنيش انا الي يخصني اختك الي رجعت لنقطة الصفر تاني وكأننا معملناش أي حاجة.... انا مضطرة اخد نور معايا للمستشفى بعيد عن الهبل إلي بيحصل هنا دا "
ارتجفت شفتيها بشدة وهي تفتحها تنوي الكلام ....حاولت مره اخرى... إلي أن قالت في النهاية بصوت جامد متصلب:
" مش هقدر وأنتي عارفه كدا كويس .. الي حصل دا غصب عني ... أوعدك أنه مش هيتكرر تاني "
همست هناء بقسوة:
" مش هحط إحتمال أن أختك تتعرض الي اتعرضتله دا تاني.."
تابعت بصوت أكثر اختناقاً لكن لا يخلو من الحنان وهي تضع يدها فوق كتفيها:
" سيسليا..بصيلي "
اغضمت سيسليا عينيها بقوة قبل أن تستدير لها و تنظر داخل ملقتيها لتشعر بدفئ يحيطها دفئ افتقدته منذ وقت طويل فتابعت هناء بتلقائية:
" أنا فاهمه كويس أن الي مريتي بيه منكش سهل حد يستحمله ومع ذلك لسه واقفه على رجليكي و عارفه أنها اتعدت حدودها اوي بس مش بعد كل الي عملناه نرجع نور لنقطه الصفر تاني وكأننا معملناش أي حاجة.. أنتي اكتر واحده فينا نفسها ترجع تتكلم و تتعافي تاني بس دا محتاج حاجات كتير اوي نضحي بيها مضطرة انك تتعاملي مع مامتك وكأن مافيش و نهدي الدنيا حوالين نور لحد ما ترجع كويسه تاني لأن بيحصل دا غلط "
ابتلعت سيسليا ريقها وشعرت بنفسها تتهاوي في وقفتها .. إلا أن سقوطها لا يتوقف ٫ بينما جسدها ثابت لا يتحرك
حدقت عينيها بغضب أكثر و ساد صمت قصير بينهما ، إلي أن وصلها صوتها تقول بجفاء:
" الموضوع دا منهي منه و بلاش تفتحيه تاني "
تنهدت هناء بيأس فهي لا تعرف ماذا تفعل فكلا الاختين متضررين بما فيه الكفاية ولا تستطيع أن تتحامل على أحدهم فكل منهم لديها ما يكفيها...الفارق الوحيد بينهم أن كل منهم صنعت جحر تختبئ به مختلف عن الأخري ليحمي المتبقي من روحهم المستهلكة..
هتفت سيسليا بعد لحظة صمت مشحونة ...و بصوت خفيض مخيف شرس :
" هخدها ونعيش في مكان تاني "
استدرات إليها فجأة بقوة وكأن عقلها لا يستوعب ما تفوهت به لتو... فسألتها بحدة:
" تروحي فين انتي كمان... انتي اتجننتي"
لم تتحرك من مكانها وهي واقفة تنظر إليها بهدوء مريب و ملامح جامدة...ثم قالت بصوت لا يحمل أي تعبير:
" أي حته.. مش هتفرق .. المهم أبعدها عنهم "
نظرت إليها و ساد صمت قصير بينهما وهناء تفكر بالأمر بينما سيسيليا قد اتخذت قرارها بالفعل
إلا أن تنهدت هناء بصوت عالي ثم قالت بخفوت:
" في شقة كنت عايشه فيها مع ماما قبل ما تتوفي و اتجوز أنا.. خدي مفاحتيها و اقعدي فيها لحد ما تلاقي مكان كويس تسكني فيه .. قولتي إيه "
ابتسمت سيسيليا لها ابتسامة جميلة إلا أنها كانت ابتسامة خالية من الروح...وقالت ببساطة:
" ماشي... أشكرك"
بدلتها هناء الابتسامه بحنان قبل أن تقترب منها وتحضتنها و تربط فوق شعرها وكأنها تريد بث الدفئ بداخلها ولكن كما العادة لم تبادلها سيسيليا الاحتضان فقط تقف کالجثة الهامدة فيبدو أن ما حدث لأختها لم يؤثر على نور فقط    
____________________________________________
أبعدت نظرها عن الطريق أمامها لتنظر لأختها وهي تضع رأسها فوق ساقيها وبين أحضانها لتشدد سيسيليا علي احتضانها أكثر وكأنها أغلي ما تملك قبل أن تميل وتقبل جبينها بينما أختها سرقها الظلام بعيدا عنها وكأنها ترفض أن تستيقظ حتي يتناسي عقلها ما حدث مجددا
عاودت رفع رأسها لتتقابل عينيها مع عيني صديقها بلال في المرآة لتري نظره غريبة لم تستطع تفسيرها يوماً ولم تهتم قبل أن تنقل نظرها الي صديقتها أسماء التي تجلس بجانبه و تنظر للخارج فهم كانوا الاكثر الاصدقاء قرابه منها وطلبت منهم أن يساعدوها في التنقل فهي لا تستطيع أن تسوق وهي تشعر بجسدها بأكمله يرتجف من الداخل..
