رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الاول 1 بقلم لقاء عمرو
رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الاول 1 هى رواية من كتابة لقاء عمرو رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الاول 1
رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل الاول 1
إلياس آل مهران..
34 عام يلقب بالصياد ....قوي الشخصية، حاد المعاملة قاسي القلب صاحب شخصية قيادية و صارمة جدا ورغم قساوة قلبه لكنه حكيم و ذكي ولم يكن يوما هين مع جنس حواء
عشق الدمنهوري :
شخصية رقيقه القلب ولكنها ليست هينه فهي لا تصمت قبل أن تسترد حقها فهي تعمل بمثل أخذ الحق حرفه ، عنيدة، متسرعة القرارات، متهورة تعشق التحدي و المنافسة تفعل ما تريده وما يخبرها به عقلها ولا تهتم بالنتائج
أسيد المنياوي:
ذكي و داهية يستطيع التحكم بمن حوله بسهولة وكأنهم عرائس يتم التحكم به ...لا يعرف لاستسلام طريق ...له هيبة و سيطرة طاغية علي كل شيء حوله .
سيسليا
25 سنة محاميه ناجحه تعشق عملها وعنيدة بدرجة كبيرة ، تقدس الطعام و النوم ، عصبية في بعض الأحيان ...لا تؤمن بالحب وكل ما تعرفه أن ما هو إلا شئ ساذج يقع به المراهقين ... واثقه كل الثقه أن الحب ليس لامثلها فهي مزيج بين القوة و الضعف و برغم ذلك المزيج الغريب إلا أن ذلك التميز هو ما جعله يقع في عشقها
فارس الشرقاوي : يبلغ من العمر ٢٨ عام ذو شخصية هادئه حكيمة ولكن رغم ذلك فهو بارد بدرجة كبيرة .. فظ الحديث
تالين :
تبلغ من العمر 23 .. طيبة القلب ، تعشق الحرية ولا تحب التقيد بشئ شخصية مزاجية وتعشق ركوب الخيل
ألماس آل مهران :
الاخت الصغري ل إلياس و تبلغ من العمر 30 سنه... عالمه في قسم الكيمياء وتعشق كل ما هو غامض و مثير.. جريئه لأبعد حد .. تري أن أكبر خطأها هو فضولها الكبير الذي يقودها للكوارث
باديس الصقليتان :
( شخصيته هنعرفها مفاجأة مع أحداث الرواية)
الفصل الاول 1
" طبق الرز بلبن الي كان هنا راح فين مين الي أكله"
صرخت تلك الفتاة ذات العيون البنيه الواسعه و التقاسيم البريئة ، جمال هادئ يشبه جمال كثير من بنات جيلها ولكن ' عشق ' بها ما يميزها عن الباقيه بها تلك الرقة و تلقائية التي تجعلك تذوب
و الشعر القصير فشعرها يصل لمنتصف رقبتها
تابعت كلامها وهي تخرج من المطبخ وتقف علي عتبه الباب و تنظر إلي والدتها التي تذرف الكثير من الدموع بفضل ' البصل ' .
نجات وهي ترفع ذراعيها لتزيل تلك الدموع من فوق عينيها و تمنعها من الرؤيه :
" يعني انتي صاحيه من النوم و داخله تدوري علي الطبق الرز بلبن"
هتفت عشق بضجر:
" ماما متوهيش الموضوع طبق الرز بلبن الأخير انا مطمنه عليه امبارح قبل ما أدخل أنام راح فين "
هزت رأسها يميناً و يساراً بيأس من ابنتها :
" اخوكي كله قبل ما ينزل علي الشغل"
هتفت عشق وهي تتناول تلك الحلويات التي تحتضنها بحب:
" هو انتي إبنك ده اي مش مبطل داخل خارج بياكل اي مش حاسس ان في حد غيره عايش في البيت ده "
نظرت لها نجات من أسفل تلك النظارة التي ترتديها بسخرية وهي تراها تأكل بنهب تلك الحلويات التي بيدها وهي تراها تتحدث عن نفسها وليس عن أخيها .
أغمضت عشق عينيها وهي تستنشق تلك الرائحة التي ملئت المكان وهي تتجه ناحيه الباب لتفتحه قبل أن تطرق بقوة فوق الباب المقابل لهم :
" افتحي يا أم ملك قفشتك بقي بتعملي بسبوسه الشيف الشربيني و متزعمنيش.. افتحي يا وليه "
فتحت أم ملك الباب بغيظ مصتنع :
" بسم الله ماشاء الله عليكي يا عشق يا بنتي المفروض يودوكي مع كلاب الحراسات بتاعت الظباط "
هتفت عشق وهي تدخل إلي المنزل ومنه الي المطبخ:
" انا هسامحك بس علشان مش فضيالك دلوقتي "
انهت كلامها وهي تدخل المطبخ لتغيب به دقائق ثم خرجت وهي تحمل بيدها نصيبها قبل أن تتجه للأريكة وتجلس فوقها و تأكل تلك البسبوسه بإستمتاع وكأنها أعزوفه موسيقيه تطرب أذنها بلحن خاص.
هتفت عشق وهي تأكل آخر جزء من نصيبها:
" الآه قوليلي يا ام ملك اي حكاية الوليه الي في الدور السادس دي انا سمعت كده و أعوذ بالله يعني من كلمة سمعت أن جوزها اتجوز عليها من حقه الكلام ده "
أم ملك وهي تنجذب للحديث معاها :
" آه من يومين كده لقيته داخل عليها بضرة"
لتوي عشق شفتيها بحنق:
" أما راجل ناقص بصحيح,كملي يا اختي كملي ، عايزه اعرف الحكاية من أولها"
ردت أم ملك:
" مع انها وليه زينا يا أختي وانا مش بحب اجيب سيرة الولاية بس هقولك ..
