رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس عشر 16 بقلم لقاء عمرو
رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس عشر 16 هى رواية من كتابة لقاء عمرو رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس عشر 16 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس عشر 16 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس عشر 16
رواية بين براثن متملك الياس وعشق الفصل السادس عشر 16
أنتفضت من نومها على قطرات ماء تتناثر على وجهها لتشهق بصوت عالي وتنظر حولها بتشتت:
" إيه في إيه"
عدل كأس الماء الذي يحتويه بين يديه وهو يضعه جانب الفراش قائلا بهدوء:
" قومي يلا "
ضمت حاجبيها بإستغراب وذكريات الأمس تعاودها قبل أن تنظر لكل شيء حولها بإنبهار من روعة غرفته وأثاثها وتنسيقها التي دائمًا ما يبهرها ... أخذت تتجول هنا وهناك بعينيها وهي تنظر لكل شئ بتمعن قبل أن تستدرك ما تفعله ...
و حركت يديها بنعومه فوق الفراش لتتسع عينيها بصدمه و تنظر للفراش سريعاً ثم لملابسها وكل ما يدور بداخلها هي ماذا تفعل في فراشه ؟
لتتذكر قبلته لها عنوه عنها لتصرخ به بشراسه وهي تقف من فوق الفراش بفزع وكأن عقرب ما قام بلدغها :
" أنت عملت إيه"
إرتفع أحدي حاجبيه لأعلي بخبث و ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه لعوبه ليقول:
" لسه معملتش بس لو عايزلني انا مش ممانع "
ضمت يديها إلي صدرها وتنظر له بتحدي:
" عشم ابليس في الجنه "
أجابها ببرود ... المنذر بالشر:
" صدقيني مش مهتم "
أكمل وهو يرمي بقنبلته و تمني لو أنه يستطيع أن يري ملامحها الان فمنذ معرفه ما فعلته لم يتمني شئ بحياته كما تمني أن يري من فعلت به هذا و دمرت كل شئ يفعله من سنين لتأتي هي بأيام و تهدم كل شئ فوقه ، فكما شعر بالغضب و الجنون من فعلتها راوده الفضول لرؤيه تلك الفتاه و أزداد انبهاره و تشوقه لرسم ملامحها بداخل عقله عندما ضربته بالخنجر و فرت هاربه كالقطه تفعل جريمتها ولا تهتم بعواقب فعلتها ... فالمهم لديها أنها فعلت ما يجول بداخل عقلها الصغير:
" بطلي كلام ملوش لازمه و يلا علشان المأذون مستني بره "
إستدارت تنظر له بعدم فهم هامسه بتسائل:
" مأذون ايه و مستني مين "
إرتفع ثغره بابتسامة عريضة وهو يردد :
" هنتجوز "
شهقت بصدمه وأعين متسعه لتضغط على شفتيها بقوة تمنع نفسها من الهجوم عليه و ضربه لعلها تشعر بالراحه قليلاً :
" دا انت راحت منك خالص .. اتجوز مين ؟ اتجوزك أنت!! .. منين عايز تقتلني ومنين عايز تتجوزني"
أقترب منها بهجوم وهو يحاصرها بين ذراعيه و الفاصل بينهما محي تماماً وهو يستمع إلى ضربات قلبها المدويه بثوران على صدرها لتنتقل تلك العدوي منها إليه لتجعل أنفاسه تتضارب :
"مش باخد رأيك انا بعرفك هتدخلي تلبسي ولا تخرجي ليه كدا "
أغمضت عينيها وهي تشعر بأنفاسه تلفح وجنتيها لتضع يدها فوق صدره وهي تحاول دفعه بعيداً عنها ، صارخه بجنون فقد طفح الكيل منه :