نظر بلال إليها من مرآة السيارة ولا يعرف كيف لها أن تحتل جوارحه بتلك الطريقة... خمس سنوات يهيم بها عشقًا في الخفاء وكأنه مراهق خائف من أن يكتشف حبه أحد... لا يتملك الشجاعة الكافية لمواجهتها بعشقه بضراوة و فعل الكثير لكي يجعل قلبه يحب غيرها ....بينما عينيه وقلبه يأبا أن ينصعا له وكأنها تمركزت و احتلت عرش قلبه بكل جدارة دون رحمه منها ...
همس بصوت حنون وعينيه لا تفارقها:
" ألف سلامة علي نور هانم يا سيسليا"
تفحصته سيسليا بعينين ضيقتين قبل أن تقول بلامبالاة :
" الله يسلمك  يا بلال .. أشكرك تعبتك معايا"
نظرة واحده الي وجهها البارد  و عينيها الجليديتين كانت كفيلة بأن تزيد حزنه ثم قال بصوت غريب :
" تعبك راحه .. المهم تكون اختك وانتي بخير"
هتفت أسماء بعد أن استمعت للحديث الذي دار بينهم :
" ربنا يتمم شفاها على خير"
سحبت نفسا حادا قبل أن تردف:
" يارب "
و ألتزمت الصمت ملجأ لها وهي تعاود النظر لأختها بألم وهي تتنهد بقوة
إلي أن شعرت بالسيارة تقف أمام بنايه قديمه بعض الشئ تتقطن في حي لم تظن في اسوء كوابيسها أن قدميها ستطئ بداخله يومًا ولكن أي شئ بعيد عن كل ما يخص عائلتها فهو نعيم بحد ذاته
نظرت أسماء للمكان حولها بقرف وهي تقول غير مصدقه:
" انتي متأكدة  انك هتعيشي هنا ؟؟ "
لم تستدر إليها سيسليا خاصة وقد رفعت ذقنها عن قصد وهي ترمقها بنظرة متعالية غير مهتمه بذرة بما تقول  وهي تقول بعدم إهتمام:
" أهي فترة لحد ما أشوف مكان تاني نقعد فيه "
أكملت بقسوة وصوت خافت وهي تخاطب نفسها بدون صوت :
" المهم أختي تبقي بعيدة عن كل حد عايز يأذيها"
نزل كل من بلال و أسماء من السيارة ومن ثم لحقت بهم سيسليا وهيا تسند أختها الذي تبحر في بحور الظلام قبل أن يقترب منها بلال وهو ينوي حمل نور وما كاد أن ينخفض ليحملها حتي شعر بيد تدفعه للخلف بقوة!