مراته يا أختي متفرعنه عليه و عماله تقوله انا معايا شاهدة أعلي من شاهدتك و المفروض تبوس ايدك وش و ضهر أني قبلت بواحد زيك و عماله تتكبر عليه وكانت ممشياه علي العجين ميغلبطوش يقوم هو اي متجوز واحده معاه في الشركة و داخل عليها و قالها أنها مراته لا فوق كل ده هتعيش معاها في نفس الشقه بس لو هيا مش موافقه تروح تقعد عند امها وهو اصلا مش عايزاها بس بيني وبينك هو مش عايز يخليها تطول سماء ولا أرض لا عايز يطلقها ولا عايزاها مخليها شبه البيت الواقف كده وهي يا عين أمها عدمانه عياط من وقتها بس تعرفي بصراحه تستاهل وليه ناقصه هي كمان زي جوزها كانت بتتكبر الواحد و شايفه نفسها "
وضعت عشق الطبق فوق الطاولة عندما أنتهت محتوياته:
" يلا يا اختي ملناش دعوة بيهم دع الخلق للخالق "
أم ملك :
" ايوا علي رأيك يا بت ملناش دعوة علشان إحنا عندنا وليه بس والله راجل ناقص "
هتفت عشق:
" آه والله صحيح "
تابعت وهي تخرج من المنزل :
" يلا سلام يا أم ملك منجلكيش في حاجه وحشه يا أختي "
ردت أم ملك :
" سلام "
دخلت عشق المنزل لتجده والدتها و ملك التي تحتضن طفلتها ' شاهندة ' علي وشك الخروج
:
" انتوا راحين فين"
ردت نجات وهي تاخذ الطفلة من ملك و تحاول تهدأتها لتوقف علي البكاء قبل أن تدفع ملك أمامها للخارج ، و الذهاب لتلك السيده :
" بنت اخوكي شكلها اتلوحت هنروح لأم مؤمن الي في آخر الشارع تردها"
هزت عشق رأسها بتفهم وهي تدخل تاركه لهم المجال ليخرجوا.
زفرت عشق براحه بعد أن خرجوا لتجري سريعاً الي هاتفها وهي تجلس فوق الأريكة ضاربة بكلام والدتها عرض الحائط فهي تريد أن تعرف نهاية تلك الرواية التي تقرأها وماذا سيفعل ذلك البطل القاسي مع تلك البطلة الرقيقة .
وبعد مده رمت الهاتف علي الأريكة بغضب : أنا مش فاهمه بجد هي كاتبه الرواية دي ناويه تحرق اعصاب أمي ليه ، حسبيا الله ونعم الوكيل في ده بطل بجد .. أوف يا جدع .. انا مش فاهمه يعني كسبت اي لما حرقة أعصابي كده
تابعت وهي تشد شعرها بغيظ من تلك النهاية المفتوحه التي لا تحبها أبدا فهي دائما تثق أن لكل شئ نهايه : يلهوي هتجنن بجد هتجنن ، ايوا يعني هما كده رجعوا لبعض ولا مرجعوش ولا اي الي حصل
أنهت كلامها وهي تنفخ خديها بغيظ تريد أن تذهب لتلك الكاتبه و تربحها ضربا حتي تغير تلك النهاية و تكتب نهايه سعيدة أو حزينه اي شئ بدل هذا الفراغ الذي يشبه فراغ عقلها!!
نفخت خديها بغيظ وهي تضع يدها أسفل ذقنها بملل حتي سمعت رنين هاتفها لتجد ريم هي من تتصل لتجيب فورا وهي تجلس فوق الأريكة : "عامله ايه يا ريمو "
ردت ريم بحب :
" الحمدالله بخير قوليلي انتي عامله اي ؟؟ "
"بخير بس اهو قاعده مافيش لا شعلة ولا مشغلة و خلاص الإجازة دخله ودي تالت سنة ليا في الجامعة ولسه مش لاقيه شغل ومش عارفه أشتغل لأني لسه متخرجتش "
"يا اختي جتك بلا يعني هما الي اتخرجوا عملوا أي مهم متلحقين علي القهواي أهم ما لاقين مطرح يلمهم "
هتفت عشق بغيظ من ذلك التفاؤل :
"قنبلة تفائل ماشاء الله ، تتحسدي يا ريم والله"
لتضحك ريم بصخب وهي تسمع تذمر صديقتها :
"المهم سيبك من السيرة دي ، جاهزة ؟؟ "
" آه جاهزة حتي قولت لأدهم الصبح قبل ما ينزل إني هروح أقعد معاكي شوية بس خايفه ، خايفه لننكشف هيبقي منظرنا اي ؟؟ "
ردت ريم :
"لا متخافيش أهدي كده و متوتريش و بعدين انتي راحه ل ظابط هو اعمي آه بس متنسيش أنه في الأول و في الآخر أنه كان شغال في أمن دولة فحاولي تهدي كده و تتعاملي براحه و تركزي في كل كلمة تقوليها علشان ميكشفناش وانا جهزت كل حاجه في أدوات التنكر بس البطاقة المزيفه و الباقي الأوراق القانونية التانية كان صعب اني اطلعها ف خليت عماد يساعدني في الحوار لأني مش فاهمه فيه حاجه "
ضربت عشق فوق خديها :
" هو عماد كمان عرف ؟؟ "
ريم بحنق شديد :
" اقولها راحه تعملي مقابلة لواحد كان أمن دولة و فاهم في القانون كويس تقولي هو عماد كمان عرف ؟؟ اومال كنتي هتدخلي المكان و تجيبلي الأوراق الي تثبت انك شاب أسمك إبراهيم و عنده 26 سنة و اشتغلت قبل كده مرافق شخصي و عندك خبرك ازاي كنتي هتعدي من كل ده ازاي بطيبة قلبك .. "
أردفت عشق بتذمر:
" اتريقي اتريقي يا اختي براحتك هو انتي شايلة هم حاجه مهو لو انكشفنا سي عماد بتاعك ده مش هيخلي حد يهوب ناحيتك لكن أنا عيني عليا لا عندي لا حبيب ولا قريب ولو علي أهلي فده يوم المني بالنسبالهم "
هتفت ريم بإطمئنان تحاول بثه في صديقتها :
" لا متخافيش لو لقيت الدنيا خربت هخلي بابا يعقوب يتصرف متقلقيش انتي بس .. وبعدين هو انا جايبه الشغل ده ل أبويا ما قولتلك هخلي بابا يعقوب يشوفلك شغل حلو في شركته رفضتي و زعلتي مني و افتكرتي اني عايزه اتفضل عليكي "
عشق بتحذير فهي لديها حساسيه من تلك النقطة فدائما كان لديها كبرياء و نفسها عزيزه ولن تقبل شئ كهذا :
" ريــــــم ؟! خلاص اقفلي علي الموضوع ده "
أسبلت ريم عينيها بحرج و حزن عليها وهي تقول :
" طب خلاص متزعليش حقك عليا يا لولو "
هتفت عشق بهروب فهي لا تريد التطرف لتلك الأحاديث:
" هقابلك أمتي ؟؟ "
" هو المفروض بعد ما بعت طلب و أتقبل المفروض أن المقابلة النهارده الساعة خمسه لكن عقبال ما نظبط كام حاجه فيكي كده و هناخد وقت فتعالي علي ٣ كده "
هممت لها عشق قبل أن تغلق معاها وهي تفكر فيما تفعله وإذا كان بالصواب ام لأ فهي لم تخف طوال حياتها من شئ ولم تستطع تلك الحياة رغم قساوتها علي كسرها كانت دائما كالفلاذ...