" أنا مش خارجه ومش هتجوزك ... دا انت لو اخر راجل في الدنيا مش هتجوزك "
رأت قبضته تنقبضان إلي جانبيه.. و فكه يتلوي غضبًا وازدادت ملامحه قساوه قائلا بلا مبالاة:
" معندكيش خيار تاني للأسف "
إلا أنها ضربت الأرض بقدمها قبل أن تهجم عليه وهي تضربه بيدها بكل بقسوه وحقد تحمله تجاهه وتهتف من بين أسنانها بغيظ:
" أنت عايزه تجنني صح قول .. انت مستوعب انت بتقول ايه ولا عايز ايه "
حاول السيطرة عليها ولكن انتهت جميع محاولاته بالفشل وهي تتحرك بعشوائية و تضربه بقوه في صدره ليصرخ بها بعنف ويكبل يديها الإثنين خلف ظهرها:
" بقولك ايه متعصبنيش انا لحد دلوقتي صابر عليكي .. مش لازم تفهمي تعالي أمضي على القسيمة خلينا نخلص"
همست بصوت متحشرج يملئه العجز... والدموع تتجمع في ملقتيها وتنظر له بترجي ألا يفعل بها هذا .. كيف ستواجه والدتها وكيف تقول لها أمر زواجها :
" هو بالغصب "
رفع كتفيه لأعلي و أمال برأسه قليلا وهو مستمرًا بسحق أسنانه من شدة غضبه المكتوم.. كيف يشرح لها بأنهم ممنوعين من العوده لموطنهم دون فرمان موتها ليردف بهدوء مبطن بالتهديد :
" لا طبعا براحتك بس وأنتي بتفكري ترفضي فكري في اخوكي و بنته وبعدين بلغيني ردك "
أكمل وهو يرفع أمام وجهها أصابعه :
" قدامك ٥ دقائق تفكري فيهم تبلغيني ردك ولو موافقه تعالي على بره خلينا نخلص "
أنهي كلامه وهو يتجه لخارج الغرفه صافعًا الباب خلفه بقوة لترتجف الأخري بفزع قبل أن تسقط فوق الفراش وتنظر أمامها بلا هواده .
كيف تتزوج به وهو لا يحمل في قلبه ذرة حب فهو خالي تماما من الحنان .. كيف تتزوج شحص مثله .. جلمود صخري ..لا يهتم بأحد.. فلم تتمني بحياتها سوي ان يكون زوجها حنون .. رومانسي .. يخشي عليها أن تذرف دمعه واحده .. ولكنها منذ معرفتها به وعيونها لم تتوقف عن البكاء ..كانت تتمني أن يكون مثل أخيها و ابطال الروايات التي تقرأ عنهم حنون و يملئ الحب قلبه لكن ذلك الجمود الصخري لن ينفع معه شيء
بينما في الخارج توسط إلياس كرسيه براحه باعدًا بين قدميه ليقترب منه محمد ويقف بجانبه قائلا بتسائل:
" أنت متأكد انها هتوافق يا باشا "
ليجيبه بثقه يشوبها الغرور:
" هتوافق"
ضرب محمد يده باليد الأخري هامسً ببساطه:
" اكيد .. اول ما عرفت انها يا تتجوزك يا تموت"
لانت ملامحه و أرتفع جانب ثغره بابتسامه دليلاً على شعور اللذه الذي يجري بعروقه :
" لا.. لو كنت قولتلها كدا كان هتعند أكتر .. وأنا كنت مستحيل اقتلها"
ليجيبه محمد سريعاً:
" بس انا المنظمة... "
قاطعه إلياس وهو يرفع يده ليمنع إياه من تكمله حديثه ليقول بصرامه:
" هات سيجاره و شوف باقي قد إيه من 5 دقايق"
أنهي كلامه وهو يمد يده له ليضعها الأخري سريعاً بين أصابع يده قبل أن يخرج قداحه ليشعلها له .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفترش جابر فراشه وهو لا يقوي على النزول لمحل جزارته فتلك سليطه اللسان أثقلت كاهله و أرجعت إليه ماضي أستطاع أن يقنع ذاته أنه قد نساه..