___________________________________________
أمام محل الجزاره الخاص به يجلس فوق كرسيه ويضع قدم فوق الأخري ببهاء وهو يرتدي جلباب أبيض نظيفه غير الأخري التي امتلئت بالدماء و يده تحتضن أرجيلته الذي يرتشف منها بهدوء وهو ينظر للماره أمامه ليلفت نظره السيارة السوداء الي وقفت أمام بنايته والتي تدل على فخامة مالكها والتي يستحيل أن ينتمي لذلك الحي....ثم أردف بصوت جهوري :
" واد يا محسن .. انت يلا "
هتف المدعي بسرعة وهي يقترب من رب عمله بخضوع:
" إيه يا حج جابر"
أخرج الأرجيلة من فمه وهو يقول بتسأل:
" متعرفش مين البهوات دول "
نظر محسن الي ما ينظر إليه رب عمله و رئيسه وأخذ يتمعن بهم قليلاً:
" اول مره أشوفهم في المنطقة"
هز رأسه تأكيدًا وهو يتشرب من أرجيلته و يتابع نزولهم من السيارة حتي وجد واحده منهم تحاول حمل فتاة أخري تبدو مخدرة وكأنها في عالم غير عالمنا ليجد ذلك الرجل يقترب منها ليحملها.... ومن ثم انتفض في جلسته ويدفع ارجيلته بعيدًا عنه
ولم يشعر إلا بخطواته التي تتسابق الريح في سرعتها ويضع يده فوق صدره و يدفعه للخلف بقوة .. قال بحدة من بين أسنانه بصوت خفيض شرس :
" عنك يا روح أمك....إذا مكنتش الأرض تشيل البرنسيسة تشلها رموشنا"
ولم يستدر ينظر إلى الفتيات ولم يهتم بتبرير له ما فعله... وقال بصوت عالي أجش :
" يا أم منصور.. انتي يا وليه "
لتخرج السيدة المعنية سريعاً من منزلها وهي تضع حاجبها فوق راسها قبل أن تقول بطاعة:
" خير يا حج جابر"
لانت ملامحه قليلا :
" كل خير يا أم منصور...كل خير... معلشي يا أم منصور هنتعبك معانا شيلي البرنسيسة مع الأستاذة"
هتفت بموافقه سريعاً وهي تقترب من سيسليا لتحمل معاها نور لداخل البناية التي تسكن ام منصور طابقها الأول.. قبل أن يتبعها كل من أسماء و بلال الذي رمق جابر بنظرات متعالية بينما هو نظر له بلامبالاة وكأنه لم يهتم برأي أحد به وهو يردف بسخرية:
" دا واضح أن ورا الحكاية حكاية!!!"
قال جملته وهو ينظر لمكان ذهابهم قبل أن ينفض جلبابه و يتحرك الي قلعته  " الجزاره "
___________________________________________
جالسه مكانها في  رواق المشفي الطويل...
تميل إلا الامام وهي تستند بمرفقيها الي ساقيها ...نظراتها لا تحيد عن الأرض .. بينما في صدرها نفسا يتردد كالمرجل
علي الرغم من أن الطبيب قد طمئنها أن حالته مستقرة مجرد اغمائه بسيطة و سيستيقظ خلال ساعات ..
إلا كأنها كانت في عالم أخري وكأن روحها سحبت منها وهي لا تستوعب ما مرت خلال الدقائق التي مرت عليها كأنها سنين .. تقسم أنها شعرت أنها تموت في الدقيقة ألف مره ..
اهتزت حدقتيها بخوف و الدموع كأنها تيبست بهم ترفض السقوط الآن
FB
نظرت حولها برعب و تستع ملقتيها بخوف وهي تتحسس الاسياج الحديديه الموضوع حولها بإنتظام لتحاول أن تقف فوق قدميها لتتصادم رأسها بالحديد من فوقها قبل أن يضيئ إضاءة جانبيه خافته ليتضح لها أن توضع في " قفص حديد" فرغاته ملئت بالحديد الصلب و ترك جزء طويل من جانبي القفص فارغ..... ثم ما لبست أن استوعبت ما تمر به حتي صرخت بذعر و خوف وتتخبط بين جانبي القفص لتصرخ بأن ينقذها أحد من بين براثن الموت....