ولكن تعبت من رؤيه أخيها يتحمل كل شئ بمفرده فمن بعمر أخيها ' أدهم ' يتمتع بشبابه ولكن هو يعمل طوال النهار و الليل ولا يرتاح سوي ساعات الصباح الأولى ليستقيظ و يكمل عمله فهي تتمني أن تساعده بشئ بسيط..
ولكنها حتي لا تستطيع أن تتولي شؤون نفسها و مصاريف جامعتها..
قالت له انها يكفيها ما تعلمته ولا تريد تكملة دراستها وأنها لا تريد دخول الجامعة يكفيها الي هنا وأنها يجب عليها أن تساعده و تنزل لتعمل مثله و تساعده في المحل الذي تركه والدهم لهم وعندها قرر أخيها أن يدخل قسم هندسه ميكانيكا و يستطيع العمل بمحل والده الذي كان محلا خاصاً لتصليح السيارات ولكن عندما قالت له صرخ بها قائلا :
" لما أموت أو تشوفيني عاجز مش قادر أقوم ومش قادر اصرف عليكي وقتها ابقي فكري تسيبي تعليمك و تنزلي تشتغلي لكن طول ما انا فيا الروح أنسي حكاية انك متكمليش تعليمك دي أبدا أو أنك تنزلي تشتغلي كل الي انا طلبه منك دلوقتي ركزي في تعليمك و هاتي شهادة كويسه علشان وقتها تساعديني لكن لحد ما ربنا يكرم وقتها أنسي الكلام ده خالص "
فرت منها تلك الدمعه فوق خديها وكأنه تعرف طريقها لتزيلها بسرعة وهي تري والدتها و زوجة أخيها عادوا الان و تلك الطفلة ' ابنة أخيها ' تنام بسلام فوق يد والدتها بعد أن توقفت عن البكاء بعد عناء .
تنهدت بحزن فهي علي يقين أن الحياة لا تظلم أحد ولكل شخصاً نصيب مما اكتسب وهي س تساعد أخيها مهما كلفها الأمر حتي لو اضطررت للكذب عليه .
________________________________
بعد أذان العصر خرجت عشق من غرفتها وهي ترتدي فستان رقيق يصل لفوق كاحلها عكست شعرها المموج قليلاً علي كتفها وهي تحمل حقيبتها و هتفت علي والدتها بصوت عالٍ:
" ماما... أنا خارجه هروح أقعد مع ريم شويه و اطمن عليها.. عايزه حاجه من برا .."
خرجت نجات من المطبخ وهي تسألها عاقدة الحاجبين:
" قولتي لأخوكي الأول يا عشق "
اجابتها عشق وهي ترتدي حذائها علي باب المنزل:
" آه يا حبيبتي قولتله الصبح قبل ما ينزل و هروحله دلوقتي بعد ما أنزل .."
ردت نجات:
" تمام يا حبيبتي "
فتحت عشق الباب وهي تقول بعجله:
" انا إحتمال أتأخر شويه "
هتفت نجات:
" ماشي يا حبيبتي بس لما تيجي تمشي رني علي اخوكي علشان يجي يجيبك"
نظرت ل والدتها بإستياء:
" ملوش لزوم يا ماما خليه في شغله يا حبيبتي مش هيتعب في شغله وكمان هنتعبه معانا"
هزت نجات رأسها بإقناع وما كادت أن ترد عليها لتجدها أغلقت الباب خلفها و خرجت لتتنهد بقوة علي حال أولادها وهي تعاود الدخول للمطبخ .
نزلت علي سلالم المنزل المتهالك وهي تمسك هاتفها قبل أن ترسل رساله لريم.
صعدت الحافلة الكبيرة وجلست علي أقرب مقعد قابلها وهي تفكر بتشتت أكبر هتفت بداخلها بضياع:
"أهدي يا عشق انتي بتعملي كل ده علشان تساعدي اخوكي و أمك و أنتي.. مش لازم يعرفوا.. أهدي كده كل حاجه هتعدي ولو عرف الحقيقة مش هيحصل حاجه يعني هقوله كنت محتاجه شغل و يحصل الي يحصل بقي "
زفرت وهي تنظر بجوارها لتجد فتاة ترتدي نقاب اسود و عباءة سوداء وتسند برأسها فوق الشباك لعلها تأخذ قسطاً من الراحه قبل أن تنظر للخارج لتجد رجل بعمر أخيها يحدق بتلك الفتاة وعلي محياه ابتسامه بلهاء وهو يحاول التودد لها وتلك الفتاة تتجاهله وهي تتظاهر بالنوم.
لتصرخ به قبل أن تغلق الشباك:
" ما تتلم بقي أما انك راجل ناقص البت حتي مش باين منها عينيها هتعملكوا اي تاني جتكوا القرف"
ابتعد الرجل بسرعة من جانب الحافلة لكي لا يراها أحد و يفضح أمره..
نظرت لها تلك الفتاة وهي تبتسم لها من أسفل النقاب:
" شكرا"
ابتسمت عشق :
"العفو"
نزلت من الحافلة و دخلت شارع مزدحم يحتوي علي بعض المحلات و البائعين العارضين بضائعهم بجوار الطريق و تلك المحلات الكبيرة التي تتواجد في آخر الشارع .
نظرت حولها وهي تبحث بعينيها عن ريم لتشعر بأحد يضربها من الخلف لتلتفتت لتجدها ريم قيل أن تحتضنها و ترحب بها
هتفت ريم :
" تعالي نقعد في الكافيه الي هناك ده "
ذهبت معاها عشق لتجد عماد زوج صديقتها وحب طفولتها فهي تقسم أنها لم تري قصة حب مثلهم من قبل إلا في تلك الروايات التي تقرأها و كذلك امراءة لم تستطع التعرف عليها .