Flash Back
بين جدران السجن الأربعة كان ذلك الشاب يرتجف فوق فراشه من شدة البرد و ينظر ليده التي تسيل منها الدماء من الأعمال الشاقة حتي أصبحت يده بأكملها مشققه ، خشنه.
ينظر للقمر الذي ينير ظلمه الليل وهو يدعي ربه أن يحرس والدته وأن يعتني بها حتي تنتهي مده سجنه ، فهو سيقضي بها عشرينات و ثلاثينيات عمره فلقد حكم عليه ب 20 عام سيفني عمره بين تلك الجدران بعد قتله لذلك المغتصب.
...
" هي الناس دي فكرانا إيه "
هتف جابر بغضب ناري وهو يتجول ذهاباً و إيابا ، يشعر أنه تم رميه في الجحيم لتتأكله النيران حيًا.
هتفت والدته بحب بينما تحتضنه :
" رجلي و سيد الرجاله .. متزعلش نفسك يا حبيبي دي ناس فاضيه "
صرخ بها بقوه وهو يتذكر نظرة رجال الحي لوالدته و همساتهم القذره:
" هما فاكرين علشان بابا مات مافيش راجل في البيت و هيقفلهم ولا إيه"
أجبته وهي تقبل خده و تجعله يجلس بجانبه:
" ربنا يخليك ليا يا حته من قلبي "
إستدار إليها هامسًا بأمر :
" مالكيش نزول تحت تاني و اذا كان على الشغل انا هنزل أشتغل و أجيب مصروف البيت "
ضحكت بصخب وهي تستمع بغيره أبنها عليها لتحتضن كفيه بين يديها هامسه بحزم وكأنها تلاقيه درسه الأول :
" مبنعاقبش حد علي غلط حد تاني سامع يا جابر.. مش معني أنهم رجاله ناقصه معندهمش نخوه ولا شرف هتقعدني و تمنعني من الخروج .. انت كدا بتثبت كلامهم عليا .. وبعدين شغل ايه الي عايز تشتغله وهو أنا بعمل كل دا علشان مين ؟ مش علشان تتعلم كويس و تكبر و يبقي معاك شهاده محترمه تصرف علينا منها "
أدرف بتردد:
" بس... "
غمغمت بلهجة حاده:
" مبسش و ركز انت بس في دراستك وانا الي هيتكلم تاني هحط شبشبي في حباب عنيه "
أنهت كلامها وهي تقبل رأسه ضامه إياها لأحضانها
..
جلس جابر في مقهي حارته وهو يتسامر مع أحدي أصدقائه قبل أن يسمع همهات تأتي من خلفه
' دا الوليه جمل ومحدش يقدر عليها '
' انا بس الي مش قادره أفهمه إزاي قاعده كدا من غير جواز والله حرام حته القشطه دي تسيح بدري كدا '
' أكيد لأ انت عبيط هتصدق دور الشرف الي عملاه علينا تلاقيه شايفه حد من إياهم يصرف عليها وعلى أبنها "
أنهي الرجل حديثه وقبل ما يسترسل ما يجوف بداخله حتي هجم عليه جابر بالضرب و السب .
..
" إيه الي انت عملته دا "
صرخت والدته به بغضب جحيمي من شدة خوفها على أبنها
غمغم جابر بقوه وهو يبعد يد والدته عن وجهه :
" أومال كنتي عايزه أسمع كلامه عنك و أقعد ساكت "
هزت رأسها بيأس من أبنها التي يحمل نفسه فوق طاقته قائله:
" يا حبيبي انت لسه ابن 15 سنه قدر كان الجحش الي تحت دا أذاك ولا اعملك حاجه .. كنت هعمل إيه أنا .. انت لو حصلك حاجه أنا ممكن أموت فيها و...."
قاطعها بحده وهو يبعدها عنه بقسوه قبل أن يعتدل في وقفته بعيدا عنها :
" بقولك ايه ماليش دعوه بكل الي بتقوليه دا .. خروج من البيت مافيش "
أنهي كلامه وهو يدخل غرفته صافعًا الباب خلفه بقوة.