دام صراخها للحظات قبل أن تبتلع الصرخه الاتيه من فمها بداخلها وتتسع ملقتيها على وسعهم وهي تشعر بأنها تتهاوي و روحها تكاد تزهق وهي تري الموت يقترب منها ببطئ علي شكل افعي عملاقة تدخل من ذلك الشق ببطئ يثير الذعر بداخلها لتضع بدها فوق فمها لتكتم صرخاتها وما لبثت أن جلست مكانها وهي تضرب فوق الحديد بقوة حتي شقط يديها وهي تصرخ به بأن يرحمها ولا يفعل بها هذا
لتزداد تخبطها و صرخاتها و ضربها كلما رأتها تقترب منها وتخرج فمها بشكل أوقع قلبها أسفل قدمها لتصرخ بصوت عالي لعلي أحد يسمعها:
" هعمل إلي أنت عايزه.... أقسم بالله هعمل إلي أنت عايزه...بس خرجني"
أكملت برجاء خافت وهي تشعر أنها ساعتها الأخيرة لها في هذا الدنيا الغير عادلة:
" بالله عليك خــرجـنــي.."
لتلفتت لتجد الافعي لا يفصل بينهما شئ يذكر وما كادت أن تفتح فمها لتدغها حتي شعرت بأيدي تنتشلها من الداخل و تغلق الباب سريعًا ......ثم شعرت به يدفعها بعيداً عنها فوق الأراضي بقسوة
سكنت مكانها وهي تنظر للأرض بذهول ولا تصدق انها مازالت حيه وأن نفسها مازال يدخل و يخرج من رئتيها وهي تتذكر فتح فم الافعي أمامه لتشهق في البكاء سريعًا وتتدفع للخلف بذعر لتهرب لأقصى ناحيه في الغرفة....
رفعت نظرها لتتصادم نظراتها مع نظرات رجل آخر غير الرجل الذي أتفق معاها مسبقاً لتسمعه يهدر بخشونة:
" قومي يلا "
تابع كلامه وهو يقترب منها لينتشلها من جلساتها بقوة لتقف فوق قدميها التي أصبحت غير قادرة علي حملهم لتشعر بشئ أسود يضع فوق عينيها ليمنع عنها الرؤية....ويده تتناول ساعدها بقوة وهو يشدها خلفه لمكان لا تعلم الي ما تأخذها إليها قدميها حتي شعرت به  يدفعها لداخل السيارة ليجلسها بقسوة ثم سرعان ما جلس بجانبها..ثم قال بأمر:
" أطلع"
كلمه واحده فقط قبل أن تشعر بالسيارة تسير بسرعة جنونية لربع ساعة حتي وقفت لتشعر بأحد يدفعها لخارج السيارة ليصتدم وجهها بالطريق بقوة حتي خدش جانب وجهها ولكن ألم ما تشعر به بداخلها فاق شعورها بألمها هذا ..