" اذيك يا أستاذ عماد "
عماد برسميه:
" أهلا يا عشق عامله ايه "
"الحمدالله بخير... اخبارك أنت"
هتف عماد وهو يقف :
" الحمدالله هسبكم لوحدكم شويه عقبال ما اروح اعمل مكالمه "
هزت ريم رأسها وهي تنظر له بعشق كبير فهي أقل من يقال عنها أنها عاشقه.
هتفت عشق وهي ترفع يدها أمام عينين ريم :
" انتي يا جوليت هانم ممكن تبصلي هنا علشان أشوف هعمل اي في المصيبه بتاعتي "
تنهدت ريم وهي تخرج تلك الحقائب وتضعها فوق الطاولة أمام عينين عشق :
" دي كل حاجه هتحتاجيها "
تابعت وهي تشير لتلك الفتاة التي لم تتحدث بشئ منذ أن جلست:
" ودي مدام زينة خبيرة تجميل هتساعدك في التنكر"
ابتسمت عشق لها وهى تمد يدها لتصفحها:
" أهلا يا مدام زينه... انا عشق "
ردت زينه بإيماءه بسيطه.
نظرت عشق تلك المحتويات التي ملئت الطاولة أمامها قبل أن تنظر لما تحتويه تلك الأكياس :
" تمام.. انا هغير فين"
وقفت ريم وهي تحمل تلك الحقائب وهي تسير و تشير لعشق بأن تأتي خلفها وبعد مده وقفت أمام أحدي الغرف الفارغة التي مخصصه لتغير ملابس العاملين في الكافيه.
" بصي ده المكان الي العمال بتاع الكافيه بيغيروا فيه هدومهم عماد اجره من صاحب الكافيه لمدة ساعتين فأدخلي يلا غيري هدومك دي .."
هزت عشق رأسها وهي تدخل إلي تلك الغرفة الواسعه وتلك المرايا التي توجد بعرض الحائط و خلفها زينه...
نزعت عنها تلك الملابس لتقترب منها زينه وهي تلف ذلك الشئ الذي جلبته ريم لكي تخفي به منحنياتها العلويه و ترتدي بدلة عضلات ..
وبعد أن انتهت ذهبت لترتدي ذلك البنطال أسود واسع قليلاً و ذلك القميص المشابه للون البنطال قبل أن تأتي لها زينه و تضع تلك اللحيه فوق خدها وذلك الشاب فوق فمها تاركه نفسها ل زينه تفعل بها ما تشاء مع تلك الأدوات التجميلية التي تحملها لكي تخفي به ملامحها الرقيقة..وبعد مده انتهت زينه وهي تبتعد عن مرمري أنظار عشق لتتيح لها رؤية نفسها ..
نظرت إلي نفسها في المراءة لتجد تلك عضلات المعده المزيفه التي تشبه كثيراً عضلات الرجال تظهر من قميصها لتزيدها وسامه و ذلك الشارب الموضوع لتضحك بصخب وهي تري نفسها هكذا فهم تقسم أنه لن يتكشف أحد كونها فتاة فهي حقا لا تصدق عينيها ف زينه برعت كثيراً في إخفاء ملامحها و تخشينها كثيراً...
___________________________________
نزلت من فوق السلالم بكبرياء و غرور معروفه بهم فهي أكثر من يحق لها الكبرياء وكيف لأ وهي حفيدة عمدة الوحيدة وكل تلك الأملاك ستصبح باسمها هيا.
هتفت بصوت عالٍ:
" انتي يا زفته يالي ماشيه"
رقية ( أحدي الخدمات) :
"افندم يا هانم".
نظرت لها تالين بتعالي قبل أن تقف فوق أحدي السلالم وهي تشير لها :
" روحي شوفيلي البهيم الي بينضف تحت البهائم الي زيه ده فين و هتهولي هنا حالا "
رقية بطاعة وهي تذهب من أمامها:
" حاضر يا هانم "
أردفت تالين بغضب و أستياء:
" خدي عندك هنا هو انا خلصت كلامي لسه يا زباله علشان تمشي "
اخفضت رقيه رأسها بحرج و حزن:
" أنا أسفه يا هانم"
زفرت تالين بضجر من تلك الأشخاص التي يحيطون بها :
" هشش.. لما أكون بتكلم مش عايزه أسمع صوتك.. روحي اعملي إلي قولتلك عليه و هاتيلي النعناع بتاعي زي ما بحب اشربه.
تابعت بصراخ:
" اخلصي انتي لسه واقفه عندك "
هرولت رقيه لتفعل ما أمرتها به ربة عملها.
تنهدت وهي تدخل الصالون وتجلس فوق أحدي المقاعد:
" بني ادمة زباله معرفش بتاخد فلوس علي آيه"
انزل عدنان ( جد تالين ) كوب القهوه الخاصه به و يضعه فوق الطاولة :
" يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم... هتفضلي تشتمي كده علي الفاضي و المليان انتي إيه لسانك متبري منك "
نظرت له بطرف عينها بسخرية لاذعة:
" علي الأقل بشتم بس لكن مش بدمر حياة الناس ذيك "
زفر بغضب مما تلمح له حفيدته فهو يعلم أنه هو من أوصلها الي تلك الحاله :
" مش هنخلص من السيرة الزفت دي "
وقفت تالين وهي تضرب بكلتا يدها فوق الطاولة :
" لا مش هنخلص ، هنخلص ازاي وانت السبب في كل الي انا فيه ده ياااا..... يا عمده "
تابعت بحقد دفين :
" أشوفه بس ، أشوفه و اوريه مين تالين أحمد عدنان أن ما خليته ميسواش بصله في سوق الرجالة مبقاش تالين ، أشوفه بس و اوريه اني مبقتش تالين الي بتخاف من خيالها.. الزبالة... الواطي.. "
أردف بسخط فهو يكفيه ما يشعر به من تأنيب ضمير لكي تزيد هي وجع فوق وجعه أطنان:
" انا ماشي من قدامك لأنك لو فتحتي الاسطوانه بتاعتك مش هتقفلي النهارده .. وبطلي تنبشي في الماضي.. الماضي بقي ماضي و عيشي حياتك "
ارتفع جانب ثغرها بسخرية لاذعة وهي ترفع يدها له بعدم إهتمام..