EB
صدح صوت طرق فوق الباب مخترق عواصف الماضي الذي أن هرب منها في واقعه تظل تلاحقه في احلامه التي أصبحت تضيق علي صدره لتتحول لكوابيس لا تنتهي ....
فرك عينيه وهو يحاول الاعتدال في جلسته بكسل قبل أن يتجه خارج غرفته لمعرفه من الطارق ؟
من هدم عواصف ماضيه مخترقًا إياها بقوه و العبوس يرتسم فوق ملامحه.. ضامًا حاجبيه بشدة لتبرزق عروق جبهته وما أن وقعت عينيه عليها حتي لانت ملامحه و غزَ السلام قلبه ليحاوطه... فشعر بنيران التي كانت تلتهمه خمدت فور رؤيتها..
ليسود الصمت بينهم لحظتين .. و تعلقت عينيها بعيناه العاصفتان التي تحاصرنها دون رحمه أو شفقه على حالها..
تخاف من بريق الامتلاك بداخلهم إلا أن عنف المشاعر التي يهاجمها بها لم تقدر على مجابهتها ..
ازداد بريق عيناه ويشير إليها بإصبعه لكي تقترب :
" تعالي متخافيشِ "
شعرت وكأن مبادرتها الصغيرة تلك فتحت أبواب من العواصف العاشقه داخل عيناه وكأن بهم ضجيج هدأ و صمت فور رؤيته لها ليصدح ضجيج من نوع اخر.. ضجيج يعطي لذه غرام لصاحبه..
ظل الصمت المحبب إليه مجيبًا له وهي تقف مع نفسها محاوله توقف إرتجاف جسدها وهي تنظر له بحذر تبحث عن شئ ما داخل عينيه لعلها تستطيع أن تطمئن و تخطي لداخل ، سمعته يهمس بصدق أمام وجهها :
" صدقيني مقدرش أذيكي "
إزداد إرتجاف قلبها وتقاوم الابتسامه جذلا قبل أن تخطو بقدميها لداخل وصولا إليه حتي وقفت أمامه و داخل منزله و تحت نظراته المتملكه عليها ..
كان قوياً ، سلطويًا ، بربريًا لأقصى درجة و تكذب أن لم تغزو تلك البربرية قلبها لتجعلها تشعر بالحمايه المطلقه ..
همس بصوت هادئ متزن رغم عنف مشاعره :
" جيتي ليه و إزاي الغبيه التي تحت تسيبك تطلعي لوحدك "
عقدت حاجبيها وهي تقول بعبوس :
" أمشي ؟ "
فيقول بهدوء واثق لا يقبل الجدال :
" أكيد لأ.. بس خايف لحد يأذيكي فمكنش لازم تطلعي لوحدك "
إرتجف جسدها وهي تتذكر الاذي تعرضت له لتتجمع الدموع داخل ملقتيها وهي تضغط فوق شفتيها لتحاول السيطرة على إرتجاف جسدها بخجل أمامه ليكمل وهو ينظر له بتمعن و أرتفع جانب ثغره ف 'برنسيسته 'تحاول نيل إعجابه لا تعلم أنه مغرم بها و يعشق أدق تفاصيلها و يحفظها عن ظهر قلب :
" بس انا أحميكي بروحي "
لانت ملامحها و الابتسامه كانت تزين وجهها العاشق فتقول بتعلثم و سعاده:
" من ساعه ...ما ..ما ..اتخانقت.. مع أختي ....وأنت مبقتش... تيجي.. تقعد ...معايا.. ف ف خوفت .. تكون زعلان ...و قلقت ... عليك ... ف .. أستنيت ..بثينه تخرج تجيب ....ال ..العلاج .. و و جتلك ..على ..علي ..طول "
أنهت كلامها و تنظر إليه من أسفل ستائر رموشها البنيه الكثيفة ، بينما طافت عيناه على وجهها من جديد
أستمر بالنظر إليها عدة لحظات و عيناه تحومان فوق كل إنش بوجهها بتمعن . وفمه يكاد يبتسم لحلاوه ما تلتقطه أذناه .. ألا يكفيه حلاوتها الذي تذيبه لتمتلك براءة العالم بداخلها لتزيد ثقله بحلاوة حديثها .