أزاحت القطعه السوداء من فوق عينيها لتنظر حولها بتوجس خائفه من أن يفعلوا بها شئ اخر لتجد نفسها أمام البنايه التي تركت إلياس فاقد للوعي خلفها لتجر قدميها التي أصبحت كالهلام لتجده كما تركتها فاقداً للوعي وسيل من الدماء يسير فوق وجه بدأ من رأسه لتقترب منه بخوف وهي تدفعه برفق لعله يفيق:
" إلياس... إلياس"
ولكن دون جدوى لم يقابلها سوي الصمت لتتنهد بقوة قبل أن تقترب منها لتحاول أن تجعله يستند فوقها لتسير به لخارج الطريق لعلها تجد أحد يساعدها
EB
أغمضت عينيها بقوة وهي تعود من ذكرياتها التي لم تمر عليها سوي دقائق إلي منظر الماره أمامها
تحملت فوق ساقيها وهي تسير لتخرج من المستشفى لعلها تخرج من تلك الحياة التي وضعت بها نفسها لعلها تبعد عن كل ما يخصه و ترجع لحياتها من جديد فهيا لم تكن تريد شئ سوي العمل... حتي الأمنيات العاديه تأتي عندها لتصبح مستحيلة... لتسير بدون هواده ولا تعرف إلي أين المفترض أن تهرب ؟؟
وقفت أمام موقف الحافلات لتجلس وهي تضم قدميها لصدرها و تنظر أمامها بشرود
شردت لحظه!! ..تليها لحظه.. وأصبحت اللحظات ثواني سرعات ما تحولت لدقائق لتصبح ساعات تجلس مكانها و تنظر أمامها بعمق لنقطه لا تعرف أين تقبع نهايتها...قبل أن ترفع يدها بالهاتف لتضغط فوق عددة أرقام ليأتيها صوت ريم بسعادة :
" حبيبي..هااا.. قوليلي اول يوم ليكي في الشغل كان عامل إيه ؟؟ "
: " تعالي انا عند موقف الاتوبيسات محطه٭٭٭٭ "
أنهت كلامها جملتها بقنوط وسرعان ما غلقت الخط دون كلمه أخري
__________________________________________
دخل أدهم غرفته و ينظر يميناً و يسارا في أرضية غرفته فهتف بحنق:
' ملك مشوفتيش الكرة الصفرا بتاعت شاهندة "
اغضمت عينيها بقوة....بينما يدها على جانبها الأسفل معدتها لم ترد بل ظلت علي حالتها وهي ممسكة بجانب بطنها...و حاجبيها منعقدين..
أعاد أدهم بأمر بلهجة أكثر شدة :
" ملك قومي شوفي شاهندة مش مبطلة عياط "
لكن ملك انحنت للأمام قليلا وهي تطبق جفينها بشدة ...وتعض على شفتيها السفلي..ثم هتفت فجأة بصوت مختنق:
" أدهم... انا مش قادره "
اختفت الصرامه و الازعاج عن ملامحه في لحظة وهتف يقلق :
" ملك....حسه بأيه"
أزداد انحنائها للأمام وهي تكتف ذراعيها فوق بطنها هامسه بإختناق :
" حسه  بـسكاكين في جنبي ... الحقني"
هتف أدهم بقلق و انتابه الخوف من خسارتها هيا الأخري فلم  يتعافي من خسراته الأولي بعد :
" قومي معايا ...خلينا نروح لدكتور "
نهضت بصعوبة ...ولكن ما أن وضعها ثقلها على قدميها حتى صرخت ألما و سقطت على الفراش غير قادرة على الوقوف
إلا أن أدهم كان أسرع منها وهو يتلففها بين ذراعيه صراخًا إسمها بذعر حقيقي تلمسته في صوته ..
وضع ذراعه تحت ركبتيها ليحملها بقوة و يضمها الا صدره .....
حينها ام يتمالك نفسه من الهمس بذلك الشعور الذي سري في جسده كالعدوي :
' ليس انتِ الأخري '
____________________________________________
وقف أسيد وهي يرتدي قبعة صفراء أمام ' بريمة 'كبيرة تندسر في الأرض و تدور وكأنها تستخرج شئ من جوف الأرض !!
وضع يده أسفل وجه بحنق و يأس ويهمس بحنق :
" مني الله.....يوم ما قولت عايز اطلع مهندس بترول... مني الله ."