أردفت بصراخ:
" انتي يا زفت فين حماده بتاع البهائم"
أجابت رقيه وهي تدخل إلي الصالون وخلفها ذلك الرجل المسماه بـحماده :
" حماده اهو يا ست الهوانم"
نظرت لها تالين بازدراء وهي تشير لها بالخروج قبل أن تلتفتت الي حماده صراخه بها :
" أنت يا حمار هو احنا مش دافعين فلوس ليك علشان تنضف تحت البهائم الي بره دي "
" وبعمل كده فعلاً يا ست تالين "
نظرت له بغضب وهي تقول بإمتعاض:
" أسمي مينطقش علي لسانك يا جحش انت... و بدامك بتعمل كده فعلاً اي الريحه المعفنه الي جايه هنا دي ، يا تنقلهم بعيد يا أما تنضف تحتهم علي طول لكن الريحه المعفنه دي مش عايزه اشمها.. انت سامع يا حجش انت "
حماد:
" حاضر يا ست هانم"
هتفت بقرف قبل أن تشير لها بالذهاب:
" طب يلا غور من وشي جتك القرف.. وقبل ما تتنيل تمشي ابعت أي حمار زيك يصلح حنفيه الجنينة"
هز رأسه لها بإحترام رغم بغضه منها بسبب حديثها الفظ ولكن ما عساه أن يفعل شئ.
أنهت كلامها وهي تصعد فوق السلالم قبل أن تدخل إلي غرفتها و تغلق الباب خلفها وتجلس فوق الفراش وما كادت أن تريح رأسها قليلاً للخلف حتي سمعت صوت طرق فوق الباب لتسمح لطارق بالدخول لتجدها رقيه وهي تحمل النعناع الخاص بها:
"حطيه عندك علي الكوميدينو يا حيوانه و اطلعي برا و متخليش أي حيوان زيك يقرب من أوضتي أو أسمع صوت عالي... عايزه أريح دماغي شويه... يلا اطلعي برا "
1
أنهت كلامها وهي تاخذ ذلك الكوب المليئ بالنعناع لتريح رأسها قليلاً وهي تتذكر تلك الذكريات المريره..
FB
عدنان بحب وهو يشير لها بالجلوس ل جانبه:
" تعالي يا حبيبه جدو اقعدي جنبي"
ذهبت تالين لتجلس بحانب جدها وهي لا تعلم أنها تذهب للجحيم بقدميها:
" خير يا جدي .. قالولي انك عايزني"
أردف الجد وهو يربط فوق وجهها بحنان :
" ايوا يا قلب جدك انتي عارفه انا بحبك قد اي و عارف مصلحتك صح "
هزت رأسها وهي تبتسم له و تنتظر منه أن يكمل حديثه.
ليكمل:
" في عريس متقدملك و بصراحه انا موافق عليه إبن ناس و محترم ده غير أنه غني و هيعيشك في المستوى الي طول عمرك عايشه فيه "
تالين بهدوء:
" بس انت عارف يا جدو أني مش عايزه اتجوز دلوقتي و كمان يوم ما هفكر اتجوز اكيد هكون بتجوز عن حب "
هتف الجد بصرامه:
" حب اي و كلام ماسخ انتي عايزه تجيبي العار لجدك و يقولوا اي بنت العمده جدها مبقاش عارف يحكمها و ماشيه علي حل شعرها'
نظرت له بصدمه وهي تهمس بألم وتلك الدموع التي تتجمع في ملقتيها بغزارة:
" بس انت عارف أن ده مش صح يا جدو "
عدنان بصرامه و قوة عرف بهم :
" ملوش لازمة الكلام ده انا عارف مصلحتك أكتر منك اقعدي معاه لو استريحتي له كان بها و لو مستريحتيش نشوف اي الغلط و نصلحه "
أردفت تالين بصوت مهزوز فهي دائما كانت صاحبه شخصية ضعيفه للغاية و ساذجة:
" ماشي يا جدو الي تشوفه "
الجد:
" تمام اجهزي النهارده الساعة ٦ هيجي يشوفك"
هزت رأسها بطاعه قبل أن تذهب الي غرفتها لتتجهز لهذا العريس المنتظر.
حل المساء سريعاً و جاء ذلك المدعو بالعريس وها هي تحمل تلك الصينيه وتدخل له وهي تخفض رأسها للأسفل.
نظر الجد الي حفيدته بفرحه فهو منذ أن رآها ينتظر ذلك اليوم الذي يسلمها فيه الي عريسها:
"تعالي يا تالين سلمي علي محمود "
ابتسمت بخجل شديد وهي تجاهد لتحمل تلك الصينيه فهي تشعر بعينيه مثبتها فوقها وهذا يزيدها خجلاً و توترًا لتقدم لجدها العصير ثم الي محمود ثم وضعتها فوق الطاولة لتذهب وتجلس بجانبه جدها..
أردف عدنان :
" هدخل أشوف البت رقيه اتاخرت ليه "
أنهي كلامه وهو يخرج سريعا تاركاً لهم المجال قليلاً ليتحدثوا
حمحم ذلك المدعو بمحمود وهو ينظر لها بخبث:
" طلعتي قمر في الحقيقة أحسن من الصور يا تالين "
انتشرت تلك الحمره فوق خديها لتزينهم وهي مازالت مثبته انظارها للأسفل لا تجرؤ الي النظر بداخل عينيه لتسمعه يردف:
" مش عايزه تسأليني عن حاجه او تحبي تعرفي حاجه عني "
ولكنها أيضا اتاخذت الصمت حبلاً نجاة لها
أردف بكذب:
" طب انا أسمي محمود علام من مدينه نصر أهلي ماتوا من قيمة ٣ سنين و جيت هنا زيارة و شوفتك و بصراحه عجبتيني و قولت ادخل البيت من بابه و اتعرف عليكي قولتي أي "
صمتت وهي لا تعرف ماذا تقوله فهو يبدوا شاب مهذب كما قال لها جدها ولكن لم تعرف بماذا تجيبه ف القرار ليس لها بل لجدها فدائما كان هو صاحب الأمر و الأخير لها لهذا جعل من شخصيتها شخصية ضعيفه هشه لا تقوي علي فعل شئ بمفردها..
فإذا وافق جدها علي تلك الزبجه إذا ستتم.. موافقتها أو رفضها لن يجدي بشئ..
دخل الجد ليجد الصمت يعم المكان ويجلس في مكانه وهو ينظر إلي وجوهم وكأنه يحاول أن يستشف بماذا دار بينهم .
محمود بحماس مصتنع اتقنعه بجداره:
" هاا يا عمي قولت اي "
عدنان :
" نشوف رأي العروسه بردوا يا بني ده الواجب "
أنهي كلامه تزامناً مع نظر إلي تالين ليجدها مازالت كما هيا
ليردف محمود بمراوغة:
" مش بيقلوا الصمت علامة الرضي "
ضحك عدنان وهو يري شغف و حماس ذلك المدعو بمحمود علي الزواج من حفيدته ويجعله يثق أن ذلك القرار لم يكن خطأ :
" تمام علي بركة الله نقرأ الفاتحه"
لم تعلم في هذا الوقت أهم يقرأون الفاتحه ل زواجها أم لدفنها حيه ولكن كل ما فعلته وقتها هو الصمت و الصمت فقط كما أعتادت...
وعندما انتهوا اردف محمود :
" أي رايك يا جدي لو نعمل فرح علي طول و بلاها خطوبه انت عارف الي بيحصل في فترة الخطوبة دي و كلام الناس مش بيسيب حد وانا مش عايز حد يتكلم عن مراتي "
هز عدنان رأسه بإقناع:
"معاك حق يا ولدي بس بسرعة كده "
محمود بدهاء كبير:
"أنت عارف يا عمي أن انا مش من اهنه و حياتي كليتها موجوده في مدينه نصر و شغلي واقف بقاله مده و مينفعش يقف اكتر من كده "
عدنان براحه:
" خلاص يا ولدي الي فيه الخير ربنا يكتبه أن شاء الله الفرح بعد شهر "
ومنذ تلك الليلة ارتفعت أصوات الاحتفالات بزواج حفيده العمده و الجميع علي قدم و ساق ليجهزوا لذلك الحفل الضخم والكل متشوق لرؤيه ذلك الحدث الذي لن يتكرر مرتين..
ولكن كل تلك السعادة لم تشع بشعاع بسيط بداخلها فكانت دائما تشعر أنها لا تريد الزيجة ولا تشعر بالراحه لها وعندما كانت تقول هذا لجدها كان يقول لها أنه قلق يحدث لكل عروسه قبل زفافها.
لا تعرف كيف انخدعت هي في تلك الزيجه التي مرت سريعاً وهي تري الأيام تتوالي أمامها و كيف استطاع أن يمثل عليها كل ذلك الحب خلال ذلك الشهر ..
و تراه ذلك الفارس الي سيأخذها من هنا برغم ذلك الشعور بعدم الراحه و النفور له الذي كان يلازمها ولكنها لم تري منه اي شئ يستعدي ذلك الإحساس ..
حتي جاء اليوم المنتظر!! يوم زفافها.
نظرت إلي نفسها في المرأة و ذلك الجمال التي أصبحت عليه و ذلك الفستان الأبيض الذي يلتف حولها و يضيق من عند خصرها و يتسع من الأسفل لتبتسم بسعادة فاليوم زوجها علي من اختاره جدها لها لتلتفتت وتنظر للجميع وهي ترسم الابتسامة فوق شفتيها وهي تشعر باستغراب من ملامحهم الشاحبه وكأنهم أصابهم ملك موت لتهمس : محمود فين ؟؟! جه و مستنيني برا ولا اي ؟؟
لتهمس زوجة عمها وهي تضم يديها الي صدرها : البيه جوزك لسه مجاش و المأذون تحت و الناس مستنيه ولسه البيه بتاعك محدش عارف له خبر ..
لتنظر لزوجة عمها بعدم إهتمام بما تقوله فهي تثق فيه وأنه سيأتي لكي يتمموا زواجهم ولن يفعل بها هذا أليس هذا إختيار جدها لها !!
لتشعر بتلك المرارة التي تتسرب الي حلقها وهي تري الوقت يمر أمامها ولم يظهر بعد حتي أصبحوا بعد منتصف الليل ..
لتقف مكانها بقلب يرتجف بين اضلعها و وجه شاحب وهي تنظر الحضور من نافذة غرفتها لتجدهم يغادرون المكان لتشعر بأحد خلفها لتلتفتت كالصنم الذي لا يتحرك بلا سبب فقط يكتفي بالنظر و حرمان من أقل الاشياء " البكاء "
لتجد جدها يقف أمامها وهو ينظر لها بجمود وكأنه يلومها هي علي تلك الفعلة وكأنه ليس اختياره هو !!
ولكن حتي لولم تكن راضية عن تلك الزيجة ولكن حدث ما حدث ولن تتزوج أبدا فهي من هرب عريسها منها ليلة الزفاف وهي أول من سيتم لومها
ماذا فعلت ليهرب منها ؟؟ ماذا وجد بها ؟؟ بالتأكيد الخطأ منها هي ؟؟
لتسمع جدها يهمس بقسوة : ادخلي اقلعي الزفت ده خلاص مبقاش لا في جواز ولا نيلة بقيتي معيوبه !! ومحدش لا هيبقي عايزك ولا هيبقي مرحب بيكي في مكان .. حفيدة العمده بقت معيبوبة ومحدش هيتجوزها انتِ سامعة ..
2
ليهدر شخص من الأسفل وهو يقف أسفل النافذة و ينظر لهم بانتصار وهو يمسك بيد تلك الفتاة التي تقف بجانبه و ترتدي الأبيض هي الأخري : صح يا عمده محدش هيرضي يتجوز بنتك بعد الي عملته فيها ؟؟!
لتلتفتت سريعاً إلا ذلك الصوت المألوفا لها لتنصدم مما تراه وتشعر بأن تلك السعادة التي كانت تشعر بها ما هو إلا خنجر مسموم حاد يمزق قلبها بلا رحمة أو هوادة وكأنها كالمخالب تشق صدرها ثم تنهش قلبها من داخله و تدعسها بقسوة بينهم ثم تلقي بها أرضا لتتركها كالجسد بلا روح ..
تري من كان المفترض أن يكون زوجها يقف أمامها ويمسك بيد تلك الفتاة التي ترتدي فستان يشبه فستانها ولكن الفرق بينهم أن تلك الفتاة تأخذ مكانها هي و تحتضن ذراع من المفترض أن يكون زوجها
صرخ بها الجد بغضب:
" انت ليك عين تيجي هنا بعد الي عملته ده "
نظر محمود له بكره فهو بحياته بأكملها لم يكره أحد مثلما يكره:
" زي ما انت ليك عين تقف قدامي و تتكلم ولا انت ناسي الي عملته زمان .. كل الي عملته زمان اترد ليك في حفيدتك "
نظر له الجد بصدمه وهو لا يستوعب ما يتفوه به قبل أن يسمعه يردف بقسوة:
" أي ناسي فتحيه .. فتحيه الي حبتك وانت سبتها في يوم فرحك زي ما انا سبت حفيدتك ...انت الي بدأت اللعبه الوسخه دي وانا دلوقتي الي بنهيها .. انا أبن فتحيه الي ماتت بعد ما اتجوزت بخمس سنين من قهرها لما عرفت انك اتجوزت و كملت حياتك وهي عايشه في عذاب بسببك .. حرمتني من امي ومن حنانها وأنا دلوقتي بحرمك منك تفرح بحفيدتك أو تشوفها عروسه .. هو حد يرضي علي نفسه واحده عريسها سابها ليلة الفرح "
سند عدنان فوق السور من هول ما يسمعه فما فعله في شبابه يرد له الآن في حفيدته ..
ألتفتت وهو ينظر لها وكأنه يتمني أنها لم تسمع شئ مما قال ولكن ليست كل الاماني محاله هاهي تقف أمامه تنظر له بكره لأول مره يظهر عليها شئ غير الصمت ولكن ما ظهر هو شئ اكبر بكثير من أن يتحمله وهو يري حفيدته تنظر له بكل ذلك الكره ..
فهو المذنب الأول و الأخير في كل ما حدث معاها ومنذ تلك الليلة تلك الفتاة لم تعد حفيدته وكأنه ذهبت وجاءت واحده أخري تشبها في الشكل فقط..
EB
فرت دمعه متمرده فوق خديها وكأنه تحرق وجنتيها كما حرقت روحها و تدمرت برائتها...
___________________________________
أردف عدنان وهو يجلس فوق الكرسي ويسند بيده علي تلك العصاه التي بيده :
" رقية..... انتي يا بت يا رقيه"
هتفت رقيه وهي تهرول له بسرعة:
" نعم يا بيه "
هتف ببرود:
" متزعليش يا رقيه من تالين حفيدتي غصب عنها يا بنتي والله مكنتش كده ما انتي عارفه"
رقية:
" مزعلتش أبدا با عدنان ليه ده حتي واضح أن تالين هانم مزاجها حلو النهاردة ده شتمتني بس "
3
أبتسم بسخرية:
" طب... يلا روحي شوفي مين علي الباب "
هزت رأسها وهي تذهب سريعاً لكي تفتح ذلك الزائر المرحب لتهتف وهي تدخل مره أخري :
" ده الدكتور البيطري يا عدنان بيه"
وقف عدنان وهو يحيي ذلك الدكتور و يشير له بالجلوس مقابل له .
فارس بعمليه: خير يا عدنان بيه .
اجاب عدنان:
" الجحش و البهائم بتاعتي بقالهم فترة تعبانين و العلاج مش جايب فائده معاهم يا دكتور"
أردف فارس وهو يحمل شنطته التي تحتوي علي الكثير من الأدوات الخاصه بعمله:
" تمام هما فين علشان اشوفهم"
" أرتاح الأول يا دكتور.... أنت لسه جاي من السفر يكفي انك جيت من مصر علشان تشوف البهايم "
أردف فارس باحترام:
" ولا يهمك يا عدنان بيه ده شغلي وانا بحبه ، بس الي حضرتك تشوفه "
" الي انا شايفه أن إحنا عندنا اوضة ضيوف لو حضرتك تشرفنا فيه طول ما انت هنا و ترتاح شويه و بعدين تبدأ شغلك من بكره يا بني ... قولت اي "
أردف فارس ببرود:
" مش عايز تعب حضرتك معايا يا عدنان بيه "
أردف عدنان بحب لذلك الشاب الخلوق:
" تعبك راحه يا ولدي.... يا رقيه انتي يا بت يا رقيه "
هتفت رقيه وهي تهرول لداخل:
"نعم يا بيه "
" خدي الدكتور علي اوضة ضيوف خليه يرتاح شويه "
اكمل وهو ينظر إلي فارس:
" كمان ساعتين ميعاد الغدا .. أتمني لو حضرتك تشرفنا و تتغدي معانا "
فارس :
" اكيد ... عن أذنك انا "
أشار له عدنان بالذهاب وهو يهمس:
" اتفضل يا بني "
___________________________________
"اتفضل"
هتف بها علي وهو يريح جسده للخلف.
هتفت سيسليا ببرود كالصقيع:
:"حضرتك طلبتني يا فندم .. خير في حاجه "
أردف علي وهو يشير لها بالجلوس:
" اقعدي يا سيسليا واقفه ليه "
أنهي كلامه تزامناً مع جلوسها فوق المقعد المقابل له..
ليسترسل حديثه:
" انتي عارفه يا سيسليا انك من أفضل المحامين عندي و عمرك ما دخلتي قضية و فشلتي أو خرجتي خسرانه فيها "
أردفت سيسليا وهي ترفع قدم فوق الأخري:
" أظن حضرتك مش جيبني هنا علشان تمدح فيا "
أبتسم بإعجاب كبير بها فهي فاتنه بحق ولكنها لا تسمح لأي ذكر ب الإقتراب منها :
" بيعجبني فيكي شخصيتك يا سيسليا و دماغك .. عموما فعلاً انا كنت جايبك هنا علشان عايزه اسلمك قضية جديدة و تقيله و محدش هيقدر يحلها غيرك "
سيسليا بعمليه وهي تنظر له بعدم إهتمام :
" تمام ... فين ملف القضية ؟؟ "
نظر لها وهو لا يعرف كيف ستكون ردة فعلها عندما تعلم لمن تنتمي تلك القضية ليبتلع تلك الغصه التي تشكلت في حلقه فبرغم من أنه هو المدير ذلك المكتب ولكن من لم يعرف سيسليا الأنصاري و شخصيتها القوية التي لا تهاب أحد..
اخرج ذلك الملف من الدرج وهو يعطيها لها ..
قبل أن تأخذه منه وهي تهم بفتحه لتقرأ ما يحتويه ذلك الملف..
هزت رأسها بعد أن قرأت ذلك الملف بتدقيق قائلة:
" تمام و المدام الي رفعه القضية فين "
ليزداد لاعبه وهو يشعر بالتوتر :
" بس الي رافع القضية يبقي الأستاذ عبد الحميد "
هزت رأسها عدة مرات متتالية ببرود وهي ترمي بذلك الملف فوق مكتبه بلامبالاة :
" بس انت عارف كويس اوي اني مش بقبل غير قواضي نسائية "
أردف علي:
" أستاذة سيسليا ده شغل و الي بتعمليه ده مش هينفع .. حضرتك لازم تفهمي أنك الي بتعمليه ده وانك تقبلي قواضي نسائية بس أنتي بترمي فرص كتير من قدامك علشان تعلي منصبك"
أردفت بقسوة تخللها بعض السخرية:
" و حضرتك عايزني اطلع احارب عن حقوق المرأة و أكون مناصره ليهم و في نفس الوقت بقبل قواضي من رجاله و بدافع عنهم وده ميبقاش غش بردوا يا استاذ علي "
نظر لها بنحق وهو يردف بإستياء :
" سيسليا انا لو مش عارف انك شاطرة و هتخلصي القضية دي بسرعة مكنتش ادتهالك "
جلست فوق مقعدها ببرود تحسد عليه :
" تمام... وانا رفضه اني استلم القضية دي "
همس بتهديد:
" لو موافقتيش علي القضية يبقي هتترفضي من الشركة يا استاذه "
رفعت كتفيها بعدم إهتمام وهي تبتسم:
" لا أحب أقدم استقالتي بنفسي .... عن أذنك"
أنهت كلامها وما كادت أن تهم بالخروج حتي اوقفه صوته :
" معاكي يومين تفكري فيهم كويس ... قبل ما أسمع قرارك "
وما أن أنتهي حتي فتحت الباب لتخرج وهي تغلقه خلفها بقوة دليل علي غضبها الشديد..
فور خروجها من المكتب سمعت رنين هاتفها لتجيب بعد أن رأت أن الرقم غير مسجل لديها :
" اتفضل... مين معايا "
" معاكي رزان يا مدام سيسليا... حضرتك متعرفنيش لكن انا أعرفك كويس جدا.. وكنت عايزه اتكلم مع حضرتك شويه في أي كافيه لو تسمحي "
هزت رأسها وهي تردف بإمتعاض:
" تمام هقابليك في كافيه** كمان نص ساعة "
أنهت كلامها وهي تقفل دون تنتظر ردها..
ذهبت الي سيارتها لتركب وهي تقودها لتتجه الي ذلك الكافيه لتقابل به تلك المسماه ب' رزان'..
بعد نصف ساعة وقفت سيارتها أمام ذلك الكافيه قبل أن تنزل و تدخل وما خطت قدميها بداخل وهي تنظر للجميع لا تعرف اي منهم حدثها علي الهاتف لتجد فتاة تقاربها في العمر ذو ملامح جميلة وهي ترتدي فستان أصفر يصل لمنتصف فخذها و تعكس شعرها علي كتفيها
يجلس بجانبها رجل يكبرها بعدد سنوات و بعض الخصلات البيضاء التي ملئت شعره يشير لها لتفهم أنه قريب لتلك الفتاة التي تحدثت معاها ..
اتجهت لهم بكل كبرياء و ثقه معروفه بهم فمن فهذا العالم لا يعرف سيسليا الأنصاري بدفعها الكبير عن المرأة و مساندتها لها..
أقتربت منها وهي تبعد ذلك الكرسي عن الطاولة لتجلس وهي ترفع قدم فوق الآخر وتهمس ببرود :
" اتفضلي.. حضرتك عايزاني في أي "
حمحم ذلك الشخص الذي يجلس بجانب تلك الفتاة المسماه ب' رزان ' :
"أهلا يا مدام سيسليا احب اعرفك بنفسي انا أحمد عبد الرحمن "
اكمل وهو يشير للفتاة بجانبه:
" ودي رزان.. حبيبتي .. في الحقيقة يا مدام سيسليا ..انا سمعت عنك كتير وقد اي انتي محاميه شاطره و عمرك ما خسرتي ولا قضية وانا بصراحه كنت حابب انك تمسكي قضيتي لأني مش عايز الي باقي من حياتي أقضية في المحاكم"
همهمت لها وهي تنظر له بغموض:
" حضرتك عايز ترفع قضية علي مين "
أردف بسرعة:
" مراتي"
ارتفع جانب ثغرها بسخرية لاذعة فهي كلما تريد أن تغير رأيها في الرجال تأتي لها كل الدلائل أنهم بالفعل ليست سوي كائنات تعيش فقط من أجل رغباتها ..
" السبب"
اجاب عليها :
" في الحقيقة انا زهقت من حياتي معاها و خلاص مبقتش قادر استحملها و عايز أطلقها بس عايزها تيجي منها هيا علشان مش معايا اديها اي حاجه لا مهر ولا نفقه ولا اي حاجه وكمان انا بحب رزان وهي بتحبني و ناوين نتجوز بس انا مش معايا الإمكانية الكافيه اني افتح بيت تاني و مش عايز ابقي ملزوم من واحده انا مش عايزها "
هتفت رزان وهي تنظر ل ' أحمد' بحب:
" مدام سيسليا انا سمعت عنك كتير وقد اي بتساعدي الستات و بتقفي جنبهم فأتمنى تكوني فعلاً زي ما سمعت عنك و تساعديني انا و أحمد نتجوز و نفضل مع بعض "
همهمت سلسبيل بتفهم وهي ترسم تلك الإبتسامة الجميلة فوق شفتيها :
" أستاذ أحمد عايزه اسال حضرتك سؤال و اتمني تجاوبني عليه بكل صراحة "
أردف أحمد بسرعة :
" آه طبعا يا مدام سيسليا اتفضلي اسألي براحتك "
"حضرتك كنت عايز تطلق المدام قبل ما تتعرف علي مدام رزان ولا بعد ما اتعرفت عليها "
حمحم بتوتر :
" في الحقيقة انا أول ما شوفت رزان حسيت أن هي دي الي بدور عليها و عايز اكمل حياتي معاها حتي دائما كنت بقارن بينها و بين مراتي وفي كل مقارنه مراتي هيا إلي خسرانه و مبقتش متقبل حياتي معاها .. مستعد أعمل اي حاجه علشان أخلص منها و أعيش مع رزان لأن دي فعلاً الي عرفتني معني الحب و الانوثه.. انا حاسس اني مكنتش عائش كل السنين الي قضتها مع مراتي "
نظرت له سيسليا بغضب وهي تعلن عن انصهار ذلك الجليد و أخيرا ردت عليه بإحتقار.....
_______________يتبع