أنتفض قلبه بضراوة داخل صدره ساحقا على أي شئ آخر ليهتف بأسمها هي فقط ليجعلها تتربع فوق عرش قلبه و تستكين فـمكانها هناك .. و أتت لتأخذه..
إلي أن قال أخيرًا:
" انتي بتعملي فيا إيه "
فغرت نور شفتيها وهي تري نظراته التي تشعرها أنها الوحيدة في هذا العالم ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج من المرحاض وهو يرتدي بنطاله قبل أن يرتمي فوق الفراش بتثاقل ويسمع تشاجر أمين و يوسف في المطبخ ليزفر بضيق وهو يلتقط هاتفه فهو لم يراها منذ تركها أمام ' المحكمه 'مع ذلك البغيض ، قلب في صفحة ' الفيس ' الخاصه بها ليزفر بحنق :
" دي آخر بوست نشرته من 2010 !! .. دي ميته ولا إيه"
أكمل بحثه داخل ملفها و صورها التي تستمر بنشرها ليقرر أن يرسل لها ضاربًا بكلامه و وعيده لنفسه عرض الحائط ..
ضغط فوق رز الرسائل ليرسل لها تسجيل صوتي بحماس منتظراً ردها بفارغ الصبر ..
ظل ينظر لرساله لعدة دقائق لعلها تكون سمعتها ولكن لا شئ يأتيه منها حتي سأم جفائها المستميت معه قبل أن يقزف الهاتف بجانبه و يخرج من الغرفه ليتجه ناحيه المطبخ و يفتح ثلاجته ليخرج منها زجاجة عصير ليشربها بإستمتاع وينظر لهم بملل قائلا:
" أنتو عمالين تتخانقوا على إيه ؟ "
أجابه يوسف :
" تعالي يا أسيد أشهد ما بينا "
سخر أمين بشفتيه قبل أن يلويها ليردف أسيد بضحك :
" ما براحه علينا يا عم "
أدرف يوسف بسرعه وهو يضع يده فوق كتفي أسيد :
" سيبك منه يا أسيد دا مترباش "
نظر له أمين بقرف و تقزز:
" جاتك القرف .. بقي بتعاكس مرات الراجل بتاع السوبر ماركت"
صاح يوسف به :
" مسمهاش بعاكس إسمها بقدر فخامتها و لعلمك والله بطل "
ضرب أسيد بيده الطاوله التي يلتفون جميعهم حولها صارخًا بهم :
" بطلوا تفاهه... انا جعان و عايز أك.. "
وقبل أن يكمل كلامه حتي رأي امين يتجه للبراد ويقول بصلف :
" ساعد معانا يا حبيبي في لف المحشي علشان تأكل ولا إحنا هنخدم على سعادتك"
هتف أسيد بضجر ويضع يده خلف ظهره كـالمرأة الحامل :
" أنت عارف يا أمين قد إيه الشغل كان تقيل النهارده .. و ضهري.. اه ضهري والله ما حاسس بيه "
قام يوسف من فوق كرسيه و يتجه للخارج ببطء وهو ينظر لهم بتوجس خوفًا من أن ينتبه له أحد ولكن عيني أمين التي وقعت فوقه جعلته يتصنم في وقفته قبل أن يرسم فوق شفتيه ابتسامه بلهاء:
" افتكرت أن انا مبعتش العينه للمعمل و لازم ابعتها دلوقتي "
قلب أمين عينيه باستنكار لأفعالهم الطفولية ليصرخ بهم بصوت جهوري غليظ :
" اقسم بالله إلي ما هيقعد يلف معايا المحشي ما هياكل النهارده و هينام من غير أكل "
قوس يوسف شفتيه و عاد أدراجه بخيبه أمل ليجلس فوق كرسيه مره اخرى..
بينما اسيد جلس ببرود وهو يرفع حاجبيه لأعلي هاتفًا بهدوء :
" انا هقعد بس علشان ابعت طبق لمحور الكون خاصتي "
أنهي حديثه بخوفت لكي لا يسمع أي منهم لقبها المحبب لقلبه فتلك المتعجرفه مازالت ترفض الخضوع له و تصر على إبعاده عنها ولكن لن يكون أسيد المنياوي أن لم يجعلها تهيم به عشقاً وهي من ترجوا قربه .. وتهتف بأسمه.. هو فقط..
أجابه أمين بغيظ :
" طب أقعد يا بتاع سيسيليا أقعد "
ضحك اسيد بجمود مجيبًا إياه بتهكم:
" بتاعها.. بتاعها.. وانت إيه الي مضايقك "
لعن أمين بصوت عالي وهو يسبه بأبشع الألفاظ و ينظر له بقرف .. مستمرًا فيما يفعله ..
..
بينما كانت سيسيليا تنظر للأوراق و الملحوظات التي كتبتها بكامل تركيزها فأول جلسه ستكون غدًا ولا تنوي أن تترك ثغرات يهاجمها بها المحامي المدعي عليه ..
حتي قاطعها صوت رنين هاتفها يعلن عن وصول رساله نصيه الي حسابها قبل أن تنقل انظارها من الملفات التي تحتويها بين يدها ثم إلي الهاتف الملقي بجانبها ..
رفعت هاتفها وهي تري صوره اسيد تنير هاتفها مع رساله مسجله فوقها لتضغط فوقها لتري ماذا أرسل إليها فمنذ اخر محادثه بيمهم قطعت عهدًا أنها لن تتعامل معه مره أخري .. فمن يظن نفسه بأن يتعامل معاها هكذا .. فهي ترفض الخضوع ف فرس بربرية مثلها لا تقبل الخضوع المطلق.. وهو لا يريد سوي كسر غرورها لجعل حياتها تتمحور حوله ولكنها لن تنيله مراده ما دامت الحياه تدب أوصلها بداخلها ..
ضغطت فوق زر التشغيل لتسمع كلمات اغنيه:
" أنا مصمم مش ماشي قبل ما نتكلم مقدرش أسييك " و يصاحبها رساله نصيه' بنسخن بس المهم ردها '
جاهدت لتمنع ابتسامتها من الظهور ولكن فشلت فأفعله الهوجاء تتسرب لداخل قلبها بطريقة لا تستطيع فهمها لتضحك بصوت عالي .. وتشعر بالسعادة تغزو أطراف قلبها ...
فكيف يستطيع أن يقلب حالها هكذا ذلك النسوانجي اللعين ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنتهي فارس من عمله ويغلق حقيبته المليئة بالمعدات التي يحتاجها ليقول برسميه:
" تمام كدا يا حج مسعد انا ادتها الحقنه وهي أسبوع كدا و هتبقي تمام "
" العجول إلي في البلد كلها تعبانه يا دكتور وكأن في فيرس منتشر "
رسم ابتسامه رسميه فوق شفتيه قبل أن يقول بهدوء :
" وكأن ليه يا حج مسعد هو في فعلاً فيروس منتشر و الحيوانات كلها لقطته مش العجول بس ركزلي انت بس على البقع الحمرا دي من 6-8 ساعات لو مراحتش وحصل أي حاجة بلغني على طول "
" حاضر يا دكتور... ألف شكر "
أجابه وهو يحمل حقيبته و يغادر :
" العفو.. مع السلامه "
خلع قفازات يديه ناويًا عدم إكمال عمله متجه لمنزله لعله يأخذ قسطاً من الراحه فالهواء هنا يضيق على أنفاسه وقبل أن يخطوا لداخل منزله خطوه حتي سمع صوت أنثويًا جذلا يهتف بدلال صاخب :
" فارس... فارس "
إستدار ببطئ وهو يعرف صاحبه الصوت ولم تتغير ملامحه سوي الي الضيق و النفور:
" خير يا ساره... عايزه ايه المراضي "
اندفعت إليه وتضع يدها فوق كتفي فارس قبل أن ترتفع على أطراف أصابعها لتقبل وجنته أمام عيني تالين الذهالتين التي تراقبهم من شرفتها ..
صمتت ولم يبدي ردة فعل غير ملامحه التي ازدادت نفورًا قبل أن يدفعها برفق بعيدًا عنه عندما سأم من بعدها عنه ..
لتقول بصوت خافت والدموع الخبيثة تنهمر فوق وجنتيها :
" فارس متعملش معايا كدا .. من ساعه ما اتجوزنا وانت سبت البلد و معرفتش عنك حاجة و دلوقتي بتبعدني عنك "
احتضنت كفيه بين يديها هامسه برجاء :
" فارس .. انا ساره بنت خالتك الي كنت عايزه تتجوزها زمان و قولت مش هتتجوز غيرها .. متعملش معايا كدا بالله عليك "
نظرت تالين بجنون لفارس الذي بادئ هادئ و يتسامر معاها .. تمنت لو استطاعت سماع ما يقوله له ذلك الكتله الثلجية ..
أسبلت ساره جفنيها لحظه قبل أن تسمعه يقول بحده:
" ساره.. انا من قبل ما اتجوزك وانا قولتلك على الي هيحصل بينا وانتي وافقتي لا كدبت عليكي ولا غشيتك زي ما انتي عملتي "
تجاهلت تلميحه لها وما فعلته معه بالماضي و تقول بلهجة مندفعه انثوية :
" بس متفقناش أنك هتتجوز عليا "
ضغط بكفيه فوق يدها بقسوة، قائلا بصرامة غاضبه :
" مالكيش دعوه بتالين يا ساره.. تالين بره عننا خالص وأي حاجه هتحصلها اقسم بالله ل هنسي أي حاجة تربطني بيكم "
شعرت تالين بنيران تحرق احشائها ببطئ وهي تراه يحتضن يدها بين كفيه لتزفر بضيق وتنوي الذهاب إليه لتخرج من غرفتها سريعاً ..
بينما ساره ضمت يد فارس إلي صدرها و تقترب منه أكثر حتي كادت تلتصق به لتقول بصوت خافت آثار غثيانه :
" فارس انت مقولتش أي حاجة عني لتالين صح "
أنهت كلامها وهي تنظر إلى فارس الذي بدأ هادئ وهو يردف برقة أو هكذا خيل لها :
" متقلقيش يا ساره اكيد محدش هيعرف حاجه أنا وعدتك "
إرتاح قلبها لتكمل خبثها وهي تضمن نجاح خطتها :
" طب ليه بتعاملني كدا على الأقل قدامها متعاملنيش كدا .. أتعامل معايا كأني مراتك بجد علشان متشكش في حاجه "
هل قالت أن يتعامل معاها كامرأته!! كيف له وهي قد كسرت هذا الحق لها منذ زمن ؟
كيف يتعامل معاها وهو يشعر بالنفور كلما رأها ؟ كيف يصطنع الحب لها ، من أين لها بالقوه لتطلب تلك المكانة ألا تعلم عن هذه المكانة مقدسه لديه فهو حافظ على قلبه فقط لمن ستشارك معه حياته ...
ألا تعلم أنه انتظر سنوات ليغرق من ستحتل تلك المكانه حبًا و دلالً و تغرقه هي بحنانها داخل جوف أحضانها ..
ليقول بصدق لا يقبل المناقشة:
" مش هينفع يا ساره ... صدقيني مش هينفع مبقاش حقك "
ساد الصمت لحظتين وكل منهما ينظران لبعضها قبل أن تشهق ساره بصوتٍ عالي و ترمي برأسها فوق صدره قبل أن تصرخ بصوت بائس ، مترجي:
" و غلاوة خالتك عندك يا فارس ... متعملش فيا كدا .. على الأقل تعالي بات معايا النهارده "
أنهت حديثها وهي تجهش في بكاء مرير و تتشبث به أكثر و صوت شهقاتها يرتفع ليقول بتوتر :
" ساره أبعدي و بلاش شغل العيال دا "
وكأنها فهمت كلامه عكس ... لتتشبس به أكثر و تترجاه بصوت منخفض قبل أن يقول بتبرير :
" أهدي بس ... أنتي عارفه أنه مش هينفع أدخل البيت "
رفعت رأسها إليه و تناظره بتألق قبل أن تردف سريعاً:
" هجيب حاجتي وانقل أنا هنا "
دفعها برفق بعيدا عنه وهو يضع يده بينهما فاصلاً .. أجابها بلا مبالاة:
" تعالي يا ساره البيت بيتك بس بطلي عياط "
قفزت مكانها بسعاده وكأنها ليست من كانت تبكي و تنهار منذ ثواني مجيبه:
" تمام و هستناك النهارده بالليل "
نظرت له برضي و سعاده ترتسم بوضوح فوق ملامحها قبل أن تغادر لتأتي بكل ما تحتاجه و تنقل لمنزله ..
إستدار بتثاقل وهو يشعر بعبئ يثقل كاهله ليصطدم بعينيها الغاضبه وكأن نيران تشتعل بهم والتي تزداد اشتعالا كلما تتذكر جملتها الأخيرة له ..
ولكنه قرر تجاهلها فهو لم يعد لديه طاقه لتعامل مع من حوله قبل أن يتجاوزها و يخطوا لداخل ..
ضربت الأرض بقدميها بعنف و تتبعه لداخل لتقول بتسائل يشوبه النكران:
" هو انت هتروحلها النهارده ؟ "
لوي شفتيه و إستدار إليها ليجذبها إليه بقوه ليجعلها تتوسط أحضانه..
بينما الأخري شعرت بيديه قد قبضتاه على خصرها لترفع ذقنها إليه بتحدي و عيناها تحاوط عيناه التي تشعر أن بداخلهم جمر مشتعل يثور ولكن يخمده جبل جليدي يصعب أنصهاره قبل أن يقول بمكر :
" ودا يفرق معاكي "
رمت بثقل جذعها العلوي فوقه وهي تضم يدها فوق صدره مجيبه:
" أكيد لأ "
ارتسمت نصف ابتسامه فوق شفتيه قبل أن يرفع سبابته ببطئ على طول ظهرها و يقرب وجهه من وجهها حتي لفحت أنفاسها الساخنه وجهها و يشعر باضطراب جسدها أسفل يده و ضربات قلبيهما التي تثور بضراوة ليشعران الإثنين وكأنهم في حلبه مصارعه..
همس بصوت منخفض وهو يقرب شفتيه من شفتيها :
" ولما هو مش فارق بتسألي ليه "
قضمت شفتيها بحرج وهي تحاول التملص من أحضانه وهمست بتوتر وهي تبعد عينيها عن عينيه التي تحاصرها :
" عادي .. فضول "
ضمها إليه أكثر ويده تلتف حولها أكثر مانعاً إياها من الهرب قبل أن يلمس وجنتيها بذقنه الخشنه لتتأوه الأخري بألم قبل أن يقبل خدها ببطء يثير أعصابها .. ليقول :
" طب علشان ترضي فضولك وهي هتيجي تعيش معانا هنا "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقترب من شرفتها أكثر حتي ألتصف بالحائط الفاصل بينهما وضع هاتفه فوقها لعلها تستمع إليه فأصبح لا يطيق بعدها عنه و جفائه معه قبل أن يضغط فوق زر التشغيل :
" أعمله إيه ... و فضلت احايله ما يردش
اقول له حبيبي ما يردش
اقول له يا سيدي ما يردش
اعمله ايه اييه "