أكمل وهو ينظر لفريقه الرجالي الذين يجلسون في استراحة لهم ...فهتف بسخط:
" مش كان زماني قاعد مع واحده طريه بدل الخلق الي قاعد معاها دي ... الصبر يارب... أمتي أخد إجازة تاني "
فهتف صديقه يوسف بسخرية وهو يضحك بصخب علي ملامحه وهو يمط شفتيه :
" إجازة !!....يعم دا احنا لسه راجعين منها من كام يوم بس ... انت لحقت "
رفع يده أمامه بنفاذ صبر ...ثم قال بقنوط:
" بقولك ايه يا معقد أنت...سبني في حالي انا مش طايق نفسي "
أقترب منه يوسف ليضع يده فوق كتفيه ويهمس بإستفسار:
" انا مش عارف انت مستعجل ليه ... انت وراك ميعاد مع واحده ولا إيه "
أبعد ذراعيه عنه بقوة .:
" يا أخي بقي ... ابعت أم العينه خلينا نشوف فيها بترول ولا لأ "
أردف أمين بإستفزاز وهو يزيل ماده سوادء عن يده ببرود يستحق جائزة عليه :
" بعتها امبارح يفالح... و النهارده الصبح جالي الرد "
ركض إليه يوسف و أسيد حتي جلسا بجانبه ليقول اسيد بصوت عالي:
" هااا فيها بترول  صح ؟؟ "
تراجع يوسف ظهره للحائط وهو يضع قدم في الآخر بتعالي مزيف:
" انا متأكد أن فيها بترول ... انا إحساسي ميخيبش....مناخيري متكدبش"
نظر إليه أمين بدهشة سرعان ما انقلبت لسخرية وهو يضحك بصوت عالي و يضرب قدم يوسف من أمامه:
" اتنيل .. مافيش بترول لسه "
وكأن دلو ماء بارد سكب فوقه  وهو يعاود النظر إليه :
" ينهار منيل ... أومال ايه ملوخيه دي ولا إيه ؟؟ "
أدرف أسيد وهو يرجع ظهره للخلف بجانب أمين...ثم قال بعمليه:
" إحنا نزلنا 2700 متر ... كان لازم يطلع بترول ؟؟ "
همس أمين وهو يفكر معه :
" إلا لو المنطقه مافيش فيها بترول أصلا ؟؟ "
وقف أسيد وهو ينظر ل اصدقاءه:
" قوموا خلينا نرجع على المعسكر.. لما نشوف الأوامر الي هتجلنا من الشركة إيه.. نكمل حفر ولا لأ "
نظر له يوسف وهو يضرب بقبعته علي الأرض بخيبه أمل:
" يعني ايه .... مافيش أمل أنها تطلع ؟ "
نظر له اسيد بجانب عينيه بسخرية قبل يمط شفتيه قائلا بقنوط:
" قول مافيش أمل أننا نرجع مصر و ناخد إجازة..... يعني ما بين كل حته فيكي يا مصر ملقوش غير الجنوب في الشمس دي و نحفر فيها "
وقف يوسف ليحلق به أمين ليعادوا الي ' المعسكر ' الخاص بهم
نظر يوسف لهم وهم يسيروا أمامه ليحلق بهم ..ثم قال بصوت عالي:
" يجماعة ... انا بيتهيألي أن فيها بترول "
وقف أسيد بجانب و نظر إليه بعمق قبل أن يدفعه أمامه بقوة :
" دي التهيؤات.... ربنا يشفيك "
وما كاد أن يتحرك حتي وقف وقد التمعت بعينيه نظره وميض بسعادة وهو يهتف ل أمين الذي ينظر لهم بحنق:
" بقولك يا أمين... انا حاسس بضربة شمس من الهم الي إحنا فيه دا متحولني على المستشفى الي في مصر"
هز أمين رأسه بيأس وهو يردف بإقناع مصطنع:
" واشمعنا مصر ؟؟ "
همس يوسف ببساطة:
" عشان الممرضات طبعا "
زفر أسيد بغضب وهو يبتعد عنهم :
" هو حد طايل ... مش أحسن من الخناشير الي وشي في وشهم ليل نهار "
فقال  أسيد بصوت أكثر همسا:
" اكبر نعمه في الدنيا هيا الستات "
وقف أمين وكأن تصلب ما أن سمع همسه ليقول بحزن وهو ينظر أمامه بعمق:
" وأنت الصادق.... أكبر لعنة في الدنيا هيا الستات "
أكمل وهو يكمل طريقه دون أن يلتفت لهم:
" دا حتي المثل بيقول في كل مصيبه فتش عن المرأة"

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا