رواية قلبه لا يبالي داغر وداليدا من الفصل الاول للاخير بقلم هدير نور

رواية قلبه لا يبالي داغر وداليدا من الفصل الاول للاخير بقلم هدير نور

رواية قلبه لا يبالي داغر وداليدا من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة هدير نور رواية قلبه لا يبالي داغر وداليدا من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية قلبه لا يبالي داغر وداليدا من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية قلبه لا يبالي داغر وداليدا من الفصل الاول للاخير
رواية قلبه لا يبالي داغر وداليدا بقلم هدير نور

رواية قلبه لا يبالي داغر وداليدا من الفصل الاول للاخير

بقصر الدويرى.
كانت داليدا مستلقيه فوق الفراش تتصفح هاتفها كعادتها بملل عندما فُتح باب الغرفة فجأةً و دلف زوجها داغر الدويرى إلى الغرفة...
انتفضت واقفه بتعثر على قدميها و كعادتها عند رؤيتها له تثاقلت انفاسها التي انحبست داخل صدرها بينما اخذت ضربات قلبها تزداد بقوه جنونيه اخفت يديها خلف ظهرها سريعاً حتى تخفي ارتجافها الواضح عنه.

فقد كانت هذه هي ردة فعلها عندما رأته أول مره في حياتها و لم تتغير حتى الان فلا يزال كيانها بأكمله يهتز عندما تراه امامها...
بينما كان هوكعادته التي لم تتغير منذ ان عرفته. بارد، صلب في تعامله معها فلم يظهر يوماً اهتماماً او اي رد فعل يدل على تأثره بها.
و كعادته ايضاً دلف إلى الغرفه دون ان يلتف نحوها و دون ان يوجه اليها حتى و لو كلمه واحده مفضلاً اعتبرها غير موجوده معه بهذه الغرفه.

راقبته بشرود بينما وهو يتوجه بصمت نحو خزانة الملابس مخرجاً ملابسه الخاصه بالنوم و فوق وجهه يرتسم قناعه البارد رغبت كثيراً لو كان لديها الجرأه لتصرخ بواجهه و تخبره بمدي تأثرها والالم الذي يسببه لها معاملته اياها بتلك الطريقه لكنها حتى الان لم تمتلك تلك الجرأه لفعلها.

تنفست بعمق بينما تحاول نفض تلك الافكار بعيداً محاوله رسم ابتسامه على وجهها و عدم اظهار ما يدور بداخلها من صراع لكن خانتها شفتيها و ارتجفت قليلاً بسبب توترها
اتجهت بخطوات مرتجفه نحو الطاوله المجاوره للفراش نازعه عنها الغطاء ليظهر اطباق مختلفه مليئه بالطعام الشهي همست بصوت منخفض بينما تفرك يديها بتوتر و عينيها مسلطه عليه تراقبه باعين متسعه و انفس متثاقله و هو ينزع ببطئ سترة بدلته.

=انا، انا حضرت الاكل علشان نتعشا سوا...
التف اليها ببطئ كما لو انه لم ينتبه إلى وجودها الا الان ظل واقفاً بمكانه يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و عينيه تمر ببطئ عليها متأملاً منامتها الواسعه التي تغلق ازرارها حتى عنقها لكن رغم ذلك رفعت يدها تتمسك بخجل بعنق منامتها المغلق جيداً.
هز رأسه برفض بينما يجيبها ببروده المعتاد معها بينما يلتف مره اخري ويولي اهتمامه للخزانه متناولاً ملابسه
=اتعشيت في المكتب...

اومأت رأسها بصمت محاوله محاربه خيبة الامل التي غمرتها بعنف فقد قضت الكثير من الوقت في صناعة تلك الاطعمه من اجله خصيصاً في محاوله منها لجذب انتباهه اليها و لو قليلاً و بدأ زواجهم كما كان يجب ان يبدأ منذ اول يوم.

تابعته باعين تلتمع بالدموع بينما يدلف إلى الحمام الملحق بجناحهم شاعره بألم حاد يعصف بقلبها بسبب معاملته تلك التي لم تتغير ابداً منذ اول يوم في زواجهم فقد مضي اكثر من اسبوعين على زواجهم و رغم هذا لم تتحسن معاملته لها.

اتجهت بخطوات مرتجفه نحو الفراش مره اخري منهاره جالسه ببطئ عليه تتطلع باعين شارده بباب الحمام الذي اغلقه خلفه و قد بدأت تتساقط من عينيها دموع المراره التي لم تعد تستطع حبسها اكثر من ذلك...
فهي عند زواجها منه لم تكن تتوقع ان تكون حياتها معه بهذا الشكل.

فقد كانت تعتقد انه سيكون عوض الله لها عن كل ما قاسته في حياتها خاصة و انها كانت واقعه في حبه عندما تقدم لخطبتها و كان ذلك اشبه بمعجزه قد تحققت من اجلها هي فقط...
شعرت برجفه حاده من الالم داخل صدرها عند تذكرها اول يوم رأت به داغر...

كانت في هذا اليوم جالسه كعادتها امام نافذة غرفتها التي لا تفارقها الا نادراً تنظر من خلال التلسكوب الخاص بوالدتها الراحله تراقب القمر المشع في السماء الحالكه والنجوم التي تحاوطه بمشهد يخطف الانفاس فقد كان هذا روتينها اليومي منذ وفاة والدتها التي كانت عالمه فلك فقد كانت تأخذها دائماً معها لمراقبة النجوم و مسارها بهذا التلسكوب فوق سطح بنياتهم...

كانت والدتها مقربه منها للغايه فقد كانت تحاول تعويضها دائماً عن حرمانها من والدها الذي توفي وهي لازالت لم تتخطي الثانيه من عمرها...
احبت داليدا هذا المجال كثيراً بسبب والدتها كما اصبح هذا التلسكوب اغلي ما لديها فهو ما بقي لها من والدتها التي كانت تشجع اياها دائماً على اكتشاف كل شئ وبث بها روح المغامره...

حتي توفيت والدتها و تركتها و هي بعمر الثانية عشر من عمرها تاركه اياها تحت وصاية شقيق والدتها الاصغر مرتضي الراوي الذي كان يبلغ وقتها من العمر 22 عاماً فقد كان خالها و كذلك ابن عم والدها...

كان خالها مرتضي حاد الطباع دائماً معها وكان ترجع سبب ذلك إلى الفجوه العمريه التي بينهم لكن زادت سوأ معاملته لها بعد وفاة والدتها فقد كان عندما يغضب منها او عندما يأمرها بفعل شئ و ترفض فعله يقوم بحبسها داخل غرفتها لعدة ايام حتى ترضخ اخيراً و تنفذ ما يطلبه منها...
فقد كان يتعامل معها كما لو انها لا زالت طفله لا يمكنها التصرف بمفردها او الاعتماد على نفسها متدخلاً في كافة شئون حياتها.

فقد منعها بعد وفاة والدتها من الخروج خارج الفيلا جاعلاً اياها تكمل دراستها من داخل المنزل اتياً اليها بمدرسين يعطونها دروساً خاصه متحججاً بانه يشعر بالخوف عليها بسبب نوبات الذعر التي اصبحت تنتابها منذ وفاة والدتها كانت وقتها طفله فلم تستطع معارضته او فعل شئ حيال ذلك و لكن عند بلوغها سن الثامنة عشر تمردت وطلبت منه ان تذهب للجامعه حتى تبدأ تتأقلم مع الذين من هم في سنها لكنه رفض بشده و عندما اصرت على موقفها و افتعلت معه العديد من المشاجرات العنيفه وافق في النهايه على مضض ان يجعلها تذهب للجامعه تحت حراسه مشدده من رجاله الذين كانوا لا يجعلونها تستطع حتى التنفس على راحه...

لكن بعدها تطورت نوبات الذعر التي كانت تنتابها و اصبحت تصيبها بطريقه مبالغه بها ففي بادئ الامر عندما كانت تخاف من شئ او تحزن كان تأتيها رجفه بسيطه بقدميها و ذراعيها، لكن اصبحت اعراض تلك النوبات اقوي من قبل فقد اصبح جسدها بأكمله يبدأ بالارتجاف و تتخلله بروده كالصقيع تصل إلى عظام جسدها من ثم تصبح كما لو انها تدخل عالم اخر لا تدري بشئ مما يدور حولها.

وعندما اصابتها تلك الحاله ذات مره اثناء تشاجرها مع احدي زميلاتها شعرت وقتها بحرج لم تشعر به من قبل عندما وقف الجميع يتطلعون إلى يدها وقدميها المرتجفه كما لو كانت شئ غريب لم يروا مثله من قبل...
لذا عادت يومها إلى المنزل مقرره ان تكمل دراستها بالمنزل كما كان يرغب خالها عائده إلى قوقعتها مره اخري.
محاوله تجنب خالها بقدر الامكان فقد كانت العلاقه بينهم دائماً مليئه بالتوتر.

فقد كان يتعامل معها كما لو انها السبب في وفاة والدتها.
تساقطت الدموع من عينيها عند تذكرها اليوم الذي توفت به والدتها فقد كانو بسيارة والدتها ذاهبتان لكي يشتروا ملابس لها لكي تحضر بها حفل تقيمها مدرستها فقد اخذ خالها مرتضي يقنع والدتها بعدم الذهاب مشيراً بانها مجرد حفل اطفال لا تستدعي اهتمام والدتها لكن والدتها رفضت واصرت ان تذهب وتشتري لها ملابس جديده حتى تسعدها...

ولكن هم بالطريق و دون سابق انذار ظهرت امامهم سيارة نقل بضائع كبيره ضربتهم من الامام مما جعل سيارة تنقلب عدة مرات...

توفيت والدتها في الحال بينما ظلت داليدا راقده بالمشفي في غيبوبه لمده 3 اشهر و عند استيقاظها لم ترا امامها سوا وجوه غريبه عليها للاطباء و الممرضات اخذت تبحث بعينيها عن والدتها وعندما لم تجدها شعرت بوقتها بخوف لم تشعر به من قبل فقد كانت الدتها كهفها الامن الذي تختبئ به من اي شئ يخيفها فلم تفارقها ابداً منذ ان جاءت إلى هذه الدنيا...

وعندما سألت عنها لم يستطع الطبيب ان يخبرها بالحقيقه و يتسبب بصدمتها وهي بتلك الحاله الضعيفه فاخبرها كاذباً بانها ترقد بمشفي اخر بسبب ان المستشفي لم يكن بها اماكن اخري شاغره و انها عندما تفيق سوف تحضر اليها ظلت داليدا ايام و ايام تنتظر قدوم والدتها وعندما لم تأتي اصرت ان تذهب هي اليها رفض الاطباء متحججين بحالتها التي لم تكن مستقره بعد و بعد ان استقرت حالتها وعندما سألت عنها اخبرها الطبيب بأكثر طريقه لطيفه لديه بخبر وفاة والدتها انهارت وقتها داليدا داخله في حاله هستريه من البكاء و عندما هدئت بعد عدة ايام كانت بهذا الوقت بحاجه إلى خالها مرتضي الذي كان الشخص الوحيد المتبقي من عائلتها لكي يهدئها و يطمئنها بانها ليست بمفردها لكنها كانت بمفردها. بمفردها تماماً و علمت من الاطباء انه لم يأتي لزيارتها و لو لمره واحده طوال فتره غيبوبتها تلك، و منذ هذا اليوم وتلك النوبات لا تتركها...

تنهدت ببطئ بينما ترجع بذاكرتها إلى ذلك اليوم الذي رأت به داغر لأول مره كانت داليدا قد تشاجرت مع خالها كالعاده و عندما احتد الشجار بينهما أمرها كعادته ان تذهب إلى غرفتها و الا تريه وجهها حتى اليوم التالي كانت وقتها جالسه تراقب النجوم من فوق سطح الفيلا لكن لوقت ما شعرت بالملل مما جعلها تدور بالتلسكوب بانحاء الحي الفاخر الذي تسكن به اخذت تضحك بينما تراقب احدي الكلاب يطارد قط صغير لكن القط وقف بالنهايه ام الكلب مصدراً صوتاً شرساً مما جعل الكلب يرتعب ويفر هارباً من امامه.

اخذت تكمل بحثها عن شئ اخر قد يجذب انتباهها و يخفف عنها ما تشعر به من ملل و فتور...
وبالفعل وجدته فقد جذب انتباهها شخصاً ما يمارس الرياضه بالحديقه الخلفيه للقصر الذي يبعد عن فيلاتهم بعدة امتار تعجبت وقتها من هذا الذي يمارس رياضه بهذا الوقت المتأخر من الليل قربت عدسة التلسكوب حتى تستطيع رؤيته جيداً...

لكنها صدرت شهقه قويه عندما رأته بوضوح شعرت وقتها بقلبها ينبض داخل صدرها بجنون بطريقه غريبه لأول مره اخذت تتفحص بانبهار نصف جسده العلوي العاري الذي كان مغطي بالعرق نتيجه الرياضه القاسيه التي كان يمارسها، بينما تتأمل باعين تلتمع بالشغف ملامحه الرجوليه فقد كان وسيماً للغايه ذو جسد طويل رياضي صلب رائع بينما شعره القصير فحمي اللون الذي كان ينحدر منه عده خصلات مبتله فوق جبينه بينما.

ظلت تراقبه بانفس منحبسه لم تتحرك من مكانها قيد خطوه واحده متجاهله الالم الذي ينبض بقدميها من طوال المده التي وقفت عليها حتى انتهي و دخل إلى القصر و هو يجفف عرقه بمنشفه حول عنقه.

بعد هذا اليوم ظلت داليدا طوال السبع أشهر التاليه تضبط منبهها على الثالثه صباحاً حتى تستيقظ و تستطع مراقبته اثناء ممارسته رياضته اليوميه و خلال تلك الاشهر وقعت داليدا بحبه بجنون حاولت الوصول إلى اي معلومات تخصه لكن للاسف لم تستطع نتيجه الحراسه المشدده التي تتبعها بكل مكان...

ظلت تحاول كثيراً الوصول إلى معلومه عنه لكن لم تستطع الوصول إلى شئ سوا الاسم المكتوب فوق لافته صغيره فوق القصر الخاص به فقد كان مكتوب عليه بخط فاخر قصر الدويري
يأست من الوصول إلى اسمه او اي معلومه تخصه حتى جاء اليوم الذي جاءها اتصال من خالها مرتضي امراً اياها بارتداء ملابسها و ان تأتي إلى شركة العائله...

في بادئ الامر تعجبت كثيرا من طلبه هذا خاصه و انها منذ تخرجها و هي تطلب منه العمل معه في الشركه لكنه كان يرفض غير سامحاً لها حتى بزيارته بها...

وبالفعل ذهبت إلى الشركه لكن فور دخولها إلى المكتب الخاص بخالها تسمرت قدميها شاعره بقلبها يكاد يقفز من مكانه عند رؤيتها للشخص الجالس مع خالها فقد كان جارها الذي عشقته حد الجنون دون حتى ان تعرف اسمه شعرت وقتها بالارتباك والتخبط لكن اسرع خالها بتعرفهم على بعضهم البعض
و ها هي اخيراً قد حصلت على اسمه داغر الدويري...
قد علمت من كلامهم انه شريك شقيقها باحدي المشاريع التجاريه.

ظلت طوال الوقت جالسه بصمت تتطلع نحوه باعين ملتمعه بالشغف. منبهره بوسامته الفائقه فالتلسكوب لم يوضح وسامته الفائقه تلك و زاد حبها عند سماعها صوته العميق الرجولي فقد كان يبدو ذو شخصيه قويه...
تحدث معها قليلاً سألاً اياها عن مجال دراستها، و اجابته هي بصوت منخفض مرتعش...
و برغم انهم لم يتحدثوا كثيراً الا انها بهذا اليوم شعرت بسعاده لم تشعر بمثلها من قبل.

و بعد انصرافه ظل خالها جالساً يتطلع اليها بهدوء، و عندما سألته عن سبب طلبه اياها لكي تحضر إلى مكتبه اجابها بانه كان يرغب ان يذهب معها إلى الغداء بالخارج و قضاء اليوم سوياً...
مما جعلها تندهش اكثر اكثر فهو لم يخرج معها من قبل إلى اي مكان...
و بعد هذا اليوم باسبوع واحد جاء خالها و اخبرها بان داغر الدويري طلب منه يدها للزواج...

وقتها ظلت داليدا صامته شاعره بكامل المشاعر التي تكنها له تعصف داخلها، لكن تغلب قلقها و خوفها على تلك المشاعر و عندما سألت خالها كيف هذا و هو لم يراها سوا مره واحده اجابها بانه كان يبحث عن عروس مناسب و عندما رأها اعجب بها على الفور من ثم بدأ باقناعها من وجهة نظره هو بانها سوف تصبح زوجه اكبر ملياردير بالبلد...

لكن بداخلها لم يكن المال ما تهتم به فقد كانت تهتم به هو فقط فهي تحبه لذا وافقت أمله بان اعجابه بها قد يتحول إلى حب بعد تعرفه عليها جيداً...

و بالفعل تمت خطبتهم على الفور و تم تحديد الزواج بعد شهر واحد من اعلانهم خطوبتهم لكن اثناء تلك الخطوبه القصيره لم يلتقوا سوياً الا مرتين فقط متحججاً بانشغاله عمله لكن حتى اثناء مقابلتهم تلك كان دائماً صامتاً مقتضب الوجه و عندما حاولت التحدث مع خالها مرتضي عن ذلك قال بان هذه طبيعته و انه بعد الزواج وبعد تعرفهم على بعضهم البعض سوف يتغير...
كانت تشعر بالخوف و التردد من هذه الزيجه رغم حبها له.

لكن تغلب حبها على خوفها هذا مقنعه نفسها بان كل هذا سوف يتغير بعد زواجهم كما قال شقيقها...
من ثم سافر داغر إلى امريكا في رحله عمل و لم يعد الا قبل موعد زفافهم بيوم واحد فقط...
و اقيم حفل زفافهم في افخم القاعات حضره اكبر شخصيات البلد، كان حفل اسطورياً تحدثت عنه جميع الصحف و كان داغر طوال الحفل يبدو سعيداً لم تفارق الابتسامه وجهه معاملاً اياها كما لو كانت ملكه مما جعل قلبها يتراقص فرحاً...

لكن جاءت اكبر صدمه لها بعد انتهاء حفل الزفاف و دخولهم إلى الجناح الخاص بهم في قصره...
فقد اختفت ابتسامته تلك تاركاً اياها تقف بمنتصف الغرفه بفستان زفافها مختفياً بصمت إلى داخل الحمام الملحق بالجناح...

وقفت وقتها شاعره بالخوف و الارتباك لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله لكنها اخيراً تحركت ببطئ و ذهبت إلى خزانة الملابس ساحبه احدي منامتها المحتشمه فلم يكن لديها الجرأه لارتداء احدي قمصان النوم التي ابتاعتها من اجل زواجها وعندما انتهت من ارتداء ملابسها خرج داغر من الحمام عاري لا يرتدي سوا شورت اسود قصير احمر وجهها بشده عند رؤيته لصدره العضلي العاري.

ظلت واقفه مكانها تتطلع نحوه بخجل شاعره بالخوف مما سيحدث بينهم
لكنها شعرت بدلو من الماء البارد ينسكب فوق رأسها عندما رأته يمر بجانبها متجاهلاً اياها تماماً كما لو انها ليست موجوده بالغرفه و اتجه نحو الفراش ليستلقي فوقه مولياً ظهره لها وقتها ظلت تطلع اليها بصدمه لا تدري ما الذي يجب عليها قوله او فعله فقد رفضها و رفض اتمام زواجهم بكل برود...

و كان هذا هو الحال بينهم في الايام التاليه ففي كل ليله يولي ظهره لها معلناً صراحةً عدم رغبته بها او باتمام زواجهم فلم يقم بلمس شعره واحده منها حتى الان...

كل ليله تعتقد بان هذه الليله هي التي سوف يكمل بها زواجهم و يجعلها حقاً ملكه لكن تنتهي الليله بخيبة املها مديراً ظهره لها تاركاً اياها غارقه في حزنها و بؤسها تبكي طوال الليل كاتمه شهقات بكائها بوسادتها حتى لا تصل إلى مسمعه حتى تسقط نائمه من كثر التعب...
اما باقي اليوم فيستقيظ مع اوائل خيوط الصباح يذهب إلى عمله ولا يعود منه الا بعد منتصف الليل.

وعندما يعود يتعامل معها كما لو كانت هواء كما لو كانت غير موجوده بالغرفه لا يوجه اليها الحديث الا عند الضروره القصوي...
جلست داليدا تتأمل باب الحمام الذي اختفي خلفه وعينيه تلتمع بالدموع لكنها سرعان ما استلقت فوق الفراش جاذبه الغطاء فوق جسدها حتى عنقها عندما شعرت به يخرج من الحمام...

اغلقت عينيها بقوه مصطنعه النوم لكن تشدد جسدها بالتوتر و تثاقلت انفاسها عندما شعرت به يقف بجانبها بصمت عده لحظات طوال قبل ان يتحرك بصمت مره اخري نحو جانبه من الفراش مستلقياً فوقه مغلقاً الضوء ليعم الغرفه ظلام يشبه الظلام الذي بداخلها...

في الصباح...
تلملمت داليدا في نومها شاعره بدفئ غريب يجتاحها وثقل غريب حول جسدها فتحت عينيها ببطئ محاوله استيعاب ما يحدث لكن انتفض جسدها بمفاجأه عندما اكتشفت انها مستلقيه بين ذراعي داغر الذي كان يحيط خصرها بذراعه ضامماً اياها اليه وهو مستغرقاً بالنوم انحبست انفاسها بصدرها شاعره بالحراره تجتاح جسدها بسبب قربها الشديد من جسده الصلب الملتصق بها.

لا تعلم كيف انتهي بهم الامر حتى تصبح مستلقيه بين ذراعيه بهذا الشكل.
ارتسمت ابتسامه بطيئه فوق وجهها شاعره بالسعاده فهذه المره الاولي التي يضمها اليه متناسيه غضبها منه بالليله السابقه.
اخذت تتأمل باعين تلتمع بالشغف ملامح وجهه الوسيم...

لم تستطع مقاومه ان تنحني وتطبع بشفتيها قبله خفيفه فوق خده من ثم ابتعدت عنه ببطئ و الابتسامه التي فوق شفتيها تتسع بالفرحه مررت اصابعها بخفه بشعره الاسود الفحمي بينما تتنفس انفاسه الدافئه بشغف شاعره بقلبها يكاد يقفز من داخل صدرها من شدة دقاته المرتفعه...
فهي لا تحبه فقط لا بل تعشقه حد الجنون تنهدت بسعاده مغمضه عينيها مستمعته بملمس شعره الحريري اسفل يدها...

لكنها انتفضت فاتحه عينيها بذعر عندما شعرت به يتلملم في نومه...
شعرت بتجمد اطرافها عندما رأته يفتح عينيه و يتطلع اليها عدة لحظات بصمت كما لو انه لا يزال لا يستوعب ما يحدث من حوله...

لكن سرعان ما ذبلت ابتسامتها التي كانت تتطلع اليه بها عندما رأت الغضب الذي اندلع بعينيه قبض بقوه مؤلمه على يدها التي كانت لازالت بشعره معتصراً اياها مما جعلها تطلق صرخه منخفضه نفض يدها مبعداً اياها عنه بحركه قاسيه كما لو كانت شئ قذر يرفض لمسه.
قبل ان ينتفض ناهضاً بغضب من الفراش مبتعداً عنها كما لو انها تحمل وباء ما...

ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها مخفضه رأسها بينما تضغط اسنانها بشفتيها بطريقه داميه في محاوله منها للسيطره على الدموع الحارقه التي تراكمت بعينيها شاعره بألم حاد يكاد يمزق قلبها بسبب رفضه لها وابتعاده عنها بهذه الطريقه القاسيه.
راقبته بينما يتجه نحو الحمام بصمت مغلقاً خلفه بابه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان دفنت وجهها بوسادتها مطلقه العنان لدموعها بينما الالم الذي ينبض بقلبها لم تعد تستطع تحمله...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور اسبوع...
كانت داليدا واقفه امام المرأه تقوم بتعديل ملابسها قبل النزول إلى الاسفل لتناول طعام الغداء مع العائله فبرغم ان هذه ليست المره الاولي التي تتناول بها الطعام معهم
الا انها هذه المره تشعر بالتوتر و الارتباك.
فالليله هي المره الاولي التي سيتناول معها داغر العشاء بحضور العائله بأكملها فمنذ زواجهم و هو دائم الانشغال باعماله و شركاته فلم يتناول معها ولو وجبه واحده حتى الان...

مررت يدها حول خصلات شعرها ناري اللون قبل ان تقوم بجمعه وعقده فوق رأسها من ثم تناولت حجابها الذي كان بلون عينيها الرماديه و ارتدته...
اخذت تتأكد من ثبات عقدته حول رأسها قبل ان تنهض ببطئ و تتأمل مظهرها في فستانها البسيط ذو اللون الاسود المطعم بورود رقيقه و الذي يبرز جمال قوامها بطريقه محتشمه...

انتقلت عينيها ببطئ إلى صورة زوجها المنعكسه بالمرأه و الذي كان يجلس باقصي الغرفه على احدي المقاعد فقد انتهي من ارتداء ملابسه منذ فتره وجلس يراقب اعماله عبر اللاب توب الخاص به.
شعرت برجفه حاده تمر باسفل عمودها الفقري عندما تقابلت نظراتهم بالمرأه فقد كانت نظرته قاتمه يتأملها بهدوء مريب...
تلملمت في وقفتها بعدم راحه عندما اخذت عينيه تمر فوق جسدها ببطئ يتفحصها بهدوء و ببروده المعتاد...

همست بصوت مرتجف بينما تمرر يدها المرتجفه فوق فستانها تحاول ان تداري ارتباكها عنه
=انا، انا، خلصت.
اومأ لها برأسه قبل ان ينهض بهدوء و يتجه نحو الباب يفتحه و يغادر تبعته داليدا إلى الخارج بقدمين مرتجفه و عينيها كانت مسلطه على ظهره العضلي المحتجز داخل بدلته الفاخره فقد كان معتاد دائماً على ارتداء ذلك النوع من البدلات لم تراه قطاً بملابس عاديه سوا تلك المرات التي كانت تراه يمارس الرياضه بها...

تعثرت خطواتها حتى كادت ان تصطدم به عندما استدار اليها دون سابق انذار و تناول يدها شابكاً اياه بيده قابضاً عليها بلطف.
كاد قلبها ان يغادر صدرها فور ان شعرت بلمسته تلك فقد كانت قبضته حول يدها دافئه قويه كما ان هذه هي المره الاولي التي يبادر بلمسها بمثل تلك الطريقه.

اخذت تحاول تهدئت ضربات قلبها المتسارعه و على وجهها ترتسم ابتسامه مرتجفه بينما تتأمله بعينين تلتمع بالشغف و الفرح و خطواتهم تتواكب معاً بهدوء وهم يهبطون الدرج سوياً.

فور دخول داغر و داليدا إلى غرفه الطعام تسلطت الانظار عليهم على الفور متفحصين اياهم باهتمام شديد.
غمغم طاهر زوج شهيره ابنة عم داغر بينما ينظر بتأفف إلى الساعه المعلقه بالحائط
=اخيييراً كل ده بتعملوا ايه...
لو يجيبه داغر متجاهلاً اياه و اتحه بهدوء نحو احدي المقاعد ساحباً اياه لداليدا التي ساعدها بلطف على الجلوس عليه من ثم جلس بجانبها على المقعد الذي يرأس الطاوله...

شعرت داليدا بجو من القلق والتوتر يسود المكان تلاقت نظراتها بكلاً من نورا ابنة عم داغر و شقيقتها شهيره ليرمقونها بنظرات تمتلئ بالازدراء و النفور كعادتهم لكنها قامت بتجاهلهم كعادتها فمنذ قدومها إلى هذا القصر و هي تتفادي التعامل معهم.
ارتسمت ابتسامه لطيفه فوق وجهها عندما شعرت بيد فطيمه والدة داغر الجالسه بجانبها تربت بلطف فوق يدها بحنان و هي تهمس لها بصوت منخفض والفرحه تلتمع بعينيها.

=اخيراً. شوفتكوا مع بعض. مش فاهمه ازاي متجوزين بقالكوا اكتر من 3 اسابيع و دي اول مره تعقدوا فيها معانا انتوا الاتنين على سفرا واحده...
اجابتها داليدا بصوت منخفض و قد احمر خديها بشده
=ما انتي عارفه يا ماما ان داغر على طول مشغول في الشركه...
قاطعتها فطيمه بصوت منخفض حاد.
=للاسف ابني و عارفاه. و عارفه ان الشغل دايماً اهم حاجه عنده...

كانت تستمع اليها بصمت لا تدري بما تجيبها لكنها انتفضت بمكانها مجفله عندما شعرت بيد داغر تقبض بلطف على يدها الموضوعه فوق الطاوله استدارت نحوه تنظر اليه باعين متسعه بالصدمه لكن اتسعت عينيها اكثر عندما رأت وجهه يقترب منها متمتماً بهدوء و فوق وجهه ترتسم ابتسامه
=مش بتاكلي ليه يا حبيبتي،؟!

اخذت تتطلع اليه وعينيها لازالت متسعه من الصدمه فقد كان عقلها يجد الصعوبع في استعاب انه يتحدث اليها هي بتلك الطريقه المحببه.
لكن فور ان نطق باسمها مقطباً جبينه بتعجب
=داليدا،؟!
ادركت انه يقصدها هي بالفعل تنحنحت هامسه بصوت ضعيف غير قادره على التحكم بالارتجاف الذي به
=ن. عم،؟!
غمم ممرراً يده فوق جبينها مدخلاً بحنان خصله شعر الشارده التي خرجت من حجابها
=مش بتاكلي ليه،؟!

شعرت بتيار من الكهرباء يسري بانحاء جسدها فور ان شعرت بلمسته تلك
تناولت بيد مرتجفه شوكة الطعام غارزه اياها باحدي قطع اللحم واضعه اياها بفمها بينما تغمغم بارتباك واعيه لانظار الجميع المنصبه عليهم
=باكل، باكل اهو...
مرر اصبعه فوق خدها بحنان مما جعلها تشعر بمعدتها تنعقد بقوه شاعره بالارتباك من تعامله معها بهذا اللطف و الاهتمام الذي غير معتاده عليه منه...

خرجت من افكارها تلك عندما هتفت شهيره ابنة عم داغر الكبري و التي كانت جالسه تراقب اهتمامه هذا باعين تلتمع بغضب لم تحاول اخفاءه.
=اول مره نشوفك مع عروستك في مكان واحد من يوم جوازكوا...
لتكمل بصوت ممتلئ بالسخريه كما لو كانت تطلق دعابه ما لكن كلماتها كانت ممتلئه بالسم والحقد
=الواحد كان قرب يصدق، انها طفشتك من البيت من اول يوم جواز.

شعرت داليدا بنيران الغضب تندلع بداخلها فور سماعها كلماتها تلك و زاد غضبها اكثر و اكثر ضحكتها الساخره التي رافقت كلماتها تلك همت بالرد عليها...
لكن فاجأها داغر عندما اجابها هو بهدوء
=لا طبعاً، بس كل الحكايه ان احنا في اخر السنه وده وقت جرد كل الشركات و الجرد واخد كل وقتي، و داليدا عارفه اني مشغول و مقدره ده كويس...

ليكمل موحهاً حديثه إلى داليدا بينما يرفع يدها إلى شفتيه طابعاً قبله عميقه براحة يدها مما جعل جسدها يرتجف باكمله فور ملامسة شفتيه لجلدها الحساس
= بكره افضا و اعوضك يا حبيبتي عن كل ده...
شعرت داليدا بموجه من الفرحه تنتابها فور سماعها كلماته تلك اومأت له برأسها بصمت بينما الامل بدأ يتراقص بداخلها...
تابعته باعين ملتمعه بالشغف عندما نهض من فوق مقعده قائلاً موجهاً حديثه للجميع.

=معلش يا جماعه هستأذن انا عندي اجتماع مهم...
ليكمل بينما يلتفت نحو داليدا مغمغماً بصوت منخفض بعض الشئ بينما ينحني مقبلاً اعلي رأسها...
=عايزه حاجه يا حبيبتي.؟!
اجابته بصوت مرتجفبينما تجذب انفاسها بارتجاف وهي لازالت لا تصدق تقربه منها بهذا الشكل.
=س. لامتك...

ربت بحنان فوق خدها قبل ان يلتف و يغادر الغرفه تاركاً اياها بجسد مهتز و انفس متسارعه متلاحقه بينما تراقب ظهره العريض وهو يغادر الغرفه باعين متسعه ملتمعه بالشغف...

كانت داليدا جالسه على احدي المقاعد تضم ركبتيها إلى صدرها بينما تسند رأسها عليهم تفكر فيما حدث اليوم بالاسفل و معاملة داغر لها التي تغيرت كلياً من البرود وعدم اللامبالاه إلى الاهتمام و الحنان الذي لم يعاملها بهم من قبل...
اخذت كلماته عن تعويضها عن تقصيره معها تتردد برأسها معطيه اياها الامل في ان يتغير الوضع بينهم في المستقبل...

و ان يكون سبب معاملته لها بتلك الطريقه واهماله لها هو انشغاله في اعماله حقاً...

اعتدلت في جلستها فور سماعها طرقاً فوق باب الجناح لتدلف بعدها فطيمه والدة داغر إلى الغرفه و على وجهها ترتسم ابتسامه لطيفه. لا تنكر داليدا انها منذ خطبتها لداغر و ان والدته تعاملها كأبنه لها معوضه اياها عن والدتها التي فقدتها منذ الصغر، تعاملها بود و حنان عكس معظم باقي افراد الاسره التي حتى الان لا تفهم سبب معاملتهم السيئه تلك...
خرجت من افكارها تلك عندما جلست بجانبها فطيمه و هي تهتف بمرح.

=سرحانه في ايه،؟!
اجابتها داليدا بينما ترسم هي الاخري ابتسامه فوق وجهها
=ابداً و لا حاجه...
اقتربت منها فطيمه قائله بمرح بينما تهمس باذنها كما لو انها تخبرها بسر عظيم
=تعرفي ان داغر مضي النهارده. اكبر عقد توريد في تاريخ شركاته...
هتفت داليدا بحماس بينما عينيها تتراقص بها الفرح
=بجد يا ماما...
اومأت لها فطيمه قائله بحماس مماثل
=لسه طاهر راجع من الشركه و قايلنا على الخبر...

لتكمل بينما تنكز داليدا في ذراعها بخفه قائله بنبره ذات معني
=شوفي بقي هتحتفلي ازاي معاه بالمناسبه دي
هزت داليدا رأسها هامسه بارتباك =احتفل معاه ازاي مش فاهمه.
ظلت فطيمه تتطلع نحوها بثبات و فوق وجهها ترتسم ابتسامه واسعه ظناً منها ان داليدا تتصنع عدم الفهم لكن تلاشت ابتسامتها تلك هاتفه بصدمه فور ان ادركت انها لا تفهم بالفعل ما تقصده
=بقى مش عارفه هتحتفلي مع جوزك ازاي يا داليدا،؟!

تخضب وجه داليدا بالحمره بينما تهز رأسها بالنفي بصمت مما جعل فطيمه تربت بحنان فوق وجنتيها مدركه ان والدتها قد توفت منذ صغرها وانها كانت ابنه وحيده كما ان خالها كان لا يسمح لها بالخروج كثيراً لذلك كانت تعاملها كأبنه لها محاوله تعويضها عن والدتها.
=داليدا. انتي بتعتبرني زي ماما مش كده...
اومأت لها داليدا مجيبه اياها على الفور
=طبعاً يا ماما...

اقتربت منها فطيمه حتى اصبحت جالسه ملتصقه بها شابكه ذراعها بذراع داليدا من ثم بدأت تخبرها بهدوء بما يجب عليها فعله
تراجعت داليدا إلى الخلف بعيداً هاتفه بصوت مختنق و قد اصبح وجهها بلون الجمر من شدة الخجل عند تخيلها انها تفعل ما اخبرته به مع داغر...
=لا يا ماما مش هقدر اعمل كده...
قاطعتها فطيمه بحده.

=يعني ايه مش هتقدري تعملي كده. ده جوزك بعدين المفروض انكوا خدتوا على بعض خلاص هتفضلي خايبه كده لحد امتي...
غرزت داليدا اسنانها بشفتيها بقوه لا تدري كيف تخبرها بان داغر حتى الان لم يقم بلمسها ولم يتمم زواجهم حتى الان و ان اول مره قام بلمسها بها كانت اليوم اثناء مسكه ليدها اثناء ذهابهم للعشاء.
خرجت من افكارها تلك عندما رأت فطيمه تنهض و تتجه نحو خزانتها نهضت داليدا هي الاخري تتبعها مغمغمه بارتباك.

=بتعملي ايه يا ماما،؟!
اجابتها فطيمه وهي تتفحص ملابس داليدا المصفوفه بخزانتها
=بشوف حاجه حلوه تلبسيها...
لتكمل بينما تهتف بحماس مخرجه احدي قمصان النوم الذي كان بلون الاحمر الدامي
=هو ده...
لتكمل بينما تضعه بين يدي داليدا
=البسي ده النهارده و اعملي شعرك و ظبطي نفسك...

وقفت داليدا متجمده تنظر برعب إلى قميص النوم الذي بين يديها فبرغم انها من قامت بشراء ذلك القميص ضمن قمصان اخري اثناء تجهزيها لملابس عرسها الا انها لم ترتدي حتى الان ولا واحد منهم امام داغر فقد كانت ترتدي دائماً منامات محتشمه تغلقها حتى العنق...
خرجت من افكارها تلك على تربيت من فطيمه فوق ظهرها
=متنسيش تعملي اللي اتفقنا عليه...
لتكمل بينما تتجه نحو باب الغرفه تستعد للمغادره
=هسيبك علشان تجهزي براحتك...

اومأت داليدا برأسها بصمت بينما تراقب والدة زوجها تغادر المكان بينما ظلت هي واقفه متجمده بمكانها في منتصف الغرفه و القميص لايزال بين يديها...

بوقت لاحق...
كانت داليدا جالسة بجمود فوق الاريكه و عينيها منصبه برعب فوق قميص النوم الذي اخرجته لها والدة زوجها، لا تدري ما يجب عليها فعله. فكيف لها ارتداء مثل هذا الشئ الفاضح و زوجها منذ بداية زواجهم لم يقم بلمسها حتى الان مظهراً بوضوح تجاهله لها وعدم اهتمامه او تأثره جسدياً بها فربما لا يجدها جميله او جذابه بما يكفي.

شعرت بنيران الالم تحترق داخل قلبها عند هذه الفكره فهل يمكن حقاً ان يكون هذا هو سبب عدم اتمامه زواجه بها حتى الان،؟! هل يكون لا يجدها جميله او يشعر بالنفور منها. لذلك لم يستطع حتى الان بلمسها لكن اذا كان الامر هكذا فلما تزوجها منذ البدايه،!

نهضت سريعاً ملتقطه قميص النوم من فوق الطاوله و صدرها يعلو و ينخفض بقوه بينما تكافح لالتقاط انفاسها، مقرره ارتداءه كتجربه لكي ترا مظهرها به فقط محاوله تضميد الجرح الذي تسببت بها افكارها تلك فبرغم معرفتها مدي جمالها الذي يبهر جميع من يراه الا ان ثقتها بنفسها قد اهتزت كثيراً منذ زواجها بداغر الذي اعلن بوضوح و صراحة عدم مبالاته بها او بجمالها هذا...

مجرد التفكير فقط بانه لا يراها جميله او ينفر منها قد جرحها و ألمها بشده.
بعد عدة لحظات...

وقفت داليدا امام المرأه بعد ارتداءها لقميص النوم تتأمل باعين متسعه و انفس منقطعه مظهرها به فقد كان القميص قصير للغايه يصل إلى منتصف فخديها مظهراً جمال قوامها و سيقانها البيضاء الحريريه عاري الصدر و الظهر ابتسمت بفرح بينما تقوم بفك عقدة شعرها لينسدل بنعومته الرائعه فوق ظهرها مثل شلال من ألسنة النيران الملتهبه بسبب لونه المشتعل...

تناولت بيد مرتجفه قلم احمر الشفاه واضعه القليل منه فوق شفتيها لتصبح اكثر بروزاً و اثاره اخذت تتأمل ذاتها و الفرحه تملئ صدرها...
تمنت لو كان داغر يستطيع رؤيتها بمظهرها هذا لكنها تعلم بانها لن تستطيع الوقوف امامه بهذا الشكل الفاضح، تنهدت بحسره بينما تلقي نظره اخيره على مظهرها الخاطف للانفاس هذا قبل ان تستدير و تتجه نحو خزانة الملابس لكي تخرج بيجامتها حتى تقوم بتبديل ملابسها قبل قدوم داغر.

لكن تسمرت قدميها شاهقه بذعر فور ان وقعت عينيها على ذاك الواقف يستند إلى باب الغرفه بينما عينيه مسلطه عليها تمر ببطئ فوق جسدها بهذا القميص.
اخذت تلملم بيدها المرتجفه اطراف قميص نومها محاوله ان تستر جسدها عن عينيه شاعره بالنيران تحترق بخديها ترغب بان تنشق الارض وتختفي اسفلها من شدة الحرج.
لا تدري متي دخل داغر الغرفه و منذ متي و هو واقف بهذا الشكل يراقبها...

دبَ الرعب اوصالها عندما رأته دون سابق انذار يعتدل في وقفته و يقترب منها شعرت برجفه حاده من الخوف تمر اسفل عمودها الفقري عندما رأت النظره المرتسمه بعينيه بينما يشق طريقه نحوها بخطوات سريعه و تلك النظره السوداء لازالت مرتسمه بعينيه...
شهقت بقوه عندما شعرت بذراعه تلتف حول خصرها جاذباً اياها بقوه نحوه ليصطدم جسدها الغض الناعم بصلابة صدره القوي العضلي.

شعرت بالصدمه تجتاحها عندما اخفض رأسه بدون سابق انذار و تناول شفتيها في قبله حاره مشتعله...
هزتها رجفه قويه مرت بسائر جسدها عندما شعرت بملمس شفتيه فوق شفتيها التي كان يقبلها بشغف لكن سرعان ما تبدلت هذه الصدمه إلى مشاعر اخري غريبة تسري بانحاء جسدها لأول مرة في حياتها تشعر بها مما جعلها ترتجف بقوة بين ذراعيه...

زاد ضغط شفتيه فوق شفتيها بتملك حارق و برغم قلة خبرتها الا انها حاولت مجراته في قبلته تلك رفعت ذراعيها تدس يديها بشعره الاسود الحالك تجذب بلطف خصلاته الحريريه
ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك، لكنه اضطر اخيراً الى فصل شفتيهم عندما شعر بحاجتها إلى الهواء.
همست داليدا بصوت مرتجف لاهث ضعيف بينما تنزع يدها من بين خصلات شعره ممرره اياه بحنان فوق خده
=داغر...

ظل يتطلع اليها عدة لحظات و نظرة غريبه بعينيه لكن فجأه تحولت نظرته تلك إلى قسوه و غضب فور ان سمعها تتمتم اسمه بشغف كما لو انه قد استوعب اخيراً ما قام بفعله نفض يدها من فوق خده بغضب دافعاً اياها بعيداً عنه بحده حتى كادت ان تسقط فوق الارض لكنها اسرعت التمسك بطرف الفراش محاوله المحافظه على توازنها...
زمجر بقسوه بينما يتخذ خطوه إلى الخلف بعيداً عنها
=ايه القرف اللي انتي لابساه ده،؟!

تراجعت داليدا إلى الخلف بوجه محتقن و عيون متسعه بذعر واضعه يدها المرتعشه فوق عنق قميصها و هي تدرك مدي عريها امامه
لكنها انتفضت بذعر و قد بدأ جسدها بالارتجاف بقوه عندما صاح بوحشية قاتلة و عينيه تلتمع بازدراء بينما يلتقط مأزرها الموضوع فوق الفراش ملقياً اياه نحوها بحده ليرتطم بوجهها بقسوه و يسقط بجانب قدميها على الارض.
=اخر مره اشوفك بمنظرك الوسخ ده فاهمه...

ثم التف مغادراً الغرفه بخطوات عاصفه كما لو ان هناك شياطين تطارده مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...
بينما سقطت داليدا منهاره فوق الفراش دافنه وجهها به وشهقات بكائها اخذت تزداد و تتعالي شاعره بألم حاد بقلبها يكاد يزهق انفاسها.

في اليوم التالي...
كانت داليدا تهبط الدرج بخطوات بطيئه متثاقله فلولا اصرار فطيمه والدة زوجها على نزولها لتناول العشاء مع باقي افراد الاسره ما كانت خرجت من غرفتها ابداً بعد ما حدث...
فقد ظلت حبيسة غرفتها طوال اليوم لا تفعل شئ سوا البكاء والتفكير فيما حدث بليلة امس مع داغر فحتي الان لا تصدق انه قام برفضها و اهانتها بتلك الطريقه فاذا كان حقاً يكرهها إلى هذا الحد لما تزوجها منذ البدايه.

فقد تحملت منذ اول يوم في زواجهم تجاهله لها و بروده و تعامله اللا مبالي معها كما لو كانت شئ غير موجود بحياته و بسبب حبها له اعطته الكثير من الاعذار مثل انشغاله بعمله وصفقاته الخاصه، لكن ما حدث بالأمس كانت القشه التي قسمت ظهر البعير فبعد تقبيله لها كما لو كانت اكثر شئ يرغبه بهذه الحياه دفعها بعيداً عنه كما لو كانت شئ قذر قد لوثه.

خرجت من افكارها تلك فور ان هبطت إلى الاسفل و شعرت برجفه حاده تمر بجسدها لتعلم بان داغر قد وصل التفت ناحية باب القصر لتجده يدلف إلى داخل القصر و على وجهه يرتسم تعبير حاد مقتطب مما جعلها تلتف هاربه سريعاً و تدخل اول غرفة قابلتها و كانت لحظها غرفه الاستقبال فقد كانت لا ترغب بمواجهته بعد ما حدث بينهم فلازالت تشعر بالاهانه و الالم يعصفان بداخلها...

ارتمت جالسه فوق الاريكه بجسد مرتعش بينما تفرك يديها بقوه
= مالك يا داليدا، في ايه؟!
انتفضت فازعه بمكانها فور سماعها تلك الكلمات التفت برأسها لتجد فطيمه والدة زوجه تجلس على احدي المقاعد وبين يديها هاتفها.
اجابتها داليدا بصوت حاولت جعله ثابتاً قدر الامكان
=ابدا ً. مفيش، حاجه...
رمقتها فطيمه بنظرات ثاقبه متفحصه باهتمام وجهها الشاحب قبل ان تردف
=مفيش حاجه ازاي و وشك اصفر كده ليه...

لتكمل وهي تنهض من فوق مقعدها وتجلس بجوار داليدا فوق الاريكه
=في حاجه حصلت ضايقتك،؟!
غمغمت داليدا بصوت مرتجف محاوله عدم ااظهار شئ لها
=لا ابداً مفيش حاجه يا...
لتبتلع باقي جملتها منتفضه واقفه بارتباك عندما رأت داغر يدلف إلى الغرفه كانت نظراته القاتمه مسلطه عليها بطريقه جعلت انفاسها تنحبس داخل صدرها من شده الارتباك و الحرج غمغمت سريعاً بينما تتجه نحو باب الغرفه
=هروح اشوف زينات خلصت العشا و لا لسه...

لكن فور ان مرت بجانب داغر زمجر باسمها بصوت حاد محاولاً ايقافها كما لو ادرك انها تهرب منه غير راغبه بان تتواجد معه في مكان واحد لكنها تجاهلته و فرت هاربه من الغرفه تتجه بخطوات متعثره نحو المطبخ لكن تجمدت خطوات عند وصولها بقرب باب المطبخ عندما وصل اليها صوت مروه ابنة زينات الخادمه تغمغم بأستياء.

=داغر بيه ده مش وش نعمه بقي، مش عاجباه مراته اللي شبه الملايكه القمر دي، ولسه قلبه متعلق بالعقربه نورا ده اول ما دخل من الباب سألني عليها هي فين...
لتكمل بصوت يملئه الازدراء.
=زي عادته متغيرش. حتى بعد ما سابته و راحت اتخطبت لواحد غيره و خلت سيرته على كل لسان...
كلنا عارفين و فاهمين انه لسه بيحبها و متجوز داليدا هانم بس علشان يداري على الفضيحه اللي سببتهاله العقربه نورا...
لتكمل بغيظ و حده.

=انا عارفه بيحبها على ايه دي بني ادمه انانيه ومدلعه...
قاطعتها زينات والدتها بقسوه
=مروه اخرسي خالص ومسمعش ليكي نفس انتي عارفه لو داغر باشا سمعك بتتكلمي كده هيقطع رقبتك و رقبتي لمي لسانك احنا مالناش دعوه بالكلام ده
غمغمت مروه بارتباك
=خلاص، سكت. سكت اهو مش هفتح بوقي تاني...
استندت داليدا إلى الجدار الذي خلفها
و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها.

شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها فور سماعها تلك الكلمات تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى في انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به وظلت تهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...

=بيحب نورا. بيحب نورا...
لكن تجمدت كلماتها تلك على شفتيها عندما رفعت رأسها و رأت الشخص الواقف على بعد خطوات منها يتطلع اليها باعين متسعه بالذعر و جه شاحب يملئه الصدمه.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
استندت داليدا إلى الجدار الذي خلفها
و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها.

شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها فور سماعها تلك الكلمات تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى في انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به وظلت تهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...

=بيحب نورا. بيحب نورا...
لكن تجمدت كلماتها تلك على شفتيها عندما رفعت رأسها و رأت الشخص الواقف على بعد خطوات منها يتطلع اليها باعين متسعه بالذعر و جه شاحب يملئه الصدمه.
اندفعت نحوها فطيمه ما ان رأتها بحالتها تلك مقتربه منها هاتفه بقلق ولهفه وهي تمرر يدها فوق ذراعها بحنان
=مالك يا حبيبتي. مالك بتعيطي ليه ايه حصل...

هزت داليدا رأسها بقوه غير قادره على اجابتها بشئ فقد كان الالم الذي بعصف بقلبها يكاد يمزقها ازدادت شهقات بكائها مما جعلها تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقات بكائها التي اخذت تتعالي بقوه مما جعل فطيمه تجذبها إلى داخل احدي الغرف الخلفيه...
اجلستها ببطئ على احدي الارائك هامسه بصوت يملئه القلق بينما تجلس بجانبها هي الاخري
=فاهميني في ايه يا داليدا، حصل ايه.؟

لم تجيبها داليدا و ظلت منحنية الرأس تنتحب بصوت يقطع انياط قلب من يسمعه.
ظنت فطيمه في بادئ الامر انها لم تسمعها وهمت بسؤالها مره اخري عندما رفعت داليدا رأسها فجأه هامسه بصوت منخفض مرتجف من بين شهقات بكائها
=داغر. و نورا كانوا مخطوبين لحد امتي،؟!
شحب وجه فطيمه فور سماعها كلماتها تلك بللت شفتيها بارتباك قبل ان تجيبها بتردد
=و انتي، و انتي عرفتي منين، انهم كانوا مخطوبين.؟!

قاطعتها داليدا بصوت مرتعش بينما تحاول السيطره على دموعها التي لازالت تنهمر على خديها.
=كانوا مخطوبين لحد امتي يا ماما فطيمه،؟!
غمغمت فطيمه بانفعال و قد احتقن وجهها من شده الغضب بينما تنهض محاوله مغادره الغرفه
=اكيد دي لعبه من الاعيب شهيره انا ع...
قاطعتها داليدا هاتفه بحده عالمه بانها
تحاول الهرب من اجابتها على سؤالها
=جاوبيتي، كان مخطوبين لحد امتي،؟!

تنهدت فطيمه ببطئ قائله باستسلام بينما تعاود الجلوس بمكانها مره اخري
=سابوا بعض من مده كبيره يا داليدا...
قاطعتها داليدا بنبره مختنقه بالدموع بينما تهز رأسها بقوه
=بس اللي سمعته انها مش مده كبيره زي ما بتقولي...
لتكمل بارتجاف وهي تبتلع الغصه التي تشكلت والتي كانت على وشك ان تختنق بها
=سابوا بعض امتي،؟!

اخذت فطيمه تتطلع اليها عدة ثواني بتردد عالمه بانه لا مفر من قولها الحقيقه لها فمن الافضل ان تخبرها هي قبل ان تعلم من شخص اخر فقد كانت في بداية خطبتها لداغر تعتقد بانها تعلم بالعلاقه التي كانت تربط بين داغر و نورا ابنة عمه لكن بعد فتره من زواجهم ادركت انها لا تعلم شئ
عن هذا الامر لذا فضلت ان تصمت حتى لا تقم بجرحها. تحنحت هامسه بصوت منخفض
=من شهرين...

شعرت داليداشعر بابألم حاد يعصف بقلبها يكاد ان يحطم روحها إلى شظايا فور سماعها كلماتها تلك التي تؤكد شكوكها، فقد تزوجها فقط لأجل اثارة غيرة ابنة عمه، تزوجها هي الحمقاء. الساذجه التي يسهل التلاعب بها من اجل ان يحافظ على كرامته التي اهتزت بالتأكيد عندما تركته ابنة عمه و فضلت رجل اخر عليه...

هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها عندما ادركت انه قام بخطبتها بعد اسبوع واحد من ترك نورا له. مسرعاً بخطبتها لكي يحفظ ماء وجهه و نكايتاً بأبنة عمه.
ضغطت بيدها على قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يعصف به والذي اصبح لا يطاق بينما تشعر بالمرض و الغثيان مما جعلها تنتفض واقفه مترنحه على قدميها التي اصبحت كالهلام غير قادره على حملها.

انتفضت فطيمه واقفه هي الاخري مقتربه منها سريعاً هاتفه بلهفه وهي تمسك ذراعها
=داليدا...
لكن داليدا نفضت يدها بعيداً عنها بينما تتراجع إلى الخلف بتعثر هامسه بصوت مرتعش ضعيف
=انا، انا كويسه متقلقيش.
راقبت فطيمه بقلق وجهها الشاحب الذي لا ينذر بالخير شاعره بالخوف والقلق عليها امسكت بيدها تقبض عليها بقوه بين يدها قائله بصوت يملئه الالم.

=انا عارفه انك فهمتي انه اتجوزك علشان يرد كرامته علشان سابته و اتخطبت لغيره بس صدقيني يا حبيبتي، الموضوع مش زي ما انتي فاهمه...
لتكمل بيأس عندما بدا على وجه داليدا عدم تصديقها
=هما اصلاً كانوا في حكم الخطوبين مش مخطوبين رسمي زي ما انتي فاهمه
ابتعدت عنها داليدا متراجعه إلى الخلفه بقوه رغم ترنحها و شعورها بالاغماء غير راغبه باستماع اي شئ او اي من مبرراتها تلك...
همست بصوت ممزق عاجز و قد بدأت.

بدأت بالانتحاب مره اخري
=انا، انا عايزه امشي من هنا...
لتكمل بينما تتلفت حولها كما لو كانت تائهه تبحث عن منفذ يمكنها الهرب منه
=انا، انا لازم اطلق منه...
اسرعت فطيمه فور سماعها كلماتها تلك بجذبها من يدها مجلسه اياها بلطف فوق الاريكه مره اخري هاتفه بذعر بينما تجلس بجانبها
=طلاق، طلاق ايه يا داليدا...
هتفت داليدا بصوت مرتفع بعض الشئ من بين شهقات بكائها الحاده.

=اومال عايزاني اعمل ايه، افضل عايشه مع واحد بيحب واحده غيري واحد اتجوزني بس علشان يغيظ واحده تانيه...
شعرت فطيمه بالشفقه والالم عليها فقد كانت تعلم بان ما تمر به الان ليس من السهل على اي امرأه تحمله
زفرت ببطئ محاوله تهدئت ذاتها قبل تتمتم بهدوء
=انا عارفه انه صعب عليكي، بس فكري انتوا متجوزين بقالكوا 3 اسابيع يعني ممكن تبقي حامل.

توقفت داليدا عن البكاء فور سماعها ذلك وقد تجمدت عينيها على حماتها تتطلع اليها عدة لحظات بثبات و جمود قبل ان تنفجر فجأة بالضحك ليتحول بكائها إلى ضحك مرتفع هستيري ارتمت للخلف على الاريكه ممسكه ببطنها التي بدأت تؤلمها و هي لاتزال تضحك و عينيها تنحدر منها الدموع في ذات الوقت مغرقها وجنتيها الشاحبتين
هتفت فطيمه بحده بينما تتابع ضحكها الانفعالي و بكائها في ذات الوقت بارتياب و خوف
=داليدا اهدي، مش كده.

هزت داليدا رأسها بينما تستمر بالضحك و دموعها لازالت تتسقط من عينيها هتفت بصوت متقطع
=حامل، انا حامل؟!
ارجعت رأسها إلى الخلف مستنده إلى ظهر الاريكه بينما اخذت ضحكاتها تزداد بقوه لكنها نهضت مقتربه من فطيمه التي كانت تحدق بها بنظرات ممتلئه بالقلق و الخوف همست بالقرب من اذنها بصوت متقطع
=انا لسه بنت ابنك لحد دلوقتي ملمسنيش...

لتكمل بصوت ممزق ممتلئ بالالم وقد توقفت ضحكاتها و قد فهمت اخيراً لما يقم باتمام زواجهم حتى الان لما يعاملها كما لو انها غير موجوده بحياته غير واعيه إلى تلك الجالسه بجانبها بوجه شاحب يرتسم عليه الصدم
=دلوقتي فهمت ليه، قد ايه انا غبيه ازاي مفهمتش انه مكنش قادر يلمسني لانه بيحب واحده تانيه...
نهضت مره اخري ببطئ و لم تمنعها هذه المره فطيمه التي كانت لازالت داخل صدمه ما سمعته منها...

شاهدتها فطيمه تغادر الغرفه بخطوات بطيئه مترنحه ترغب بالحاق بها و ايقافها لكنها لا تستطع كيف يمكنها ذلك، فلا يوجد شئ قد يقنعها من البقاء مع داغر او ان يداوي الالم الذي تسبب به لها...
لكنها لن تسمح بان ينتهي زواج ولدها بهذا الشكل خاصة و انها تعلم جيداً بان داغر لن يجد بحياته زوجه مثل داليدا فهي تمتلك طيبة قلب لم تجدها باي شخص في حياتها يجب ان تجعلهم يعطون زواجهم فرصه اخري...

نهضت مسرعه تركض لكي تلحق بداليدا التي وجدتها تخطو ببطئ و ترنح بالرواق المؤدي للبهو الداخلي للقصر هتفت بينما تقبض على ذراعها بلطف
=داليدا اسمعيني يا حبيبتي انا عارفه انه صعب عليكي بس علشان خاطري ادي لجوازك فرصه، ادي لداغر فرصه تانيه. هو لسه ميعرفكيش...
قاطعتها داليدا بحده بينما تلتف اليها وهي تمسح بتصميم وجهها الغارق بالدموع بكف يدها.

=ادي لمين فرصه، ادي فرصه لواحد ضحك عليا، لواحد اتجوزني و عاملني زيي. زي اي كرسي مرمي في البيت ده، واحد خلاني كل يوم انام وانا دمعتي على خدي و بحاول افهم انا فيا ايه غلط علشان جوزي ميلمسنيش ولا يقرب مني، ويعاملني بالشكل ده و في الاخر طلع متجوزني بس علشان يغيظ بنت عمه...

همست اخر كلماتها تلك لتنفجر بعدها في بكاء مرير اسرعت فطيمه باحتضانها بين ذراعيها بينما تبكي هي الاخري مربته فوق ظهرها بحنان محاوله التخفيف عنها.
بعد ان هدئت داليدا قليلاً حاولت الابتعاد من بين ذراعي فطيمه هامسه بصوت اجش من اثر بكائها.
=انا هطلع الم هدومي و امشي من هنا...
شددت فطيمه يديها من حولها غير سامحه لها بالذهاب بينما تتمتم برجاء
=طيب ممكن تصبري بس لبكره...

لتكمل برجاء عندما هزت داليدا رأسها بالرفض
=علشان خاطري يا داليدا، لو فعلاً معتبراني زي مامتك...
قاطعتها داليدا بصوت مرتحف
=ايه الفرق دلوقتي. او بكره انا كده كده همشى.
ربتت فطيمه على ظهرها هامسه برجاء
بينما عينيها غارقتين بالدموع
=و معزتي عندك تصبري لبكره.

وقفت داليدا تتطلع اليها عدة لحظات بتردد لكنها هزت رأسها بالموافقه ببطئ و هي تفكر فاليوم او غداً لن يفرق كثيراً فهي ستغادر هذا المنزل و لن تعود اليه مره اخري...
خرج احدي الخدم من غرفة الطعام التي كانوا يقفون بعيداً عنها بعدة امتار قليله اقترب منهم معلماً اياهم بأدب بان العشاء اصبح جاهز و ان باقي العائله تنتظرهم صرفته فطيمه بهدوء من ثم التفت إلى داليدا مربته على يدها بحنان هامسه.

=يلا يا حبيبتي ندخلالكل مستنينا، و حاولي متبينيش لحد اي حاجه
اومأت داليدا رأسها من ثم تبعتها إلى الد غرفة الطعام بصمت وهي تمسح وجنتيها من اي دموع قد تكون عالقه بها...

فور دخول داليدا غرفة الطعام تجمدت قدميها بمكانها عندما وقعت عينيها على داغر الذي كان جالساً على رأس الطاوله بوجه متجهم بينما يستمع إلى ما تقوله ابنة عمه شهيره.

شعرت بألم حاد يعصف بداخلها عند رؤيتها له و برغبه بالبكاء تتصاعد داخلها مره اخري همت ان تستدير و تغادر المكان ولكن ادركت فطيمه ما تحاول فعله و ربتت بحنان على ظهرها تحثها على التقدم لداخل الغرفه لكن قدمين داليدا أبت التحرك مما جعلها تقترب منها هامسه باذنها
=اتحركي يا حبيبتي. اتحركي علشان خاطري...

ابتلعت داليدا غصة الالم التي تشكلت بداخلها و تقدمت معها لداخل الغرفه جلست بمقعدها المعتاد بجوار داغر الذي شعرت بنظراته تنصب عليها بتركيز لكنها تجاهلته و ركزت نظراتها على الصحن الذي امامها...
لكنها انتفضت بقوه في مقعدها عندما شعرت بيده يمررها فوق رأسها بينما يغمغم باهتمام
=مالك يا حبيبتي، انتي تعبانه؟!

شعرت داليدا بالغضب يندلع بداخلها و قد كانت تدرك الان ان الاهتمام الذي يظهره لها امام عائلته ليس سوا اهتمام كاذب فقد فهمت اخيراً سبب تحوله من الزوج البارد الغير مبالي داخل غرفتهم الخاصه. إلى الزوج المحب المهتم الحنون الذي يظهر دائماً امام عائلته فقد كان يحاول ان يثير بها غيرة ابنة عمه نورا. محاولاً اثبات نجاح زواجهم للجميع...

شعرت بالغضب يندلع بداخلها كبركان ثائر مما جعلها تبعد رأسها إلى الخلف بحده بعيداً عن يده بينما تجيبه بقسوه
=مش تعبانه...
شعرت بجسده يتوتر في مقعده بسبب رده فعلها الغير متوقعه تلك بينما كانت انظار جميع افراد الاسره تنصب عليهم...
رأته بطرف عينيها يزفر بحده و على وجه يرتسم تعبير حاد قاتم ضاغطاً بقوه فوق شوكة الطعام التي بيده حتى ابيضت مفاصل اصابعه لكنه من ثم اخذ يشرع بتناول طعامه بصمت.

اجبرت نفسها على تناول الطعام هي الاخري و الذي كان مذاقه كالتراب على لسانها متجاهله معدتها التي اخذت بالاعتصار صارخه بالاعتراض و الرفض.
تجمدت معلقه الطعام على فمها عندما سمعت داغر يلتف إلى شهيره قائلاً باقتضاب
= اومال فين نورا منزلتش تتعشا معانا ليه،؟!
اجابته شهيره بينما ترسم ابتسامه هادئه فوق شفتيها
=نورا خرجت النهارده تتعشا مع خطيبها...

اخفت داليدا يديها التي اخذت بالارتجاف بقوه اسفل الطاوله حتى لا يلاحظها احد بينما تراقب باهتمام رد فعل داغر على هذا الخبر...
رأته يومأ برأسه ببطئ بينما يشرع مره اخري في تناول طعامه بهدوء لكن لم يغفل عنها انقباض فكيه بقوه او العرق الذي انتفض بقوه بجانب عنقه.
فقد بدا كما لو كان يحاول التحكم بردة فعله امام الاخرين حتى لا يظهر تأثره امامهم...

تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط على شفتيها في محاولة منها لكبت دموعها تلك وعدم فضح امرها امام الاخرين لكنها فشلت لذا يجب عليها ان تنفرد بنفسها حتى لا تنفجر بالبكاء امامهم...

انتفضت واقفه مما جعل كرسيها يسقط للخلف بقوه لكنها لم تأبه باي شئ حتى لم تأبه بنظرات باقي الجالسين الذين كان يرمقونها بصدمه فكل ما يهمها الان انها يجب ان تغادر هذا المنزل الان في الحال لا يمكنها الانتطار إلى الغد كما وعدت حماتها...
وقف داغر هو الاخر هاتفاً بقلق بينما يحيط كتفيها بيديه
=في ايه يا حبيبتي مالك،؟!

لم تتحمل ان تستمع إلى كذبه او نفاقه هذا اكثر من ذلك. انتفضت مبتعده عنه متراجعه بحده إلى الخلف بعيداً عن يديه كما لو كانت لمسته تحرقها هاتفه بقسوه و شراسه
=متلمسنيش...
ثم التفت سريعاً مغادره الغرفه تاركه اياه واقفاً متصلباً بمكانه بينما شهيره ابنة عمه التي كانت تتابع المشهد بنظرات ممتلئه بالشماته مغمغمه بخبث و بصوت مرتفع
=اوووبس...

لكن داليدا لم تأبه لها و غادرت الغرفه و جسدها يرتجف بقوه كما لو ان صاعقه قد ضربتها شاعره بقبض حاده تعتصر قلبها داخل صدرها وكل ما يدور بعقلها بانها يجب ان تتركه و تترك هذا المنزل في الحال قبل ان تنهار امامهم و تفقد ما تبقي من كرامتها فالجميع يعلم سبب زواجه منها حتى الخدم يعلمون...

التفت على عقبيها صاعده إلى غرفتها لتقوم بجمع اشيائها و ترحل عن هنا متجاهله هتاف فطيمه التي ادركت على الفور لما تنوى داليدا فعله تجاهلتها واستمرت الصعود إلى غرفتها تاركه باقي العائله تتهامس من خلفها بينما داغر كان واقفاً بمكانه وقد كان شبه البركان الذي على وشك الانفجار باي لحظه...

فور دخولها إلى غرفتها اتجهت مباشرة إلى خزانة ملابسها تخرج حقيبتها و تلاقي بها كل ما يقع تحت يدها من ملابسهاباهمال و كامل جسدها يرتجف بعنف بينما عقلها غير واعي لما يدور من حولها فمعرفتها بحبه لأمراه اخري غيرها و خداعه لها بهذا الشكل يمزق قلبها...
اخذت تخرج ملابسها و تلقيها باهمال بحقيبتها...
حتي وقعت يدها على قميص النوم الذي ارتدته ليلة أمس، و رأها داغر به...

انهارت مرتميه فوق الارض وهي لازالت ممسكه به بين قبضتيها وقد اشتدت يديها عليه بقوه عند تذكرها لقبلته لها من ثم دفعه لها بعيداً عنه كما لو كانت تحمل وباء قد يعديه منهالاً عليها بكلمات رفضه لها القاسيه...

خرج نشيج حاد منها بينما بدأت الان بفهم لما فعل معها هذا، فقد كان مظهرها العاري لا يمكن لاي رجل ان يرفضه خاصه وانها كانت تعرض نفسها عليه و بعد ان قام بتقبيلها افاق وادرك ما فعله مما جعله يدفعها بعيداً عنه...
فهو لم يرغب بها هي. فقد كان يرغب بالمرأه التي يحبها. نورا ابنة عمه...

انفجرت ببكاء مرير بينما بدأت بهستريه جنونيه بتمزيق قميص النوم الرقيق الذي بين يديها و فكره جنونيه تسيطر عليها بانه عندما قبلها كان يتخيل نورا مكانها هي...
لم تتوقف حتى اصبح القميص قصاصات باليه من القماش متنثره حولها انهارت مرتميه فوق الارض مطلقه صارخه متألمه تمزق انياط من يسمعها...
بعد عدة دقائق...

نهضت داليدا مره اخري واتجهت نحو حقيبة ملابسها و قد استعادت اخيراً سيطرتها على ذاته كانت تغلق سحاب حقيبتها عندما انفتح باب الغرفه فجأه مما جعله يرتطم بقوه بالجدار التفت حول نفسها لتجد داغر يدلف إلى الغرفه بوجه قاتم غاضب و النيران تثور بعينيه التي تركزت على حقيبة ملابسها الموضوعه فوق الفراش
راقبته بجمود و هو يتقدم نحوها
حتي اصبح يقف امامها مباشرة.

رفعت رأسها نحوه تتطلع نحوه ببرود يعاكس للنيران التي تشتعل بداخلها محرقه اياها بقسوه...
اشار داغر برأسه نحو الحقيبه قائلاً من بين اسنانه
=ايه خوفتي من عملتك الوسخه، وقررتي تهربي...
اجابته داليدا بصوت حاد لأول مره يسمعه منها
=العمايل الوسخه دي. انت اللي بتعملها مش انا...
احتقن وجهه بالغضب فور سماعه كلماتها تلك قبض على ذراعها بقسوه
هاتفاً بشراسه بينما قبضته يزداد ضغطها على ذراعها.

=عارفه اللي عملتيه تحت ده قدامهم ده فيه موتك...
شعرت بالرعب يجتاحها فور رؤيتها لوجهه الذي اسود من شدة الغضب فقد كان اشبه ببركان ثائر على وشك الانفجار باى لحظه.
انطلقت منها صارخه متألمه فور ان قبضت يده الاخري على شعرها بقبضه مؤلمه هاتفاً بشراسه
=مش داغر الدويرى اللي مراته تقف قصاده تزعق و صوتها يعلي عليه قدام الناس
ليكمل بقسوة و هو يزيد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف مما جعلها تصرخ متألمه.

=لو اللي عملتيه تحت ده اتكرر تاني هدفنك مكانك...
صرخت داليدا متألمه بينما تحاول مقاومته والافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تهتف من صراخات المها
=متقلقش اكيد مش هيتكرر تاني. لاني هسيبك و هطلق منك...
افلت داغر شعرها من يده محيطاً خدها بقبضته يعتصرها بقسوه هامساً بهسيس مرعب بينما يقرب وجهه من وجهها حتى كادت شفتيهما ان تتلامس.

=متقدريش تسبيني او تطلقي مني. و انتي عارفه ده كويس...
همست بصوت مرتعش و قد ألمها مدي ثقته من حبها و ضعفها نحوه
=هسيبك يا داغر، و لو ده اخر حاجه هعملها في حياتي هسيبك و هطلق منك...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما رأت الغضب الذي ثار بعينيه
زمجر بقسوه بالقرب من اذنها
=متقدريش، يوم ما هتخرجي من هنا هتخرجي جثه على ظهرك. مش على رجلك.

شهقت بقوه عندما اندفع نحوها يحكم قبضته القاسية فوق ذراعها يجذبها نحوه مرة اخرى ليصبح جسدها مضغوط بقسوه على جسده الصلب همس بفحيح لاذع باذنها
= عايزه توصلي لايه باللي بتعمليه ده.
ليكمل بينما يده تحيط خلف عنقها مقرباً وجهها من وجهه حتى اصبحوا شبه متلامسين بينما انفاسه الحاره المشتعله تلامس وجهها
=عايزه تلفتي نظري مش كده، فكرك لما تعملي كده اني هكمل اللي حصل بنا امبارح...

تراجع رأس داليدا بحده إلى الخلف كما لو قام بصفعها عند سماعها كلماته تلك شاعره بها كما لو كانت نصل حاد انغرز بقلبها.
فقد كان يذكرها باذلاله لها عندما قام بتقبيلها من ثم رفضها بعدها بقسوه...
همست بصوت مرتجف و الالم الذي تشعر به يكاد يحطمها روحها
=انت مريض...
لتكمل بقسوه عندما رأت الابتسامه الملتويه التي ارتسمت على شفتيه بينما تدفعه بقوه بصدره حتى تحررت من بين ذراعيه متخذه عدة خطوات للخلف...

=انت مش بس مش مريض، لا انت مريض و مهووس...
لتكمل بشراسه غير اهابه بوجهه الذي
اشتعل كبركان ثائر من الغضب
=ايوه مهووس، اللي يتجوز واحده علشان بس يغيظ بنت عمه اللي سابته علشان واحد تاني يبقي مهووس و مجنون...
اردفت لاهثهبحده و غضب بينما ترمقه بازدراء مخرجه كل الغضب والالم الذي يعصف بها
=اتجوزتني بس علشان تبين للكل انها مش فارقه معاك، انت مريض و منعدكش ريحة الكرامه او الدم انت...

وقبل ان تنهي جملتها قذفها داغر بحده على الفراش الذي كان خلفها مما جعل جسدها يرتطم بقوة به ارتمي فوقها محاصراً اياها اسفل جسده كان يتطلع اليها بعينين تعصفان بالغضب رفع يده عالياً كما لو كان على وشك ضربا مما جعلها تصرخ بخوف مغطيه وجهها بيديها بحمايه...

سمعته يطلق زمجره شرسه بينما اخذ يضرب الفراش بقبضته بجانب رأسها كما لو كان يفرغ غضبه بالفراش ظل على حالته تلك عدة لحظات متجاهلاً شهقات بكائها وصراختها الفازعه ابعد يدها عن وجهها قابضاً على وجهها يعتصره بيده مزمجراً بجانب اذنها
=و ديني لاندمك. على كل حرف قولتيه...

ثم دفعها بقسوه مبتعداً عنها وهو يتطلع نحوها باعين تلتمع بغضب اعمي قبض على يديه بقوه بجانبه بينما يراقب انتحابها الذي اخذ بالازدياد عندما صدح رنين هاتفه الذي اخرجه يتطلع اليه عده لحظات قبل ان يلتف ويغادره الغرفه سريعاً مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...

بعد عدة دقائق...

نهضت داليدا اخيراً من فوق الفراش بجسد مترنح بينما لازالت تبكى بحرقه لا تصدق بانه كان على وشك ضربها وبعثرة ما تبقي من كرامتها اسفل حذائه يجب عليها ان تترك هذا المنزل سريعاً، التقطت حجابها من فوق المقعد تعقده حول رأسها بيد مرتجفه من ثم غادرت الغرفه سريعاً تاركه خلفها حقيبة ملابسها ملقاه فوق الفراش غير ابهه بها فكل ما يهمها الان هو ان تغادر هذا المنزل باقصي سرعه لديها قبل ان تنتابها احدي نوباتها فقد بدأ جسدها بالارتجاف بقوه و حرارة جسدها كانت تنخفض و اصبح لون جلدها شاحب للغايه فهذه الحاله...

هبطت إلى الاسفل فلم تجد احد ببهو القصر فقد كان الجميع لا يزالون بغرفة الطعام...
خرجت داليدا من القصر متجاهله نظرات الحرس التي انصبت عليها بالدهشه عندما رأوها تخرج سيراً على الاقدام لكنهم خرجوا من حالتهم تلك و فتحوا لها البوابه سريعاً لتخرج منها إلى الطريق تخطوا ببطئ بقدمين ترتجف بقوه تتجه نحو فيلا خالها التي كانت تبعد عن هنا بعدة امتار قليله...

لكنها لم تستطع مواصلة الطريق انهارت قدميها تماماً من شدة الارتجاف مما جعلها تجلس على الرصيف الذي بجانب الطريق تحيط جسدها بذراعيها بقوه محاوله ايقافه عن الارتجاف و بث بعض الدفئ به فقد كان الطقس بالفعل بارداً لكن لم يكن بذات قسوة البروده التي تشعر بها اخفضت رأسها بقوه بينما تنتحب على حالتها تلك...

ضغطت بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي تشعر به والذي اصبح لا يطاق. فقد اهانت نفسها منذ البدايه عندما قبلت الزواج منه بهذه السرعه.
فقد تزوجته بعد تقدمه لخطبتها بشهر واحد فقط...

فقد كانت مده قصيره للغايه و اثناء تلك الخطبه القصيره لم يلتقوا سوياً الا مرتين فقد كان يتحجج بعمله لكن حتى اثناء مقابلتهم تلك كان دائماً صامتاً مقتضب الوجه و عندما حاولت التحدث كان يجيبها ببرود، لكنها ظنت ان هذه طبيعته و مع الوقت ستستطيع تغيير طبعه هذا خاصة وانها سوف تصبح زوجته.
لكنها كانت حمقاء كيف لم تفهم، كيف لم تفهم انه لم يكن يريدها، خاصة بعد رفضه للمسها بليلة زفافهم...

فهي لم تكن بالنسبه اليه سوا بديله يحاول بها اثارة غيرة ابنة عمه التي تركته من اجل رجل اخر...
نهضت ببطئ من فوق الرصيف و جسدها لايزال يرتجف بقوه بينما تشعر ببروده قارسه كما لو ان هناك صقيع يسري بدمائها لكن رغم دلك اجبرت ذاتها على ان تكمل السير فلا يمكنها البقاء جالسه بهذا الشكل اكثر من ذلك كما ان فيلا خطوات اصبحت على بعد عدة خطوات قليله...

وصلت اخيراً إلى منزل خالها دقت الجرس بيد مرتعشه وخلال ثوان قليله فتح الباب، و ما ان رأت داليدا امامها الداده منيره التي قامت بتربيتها منذ الصغر القت بجسدها المرتجف بين ذراعيها تحتضنها بقوه بينما تنتحب و شهقات بكائها اخذت تزداد بقوه...
شددت منيره من احتضانها لداليدا و هي تهتف بفزع
=مالك، مالك يا حبيبتي في ايه...

قاطعت جملتها سرعان ما انتبهت لجسد داليدا المرتجف بين يديها لتدرك بان قد انتابتها احدي النوابات التي كانت تصيبها منذ الصغر اخذتها سريعاً و دلفت إلى داخل غرفة الاستقبال اجلستها على الاريكه واتجهت إلى الطابق العلوي لكي تجلب لها عدة مفارش حتى تغطيها بها...
عادت منيره مره اخري إلى داليدا تعقد المفرش السميك حول جسدها محاوله بث الدفأ بها...

وعندما بدأ ارتجافها يقل قليلاً اتجهت إلى الاعلي لكي تخبر مرتضي خال داليدا حتى يأتي ويعلم ما حدث لها...
كانت داليدا جالسه فوق الاريكه بوجه محتقن من شدة بكائها بينما تعقد الشرشف الذي اتت به الداده منيره حولها شاعره بالامتنان لها. لكنها ليست هذه اول مره تقوم بها برعايتها فقد قامت بتربيتها بعد وفاه والدتها معوضه اياها ولو قليلاً عن حنان والدتها التي فقدته وهي لازالت طفله صغيره...

اعتدلت في جلستها ببطئ عندما رأت خالها يدلف إلى الغرفه و تتبعه چيچي احدي صديقاته التي كانت معروفه بسوء السمعه
اخذت تمسح الدموع العالقه على خديها بيد مرتجفه.
بينما وقف مرتضي يتطلع إلى مظهر ابنة شقيقته المزري هذا عدة ثوان قبل ان يتمتم بقسوته المعتاده
=ايه اللي حصل.؟!
اجابته داليدا بينما تشدد من قبضتها حول الشرشف الذي يحيطها
=عايزه، اتكلم معاك لوحدنا...

هزت منيره التي كانت واقفه بجانبها رأسها بتفهم قبل ان تربت على كتفها بحنان و تغادر الغرفه، لكن ظلت چيچي واقفه بمكانها بجانب مرتضي رافضه التحرك. مما جعل داليدا تنظر اليها بارتباك غمغت محاوله تنبيه اياها
=ممكن تسبينا لوحدنا...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بينما تتبع باعين متسعه بالصدمه ذراع مرتضي التي التفت حول خصر چيچي جاذباً اياها بجانبه بينما يتمتم بصوت حاد
=چيچي مش غريبه.

ليكمل بقسوه بينما تسند چيچي رأسها على كتفه بينما تتطلع نحو داليدا بنظرات تملئها الوقاحه
=چيچي تبقي مراتي...
انتفضت داليدا تعتدل بمكانها فور سماعها كلماته تلك تمرر نظراتها المتسعه بالصدمه بينهم...
همست ببطئ بينما تحاول التأكد مما سمعته فچيچي تلك تعمل كراقصه كما انها ذات سمعه سيئه للغايه تفتح بيتها لممارسه القمار و الرذيله
=مراتك، مراتك ازاي.

قاطعها مرتضي مزمجراً بقسوه بينما يده تشدد حول خصر زوجته التي كانت تنظر اليها بسخريه
=ميخصكيش، و اخلصي جايه في الوقت ده ليه وفين داغر ازاي سمحلك تمشي في وقت متأخر كده لوحدك...
تراجعت فوق الاريكه وهي تشعر بان قدميها غير قادرتان على حملها فكم الصدمات التي تعرضت لها الليله تكاد تزهق روحها...

ظل مرتضي يتطلع اليها عدة لحظات ليدرك بانها لن تتحدث امام زوجته فانحني و همس ببضع كلمات إلى چيچي التي هزت رأسها بالموافقه لتستدير وتغادر الغرفه بعد ان رمقت داليدا بنطره تمتلئ بالشماته والخبث...
غمغم مرتضي بصوته الجهوري بحده بينما يكتف ذراعيه فوق صدره
=هاااا، ايه اللي حصل،؟!
اجابته داليدا بصوت منخفض مرتجف
=انا، انا عايزه اطلق، من داغر
لكنها انتفضت في مكانها بذعر فور ان اندفع نحوها و هو يهتف بشراسه.

=عايززززه ايه،؟!
ليكمل بغضب عارم بينما يقبض على معصمها بقسوه جاذباً اياها من فوق الاريكه ينظر اليها بعينين تلتمع بالوحشيه مما جعلها ترتجف من شدة الخوف فدائماً ما كانت تخاف منه وتهابه كثيراً بسبب غضبه هذا
=سمعيني تاني كده، عايزه ايه.؟!
بللت شفتيها بطرف لسانها بتوتر بينما تهمس مجيبه اياه بصوت يمتلئ بالذعر
=ع، عايزه. اطلق...
صاح مرتضي بقسوه بينما يلوي معصمها بين قبضته.

=انتي اتجننتي. عايزه تطلقي من داغر الدويري، ده على جثتي انه يحصل.
تغلب غضبها على خوفها منه لتهتف وعينيها تلتمع بالشراسه و الغضب
=مش تسألنى حتى داغر الدويرى العظيم عمل فيا ايه...
لتكمل بتعثر وقد بدأت عينيها تمتلئ بالدموع.
=طلع متجوزني بس علشان يغيظ بنت عمه اللي سابته واتخطبت لواحد تاني...

كان مرتضي يستمع إلى ابنة شقيقته و عينيه مسلطه عليها ببرود كما لو كانت تخبره عن حالة الطقس و ليس بمصيبه تهز اركان حياتها.
تطلعت نحوه باعين متسعه و الدموع تتدفق منها بغزاره وقد بدأت تدرك الذي يحدث فخالها كان يعلم، نعم بالطبع يعلم فقد كان شريك داغر باحدي الشركات وبالطبع يعلم عن خطبته لابنة عمه التي تركته...
تراجعت إلى الخلف بينما تجذب يدها بحده من قبضته بينما تهمس بانفس محتبسه
=كنت عارف مش كده...

اجابها مرتضي بحده و لم يحاول الانكار او حتى يظهر بعض الاسف او الندم
=ايوه كنت عارف، و ايه المشكله المهم انه اتجوزك انتي مش هي...
صاحت داليدا مقاطعه اياه بقسوه بينما تضرب بيدها فوق صدرها مشيره إلى نفسها
=انا، انا مكنتش اعرف ازاي، ازاي قدرت تخدعني معاه. ازاي قدرت تعمل فيا كده...
اجابها بينما نظراته تزداد قساوه
=كان لمصلحتك متعرفيش. بعدين كان هيفرق ايه لو عرفتي...

قاطعته داليدا بحده بينما تعقد ذراعيها حول جسدها بقوه محاوله السيطره على ارتجاف جسدها الذي اصبح خارج عن السيطره تماماً
=كان، هيفرق كتير، عمري ما كنت هوافق اتجوز واحد شايفني بديله لواحده تانيه، علشان كده هطلق منه...
لتكمل باصرار يعاكس اهتزاز صوتها و الدموع التي تغرق عينيها
=هطلق منه، حتى ولو فيها موتى...
اندفع نحوها مرتضي فجأه يقبض على ذراعها يلويه بقسوه خلف ظهرها صائحاً بشراسه و عينيه تثور بغض اعمي.

=علي جثتي، ايه عايزه الناس تقول بنت عيلة الراوي اطلقت بعد 3 اسابيع من جوازها عايزه تحطي اسم الراوي في الارض...
صاحت داليدا بغضب مقاطعه اياه غير اهابه بغضبه هذا
=بقي لما انا اطلق هحط اسم الراوي في الارض، لكن انت لما تتجوز من واحده رقاصه و سمعتها اللي دي الزفت على كل لسان في مصر مش هتحط اسم الراوي في الارض...
لم يجعلها تكمل جملتها و اسرع بصفعها بقسوه على خدها بقوه مما جعل رأسها يرتد إلى الخلف بقسوه.

=اقفلي بوقك بدل ما اموتك بايديا...
ليكمل بينما يزيد من لويه لذراعها خلف ظهرها مما جعلها تصرخ متألمه بينما تحاول تحرير ذراعها من قبضته القاسيه تلك صاح بها من بين اسنانه المطبقه
=هترجعي لجوزك و رجلك فوق رقبتك، يشتمك، يضربك. ان شالله حتى يخلص عليكي، هتفضلي معاه فاهمه...
هتفت وهي تحاول جذب ذراعها من بين قبضته الصلبه وقد بدأت في البكاء بهستريه شاعره بألم حاد يضرب ذراعها التي بين قبضته.

=مش هرجعله و مش هعيش معاه و لو دقيقه واحده حتى لو اضطريتان اهرب منك...
قاطعت جملتها بينما تطلق صرخه متألمه عندما دفعها إلى الخلف لتسقط بقسوه على الارض وانهال عليها يضربها على وجهها بصفعات قويه متتاليه و قد اسودت عينيه كما لو انه اصبح وحشاً طليقاً اخذ يصفعها سابباً اياها بافظع الالفاظ والشتائم، من ثم قبض على شعرها من اسفل حجابها جاذباً اياها معه إلى باب المنزل بينما يهتف بانفس لاهثه.

=هرجعك بايديا له. وابقي شوفي هتهربي ازاي منه لما يعرف اللي انت عملتيه، مش بعيد يدفنك حيه و اخلص منك...
اخذت داليدا تقاومه بشده محاوله التمسك باي شئ بالارض حتى لا تذهب معه لكنه سحبها بقسوه من حجابها الذي انفك جاذباً اياها إلى الخارج حتى يعيدها إلى قصر الدويري متجاهلاً صراختها المعترضه المتألمه...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قبض مرتضى على شعرها من اسفل حجابها يجذبها منه إلى باب المنزل بينما يهتف بانفس لاهثه
=هرجعك بايديا له. وابقي شوفي هتهربي ازاي منه لما يعرف اللي انت عملتيه، مش بعيد يدفنك حيه و اخلص منك...
اخذت داليدا تقاومه بشده محاوله ان تتشبث بأي شئ على الارض حتى لا تذهب معه لكنه سحبها بقسوه من حجابها الذي انفك جاذباً اياها إلى الخارج حتى يعيدها إلى قصر الدويري متجاهلاً صراختها المعترضه المتألمه...

هتفت داليدا من بين شهقات بكائها الحاده بينما تتمسك بيده التي تسحب جسدها بقوه
=علشان خاطري، علشان خاطري يا مرتضي بلاش ترجعني لهناك...

لكنه لم يستمع اليها واستمر بسحبها من يدها يجر جسدها جراً فوق درجات الفيلا غير ابهاً بصراختها المتألمه دافعاً اياها بقسوه داخل سيارته من ثم التف صاعداً بجانبها مما جعلها تهتف بهستريه و جسدها قد بدأ بالارتجاف بينما تلتف تتمسك بمقبض الباب محاوله فتحه وقد عاودتها نوبة الذعر من جديد
=بلاش علشان خاطري تعمل فيا كده انا، و رحمة ماما عندك بلاش تعمل فيا كده، بلاش ترجعني هناك، لو رجعت ممكن اموت.

صاح مرتضي بقسوه بينما يبعد يدها بقسوه من فوق مقبض الباب مغلقاً اياه الكترونياً
=ياريت يا شيخه تموتي، علشان اخلص بقي منك و من قرفك...
ليكمل بشراسه عندما بدأ انتحابها يتحول إلى شهقات متقاطعه خافضه بينما اخذ جسدها يرتجف بطريقه ملحوظه...
=ايوووه ابدئي يلا ارتعشى و اعمليلي فيها تايهه. التمثيليه اللي بتعمليها كل ما حاجه مش بتعجبك...

اردف عندما لم يجد منها ردة فعل على كلماته تلك هامساً من بين اسنانه بينما يرمقها بازدراء وكراهيه
=حيوانه. غبيه...

من ثم ظل يقود السياره بصمت متجاهلاً تلك التي انطوت بمقعدها ترتجف بقوه بينما تنظر امامها باعين زائغه حتى اوقف السياره امام بوابة قصر الدويري الذي لم يكن يبعد عن فيلاته كثيراً هبط من السيارة من ثم التف إلى بابها و فتحه جاذباً اياها بقسوه إلى الخارج عندما ظلت بمكانها جامده لا تظهر اي ردة فعل اخذ تناول حجابها الساقط من على رأسها حيث كان متشبثاً حول رقبتها باهمال وضعه حول رأسها بطريقه عشوائيه حتى يستر به شعرها من ثم انحني مهسهساً في اذنها بصوت منخفض مرعب حتى لا تصل كلماته إلى الحراس الذين كانوا واقفين امام بوابه القصر و اعينهم منصبه عليهم بتركيز و فضول.

=لو داغر عرف ان اللي على وشك ده بسببي محدش هيرحمك من اللي هعمله فيكى، لو سالك هتقولي وقعتي ولا اتنيلتي حصلك اي حاجه و انتي عندي، فاهمه
ظل عدة ثواني يتطلع اليها منتظراً رداً منها لكنها لم تجيبه ليدرك بانها قد دخلت بلفعل باحدي نوباتها و اصبحت بعالمها المظلم الخاص بها الذي تغرق به عندما تتنابها تلك النوبه غمغم بسخريه لاذعه بالقرب من اذنها بينما يسحبها من ذراعها بقسوه إلى داخل بوابة القصر.

=قال يعني لو عرف اللي حصلك هيهتهم، زيك زي اي كرسي معفن في قصره ولا ليكي اي لازمه...
دفعها امامه بقسوه حتى كادت ان تسقط لكنه اسرع بتشديد قبضته حول جسدها المترنح حتى وقف بها امام احد الحرس قائلاً بتعجرفه المعتاد...
=وصل الهانم لحد جوا لانها تعبانه و مرهقه.
اومأ له الحارس باحترام من ثم انتظر ان تتحرك داليدا معه للداخل هامساً بتعثر
=اتفضلي معايا يا داليدا هانم...

لكن عندما وجدها جامده بمكانها بصمت ولم تتحرك قيد انمله واحده وضع يده بحرس شديد يتغلله الخوف على ذراعها مرافقاً اياها إلى داخل القصر كما امره مرتضي الراوي...

في ذات الوقت...
كان داغر جالساً بالبهو الداخلي للقصر مع طاهر زوج شهيره يحاولون ايجاد ذلك الشخص الذي يسرب معلومات عن الصفقات الخاصه بشركاته...
غمغم طاهر الذي كان يجلس بالمقعد المقابل له
=هنعمل ايه يا داغر، الكلب ده مش عارفين نوصله ولا قادرين نعرف هو مين بالظبط
زمجر داغر بقسوه بينما يقبض يده بقوه
=هنلاقيه متقلقش، بس وقتها محدش هيرحمه من تحت ايدي...
ليكمل بغضب بينما يشير إلى الاوراق التي امام طاهر.

= خسرنا كام في الصفقه دي؟!
اجابه طاهر بتردد بينما يقوم بفحص الورق بارتباك
=حاولي. 10 مليون جنيه و كنا...
لكنه ابتلع باقي جملته و قد تجمدت على شفتيه حافة فنجان القهوه الذي كان يهم ان يرتشف منه بينما كانت عينيه مسُلطه بصدمه على باب القصر الذي كان يولي داغر ظهره له
همس سريعاً بينما يضع فنجان القهوه من يده على الطاوله بصخب مما جعل القهوه تنسكب عليها مشيراً برأسه إلى خلف داغر
=داغر...

التف داغر بتجهم ينظر إلى ما جذب اهتمامه بهذا الشكل لكنه انتفض واقفاً بفزع وجسده يهتز بقوه كما لو ضربته صاعقه عندما رأي داليدا تدلف من باب القصر بصحبة احدي الحرس بوجه باكي متورم بشده به علامات حمراء اثار ضرب واضحه اتجه نحوها على الفور قابضاً على ذراعها جاذباً اياها خلف ظهره بحمايه قبل ان يندفع نحو الحارس الذي قبض على عنقه هاتفاً بشراسه بينما يزيد من اعتصاره لعنقه.

معتقداً بان احد من الحراس قد تعرض اليها
=مين اللي اتجرئ و عمل فيها كده انطق،؟
اجابه الحارس بصوت يملئه الذعر و هو يكاد ان يختنق بسبب قبضته التي حول عنقه
=والله يا داغر باشا معرفش حاجه اكتر من ان مرتضي بيه الراوي وصل حضرتها لحد بوابة القصر اللي برا وطلب مننا ان حد فينا يوصلها لحد عندك جوا...
غمغم داغر بصدمه بينما يرخي قبضته من حول عنقه دافعاً اياه للخلف
=مرتضي،؟!

من ثم التف إلى داليدا الواقفه خلفه ليجدها تتطلع امامها باعين متسعه شارده الدموع تنساب منها بصمت كانت تبدو كما لو كانت بعالم اخر لا تدري بما يدور حولها
اقترب منها محيطاً كتفيها بيده مغمغماً بنبره جعلها هادئه قدر الامكان.
=داليدا، ايه اللي حصل،؟!
لم تجيبه و ظلت على حالتها تلك من الصمت بينما جسدها كان يرتجف بطريقه غير طبيعيه...

زفر بحنق عندما لم يحصل منها على اجابه ابتعد عنهم عدة خطوات مولياً ظهره لهم مخرجا هاتفه واتصل بمرتضي الراوي لكنه وجد هاتفه مغلقاً. اطلق سباباً حاد بينما يعتصر الهاتف في قبضته بغيظ.
زمجر بقسوه بينما يضع هاتفه مره اخري بالجيب الداخلي لسترته
=طاهر خد حد من رجالتك واطلع شوف مرتضي الراوي مختفي في اي داهيه...
ليكمل بينما يلتف اليه عندما لم يجيبه هاتفاً بقسوه
=ايه بكلم نفسي...

لكنه ابتلع باقي جملته عندما و جد كلاً من طاهر و الحارس يقفان بجمود في مكانهم كالمسحورين و عينيهم مسلطه فوق داليدا التي كانت تقف خلفه يرمقونها بنظرات تلتمع بالاعجاب و الانبهار في ذات الوقت انتقلت نظراته اليها على الفور لتشتعل بداخله نيران الغضب تغلي بعروقه عندما و جد حجابها قد تراخي و سقط من فوق رأسها مظهراً شعرها الذي كان ينسدل فوق ظهرها بحريه كشلال من ألسنة النيران...

زمجر بشراسه بينما يتجه نحوها سريعاً يقبض على حجابها رافعاً اياه بتعثر فوق رأسها بينما يهتف بغضب و حده جعلت كلاً من طاهر و الحارس ينتفضان في مكانهما بفزع و خوف
=اطلعوا برا، مش عايز اشوف وش اي مخلوق هنا، اطلعوا برا
شحب وجه كلاً من طاهر و الحارس و قد ادراكوا فضاحة ما فعلوه للتو اسرع الحارس بمغادرة المكان منفذاً امره على الفور. بينما وقف طاهر بوجه احمر كالدماء مغمغماً بتلعثمو خوف.

=داغر، انا، انا و الله مكنتش اقصد اللي ح...
قاطعه داغر مزمجراً بشراسه
=ولا كلمه زياده اطلع برا...
من ثم انحني رافعاً بين ذراعيه داليدا التي كانت لازالت على حالتها من الارتجاف والجمود في ذات الوقت
اومأ له طاهر رأسه بخضوع بينما يراقبه و هو يصعد الدرج سريعاً بجسد متصلب و خطوات غاضبه و هو يحمل بين ذراعيه زوجته الشبه غائبه عن الوعي...
همس طاهر و شفتيه تلتوي بسخريه
=حقك، حقك طبعاً تعمل اكتر من كده...

ليكمل وعينيه تلتمع بالشهوه متذكراً جمال داليدا الصارخ، فمنذ اول يوم رأها به بخطبتها على داغر تمني ان تكون له فقد كانت ذات جمال لم يرا مثله من قبل، لكن ما لم يتخيله هو جمال شعرها الناري الذي خطف انفاسه منذ قليل فقد كانت تخبئه دائماً اسفل حجابها همس بحسره
=صحيح الدنيا حظوظ بقب هو يقع تحت ايدهالفرسه دي، وانا تقع تحت ايدي شهيره البومه.

من ثم خرج و لكي ينفذ ما امره به داغر حتى لا يصيبه غضبه فيكفي فعلته الحمقاء منذ قليل والتي يعلم جيداً بانه لن يمررها له مرار الكرام...

وضع داغر داليدا بلطف فوق الفراش مساعداً اياها على الاستلقاء عليه من ثم ابتعد عنها ببطئ و هو يتطلع اليها بعجز لأول مره يشعر به في حياته فقد كان يشعر بداخله بالارتباك لا يدري ما الذي يجب عليه فعله من اجلها فقد كان جسدها باكمله يرتجف بقوه بينما عينيها مسلطه بجمود اقترب منها منحنياً عليها ممرراً يده فوق رأسها بحنان محاولاً اختراق جمودها هذا
=داليدا...

لكنه لم يتلقي منها اي اجابه تنهد بيأس بينما ينهض و يجذب الغطاء السميك فوق جسدها الضعيف الذي كان لايزال ينتفض مرتجفاً...

ظل واقفاً يراقبها و اليأس يسيطر عليه فقد كانت لا تزال ترتجف بقوه واسنانها تصطك ببعضها البعض اسرع نحو غرفة تبديل الملابس و اخرج منها اكثر من غطاء سميك من ثم عاد إلى الغرفه و قام بتغطيتها بهم جلس على عقبيه على الارض بجانبها ممسكاً بيدها يفركها بين يديه الدافئه محاولاً بث الدفئ بها حتى رأها تغلق عينيها ببطئ ساقطه بالنوم و قد توقف جسدها عن ارتجافه...

غادر القصر بعد ان اطمئن عليها و فور صعوده إلى سيارته اخرج هاتفه و حاول الاتصال مره اخري بمرتضي الراوي و لكن وصلت اليه ذات الرساله بان هاتفه مغلق صاح داغر بقسوه تاركاً له رساله بالبريد الصوتي
=مرتضي يا راوي، قسماً بالله لو اكتشفت ان الضرب اللي على وش داليدا ده بسببك، هدفنك مكانك...

من ثم القي هاتفه بغضب على المقعد المجاور له بينما يأمر السائق بالانطلاق إلى فيلا الراوي عندما وصل اليه رساله من طاهر الذي ابلغه بان مرتضي بمنزله...

فور دخوله لفيلا الراوي هتف داغر بشراسه و عينيه تبحث بارجاء المكان بحثاً عن مرتضي
=فين مرتضي،؟!
اجابته منيره التي هلعت من مظهره الغاضب هذا
=في اوضة الصالون يا داغر باشا اتفضل...
ولكن و قبل ان تنهي جملتها كان قد اقتحم الغرفه بالفعل. انتفض مرتضي الذي كان يجلس يشاهد احدي المبارايات على قدميه هاتفاً بذعر فور رؤيته لداغر...
=داغر، باشا. حصل اي...

لكن داغر لم يدعه يكمل جملته و اندفع نحوه قابضاً على تلابيب قميصه جاذباً اياه بعنف نحوه بينما يهتف بشراسه
=انت ازاي تتجرئ و تمد ايدك على مراتي...
شحب وجه مرتضي فور سماعه كلماته تلك همس بتلعثم بينما يحاول الافلات من قبضته بتعثر
=انت، انت مش فاهم اللي حصل، و متعرفش هي عملت ايه، لما اقولك هتفهم...
قاطعه داغر بقسوه بينما يترك قميصه و يقبض على عنقه يعتصره بقوه بيديه.

= مش عايز اعرف هي عملت ايه، واياً كان اللي عملته ايدك الوسخه دي متتمدش عليها...
صاح مرتضي بصوت مختنق و هو يحاول الافلات من بين قبضته التي تكاد ان تزهق روحه
=كانت عايزه تهرب، كانت عايزه تهرب منك...
افلته داغر من قبضته متراجعاً للخلف بصدمه ليكمل مرتضي منتهزاً هذه الفرصه
=وانا اللي لحقتها و منعتها...

اشتعلت نيران الغضب داخل داغر فور سماعه كلماته تلك تمتم من بين اسنانه المطبقه بصوت منخفض كما لو كان يحدث نفسه
=عايزه تهرب...
هز مرتضي رأسه قائلاً بخبث بينما يفرك عنقه المتألم والذي يظهر عليه بوضوح اثار اصابع داغر
=شوف بقي اللي كان هيحصل لو كنت ملحقتهاش و هربت...
قاطعه داغر مزمجراً بغضب و عينيه تلتمع بشراسه بثت الرعب بداخله
=مش عايز اسمعلك صوت...
ليكمل بحده زاجراً اياه بقسوه.

=اوعي تفتكر ان اللي قولته ده هيبرر عملتك الوسخه، و ايدك دي لو طولت عليها مره تانيه انا مش هرحمك. هخاليك تندم على اليوم اللي اتولدت فيه...
غمغم مرتضي بصوت منخفض متردد بينما لا يزال يفرك عنقه المتألم
=انا بصراحه مش فاهمك يا داغر باشا انت ناسي ان داليدا دي تبقي...
قاطعه داغر بقسوه بثت الرعب بداخل مرتضي
=داليدا تبقي مراتي فاهم يا مرتضي، مراتي و كلمه زياده مش هرحمك.

ليكمل بسخريه لاذعه عندما دلف إلى الغرفه زكي رئيس الامن الخاص به الذي اشار له برأسه باحترام
=معلش بقي يا مرتضي طبع فيا مقدرش اسيب حقي. يعني زي ما ضربتها. هتضرب...
شحب وجه مرتضي بشده بينما يراقب برعب رئيس امن داغر يتجه نحوه هامساً بصوت مرتجف متراجعاً إلى الخلف بخطوات متعثره
=داغر باشا انت بتقول ايه...

تجاهله داغر مشيراً برأسه امراً بصمت رئيس الامن الخاص به لكي ينفذ ما اتفق معه عليه اتجه زكي نحو مرتضي بينما يقوم بضم قبضتيه كاشاره للاستعداد للانقضاض عليه غادر داغر المكان تاركاً رئيس امنه يقوم بعمله فقد امره ان يكتفي ببعض اللكمات بالوجه حتى يتورم بالكامل كما قام بتوريم وجه زوجته بسبب ضرباته...

بعد مرور ساعه...
هبطت الدرج داليدا التي استيقظت من النوم وقد غادرتها النوبه التي اصابتها لتقرر انه يجب عليها ان تهرب من هنا على الفور لذا ارتدت اول شئ وقع امامها من ثم هبطت الدرج و هي تتلفت حولها خوفاً من ان يراها احد بينما تحمل بين يديها حقيبه صغيره تحتوي على بعضاً من ملابسها و بعض المال التي تملكه...

فقد كان تنوي ترك المنزل و الاختفاء تماماً من حياة كلاً من داغر و مرتضي شقيق والدتها الذي ذهبت اليه لكي تستنجد به ظناً منها بانه سوف يقوم بحمايتها و اخذ حقها من زوجها لكن بدلاً من ذلك اتضح لها انه شريك معه في جريمته فقد قام بضربها و طردها من منزله كما لو كانت شريده، و ما يؤلمها اكثر و اكثر انه كان يعلم السبب الذي تزوجها داغر من اجله...

انفلتت دموعها فور تذكرها لداغر فبرغم كل ما فعله بها الا انها لازالت تحبه لكنها لن تستطيع الاستمرار معه بهذا الزواج بعد ان عاملها بتلك الطريقه خاصة و هي تعلم بانه يعشق امرأه اخري غيرها، و انه ما تزوجها الا نكياةً بها، تركته و تركت منزله وهي لا تعلم إلى اين تذهب فليس لديها اي مكان اخر يمكنها ان تذهب اليه.

اخذت تحسب بعقلها الاموال التي تملكها فوجدتها قليله للغايه، لكن رغم ذلك فهي تكفي لكي تقضي بها يومين باحدي الفنادق المتوسطه و من ثم يمكنها بعد ذلك ان ترا ما يمكنها فعله فأهم شئ الان هو ان تهرب من هنا قبل عودة داغر...

خرجت من بوابة القصر تحت انظار الحرس الذي عرضوا عليها مساعدتها بحمل حقيبتها و توصيلها خاصة و ان الوقت قد تجاوز منتصف الليل الا انها رفضت مساعدتهم تلك بأدب و اكملت طريقها إلى الخارج اخذت تمشي محاوله ايجاد سياره اجره تقلها إلى احدي الفنادق اخذت تتلفت حولها شاعره بالرعب فقد كان الطريق مظلم لا ينيره الا الانوار المنخفضه المتسربه من الاعمدة المنتشره على طوله...

شددت يدها حول حقيبتها و قد بدأت البروده تزحف داخلها عندما شعرت بانه يوجد احداً ما يمشي خلفها اسرعت من خطواتها حتى كادت ان تركض التفت برأسها تنظر خلفها لكن هدئت خطواتها عندما لم تجد احد سوا قطه التي كانت تتهادي في خطواتها.
تنهدت ببطئ واضعه يدها فوق صدرها تتنفس براحه اخذت تكمل طريقها بحثاً عن اي سيارة اجره حتى تنتهي من عذابها هذا لكن لم تعبر سياره اجره حتى الان...

كانت تائهه بافكارها عندما شعرت فجأه بيد شخص ما تلتف حول خصرها يجذبها إلى الخلف و عندما همت بالصراخ و ضع يده فوق فمها يكتم صراختها اخذت تنتتفض بين ذراعيه محاوله جعله يقوم بافلاتها لكن اسرع هذا الشخص بسحبها بقسوه نحو احدي السيارات التي كانت متوقفه بجانب الطريق دافعاً اياها بداخلها من ثم جلس بجانبها شاهراً مسدساً نحو رأسها قائلاً بصوت غليظ حاد جعل الدماء تتجمد داخل جسدها
=مش عايز اسمعلك نفس، فاهمه.

تراجعت داليدا إلى الخلف في مقعدها منكمشه حتى التصق ظهرها بباب السياره الذي ما ان شعرت به حتى انتفضت بذعر لكن سرعان ما اتتها فكره جعلتها تسرع بوضع يدها فوق مقبض الباب محاوله فتحه و القفز من السياره التي كانت تسير بسرعه كبيره للغايه فحتي ان كانت محاولتها هذه قد تتسب بمقتلها الا ان الموت اهون عليها بكثير من ان يتم خطفها من قبل رجال لا تعرف ما ينوا فعله بها.

لكن لسوء حظها كان الباب مغلقاً اخذت تهز مقبض الباب محاوله فتحه تحت انظار خاطفها الذي اطلق ضحكه غليظه ساخره
=فكرك كنت هسيبلك الباب مفتوح...
ليكمل بحده بينما يشهر المسدس بوجهها
=حركه كمان، و هفرغ المسدس ده في دماغك
انكمشت مره اخري باقصي مقعد السياره تحيط جسدها بذراعيها بخوف بينما تقاوم بصعوبه الدموع التي قفزت بعينيها حتى لا تظهر امامهم ضعفها.

بدأت تراقب محيطها لتلاحظ انه يوجد رجلين اخرين يجلسون بالمقعد الامامي للسياره لا بختلفون كثيراً عن الرجل الجالس بجانبها.
لا تعلم سبب يجعلهم يقومون بخطفها من اجله سوا سبباً واحداً جعل الدماء تجف داخل عروقها اخذت ترتجف بقوه شاعره بالرعب يكاد يخطف انفاسها اغمضت عينيها بقوه و هي تتضرع وتدعي الله بان ينقذها من بين ايديهم.

بعد مرور ساعه...
كانت داليدا جالسه فوق الارض باحدي الاماكن التي لم تستوعب ماهيتها فقد كان مكان ردئ تفوح منه رائحة الرطوبه...
كان جسدها يرتجف بقوه من شده الخوف الذي تشعر به بينما تنتحب بشهقات منخفضه لكنها اسرعت بوضع يدها فوق فمها تمنع شهقات تلك من الخروج بينما يصل اليها صوت خاطفيها من الخارج...

اغمضت عينيها بقوه بينما تضع يديها فوق اذنيها محاوله منع اصواتهم من الوصول اليها بينما جسدها يهتز بقوه لكنها انتفصت صارخه بفزع بينما تتخبط بقوه في مكانها عندما شعرت بيداً ما تحيط ذراعيها اخذت تدفع بهستريه تلك اليد بعيداً عنها لكن تجمدت حركتها المقاومه عندما وصل اليها صوت تعرفه جيداً
= اهدي، اهدي...

رفعت عينيها اليه لتجد داغر جالساً على عقبيه امامها اخذت تتطلع اليه عدة لحظات باعين متسعه و الذعر و الخوف لا يزالوا يسيطرون عليها اخذت ترفرف بعينيها غير مصدقه بانه بالفعل امامها، و عند تأكدها بانه بالفعل متواجد معها و انها لا تتخيل وجوده دون تفكير للحظه واحده ارتمت عليه تلقي بجسدها المرتجف بين ذراعيه تحتضنه بقوه في محاوله منها ان تستمد منه بعض الاطمئنان الذي تنشد اليه متناسيه كل ما عانت منه على يديه فكل ما يهمها الان انه معها و انها ليست بمفردها مع هولاء الرجال.

همست باسمه من بين شهقات بكائها التي اخذت تزداد بينما متشبثه بيديها بقميصه من الخلف بينما تدفن وجهها بصدره...
شعرت بذراعيه تلتف حولها يحيطها بجسده الصلب ضامماً اياها بقوه إلى صدره بينما يربت بحنان فوق ظهرها هامساً باذنها عده كلمات محاولاً تهدئتها...
ابتعدت عنه ببطئ عندما هدئت بعض الشئ هامسه بصوت منخفض يملئه الخوف بينما انتبهت إلى خاطفيها الذين كانوا يقفون بالخلف يراقبونهم.

=هتعمل ايه معاهم، هنطلع من هنا ازاي، دول معاهم اسلحه؟!
اخذ يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان يلتف إلى احدي الرجال الذين قاموا بخطفها قائلاً بصرامه
=اطلعوا برا...
اومأ الرجل رأسه بخضوع
=اوامرك يا داغر باشا.

من ثم غادر الغرفه على الفور يتبعه باقي الرجال بصمت، كانت داليدا تراقب كل هذا باعين متسعه بالصدمه و انفاسها تكاد تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت تدرك اخيراً ما يحدث تراجعت للخلف بعيداً عن جسده بخطوات متعثره هامسه بتلعثم و انفس متلاحقه
=دول تبعك...
شعرت بالغضب كحمم من البركان تثور بداخلها عندما ظل يتطلع اليها بصمت دون ان يجيبها ليصل اليها اجابته.

لم تشعر بنفسها الا و هي تندفع نحوه تضربه بقبضتيها بضراوه في صدره بينما تهتف بهستريه من بين شهقات بكائها الحاده
=انت. انت اللي عملت فيا كده...
لتكمل صارخه بغضب من بين شهقات بكائها
=انت ايه، انت صنفك ايه بالظبط.

كانت تصرخ بكلماتها تلك وهي تسدد له الضربات في كل مكان تستطيع الوصول اليه مستخدمه اظافرها و قبضتيها في ذلك بينما كان داغر واقفاً ثابتاً غير مظهراً اي تأثر بضرباتها تلك ظلت تضربه حتى خارت قواها تماماً مما جعلها تتوقف عن ضربه مسنده جبهتها بضعف و تعب فوق صدره و قد اصبح وجهها احمر مثل الجمر من شدة الانفعال بينما صدرها كان يعلو و ينخفض بقوه بينما تلهث محاوله التقاط انفاسها المتثاقله رفعت رأسها عن صدره بينما تهم بضربه مره اخري لكنه قبض على يديها مقيداً اياها بقبضته مزمجراً بقسوه بينما يديرها بين ذراعيه ليصبح ظهرها مستنداً إلى صدره الصلب اخذت تنتفض محاوله التحرر لكنه شدد من ذراعيه حولها هامساً باذنها بصوته القوي الثابت.

=شششش، اهدي
ليكمل بهدوء بينما يحاول ان يسيطر على جسدها الثائر
=اللي حصل ده كان مجرد درس صغير ليكي، علشان تاني مره تفكري تسيبي البيت و تهربي.
و تمشي لوحدك في نص الليل تعرفي ان في الف واحد هيكون مستنيكي برا علشان يحط ايده عليكي و يخطفك...
ليكمل بقسوه بينما اصبح حصار ذراعيه حول جسدها يشتد حتى كادت ان تشعر يالاختناق.

=انتي مرات داغر الدويرى. يعني كنز و ماشي على الارض و اي حد كان هيشوفك لوحدك بالشكل ده كان هيستغل الفرصه من غير حتى ما يفكر مرتين...
ولولا ان الحرس بلغني بخروجك لوحدك في وقت زي ده، كان زمان مصيرك مخطوفه، بس مخطوفه بجد من ناس متعرفيش وقتها كانوا ممكن يعملوا فيكي ايه
ضربت صدره الصلب بمرفقها بقوه هاتفه بشراسه بينما عينيها تعصفان بحمم من الغضب
=انت مجنون...

شعرت بانفاسه الدافئه تلفح عنقها بينما يهمس ببطئ باذنها
=ما انا اكيد مجنون...
ادارها بين ذراعيه لتصبح تواجهه بينما يكمل بصوت اجش
=هو انا لو مش مجنون كنت اتجوزت كلبة فلوس زيك، اشتريتها ب20 مليون جنيه، علشان تمثل بس انها مراتي الجميله السعيده قدام الناس...
ليكمل بسخريه بينما يقوم بفك حجابها من فوق رأسها غافلاً عن وجهها الذي شحب بشده فور سماعها كلماته تلك.

=بس عارفه المفروض ترجعيلي 5 مليون من تمن الصفقه، انتي بقالك يومين منكده عليا...
شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها فور سماعها كلماته تلك بينما اخذت الارض تميد تحت قدميها همست بصوت مرتجف ضعيف بينما تحاول ان تتماسك بصعوبه امامه
=ات. فاق، و 20. مليون ايه،؟!
اجابها بهدوء بينما يقوم بنزع مشبك رأسها لينسدل شعرها الحريري فوق ظهرها ممرراً يده به.

=ايه جالك زهايمر، و مش فاكره انا اتجوزتك ليه...
هزت رأسها بقوه مؤكده لنفسها بان ما قاله ليس الا محاوله منه لتشتتيها عن خطفه لها هتفت بغضب بينما تحاول ابعاد يده بعيداً عن شعرها الذي كان يمرر يده بين خصلاته.
=لا فاكره كويسه اتجوزتني ليه متقلقش، فاكره انك اتجوزتني بس علشان تغيظ بنت عمك اللي سابتك و اتخطبت لواحد غيرك...
لتكمل بشراسه ضاغطه على كل حرف من كلماتها بقسوه
=وانت علشان معندكش كرامه قررت تتجوز...

لم تكمل جملتها مطلقه صارخة الم عندما قامت يده التي كان يمررها بين سعرها بالقبض على خصلاته بقوه مرجعاً رأسها بحده إلى الخلف مقرباً وجهه منها حتى اصبح يلاصق وجهها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية بثت الرعب بداخلها مما جعلها تخفض عينيها بعيداً بخوف
=و انتي واحده رخيصه قبلت انها تبيع نفسها، و انا ببساطه اشتريت...
ليكمل بقسوه مرمقاً اياها بازدراء بينما يقبض على شفتيها الناعمه باصبعيه يعتصرها بحده.

=و مادام بعتي نفسك، يبقي تخرسي و تقفلي بوقك ده و مسمعش ليكي صوت...
دفعت يده بعيداً محرره شفتيها من بين اصابعه مرجعه رأسها الى الخلف بحده محاوله تحرير رأسها ايضاً من قبضته لكنها اطلقت صرخه متألمه عندما رفض تحريرها و شدد قبضته حول شعرها مما جعلها تصرخ متألمه شاعره بخصلات شعرها تكاد ان تقتلع من جذورها في اى لحظه في يده لكن رغم ألمها هذا هتفت به بشراسه
=انت كداااب انا مبعتش نفسي لا ليك ولا لغيرك...

لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها بخوف فور ان قرب وجهه منها
و رأت لهيب الغضب الذي يشتعل بعينيه زمجر من بين اسنانه بقسوه
=انتي عارفه كويس اني مش كداب، خالك عرض عليا الاتفاق اللي انتي بنفسك طلبتي منه انه يعرضه عليا وانا وافقت. و الفلوس اتحولت على حسابك يوم كتب كتابنا يبقي مين فينا الكداب...

اهتز جسدها بعنف فور سماعها كلماته تلك لا تصدق ما يقوله كيف يمكن ان يكون زواجها منه كان اتفاق بينه و بين خالها كما يدعي، و الاكثر من ذلك انه يعتقد انها وافقت على هذا الاتفاق بل هي من اقترحته بنفسها.
همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها بقوه محاوله التركيز فقد كانت على وشك ان تصاب بسكته دماغيه من كثرة الصدمات التي تتعرض لها...
=انا. انا معرفش حاجه عن اللي بتقول ده...

قاطعها بقسوه بينما يدفعها بعيداً عنه محرراً اياها مما جعلها تتراجع إلى الخلف متعثره حتى كادت ان تسقط على الارض لكنها استعادت توازنها باخر لحظه
=متعرفيش حاجه.؟!
ليكمل بسخريه لاذعه بينما برمقها بحده وقسوه
= طيب لو افترضت انك فعلاً متعرفيش حاجه. ازاي وافقتي تتجوزي واحد متعرفهوش و مقابلتهوش غير مره واحده، و ازاي وافقتي تتجوزي منه في اقل من شهر...

امتقع وجهها بشده لا تعلم بما تجيبه، فكيف يمكنها ان تخبره انها وافقت على الزواج منه بهذه السرعه لانها كانت وقتها واقعه بحبه حتى من قبل ان يقابلها بشركة شقيقها. ظلت صامته غير قادره على اجابته...
اردف دون رحمه او شفقه عندما طال صمتها
=بالظبط، يبقي متحاوليش تلعبي دور البريئه لان عارف و حافظ نوعك ده كويس...

قاطعته ناطقه بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه بينما تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه محاوله السيطره على ارتجاف جسدها حتى لا تنهار امامه فقد كانت تشعر بانها على حافة هاويه قد تسقط بها باي لحظه
=انا، انا عايزه اروح لمرتضي، عايز اعرف منه حقيقة اللي انت بتقوله.
اقنرب منها بهدوء ممرراً يده بشعرها الذي كان ينسدل فوق ظهرها كشعلات ناريه قائلاً بسخريه
=لسه برضو عايزه تعيشي دور الضحيه البريئه...

ليكمل متنهداً باحباط عندما ارجعت رأسها للخلف بعيداً عنه مانعه اياه من لمسها
=تمام. موافق تروحيله، بس هكون معاكي، مينفعش افوت مشهد زي ده...
لكنه قاطع كلامه مطلقاً سباباً حاد جعلها تنتفض في مكانها بخوف بينما انحني سريعاً ملتقطاً حجابها الذي القاه على الارض بوقت سابق واضعاً اياها فوق شعرها بتخبط عندما دخل فجأة احدي الرجال الذين قاموا بخطفها إلى الغرفه بينما يغمغم بلهاث حاد...

=داغر باشا، طاهر بيه مستني برا من بدر ومس...
قاطعه داغر هاتفاً بشراسه و عينيه تعصف بغضب اعمي بينما يحاول ان يحتوي شعرها المتناثر فوق ظهرها بيده واخفاءه اسفل الحجاب الذي على رأسها
=اطلع برا، برا يا حيوان انت هتنحلي...
ارتبك الرجل سريعاً بينما يلتف عائداً إلى الخارج مره اخري بوجه شاحب من شده الخوف وهو لايعلم ما الخطأ الذي ارتكبه...
التف داغر اليها مزمجراً بقسوه وغضب.

=و انتي البسي الزفت ده على راسك، و داري شعرك اللي فرحانه به، ده تالت راجل النهارده يشوف شعرك.
اتسعت اعين داليدا بصدمه من حدته تلك اخذت تعقد حجابها حول رأسها بيد مرتجفه بينما تجيبه بغضب و حده
=انت اللي قلعتهولي، و مش فاهمه ليه اصلاً...
وقف داغر يتطلع اليها عده لحظات بصمت قبل ان يلتف ويغادر الغرفه وهو يتمتم بصوت مختنق يملئه الغضب
=خلصي، و حصليني على برا...

اخذت داليدا تثبت حجابها فوق رأسها بيد مرتجفه و قد بدأت الدموع التي كانت تحبسها امامه تنهمر فوق خديها بينما هربت منها شهقه حاده لكنها اسرعت بوضع يدها فوق فمها هامسه لنفسها بصوت مرتجف معنفه ذاتها على ضعفها هذا
=بس، بس، اياكي، بس
لكنها لم تستطع التحكم في شهقات بكائها التي اخذت تتابع بقسوه ألمت صدرها من شدتها عندما ادركت بانه سوف يتم تحديد مصيرها بالكلمات التي سيقولها خالها مرتضي بعد قليل...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بفيلا الراوي...
كان كلاً من داليدا و داغر ينتظران بغرفة الاستقبال في الفيلا الخاص بخالها حيث قد ذهبت زينات لاستدعاءه.

و بعد عدة دقائق دلف إلى الغرفه مرتضي الذي ما ان رأته داليدا شهقت بصدمه فقد كان وجهه بأكمله متورم ملئ بالكدمات الزرقاء و الحمراء. و احدي يديه كما يبدو مكسوره حيث يضمها إلى صدره بجبيره معلقه بعنقه بينما يعرج باحدي قدميه ببطئ والالم مرتسم على وجهه فقد كان كما لو انه قد تعرض للضرب المبرح من قبل شخص مالكن داليدا لم تهتم بأمره شاعره بداخلها بالشماته فهو لم يرحمها بوقت سابق عندما قام بضربها و سحلها بالارض غير مراعياً صلة الدم التي بينهم. فلما هي سوف تهتم.

غمغم مرتضي بصوت ناعس بينما يفرك رأسه فقد كان يبدو عليه انه كان نائماً و استيقظ لتوه
=خير، خير يا داغر، باشا، في ايه؟!
ولكن وقبل ان يجيبه داغر اندفعت نحوه داليدا بخطوات متردده مغمغمه بصوت مرتجف بعض الشئ
=جوازي من داغر كان اتفاق بينك و بينه،؟!

ارتد مرتضي إلى الخلف بصدمه فور سماعه كلماتها تلك حيث لم يتوقع ان يكون الامر يتعلق بزواجهم او بهذا الاتفاق خاصة اخذ يمرر نظراته القلقه بينها و بين داغر الذي كان يجلس باسترخاء على احدي المقاعد بنهاية الغرفه و نظراته الثاقبه مسلطه عليهم يستمع اليهم اليهم باهتمام.
غمغم مرتضي سريعاً محاولاً السيطره على الخوف الذي دب بداخله و قد ادرك ما يحدث هنا
=بتسألي ليه ما انتي عارفه حوار الاتفاق ده كويس هو في اي...

صاحت داليدا باهتياج مقاطعه اياه بينما تلوح بيدها فوق صدرها كاشاره إلى نفسها
=بقي انا، انا كنت عارفه،؟!
لتكمل بصوت متقطع من شده الاختناق و قد اشتعل الغضب بداخلها كبركان ثائر من الغضب
=كنت عارفه ايه، كنت عارفه انك هتبعني له و تقبض التمن، زيك زي اي قواد من اللي ماشي معاهم.

اندفع مرتضي نحوها على الفور بوجه اسود من شدة الغضب رافعاً يده عالياً ينوي ضربها كما اعتاد دائماً ان يفعل عندما يغضب منها و قد نسي تماماً وجود داغر معهم في ثورة غضبه تلك لكنه توقف امامها متجمداً بمكانه و يده لازالت متعلقه بالهواء وقد تجمدت الدماء في عروقه عندما وصل اليه صوت داغر الحاد الذي انتفض واقفاً على قدميه فور رؤيته لما كان ينوي فعله
=مرتضي...

استدار اليه مرتضي مبتلعاً بصعوبه غصة الرعب التي تشكلت بحلقه عندما رأه واقفاً بجسد متصلب و وجه متشدد متصلب من شدة الغضب بينما يتطلع نحوه بعينين تنبثق منها الشراسه و القسوه...
اتخذ مرتضي عدة خطوات للخلف مبتعداً عن داليدا التي كانت واقفه امامه بوجه شاحب كشحوب الاموات و عينيها المتسعه بالخوف متسلطه فوق يده التي كان ينوي ضربها بها.

همس بصوت مختنق محاولاً تبرير فعلته عندما رأي داغر يتقدم نحوه بخطوات سريعه حاده تنم عن مدي غضبه
=هي، هي اللي خرجتني عن شعوري بسبب قلة ادبه...
ابتلع باقر جملته متراجعاً للخلف بخوف عندما قبض داغر على قميصه جاذباً اياه منه معتصراً ياقته بقسوه بينما يغمغم بفحيح حاد بالقرب من اذنه
=شكلك نسيت العلقه اللي خدتها من شويه و محتاج واحده تانيه تفكرك و تعرفك حدودك...

همس مرتضي بصوت متلعثم منخفض حتى لا يصل إلى مسامع داليدا
=ابوس ايدك يا داغر باشا لا، كفايه انا خلاص عرفت حدودي كويس و حفظتها و اعتبر اللي حصل دلوقتي كانت ذله و مش هتتكرر تاني...
نفض داغر يده بعيداً عنه دافعاً اياه بقوه إلى الخلف مما جعله يتعثر و يسقط بقسوه فوق الاريكه التي كانت خلفه. لكنه اسرع بالنهوض على الفور يعدل باحراج من ملابسه مغمغماً بصوت لاهث محاولاً انقاذ نفسه.

=بس برضو هي بتكدب و معرفش بتعمل الفيلم ده ليه. و عايزه توصل لايه باللي بتعمله ده...
تطلعت داليدا نحوه باعين غائمه و هي لازالت تشعر بالصدمه تجتاحها مما حدث منذ قليل فهي لا تصدق ان داغر قد قام حقاً بحمايتها من خالها.
هزت رأسها بقوه مخرجه نفسها من صدمتها تلك و اقتربت بخطوات بطيئه من مرتضي و قد طمئنها وقوف داغر بالقرب منه هاتفه بغضب رداً على كلماته الكاذبه.

=مفيش غيرك هنا كداب، انت اللي بعتني و قبضت تمني، و خونت امانه ماما ليك...
هتف مرتضي بقسوه بينما يحاول قلب الطاوله عليها بينما بدأ الخوف يسيطر عليه فقد كانت خطته التي قامها بها على وشك ان تنكشف و ينفضح امره
=عايزه توصلي لايه باللي بتعمليه ده فاهميني، انتي من يومك مش سهله عامله زي الحربايه تلدعي اللدعه و في نفس الوقت تباني بريئه و غلبانه بس مكنتش متوقع انه يوصل بيكي الامر انك...

قاطعته داليدا هاتفه بشراسه وقد صدمها وصفه له بتلك الطريقه الشنيعه
=انا، انا حربايه ولا انت اللي...
صاح داغر بغضب مقاطعاً اياهم و قدأ بدأ يشعر بالاختناق من الامر ببرمته
=اخرسوا و مش عايز اسمع نفس منكوا...
ليكمل بينما يتجه نحو داليدا التي تراجعت بتعثر إلى الخلف عدة خطوات بعيداً عنه لكنه اسرع بالقبض على ذراعها مناعاً اياها من الابتعاد
اخرج هاتفه ثم اداره نحوها قائلاً بهدوء يعاكس الغضب المشتعل بداخله.

=ده رقم حسابك البنكي،؟
تطلعت داليدا إلى الرقم المتواجد بشاشة هاتفه اخذت تتمعن فيه عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها بالموافقه فقد كلن رقم حسابها بالفعل
ناولها هاتفه قائلاً بصرامه امراً اياها
=ادخلي و افتحي حسابك من تليفوني...
همست بارتجاف بينما تطلع بارتباك إلى هاتفه
=مش، مش فاكره الباسورد اصل مش متعوده افتحه لانه فاضي.

لكنها اسرعت بالقول وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها تعبث به بتوتر عندما لاحظت الغضب الذي ارتسم على وجهه فقد كان يبدو عليه انه لا يصدقها
=بس. بس انا فاكره اني حافظاه على موبيلي...
اخذت تبحث بهاتفها عدة لحظات حتى وجدته اخيراً من ثم فتحت الحساب من هاتف داغر الذي ما ان رأي صفحة معلومات حسابها البنكي تظهر على شاشه هاتفه اختطفه من بين يديها
تصلب فكيه بقسوه بينما يتفحص صفحة حسابها تلك.

ادار الهاتف نحوها اخيراً و تعبير من الغضب يرتسم فوق وجهه...
اخذت داليدا تتطلع إلى شاشة الهاتف باضطراب عدة لحظات و عقلها غير قادر على ترجمه المعلومات التي امام عينيها من شدة الخوف والارتباك لكن انسحبت الدماء تنسحب من جسدها عندما بدأت تقرأ و تستوعب المكتوب بنهاية الصفحه فقد كان هناك ما يوضح ان حسابها البنكي تم استلام به مبلغ 20 مليون جنيه في تاريخ يوافق لتاريخ يوم كتب كتابها على داغر...

همست بصوت منخفض مرتجف و قد اخذت ضربات قلبها تزداد من بشده بينما انفاسها تنسحب ببطئ من داخل صدرها كما لو ان المكان اصبح يطبق بجدرانه عليها
=معرفش، حاجه عن الفلوس دي
لتكمل بصوت مختنق و قد بدأ عقلها يستوعب حجم المصيبه التي وقعت بها بينما تدير عينيها بشك بين داغر و مرتضي
=دي، دي اكيد لعبه بينكوا انتوا الاتنين علشان، علشان تبرر خداعك ليا وجوازك مني بسبب نورا انتوا اكي...

قاطعها داغر بقسوه بينما يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياها بجانبه هامساً باذنها بهسيس مرعب
=اخرسي، اخرسي و مسمعش ليكي صوت...
لبكمل بينما يشير بهاتفه امام وجه مرتضي الذي كان يتابع ما يحدث بينهم براحه فقد بدأ الامر يثبت على ابنة شقيقته
=مذكور هنا ان في الحساب فيه 14 مليون جنيه بس، الفلوس دي ناقصه 6 مليون جنيه، راحوا فين...

اجابه مرتضي بصوت جعله هادئ قدر الامكان بينما يحاول السيطره على الخوف والقلق الذي عادوا ينبضوا بداخله
=داليدا اشترت فيلا في الساحل...
ليكمل قائلا بسخريه وهو يتطلع نحو داليدا
=ولا ناويه تنكري ده كمان...
صرخت داليدا بحده وهي تشعر بانها على وشك فقد وعيها فما يحدث اكثر بكثير من قدرتها على التحمل فخالها يكذب بينما يتطلع إلى عينيها بكل برود و قاحه
=كداااب و الله كداب...

لتكمل بينما تستدير إلى داغر هاتفه بهستريه بينما تتشبث بذراعه بقوه
=والله العظيم كداب يا داغر متصدقهوش...
قاوم داغر الاضطراب الذي انتابه عندما تشبثت به و هي تتطلع نحوه بهذا الضعف المرتسم داخل عينيها تنحنح بصوت مختنق قبل ان يلتف إلى مرتضي قائلاً بحده
=ايه اللي يثبت انها اشترت فعلاً الارض دي...
اجابه مرتضي بهدوء بينما يشعر بالرضا فقد وصل اخيراً إلى مفتاح خلاصه تناول هاتفه سريعاً.

=ايوووه معايا طبعاً و اللي يثبت كدبها هو ورق الارض، انا دلوقتي هكلم محامي العيله ا معاه الاوراق لانه كان بيوثق العقد في الشهر العقاري
اخذ يتحدث بالهاتف عدة لحظات إلى شخصاً ما من ثم اتجه نحو مكينة الفاكس التي اخرجت عدة اوراق التي ارسلها له المحامي القي بها نحو داغر الذي التقطها منه بوجه متجهم اخذ يتفحص اوراق مليكه فيلا الساحل عدة لحظات من ثم دفعها نحوها قائلاً بجمود
=ده توقيعك،؟!

تطلعت داليدا إلى الاوراق التي بيده باعين متسعه زائغه و قد مادت الارض تحت قدميها و فرت الدماء من جسدها عندما رأت توقيعها بخانة المشتري بأسفل الورقه.
شعرت برغبه ملحه بالموت و الاختفاء مت هذه الحياه حتى تتخلص مما هي فيه الان...
ارادت ان تهز رأسها بالنفي لكنها تعلم بان داغر ان يكشف كذبها هذا بكل سهوله مما سيجعل موقفها اصعب مما هو صعب في الواقع همست بصوت ضعيف بينما شفتيها ترتجف بقهر دفين
=ايوه توقيعي...

لتكمل بهلع عندما اطلق سباباً حاده بينما يعصر الورقه التي بيده ملقياً اياها بعنف على الارض اسفل قدمه مما جعل داليدا تنتفص متخذه عدة خطوات إلى الخلف بخوف عندما رأت لهيب الغضب الشرس الذي يلتمع بعينيه
=بس والله مشترتش حاجه
و لا اعرف حتى شكل الفيلا دي ايه.
صاح مرتضي بسخريه مقاطعاً اياها
بينما يشعر بالراحه و الاطمئنان عندما رأي الغضب المرتسم على وجه داغر مدركاً بانه قد نجح في خطته
=مشوفتش في بجاحتك بجد...

ليكمل بقسوه بينما يرمقها بازدراء
=مش عارف ازاي بشخصيتك الواطيه تبقي بنت ليلي اختي...
شعرت داليدا بالغضب ينفجر بداخلها فور سماعها كلماته تلك فلما تشعر بنفسها الا و هي تندفع نحوه ملتقطه الاشياء ذات الوزن الثقيل من فوق مكتبه تضربه بها و بكل ما تستطيع يدها ان تصل اليه من فوق مكتبه من ثم اندفعت نحوه تضربه بيدها ممزقه وجهه باظافرها بينما تهتف بهستريه و قد فقدت سيطرتها على نفسها تماماً.

=انت اللي زي اخوها. ده انت شيطان شيطان ربنا ينتقم منك، ربنا ينتقم منك
شعرت بيد داغر تحيط خصرها من الخلف تجذبها بقوه بعيداً عن خالها الذي كان واقفاً بجسد متصلب و وجهه محتقن بشده بسبب السيطرة التي كان يمارسها على نفسه بصعوبه حتى لا يندفع و يخنقها بيديه مشبعاً اياها ضرباً فهذه هي المره الاولي التي تتخطي بها حدودها معه
اخذت داليدا تتخبط بين ذراعي داغر بينما تحاول دفع يده بعيداً.

محاوله بكل طاقتها الافلات من قبصته حتى تعود إلى مرتضي مره اخري و تكمل تمزيق وجهه فهذه المره الاولي التي تتجرأ بها وتقف امام خالها الطاغيه، فقد تحملت افعاله من ضربه واهانته لها طوال السنوات الماضيه كثيراً حتى حبسه اياها داخل المنزل و رفضه خروجه تحملته...

لكن ما يفعله الان هو اقصي الجحود و الظلم الذي لا يمكنها السكوت ضربت داغر بمرفقها من الخلف محاوله جعله يفلتها لكنه اسرع بحملها مشدداً ذراعيه منحولها جاذباً اياها بعيداً عن مرتضي محاولاً السيطره على غضبها الذي خرج عن السيطره تماماً.

شعر مرتضي بشئ لزج دافئ ينزلق على خده فقام بمسحه بيده ليرتجف جسده بغضب عندما وقعت عينيع على الدماء التي تلطخت بها يده عصف بشراسه بينما بعصر قبضتيه بجانبه بغضب مكشراً عن انيابه بينما يزجر داليدا بنظرات تمتلئ بالكراهيه والغضب
=قسماً بالله انا ماسك نفسي بالعافيه والا كان زمانك مدفونه مكانك...
قاطعه داغر مزمجراً بشراسه زاجراً اياه بنظرات شرسه قاتله جعلت الدماء تجف بعروق مرتضي من شدة
الخوف الذي دب باوصاله.

=مرتضي يا رواي حاسب على كلامك بدل ما ادفنك انت مكانك.
ليكمل بقسوه بينما يوجه اهتمامه إلى تلك التي لازالت تنتفض بين ذراعيه محاوله الافلات من بين قبضته هامساً بصوت منخفض حاد ممتلئ بالغضب مقرباً وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و قد هدئت حركتها تماماً
=و انتي اتهدي و مسمعش ليكي نفس. لان رصيدك خلاص جاب اخره معايا
من ثم جذبها معه نحو الخارج.

تاركاً مرتضي واقفاً بمكانه و جسده يهتز بقوه من شدة الغضب و الدماء لازالت تسيل من وجنتيه اطلق صرخه غاضبه وقد بدأ يطيح بكل ما بالغرفه منفثاً عن غضبه بينما يطلق سباباً قاسيه بينما يتوعد لداليدا بمعاقبتها على تجرئها معه بسحقها اسفل حذائه قريباً...

بعد مرور نصف ساعه...
فور دخولهم إلى جناحهم التفت داليدا إلى داغر قائله بصوت حاد بينما تعقد يديها المرتجفه اسفل صدرها بحمايه
=انا عايزه اطلق...
لتكمل بصوت مرتجف بينما تتابعه و هو يتجه نحو الطاوله متناولاً من فوقها كوباً من الماء اخذ يرتشف منه بتمهل
=و ان كان على فلوسك فانا هرجعهالك و مش عايزه منك اي حاجه...

ظلت تطلع اليه عدة لحظات بتوتر تنتظر منه اجابه او رد فعل على ما قالته لكنه ظل يرتشف بهدوء و برود من كأس الماء متجاهلاً اياها كما لو انها لم تتحدث مما جعلها تهتف بحده
=سمعتني...
لكنه تجاهلها مره اخري متلاعباً ببرود بكأس الماء الذي بين يديه مما جعل الدماء تثور بغضب في عروقها بسبب تجاهله هذا الذي تحملت كثيراً.

فلم تشعر بنفسها الا و هي تدفع بحده كوب الماء الذي كان يتناول منه بعيداً عن فمه مما جعل بعض الماء يسقط فوق قميصه مغرقاً اياه لكنها لم تهتم و صاحت به بغضب
=سمعتني بقولك طلقني ايه هتعم...
لكنها قاطعت جملتها مطلقه صرخه فازعه مرتفعه عندما اطلق لعنه قاسيه و هو يضرب بغضب الكأس الذي كان في يده بالحائط ليحدث ضجه مرتفعه وهو يسقط على الفور متهشماً على الارض كشظايا من الزجاج.

زمجر بقسوه من بين اسنانه المطبقه بغضب بينما يلتف اليها
=سمعتك. سمعتك من اول مره كويس بس بحاول اعمل نفسي مسمعتكيش علشان مطبقش على رقبتك و اخنقك واخلص منك و من قرفك.
اتخذت داليدا خطوه مرتجفه إلى الخلف عند سماعها كلماته القاسيه تلك لكنها سرعان ما ثبتت قدميها بالارض مره اخري محاوله استجماع شجاعتها رافضه الفرار من امامه بخوف مثل كل مره، هزت رأسها بقوه قائله باصرار.

=انا مش هكمل لعبة الجواز السعيد دي، علشان بس ترضي غرورك و تخلي بنت عمك اللي سابتك تندم...
اعتصر داغر قبضتيه بقوه بجانبه محاولاً تمالك نفسه و عدم الاقدام على شئ قد يندم عليه.
غمغم بهدوء يعاكس النيران المشتعله بداخله
=تمام، و انا موافق اطلقك، بس تدفعيلي ال 100 مليون جنيه اللي عليكي...
صاحت داليدا بصدمه
=100 مليون،؟!
لتكمل بصوت مرتجف وقد بدأ يتكون فوق جبينها عرق بارد كالثلج من شدة الخوف.

=هما، هما، مش 20 مليون جنيه جبت منين ال80 مليون الزياده دول منين...
اجابها بسخريه بينما يخرج حافظه اوراقه من جيب سترته من بخث بهارحتي عثر على ورقه القاها نحوها
=بما انك بقيتي تنسي الايام دي انتي بتوافقي على ايه و بتمضي على ايه فده اتفاق قبل الجواز اللي انتي ماضيه عليه وقبلتي انك في حالة طلبتي الطلاق تدفعيلي 100 مليون جنيه...

ليكمل بسخريه لاذعه عندما لاحظ شحوب وجهها وعينيها التي اتسعت على مصرعيها بينما تتفحص الورقه التي بين يديها المرتجفه
=ايه نستيها هي كمان؟!
وضعت داليدا يدها فوق عنقها شاعره بالاختناق الحاد يسيطر عليها همست بصوت مرتجف بينما تهز رأسها بقوه برفض
=انت كداب، انتوا كلكوا كدابين، دي اكيد لعبه بينك و بين مرتضي علشان تخليني استمر في لعبتك القذره دي...
لتكمل بحده بينما تلقي الورقه بوجهه.

=اكيد مرتضي قالك اني عرفت سبب جوازك مني و طبعاً خوفت اني اسيبك و الناس تقول مراته سابته بعد اقل من شهر جواز زي ما بنت عمتك ما سابتك و فضلت راجل تاني علي...
صرخت مبتلعه باقي جملتها عندما اندفع نحوها قابضاً على ذراعها لوياً اياه خلف ظهرها بقسوه مزمجراً في اذنها بهسيس لاذع
=دماغك سم و لسانك ده عايز قطعه...

ليكمل معتصراً ذراعها بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت مرتفع لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره لذراعها اكثر و هو يتمتم بصوت قاسى حاد
=مفيش طلاق، و لو فكرتي بس تهربي او تخرجي برا باب القصر من غير اذني ساعتها هوريكي الوش التاني لداغر الدويري و وقتها هتتمني الموت و مش هطوليه...

انهي جملته تلك دافعاً اياها بحده بعيداً عنه لتتعثر و تسقط بقسوه على الارض ظلت داليدا جامده بمكانها منحنيه الرأس تغلق عينيها بقوه محاوله منع الدموع التي التساقط ضاغطه على شفتيها بقوه حتى وصل إلى سماعها صوت اغلاق باب الجناح الذي اغلقه خلفه كالعاصفه لتنهار على الفور منفجره في بكاء مرير بينما تنحني على نفسها على الارض متشبثه بذراعها الذي يؤلمها تحتضنه إلى صدرها بينما اخذت شهقات بكائها الحاده تمزق السكون من حولها غافله عن ذاك الذي لا يزال يقف خلف باب الجناح من الجهه الاخري يستمع إلى شهقات بكائها تلك شاعراً بها كسكين حاد يمزق قلبه...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور ساعه...
كان داغر جالساً بمكتبه الخاص بالقصر يتطلع بشرود إلى الاوراق التي امامه و هو لا يستطيع التركيز في حرفاً واحداً منها فلا يزال عقله منشغلاً باحداث اليوم و بتلك التي تركها باكيه في غرفتها فلا يزال صوت شهقات بكائها المتألمه يتردد داخل رأسه معذباً اياه و لا يعلم لما هو متأثراً بهذا الشكل بها...

فهو لم يهتم بدموع احد من قبل خاصة اذا كانت تلك دموع، دموع امرأه فبالنسبه اليه المرأه دائماً تستعمل دموعها و ضعفها كسلاح للوصول إلى ما ترغب به بسهوله.
لكن دموع داليدا كانت شئ اخر تماماً فهي لم تكن تحاول الوصول إلى شئ بالبكاء وحيده في غرفتها حتى انها لم تكن تعلم بانه لا يزال واقفاً خارج الباب يستمع اليها...

زفر بضيق ملقياً القلم الذي بيده بحده فوق مكتبه قبل ان يتراجع في مقعده إلى الخلف فاركاً عينيه بتعب و قد بدأ يتذكر بداية كل هذا...

تذكر الوعد الذي قطعه لعمه و هو بفراش الموت بان يهتم بكلاً من ابنتيه شهيره و نورا و ان يستمر بالانفاق عليهم حتى بعد وفاته فقد انفق عمه ارثه بالكامل عكس والد داغر الذي استعمل ارثه في انشاء شركه مقاولات كبيره والتي اصبحت على يد داغر مجموعة شركات لا تعد ولاتحصي داخل وخارج مصر بالطبع طمئن عمه بان شهيره و نورا مسئوليته التي لن يتخلي عنها ابداً...

لكن عندما طلب منه عمه بان يتزوج من نورا ابنته حتى يستطيع ان يطمئن عليها. رفض داغر ذلك بشده.

لم يحب ان يتزوج بتلك الطريقه لكن ما ان اشتد المرض بعمه و طلب منه مره اخري ان يتزوج منها لم يتمكن داغر من الرفض هذه المره فقد كان عمه على وشك الموت كما انه فكر بانه سيأتي يوماً ما و يضطر ان يتزوج حتى يصبح له اولاد فلما لا تكون ابنة عمه فقد كانت يتوافر بها جميع مواصفات الزوجه التي يمكن ان يرغب بها. كما انه كان يعلم جيداً انه لن يقع بالحب. فقد كان الحب بالنسبه اليه ليس الا كلمه تافهه يرددها الناس ليبرروا ضعفهم تجاه شخص او شئياً ما...

و بالفعل اصبح الجميع في محيطهم يعلمون ان نورا خطيبته برغم انهم لم يقيموا خطبه بالفعل فقد كانوا ينتظروا انتهائها من سنتها الاخيره في تحضير الماجستير، لكنه كان يصطحبها معه إلى جميع المناسبات الاجتماعيه فاينما ذهب كانت ترافقه، ظلوا على هذا الحال لاكثر من ستة اشهر حتى جاء اليوم الذي اضطر به ان يذهب لرحلة عمل ما لمدة شهرين و حينما عاد انقلب كل شئ...

فور وصوله اخبرته والدته ان نورا قد خُطبت لإحدي المخرجين السينمائين المشهورين، شعر وقتها بغضب عارم لم تشعر بمثله من قبل لكن غضبه هذا لم يكن سببه فقده اياها او خطبتها لغيره بلا كان سببه كبريائه الذي جرح و الوضع المحرج الذي وضعته به و التفافها من خلف ظهره لفعل ذلك.

فاذا كانت اتت و اخبرته بانها لا ترغب الزواج منه كان تركها و زوجها بنفسه إلى من تريد بعد ان يتأكد بالطبع من انه مناسب لها لكنها فضلت ان تطعنه بظهره جاعله منه اضحوكه في مجتمعهم. و عندما حاولت هي و شهيره ان يبرروا فعلتها تلك بسبب شعورها بانه لا يحبها و يتعامل معها كانها امر مسلم بحياته و انها وقعت بحب ذاك المخرج وقتها داغر تعامل ببرود يعاكس الغضب المشتعل به رافضاً اظهار غضبه حتى لا يتم تفسير غضبه هذا بشكل خاطئ من قبلهما، فعلي العكس فان كان صريحاً مع نفسه فلا يمكنه ان ينكر مدي الراحه التي شعر بها عندما انتهت خطبتهم تلك فقد كان يشعر بها دائماً كالسلاسل الذي حول عنقه يخنقه...

و لكن بدأ تصبح خطبتها إلى ذلك المخرج لعنه تلاحقه في كل مكان ففور ذهابه لشركته باليوم التالي اصبح الموظفون يتهامسون فور رؤيتهو همل ينظرون اليه بنظرات ممتلئه بالتعاطف. فقد كانوا يظنون انه حزين و جريح بسبب ترك ابنة عمه له و خطبتها لغيره من وراء ظهره...
لكنه فضل وقتها تجاهل الامر...

لكن تفاقم الوضع في احدي الحفلات التي كان يحضرها بسبب عمله فقد كانت نظرات جميع الحاضرين بالحفل تنصب عليه باهتمام فمنهم من كان بنظر اليه بتعاطف و منهم من بنظر بشماته و فرح بالاضافه إلى تهامسهم الذي كان يصل مما جعله يرغب وقتها في خنق ابنة عنه وخطيبها و اشعال النيران في كل ما يحيطه، فكل هذه الضجه قد تأثر على سير الصفقه الذي يعمل عليها منذ اكثر من سنه فقد كانت تلك الصفقه من اكبر و اهم صفقات حياته و مثل هذه الثرثره حوله قد تضعف موقفه في السوق مما يجعل اطراف الصفقه يرفضون التعامل معه...

ترك الحفل و غادر كبركان ثائر من الغضب وعندما اصر مرتضي الرواي ان يرافقه وافق على مضض.
اتجه داغر إلى احدي النوادي الرياضيه حيث بدأ وقتها ينفث غضبه في لكم احدي الحقائب الرمليه المعلقه...
بينما كان مرتضي واقفاً يراقبه بصمت عالماً جيداً ما يعاني منه و ما مر به بالحفل...
ظل داغر يتلاكم مع الكيس الرملي حتى تورمت يده و سقط على الارض يجلس بمحاولاً التقاط انفاسه اللاهثه وقتها اقترب منه مرتضي قائلاً.

=عندي حل للي انت فيه...
ليكمل بصوت مرتجف عندما رفع داغر رأسه المتعرق اليه يتطلع اليه باعين تطلق شرارت غاضبه جعلت اطراف مرتضي ترتجف بالخوف لكنه اكمل متنحنحاً
=علشان تقطع كلام الناس ده و ميأثرش عليك في السوق لازم تتجوز، و تتجوز في اسرع وقت كمان...
اردف سريعاً عندما رأي ان داغر يهم بالرفض
=هيبقي جواز صوري طبعاً...
قاطعه داغر بحده لاذعه بينما يقوم بحل الشريط الملفوف حلكول يديه المتورمه.

=جواز صوري، ازاي،؟! عايزني اظلم واحده مالهاش ذنب في الليله دي كلها.
اجابه مرتضي قائلاً سريعاً
=لا طبعاً مش هتظلمها. لانك هتبقي متفق معها على كده و في اخر الجواز تديها مبلغ...
قطب داغر حاجبيه قائلاً و قد بدأ الامر يروقه فقد كانت اهم صفقه في حياته على وشك ان تتدمر
=و مين دي اللي هتقبل بوضع زي ده؟!
اسرع مرتضي قائلاً بلهفه
=داليدا بنت اختي...
ليكمل بارتباك عندما تطلع اليه داغر باعين تمتلئ بالشك.

=علي فكره هي اللي طلبت مني اقترح عليك الحل ده...
انت يمكن متعرفهاش لكن هي تعرفك كويس. و كانت معانا في الحفله النهارده و سمعت و شافت كل اللي حصل...
عقد داغر حاجبيه مفكراً بابنة شقيقته تلك محاولاً تذكرها لكنه لم يستطع فهو متأكداً انه لم يقابها من قبل
=و انت ايه اللي يخاليك توافق بنت اختك على حاجه زي دي، مش شايف انها حاجه يعني...
قاطعه مرتضي زافراً باستسلام بينما يتصنع الحزن
=عارف انت بتفكر ازاي...

بس فاكر لما كنت بيبع اسهمي في الشركه ولما كنت بتسألني عن السبب كنت بقولك ظروف عائليه، كنت بيبعها بسبب بنت اختي داليدا
ليكمل بصوت حاول جعله بائساً قدر الامكان حتى لا ينكشف كذبه راسماً الحزن على وجهه باتقان.

= داليدا انا اللي مربيها من و هي عيله صغيره ودلعتها كتير لو كانت طلبت لبن العصفور كنت لازم اجيبهولها و دلعي ده بوظها اتعودت تصرف بهبل و بضيع فلوسها على حاجات تافهه، منكرش ان بقيت معها اخر فتره قاسي علشان اخليها تهدا شويه وتعقل في تصرفاتها لكن خلاص هي اتعودت على كده و مهما اعمل ده بقي خلاص اسلوب حياتها.

ده غير ان الاسهم قربت تخلص ومش هلاحق على طالبتها ولا زنها علشان كده دي فرصه هتاخد فيها مبلغ من جوازها منك وتبدأ تعتمد على نفسها
و تشوف حياتها
هز داغر رأسه قائلاً بحزم و قد بدأ يمل من الامر
=بقولك ايه، انسي الكلام الفارغ اللي بتقول عليه ده...
هتف مرتضي بيأس عندما رأي التصميم في اعين داغر الرافض للامر
=طيب استني لبكره ولما تقابلها يمكن تغير رأيك...

نهض داغر و اتجه نحو باب صالة النادي يستعد للمغادره دون ان يجيبه فالامر كان مرفوض بالنسبه اليه نهائياً لكن لاحقه مرتضي و ظل يحاول اقناعه بالحاح شديد مما جعل داغر يوافق اخيرا بمقابلتها حتى يتخلص منه و من الحاحه هذا...
و في اليوم التالي اتجه داغر إلى مكتب مرتضي لكي يخبره بان يلغي مقابلته بتلك المدعوه داليدا فلا يعلم كيف وافق على مثل هذه المهزله...

لكن ما ان جلس بمكتب مرتضي يهم اخباره بقراره هذا قاطعه طرقاً على الباب من ثم دلفت إلى المكتب فتاه.
فور ان رأها داغر تصلب كامل جسده و انحبست انفاسه داخل صدره بينما يراقبها و هي تخطو إلى الداخل بخطوات بطيئه متردده، ظل يتطلع اليها عدة لحظات ظناً منه انه يحلم فها هي ملاكه الذي كان يبحث عنه طوال الاشهر الماضيه، ملاكه الذي منذ ان رأها لأول مره ظلت تقتحم احلامه طوال الاشهر الماضيه...

تذكر اول مره رأها بها كان الوقت لم يتجاوز السابعه صبحاً حيث كان يركض على طول الطريق المؤدي إلى قصره ممارساً رياضته الصباحيه المعتاده عندما سمع صوت خطوات خلفه توقف ملتفاً خلفه ليج فتاه محجبه تركض خلفه فعلي ما يبدو اتها تمارس الرياضه هي الاخري...

لكنه توقف متجمداً بمكانه عندما دقق النظر اليها فقد كانت ذات جمال خطف انفاسه لم يرا بمثله من قبل فقد كانت ذات بشره بيضاء ناصعه كريميه و وجنتين محمرتين اثر المجهود التي كانت تبذله بينما عينيها خليط غريب من الازرق و الرمادي رأي خطواتها تتعثر و تتباطئ عندما لاحظت انه يقف يراقبها وعندما هم ان يقترب منها التف متعثراً إلى الخلف عندما سمع صوت زمور سياره حاد من خلفه كادت ان تصطدم به تراجع مبتعداً عن طريق السياره حتى تستطيع العبور و عندما التف إلى الفتاه مره اخري كانت قد اختفت من المكان شعر وقتها باحباط و يأس لم يشعر بمثلهم من قبل و ظل عدة ايام يذهب إلى ذات المكان و في ذات الوقت لعله يراها مره اخري لكن فشلت محاولته تلك...

كما أمر رجاله بالبحث عنها لكنه لم يكن يعرف اي شئ عنها حتى يسهل البحث عليهم لذا فشلت ايضاً محاولات البحث التي اجراه رجاله فقد اختفت كما لو كانت سراباً لم يراه غيره...
ظل طوال الاشهر التاليه لذلك اليوم يراها كل ليله باحلامه و عندما يستقيظ يشعر بيأسه يزداد اكثر و اكثر عالماً بانه لن يستطيع ايجادها
ولكن ها هي تجلس امامه بجمالها الذي خطف انفاسه منذ اول مره رأها بها.

تأملها باعين تلتمع بالشغف بينما تجلس بالمقعد المقابل له بمكتب مرتضي و رغبه ملحه تسيطر عليه بان يجذبها نحوه و يتذوق تلك الشفاه الكرزيه التي سلبت النوم من عينه طوال الاشهر الماضيه لكنه خرج من افكاره تلك على صوت مرتضي الغليظ عندما تحدث اليها
=اتأخرتي ليه يا داليدا،؟!
شعر داغر بالدماء تنسحب من جسده فور سماعه هذا الاسم، داليدا.

احقاً تلك هي داليدا، ابنة شقيقة مرتضي الفتاه الجشعه التي وافقت على بيع نفسها مقابل بعض المال ضغط على فكيه بقوه شاعراً بغضب و خيبة امل لم يشعر بمثلهم من قبل لا يصدق بان الملاك الذي ظل يراود احلامه منذ تلك المره التي رأها بها هب تلك الفتاه المدلله الجشعه.

لم يستطع الجلوس امامها و كل هذا الغضب يشتعل بداخله نهض يهم المغادره و تركهم سوياً و كان قد اتخذ قراره النهائي برفض هذا الاتفاق لكن لا يعلم لما عندما اتصل به مرتضي مساءً بذلك اليوم حتى يعلم قراره قال له انه موافق على ان يتزوجها...
ظل يبرر لنفسه وقتها انه ما وافق الا لكي ينقذ الصفقه التي بها سوف يجعل من شركة والده المتوفي شركة عالميه تنافس اكبر الشركات الاجنبيه...

كما انه خلال طوال المده التي عرفها بها لم يذكر و لو لمره واحده معها اتفاقهم او تناقش معها حوله ربما رغبةً منه ان ينسي لما تزوجها او هروباً من حقيقتها التي هي عليه.
فرك وجهه بعصبيه بينما يتذكر العذاب الذي مر به خلال تلك ال 3 اسابيع الاخيره. اي منذ زواجهم.

لا يمكنه انكار الرغبه التي تشتعل بجسده ما ان تقع عينيه على داليدا فقد حاول منذ اول يوم في زواجهم تمالك نفسه و عدم الاقتراب منها فشعوره بجسدها الغض الدافئ بكل ليله يرقد بجانبه على الفراش دون ان يستطيع لمسها يجعله يكاد ان يجن فقد كان من اسوء الألام الجسديه التي تعرض اليها، حتى كان يصل به الامر ببعض الاحيان الاستيقاظ فجراً من شدة حاجته لها يظل يتأمل جمالها الذي كان محرماً عليه لمسه او الاقتراب منه حتى يصل إلى حافة انهياره مما يجعله ينهض و يأخذ حماماً مثلجاً لعله يطفئ النيران المشتعله به...

فبرغم انه كان ذات علاقات كثيره بالنساء الا انه بحياته لم يشعر بمثل تلك الرغبه الملحه تجاه امرأه من قبل...
و لا ينكر انه حاول بعد زواجه ان يقيم علاقه مع احدي النساء التي كانت في حياته من قبله حتى يتخلص من هوسه المتعلق بها لكنه لم يستطع فعلها فلم يشعر بأي شئ تجاه تلك المرأه لم يشعر سوا بالبروده نحوها فامرأه واحده فقط التي يرغبها حد الجنون وهي داليدا زوجته التي ممنوع عليه لمسها او الاقتراب منها.

لذا نهض تاركاً تلك المرأه بالمطعم بمفردها متحججاً بعمل طارئ ما قد ورده...

و عندما عاد إلى المنزل و دخل الجناح الخاص به رأي امامه ما جعل الدماء تغلي بعروقه كحمم من البركان الثائره فقد كانت داليد واقفه امام المرأه تتطلع إلى نفسها بينما ترتدي قميص نوم بلون الدماء قصير للغايه يظهر جمال بشرتها الشاحبه الكريميه و جمال قوامها الممشوق بينما شعرها الذي جعله يفقد النطق عندما رأه لاول مره بليلة زفافهم من شدة جمال لونه المميز فقد كان بلون النيران المشتعله حريري يصل إلى اسفل ظهرها، فقد كان ينسدل الان فوق ظهرها كشلال من النيران المشتعله لم يشعر بنفسه الا وهو يتجه نحوها اخذاً اياها بين ذراعيه متناولاً شفتيها في قبله جعلت كامل جسده يرتجف برغبه قويه جعلته يكاد يسقط على ركبتيه من قوتها. لكن فور ان ابتعد عنها و سمعها تنطق اسمه بتلك الطريقه التي جعلته يفيق و يدرك الخطأ الذي فعله...

فهو لم يكن عليه لمسها، فزواجهم صورياً من اجل المظاهر فقط كما كان هذا اتفاقهم الا يلمسها مما جعله يدفعها بعيداً عنه ملقياً عليها كلمات قاسيه حتى يخفي الضعف الذي اصابه نحوها.
من ثم فر هارباً من الغرفه قبل ان يضعف ويعود اليها مره اخري جاذباً اياها بين ذراعيه لكن هذه المره لن يتركها حتى يشبع جوعه لها...

كما لا يمكنه ان ينكر ايضاً الامل الذي نبض بداخله اليوم عندما تصنعت امامه عدم معرفتها باتفاق زواجهم هذا لكن انهارت اماله تلك عندما اراه مرتضي كافة الادله التي تدينها و تثبت عدم برائتها التي تدعيه.
شعر وقتها بخيبة امل واحباط اكثر من ذلك اليوم الذي عرف به حقيقتها المخادعه...

مرر يده بعصبيه بشعره مبعثراً اياه بغضب بينما يتناول الملف الذي القاه بعيدا ً محاولاً ابعاد افكاره تلك والتركيز بعمله الذي اهمله طوال اليوم بسببها...

بعد مرور ساعتين...

كانت داليدا جالسه على احدي المقاعد بالجناح الخاص بها هي و داغر تضم ساقيها إلى صدرها بقوه دافنه رأسها بينهم بينما تنتحب بصمت شاعره بألم يعصف بقلبها لم تشعر بمثله من قبل فقد بين ليله و ضحاها تحولت من زوجه مُهمله إلى زوجه مشتراه بالمال زوجه ليست لها اي حقوق على زوجها، ازدادت شهقات بكائها عند تذكرها لداغر فهي الان تدرك لما كان يعاملها بمثل هذا البرود و التجاهل فهو لم يعتبرها ابداً زوجته...

فقد كانت مجر شئ اشتراه بامواله يستعمله في غرض معين الا وهو اثارة غيرة ابنة عمه...
لكن ما كان يجعلها تكاد ان تجن هو كيف وقعت على اتفاقيه الزواج و على اوراق ملكية تلك الفيلا...

اطلقت شهقه منخفضه و قد شحب وجهها عند تذكرها اليوم الذي يسبق كتب كتابها على داغر عندما جاء خالها و اخبرها انها يجب ان توقع على بعض الاوراق المتعلقه بالفحص الطبي الذي يسبق الزواج في هذا الوقت كانت منشغله في تحضيرات الزفاف و عندما حاولت قرأتها و فهم ما بتلك الاوراق منعها مرتضي من ذلك متحججاً بان موظف الصحه ينتظر بالخارج و في عجله من امره مما جعلها توقع سريعاً عليها...

بالتأكيد تلك الاوراق هي اتفاق الزواج و اوراق الفيلا التي بالتأكيد قام بدفع اموالها من ماله الخاص على ان يجعل تاريخ العقد ما بعد تاريخ زواجها حتى يأمن نفسه في حالة داغر شك بالامر...
لا تعلم كيف امكنه فعل ذلك بها و كيف وقعت هي بتلك السهوله في هذا الفخ همست بصوت مرتجف بينما تجذب بغضب خصلات شعرها
=يا غبيه، يا غبيه.

لكن ارتفع رأسها بحده عندما سمعت صوت باب الجناح يفتح اخذت تمسح بتعثر وجهها من الدموع العالقه به سريعاً حتى لا يراها داغر بحالتها تلك.
دلف داغر الجناح ليجد داليدا جالسه باحدي المقاعد بوجه محتقن و اعين حمراء ليدرك انها كانت لا تزال تبكي جعل ادراكه لهذا يشعر بالضيق لكنه نفض شعوره هذا بعيداً بغضب...

عندما رأها تنتفض واقفه ما ان رأته جاذبه طرحتها من فوق احدي المقاعد واضعه اياها بتعثر فوق رأسها مخفيه شعرها باكمله عن عينيه.
جعلته حركتها تلك يشعر بغضب عاصف يشتعل بداخله هو يدرك ما تقصده باخفاء شعرها عنه زمجر بهسيس حاد وشرارت الغضب تتقافز من عينيه
=ايه اللي انتي عملتيه دلوقتي ده ده.؟!
اجابته بصوت اجش بعض الشئ من اثر البكاء بينما تطلع نحوه بارتباك
=عملت ايه،؟!

اقترب منها حتى اصبح يقف امامها و تعبير شرس يرتسم فوق وجهه مشيراً بيده نحو رأسها المغطي بالحجاب
=لبستي الطرحه دي ليه اول ما شوفتني بدخل الاوضه.؟!
اجابته بهدوء بينما تهز كتفيها ببرود
=انا واحده محجبه و طبيعي لما اشوف راجل غريب اغطي شعري...
قاطعها مزمجراً بشراسه بينما
يضيق عينيه عليها محدقاً بها بتركيز وقد بدأ جسده يهتز من شدة الغضب
=راجل ايه، سامعيني تاني كده.؟!

كتفت داليدا ذراعيها اسفل صدرها حتى تخفي عنه ارتجاف يديها قائله بصوت جعلته بارداً قدر الامكان يعاكس تماماً الارتباك و الخوف الذان يعصفان بداخلها
=راجل. غريب...
لكنها اطلقت صرخه متفاجأه عندما قبض على كتفيها بقوه جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها بجسده حاولت بتخبط التراجع إلى الخلف بعيداً عنه لكنه شدد من قبصته حولها مزمجراً بقسوه بثت الرعب بداخلها
=راجل غريب مين،؟! انتي شكلك اتجننتي. انا جوزك...

هتفت داليدا مقاطعه اياه بقسوه وقد انفجر بداخلها كل الغضب الذي كانت تحاول التحكم به منذ بداية زواجها منه بسبب تجاهله لها و معاملته السيئه لها و معرفتها لحقيقة زواجهم
=جوزي،؟! دلوقتي بقيت جوزي...
لتكمل بقسوه بينما تحاول التحكم في ارتجاف جسدها
=جوزي اللي انا بالنسباله مجرد واحده اشتراها بفلوسه علشان يخلي بنت عمه اللي ساب...

اسرع داغر بوضع يده فوق فمها مكمماً اياه حتى يمنعها من تكملة جملتها التي كان يعلمها جيداً و التي لم تترك فرصه الا و قذفتها بوجهه مما قد يجعله يفقد السيطره على غضبه وقتها.
فهو لن يسمح لها باهانته اكثر من ذلك...
همس بالقرب من اذنها بهسيس منخفض حاد بينما يزيد ضغط يده على فمها
=اخرسي. اخرسي احسنلك بدل ما تخليني افقد اعصابي زي اخر مره و محدش هيتحمل غضبي ده الا انتي...

ابتلعت برعب الغصه التي تشكلت بحلقها و قد تذكرت اخر مره قالت له بانه ما تزوجها الا لكي يجعل ابنة عمه تشعر بالغيره وانه بلا كرامه فوقتها فقد، السيطرة على اعصابه و كاد ان يضربها.
نزع يده من على فمها ببطئ وقد بدأ يدرك لملمس شفتيها الناعمه اسفل يده مما جعله يحترق بشدة قربها منه اكثر حتى اصبحت ملاصقه له تماماً
=انا جوزك و سواء كان في اتفاق او مفيش فده مش هيغير حاجه من الحقيقه دي.

من ثم رفع يده قابضاً على حجابها محاولاً نزعه من فوق رأسها لكنها تشبثت به بقوه رافضه تركه له هاتفه بغضب
=لا انت جوزي و لا انا مراتك...
لتكمل بينما تربت بقسوه بيدها الاخري فوق صدره موضع قلبه
=لانك هنا عمرك ما حسيت اني مراتك...
وقف يتطلع اليها بعجز لاول مره يشعر به في حياته به لا يعلم بما يجيبها. فبهذا المكان الذي اشارت عليه بيدها هو اكثر مكان مقتنعاً تماماً بانها زوجته عكس عقله الذي يرفض ان يقتنع بذلك.

هتف بقسوه متجاهلاً الاجابه على كلماتها الاخيره تلك بينما يجذب بحده حجابها عن رأسها ملقياً به على الارض...
=اخر مره، اخره مره اشوفك حاطه الزفت ده على راسك و انتي معايا
حدقت في وجهه بخوف من لهيب الغضب الذي يشتعل بعينيه لكن رغم ذلك هزت رأسها بالرفض بينما تنحني محاوله التقاط حجابها من على الارض حتى تضعه على رأسها مره اخري.

لكنها اطلقت صرخه صادمه عندما قبض على ذراعها مانعاً اياها من التقاطه من ثم رفعها من ذراعها بحده ملصقاً جسدها بجسده غارزاً يده بشعرها الحريري الكث راقبت داليدا باعين متسعه بالذعر شفتيه التي تقترب من شفتيها ببطئ و عينيه قد اسودت برغبه كاتمه همست بصوت لاهث مرتجف و قد ادركت ما ينوي فعله
=داغر لا، لا...

اهتز جسدها بقوه عندما ابتعدت شفتيه عن شفتيها في اخر لحظه كما لو ان كلمتها تلك جعلته يفيق لكن لصدمتها بدلاً من ان يبتعد عنها دفن وجهه بعنقها ممرراً شفتيه بلطف على جلدها مما جعلها شهقت بحده عندما اخذ يطبع على عنقها قبلات رقيقه دفنت يدها بشعره محاوله دفعه بعيداً لكن بدلاً من دفعه تشبثت اصابعها الخائن به بقوه عندما اصبحت قبلاته تلك اكثر الحاحاً...

التفت ذراعيه حول جسدها ضامماً اياها اليه بقوه بينما لا يزال رأسه مدفوناً بعنقها يقبله بنهم و شغف اطلق تأوهاً مرتفعاً مجبراً ذاته بالتوقف عما يفعله دفن وجهه بشعرها الحريري يستنشق رائحتها الرائعه بشغف شعر بيديها الصغيره التي كانت تتشبث بشعره في وقت سابق تدفعه الان بعيداً بينما تهتف بصوت مرتجف
=ابعد، ابعد عني...
ابتعد عنها ببطئ بينما يحاول السيطره على الرغبه المتقده بجسده...

قبض على يديه بقوه حتى لا يرضخ إلى رغبته و يحملها إلى الفراش حتى يشبع جوعه الذي يتأكله حياً...
افاق من غيمة رغبته تلك عندما سمعها تهتف بقسوه و قد اصبح وجهها محتقن بشده فقد كانت حالتها مثله تماماً يعلم جيداً انها تريده كما يريدها فاستجابتها بين ذراعيه منذ لاحظات قليله كادت ان تسلب عقله
=اياك، اياك تلمسني تاني.

اهتز جسدها بغضب عندما وقف يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان يلتف و يتجه نحو الحمام مغلقاً الباب خلفه بهدوء كما لو انها كانت تحدث نفسها او ان ما حدث بينهم لم يؤثر به بينما هي لازال كامل جسدها يهتز مشتعلاً بسبب قبلاته لها...

اطلقت داليدا صرخه حاده بينما تطيح بيدها الاناء الحديدي من فوق الطاوله ليرتطم بالارض مصدراً ضجه عاليه وقفت تتطلع بلهاث حاد إلى الباب الذي اغلقه خلفه قبل ان تتجه إلى الفراش وتجذب من فوقه وساده و شرشف من ثم اتجهت نحو الاريكه مستلقيه عليها فهي لن تشاركه الفراش بعد الان، ليس بعد ان علمت ان ما بينهم ليس الا تمثليه يقومان بها...

كانت بدأت تسقط بالنوم عندما شعرت بجسدها يرتفع وجسد صلب يحيط بها فتحت عينيها بذعر لتجد داغر ينحني فوقها يهم بحملها بين ذراعيه دفعته بقسوه بعيداً بينما تنكمش إلى اقصي الاريكه هامسه بذعر
=بتعمل ايه؟!
اجابها بينما يحيط ذراعيها بيديه =هنقلك للسرير...
قاطعته داليدا بحده بينما تهز رأسها بقوه رافضه
=مش هنام جنبك على سرير واحد تاني يا داغر...

انحني رأسه نحوها مما جعلها ترجع رأسها إلى الخلف بخوف ظناً منها انه سيقبلها لكن اقتربت شفتيه من اذنيها هامساً بصوت حاد لاذع
=لا هتنامي يا داليدا و غصب عنك.

ليكمل بقسوه محاولاً تبرير لما يصر ان تنام بجانبه على الفراش لكنه في الحقيقه لم يكن يبرر لها اكثر ما كان يبرر الامر لنفسه محاولاً اقناع ذاته بان الغضب الذي انتابه عند رؤيتها مستغرقه بالنوم على تلك الاريكه و ليس بفراشهم الذي اعتادت ان تنام عليع بجانبه كل ليله منذ زواجهم انه لا يرغب بان يراها الخدم بهذا الشكل عند قدومهم صباحاً إلى الغرفه.

=زبيده بتدخل كل يوم الجناح علشان تصحيكي تنزلي تفطري اكيد مش هسمح بانها تشوفك نايمه هنا...
همست داليدا بارتباك بينما لازالت منكمشه باقصي الاريكه بعيداً عن يده متمسكه بحافه الاريكه بقوه
=خلاص انت، انت الصبح قبل ما تروح الشغل صحيني و انا هقوم انام على السرير...
قاطعها داغر بحده
=انتي تصحي الساعه 7 الصبح...
ليكمل بسخريه لاذعه.

=انتي لو القصر كله اتهد مش هتصحي يا داليدا نومك تقيل بلبس و النور مفتوح و ساعات بيجيلي مكالمات و بضطر ارد عليها و انتي برضو بتفضلي نايمه مكانك مبيتهزش ليكي رمش واحد حتي...
احتقن وجهها من شدة الخجل فقد كانت تعلم بانها ذات نوم ثقيل خاصة اذا نامت بوقت متأخر للغايه بليل
لكن و رغم ذلك هزت رأسها بحده قائله بعناد
=برضو مش هنام جنبك، و اللي يشوف. يشوف...

لكنها قاطعت جملتها تلك صارخه بفزع متشبثه بقوه بيديها الاثنين بظهر الاريكه عندما قبض على ذراعها محاولاً جذبها من فوق الاريكه و على وجهه يرتسم تعبير صارم حاد اخذت تركله بقدميها بشراسه في اعلي ساقه محاوله دفعه بعيداً بينما لازالت تتشبث بظهر الاريكه بقوه رافضه تركها اطلق لعنه حاده عندما اصابته في ساقه بحده مما جعله يشدد من يده حول ذراعها جاذباً اياها بقوه حتى جعلها تنهض رغماً عنها وقفت داليدا بين ذراعيه تتخبط بشراسه محاوله جعله يتركها لكنه كان اقوي منها فلم تجد امامها سوا ان تخفض رأسها وتقبض باسنانها الصغيره على يده التي كانت على كتفها عضته بقوه غارزه اسنانها بقسوه بيده مما جعله يطلق صراحها على الفور مصدراً زمجره متألمه بينما يلعن بقسوه افلتت يده من بين اسنانها اخيراً عندما قام بافلاتها...

تراجعت إلى الخلف بخطوات متعثره حتى سقطت جالسه فوق الاريكه التي تعثرت بها من الخلف بينما عينيها مسلطه برعب على داغر الذي كان يتطلع بشراسه إلى اثر عضتها الواضخه بيده رفع رأسه نحوها و عينيه تشتعل بها نيران الغضب مما جعلها تبتلع بخوف الغصه التي تشكلت بحلقها...
زمجر بقسوه من بين اسنانه المطبقه
=انتي اللي جبتيه لنفسك...
من ثم اتجه نحو احدي الخزائن يفتحها و يخرج منها احدي الحبال الرفيعه بعض الشئ.

همست داليدا بصوت مرتجف بينما عينيها مسلطه برعب فوق الحبل الذي بين يديه بينما يقترب منها بخطوات متكاسله بطيئة حاولت النهوض و الفرار لكنها لم تستطع فقد اصبحت محاصرة بسبب جسد داغر الصلب الذي اصبح يجلس على عقبيه امامها مباشرة لصدمتها شعرت بيده تمر برقه فوق وجهها يرسم ملامحها باصبعه ببطئ من ثم انحني دافناً وجهه بعنقها مقبلاً اياه بلطف مما جعلها تكتم تأوهاً كاد ان يفلت من بين شفتيها ما ان شعرت بلمسة شفتيه الحاره فوق جلدها الحساس لكن انقشعت متعتها تلك عندما شعرت بشئ قاسي يقيد يديها بشده ابتعد داغر عنها ببطئ وفوق وجهه ترتسم ابتسامه ملتويه.

صرخت داليدا برعب عندما رأت ما فعله بها فقد قام بتقييد يديها بالحبل الذي كان بين يديه اخذت تهز يديدها بقوه محاوله فك العقده التي حولها بينما تهتف بغضب
=ايه اللي انت عملته ده فك ايدي، انت اتجننت...
ابتلعت باقي جملتها شاهقه بقوه متراجعه إلى الخلف عندما انحني عليها و قام بحملها بين ذراعيه و اتجه بها نحو الفراش واضعاً اياها فوقه وتعبير حاد يرتسم على وجهه.

اتسعت عينيها برعب و قد تجمدت الدماء بعروقها عندما رأته يتناول طرف الحبل المتدلي من بين يديها المقيده و عقده بظهر الفراش لتصبح يديها مقيده وعالقه فوق رأسها بظهر الفراش. هتفت داليدا بذعر بينما تهز يدها بقوه محاوله فك وثاقها وحاله نت الهستريه المرعبه سيطرت عليها
=فكني، فكني بقولك...

لتكمل عندما تجاهلها ببرود و امسك بساقيها المتدليه خارج الفراش و قام برفعها لتصبح مستلقيه بكامل جسدها على الفراش همست بصوت مرتجف بينما تراقبه باعين متسعه بالرعب وهو يقوم بنزع قميصه ليظهر صدره الهري الممتلئ بالعضلات الصلبه القاسيه قبل ان يلتف و يستلقي بجانبها على الفراش
=انت، انت شكلك سادي...
لتكمل بينما تهز رأسها بتأكيد و قد بدأ الرعب يدب في اوصالها
=ايوه. ايوه انت اكيد سادي...

صرخت بهستريه بينما تهز يديها بقوه محاوله فك عقدتهما
= فكني بدل ما اصرخ وألم عليك البيت كله، و شوف هيقولوا ايه لما يدخلوا و يشوفوا اللي انت عامله فيا، هتتفضح و هيعرفوا انك سادي مجنون.

التمع الامل بداخلها عندما رأته يتطلع نحوها باعين متسعه كما لو انه صدم من كلماتها تلك لكن اشتعل الغضب بداخلها مره اخري عندما رأته ينفجر ضاحكاً بينما كان مستلقياً باسترخاء وعينيه مسلطه عليها بمرح كما لو انه يستمتع بما يشاهده صرخت بانفعال و يأس
=والله سادي و مش طبيعي فعلاً...

اشتعل الغضب اكثر و اكثر بداخلها عندما رأته ضحكه يزداد بقوه كما لو كان يتسلي حقاً بماعنتها تلك لكن دب الرعب في اوصالها عندما رأته في اقل من ثانيه اصبح مسلقي فوقها ينحني عليها هامساً بالقرب من اذنها بصوت هامس اجش بينما يقضم طرف اذنها بلطف
=ليه حاسس انك بتتمني فعلاً ان اكون سادي...
اتسعت عينيها بصدمه فور سماعها كلماته تلك همست بغضب بينما تبعد رأسها بحده عنه جاذبه اذنها من بين اسنانه.
=انت قليل الاد...

لكنه اسرع بوضع شفتيه فوق شفتيها مبتلعاً باقي جملتها داخل فمه مقبلاً اياها بشغف لكن اخذت داليدا تحاول ارجاع رأسها للخلف رافضه قبلته تلك بينما تهز يديها المقيده محاول فك حصارها لكن سرعان ما تحولت قبلتهم تلك إلى نيران مشتعله بينهم فقد بدأ يخفف من حده ضغط شفتيه همهم برضا عندما شعر بها تستجيب له معمقاً قبلته اكثر محيطاً جسدها بذراعيه جاذباً اياها نحو جسده حتى اصبحت ملاصقه به...

فصل شفتيهما قبل ان يفقد سيطرته كلياً و في تلك الحاله لن يتركها تفلت من بين يديه حتى يروي عطشه لها...

اسند جبهته بجبهتها بينما يلهثان بقوه راقب احمرار وجهها و خديها من شدة الخجل مما جعل قلبه يرق على مظهرها الضعيف هذا اخذ يطبع قبل لطيفه على وجهها لكنها ابعدت وجهها بعيداً عنه هامسه بانفس لاهثه مرتجفه بينما ترغب بان تنشق الارض و تبتلعها من شدة الحرج فقد استجابت له كما لو ان سوف تموت لو لم تفعل همست بقسوه بينما تدير وجهها بعيداً عنه
=برضو سادي...

شعرت بصدره يهتز التفت اليه لتجده يضحك عليها همت ان تطلق عليه غضبها مره اخري لكنه احاط وجهها بيديه مقرباً وجهه ضاغطاً على شفتيها يقبلها بلطف قبل ان يتركها همس بالقرب من اذنها بصوت حاد
=لو سمعتك بتنطقي كلمة سادي دي تاني هفهم وقتها انتي عايزاني اعمل ايه...

حاولت فك يديها المعلقه فوق رأسها شاعره بالخوف يشل تفكيرها عند سماعها كلماته تلك متوقعه منه ان يقدم على فعل شئ اخر لكن ولدهشتها رأته يبتعد عنها من ثم استلقي باسترخاء على جانبه الخاص من الفراش قائلاً بسخريه
=نامي...
ليكمل بمرح بينما يطفئ الضوء الذي بجانب الفراش
=تصبحي على خير يا مجنونه...

ظلت صامته لم تجيبه مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها بينما تزفر براحه عندما رأته يغلق عينيه بينما يوليها ظهره فقد ارعبها ما فعله بها حقاً فقد ظنت انه سوف يقدم على فعل شئ من الاشياء التي تخص الساديه والتي قرأت عنها من قبل...

بعد مرور ساعه...
كانت داليدا لازالت مستلقيه على ظهرها و يديها مقيده فوق رأسها بظهر الفراش شاعره بألم حاد بها حيث كان الحبل الذي كان يقيد يديها قاسي للغايه حول يديها بينما الجوع يكاد يمزق بطنها فلم تأكل شئ منذ ليلة امس، ادارت عينيها نحو داغر الذي كان مستغرقاً بالنوم بجانبها.

زفرت بغضب بينما تغلق عينيها محاوله استدعاء النوم و هي تلعنه بغضب فقد كان نائماً باسترخاء بينما هي تتعذب هنا، لكنها خرجت من افكارها تلك مطلقه صرخة منخفضه عندما شعرت بيد تمر فوق وجهها بلطف فتحت عينيها لتجد داغر مستيقظاً و اصبح يشرف فوقها همست برعب بينما تراقبه يقترب منها
=انت، انت بتعمل ايه، والله العظيم يا داغر المره دي هصوت بجد ومحدش هي...

ابتلعت باقي جملتها عندما وجدته يقوم بفك الحبل من حول يديها لتسقط إلى الاسفل متحرره من عقدتها القاسيع...
راقبته باعين متسعه بالصدمه بينما يقوم بفرك يديها بحنان مكان اثر الحبل من ثم انحني مقبلاً جبينها بحنان هامساً بصوت اجش من اثر النوم
=نامي، نامي يلا يا داليدا
من ثم تركها و عاد إلى مكانه بالفراش مره اخري مستغرفاً بالنوم سريعاً...

ظلت داليدا تطلع نحوه بصدمه مما فعله لا تصدق بانه فك وثاقها بهذه السهوله ظلت مستلقيه مكانها عدة دقائق قبل ان تنهض ببطئ من جانبه و تتجه نحو الاسفل حتى تحضر لنفسها اي شئ تسد به الجوع الذي يمزق بطنها...
بعد عدة دقائق...
كانت واقفه في المطبخ منشغله في تحضير شطيره بسيطه لها لكي تتناولها من ثم سوف تذهب للنوم على الفور فقد كان كامل جسدها يؤلمها.

لكنها اطلقت صرخه فازعه عندما شعرت بذراعين تلتفان حول خصرها من الخلف تجذبانها بقوه ليستند ظهرها إلى صدر دافئ هتفت بغضب بينما تستدير بين ذراعيه التي تحتضنها بقوه إلى جسده الصلب
=داغر. مش هتبطل اللي بتعم...
لكنها ابتلعت باقي جملتها و قد شحب وجهها بشده عندما رأت ان الشخص الذي كان يحتضنها بتلك الطريقه الحمميمه ليس داغر بلا طاهر زوج شهيره الذي كان يتطلع اليها باعين تلتمع بالشهوه.

هتفت داليدا بغضب بينما تدفعه بقوه في صدره محاوله ابعاده عنها
=انت بتعمل ايه انت مجنون. ابعد عني...
قاطعها طاهر بصوت لاهث بينما يقترب منها اكثر ملصقاً جسده بها
=ابعد عنك، ده انا ما صدقت انك وقعت بين ايديا...

دفعته داليدا بقوه في صدره محاوله دفعه بعيداً عنها لكنها شعرت بالرعب يشل جسدها عندما رأت وجهه يقترب من وجهها و انفاسه المقزز تلامس وجهها مما جعلها تكاد ان تتقيأ لكن ما ارعبها اكثر رؤيتها للشهوه التي التمعت بعينيه المسلطه فوق شفتيها معلنه بوضوح عن نيته نحوها...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت داليدا واقفه بالمطبخ منشغله في تحضير شطيره بسيطه لها لكي تتناولها و تصمت الجوع الذي يكاد ان يمزق بطنها.
كانت واقفه في المطبخ منشغله في تحضير شطيره بسيطه لها لكي تتناولها من ثم سوف تذهب للنوم على الفور فقد كان كامل جسدها يؤلمها.

لكنها اطلقت صرخه فازعه عندما شعرت بذراعين تلتفان حول خصرها من الخلف تجذبانها بقوه ليستند ظهرها إلى صدر دافئ هتفت بغضب بينما تستدير بين ذراعيه التي تحتضنها بقوه إلى جسده الصلب
=داغر. مش هتبطل اللي بتعم...
لكنها ابتلعت باقي جملتها و قد شحب وجهها بشده عندما رأت ان الشخص الذي كان يحتضنها بتلك الطريقه الحمميمه ليس داغر بلا طاهر زوج شهيره الذي كان يتطلع اليها باعين تلتمع بالشهوه.

هتفت داليدا بغضب بينما تدفعه بقوه في صدره محاوله ابعاده عنها
=انت بتعمل ايه انت مجنون. ابعد عني...
قاطعها طاهر بصوت لاهث بينما يقترب منها اكثر ملصقاً جسده بها
=ابعد عنك، ده انا ما صدقت انك وقعت بين ايديا...

دفعته داليدا بقوه في صدره محاوله دفعه بعيداً عنها لكنها شعرت بالرعب يشل جسدها عندما رأت وجهه يقترب من وجهها و انفاسه المقزز تلامس وجهها مما جعلها تكاد ان تتقيأ لكن ما ارعبها اكثر رؤيتها للشهوه التي التمعت بعينيه المسلطه فوق شفتيها معلنه بوضوح عن نيته نحوها...
اسرعت بضرب و حهه بكفيها محاوله دفعه بعيداً عنها هاتفه بصوت مرتعش
=ابعد عني، ابعد عني يا حيوان هصوت و هلم عليك البيت.

لتكمل محاوله تهديده وبث الرعب بداخله بينما لازالت تحاول دفع وجهه الذي لا يبعد عن وجهها سوا بوصات قليله بينما يحاول بضراوه تقبيلها
=داغر مش هيرحمك لو عرف انك اتحرشت بمراته...
قاطعها طاهر بصوت بسخريه لاذعه بينما يحاول تكتيف احدي يديها خلف ظهرها
=مراته، مراته ايه يا انسه. انتي فكرك اني معرفش اللي فيها...
ليكمل بصوت يقشعر له الابدان بينما يمرر عينيه ببطئ على جسدها بنظرات تلتمع بالشهوه.

=من اول يوم شوفتك فيه وانا هتجنن عليكي بس اللي كان مانعني انك مرات داغر الدويري، لحد ما سمعت كلامكوا في المخزن لما عمل فيلم انه خاطفك و عرفت انه شاريكي بفلوسه علشان تمثلي دور مراته اللطيفه الجميله...

بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان جدران المكان تطبق من حولها فور سماعها كلماته تلك وقد بدأ جسدها بالارتجاف بقوه لتعلم بانها على وشك الدخول باحدي نوبات ارتجافها و بعد قليل سوف تفقد السيطره على جسدها و وعيها مما سيجعلها ضعيفه و يمكنه وقتها السيطره عليها و فعل يريده بها.

راقبت باعين متسعه بالذعر شفتيه التي اصبحت على بعد نفس من شفتيها جعلتها تلك الفكره ترفع احدي ساقيها راكله اياه بقسوه بين فخديه غارزه اظافرها في ذات الوقت بجانب عنقه خردشه اياه بقسوه.
تراجع طاهر إلى الخلف مطلقاً صرخه متألمه بينما نحني ويتمسك بجزئه السفلي الذي ضربته به...
انتهزت داليدا الفرصه و هربت من امامه سريعاً تتجه نحو باب المطبخ متجاهله صراخه الحاد من خلفها بينما يراقبها تهرب بجسد مرتجف.

=لو نطقتي بحرف واحد لداغر هقول انك انتي اللي اغرتيني و حاولتي معايا و لما رفضتك عملتي التمثليه دي و شوفي بقي هيصدقني انا و لا هيصدق واحد رخيصه زيك قبلت تبيع نفسها علشان شوية فلوس...

ركضت داليدا للخارج دون ان تلتف حتى اليه صعدت الدرج كل درجتين معاً من شدة الذعر بينما تنظر خلفها باستمرار خائفه من ان يقوم بملاحقتها كان جسدها يرتجف بشده بسبب النوبه التي اصابتها مما جعلها تتعثر و تسقط بقسوه على احدي الدرجات مما تسبب بألم لا يطاق بساقها التي سقطت عليها لكنها لم تكترث و نهضت مسرعه راكضه نحو غرفتها...

دخلت الغرفه بعد عدة ثواني و قلبها يقفز داخل صدرها من شدة الرعب بينما انفاسها متلاحقه بلهاث حاد و قد كان وجهه شاحب كشحوب الاموات الذي تشعر به استلقت منهاره على الفور فوق الفراش بجانب داغر الذي كان لا يزال مستغرقاً بالنوم جاذبه الغطاء فوق جسدها الذي كان يرتجف بقوه.

احاطت بذراعيها جسدها الذي كان بارد برودة الثلج محاوله بث بعض الدفأ به لكن لم يؤثر اي من هذا في برودة جسدها الذي كان ينتفض بقوه فلم تشعر بنفسها الا و هي تقترب باعياء من جسد داغر المستغرق بالنوم و قد كان وعيها شبه غائب تدس جسدها المرتجف بالقرب من جسده الدافئ في محاوله منها ان تستميد منه بعض الدفأ منه لكن في حقيقه الامر كان قلبها هو الذي يحاول ان يستمد منه بعض الامان و الاطمئنان للخوف الذي يسيطر عليها...

تلملم داغر في نومه عندما شعر بشئ بارد مرتجف بالقرب من جسده فتح عينيه على الفور محاولاً فهم ما يحدث لكنه انتفض صاعقاً متراجعاً إلى الخلف عندما وجد ان ذلك الشئ البارد المرتجف الملتصق به ليس الا داليدا التي كانت مستلقيه بجانبه بجسدها الصغير المرتجف.

لكنه شعر بالقلق فور ان انتبه إلى الحاله التي كانت عليها فقد كان جسدها يرتجف منتفضاً بقوه بينما وجهها كان شاحب كشحوب الاموات مرر يده فوق وجهها بلهفه شاعراً بقبضه حاده تعتصر قلبه عندما شعر بجسدها الذي كان بارداً مثل برودة الثلج الذي اسفل يده...
انحني عليها ممرراً يده بحنان على وجهها هامساً بصوت اجش يملئه القلق
=داليدا مالك فيكي ايه،؟!
ليكمل بلهفه بينما يمرر يده فوق جسدها
=تعبانه اطلب الدكتور.؟!

وصل إلى داليدا صوت داغر كما لو انه يأتي من مكاناً بعيد استوعبه عقلها بصعوبه بالغه هزت رأسها بضعف هامسه بضعف
=مش. تعبانه، بردانه، بس
راقب داغر رفضها هذا ضاغطاً على شفتيه بقوه شاعراً بعجز لم يشعر به من قبل بينما يراقب حالتها تلك.

انحني عليها متحسساً بيده جبهتها باحثاً عن ارتفاع حراره قد يشير إلى مرضها لكن كان بالعكس تماماً فقد كان جلدها بارداً بشده اسفل يده زفر براحه قبل ان ينهض و يتجه إلى الخزانه جاذباً احدي الاغطيه الثقيله واضعاً اياه فوق جسدها المرتجف محاولاً بث الدفئ بجسدها المرتجف.
من ثم استلقي بجانبها مره اخري مراقباً بقلق جسدها الذي لا يزال يرتجف بقوه.

فلم يشعر بنفسه الا و هو يقترب منها جاذباً اياها نحوه ضامماً جسدها المرتجف إلى جسده الصلب يحتضنها بقوه بين ذراعيه.

ظل منتظراً لعدة ثواني قليله ان تعترض داليدا على احتضانه لها بهذا الشكل لكن لمفاجأته اندست بجسدها المرتجف بين ذراعيه اكثر مهمهمه ببعض الكلمات الغير مترابطه وعينيها لازالت مغلقه شعر داغر بالراحه بينما يزيد من قبضته حولها محتضناً اياها بقوه اكبر بينما يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً بث بعض الدفئ بجسدها الذي لايزال يرتجف بين ذراعيه.
بعد مرور ساعه...

كان داغر لا يزال مستيقظاً محتضناً جسد داليدا بقوه بالقرب من جسده بينما يده لازالت تدلك ظهرها بحنان حتى شعر بجسدها يهدئ و يسترخي تماماً بين ذراعيه بينما انفاسها اصبحت منتظمه ليعلم انها قد استغرقت بالنوم...
ابتعد عنها قليلاً ببطئ عنها متأملاً بشغف ملامح وجهها الملائكي شاعراً بالراحه عندما رأي ان اللون قد عاد إلى بشرتها...

لم يستطع مقاومة ان يمرر بلطف شفتيه فوق شفتيها الناعمه الورديه عندما رأي تورمها البسيط اثر قبلته لها السابقه و قضمه لها عندما كان يثير غيظها.
اخذ يمرر شفتيه فوق وجهها طابعاً قبلات صغيره حنونه عليه شاعراً برغبته بها تكاد تفتك به فشعوره بها بين ذراعيه بهذا الشكل يكاد يقتله لكنه حاول السيطره على ذاته و التحكم بنفسها حتى لا يزعجها بنومها...

ظل يتأملها و هي نائمه بين ذراعيه دون ان يشعر بالملل حتى شعر بها تتلملم في نومها بين ذراعيه قبل ان ترفع ساقها و تحيط ساقه لتصبح متشابكه معه.
اصدر هسيس حار عندما قامت بدفن وجهها بعنقه مما جعله جسده يتصلب بقوه عندما شعر بانفاسها الدافئه المنتظمه تلامس جلد عنقه.

زفر بقوه و اليأس يسيطر عليه قبل ان يدفن وجهه بشعرها الذي كان ينسدل فوق ظهرها و كتفيها كشلال من النيران المشتعله شاعراً بنبضات قلبه تزداد بقوه فهذه هي المره الاولي التي يحتضن بها امرأه بهذا الشكل الحميمي. فهو لم يقم بالنوم بجانب اي امرأه من قبل و كان هذا بمثابه قاعده لديه ولم يتجاوزها قطً، حتى دخلت داليدا حياته و قلبتها رأساً على عقب
فقد كان الامر دائماً معها مختلفاً.

فبرغم من انه كان يمكنه الاستلقاء براحه على الاريكه الكبيره التي بجناحهم الا انه فضل النوم بجانبها في ذات الفراش بكل ليلة منذ بداية زواجهم
تنفس بعمق رائحتها بينما يقبل جانب عنقها الدافئ قبل ان يغمض عينيه ويستغرق بنوم عميق بينما قلبه لا يزال مستيقط يرتجف بشده بين اضلاع صدره.
بعد عدة ساعات...

تلملمت داليدا في نومها شاعره بدفئ غريب يحيط بها فتحت عينيها ببطئ محاوله استيعاب ما يحدث لكنها صعقت عندما اكتشفت انها مستلقيه بين ذراعي داغر و رأسها مندساً بعنقه انحبست انفاسها بصدرها شاعره بالحراره تجتاح جسدها بسبب قربها الشديد بهذا الشكل الحميم من جسده الصلب فقد كان يحتويها بين ذراعيه ضامماً اياها إلى صدره بحمايه...
شهقت بصدمه عندما حركت يدها التي كانت تستكين فوق صدره و شعرت بملمس جلده العاري...

تراجع رأسها إلى الخلف بعيداً عنه لكنها تسمرت مكانها عندما رأت وجهه الوسيم المستغرق بالنوم اخذت تتأمل ملامح وجهه شاعره بقلبها الخائن يعصف بداخلها فلم تشعر بنفسها الا وهي تمد يدها نحوه ممرره اياها بلطف فوق خده و ذقنه الغير حليق شعرت برجفه حاده تسري بسائر جسدها فور ان شعرت بملمس جلده الدافئ تحت راحة يدها تنهدت ببطئ و قد ارتسمت على وجهها ابتسامه حنونه بينما تتأمل بشغف وجهه المسترخي...

لكنها سرعان ما افاقت و ادركت ما تفعله نزعت يدها بعيداً عن وجهه لاعنه ضعفها نحوه.
شحب وجهها بشده عند تذكرها لأخر مره استيقظ و وجدها بين ذراعيه يحتضنها قام بابعادها عنه بقسوه كما لو كانت تحمل وباء قد يصيبه لذا يجب عليها ان تنهض سريعاً قبل ان يستقيظ ويجدها بين ذراعيه فلن تتحمل احتقاره لها بهذا الشكل مره اخري كما ان قلبها لن يتحمل جرح اخر منه...

تراجعت بجسدها ببطئ للخلف بعيداً عنه ساحبه جسدها بلطف من بين ذراعيه خائفه من ايقاظه فلا تعلم ان استيقظ و رأها تحتضنه بهذا الشكل ما الذي سيفعله...
لكن تجمد جسدها عن الحركه عندما شعرت به يتلملم على اثر حركتها تلك راقبت باعين متسعه بالذعر ذراعه التي تحركت محيطه
بخصرها مره اخري مقترباً منها في نعاسه دافناً وجهه بعنقها.

توتر جسدها بينما اصبح وجهها مشتعلاً من شدة الانفعال اثر شعورها بانفاسه الحاره فوق جلد عنقها الحساس...
حاولت مره اخري ان ترفع بخفه ذراعه المحيط بخصرها بينما تسحب جسدها بعيداً عنه لكن لصدمتها تشددت ذراعه المحيطه بها مقرباً اياها من جسده مره اخري مما جعلها تتراجع بحده هاتفه بغضب فور استيعابها ما يحدث
=ده انت صاحي بقي...

همس داغر الذي كان لايزال يدفن وجهه بعنقها و الذي كان مستيقظاً قبل داليدا منذ مده طويله بالفعل يتنعم بشعوره بجسدها الناعم بين احضانه لكنه عندما شعر بها تستقيظ تصنع النوم حتى يري ما الذي ستفعله و لمفاجأته شعر بيدها تمر بحنان متلمسه وجهه بوقتها اراد ان يستدير و ينهال عليها مقبلاً اياها حتى يدمي شفتيها لكنه حاول السيطره على ذاته.
همس بالقرب من اذنها عندما شعر بها تحاول الابتعاد عنه.

=نامي يا داليدا لسه بدري احنا الفجر...
هتفت داليدا بغضب بينما تستدير بين ذراعيه لتصبح في مواجهته مبعده رأسها للخلف حتى تبعد رأسه الذي لا يزال مندس بعنقها
=ابعد عني، انتي حاضني كده ليه
لتكمل بقسوه عندما تجاهلها و قرب وجهه منها بينما تدفعه بيديها في صدره و هو لا يزال يتصنع النوم
=قولتلك ابعد عني، ايه مبتفهمش...

اقترب منها اكثر بعناد و هو مغمض العينين و على وجهه ترتسم ابتسامه ملتويه محاولاً اثارة غضبها فقد كان يستمتع كثيراً بمشاغبتها
صاحت داليدا بحده بينما لازالت تحاول دفعه بعيداً عنها
=انت هتعملي فيها نايم، قولتلك ابعد عني.

رفع ذراعه المحيط بخصرها مما جعلها تتنفس براحه ظناً منها انه سوف يتركها لكن تصلب جسدها عندما احتضنها مره اخري و فد بدأ يممرر يده بلطف فوق ظهرها مما جعل نيران الغضب تشتعل بصدرها فلم تشعر الا و هي تغرز اسنانها الصغيره بذراعه المحيط بها تنوي عضه كعادتها لكنها تجمدت حركه اسنانها فوق جلده متراجعه عما تنوي فعله عندما وصل اليها زمجره داغر المهدده بالقرب من اذنها.

=اعمليها، اعمليها و انا اردهالك بس بطريقتي...
ابعدت داليدا اسنانها ببطئ عن ذراعه بينما تبتلع غصة الخوف التي تشكلت بحلقها فقد كانت تعلم جيداً انه قادر على تنفيذ تهديده هذا.
غمغم داغر في اذنها بصوت اجش مثير
=خساره...
لهثت داليدا بينما تضع يدها على فمه مبعده اياه عن اذنها بينما تتطلع اليه باعين متسعه ممتلئه بالحنق والغضب.
هامسه بصوت مرتجف بينما ترمقه بازدراء
=سادي...

اخفي داغر وجهه بشعرها محاولاً ان يداري الابتسامه التي ملئت وجهه مستمتعاً باغاظتها رفع رأسه مره اخري نحوه فور تذكره الحاله التي كانت عليها بوقت سابق غمغم بهدوء بينما يبعد خصلات شعرها المتناثره على عينيها
=انتي كان في حاجة مضايقاكي امبارح،؟!
شحب وجه داليدا بشده فور سماعها كلماته تلك همست بصوت مرتجف بعض الشئ
=حاجة، حاجة ايه؟!

اجابها داغر بينما لا يزال ممسكاً بخصله من شعرها بين اصابع يديه مستمتعاً بملمسها الحريري.
=كان جسمك كله بيرتعش، و ده نفس اللي كان حصلك يوم ما مرتضي ضربك...
ظلت داليدا تطلع اليه باعين متسعه شاعره باللون يتدفق خلال وجنتيها عند ادراكها انه قد رأها بحالتها تلك، كما كيف يمكنها اخباره عن تحرش طاهر بها فهو لن يصدقها فهي بالنسبه اليه ليست سوا امرأه رخيصه قام بشراءها بامواله...

همست بينما تخفض عينيها عن نظرات عينيه المسلطه عليها باهتمام
=ابداً مفيش حاجه...
لتكمل محاوله تبرير الارتجاف الذي يصيبها فلا يمكنها ان تجعله يعلم بحالتها المرضيه فقد يسخر منها كما كان يسخر منها خالها مرتضي...
=انا بس كنت بردانه مش اكتر...
تطلع نحوها داغر عدة لحظات قبل ان يزفر ببطئ مغمغماً بمرح
=بردانه و انا دفيتك، وحاسس انك لسه بردانه مش عارفه ليه.

انهي حملته جاذباً اياها منه بينما يجذبها نحوه متناولاً شفتيها في قبله حاره حاولت داليدا دفعه بعيداً بينما تصرخ معترضه لكنه حبس صرختها تلك بفمه لكن رعبها قد ازداد فور تذكرها هجوم طاهر عليها بالامس دفعت وجهه بعيداً صارخه بفزع
=ابعد عني ايه، هتغتصبني...
تجمد داغر مكانه بصدمه فور سماعه كلماتها تلك غمغم بينما يحاول الاقتراب منها
=اغتصبك،؟!

هتفت بارتعاش و هستريه و قد سيطر عليها الخوف دفعته بعيداً عنها بقسوه منتفضه مبتعده لاقصي الفراش بتعثر حتى كادت ان تسقط من عليه
=ابعد عني، بقولك
اشتعل الغضب بداخله فور ان راها تبتعد عنه بهذا الشكل كما لو كان وحشاً على وشك افتراسها زمجر بغضب من بين اسنانه
=انتي شكلك اتجننتي، مش داغر الدويري اللي يغصب واحده على حاجه...

ليكمل بقسوه مرمقاً اياها بنظرات تنطلق منها شرارت الغضب و كرامته المجروحه من رفضها له واتهامتها الباطله تجعل الدماء تغلي بعروقه
=وانا فعلاً غلطت لما لمستك...
واديني بقولك اهو لو انتي اخر ست في الدنيا استحاله المسك تاني
ثم انتفض ناهضاً من الفراش متجهاً نحو غرفه الحمام مغلقاً الباب خلفه بقوه جعلت داليدا تنتفض في مكانها منفجره في البكاء و قد ادركت فداحة ما فعلته للتو...

كان داغر جالساً في مكتبه الخاص بشركته يتفحص احدي الملفات بذهن شارد فقد كانت لازالت الدماء تغلي بعروقه بسبب اتهامات داليدا له لا يعلم كيف صدقت بانه يمكنه ان يقوم باغتصابها فهو لم يقترب منها الا عندما تأكد انها منجذبه لها كما هو منجذب لها تماماً حتى تجاوبها المشتعل لقبلاته تدل على ذلك.

اطلق لعنه حاده بينما يخفف من ربطه بدلته من حول عنقه فقد كان يشعر بالاختناق لكنه عدل من وضعه سريعاً عندما سمع طرقاً على الباب يتبعه دخول زكي رئيس الامن الخاص به...
=داغر باشا، في حاجه مهمه حصلت ولازم حضرتك تعرفها...
انعقد حاجبي داغر فور سماعه ذلك ليكمل زكي بارتباك
=الفلوس اللي في حساب داليدا هانم اتسحبت كلها، و الحساب بقي فاضي
تصلب جسد داغر فور سماعه ذلك و غمغم بصوت جعله هادئ قدر الامكان.

=اتسحبت امتي،؟!
اجابه زكي بينما يفتح هاتفه
=امبارح الساعه 2 الصبح، و ده معناه حضرتك ان الفلوس اتحولت على حساب تاني لان مفيش بنوك بتبقي فاتحه في الوقت ده...
زمجر داغر بقسوه قابضاً على القلم الذي بيده بقوه حتى سمع صوت تكسره
=اعرفلي الفلوس دي اتحولت على حساب مين...
اردف بعينين شارده
=و مرتضي الراوي، خليك مستمر في مراقبته
اومأ زكي رأسه قائلاً بطاعه.

=اوامرك يا باشا، بس موضوع ان اعرف اتحول على حساب مين ده هياخد وقت شويه انت عارف طبيعة النظام الامني في البنوك...
ليكمل بارتباك عندما ظل داغر صامتاً يتطلع امامه بشرود
=تؤمرني بحاجه تانيه يا باشا...
التف اليه داغر قائلاً بينما يحاول السيطره على الغضب المشتعل بداهله
=لا، اتفضل انت
اومأ زكي برأسه قبل ان يلتف ويغادر الغرفه.

تراجع داغر في مقعده بحده مطلقاً لعنه قاسيه فهو لا يصدق انها قامت بخداعه فقد كان ارتجافها بالامس بين ذراعيه ليست الا لعبه حقيره منها حتى تخفي ما فعلته فقد قامت بتحويل الاموال إلى حساب اخر غير حسابها حتى لا يستطيع مراقبتها.
او ان هناك لعبه اخري تحيك من خلفه، و سوف يكتشفها قريباً مرر يده بغضب بشعره عندما اندلع في انحاء الغرفه رنين هاتفه التقطه و هو يزفر بحنق
اجاب بصوت حاول اخفاء غضبه منه.

=ايوه يا شهيره...
وصل اليها صوت شهيره عبر الجانب الاخر من الهاتف
=معلش يا حبيبي عارفه اني بعطلك بس كنت عايزه اسالك على حاجه مهمه
لتكمل سريعاً
=طبعاً انت عارف ان النهارده الحفله الخاصه بمضيك عقد اكبر صفقه للشركه فكنت...
اطلق داغر لعنه حاده من بين انفاسه. فقد نسي امر تلك الحفله تماماً رغم اهميتها الشديده لاعماله
همست شهيره بارتباك فور سماعها لعنته تلك
= في حاجه يا داغر ولا ايه،؟!

غمغم داغر سريعاً بينما يحاول السيطره على غضبه
=لا ابداً، كملي كنت عايزه تقولي ايه.
تنهدت شهيره قبل ان تجيبه
=انا كنت راحه اشتري فستان للحفله من هادي المؤمني فايه رأيك لو اخد داليدا معايا تختار لها فستان هي كمان انت عارف ان الحفله دي مهمه و مش عايزين فيها اي غلط...
ضغط داغر على فكيه بقوه فور سماعه اسم داليدا بينما عادت نيران الغضب تشتعل بداخله لكن رغم ذلك اجاب بهدوء
=اعملي اللي عايزاه يا شهيره...

ليكمل سريعاً متهرباً منها فهو يعلم انها لن تكف عن الثرثره و عقله لن يتحمل ثرثرتها تلك
=هقفل علشان داخل اجتماع مهم سلام.
ثم اغلق الهاتف على الفور غير متيح لها فرصه للرد القي بهاتفه بحده على مكتبه و عقله منشغل بتلك التي رفضته متهمه اياه باقذر تهمه قد تتهمها المرأه للرجل...

كانت داليدا واقفه في غرفتها بجسد متوتر بينما تمسك بهاتفها بين يديها تحاول الاتصال بداغر الذي لم يجيب على اي من اتصالاتها فقد كانت ترغب بان تخبره بان شهيره طلبت منها ان تذهب معها لشراء فستان لكي تحضر به حفل الليله لكنها لا تملك اي مال و لا تعلم ما يجب عليها فعله فعندما اخبرتها شهيره بالامر شعرت داليدا بحرج لم تشعر بمثله من قبل لكنها تحججت بانها سوف تذهب معها لكن عليها اولاً اجراء مكالمه هاتفيه ما، حتى تمنح نفسها الوقت لكي تتصل بداغر لكي ينقذها من هذا الموقف المحرج.

هتفت داليدا بغيظ من بين اسنانها بين تهز هاتفها الذي بين يدها بقوه
=رد، رد بقي.
زفرت بقسوه بينما تلقي الهاتف على الفراش باحباط عندما لم يقم بالرد عليها كالمرات السابقه
لكنها التفت بلهفه نحو باب الغرفه الذي انفتح دون سابق انذار ليدلف بعدها داغر إلى الغرفه بوجه مكفهر حاد اقتربت منه داليدا على الفور هاتفه بلهفه
=داغر انت فين، بتصل بيك من بدري و مش بترد...

اجابها داغر ببرود بينما يتجاوزها و يتجه نحو الخزانه
=خير...
وقفت داليدا تطلع بترد إلى ظهره العريض الذي ولاه اليها بينما يقوم باخراج بدله اخري من الخزانه فقد كانت تعلم بانه لايزال غاضب منها بسبب اتهامتها له لكنها لن تعتذر عما قالته لها.
تنحنحت هامسه بصوت منخفض
=شهيرة، شهيرة طلبت مني اروح معاها علشان اشتري فستان للحفله...
اومأ برأسه بينما ينزع سترة بدلته
=عارف...

همست بحرج بينما تشيح بعينيها بعيداً عندما وجدته بدأ ينزع ملابسه
=طيب، طيب انا مش هقدر اروح معها انا مش معايا اي فلوس علشان اقدر اشتري بها...
لوي داغر فمه و هو يلقي باهمال قميصه الذي كان يرتديه على المقعد مغمغماً بسخريه لاذعه
= ليه و الفلوس اللي معاكي في البنك دي تبقي ايه.

شحب وجه داليدا فور سماعها كلماته تلك ارتجفت شفتيها في قهر دفين مما جعلها تخفض رأسها ضاغطه على شفتيها بقوه في محاوله منها لمنع اظهار ارتجافها هذا ظلت صامته دون ان تجيبه. غير راغبه باخباره انها لم و لن تنفق جنيهاً واحداً من تلك الاموال...
استرد داغر ببرود عندما ظلت صامته
=اشتري اللي عايزاه و كده كده الفاتوره هتتحول على حسابي...
ليكمل بينما بدأ يستبدل بدلته ببدله اخري مرتدياً قميصاً اسود.

=شهيره هي اللي هتخترلك الفستان على ذوقها...
رفعت داليدا رأسها بحده و قد انتفض جسدها بغضب عند سماعها كلماته تلك هتفت بحده وعينيها تلتمع بقسوه
=ليه ان شاء الله، هلبس على ذوقها شايفني عيله صغيره و مامتها هتخترلها لبسها...
قاطعها داغر بصرامه ضاغطاً بقوه على فكه محاولاً التحكم في غضبه الذي لا يزال مسيطراً عليه
=شهيره انا بثق في ذوقها، و هتبقي عارفه كويس ايه اللي يناسبك في مناسبه مهمه زي دي...

هزت رأسها هاتفه بصوت لاهث رافض
=انا مش هلبس على ذوق حد...
لتكمل بصوت قاطع حاد بينما تخطو عدة اقدام نحوه و الغضب يتطاير من عينيها. ناكزه اصبعها بقسوه في صدره العضلي الصلب
=مش هسمحلك تلغي شخصيتي.
انا ليا ذوقي اللي اقدر اختار به اللي البسه كويس. فاهم...
قبض داغر على اصبعها الذي كانت تنكز صدره به معتصراً يدها بقسوه في قبضته مغمغماً من بين اسنانه بغضب متجاهلاً صرختها المتألمه.

=و انا ذوقك ده مبثقش فيه، و لا يهمني
هتفت داليدا بينما تحاول جذب يدها من قبضته القاسيه التي كانت تعتصر يدها
=يبقي انا مش هحضر حفلات، و مش...
قاطعها داغر مزمجراً بخشونه مرعبه و نيران غضبه تزداد لهيبها اكثر و اكثر داخل صدره
=هتحضري، و الجزمه فوق رقبتك انتي شكلك نسيتي نفسك...
ليردف دون رحمه او شفقه بينما قبضته تزداد قسوه حول يدها مما جعلها تطلق صرخه متألمه.

=انتي مجرد لعبه اشترتها بفلوسي علشان تمثل الدور اللي انا اخترتهولها، 10 دقايق وتكوني تحت. فاهمه
انهي جملته محرراً يدها من قبضته دافعاً اياها بقسوه إلى الخلف مما جعلها تترنح مكانها بينما التقط هو سترة بدلته مسرعاً لمغادرة الغرفه مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...

وقفت داليدا تضم يدها المتألمه إلى صدرها منفجره في بكاء مرير بشهقات متألمه حاده فقد قام بتذكيرها جيداً بمكانتها المتدنيه بحياته فهي بالنسبه اليه ليست امرأه رخيصه قبلت ان تبيع نفسها مقابل ماله لذا يجب عليها ان تنفذ اوامره التي يرغب بها طوال المده التي يريدها ان تستمر في حياته...

رفعت يدها تتفحصها لتجدها قد بدأت بالتورم بعض الشئ مما جعل بكاءها يزداد بقوه لكنها اسرعت منتفضه بمكانها بذعر عندما صدح طرق على باب الغرفه يتبعه صوت الخادمه
=داليدا هانم، شهيره هانم بتبلغ حضرتك انها مستنيه تحت...
قامت بمسح وجهها الغارق بالدموع بيد مرتجفه غير راغبه بان يراها احد بحالتها تلك، بينما تجيبها بصوت لاهث جعلته هادئ قدر الامكان
=طيب يا انعام، 5 دقايق و هكون معها...

من ثم اتجهت إلى الحمام لكي تغسل وجهها وقد وصلت اخيراً إلى قرارها بانه اذا كان يرغب بها ان تصبح دميه يحركها كيفما يشاء فهي ستلبي له رغبته تلك فهي لم يعد لديها طاقه حتى تحاربه...

وقفت داليدا تطلع إلى الفستان الذي تصر شهيره على شراءه لها باشمئزاز فقد كان اقل ما يقل عليه انه بشع التفت اليها قائله باقتضاب
=بس ده وحش اوي يا شهيره، هلبس حاجه زي دي ازاي...
رمقتها شهيره بطرف عينيها كما لو انها تشعر بالملل من حديثها هذا
=قولتلك دي الموضه
لتكمل مرمقه اياها من اعلي حسدها لاسفله بازدراء
= بعدين انتي محجبه و ده اللي يليق عليكي...
قاطعتها داليدا بغضب.

=ايه علاقه الحجاب، بان البس فستان بشع زي ده مين عنده ذوق يلبس حاجه زي دي اصلاً، و لو على الحجاب ففي فساتين للمحجبات كتير حلوه و شيك...
رسمت شهيره ابتسامه بارده على وجهها قبل ان تقترب منها مقرره تغيير لهجتها السابقه معها
=طبعاً يا حبيبتي انا مقصدش حاجه، انا قصدي ان في وسطنا محدش بيبص على تصميم الفستان قد ما بيبص على ماركته والمصمم اللي عمله...
لتكمل بينما تمرر يدها ببطئ فوق طيات الفستان الذي اخترته.

=اللي مش عجبك ده تمنه 100 الف دولار.
هزت داليدا رأسها بقوه بينما تتفحص الفستان باعين متسعه بالصدمه غير مصدقه بانه يمكن دفع مبلغ ضخم بهذل الشكل من اجل فستان بهذا القبح
=ليه، 100 الف دولار على ايه اصلاً
اطلقت شهيره ضحكه مصطنعه رنانه قبل ان تجيبها بتعالي
=علشان اسم المصمم اللي عليه، هو ده الحال في وسطنا...
لتكمل بخبث راسمه على وجهها ابتسامه هادئه.

=بعدين انتي ليه محسساني انك من عالم تاني ما انتي اكيد حضرتي حفلات كتير و عارفه كل اللي بقوله ده كويس...
ارتبكت داليدا فور سماعها كلماتها تلك مررت يدها فوق حجابها متصنعه انشغالها بتعديله فكيف يمكنها ان تخبرها انها لم تحضر من قبل اي من حفلات هذا الوسط فقد كات شقيقها يحضر دائماً الدعوات التي كانت ترسل اليهم بمفرده او برفقة احدي نسائه...
استدارت شهيره متناوله فستان اخر قائله بينما تشير به نحو داليدا.

=اومال لو شوفتي فستاني بقي هتقولي اي...
تطلعت داليدا بصدمه نحو الفستان الذي بين يديها فقد كان ابشع بكثير من فستانها همست بدهشه غير مصدقه بانها سترتدي مثل هذا الشئ
=انتي هتلبسي ده،؟!
هزت شهيره كتفيها قائله بثقه
=طبعاً، و كل ستات الحفله هيتجننوا عليه كمان، لان فستاني وفستانك متصمم لنا مخصوص مفيش زيه كفايه ان اسم هادي المؤمني عليه ده اكبر لمصمم العالمي...

هزت داليدا رأسها بقلة حيله غير مصدقه كل هذا التملق الكاذب من اجل فساتين بهذا القبح والبشاعه.

لكنها وافقتها بالنهايه بينما تشيح وجهها بحسره بعيداً عن الفستان الرائع الذي اخترته بوقت سابق و رفضته شهيره مذكره نفسها بقرارها السابق فاذا كان داغر يرغب بان ترتدي على ذوق ابنة عمه فليكن كما يريد، كما يجب ان تمون صريحه مع ذاتها فهي لا يمكنها ان تجادل شهيره كثيراً حول هذا الفستان فهي بالفعل لا تعل شئ عن تلك الحفلات وبالطبع لا ترغب ان تكون محل سخريه من قبل الحاضرين.

بعد مرور عدة ساعات...
كانت داليدا جالسه على الفراش تثني قدميها اسفلها بينما تراقب من اسفل مجلتها داغر الذي كان يرتدي ملابسه استعداداً للحفل انحبست انفاسها داخل صدرها فور ان وقعت عينيها عليه فقد كان وسيماً للغايه ببدله السهره السوداء التي زادت من وسامته اضعاف مضاعفة فقد ابرزت طوله الفارع وعرض منكبيه و عضلات جسده الصلبه الرائعة استفاقت من تأمله لها عندما استدار نحوها قائلاً بحده.

=هتفضلي قاعده مكانك كده كتير ما تقومي تجهزي نفسك، مفضلش غير نص ساعه و الحفله تبدأ...
اجابته داليدا بحده مماثله بينما تلقي المجله من يدها فوق الفراش و هي تلعن نفسها على غبائها و ضعفها نحوه فكيف نست كلماته القاسيه لها و ما فعله معها فلازالت يدها متورمه و تؤلمها بسببه...
=قولتلك لما تخلص، هبدأ اجهز...
لتكمل بنبره ذات معني بينما ترمقه بازدراء
=مش هلبس ادام واحد زيك اكيد.

وضع بحده زجاجة العطر التي كانت بيده فوق الطاوله بصوت مرتفع مزمجراً بشراسه و قد اشتغل غضبه مره اخري
=لمي لسانك احسنلك، علشان انا ماسك نفسي بالعافيه...
وقفت داليدا على عقبيها فوق الفراش هاتفه بحده بينما تضع يدها فوق خصرها
=فاضل ايه لسه هتعمله، ايه هتضربني، و لا هتربط ايدي المره دي في السقف...
لتكمل بازدراء وقسوه
=اقول ايه، ما انت فعلاً سادي...

ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع متراجعه إلى خلف بتعثر فوق الفراش م عندما رأته يلقي الفرشاه التي كانت بيده وترتطم بحده بالمرأه و هو يطلق لعنه حاده قاسيه...
اقترب منها بخطوات مشتعله بالغضب ممسكاً بذراعها جاذباً اياها بقسوه من فوق الفراش لتصبح واقفه على قدميها امامه لا يفصل بينهم سوا عدة انشأت بسيطه، زمجر بالقرب من اذنها وقد خرج صوته اجشاً بهسيس مرعب.

=قسماً بالله يا داليدا، لو نطقتي كلمة سادي دي تاني، لهعرفك يعني ايه اكون سادي بحق، فاهمه.
ظلت داليدا تتطلع إلى وجه القاتم بتعبير موحش بصمت غير قادره على النطق لكنها انتفضت فازعه بمكانها عندما هتف بشراسه
=فاهمة...
هزت رأسها بقوه بالايجاب و عينيها متسعه بالخوف مسلطه عليها...
حرر ذراعها من قبضته متراجعاً إلى الخلف بينما يعدل من بدلته
=نص ساعه و تبقي تحت قدامي...

ثم تركها و غادر الغرفه تاركاً اياها تتطلع بصدمه و وجه محتقن بالباب الذي اغلقه خلفه بقوه...

بعد ساعه...
وقفت داليدا تطلع إلى مظهرها في المرأه شاعره بالحنق فقد كان الفستان لا يمكن وصفه فكلمه بشع قليله عليه...
ترددت في ان تقوم بنزعه و ارتداء احدي فساتينها التي تملئ خزانتها فقد كانت تهوي شراءها برغم انها لم ترتدي اياً منها خارج المنزل...
زفرت بحنق لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله اتقوم بتبديله باحدي فساتينها لكنها لم تكن ذات ماركه او غاليه مثل هذا الفستان...

حاولت تهدئت ذاتها فشهيره سترتدي فستان ابشع من هذا بكثير كما ان شهيره قد اكدت لها بان معظم النساء بالحقل سترتدي مثله او ان لم يكن اسوء منه.
زفرت باستسلام قبل ان تلتف وتتجه نحو باب الغرفه بخطوات بطيئه مترتده.
بعد عدة دقائق...
وقفت داليدا امام القاعه الخاصه بالقصر التي يقام بها الحفل شاعره بالتردد من الدخول غافله عن نظرات الخدم المنصدمه التي يرمقونها بها بينما يدلفون إلى القاعه...

تنفست بعمق قبل ان تخطو داخل القاعه شعرت بيديها ترتعش من شدة التوتر لكنها قبضت عليها بقوه محاوله السيطره على ارتجافها هذا...
توقف الجميع عن التحدث فور دخولها حيث التف رؤوس الجميع نحوها تابعتها نظرات الموجودين الذين كان يرمقونها بصدمه كما لو انها كائن فضائي قد سقط بمنتصف الغرفه.

احتقن وجهها بشده شاعره برغبه في البكاء عندما رأت الفساتين التي ترتديها النساء من حولها فقد كانت جميعها انيقه جذابه عكس ما ترتديه هي. بحثت عينيها بلهفه عن شهيره لعل هذا يقلل من حرجها فقد كانت ترتدي مثلها لكن فور ان وقعت عينيها عليها خرج نشيج متألم من بين شفتيها فقد كانت شهيره ترتدي فستان اخر غير الذي قامت بشراءه معها فقد كان فستانها اقل ما يقل عليه انه تحفه فنيه من شدة جماله واناقته.

شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه عليها عندما بدأ يصل اليها التعليقا الساخره التي حول مظهرها من النساء التي حولها يتبعها ضحكات ساخره مستهزئه...

حاولت التماسك حتى لا تنهار امامهم لكن فرت الدماء من جسدها من شدة الخوف عندما وقعت عينيها على داغر الذي كان يقف باقصي القاعه بوجه قاتم حاد يحدق بها بنظرات تتطاير منها شرارات الغضب الذي ينبثق من كل خليه من جسده فلو كانت النظرات تقتل لكانت وقعت صريعه من نظراته الموجهه اليها...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
وقف داغر بجسد متصلب يراقب داليدا التي ركضت هاربه من قاعة الحفل تاركه خلفها ضحكات و همسات النساء الساخره من حولها بينما سعير الغضب يكوي اعماقه.
شدد قبضته بقوه بجانبيه حتى لا يرتكب جريمه اتجه نحو شهيره التي كانت تقف بنهاية القاعه زمجر بغضب فور ان اصبح امامها
=هو ده الفستان اللي قولتلك تختريه لها...
همست شهيره بصوت مرتجف بينما بدأ الذعر يتسلل بداخلها من رؤيتها لغضبه هذا.

لكنها تنفست ببطئ محاوله السيطره على ذعرها هذا مذكره ذاتها بالخطه المحكمه التي وضعتها
=لا، طبعاً، ازاي تفكر ان ممكن اختار فستان زي ده لمراتك. انا اخترتلها فستان تاني خالص...
لتكمل سريعاً بارتبارك عندما رأت علامات الشك فوق وجهه اخذت تبحث بهاتفها عدة لحظات قبل ان تضعه امام وجهه المقتضب.

=لو مش مصدقني ادي صورة الفستان اللي اخترتهولها هتلاقيني بعتهالك الصبح علشان تشوفه و تقول رأيك فيه قبل ما اشتريه بس انت مشوفتش المسدج...
اخذ داغر يتفحص الصورة التي كانت تتضمن دابيدا و هي ترتدي فستان فضي الرائع باعين حده مشتعله غاضبه حتى اخفضت شهيره الهاتف بينما تردف بعصبيه.

=لو لسه مش مصدقني هتلاقي الفستان في دولابها، انا معرفش جابت الفستان المعفن اللي لبسته ده منين و مش عارفه عملت كده ليه اصلاً استفادت ايه...
ابتلعت باقي جملتها عندما رأت داغر يبتعد عنها بخطوات سريعه نحو باب القاعه و جسده متصلب ينبثق منه الغضب مما جعلها تسرع و تلحق به قابضه على ذراعه هامسه بلهاث حاد.

=رايح فين يا داغر و سايب حفله مهمه زي دي، هتروح وراها ليه، ما تسيبها قاعده فوق و كفايه الفضيحه اللي حصلت بسببها...
قبض داغر على يدها التي فوق ذراعه منفضاً اياها بقسوه بعيداً وهو يزمجر بفحيح حاد
=ميخصكيش اللي بيني و يين مراتي و لو على الفضيحه...
ليكمل بسخريه لاذعه بينما يشير برأسه نحو طاهر الذي كان يقف امام احدي الطاولات و بين يديه كأس من الخمر
=الحقي انتي جوزك قبل ما يسكر زي عادته و يفضحنا.

تراجعت شهيره إلى الخلف بعينين متسعه تلتمع بالاهانه كما لو قام بصفعها التفت تتطلع نحو زوجها الذي كان بالفعل قد انهي نصف زجاجه من الشراب من ثم التفت مره اخري إلى داغر مغمغمه بذعر
=داغر الحقه قبل ما...
لكن ابتلعت باقي جملتها عندما وجدت نفسها تتحدث إلى الفراغ فقد تركها و كان بالفعل يصعد الدرج بخطوات سريعه حاده...

فور ان دخلت داليدا إلى غرفتها بدأت بنزع الفستان الذي ترتديه ساحبه اياه بقوه من فوق جسدها مما جعله يتمزق بعض الشئ لكنها لم تبالي واصبحت تسحبه بقوه اكبر من عليها يث اصبح اهم شئ في حياتها الان هو الخروج من هذا الفستان الذي يذكرها بقسوه بمدي الحرج و الاهانه الذي تعرضت اليهم بسببه...

اطلقت صرخه حاده و هي تلقيه على الارض و اخذت تضربه بقدميها بهستريه مخرجه به كل غضبها حتى انهارت جالسه على الارض باحدي اركان الغرفه تضم ساقيها العاريه إلى صدرها.

خرج نشيج حاد من فمها فور تذكرها نظرات الجميع التي كانت موجهه عليها و ضحكاتهم الساخره التي لازالت تصدح بأذنها اخرجت انين متألم من بين شفتيها راغبه بان تنشق الارض و تبتلعها اسفلها لعل هذا يريحها فقد وقعت بكل سذاجه في مكيده قد نصبتها لها شهيره لا تعلم لما فعلت ذلك، لما خدعتها و تسببت باحراجها بهذا الشكل فقد كذبت عليها مستغله عدم خبرتها في حضور مثل تلك الحفلات هزت رأسها بقوه. لا، لا كيف يمكن لشهيره ان تعلم بانها لم تحضر من قبل حفله مثل تلك...

لكن هذا لا يمنع انها قامت بالكذب عليها و اوهمتها بانها سترتدي فستان مماثل لقبح فستانها لكنها كان ترتدي فستاناً اخر، فستان يخطف انفاس من يراه...
انتفضت بمكانها فازعه عندما انفتح باب الغرفه فجأه و دلف داغر إلى الغرفه بوجه قاتم ارعبها فقد اشبه لبركان ثائر يسير على قدمين راقبت باعين متسعه بالذعر وجهه المقتضب الحاد، و الغضب الذي ينبثق من خلايا جسده...

صرخت فازعه عندما اتجه نحوها و قبض على ذراعها بقسوه رافعاً اياها منه لتصبح تقف بمواجهته زمجر بفحيح غاضب
=ارتحتي، ارتحتي لما...
لكن تجمدت باقي الجمله على شفتيه فور ان رأي مظهرها الذي تقف به امامه، اشتعلت رغبته بها على الفور.

لكن تبخرت تلك الرغبه عندما وقعت عينيه على الفستان ذات اللون الفضي الذي ارته صورته شهيره قبل قليل موضوع باهمال فوق الفراش لتتأكد شكوكه بانها تعمدت عدم ارتداء الفستان الذي قامت شهيره باختياره لها و ارتدت ذاك الفستان الذي اشبه بملابس المهرجين حتى تقوم باحراجه امام شركائه بالعمل...
زمجر بشراسه بينما يهزها بقوه من كتفيها
= وصلتي للي عايزاه،؟!

شعرت داليدا بالغضب يشتعل داخل صدرها دفعت يديه الممسكه بكتفيها بعيدا هاتفه بانفس لاهثه بينما تشير إلى الفستان ذات اللون الاسود والاحمر والالوان الاخري المتعدده الملقي فوق الارض ممزقاً
=انت اللي وصلت للي انت عايزه انت و بنت عمك مش انا...
لتكمل بحده مشيره إلى الفستان الممزق الملقي فوق الارض
=لما خاليتوا كل اللي في الحفله يضحكوا و يتريقوا عليا...
قاطعها داغر هاتفاً بقسوه.

=لما انتي خايفه على شكلك كده اوي ملبستبش ليه الفستان اللي اخترتهولك شهيره.
قاطعته بشراسه بينما تلتقط الفستان الممزق وتلقيه نحوه
=لبسته، لبسته و خلتوني شبه المهرج قدام كل الناس...

اتجه داغر بصمت نحو الفراش و التقط من فوقه فستاناً بلون فضي ذات تصميم رائع، تعرفت عليه على الفور فهذا الفستان الذي اعجبت به و كانت تريد شراءه لكن شهيره رفضت و قالت انه لا يناسب الحفل، كما ان ثمنه غير باهظ كالأخر حتى تشتريه و تتباهي به امام زوجات شركاء زوجها...
افاقت من افكارها تلك عندما القي الفستان نحوها مما جعله يرتطم بوجهها بقسوه و هو يهتف بشراسه بثت الرعب بداخلها
=اومال ده يبقي ايه...

هزت داليدا رأسها بقوه هامسه بصوت لاهث حاد و عينيها مسلطه فوق الفستان الذي اصبح اسفل قدميها
=الفستان ده، عجبني و كنت هشتريه بس شهيره معجبهاش و قالت انه مش لايق للحفله ايه اللي جابه هنا...
قاطعت جملتها عندما اندفع نحوها قابضاً على ذراعها بقسوه مؤلمه هاتفاً بخشونه و عصبيه مفرطه.

=بطلي كدب. انتي ايه حياتك كلها كدب في كدب، عايزه تفهميني انك لبستي فستان زي ده علشان شهيره اخترته ليكي ايه مالكيش عقل ولا ذوق...
بعدين غبائك صورلك ايه ان لما تعاندي و تلبسي حاجه بالقرف ده انك كده بتحرجيني انا...
ليردف دون رحمه او شفقه للألم الذي ارتسم على وجهها
=بس اللي اتريق و ضحك مضحكش عليا، ضحك على مراتي اللي كانت شبه البلايتشو...

تجمدت باقي الكلمات على شفتيه وقد افاق من فورة غضبه تلك وقد تصلب بمكانه بينما قبضة حاده تعتصر قلبه عندما رأها تنفجر باكية بينما تتراجع إلى الخلف بخطوات متعثرة بعيداً عنه و وجهها شاحب بشده واضعه يديها فوق وجهها تخفيه عنها بينما شهقات بكائها تتعالي بقوة
وقف عدة لحظات يتطلع بصدمه إلى مظهرها هذا بينما الضغط الذي قبض على صدره يهدد بسحق قلبه.

اقترب منها سريعاً محيطاً كتفيها بلطف محاولاً جذبها بين ذراعيه لكنها فور ما ان شعرت بلمسته تلك حتى انتفضت مبتعده عنه اطلق لعنه حاده بينما يراقبها تتراجع إلى الخلف بقوه حتى كادت ان تسقط على الارض هتفت من بين شهقات بكائها
=ابعد، ابعد عني...

وقف داغر بجمود بمكانه يتطلع اليها شاعراً بالعجز و الغضب في ذات الوقت من نفسه، مرر يده بقسوه بشعره لا يصدق بانه قد اصبح ضعيفاً نحوها بهذا الشكل ففي اقل من ثانيه تبخر غضبه منها فور ان رأها تبكي متناسياً الاهانه التي عرضته اليها امام شركائه في العمل...
تنفس بعمق محاولاً تهدئت ذاته و قد بدأ ينتبه إلى جسدها الشبه عاري مما جعل الرغبه تضرب جسده بقوه مره اخري...

اسرع بالتقاط الفستان الفضي من فوق الارض من ثم اقترب منها واضعاً اياه فوق رأسها محاولاً البسها اياه...
اخذت داليدا تقاومه و هي تصرخ معترضه لكنه قبض على خصرها بذراعه مسيطراً على حركتها بينما يكمل انزال الفستان على جسدها...
ابتعد عنها متمتماً بحده وعينيه منصبه على الفستان ابذي اصبحت شبه ينسدل فوق جسدها
=كملي باقي لبسك، علشان اتأخرنا على الناس تحت...

هتفت داليدا بصوت مرتعش ضعيف بينما تمسح بحده وجهها من الدموع العالقه به
=مش هنزل تحت تاني، ايه مش مكفيك البهدله اللي اتبهدلتها...
زمجر بحده بينما يقبض على دديه بقوه
=مش بمزاجك، تقولي هتنزلي او متنزليش...
ليكمل بقسوه بينما يسرع بالقبض على يدها التي كانت تحاول الوصول إلى السحاب الخلفي للفستان لكي تفتحه
=انتي اللي عليكي تنفذي اللي بقوله بس...
هتفت داليدا بحده بينما تحاول بضراوه نزع الفستان عنها.

=مش هيحصل، لو على رقبتي مش هنزل تحت...
اعتصر خصرها بأصابعه بقسوه حتى تأوهت متألمه بصوت منخفض لم يثير به الشفقه ليزيد من اعتصاره له اكثر وهو يتمتم بصوت قاسى حاد
=لو مش هتنزلي قدامي بالذوق هنزلك انا بطريقتي و ساعتها هتعرفي ان تريقتهم على فستانك مش هاتيجي حاجه جنب اللي هيحصل...
شحب وجهها فور سماعها كلماته تلك مدركه انه قادر على تنفيذ تهديده هذا...

همست بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه، بينما تتمسك بسترة بدلته بضعف و اليأس يسيطر عليها تشعر بالموت اهون عليها من مواجهة هؤلاء الناس مره اخري
=وحياة اغلي حاجه عندك يا داغر، بلاش تعمل فيا كده، مش هتحمل تريقتهم عليا تاني...
وقف يتطلع اليها عدة لحظات بتردد و ضعف غريب يستولي عليه عندما وقفت تنظر اليه بعينيها المغرورقتين بالدموع لكنه نفض بعيداً شعوره هذا مزمجراً بقسوه بينما يخطو للخلف بعيداً عنها.

=قدامك 10 دقايق، تجهزي نفسك فيهم...
ليكمل بينما يتجه للخارج
=هعمل مكالمه برا تكوني خلصتي
ثم تركها و اتجه نحو الخارج بينما ظلت هي جامده بمكانها عدة لحظات قبل ان تتجه نحو الحمام ببطئ لكي تغسل وجهها و تتجهز مره اخري...

بعد مرور ربع ساعه.
دلف إلى الحفل كلاً من داغر و داليدا التي كانت تحاول السيطره على ارتجاف جسدها بينما الحراره تضرب وجهها من شده الحرج تسلطت انظار الجميع عليهم على الفور مما جعلها تقبض على يد داغر الممسكه بها هامسة بصوت منخفض بينما عينينها تمر بارتباك و حرج بين على وجوه الحاضرين
=داغر علشان خاطري سبني اطلع اوضتي...

لكنه شدد قبضته حول يدها بصمت متجهاً بها إلى داخل القاعه ظنت انه سيترك يدها ما ان يصلوا إلى للمكان المخصص لهم لكن على العكس من ذلك ظل ممسكاً بيدها بين يده...

كانوا يقفون مع مجموعه من شركائه في العمل يتحدث داغر باهتمام مع الرجال عن الاعمال الخاصه بهم بينما النساء كانوا يتحدثون في امورهم المعتاده حاولت داليدا رسم ابتسامه لطيفه على وجهها و هي تتصنع الاستماع إلى حديث المرأه التي تقف بجانبها محاوله تجاهل نظرات باقي النساء الساخره المنصبه عليها...
غمغمت منال زوجه احدي شركاء داغر بصوت مرتفع جذب انتباه جميع الحاضرين...

=لكن مقولتلناش يا داليدا هانم الفستان اللي كنت لبساه في اول الحفله ده تصميم مين،؟!
لتكمل بخبث و فوق وجهها ترتسم ابتسامه ساخره بينما تسدد إلى باقي النساء الاخريات نظره ذات معني
=بصراحه متزعليش مني الفستان كان بشع اوي. هو صحيح تصميم هادي المؤمني لكن هادي عمل الفساتين اللي زي دي علشان يكسر بها الروتين في عروض الازياء بتاعته مش علشان حد يشتريها، لان استحاله حد ممكن يلبس فستان بالبشاعه دي...

شحب وجه داليدا بشده من شدة الحرج فور سماعها كلماتها تلك شاعره برغبتها في البكاء تعاود اليها...
اردفت منال بسخريه لاذعه عندما ظلت داليدا صامته
=شكل داليدا هانم زعلت مني و لا ايه...
قاطعها صوت داغر الحاد القاطع الذي كان يتابع ما يحدث باهتمام
=داليدا مزعلتش قد ما هي مش عارفه تقولك هي اختارت الفستان ده ليه...

رفعت داليدا وجهها اليه بصدمه و قد ازداد شحوب وجهها اكثر من شدة الخوف من ان يخبر الجميع عن ظنونه السيئه بها...
همست بصوت مرتجف محاوله منعه عن فعل ذلك.
=داغر...
لكنه تجاهلها قائلاً بهدوء و هو يحيط كتفيها بذراعه
=انا اللي اخترت لداليدا الفستان ده، و طبعاً مرضيتش ترفض تلبسه و تحرجني...
ليكمل بمرح و على وجهه ترتسم ابتسامه لعوب
= خافت تكسفني و تقولي بصراحه اني ذوقي وحش و ان ده فستان مينفعش يتلبس...

من ثم انحني مقبلاً جبينها بحنان قائلاً
=حبيبتي الطيبه...
اخذت داليدا ترفرف بعينيها بصدمه من كلماته تلك فلم تتوقع ابداً ان يلقي اللوم على نفسه حتى ينقذها من هذا الموقف الحرج. استمعت إلى تنهيدات النساء التي كانت ترمقها بنظرات تملئها الحسد
بينما غمغم احدي شركاء داغر قائلاً بينما يتحدث إلى زوجته
=شايفه الستات اللي بجد يا منال. مرضيتش تزعل جوزها ولبست فستان زي ده، مش زيك مفيش اي حاجه تعجبك...

هتفت منال بتحذير مختلط بالغضب بينما تنكزه في صدره بمرفقها بقوه
=محمود...
لكن محمود تجاهلها ليكمل بينما يوجه حديثه لداغر و عينيه مسلطه على داليدا تلتمع بتقدير و اعجاب واضح
=يا بختك يا داغر بيه حقيقي يا بختك...
لكنه اسرع بابعاد نظراته بعيداً عنها عندما رأي الغضب الذي ارتسم على وجه داغر و النظره الشرسه التي يزجره بها متمتماً بخوف و ارتباك عندما زجره
=طبعاً، انا اقصد انها بتحبك و مش بترضي ترفضلك طلب...

شدد داغر من ذراعه حول جسد داليدا بتملك واضح للجميع مقرباً اياها حتى اصبحت ملتصقه به بينما يجيبه بحده
=فاهم قصدك كويس متقلقش...
لكن جذب انتباههم الهمهمات المنخفضه التي ملئت المكان بينما جميع انظار الحاضرين انصبت نحو باب القاعه التفت داليدا تطلع نحو ما يجذب انتباههم لتشهق بصدمه فور ان رأت شهيره تقف بباب القاعه و هي ترتدي الفستان البشع الاخر الذي اشترته معها و اخبرتها انها سوف ترتديه هي ايضاً.

شعرت داليدا بالارتباك لماذا ارتدت هذا الفستان فقد كان بشع ذات اللون متعدده غير متناسق و تصميمه فضفاض كيف ارتدته رغم معرفتها للسخريه التي تعرضت لها عندما ارتدات فستان اقل بشاعه بكثير من فستانها هذا، خاصة و انها كانت ترتدي فستان اخر انيق يخطف الانفاس لما قامت بتغييره.

اخذت داليدا تتفحصها و هي لازالت لا تستطيع استاعب ما يحدث فقد كانت شهيره واقفه بوجه شاحب للغايه تتلفت حولها بتوتر واضح و هي تتمسك باطراف فستانها هذا بقبضه مشتده بينما تحيطها النساء الذين بدأ ضحكاتهم تتعالي بينما تلقي بعضهم تعليقات ساخره حول مظهر شهيره بهذا الفستان...

شعرت داليدا بالارتباك لا تعلم ايمكن ان تكون قد اساءت الظن بها و هي بالفعل اشترت لهم هذه الفساتين بصفو نيه بالتأكيد ظلمتها والدليل على هذا ارتدائها هي ايضاً هذا الفستان البشع الذي ابتعته معها...
التفت إلى داغر الذي كان يتابع ما يحدث بوجه متصلب حاد همست بحرج بينما ترفع وجهها اليه
=داغر، انا شكلي ظلمت شهيره، هي...

قاطعها داغر الذي احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحوه لتلتصق به بلطف انحني هامساً باذنها بصوت منخفض غريب
=شكلك طيبه فعلاً يا بنت الراوي...
ابعدت داليدا رأسها للخلف هامسه بارتباك
=هو في ايه انا مش فاهمه حاجه.؟!

قربها منه مره اخري محيطاً خصرها بصمت دون ان يجيبها وقد تركزت عينيه على شهيره التي كان يتابع معاناتها بسخريه وهو يتذكر ما حدث بعد خروجه من غرفتهم و تركه لداليدا لكي ترتدي فستان اخر غير ذلك الذي كان يشبه ملابس المهرجين...
فلاش باك...
استدعي داغر. شهيره إلى غرفة مكتبه حتى يتأكد مما حدث فقد كان الحرج و الحزن الذي تشعر به دليدا بسبب ما تعرضت له بالحفل كان صادقاً لا يمكنه تكذبيها.

كما لا يمكنها ان تعرض نفسها لمثل هذا الحرج و السخريه من اجل ان تنتقم منه فقط.
ولا يزال يؤثر به بكاءها امامه بهذا الضعف فمظهرها الشاحب و هي واقفه بمنتصف قاعه الحفل والجميع يسخرون منها لا تزال ترافقه معذبه اياه فقد كان يرغب وقتها ان يطيح بهم جميعاً خارج منزله لكنه تمالك اعصابه باعجوبه.

فور دخول شهيره إلى مكتبه و هي ترتدي فستانها نبيذي اللون الرائع هاتفه باعين يرتسم بهم الحزن بينما توجه حديثها إلى داغر الذي كان منشغلاً بالتحدث بهاتفه...
=داغر الناس مش مبطله ضحك و تريقه على داليدا لحد دلوقتي مش عارفه اعمل ايه بج...
لكنها ابتلعت باقي جملتها و قد اتسعت عينيها برعب فور ان سمعت الصوت الذي يخرج من هاتف داغر الذي كان يشغله على نكبر الصوت.

=داغر بيه، اؤمرني معاك هادي المؤمني المساعد بتاعي بلغني انك عايزني خير اتفضل...
شحب وجه شهيره فور ادركها ان داغر يتحدث مع صاحب دار الازياء التي اشترت منها الفساتين
مما يمكن ان يعرض خطتها للانكشاف
اجابه داغر بينما عينيه مسلطه على شهيره يتفحصها باعين تلتمع بالقسوه
=هادي. كنت عايز اعرف منك شهيره هانم الدويري اشترت منك كام فستان النهارده...

اجابه هادي بهدوء بعد ان سأل مساعده ان يتطلع على الدفاتر الخاصه بزبائن اليوم
=اشترت 4 فساتين، يا داغر بيه
ليكمل هادي بتوتر
=خير يا داغر بيه فيهم مشاكل او حاجه،؟!
اجابه داغر بهدوءبينما عينيه لازالت على شهيره التي كانت على وشك البكاء
=لا ابداً مفيش حاجه.
بس عايزك تبعتلي صور الفساتين دي حالاً...
اجابه هادي بهدوء من الطرف الاخر للهاتف
=اوامرك، ثواني و هيكونوا عند حضرتك، اي اوامر تانيه يا باشا.

اجابه داغر نافياً قبل ان يغلق معه الهاتف من ثم ظل بمكانه يتطلع نحو شهيره التي كانت واقفه بوجه شاحب مرتعب حتى صدح صوت تنبيه بهاتفه يدل على وصول الصور التي اسرع بفتحها على الفور.
اهتز جسده بشده فور رؤيته للفستان الذي ارتدته دليدا اليوم بالحفل بالاضافه إلى اخر مماثل له بالبشاعه ان لم يكن ابشع منه بكثير و اخر رائع الذي وجده بغرفه داليدا و اخر الذي ترتديه شهيره الان.

انتفض داغر واقفاً على قدميه و الغضب يشتعل في كل خليه من جسده مما جعل شهيره تتراجع إلى الخلف هامسه بتلعثم وخوف
=داغر. داغر انت مش فاهم. انا. انا عملت كده علشان ه...
قاطعها داغر بحده بينما يقبض على ذراعها جاذباً اياها منه بقسوه
=علشان تهيني مراتي و تحرجيها قدام كل اللي في الحفله هيكون علشان ايه يعني...
همست شهيره بصوت مرتجف وقد ارعبها مظهره المظلم هذا
=لا مش كده ان...

قاطعها بغضب بينما يشير إلى احدي الصور بهاتفه
=الفستان التاني ده انتي اكيد اشترتيه لنفسك علشان تقنعي داليدا انها تلبس الفستان المعفن اللي اخترتهولها مش كده...
ليكمل عندما ظلت صامته تطلع نحوه بوجه يرتسم عليه معالم الارتعاب بينما شفتيها ترتجف بقوه خائفه من ان تفتح فمها و تنفي كاذبه حتى لا يصيبها غضبه...
=الفستان ده تطلعي تلبسيه حالاً وتنزلي به الحفله...
خرجت شهيره من صمتها هاتفه باستنكار و رعب.

=البس ايه، انت عايز تفضحني يا داغر...
صاح مقاطعاً اياها مقرباً وجهه منها يتطلع اليها باعين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها سريعاً بخوف
=ايوه عايز افضحك، زي ما فضحتي مراتي و فضحتني...
ليكمل بينما يتجه نحو باب الغرفه
=5دقايق يا شهيره و تبقي تحت في الحفله بالفستان اللي قولتلك عليه، لو كلامي متنفذش يبقي متلوميش ساعتها الا نفسك...

من ثم غادر الغرفه تاركاً شهيره تقف بمنتصف الغرفه بوجه شاحب كشحوب الاموات و اعين غارقه بالدموع عالمه بانها ليس امامها خيار سوا ان تنفذ اوامره حتى تتقي شره فهي تعلم جيدا كيف يكون داغر عندما يكون غاضباً...
نهاية الفلاش باك...
راقب داغر شهيره و هي تقترب منهم بخطوات متعثره بسبب ضحك المدعوين على مظهرها همست فور ان اقتربت منهم بانفس لاهثه وقد كان وجهها شاحب اللون.

=داغر علشان خاطري كفاية كده. و سبني اطلع اغير هدومي انا اتهزقت جامد
غمغم داغر ببرود بينما يلتف إلى داليدا التي كانت تتابع ما يحدث بوجه محتقن من شده الغضب وقد ادركت ما يحدث فشهيره ما ارتدت هذا الفستان الا بأوامر من داغر الذي بالتاكيد قد علم بانها نصبت لها فخ لكنها لا تعلم كيف علم هذا فهو عندما خرج من غرفتهم كان يكذبها هي و يصدق ابنة عمه.

=والله يا شهيرة دي حاجه مش في ايديا اقررها، عندك داليدا اهها هي اللي هتقرر تغيريه، ولا تفضلي طول الحفله به...
تطلعت شهيره نحو داليدا بوجه عاصف من الغضب بينما تجز على اسنانها بقوه لا تصدق بانه يترك تحديد مصيرها بيد تلك الحقيره الحمقاء لكنها حاولت تهدئت غضبها هذا راسمه على وجهها الحزن في محاوله منها استعطاف داليدا هامسه بصوت منخفض اظهرت به مدي بؤسها.

=داليدا، انا عارفه اني غلطت في حقك. سامحيني علشان خاطري و صدقيني اللي حصل ده مش هيتكرر تاني...
لتكمل باعين تلتمع باللهفه و الامل
=هاااا اطلع اغير الفستان ده.؟!
اجابتها داليدا بهدوء بينما تهز كتفيها ببرود
=و تغيريه ليه يا شهيره. قصدك يعني علشان شكله وحش و يقرف...
لتكمل تعيد عليها كلماتها السابقه لها بينما ترسم على وجهها ابتسامه واسعه.

=متبصيش، للشكل المهم اسم المصمم اللي عليه ده حتى ب100الف دولار و كل الستات اللي هنا هتجنن عليه...
اشتعل وجه شهيره بنيران الغضب بينا تطلع نحوها بحقد عالمه انها ترد اليها ما فعلته بها لملمت اطراف فستانها المتناثر حولها بغضب قبل ان تبتعد عنهم وهي تغمغم بكلمات غاضبه غير مفهومه من ثم اتجهت إلى اخر القاعه جالسه باحدي الاركان محاوله بقدر امكانها الاختباء عن اعين الحاضرين...

التفت داليدا إلى داغر لتجده يتطلع نحوها و نظره غريبه ترتسم بعينيه لاول مره تراها بينما ترتسم على شفتيه ابتسامه رائعه خطفت انفاسها همست بحده بينما تهز رأسها بتساؤل
= بتضحك على ايه،؟!
جذبها نحو دون ان يجيبها متجهاً بها نحو قاعة الرقص من ثم احاطها بذراعها يضمها اليه بحنان لكنه اتخذ فجأه خطوه إلى الخلف حتى يستطيع تأملها في ذلك الفستان الخلاب الرائع الذي يرسم جسدها بطريقه تخطف الانفاس رغم احتشامه.

=الفستان ده انتي اللي اخترتيه.؟!
اومأت له داليدا برأسها بالايجاب بينما ترفع حاجبها استعداداً لهجومه لكن لمفاجأتها رفع يدها مقبلاً اياها بحنان من ثم وضعها على صدره موضع قلبه و هو لايزال يحيطها بيده هامساً باذنها بصوت منخفض اجش
=متزعليش مني، اول و اخر مره اخاليكي تلبسي على ذوق حد...

اخذت تطلع نحوه بارتباك غير قادره على فهم ما يحدث معه همت ان تسأله لكنه اسرع بجذبها بين ذراعيه مشدداً من احتضانه لها بينما يخطون ببطئ على انغام الموسيقي الهادئه...

بعد انتهاء الحفل...
خرجت داليدا من الحمام المرافق لجناحهم بعد ان قامت بتبديل فستانها إلى منامتها لكن تجمدت خطواتها فور ان رأت داغر واقفاً امام الخزانه يخرج ملابسه و يضعها بحقيبه مفتوحه و موضوعه على الفراش
ظلت واقفه تطلع نحوه بارتباك و الفضول يتأكلها لكي تعرف إلى اين سيذهب بهذه الحقيبه لكنها ظلت واقفه بصمت بمكانها رافضه ان تسأله حتى لا تظهر له اهتمامها هذا...

اخذت تفرك يديها بقوه محاوله السيطره على فضولها هذا لكنها لم تستطع و خرج السؤال من فمها قبل ان تستطع ان تتحكم به
=هو انت بتعمل ايه،؟
اجابها بسخريه مرحه دون ان يلتف اليها و اهتمامه منصب على وضع ملابسه بالحقيبه
=شايفه ايه بحضر شنطتي...
غمغمت بتعثر بينما تتقدم بالغرفه بخطوات بطيئه وهي تلوي ذراعيها بارتباك
=اقصد، يعني رايح فين.؟!
اجابها وهو لايزال يصب اهتمامه على توضيب ملابسه بالحقيبه
= مسافر استراليا...

همست بصدمه بينما تهبط جالسه على الفراش باحباط
=استراليا، دلوقتي الوقت متأخر؟!
اجابها بهدوء بينما يغلق حقيبته
=عندي اجتماع مهم كمان كام ساعه هناك...

و بعد ان انهي غلق حقيبته جلس بجانبها على الفراش اخذ يتطلع اليها عدة لحظات طويله بصمت متفحصاً اياه باعين تلتمع بالشغف فقد كانت ترتدي منامه بيضاء ذات رسومات كرتونيه بينما شعرها الناري ترفعه فوق رأسها بكعكة عشوائيه يتناثر منها بعض الخصلات الشاردة فوق عنقها الابيض الغض شعر برجفة حادة تمر بجسده و قد اصبح تنفسه متثاقل بشده قبض على يديه بقوه بجانبه حتى لا يقوم بتمريرها فوق ملامح وجهها الخلابه التقط نفساً مرتجفاً قبل ان ينحني عليها هامساً بالقرب من اذنها.

= ايه مش عايزاني اسافر،؟! ا
هتفت بتلعثم بينما تبتعد بحده بالجزء العلوي من جسدها للخلف بعيداً عن وجهه الذي اصبح لا يبعد عنها سوا انشأت بسيطه حتى سقطت للخلف على الفراش واصبحت مستلقيه عليه
=و انا مش هعوزك تسافر ليه. انا مالي كنت...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بينما تراقبه باعين متسعه بالذعر و هو يقترب منها حتى اصبح يستلقي فوق جسدها مشرفاً عليها يستند إلى مرفقيه بجانب رأسها حتى لا يسحقها بوزن جسده.

همست بذعر بينما تضع يديها فوق صدره محاوله ابعاده عنها
=انت، انت، بتعمل ايه...
شهقت بقوه عندما شعرت بذراعه تلتف حول خصرها جاذباً اياها بقوه نحوه ليصطدم جسدها الناعم بصلابة صدره القوي العضلي.

شعرت بالصدمه تجتاحها عندما اخفض رأسه بدون سابق انذار و تناول شفتيها في قبله حارة مما حعل الصدمة تجتاحها لكن سرعان ما تبدلت هذه الصدمة إلى مشاعر اخري تسري بسائر انحاء جسدها مما جعلها تستجيب له رفعت ذراعيها تدس يديها بشعره الاسود الحالك تجذب بلطف خصلاته الحريرية مما جعله يهمهم برضا بينما يعمق قبلته...
ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك لكنه اضطر اخيراً فصل شفتيهم عندما شعر بحاجتها إلى الهواء...

همس بصوت اجش من اثر العاطفه التي لازالت تعصف به بينما يدفن وجهه بعنقها يطبع بشغف عليه قبلات صغيره
=خلاص قربت اتجنن بسببك.
همست داليدا بصوت مرتجف لاهث ضعيف بينما تنزع يدها من بين خصلات شعره محاوله ابعاد وجهه عن عنقها عندما شعرت بيده تمر بجرأه مبالغه فوق منحنياتها
=داغر، كفاية...
لكنه كان غائباً في عالم اخر
شهقت بقوه ظافعة اياه بحدف في صدره
=داغر قولتلك كفاية...

رفع رأسه ببطئ و قد افاق مما كاد ان يفعله تنفس بعمق محاولاً السيطرة على نفسه بينما اغلقت هي عينيها سريعاً بخوف عندما رأت الرغبه المشتعله بعينيه.

شعرت بشفتيه تمر بلطف فوق جبينها مقبلاً اياها بحنان من ثم سمعته يزفر ببطئ قبل ان ينهض من فوقها بينما ظلت هي مغلقه عينيها بقوه حتى سمعت صوت اغلاق الباب فتحت عينيها سريعاً منتفضه جالسه على الفراش تبحث عنه لكن كانت الغرفه خاليه حتى ان حقيبته هي الاخري قد اختفت لتعلم بانه قد ذهب...

شعرت بغصه بقلبها تكاد ان تقتلها عندما تذكرت بانه سوف يغيب عنها لفتره لا تعلم مدتها ارتمت فوق الفراش تدفن وجهها به مطلقه العنان لدموعها التي كانت تحبسها طوال اليوم...

بغرفة نورا الدويري...
هتفت شهيره بنفاذ صبر بينما تقف بجانب شقيقتها التي كانت تنتحب بقوه بجانب النافذه
=انا زهقت منك و من دلعك ده...
لتكمل بحده بينما تدير نورا من ذراعها لكي تواجهها
=اعملك ايه قولتلك حاولت اتنيل احرجها في الحفله واخلي شكلها زي الزفت بعد ما لبستها فستان شبه بتوع البهلونات...
والغبيه فعلاً ساعدتني في ده لما صدقت ان هلبس واحد زيه و وافقت تلبسه...

قاطعتها نورا من بين شهقات بكائها الحاده.
=بس هو، هو انقذها وطلع قال للناس انه هو اللي اختاره و انه ذوقه و هي مرضيتش تحرجه علشان بتحبه، يعني كل اللي عملتيه ولا له اي لازمه...
هتفت شهيره بقسوه بينما تضرب بيديها ساقيها بغيظ
=وانا اعملك ايه، انا استغليت الكلام اللي عرفته من الخدامه اللي كانت شغاله في فيلا خالها، قالتلي انها من بعد حادثه مامتها بقي بيجيلها حاله كده، مفهمتش منها هي ايه بالظبط وان ح.

خالها كان حابسها في البيت حتى المدرسه مكنتش بتروحها لحد ما وصلت لسن ال18 سنه و لما حاولت تروح الجامعه مكملتش شهر فيها و رجعت اتحبست تاني في البيت ولا كانت بتروح حفلات ولا غيره، طبيعي بعد موقف زي اللي حصل ده وكل اللي في الحفله ضحكوا و اتريقوا عليها كانت اتنيلت اتكسرت و حبست نفسها و منزلتش تاني و اي حفله تانيه كانت هتخاف تحضرها مع داغر اللي كان هيكتشف قد ايه هي مش مناسبه له ولا لمكانته...

لتكمل بلهاث حاد وعينيه تلتمع بغل
=لكن داغر عرف اللي حصل والليله كلها اطربقت فوق دماغي وفي الاخر اجبرني ان البس الفستان الزباله اللي شبه بتاعها و خالاني تريقه لكل اللي كان في الحفله. انا شهيره الدويري ايقونه الموضه في مصر يتعمل فيا كل ده بسبب واحده جربوعه زي دي
هتفت نورا بوجه محتقن بالغضب
=و هو ازاي شك اصلا في حوار الفساتين انتي كنت مرتبه كل حاجه حتى الفستان التاني اللي صورتيها به...

زفرت شهيره بحده بينما تلتف وتجلس فوق الاريكه مغمغمه بشرود.

=اهو ده اللي هيجنني، ازاي داغر شك دي كانت كل حاجه لابسها. لابسها، حتى الفستان اللي كان عاجبها و صورتها به من غير ما تاخد بالها و انا رفضته وقولتلها انه مش لايق على الحفله و فعلاً صدقتني، بس بعد ما روحنا رجعت لوحدي المحل و اشتريته و اول ما هي نزلت الحفله مع داغر خليت الخدامه تحطهولها في اوضتها علشان لما داغر يدخل الاوضه يشوفه اول حاجه و ساعتها هيصدق ان ده الفستان اللي انا اخترته، و ان الفستان اللي هي لبسته ده كان اختيارها هي...

ارتمت نورا جالسه بجانبها مغمغمه بصوت اجش غاضب
=كل ده ميهمنيش، اللي يهمني داغر. انتي وعدتيني، ترجعيه ليا يا شهيره...
قاطعتها شهيره بغضب و قد طفح بها الكيل فقد تعرضت للاهانه بسبب شقيقتها الانانيه تلك ولا زالت تخرج بها غضبها بكل وقاحه
=و الله مكناش هنحتاج نقعد القعده دي ولا نخطط ازاي نخرج الزفته اللي اسمها داليدا دي من حياته لو انتي مكنتيش سبتيه و روحتي اتخطبتي للمخرج الزفت بتاعك...
لتكمل بغيظ و غضب.

=سبتي واحد في مكانة داغر و فلوسه علشان حته مخرج زباله قدر يضحك عليكي و يوهمك انه هيعملك فيلم بطولتك و طلع في الاخر بيضحك عليكي ياما حذرتك بس انتي اللي غبيه...
همست نورا بارتباك والندم يتأكلها من الداخل
=ايوه كنت غبيه مش عارفه ازاي سبت داغر علشان واحد زي حازم طلع بيضحك عليا ولولا اني سمعته بالصدفه بيكلم صاحبه و بيقوله انه بيضحك عليا لحد ما يتجوزني و انه مش ناوي يعملي افلا مكنتش هعرف اي حاجه...

لتكمل باصرار بينما تلتف إلى شقيقتها قائله بحماس
=انا بكره هعرف داغر اني ناويه اسيب حازم و هرميله الخاتم بتاعه...
هزت شهيره رأسها بينما تختطف سيجاره من علبة السجائر التي امامها مشعله اياها...
=لا متقوليش حاجه له الا لما نخططلها بطريقه نوصل بها للي عايزينه...
لتكمل بشرود بينما تلوي شفتيها بابتسامه ساخره
=و اللي عايزينه هنوصله، قريب اوي، متقلقيش.

كانت داليدا مستغرقه بالنوم بعد ان ظلت تبكي مده طويله بعد مغادرة داغر لكنها استيقظت عندما شعرت بيد دافئه تمر فوق ساقها من فوق منامتها همست بصوت اجش غير واعي من اثر النوم
=داغر، بتعمل ايه...

اخذت اليد تمر فوق ساقها بينما اصبح توجد انفاس حاره لاهثه بجانب اذنها مما جعلها تفتح عينيها بقوه و قد بدأت تفيق من نعاسها ليدب الذعر بكامل جسدها عندما رأت وجه طاهر الذي كان قريب منها للغايه بينما كان يشرف عليها بجسده اسرعت بدفعه بقوه في صدره مما جعل توازنه يختل و يسقط فوق الفراش بجانبها انتفضت جالسه بفزع و هي تهتف بانفس لاهثه منقطعه و قد شحب وجهها من شدة الخوف
=يا نهار اسود، انت. انت بتعمل ايه...

من ثم حاولت القفز من فوق الفراش التي كادت ان تغادره لكن طاهر كان اسرع منها و قبض على كاحل قدمها ساحباً اياها منه فوق لتصبح مستلقيه عليه مره اخري.
صرخت داليدا بينما تتخبط بقوه فوق الفراش محاوله الفرار من اسفله ضاربه اياه بقسوه بصدره ضربات متتاليه
=داغر. داغر زمانه جاي، لو شافك هنا هيموتك...
اطلق طاهر ضحكه ساخره وتو يقرص خدها باصابعه بقسوه مؤلمه
=بتكدبي، بتكدبي، مش عارفه ان اللي بيكدب طاهر بيعاقبه...

ليكمل بينما يقبض على خصلات شعرها يجذبها بقوه كادت ان تقتلعه جذوره من رأسها مما جعلها تصرخ متألمه وهي تبكي بقوه
=داغر زمانه راكب طيارته و طالع على استراليا، ده انا اللي حاجزله التذاكر بنفسي...

شعرت بانفاسها ت تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها عندما ادركت ان منفذها الوحيد للخلاص قد فلت من يديها لكنها لم تتحمل يده المتعرقه التي اخذ يمررها على عنقها مما جعلها تصرخ باعلي صوت لديها طالبه النجده من اهل البيت لكي يأتوا و ينقذوها من بين يديه لكنه اسرع بوضع يده فوق فمها يكتم صراختها تلك.

قرب وجهه المشتد بالغضب حتى شعرت بانفاسه المقززه فوق اذنها مما جعل جسدها يقشعر باشمئزاز منه
همس بالقرب من اذنها وقد خرج صوته اجشاً بهسيس مرعب
=صوتي زي ما تحبي محدش هيقدر يسمعك الاوضه بتاعتكوا في الجناح الشرقي اللي مفيش حد فيه غيركوا و حتى لو سمعوا هقول انك انتي اللي بتغريني دايماً و محدش هيصدق ان انا ممكن اعمل حاجه زي دي حتى داغر نفسه عمره ما هيكدب صاحب عمره و يصدق واحده رخيصه...

ليكمل بصوت مرتجف لاهث بينما عينيه تمر على جسدها بشهوه بينما يعتصر خصرها بأصابعه بقسوه حتى تأوهت متألمه بينما تنتحب بشده لم يثير به هذا الشفقه ليزيد من اعتصاره لخصرها اكثر و اكثر
=علشان كده طاوعيني، طاوعيني و كل حاجه هتخلص بسرعه من غير ما تتأذي...

كانت داليدا تسمع كلماته تلك شاعره بجسدها يبدأ بالارتجاف و قد هدد الضغط الذي قبض على صدرها بسحق قلبها وهي تدرك بانه لا يوجد مفر من مصيرها هذا لكن التمع الامل بداخلها فور تذكرها للسكين الذي خبئته اسفل وسادتها ففور ان غادر داغر هبطت إلى المطبخ جالبه تلك السكين و خبئتها اسفل وساادتها بعد ان اغلقت باب غرفتها جيداً بالمفتاح لكنها لا تعلم كيف دخل إلى هنا...

مدت يدها ببطئ اسفل الوساده حتى عثرت على السكين قبضت عليها بقوه منتهزه انشغاله بحل ازرار قميصه الخاص و دون سابق انذار اخرجت يدها المخبئه من اسفل الوساده طاعنه اياه بقسوه في اعلي ذراعه طاعنتين متتالتين مما جعله يصرخ بقوه متراجعاً للخلف بعيداً عنها وفي اقل من ثانيه واحده كانت داليدا قد قفزت من فوق الفراش و غادرت الغرفه راكضه باكبر سرعه لديها هابطه الدرج سريعاً حتى وقفت ببهو المنزل لا تدري إلى اين تذهب حتى رأت غرفه المكتبه اسرعت بالدخول اليها مختبئه بها بينما تستند إلى بابها تلهث بقوه وهي لاتدري بذلك الذي قد اتبعها راكضاً خلفها و رأها تختبئ بهذه الغرفه...

وقف طاهر امام باب غرفة المكتبه بتردد بينما يقبض بيد مرتعشه على الجرح الذي ينزف في ذراعه و الغضب يعصف بداخله فقد كان يعلم جيداً بانه لا يستطيع لمسها هنا فهذه الغرفه يمكن لاي اي احد بالمنزل يسمع الاصوات التي بداخلها على عكس غرفه داغر المتطرفه التي تحتل الجناح الشرقي باكمله من القصر...

شعر بالخوف يستولي عليه فهو يعلم جيداً بانها ستخبر داغر بما حدث و عندها داغر لن يرحمه فحتي و ان كان زواجهم صوري الا انه لاحظ مدي اهتمامه بها لذا يجب عليه ان يتخلص منها في الحال.

اتجه نحو الغرفه الخلفيه للقصر التي يحتفظون بها بجميع الادوات الزائده ظل يبحث بها بعض الوقت حتى عثر على ما يريده ثم اتجه نحو غرفه المكتبه التي فتح بابها ببطئ حتى لا يصدر صوتاً قبل ان يلقي بداخل الغرفه باحدي الاقمشه التي كانت مشتعله بالنيران بعد ان قام بتشبيعها بالبنزين من ثم اغلق الباب سريعاً فور اشتعلت النيران بمفرش الارض من ثم بدأت النيران تشتعل بكامل الغرفه المليئه بالعديد و العديد من الكتب التي ساعدت على انتشار النيران سريعاً...

اسرع طاهر بامساك مقبض باب الغرفه الذي اخذ يهتز بقوه محكماً غلقه عندما ادرك ان داليدا تحاول فتحه حتى تخرج و هي تصرخ بقوه ظل ممسكاً به غير سامحاً لها بمغادرة الغرفه. حتى توقفت محاولتها تلك تماماً
من ثم ابتعد اخيراً مغادراً المكان سريعاً عندما بدأت صراخاتها تتلاشي ببطئ حتى صمتت تماماً...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دلف داغر إلى القصر بوجه مكفهر مقتضب فقد عاد مره اخري بطائرته الخاصه بعد ان تذكر بمنتصف الرحله انه لم يأتي بالعقود الخاصه بالصفقه التي سيتم عقدها فقد كان يحتفظ باوراقها بخزانة مكتبه السريه و التي لن يستطع احد الوصول اليها سواه مما جعله يضطر العوده ليأتي بها بنفسه...

فقد جعله ما حدث مع داليدا قبل ذهابه يفقد عقله و تركيزه فقد فر من الغرفه وقتها حتى لا يتهور و يفقد سيطرته على نفسه و يتملكها كما يشتهي فقد اصبحت رغبته بها تؤلمه معذبه اياه بقسوه...

لكنه تجمد بمكانه ما ان فتح باب القصر و رأي الجميع يقفون ببهو المنزل صدم من الامر فالوقت قد تجاوز منتصف الليل مما جعله يشعر بان هناك شئ خاطئ يحدث. و تأكدت شكوكه تلك عندما رأي صافيه الخادمه تهرع نحوه سريعاً ما ان رأته هاتفه بتعثر و الخوف يرتسم على وجهها
=داغر بيه، داغر بيه الحق داليدا هانم...
شعر بانفاسه تنسحب من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله فور سماعه كلماتها تلك
=مالها داليدا،؟!

اجابته بتلعثم والذعر بادي على وجهها ببنما تشير إلى اخر الرواق
=اوضه المكتبه النار ولعت فيها و داليدا هانم فيها و الحريق جامد محدش قادر يدخ...

لم ينتظر داغر ان يستمع إلى باقي كلامها و ركض نحو المكتبة وقلبه يقفز بعنف داخل صدره من شده الذعر لكنه وقف متجمداً مكانه عندما رأي النيران التي تنبثق من اسفل باب الغرفه بينما وقف كلاً من طاهر و شهيره التي كانت تحتضن نورا بحمايه يقفون بهدوء بعيداً يتابعان ما يحدث...
صاح بهم بشراسه بينما يندفع نحو باب الغرفه يحاول فتحه بينما الخوف يسيطر عليه فور تخيل داليدا داخل تلك النيران المستعره.

=وقفين تعملوا ايه، واقفين تتفرجوا...
اجابته شهيره بينما تتراجع إلى الخلف بارتباك و عينيها مسلطه بذعر على الباب المحترق
=عايزنا نعمل ايه يا داغر. طلبنا المطافي و زمانها جايه، واكيد مش هدخل طاهر في النار مش مستعثغنيه عنه...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما رأت النظره الشرسه التي رمقها بها فقد جعلت الدماء تتجمد في عروقها راقبته بذعر بينما يتجه يهتف بغضب بصافيه
=هاتيلي بسرعه بطانيه وبليها بالميا...

اسرعت صافيه بتنفيذ امره هذا بينما اتجه إلى الباب المحترق و ضربه بقدمه عده ضربات حتى انكسر و انفتح.
صرخت شهيره بوجه شاحب فور ادراكها ما ينوي فعله
=انت. انت بتعمل ايه داغر مينفعش تدخل جوا ممكن يحصلك حاجه...
لكنه تجاهلها و اختطف سريعاً من صافيه البطانيه المبلله التي احضرتها هاتفاً بقسوه
=اتصلي بزكي و خليه يجي بسرعه...

من ثم دلف إلى داخل الغرفه المشتعله بعد ان احاط رأسه بالغطاء المبلل متجاهلاً صراخات شهيره التي كانت تحاول منعه من الدخول فكل ما كان يهمه الان هو ان يصل إلى داليدا و انقاذها
ففكره انه قد يفقدها إلى الابد تجعله يريد بالقاء نفسه إلى تلك النيران لكي تلتهمه.

فور ان دلف إلى الداخل تراجع إلى الخلف خطوه فقد كانت النيران تملئ كل مكان بالغرفه ذات المساحه الواسعه اخذ يبحث بالغرفه عن داليدا و قبضه حاده تعتصر قلبه اخذ يصرخ باسمها بينما يبحث بلهفه عنها لكنه كان لا يستطيع ان يري جيداً بسبب عينيه الزائغه من شدة الدخان المتصاعد من النيران.

انتفض جسده بتأهب فور ان استطاع ان يري من وسط الدخان الذي يملئ الغرفه الجسد المتكوم باحدي اركان الغرفه حيث كانت تضم جسدها إلى صدرها بينما تخفي رأسها بين ساقيها بخوف اتجه نحوها على الفور متجاوزاً بصعوبه النيران المشتعله بالاثات المنتشره بالغرفه.

لكنه فور ان وصل اليها صاح اسمها بصوت متحشرج ملهوف و الخوف يسيطر عليه من انه قد اصابها شئ لكن عندما لم تجيبه اسرع بالقاء الغطاء المبتل عليها الذي كان معه لكي يحميها من النيران التي كانت تلتهم كل ما بطريقها بوحشيه قبل ان يحملها بين ذراعيه و يتجه بصعوبه نحو باب الغرفه بينما النيران اوشكت اكثر من مره ان تصيبهم لكنه استطاع تجاوزها سريعاً فكل ما كان يهمه ان يخرج بها من هنا حتى تحصل على الاكسجين النقي...

فور ان خرج بها قابله رجاله الذين اسرعوا يحاولون اخماد النيران بينما صوت سيارات الاطفاء المرتفع يملئ المكان مما يدل ان قد اتوا اخيراً.
اتجه داغر إلى الخارج يضع جسد داليدا التي كانت تسعل بقوه على الارض بينما اسرع برفع الغطاء بيد مرتعشه عن وجهها لكي تستطع التنفس لكن لصدمته كانت التي امامه تمارا ابنة صافيه الخادمه و ليست داليدا...

تمارا التي ما ان رأتها والدتها بهذا الوضع اطلقت صرخه فازعه و هي تسرع منتحبه نحوها تحتضنها بقوه محاوله تهدئة سعالها المختنق...
تراجع داغر إلى الخلف بتعثر حتى سقط على الارض من شدة الصدمه همس بصوت مختنق و عينيه متسعه بالذهول على تمارا
=فين داليدا...

بدأت الارض تميد به شاعراً بالدماء تفر من جسده فور ان ادرك بانه ترك داليدا بداخل الغرفه المشتعله. نهض سريعاً بتعثر على قدميه حتى انه كاد ان يسقط لكنه لم يبالي و اتجهه مره اخري نحو الغرفه التي لازالت مشتعله و الخوف يسيطر عليه بانه قد تركها بالداخل وسط تلك النيران لكن اسرع طاهر و شهيره بامساكه ومنعه من الدخول صاح بغضب منفضاً ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و صدره كان يعلو وينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة.

=ابعدوا...
نجح بالفعل من التحرر منهم و اسرع نحو الغرفه مره اخري لكن اوقفه صوت تمارا المختنق التي استعادت قوته بعد ان هدئ سعالها
=داليدا هانم مش جوا يا داغر باشا اطمن...
تراجع داغر إلى الخلف فور سماعه كلماتها تلك هاتفاً بغضب
=اومال هي فين، و ليه قولتوا اصلاً انها جوا، انتوا عايزين ه
تجننوني...
همست صافيه التي كانت تحتضن ابنتها بحمايه و هي لازالت تنتحب بشده.

=انا افتكرتها جوا لان لما طلعت اوضتها علشان ابلغها بالحريقه وانها تنزل تحت علشان لا قدر الله المطافي مقدرتش تسيط، على الحريقه نلحق نطلع برا القصر لكن ملقتهاش في اوضتها و دورت عليها في الجنينه و في كل مكان بتعقد فيه ملقتهاش فعرفت انها جوا خصوصاً انها معظم وقتها بتقضيه في اوضة المكتبه، ده غير صوت الواحده اللي كانت بتصرخ جوا...

لتكمل بصوت متقطع يمتلئ بالقهر بينما ازداد انتحابها و هي تشدد من احتضانها لابنتها
=مكنتش اعرف ان اللي بتصرخ دي بنتي، بنتي اللي جوا...
زمجر طاهر الذي كان يتابع ما يحدث بوجه شاحب فور اكتشافه اختفاء داليدا و فشل خطته
=انتي يا زفته انتي كنت بتهببي ايه في اوضة المكتبه بليل كده...
همست تمارا بينما تحاول التقاط انفاسها المختنقه
=كنت عايزه كتاب اقرأه...
لتكمل سريعاً عندما رأت الغضب الذي ارتسم على وجه طاهر.

=داغر بيه، داغر بيه اللي سمحلي ابقي اخد كتب من المكتبه اقرأها و ارجعها تاني.

ثم ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها و قد سيطر الرعب عليها من ان يكتشف احد ما الذي كانت تفعله حقاً داخل المكتبه بهذا الوقت فقد اعتادت من حين إلى اخر سرقة احدي الكتب القيمه التي تملئ المكتبه و بيعها، لكن لسوء حظها ما ان دخلت المكتبه اليوم و همت ان تأخذ كتاب ما شعرت بخطوات شخصاً ما يقترب من باب الغرفه لذا اسرعت بالاختباء خلف الاريكه ثم رأت داليدا زوجه داغر الدويري تدلف إلى الغرفه بوجه شاحب وانفس لاهثه و قد كان مظهرها غريب كانت ترتدي منامتها و شعرها مشعث فقد كانت تبدو كما لو كانت تهرب من شيئاً ما...

لكنها وقفت في الغرفه اقل من دقيقه قبل ان تتجه نحو باب الغرفه تفتحه مره اخري لكنها لم تفتحه بالكامل اخذت تطلع منه إلى الخارج عدة لحظات قبل ان تلتف و تغادر المكتبه سريعاً مره اخري.

وقتها نهضت تمارا حتى تأخذ الكتاب و تفر هاربه قبل ان تعود داليدا مره اخري لكن فجأه و دون سابق انذار رأت النيران تشتعل بأرضية الغرفه من حولها اندفعت مسرعه نحو باب الغرفه تحاول الخروج لكنها لم تستطع حيث كان الباب محكم الغلق برغم انها تأكدها بان هذا الباب ليس له قفل من الخارج او الداخل لذا اخذت تصرخ محاوله ان ينقذها احد حتى سقطت مغمي عليها من شدة الخوف و استيقظت بعدها لتجد النيران تحاوطها من كل اتجاه اخذت تصرخ باعلي ما لديها حتى يأتوا و ينقذوها...

خرجت من شرودها هذا على صراخ داغر الدويري الحاد الذي كان يزرع الارض ذهاباً واياباً كالاسد المحبوس داخل قفصه و وجهه محتقن يظهر عليه علامات الفزع و الهلع بديان عليه بوضوح فلأول مره تراه بهذه الحاله فدائماً يظهر امامهم بقناعه الحاد الجليدي
=انتوا هتفضلوا ترغوا اقلبولي المكان ده لازم اعرف داليدا فين
ليكمل ملتفاً إلى حازم رئيس امنه.

=5 دقايق و داليدا تبقي قدامي فاهم لو ملقتهاش اعتبر نفسك وكل اللي موجودين هنا مطرودين...
ثم التف و توجه للخارج لكي يشاهد كاميرات المراقبه لعله يجد انها قد خرجت من المنزل...

كانت داليدا جالسه منزويه في احدي اركان غرفة الخاليه لفطيمه والدة زوجها فبعد ان حاول طاهر ان يعتدي عليها هربت منه و اتجهت نحو غرفه غرفة المكتبه لكي تختبئ بها لكن فور ان دخلتها ادركت انه من السهل عليه ان يعثر عليها بها ان بابها لم يكن يحتوي على مفتاح داخلي يمكنها غلقه جيداً عليها كما يمكن ان يكون بالفعل قد اتبعها إلى هنا.

فتحت ببطئ و هدوء باب غرفة المكتبه تطلع من شقه البسيط المفتوح باحثه عن طاهر لتشهق بصوت منخفض و قد بدأ جسدها بالارتجاف من شدة الخوف فور ان رأته يقف خارج الغرفه يمسك بذراعه المصاب بينما بتطلع بشرود إلى الارض كما لو كان يفكر في امراً ما لكنه سرعان ما رأته يلتف و يتجه نحو المخزن الخلفي و على وجهه يرتسم تعبير جعل الدماء تجف في عروقها فور تأكدها من اختفاءه اسرعت بالخروج من الغرفه و اتجهت نحو الجناح الغربي للقصر حيث توجد غرفة فطيمه والدة داغر التي كانت مسافره منذ اكثر من اسبوع لدي شقيقها.

فقد كانت غرفتها هي أأمن مكان لها حيث لن يأتي بعقله انها تختبئ هنا...

لكن رغم ذلك ظلت في مكانها جالسه باحدي اركان الغرفه و عينيها مسلطه فوق الباب بخوف متوقعه ان يدخل طاهر عليها في اي لحظه رغم اغلاقها للباب جيداً كان جسدها يرتجف بقوه اثر النوبه التي قد اصابتها بوقت سابق بعد هروبها من طاهر تنفست بعمق محاوله تهدئت خوفها فأول شئ ستفعله فور بزوغ النهار هو انها ستغادر هذا القصر لحين عودة داغر الذي ستخبره بكل ما فعله طاهر بها...

حتي و ان لم يكن سيصدقها فعلي الاقل طاهر سوف يتراجع عما يفعله بها خوفاً من ان ينكشف امره لداغر...
انتفضت في مكانها فازعه فور سماعها اصوات ابواق الانذار التي تأتي من خارج القصر فعادة يكون هذا الصوت تابع لسيارات الاسعاف او الاطفاء...

اسرعت بالنهوض و التوجه نحو النافذه تنظر منها حتى تفهم ما يحدث لتجد انه بالفعل يوجد سيارات اطفاء ضخمه تقف بالخارج لتعلم بانه يوجد حريق بالقصر شعرت بالخوف يدب في اوصالها ركضت مسرعه خارج الغرفه تتجه إلى الاسفل فاذا كان يوجد حريق فيجب عليها الخروج فوراً من هنا...

كانت تركض بالرواق عندما اصطدمت بقوه بشخص ما كان يأتي من الاتجاه المعاكس، تراجعت سريعاً للخلف بخوف و الدماء قد انسحبت من جسدها فور ادراكها لهوية الشخص الذي اصطدمت به...
اقترب منها طاهر على الفور قابضاً على ذراعها بقسوه مانعاً اياها من الهروب جاذباً اياها بحده لتصبح واقفه امامه مباشرة
همس بالقرب من اذنها بينما قبضته تشدد حول ذراعها
= بقي كنت مستخبيه هنا يا ملعونه...

ليكمل بقسوه و عينيه محتقنه بشده فقد كانت تشبه بعين شيطان خرج لتوه من الجحيم
=الحريقه اللي تحت دي كانت من نصيبك، بس فلتي منها، بس المره الجايه صدقيني مش هتفلتي لو بوقك ده اتفتح و نطقتي بحرف واحد لداغر عن اللي حصل، او بكل بساطه ممكن ادبر لحبيب القلب اللي قالب الدنيا عليكي تحت حادثة عربيه ولا رصاصه تخلص عليه علشان اضمن ان...

قاطعته داليدا هامسه بصوت مرتعش وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الهلع فهي لن تتحمل ان يحدث لداغر اي مكروه بسببها
=مش هقوله حاجه، مش هقوله حاجه...
هز طاهر رأسه و على وجهه ترتسم ابتسامه راضيه
=ما نشوف...
ثم دفعها بقسوه بعيداً عنه قبل ان يكمل طريقه لنهاية الرواق اندفعت داليدا على الفور راكضه والخوف يسيطر عليها و هي لا تصدق بانه حاول حرقها لتعلم بانها تواجهه مريض نفسي و يجب ان تتخلص منه...

فور وصولها اعلي الدرج تسمرت مكانها و قد بدأت الارض تميد بها فور رؤيتها للغرفه المحترقه بينما رجال الاطفاء يحاولون اخماد النيران اهتز جسدها بقوه فور تخيلها ما الذي كان سيحدث لها لو لم تهرب من هذه الغرفه.
جذب انتباهها عن الغرفه صوت صراخ داغر الواقف بمنتصف بهو القصر يصرخ بحازم و الخدم
=يعني ايه اختفت راحت فين انطقواااا...

كان يبدو بحاله مزريه لم تراه بها قبل فقد كان وجهه شاحب بينما شعره المنظم دائماً مبعثر الان باهمال وسترة بدلته قد اختفت بينما قميصه الابيض ملطخ ببقع سوداء كبيره لم تشعر بنفسها الا و هي تهبط الدرج بقدمين مرتجفه تتجه نحوه محاوله ان تستمد منه بعض الاطمئنان للخوف الذي يلتهم قلبها...

فور ان اصبحت امام داغر الذي كان يمرر يده بشعره بشده و عينيه للاسفل همست بصوت مرتعش متردد و قد بدأت دموعها التي كانت تحبسها لمده الطويله تتساقط من عينيها داعيه من الله ان يظهر لها ولو بعض اللطف فهي بأشد الحاجه إلى حنانه
=داغر...

رفع داغر رأسه بحده فور ان سمع صوتها اخذ ينظر اليها عده لحظات باعين فارغه متسعه كما لو كان يحلم او يرا سراباً امامه همت داليدا بالتحدث اليه مره اخري شاعره بالقلق عندما وجدته لا يبدي اي ردة فعل
ولكن و قبل ان تنطق بحرف اخر اندفع نحوها دون سابق انذار يضمها بين ذراعيه بقوه دافناً وجهه بعنقها بينما ذراعيه تحيط خصرها جاذباً اياها ليلتصق جسدها بجسده بشده هامساً باسمها بصوت مختنق متألم...

شدد من احتضانه لها مستنشقاً بقوه رائحتها و الذعر و الخوف من فقدانها لا يزال يعصفان بداخله مرر يده بلهفه فوق ظهرها متلمساً اياها حتى يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمه و بين يديه لا يصدق بانه كاد ان يفقدها فعند تخيله لها ملقاه كجثه هامده داخل تلك الغرفه المشتعله كاد ان يفقد عقله لا يعلم سبب ما يحدث له لكن ما يعلمه جيدا انه غير مستعد ان يفقدها...

هبط جالساً على اولي درجات الدرج الذي كان خلفه و هو لا يزال يحتضنها قبل ان تخونه قدميه التي اصبحت كالهلام غير قادرتين على حمله...
دفن وجهه بعنق داليدا التي كانت تستقر جالسه بحضنه مستنشقاً بقوه رائحتها و هو لا يزال يهمس باسمها بصوت منخفض كما لو كانت تعويذه يحاول ان يهدئ ذعره بها...
ضمته داليدا هي الاخري ممرره يدها بحنان فوق ظهره محاوله تهدئته فقد كان كامل جسده يرتجف بقوه...

قبل داغر جانب عنقها بقوه من اسفل حجابها بينما يجذبها إلى جسده اكثر حتى اصبحت ملتصقه به كما لو كان يرغب بتخبئتها داخل صدره بينما هي الاخري احاطت ظهره بذراعيها تضمه بقوه متشبثه يديها بقميصه من الخلف تدفن به الخوف الذي تشعر به...
هتفت شهيره التي كانت تتابع هذا المشهد بوجه محتقن بالغضب
=ما خلاص كفايه يا داغر في ايه، الناس واقفه...

لتكمل بحده بينما تنفض بعيداً يد نورا التي كانت تقبض على يدها تعتصرها بقوه بينما جسدها يهتز من شدة الغضب و عينيها التي ينبثق منها الحقد و الغل مسلطه على داغر الذي لا يزال يحتضن داليدا كما لو كانت كنزه المفقود
=ما هي كويسه اهها و مفيش فيها حاجه...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف فور ان رفع داغر رأسه من فوق عنق داليدا زاجراً اياها بنظره جعلت الدماء تجف بعروقها...

نهض داغر حاملاً بين ذراعيه داليدا صاعداً بصمت بها الدرج متجاهلاً همهمات شهيره الرافضه فكل ما كان يهمه تلك التي بين ذراعيه و التي كان على وشك يفقدها إلى الابد...
همست مروه الخادمه بصوت حالم بينما تراقبهم يصعدون الدرج موجهه حديثها إلى صفيه التي كانت تساعد ابنتها تمارا على تناول كوب الماء بعد ان استعادت وعيها تماماً
=يا سلام شايفين كان خايف و هيتجنن عليها ازاي...

بقي ده داغر باشا قالب التلج المتحرك اللي مفيش حاجه بتأثر عليه ابداً يبقى حاله كده...
نكزتها صفيه في ذراعها بتحذير مشيره برأسها بخوف نحو نورا التي كانت تستمع اليها و شرارت الغضب تتقافز من عينيها اسرعت مروه بالتنحنح قائله بكذب
=يا خبر انا، انا شكلي نسيت اللبن على النار، ما اروح الحقه قبل ما يولع في البيت هو كمان مش ناقصين...
ثم اسرعت بالهروب من امامهم قبل ان تفجر بها نورا غضبها
هتفت نورا وراءها بغضب.

=لبن ايه اللي بتغليه الساعه 2 بليل يا كدابه...
لتكمل هامسه من بين اسنانها بغل
=الحيوانه، الحيوانه بتغيظني...
و ديني لأربيها...
ضغظت شهيره على يدها قائله بحده
=ولا بتغيظك و لا غيره يا نورا هي فعلاً عندها حق، كلنا اول مره نشوف داغر يبقي في الحاله دي...
لتكمل بصوت منخفض كما لو تحدث نفسها
=ودي حاجه مطمنش ابداً...
هتفت نورا بغضب التي سمعت كلماتها تلك
=مطمنش ازاي، يعني ايه؟!

اجابتها شهيره مرمقه اياها بنظره جعلتها تصمت
=يعني تخرسي خالص دلوق...
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان رأت طاهر الذي كان يقترب منهم هتفت بحده
=انت كنت فين، و اختفيت فجأه كده،؟!
اجابها طاهر بغضب بينما يفحص بعينيه الغرفه التي تدمرت بسبب النيران...
=كنت فوق هكون فين يعني ايه هو تحقيق...
لمست شهيره ذراعه قائله بارتباك
=لا يا حبيبي مش تحقيق بس كن...

لكنها ابتلعت باقي جملتها فور ان شعرت باللزوجه الساخنه اسفل يدها التي كانت تستقر فوق ذراع زوجها ابعدت يدها و قد شحب وجهها فور رؤيتها للدماء التي تلطخت بها يدها صائحه بذعر
=دم، دم من ايه يا طاهر، ايه اللي حصلك...
ارتبك طاهر فور ادراكه ان الجرح الذي تأكد من تضميده جيداً برقت سابق قد اصبح ينزف مره اخري مغرقاً قميصه الجديداجابها بارتباك واضح
=مفيش. ده مجرذ جرح بسيط اتخبطت في الباب...
همست شهيره بشك.

=باب ايه ده اللي يعمل في دراعك كده،؟!
هتف طاهر بغضب مقاطعهاً اياها
=يوووه هو في ايه بالظبط ده شكله تحقيق بجد.
ثم تركها وصعد الدرج سريعاً متهرباً تاركاً اياها واقفه تطلع نحوه بشك تعلم ان وراء جرح هذا امراً اخر يحاول تخبئته عنها...

فور ان دخل داغر الذي كان يحمل داليدا بين ذراعيه انهار مستلقياً على الفراش وهو لا يزال يحملها لتصبح مستلقيه فوق جسده الصلب كان يضمها اليه بشده دافناً وجهه بعنقها و هو مغلق العينين و لازالت ضربات قلبه تعصف داخله بجنون بينما هي الاخري كانت دافنه وجهها بصدره متشبثه به شاعره بالامان بين ذراعيه بعد الخوف الذي تعرضت اليه على يد زوج شهيره الذي حاول الاعتداء عليها لا تدري ما يجب عليها فعله فاذا كانت ببداية الامر خائفه من اخبار داغر خوفاً من انه يمكن ان لا يصدقها فهي الان اصبحت خائفه من ان تخبره بالامر يقوم ذلك المريض بايذاءها و ايذاءه معه شعرت باليأس يحنقها مما جعل تدس وجهها اكثر في صدره...

لكنها خرجت من افكارها تلك فور ان شعرت بداغر يمرر شفتيه فوق عنقها يقبلها همست معترضه بصوت مرتجف ضعيف
=داغر لا...
لكنها ابتلعت باقي عندما استدار بها لتصبح ترقد هي اسفله بينما يصبح هو مشرفاً عليها...
مرر شفتيه برقه على وجهها مقبلاً عينيها و خديها حتى اخفض رأسه اخيراً متناولاً شفتيها في قبله حاره يبث بها حاجته اليها.
عمق قبلته اكثر و قد تحول خوفه عليها إلى حاجة ملحة تكاد ان تقتله.

عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به.
عمق قبلته اكثر و قد زاد من جنونه تجاوبها الحار معه شاعراً بدقات قلبه تزداد بجنون داخل صدره ظل يقبلها عدة لحظات اخرى قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف.
بعد عدة لحظات طويله...
خرجت داليدا من فقاعتها تلك عندما بدأ احداً ما يطرق بحده فوق باب الجناح همست بصوت مرتجف لداغر
=داغر الباب...
همس قبل ان يتناول شفتيها في قبله اخري حاره.

=مش مهم...
ازداد الطرق الحاد على الباب مما جعل داغر يتركها و ينهض على مضض مطلقاً لعنات حاده قاسيه فقد كان على ب
علي وشك جعلها ملكه، زوجته...
وقف يعدل من ملابسه و شعره المبعثر بسبب يد داليدا التي كانت تجوب به قبل ان يتجه نحو الباب و يفتحه ظهرت امامه صافيه هاتفه بلهفه فور ان رأته امامها
=داغر، باشا شهيره هانم عايزاك تحت ضروري...
زمجر داغر بحده بينما يحاول السيطره على غضبه
=ليه في ايه،؟!

اجابته صافيه بتلعثم
=اصل، اصل الست نورا تحت و...
هتف داغر مقاطعاً اياها بقسوه
=نورا، مالها ما انا سيبها من نص و كانت كويسه
اسرعت صفاء تجيبه بصوت منخفض
=معرفش يا داغر باشا بس هي قاعده بتعيط تحت و الست شهيره طلبت مني اطلع لحضرتك اعرفك...
هتف داغر بحده من بين اسنانه وقد نفذ صبره فقد كان يرغب ان يتخلص منها حتى يستطيع العوده إلى زوجته
=و المطلوب مني اعمل ايه لنورا اللي بتعيط، انزل اطبطب عليها مثلاً...

همست صافيه بتردد بينما تتراجع إلى الخلف بخوف من الغضب المشتعل بعينيه
=بصراحه كده يا باشا هي شكلها مضروبه و متبهدله على الاخر...
زمجر داغر بصدمه...
=ايه مضروبه...
ليكمل بعنف و حده
=مين ده اللي ضربها، و ازاي...
هزت صافيه رأسها بينما تجيبه بتلعثم
=معرفش، معرفش يا باشا...
اشار اليها برأسه بصمت لتغادر مغمغماً بقسوه و عقله شارد
=طيب روحي انتي و انا جاي و راكي.

اومأت له منصرفه سريعاً بينما خرج هو من الغرفه و بينما كان يهم بغلق الباب عاد إلى داخل الغرفه سريعاً مره اخري
اتجه نحو الفراش يراقب بتردد تلك التي كانت تدفن وجهها المشتعل بحمرة الخجل بوسادتها وهي لا زالا لا تصدق ما كادت ان تفعله معه لولا الطرقات التي قاطعتهم انحني عليها مديراً وجهها اليه مقبلاً خديها المشتعلان قبل ان يقبل بحنان فوق جبينها هامساً في اذنها بصوت اجش.

=مش عايزك تفكري في حاجه، و انا 5 دقايق بالظبط هنزل اشوف في ايه تحت و هرجعلك على طول...
طبع على عنقها قبلة لطيفة قبل ان ينهض واقفاً ظل يتطلع بشغف إلى وجهها المحتقن بحمرة الخجل التي تحاول ان تخفيه.
عنه مره اخري بالوساده عدة لحظات كما لو كان يتردد بتركها لكنه اضطر بالنهاية الى المغادره حتى يتخلص من الحاح شهيره الذي لم يننتهي اذا لم ينزل اليها.

بعد عدة دقائق...
كان داغر واقفاً بالبهو الداخلي للمنزل يجذب خصلات شعره بقسوه بينما عينيه مسلطه على تلك المستلقيه بين احضان شقيقتها تنتحب بقوه و كامل وجهها مليئ بالكدمات
صاح بنفاذ صبر و قد وصل غضبه لاعلي درجه
=هتفضلي ساكته كتير، انطقي مين اللي عمل فيكي كده...
احنت نورا وجهها المتورم بصمت رافضه الاجابه مما جعل شهيره التي كانت تضمها بين ذراعيه تهمس باكيه
=انطقي يا حبيبتي مين عمل كده...

لتكمل مربته بحنان على ذراعها
=انطقي يا نورا متوجعيش قلبي...
رفعت نورا رأسها نحو داغر تطلع اليه بخوف قبل ان تهمس بتردد
=حازم، حازم اللي عمل فيا كده...
تصلب جسد داغر بقسوه فور سماعه اسم خطيبها وقد بدأ الغضب يشتعل بانحاء جسده
هتفت شهيره بصدمه
=حازم خطيبك، ليه، عمل فيكي كده ليه
زمجر داغر بغضب مرمقاً اياها بنظره حارقه
=وانتي قبلتيه فين علشان يمد ايده عليكي الساعه دلوقتي 2 بليل.

همست نورا بانكسار بينما تأن متألمه
=اتصل بيا وقالي انه مستنينيفي العربيه بتاعته برا القصر في موضوع مهم هيقولهولي بسرعه ويمشي وفعلا طلعتله و اول ما ركبت عربيته ساقها و موقفش الا في نص الطريق و نزل فيا ضرب من غير ما ينطق حتى بحرف واحد
قاطعها داغر بقسوه
=حسابك معايا بعدين، علشان تخرجي في نصاص الليالي من ورانا بس اخلص حسابي مع الكلب اللي عمل فيكي كده.

ثم التف مغادراً القصر بخطوات سريعه غاضبه بينما سعير الغضب يكوي اعماقه...
بعد نصف ساعه...
كان داغر جالساً يضع ساقاً فوق الاخري يراقب بصمت ذاك الذي الملقي فو الارض باهمال يأن متألماً و هو مخفض الرأس تمتم قائلاً بهدوء مميت
=هااا، مش سمعلك يعني صوت و قلبت زي الست الوسخه، ولا انت مش فالح بس الا انك تمد ايدك على بنات الناس؟!
ظل حازم جامداً بمكانه يتطلع نحو داغر بغضب و احتقار.

اشار داغر برأسه الى زكي الذي كان واقفاً بجانب حازم في انتظار هذه الاشارة حتى يعاود من جديد بتسديد اللكمات له.
اخذ يسدد له اللكمات الفاسيه حتى توقف زكي عندما اشار اليه داغر بالتوقف صاح حازم بصوت غاضب حاد والدماء تسيل من فمه
=طبعاً ليك حق، تتحمق و تدافع عنها ما هي الزباله تبقي عشقيتك
انتفض داغر من مقعده واقفاً هاتفاً بشراسه بينما يندفع نحوه
=انت بتقول ايه يا ابن الكلب...

اندفع نحوه هاجماً عليه يقبض على عنقه بيديه يعتصرها بقوه و الغضب يسيطر عليه حتى ازرق وجهه من شدة الاختناق مما جعل زكي يتجه نحو داغر يجذبه بعيداً عنه مغمغماً بينما يراقب وجه حازم الذي اصبح لونه اسود بالكامل
=داغر باشا، سيبه كفايه كده هيموت في ايدك...
لكن داغر رفض افلاته مما جعل زكي يجذبه بقوه بعيداً حتى استطاع اخيراً جذبه بعيداً عن حازم الذي سقط على الارض منحنياً يحاول التقاط انفاسه.

ركله داغر بقسوه و هو يهتف به بانفس لاهثه.
= و ديني لأندمك على كل حرف قولته يا يا ابن الكلب...
مد حازم يده بصعوبه بجيب سترته و هو يسعل بقوه محاولاً التقاط هاتفه الذي اخرجه بصعوبه و اخذ يعبث به عدة ثواني قبل ان يقذف به إلى داغر هامساً بصوت متعثر من بين شهقاته انفاسه التي يحاول التقاطها...
=ده مش كلامي، ده كلام مراتك
و كلام الزباله اللي لما واجهتها اكدت انها لسه بتحبك و انها اتخطبت ليا بس علشان تغيظك.

التقط داغر الهاتف على الفور و قد تصلب كامل جسده فور سماعه ذلك تفحص الرساله التي بهاتف حازم و التي تحتوي على صوره له مع نورا بينما تحتضنه و تطبع قبله على خده قد التقطت لهم بعيد ميلادها الاخير الذي كان من بضعة اشهر قليله كان وقتها داغر واقفاً بشرفة القصر يشعر بالملل من حفل عيد ميلادها تلك عندما جاءت اليه نورا تطلب منه ان يسمح لصديقتها بالتقاط صوره لهم سوياً وافق داغر لكن طلبت صديقة نورا منه ان تأخذ هاتفه لكي تصورهم به حيث هاتفها على وشك ان ينتهي شحنه بينما نورا ليس معها هاتفها سلمه لها على مضض وعندما همت صديقتها بالتقاط الصوره لهم فجأته نورا باحتضانه بتلك الطريقه الحمميمه من ثم قبلته على خده بالقرب من شفتيه وقتها غضب عليها و عنفها بقوه جعلتها تبكي. من ثم غادر المكان بعد ان اختطف هاتفه منها...

بعدها قد نسي امر تلك الصوره تماماً حيث انه لا يفتح هاتفه الا لكي يقوم باستقبال اتصال او القيام به...
تطلع داغر إلى الكلام المرافق للصوره باعين قاسيه
ابعد خطيبتك عن جوزي
تفحص الرقم المرسل منه الرساله ليجده بالفعل رقم هاتف داليدا لعن بقسوه من بين انفاسه بينما اهتز جسده من شدة الغضب كيف امكنها الوصول إلى تلك الصوره. ولما ارسلت هذه الرساله...

يوجد شئ خاطئ في الامر، بالتأكيد يوجد شئ خاطئ فداليدا لا يمكنها فعل ذلك، ولما ستفعل شئ كهذا...
صدح صوت بعقله كالهمس...
لكي تنتقم منه، فهي تعتقد بانه يحب نورا لذا تحاول ايذاءه لكن كيف وصلت إلى تلك الصوره...
تذكر داغر المرات العديده التي امسك بها تستغل غيابه بالحمام و تعبث بهاتفه و فور رؤيتها له تلقيه من يدها و عندما يسألها عما تفعله جيبه بانها تري فقط الوقت به...

سب بقوه بينما يندفع مغادراً المكان بعد ان أمر زكي باطلاق سراح حازم بعد ان هدده ان الامر لم ينتهي بعد بينهم...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت داليدا واقفة امام المرأه تقوم بتصفيف شعرها باعين زائغه و عقلها شارد بما حدث بينها و بين داغر منذ اقل من ساعتين لا تصدق بانها كانت على وشك منحه نفسها لولا الطرقات التي قاطعتهم.
اشتعل وجهها بحمرة خجل عند تذكرها للمساته المتلهفه الجريئه على جسدها و استجابتها الحاره له لا تدري كيف فقدت عقلها بين يديه بهذا الشكل...

حاولت ان تبرر ان سبب استجابتها تلك الى الخوف الذي شعرت به بسبب ما فعله طاهر معها و تهديده لها فقد كانت تحاول ان تستمد من داغر الامان لقلبها الذي كان يرتجف ذعراً
زفرت بغضب من نفسها فمن تخدع فهي لازالت تحبه بل تعشقه برغم كل ما حدث بينهم و سوء ظنه بها الا ان قلبها الاحمق لا يزال يعشقه...
وضعت يدها على خدها المشتعل.

لا تدري كيف ستواجهه عندما يعود و كيف ستتعامل معه اذا اراد اكمال ما اوقفه الطرق على الباب...
خرجت من شرودها هذا منتفضه في مكانها بذعر عندما فتح باب الجناح فجأه و دلف داغر إلى الغرفه بوجه مقتضب حاد يعاكس تماماً حالته التي غادر بها قبل ساعتين...
كانت عينيه تدور بارجاء الغرفه كما لو كان يبحث عن شئ ما.

راقبته بدهشه بينما يتجه مسرعاً نحو الطاوله التي بجانب الفراش و يلتقط هاتفها من عليها اتسعت عينيها بصدمه عندما فتحه و اخذ يعبث به.
هتفت بحده بينما تتجه نحوه تحاول جذب هاتفها من بين يديه
=انت بتعمل ايه،؟!

لكن شعرت بالرعب يجتاحها عندما استدار اليها و رأت شرارات الغضب التي تتقافز من عينيه فقد كان اشبه ببركان ثائر على وشك الانفجار باى لحظه تراجعت إلى الخلف بتعثر لكنها اطلقت منها صرخه فزعه عندما قبضت يده على ذراعها مانعاً اياها من الابتعاد جاذباً اياها بقربه مره اخري
=الصوره دي بتعمل ايه على موبيلك...

هتفت داليدا بحده بينما تحاول التملص و الافلات من قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حولها رافضاً تركها
=صوره ايه، اللي بتتكلم عليها؟!

ادار هاتفها نحوها مما جعل جسدها يهتز بعنف كما لو صاعقه قد ضربتها عندما شاهدت تلك الصوره التي يلوح بها امام عينيها فقد كانت له مع ابنة عمه نورا التي كانت تعقد ذراعيها حول عنقه لاصقه جسدها إلى جسده بطريقه حميميه للغايه بينما شفتيها على خده تقبله بالقرب من شفتيه مزقها الالم الذي عصف بقلبها عند رؤيتها لهم بهذا الشكل.

هتفت بصوت مرتعش يملئه الغضب بينما تحاول التحكم بتلك الدموع التي ملئت عينيها محاوله منعها من السقوط حتى لا تفضح امرها امامه.
=وصل بك البجاحه انك توريني صورك معها انت ايه بالظبط...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما استوعبت اخيراً ان تلك الصوره التي يريها اياها توجد بهاتفها الشخصي. كيف وصلت تلك الصوره إلى هاتفها...
خرجت من افكارها تلك عندما شدد داغر قبصته حولها هاتفاً بحده.

=هو ده اللي همك، مسألتيش نفسك حتى ازاي الصوره دي على موبيلك، ولا ازاي اتبعتت منه لحازم الدمنهور.
دفعته داليدا في صدره بقوه بينما تنزع نفسها من قبضته متراجعه للخلف سريعاً بعيداً عنه و قد ارعبها الغضب المرتسم فوق ووجهه همست بصوت مرتبك و هي غير قادره على استعاب ما يقوله فما حدث لها اليوم على يد طاهر من ثم ما حدث مع داغر كان اكبر من قدرتها على التحمل...

=بعت لايه، و لمين، و الصوره دي بتعمل ايه على موبيلي.؟!
قاطعها داغر مزمجراً بشراسه جعلتها ترتعب بمكانها.
=ما ده اللي عايز افهمه...
ليردف بقسوه و غضب
=الصوره دي بتعمل ايه على موبيلك، و الرساله اللي اتبعتت منه، اتبعتت ازاي.؟!
صاحت داليدا مقاطعه اياه وقد بدأت تشعر بعالمها باكمله ينهار من حولها فور فهمها ما يحاول اتهنها به
=انا مبعتش حاجه لحد...

لتكمل و هي تجبر عينيها على التركيز على صورتهم بهاتفها الذي لايزال يحمله بيده محاوله تجاهل الالم الذي يعصف بداخلها و قد بدأت تقرأ الرساله المرافقه للصوره والتي ارسلت إلى رقم ما تجهله...
ابعد خطيبتك عن جوزي،
=انا، انا مبعتش حاجه، و معرفش الرقم ده اصلاً. و لا اعرف الصوره دي جت على موبيلي ازاي
قاطعها بحده بينما يشير بهاتفها الذي بيده امام وجهها
=الصوره دي مش موجوده غير على موبيلي حتى مش مع نورا...

اهتز جسدها بقوه من شدة الغضب بسبب اتهامته تلك بينما يمر امامها شريط حياتها من اول يوم خطبت به له حتى الان من بروده معها. و قسوته و رفضه لها لأكتشافها حقيقة زواجهم
زمجرت بغضب بينما تدرك بانه يتهمها بانها من قامت بسرقة الصورة من هاتفه و ارسلتها لخطيب نورا
=قولي كده، انا كده فهمت...
لتكمل بقسوه ناكزه اياه باصبعها في صدره بينما تنظر داخل عينيه قائله ببطئ و هي تضغط على حروف كلماتها بقسوه.

=الصوره و الرساله انت اللي بعتهم من موبيلي، علشان يخلالك الجو مع حبيبة القلب، مش كده
زمجر بغضب بينما يعقد يديه في قبضتين بجانبه محاولاً السيطره على غضبه من غبائها...
=انتي مش فاهمه حاجه الصوره دي اتب...
فاطعته بحده بينما لازالت تنكزه في صدره غير سامحه اياه بتكملة جملته.

=لا انا فاهمه كل حاجه كوبس، انت بعت الرساله دي من موبيلي علشان متبنش الشرير الوحش قدام نورا و انك السبب في فسخ خطوبتها و ان يا حرام مراتك الوحشه اللي بتغيير هي اللي عملت كده، و تبقي ضربت عصفورين بحجر خلصت من خطيبها و في نفس الوقت بينت قد ايه انا وحشه شريره وانت قد ايه بتعاني معايا علشان لما تطلقني محدش يلوم عليك...

لتكمل مندفعه بغيرتها و غضبها غير ابهه بالغضب الذي اشتد به وجهه فكل ما يهمها هو ان تألمه لكي يشعر ببعض ما تشعر به
=انت انسان حقير، حبك لها خالاك اعمي ماشي وراها زي الكل...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما صاح داغر بشراسه بينما يلقي في ثورة غضبه هاتفها على الارض
=قولتلك اخرسي، اخرسي
ليكمل بانفس ثقيله متلاحقه.

=قسماً بالله يا داليدا لو حد غيرك كان قال اللي قولتيه ده كنت دفنته بالحيا، بس انتي غبيه، غبيه و عمرك ما هتفهمي حاجه من اللي بدور حواليكي...

ارتعش فم داليدا بقهر و قد جرحتها كلماته تلك قبل ان تنخفض و تتناول هاتفها من فوق الارض حتى تخفي دموعها عنه لكن اهتز جسدها بقوه فور رؤيتها ما فعله بهاتفها، التقطت الهاتف بلهفه بينما تحاول فتحه بيد مرتجفه خرج نشيج متألم من حلقها عندما رأت ان شاشته قد كسرت بينما الهاتف يرفض ان يعمل و قد اسودت شاشته المتهشمه همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=انت. انت عملت ايه، في الموبيل...

زمجر داغر بشراسه و عينيه تلتمع بوحشية مرمقاً اياها بغضب
=بقي كل اللي همك هو الموبيل،؟!
من ثم التف ينوي ان يغادر الغرفه قبل ان يفقد السيطره على اعصابه لكنه توقف بمكانه وقد تجمدت يده الممسكه بمقبض الباب عندما وصل اليه صوت بكائها المنخفض بينما تهمس بألم
=صور ماما عليه، و مش معايا غيرها...

التف نحوها ليجدها تقبض على الهاتف بين يديها تحاول فتحه بيأس بينما وجهها غارق بالدموع وقف داغر متصلباً بمكانه لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله و شعور بالذنب يجتاحه تقدم عدة خطوات نحوها يهم باحتضانها بين ذراعيه لكن تجمدت خطواته فور ادراكه لمدي ضعفه نحوها فبضعة دموع جعلته ينسي كلماتها الجارحه له. التف مره اخري مغادراً الغرفه على الفور مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...

بعد مرور اسبوع...

كانت داليدا جالسه امام النافذه التي بغرفتها تنظر من خلالها باعين شارده حزينه و قلبها يأن الماً بين اضلاعها فبعد ان رحل داغر بعد تشاجرهم سوياً بسبب صورة ابنة عمه و هي لم تراه حيث كان يقضي كامل يومه بشركاته و يأتي إلى المنزل لفتره قصيره جداً ليأخذ شيئاً من مكتبه من ثم يختفي بعدها مره اخري كما يسود المنزل جو من التوتر الغريب و الارتباك تشعر بانه هناك شيئاً ما لكن لا تعلم ما هو...

اما طاهر ما ان تذكرته مرت بجسدها قشعريره من الاشمئزاز و الخوف فقد كان هو الاخر مختفي لم تراه منذ تلك الليله التي حاول بها الاعتداء عليها و تهديده لها. لكن رغم ذلك كانت تقفل باب الجناح عليها كل ليله بالمفتاح حتى لا يستغل غياب داغر و يحاول الدخول إلى غرفتها مره اخري لكن حتى غلقها للباب لم يشعرها بالامان فقد كانت تظل مستيقظه طوال الليل و عينيها مثبته بخوف على الباب متوقعه دخوله باي لحظه...

اطلقت تنهيده حزينه فور تذكرها اتهامات داغر الاخيره لها فقد تعبت من سوء ظنه المستمر بها كما لم يعد لديها طاقه لمحاربته فقد تعبت من المقاومه التي مارستها طوال حياتها فمنذ وفاة والدتها لم تكن تفعل شئ سوا محاربة خالها مرتضي رافضه ظلمه لها حتى وان كانت وقتها ترهبه و تخاف منه الا انها قاومته بقدر ما تستطيع و بعد زواجها من داغر بدأت تحاربه هو الاخر رافضه الاذلال الذي يعرضها له بكل مره بسبب سوء ظنه بها...

لكن رغم ذلك لا يمكنها انكار انها لازالت تحبه. التهب وجهها بالحراره فور تذكرها للمشاعر الجياشه التي شعرت بها بين ذراعيه لا تصدق انها استسلمت له بتلك السهوله فقد كانت على وشك ان تخسر نفسها له كلياً لولا الطرق الباب الذي انقذها من ارتكاب خطأ كانت ستقضي كامل حياتها تندم عليه كيف امكنها نسيان رأيه بها فهي بالنسبه اليه ليست سوا امرأه رخيصه ابتاعها بامواله، كما كيف امكنها نسيان حبه لنورا ابنة عمه.

ابتلعت غصة الالم التي تشكلت بحلقها فقد كانت تعلم جيداً بانه يحبها و رغم هذا كانت على وشك ان تسلم نفسها اليه فالامر لم يكن سيفرق معه كثيراً فقد ستكون نزوه اخري من نزوات. امرأه تضاف إلى قائمة نسائه الكبيره...
لكن كان الامر سيحطمها هي...

زفرت بتثاقل واضعه يدها فوق صدرها بينما غصه تتشكل بقلبها فور تذكرها لهاتفها الذي دمره داغر، فبرغم ان هذا الهاتف غير حديث متهالك الا انه كان اغلي ما لديها فقد كان به جميع صور والدتها و والدها التي التقطتها من البوم الصور الخاص بوالديها. قبل ان يقوم خالها مرتضي بحرقه امام عينيها عندما رفضت ان تتزوج من شاهين شقيق جيجي زوجته حالياً. فقد كان يعاقبها دائماً بتدمير الاشياء التي تحبها لذا حافظت دائماً على اخفاء التلسكوب الخاص بوالدتها بعيداً عنه لم تكن تخرجه الا بعد تأكدها انه خارج المنزل او نائماً...

نهضت بتثاقل فور تذكرها لتلسكوب والدتها تخرجه من حقيبته المستقره باسفل خزانتها فمنذ ان اتت إلى هنا ولم تخرجه ولو لمره واحده...
اخرجته وقامت بتركيبه من ثم وضعته امام النافذه من ثم بدأت تستكشف محيطها فقد كانت الليله مقمره مشعه بالنجوم التي كانت تزين السماء كانت تراقب بشغف و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه احدي النجوم التي كانت تلتمع بالسماء المظلمه كما لو كانت حبه من الماس.

لكنها خرجت من اندمجها هذا منتفضه في مكانها وهي تصرخ بفزع عندما شعرت بيدين تحيط خصرها من الخلف استدارت على الفور بين ذراعي الشخص الذي يحتضنها هذا تتخبط بهستريه بين ذراعيه قبل ان يدفعها خوفها إلى ان تركله بقسوه بين فخديه في اكثر اماكنه حساسيه و فكره من الذعر تسيطر عليها بان طاهر قد اقتحم غرفتها و يحاول الاعتداء عليها مره اخري لكنها تراجعت إلى الخلف فاغرة الفم و وجهها شحب من شدة الصدمه عندما وصل إلى اذنيها صوت داغر الذي يأن متألماً و قد بدأت تستوعب بان من ضربته ليس طاهر بلا داغر زوجها الذي كان ينحني على نفسه ممسكاً بجزئه السفلي و وجه متغضن محمر من شده الألم من ثم اتجه ببطئ جالساً على الفراش وهو يزال يأن متألماً منحنياً على نفسه.

اقتربت منه داليدا جالسه على عقبيها امامه
=انا اسفه، انا اسفه والله داغر، داغر انت كويس...
ضيق عينيه بغضب محدقاً بيدها التي كانت فوق يده مما جعلها تنتزعها بعيداً سريعاً وقد اشتعل خديها بنيران الخجل فور ادركها فضاحة ما فعلته...
تنفس داغر بقوه قبل ان يتمتم بصوت اجش بعض الشئ وقد هدأ الالم الذي كان يعصف به
=بتضربيني انتي مجنونه...
نهضت داليدا على قدميها مبتعده عنه بينما تجيبه بحده بعد ان اطمئنت عليه.

=انت اللي خضتني، افتكرتك حد غريب دخل الاوضه من ورايا...
لتكمل بارتباك و حده تحاول القاء اللوم عليه
=بعدين انت اللي غلطان حد قالك تدخل تسحب بالشكل ده
قاطعها بقسوه بينما ينتفض واقفاً من فوق الفراش
=بتسحب ايه،؟! بعدين مين اللي هيتجرأ و يدخل هنا...
ليكمل بحده بينما يشير إلى خارج النافذه
=القصر محاط بأكتر من 50 حارس مفيش نمله تقدر تدخل من غير اذنهم...

ابتلعت داليدا الغصه التي تشكلت بحلقها بصعوبه بينما تتطلع نحوه بارتباك خائفه من ان تخبره بان خوفها من اقتحام الغرفه لا يتعلق باحد غريب من خارج القصر بل من احد ساكنيه...
تنحنحت هامسه بصوت قلق راغبه في الاطمئنان عليه بعد رأته يقف على قدميه بهدوء
=انت كويس. لسه موجوع،؟!
غمغم داغر باختصار و قد امتقع وجه بشده من الحرج...
=كويس...
ليكمل بينما يتجه نحوها مخرجاً هاتفاً من جيب سترته مناولها اياه
=امسكي...

تناولته منه بتردد متأمله اياه بدهشه فقد كان هاتف من احدث الهواتف همست بينما تطلع إلى داغر بارتباك
=ايه ده،؟!
اجابها بينما يبدأ بنزع سترة بدلته استعداداً لتغيير ملابسه
=ده موبيل، بدل موبيلك اللي اتكسر...
شعرت داليدا بالغضب يشتعل بداخلها فور تذكرها ما فعله بهاتفها تناولت يده واضعه بها الهاتف بحده قائله بازدرء
=شكرا. مبقبلش العوض من ح...
قاطعها داغر بغضب بينما يلقي سترته بحده من يده
=عوض ايه انتي هبله،؟!

ليكمل بحده عندما رأها تتطلع اليه بجمود
=انتي مراتي و ملزومه مني...
قطاعته بتهكم ساخر بينما تنظر اليه من اعلي جسده لاسفله
=مراتك، اها قولتلي مراتك...
لتكمل بتصميم قاطع بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها
=مش عايزه منك حاجه شكراً...
بعدين انا مش فارق معايا الموبيل اصلاً...
ضغطت على شفتيها بقوه باسنانهت قبل ان تكمل هامسه بصوت متهدج بسبب الدموع المنحبسه خلفه عينيها و التي اختنق بها حلقها.

=انا اللي يهمني صور ماما و بابا اللي كانت على الموبيل مش اكتر...
زفر داغر باستسلام قبل ان يقترب منها ممرراً يده بحنان فوق خدها ماسحاً دموعها التي سقطت من عينيها...
=داليدا الموبيل مش جديد و بس لا و عليه كمان كل الصور اللي كانت على موبيلك القديم
هتفت بصدمه بينما تحاول بتعثر اخذ منه الهاتف مره اخري
=بجد،؟!

فتحت الهاتف بلهفه بيد مرتجف تبحث فيه لتنفجر باكيه فور ان رأت صور والدها و والدتها التي المحفوظه به همست من بين شهقات بكائها وهي لازالت تقلب بالهاتف
=ازاي، ازاي. جبتهم منين،؟!
تنحنح داغر قبل ان يجيبها بصوت جعله هادئ غير متأثر قدر الامكان بينما يراقب دموعها تلك و شعور غريب من الضعف نحوها يتملكه
=من تليفونك القديم، خليت.

صافيه تجبلي التليفون من وراكي علشان لو مكنش ينفع يتصلح و اخد منه الصور متزعليش تاني...
احتضنت داليدا الهاتف الجديد إلى صدرها تضمه بقوه بينما تنفجر في البكاء مره اخري بينما تهمس بصوت متقطع تحمد الله شاعره بقلبها و قد عاد للحياه مره اخري فهذه الصور هي كل ما تبقي لها من والديها.

لم يستطع داغر الوقوف في مكانها ثابتاً اكثر من ذلك اندفع نحوها على الفور يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها بقوه إلى صدره ممرراً يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها فرؤيتها تبكي بهذا الشكل تؤلم قلبه ضمها اليه بقوه مقبلاً رأسها مشدداً من احتضانه اكثر لها محاولاً ان يشبع منها قدر الامكان فقد افتقدها كثيراً خلال الاسبوع الذي اضطر ان يغيب به عنها...

تشبث داليدا بظهره هامسه بصوت ضعيف من بين شهقات بكائها و هي تشعر نحوه بالامتنان
=شكراً، شكراً، يا داغر
لكن فور تذكرها انه السبب الاساسي في تدمير هاتفها و ما فعله بها من اجل ابنة عمه انتفضت مبتعده من بين ذراعيه هاتفه بحده بينما تمسح وجهها من الدموع العالقه به
=لا مش شكراً...
شكرا على ايه و انت اساساً اللي كسرتلي الموبيل...

وقف داغر يتطلع اليها باعين متسعه بالذهول من تحولها المفاجئ هذا همس بارتباك بينما لا يفهم ما يحدث معها
=داليدا...
لكنها قاطعته بحده فور ملاحظتها لجسده الذي اصبح عارياً بعد نزع لقميصه
=بعدين، انت، انت وقفلي كده ليه، ما تحترم نفسك يا اخي شويه، و البس حاجه مش كل يوم هتنام بالشكل ده جنبي...
اصدر داغر ضحكه قصيره مندهشه بينما يمرر يده بشعره يبعثره بقوه و هو لا يصدق تحولها المفاجأ هذا.

رمقته داليدا بغضب بينما تهتف بحده
=بتضحك على ايه، تحب اعمل زيك و اقلع و انام عريانه زيك و شوف وقتها هتضايق و لا...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما قبض على يدها جاذباً اياها نحوه لتصطدم بصدره انحني عليها هامساً في اذنها يهمس بصوت اجش مثير و هو يحيط خصرها بذراعه
=ياريت...
من ثم مرر يده فوق ازرار منامتها يقوم بفتح زر تلو الاخر مما جعلها تشهق بصدمه بينما تتمسك بقوه باطراف قميص منامتها.

= بتعمل ايه. انت اتجننت...
رسم داغر الجديه على وجهه محاولاً ان يسيطر على الابتسامه التي ترتجف فوق شفتيه بينما يكمل فتح ازرار منامتها برغم مقاومتها له
=علشان نبقي متعادلين و تعرفي تنامي على السرير جنبي براحتك...
تراجعت داليدا بقوه إلى الخلف بعيداً عنه و هي لازالت تقبض على اطراف قميصها النفتوح جزئياً
=و مين قالك اصلاً اني هنام جنبك، ايه فاكر بعد اللي عملته فيا هنام معاك على سرير واحد عادي...

لتكمل بحده مرمقه اياه بازدراء
=انا هنام على الكنبه من هنا و رايح و لو مش عجبك يبقي هتنقل اوضه تانيه خالص و هنام فيها...
ثم تركته واقفاً مصدوماً بمكانه و توجهت نحو الاريكه تستلقي عليها معتقده انه سوف يعترض لكن لدهشتها ظل واقفاً بمكانه عدة لحظات قبل ان يزفر بحده و يتجه بهدوء نحو الحمام...

ادارت داليدا ظهرها اليه عندما رأته يخرج من الحمام عاري الصدر يرتدي فقط بنطال منامته و شعره مبلل حيث يبدو انه اخذ دشاً سريعاً تنفست بعمق و راحه عندما اغلق الضوء ليعم الظلام بالغرفه تنهدت ببطئ وقد ادركت انه قد استسلم بالفعل و سيتركها تنام فوق الاريكه...

لكنها شهقت بصدمه عندما شعرت به يستلقي بجانبها فوق الاريكه التي برغم اتساعها الا انها لم تتسع لهم معاً مما جعل صدره العاري يلتصق بظهرها هتفت بغضب بينما تحاول ابعاده عنها
=انت بتعمل ايه، قوم من هنا...
لكنه احاط خصرها بذراعه بينما يلتصق بها اكثر دافناً رأسه بعنقها هامساً بهدوء محاولاً استفزازها
=مادام مش عايزه تنامي على السرير، هنام انا هنا جنبك على الكنبه...

ليكمل مغيظ اياها بينما يلتصق بها اكثر مقبلاً عنقها بلطف
=و بيني و بينك المكان هنا احسن على الاقل مفيش مكان فاصل ما بنا زي السرير...
ضربته داليدا في صدره بمرفقها بقوه وهي تهتف من بين اسنانها بغضب
=انت ايه، بارد...
ليشتعل الغضب بداخلها اكثر عندما سمعته يضحك و صدره اخذ يهتز مما جعلها تتراجع فجاه إلى الخلف بقوه بجسدها مطيحه اياه من فوق الاريكه ليختل توازنه من فوقها و يسقط على الارض.

انفجرت داليدا ضاحكه فور رؤيتها له و هو يفترش الارض بهذا الشكل وضعت يدها فوق بطنها التي ألمتها من كثرة الضحك غافله عن ذلك الذي اعتدل جالساً على الارض و عينيه مسلطه عليها تلتمع بالانبهار والشغف متأملاً اياها لكنه هز رأسه متنحنحاً بقوه مخرجاً نفسه من حالته تلك...
وقف على قدميه بهدوء يمد يده نحوها قائلاً بجديه
=يلا يا داليدا تعالي، خالينا ننام انا على اخري و بقالي اسبرع منمتش.

توقف ضحكها عندما رأت جديته تلك هزت كتفيها قائله بينما تنظر اليه
=طيب ما تنام هو انا منعتك. السرير عندك واسع اهو تقدر تنام عليه براحتك، انا هنام هنا
لتكمل بحده بينما تطلع نحوه بنظرات تمتلئ بالتحدي
=و لوحدي...
اطلق داغر زفره طويله حاده قبل ان يستدير و يتجه نحو الفراش مما جعلها تظنه قد استسلم لكن لصدمتها اتجه للخزانه و اخرج الحبل الذي قيدها به من قبل
استدار نحوها يشير بالحبل بيده قائلاً بجديه و صرامه.

=شكلك وحشك ان تقولي كلمه سادي...
همست داليدا بتعثر بينما عينيها مسلطه بذعر فوق الحبل الذي بيده
=ابعد البتاع ده عني...
اقترب داغر منها مغمغماً بينما لا يزال يأرجح الحبل من يد لأخري بهدوء.
=هاااا، تختاري ايه،؟!
ليكمل بسخريه بينما ينحني عليها ممسكاً بيدها عندما ظلت صامته
=خلاص يبقي انتي اللي اخترتي متج...
ولكن و قبل ان ينهي جملته انتفضت داليدا ناهضه من فوق الاريكه متجهه نحو الفراش مستلقيه عليها هاتفه بغضب.

=خلاص. خلاص اتزفت نمت...
ادارت ظهرها له بغضب عندما رأته يتقدم نحو الفراش بعد ان القي الحبل على الاريكه...
استلقي داغر بجانبها و على وجهه ترتسم ابتسامه واسعه اقترب منها دافناً وجهه بعنقها من الخلف مستنشقاً بعمق رائحتها التي افتقدها طوال الاسبوع المنصرم لكنها انتفضت مبتعده عنه لاقصي الفراش هاتفه بغضب
=متلمسنيش...

لكنه اقترب منها باصرار مره اخري دافناً وجهه مره اخري بعنقها مقبلاً اياه بحنان فكل ما كان يرغب به هو النوم و الشعور بها بين يديه
استدارت داليدا لتصبح تواجهه هاتفه بغضب اكبر ضاربه اياه فوق صدره بقبضتيه
=قولتلك متلمسنيش، متلمسنيش.

لكن ولدهشتها بدلاً من ان يغضب منها رأته يمد يده و يرجع خصلات شعرها الثائره عن وجهها ليضعه بحنان خلف اذنها و اخذ يمرر يده ببطئ فوق وجنتيها متلمساً شفتيها الناعمه بطرف ابهامه راقبته وجهه يقترب منها و قد اصبحت انفاسها متثاقله والحراره بدأت بغزو جسدها...

مرر شفتيه فوق خدها مقبلاً طول الخط الذي يصل إلى شفتيها حتى وصل إلى شفتيها وقبلها عليها برفق ثم اخذ يوزع قبلات قصيره بسائر انحاء وجهها حتى وصل إلى اذنها وقبل اسفل عنقها بينما يهمس بصوت اجش
=ملاكي البريئه...

اسرعت داليدا بالتراجع بعيداً دافعه اياه بصدره فور سماعها كلماته تلك فقد ذكرها بكلماته تلك بسوء ظنه بها وما فعله بها باخر مره كان معها و الكلمات القاسيه التي وجهها اليها بسبب ابنة عمه التي يحبها فلما يتعامل معها اذا بهذه الحميميه اذا كان يحب و يرغب بامراه اخري...
صدح صوت بعقلها معذباً اياها بانها ليست بالنسبه اليه سوا امرأه متاحه امامه و يتسلي بها...

هتفت بشراسه دافعه اياه بقسوه في صدره و شرارت الغضب تتقافز من عينيها
=لا انا مش ملاكك. انا بالنسبالك شيطان، لكن ملاك معتقدش...
جذبها نحوه مره اخري محيطاً وجهها بيديه مغمعماً بصوت مبحوح اجش
=انتي فعلاً شيطان...
ليكمل بصوت أبح يتغلله المرح بينما يعض عنقها بلطف و مشاغبه
=علشان مطلعه عيني و مركبلي الوش الخشب بقالك اكتر من ساعتين و انا خلاص هموت وانام...

ليكمل بنفاذ صبر عندما اخذت تتطلع نحوه باعين تلتمع بالحده
=داليدا بقولك عايز انام...
قاطعته داليدا هاتفه بقسوه دافعه اياه بصدره بقوه مبعده اياه عنها
=طيب ما تنام و انا مالي...
اجابها بصوت يتخلله التعب وهو يممرر يده بلطف فوق خصرها
=عايزك تنامي في حضني...
اطلقت داليدا صرخه مستنكره ساخره و هي تندفع مبتعده لأقصي الفراش بعيداً عنه عندما امتدت يده نحوها لكي يقربها منه.

=كان زمان، ايام ما كنت داليدا الهبله اللي تبهدلها و تسمعها كلام زي السم و في الاخر تتعامل معاك عادي اول ما تضحك في وشها...
لتكمل بحده بينما تستدير بجسدها بعيداً عنه توليه ظهرها متجاهله الصدمه المرتسمه على وجهه...
=تصبح على خير...
لتكمل بنغمه تملئها الحده و هي تضغط على حروف كلماتها بسخريه لاذعه
=يا داغر، باشا...
صرخت مبعده ذراعها بحده عن يده التي حاول جذبها منه مره اخري اليه
=قولتلك لا و لا عايزني أ...

اسرع داغر بوضع يده فوق فمها يكتم باقي كلماتها هاتفاً بغضب و نفاذ صبر
=خلاص، خلاص اقفلي الراديو اللي اتفتح و مش عايز يتقفل ده و نامي، نامي انا اصلاً غلطان...
من ثم زفر باحباط و غضب بينما يلتف هو الاخر مولياً ظهره لها جاذباً بحده الشرشف مغطياً جسده به حتى رأسه و الغضب و الاحباط يغليان بعروقه...

في اليوم التالي...
كانت داليدا جالسه على الاريكه بجناحها الخاص تشاهد التلفاز باعين زائغه و عقلها شارد تتذكر كل ما حدث بالامس، فقد عاد داغر بعد ان غاب لاكثر من اسبوع يتعامل معها بكل هدوء كما لو انه لم يقذفها باسوء الاتهامات...
بانها من ارسلت تلك الصوره إلى خطيب نورا، لكنها تعلم جيداً بانه هو من قام بارسالها فقد اعترف بنفسه ان تلك الصوره غير موجوده الا بهاتفه الشخصي.

ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها بينما تضغط باسنانها على جانب خدها الداخلي محاوله منع الدموع الكثيفه التي تجمعت بعينيها من السقوط عند تذكرها لوضعهم الحميمي بتلك الصوره فقد كانت نورا تقبله براحه معانقه اياه بتملك لم يكن من حقها هي زوجته الشعور به نحوه لكنها تعلم جيداً بانه ملك لنورا التي لا يزال يعشقها...

تنفست بقوه ماسحه الدمعه التي تسربت فوق خدها معنفه نفسها بقوه فهي لن تبكي من اجله مره فيكفي ما ذرفته من دموع خلال الاسبوع الماضي فقد وعدت نفسها بانها لن تجعل حبها له يضعفها بعد الان فسوف تعامله مثل معاملته اللامباليه. البارده...

اعتدلت في جلستها سريعاً مسلطه عينيها على التلفاز متصنعه المشاهده عندما سمعت باب الجناح يفتح لتعلم ان داغر قد عاد من عمله لكن تغضن وجهها بالتفكير فلا يزال الوقت مبكراً على انتهاءه من عمله فالساعه لما تتجاوز ال5 مساءً بعد...
راقبته بطرف عينيها و هو يدلف إلى الغرفه فقد كان شعره مبعثر و يرتسم على وجهه الاقتضاب لكنها حولت انتبهها إلى شاشة التلفاز عندما رأته يتجه نحوها...

جلس داغر بجانبها على الاريكه لكن تشدد جسدها بصدمه عندما جذبها من ذراعها بصمت بين ذراعيه محتضناً اياها بقوه دافناً وجهه بعنقها...
همست بتردد عندما شعرت بجسده يرتجف
=مش، مش قولتلك متلمسنيش
لكنه لم يجيبها و ظل محتضناً اياها فتره طويله قبل ان يزفر ببطئ مبتعداً عنها راقبته داليدا بقلق قبل ان يردف بهدوء و قد استعاد قناعه الهادئ
=داليدا عايز اتكلم معاكي...

ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تتمتم بحده محاوله عدم التأثر بقربه منها مذكره نفسها بوعدها لنفسها
=نتكلم في ايه،؟!
اجابها بينما يقبض على يديه بجانبه بقوه دلالة على توتره
=عن جوازنا...
غمغمت داليدا بحده بينما تقبض بقوه على جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وقد تبخر قلقها عليه فقد كانت تعلم ما يرغب بقوله
=ايه نويت تطلقني خلاص مش ك...
قاطعها داغر بقسوه و حده
=طلاق ايه اللي بتتكلمي عنه.

عقدت ذراعيها اسفل صدرها مجيبه اياه بقسوه مماثله
=ما هو مفيش حاجه بيني وبينك ممكن نتكلم فيها غير الطلاق...
زمجر داغر بحده بينما يضيق عينيه عليها
=انتي شايفه ان مفيش اي حاجه بيني و بينك ممكن نتكلم فيها غير الطلاق اللي...
اجابته ببرود يعاكس النيران المشتعله داخل صدرها
=لا ازاي طبعاً فيه، فيه فلوس. و العقد اللي معاك وال 20 مليون جنيه...
لتكمل بينما تنحني تلتقط صحن المقرمشات من فوق الطاوله التي امامها.

=و مادام مش هتتكلم في الطلاق فمعلش يا داغر خاليني اركز في الفيلم احسن...
لتردف بينما ترسم ابتسامه واسعه على وجهها
=ما تتفرج معايا ده فيلم تحفه هيعجبك...
من ثم سلطت انتبهها على التلفاز متصنعه مشاهدة الفيلم بينما تحاول السيطره على الدموع التي تجمعت خلف عينيها حتى لا تزعزع قوتها الهشه التي رسمتها امامه.
ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات و على وجهه يرتسم تعبير غريب قبل ان يغمغم بصوت مختنق اجش...

=مادام مش شايفني غير شوية فلوس و عقد بيني و بينك يبقي اللي كنت هقولهولك ميخصكيش و لا يهمك في حاجه اللي هعمله...
ثم انتفض ناهضاً تاركاً الغرفه مغلقاً الباب خلفه تاركاً اياها تتطلع إلى اثره بحسره قبل ان تنفجر في بكاء مرير...

بعد عدة ساعات...
كانت داليدا واقفه امام المرأه تعدل من حجابها حتى تنزل للاسفل و تحضر شيئ تأكله حتى تسكت معدتها الثائره فهي لم تتناول اي طعام اليوم عندما سمعت طرقاً على الباب لتدلف بعدها صافيه بوجه محتقن متغضن قائله بصوت منخفض
=شهيره هانم عايزاكي تحت يا داليدا هانم...
عقدت داليدا حاجبيها قائله بينما تضع الحجاب على رأسها
=و دي عايزاني في ايه،؟!

اقتربت منها صافيه كما لو كانت تهم اخبارها بشئ ما لكنها تراجعت مره اخري قائله بتردد
=مش عارفه يا هانم، هي مستنياكي تحت...
اومأت داليدا برأسها قائله
=طيب يا صافيه روحي انتي و انا جايه وراكي.
لتهمس وهي تتأكد من ان حجابها يغطي شعرها باكمله خوفاً من نظرات طاهر التي تلاحقها
=يا تري العقربه دي عايزه مني ايه...
تنهدت ببطئ قبل ان تتناول هاتفها و تهبط إلى الاسفل...

لكن تجمدت خطواتها فور ان وصلت إلى اخر الدرج عندما و رأت ما جعل الدماء تفر من عروقها فقد كان داغر جالساً بجانب احدي الرجال بينما نورا تجلس بالجهه الاخري من هذا الرجل الذي كان يمسك بيده دفتراً كبيراً مناولاً اياه لها قائلاً ببشاشه
=امضي هنا يا عروسه...
من ثم التف إلى داغر بعد ان مضت نورا على الدفتر
=امضي هنا يا عريس...
ثم ختم كلامه بابتسامه واسعه بعد ان مضي داغر على الدفتر هو الاخر.

=بارك الله لكما، وبارك عليكم
فور فهمها ما يحدث شعرت كما لو عالمها بأكمله ينهار من حولها
انهارت جالسه على الدرج.

و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها بينما انفاسها اصبحت ثقيله متباطئه شعرت بها تنسحب من داخل صدرها كما لو المكان يطبق بجدرانه عليها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به و فكره واحده تعصف بها معذبه اياها داغر تزوج نورا، تزوج حب عمره و فقدته هي، فقدته إلى الابد...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان داغر جالساً بوجه مكفهر حاد يستمع إلى خطبة المأذون الذي يعقد قرانه على ابنة عمه و هو يشعر بألم حاد يمزق قلبه لا يصدق انه اجبر على هذه الزيجه. ابتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه محاولاً السيطره على الرغبه التي تسيطر عليه بان يترك المكان و يفر هارباً إلى اعلي. إلى داليدا. زوجته الجميله الرقيقه حتى يدفن نفسه بين احضانها و ينسي تلك الهموم التي تثقل كاهله...

شعر بالمراره تتصاعد بداخله عند تذكره لاخر محادثه له معها حيث اعلنت بوضوح انه لا يعني لها شئ، فهو بالنسبه اليها ليس سوا بضعة اموال و اتفاق يربطها به.
لكن حتى وان لم يكن يعني لها شئ فهي بالنسبه اليه كل شئ يرغبه في حياته.

فهو لم يعد بإمكانه انكار حبه لها اكثر من ذلك فقد احبها منذ اول يوم رأها به في ذاك الصباح حتى انه ظل يبحث عنها لعدة شهور لاحقه محاولاً الوصول إلى تلك الملاك الذي اقتحمت احلامه بكل ليله حتى صدم بحقيقة انها ابنة شقيقة مرتضي الراوي التي ترغب ببيع نفسها مقابل حفنه من الاموال وقتها شعر بالاهانه والاحباط مما جعله ينكر الامر. مرجعاً اهتمامه السابق بها إلى الفضول و التحدي فقط لمعرفة من هي تلك التي رأها صدفةً والتي لم يستطع العثور عليها رغم بحثه الكثيف الذي اجراه رجاله...

لكن بعد زواجهم و تقربه منها ومعرفة شخصيتها التي باحيان كثيره تكون كتله ناريه مشتعله تتحداه و تقف امامه، و احيان اخري ضعيفه تحتاج إلى حمايته...

لقد اصبح تقريباً مهووساً بها و بحبها، لذا في ذلك اليوم الذي طلب منها التحدث بشأنهم و شأن زواجهم اراد ان يعترف لها بحبه و رغبته ان تصبح زوجته حقاً و ينسوا ذلك الاتفاق الذي يجمعهم كما كان يرغب باخبارها بطبيعة زواجه من نورا و السبب الذي جعله يضطر ان يتزوجها من اجله...
لكنها رفضت بقسوه الاستماع اليه موضحه صراحةً بانه لا يعني لها سوا بضعة من الاموال. و اتفاق احمق يربطهم معاً.

خرج من شروده هذا عندما ربتت شهيره الجالسه بجانبه على يده هامسه بصوت منخفض حتى لا يصل إلى الاخرين
=داغر مينفعش افرد وشك شويه كده الناس هتشك...
نزع يده منها مرمقاً اياها بحده جعلت الدماء تتجمد بعروقها فهو لم يعد يستطع تحملها او تحمل تلك الحقيره التي تدعي نورا.
التي فرطت في شرفها و شرف العائله عادت اليه ذكريات تلك الليله التي اكتشف بها الامر...
((( فلاش باك))).

بعد تركه لذلك المدعو حازم الذي اتهم داليدا بارسالها له تلك الصوره لم يكن داغر يصدق ان داليدا من قامت بارسال تلك الصوره و الرساله المصاحبه لها...
و ذلك لعدة اسباب أولها ان رقم حازم من الارقام الخاصه التي يصعب على داليدا او على اي شخص الوصول اليها حتى هو عندما حاول الوصول إلى رقمه بهذا اليوم لم يستطع الوصول اليه...

و بعد تركه لحازم اخذ يبحث بهاتفه عن تلك الصوره فلم يجد لها اي اثر على هاتفه ليتذكر بانه قدم قام بتبديل هاتفه باخر مماثل له بعد ان سقط منه و تحطم اثناء احدي رحلات عمله و كان ذلك بعد عدة ايام من عيد ميلاد نورا...

لذلك تأكد من ان شخص واحد من ارسل تلك الرساله إلى حازم و هي نورا التي بالتأكيد جعلت صديقتها بعد التقاطها للصووه ترسلها اليها، و التي بالتأكيد ايضاً لم تكن تعلم بانه قد غير هاتفه. مما جعلها تظن انها لازالت بهاتفه...
و بعد تركه لداليدا التي فشل من ان يفهم منها كيف وصلت تلك الصوره إلى هاتفها...

اتجه على الفور إلى غرفة نورا التي اقتحمها بعد ان طرق الباب عدة طرقات فور دخوله وجدها مستلقيه فوق الفراش بوجه باكي متورم وقف امامها هاتفاً بحده
=هاتي تليفونك، و تعالي هنا...
همست نورا بارتباك بينما دب الذعر بداخلها من رؤيته بحالت الغاضبه تلك لذا حاولت تصنع التعب حتى تجعله يلين قليلاً
=تعبانه مش قادره اقوم...
قاطعها مزمجراً من بين اسنانه بقسوه
=قولتلك قومي...

انتفضت على الفور واقفه مقتربه منه بخطوات متردده حتى اصبحت تقف امامه اختطف الهاتف من يدها مما جعلها تهتف برعب
=بتعمل ايه يا داغر عايز ايه من موبيلي...
لكن لم يجيبها و اخذ يبحث بهاتفها حتى وجد الصوره التي التقطت لهم بهاتفها زمجر بغضب بينما يقبض على ذراعها لوياً اياه خلف ظهرها مما جعلها تصرخ متألمه
=عرفتي انك وسخهو زباله، وانك انتي اللي بعتي الصوره من تليفون داليدا...

صرخت نورا بألم هاتفه بينما تحاول تحرير ذراعها من قبضته
=معرفش حاجه من اللي بتقوله انا مبعتش حاجه لحد...
قاطعها بقسوه بينما يزيد من لويه لذراعها
=لا بعتي، و حاولتي تلبسي لداليدا الليله علشان تخلصي منها مش كده بعتي الصوره على موبيلها اللي معرفش ازاي لحد دلوقتي وصلتيله بعدها بعتي الرساله من موبيلها لرقم حازم...
ليكمل بشراسه
=رقم حازم اللي غبائك خالاكي تنسي انه برايفت و استحاله داليدا تقدر توصله...

هتفت نورا بغضب بينما تحاول ان تدفع نفسها للامام و التحرر من قبضته
=طبعاً هي بقي اللي ضحكت عليك وفهمتك كده، بتكدبني انا و تصدق ال...
قاطعت جملتها صارخه بألم عندما قام بزيادة لويه لذراعها خلف ظهرها مما جعلها تبكي متألمه
=لسانك الوسخ ده ميجبش سيرتها...
ليكمل بشراسه بينما يدفعها بعيداً عنه مما جعلها تسقط على الفراش
=لو عايزه تحفري قبرك بايدك ابقي حاولي تعملي حاجه من وساختك دي تاني...

من ثم شعر بهاتفها يهتز بيده ليتذكر انه يجب عليه حذف تلك الصوره من هاتفها لكن ما ان فتح هاتفها تجمد بمكانه فور ان رأي تلك الرساله التي وصلتها من حازم فتحها داغر بينما الدماء تغلي بعروقه يرغب التأكد اولاً من صحة ما قرأه...

نورا الدويري: حازم انا حامل و شهيره عرفت لما الدكتور جه يكشف عليا بسبب ضربك ليا، انسي اي خلاف بنا لازم تيجي بكره و تتكلم معها، شهيره حالفه تعرف داغر لو انت مجتش و حليت الموضوع ده وانت عارف داغر ممكن يعمل فينا ايه...
حازم الدمنهوري: حامل.؟! طيب و انا مالي ما تشوفي نمتي مع مين غيري و خالاكي تحملي ما انتي رخيصه مش بعيد تبقي حامل من داغر الدويري نفسه...

نورا الدويري: انت هتستعبط انت عارف كويس ان محدش لمسني غيرك، لازم تيجي و تكتب عليا لحد حتى ما اولد وكل واحد مننا يروح لحاله داغر ممكن يموتني و يموتك لو عرف...
حازم الدمنهوري: الحمل ده مشكلتك انتي و تحليها انا كلها ساعتين وطايرتي هتطلع ومش هتشوفي وشي في مصر تاني، و ابقي وريني داغر بتاعك ده هيوصلي ازاي.

القي داغر الهاتف من يده و اندفع نحوها يقبض بيده على شعرها يجذب خصلاته بقوة حتى ارجع رأسها إلى الخلف صائحاً بشراسه مرعبه و هو يكاد يكون خارج السيطره
=اها يا فاجره يا زباله فرطتي في نفسك...

همست نورا بصوت مرتجف و قد شحب وجهها من شدة الذعر و الخوف بينما تحاول التراجع إلى الخلف بعيداً عنه و الافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألم وهي تبكي
=والله يا داغر هو، هو اللي ضحك عليا...
قاطعها صائحاً بشراسه وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و خوف
=ضحك عليكي برضو يا رخيصه يا وسخه.

همست بصوت منخفض مرتجف من بين شهقات بكائها وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=و. و، والله ضحك عليا على اساس اننا كده كده هنتجوز...
لتصرخ متألمه عندما صفعها داغر بقسوه على وجهها من ثم بدأ يسدد لها صفعات متتاليه قاسيه على وجهها بينما يسبها افظع الالفاظ
=تتجوزوا مين يا زباله اذا كان انتي عملتي مصيبه علشان تفسخي خطوبتك معاه...
فسختيها و انتي عارفه انك حامل منه...

صرخت باكيه بينما تضع يديها فوق وجهها لتحميه من صفعاته
=مكنتش اعرف وقتها اني حامل الا النهارده، و الله ما كنت اعرف، انا لسه عارفه لما شهيره جابت الدكتور علشان تطمن عليا...
قام داغر بقذفها فوق الفراش بعنف مما جعل جسدها يصطدم بقوة بالفراش وقد اسودت عينيه من شدة الغضب بشكل مرعب انهال عليها يصفعها بقوة على وجهها وهو يصيح ويسبها بافظع الالفاظ والشتائم
=فاكره هيفرق معايا كنت عارفه لا ومش عارفه يا رخيصه.

اخذت تصرخ من شدة الالم الذي تشعر به لكنه لم يتوقف عن صفعها حتى شعرت بوجهها يتخدر من شدة الالم ولم تعد تشعر بشئ همست له بغل فور توقفه عن صفعها وهي تنظر في عينيه بغضب
=انت بطلع فيا غلك، علشان اللي عملته في مراتك، مش علشان غلطت مع حازم، انا فهماك كويس...
فقد داغر السيطرة على غضبه فور سماعه كلماتها تلك احكم قبضته فوق عنقها يعتصرها بشده وهو يصيح بغضب مما جعل عروق عنقه تنتفض من شدة غضبه.

= همووتك، علشان اخلص من وساختك. و هوصل برضو للكلب اللي كان معاكي وهخليه يحصلك.

ثم ِبدأ يزيد من ضغط يديه حول عنقها حتى شعرت بالهواء ينسحب من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تضربه بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه و ظل يعتصر عنقها بقبضته القوية حتى دخلت شهيره و طاهر الذين ما ان رأوا هذا المشهد صرخت شهيره مندفعه نحوهم تجذب داغر من فوق نورا الشبه فاقده للوعي وهي تصرخ باكيه
=سيبها. يا داغر، سيبها حرام عليك هتموت في ايدك...

اسرع طاهر هو الاخر بجذب داغر بعيداً عنها حتى نجحوا اخيراً في تحريرها من بين يديه
ابتعد داغر لاقصي الغرفه صائحاً بغضب بينما ينفض ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و صدره كان يعلو و ينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة كانت عينيه مسلطة على تلك الملقيه فوق الفراش وهي شبه فاقدة للوعي صرخ بغضب وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره بغضب
=الحق الكلب التاني قبل ما يسافر و هرجعلك يا زباله...

ثم دفع بقسوه امامه كلاً من طاهر و شهيره لخارج الغرفه
=اطلعوا برا، يلا برا...
و عندما رفضت شهيره التحرك من مكانها دفعها بقسوه للخارج بينما خرج طاهر بخطوات متعثره من ثم اسرع داغر باغلاق باب الغرفه على نورا بالمفتاح لكن امسكت شهيره بيده وهي تبكي صارخه بهستريه
=سيبني ادخلها، يا داغر اطمن عليها...

لكن داغر دفعها بقسوه إلى الغرفه المقابله لغرفة نورا مغلقاً الباب عليها هي الاخري من ثم استدار إلى طاهر مزمجراً بشراسه بينما يتجاهل صراخات شهيره التي كانت تضرب الباب بيديها طالبه منه فتح الباب
=لو باب منهم اتفتح. انت اللي هتتحاسب و وقتها متلومش الا نفسك...

ثم اسرع مغادراً لكي يلحق حازم بالمطار قبل سفره، لكنه للاسف لم يستطع اللحاق به، ظل بعد ذلك يحاول معرفة إلى اين سافر واستغرق منه الامر اكثر من اسبوع لكي يعلم و كان طوال هذا الوقت لا يزال يحبس كلاً من نورا و شهيره بغرفتين منفصلتين حتى استطاع معرفة البلد التي سافر اليها و عندما كان يتجهز للسفر اليه، ارسل اليه التحري الخاص الذي استأجره ان حازم الدمنهوري قد توفي اثر جرعه زائده من المخدر قد اخذها.

وقتها لم يجد داغر امامه سوا حل واحد و هو اجراء عملية اجهاض لنورا حتى يتخلص من الفضيحه التي ستلاحقها وتلاحقه و تلاحق العائله باكملها...
اثناء تحضير نورا لاجراء العمليه باحدي الفيلات التي يملكها داغر و التي قام بتجهزيها بجميع الاجهزه التي قد يحتاجها الطبيب لاجراء تلك العمليه العمليه...
فلن يستطيعوا الذهاب إلى المشفي حتى لا تلاحقهم الصحافه و يتم فضح امرهم...

اقتربت منه شهيره متمسكه بيده هامسه بنبره مرتجفه
=بلاش يا داغر، علشان خاطري نورا ضعيفه والعمليه دي صعبه مش هتقدر تتحملها، و هتموت فيها
نفض داغر يدها بعيداً عنه مرمجراً بقسوه
=تموت ولا تتحرق ميفرقش معايا...
انفجرت شهيره باكيه واضعه يدها على صدرها
=بس تفرق معايا انا، هي زباله و كلبه انها فرطت في نفسها وعارفه انها تستاهل الموت بس دي اختي الوحيده...

لتكمل بتوسل عندما رأته لايزال على موقفه الحاد لم يؤثر به كلماتها
=افتكر ماما ماتت ازاي ماتت وهي بتجهض الطفل اللي بابا مكنش عايزه، نورا مش هتتحمل زيها صدقني، نورا ضعيفه...
انحنت على يده تقبلها وهي تتمتم بتوسل باكي
=ابوسك ايدك يا داغر، وغلاوة بابا عندك اللي وصاك علينا...
لتكمل بأمل عندما رأت وجه داغر يتغضن بتردد
=اللي وصاك على نورا بالذات دي امنته عندك...

زفر داغر بحده قبل ان يتركها وينهار جالساً على احدي المقاعد عند تذكره وعده لعمه لا يدري ما يجب عليه فعله...
جلست شهيره امامه على عقبيها هامسه من بين شهقات بكائها
= في حل لكل ده انك تتجوزها
قاطعها داغر بقسوه
=انتي اتجننتي اتجوز مين...
همست ببكاء حاد بينما تنحني على يده تنوي تقبليها برجاء مره اخري لكنه انتزع يده سريعاً قبل ان تفعلها مره اخري
=و رحمة بابا يا داغر، اتجوزها بس لحد ما تولد، بعدها طلقها...

ربت داغر فوق كتفها بلطف وعقله شارد عندما بدأت تنتحب بقوه وهو لا يدري ما يجب عليه فعله...
نهض واقفاً مما جعلها تقف هي الاخري تتطلع نحوه بامل...
=الدكتور صبري هو اللي هيقرر ان كانت تقدر تتحمل تعمل عملية الاجهاض ولا لاء، بعدها هقرر هعمل ايه...
هزت شهيره رأسها المحتقن من شده البكاء تومأ برأسها بالموافقه قبل ان تتجه نحو طاهر زوجها الذي كان يقف يتابع الاحداث بصمت تحتضنه بينما تبكي بصوت مرتفع...

استدعي داغر على الفور الطبيب الذي كان صديقاً لوالده وللعائله فهو الوحيد الذي يستطيع أأتمناه على سر ابنة عمه...
اخبره الطبيب بمخاوفه بسبب تاريخ عائلة والدة نورا الطبي فوالدتها ماتت اثناء اجهاضها باحدي المرات بسبب رفض زوجها حملها لانثي للمره الثالثه راغباً في ولد يحمل اسمه، كما انها ضعيفه للغايه لن تتحمل عملية الاجهاض...

وقتها اوقف داغر العمليه من ثم ذهب إلى المنزل إلى داليدا التي غاب عنها اكثر من اسبوع بسبب انشغاله بهذا الامر كما كان يتهرب من مواجهتها فهو يعلم بانه ما ان يراها سيخبرها بحبه...

لذا بهذا اليوم قرر بان يعترف بحبه لها ويطلب منها ان تكون زوجته حقاً بعد ان يخبرها بالظروف التي ستجعله يضطر للزواج من نورا و كان سيطمئن قلبها باخبارها بان هذا الزواج غير جائزاً شرعاً بسبب حمل نورا من رجل اخر وانه يتزوجها فقط لكي يمنحها اسمه فقط...
لكن لم تعطيه الفرصه حتى لكي يخبرها اياً من هذا معلنه بوضوح كيف تراه، ليس سوا بضعة من اموال وعقد تم امضاءه بينهم...

خرج من افكاره تلك على صوت المأذون الذي يطلب منه التوقيع على دفتر الزواج مضي سريعاً حتى ينتهي هذا الامر...
من ثم جلس متصلباً يرغب باخبار الجميع بالرحيل حتى يستطيع الانفراد بنفسه، لكن تشدد جسده عندما رأي والدته تدخل من باب القصر يتبعها احدي الحرس يحمل حقيبة ملابسها، زفر بحنق لاعناً حظه السئ فهذا افضل وقت لوالدته تعود به...
تجمدت خطوات فطيمه فور رؤيتها المشهد الذي امامها.

=ايه ده في ايه اللي بيحصل هنا،؟!
وقفت شهيره راسمه على وجهها ابتسامه واسعه متشنجه بينما تجيبها
=داغر و نورا اتجوزوا، مش تقوليلهم مبرو...
قاطعتها فطيمه بينما تتقدم بحده بالغرفه حتى وقفت امام داغر هاتفه بارتباك
=اتجوزت نورا،؟! اتجوزتها يا داغر طيب ازاي، طيب و داليدا...

تصلب جسده فور سماعه لأسم داليدا لكنه اكد على نفسه بانها لن تتأثر بهذه الزيجه فهي اكدت له بوضوح انها لا تشعر بشئ نحوه ولا تعده زوجا ً حقيقياً لها حتى تتأثر بزواجه من امرأه اخري...
صاحت فطيمه بغضب عندما ظل صامتاً
=ما ترد عليا يا داغر...
بدأت شهيره ترتبك مما جعلها تبدأ بصرف الخدم و المأذون الذي انهي مهمته مرمقه بغضب نورا شقيقتها التي كانت جالسه تتابع ما يحدث بهدوء و برود
همست فطيمه بغضب عندما لم يجيبها.

=انا استحاله اصدق ان ابني داغر الراوي اللي بتتهز البلد كلها بكلمه منه يبقي ضعيف كده قدام بنت عمه اللي باشاره منها رجعلها ونسي بهدلتها لكرامته، و نسي داليدا اللي...
انتفض داغر واقفاً هاتفاً بغضب
=كفايه، كفايه، داليدا مش هيفرق معها سواء اتجوزت نورا، او اتجوزت 100 واحده غير نوا اطمني...

لكنه ابتلع باقي جملته عندما همست والدته اسم داليدا بنبره تملئها القهر والعاطفه و عينيها مسلطه على شئ خلف ظهره ادرك على الفور ما الذي يحدث استدار ببطئ ينظر إلى ما تطلع اليه والدته...

انسحب الدم من عروقه فور ان رأي تلك الجالسه بمنتصف الدرج تطلع نحوهم باعين متسعه و وجه شاحب كشحوب الاموات ليدرك على الفور انها تعلم بزواجه من نورا مما جعل شعور من اليأس يسيطر عليه يرغب بالاندفاع نحوها و اخبارها بحقيقة الامر ثم اخذها من هذا المنزل ويذهب بها بعيداً لمكان ليس به سواهم...

شعر بنورا تنهض و تقف بجانبه تشابك ذراعها بذراعه و لكن و قبل ان يستدير و يبعدها عنه معنفاً اياها سمع صوت نشيج حاد يصدر من داليدا التي كانت عينيها مسلطه عليهم قبل ان تنفجر باكيه بطريقه جعلته يرغب بالموت في الحال...
دفع نورا بعيداً بحده قبل ان يتجه سريعاً نحو داليدا جالساً على عقبيه امامها ممسكاً بيديها التي كانت بارده ببرودة الثلج هامساً بصوت مرتجف متألم بينما يرفع يديها يقبلها
=دليدا، متعيطيش...

نفضت يديه بعيداً عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته هاتفه بغضب من بين شهقات بكائها
=ابعد عني، ابعد عني متلمسنيش
لتصرخ بهستريه اكبر عندما مد يده نحوها مره اخري محاولاً مساعدتها عندما حاولت النهوض و انهارت جالسه مره اخري بسبب ارتجاف قدميها
=قولتلك متلمسنيش، متلمسنيش.

اسرعت فطيمه نحوها تضمها اليها بلهفه متمتمه باذنها بكلمات حنونه محاوله تهدئت شهقات بكائها التي تمزق انياط من يسمعها بينما وقف داغر يشعر بكتله حاده تعتصر قلبه و هو يشاهدها بتلك الحاله...
ساعدتها فطيمه على النهوض من ثم ساندتها و صعدوا الدرج لحق بهم داغر لكن توقفت فطيمه مستديره تطلع نحوه بغضب
=خاليك عندك...
لتكمل وعينيها مسلطه بغضب على نورا التي كانت تقف خلفه
=عروستك مستنياك، روحلها.

من ثم اخذتها وصعدوا الدرج تاركه داغر يقف كالمشلول يراقبهم حتى لم يعد يستطع الوقوف هكذا يشاهدها تنهار امامه دون ان يتحدث اليها و يخبرها بحقيقة الامر و لكن ما ان هم بصعود الدرج وقفت شهيره بجانبه هامسه بصوت مرتبك
=داغر انت رايح فين انت. هتطلع وراها، و تسيب نورا انت عايز الناس تقول ايه. بعدين متنساش لازم تبات النهارده في اوضة نورا علش...
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات إلى الخلف عندما.

قاطعها داغر صائحاً بغضب اهتز له ارجاء المكان
=تعرفي تخرسي و تغوري من وشي انتي و اختك بدل ما ارتكب جريمه...
ثم تركها و صعد الدرج سريعاً لكي يلحق بداليدا تاركاً شهيره تتلفت حولها بخوف من ان يكون احد سمع كلماته الغاضبه تلك لتتنفس براحه عندما وجدت البهو خالياً الا من نورا التي كانت جالسه تطلع نحوها ببرود اقتربت منها هامسه بصوت منخفض بينما تطلع اليها بقسوه.

=مشوفتش في برودك، قاعده ولا على بالك ولا كأنك سبب المصايب اللي احنا فيها دي
هزت نورا كتفيها قائله ببرود
=عايزاني اعملك ايه يعني، ما اللي حصل، حصل
لتكمل بحده محاوله التأثير على شقيقتها بينما تتصنع البكاء
= تحبي اقوم ارميلك نفسي من البلكونه علشان ترتاحي انتي و سي داغر بتاعك واهو ترتاحوا من عاري و قرفي...
اسرعت نحوها شهيره تضمها اليها قائله بلهفه و خوف
=لا، لا يا نورا اياكي اسمعك تقولي كده تاني...

همست نورا من بين شهقاتها المصطنعه
=انا زهقت من معاملتكوا ليا بالطريقه دي، وكل شويه انتي كمان تسمعيني كلام زي السم...
قاطعتها شهيره بينما تمرر يدها فوق شعرها
=خلاص، خلاص يا نورا مش هفتح بوقي تاني، و ننسي اللي فات، ونبدأ صفحه جديده انتي دلوقتي بقيتي مرات داغر، حتى لو كان الجوازه صوري ومش شرعي الا انك قدام الناس مراته و ده المهم يا حبيبتي...

ضمتها نورا هي الاخري راسمه فوق وجهها ابتسامه متسعه فقد وصلت إلى كسب عاطفة اختها مره اخري و هذا بداية ما ترغب الوصول اليه...

دلف داغر إلى الجناح الخاص به هو وداليدا و هو يعد نفسه إلى الصراخ الذي يواجهه من قبلها لكنه صدم عندما وجد الجناح يغرق بالصمت فارغاً...
ليدرك على الفور بان والدته قد اخذتها إلى غرفتها خرج مسرعاً متجهاً نحو الجناح الغربي من القصر حيث تقع غرفة والدته...
وقف خارج غرفة عدة لحظات يشعر بالتردد بينما قلبه يقصف بعنف داخل صدره زفر بقوه قبل ان يطرق الباب بتردد و عندما هم بفتح الباب و يدخل...

خرجت والدته من الغرفه سريعاً تدفعه للخارج مغلقه الباب خلفها بقوه بينما تقف كحائل بينه وبين و الباب
=عايز ايه يا داغر...
زمجر بغضب وقد بدأ يفقد السيطره على هدوئه
=عايز اتكلم مع مراتي...
لوت والدته فمها بسخريه مغمغمه بتهكم لاذع بينما تشير برأسها نحو الاسفل
=مراتك،؟! مراتك تحت يا حبيبي مستنياك علشان تقضوا شهر عسلكوا، ايه هتاخدها اوروبا زي ما كنت مخططين زمان قبل ما تسيبك و تتخطب للمحرج.

زفر بحده بينما يبعدها عن طريقه بلطف يعاكس للنيران المشتعله بداخله
=ماما، بلاش كلام كتير. ابعدي خاليني ادخل لداليدا
لكنها تسمرت في مكانها رافضه التزحزح من مكانها مما جعله يهتف بغضب
=ابعدي، ابعدي لان قسماً بالله انا على اخري، و مش عارف ممكن اعمل ايه.

قاطعته فطيمه بحده بينما تشعر بالصدمه من كلماته تلك فبحياته باكملها لم يتحدث اليها بتلك الطريقه الوقحه، من ثم بدأت تلاحظ الحاله التي كان عليها فقد كان يبدو كما لو كان تائهاً بائساً لا يدري ما الذي يجب عليه فعله فاقد السيطره تماماً على تحكمه و بروده و هذا ما لم تراه ابداً يعاني منه فقد كان دائماً صلب بارد في اصعب المواقف التي مرت عليهم
=مش هينفع تدخل داليدا منهاره جوا...

لتكمل مخففه من حدة نبرتها عندما رأت النظره المعذبه التي ارتسمت بعينيه
=سيبها يا داغر دلوقتي، انا ما صدقت انها هديت شويه
لكنه لم يستمع اليها ونحاها جانباً و دلف إلى الغرفه مغلقاً الباب خلفه كرساله واضحه بان لا تتبعه إلى الداخل.

تصلب جسد داغر فور دخوله للغرفه و رؤيته لتلك الجالسه منكمشه على نفسها باحدي المقاعد بينما تسند رأسها إلى ظهر المقعد مغلقه العينين مستغرقه بالنون بينما يصدر نشيج متقطه و منخفض من بين شفتيها من كل حين إلى اخري.

اتجه نحوها بخطوات بطيئه جالساً على عقبيه امامها وقبضه حاده تعتصر قلبه عندما رأي وجهها المحمر و المبتل بالدموع مرر يده بحنان على خدها و شعور من الندم والاحباط يسيطر عليه بانه السبب في انهيارها هذا فهو كان يعتقد بعد كلماتها اليه بان امر زواجه من نورا لن يفرق معها و لن تتأثر به لكن لا فرؤية انهيارها هذا جعله يشك في حكمه فبالتأكيد تشعر بشئ نحوه والا ما كانت انهارت بهذا الشكل كرفع يديها إلى فمه مقبلاً اياها عدة قبلات بينما يهمس بصوت مرتجف متألم باسمها.

رفرفرت داليدا بعينيها ببطئ خارجه من اخر اعراض النوبه التي تملكتها لتجد داغر جالساً امامها دافناً وجهه بين يديها التي كان يقبلها بقبلات رقيقه...
انتفضت واقفه مبتعده عنه مما مما جعله هو الاخر ينتفض واقفاً يراقبها باعين متردده
تراجعت إلى الخلف بحده عندما رأته يتقدم نحوها هامسه بصوت حاد غاضب
=اطلع برا...
اقترب منها بينما يفرد يديه امام جسده قائلاً بصوت منخفض في محاوله منه لجعلها تهدئ و تستمع اليه.

=طيب اهدي، اهدي، و انا هفهمك كل حاجه...
هتفت به بحده بينما تدفعه بقوه في صدره عندما اصبح يقف امامها مباشره ضاربه اياه بقسوه مخرجه كل الغضب و الالم الذي تشعر به
=تفهمني ايه، تفهمني انك اتجوزت بنت عمك بعد شهرين من جوازنا، مفكرتش الناس هتقول عليا ايه.
لتكمل بقسوه وهي تستمر بضربه غافله عن جسده الذي تصلب فور سماعه كلماتها تلك.

=هيقولوا اتجوزتني علشان تغيظها، و اول ما هي فسخت خطوبتها طلعت تجري وراها واتجوزتها حتى لو كان جوازنا صوري و اتفاق فمش من حقك تعرضني لاهانه زي دي...
غمغم داغر بفك متصلب بينما يقبض على يديه بجانبه محاولاً التغلب على خيبة الامل التي عصفت به
=يعني انتي، عياطك و تعبك كان بسبب كده بس...
اجابته بقسوه بينما تطلع اليه باعين تلتمع بالدموع التي لم تستطع السيطره عليها
=طبعاً ااومال هيكون علشان ايه.

ثم اخفضت عينيها سريعاً حتى تخفي كذبها عنه فكيف تخبره ان سبب انهيارها الالم الذي يمزق قلبها الذي يعشقه و ان فكرة انه اصبح لغيرها تجعلها ترغب بالموت لكنها لن تستطيع تخسر كرامتها امامه فيكفي ما تعرضت له بسببه حتى الان.

ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات بصمت محاولاً ابتلاع غصة الالم التي تشكلت بحلقه بسبب مرارة خيبة الامل التي يشعر بها قبل ان يومأ برأسه معترفاً بخطأه الذي ارتكبه بحقها فحتي وان كانت لا تشعر بشئ نحوه فهذا ليس ذنبها.
ليس ذنبها ان مشاعره نحوها مختلفه
=عندك حق انا غلطت في حقك بس...

همست داليدا بصوت مرتجف تضع يديها فوق اذنيها بينما تتراجع إلى الخلف لا تطيق ان تستمع إلى السبب الذي جعله يسرع بالزواج من نورا فبالتأكيد سيرجع ذلك إلى حبه لها و عدم رغبته بفقدها مره اخري
=كفايه، اطلع برا...
غمغم داغر بلهفه مقترباً منها و عينيه مسلطه بقلق على وجهها الذي زاد شحوباً فوق شحوبه بينما تتأرجح بمكانها كما لو كانت ستفقد الوعي
=داليدا مالك في ايه...

دفعته بصدره بحده صارخه بهستريه و قد فقدت القدره على التماسك امامه اكثر من ذلك
=اطلع برا، اطلع برا...
دخلت فطيمه الغرفه فور سماعها صراخات داليدا تلك اتجهت نحوها جاذبه اياها إلى حضنها بعيداً عن داغر الذي كان واقفاً يتطلع اليها بيأس.
ضمتها فطيمه اليها بقوه مما جعل داليدا تنفجر على الفور ببكاء مرير هامسه من بين شهقات بكائها
=خليه يطلع برا، انا مبقتش قادره اشوفه انا بكرهه، بكرهه.

اخذت تردد تلك الكلمات غافله عن ذاك الذي شحب وجهها فور سماعه كلماتها تلك و الالم الذي ارتسم بعينيه.
اشارت اليه والدته بالمغادره بينما تحاول تهدئت داليدا المنهاره بين يديها، اومأ برأسه بصمت قبل ان يستدير و يغادر الغرفه بخطوات بطيئه متعبه...

بعد عدة ساعات...
كانت داليدا نائمه بجانب فطيمه التي كانت تحتضنها بحنان فلم تتركها ولو للحظه واحده منذ انهيارها بالاسفل مغدقه اياها بحنانها معوضه اياها عن والدتها فقد كانت الشخص الوحيد الذي عاملها بحنان و لطف بعد وفاة والدتها...
ابتعدت عنها داليدا ببطئ لتستلقي على طرف الفراش و الالم الذي يعصف بداخلها يكاد يدمر روحها...
بسبب تلك الخيالات التي لا ترغب ان تفارقها...

فيمر امام عينيها بكل لحظه مشاهد كما لو كانت حقيقيه لنورا و هي بين ذراعي داغر يغدقها بحبه بليلة زفافهم.
نبش الالم بمخالبه في قلبها ممزقاً اياه اخرجت نشيج متألم بينما دموعها تغرق وجهها فمجرد تخيلها له معها بوضع حميمي يجعلها ترغب بالموت حتى تنتهي من حياتها البائسه تلك.
نهضت ببطئ من فوق الفراش دون ان تصدر صوت حتى لا تزعج فطيمه المستغرقه بالنوم...

تنفست بعمق قبل ان تمسح وجهها من الدموع العالقه بها اتجهت نحو باب الغرفه وقد اتخذت قرارها...
سوف تعود إلى غرفتها و تحزم امتعتها و تغادر هذا المنزل لكن سنتنظر حتى يستيقظ داغر و تطلب منه ان يطلقها غصه تكونت بحلقها وهي تفكر بانه هذه المره سيوافق على تطليقها فلم يعد يحتاج اليها حيث استطاع ااخيراً الزواج من نورا...
توجهت عبر الممر المظلم نحو الجناح الخاص بها و بداغر.

فتحت الباب ليقابلها الظلام الدامس الذي يغلف المكان بحثت بتعثر عن زر الاضاءه بالحائط حتى وجدته لتعم الاضاءه الغرفه...
لكن اهتز جسدها بعنف كما لو صاعقه ضربته عندما وقعت عينيها على نورا التي كانت تستلقي بين ذراعي داغر بفراشها الخاص بها بينما كان هو الاخر يحتضنها...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
فلاش باك...
بعد طرد داليدا لداغر من غرفة والدته اتجه مباشرة إلى الجناح الخاص بهم منهاراً على الفراش و غيمه من الالم تسيطر على قلبه...
بدأ يتناول بشراهه العديد من السجائر ينفث بها غضبه و احباطه حتى انهي علبه باكملها لكن رغم ذلك لم تنطفأ نيران غضبه ولا الحزن الذي كان يسيطر عليه.

دفن رأسه بين يديه محاولاً اسكات صوت داليدا الذي لايزال يتردد بكل قسوه في اذنه و هي تصيح بمدي كراهيتها له، فتلك الكلمات كانت كالنصل الذي انغرز بقلبه و أدماه...
جذب بيده خصلات شعره بقسوه مطلقاً صرخه تنم عن مدي المه و غضبه محاولاً اسكات صوتها
=اسكتي، اسكتي
ثم التف بتعثر نحو الطاوله التي بجانب الفراش يفتح ادراجها باحثاً بها عن شئ ما حتى عثر اخيراً على مراده...

اخرج علبة دواء منوم قد كتبه له الطبيب في وقت سابق عندما كان يعجز عن النوم بسبب ضغط العمل و الصفقات التي يعقدها
اخرج منها حبيتين متناولاً اياهم سريعاً فقد كان يرغب بان يسقط نائماً باقصي سرعه حتى يتخلص من ألمه و العذاب الذي كان يمزق قلبه...
استلقي على الفراش متناولاً الوساده الخاصه بداليدا محتضنه اياها بقوه دافناً وجهه بها مستنشقاً بعمق رائحتها التي كانت عالقه بها...

اخذ يهمس اسمها بصوت اجش متألم بينما يغلق عينيه على الدموع التي تراكمت خلفها رافضاً السماح لها بالنزول فبحياته بأكملها لم يبكي على شئ حتى يوم وفاة والده الذي كان اقرب شخص اليه...
و سرعان ما زاد تفاعل الدواء و سقط بنوم عميق و هو لا يزال يحتضن وسادة داليدا إلى قلبه...

في وقتاً ما اثناء نومه شعر برائحه غريبه نفاذه مزعجه تصل إلى انفه حاول فتح عينيه و معرفه ما يحدث لكن وقبل ان يستطع فتحها اندلع صوت صرخه حاده شقت سكون المكان. مما جعل ينتفض جالساً وعينيه تلتف في المكان بتشوش من اثر النوم لكنه صدم عندما رأي نورا النائمه بجانبه بينما تحتضنه و ذراعه تحيط بخصرها انتفض مبتعداً عنها على الفور كما لو كانت شئ قذر د يلوثه و قبل ان ينفجر بها غاضباً بسبب نومها بهذا الشكل بجانبه...

انتبه إلى تلك الواقفه بباب الجناح تتطلع نحوهم بنظرات قاتله لم يرا بمثلها من قبل كما كان وجهها محتقن من شدة الغضب بينما عينيها تتقافز بها شرارات الغضب همس بصوت حذر
=داليدا...
لكنه لم يكمل جملته حيث شاهد باعين متسعه داليدا وهي تندفع داخل الغرفه بخطوات غاضبه و عينيها تلتمع بشراسه قاتله.

هجمت داليدا التي كانت الغيرة و الالم الذي يمزق قلبها يعميان عينيها على نورا التي كانت لازالت مستلقيه ببرود على الفراش تجذبها بغل وحده من شعرها حتى سقطت من على الفراش و ارتطم جسدها بقسوه بارضيه الغرف الصلبه لم تتيح لها داليدا الفرصة لكي تنهض حيث انقضت عليها مره اخري تجذبها من شعرها بقسوه حتى كادت ان تقتلع.

جذوره في يدها ساحبه اياها فوق ارضيه الغرفه اخذت صراخات نورا المتألمه تندلع بالغرفه مستغيثه بداغر الذي كان واقفاً يشاهد بصمت هذا المشه و وجه متصلب حاد مدركاً ما كانت تحاول نورا الوصول اليه من تسللها إلى الفراش الخاص به و بداليدا و النوم بجانبه اثناء نومه تطلع نحوها ببرود تاركاً لداليدا حق التصرف معها كما تشاء.

فتحت داليدا باب الغرفه دافعه اياها بقسوه للخرج وقفت نورا بتعثر على قدميها و هي تلهث مندفعه نحو داليدا وهي تصرخ بغضب و غل محاوله ضربها
=هي حصلت تضربيني، يا زباله يا واطيه...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما قبض داغر الذي اندفع نحوها فور ان رأي ما تهم فعله حيث نحي داليدا خلف ظهره بحمايه قبل ان يقبض على ذراع نورا و يلويه خلف ظهرها مزمجراً بشراسه بثت الرعب بداخلها
=ايدك بدل ما اقطعهالك...

صاحت نورا باكيه بينما تحاول التحرر من قبضته
=بتضربني انا، ده بدل ما تجبلي حقي منها دي بهدلتني...
قاطعها داغر بغضب دافعاً اياها بقسوه بعيداً مما جعلها تكاد تتعثر لولا انها تمسكت سريعا بالحائط الذي كان
=غوري من وشي، بدل ما اعمل اللي مفروض كنت عملته من زمان.

ثم اغلق باب الغرفه في وجهها الشاحب لا تصدق بانه قد قام بتهديدها بالقتل من اجل زوجته التفت مغادره عائده إلى غرفتها تسحب خلفها خيبه املها في تحقيق مرادها...
في ذات الوقت...
كانت داليدا تشاهد ما فعله بابنة عمه باعين متسعه بالصدمه لا تصدق بانه قام بالدفاع عنها فقد كانت تتوقع ان يقوم بحماية نورا و تعنيفها هي وليس العكس...

لكنها نفضت تلك الفكره بعيداً مقنعه ذاتها بانه بالتأكيد يوجد بينهم مشكلة ما و يريد اغاظة نورا بها كالمعتاد...
بدأ الغضب يسيطر عليها مره اخري فور ان قفز امام عينيها مشهدهم باحضان بعضهم البعض فوق فراشها اندفعت نحوه تدفعه في ظهره بكل قوه لديها نحو باب الغرفه هاتفه بغضب
=اطلع برا انت كمان...
لتكمل صارخه بشراسه عندما رفض ان يتحرك من مكانه حيث كان جسدها صغير للغايه بجانب جسده الطويل العضلي.

=بقولك اطلع برا، روح ورا مراتك...
مرر داغر يده على وجهه فاركاً اياه بغضب قبل ان يلتف اليها بصبر ممسكاً بيديها التي كانت تضرب ظهره جاذباً اياها امامه لكنها انتفضت مبتعده عن لمسته مرقمه اياه بازدراء هاتفه بنبره تمتلئ بالاشمئزاز
=ابعد ايدك القذره. اللي لمستها بها، دي عني.

تجمد داغر بمكانه وقد هبطت عينيها إلى يديه متأملاً اياها باستفهام قبل ان يدرك ما تقصده فقد كانت تعتقد انه قام بملامسة نورا على فراشهم همس باضطراب و قد بدأ يدرك مدي صعوبة موقفه امامها
=محصلش حاجه بيني و بينها و ًملمستهاش...
قاطعته داليدا بحده بينما لازالت ترمقه بنظراتها المزدريه
=كداب...
زمجر بحده بينما يشير إلى جسده بيأس من اتجاه تفكيرها
=داليدا انا لسه بهدومي.

مررت عينيها بارتباك فوق جسده لتتنبه إلى انه لا يزال يرتدي كامل بدلته حتى سترته.
همست بارتباك بينما تشيح عينيها بعيداً عنه
=حتي لو كده. ده ميبررش انك جبتها و نيمتها على سريري...
لتكمل بصوت مرتجف ملئ بالغضب والالم
=انت قاصد، تعمل كده علشان تجرحني و تدوس على كرامتي كانك بتستمع بده.

اقترب منها داغر فور سماعه كلماتها التي عصفت بقلبه احاط وجهها بيديه و برغم مقاومتها له الا انه رفض تركها قبل جبينها بحنان مستنشقاً رائحتها محاولاً تهدئت الالم الذي لايزال يعصف بقلبه ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه قبل ان يهمس بصوت اجش
=ما عاش ولا كان اللي يدوس على كرامتك حتى لو كنت انا...
ليكمل بينما يشدد من احتضانه لها محاولاً السيطره على جسدها الذي كان ينتفض بين ذراعيه محاوله التحرر منه و الابتعاد.

=انا نمت هنا لوحدي، معرفش هي دخلت امتي الاوضه و نامت جنبي...
دفعته بقسوه في صدره وقد نجحت اخيراً في التحرر من بين ذراعيه اخيراً متخذه عدة خطوات للخلف بينما تهتف بسخريه لاذعه
=عايز تفهمني، انك محستش بها و هي بتنام جنبك كانت مشرباك حاجه اصفرا...

برغم الالم و الحزن الذي يسكنان قلبه الا انه اطلق ضحكه منخفضه عند سماعه كلماتها تلك قبل ان يتجه بهدوء نحو الطاوله التي بجوار الفراش مخرحاً علبة دواء المنوم مشيراً بها نحوها
=لا كنت واخد حبيتين من دي علشان كده محستش لا بها ولا بيكي لما دخلتي...
قاطعته داليدا بحده و صدرها يعلو و ينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها عندما بدأت تشعر انه بدأ يؤثر بها مره اخري
=ميهمنيش تنام معها متنمش انت حر...

لتكمل بقسوه بينما تحاول التحكم بتلك الدموع التي تجمعت في عينيها
=كل اللي يهمني انك تطلقني، و دلوقتي اعتقد انك وصلت للي كنت عايزه بجوازك مني...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما قبض على ذراعها جاذباً اياها نحوه لتصطدم بقوه بجسده الصلب مزمجراً بغضب و حده
=مفيش طلاق، فاهمه.

ابتلعت ريقها بخوف منه فقد كان وجهه محتقن بشده و شرارت الغضب تتقافز من عينيه بطريقه لم تشاهدها من قبل لكنها رغم ذلك هتفت بحده بينما تحاول التملص من بين ذراعيه
=لا هطلقني، كده اللي بيني و بينك انتهي
صاح بغضب جعلت عروقه تنتفض بقوه وقد جعلته فكرة ان يدعها تذهب يفقد السيطره على غضبه
=انا اللي احدد اذا كان انتهي ولا لاء، مش انتي...
هتفت داليدا بحده مقاطعه اياه
=طبعاً علشان العقد اللي معاك مش كده...

وقف يتطلع اليها عدة لحظات بارتباك لا يفهم ما تقصده فقد نسي امر هذا العقد تماماً ليشعر بالراحه انه معه ورقه رابحه يستطيع الضغط بها عليها حتى لا تتركه
=بالظبط كده علشان العقد، و ياريت تبقي تفتكريه قبل ما تطلبي الطلاق تاني...

وقفت داليدا تطلع اليه و نيران الغضب تشتعل بداخلها لا تدري سبب رفضه لطلاقها بعد ان تزوج بنورا و وصوله إلى هدفه، لكنها ستريه سوف تجعله يندم. ستجعله هو من يقوم بتطليقها بنفسه فهي لن تتحمل العيش في هذا العذاب كثيراً او ان تراه يغدق امرأه اخري بحبه امام عينيها...
اومأت برأسها وقد تبدل الغضب المرسوم بعينيها إلى برود مفاجئ
=تمام. اللي انت شايفه.

ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات بقلق من موافقتها السريعه تلك دون ان تتشاجر معه او تحاربه كعادتها لكنه تجاهل قلقه هذا فكل م يهمه انها ستظل معه. و بالتأكيد سيجد حل لوضعهم هذا قريباً...
خرج من افكاره تلك عندما رأها تهم الخروج من الغرفه
=راحه فين.؟!
التف اليه بهدوء بعد ان اصبحت عند باب الغرفه المفتوح تشير إلى باب الغرفه المواجه لجناحهم
=هنام في اوضة الضيوف...

هتف داغر بحده بينما يجز على اسنانه بقسوه و قد بدأ يفقد صبره معها
=داليدا متختبريش صبري. مفيش نوم الا...
قاطعته سريعاً قبل ان يكمل جملته مشيره إلى المكان بيدها
=مش هنام في مكان مليان بالريحه المقرفه دي، و لا في سرير واحده غيري كانت نايمه عليه...

ثم تركته و دخلت الغرفه المقابله مغلقه الباب بحده في وجهه الغضب ادار داغر نظره بالغرفه وقد بدأ يختنق حقاً من الرائحه النفاذه للعطر الذي كانت تضعه نورا والذي يملئ المكان...

خرج من الجناح بخطوات سريعه غاضبه متجهاً نحو غرفة نورا التي فتح بابها دون ان اي طرق ليجدها مستلقيه بالفراش تتلاعب بهاتفها اشرق وجهها بابتسامه مشرقه فور رؤيتها له بداخل غرفتها لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها تلك ليحل محل الخوف عند رؤيتها للغضب المشتعل بعينيه...
انتفضت ناهضه من فوق الفراش بتعثر عندما هتف بحده من بين اسنانه المطبقه بقسوه بها
=ايه اللي خالاكي تنامي جنبي...
همست بارتباك بينما تبتلع غصة.

الخوف التي تشكلت بحلقها
=ما انت عارف انه كان لازم ننام في نفس الاوضه النهارده
قاطعها صائحاً بغضب بينما يتقدم نحوها
=تقومي تنامي في اوضتي انا و مراتي انتي مجنونه ولا بتستعبطي...
هتفت نورا بحده متناسيه خوفها منه بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها بحده
=يعني هي مراتك وانا ايه...

تكسرت جملتها بالنهايه متخذه عدة خطوات للخلف شاعره بالرعب يندلع بداخلها عندما رأته يتقدم نحوها وقد اسود وجهه من شدة الغضب زاد الرعب بداخلها اكثر عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها بقوه لتعلم بانها اصبحت محاصره بينه وبين ذاك الوحش المظلم الذي اصبح امامها مباشرة ينظر اليها كما لو كانت اكثر شئ يكرهه و يحتقره بهذا الوجود.

صرخت فازعه عندما قبض على فكها يعتصره بقسوه بيده مزمجراً من بين اسنانه و تعبيرات وحشيه على وجهه
=انتي ولا حاجه، فاهمه ولا حاجه داليدا هي بس اللي مراتي، لكن انتي حته حثاله، ولا ليكي اي لازمه
همست نورا بصوت مرتعش بينما تهز رأسها بقوه محاوله الافلات من قبضته
=ليه و جوازنا...
قاطعها بقسوه بينما يزيد من قبضته حول وجهها يعتصره بقسوه.

=جوازنا اللي بتتكلمي عنه ده شرعاً و قانوناً باطل، فاهمه باطل يعني انتي مش موجوده اصلاً في حياتي...
ليكمل هامساً بالقرب من اذنها بصوت حاد لاذع ارسل رجفه رعب بداخلها بينما شرارات الغضب تتقافز من عينيه العاصفه بينما يزيد من ضغط يده حول فكها
=و اخر مره ايدك النجسه دي تترفع على مراتي، و الا و رحمة ابوكي و ابويا لأكون دفنك حيه مكانك، فاهمه
هزت رأسها بينما بدأت تنتحب بسبب الالم الذي تشعر به في فكها.

ثم تركها دافعاً رأسها بحده للخلف متجهاً نحو باب الغرفه الذي اغلقه بقوه خلفه اهتزت لها ارجاء المكان.

دخل داغر بخطوات هادئه بطيئه إلى غرفة الضيوف التي تنام بها داليدا بعد ان تحمم و قام بتبديل ملابسه...
وقف بجانب الفراش يتأمل بشغف تلك المستغرقه بالنوم جذب بحنان الغطاء على جسدها قبل ان يصعد للفراش و يستلقي بجانبها فهو لن يستطع النوم بدونها، الا اذا تناول من تلك الادويه المنومه مره اخري و هذا ما لن يفعله ابداً بعد ما حدث.

اقترب بجسده منها محتضناً اياها بين ذراعيه ليستند ظهرها إلى صدره استغل نومها الثقيل و ازاح شعرها الحريري عن عنقها دفناً وجهه به من الخلف طابعاً عليه عدة قبلات حنونه قبل ان يغمض عينيه و يستغرق بالنوم و هو يضمها اليه كما لو كانت اثمن شئ في حياته...
في الصباح...

استيقظت داليدا و جلست على الفراش و شعور غريب يسيطر عليها كما لو كان داغر معها لكن الغرفه كانت خاليه استدارت إلى الوساده التي بجانبها لتجد عليها اثر رأسه لتدرك بانه بالفعل قضي الليله هنا معها و ليس بغرفة نورا شعور خائن من الفرحه سيطر عليها لكنها سرعان ما نهرت نفسها بعنف هاتفه بحنق بينما تقفز ناهضه من فوق الفراش
=ينام عندها ولا مينمش انتي مالك...

ثم خرجت من الغرفه و اتجهت نحو الجناح الخاص بهم حتى تستحم و تبدل ملابسها و شعور من الاختناق يسيطر عليها لا ترغب بدخول تلك الغرفه مره اخري و رؤية ذلك الفراش الذي كانت نورا تنام عليه معه حتى لا تتذكر المشهد الذي كاد ان يقتلها...

لكن فور دخولها للجناح تصلبت بمكانها فقد كان الجناح بأكمله مفروش باثاث جديد مختلف تماماً عن الاثات الذي كان به بالامس خرجت من الغرفه مره اخري تتطلع إلى الباب و الممر حتى تتأكد بانها لم تدخل مكان خاطئ...
لكنه كان بالفعل الجناح الخاص بها هي و داغر لكن باثاث جديد رائع.

اخذت تتأمل الفراش الملكي الذي كان يتوسط الغرفه فقد رائعاً بينما يحيطه من كل الجاهتين طاولتين مشابهتان له كما استبدل الانتريه باخر رائع للغايه مريح اكثر
ثم لفت انتبهها في زواية الجناح شاشة التلفاز الضخمه التي كانت تحتل الحائط باكمله و امامها توجد اريكه كبيرة وثيره مريحه للغايه تتسع لاستلقاء ثلاثه اشخاص و امامها طاوله انيقه.

اخذت تتلفت حولها بارتباك و صدمه لا تدري متي استطاع داغر تغيير كل هذا فقد كانت الساعه تتجاوز العاشره صباحاً بقليل تراجعت خطوه إلى الخلف عندما رأت داغر يخرج من باب الحمام بجسد عاري يعقد حول جزءه السفلي منشفه بينما كان يقوم بتجفيف شعره بمنشفه صغيره اخري حول عنقه فلم ينتبه اليها...

لكن عندما ابعد المنشفه عن رأسه و رأها تقف امامه بشعرها المشعث بشكل محبب و وجهها المحمر من اثر النوم ارتسمت ابتسامه واسعه على وجهه قائلاً بينما يشير بيديه على المكان
=ايه رأيك،؟
تنحنحت داليدا قبل ان تجيبه بهدوء بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها حتى لا يلاحظ ارتجافهم
=غيرت العفش ليه،؟!
اجابها بينما يقترب منها وعينيه مسلطه بشغف على وجهها المحمر.

= علشان لا انا و لا انتي ينفع ننام في سرير واحده غيرك نامت فيه...
اتسعت عينيها بالصدمه فور سماعها كلماته تلك بينما ازدادت ضربات قلبها بعنف ممما جعلها تعنف نفسها مذكره نفسها بما فعله بها، و ان المرأه الاخري التي يتحدث عنها هي زوجته حب عمره...
اقترب منها داغر قائلاً بأعين تلتع بالامل
=مقولتليش رأيك،؟!
هزت داليدا كتفيها ببرود و هي تدير نظرها بالغرفه بلامبالاه مظهره له بوضوح عدم اهتمامها.

=عادي، مفرقتش في حاجه...
ثم تركته و دلفت إلى غرفة الحمام بخطوات واثقه مغلقه الباب في وجهه بحده...
زفر داغر بغضب و ضيق و هو يطيح باحباط المنشفه التي كانت بيده على الارض فقد باتت جميع محاولته لاسترضائها بالفشل معامله اياه ببرود و لامبالاه
فبرغم عدم نومه الا بالرابعه فجراً الا انه استيقظ بالسادسه صباحاً رغم تعبه و اتصل باحدي معارض الاثاث التي جعلها تفتح خصيصاً من اجله و اختار ذلك الاثاث من اجلها...

من اجل الا يجعلها حزينه عندما تدخل تلك الغرفه في الصباح و تتذكر رؤيتها لنورا بفراشها معتقداً بانها قد تظهر ولو القليل من التفاعل و الحماس الا انها تعاملت معه كما لو ان ما فعله لا يهمها في شئ
زفر بحنق قبل ان يتجه نحو الخزانه و يخرج ملابسه التي ارتداها سريعاً و خرج من الغرفه حتى لا يفقد السيطره على نفسه ويقتحم عليها الحمام و يهزها بين يديه حتى تفقد الوعي بسبب الاحباط التي تسببت به له...

بعد مرور عدة ساعات...
كانت داليدا جالسه بالاريكه الجديده مستمتعه بملمسها المريح الرائع تشاهد التلفاز عندما اندلع طرق على الباب لتدخل بعدها مروه الخادمه
=داليدا هانم، داغر بيه وصل و بيبلغ حضرتك العشا جاهز و انه مستني حضرتك تحت...
اجابتها داليدا بوجه مقتضب
=قوليله مش جعانه، يا مروه...

لكنها ذكرت نفسها بوعدها الذي اتخذته على نفسها من ان تجعله يندم هو تلك العقربتان ابنتا عمه اسرعت هاتفه عندما التفت مروه للمغادره
=ولا اقولك قوليله نازله...
لتكمل بتردد
=هو طاهر جوز شهيره تحت، و لا لسه مسافر؟!
هزت مروه رأسها قائله بهدوء
=لا يا هانم لسه مسافر و على ما اعتقد مش راجع قبل اسبوع...

اومأت لها داليدا بينما تراقبها و هي تغادر الغرفه قبل ان تنهض وعلى وجهها ترتسم ابتسامه واثقه فقد بدأت الحرب ليس مع داغر فقط بلا مع الجميع...

اتجهت نحو الخزانه مخرجه احدي الفساتين الخاصه بها الذي كان يتكون من قطعتين منفصليتن يظهر جمال قوامها و بياض بشرتها الحريريه ارتدته من ثم قامت بفرد شعرها الذي انسدل فوق ظهرها كستار من النيران المشتعله متخليه عن حجابها هذه المره فلا يوجد رجال بالاسفل سوا داغر زوجها...
وضعت القليل من احمر الشفاه ليبرز جمال شفتيها وقفت تطلع إلى نفسها بالمرأه بانفس منحبسه فقد كانت تبدو جميله للغايه بذلك الفستان...

ارتسمت على شفتيها ابتسامه واثقه قبل ان تهبط إلى الاسفل تتغنج في خطواتها لكن فور دخولها غرفة الطعام تصلبت بمكانها وقد اختفت ابتسامتها تلم عندما وجدت نورا تجلس بجانب داغر الذي كان منشغلاً بالتحدث مع والدته الجالسه بالجانب الاخر من مقعده.

شعر داغر بوجود داليدا بالمكان على الفور مما جعله يلتف سريعاً نحو الباب لتنحبس انفاسه داخل صدره و قد بدأ قلبه يخفق بجنون فور ان وقعت عينيه عليها واقفه بجانب الطاوله تفحص باعين تلتمع بالشغف فستانها محكم التفاصيل حول جسدها و الذي كان يبرز قوامها الرائع بينما شعرها منسدل على ظهرها و كتفيها كشلال من النيران المشتعله مما ابرز جمالها اكثر و اكثر...

شعر بأختفاء العالم من حوله و هو يراها امامه بكل هذا الجمال اخذت عينيه تتشبع بشغف كل تفصيلة صغيرة لها...
بينما تسلطت عليها الانظار الحاقده لكلاً من نورا و شهيره الذين كانوا لاول مره يروها بشعرها و دون حجابها...

كانت نظراتهم تلتمع بالحقد و الغيره غرزت نورا اظافرها بكفة يدها بغضب ونيران الغيره تتأكلها من الداخل فقد كانت تعلم بان داليدا جميله لكنها لم تتخيل بان يكون جمالها صاعق بهذا الشكل او انها تمتلك شعر بهذا الجمال و اللون الرائع الذي اضاف لجمالها جمال...
خرج داغر من فقاعة تأمله الشاغف اخيراً منتبهاً إلى ان داليدا لازالت واقفه بمكانها و لم تتحرك
=واقفه عندك ليه يا داليدا.

اقتربت منه بخطوات متمهله حتى وقفت بجانب كرسي نورا قائله ببرود
=ممكن تقومي من الكرسي بتاعي...
انتبه داغر على الفور إلى نورا الجالسه بجانبه فقد كان منشغلاً بالتحدث إلى والدته حول داليدا وما حدث بالامس فلم ينتبه اليها...
اجابتها نورا بحده بينما تتراجع إلى الخلف في مقعدها بتصميم
=ليه بقي ان شاء الله كان مكتوب عليه اسمك...
قاطعتها داليدا بحده و عينيها تتطاير بها شرارت الغضب
=اها مكتوب عليه اسمي، قومي.

نظرت نورا اليها ببرود هاتفه بحده
=هو ايه تلقيح الجتت ده ما تشوفيلك اي زفت تت...
اندلعت نيران الغضب بعروق داغر الذي كان تاركاً لداليدا التعامل معها حتى يجعلها تشعر ببعض الثقه مما قد يهدئ بعض من غضبها لكنه لم يستطع الصمت عندما سمع نورا تجيبها بهذه الوقاحه
قاطعها مزمجراً بشراسه جعلت الدماء تجف بعروقها من شدة الخوف
=قدامك ثانيتين و تقومي
ابتلعت نورا ريقها بخوف.

و عندما همت بالنهوض خوفاً ان من ينالها غضب داغر رأت ما جعلها تتسمر في المقعد مره اخري...
حيث اندفعت داليدا جالسه على ساقي داغر مغمغمه بمكر
=اشبعي به، انا خلاص لقيت احسن مكان اقعد فيه...
تصلب وجوه جميع الجالسين على الطاوله فور رؤيتهم ما فعلته داليدا، بينما شعرت فطيمه بالارتباك و الخوف من ردة فعل داغر على ما فعلته داليدا فهو لن يسمح لها بالجلوس على ساقيه بهذا الشكل امام الاخرين...

بينما ابتسمت شهيره بخبث منتظره انفجار غضب داغر الوشيك...
لكن ذبلت ابتسامتها تلك شاعره بالصدمه كالاخرين عندما رأت داغر يحيط خصر داليدا بذراعيه جاذباً اياها للخلف على ساقيه اكثر و ابتسامه مشرقه ملئت وجهه، لكن سرعان ما اختفت ابتسامته تلك عندما التف إلى نورا قائلاً بقسوه
=قومي من على الكرسي...

انتفضت نورا واقفه على الفور تنفذ امره خوفاً منه رغم الغضب و الغيره المشتعله بداخلها من رؤية لداليدا الجالسه على ساقيه من ثم اتجهت للمقعد المجاور للشقيقتها و جلست عليه...
شاهدت داليدا ذلك و ابتسامه شامته على وجهها و عندما حاولت النهوض من فوق ساقي داغر و الجلوس على المقعد الذي اخلته نورا زمجر داغر في اذنها بصوت منخفض بينما يشدد من ذراعيه حول خصرها رافضاً تركها.

=راحه فين خليكي مكانك، مادام بدأتي حاجه يبقي خليكي قدها...
احمر وجه داليدا بشده و قد بدأت تدرك فداحة ما فعلته بجلوسها على ساقيه بهذا الشكل. فقد اعماها غضبها الذي دفعها للجلوس على ساقيه نكايةً بنورا...
همس باذنها بقسوه بينما يده تمر على فستانها من الاسفل...
=عارفه لولا ان طاهر مسافر و ان مفيش رجاله في البيت هنا غيري كنت حاسبتك على نزولك بالمنظر ده...

همست داليدا بحده بينما ترسم على وجهها ابتسامه واسعه حتى لا تجعل نورا و شهيره يدركوا انهم يتشاجرون
=و الله انا عارفه كويس ان طاهر مش هنا و ان مفيش رجاله غيرك في البيت و الا مكنتش نزلت كده...
لتكمل قائله بدلال بصوت مرتفع بينما تحيط عنقه بذراعيها مقرره اكمال خطتها و احراجه امام الاخرين و اشعال غضب نورا و شقيقتها في ذات الوقت
=حبيبي ممكن تأكلني، اصل صحيت من النوم حاسه ان ايدي وجعاني اوي...

ابتسم داغر فور ادراكه ما تحاول فعله ليجاريها بالامر تاركاً اياها تفعل ما ترغب به لعل هذا يهدئ من غضبها رفع يدها إلى شفتيه مقبلاً اياها بحنان قبل ان يتناول ملعقه من الطعام و يضعها امام فمها الذي فتحته داليدا بتردد وقد اشتعل وجهها بالخجل رغم جرئتها السابقه...
نكزت نورا ذراع شقيقتها بغضب وعينيها مسلطه بحقد عليهم مما جعل شهيره تهتف بحده و استنكار.

=داغر مينفعش اللي بتعمله ده، قدامنا و كمان الخدم لو شافوا منظركوا ده هيقولوا ايه...
وضع داغر بحنان قطعه من اللحم بفم داليدا قبل ان يلتف و يجيبها ببرود
=هيقولوا بيدلع مراته...
هتفت شهيره بغضب
=طيب و نورا مش مراتك...

ترك داغر الشوكه من يده بحده على الصحن مما جعل داليدا تنتفض فازعه لمكانها لكنه اسرع بالتربيت بحنان على ذراعها مطمئناً اياها قبل ان يلتف إلى شهيره مرمقاً اياه بنظره حاده جعلت الدماء تجف في عروقها
=شهيره كلي، و انتي ساكته.

نظرت داليدا بسخريه و شماته إلى كلاً من نورا و شهيره الذين كانوا يرمقونها بنظرات تنبثق منها الغل الحقد قبل ان تضع رأسها على كتف داغر متأوهه بصوت منخفض مما جعل انتباه داغر ينصب عليها هاتفاً بلهفه
=مالك يا حبييتي في ايه،؟!
همست بصوت منخفض متأوهه بألم
=مش عارفه بطني من امبارح وجعاني اوي و دايخه.
شحب وجه داغر بقلق فور سماعه ذلك مرر يده بحنان على رأسها قائلاً بصوت يملئه القلق.

=طيب تعالي معايا اطلعك فوق، و هكلم الدكتور يجي يشوفك...
دفنت وجهها بعنقه قائله بصوت مرتفع بعض الشئ...
=مش عارفه يا حبيبي، انا شكلي حامل ولا ايه...
لتدس رأسها بعنقه اكثر مخفيه ابتسامتها الواسعه الماكرة بينما انفجرت فطيمه في الضحك دون سابق انذار و قد ادركت ما تحاول داليدا فعله...
هتف داغر بحده عالماً بان والدته تعلم جيداً بانه لم يقم بلمس داليدا حتى تصبح حاملاً فتلك الحمقاء تحاول اثارة غضبه.

=خير بتضحكي على ايه يا ماما
اجابته والدته بينما تضع يدها فوق فمها محاوله كتم ضحكها
=ابداً يا حبيبي ولا حاجه
انتفضت كلاً من شهيره و نورا واقفتان يرمقون داليدا بنظرات سامه قاتله قبل ان يلتفوا و يغادروا الغرفه بصمت
من ثم نهضت فطيمه هي الاخري متحججه بميعاد دوائها و غادرت الغرفه وعلى وجهها ترتسم ابتسامه واسعه مرحه...

رفعت داليدا رأسها من فوق عنقه محاوله النهوض فور تأكدها من خلو الغرفه لكن داغر شدد من ذراعيه حولها مغمغماً بهدوء
=قولتيلي بقي حامل...
ابتلعت داليدا ريقها بارتباك و قد تجمدت شفتيها لا تدري كيف تجيبه لكنها شهقت بصدمه عندما شعرت بيده التي تسللت من اسفل الجزء العلوي لفستانها تمر بلطف على بطنها العاريه
غرزت اظافرها الحاده بذراعه محاوله اخراج يده من اسفل فستانهاا هاتفه بغضب.

=انت بتعمل ايه انت اتجننت. ابعد ايدك دي...
عقد ذراعه الاخري اسفل صدرها جاذباً اياها نحوه ليستند ظهرها بصدره الصلب العضلي هامساً باذنها بصوت اجش مثير وهو لا يزال يمرر يده فوق جلد بطنها الحريري
= بطمن على ابني...
ليكمل بخبث مقبلاً جانب عنقها
= مش بتقولي انك حامل برضو
استغلت انشغاله في تقبيل عنقها و انتفضت واقفه من فوق ساقيه هاتفه بغضب بينما تتخذ عدة خطوات للخلف نحو باب قاعة الطعام...

=بطل استعباط انت عارف كويس لا انت ولا غيرك لمسني علشان ابقي حامل...
لتكمل بشراسه و هي تشير باصبعها نحوه بتحذير
=اخر مره، تلمسني فيها فاهم عندك مراتك التانيه روح فعص فيها زي ما انت عايز...
ثم استدارت و غادرت الغرفه سريعاً بخطوات غاضبه تاركه اياه يتطلع في اثرها بصدمه و هو لا يصدق التحول الرهيب الذي حدث في شخصيتها الرقيقه المسالمه...

بعد عدة ساعات...
كان داغراً مستلقياً على الفراش يعمل على اللاب توب الخاص به لكنه لم يستطع العمل حيث انصب تركيزه على تلك النائمه باسترخاء على الاريكه تشاهد التلفاز زفر بغضب بينما يتطلع نحو الساعه التي بالحائط فقد تجاوز الوقت الثالثه صباحاً فقد كان يريد ان ينام فيجب ان يتسيقظ باكراً لكي يحضر احدي اجتماعاته الهامه...

لكنه لن يستطع النوم حتى يتأكد من انها نامت على الفراش فقد كان يعلم بانها تنتظره ان ينام حتى تستطيع النوم على تلك الاريكه...
نهض من الفراش و اتجه نحو الخزانه مخرجاً الحبل الذي يهددها به كل مره...
وقف امامها فارداً الحبل امام عينيها مما جعلها تنتفض جالسه على الفور
غمغم بينما يتصنع التفكير وعينيه تنتقل من الحبل إلى داليدا و العكس
=تفتكري الحبل ده هو اللي اطول و لا انتي يا داليدا،؟!

اجابته بحده بينما تطلع نحوه بنطره شرسه
=لساني اطول من الاتنين...
ادار داغر وجهه محاولاً كتم ضحكته على اجابتها تلك انحني عليها مما جعلها تتراجع إلى الخلف بحده
=قومي يلا كده بكل هدوء نامي على السرير يا داليدا...
دفعته بحده بيديها في صدره قبل ان تنتفض واقفه و تتجه نحو الفراش تغمغم بحده
=ما تروح تنام عند مراتك، مش عارفه انت لازقلي هنا ليه...
لتكمل بازدراء مرمقه اياه بسخريه قبل ان تستلقي على الفراش.

=تلاقيها رجعت عملت فيك حاجه تاني علشان كده مش طايقها و بتمثل الفيلم الحمضان ده تاني معايا قدامها...
قذف داغر الحبل من يده على الارض هاتفاً بغضب
=نامي يا داليدا، نامي بدل ما تخليني اتجنن عليكي انا خلاص جبت اخري معاكي
لكن داليدا لم تعير لتهديده هذا اهتمام و انتفضت واقفه مره اخري من الفراش مما جعله يهتف بها بغضب
=راحه فين،؟!
اجابته بحده بينما تتجه نحو المطبخ المرافق لجناحهم.

=هعمل حاجه اشربها قبل ما انام ايه هو تحقيق...
ثم دلفت إلى المطبخ و صنعت كوبين من عصير البرتقال ثم اخرجت من جيب منامتها علبه المنوم الخاصه بداغر التي استطاعت سرقتها من فوق الطاوله في الثواني القليله التي سبقته بها للفراش
وضعت حبه واحده باحدي الكوبين و اخذت تقلبها جيداً حتى تأكدت بانه لا يوجد اثر لها ثم حملت الكوبين و على وجهها ترتسم ابتسامه واسعه
=ان ما عرفتك ان الله حق يا ابن الدويري...

ثم خرجت إلى غرفة النوم و اتجهت نحو الفراش ناولت داغر الكوب الخاص به لكنه ظل يتطلع اليها بشك عدة لحظات رافضاً اخده منها متمتماً بنبره تملئها الشك
=ليا،؟!
اومأت داليدا بينما ترتشف من كوبها ببطئ قائله بلطف مخادع
=مهنش عليا اشرب لوحدي
ضيق داغر عينيه عليها قائلاً بدهشه
=ده ايه الطيبه اللي نزلت عليكي فجأه دي. ده انتي مطلعه عيني من الصبح...
قاطعته داليدا هاتفه بغضب مصطنع بينما تبتعد عنه
=تصدق ان انا غلطان...

لكنه اسرع بامساك ذراعها جاذباً اياها نحوه متناولاً منها كوب العصير غير راغب باحزانها او رفض الهدنه التي تقدمها له
=خلاص، هشرب
ليكمل رافعاً يدها إلى فمه مقبلاً اياها بحنان
=شكراً، يا شعلتي
نزعت داليدا يدها منه متراجعه للخلف متمتمه بارتباك
=العفو...

ثم صعدت إلى الفراش بجانبه ترتشف ببطئ من كوبها بينما تراقبه باهتمام و هو يتناول من العصير و فور انتهاءه من نصف الكوب كان بالفعل قد سقط على الوساده نائماً نزعت من بين يده الكوب واضعه اياه فوق الطاوله التي بجانب الفراش قبل ان تنهض ببطئ و تتجهه نحو الارض تلتقط الحبل الذي القاه داغر في وقت سابق هامسه بحده
=ابقي وريني هتهددني به تاني ازاي...

ثم اتجهت نحو الفراش جالسه بجانب داغر الذي تناولت يده و عقدتها بخفه بالحبل ثم عقدتها بطرف الفراش ليصبح داغر مقيداً لطرف الفراش...
نهضت مبتعده عدة خطوات متأمله مظهره و هو مقيد بالفراش بهذا الشكل وضعت يدها فوق فمها تكتم ضحكتها ثم اتجهت نحو المرأه حتى تكمل باقي خطتها...
بعد نصف ساعه...
استيقظ داغر شاهقاً بفزع عندما شعر بماء بارد ينسكب على وجهه...

اخذ يرفرف بعينيه عدة لحظات غير مستوعب المحيطط الذي حولها فقد كان المكان مظلم الا من ضوء عدة شماعات مشتعله...
حاول النهوض لكنه لم يستطع حيث صدم عندما اكتشف بان يديه مكبله بالحبل و معلقه باعلي الفراش صاح بغضب و قد ادرك من وراء تلك الفعله
=داليدا...

لكنه تراجع للخلف بالفراش فازعاً عندما رأي الخيال المرعب الذي يقف بجانب الفراش و الذي اتضح له انها داليدا التي كانت تقف بشعر مشعث كاحدي العفاريت يملئ وجهها خطوط حمراء و سوداء مرتديه رداء ابيض فضفاض للغايه و بعينها ترتسم نظره مرعبه ممسكه بين يديها بصاعق كهربائي يصدر ازيز من الكهرباء كلما ضغطت عليه راقبها داغر بتوجس وهي تقترب منه و على شفتيها ترتسم ابتسامه جنونيه لا تبشر بالخير...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
استيقظ داغر شاهقاً بفزع عندما شعر بماء بارد ينسكب على وجهه...
اخذ يرفرف بعينيه عدة لحظات غير مستوعب المحيط الذي حوله فقد كان المكان مظلم الا من ضوء عدة شماعات مشتعله...
حاول النهوض لكنه لم يستطع حيث صدم عندما اكتشف بان يديه مكبله بالحبل و معلقه باعلي الفراش صاح بغضب و قد ادرك من وراء تلك الفعله
=داليدا...

لكنه تراجع للخلف بالفراش فازعاً عندما رأي الخيال المرعب الذي يقف بجانب الفراش و الذي اتضح له انها داليدا التي كانت تقف بشعر مشعث كاحدي العفاريت يملئ وجهها خطوط حمراء و سوداء مرتديه رداء ابيض فضفاض للغايه و بعينها ترتسم نظره مرعبه ممسكه بين يديها بصاعق كهربائي يصدر ازيز من الكهرباء كلما ضغطت عليه راقبها داغر بتوجس وهي تقترب منه و على شفتيها ترتسم ابتسامه جنونيه لا تبشر بالخير...

هتف بها بغضب بينما يحاول فك العقده التي تقيد يديه بها
=داليدا متستعبطيش و فكي القرف ده...
اقتربت منه داليدا بصمت و هي لازالت تضغط على زر الصاعق الكهربائي و على وجهها ترتسم ذات النظره المرعبه
انحنت عليه مقربه الصاعق من وجهه المبتل هامسه بالقرب من اذنه
=ايه رأيك عجبك الحبل،؟!
اجابها بحده بينما لا يزال يحاول بقوه فك وثاق يده
=عارفه انا لو مسكتك و ديني ما هرحمك، و ساعتها هتعرفى اذا كان عجبني و لا لاء...

ضحكت داليدا قائله بسخريه بينما ترفع حاجبها بتهكم
=ده لو بقي مسكتني...
من ثم قربت الصاعق من وجهه مما جعله يرتد برأسه إلى الخلف بعيداً صائحاً بغضب
=داليدا اعقلي، و بطلي جنان
اخفضت راسها متصنعه انها تعيد تشغيل الصاعق حتى تخفي عنه الابتسامه التي ملئت وجهها.

محاوله تقمص الدور الذي تمثله امامه وعدم تخريب ما تفعله فقد كانت ترغب بجعله يجرب ان يقيد بالحبل الذي يهددها به كلما رغب بتخويفها مذيقه اياه بعضاً من افعاله...
رفعت رأسها مره اخري بعد ان استطاعت التحكم في ضحكتها راسمه على وجهها ذات القناع البارد قربت وجهها منه بينما اخذت تمرر اصبعها على وجهه المبتل
=تخيل كده لو الصاعق ده لمسك وانت متغرق ميا بالشكل ده ايه هيحصلك،؟!

اجابها داغر الذي حاول القبض باسنانه على اصبعها عندما مر بالقرب من فمه لكنها اسرعت بسحب اصبعها بعيداً مطلقه صرخه متفاجأه منخفضه
=هيحصلي ايه يعني اكيد هموت...
شعرت داليدا بقلبها ينقبض بالالم فور سماعها كلماته تلك لكنها هزت رأسها بقوه بينما تحاول ابتلاع الغصه التي تشكلت بحلقها هامسه بصوت مرتجف
=لا طبعاً مش هتموت و لا حاجه. هتتوجع بس شويه...

من ثم قربت الصاعق منه فبرغم انها لا تنوي صعقه حقاً حتى و ان كان هذا لن يؤذيه الا انها لا تستطيع رؤيته يتألم حتى و لو كان ألم بسيط فهي تفعل ذلك حتى تبث الرعب بداخله فقط لا غير خرجت من افكارها تلك عندما سمعت داغر يتحدث بصوت مختنق بعض الشئ
=داليدا ابعدي البتاع ده بعيد...
ليكمل هامساً و قد اصبح صوته اكثر اختناقاً
=انا. انا عندي فوبيا من الكهربا، ابعديه.

تطلعت داليدا نحوه بشك و فوق وجهها ترتسم ابتسامه ساخره غير مصدقه اياه فداغر الدويري لا يمكن ان يكون لديه فوبيا او خوف من شئ.
هزت الصاعق بيدها بتهديد مقربه اياه منه لكن فور رؤيتها للنظره المرتعبه التي ارتسمت بعينيه و تنفسه المتسارع بطريقه غير طبيعيه حيث كان يبدو عليه كما لو كان لا يستطيع التنفس بسهوله القت بالصاعق بعيداً مقتربه منه هاتفه بلهفه
=داغر مالك في ايه،؟!

من ثم اخذت تربت بلهفه على وجهه بيديها محاوله افاقته و قد سيطر الهلع و الخوف عليها
لكن في اقل من لحظه و قبل ان تستوعب ما يحدث وجدت نفسها مستلقيه على ظهرها على الفراش و داغر يقبع فوقها محاصراً اياها بجسده الصلب نظرت بصدمه إلى يديه التي اصبحت حره و التي يحيط بها وجهها همست بارتباك
=ازاي، ازاي انت مش كنت مربوط بالحبل...

قرب داغر وجهه منها قائلاً بسخريه و هو يمرر يده فوق الخطوط السوداء و الحمراء التي تملئ وجهها
=كنت مربوط بعد ما صحيت لمده دقيقتين بس لكن بعد كده فكيت الحبل بكل سهوله...
هتفت داليدا بحده والاحباط و الغضب يسيطران عليها
=ازاي فكيته انا ربطاه بايدي كويس
اجابها داغر بسخريها بينما يده تلتقط احدي خصلات شعرها الاشعث يجذبها بخفه
=عقدة الحبل كانت مش مربوطه كويس اي عيل صغير كان يقدر يفكها...

قاطعته داليدا بغضب وهي تتملص اسفله محاوله التحرر ضاربه اياه بقوه بساقه
=يعني كل ده كنت بتشتغلني، مش كده و عملي فيها خايف وتعبان و انا الهبله اللي صدقتك و صعبت عليا...
اطلق داغر ضحكه منخفضه بينما يشبك ساقه بساقها التي كانت تضربه بها مقيداً حركتها
=انتي اللي ساذجه تفتكري ان انا هخاف من حته اللعبه اللي كانت في ايدك دي...
ليكمل و هو يلتقط بين شفتيه ذقنها يضغط عليه باسنانه بمشاغبه.

= كده كنت عايزه تكهربيني يا شعلتي...
دفعته بيديها في صدره محاوله ابعاده لكنه اسرع بالقبض على يديها و تقيدها فوق رأسها بيده بينما ترك فمه ذقنها راقبت باعين متسعه بالذعر شفتيه التي كانت تقترب من شفتيها ببطئ و عينيه التي قد اسودت همست بصوت لاهث مرتجف و قد ادركت ما ينوي فعله
=لا، اياك تعملها...

لكنه ابتلع باقي جملته في قبلة عميقة مقبلاً اياها بشغف اخذت داليدا تتلوي اسفله صارخه بصوت مكتوم رافض ضربته بقدمها بساقه بقوة لكنه رغم ذلك رفض افلاتها و ظل رغم ذلك يقبلها مما جعلها تضربه بقوة اكبر...

اطلق صراحها اخيراً تاركاً لها المجال لكي تتنفس مما جعلها تظن انه سيحررها اخيراً لكن لصدمتها انزلقت شفتيه إلى ذقنها مقبلاً اياه بلطف دفنت يدها التي حررها من قبضته بشعره محاوله دفعه بعيداً لكن بدلاً من دفعه تشبثت اصابعها الخائن به بقوه...
التفت ذراعيه حول جسدها ضامماً اياها اليه بقوه دفن وجهه بشعرها الحريري يستنشق رائحتها الرائعه بشغف قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش بينما يقبل اسفل عنقها...

=هتجنيني...
شعر بيديها الصغيره التي كانت تتشبث بشعره في وقت سابق تدفعه الان بعيداً بينما تهتف بصوت مرتجف كما لو صدمتها استجابتها له...
=ابعد، ابعد عني...

تنهد رافعاً يدها مقبلاً اياها بحنان قبل ان ينتفض ناهضاً من الفراش جاذباً اياها معه احاط خصرها بيده بينما يده الاخري تمر على شعرها الاشعث بشكل مضحك حيث كانت تضع عليه الكثير من مثبت الشعر مما جعله صلب كالحجر بينما وجهها كان ملطخ باللون الاحمر و الاسود
=نفسى افهم انتي عامله ايه في نفسك، المفروض يعني اني كده هخاف،؟!
ليكمل بأسف بينما يحاول فك شعرها الذي كان صلب
=كده بوظتي شعرك...

اجابته داليدا بحده بينما تضع يدها على شعرها...
=شعري و انا حره فيه ابوظه اولع فيه، انت مالك...
ابتلعت باقي جملتها شاهقه بصدمه عندما رفعها حاملاً اياها بين ذراعيه ناهضاً بها من فوق الفراش
صاحت داليدا بغضب بينما تضربه بقسوه في ذراعه
=انت بتعمل ايه. نزلني...
تجاهلها داغر و اتجه بها نحو غرفة الحمام من ثم دلف إلى كابينة الاستحمام و هو لايزال يحملها بين ذراعيه...

انزلها ببطئ على قدميها لتحاول على الفور الفرار بينما تهتف بغضب دافعه اياه بقوه في صدره محاوله الخروج من باب الكابينه الذي خلفه
=انت مجنون، انت بتعمل ايه، اوعي سيبني اخرج...
لكنه اسرع باحاطة خصرها بذراعه حاملاً اياها منه و وضعها اسفل الدش الذي فتحه
=اهدي. هحاول اشوف حل لشعرك اللي انتي دمرتيه بالمثبت الزفت اللي غرقتيه به ده...

لكنها رغم ذلك لم تستسلم و حاولت الفرار مره اخري ضاربه اياه في ساقه بقوه لكنه لم يتأثر و ظل مثبتاً اياها بذراعه اسفل المياه التي اغرقت اياها من شعرها لاخمص قدميها اخذت داليدا تحاول فتح عينيها لكنها لم تستطع حيث كانت المياه تنهمر عليها من كل اتجاه...

اغلق داغر المياه حتى تستطيع التنفس متناولاً السائل الخاص بمعالجة الشعر واضعاً منه بوفره على شعرها الذي اخذ يفركه باصابعه بحنان لكنه اطلق لعنه حاده عندما قبضت داليدا على ذراعه باسنانها الصغيره تعضه بقوه مما جعله ينتزع ذراعه من بين اسنانها و هو يطلق صرخة متألمه حاولت الفرار من اسفل ذراعه لخارج الكابينه لكنه اسرع بالامساك بها هاتفاً بحده
=اعقلي بقي و اهدي...

و عندما همت بعضه مره اخري باعلي ذراعه رفع يدها و قبض عليها باسنانه بخفه مهدداً اياها مما جعلها تترك ذراعه هاتفه بخوف
=خلاص، خلاص مش هعمل حاجه...
ترك داغر يدها جاذباً اياها اليه ليلتصق جسدها بجسده قائلاً بمرح محاولاً استفزازها
=مبتجيش الا بالعين الحمرا...
ليكمل بمرح ممراً ابهامه فوق شفتيها
=مش عارف اعمل ايه معاكي كل ما اكلمك تعضيني. دايماً سنانك سابقه عقلك. اجبلك مسك واحطه على بوقك علشان ارتاح.

ضربته بيدها على كتفه هاتفه بحنق
=خفيف اوي...
حاول داغر كتم ضحكته دافعاً اياها اسفل المياه التي اعاد تشغيلها مره اخري يغسل رأسها من سائل الشعر من ثم قام بتدليك وجهها بالسائل المخصص للوجه مزيل الخطوط الحمراء و السوداء التي كانت تملئ وجهها...
و بعد ان انتهي قام بدفعها خارج كابينه الاستحمام تناول منشفه و اخذ يجفف بها شعرها حتى جف تماماً ابتعد عنها مغمغماً بصوت اجش.

=هخرج اغير هدومي، و اجبلك حاجه تغيري بها هدومك المبلوله دي...
هتفت داليدا من خلفه بغيظ
=ليه ما تيجي تغيرلي بالمره مجتش على دي...
التف اليها داغر و ابتسامه واسعه تملئ وجهه قائلاً باستفزاز
=متغرنيش علشان معملهاش بجد انا اصلاً ماسك نفسي بالعافيه.
اتخذت داليدا خطوه للخلف بخوف متمسكه بردائها حول جسدها فور سماعها كلماته تلك مما جعل ابتسامته تزدادد مغمغماً بينما يخرج
=لسان على الفاضي...
بعد عدة دقائق...

كان داغر جالساً على المقعد يقلب بهاتفه عندما رأي داليدا تخرج من الحمام بعد ان ارتدت ملابس النوم التي ناولها اياها بوقت سابق. شاهدها باعين تلتمع بالشغف و هي تقف امام المرأه تمشط شعرها لكنها كانت تزفر بحنق بسبب تلعبك شعرها الذي سببه مثبت الشعر. مما جعله ينهض ويتجه اليها على الفور متناولاً منها الفرشاه التي اعطتها له باستسلام فقد بدأت فروة رأسها تألمها...

اخذ داغر يمشط لها شعرها برفق حتى عاد حريري منسدلاً على ظهرها كستار من النيران.
من ثم ادارها نحوه جاذباً اياها بين ذراعيه مغمغماً بمرح
=مفيش بقي شكراً.
همست داليدا على مضض بينما تحاول الابتعاد عنه
=شكراً...
لكنه شدد ذراعيه من حولها رافضاً تركها قائلاً
=شكراً بس كده.!
اجابته داليدا بغضب
=اومال عايز ايه...
اشار داغر باصبعه على خده بصمت مما جعلها تهتف بحده
=انسي، مش هبوسك.

جذبها داغر اليه ليصبح جسدها ملتصق بجسده عاقداً ذراعيه حول خصرها قائلاً بهدوء
=خلاص مادام مفيش بوسه يبقي خالينا واقفين كده للصبح، انتي حره
ادركت داليدا انه على استعداد لتنفيذ تهديده كما انها كانت متعبه للغايه و ترغب بالنوم. مما جعلها تستسلم زافره بحنق قبل ان تقف على طرف قدميها و تطبع على خده قبله سريعه...

ارتسمت ابتسامه راضيه على وجه داغر الذي انحني مقبلاً بحنان جبينها مما جعلها تحبس انفاسها تأثراً بلفتته تلك...
لكن ما ان قام بفك حصار ذراعيه من حولها ابتعدت عنه على الفور صاعده الفراش مديره اليه ظهرها...
لكنها تجمدت عندما شعرت به يستلقي بجانبها جاذباً اياها نحوه ليستند ظهرها بصدره العاري حاولت الابتعاد عنه لكنه انحني عليها هامساً باذنها بصوت اجش دافئ
=اهدي يا داليدا و كفايه كده النهارده...

ليكمل بصوت متعب عندما استمرت في محاولتها للابتعاد عنها
= اعتبري دي هدنه بسيطه انتي طلعتي عيني كفايه النهارده و ياستي من بكره ارجعي طلعي عيني من تاني بس كفايه النهارده كده
هدئت حركاتها المقاومه عندما سمعت صوته المتعب هذا مما جعله يديرها بين ذراعيه لتصبح مواجهه له انحني مقبلاً خدها بحنان ضامماً اياها اليه بقوه من ثم دفن وجهه بعنقها مستنشقاً رائحتها التي يعشقها بعمق...

بينما تنهدت داليدا بتعب قبل ان تستسلم لقلبها الضعيف الخائن و تدفن وجهها بصدره لتشعر بنبضات قلبه المتسارعه بجنون اسفل خدها شعرت بيده تمر فوق ظهرها بلطف مقبلاً عنقها بحنان هامساً بالقرب من اذنها بصوت مرتجف بعض الشئ...
=تصبحي على خير يا شعلتي...
همهمت بصوت منخفض مجيبه اياه بينما لازالت تدفن وجهه بصدره مستمتعه بدفئه الذي يحيطها حتى سقطت بالنوم...

في الصباح...
استيقظت داليدا لتجد نفسها وحيده بالفراش تطلعت نحو الساعه لتجد ان الوقت قد تجاوز الثانيه بعد الظهر...
تنهدت باحباط بينما تتطلع بحسره نحو الفراش الخالي بجانبها بالطبع غادر داغر إلى عمله منذ وقت مبكر فدائماً ما يذهب للعمل بالثامنه صباحاً شعرت بالذنب يجتاحها فمؤكداً انه ذهب للعمل و لم ينم الا وقت قصير لم يتجاوز الساعتين فقط فقد ادت لعبتها عليه بالامس إلى نومهم بالسادسه صباحاً...

نهضت و اتجهت نحو الحمام ارتدت ملابسها بعد ان اغتسلت من ثم هبطت إلى الاسفل...
لتجد فطيمه والدة زوجها تجلس مع كلاً من شهيره و نورا يتحدثون بهدوء اقتربت منهم داليدا راسمه على وجهه ابتسامه واثقه مغمغمه بمرح
=صباح الخير...
هتفت فطيمه التي ما ان رأتها اشرق وجهها بالفرح
=صباح الخير ايه بقي، قولي مساء الخير...
لتكمل غامزه اياها بخبث.

=كنت عايزه اصحيكي من بدري علشان تفطري معايا زي كل يوم بس داغر مرضاش و نبه ان محدش يصحيكي الا لما تصحي براحتك. شكل سهرتكوا كانت صباحي...
احمر وجه داليدا فور سماعها ما فعله فماذا سيظن بهم الجميع الان...
هتفت نورا التي كانت تستمع إلى كلمات فطيمه بوجه محتد غاضب
=سهرة ايه اللي صباحي، داغر كان بايت معايا امبارح يا طنط...

التفت اليها داليدا تطلع نحوها بصدمه فور سماعها تنطق كلماتها الكاذبه تلك فكيف لداغر ان يكون معها و هو كان معها هي طوال الليل يتشاجرون كالقط و الفأر من ثم سقطوا نائمين بين ذراعي بعضهم البعض...
اطلقت داليدا ضحكه ساخره غير مصدقه قبل ان تتمتم بسخريه لاذعه
=كان بايت معاكي. في احلامك مش كده...
لتكمل بحده و غضب عندما اخذت نورا تطلع اليها ببرود.

=انتي مجنونه و لا هبله و لا بتستعبطي بالظبط داغر مين اللي كان معاكي، داغر كان معايا طول الليل من اول ما خلص شغله لحد لما صحي و راح شغله تاني...
همت نورا ان تجيبها لكن ضغطت شهيره على يدها من اسفل الطاوله كاشاره لها بان تصمت و تترك الامر لها فهذه فرصتهم لكي يثبتوا ان داغر قضي الليله بغرفة نورا فقد فشلت جميع محاولتها باقناعه بان يقضي ولو ليله واحده معها غمعمت بهدوء
=داغر فعلاً كان بايت مع نورا.

لتكمل ببرود بينما ترمق داليدا بنظره تملئها الاتهام
=بصراحه مش فاهمه هتستفيدي ايه، لما تكدبي...
قاطعتها داليدا التي بدأت تفقد السيطره على اعصابها
=وانتي بقي عرفتي منين انه كان بايت عندها كنت نايمه وسطهم في السرير و انا معرفش...
احمر وجه شهيره بقوه و عندما همت بالرد عليها صدح صوت رنين هاتف داليدا التي اخرجته من جيب بنطالها لتجد ان المتصل داغر اجابت على الفور ليصل اليها صوت داغر الاجش العميق.

=صباح الخير يا شعلتي، صحيتي ولا لسه...
اجابته داليدا بدلال قاصده اثارة غيظ نورا و شهيره
=صباح النور يا حبيبي، ايوه صحيت خلاص
غمغم داغر بصدمه فور سماعه كلماتها تلك...
=حبيبك،؟!
ليكمل ضاحكاً بمرح
=لا كده يبقي انتي لسه نايمه و مش في وعيك
اجابته داليدا بذات الدلال متصنعه الخجل امامهم
=يا دغورتي عيب الكلام ده...
غمغمت شهيره بصوت منخفض و على وجهها نظره تملئها الصدمه.

=دغورتي، داغر الدويري بجبروته بقي دغورتي! البت دي عملت فيه ايه بالظبط انا مش فا...
لكنها صمتت مبتلعه باقي جملتها فور ان رأت وجه شقيقتها نورا الذي اصبح بلون الدماء من شدة الغضب و عينيها مسلطه على داليدا بنظره قاتله...
بينما تنحنح داغر فور افاقته من صدمته عند سماعها تدلله بهذا الاسم محاولاً كتم ضحكته و قد بدأ يدرك ان نورا و شهيره بجانبها لذلك تتحدث بتلك الطريقه معه مما جعله يجاريها في لعبتها تلك...

=دغورتك نفسه في بوسه من بتاعت امبارح
ليكمل بصوت اجش مثير
=و ربنا يا داليدا انتي لو قدامي ما هفلتك من تحت ايديا...
جلست داليدا بجوار فطيمه و قد اصبح وجهها بلون الدماء من شدة الخجل لكنها قررت تكملة خطتها قائله بدلال وتغنج فاتحه مكبر الصوت بالهاتف
=كده يا حبيبي تصحي و تلبس لوحدك مش انت عارف ان انا بحب البسك بايديا...
حاول داغر كتم ضحكته بينما يجيبها بهدوء مجارياً اياها في كذبها هذا.

=معلش يا حبيبتي محبتش اصحيكي خصوصاً و ان احنا نايمين متأخر بسبب الجنان اللي عملتيه...
اغلقت داليدا مكبر الصوت حتى لا يسمعوا باقي حديثه و قد ازداد حمار وجهها...
تابع داغر بصوت اجش عندما دلفت سكرتيرته المكتب لتعلمه بان الاجتماع جاهز
=مضطر اقفل يا حبيبتي دلوقتي عندي اجتماع
اجابته داليدا بصوت منخفض و قد كان وجهها لا يزال مشتعل
=تمام يا حبيبي خد بالك من نفسك...

ثم اغلقت الهاتف معه من ثم التفت إلى كلاً من نورا و شهيره مرمقه اياهم بنظره شامته و على وجهها ترتسم ابتسامه ساخره...
=قولتيلي يا نورا مين بقي اللي كان بايت معاكي امبارح...
انتفضت نورا واقفه تصرخ بغيظ والغيره تمزق قلبها فسماع داغر يدللها بهذا الشكل يجعلها ترغب بقتلها
=وديني لأموتك، انتي فاكره انك كده بتغظيني لا ده انا نورا الدويري عارفه مين هي نورا الدويري...

لم تجيبها داليدا التي انحنت ملتقطه قطعه من البسكوت من ثم جلست تضع قدماً فوق الاخري تتطلع نحوها ببرود بينما تتناول قطعه البسكوت ببطئ مغيظ...
مما ازاد هذا غضب نورا التي اندفعت نحوها تهم الهجوم عليها لكن انتفضت واقفه فطيمه هاتفه بغضب
=جري ايه يا نورا ما تحترمي نفسك هتمدي ايدك عليها ولا ايه ايه اتجننتي.

زمجرت نورا صارخه بغضب عند سماعها زوجة عمها تدافع عن داليزا هي الاخري مما جعل شهيره تقف سريعاً ممسكه بها تمنعها من مما تنوي فعله هامسه باذنها بصوت منخفض
=لو لمستي شعره واحده منها، داغر ممكن يقتلك و يقتلني معاكي فاهدي كده و اعقلي...

وقفت نورا تطلع إلى داليدا باعين تنبثق منها الغل والحقد وانفاسها متلاحقه بقوه غير قادره على التحكم بالغيره و الغضب الذان يغليان بداخلها دفعت الطاوله بيديها و هي تطلق صرخه غاضبه حاده مما جعلها تسقط و تتناثر محتوياتها على الارض ثم ركضت خارجه من الغرفه تتبعها شقيقتها التي كانت تحاول تهدئتها...
اقتربت منها فطيمه مقبله خدها قائله بفرح
=جدعه، ميتخفش عليكي...
لتكمل بمرح قارصه خدها بمشاغبه.

=لكن تعاليلي هنا صحيح الا ايه الجنان اللي داغر قال عليه ده...
اشتعل وجه داليدا بالخجل مما جعل فطيمه تطلق ضحكه فرحه و السعاده تغمرها بان علاقتها مع ولدها تتحسن خاصة و انها قد بدأت تلاحظ مدي اهتمام داغر بها قطع حديثهم دخول صافيه إلى الغرفه
=داليدا هانم، مرتضي بيه الراوي مستني حضرتك في اوضة الصالون، و بيقول عايز حضرتك في موضوع مهم.

انتفض جسد داليدا فور سماعها اسم خالها فقد كان دائماً يسيطر على قلبها الاختناق و التشاؤم فور سماع اسمه او حتى سماعها لصوته القاسي الغليظ...

وقفت على مضض مستأذنه من حماتها من ثم توجهت إلى غرفة الاستقبال لتجد خالها جالساً على احدي المقاعد بوجه متجهم دلفت إلى الغرفه جالسه على الاريكه البعيده عن مقعده بمسافه ليست قصيره راقبت مروه تدلف إلى الغرفه حامله كوب من الشاي الذي وضعته على الطاوله التي امام خالها...
انتظر مرتضي حتى اختفت مروه تماماً من الغرفه قبل ان يلتف إلى داليدا قائلاً بقسوه
=صحيح اللي سمعته ده داغر اتجوز بنت عمه نورا،؟!

اجابته داليدا ببرود ينافي للاضطراب والخوف الذي بداخلها
=اها. صحيح...
انتفض مرتضي واقفاً من مقعده مقترباً منها هاتفاً بغضب
=و لما هو اها، قاعده معاه تعملي ايه مطلبتيش الطلاق منه ليه. هو مش وصل للي عايزه من جوازه منك يبقي يطلقك...
وقفت داليدا هي الاخري حتى لا تشعر بانها ضعيفه امامه عندما يشرف عليها بجسده الضخم هذا
=و انت مالك...

لتكمل بقسوه عاقده ذراعيها اسفل صدرها حتى تخفي عنه ارتجاف يديها حتى لا تفسد مظهر القوه التي تتصنعه امامه...
=ميخصكش، اطلق منه ولا مطلقش. ميخصكش في حاجه...

لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع و ألم عندما قبض على ذراعها يلويه خلف ظهرها بقسوه هاتفاً بغضب فقد كان ينتظر لحظة طلاقها من داغر على احر من جمر طوال الفتره المنصرمه حتى يستطيع التصرف بحريه في الاموال التي قام بسحبها من حسابها البنكي بموجب التوكيل العام الذي جعلها توقع عليه مع اوراق الفيلا وقت زواجها...
=انت بتتكلمي ازاي معايا كده...
ليكمل لوياً ذراعها اكثر هاتفاً بقسوه.

=الظاهر قعدتك هنا قوت قلبك و نستك مين مرتضي...
مرتضي اللي كان بيصبحك بعلقه و يمسيكي بعلقه، و كنت زي الكلبه في بيته مالكيش حس و لا صوت.
ارتجف جسد داليدا وقد بدأ خوفها منه يسيطر عليها، لكن سرعان ما ذكرت نفسها بانها لم تعد تلك الطفله او المراهقه الضعيفه التي كانت تهابه...

استجمعت شجاعتها و قامت سريعاً بضرب ساقه بحذائها ذو الكعب المدبب مما جعله يصرخ متألماً انتهزت الفرصه و تحررت من قبضته راكضه لكنه اسرع بالقبض على ذراعها مره اخري لم تتردد داليدا للحظه واحده قبل ان تتناول كوب الشاي الساخن من فوق الطاوله و تلقيه بوجهه مما جعله يصرخ محترقاً لم تنتظر كثيراً و فرت هاربه من الغرفه تاركه اياه يتمتم بغضب متوعداً اياها...

بعد عدة ساعات...
كانت داليدا جالسه بغرفتها تفكر بما حدث لها طوال الفتره الماضيه اي منذ وفاة والدتها إلى زواجها من داغر لتقرر بانه يجب عليها ان تحصل على وظيفه حتى تشعر بالاستقلال، و تتعود على الاعتماد على ذاتها و تحمل مسئوليه ذاتها فبعد طلاقها من داغر فهي بالتأكيد لن تعود للعيش مع خالها مره اخري...

تناولت هاتفها و قامت بالاتصال بأميرة زميلتها بالجامعه فبرغم ان علاقة صداقتهم تلك لم تستمر الا اول شهر بالسنه الاولي من دراستها بالجامعه حتى اضطرت داليدا إلى الاختباء بالمنزل مره اخري بعد ان تشاجرت مع احدي صديقاتها و انتابتها النوبه امامهم، الا انها رغم ذلم ظلت على تواصل مع اميره من حين إلى اخر خلال مدة دراستهم، حتى سافرت اميره إلى امريكا بعد تخرجها وقتها فقدت الاتصال بها لكنها عثرت بالصدفه على حسابها الخاص بالفيس منذ عدة ايام و تحدثت معها و اخذت منها رقم هاتفها ث على ان تتصل بها لكن ماحدث مع داغر و نورا جعلها تنسي الامر تماماً...

تناولت داليدا هاتفها و قامت بالاتصال بها و اخبرتها انها ترغب بالعثور على وظيفه لتخبرها اميره بانها تستطيع مساعدتها و سوف تري ما يمكنها فعله من اجله. وافقت داليدا على الفور فرحه من ثم اتفقت معها على ان تقابلها بعد ساعه باحدي الكافيهات و بانها سوف تحضر ميار و ندي اصدقائها ترددت داليدا في بادئ الامر فعلاقتها بميار تلك لم تكن جيده لكن بالنهايه وافقت فهذه تعد خطوه جيده لكي تستطع الخروج و مواجهه الناس...

بعد نصف ساعه...
دلف داغر إلى الغرفه ليجد داليدا واقفه امام المرأه ترتدي ملابس رائعه تظهر جمالها الرقيق بينما تعقد حجابها فوق رأسها بطريقه انيقه
وقف يتأملها عدة لحظات باعين تلتمع بالشغف قبل ان ينتبه انها ترتدي ذلك لكي تذهب إلى مكان ما غمغم بينما يدلف إلى الغرفه بهدوء
=خارجه و لا ايه،؟!
التفت اليه داليدا التي كانت تتأكد من عقدة حجابها حول رأسها و قد اندهشت من حضوره مبكراً من العمل.
=اها خارجه...

اقترب منها عاقداً ذراعه حول خصرها ضامماً اياها اليه بحنان فمنذ ان تحدثت اليه بتلك الطريقه بالهاتف و هو كان على رشك فقد عقله حتى يراها و يأخذها بين ذراعيه لذا و برغم انشغاله صنع حجته انه يرغب بتغيير ملابسه من اجل غداء العمل مع الوفد البرازيلي حتى يراها و لو لدقائق معدوده.
شدد من احتضانه لها مقبلاً جانب عنقها من فوق حجابها لكن داليدا دفعته في صدره مبعده اياه عنها بحده...

زفر باحباط بينما يبتعد عنها كما ترغب مغمغماً بهدوء
=خارجه راحه فين؟!
اجابته بينما تحاول التحكم في وتيرة تنفسها التي اخذت تزداد بقوه تأثراً باحتضانه لها بهذا الشكل
=هقابل ناس كانوا زمايلي في الكليه...
وقف يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان يغمغم بصوت حاد
=و زمايلك دول فيهم رجاله،؟!
تراجعت داليدا إلى الخلف فور سماعها كلماته تلك مراقبه تحول وجهه المفاجأ. لكنها هزت كتفيها قائله ببرود.

=في رجاله ولا مفيش انت مالك...
زمجر داغر بقسوه و قد اشتعلت عينيه بنيران الغضب
=بقي انا مالي...
ليكمل بينما بدأ بنزع سترته ملقياً اياها على الارض بقسوه من ثم تبعها قميصه متخذاً نحوها عدة خطوات مما جعل داليدا تترجع إلى الخلف بخوف لكن تسمرت خطواتها عندما تجاوزها و اتجه نحو الخزانه مخرجاً بدله جديده
=مادام انا مالي يبقي مفيش خروج...
وقفت تطلع اليه بصمت عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها قائله بهدوء و استسلام.

=تمام اللي انت شايفه
راقبها داغر بصدمه وهي تبدأ بنزع حجابها بينما تتجه نحو احدي المقاعد وتجلس عليها بهدوء لا يصدق انها وافقت بتلك السهوله...
اقترب منها جالساً على عقبيه امامها محيطاً وجهها بيديه بحنان مغمغماً بصوت اجش
=انا مش عايز ازعلك، ريحيني و قوليلي زمايلك دول بنات ولا رجاله
ظلت داليدا تطلع اليه بصمت رافضه اجابته فهي تفضل عدم اراحته مما جعله ينتفض واقفاً بغضب مبتعداً عنها
=اجابتك و صلتلي...

ليكمل بشراسه و قد احتقن وجهه من شدة الغضب
=يبقي مفيش خروج...
ثم بدأ يرتدي ملابسه وقبل خروجه هتف بحده
=لما ارجع لنا كلام تاني في الموضوع ده...
ثم خرج من الغرفه بخطوات غاضبه مشتعله مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء المكان...
وقفت داليدا بجانب النافذ تراقب بهدوء داغر و هو يصعد إلى سيارته ظلت تراقبه حتى تأكدت من خروج سيارته من باب القصر من ثم اسرعت بعقد حجابها مره اخري حول رأسها وهي تمتم بسخريه.

=قال مخرجش قال، فاكرني هسمع كلامه و اقعد جنب الحيط مستنياه، بني ادم مغرور
ثم وقفت تتأمل نفسها بالمرأه برضاقبل ان تلتف و تغادر الغرفه.

بعد نصف ساعه...
كانت داليدا جالسه باحدي المطاعم مع كلاً من اميره و ميار لكنها لم تكن تشعر بالراحه فميار قد احضرت معها خطيبها ثائر و الذي كان زميلاً لهم ايضاً كانت معرفتها بسيطه للغايه.
كما لم تسلم من معاملتها الساخره المعتاده هتفت ميار بينما تشبك ذراعها بذراع ثائر قائله بتهكم
=بس تعرفي ان شكلك اتغير خالص عن ايام الكليه يا داليدا
اومأ ثائر قائلاً باعجاب واضح و عينيه مسلطه فوق داليدا بنظره غريبه.

=فعلاً بقيتي زي القمر...
زمجرت ميار بشراسهو قد احتقن وجهها بالغضب
=انت بتقول ايه...
احمر وجه ثائر على الفور و ابعد عينيه عن داليدا سريعاً مما جعل اميره تتدخل و تنقذ الموقف امسكت بيد داليدا التي تحمل خاتم زواجها الرائع قائله بفرح
=ايه ده انتي اتجوزتي يا داليدا،؟!
اجابتها داليدا مبتسمه بينما عينيها تتطلع نحوها خاتمها
=اها من حوالي شهرين...
نكزتها اميره في في ذراعها قائله بلوم
=كده متعزمناش...

غمغمت داليدا بينما تتناول ببطئ من كوب الشاي الذي امامها
=بقولك من شهرين يا اميره انتي كنت مسافره وقتها، وانا مكنش معايا رقمك الا لما لقيتك بالصدفه على الفيس من يومين...
اومأت اميره قائله ضاحكه بينما تضرب راسها بكف يدها
=ايوه صح. صح معلش دماغي الفتره دي مفوته...
لتكمل قائله بفضول
=هااا يا ستي احكلنا بقي جوزك بيشتغل ايه و اتعرفتوا على بعض ازاي. معاكي صوره له
اسرعت ميار قائله بخبث وابتسامه ساخره على وجهها.

=متكسفهاش يا اميره، هتكون يعني اتجوزت مين...
ما اكيد حد من اللي شغالين عند خالها...
لتكمل قائله بلئوم متصنعه الحزن
=متزعليش مني، يا داليدا بس كلنا عارفين الحاله اللي بتجيلك، اكيد محدش هيقبل بيكي بالساهل كده
لتردف قائله بخبث
=مش دي برضو حاله نفسيه...
قاطعها كلاً من ثائر و اميره هاتفين بحده و غضب في ذات الوقت
=ميار...
لتكمل اميره بغضب
=عيب اوي اللي بتقوليه ده...

بينما كانت داليدا جالسه بوجه شاحب فقد شعرت بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماتها الساخره القاسيه تلك.

شعرت بتنفسها يضيق و يدها ترتجف بقوه مما جعلها تخفيها اسفل الطاوله في محاوله منها للسيطره على ارتجافها فقد كانت تعلم بانها على وشك الدخول باحدي نوباتها شعرت برغبه حارقه بالبكاء بينما بدأ جسدها هو الاخر يرتجف اغلقت عينيها بقوه داعيه الله ان ينقذها من هذا المأزق فلن تتحمل ان تصيبها تلك النوبه امامهم وتعرض نفسها للسخريه مره اخري.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
دلف داغر إلى المطعم الذي ارسل اليه عنوانه من قبل الحرس الذي جعلهم يتبعون داليدا فور اخبارهم له انها خرجت من القصر بعد مغادرته مباشرةً رافضه ان يقوموا بايصالها و اتباعها لتأمينها كما امرهم داغر من قبل...
حيث قد امرهم بان يذهبوا معها اينما ذهبت متبعين اياها بكل مكان حتى يقوموا بتأمينها و حمايتها فهو يملك اعداء كثر قد يحاولون ايذاءه من خلالها...

وقف بباب المطعم عينيه تجول بارجاء المكان بحثاً عنها حتى عثر عليها اخيراً جالسه باحدي الطاولات مع امرأتين لكن اشتعلت النيران بصدره فور رؤيته لذاك الرجل الجالس معهم ملاحظاً على الفور نظراته المنصبه على داليدا باهتمام فقد كانت نظراته لها مليئه بالاعجاب و شئ اخر جعله يرغب بالانقضاض عليه و خنقه بيديه.

تنفس بعمق محاولاً تهدئت ذاته قبل ان يتحرك و يتجه نحو طاولتهم لكن تجمدت خطواته مره اخري عندما لاحظ شحوب وجه داليدا فقد كانت تبدو كما لو ان هناك شيئاً ما يزعجها بينما بدأت احد الامرأتين تتحدث اليها بحده...
في ذات الوقت...
كانت داليدا جالسه تحاول السيطره على ارتجاف جسدها حتى لا تصيبها تلك النوبه امامهم و تعرض نفسها للسخريه...

ظلت تتنفس بعمق حتى نجحت بالفعل بالتحكم في ارتجاف يديها من خلال تذكير نفسها بانها لم تعد بتلك الشخصيه الضعيفه الهشه التي كانت عليها من قبل و بأنها لن تسمح لميار بان تخطو على كرامتها مره اخري...
مررت ميار يدها بشعرها ببطئ مغمغمه بخبث عندما لاحظت وجه داليدا الشاحب و صمتها الذي طال
=مردتيش يعني يا داليدا هو ده مرض نفسي اللي عندك و لا...

قاطعتها داليدا على الفور غير سامحه لها بتكملة جملتها قائله بهدوء بينما ترسم على وجهها ابتسامه بارده تعاكس نيران الغضب المشتعله بداخل صدرها
=لا مش مرض نفسي يا ميار...
لتكمل بذات الهدوء و الابتسامة لازالت على وجهها
=المرض النفسي ده زي اللي عندك انتي بالظبط يعني بتحاولي تقللي من اللي حواليكي علشان تحسي انك كويسه و احسن منهم برغم انك في الحقيقه اقل منهم.
اردفت ضاغطه بقوه و حده على كلماتها.

= و اقل منهم اوي...
احمر وجه ميار من شدة الانفعال هاتفه بغضب
=ايه. ايه حيلك براحه شويه كل ده علشان بسألك سؤال عادي، و لا يمكن بتحاولي تعملي الفليم ده علشان مكسوفه تقولي ان كلامي صح و انك اتجوزتي واحد من اللي شغالين عند خالك...
ابتلعت ميار باقي جملتها و قد تسلطت عينيها بانبهار على ذاك الرجل ذوالوسامه الفائقه و التي تدير رأس من يراها يقترب من طاولتهم بجسده الرجولي الصلب.

تنهدت بهيام وهي تراقبه يتقدم نحوهم لكن اتسعت عينيها بالصدمه و قد جفت الدماء بعروقها فور رؤيته يقترب من داليدا منحنياً على مقعدها مقبلاً اعلي رأسها وهو يغمغم بصوته الرجولي الاجش
=معلش يا حبيبتي اتأخرت عليكي...
اهتز جسد داليدا بالصدمه فور سماعها لصوت داغر التفت سريعاً لتجده يقف بجانبها منحنياً عليها مقبلاً خدها بخفه.

ارتفعت شهقة اميرة التي انتبهت متأخره إلى ما يحدث بينما كانت عينين ميار منصبه عليهم بنظره تلتمع بالحقد و هي تفكر بن هذا بالتأكيد زوجها و من البدله ذات الماركه العالميه التي يرتديها تجزم بانه بالتأكيد ليس شخصاً عادياً يعمل لدي خال داليدا كما كانت تتمني.
همست داليدا اسمه باستفهام بصوت مرتجف محاوله معرفة كيف وصل إلى هذا المكان.

خرجت من صدمتها تلك عندما سمعته يتحدث موجهاً حديثه إلى كلاً من ميار و اميره اللتان لا تزال اعينهم متسعه بالصدمه و الذهول
=داغر الدويري جوز داليدا...
تناولت ميار يده سريعاً مصافحه اياه هاتفه بصوت متلعثم
=داغر الدويري، داغر الدويري نفسه صاحب شركات الحديد و الصلب،؟!

اومأ لها داغر مبتسماً بينما يفلت يدها و يصافح اميره من ثم التف إلى ثائر الذي كان يتابع ما يحدث بوجه محتقن بالغضب و الغيره فقد كان يعتقد ان داليدا قد تزوجت شخصاً عادياً يستطيع التغلب عليه عندما تصبح تعمل بشركته و يحصل عليها لنفسه فقد كان يحبها منذ اول مره رأها بها بالجامعه لكن فشلت جميع محاولاته للتقرب منها حيث اختفت بعد شهر واحد من بدأ الدراسه ثم اصبح يراها بفترة الامتحانات حيث كانت تضطر إلى الحضور كما انه حاول الاتصال بها اكثر من مره لكنها تجاهلت اتصالاته تلك...

مد داغر يده و صافح ثائر ذو الوجه المكفهر فلم يستطع داغر مقاومه الضغط بقوه زائده على يده مما جعل ثائر يسحب يده صارخاً متألماً...
من ثم وضع يده برفق على ذراع داليدا ساحباً اياها منه بلطف حتى وقفت على قدميها امامه احاط خصرها بذراعه قائلاً بهدوء ينافي الغضب المشتعل بداخله...
=مش يلا يا حبيبتي، علشان الوقت اتأخر...

اومأت له داليدا بصمت شاعره بالتوتر يملئ المكان من حولهم كما لاحظت وجه ميار المحتقن بالغضب التي كانت ترمقها بنظرات تملئها الغل و الحقد...
رغبت داليدا رغم ذلك بالضحك فلم يكن هناك اجابة تستحقها على سؤالها اكثر من حضور داغر بنفسه فقد كانت القوه و الرجوله و النفوذ يبنبثقون من كل خليه من خلايا جسده الصلب...
انحنت داليدا تلتقط حقيبتها عندما سمعت ميار تغمغم بخبث.

=زي ما اتفقنا يا داليدا ثائر هيشوفلك وظيفه في شركته متقلقيش.
شعرت على الفور بجسد داغر يتصلب خلفها فور سماعه تلك الكلمات بينما اشتدت قوه قبضته الممسكه بذراعها مما جعلها تتأوه بألم بصوت منخفض.
لتكمل ميار محاوله اثارة الشك داخل داغر
=مش فاهمه ازاي عايزه تشتغلي في شركة ثائر، و سوري يعني داغر بيه عنده شركات كتير طبيعي تشتغلي معاه، زي ما انا شغاله مع ثائر خطيبي كده...

همت داليدا بالرد عليها لكنها صمتت عندما قام داغر بالرد عليها بهدوء بينما يحيط خصر داليدا بذراعه ضامماً اياها اليه ليصبح ظهرها يستند إلى صدره الصلب
=و الله عندك حق يا ميار هانم، انا فعلاً عرضت على داليدا تمسك شركه من شركاتي...
ليكمل بذات الهدوء و ابتسامه ملتويه موتسم على شفتيه
=بس اعمل ايه دماغها ناشفه رفضت علشان مبتحبش الوسطه يعني مش عايزه تتعين في شركه مخصوص علشان هي مرات او...

ليكمل باقي جملته ضاغطاً على حروف كلماته بطريقه ذات معني
=او خطيبة صاحب الشركة...
احمر وجه ميار فور سماعها كلماته الموحيه تلك ادارت عينيها نحو ثائر تنتظر من ان يجيب عليه بانها ذات كفاءه بالعمل و ينقذ موقفها الحرج لكنها وجدته جالساً بصمت و فوق وجهه يرتسم الاقتضاب و الغضب لذا صمتت حتى لا تسبب باحراج ذاتها اكثر من ذلك فهي لن تستطع التعامل مع شخص بقوة و مكانة داغر الدويري...

اشتعلت نيران الغيره بداخلها لا تصدق بان داليدا اصبحت زوجة اكبر رجل اعمال بالبلد...

ادار داغر داليدا بين ذراعيه لتصبح مواجهه له ليلاحظ عال الفور الفرحه المرتسمه بعينيها ليعلم بان تلك الحقيره التي تدعي ميار كانت تضايقها طوال جلستهم سوياً غمغم داغر بينما يحاول عدم التأثر بفرحتها تلك فلا يزال نيران الغضب تشنعل بداخله كبركان ثائر لا يصدق انها خالفت كلامه و خرجت بعد ان اكد عليها بعدم الخروج، بالاضافه إلى خروجها بدون حراسه، و ما زاد غضبه اكثر و اكثر ذلك الاحمق الجالس على الطاوله يتأملها كما لو انه لا يوجد امرأه غيرها بهذه الحياه.

احاط كتفيها بيده بينما يغادروا الطاوله متجهين نحو خارج المطعم لكن اوقفهم صوت ثائر الذي انتفض واقفاً هاتفاً بارتباك
=ثانيه واحده يا داليدا...
نهض سريعاً متجهاً نحوهم موجهاً حديثه إلى داليدا بينما يتجاهل مداغر تماماً كما لو انه غير موجود
=ممكن اتكلم معاكي، دقيقتين على انفراد...
لم يشعر داغر بنفسه الا و هو يقبض على عنق قميصه يجذبه منه بقوه مزمجراً بشراسه
=علي انفراد،؟! ليه شايفني قدامك ايه بالظبط.

غمغم ثائر بغضب بينما يحاول التراجع بعيداً عن قبضته
=لو سمحت يا داغر بيه، انا مكلمتكش انا بكلم داليدا و اعتقد انها تقدر ترد بنفسها فياريت متتدخلش بنا...
فقد داغر السيطره على اعصابه و اندفع نحوه لاكماً اياه بقوه في وجهه منتهزاً الفرصه حتى يخرج غضبه من ذاك الاحمق الذي كان يثير اعصابه منذ ان دخل إلى هذا المكان و رأي نظراته لداليدا.

سقط ثائر على الارض بقوه من شدة اللكمه مما جعل ميار تركض نحوه صارخه بفزع بينما اندفع داغر نحوه يهجم عليه مره اخري لكن اندفعت داليدا واقفه امامه تضع يدها فوق صدره هاتفه بذعر
=علشان خاطري. كفايه. كفايه يا داغر...
كان يهم داغر بتنحيتها جانباً و الهجوم على ثائر الذي كان لا يزال يفرتش الارض لكنه توقف مكانه عندما لاحظ الخوف المرتسم على وجهها مما جعله يتراجع على الفور مما كان ينوي فعله...

قبض على يدها من ثم التف مغادراً المكان جاراً اياها خلفه...

بعد نصف ساعه...
كانت داليدا و اقفه بمنتصف الغرفه تعقد ذراعيها اسفل صدرها بينما تتطلع بحده نحو داغر الواقف امامها تنبثق من عينيه شرارت الغضب
=برضو مش عايزه تجاوبي على سؤالي...
ليكمل بقسوه و قد استفزه برودها الذي تتعامل به معه منذ تركهم للمطعم.
=الواد ده كان في حاجه بينك و بينه قبل كده،؟!
زفرت داليدا بغضب مجيبه اياه بحده و قد خرجت من برودها
الذي كانت تصر ان تتعامل به معه
=انت مستوعب. انت بتقول ايه...

قاطعها داغر بحده بينما يقترب منها و نيران الغيره تحرق قلبه، تمزقه
=ايه مخدتيش بالك من بصاته ليكي، و لا معاملة صاحبتك ليكي اللد كانت زي الزفت كل اللي كان قاعد لاحظ نظراته الوسخه ليكي...
احمر وجه داليدا بقوه فقد لاحظت ايضاً نظراته تلك لكنها فضلت تجاهلهاغمغمت بارتباك بينما تتصنع انشغالها بفك حجابها.

=مكنش فيه حاجه بيني و بينه اكتر من انه ايام الجامعه كان عايز يرتبط بيا و انا رفضت. بس كنا في سنه اولي يعني كنا عيال
قاطعها داغر بقسوه بينما روحه تتلوي على جمر الغضب و الاحتراق بالغيره فور تأكده من ظنونه
=و انتي بقي كنت عايزه تشتغلي معاه في شركته مش كده...
ليكمل بشراسه و عينيه ملبده بغضب عاصف
=علي جثتي انك تشتغلي عند واحد وسخ زي ده. كان بياكلك بعينيه...

قاطعته داليدا بحده بينما تلقي بحجابها على احدي المقاعد.
=اولاً انا مكنتش اعرف ان الشركه اللي اميره جيبالي فيها الشغل بتاعته...
لتكمل مقتربه منه ناكزه اصبعها في صدره بقسوه
=بعدين انا اشتغل في المكان اللي يعجبني، و انت مش من حقك تدخل اصلاً، لتكون فاكر نفسك جوزي بجد عمال تتأمر و تديني اوامر و ت...

لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما قبض على ذراعها جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها بجسده الصلبه بقسوه مؤلمه مزمجراً بشراسه
=انا جوزك غصب عنك و عن اي حد...
ليكمل بقسوه بينما عينيه تضيق عليها بغضب
=و مفيش شغل لا عنده ولا عند غيره، فاهمه...
ضربته داليدا بقبضتها في كتفه هاتفه بشراسه
=لا مش فاهمه. و مش بمزاجك...
قاطعها بعنف و تعبيرات وحشيه ترتسم بقسوه على وجهه.

=لا بمزاجي، و افتكري ده كويس محتاجه فلوس تاخدي مني، و لو قصرت معاكي في حاجه وقتها ابقي اطلعي اشتغلي...
ظلت تطلع اليه عدة لحظات بصمت قبل ان تقرر بالنهايه بانها سوف توافقه فهي بكل الحالات لن تعمل لدي ثائر بعد ماحدث اليوم من ميار خطيبته و ايضا ما حدث بينه وبين داغر و لكنها ستجعله يعض انامله ندماً على قراره هذا...
غمغمت بينما تحاول ان تبتعد عنه بحده.

=تمام اللي تشوفه، ممكن بقي تبعد عني و تبطل كل مره تعقد تلمسني بالطريقه دي.
لتكمل بحده و قسوه
=ياريت متلمسنيش تاني
دفعها داغر بعيداً محرراً اياها من بين ذراعبه قائلاً بحده
= اديني بعدت عنك، و مش هلمسك تاني
ليكمل بسخريه لاذعه و هو ينزع سترته و يلقيها على الفراش
=احسن تكوني فاكره اني هموت علشان المسك ولا حاجه...
هتفت داليدا بغضب و قد استفزتها سخريته منها بتلك الطريقه
=انت بتتكلم كده ليه معايا...

تجاهلها متجهاً نحو الخزانه مخرجاً منها الملابس الخاصه بالنوم بينما يهمهم بسخريه كما لو انه يحدث نفسه في محاوله منه لاستفزازها ليخفف من حده مشاجراتهم السابقه
=ليكون هلمس الاميره ديانا. و انا معرفش...
اندفعت داليدا نحوه هاتفه بشراسه و غضب من سخريته منها بهذا الشكل...
=لا و حياتك ده انا احلي من الاميره ديانا بتاعتك...
استدرا داغر اليها يتطلع اليها عدة لحظات ببرود كما لو كان يتفحصها قبل ان يغمغم بهدوء.

=مفيش فيكي حاجه حلوه غير شعرك، حتى ده لونه بيفكر الواحد بنار جهنم...
قاطعته داليدا بغضب بينما تتناول حقيبتها من الارض ملقيه اياه بها لتصطدم بصدره العاري
=نار جهنم دي اللي هتتشوي فيها ان شاء الله...

لم يجيبها و اتجه نحو الفراش مستلقي فوقه متناولاً اللاب توب الخاص به متصنعاً بالنظر اليه بينما يحاول السيطره على تلك الضحكه المتصاعده بداخله فقد نجح باستفزازها. فقد كان يكذب حتى يثير حنقها فهي بالنسبه اليه اجمل امرأه في العالم باكمله. و لا يوجد امرأه يمكن ان تضاهي جمالها بعينه.

راقبها بطرف عينيه وهي تجذب شئ من خزانة ملابسها قبل ان تتوجه إلى غرفة الحمام و هي تهمهم بصوت منخفض بكلمات غاضبه غير مفهومه...
بعد عدة لحظات...
كانت داليدا واقفه امام المرأه التي بغرفه الحمام تتفحص مظهرها بقميص النوم الذي اختطفته من خزانتها في ثورة غضبها مصممه ان تريه جمالها الذي ينكره فقد جرحها عدم رؤيته لها جميله كما قال اخذت تتطلع بشك إلى شعرها احقاً لونه بشع كما قال...

هزت رأسها بقوه معنفه نفسها كيف امكنها جعله ان يهز ثقتها بنفسها فالشئ الوحيد الذي كانت متأكده منه طوال حياتها بانها ذات جمال يدير رأس من يراها...
اخذت تتفحص قميص النوم المنسدل على جسدها باغراء برغم عدم عريه المبالغ.
من ثم قامت بفك شعرها الحريري من عقدته لينسدل فوق ظهرها كشلال من النيران قبل ان تستدير و تتجه نحو باب الغرفه مغمغمه بسخريه
=خالينا نشوف هتعمل ايه، لما تشوف شعر جهنم يا داغر بيه...

كان داغر لا يزال يتفحص احدي عقود الصفقات التي سيناقشها غداً مع الوفد الايطالي عندما رأي داليدا تخرج من الحمام ترتدي قميص نوم جعل الدماء تغلي غروقه فقد كان ينسدل على جسدها مظهراً جمال قوامها الذي كان دائماً يخطف انفاسه مظهراً لونه الاحمر القاني روعة بشرتها البيضاء الكريميه...
رغب بان ينهض من الفراش و يجذبها بين ذراعيه يفترس جمالها هذا لكنه حاول السيطره على نفسه حتى لا يخيفها...

صعدت داليدا إلى الفراش بجانبه و هي تشعر بالخجل من فكرتها الحمقاء تلك شاهدت داغر عينيه مسلطه عليها كما لو كان يرغب بأكلها حيه، مما جعل السعادة تتقافز بداخلها...
تنحنح داغر قبل ان يغمغم بصوت خشن من اثر الصراع القائم بداخله
=ايه اللي انتي لابساه ده يا داليدا...
هزت كتفيها مجيبه اياه ببرود
= ايه، حرانه.

ضغط داغر على اسنانه مطبقاً فكيه بقوه بينما يقبض على يديه بجانبه مقاوماً حاجته المميته للمسها مغمغماً بصوت خشن
=حرانه ازاي و درجة الحراره 5°.
اجابته داليدا بهدوء و هي لازالت تتصنع البرود بينما تعدل من قميص النوم حول جسدها
=مش عارفه مالي النهارده...
لتكمل بينما تجول بعينيها في المكان كما لو كانت تبحث عن شيئاً ما
=موبيلي فين، صحيح؟!

اردفت سريعاً عندما وقع نظرها عليه موضوع فوق الطاوله التي بجانب داغر من الفراش
=اها اهو...
انحنت بجسدها على الفراش محاوله التقاط هاتفها مما جعل جسدها يحتك بجسد داغر المتصلب...
لكن و قبل ان تدرك ما يحدث وجدت نفسها مستلقيه على ظهرها و داغر الذي فقد السيطرة على تحكمه يقبع فوقها يحاصرها بجسده الصلب حاولت التحدث لكن اطبق داغر على شفتيها بشفتيه مستولياً عليها في قبله حارقه.
استجابت بشغف إلى قبلته تلك.

ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك.
شعرت بقبلتهم تلك ستتحول إلى شئ اخر مما جعلها تتراجع إلى الخلف بخوف من ان يفقدوا السيطره على الوضع...
ابتعد عنها داغر لاهثاً عندما شعر بخوفها و رفضها هذا طبع على جبينها قبله رقيقه قبل ان يتركها و يستلقي على ظهره واضعاً ذراعه فوق عينيه بينما يحاول التقاط انفاسه المتسارعه.

بينما جذبت داليدا بيد مرتجفه الغطاء فوق جسدها بينما هي الاخري تحاول التقاط انفاسها معنفه نفسها بقوه على ضعفها نحوه فهي كانت ترغب بمشاغبته فقط و ليس ان تستسلم لقبلته و لمساته بهذا الشكل...
بعد ان هدأت و استقرت انفاسها التف اليه قائله سريعاً قبل ان تخونها شجاعتها
=عايزه الكريدت بتاعتك...

نزع ذراعه من فوق عينيه مستديراً اليها و قد تسلطت نظراته بحوع على الجزء العلوي من قميص نومها قبل ان يهز رأسه ويبعد نظره بعيداً
= ليه،؟!
اجابته بينما تجذب الغطاء سريعاً حتى عنقها لاعنه نفسها لارتداءها قميص النوم هذا
=عايزه اشتري شوية حاجات، و اعتقد انك لسه قايل اللي عايزاه هتجبهولي و مادام انت رفضت ان اطلع اشتغل...
اسرع داغر بوضع اصبعه فوق فمها مغمغماً
=ششش، اقفلي الراديو اللي مش هيتقفل النهارده دا...

راقبته داليدا بينما ينحني جاذباً حافظته من فوق الطاوله التي بجوار الفراش اخرج منها بطاقه الكريدت الخاصه به من ثم عاد اليها مره اخري مناولها اياها
=اتفضلي. يا ستي ادي الكريدت هاتي اللي انتي عايزاه...
اخذت تطلع نحوه باعين متسعه بالصدمه لا تصدق بانه وافق بهذه السهوله فقد كانت تتوقع ان يرفض اعطاءها اياها
همست بارتباك بينما تضع البطاقه اسفل وسادتها
=اجيب اي حاجه انا عايزها متأكد؟!

اومأ لها بالايجاب مما جعلها تعيد بشك
=اي حاجه، اي حاجه
اومأ لها مره اخري مغمغماً بصبر بينما ينحني عليها مقبلاً جانب عنقها بحنان
=هاتي كل اللي نفسك...
من ثم جذبها اليه محتضاً اياها بقوه بين ذراعيه دافناً وجهه بعنقها هامساً بالقرب من اذنها بصوت اجش
=علي فكره انتي بالنسبالي احلي من الاميره ديانا. و اجمل واحده في العالم كله.

دفنت داليدا وجهها بصدره حتى تخفي الابتسامه المشرقه التي ملئت وجهها بينما الفرحه تتفافز بداخلها
ليكمل مقبلاً اسف اذنها بشغف
=تصبحي على خير يا شعلتي...
اجابته داليدا بصوت منخفض بينما تحيط خصره بذراعها
=و انت من اهله.
ثم اغلقت عينيها براحه لتستغرق بالنوم و الابتسامه لازالت تملئ وجهها...

في ذات الوقت في غرفه شهيره كانت نورا جالسه بجانب شقيقتها على الاريكه تشاهدان التلفاز حيث اصرت شهيره عليها بان تقضي الليله معها حتى لا تبقي بمفردها حيث كان طاهر لا يزال مسافراً.
التفت نورا إلى شهيره لتجدها مقتضبه الوجه شارده كما لو كانت تفكر في شئ هام.
غمغمت بينما تتناول القليل من الفشار
=في ايه مالك يا شهيره، سرحانه في ايه.؟!
ادارت شهيره رأسها نحوها تطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان تجييها.

=بصراحه كلام داليدا مرات داغر انها ممكن تكون حامل ده مقلقني و مخوفني.
هزت نورا راسها قائله وهي لا تفهم ما تعنيه شقيقتها
=ليه بقي،؟!
اجابتها شهيره بعصبيه بينما تغرز اظافرها في كفة يدها
=الحبوب اللي خليت مروه تدهالها بقالها اكتر من اسبوع دي غلط و ممكن تعملها مصيبه...
هتفت نورا بحده بينما تضع الصحن من يدها بقوه على الطاوله
=طيب ما تعملها ولا تولع فيها و انتي مالك
التفت اليها شهيره قائله بحده.

=مالي ازاي، انا وافقتك وخليت مروه تحطلها الحبوب دي في العصير كل يوم لمده اسبوع بس...
لكن اكتر من كده لا يا نورا خصوصاً انها ممكن تبقي حامل و ممكن تت...
قاطعتها نورا بنفاذ صبر
=خلاص. خلاص اعملي اللي انتي عايزاه
اومأت شهيره برأسها بينما تتناول هاتفها متصله بمروه التي امرتها ان تاتي إلى غرفتها بالحال...
بعد عدة دقائق.
غمغمت مروه و هي تتثائب
=يعني حضرتك يا هانم عايزاني اوقف الحبوب اللي بحطها لست داليدا...

اجابتها شهيره بحده
=ايوه. ايه هقولهالك 100 مره...
اومأت مروه قائله بخضوع
=انا بتأكد بس من حضرتك تؤمريني بحاجه تانيه...
اشارت لها شهيره بيدها ان تنصرف. لتغادر على الفور الغرفه بينما انتفضت نورا واقفه نظرت اليها شهيره باستفهام اجابتها بينما تتجه نحو الباب...
=نسيت اخد حبوب الفيتامين هجيبها بسرعه من اوضتي و هاجي انتي عارفه ان لازم اخدها بانتظام علشان البيبي.

اومأت لها شهيره بينما تزفر براحه فقد كان قلقها من الامر كاد ان يقتلها...
اسرعت نورا بالركض خلف مروه التي لحقت بها في اخر الممر هاتفه باسمها مما جعلها تستدير اليها...
اشارت نورا لها ان تتبعها إلى غرفتها ليدخلون الغرفه بصمت
اتجهت نورا إلى خزانتها مخرجه منها مبلغ ليس بقليل من المال واضعه اياه بين يدي مروه التي اتسعت عينيها بذهول
=الحبوب اللي شهيره قالتلك توقفيها تستمري عليها.

نزعت مروه عينيها عن المال مغمغمه بارتباك
=بس شهيره هانم قالتلي...
قاطعتها نورا قائله بحده
=شهيره هانم مش هتعرف حاجه عن الكلام ده، ده بيني و بينك بس مفيش اي مخلوق يعرف عنه حاجه فاهمه...
اومأت مروه رأسها بالموافقه بلهفه و عينيها مسلطه بجشع على المال الذي بين يديها قبل ان تخرج من الغرفه بعد ان صرفتها نورا من ثم اتبعتها هي الاخري خارجه من غرفتها لتتجه نحو غرفة شهيره بهدوء كما لو انها لم تفعل شئ...

في اليوم التالي...
كان داغر جالساً بمكتبه يراجع بعض الاوراق عندما ارتفع رنين هاتفه ليجد ان المتصل صلاح المنوفي مدير البنك الذي يتعامل معه اجاب عليه ليصل اليه صوت صلاح الوقور
=داغر باشا. ازي معاليك يا فندم.
اجابه داغر بهدوء ليردف بعدها صلاح
=انا بتصل علشان اعرف حضرتك ان تم وقف الكاريدت الخاصه بحضرتك...
غمغم داغر بحده
= ليه،؟!
اجابه صلاح بارتباك و خوف من ردة فعله.

=حصلت تعاملات بها كتير بمبالغ كبيره في وقت ميتعداش الساعتين، و ده خالنا نشك و نوقفها لحد ما نتأكد ان حضرتك عندك علم بالتعاملات دي
تذكر داغر على الفور بانه قد اعطاها لداليدا بليلة امس حتى تشتري بعض الاشياء
=كام المبلغ اللي اتصرف،؟!
اجابه صلاح بعد ان تفحص اللاب توب الخاص به
=8 مليون و 200 الف يا فندم...

شعر داغر بالصدمه فور سماعه المبلغ غير مستوعباً كيف لداليدا ان تنفق مثل هذا المبلغ في وقت قصير بهذا الشكل
اردف صلاح بهدوء
=حضرتك احنا وقفناها لان التعاملات مريبه و ممكن نتبع الكاريدت لو...
قاطعه داغر قائلاً بهدوء
=لا عيد تشغلها تاني، مفيش مشكله.
ثم شكره على اهتمامه قبل ان يغلق معه. القي هاتفه على المكتب هاتفاً بحده
=المجنونه دي. صرفت 8 مليون في ايه...

من ثم تناول هاتفه مره اخري متصلاً بها لكنها لم تجب مما جعله يزفر بحنق عالماً انها قاصده عدم الاجابه عليه...
ارتفع رنين هاتفه الخاص مره اخري ليجيب عندما وجده رقماً غريباً ليصل اليه صوت امرأه
=الو معايا داغر بيه الدويري
اجابها داغر باقتضاب لتكمل قائله
=مع حضرتك ميساء التهامي رئيسه جمعية السلام الخيريه حبيت اشكر حضرتك على المبادره الانسانيه لحضرتك...
قاطعها داغر مغمغماً بارتباك
=مبادرة ايه، مش فاهم.

اجابته ميساء بهدوء وصوتها يتخلله الفرح
=مدام حضرتك داليدا هانم الراوي زارت الجمعيه النهارده و اتبرعت باسمك بمليون جنيه...
وانا حبيت اشكر حضرتك شخصياً...
شعر داغر بالصدمه فور سماعه كلماتها تلك و هو لا يصدق ما فعلته داليدا، اجابها بهدوء بان هذا واجبه و لا داعي للشكر من ثم اغلق معها...

من ثم توالت عليه الاتصالات من جمعيات خيريه مختلفه و اكثر من دار للايتام. و جمعيات خاصه بانقاذ الحيوانات والمستشفيات الخيريه يشكرونه على المبالغرالتي تبرع بها بعد زيارة زوجته لهم...
مما جعله بالنهايه يضطر ان يغلق هاتفه و عقله يكاد ان ينفجر منه
اختطف مفاتيحه مغادراً المكان بينما يحاول الاتصال من خلال هاتفه الاخر محاولاً الوصول إلى داليدا التي تجاهلت اتصالاته مره اخري...

صعد إلى سيارته امراً السائق بان يقود إلى المنزل من ثم قام بالاتصال بالحرس المسئول عن حمايتها
=اديني داليدا هانم،؟!
غمغم الحارس بارتباك و هو يتطلع نحو داليدا التي كانت تشير اليه بان يخبره بانها مشغوله ولا تستطيع محادثته الان
=داليدا هانم، داليدا هانم مش هتقدر تكلم مع حضرتك اصلها بتقيس فستان و...
صاح به داغر بشراسه و قد اشتعلت نيران الغيره والغضب بصدره فور سماعه كلماته تلك.

=و انت بتعمل ايه معها وهي بتقيس الفستان،؟!
اجابه الحارس على الفور وقد ادرك حماقة كلماته التي تفوه بها
=لا يا باشا انا واقف برا المحل. لكن هي جوا...
زفر داغر بسخط قائلاً بحده
=بلغها انها قدامها 10 دقايق وتبقي قدامي في البيت...
همهم الحارس بالازعان و ظل منتظراً عدة لحظات على الهاتف حتى تأكد من اغلاق داغر للخط قبل ان يستدير إلى داليدا الجالسه بالمقعد الخلفي للسياره.

=داليدا هانم انتي خلتيني اكدب على داغر باشا و دي اول مره اعملها.
تلملمت داليدا في مقعدها قائله بارتباك محاوله الكذب فهي لن تستطيع اخباره انها خائفه من مواجهته بعد ما فعلته بامواله
=معلش يا محمود. اصل بحضرله مفاجأه و مش عايزاه يعرف عنها حاجه...
تبدل اقتضاب وجه محمود إلى ابتسامه واسعه فور سماعه كلماتها تلك
=خلاص مدام كده، مش مهم بس هو قالي اعرفك انك تبقي في البيت خلال 10دقايق...

اومأت رأسها بالموافقه فهم على وشك الوصول إلى المنزل بأي حال...
بدأت بوضع خطه من اجل هروبها منه فسوف تدخل من الباب الخلفي للقصر وتصعد إلى غرفتها مغلقه عليها الباب حتى تتجنب غضبه هزت رأسها باقتناع بخطتها الساذجه تلك...
بعد قليل...
دلفت داليدا من الباب الخلفي للقصر و الذي يؤدي إلى غرفة المخزن الخاص بالادوات الزائده...

تسحبت بخطواتها إلى داخل المخزن متجهه نحو الباب الذي يؤدي إلى الممر الداخلي للقصر تتفحصه خائفه من ان يكون داغر واقفاً بالبهو الداخلي حيث كانت سيارته مصفوفه بالخارج عند وصولها...

و جدت. المكان خالي و لكن ما ان همت بالخطو خارج المخزن إلى الممر شعرت بيد تحيط خصرها جاذبه اياها إلى الخلف ليستند ظهرها إلى صدر صلب مما جعلها تصرخ بفزع لكن وضع مهاجمها يد فوق فمها كاتماً صرختها تلك لتسرع داليدا بالقبض على يده تلك باسنانها تعضها بقسوه...

لكنها افلتت يده من اسنانها عندما سمعت صوت داغر الذي يغمغم بغضب بينما يديرها نحوه لتصبح مواجهه له منفضاً بقوه يده التي كانت تظهر بها جيداً علامة اسنانها
=الله يخربيتك انت ايه، اكلة لحوم بشر.
غمغمت داليدا و قد احمر وجهها بالخجل ممسكه بيده مدلكه اثر عضتها
=اسفه و الله مكنتش اقصد...
لتكمل بحده بينما لازالت تدلك اثر عضتها من يده
=بعدين انت السبب. انت اللي كل مره تخضني...

احابها داغر بحده محاولاً عدم التأثر بلمستها الرقيقه فوق يده
=انا السبب برضو. انا اللي داخل اتسحب برضو من باب المخزن زي الحراميه.
ليكمل بحده متسائلاً
=ايه اللي خالاكي تدخلي من هنا،؟!
اشتعل وجه داليدا بالخجل بينما تجيبه هامسه بصوت مرتجف
=بصراحه كنت بحاول اهرب منك.
ارتجفت شفتي داغر بابتسامه فور سماعه كلماتها تلك و قد رق قلبه فور ادراكه انها كانت تحاول الهرب منه...

فهو قد وصل قبلها بعدة دقائق و كان يتابع الباب الامامي من خلال الكاميرا على هاتفه منتظراً وصولها و عندما وصلت لم تدخل من الباب الامامي بل استدارت لخلف القصر ليدرك انها سوف تدلف من الباب الخلفي ليتبعها على الفور...
احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها اليه ضامماً جسدها إلى جسده الصلب
=و كنت بتهربي مني ليه بقي...
وقفت تنظر اليه بصمت دون ان تجيبه غارزه تسنانها بشفتيها.

و هي تشعر بالخجل مما جعله يمرر ابهامه على شفتيها محرراً اياها من بين اسنانها مغمغماً بلطف يتخلله بعض المرح
=سيبي شفايفك، ايه مش مكفيكي اللي عملتيه في ايديا...
ليكمل بينما يمرر اصبعه فوق شفتيها بلطف
=مقولتليش كنت بتهربي مني ليه بقي.؟!
اطلقت داليدا تنهيده منخفض بينما ترجع رأسها للخلف محاوله عدم التأثر بلمساته تلك التي تشعل النار بجسدها مغمغمه بصوت منخفض
=علشان صرفت فلوس كتير...

لتكمل سريعاً واضعه يدها فوق صدره
=عارفه انك اكيد مضايق. و بصراحه عندك حق انا زودتها انا كنت بحاول اضيقك ومحستش بالمصيبه اللي عملتها الا لما جيت ادفع اخر مبلغ لدار المسنين و اكتشفت ان الفلوس في الكريدت خلصت...
همست بصوت متكسر و عينيها محتقنه بالذموع
=انا اسفه و الله يا داغر انا عارفه اني استاهل اي عقاب تحكم به...

رفع داغر وجهها اليه ممرراً اصابعه برفق فوق وجنتيها بينما يتطلع اليها بنظره متفحصه عميقه قبل ان يخفض رأسه و يتناول شفتيها في قبله لطيفه بينما يمرر يده فوق ظهرها بحنان
من ثم حرر شفتيها ببطئ حتى يتيح لها التنفس مسنداً جبهته فوق جبهتها متشرباً بشغف انفاسها المتعثره
=هو ده عقابي ليكي...
ليكمل هامساً بصوت دافئ بينما يغرق وجهها بقبلات رقيقه حنونه
=ده لو هتعتبريه عقاب يعني...
اتسعت عين داليدا هامسه بصدمه.

=هو انت مش مضايق و لا زعلان مني،؟!
قام بنزع حجابها محرراً شعرها من عقدته لينسدل فوق ظهرها كالنيران المشتعله اخذ يمرر يده به متنعماً بملمسه الحريري بين اصابعه قبل ان يجيبها بصوته الاجش.
=ازعل منك، لو الفلوس دي ضيعتيها في حاجات مالهاش لازمه، لكن انتي صرفتيها في المكان الصح. انتي عارفه كام جمعيه و مستشفي خيريه كلموني النهارده...
ليكمل مبتسماً عندما رأي خديها الذي اشتعل بهم نيران الخجل.

= يلا و رينى بقي اشتريتي ايه لنفسك...
اومأت مخفضه رأسها بينما تبحث بحقيبة يدها لتخرج منها شئ رفعته امام وجهه ضاغطه على شفتيها بقوه...
تفحص داغر الشئ الذي تمسكه بيدها ليتضح له انها صندوق لفرشاة اسنان جديده تناولها منها باطراف اصابعه مغمغماً بحذر
=ايه ده يا داليدا...
اجابته هامسه بصوت مختنق بالضحك عالمه بانه كان يعتقد انها قامت بالتسوق وشراء ملابس خاصة بعد اخبار محمود الحارس له انها تقيس احدي الفساتين.

=اللي اشتريته
غمغم بحده بينما يقبض على الفرشاه بيده
=انتي بتهزري، مش كده فين اللي اشترتيه، فين اللبس و الحاجات اللي كان نفسك تجبيها،!
تنحنحت داليدا هامسه بصوت منخفض
=ما انا مش محتاجه حاجه انا قولت كده بس علشان اعمل فيك المقلب ده و اصرف فلوس كتير علشان اضايقك...
لتكمل مغمغه تسأل السؤال الذي تخاف كثيرا من اجابته
=هو انا صرفت كام،؟!
اجابها داغر بينما لا يزال يشعر بالاحباط لعدم شراءها شئ لنفسها.

=8 مليون و 200 الف
شهقت داليدا بصوت مرتفع واضعه يدها على فمها هامسه بصدمه
=يا خبر اسود...
لتكمل مغمغمه بعد عدة لحظات كما لو وصلت إلى حلاً ما
=بص انت تعتبرهم زكاة السنه كلها.
لم يستطع داغر التحمل اكثر من ذلك لينفجر بالضحك فقد كانت تحاول ايجاد حل يخفف من اثار فعلتها. ضمها اليه مقبلاً جانب عنقها برقه هامساً باذنها محاولاً تخفيف الامر عنها
=فداكي مال الدنيا كلها، خلاص انسي اللي حصل...

شعرت داليدا برجفه تمر بجسدها فور سماعها كلماته الحانيه تلك فقد كانت تتوقع ان ينفجر بوجهها كاعصار من الغضب. لكنه كان عكس ذلك تماماً.
خرجت من افكارها تلك عندما رفع داغر رأسه عن عنقها و قام بعقد حجابها حول رأسها مره اخري قائلاً
=يلا تعالي نطلع من هنا...
من ثم جذبها واتجه خارجاً إلى البهو الداخلي للقصر...

ليجد شهيره و نورا جالستان كل منهما منشغله بالهاتف الذي بين يديها لكن فور رؤيتهم لهم انصب اهتمامهم عليهم...
اخذت عينين شهيره تتفحص يد داليدا الخاليه من الحقائب التي كانت تتوقع ان تعود محمله بهم ملئ يديها بعد ان اخبرتها فطيمه والدة داغر بانها ذهبت للتسوق
غمغمت بسخريه دافينه
=اومال فين الحاجات اللي اشترتيها ياداليدا،؟!

اجابتها داليدا التي عانقت ذراع داغر بيديها متشبثه به بينما تضم جسدها اليه مرمقه بطرف عينيها بنظره شامته نورا التي كانت تحدق بهم باعين تلتمع بالغيره و الحقد
=ملقتش حاجه عجباني...
لتكمل بينما تشدد جسدها إلى جسد داغر معانقه اياه بقوه
=علشان كده دغوري قالي انه هيخدني مخصوص فرنسا و اعمل شوبنج هناك...
من ثم ارتفعت على اطراف قدميها مقبله خده هامسه بدلال
=صح يا حبيبي،؟!

احاط داغر خصرها بذراعه مقرباً اياها منه بينما يتطلع اليها بشغف متمنياً لو ان يكون. حقاً سبب ما تفعله الغيره عليه، اجابها بهدوء
=صح يا حبيبي...
ليكمل دافعاً اياها نحو الدرج
=يلا اطلعي انتي غيري هدومك و ارتاحي، و انا هرجع الشركه عندي شغل كتير مستنيني...
اومأت داليدا برأسها قائله بذات الدلال الذي يكاد ان يطيح عقله
=تمام بس متتأخرش، عليا...
قبل جبينها بحنان وهو يغمغم بصوت منخض بالقرب من اذنها.

=حاضر يا شعلتي، مش هتأخر عليمي
صعدت داليدا الدرج و على وجهها ترتسم ابتسامه حقيقيه بسبب اهتمامه الواضح بها والذي كانت متأكد بانه ليس له علاقه بوجود ابنتا عمته
راقبت نورا داليدا الصاعده الدرج وهي تعض قبضة يدها بغيظ و الغيره تتأكلها...
قبضت شهيره على يدها مبعده اياها عن فمها قائله بقلق و هي تراقب وجه شقيقتها المحتقن وانفاسها المتسارعه
=اهدي يا نورا شويه مش كده، كده غلط عليكي و على البيبي...

هتفت نورا بحده بينما تشير بيدها إلى الدرج الذي كانت داليدا تصعده منذ قليل
=انتي مش شايفه المسخره اللي بيعملوها، ده انا كنت مخطوباله اكتر من 3 سنين وعمره ما حضني ولا دلعني ربع الدلع اللي بيدلعوهالها البت دي ايه لحست دماغه، بقي مش همه مين واقف قدامه وعمال يدلع فيها وهي تتسهوك عليه كده عادي...
غمغمت شهيره بصوت خافض بعض الشئ بينما تتطلع نحو شقيقتها بتردد.

=من اللي انا شايفاه، انه بيحبها يا نورا، و مش حب عادي كمان ده...
قاطعتها نورا هاتفه بشراسه بينما تنتفض واقفه بغضب
=جري ايه يا شهيره، انتي بتحرقي دمي انتي كمان...
لتترك المكان مغادره بخطوات مشتعله بالغضب و هي تهمهم بكلمات غاضبه ساببه داليدا بافظع الالفاظ...

بعد عدة ساعات...
وقفت داليدا فوق سطح القصر تضع التلسكوب الخاص بها معده اياه حتى تتابع خسوف القمر الذي سيبدأ بعد اقل من 5 دقائق...
عندما بدأ هاتفها بالرنين زفرت بحنق بينما تخرجه فهي لا تريد شئ ان يعطلها حتى لا تفوت هذا الخسوف الذي يسميه البعض بالخسوف الدموي...
اجابت سريعاً عندما وجدت ان المتصل داغر الذي لم يعد حتى الان من العمل وصل اليها صوت داغر الغاضب.

=انتي فين يا داليدا، قلبت عليكي القصر و مفيش ليكي اثر...
اجابته داليدا بينما تحرك التلسكوب للامام قليلاً
=انا على سطح القصر...
هتف داغر بحده
=بتعملي ايه عندك في وقت متأخرزي ده بعدين السطح سوره قصير و خطر ازاي تطلعي لوحدك...
قاطعته داليدا سريعاً عندما شاهدت الخسوف يبدأ
=داغر. سلام دلوقتي الخسوف بدأ 10دقايق هخلص و هنزل على طول متقلقش.

من ثم اغلقت الهاتف واضعه اياه بجيبها الخلفي من ثم اخذت تنظر من خلال التلسكوب باهتمام لكنها زفرت بحنق عندما وجدت انها لا تسنطيع رؤية الخسوف بشكل جيد من موقعها هذا مما جعلها تتحرك بالتلسكوب متحركه به للامام و هي لا زالت تنظر من خلاله متناسيه تماماً السور الشببه منعدم الذي يفصل بينها و بين السقوط سوا خطوه واحده. و التي تحركتها داليدا فلم تشعر بنفسها الا وقدمها تنزلق من فوق السور لتندلع منها صرخه فازعه شقت سكون المكان من حولها و هي تسقط هاويه إلى الاسفل نحو الارض التي كانت تبعد عن سطح القصر بمسافه ليست قصيره بالمره.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
اغلقت داليدا الهاتف مع داغر و وضعته بجيبها الخلفي من ثم اخذت تنظر من خلال التلسكوب باهتمام لكنها زفرت بحنق عندما وجدت انها لا تسنطيع رؤية الخسوف بشكل جيد من موقعها هذا مما جعلها تتحرك بالتلسكوب متخذه عدة خطوات للامام و هي لا زالت تنظر من خلاله متناسيه تماماً السور الشبه منعدم الذي يفصل بينها و بين السقوط سوا خطوه واحده. و التي تحركتها داليدا فلم تشعر بنفسها الا وقدمها تنزلق من فوق السور لتندلع منها صرخه فازعه شقت سكون المكان من حولها و هي تسقط هاويه إلى الاسفل نحو الارض التي كانت تبعد عن سطح القصر بمسافه ليست قصيره بالمره...

لم تشعر الا و هي تتشبث سريعاً
باحدي الاعمده الحديديه البارزه من سور السطح الخارجي ليصبح جسدها متعلق بالهواء.
تمسكت يديها بالعمود بقوه بينما تلهث بصوت مرتفع محاوله ادخال الهواء إلى رئتيها التي انغلقت من شدة الذعر بينما الفزع و الخوف يسيطران عليها اخذت تصرخ باعلي صوت لديها طالبه المساعده لكنها كانت تعلم بطريقه يائسه بانه لن يسمعها احد فقد كان هذا الجزء الخلفي من القصر...

اخفضت عينيها ببطئ تنظر برعب إلى الاسفل لتجد ان المسافه التي تفصلها عن الارض كبيره جداً لتعلم بانها اذا افلتت يدها و و سقطت للاسفل فلن تنجو...

انفجرت باكيه و قد ادركت انها لن تنجو شاعره بالم يكاد يحطم روحها إلى شظايا فور تذكرها لداغر اخذت تهمس بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها داعيه الله ان تراه ولو للحظات قليله قبل موتها المحتم هذا. فقد كان الشخص الوحيد الذي يعنيها امره بهذه الحياه. فليس لديها احد اخر غيره يمكنها ان تحزن على فراقه...
في ذات الوقت...

صعد داغر إلى السطح بوجه مكفهر غاضب فقد عاد من العمل كل ما كان يرغبه فور وصوله للمنزل هو ان يأخذ داليدا بين ذراعيه و يستغرق بالنوم لمده لا تقل عن 12 ساعه متواصله على الاقل فقد ارهقه العمل كثيراً
لكن ما ان وصل للمنزل لم يجد داليدا بأي مكان في جناحهم لذا قام بالاتصال بها على الفور لتخبره بانها على السطح وانها سوف تهبط للاسفل بعد قليل...

لكنه لم يستطع الانتظار و صعد على الفور ليلحق بها فلن يستطع تركها بمفردها بهذا الوقت المتأخر في هذا المكان...
زفر بحنق بينما يصل إلى باب السطح يفتحه و هو لا يمكنه فهم ما الذي تفعله تلك الحمقاء بمفردها هنا بمنتصف الليل.
دخل السطح اخذت تجول عينيه بارجاء المكان بحثاً عنها لكن كان المكان خالياً تماماً غمغم باحباط بينما يخرج هاتفه ليتصل بها مغمغماً بنفاذ صبر
=هنبدأ بقي نلعب يا داليدا...

سمع رنين هاتفها يأتي بمكان ما من السطح لذا اتبع الصوت و هو يظن انها تختبئ منه حتى وصل إلى المكان الذي يطل على الجهه الخلفيه للقصر
هتف ظناً انها لازالت تختبئ بمكاناً ما حتى تشاغبه
=اطلعي يا دالي...

لكن تجمدت باقي حروف جملته على شفتيه عندما رأي التلسكوب الخاص بها ملقي بجانب حافة السور المنخفضه شعر بقلبه يهوى داخل صدره. بينما بدأت الارض تميد من تحت قدميه عندما بدأ عقله يترجم المشهد الذي امامه اقترب من السور بخطوات بطيئه يجر قدميه جراً كما لو كان مشلولاً حتى اصبح يقف امام الحافة يخفض عينيه التي اصبحت بلون الدماء إلى الاسفل متوقعاً رؤية جسدها ملقي بالاسفل غارقاً في دماءه...

لكن بدلاً من ذلك رأي ما جعل قلبه يعاود النبض من جديد فقد كانت داليدا تتشبث بيديها بقطعه من الحديد لكن سرعان ما اختفت تلك الراحه ليحل محلها الخوف و الرعب بداخله عندما ادرك ان ذلك. العمود الحديدي لن يتحمل وزن جسدها كثيراً و انها معرضه للسقوط باي لحظه...
هتف بصعوبه اسمها بصوت مرتجف بينما ينبطح فوق الارض سريعاً على بطنه ماداً يده نحوها...

رفعت داليدا وجهها إلى اعلي عندما سمعت صوت داغر يهتف باسمها لتجده ينحني منبطحاً نحوها بينما يحاول مده يده اليها هزت رأسها و هي تعتقد انها تحلم من شدة يأسها لرؤيته قبل موتها سمعته يهتف بصوت متحشرج مختنق
=متخفيش يا حبيبتي، انا معاكي و همسكك.
انفجرت باكيه فور سماعها كلماته تلك وقد ادركت انه بالفعل معها و انها لا تتخيل هذا فقد كانت تشعر بالرعب بسبب يدها المرتجفه التي لن تتحمل الصمود كثيراً بهذا الوضع...

رأت داغر يمد يده اليها. لتحاول بصعوبه فك قبضة احدي يديها من فوق العمود الحديدي لكي تمدها نحو يده محاوله الامساك بها لكن عجزت عن الوصول اليها فقد كانت المسافه بعيده بين ايديهم...
عند هذا قامت داليدا بالتشهد بصوت مرتجف منخفض فقد ادركت انه لن يستطيع انقاذها و هي لن تستطع الصمود كثيراً خاصة و قد بدأ ارتجاف يزداد بقوه مرعبه عالمه بان مصيرها قد حدد...
سمعت داغر يهتف اسمها بيأس.

=داليدا مدي ايدك اكتر ليا يا حبيبتي، متخفيش...
حاولت مد يدها نحوه مره اخري لكن فشلت محاولتها تلك ايضاً بدأت تشعر بيدها تنزلق لذا رفعت عينيها اليه متأمله وجهه قبل ان تهمس بصوت مرتجف باكي من بين شهقات بكائها بينما الدموع تغرق وجهها ناطقه بتلك الكلمه التي تكنها له منذ اكثر من سنه فلن تموت دون ان تخبره اياها
=داغر انا بحبك، بحبك اوي...

لم تتغير تعبيرات وجهه الشاحب كما لو كان لم يسمعها حيث كان يبحث بعينيه من حوله كالمجنون عن شئ يمكنه انقذها به لذا همت ان تعيدها مره اخري عليه لكنها صرخت فازعه بدلاً من ذلك عندما رأته يتقدم بجسده المنبطح للامام اكثر حتى اصبح معظم جسده العلوي خارج السور متشبثاً بيده بالسور المنخفض بينما يده الاخري يمدها نحوها صرخت داليدا باكيه بهستريه و الخوف عليه يسيطر عليها.

= داغر، لا. ارجع، ارجع علشان خاطري، هتقع...
لكنه لم يستمع اليها ماداً يده نحوها اكثر هاتفاً بصوت مرتجف
=يلا يا حبيبتي حاولي علشان خاطري، يلا...
مدت يدها اليه بينما تحاول رفع جسدها بيدها الاخري المتشبثه بالعمود الحديدي لتنجح هذه المره بالامساك بيده الممدوده اليها...

قبضت يده على يدها بقوه جاذباً اياها إلى الاعلي بصعوبه حتى استطاع اخيراً برفعها للاعلي جذبها داغر نحوه بقوه عندما اصبح جسدها باكمله مرتفع للاعلي ليرتمي جسدها فوق جسده و يسقطوا للخلف سوياً على ارضية السطح الصلبه افترش الارض جاذباً اياها فوق جسده يضمها اليها بقوه و هو يلهث محاولاً التقاط انفاسه التي كان يحبسها طوال الدقائق التي مرت لا يصدق بانها حيه و بين يديه للحظات فقد الامل في انقاذها عندما لم تستطع ان تصل إلى يده. لكنه لن يستطع العيش بدونها فالموت بالنسبه اليه ارحم بكثير بان يعيش باقي حياته يتألم بدونها كان قلبه لا يزال يرتجف بين اضلعه بخوف لذا قام بضمها اليه بقوه اكبر دافناً وجهه بعنقها مستنشقاً بقوه رائحتها و الذعر و الخوف من فقدانها لا يزال يعصفان بداخله مرر يده بلهفه فوق ظهرها متلمساً اياها حتى يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمه و بين يديه لا يصدق بانه كاد ان يفقدها فعند تخيله لها ملقاه كجثه هامده بالاسفل كاد ان يفقد عقله شاعراً بخوف لم يشعر بمثله من قبل...

حاول التكلم و تهدئتها فقد كان جسدها يرتجف بقوه بينما شهقات بكائها تمزق السكون من حاولهم لكنه لم يستطع النطق بحرفاً واحداً فقد كان كالمشلول...
دفنت داليدا وجهها الباكي بعنقه هي الاخري بينما تحيطه بذراعيها تضمه بقوه اليها برغم احتضانه لها الشديد الذي قد يتسبب باختناقها الا انها شددت من احتضانها له و هي تبكي بشهقات تمزق القلب...

لكنها توقفت عن البكاء متجمده عندما شعرت بجسد داغر يهتز بقوه بين ذراعيها و مياه دافئه على عنقها. لتدرك على الفور بانه يبكي...
همست بصوت مرتجف بينما تحاول رفع وجهه عن عنقها
=داغر...
لكنه لم يستجب لها رافضاً رفع وجهه لها بينما جسده لايزال يرتجف اخذت تقبل رأسه ممرره يدها المرتعشه على ذراعيه بحنان حتى شعرت به يهدئ...

ظل داغر ساكناً مكانه عدة لحظات بعد ان هدئ و هو لا يصدق بانه قد بكي حقاً بهذا الشكل فبحياته بأكملها لم يفعلها حتى بيوم وفاة والده برغم الالم الذي كان يشعر به وقتها...
انتفض واقفاً بصمت و هو لايزال يحمل جسدها المرتجف بين ذراعيه هابطاً بها للاسفل سريعاً كما لو كان هذا السطح مكاناً ملعون سوف يلاحقه...

فور دخولهم للجناح الخاص بهم انهار داغر ث مستلقياً على الفراش وهو لا يزال يحملها بين ذراعيها لتصبح مستلقيه اسفل جسده الصلب ليسرع بضم جسدها اليه دافناً وجهه بعنقها و هو مغلق العينين و لازالت ضربات قلبه تعصف بداخله بجنون بينما هي الاخري كانت دافنه وجهها بكتفه متشبثه به محاوله الحصول على اكبر قدر من الامان الذي يوفره ذراعيه التي تحاوطها بهذا الشكل.
بعد عدة دقائق.

كانوا لايزالون على وضعهم السابق عندما رفع داغر رأسه اخيراً عن عنقها يتطلع إلى وجهها بصمت عدة لحظات بعينيه المحتقنه قبل ان يمرر نظراته المتفحصه ببطئ فوق جسدها بحثاً عن اي ضرر فد اصابها. اهتز جسده بعنف فور ان وقعت عينيه على يدها المتورمه الحمراء. الملتهبه من تمسكها بالعمود الحديدي مده طويله مما جعله يتذكر مشهد جسدها الذي كان متعلقاً بالهواء و الذي سيجد صعوبه بنسيانه طول حياته مرافقاً اياه شعوره بالخوف و الذعر الذي شعر بهم وقتها، داليدا و جسدها معلق بالهواء.

رفع يدها إلى فمه مقبلاً اياها قبلات عديده و عندما انطلقت من بين شفتيها انة الم خفف من حدة قبلاته عليها لتصبح كلمسة الريشة مقبلاً كل انشاً من راحة يدها.
ارتفعت قبلاته من يدها لتشمل ذراعها وكتفها حتى وصل إلى عنقها الذي دفن وجهه به يمرر شفتيه فوق جلدها الناعم بشغف همست داليدا بصوت منخفض و قد بدأ جسدها يستجيب لقبلاته تلك
=داغر...

لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما دفن وجهه بعنقها و قبلها بحنان عليه من ثم ارتفع مره اخري ممرراً شفتيه برقه على وجهها موزعاً القبلات عليه كما لو كان يمجد كل انشاً منه. مقبلاً بحراره عينيها و وجنتيها حتى اخفض رأسه اخيراً متناولاً شفتيها في قبله حاره يبث بها خوفه الذي لا يزال يعصف به و حاجته اليها التي تعذبه...

و سرعان ما تبدل خوفه داليدا إلى مشاعر اخري تسري بسائر انحاء جسدها مما جعلها ترتجف بقوة بين ذراعيه.
زاد من تملكه حارق و قد تحول خوفه عليها إلى حاجه ملحه تكاد ان تقتله...
عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده الصلب اكثر حتى اصبحت ملاصقه به ظل يقبلها بشغف و الحاح تي سقطوا اخيراً في عالمهم الخاص الذي لا بوجد سواهم به...
بعد مرور بعض الوقت.

كان داغر مستلقياً على جانبه يضم جسد داليدا بين ذراعيه بينما يحاول تنظيم انفاسه اللاهثه لا يصدق انه اخيراً حصل عليها جاعلاً منها زوجته بكل ما تعني الكلمه من معني.
انحني مقبلاً رأسها المدفون في صدره بينما يده تمر على طول ظهرها بحنان.

بينما كانت هي تدفن وجهها بصدره تحاول اخفاء الدموع التي تملئ عينيها و اخماد نار العذاب التي تشتعل بصدرها، شاعره بانها محطمه. منهكه. مشوشه كلياً كما لو قلبها قد انكمش بداخلها و مات...

لا تصدق انها استسلمت له بتلك السهوله فماذا سيظن بها الان. و كيف سمحت لهذا بان يحدث. كيف امكنها نسيان انه متزوج من امرأه اخري يحبها بل يعشقها فبرغم معاملته لنورا السيئه الا انها تعلم ان سبب هذا شئ قد فعلته و جرحته به لكنه بالنهايه سوف يكون لها هي...

فبأستسلامها له قد اكدت كلماته و رأيه السابق بها بانها ليست سوا امرأه رخيصه باعت نفسها من اجل المال و الان فرطت في جسدها و شرفها دون خجل، بالطبع سيلقيها خارج حياته كما لو كانت قمامه شئ ملوث.
خرج نشيج متألم من بين شفتيها بينما تنفجر في البكاء الذي لم تعد تستطع السيطره عليه اكثر من ذلك.

تجمدت يد داغر التي كانت يمررها بحنان على ظهرها فور سماعه لها تبكي بهذا الشكل ادارها بين ذراعيه لتواجهه قائلاً بلهفه فور رؤيته لوجهها الشاحب و الدموع التي تغرق وجهها و الرعب يتصاعد بداخله بان يكون قد اذاها او ألمها
=داليدا بتعيطي ليه...
ليكمل بلهفه و هو يبتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه عندما لم تجيبه دافنه وجهها بالوساده بينما شهقات بكائها تزداد بقوه
=في حاجه بتوجعك، اكلم الدكتور...

هزت داليدا رأسها هامسه بصوت مختنق من بين شهقات بكائها
=مفيش حاجه بتوجعني...
زفر داغر براحه محيطاً وجهها بيديه مغمغماً بحنان
=طيب بتعيطي ليه فاهميني.
ليكمل بصوت مختنق فور ادراكه الامر
=انتي ندمانه على اللي حصل بنا،؟!
لم تجيبه بينما اخذ بكائها يزداد حتى احمر وجهها بشده
غمغم بتصميم و ذلك الشعور المميت يسيطر على قلبه
=ندمانه،؟!
اجابته اخيراً بصوت مكتوم باكي و القهر ينبثق منه...
=طبعاً ندمانه...

لتكمل بصوت مرتجف ممزق من شدة الالم الذي يعصف بقلبها
=انا كده اثبتلك فعلاً اني رخيصه زي ما انت كنت فاكر، واحده استسلمت لواحد و هي عارفه كويس انه متجوزها بس علشان يغيظ بها واحده تانيه هو بيحبها، واحده تانيه اول ما خطيبها سابها جري و اتجوزها حتى لو كنت بتعاملها وحش فانت بتحبها بس كرامتك هي اللي مجروحه...

لم تستطع انهاء باقي جملتها حيث ازداد بكائها و شهقات بكائها تتتعالي بقوه بينما الضغط الذي قبض على صدرها يهدد بسحق قلبها من شدة الالم الذي يعصف به...
غمغم داغر بصوت متألم وهو لا يستطيع رؤيتها بحالتها تلك
=داليدا بصيلي...
لكنها رفضت مغلقه عينيها اكثر بينما تنسكب منها الدموع مغرقه وجهها
زفر بضيق قائلاً بيأس و هو يدير وجهها اليه بتصميم
=اهدي يا حبيبتي و بصيلي...

فتحت عينيها ببطئ تتطلع نحوه بالم و حسره مما جعله يحبس انفاسه من الالم الذي عصف به
احاط وجهها بيديه قائلاً بصوت اجش من اثر العاطفه التي تثور به ممسكاً بيدها واضعاً اياها بلطف فوق صدره موضع قلبه
=داليدا انتي هنا مراتي، و عمري ما فكرت انك رخيصه زي ما بتقولي...
ليكمل ضاغطاً يدها بقوه على صدره
=انتي غاليه عندي، و غاليه عندي اكتر ما ممكن تتخيلي...

اتسعت عينين داليدا بالصدمه فور سماعها كلماته تلك لا تصدق بانها تسمع تلك الكلمات تخرج من فم داغر، قربها منه اكثر هامساً بصوت اجش محمل بالعاطفه
=داليدا انتي مراتي اللي عايز اكمل معها عمري الجاي كله...
حاولت داليدا التراجع للخلف ساحبه يدها من فوق صدره بينما تلهث بصدمه و قد اهتز جسدها بقوه كما لو صاعقه ضربته فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف ضعيف
=طيب ونورا. انت بتحبها...
قاطعها داغر على الفور بحده.

=انا عمري ما حبيت نورا و لا عمري هحبها...
ليكمل بينما يعيد يدها فوق صدره حتى تشعر بضربات قلبه المتسارعه بجنون.
=المفروض كنت تفهمي ده لوحدك من ضعفي ناحيتك، من خوفي عليكي النهارده...
همس بصوت معذب بينما بدأ جسده بالارتجاف
=داليدا انتي لو كان حصلك حاجه النهارده، انا مكنتش هقدر اكمل...
تحشرج صوته بالنهايه.

بالدموع الحبيسه و قد عاد اليه الخوف فور ان تذكر مظهرها المعلق بذلك العمود اسرع بدفن وجهه بعنقها بينما اخذت دقات قلب داليدا تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شدتها همست بصوت ضعيف
=بس انت اتجوزتها بعد ما سابت خطيبها باسبوع واحد
رفع رأسه عن عنقها محيطاً وجهها بين يديه يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها قائلاً بصوت صارم.

=جوازي من نورا كان له سبب هيجي يوم و لازم تعرفيه و وقتها هعرفك كل حاجه، بس مش دلوقتي...
من ثم اخفض رأسه طابعاً قبلة ذقنها ضاغطاً عليه بخفه قبل ان يهمس بصوت اجش من قوة المشاعر التي تعصف به
=دلوقتي هنبدأ حياتنا، مفيش غير داغر و داليدا بس...
ليكمل بعاطفه جياشه وهو يمرر شفتيته على خدها مقبلاً اياه بخفه محاولاً اضحكها
=شعلتي، العضاضه.

نجحت كلماته بالفعل في اضحاكها حيث اشرق وجهها بابتسامه واسعه همست بخجل بينما تحيط خصره بذراعيها
=ما انت كمان عضاض...
انطلقت منه ضحكه منخفضه هامساً بالقرب من اذنها بينما يقضم بخفه شحمة اذنها باغراء مثير.
=اعمل ايه ما انتي اللي حلوة...
اشتعل وجهها بحمرة الخجل لكن سرعان ما شحب من جديد فور تذكرها لتلسكوب والدتها غمغم داغر بقلق فور ملاحظته شحوب وجهها هذا
=مالك يا حبيبتي في ايه،؟!
همست بصوت منخفض مرتجف.

=التلسكوب بتاع ماما...
زفر داغر ببطئ على رقة قلبها المتعلق بكل شئ كان ملكاً في يوم لوالدتها المتوفيه
=متخفيش موقعش انا شايفه كان جنب السور...
اطلقت داليدا صراح الانفاس التي كانت تحبسها فور سماعها كلماته تلك اومأت برأسها مغمغمه براحه
=بكره الصبح هبقي اطلع اجيبه
قاطعها داغر على الفور هاتفاً بقسوه و قد احتدت عينيه بالغضب
=انسي ان رجلك هتخطي السطح ده تاني...
ليكمل بحده و تصيمم.

=هبقي اخلي زكي يطلع يجبهولك، و كمان هخليهم يعلو سور السطح الغبي ده. انا مش فاهم ازاي مفكرتش في انه لازم يترفع قبل كده...
همست داليدا بصوت مختنق فور تذكرها لذاك السور ليعاودها الشعور بالخوف من جديد شددت من ذراعيها حول خصر داغر تضم جسدها اليه بحثاً عن الاطمئنان
=عارف انا عمري ما حسيت بالخوف و الرعب في حياتي قد ما حسيت النهارده انا كنت فاكره اني خلاص هقع و همو...

قاطعها على الفور و اضعاً يده فوق فمها مغطياً اياه قائلاً بحده بصوت مرتجف
=اياكي تكمليها...
ليكمل بذات النبره المعذبه و صور تلك اللاحظات المرعبه تتقافز امام عينيه
=انسي، و خاليكي فاكره دايماً اني مش هسمح لأي حاجه تأذيكي...
ليكمل بصوت مرتجف سانداً جبهته فوق جبهتها متشرباً انفاسها الحاره بشغف
=بس اوعديني، انك مش هتعرضي نفسك للخطر تاني، وقبل ما تخدي خطوه لازم تفكري فيها كويس.
اجابته داليدا بصوت منخفض لاهث.

=اوعدك...
اخفض رأسه مقبلاً عنقها مشدداً من ذراعيه حاولها كما لو كان يرغب بضمها حتى تصبح بداخل صدره
رفع رأسه متناولاً شفتيها في قبله حاره من ثم تركها حتى لا يرهقها
استلقي على ظهره جاذباً اياها معه حتى اصبحت مستلقيه فوق صدره ضامماً اياها اليه بقوه غمغم بينما يقبل رأسها المندس بعنقه
=تصبحي على خير يا حبيبتي...
اجابته داليدا بصوت منخفض طابعه قبله خفيفه على جانب عنقه
=و انت من اهله...

ثم اغمضت عينيها وعلى وجهها ترتسم الراحه و الهدوء...
في وقت لاحق...
انتفض داغر مستيقظاً عندما سمع صرخة داليدا المختنقه التف اليها بلهفه ليجدها لازالت نائمه بينما تصرخ بفزع و وجهها شاحب يلتمع بالعرق ليدرك انها تعاني من حلم مزعج هز ذراعها على الفور هاتفاً اسمها بلهفه ظلت عدة ثواني لا تستجيب له، حتى استيقظت اخيراً...

كانت عينيها متسعه بالذعر بينما صدرها يعلو ويهبط بجنون تكافح لالتقاط انفاسها كما لو كانت لا تستطيع التنفس، همست بصوت مرتعش بكلمات غير مترابطه
=السطح، السور...
جذبها داغر على الفور بين ذراعيه محتضناً اياها هامساً باذنها بصوت اجش
=اهدي يا حبيبتي انا معاكي.
من ثم اخذ يربت على ظهرها بيده بحنان محاولاً تهدئتها بينما يهمس لها بكلمات مهدئه.

تشبثت يدي داليدا بظهره تشد جسدها اليه و الخوف لا يزال يسيطر عليها فقد كانت تحلم بانها معلقه بذاك العمود مره اخري و عندما حاول داغر انقاذها سقط إلى الاسفل لكن الاسفل هذا لم يكن الارض الصلبه لحديقة القصر بلا كانت اخاديد من النيران المشتعله...

دفنت وجهها بصدره تضمه اليها بقوه و بعد ان هدئت حاول داغر النهوض ليصنع شئ دافئ تشربه لكي يهدئها لكنها رفضت تركه متشبثه به بقوه اكبر مما جعله يضطر للاستلقاء على الفراش مره اخري وهي بين ذراعيه اخذ يمرر يده من شعرها إلى اسفل ظهرها بينما يقبل رأسها قبلات متتاليه حنونه هامساً لها بكلمات مهدئه حتى غرقت مره اخري بالنوم بين ذراعيه...

بعد مرور ثلاثة ايام...
كانت داليدا مستلقيه على الاريكه بين ذراعي داغر الذي كان يقبل عنقها بحنان و شغف...
فكان من المفترض بهم ان يجلسوا و يشاهدوا فيلماً سوياً لكن كان لداغر رأي اخر كالعاده...
جذب داغر الغطاء الموضوع على ظهر الاريكه واضعاً اياه على جسديهما بينما يجذب جسد داليدا اليه...
لكنها رفضت و حاولت النهوض لارتداء ملابسها لكنه منعها قائلاً بمرح
=مالوش لزوم تتعبي نفسك...

هتفت داليدا بينما تتصنع الغضب
=متستعبطش. بعدين احنا بقالنا اكتر من 3 ايام قافلين علينا الجناح و مبنخرجش منه خالص حتى الاكل بيجيلنا لحد هنا زمانهم بيقولوا علينا ايه دلوقتي...
اجابها داغر بينما يقبل اعلي كتفها بشغف
= يقولوا اللي يقولوه انا ما صدقت انك وقعتي تحت ايديا...

مررت يدها على صدره باستفزاز و اغراء و قد ارتسمت ابتسامه مستفزه على وجهها عندما رأته يحبس انفاسه باستجابه حتى وصلت يدها إلى بطنه التي قامت بدغدغتها و هي تضحك بمرح لكن اختفت ضحكتها تلك عندما وجدته غير متأثراً بدغدغتها تلك راسماً على وجهه قناع جامد هتفت باحباط و هي تزيد من دغدغتها له موزعه اياها بانحاء بطنه الممتلئه بالعضلات الصلبه
=مبتضحكش ليه. انت مبتغرش.
هز داغر رأسه بالنفي مبعداً يدها قائلاً.

=لا مبغرش...
ليكمل بينما ترتسم نظره شريره مشاكسه بعينيه يضع يده على بطنها مدغدغاً اياها بيديه برفق في بادئ الامر
= مانشوف انتي بقي...
من ثم ازدادت قوه دغدعته لها مما جعلها تنتفض بين يديه ضاحكه بقوه وهي تتلوي بين ذراعيه محاوله الافلات منه. ارتسمت على وجهه ابتسامه مشرقه و هو يراقبها بسعاده تضحك بهذا الشكل اخذت تحاول دفع يده بعيداً صارخه من بين ضحكاتها
=خلاص يا داغر، خلاص علشان خاطري مش قادره...

توقف عندما احتقن وجهها بشده ضامماً اياها اليه مناحاً اياها الفرصه لتلتقط انفاسها المتلاحقه
ابتعدت عنه فور ان هدئت و انتظمت انفاسها غمغمت بينما تنحني و تلتقط جهاز تحكم التلفاز من الطاوله التي امام الاريكه المستلقيان عليها...
=نتفرج بقي على التفلزيون...
لكنها اطلقت صرخه ضاحكه عندما قبض على يدها الممسكة بجهاز التحكم بينما رأسه مدفون بعنقها
=مفيش تلفزيون، خليكى معايا.

ضربته داليدا بصدره مبعده راسه عن عنقها موليه اياه ظهرها ليصبح مستنداً إلى صدره الصلب هاتفه بغضب مصطنع
=لا هتفرج على التلفزيون، و انت كمان هتتفرج...
ثم اخذت تقلب بالتلفاز حتى عثرت بالصدفه على كرتون غامبول هتفت بفرحه كالاطفال
=غاااامبول...
صاح داغر بصدمه بينما ينهض مستنداً على مرفقه حتى يستطع النظر اليها
=غامبول ايه،؟!

ليكمل بينما يتابع بدهشه وجهها المشرق بالفرحه والسعاده و هي تتابع باعين تلتمع بالغشف الكرتون الذي على التلفاز
=ايه الهبل ده انتي عيله صغيره يا داليدا،؟!
اجابته بينما تستدير اليه تتمتم باغاظه و هي تخرج لسانها اليه بمشاكسه
=اها انا عيله صغيره عند الكرتون و هتلاقيني بقي عندي 3 سنين.
ادخلت لسانها داخل فمها سريعاً عندما حاول القبض عليه باصابعه و هو يضحك لتكمل بحده وعينيها تلتمع بالغضب.

=عجبك ولا مش عجبك يا سي داغر
زفر داغر باستسلام وهو يستلقي مره اخري على الاريكه بينما يحاول كتم ضحكته جاذباً اياها نحوه مقبلاً خدها هامساً باذنها بصوت اجش مثير
=عجبني، طبعاً.
تنهدت داليدا بينما تقترب منه لتصبح مستنده إلى صدره محتضنه ذراعه الذي يحيطها إلى قلبها طابعه قبله حنونه على يده
ظلوا على وضعهم هذا اكثر من ساعه حتى انتهي كرنون غامبول ادار داغر نحوه على الفور قائلاً.

=كده انتي خدتي حقك و اتفرجتي على الكرتون بتاعك. اخد حقي انا بقي...
احني رأسه متناولاً شفتيها في قبله عميقه سريعه لكنها ارجعت راسها للخلف متمته بخبث محاوله استفزازه
=داغر انا جعانة...
اجابها بينما يقرب وجهه منها مره اخري و عينيه مسلطه بجوع على شفتيها فبرغم انه امضي الثلاثه الايام الماضيه يحاول اشباع جوعه لها الا انه رغم ذلك لم تهدأ رغبته بها بلا على العكس قد ازدادت اضعاف مضاعفه.

=طيب ما انا كمان جعان...
اسرعت بوضع يدها على شفتيه مانعه اياه من تقبيلها مره اخري هاتفه بضحك
=لا انا مش قصدي قلة الادب اللي في دماغك دايماً دي. انا جعانه بحد.
ضيق داغر عينيه و هو بتفحص وجهها الكاذب
=كدابه، احنا لسه واكلين مبقالناش ساعه...
ليكمل و هو يتصنع الجديه محاولاً اغاظتها و اثارة غضبها
=حتي انتي كلتي الاكل كله، وانا ملحقتش اكل حاجه...
ضربته داليدا في كتفه بيدها بخفه هاتفه بصدمه.

=انت بتعد عليا الاكل يا سي داغر...
انفجر داغر ضاحكاً فور سماعه كلماتها تلك قبل جانب فكها قاپلاً
=بالهنا والشفا يا حبيبي، انا بهزر معاكي...
ليكمل عندما ظل وجهها متجهم بغضب
=خلاص بقي يا ديدا متزعليش...
كتفت ذراعيها فوق صدرها محاوله السيطره على الابتسامه التي ترتجف بها شفتيها عند سماعها اسم تدليلها يصدر منه فلأول مره من بعد وفاة والدتها احد يقوم بتدليلها هكذا.

صرخت ضاحكه عندما اخفض يده على بطنها ببطئ يهم بدغدغتها
=خلاص، خلاص مش زعلانه
غمغم داغر ضاحكاً
=كده انا عرفت نقطة ضعفك
ليكمل بينما يخفض رأسه يقبلها برفق
=هطلب من صافيه تجبلنا الاكل هنا، بس الاول اشبع جوعي...
من ثم عمق لتغرق معه في بحر شغفهم الذي اكتشفوه معاً حديثاً...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت داليدا واقفه تتطلع باعين متسعه بالتردد إلى الحقيبه الموضوعه على الفراش التي اخرجتها بوقت سابق من خزانة ملابسها.
التقطت نفساً عميقاً قبل ان تنحني و تفتحها مخرجه منها بدلة رقص شرقي رائعه. اخذت تتأملها باعين متسعه و قد اشتعل وجهها فور تخيلها انها ترتدي مثل هذا الشئ امام داغر...
تراجعت جالسه على المقعد و هي لازالت بين يديها تتذكر سبب شراءها لهذه البدله...

فمنذ اسبوعين مضوا كانت داليدا جالسه بالغرفه تشعر بالملل فداغر اصبح يقضي معظم وقته بالعمل حتى انه بأيام كثيره يضطر إلى المبيت بالشركه مخبراً اياها بانه يعاني من ضغط كبير بالعمل بسبب نهاية العام المالي فقد ظل يعتذر لها كثيراً عن اهماله لها بتلك الفتره واعداً اياها بانه فور ان ينتهي هذا الضغط سوف يتفرغ لها تماماً معوضاً اياها عن انشغاله عنها...

لكن و برغم انشغاله هذا الا انه بكل يوم يفرغ نفسه ساعتين مساءً و يعود للمنزل لكي يتناول معها العشاء بجناحهم الخاص من ثم يأخذها بين ذراعيه مغدقاً اياها بشغفه و حنانه من ثم يرتدي ملابسه و يعود للشركه مره اخري ولا يعود الا باليوم التالي بالسابعه صباحاً...

حاولت كثيراً ان تظل مستيقظه حتى تستطيع استقباله لكنها بكل مره تسقط بالنوم رغماً عنها لكنها تشعر به فور صعوده للفراش حيث يأخذها بين ذراعيه يضمها إلى صدره بحنان و يستغرق بعدها بنوم عميق مرهق حتى الساعه ال10صباحاً من ثم يعود سريعاً للعمل مره اخري...

بهذا اليوم وقفت داليدا مشغله احدي الاغاني بهاتفها من ثم تناولت وشاح و عقدته حول خصرها من ثم بدأت بالرقص الشرقي التي كانت بارعه فيه فقد كانت دائماً عندما لا تجد شئ تفعله في بيت خالها كانت تشغل الاغاني و ترقص حتى اصبحت بارعه به...

اندمجت بالرقص على نغمات الموسيقي حتى احمر وجهها و تعرق جيبنها لكنها فور ان سمعت باب الجناح يُفتح اسرعت بالركض نحو هاتفها تحاول غلق الاغاني لكنها تعثرت عدة مرات وهي تحاول اغلاقه حتى نجحت...
دلف داغر إلى الغرفه يتجه نحوها بخطوات سريعه فور ادراكه ما كانت تفعله و اوقفته فور رؤيتها له يدلف للغرفه
=انتي كنت بترقصي...
هزت رأسها بالنفي و قد اشتعل وجهها بحمرة الخجل.

جذبها داغر من الوشاح الذي حول خصرها و هو يعلم بكذبها عليه فقد سمع صوت الموسيقي من خارج الغرفه و عندما دخل رأها تمسك بهاتفها تحاول غلق الموسيقي
=اومال ده يبقي ايه...
حاولت الابتعاد عنه لكنه رفض فك حصارها جاذباً اياها بين ذراعيه هامساً باذنها بالحاح
=ارقصيلي...
هتفت داليدا على الفور بينما تنجح بفك حصار ذراعيه من حولها و تتراجع إلى الخلف بتعثر و وجه محتقن
=لا...

لتكمل كاذبه بينما تحاول فك عقدة الوشاح من حول خصرها لكنها فشلت بسبب يدها المرتجفه
=اصلاً. اصلاً انا مبعرفش ارقص، ده انا قولت اجرب بس علشان زهقانه...
غمغم داغر باحباط بينما يجذبها مره اخري من الوشاح ليصطدم جسدها بجسده الصلب
=داليدا. متستعبطيش انا ع...

لكنها لم تتح له الفرصه لاكمال جملته حيث اسرعت بوضع ذراعيها حول عنقه مخفضه رأسه نحوها واضعه شفتيها فوق شفتيه مقبله اياه برقه في محاوله منها لتشتيت ذهنه و بالفعل نجحت خطتها تلك حيث غرق في قبلتها تلك مشدداً ذراعيه من حولها من حتى غابوا في عالمهم الخاص...
لكنه ظل يطلب منها بكل يوم ان تقوم بالرقص له لكنها كانت ترفض حتى يأسي منها واستسلام و توقف عن طلب هذا منها.

لكنها اليوم قررت بانها ستحاول اغراءه من اجل المبيت معها وعدم العوده للشركه ككل ليله حتى تمنح جسده المرهق بعض الراحه لذا وجدت افضل اغراء لكي تجعله يقضي الليله معها و عدم الذهاب للشركه هو ان تعد الطعام بيديها له و تقوم بالرقص من اجله لذا عندما ذهبت للتسوق اليوم و رأت بدلة الرقص تلك معروضه بالوجهه الاماميه لاحدي المحلات وقفت متردده عدة لحظات قبل ان تستجمع شجاعتها و تدلف إلى المحل و تقوم بشرائها فقد كانت رائعه باللون الاحمر القاني و الذهبي اللامع...

نهضت من فوق المقعد من ثم بدأت بارتداءها. اتجهت نحو المرأه تتأمل انعاكسها بها بانبهار و خجل حيث كانت عاريه بشكل مبالغ به تظهر بشرتها الكريميه الناعمه و قوامها الممشوق الخلاب شعرت بوجهها يحترق من شدة الخجل لكنها حاولت التغلب على خجلها هذا فداغر زوجها فلما تخجل منه...

وضعت احمر شفاه قاني اللون ليبرز جمال شفتيها و امتلئهم ثم وضعت القليل من ظلال العيون الاسود الذي اظهر لون عينيها الخلاب. مصففه شعرها حتى اصبح مسترسلاً فوق ظهرها كالحرير اللامع بوهج النيران المشتعله...
اسرعت بارتداء مأزر الحمام السميك و الطويل فوق جسدها حتى تخفي زي الرقص اسفله راغبه بصنع مفاجأه له فور سماعها صوت خطواته بالممر خارج الجناح...

ليدلف بعد عدة ثواني داغر إلى الغرفه، فركضت نحوه على الفور ترتمي بين ذراعيه التي احاطت جسدها على الفور جاذباً اياها اليه يحتضنها بقوه كما لو كان ابتعد عنها عدة ايام و ليس عدة ساعات قليله ظل محتضناً اياها عدة لحظات حتى رفع رأسه عن عنقها متأملاً وجهها بشغف قبل ان يخفض رأسه محاولاً تقبليها لكنها ابعدت رأسها للخلف سريعاً هاتفه
=داغر، الروچ...
غمغم بصوت اجش و عينيه مسلطه بجرأه و شغف على شفتيها.

=طيب ما يبوظ الروج...
ليكمل متأملاً وجهها المزين بالمكياج قبل ان يخفض عينيه نحو مأزر الحمام الذي ترتديه منفحصاً اياه بدهشه
=بعدين انتي حاطه مكياج و لابسه روب الحمام ليه...
اجابته داليدا سريعاً بينما تعدل المأزر حول جسدها
= عادي انا كنت لسه هلبس الفستان، بس انت الل...
قاطعها داغر قائلاً بمكر يملئه المرح
=فستان، برضو
ضربته داليدا في كتفه بخفه هاتفه بحنق
=ايوة فستان، بطل استفزاز.

اطلق ضحكه منخفضه اجشه بينما ينحني مقبلاً جانب عنقها بحنان
من ثم همس باذنها بصوت منخفض و هو يضغط على شحمة اذنها باسنانه
=مالوش لازمه صدقينى...
اومأت برأسها قائله بضحك محاوله مجاراته حتى لا تفسد مفاجأتها له
=انا بقول كده برضو. خاليني بالروب احسن
من ثم بدأت تنزع عنه سترة بدلته قبل ان ترتفع على اطراف اصابعها وتقبله فوق خده بحنان
=يلا يا حبيبي ادخل خد دش. عقبال ما حضر الاكل علشان ناكل...

اصدر زمجره رافضه مغمغماً بينما عينيه مسلطه فوق شفتيها
=مش عايز اكل، انا قدامي بس ساعتين قبل ما ارجع الشركه تاني...
ليكمل بصوت شغوف بينما يحيط خصرها من فوق المأزر السميك
=يعنى مفيش وقت...
ازاحت داليدا يديه من فوق جسدها متراجعه للخلف قائله بتصميم و حده.
=لا هتاكل الاول. انا اصلاً مش عجبني اللي بتعمله في نفسك انت مبترتحش خالص، كُل دلوقتي...
لتكمل بصوت منخفض و وجنتين محمره
=بعد كده اعمل اللي انتي عايزه...

ابتسم داغر بينما يجذبها بين ذراعيه مره اخري مغمغماً بصوت اجش بينما يحني رأسه نحوها.
=طيب اخد تصبيره صغيرة
ثم تناول شفتيها في قبله شغوفه حارقه لكن تراجعت داليدا للخلف سريعاً عندما شعرت بيده تفتح رباط مأزرها بحثاً عن جسدها.

اعادت غلق الرباط سريعاً حول خصرها حتى لا يلاحظ زي الرقص الذي اسفله، هاتفه بحده بينما تدفع داغر الذي كان يحاول جذبها مره اخري اليه حتى يعاود تقبيلها دافعه اياه من كتفه نحو الحمام قائله بنبره صارمه
=يلا علشان تلحق تاخد دش...
غمغم داغر بنبره جعلها حزينه بينما يتجه نحو الحمام
=علي فكره انتي مفتريه...
استمرت داليدا بدفعه نحو الحمام قائله بمرح
=ايوه انا مفتريه، و شريره كمان.

غمغم بالموافقه بينما يدلف إلى الحمام و داليدا لازالت تدفعه امامها و عندما همت بتركه و الخروج قبض على على ذراعها جاذباً اياها نحوه حتى اصطدم جسدها الرقيق بجسده الصلب
=طيب ما تحاولي تخليكي طيبه المره دي و تيجى معايا...
اجابته بدلال بينما تقوم بفك ازرار قميصه ببطئ نازعه اياه عنه
=موافقه...

ابتسم داغر بانتصار فور سماعه موافقتها تلك لكن ذبلت ابتسامته تلك فور ان قامت بسكب كميه وفيره من سائل الشعر فوق رأسه دون سابق انذار زمجر لاعناً بغضب عندما انزلق من شعره مغرقاً وجهه و في اقل من لحظه كانت داليدا قد ابتعدت عنه منطلقه نحو الباب و هي تضحك بمشاغبه مما جعله يهتف بحده بينما يتجه نحو كابينه الاستحمام يشغل الماء حتى يزيل سائل الشعر عن وجهه و عينيه
=ماشي يا داليدا و الله لاوريكي بتشتغلني...

اخرجت له داليدا لسانها مغيظه اياه قبل ان تركض هاربه و هي تصرخ بمرح عندما التقط المنشفه المعلقه بجانب كابينه الاستحمام و القها نحوها خرجت و هي تضحك بصخب عندما اخطأتها المنشفه التي سقطت بجانب قدميها تاركه اياه يحاول ازالت سائل الاستحمام عن رأسه...

بعد عدة دقائق...
خرج داغر من غرفة الحمام و هو عاري الصدر لا يرتدي سوا بنطال منزلي رمادي اللون هتف بينما يجفف شعره بالمنشفه التي حول رأسه
=بقي بتضحكي عليا و بت...
لكنه قطع باقي جملته مخفضاً المنشفه من حول رأسه فور سماعه صوت موسيقي شرقيه تندلع بانحاء الغرفه هم ان يتحدث لكن تجمدت الكلمات على شفتيه عندما رأي داليدا الواقفه بمنتصف الغرفه بزي رقص شرقي...

التمعت عينيه على الفور و قد انحبست انفاسه داخل صدره وهو يمرر عينيه ببطئ على جسدها بزي الرقص محكم التفصيل حول جسدها حيث يبرز قوامها الرائع. بينما شعرها مسترسلاً على ظهرها لامعاً يتلألأ بجمال فوق كتفيها...
اقترب منها على الفور جاذباً اياها اليه هامساً بصوت اجش بينما يمرر يده على جسدها بشغف
=ايه اللي انتي لابساه ده يا داليدا انتي ناويه تموتيني بازمه قلبيه مش كده...

ارتفعت على اطراف قدميها مقبله اياه فوق شفتيه مقاطعه اياه
=بعد الشر عليك متقولش كده، انا حبيت اعملهالك مفاجأه...
همس داغر بينما عينيه تمر باثاره وشغف فوق جسدها
=يعني هترقصيلي...

اومأت برأسها من ثم دفعته في صدره بيديها ليجلس على الاريكه التي خلفه من ثم تراجعت خطوتين للخلف و بدأ جسدها يتفاعل بتشنج مع الموسيقي التي تملئ الغرفه بسبب خجلها منه لكن فور رؤيتها لعينيه التي تتأملها بشغف تبخر خجلها هذا و بدأت ترقص ببراعه كما تفعل عادةً بمفردها...

ظل داغر جالساً بتصلب فوق الاريكه و عينيه مسلطه على داليدا بانبهار لا يصدق انها تستطيع الرقص بهذا الشكل الاحترافي فقد كانت مغريه بشكل يرغب بتناولها بالحال حاول السيطره على نفسه حتى لا يندفع نحوها و ينقض عليها مفترساً اياها لكن فشلت محاولاته تلك حيث لم يستطع الجلوس بمكانه هكذا يراقب حركات جسدها المليئه بالاغراء و الجمال بصمت نهض سريعاً و اتجه نحوها محيطاً خصرها بذراعه بينما يبدأ بالرقص معهابخطوات رجوليه عشوائيه مما جعل داليدا تنفجر ضاحكه و قلبها يقفز فرحاً ضمها اليه بينما يرقصان سوياً على الموسيقي التي تحولت إلى اغاني شعبيه صاخبه...

كانت داليدا ترقص معه مستمتعه باندماجه معها و الفرحه تملئ وجهها غمغم داغر بصوت اجش بينما يحرر خصرها
=كملي رقص...
عادت داليدا إلى الرقص الشرقي مره اخري لكنها توقفت جامده عندما رأت داغر يمسك بحفنه من المال التي لا تعلم من اين اتي بها وبدأ يسقط الاموال عليها وهي ترقص
توقفت عن الرقص دافعه اياه في صدره مغمغمه بصدمه
=بتعمل ايه يا داغر، انت فاكرني راقصه بجد ولا ايه...

ضحك داغر بعمق و هو مستمر باسقاط الاموال على رأسها قبل ان يجذبها بين ذراعيه مقبلاً جانب عنقها
=احلي راقصة شافتها عينيا.
غمغمت داليدا بينما ترمقه من الاعلي للاسفل بنظرات موحيه
=لا و انت شكلك خبره اوي في الراقصات يا داغر باشا
انفجر ضاحكاً فور سماعه كلماتها تلك مما جعلها تضربه بقبضتها في صدره قبل ان تعاود الرقص بشكل اكثر اغراءً.

بنهاية الرقصه كان داغر قد وصل للحافه و لم يستطع الصمود اكثر من ذلك حيث اسرع بجذبها بين ذراعيه متناولاً شفتيها في قبله شغوفه لكن داليدا قامت بفصل قبلتهم تلك متراجعه برأسها للخلف هامسه بصوت لاهث بينما تشير نحو طاولة الطعام التي اعدتها له
=داغر الاك...
لكنه ابتلع باقي جملتها في قبلة عميقة افرج عنها اخيراً حتى تستطيع التقاط انفاسها...
همس بصوت اجش بالقرب من شفتيها
=مش عايز اكل...

رجفه حاده مرت بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها اخذت تنظر اليه بعينين متسعه بينما صدرها يعلو و ينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها هامسه بصوت مرتجف
=طيب مش هترجع الشركه، و هتفضل معايا النهاردة...
اومأ برأسه موافقاً و عينيه المظلمه مسلطه عليها
=هفضل معاكي...

من ثم اخفض رأسه ملثماً عنقها برفق قبل ان يحملها بين ذراعيه و اتجه بها نحو الفراش واضعاً اياها فوقه ليغرقان بعدها في بحر شغفهم و عشقهم...

في الصباح...
كان داغر واقفاً باستسلام بين يدي داليدا التي كانت تقوم بمساعدته في ارتداء ملابسه راقب باعين تلتمع بالشغف اصابعها الرقيقه وهي تغلق ازرار قميصه من ثم قامت بعدها بعقد رابطة عنقه ضمها اليها فور انتهائها مقبلاً جبينها بحنان من ثم اسند ذقنه على رأسها الذي كان يصل إلى اسفل عنقه بسبب قصر قامتها
احاطت داليدا خصره بذراعيه مرجعه رأسها إلى الخلف مغمغمه بصوت اجش.

=هتبات النهارده برضو في الشركه،؟!
اجابها بهدوء بينما يمرر ابهامه فوق وجنتيها بحنان متلمساً بشرتها الحريريه هناك فهو يعلم بانه اصبح مهملاً لها بالفتره الاخيره منشغلاً بعمله لكنه كان يفعل هذا من اجلها فقد كان يحاول انهاء اكبر قدر من العمل حتى يستطيع اخذ شهر اجازه يقضونه معاً في المكان الذي تختاره هي...
=غصب عني، الشغل كتير
ليكمل بينما ينحني مقبلاً وجنتيها
=و الله هعوضك عن كل ده بس حاولي تستحملني...

اومأت داليدا براسها بينما ترسم على شفتيها ابتسامه متفهمه مساعده اياه بارتداء سترة بدلته...
انحني واضعاً على شفتيها قبله قصيره يعبر بها عن شكره لها قبل ان يأخذ بيدها بين يديه و يهبطوا للاسفل حتى يتناولوا طعام الافطار سوياً مثل كل يوم...
فور دخولهم إلى غرفة الطعام توجهت نحوهم مروه الخادمه وهي تزغرط بصوت مرتفع بينما كلاً من نورا و شهيره جالستان بهدوء على الطاوله.

هتف داغر بضيق منزعجاً من صوت الزغاريط هذا
=في ايه يا مروه، ايه الازعاج ده على الصبح...
اجابته مروه بوجه مشرق بالفرح
=فرحانلكوا طبعاً...
لتكمل بعد ان اطلقت زغروطه قصيره
=مبروك يا داغر باشا نورا هانم حامل...

شحب وجه داغر فور سماعه كلماتها تلك فلم يكن مستعداً بان يتم الاعلان عن الخبر الان فهذا لم يكن اتفاقهم خاصة وانه لم يخبر داليدا بعد، انتبه على الفور إلى داليدا الواقفه بجانبه بوجه شاحب بينما اصبحت يدها التي ببن يده بارده كبرودة الثلج التف اليها هامساً باسمها بقلق لكنه شعر بطعنه حاده تخترق قلبه عندما رفعت وجهها اليه و رأي الدموع التي تملئ عينيها...
سمعها تهمس بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...

=اللي بتقوله ده حقيقي،؟!
اخذت عينيه تمر بتردد حول الخدم الواقفين بالغرفه لا يعلم كيف يخبرها بان هذا الطفل ليس منه دون ان يفضح الامر التف اليها قائلاً بهدوء ممرراً يده المرتجفه فوق وجهها
=هفهمك كل حاجه، بس مش دلوقتي لما نطلع اوضتنا...
ارجعت رأسها للخلف بحده رافضه لمسته لها هامسه بصوت ممزق مرتجف و قد بدأت تشعر بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها...

=مش محتاج تقولي حاجه الاجابه واضحه...
ثم نزعت يدها من يده متراجعه للخلف من ثم فرت راكضه من الغرفه دون ان تنتظر حتى تري النظره الشامته الني رمقتها بها كلاً من نورا و شهيره...
وقف داغر وجسده يرتجف من شدة الغضب بينما عينيه مسلطه على كلاً من نورا و شهيره الجالستان تتابعان ما يحدث بهدوء مصطنع كما لو ان ما حدث لم يكن مخططهم زمجر بشراسه بهم و عينيه تلتمع بوحشيه قاتله عليهم.

=اللي حصل ده مش هيعدي بالساهل، فاهمين مش هيعدي
ثم خرج من الغرفه يهم ان يلحق بداليدا لكن تعالي رنين هاتفه مره اخري و الذي لم ينفك عن الرنين منذ عدة دقائق اخرجه من جيبه وهو يلعن بقسوه مجيباً
=في ايه يا طاهر عمال تتصل. تتصل في اي...
لكنه ابتلع باقي جملته هاتفاً بصدمه
=بتقول ايه مخزن الشروق اتحرق. و العمال محبوسين فيه صرخ داغر به و قد بدأ يفقد السيطره على اعصابه
=كلم المطافي، بسرعه.

ليكمل بنفاذ صبر عندما اخبره انهم بالفعل في الطريق
=طيب اقفل. اقفل انا جاي حالاً...
وقف يتطلع إلى اعلي الدرج بتردد فهو لا يريد ان يتركها مع ظنونها تلك لكن ايضاً لا يستطع البقاء فتلك المصيبه قد تكلفه الكثير من ارواح العمال المحتبسين بالمخزن...

هبط الدرجات القليله التي صعدها سريعاً و قد اتخذ قراره فهو يجب عليه الذهاب إلى ذلك المخزن من ثم سيحاول العوده سريعاً إلى داليدا حيث سيقون باخبارها بكل شئ منذ البدايه...

كانت داليدا مرتميه على الفراش منهاره ببكاء مرير و هي لا تصدق بان داغر قد خدعها فقد اخبرها بان زواجه من نورا ليس زواجاً حقيقياً مؤكداً لها بانه لم يلمسها قطاً فكيف اذا اصبحت تحمل طفله اذا لم يقم هو بالكذب عليها و خداعها...
هزت رأسها بقوه بينما تضع يدها فوق صدرها محاوله التخفيف من الالم الذي يعصف بقلبها هامسه بصوت مرتجف
=داغر. عمره ما هيكدب عليا، هو. قالي هيفهمني كل حاجه.

تقطعت كلماتها بينما تنفجر ببكاء مرير عندما عجز عقلها عن وجود اي شئ يبرر له كذبه عليها...
اتتفضت جالسه عندما انفتح باب الجناح دون سابق انذار...
مسحت وجهها بحده بكف يدها عندما رأت شهيره تدلف للغرفه بخطوات رصينه هادئه هتفت بها داليدا بحده
=ايه جابك هنا، امشي اطلعي برا...
لكنها استمرت بالتقدم نحوها بهدوء مما جعل داليدا تنتفض واقفه بغضب هاتفه بها بشراسه
=اطلعي برا بقولك...
وقفت شهيره امامها قائله بهدوء.

=اهدي، انا جايه اقولك كلمتين و همشي على طول...
لتكمل ببرود بينما تمرر عينيها على داليدا من اعلي للاسفل بنظرات متفحصه حتى استقرت على وجهها المتورم المحتقن و الغارق بالدموع
=اعتقد مهمتك اللي داغر مأجرك علشانها انتهت بحمل نورا...

شحب وجه داليدا بقوه فور سماعها كلماتها تلك همست بصوت مرتجف بينما تحاول عدم اظهار لها تأثرها بكلماتها تلك فمن المستحيل ان تكون تعلم شئ عن الاتفاق الذي كان بينها وبين داغر فلا احد يعلم شئ عن هذا الاتفاق سوا داغر و هي وخالها...
وخالها ليس له صله بشهيره حتى يخبرها عن شى بمثل تلك الخطوره كما انه يهاب من داغر ويخاف عاقبه
=انتي بتقولي ايه، انا مش فاهمه حاجه؟!

قاطعتها شهيره بحده و هي تتخذ خطوه للامام نحوها حتى اصبحت تقف امامها مباشرةً
=قصدي انتي فاهماه كويس، داغر حكي لنورا كل حاجه عن جوازه منك و انك مجرده واحده اشتراها ب20 مليون جنيه علشان تمثل دور الزوجه السعيده علشان يثبت لنورا انها مش فارقه معاه، بس دلوقتي نورا حامل بابنه يعني هينسي كل حاجه، و انتي هيرمكي في الشارع و ترجعي عاله على خالك من تاني...

مادت الارض تحت قدمي داليدا فور سماعها كلماتها تلك شاعره بالدماء تجف بعروقها لكنها حاولت التماسك امامها هامسه بحده
=انتي كدابه
داغر عمره ما هيقول كده و عمره ما بات عند اختك علشان تبقي حامل هو دايماً كان...
قاطعتها شهيره بحده و عينيها تلتمع بالقسوه عليها.

=لو في حد كداب هنا فهو انتي، انتي كلك على بعضك كدبه في حياتنا، داغر بقاله اكتر من شهر بيبات عند نورا و مفهمك انه مشغول في الشركه و هو كل ليلة بيبات في حضنها، و وعد نورا انه هيطلقك في اقرب وقت...
لتكمل بينما ترمقها بنظرات تملئها الازدراء و الاحتقار.

=طبعا هو مش عايز يطلقك دلوقتي لحد ما يشبع من جمالك اللي كان هيموت عليه، معظم الرجاله كده عندك طاهر جوزي مثلاً عارفه انه بيريل على ستات كتير بس بعمل نفسي مش عارفه و بسيببه لحد ما يوصل للي عايزه منهم و يلف لفته و يرجعلي، زي ما داغر هيعمل بالظبط اول ما هيشبع منك هيرمكي برا حياته و هيرجع لنورا مراته الحقيقيه اللي قلبه حبها ام ابنه الجاي...

كانت داليدا تستمع اليها و جسدها باكمله يهتز بقوه بينما الضغط الذي قبض على صدرها يهدد بسحق قلبها بقسوه همست بصوت مرتجف باكي بينما تحاول بصعوبه السيطره على الالم الذي يعصف بقلبها و يكاد يحطمها روحه إلى شظايا لكنها رغم ذلك لا تصدقها، لا تصدق ان داغر بامكانه فعل ذلك بها
=اطلعي برا، انتي كدابه.

التوي فم شهيره بسخريه بينما تخرج هاتفها من جيب بنطالها الخلفي اخذت تعبث به عدة لحظات همت داليدا ان تصرخ بها طالبه منها ان تغادر فهي لم تعد تستطع الصمود امامها اكثر من ذلك فبأي لحظه سوف تنهار. لكن تجمدت الكلمات على لسانها عندما وصل إلى سمعها صوت داغر الصادر من هاتف شهيره فقد كان يبدو انه تسجيل صوتي قد قامت بتسجيله له...
سمعت صوت شهيره يصدر من الهاتف متمتمه بهدوء
=بس دي مراتك يا داغر مهما كان...

هتف داغر بحده مقاطاً اياها
=مراتي،؟! انا البني الادمه دي عمري ما اعتبرتها مراتي ولو دقيقه دي واحده رخيصه، كلبة فلوس باعت نفسها علشان شوية ملاليم و حلم وسخ بتجري وراه...
ليكمل بقسوه و غضب.

=كده كده انتي عارفه اني هطلقها، بس انا مستني اني اخلص من موضوعها و قرفها وبعدها هطردها من حياتي و مش عايز اشوف وشها ده تاني، انا ليا حياتي اللي عايز ابدئها على نضافه مع مراتي. اللي ضافر واحد منها يساوي مليون واحده من عينتها الرخيصه...
اغلقت شهيره الهاتف قائله بسخريه
=اعتقد كده سمعتي بودانك داغر شايفك ازاي، لو عندك ذرة كرامه واحده هتخرجي من حياته قبل ما هو يعملها و يرميكي بنفسه...

ثم التفت مغادره المكان بهدوء تاركه خلفها داليدا التي انهارت ساقطه على الارض بقسوه بعد ان عجزت قدميها التي اصبحت كالهلام عن حملها بينما شهقات بكائها الحاده تمزق السكون من حولها منهاره ببكاء مرير شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها فور سماعها كلمات داغر التي اكدت كلمات شهيره لها فهو لا يراها سوا امرأه رخيص قد ابتاعها بامواله، لكنها عندما اقامت علاقه معه طوال الفتره المنصرمه كان على اساس كلماته المؤكده لها بانها زوجته الدائمه فقد خدعها طوال هذا الوقت فهو لم يعتبرها ولو للحظه واحده زوجته فماذا يجعل منها اذاً هذا سوا عاهره، عاهره يستمتع بها من ثم ينوي بالقاءها جانباً فور ان يمل منها طارداً اياهاخارج حياته كالقمامه، تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى في انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت بانها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به و ذكرياتها و هي بين ذراعيه مستسلمه بشغف له اطلقت صرخه قويه بينما تضع يدها فوق اذنيها ضاربها رأسها بالارض الصلبه عدة ضربات متتاليه و هي تبكي بهستريه، فهي لن تستطع العيش مع هذا الكم من الالم و العار الذي سيظل يلاحقها طوال حياتها نهضت بجسد متهالك متجهه بخطوات متعثره نحو المطبخ الملحق بالجناح مخرجه احدي السكاكين الحاده من احدي الادراج و هي تعزم على انهاء حياتها البائسه تلك وضعت السكين على معصم يدها تنوي قطع شراينها بينما كامل جسدها يهتز بقوه لكن و قبل ان تفعلها القت السكين من يدها على الارض متراجعه للخلف بذعر و صدمه مما كانت تنوي فعله. لا تصدق بانها كانت تنوي قتل نفسها و خسارة دنيتها و اخرتها ايضاً مغضبه الله منها.

دفنت وجهها بين يديها هامسه بصوت مختنق من بين شهقات بكائها الحاده تستغفر ربها عن ما كانت تنوي فعله بينما بكائها يزداد و يزداد حتى سقطت دون سابق انذار على ارضية المطبخ مغشياً عليها كالجثه الهامده...
بعد عدة دقائق...

دلف داغر إلى الجناح الخاص به هو و داليدا بخطوات بطيئه فقد اطمئن على خروج العمال سالمين من المخزن المحترق ثم ترك باقي الامر لطاهر و عاد سريعاً إلى المنزل حتى يعود لداليدا و اخبارها بكل شئ يعلم انه قد تأخر عن هذا فقد كان يجب عليه ان يخبرها بحقيقة زواجه من نورا منذ زمن لكنه فضل ان ينتظر لحين انتهاءه من العمل المتراكم عليه، فقد كان يعمل 19 ساعه باليوم حتى يستطيع اخذ اجازه لمدة شهر حتى يسافر بها بعيداً بعد اخبارها بحقيقة زواجه من نورا، كما كان اتفاقه واضح وصريح مع شهيره بالا تعلن خبر حمل نورا لحين اخباره داليدا حتى لا تصدم كما حدث اليوم...

اخذ يبحث عنها بارجاء الجناح لكنها لم تكن موجوده كان يهم الاتصال بهاتفها لكن جذب انتباهه الضوء الاتي من المطبخ الدائم الغلق ليعلم انها هناك اتجهه على الفور للمطبخ لكن فور ان دلف إلى مطبخ تجمد مكانه بينما اهتز جسده كما لو ان صاعقه قد ضربته عندما رأي جسدها الساكن الملقي على ارض المطبخ بينما كميه كبير من الدماء منتشره من حولها.

بينما الدماء لازالت تتدفق من معصم يدها المقطوع و السكين موضوع بيدها الاخري ليعلم على الفور انها انتحرت
ركض اليها على الفور منهاراً على الارض راكعاً بجانبها جاذباً جسدها الهامد بين ذراعيه بينما يحاول بهستريه كتم الدماء المنسدله من يدها المجروحه بيده المرتجفه بينما يصرخ بصوت متألم مختنق باسمها و يقين بداخله انه فقدها هذه المره بالفعل...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بالمشفي...
كان داغر جالساً على احدي المقاعد خارج غرفة الطوارئ التي ادخلت اليها داليدا منذ اكثر من ساعه يتطلع امامه باعين متحجره محتقنه كالدماء يحاول التحكم بارتجافة جسده و قلبه الذي يعصف الخوف بداخله.
اخفض عينيه يتطلع باعين غائره إلى يده الغارقه بالدماء...

لكنها لم تكن اي دماء. فقد كانت دماء داليدا انقبض قلبه بالم كاد ان يحطم روحه إلى شظايا فور تذكره لمشهدها و هي ملقيه بأرضية المطبخ كالجثه الهامده و الدماء منتشره من حولها
تشكلت غصه بحلقه اوشكت على خنقه لا يصدق بان حياتها قد هانت عليها و حاولت قتل نفسها...

لكن لما، فهو يعلم انه اخطأ كثيراً عندما لم يخبرها بحقيقة زواجه من نورا، لكنه اخبرها انه سوف يقوم باخبارها بكل شئ، لما اسرعت بالتخلص من حياتها بتلك السهوله اذاً...
انتفض جسده فور ان شعر بيد والدته الجالسه بجانبه تربت بحنان على كتفه
=استهدي بالله يا حبيبي ان شاء الله هتبقي كويسه...
اومأ بصمت بينما يخفض رأسه و محيطاً اياها بيديه محاولاً اسكات الاصوات التي تتصارع بداخله مؤذيه اياه...

اخذت تتطلع فطيمه إلى ولدها باعين تلتمع بالدموع و قلب ممزق بالالم فلأول مره بحياتها تراه في حالته تلك فقد كان بحاله يرثي لها القلب...
تنحنحت مجليه صوتها قبل ان تغمغم بهدوء محاوله معرفة منه ما الذي اصاب داليدا فهي كانت بالخارج عندما اتصلت بها صافيه و اخبرتها بانها رأت داغر يحمل داليدا التي كانت غائبه عن الوعي راكضاً بها كالمجنون إلى سيارته امراً السائق بالتوجه إلى المشفي على الفور...

حاولت الاتصال وقتها بداغر عدة مرات لكنه لم يجيب مما جعلها تتصل بالسائق تستعلم عن عنوان المشفي الذي اخذهم اليها.
و ها هو منذ ان حضرت صامتاً بحاله يرثي لها يرفض التحدث او افاهمها اي شئ من الذي حدث
=ما تفهمني يا حبيبي. داليدا مالها؟ و ايه حصلها،؟!
رفع داغر رأسه ببطئ بينما يجبر شفتيه على التحدث مجيباً عليها
=اغمي عليها و هي لوحدها و وقعت على الطرابيزه الازاز و ايدها اتفتحت.

ليكمل مجبراً نفسه على الكذب فهو لا يمكنه اخبار احد بانها حاولت الانتحار حتى لا يهز صورتها امام احد
=و فضلت تنزف وهي مغمي عليها لحد ما انا وصلت و لحقتها
اطلقت فطيمه صرخه صادمه بينما تضع يدها فوق فمها ادار داغر وجهه بعيداً حتى لا تلاحظ والدته كذبه
هتفت فطيمه بينما تنفجر باكيه
=يا حبيبتي يا بنتي...
انتفض داغر واقفاً يبتعد عن والدته قدر الامكان فهو لن يستطع التحمل سماع اي بكاء فقلبه لن يتحمل.

لكن سرعان ما اشتد وجهه بغضب عندما رأي طاهر يتقدم نحوه بينما تتبعه شهيره.
هتفت شهيره بصوت جعلته قلقاً بينما تتجه نحو داغر
=داليدا عامله ايه يا داغر طمن...
قاطعها داغر بقسوه
=ايه اللي جابكوا هنا، انا مش عايز حد منكوا يبقي هنا...
تغير وجه شهيره التي تراجعت بخوف خطوه إلى الخلف بعد ان رأت الشراسه و الغضب المرتسمان بعينيه.
بينما غمغم طاهر بارتباك.

=جينا نطمن على داليدا، احنا مش عيله واحده ولا ايه يا داغر بعدين داليدا انا بعتبرها في مقام اختي الصغيره و لازم نطمن عليها...
زمجر داغر بشراسه بينما يجز على اسنانه بغضب...
=خد مراتك و امشوا من قدامي، احسنلكوا
هتفت شهيره بحده مقاطعه اياه
=جري ايه يا داغر انت بتتعامل معانا كده ليه كأننا اعدائك. ايه هي داليدا خلاص قدرت توصلك لكده انك تكره...

ابتلعت باقي جملتها على الفور و قد شحب وجهها بخوف عندما رأت عيناه تشع بالغضب عليها بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع إلى الخلف بذعر...
ليسرع طاهر الامساك بذراعها و هو يتمتم بخوف بينما يستدير و يفر هارباً بها من امام داغر الذي كان يبدو انه خارج السيطره تماماً
=خلاص، خلاص هنمشي وهبقي اطمن منك بلتليفون...

راقبهم داغر باعين محتقنه و هم يفرون هرباً من المكان قبل ان ينهار جالساً مره اخري على المقعد حيث لم تعد قدماه قادره على حمله دافناً وجهه بين يديه مستسلماً ليد والدته التي كانت تربت على ظهره بحنان...
اخذ يردد بعقله بشكل هستيري بانها سوف تصبح بخير فهو لن يتحمل فقدها...
بعد عدة دقائق...
انتفض داغر واقفاً بلهفه فور رؤيته للطبيب يخرج من غرفة الطوارئ اتجهه نحوه على الفور قائلاً بصوت مختنق.

=داليدا عامله ايه،؟!
اجابه الطبيب بهدوء
=متقلقش يا داغر بيه هي بقت كويسه والخطر عدي، بس احتاجنا ننقل لها دم لانها فقدت دم كتير...
ليكمل بينما يتطلع بتردد نحو فطيمه التي كانت تقف بجانب داغر بوجه قلق
=بس محتاج اتكلم معاك لوحدنا...
تراجعت فطيمه على الفور قائله =هدخل اطمن عليها
اومأ الطبيب برأسه بينما كان داغر واقفاً بتصلب بمكانه تنحنح الطبيب قبل ان يغمغم بارتباك.

=داغر بيه القطع في ايد داليدا هانم ده كان محاولة انتحار و اح...
قاطعه داغر على الفور بحده و صارمه حيث لم يتيح له اكمال جملته
=داليدا وقعت على الطرابيزه و ايدها اتجرحت فاهم يا دكتور
غمغم الطبيب بينما يومأ برأسه
=فاهم يا داغر بيه و اللي تشوفه طبعاً، بس لازم حضرتك تشوف ايه السبب و تحله لانها ممكن للاسف تكررها تاني...

شحب وجه داغر فور سماعه كلماته تلك شاعراً بالدماء تجف بعروقه فور تخيله لها تحاول الانتحار مره اخري
غمغم الطبيب بينما يبتعد عنه
=عن اذنك يا داغر بيه هروح اكتب التقرير الطبي...

راقبه داغر يبتعد باعين زائغه لا يري امامه بها ليظل بعدها واقفاً متجمداً بمكانه غير قادر على الحركه لا يعلم كم مر عليه من الوقت منذ ان تركه الطبيب لكنه خرج من جموده هذا عندما شعر بيد والدته التي خرجت من غرفة داليدا تربت على ذراعه برفق التف اليها تنحنح قائلاً وهو يفرك وجهه بيده
=عامله ايه، دلوقتي؟!
اجابته فطيمه بصوت متحشرج و قلبها يتألم على الام ولدها الواضح.

=نايمه يا حبيبي، واخده مهدئ و هينقولها اوضتها من الباب الخلفي للمرضي
اومأ برأسه بصمت مربتاً على يدها التي فوق ذراعه
=روحي انتي يا ماما و انا هفضل معها...
ليقاطعها عندما همت بالرفض
=انا عايز ابقي معها لوحدي، محتاج ده...
غمغمت فطيمه بصوت هادئ عكس ما يندلع بداخلها من قلق عليه و على تلك الراكده بسكون في غرفتها
=تمام يا حبيبي، و انا هكلمك على طول اطمن منك...

اومأ داغر رأسه بصمت من ثم تركها واتجه نحو الغرفه التي نقلت اليها داليدا والتي دلته عليها الممرضه...

دلف إلى الغرفة بخطوات بطيئه مرتجفه ليشعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور ان وقعت عينيه على جسد داليدا المستلقيه فوق فراش المشفي غائبه عن الوعى اقترب منها بخطوات متهالكه شاعراً بألم يمزق روحه وهو يراها في حالتها تلك انحنى مقبلاً جبينها بحنان مستنشقاً رائحتها بعمق لكنه اسرع بغلق عينيه بقوه على تلك الدموع التي ملئت عينيه و هو لا يمكنه ان يتخيل انه كاد ان يفقدها مره اخري للابد...

ابتعد عنها جالساً على المقعد المجاور لها و عينيه مسلطه عليها لا تفارقها لكن ما ان لاحظ يدها المضمده التي كانت بوقت سابق تتدفق منها الدماء بغزاره ابتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه بينما يرفع يدها تلك برفق مقبلاً اياها عدة قبلات متتاليه هامساً بصوت اجش مختنق
=كده توجعي قلبى عليكي...
ليكمل يضغط بيده المرتجفه برفق فوق ضمادة جرحها كما لو كان يأكد لنفسه انها بخير
=هانت عليكي نفسك بالساهل كده...

قبل يدها مره اخري قبل ان يضعها برفق على الفراش و هو لايزال متشبثاً بها رافضاً تركها وعينيه مسلطه عليها بصبر منتظراً استيقاظها...
بعد مرور عدة ساعات...
ظل داغر جالساً بجوار داليدا و هو ممسك بيدها بين يديه يتشبث بها بقوة طوال الوقت و عينيه الشبه مغلقه مسلطه فوقها بترقب محاولاً مقاومة النعاس و التعب الذان يسيطران عليه.

لكن بالنهايه اغلقت عينيه ببطئ دون ارادته مسنداً راسه الى حافة فراشها ليغرق سريعاً بنوم يتخلله التعب و الارهاق.
لكن لم يمر سوا عدة دقائق قليله حتى افاق سريعاً عندما شعر بحركة يد داليدا التي بين يديه ليجد داليدا تفتح عينيها ببطئ مطلقه تأوهاً منخفضاً بينما عينيها ترتجف كما لو كانت لا تعي بعد ما حاولها انتفض واقفاً مقترباً منها ممرراً يده بحنان على رأسها هامساً اسمها بقلق.

لتنتبه اليه على الفور تجهم وجهها بينما تتطلع حولها بعدم فهم
=انا فين...
اخذت تدور بعينيها بالمكان بارتباك وعندما وقعت عينيها على داغر القابع فوق رأسها عادت اليها على الفور ذكريات كل ما حدث من خبر حمل نورا، لكلام شهيره اليها، لكلام داغر حول زواجهم...
انتفضت مبتعده عنه بحده هاتفه بغضب
=ابعد عني...

و عندما حاولت جذب يدها من يده اطلقت تأوه متألم اخفضت عينيها على يدها لتشعر بالدماء تنسحب من جسدها فور ان وقعت على معصمها المضمد شحب وجهها فور تذكرها للسكين الذي كان بيدها و محاولتها لقتل نفسها هزت رأسها بقوه هامسه بصوت مرتجف...
=لا مستحيل...
لا يمكنها تصديق بانها فعلت ذلك بنفسها فهي تتذكر جيداً انها القت السكين من يدها و لم تفعلها لكنها تعجز عن تذكر اي شئ بعد ذلك.

انفجرت باكيه بقهر و هي لا تصدق ما فعلته بنفسها
اقترب منها بتردد داغر الذي كان واقفاً متجمداً بمكانه بعد دفعها اياه يتابع كل تلك المشاعر تمر على وجهها غير قادر على النطق بشئ فبداخله يوجد صراع بين غضبه و خوفه عليها، يرغب بهزها بقوه حتى تفقد وعيها و في ذات الوقت يرغب باحتضانها و طمئناتها
جلس على حافة الفراش بجانبها يضمها اليه لكنها رفضت مبتعده عنه هاتفه من بين شهقات بكائها.

=انا معملتش كده، انا استحاله اعمل كده في نفسي...
جذبت كلماتها تلك اهتمام داغر معطيه اياه الامل انها لم تفعلها بالفعل ذلك لكن ما ان اكملت كلماتها شعر بخيبة الامل تحاصره
=انا، انا مسكت السكينه و كنت ناويه فعلا انتحر بس انا رمتها و...
انفجرت مره اخري باكيه بهستريه
=بس انا. مش فاكره اي حاجه بعد كده...
ابتلعت بخوف الغصه التي تشكلت بحلقها خائفه من ان تكون بالفعل فعلت ذلك بنفسها.

زمجر داغر بغضب و قد سيطر عليه خوفه عليها عندما حاول لمسها و رفضت باكيه بشكل اكبر
=طيب اهدي، اهدي يا داليدا انتي لسه تعبانه...
نفضت يده بعيداً عنها صارخه به بهستريه بينما تبتعد عنه لاقصي الفراش حتى كادت ان تسقط من عليه
=شوفت، شوفت وصلتني لايه، طلقني، طلقني انا مبقتش عايزاك...
لتكمل بهستريه و انفعال اكبر
=ارجع لمراتك اللي بجد، ام ابنك، وسبني بقي في حالي حرام عليك.

لم يستطع السيطره على نفسه فور سماعه كلماتها تلك جذبها بحده من يدها السليمه اليه من ثم احاط كتفيها بيديه محاصراً اياها بجسده مانعاً محاولتها للابتعاد عنه
=اسمعي كويس اللي هقولهولك، نورا مش حامل مني
ليكمل بقسوه و غضب متجاهلاً وجهها الذي شحب بصده
=انا عمري ف حياتي ما لمستها، نورا كانت حامل من قبل ما اتجوزها و ده السبب في جوازي منها مش اكتر...
هتفت داليدا مقاطعه اياه بغضب.

=كداب، بتكدب عليا زي ما كدبت في كل حاجه قبل كده، ما انا الهبله اللي بتصدق اي حاجه مش كده، نورا هي اللي مراتك اللي ناوي تكمل حياتك معها
زمجر داغر بغضب بينما تشددت يديه التي كانت تحيط كتفيها بقسوه
=عمري في حياتي ما كدبت عليك، انتي اللي ناوي اكمل حياتي معها.

شحب وجه داليدا بينما تستمع إلى كلماته تلك، لكنها هزت رأسها سريعاً برفض فهي لا يمكنها تصديقه بهذه السهوله. و لن تخدع نفسها حتى ترضي قلبها الضعيف البائس. افاقت من شرودها هذا على صوت داغر المختنق
=ازاي قدرتي تعملي في نفسك كده...
ليكمل بصوت مرتجف بينما يمرر يده فوق وجهها ببطئ
=عمري ما هقدر اسامحك على الاحساس اللي خلتيني احس به. لما شوفتك مرميه على الارض و انتي غرقانه في دمك...
قاطعته وهي تدفع يده بعيداً.

عن وجهها هاتفه بغضب
=و انا عمري ما هسامحك على انك وصلتني لكده، طلقني.
لتكمل بصوت ضعيف مرتجف
=طلقني، بدل ما المره الجايه توصلني اني اعملها بجد...
تقطعت باقي جملتها عندما انفجرت باكيه هامسه بصوت مرتعش
=كفايه اني خسرت حياتي، بلاش تخليني اخسر اخرتي كمان...
ابتعد عنها داغر منهاراً جالساً على المقعد الذي خلفه و قد اصبحت قدميه غير قادرتان على حمله، بينما قلبه يهتز بداخله من شدة الالم الذي يعصف به.

ظل صامتاً عدة لحظات لا يقوي على التفوه بجمله واحده مما جعلها تهتف بصوت متحشرج من بين شهقات بكائها
=سمعتني يا داغر طلقني...
انتفض واقفاً هاتفاً بشراسه بينما يقبض يديه بجانبه بقوه محاولاً السيطره على الالم الذي يعصف بداخله ممزقاً اياه
=قولتلك 100 مره مفيش طلاق بيني وبينك فاهمه يا داليدا مفيش طلاق...
ثم خرج من الغرفه بخطوات سريعه مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء...

بينما ظلت داليدا جامده بمكانها منحنيه الرأس تغلق عينيها بقوه ضاغطه على شفتيها بيدها السالمه محاوله كتم شهقات بكائها لكنها لم تستطع حيث انهارت على الفور منفجره في بكاء مرير بينما شهقات بكائها الحاده تمزق السكون من حولها غافله عن ذاك الذي لا يزال يقف خلف باب غرفتها من الجهه الاخري يستمع إلى شهقات بكائها تلك شاعراً بها كسكين حاد يمزق قلبه...

في ذات الوقت...
دلفت شهيره إلى غرفة شقيقتها تبحث عنها حيث ظلت حابسه نفسها داخل غرفتها منذ مده طويله، و ما ان دلفت للداخلو
وجدتها جالسه على الاريكه تضم ركبتيها إلى صدرها بينما تتطلع امامها باعين شارده حتى انها لم تشعر بها...
جلست بجانبها بهدوء لتنتفض ذاعره عندما وضعت شهيره يدها فوق كتفها...
= في ايه يا نورا حابسه نفسك كده ليه في اوضتك من الصبح و وشك اصفر كده ليه،؟!

اعتدلت نورا في جلستها مغمغنه بارتباك
=مفيش، مفيش حاجه...
قاطعتها شهيره بحده
=مفيش حاجه ازلي، في ايه يا نورا انا عرفاكي كويس...
لتكمل بينما تقبض على يدها و تديرها اليها بحده
=ده في حاجه و حاجه كبيره كمان...
اخذت نورا تتطلع إلى شقيقته عدة لحظات بتردد قبل ان تقرر ان تحكي لها ما حدث حتى تساعدها بمصيبتها تلك.
=انا، انا، اللي قطعت ايد داليدا...
هتفت شهيره بصدمه وهي تضرب يدها فوق فمها.

=يا خبر اسود، بتقولي عملتي ايه،!
ظلت نورا صامته تطلع اليها بوجه شاحب مما جعل شهيره تقبض على ذراعها تهزها بقوه وهي تهتف بغضب
=انطقي، عملتي ايه،؟!
ابتلعت نورا الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تمتم بتردد.

=كنت كنت، روحتلها اوضتها بعد ما انتي خرجتي من عندها كنت عايزه اغيظها، بس لما دخلت ملقتهاش في الاوضه و كنت همشي بس سمعت صوتها وهي بتعيط في المطبخ فلما روحت لقتها ماسكه السكينه و كانت ناويه تنتحر وتقطع ايدها فعلاً...
مررت يدها المرتجفه فوق رأسها و هي تكمل بصوت مرتجف...
=بس هي رجعت في كلامها و رمت السكينه من ايدها وقعدت تعيط لحد ما مره واحده اغمي عليها و وقهت على الارض...

توقفت متردده عن الاكمال خائفه من اخبار شقيقتها ان مروه الخادمه كانت معها حتى لا تقتلها فهي لن ترحمها اذا علمت بذلك
= انا انا قربت منها و محستش بنفسي الا و انا بمسك السكينه وبقطع ايدها و حطيت السكينه في ايدها التانيه علشان يبان انها انتحرت...
صرخت بألم قبل ان تكمل جملتها عندما قبضت شهيره على شعرها بيدها تجذبه بقوه وهي تصرخ بها معنفه اياها
=انتي ايه، انتي ايه ياشيخه حرام عليكي،؟!

جذبت نورا شعرها من يدها بقوه متحرره من قبضتها وهي تهتف بغضب
=انتي بتضربيني، انتي اتجننتي يا شهيره ولا ايه...
قاطعتها شهيره بقسوه بينما تحاول القبض على شعرها مره اخري و قد اعماها غضبها
=انا اللي اتجننت ولا انتي اللي اتجننتي بتقتليها، عايزه تودي نفسك في داهيه...
انتفضت نورا واقفه مبتعده عنها صارخه بحده
=اهي ممتتش و بقت زي القرد و البيه قاعد جنبها و راجعه بكره البيت تعقد على قلبنا...

وقفت شهيره هي الاخري تتقدم نحوها وقد اصبح الغضب يدوي بداخلها من برود شقيقتها لا تصدق ان وصل بها الجنون إلى جعلها تقتل
=و انتي فكرك انها كده خلصت، داغر لو شم بس خبر او شك في حاجه هيموتك يا نورا، قسماً بالله هيموتك...
لتكمل بقسوه و صوت مرتفع محاوله الامها حتى تفيق من جنونها هذا.

=داغر مش بس بيحبها لا ده واحد مهووس بحب واحده. و عنده استعداد يخسر اي حد علشانها مشوفتيش حالته و هو قاعد برا اوضتها عامل زي العيل الصغير اللي تايه من امه...
اقتربت منها نورا ممسكه بيدها ضاغطه عليها بقوه بينما تغمغم بصوت منخفض
=وطي صوتك انتي هتفضحيني...
نفضت شهيره يدها بعيداً بينما تتجه نحو الباب تهمهم بحده.

=ادعي ربنا ان داغر ميشكش في حاجه لان وقتها يا نورا مش هقف معاكي و ادافع عنك زي كل مره. دي روح بني ادمه و انتي كنت هتموتيها...
وقفت تطلع نحو شقيقتها عدة لحظات بنظره يملئها الغضب و الحده قبل تخرج من الغرفه مغلقه الباب خلفها بغضب...
جلست نورا على الاريكه مره اخري تهز قدميها بقوه و هي تغمغم بحده بينما تغرز اظافرها بكفة يدها.

=قال روح قال، ده لو كانت ماتت كان هيبقي ارحملها من اللي هيحصلها من الحبوب اللي بقالها شهر بتاخد فيها...
=بس هانت كلها كام يوم والجرعه تكمل و الحبوب تبدأ تجيب نتيجتها هانت اوي...
ثم وقفت بهدوء متجهه نحو الحمام الخاص بها تستلقي داخل حوض الاستحمام الملئ بالفقعات و الاملاح محاوله الحصول على بعض الاسترخاء...

في اليوم التالي...
بعد خروج داليدا من المشفي.
كانت مستلقيه على الفراش بالجناح الخاص بها وهي داغر بالقصر...
تتصنع التقليب بهاتفها بينما تطلع بطرف عينيها إلى داغر الجالس على الاريكه المواجهه للفراش يعمل على اللاب توب الخاص به متجاهلاً اياها...

فمنذ ليلة امس و هو لا يفراقها اينما ذهبت يذهب معها لكنه في ذات الوقت كان صامتاً لا يتكلم معها الا قليلاً فمنذ طلبها الطلاق منه كم لو جعله هذا يرفع حاجز بينهم تنهدت ببطئ من ثم سلطت اهتمامها على الهاتف الذي بيدها.

بينما كان داغر بالجهه الاخري يحاول العمل لكنه كان يجد صعوبه في التركيز حيث كان كامل تركيزه ينصب على تلك المرأه المستلقيه بالفراش امامه. حيث كان الشعور بالخوف يسيطر عليه منذ ان اخبره الطبيب بانها من الممكن انتحاول الانتحار مره اخري و ما زاد خوفه هذا اضعاف مضاعفه تهديدها لها بانه اذا لم يطلقها سوف تقوم بالانتحار...

فكر كثيراً بمنحها الطلاق الذي تريده لكنه لن يستطع العيش بدونها، كما انه لن يستطيع تركها تدهب بتلك السهوله دون المحاربه فهي كل شئ بالنسبه اليه...
فرك عينيه و هو يسند رأسه على ظهر الاريكه بتعب فهو لم تغمض له عين منذ يومين فقد خائفاً من اغفال عينه عنها فتفعلها اقل حركه لها تسبب له التوتر و الانفعال و الخوف...

زفر بحنق بينما يعتدل جالساً مره اخري لكن فور ان وقعت عينيه على ما تفعله تشدد جسده بانفعال انتفض واقفاً متجهاً نحوها باقصي سرعه لديه منتزعاً منها علبة الدواء التي كانت بين يديها هاتفاً بغضب
=بتعملي ايه،؟!
اخذت داليدا تطلع اليه باعين متسعه بالصدمه مما فعله منقله نظرها لعلبة الدواء التي اصبحت بين يديه قبل ان تغمغم بهدوء
=هكون بعمل ايه يعني، باخد حبايه مسكنه قبل ما انام علشان الجرح بيوجعني...

ادار علبة الدواء بين يده وهو يزفر غاضباً قبل ان يفتح العلبه ويخرج منها حبه و يضعها بيدها قائلاً بصرامه
=ايدك متلمسش العلاج تاني، انا اللي مسئول عنه فاهمه...
قاطعته داليدا بحده بينما تعتدل في جلستها
=لا مش فاهمه، و انا مخدش علاجي ليه بنفسي كنت مشلوله...

تجاهلها داغر مديراً لها ظهره متجهاً نحو الحمام لكنه عاد مره اخري سريعاً مختطفاً كيس الدواء الذي على الطاوله التي بجانب فراشها مما جعلها تهز رأسها بعدم تصديق...
دلف إلى الحمام حيث قام بالاستحمام و تغيير ملابسه في مدة زمنيه قياسيه لم تتعدا الثلاث دقائق حيث كان خائفاً من تركها بمفردها لمده اطول من ذلك...

تفاجأت داليدا عندما رأته يخرج من الحمام بعد هذه المده القصيره راقبته بينما يتجه نحو الفراش يستلقي بجانبها و على الفور قام بسحبها إلى ما بين ذراعيه التي التفت حولها كالحصار تلملمت محاوله نزع ذراعه من حول خصرها هاتفه بغضب
=ابعد عني، و متقربليش...
لكنها تجمدت مكانها عندما همس في اذنها بصوت اجش مرهق
=نامي يا داليدا لانك لو عملتي ايه مش هسيبك، فمتتعبيش نفسك و تتعبيني معاكي. لان قسماً بالله مش قادر...

استكانت بين ذراعيه وهي تزفر بحنق و غضب قبل ان تستسلم فهي ستدعه ينام فقط لانه لم ينم منذ يومين حيث ظل مرافقاً لها بالمشفي رافضاً الحاح والدته عليه بان يذهب لكي يرتاح بالمنزل و يتركها تجلس معها لكنه رفض رفضاً قاطعاً تنهدت بصمت فهي لم تعد تعلم ما الذي يجب عليها فعله لكي تجعله يتركها فهي لن تتحمل العيش معه بعد ما سمعت ما يقوله عنها و ما تعنيه بالنسبه اليه...

كما انها لا تصدق كلماته بان الطفل ليس له بلا طفل خطيب نورا السابق فقد يكون يكذب عليها كما كذب عليها من قبل عندما اخبرها انها ستصبح زوجته و انها غاليه بالنسبه اليه لكن ما اكتشفته انها بالنسبه اليه ليست سوا عاهره رخيصه يستمتع بوقته معها مسحت الدموع التي اغرقت وجهها سريعاً.

و قد اتخذت قرارها بانه ستجعله يطلقها فهي لاحظت مدي خوفه من تكررها لمحاولة قتل نفسها لذا سوف تضغط عليه من خلال تلك النقطه، اغلقت عينيها محاوله النوم لعله يهدئ من الالم الذي يعصف بقلبها لتنجح في الاخر و تستغرق بنوم عميق بفضل المسكن الذي اخذته...
دخل داغر الجناح الخاص بهم اخذ ينادي داليدا بحثاً عنها فقد احضر لها هديه سوف تفرحها كثيراً...

اخذ ينادي عليها مره اخري لكن ما واجهه هو الصمت المطبق اتجه نحو المطبخ بخطوات بطيئه وهو يصل إلى سمعه صوت زمجره شرسه.

اقترب اكثر بخطواته حتى وصل إلى باب المطبخ المنفتح على مصراعيه لكنه تجمد مكانه بينما اهتز جسده بقوه كما لو ان صاعقه قد ضربته عندما رأي جسد داليدا الساكن الملقي على ارضية المطبخ المغطي بالدماء بينما اربعة كلاب سوداء بشعه تمزق جسدها باسنانها الحاده حاول داغر الصراخ باسمها و التوجه نحوها لكن شئ ما كان يمسك به جاعلاً اياه كالمشلول التف اليه احدي الكلاب يتطلع نحوه بنظره شرسه مليئه بالغضب والحقد قبل ان ينقض على عنق داليدا و يقضمه باسنانه المسننه لينفجر الدماء من عنقها بكل مكان...

انتفض داغر يفتح عينيه و هو يصرخ باسم داليدا اخذ يتطلع بمحيطه باعين مذهوله غير مستوعباً محيطه بينما صدر يعلو و يهبط محاولاً التقاط انفاسه الثقيله اللاهثه ليدرك بانه في غرفته على فراشه نائماً و ان هذا لم يكن الا كابوساً بشعاً فقد كانت داليدا بين ذراعيه نائمه بامان.

ارتفع على مرفقه منحنياً عليها و ضربات قلبه تعصف بقوه بين اضلعه وضع اصبعه امام انفها متحسساً انفاسها حتى يطمئن قلبه بانها حيه و عندما شعر بانفاسها الدافئه تلامس انفه اطلق انفاسه التي كان يحبسها استلقي على الوساده مره اخري ضامماً اياها بقوه بين ذراعيه دافناً رأسه بعنقها من الخلف مستنشقاً بعمق رائحتها محاولاً ان يطمئن قلبه بانها بخير ظل جسده يرتجف عده لحظات مما جعله يزيد من احتضانه لها...

همهمت داليدا باسمه اثناء نومها معترضه عندما زاد من احتضانه لها اكثر ضاغطاً بدون قصد على جرحها خفف من احتضانه لها مبتعداً قدر الامكان من جرحها مقبلاً اعلي رأسها بحنان. من ثم ظل مستيقظاً غير قادر على النوم برغم تعبه و ارهاقه الا انه لم يستطع النوم مره اخري من شدة خوفه...

في الصباح...
راقبت داليدا داغر وهو يدلف إلى الحمام بوجه مرهق فقد كانت لحيته قد نمت بشكل مبالغ بها فلأول مره تراه بحالته تلك فدائماً كان يشذب ذقنه بطريقه انيقه بينما جسده اصبح انحف قليلاً عن قبل.
انتفضت من فوقوالفراش لتخرج إلى الشرفه تقف بها تستنشق بعمق هواء الصباح...

التفت تنظر لداخل الغرفه لتجده يخرج من الحمام خطرت لها فكره جعلتها تتردد عدة لحظات لكنها تذكرت وعدها لنفسها بانها ستجعله يطلقها حتى تبتعد عن هذا المكان باسرع ما يمكن قبل ان تضعف وتقبل ان تكون مجرد حقاً لعبه بين يديه و تفقد احترامها لنفسها...

انحنت بنصف جسدها العلوي على سور الشرفه تتصنع مشاهدة شئ ما لكنها كانت منحنيه بشكل خطر لكن في اقل من لحظه كان داغر الذي ما ان لاحظ ما تفعله انطلق نحوها يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياها للخلف وهو يهتف بقسوه و غضب
=بتعملي ايه، انتي اتجننتي...
ثم قام بسحبها إلى داخل الغرفه مغلقاً الشرفه خلفه بينما يحاول يسيطر على ارتجافة يده و قلبه الذي كان يعصف بالذعر بداخله.

هتفت داليدا بحده بينما تتجه نحو الفراش تستلقي عليه
=في ايه، انا كنت ببص على عم محمد وهو بيقص الشجر...
لتكمل زافره بحنق متصنعه الغضب
=انت بقيت صعب اوي بجد هو سجن انا بدأت ازهق...

لم يجيبها داغر حيث اتجه نحو الاريكه منهاراً جالساً عليها بينما يحاول تهدئت نفسه فرؤيتها وهي تنحني على السور بهذا الشكل جعل قلبه يكاد يخرج من صدره من شدة الخوف لم يعد يعلم ما الذي يجب عليه فعله حتى يقضي على هذا الخوف الذي اصبح لا يفارقه و كيف يمكنه ان يسيطر عليها حتى لا تقوم بأيذاء نفسها...

خرج من افكاره تلك عندما نهضت من فوق الفراش و اتجهت نحو الاريكه التي امام التلفاز الذي قامت بتشغيله و جلست امامه تتابع احدي الافلام انتقل جالساً على الاريكه التي بجانبها يعمل على اللاب توب الخاص به عندما صدح رنين هاتفه ليجد انه رقم الطبيب النفسي الذي اتصل به بالامس لكي يرا داليدا كم نصحه الطبيب بالمشفي...
خرج إلى الشرفه لكي يتحدث اليه حيث اتفق معه على ان يأتي بها اليه غداً بالساعه السادسه مساءً...

و عندما انهي معه و عاد إلى الغرفه وجد داليدا قد اختفت ليسمع صوتاً يأتي من المطبخ اتجهه على الفور اليه لكن انسحبت الدماء من جسده عندما وجدها تمسك بسكين بيدها تطلع اليه بصمت اقترب منها على الفور نازعاً اياها منها مما جعلها تهتف به بحده
=في ايه عايزه اعمل ساندوتش...
غمغم داغر بارتباك وهو يتراجع إلى الخلف
=ساندوتش،؟!
رفعت امامه لوح جبن كان بيدها الاخري و الذي لم يلاحطه بوقت سابق.

فرك وجهه بغضب قبل ان يجذب لوح الجبن منها و يبدأ بتقطيعه صانعاً لها ساندوتشاً بنفسه ثم صنع لها كوب من الحليب ناولها اياهم دافعاً اياها امامه لخارج المطبخ...
جلست داليدا تتناول الشطيره التي صنعها داغر لها و ابتسامه ملتويه على شفتيها فقد نجحت خطتها حيث رأته و هو يعود من الشرفه لذا اسرعت بالامساك بالسكين بطريقه موحيه تجعله يظن انها تنوي فعل شئ بها وقد نجحت بالفعل...
بعد مرور ساعتين...

كانت داليدا تستلقي بالفراش تتحدث إلى صديقتها اميره من خلال الرسائل حيث اخبرتها بكل شئ منذ زواجها بداغر إلى محاولتها الحاليه لكي يطلقها اخبرتها اميره بان ما تفعله خطأ و انها قد تخسر الكثير بسبب ما تفعله لكنها لم تستمع اليها.

رفعت عينيها نحو داغر لتجده قد سقط بالنوم و هو جالس بمكانه على الاريكه تأملته باعين ممتلئه بالدموع لا تعلم كيف ستعيش بدونه، فقد اصبح كالهواء الذي تتنفسه تعلم انها سوف تتعذب كثيراً بعد فراقه لكن هذا هو الحل الوحيد الذي امامها حتى تحفظ ما تبقي لها من كرامه...

تناولت علبة الدواء حيث قد اتي موعده خطرت لها فكره اخري قد تكون هذه فرصتها حتى تنجح بجعله ينفذ طلبها امسكت بالكتاب الذي كان على الطاوله رفعته عالياً ثم القته على الطاوله بقوه ليحدث ضجه مرتفعه مما جعل داغر ينتفض مستيقظاً من نومه اسرعت داليدا بافراغ نصف علبة الدواء بيدها و كالعاده كان داغر بجانبها في اقل من لحظه ما ان لاحظ ما تفعله امسك بيدها بقوه مما جعلها تصرخ متألمه.

=في ايه انا كنت هاخد العلاج لما لقيتك نايم يعني كنت هفوت العلاج علشان حضرتك مانعني المس الدوا...
صاح داغر بها و قد وصل إلى حافة غضبه
=و هو علاجك 20حبايه مع بعض
اجابته بتلعثم مقصود
=لا طبعاً بس وقعوا في ايدي غصب عني وانا بنزل حبايه م العلبه وكنت هرجعهم...
جلس داغر على الفراش امامها قائلاً بصوت ممتلئ بالاحباط و التعب وهو يضع يده فوق رأسه.

=داليدا اكيد مش صدف اللي بتعمليه من الصبح دع عيني مبتغفلش عنك لحظه الا و بلاقيكي بتحاولي تأذي نفسك
ليكمل بصوت مختنق
=انا مش هستحمل انك تعملي في نفسك حاجه تاني...
قاطعته داليدا قائله بصوت مرتجف
=يبقي طلقني.
ظل يتطلع اليها بيأس عدة لحظات بصمت قبل ان يومأ برأسه وهو يبتلع بصعوبه غصة الالم التي تشكلت بحلقه
=حاضر يا داليدا هطلقك، لو ده اللي هيضمنلي انك هتبقي كويسه هطلقك...

مادت الارض تحت قدمي داليدا فور سماعها كلماته تلك شاعره بالدماء تجف بعروقها لكنها حاولت التماسك امامها هامسه بصوت
=تمام يبقي بكره، هاجي معاك للمأذون و نخلص...
ثم نهضت مسرعه دون ان تنتظر اجابته تفر هاربه إلى الحمام قبل ان تنهار امامه...

سقطت على ارضيه الحمام بقسوه بعد ان عجزت قدميها التي اصبحت كالهلام عن حملها منفجره في بكاء مرير لكنها اسرعت بوضع يدها فوق فمها حتى تكتم صوت شهقات بكائها حتى لا يصل إلى داغر بالخارج شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها لكن اليس هذا ما كانت ترغب به. لذا فعليها تحمل نتيجة اختيارها...

في اليوم التالي...
كانت داليدا واقفه امام الخزانة تخرج ملابسها و تضعها بالحقيبه بينما وجهها محتقن وعينيها متورمه من كثرة البكاء فعند استيقاظها لم تجد داغر بالغرفه فما يبدو انه قد ذهب إلى العمل لكنه وعدها بانه سيطلقها اليوم لذا كانت تحضر نفسها للذهاب فهي لديه بعض المال التي يمكنها بها استأجر كم ليلة باحدي الفنادق متوسطة الجوده...

اسرعت بمسح وجهها بيدها سريعاً عندما رأت داغر يدلف إلى الغرفه بكامل اناقته فقد حلق ذقنه مرتدياً قميص ابيض و بنطال رمادي معلقاً سترة بدلته على يده غمغم داغر بينما يتجه اليها مشيراً إلى حقيبتها
=بتعملي ايه،؟!
اجابته داليدا بهدوء بينما تضع احدي قطع الملابس بالحقيبه
=بحضر شنطتي، علشان بعد ما نطلق مش هرجع هنا تاني هطلع عل...
قاطعها داغر ببرود
=طلاق، طلاق ايه اللي بتتكلمي عنه،؟!

اجابته داليدا بحده بينما تلقي بقطعه الملابس التي كانت بيدها على الفراش
=الطلاق اللي اتفقنا عليه امبارح ايه نسيت...
اقترب داغر من الفراش بينما ينزع الحقيبه ويضعها على الارض مجيباً اياها بذات البرود
=لا منستش. بس مفيش طلاق...
صرخت داليدا بهستريه منفعله بينما تندفع نحوه
=يعني ايه مفيش طلاق، يعني كنت بتشتغلني كل ده...

لتكمل بينما تتجه نحو الفراش تسحب السكين التي كانت تحتفظ بها من اجل طاهر رافعه اياها إلى عنقها هاتفه بهستريه محاوله الضغط عليه و جعله يتراجع في قراره
=هطلقني و لا اموت نفسي و ارتاح منك، و من العيشه المقرفه اللي انا عايشها
وقف يتطلع اليها عدة لحظات بارتباك قبل يضع يده خلف ظهره ويسحب السلاح الذي يحتفظ به دائماً هناك. من ثم وجهه نحوها قائلاً بصوت مختنق.

=انا اللي هريحك و هخلصك من دنيتك اللي انتي مش طايقها و قرفانه منها على الاقل مش هتبقي خسرتي دنيتك و اخرتك بسببي زي ما بتقولي...
تراجعت داليدا متخذه عدة خطوات للخلف و قد بث الرعب بداخلها مظهره هذا فقد كان كما لو فقد صوابه تماماً
همست بصوت مرتحف
=داغر انت بتعمل ايه،؟!
ظل يتطلع اليها باعين فارغه عدة لحظان قبل ان يغمغم بصوت ممتلئ باليأس
=انا تعبت. و زهقت، الحل الوحيد علشان ترتاحي مش انك تموتي يا داليدا.

ليكمل بينما يدير المسدس نحوه
=الحل ان انا اللي اموت علشان ترتاحي و تقدري تكملي حياتك كده كده دنيتي مبقتش فارقه معايا...
شاهدت داليدا باعين متسعه بالصدمه والخوف وهو يوجه فهوة المسدس نحو صدره فوق موضع قلبه مباشرة صرخت داليدا بينما تركض نحوه تحاول منعه مما ينوي فعله ولكن وقبل ان تصل اليه كان قد ضغط على المسدس لتخترق الرصاصه على الفور صدره و تغرق الدماء قميصه الابيض...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
شاهدت داليدا باعين متسعه بالصدمه و الخوف داغر و هو يوجه فهوة المسدس نحو صدره فوق موضع قلبه مباشرة صرخت داليدا بينما تركض نحوه تحاول منعه مما ينوي فعله ولكن وقبل ان تصل اليه كان قد ضغط على المسدس لتخترق الرصاصه على الفور صدره و تغرق الدماء قميصه الابيض...

سقطت على ركبتيها بجانبه ترتمي على صدره صارخه بفزع و هي تراقب الدماء تنسدل بغزاره من صدره مما جعلها تشعر بالاختناق كما لو احدهم امسك قلبها و عصره بين يديه وضعت يديها فوق جرح صدره تحاول كتم الدماء بينما تهمهم بهستريه جنونيه و هي تراقب باعين متسعه بالذعر عينيه المغلقه...
=داغر، لا ونبي دااااغر، فوق ونبي...
لتكمل بهستريه اكبر و هي تنفجر باكيه بشهقات حاده متقطعه...

=و الله مش عايزه اطلق، و لا هموت نفسي انا كنت بس بهددك متعقبينش بموتك كله الا كده...
اخذت تهمهم باسمه بصوت ممزق متوسل من بين شهقات بكائها و هي تربت على خده بينما يدها الاخري تضعها فوق جرح صدره تحاول حبس الدماء بها و عندما بدأ عقلها بالاستيعاب نهضت سريعاً حتى تجلب هاتفها لكي تقوم بالاتصال بالاسعاف و زكي الذراع الايمن لداغر فهو الشخص الوحيد الذي يمكنها ان تثق به.

لكن ما ان همت بالنهوض شعرت بيد تحيط ذراعها و تجذبها للخلف التفت سريعاً لتجد داغر جالساً بدلاً من استلقائه كجثه هامده على الارض اخذت تمرر عينيها المحتقنه و المتسعه بالصدمه عليه و عقلها لا يستوعب ما يحدث كيف امكنه الجلوس هكذا بهدوء كما لو ان لا يوجد رصاصه قد اخترقت صدره لكنها لم تستطع مقاومة شعورها بالراحه من رؤيته قد افاق لكن سرعان ما تبخرت راحتها تلك عندما لاحظت الدماء التي لازالت تتدفق من صدره دفعته بيديها المرتجفه برفق في صدره تحثه على الاستلقاء مره اخري و لايزال الخوف عليه يسيطر عليها همست بصوت مرتجف باكي.

=خاليك نايم يا حبيبي زي ما كنت، علشان الجرح ميزدش...
لتكمل بكلمات غير مترابطه بينما تتلفت حولها بحثاً عن هاتفها
=و انا. انا هكلم الاسعاف، و هتبقي كويس...
قبض داغر على ذراعها مره اخري مانعاً اياها من التحرك من جانبه عندما همت بالنهوض متمتماً اسمها برفق...
=داليدا انا كويس...

هزت رأسها برفض بينما عينيها لا زالت مسلطه بخوف و رعب على صدره الغارق بالدماء بينما تتلملم بحده محاوله جعله يفك حصار قبضته التي تمسك بذراعها حتى تستطيع الذهاب و تتصل بالاسعاف
=لا، انت مش كويس. جرح...
قاطعها داغر سريعاً بينما يفتح قميصه على مصرعيه مما جعله ازاره تتناثر بكل مكان بالغرفه
=بصي. بصي يا حبيبتي مفيش جرح ده دم مزيف.

ظلت تهز رأسها بالرفض بقوه بينما عينيها المحتقنه بالدموع مسلطه على صدره الغارق بالدماء و هي لازالت داخل الصدمه مما جعل داغر يمسك يديها برقه و يمررها فوق صدره لتنطلق منها صرخه مرتعبه فور لمسها للدماء التي على صدره خوفاً من ان تكون قد أذت جرحه، لكن سرعان ما بدأت تمرر يدها فوق صدره بلهفه عندما وجدت انه بالفعل لا يوجد اي جرح هناك...

ظل داغر يتابعها باعين ممتلئه بالارتباك متوقعاً انفجارها الغاضب باي لحظه فور ادراكها و استعابها للخدعه التي ارتكبها لكن و لصدمته بدلاً من انفجارها الغاضب ارتمت بين ذراعيه تضمه اليها بقوه متشبثه بعنقه بيديها تضم رأسه اليها منفجره دون سابق انذار ببكاء مرير بينما جسدها باكمله يهتز بشده من قوه شهقات بكائها الحاده الممزقه عقد داغر ذراعيه حولها و هو يشعر بالندم على فعلته الحمقاء تلك.

ممرراً يده بحنان على ظهرها محاولاً تهدئتها بينما هي كانت تتشبث به اكثر و اكثر بخوف.
ظلوا عدة دقائق على وضعهم هذا حتى هدئت داليدا تماماً و اصبحت شهقاتها منخفضه متباعده.
ابعدها داغر ببطئ عنه مجلساً اياها بين ساقيه بينما يمرر يده فوق وجهها المحمر الغارق بالدموع مبعداً خصلات شعرها المتناثره على عينيها إلى خلف اذنها...
بينما كانت عينين داليدا مسلطه فوق وجهه تتشرب ملامحه بخوف، خوف من فقدانها له.

مررت يدها المرتجفه فوق وجهه تتلمس ملامحه لتترك عليهل اثراً من الدماء المزيفه التي كانت تملئ يدها...
همست بصوت مرتجف من بين شهقاتها الضعيفه
=ليه، ليه تعمل فيا كده...
لتكمل بصوت متحشرج مختنق بالدموع التي انسدلت بغزاره على وجهها
=انا كنت هموت، و الله كنت هموت...
ابتلع داغر الغصه التي تشكلت بحلقه قبل ان يجيبها بصوت مهتز.

=كنت عايزك تجربي احساسي لما لقيتك على الارض غرقانه في دمك، تجربي خوفي و تعبي و ازاي الدنيا كانت بتقفل في وشي في كل مره كنت بتخدعيني فيها و توهميني انك بتحاولي تنتحري اكتر من مره...
تجمدت يدها التي كانت تمر فوق خده فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف
=عرفت ازاي اللي كنت بعمله،؟!
اجابها و هو يشير برأسه نحو هاتفها الملقي فوق الفراش.

=امبارح بعد ما قولتلك اني موافق اطلقك و انتي جريتي بعدها على الحمام موبيلك وقع منك ساعتها على الارض و لما جيت اشيله وصلتلك رساله من اميره صاحبتك عارف اني غلطت اني فتحتها بس كنت عايز اعرف ايه بتفكري ازاي، لقيتها بتقولك حرام اللي انتي بتعمليه فيا بعدها فتحت باقي الرسايل علشان احاول افهم هي تقصد ايه، و عرفت انك كنت بتعملي كل ده علشان تخليني اطلقك. و انك بتعملي كده علشان فاكره اني بحب نورا و اني بتسلي بيكي...

ليكمل و هو يحيط و جهها بيديه
=بس انتي غلطانه يا داليدا انا مبحبش نورا...
هزت رأسها بقوه مقاطعه اياه بحده بينما لازالت تنتحب بشده
=كداب...
قاطعها على الفور مشدداً من ذراعيه حولها.

=عمري في حياتي ما كدبت عليكي، نورا عمرها ما كانت مراتي لانها لا شرعاً ولا قانوناً تنفع تبقي مراتي و لانها بالنسبالي مش اكتر من واحده رخيصه فرطت في نفسها و في شرفها علشان شوية فلوس الكلب خطيبها حطهم باسمها في البنك و ضحك عليها بالحلم الاهبل بتاعها انها تمثل انتي اللي ناوي اكمل حياتي معها...

شحب وجه داليدا بينما تستمع إلى كلماته تلك مقارنه اياها بالكلمات التي اسمعتها اياها شهيره فقد كانت ذاتها لتعلم على الفور ان داغر لم يكن يقصدها هي بلا كان يقصد نورا ابنة عمه...
غمغم داغر بصوت متألم و هو لا يستطيع رؤيتها بحالتها تلك و قد فسر شحوب وجهها بانها لازالت لا تصدقه
=داليدا بصيلي...
لكنها رفضت مغلقه عينيها اكثر بينما تنسكب منها الدموع مغرقه وجهها
زفر قائلاً بيأس و هو يدير وجهها اليه بتصميم.

=اهدي يا حبيبتي و بصيلي...
فتحت عينيها ببطئ تتطلع نحوه بالم و حسره مما جعله يحبس انفاسه من الالم الذي عصف به
احاط وجهها بيديه قائلاً بصوت اجش من اثر العاطفه التي تثور به ممسكاً بيدها واضعاً اياها بلطف فوق صدره موضع قلبه
=انتي اغلي حاجه في دنيتي كلها...
ليكمل ضاغطاً يدها بقوه على صدره حتى تشعر بدقات قلبه المتسارعه بجنون
=انا بحبك، بحبك اكتر من نفسي و اكتر من الدنيا دي كلها وما فيها...

اتسعت عينيها بالصدمه فور سماعها كلماته تلك لا تصدق بانها تسمع تلك الكلمات تخرج من فمه...
قربها منه اكثر هامساً بصوت اجش محمل بالعاطفه
=و الله العظيم بحبك...
حاولت داليدا التراجع للخلف ساحبه يدها من فوق صدره بينما تلهث بصدمه و قد اهتز جسدها بقوه كما لو صاعقه قد ضربتها فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف ضعيف و هي لا تستطيع تصديق انه يحبها هي بالفعل
=لا، انت مبتحبنيش. انت بتحب نورا...

قاطعها داغر على الفور بحده
=انا عمري ما حبيت نورا و لا هحبها...
ليكمل بينما يعيد يدها فوق صدره حتى تشعر بما يثور في قلبه.
=المفروض كنت تفهمي لوحدك من ضعفي ناحيتك، من خوفي و لهفتي عليكي...
همس بصوت معذب بينما بدأ جسده بالارتجاف
=داليدا انتي لو كان حصلك حاجه، انا مكنتش هقدر اكمل و اعيش من غيرك، انا كنت وقتها هموت نفسي...
تحشرج صوته بالنهايه.

بالدموع الحبيسه و قد عاد اليه الخوف فور ان تذكر بكل ما مر به ليسرع بدفن وجهه بعنقها بينما اخذت دقات قلب داليدا تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شدتها و هي لا تزال لا تستطع ان تصدق بانه يحبها هي حقاً و ان كل العذاب الذي مرت به بالايام الماضيه من كانت من اجل لا شئ السابق
همست بصوت ضعيف
=بتحبني، بجد،؟!

اجابها من بين انفاسه اللاهثه و رأسه مدفوناً بحنايا عنقها مشدداً من ذراعيه حاولها كما لو كان يرغب بضمها حتى تصبح بداخل صدره
=بحبك دي قليله، انا بعشقك يا داليدا...
قاطعته مفصحه عن جميع شكوكها
=طيب و نورا...
رفع رأسه عن عنقها محيطاً وجهها بين يديه يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها قائلاً بصوت صارم محاولاً اقناعها
=نورا انا عمري ما حبتها و يوم ما خطبتها فخطبتها علشان ارضي عمي و انفذ وصيته ليا قبل ما يموت...

ليكمل سريعاً عندما همت بالتحدث عالماً ما سوف تقوله
=و جوازي منها كان بسبب حملها من خطيبها، اضطريت اتجوزها بعد ما عرفت ان حازم مات في استراليا بعد ما شرب جرعه كبيره من المخدرات، و لما ودتها تنزل اللي في بطنها الدكتور حظرنا انها ممكن تموت و هي بتعمل عملية الاجهاض.

ليكمل بينما يخرج من جيب سترته الملقيه على الارض بجانبه حافظته التي اخرج ورق منها فتحها و رفعها امام عينيها اخذت داليدا تمرر عينيها على الكلمات المطبوعه عليها و التي تثبت ان في تاريخ12/9/2020 كانت نورا حامل بنهاية الشهر الاول...
بدات داليدا تجري بعض الحسابات بعقلها لتدرك انها كانت حامل بالفعل قبل زواجها من داغر بشهر كامل اي انها الان في بدايه الشهر الثالث من الحمل وليس الاول كما تدعي.

غمغم بينما يلقي بالورقه بعيداً
=صدقتيني...
اومأت برأسها بالايجاب بصمت بينما بدأ انتحابها يخف مما جعله يحيط بوجنتيها بيديه و هو يكمل بعاطفه جياشه ممرراً شفتيه على خدها يلتقط دموعها و هو يقبل اياه بخفه
=انا مش بحبك بس انا. روحي فيكي، و مقدرش اتخيل انك ممكن تبعدي عني...
ارتجفت شفتيها بابتسامه مرتجفه فور سماعه كلماته تلك و قلبها يرقص فرحاً بها و قد تناست جميع احزانها.

دفنت رأسها بعنقه هامسه بصوت مرتجف و خديها مشتعلين بالخجل
=و انا كمان بحبك...
رفع رأسها عن عنقه سريعاً متطلعاً إلى وجهها عدة لحظات بشك قبل ان يغمغم باحباط
=داليدا مش معني اني قولتلك اني بحبك يبقى انتي كمان ملزمه انك تقوليها او انك تغصب...
قاطعته داليدا هاتفه بصدمه من ردة فعله تلك
=ملزمة ايه؟! انا مبقولش كده. علشان انت قولتلي فبردهالك، على فكره دي تاني مره اقولهالك يعني انا اللي قايلها الاول...

قطب حاجبيه قائلاً بعدم فهم
=قولتيلي،؟! قولتيلي امتي انك بتحبيني قبل كدا،؟!
اجابته على الفور بينما تشدد من ذراعيها حول خصره
=قولتهالك فوق على السطح لما حسيت اني هقع خلاص و مفيش امل...
قاطعها على الفور و اضعاً يده فوق فمها مغطياً اياه قائلاً بحده بصوت مرتجف
=بلاش تفكريني باليوم ده...
ليكمل بذات النبره المعذبه و صور تلك اللاحظات المرعبه تتقافز امام عينيه.

=انا وقتها مكنتش شايف ولا سامع حاجه كل تركيزي كان في اني ازاي الحقك قبل مل تقعي...
ليكمل بصوت مرتجف سانداً جبهته فوق جبهتها متشرباً انفاسها الحاره بشغف
=بجد بتحبيني،؟!
اجابته داليدا بصوت منخفض لاهث و جسدها بدأ بالارتجاف استجابةً ليده التي كانت تمر فوق جسدها بشغف
=بعشقك...

اخفض رأسه على الفور قابضاً على مقبلاً اياها بشغف و حراره مشدداً من ذراعيه حاولها ضامماً اياها إلى صدره كما لو كان يرغب بدفنها بداخله.
بينما غرزت يدها بشعره الاسود الحالك متنعمه بملمسه الحريري بين اصابعها و قلبها يرقص فرحاً فداغر اصبح لها. و قلبه ملكاً لها هي فقط...
رفع رأسه نهض من فوق الارض و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش لكن اسرعت داليدا بالهمس باذنه باعتراض.

=حبيبي الحمام الاول...
اخفض عينيه للاسفل ليري صدره الغارق بالدماء المزيفه مما جعله يومأ برأسه بصمت قبل ان يلتف و يتجه نحو الحمام...
انزلها بلطف على قدميها داخل كابينه الاستحمام نازعاً عنها
تناولت داليدا سائل الاستحمام و افرغت منه كميه كبيره بيدها من ثم بدأت بغسل صدر داغر من الدماء و عندما نظف تماماً...

انحنت عليه واضعه شفتيها على صدره فوق موضع قلبه تطبع عليه قبله حنونه بينما تحيط خصره بذراعيها تحتضنه بقوه غير قادره على مقاومه الدموع التي اخذت تنسدل من عينيها فهي لم تكن ستسطع ان تكمل حياتها بدونه، اخذ داغر يربت على ظهرها محاولاًتهدئتها بينما يطبع قبلات متتاليه حنونه فوق رأسها...

فور انتهائهم حملها خارجاً بها إلى غرفة النوم واضعاً اياها بحنان فوق الفراش من ثم استلقي بجانبها ضامماً اياها اليه بقوه دفنت داليدا رأسها بصدره بينما كان هو يقبل بلطف ذراعها الملتف حول عنقه.
رفع وجهها اليه بلطف مغمغماً بصوت اجش
=ايه رايك نسافر بكره و نقضي شهر في المالديف انا كنت مجهز كل حاجه ونقدر نسافر في اي وقت...
ارتسمت ابتسامه واسعه فوق شفتيها فور سماعها كلماته تلك هاتفه بفرح
=شهر بحاله، لوحدنا!

اومأ لها بالايجاب بينما عينيه تتأمل بشغف و سعاده فرحتها تلك...
=بس انا مش عايزه اروح المالديف
مرر يده فوق وجهها مبعداً خصلات شعرها المبلله عن عينيها إلى خلف اذنها و هو يغمغم بصبر
=اومال عايزه تروحي فين،؟!
ضغطت باسنانها فوق شفتيها قبل ان تهمس بتردد
=روسيا...
هتف داغر بصدمه وهو لا يصدق ما سمعه
=روسيا، و في الشتا. انتي عارفه الجو عامل ازاي هناك دلوقتي،؟!
اومأت برأسها قائله بينما عينيها تلتمع بالشغف.

=ايوه، تلج، و انا بصراحه من زمان نفسي اشوف التلج. عمري ما شوفته...
مرر اصبعه على خدها مقبلاً جانب عنقها بينما يغمغم
=خلاص نسافر سويسرا هنام تلج برضو. بلاش روسيا الجو هناك صعب مش هتسحمليه.
هزت رأسها بالرفض قائله بتصميم
= لا، روسيا...
اخذ يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يومأ برأسه بالموافقه فهو سيفعل لها اي شئ ترغب به، مهما كان الثمن فراحتها و سعادتها اهم شئ عنده.

=حاضر، هنسافر روسيا، بس كده مش هنقدر نسافر بكره هنستني لحد ما نخلص ورق السفر لهناك هياخد كام يوم...
صرخت بفرح فور موافقته تلك محيطه عنقه بذراعيها بينما اخذت تمطر وجهه بقبلات متفرقه مما جعل داغر يضحك بفرح...
وهو يشعر بالراحه والسعاده انه السبب في فرحتها تلك...

في ذات الوقت...
كانت شهيره واقفه بالشرفه الخاصه بغرفتها تتحدث بصوت منخفض بالهاتف بينما تتلفت بين حين و اخر تنظر إلى داخل الغرفه نحو الفراش الذي يستلقي عليه زوجها حتى تتأكد بانه لا يزال نائماً...
=يا دكتور عزت اهدي و اسمعني انت مش فاهم...
قاطعها عزت بتهكم.

=اسمع ايه، بقولك ايه يا شهيره الافلام اللي بتقوليها دي متدخلش على عقل عيل صغير، تحليل الدم بتاع مرات داغر اثبتت انك بتديها الدوا اللي انا ادتهولك...
ليكمل بغضب و حده.

=انتي لما طلبتي مني اجبلك دوا من النوع ده قولتي ان طاهر بيخونك مع واحده صاحبتك و عايزه تعلميها درس، لكن اول ما شوفت تحاليل مرات داغر عرفت ع طول انها بتاخد الدوا اللي كتبتهولك لان الدوا ده مش من الساهل تلاقيه في مصر، داغر يبقي ابن اعز اصحابي و استحاله اخدعه...
قاطعته شهيره بغضب ونفاذ صبر.
=بقولك ايه يا دكتور عزت فكك من الكلام ده انت سمعتك الزفت سابقاك من الاخر عايز كام...

اجابها عزت على الفور دون تردد
=8 مليون. والا هكون مبلغ داغر بكل حاجه.
قاطعته شهيره بحده بينما تتطلع خلفها حتى تطمئن من ان طاهر لايزال نائماً
=هو مليون واحد. مفيش غيره. وقبل ما تهددني بداغر خاف منه انت الاول، لانك لو انت مش خايف منه كنت قولتله اول ما شوفت التحاليل لكن انت عارف كويس ان رجلك هاتيجي في الموضوع فاهدي كده و بكره المليون جنيه هتوصلك.

ثم اغلقت الهاتف على الفور دون ان تنتظر اجابته مرتميه فوق المقعد تمرر يدها بشعرها و هي تزفر بحنق لا تدري متي تنتهي تلك الدوامه التي ادخلت نفسها بها من اجل شقيقتها الحمقاء...

بعد مرور اسبوع.
كانت داليدا جالسه بجانب داغر على متن الطائره الخاصه بهم في طريقهم إلى روسيا و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه...
انحني داغر الذي كان يتابع شيئاً ما على هاتفه مقبلاً خدها بحنان. قبل ان يلتف و يكمل ما يفعله بهاتفه.
عقدت ذراعها بذراعه تسند رأسها على كتفه العريض الصلب فالايام الماضيه كانت اسعد ايام حياتها حيث اغدقها داغر بحبه و حنانه معاملاً اياها كما لو كانت ملكه...

وضعت يدها فوق خده تديره نحوها قائله بلوم
=مش كفايه شغل بقي، هنبدأها من اولها كده
ادار داغر وجهه طابعاً قبله دافئه فوق راحة يدها قبل ان يغمغم بهدوء
=خلاص، خلصت دي كانت اخر حاجه و الله و هقفل الموبيل واللاب طول الشهر الجاي، مبسوطه
اومأت داليدا رأسها بفرح و قد ارتسمت على وجهها ابتسامه واسعه...
=كلمت ماما فطيمه و اطمنت انها وصلت بالسلامه،؟!
اجابها بينما يغلق هاتفه و يضعه في جيب سترته.

=اها وصلت امبارح بليل...
عقدت داليدا حاجبيها قائله بحزن
= مش فاهمه ليه اصرت تسافر السعوديه و تروح تعيش مع اونكل مؤمن هناك.
شبك داغر اصابع ايديهم ببعضها البعض و هو يجيبها
=من بعد وفاة بابا و هي كان نفسها تسافر تعيش مع خالي مؤمن في السعوديه علشان هو عايش لوحده و متجوزش بس اللي كان بيمنعها انها خايفه تسبني لوحدي بس بعد ما اتجوزت و اطمنت علينا قررت تسافر...

ليكمل بصوت مشاكس مغري بالقرب من اذنها مغيراً الموضوع
=علي فكره الطايره فيها اوضة نوم صغيره...
اطلقت داليدا ضحكة رنانة بينما تبعد وجهه الذي كان يقترب من وجهها بتصميم
=لا طبعاً انت عايزنا نتفضح قدام طقم طايرتك، و زكي والحرس اللي في الكابينه التانيه
لتكمل وهي تمرر اصبعها فوق شفتيه باغراء
=كلها كام ساعه و نوصل...
فتح فمه سريعاً يهم بعض اصبعها هذا باسنانه لكنها ابعدته و هي تضحك بمشاغبه...

من ثم اخذت تمرر يدها فوق صدره و عنقه بينما تطلع بعينه باغراء مما جعله يطلق لعنه حاده و هو يجز على اسنانه بقسوه
اخرجت له لسانها باغاظه مما جعله يهتف بحده
=والله يا داليدا لو ما اتلمتي لا هيهمني نتفضح و لا منتفضحش. انتي حره
همست بصوت لاهث من بين ضحكاتها الصاخبه
=لا خلاص و الله...

ثم اسرعت بوضع يدها فوق فمها تحبس ضحكاتها التي لم تستطع التحكم بها لكنها تراجعت في مقعدها على الفور عندما رأت داغر يقف على قدميه و ينحني فوقها يهم بحملها من فوق المقعد و هو يتمتم من بين اسنانه بغضب
=انتي اللي جبتيه لنفسك...
دفعته في صدره هامسه بلهاث حاد
=علشان خاطري، مش هعرف اوريهم وشي تاني...
لتكمل بالحاح اكبر عندما حملها بين ذراعيه بالفعل و وجهه كان لا يزال مصمماً.

=و الله لو عملتها ما هركب طايرتك دي تاني ابداً.
ظل يتطلع اليها عدة لحظات من بين شق عينيه قبل ان يزفر بحده و هو يغمغم باستسلام مخفضاً اياها مره اخري فوق مقعدها
=يبقي لمي نفسك. ولمي ايدك...
اومأت له وهي تسرع بعقد ذراعيها اسفل صدرها ضاغطه بقوه فوق على شفتيها محاوله كتم ضحكها...
وقف يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يرتمي جالساً مره اخري فوق مقعده و هو يفرك وجهه باحباط وغضب.
همست بينما ترفرف عينيها ببرائه.

=طيب ممكن اسند راسي على كتفك علشان عايزه انام...
بصمت قبض على ذراعها جاذباً اياها لتجلس على ساقيه بينما يحتضنها بقوه اليه لتدفن رأسها بعنقه مقبله اياه بخفه قبل ان تهمس باذنه
=انا بحبك اوي يا داغر...
مرر يده على رأسها من فوق الحجاب رافعاً يدها التي حول عنقه مقبلاً اياها بشغف
=قلب و روح داغر...
ليكمل بينما يخفض وجهه نحو وجهها المدفون بعنقه طابعاً قبله على جبينها وهو يغمغم بصوت اجش.
=وانا بحبك يا شعلتي...

ارتسمت ابتسامه واسعه فوق فمها فور سماعها كلماته تلك لتغرق اكثر بين ذراعيه محتضنه اياه بقوه اكبر ليقضوا باقي الرحله و هم على وضعهم هذا...

بعد عدة ساعات...

فور ان هبطت داليدا من الطائر لفحتها رياح قاسية البروده مما جعل جسدها يهتز بقوه فلم تكن تتخيل بان الطقس سيكون بتلك البروده القاسيه التف اليها داغر على الفور يعدل من معطفها السميك من حولها من ثم قام برفع غطاء الرأس المعلق بمعطفها حول رأسها محيطاً اياها بذراعه بحمايه محاولاً بث الدفأ بها بينما هم يخرجون من المطار ليصعدوا على الفور إلى سياره فاخره كانت تنتظرهم بالخارج اخذت داليدا تنظر من نافذه السياره تتأمل باعين تلتمع بالشغف و الحماس الثلج الذي كان يغطي كل شئ و متراكماً بجانب الطريق التفت إلى داغر و هي تهتف بسعاده.

==شايف التلج يا حبيبي...
اومأ لها مبتسماً بينما يضمها بذراعه إلى صدره وعينيه معلق
عليها وحدها بينما كانت هي عينيها مسلطه بشغف على خارج النافذه تتابع الثلج المتساقط...

توقفت السياره بالنهايه خارج كوخ شتوي رائع ساعد داغر داليدا على النزول من السياره معدلاً مره اخري من معطفها حولها حيث كانت الرياح المحمله بالثلوج قويه لكنها ابتعدت عنه على الفور راكضه فوق الثلج و هي تصرخ بفرح انحنت ممسكه بحفنه من الثاج ملقيه اياها بالهواء كان داغر واقفاً يراقبها و على وجهه ترتسم ابتسامه واييعه لكنه افاق على صوت زكي الذي كان يقف بجانبه و على ما يبدو انه كان يتحدث معه منذ مده لكنه لم ينتبه اليع حيث كان كامل انتباهه ينصب على تلك الساحر الصغيره التي لا زالت تلعب بالثلج بمرح و هي تطلق ضحكات فرحه رائعه...

=بتقول حاجه يا زكي،؟!
اومأ زكي قائلاً بجديه تعاكس الابتسامه التي ترتعش فوق فمه فلأول مره بحياته يري رب عمله مأخوذا بالهذا الشكل و واقعاً بالحب من رأسه إلى اطراف اصابعه...
=كنت بقول لحضرتك انهم بيحذروا في الاخبار ان في عاصفه تلجيه هتبدأ كمان ساعتين فكنت بعرف حضرتك علشان متخرجش انت او المدام لحد ما تنتهي...
ربت داغر على ذراعه بقوه.

=متقلقش، و انت يلا خد العربيه واطلع على الاوتيل انت والرجاله اقعدوا فيه. و لو احتجتك هكلمك، المكان أمن
اومأ له زكي بينما يصعد إلى السياره ليبتعد بها بينما تتبعه السياره الخاصه بالحرس...
اتجه داغر على الفور نحو داليدا التي اصبحت مغطيه كلياً بالثلج الكثيف المتساقط بينما كان وجهها الرائع محمر من شدة البروده التي تحيط بهم.

احاط خصرها مقرباً اياها منه بينما يدلك ذراعيها من فوق المعطف بحنان محاولاً بث بعض الدفأ بها
=مش كفايه بقي و يلا ندخل الكوخ...
ليكمل سريعاً عندما تغضن وجهها بالحزن و الرفض
=هنخرج تاني، بس لازم ندخل لانك لسه مش واخده على درجه الحراره دي، و كمان في عاصفه هتبدأ كمان كام ساعه عايزين نظبط الكوخ قبل ما تبدأ، و بعد ما تخلص هسيبك تقعدي في التلج براحتك هاا اتفقنا،؟!

اومأت برأسها قائله بدلال بينما ترتفع على اطراف قدميها محيطه عنقه بذراعيها
=اتفقنا...

من ثم قبلته بشفتيها البارده قبله خفيفه على خده ليسرع داغر بحملها و يتجه بها نحو الكوخ الشتوي رائع التصميم ليصدر من داليدا شهقه قويه فور رؤيتها له فلم تنتبه اليه عند وصولها إلى هنا حيث انصب كامل انتباهها فور خروجها من السياره على الثلج الذي كان يتساقط بكثافه و الذي كان يغطي الارض بطبقات كبيره حيث كان يصل إلى منتصف قدميها...
تأملت الكوخ و قلبها يرقص فرحاً فبحياتها لم ترا شئ في جماله و روعته...

دلف بها داغر إلى الداخل و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه انزلها ببطئ حتى يستطيع فتح الضوء اخذت داليدا تتلفت حولها بانبهار فقد كان الكوخ مثل ما تراه في الافلام الاجنبيه بلا كان اروع و اجمل بكثير كان ذات مساحه كبيره للغايه فقد كان الطابق السفلي مكون من غرفة جلوس كبيره رائعه، و غرفه اخري مغلقه رفض داغر ان يريها اياها متحججاً بانها فارغه و مطبخ واسع مجهز باحدث الاجهزه و بهو كبير به طاوله طعام و اريكه و مدفأه...

صعدت مع داغر إلى الطابق العلوي، كان هناك غرفين اخرتين مغلقتين اخبرها داغر انهم ايضاً فارغتين من ثم اتجه بها إلى غرفه بها مدفأه صغيره و اريكه و عدة وسادات منظمه على الارض يستطيعوا النوم او الجلوس عليها.

من ثم صحبها إلى غرفة النوم التي كان يتوسطها فراش ذات حجم متوسط و اريكه و خزانة ملابس كانت اقل جمالاً من باقي غرف الكوخ لكنها كانت تفي بالغرض وضع داغر الحقيبه من يده بينما يساعدها في نزع معطفها لتصبح واقفه بفستانها البسيط من ثم ساعدها بنزع حجابها محرراً شعرها فوق ظهرها لينسدل كالحرير المشتعل حول وجهها...
غمغمت داليدا باعتراض بينما كان ينزع عنها باقي ملابسها
=داغر كده هبرد الجو صعب اوي...

طبع قبله لطيفه فوق فمها قبل يتمتم قائلاً و هو لا يزال يستمر بنزع ملابسها...
=دلوقتي التدفيه المركزيه هتبدأ تشتغل و مش هتحسي بحاجه...
اومأت برأسها بينما تساعده في نزع ملابسه هو الاخر لكنه امسك بيدها مانعاً اياها من التكمله جاذباً اياها بين ذراعيه محتضنها بقوه هامساً باذنها بصوت اجش
=النهارده. هنام. و نرتاح. و بس.
اتسعت اعين داليدا بالدهشه من من كلماته تلك غمغمت بشك
=نرتاح،؟!

اومأ لها بينما ينحني و يلتقط من الحقيبه التي فتحها احدي قمصانه المنزليه مساعداً اياها في ارتداءه ليصل إلى منتصف فخديها...
من ثم تناول بنطالاً مرتدياً اياه معلناً صراحتاً عن نيته لكنها لم تستسلم مصره على اغراءه فهذه اول ليله لهم بشهر عسلهم ولن تخربها اقتربت منه ممرره يدها باغراء فوق صدره بينما ترتفع على اصابع قدميها تمرر شفتيها فوق شفتيه بخفه و هي تهمس بصوت مثير منخفض...
=متأكد،؟!

ارجع رأسه للخلف بحده رافضاً كما لو كانت لمستها ناراً قد احرقته دافعاً اياها بعيداً و هو يغمغم بحزم
=ايوه متأكد، و نامي يلا يا داليدا...
اخذت داليدا تتطلع اليه عدة لحظات بغضب لا تصدق انه يعاملها بمثل هذه البرود في اول ليله لهم معاً في ما يدعيه بشهر عسلهم...

تركته و التفت صاعده إلى الفراش توليه ظهرها ليلحق بها بعد ان اغلق الاضواء انتظرت منه ان يقترب منها و يحتضنها كما كان يفعل بكل ليله منذ زواجهم حتى اثناء مشاجراتهم سوياً لم يكن يغف له جفن الا و هي بين ذراعيه لكن طال انتظارها حيث ظل ملتزماً بجانبه من الفراش ولم يقترب منها حتى تعالت صوت انفاسه المنتظمه التي تدل على نومه.

اغمضت عينيها بقوه محاوله منع الدموع التي ملئت عينيها من النزول و هي لا تدري ما سبب بروده هذا وتغيره المفاجأ.
ظلت على الافكار تعصف بداخلها حتى سقطت بالنوم دون ان تشعر...

في الصباح...
دلف داغر الذي استيقظ منذ قليل إلى احدي الغرف المغلقه التي ادعي ليلة امس امام داليدا انها فارغه.

تناولها منها الصندوق الذي كان يحتفظ به بداخلها القي نظره راضيه على الغرفه قبل ان يخرج منها و هو يحمل الصندوق مغلقاً باب الغرفه خلفه جيداً مره اخري، قبل ان يعود إلى غرفة النوم حيث كانت داليدا لازالت نائمه يعلم انه قد اغضبها ليلة امس لكنه كان مضطراً إلى فعل ذلك و الا كان سيفقد السيطره على نفسه و يغرق بها مخرباً كل ما كان يخطط له طوال الاسبوعين المنصرمين فيكفي ضعفه بالطائره فلولا رفضها هي لكان خرب كل شئ بسبب ضعفه نحوها...

وضع الصندوق فوق الفراش قبل ان يستلقي إلى جانبها محتضناً اياها بين ذراعيه طابعاً على وجهها قبلات متفرقه محاولاً ايقاظها...
استيقظت داليدا عندما شعرت بشيئاً ما يزعجها فتحت عينيها ببطئ محاوله استيعاب ما يحدث لتجد داغر يحتضنها بقوه إلى صدره بينما يمطر وجهها بقبلات شغوفه...
دفعته في صدره محاوله ابعاده عنها و هي لازالت تشعر بالغضب من تعامله البارد معها بليلة امس.

لكنه رفض الابتعاد مقترباً منها اكثر طابعاً على جانب عنقها قبله لطيفه قبل ان ينهض من الفراش و يجذبها معه مما جعلها تهتف بغضب و هي تراقبه يتجه نحو صندوق ما موضوع فوق الفراش و يفتحه
=لو فاكر انك هتضحك عليا باللي بتعمله تبقي غلطان...
لكنها ابتلعت باقي جملتها شاهقه. بصوت مرتفع عندما رأت فستان العرس الرائع الذي اخرجه من الصندوق...
همست بارتباك بينما تشير إلى الفستان
=ايه ده،؟!

اقترب منها داغر واضعاً الفستان فوق الفراش قبل ان يجذبها بين ذراعيه يضمها اليه
= فستانك...
هزت داليدا رأسها و هي لازالت تطلع نحو الفستان باعين تلتمع بالانبهار
= انا مش فاهمه حاجه...
اجابها بينما يبعد بحنان خصلات شعرها المتناثره فوق عينيها إلى خلف اذنها.
=عايز نعيش اللي مقدرناش نعيشه في فرحنا قبل كده، عايز اخدك في حضني و نرقص، عايز اقلعك الفستان بايديا زي ما كنت هموت و اقلعك فستان الفرح يومها...

ليكمل و هو يراقب بشغف الابتسامه المشرقه التي ملئت وجهها.
=هو اها مش نفس الفستان لان التاني كان بحجاب، لكن ده هيبقي ليا انا بس فعملته على ذوقي...
اخفضت داليدا عينيها نحو الفستان تتطلع إلى قصته العاريه الجريئه لتفهم ما يقصده.
دفن رأسه بعنقها يقبله بشغف و هو يهمس بصوت اجش معتذراً
=عارف انك زعلتي مني امبارح، بس انا كنت عايز النهارده يبقي مميز لنا و مكنتش عايز اقولك علشان محرقش المفاجأه...

رفع رأسه عن عنقها بحده عندما سمع شهقاتها الباكيه هاتفاً بارتباك عندما رأها تبكي
=لا، متعيطيش، هو انا بعمل كده علشان تعيطي.
احاطت داليدا عنقه بذراعيها تحتضنه بقوه شاعره بقلبها يكاد ينفجر من شدة حبها له بتلك اللحظه همست بصوت مرتجف بينما تشدد من احتضانها لها
=انا بحبك اوي. ياداغر...
لتكمل بصوت مختنق بينما تتشبث اكثر بعنقه
=و الله بحبك اوي...

احاط داغر جسدها بذراعيها يضمها اليه بقوه اكبر شاعراً بقلبه يرتجف بين اضلعه فور سماعه كلماتها تلك بينما ابتلت عينيه بدموع الفرح قبل كتفها بحنان قبل ان يهمس باذنها بشغف
=و انا بعشقك يا شعلتي...
ليكمل وهو يتنحنح بحده محاولاً عدم اظهار تأثره هذا امامها بينما يبعدها عنه قائلاً بمرح...
=هنفضل نقضيها عياط. و احضان يلا البسي الفستان و اجهزي و انا هنزل تحت اجهز عايز اشوف الفستان عليكي و يبقي مفاجاه...

اومأت داليدا ضاحكه من بين دموعها و هي تراقب حماسه هذا
انحني مقبلاً رأسها قبل ان يلتف ويغادر الغرفه سريعاً...

بعد مرور ساعه...
دلف داغر إلى غرفة النوم وهو يغمغم بينما يعدل من معصم سترة بدلته
=خلصتي يا ديدا و لا...
تجمدت باقي جملته فوق شفتيه فور ان رأي داليدا الواقفه امام المرأه تضع من احمر الشفاه فوق شفتيها...
انحبست انفاسه داخل صدره فور رؤيتها في ذلك الفستان الذي جعل منها كالأميرات...

ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه شاعراً بقلبه يتضخم داخل صدره و دقاته تتسارع بشدة حتى ظن ان قلبه سوف يغادر صدره من قوة دقاته. اخذ يتفحصها باعين متلهفه متشرباً تفاصيلها بشغف مركزاً انظاره عليها فقد جعلها الفستان بيباضه اللامع كأحدي الاميرات الخياليه مبرزاً جمالها الخلاب الذي يخطف دائماً انفاسه و بياض بشرتها الحريريه الرائعة مضيفاً عليها براءة فوق برائتها.

مرر عينيه ببطئ فوق شعرها الذي كان منعقداً في تسريحه انيقه خلابه اظهرت جمال ملامح وجهها و عنقها تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التي ضربت جسده...
همست داليدا بخجل بينما تمرر يدها بارتباك فوق فستانها
=ايه رأيك،؟!
اقترب منها ببطئ ضامماً اياها برفق بينما عينيه تمر عليها بشغف
=احلي و اجمل عروسه شافتها عينيا...
رفعت داليدا حاجبها هاتفه وهي تتصنع الغضب
=قصدك ايه بقي يا سي داغر، اني مكنتش حلوه في فرحنا، مش كده.

قاطعها على الفور و هو يضحك
=لا طبعاً، ده انتي كنت شبه حته المارشيملو تتاكلي اكل، مش عارف مسكت نفسي ازاي يومها...
قاومت الابتسامه التي تتراقص على شفتيها وهي تغمغم بجديه مصطنعه
=طيب و دلوقتي،؟!
مرر عينيه المشتعله بالرغبه فوق جسدها قبل ان يجيبها بصوت اجش مثير
=قطعة مارشيملو بس غرقانه في الشيكولاته...
ليكمل و هو ينحني عليها مقبلاً عنقها موزعاً قبلات لحوحه عليه.

=ما تيجي نسيبنا من الفرح دلوقتي، و بعد كده ابقي البسي الفستان تاني و نكمل بعدين...
دفعته داليدا في صدره برغم استجابتها وضعفها بين يديه
=لا طبعاً انا ما صدقت خلصت مكياج و شعري.
زفر داغر باحباط قبل ان يمسك يدها ويقودها إلى الاسفل
=انتي اللي خسرانه.

ضحكت داليدا بينما تخطو ببطئ بجانبه بسبب فستانها الضخم حتى هبطوا إلى الاسفل وقفوا امام الغرفه التي اخبرها انها فارغه بوقت سابق و قام بفتحها بابها على وسعها شهقت داليدا بصدمه فور رؤيتها للغرفه التي كانت ارضيتها مفترشه بالورود الحمراء يتوسطها طاوله معده لشخصين وعليها طعام يبدو شهي بينما تملئ اضواء تخطف الانفاس...
التفت اليه مبتسمه بفرح هامسه.

=كل ده انت كده بتخططله مش كده، و كنت مفهمني ان الاوضه فاضيه...
اومأ لها بينما يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها ليبدأوا بالرقص على نغمات الموسيقي الهادئه التي اندلعت من مكاناً ما هامساً باذنها التي قبلها برفق
=مفاجأه...

من ثم بدأت الجدران الخشبيه للغرفه تختفي ليحل محلها جدران زجاجيه شفافه تجمدت خطوات داليدا بينما تتلفت حولها بصدمه غير مستوعبه مايحدث ففي اقل من ثانيه اصبحت الغرفه كما لو كانت جزء من الخارج حيث تستطيع بسهوله تشاهد الثلج وهو يتساقط بحريه فوق الارض المغطاه و الاشجار المغطيان بالثلج لكنها محميه في ذات الوقت بدفأ المنزل...

استدارت اليه تهز رأسها بتساؤل و قد عجزت شفتيها عن النطق بشئ جذبها داغر نحوه و هو يكمل الرقص معها
=جدران الكوخ في الاساس ازاز بس الجدران الخشب دي بتترفع لما يكون في عاصفه او في اي وقت انتي حباه علشان كدا اخترته مخصوص علشان تقدري تشوفي التلج طول الوقت...

تراقص الفرح بداخلها فور سماعها كلماته تلك التي تدل على مدي اهتمامه بها عقدت ذراعيها من حوله تضمه اليها دافنه رأسها في صدره مدخله يدها في الفراغ بين سترته و قميصه تضمه اليها بقوه اكبر شاعره بقلبها يكاد يقفز من داخل صدرها من شدة حبها له...

رفع يدها إلى فمه مقبلاً اياها بحنان قبلات عديده وهم يواصلون الرقص على الموسيقي الهادئه اخفض رأسه مسنداً جبهته فوقها جبهتها يتشرب بشغف انفاسها الهادئه بينما اعينهم باعين بعض تنطق بكل العاطفه و الحب الذي يشعرون به...

في وقت لاحق.
بعد تناولهم للطعام و الرقص عدة مرات بين يدي بعضهم البعض.
همس داغر الذي كان قد وصل إلى الحافه من شدة رغبته بها
=خلاص مبقتش قادر.
ثم حملها بين ذراعيه دون سابق انذار صاعداً بها الدرجات سريعاً كل درجتين معاً مما جعلها تصرخ بذعر بينما تتشبث بذراعيها حول عنقه. فور وصولهم إلى الطابق العلوي اتجه إلى احدي الغرف المغلقه مما جعل داليدا تغمغم منبه اياه و هي تعتقد انه قد ضل الغرفه.

=حبيبي اوضة النوم مش هنا. هن...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما فتح الباب و رأت غرفة النوم الاسطوريه القابعه خلفه المزينه بالورود و الشمع ث فقد كانت ايضاً ذات جدران زجاجيه يمكنها من خلالها مشاهدة الخارج.
التفت إلى داغر الذي اسرع باجابتها على سؤالها غير المنطوق
=دي اوضة النوم الرئيسيه، و الاوضه اللي نمنا فيها امبارح كانت اوضة الضيوف العاديه...
ليكمل عندما رفعت حاجبها بدهشه.

=حبيت اخلي كل حاجه مفاجأه ليكي...
ثم اقترب منها و عينيه مسلطه عليها بنظره تعلمها جيداً مما جعلها تتراجع إلى الخلف هامسه بقلق بينما تنظر إلى الجدران الزجاجيه
=الازاز ممكن حد يشوفنا...
جذبها نحوه بتصميم بينما يجيبها بصبر...
=متقلقيش يا حبييتي الكوخ له خصوصيه كامله و مفيش اي حاجه حاوليه مفيش غير الاشجار دي بس...

تطلعت داليدا إلى الخارج لتجد فعلاً ان اميال ممتده حول الكوخ فارغه ليس الا من الاشجار العملاقه التي تحول لونها إلى الابيض النقي بسبب الثلج الذي يغطيها.

ادارها داغر ليواجه ظهرها صدره من ثم بدأ بفتح سحاب الفستان ببطئ و هو يحبس انفاسه قد كان يتمني هذه اللحظه منذ ان رأها بليلة زفافهم الاولي، لكن وقتها كان لمسها بالنسبه اليه كالحلم المستحيل لكن ها هي الان بين ذراعيه زوجته. حبيبته. عشقه الاول و الاخير بهذه الحياه...

ساعدها بلطف من الخروج من الفستان جذبها بين ذراعيه مخفضاً رأسه نحوها متناولاً شفتيها في قبله حاره يبث بها حبه و شغفه بها تجاوبت معه داليدا بكامل عشقها له مما جعله يعمق قبلته اكثر
اسرع داغر برفعها بين ذراعيه و يتجه نحو الفراش يضعها برفق فوقه من ثم غرقا سوياً بموجه من العشق والشغف الحار...

بعد مرور يومين...
كانت داليدا مستلقيه بحضن زوجها على الاريكه يشاهدان التلفاز بعد تناولهم للعشاء.
غمغمت باحباط بينما تقوم باغلاق التلفاز
=انا مش فاهمه حرف واحد من كلامهم، لغتهم صعبه اوي...
ضحك داغر بينما يديرها بين ذراعيه لتصبح مواجهه له...
=مش انتي اللي اصريتي على روسيا ادينا محبوسين هنا اهو من ساعة ما وصلنا بسبب العاصفه اللي مش عايزه تخلص...
احاطت كتفيه بيديها مغمغمه بدلال.

=و مين قالك اني عايزه اننا نخرج كفايه عليا انك معايا...
لتكمل وهي تشير إلى الثلج الظاهر من خلال الجدار الزجاجي
=و في الجو اللي كان نفسي فيه
طبع قبله قصيره لكن عميقه في ذات الوقت على شفتيها وهو يغمغم
=بس برضو. اول ما العاصفه دي تخلص هاخدك و نعمل سكيتنج...
(التزحلق على الجليد. )
هزت رأسها بينما ترد اليه قبلته بقبله رقيقه
=مش هعرف، عمري ما جربته و اخاف اقع...
مرر يده بلطف على جانب ذراعها.

=هبقي معاكي متخفيش و هعلمك...
ليكمل بينما ينحني عليها هامساً باذنها بصوت اجش مثير
=ما تسبقيني على فوق و البسي حاجه حلوه كده عقبال ما اكلم زكي و اطمن عليه هو و الرجاله في الججو ده...
عقدت داليدا حاجبيها بينما تغمغم بهدوء متصنعه الغباء
=حاجه حلوه زي ايه فستان مثلاً،؟!
هز داغر رأسه بينما يجيبها بصبر و هو يدرك جيداً انها تستفزه
= لا مش فستان...
رفعت داليدا عينيها للاعلي بينما تتصنع التفكير.

=اممممم طيب قميص و بنطلون شيك،؟!
هز رأسه بالنفي لتسرع قائله وهي تصرب يدها ببعضها البعض
=لقتها، بيجامه حلوه،؟!
ضحك داغر بينما يقرص خدها باصابعه وهو يتمتم بصوت اجش
=بطلي شقاوه يا ديدا و اطلعي يلا...
نهضت داليدا من جانبه بخفه لتهتف و هي تسرع خارجه
=حاضر هطلع و البس البيجامه اللي انت عايزها...
لحقها صوت داغر للخارج وهو يهتف بتوعد و تسليه في ذات الوقت
=علشان ساعتها اعلقك منها في الحيط...

عادت داليدا إلى الغرفه مره اخري واقفه على الباب مخرجه له لسانها وهي تهز رأسها بسخريه عليه
تصنع داغر النهوض سريعاً حتى يمسك بها وهو يهتف بتهديد كاذب
=لسانك ده هقطعهولك...
لتركض داليدا خارجه من الغرفه بينما تتبعها صوت ضحكاتها المرحه.
تاركه اياه واقفاً بمنتصف الغرفه وابتسامه واسعه تملئ وجهه...

بعد وقت قصير...
دخل داغر الغرفه ليجد داليدا ترتدي قميص نوم اسود ملئ بنقاط حمراء بذات لون احمر شفتيها الرائعه بينما تجمع شعرها فوق رأسها بينما خصلات قليله تنسدل بعشوائيه على رقبتها...
وقفت داليدا تستدير حول نفسها وهي تبتسم
=ايه رأيك مش،؟!
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف و قد ذبلت ابتسامتها عندما رأت النظره المظلمه المخيفه التي التمعت بعينيه...

اقترب منها ببطي ممسكاً بيديها بين يديه ظل صامتاً عدة لحظات بوجه متجهم و ذات النظره المرعبه بعينيه
=داليدا عايز اتكلم معاكي في حاجه كنت مأجلها من زمان بس انا مبقتش قادر اخبي اكتر من كده عليكي لان هايجي يوم و لازم هتعرفي، حتى لو غصب عني
همست داليدا بصوت منخفض بينما تبتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقها
= في ايه يا داغر،؟!
ليكمل وعينيه مسلطه عليها.

=اول حاجه لازم تعرفيها ان الكوخ ده ملكي، انا مش مأجره زي ما فهمتك...
هزت داليدا رأسها قائله بتفهم
=عادي يا حبيبي هو ده الموض...
لكنه قاطعها ولم يدع لها الفرصه لكي تكمل جملتها و قد تشددت يديه حول يديها قائلاً بصوت غليظ بعض الشئ
=انتي بتحبيني مش كده...
اجابته داليدا على الفور
=طبعاً بحبك...
اومأ برأسه قبل ان يكمل بصوت مختنق.

=طيب و اللي بيبحب اكيد بيقبل حبيبه باي عيب و بيحاول يستحمله، يعني انتي مش هتسبيني ولا هتبعدي عني لما تعرفي اللي هقولهولك دلوقتي مش كده...
اجابته على الفور دون لحظه تردد بينما ترفع يدها و تتلمس خده بحنان
=طبعاً يا حبيبي، في ايه داغر انت كده قلقتني...

لم يجيبها حيث ظل يتطلع اليها عذة لحظات وقد ازدادت قتامه عينيه قبل ان يخرج من جيبه قطعة قماش سوداء من ثم التف حولها ليقف خلفها واضعاً قطعة القماش حول عينيها محكماً ربطها حتى اصبحت تعجز عن الرؤيه غمغمت داليدا بارتباك و بخوف فور فعله هذا
=داغر بتعمل ايه،؟!

لكنه لم يجيبها حيث اسرع بحملها بين ذراعيه شعرت به يفتح باب الغرفه من ثم تتبعت خطواته لوقت قصير حتى فتح باب اخر من ثم انزلها برفق لتقف على قدميها مره اخري شعرت به يمسك بيدها من ثم يضع شئ حديدي حول معصمها لتهتف بخوف
=داغر...
لكنه اسرع بالهمس في اذنها بصوت منخفض
=ششششش...

لتشعر به يمسك بيدها الاخري ثم يضع شئ حديدي به. لتصبح يديها معلقه بالهواء بطريقه غريبه هزت يديها بقوه محاوله اخفاضها لكنها لم تستطع حاولت ابتلاع الغصه التي اختنق بها حلقها بينما رأسها يتلفت بقوه حولها بينما تسمع صوت خطواته الهادئه فوق الارضيه لتمر عدة لحظات قبل ان 2 بحثت بذعر عن داغر لتنسحب انفاسها من داخل صدرها برعب فور ان وقعت عينيها عليه واقفاً بنهاية الغرفه و عينيه مسلطه عليها بنظره سوداء قاتمه لم ترا بمثلها بحياتها...

لكن ما جعل قدميها تلتوي اسفلها من شدة الخوف هو رؤيتها للسوط الغليظ الذي كان بين يديه...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
شعرت به يمسك بيدها الاخري ثم يضع شئ حديدي بمعصمها لتصبح يديها معلقه بالهواء بطريقه غريبه هزت يديها بقوه محاوله اخفاضها لكنها لم تستطع حاولت ابتلاع الغصه التي اختنق بها حلقها بينما رأسها يتلفت بقوه حولها بينما تسمع صوت خطواته الهادئه فوق الارضيه لتمر عدة لحظات قبل ان يقوم داغر بفك الرباط من حول عينيها التي اخذت ترتجف محاوله التعود على الضوء لكن ما ان اتضحت لها الرؤيه حتى شعرت بالدماء تجف بعروقها فقد كانت بغرفه مرعبه كانت بمزيج من اللون الاحمر و الاسود كان بادوات مرعبه قد رأتها من قبل في عدة افلام على انها ادوات خاصه بالساديه و التعذيب...

رفعت رأسها لتجد يديها معلقه بالحائط الذي خلفها بقيد حديدي به سلاسل حديديه مثبته بالحائط خلفها شعرت بالشلل يجتاح اطرافها فور ادراكها ما يحدث بحثت بذعر عن داغر لتنسحب انفاسها من داخل صدرها برعب فور ان وقعت عينيها عليه واقفاً بنهاية الغرفه و عينيه مسلطه عليها بنظره سوداء قاتمه لم ترا بمثلها بحياتها...
لكن ما جعل قدميها تلتوي اسفلها من شدة الخوف هو رؤيتها للسطو الغليظ الذي كان بين يديه.

راقبته باعين متسعه و هو يقترب منها ببطئ حتى اصبح يقف امامها مباشرة ظل يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان تمتد يده إلى خلف عنقها فتغلب الخوف عليها مما ينوي ان يفعله فلم تشعر الا و هي تطبق باسنانها على ذراعه الذي كان بالقرب من وجهها...
اطلق داغر لعنه قاسيه بينما يحاول يحرر ذراعه من بين اسنانها لكنها لم تتركه حتى شعرت بدماءه في فمها حيث كان يدفعها خوفها و ذعرها منه...

ابتعد عنها و هو يلعن بقوه مدلكاً ذراعه الذي ادمته...
ظل واقفاً يوليها ظهره عدة لحظات قبل ان يلتف اليها و يقترب منها مره اخري لكن هذه المره لم يقم بلمسها حيث قام بفك قيد يديها من القيد الحديدي...
راقبته و صدرها يعلو و ينخفض بقوه محاوله التقاط انفاسها اللاهثه من شدة الخوف و هو يقوم بحل وثاقها و ما انهي مهمته تلك ابتعد عنها بصمت حيث اتجه إلى اقصي الغرفه رأته يجلب شيئاً ما من فوق الطاوله...

لم تنتظر داليدا كثيراً حيث اتجهت نحو باب الغرفه الذي كان لا يبعد كثيراً عنها بخطوات خفيفه من ثم فتحته و خرجت منه بهدوء حتى لا يشعر بها داغر الذي لا يزال منشغلاً بما يفعله لتركض باقصي ما لديها من سرعه فور ان خرجت إلى الممر الخارجي حتى وصلت إلى الدرج الذي هبطته باقصي سرعه لديها...

توجهت نحو باب الكوخ تفتحه بيد مرتعشه تخرج منه إلى الخارج حيث كان الثلج يغطي كل شئ ليتجمد جسدها الذي كان لا يغطيه سوا قميص نومها القصير للغايه...

خطت بقدميها العاريه فوق الثلج الذي كان يغطي قدميها بالكامل بينما كان جسدها باكمله يرتجف بقوه من شدة البروده و الرياح القويه التي كانت محمله بالثلج الكثيف حيث كانت العاصفه لازالت مستمره اتجهت بصعوبه إلى الجهه الخلفيه للكوخ تبحث عن السياره التي تركها زكي لهم اخذت تبحث بيأس عنها او عن اي شئ يأخذها بعيداً عن هنا لفت نظرها الكراج السفلي الذي و لابد ان السياره به وو لكن وقبل ان تتجه نحوه اطلقت صرخه مدويه عندما شعرت بذراع قاسيه تلتف حول خصرها وترفعها من الخلف صرخت بقوه وهي تحاول الافلات من بين يدي داغر الذي اسرع بحملها هاتفاً بغضب بينما يحاول مقاومة الرياح القويه المحمله بالثلج التي كانت تدفعهم إلى الخلف.

=اثبتي خالينا ندخل قبل ما العاصفه ما تزيد اكتر من كده...
لكن داليدا لم تتوقف عن الصراخ حيث كان خوفها منه قدزسيطر عليها
=سبني يا داغر، انا مش هقدر اتحمل اللي انت ناوي تعمله ده...
لتكمل بصوت مرتجف ضعيف
=علشان خاطري، لو بتحبني بجد متعملش فيا كده...
لم يجيبها داغر الذي كان منشغلاً بمقاومة الرياح التي كانت تزداد قوتها كل مدي، حتى نجح بالوصل اخيراً إلى داخل الكوخ...

الذي اغلق بابه بقدمه جيداً قبل ان يتجه بها إلى الاعلي مره اخري...
انفجرت داليدا باكيه شاعره باليأس و الخوف يسيطران عليها عندما رأته يتجه بها نحو تلك الغرفه مره اخري...
=انت قولت اني لو بحبك هتحملك وهقبلك بعيبك، انا والله بحبك وهقبلك باي عيب كان و عمري ما هسيبك بس مش هقدر اتحمل اي حاجه من اللي جوا دي، علشان خاطري يا داغر...
همست بصوت مرتعش بينما تتشبث بعنقه.

=تعالي نرجع مصر. ونشوف دكتور كويس لحالتك دي، و انت اكيد هتبقي كويس. بس علشان خاطري بلاش تعمل فيا كده.

توقف بتردد امام الباب فور سماعه كلماتها تلك بينما يتطلع اليها عدة لحظات ونظره غريبه بعينيه، لكنها سرعان ما اختفت و دلف بها إلى داخل الغرفه التي كانت معتمه نسبياً اخفضها على قدميها ببطئ ليستند ظهرها بصدره. لكن فور ان وقعت عينيها على الات التعذيب الموجوده باقصي الغرفه صرخت بينما تتلفت بين ذراعيه دافنه وجهها بصدره وهي تغلق عينيها بخوف بينما انتحابها يزداد بقوه
شعرت بيده تمر فوق شعرها هامساً باذنها.

=ارفعي راسك يا داليدا و بصي عليهم كويس...
هزت رأسها بالرفض بينما تدفن وجهها بخوف اكثر في صدره بينما اصابعها تتشبث بظهره وهي لا تفهم كيف تتحامي به و هو السبب الرئيسي في رعبها هذا.
ابعدها عنه بحزم بينما يديرها بين ذراعيه حتى اصبحت تواجه تلك الالات الموجوده باقصي الغرفه. شعرت به يخرج شئ من جيبه مما جعلها تتوتر من ثم حدث ما جعلها تتجمد بمكانها بصدمه...

اختفت تلك الالات و تحولت إلى كواكب ونجوم تملئ الغرفه كما لو كانت حقيقه بالفعل لتحول الغرفه إلى عالم خاص بالفلك...
هزت رأسها بقوه شاعره بانها ستجن مما تراه اخذت تبحث بعينيها عن تلك الالات لكنها حقاً كانت قد اختفت حقاً التفت إلى داغر تتطلع اليه باعين متسعه تسأله بصمت حيث كانت غير قادره على النطق بحرفاً واحد...

امسك بيدها و اتجهه بها نحو تلك الكواكب و النجوم التي باقصي الغرفه و التي حلت محل تلك الالات...
لكن فور وصولهم إلى عندها تم تغييرها مره اخري إلى تلك الالات مما جعلها تصرخ و تتلفت حول نفسها تحاول الهرب بعيداً من شدة ذعرها لكن داغر امسك بها قائلاً
=اهدي، اهدي و بصي كده يا حبيبتي، بصي...

اتسعت عينيها عندما مرر يده خلال تلك الالات لكنه لم يلمس شئ حيث عبرت يده من خلالها كما لو كانت هواء، ثم رأته يضغط على جهاز بيده لتختفي الات و تظهر الكواكب و النجوم التي كانت تبدو كالحقيقيه مره اخري
امسك بيدها بين يديه ممرراً يديهم عليها لكن عبرت ايديهم من خلالها ايضاً ضمها اليه هامساً باذنها
=دي يا حبيبتي، تكنولوجيا الهولوجرام...

ليكمل موضحاً عندما عقدت حاجبيها بعدم فهم اشار إلى عدة اجهزه سوداء ملتصقه على الجدار الذي كان بذات اللون مما جعلها غير مرئيه إلى حداً ما
=دي مجسمات ثلاثية الابعاد، يعني مش حقيقيه...
ظلت داليدا تتطلع إلى الكواكب التي امامها وقد بدأ عقلها يخرج من صدمته و يترجم الذي يحدث همست بتردد
=يعني انت مش سادي.؟!
اجابها داغر بينما يمرر اصبعه برفق فوق شفتيها قارصاً اياها بين اصبعه برفق...
= لا طبعاً سادي...

تراجعت إلى الخلف بخوف بعيداً عنه حتى كادت تتعثر و تسقط لكنه اسرع باحاطة خصرها بذراعه جاذباً اياها اليه ليلتصق جسدها بجسده زافراً بغضب وهو يتمتم بحنق
=مش متخيله قد ايه انا منبهر برأيك الزباله عني، سادي ايه يا دليدا
ليكمل بينما يشير إلى الغرفه بيديه
=كل ده كان المفروض يبقي مفاجأه من ضمن المفاجأت اللي حضرتهم ليكي من يوم ما قررنا نسافر على هنا...

قاطعته داليدا بغضب برغم شعورها بالراحه من تأكيده بانه ليس ذلك السادي الذي رأته منذ عدة دقائق قليله...
=و دي مفاجأة ايه، اللي تخليك تربطني بسلاسل في الحيطه و تحطلي الات تعذيب لا و مسكلي كمان كرباج في ايدك...
غمغم داغر بتردد و قد ادرك مدي سوء فعلته فقد تسبب في ذعرها
انحني يلتقط السوط الملقي على الارض واضعاً اياه بين يديها
= ده كرباج لعبه، بعدين.

انا قولت هتبقي مفاجأه على طريقه الكلمه اللي كنت قرفاني بها في اول جوازنا...
ليكمل بخجل مما فعله و تسببه في ذعرها بهذا الشكل
= كنت ناوي نلعب شويه في الاول بس اول ما لقيتك بترتعشي عرفت انك خوفتي بجد فكيتك و روحت اجبلك الهديه اللي محضرهالك لقيتك بتجري زي المجنونه في التلج...
هتفت داليدا بينما ترمقه بصدمه بينما تلقي السوط بعد تفحصها له و تأكدها بانه مزيف حقاً
=يعني انا كمان اللي غلطانه.

قاطعها داغر بينما يمرر يده بحنان فوق خدها
=لا يا ستي انا اللي غلطان...
من ثم جذبها بين ذراعيه محتضناً اياها دافناً وجهها بصدره مقبلاً رأسها بحنان لكنه اطلق انة الم مرتفعه عندما شعر بها تعض اعلي صدره بقسوه. مما جعله يدفعها بعيداً عنه...
ابتعدت عنه هاتفه بشماته وهي تتطلع اليه بحده
=تستاهل...
هتف بغصب بينما هو يدلك اثر عضتها على صدره.

=قسماً بالله انتي اللي شكلك ساديه انتي مبتشبعيش عض هتخليني اخلعلك سنانك دي علشان ارتاح...
مررت عينيها فوق اثر عضتها التي بصدره ثم الاثر لعضتها السابقه على ذراعه اثناء هروبها منه...
=عايز كمان تخلعلي سناني...
لتكمل بغضب وحده
=صحيح ساد...
اسرع باطباق اصابعه فوق شفتيها قبل ان تكمل كلمتها تلك قائلاً بسخريه
=متكملهاش، علشان في الاخر بتعقدي تعيطي...

ازاحت اصابعه المطبقه على فمها بحده مرمقه اياه بغضب و هي تعقد ذراعيها اسفل صدرها مما جعله يقوم بفكها حتى يجذبها منها اليه لكنها عقدتها مره اخري باصرار، ليقم بجذبها اليه محتضنها وهي على هذا الوضع بين ذراعيه...
غمغمت بحده بينما تحاول الابتعاد عنه
=بتضايق اوي اني بقولك سادي
ما انت السبب مش انت اللي ربطتني بالحبل في السرير في اول جوازنا...
لتكمل بحده وهي لازالت تحاول التراجع بعيداً عنه.

=بعدين في واحد عاقل يحط حبل في دولابه، عايزني افهم من ده ايه
حاول داغر اجابتها بهدوء و هو يحاول كتم ضحكته على افكارها الملتويه تلك المتعلقه به
=الحبل ده يبقي من ضمن ادوات الرياضه بتاعتي اللي محتفظ بها في الخزنه اللي ورا باب الجناح واللي مش عارف لحد دلوقتي ازاي ملاحظتهوش...
قاطعته داليدا بتهكم حاد
=لا على فكره لاحظت. بعدين انا اعرف منين انك بتستعمل حبل في الرياضه بتاعتك...

تجاهل داغر تهكمها هذا ليكمل وهو يقوم بفك شعرها من عقدته لينسدل حول وجهها كهاله من النيران
=و ربطتك في السرير وقتها لانك مكنتيش عايزه تنامي في السرير معايا
ليكمل وهو يدفن وجهه بعنقها يستنشق بعمق رائحتها
=و بيني وبينك انا مكنتش عارف انام من غيرك وقتها بس كنت بقاوح مع نفسي.
انهي جملته تلك ثم اخذ يقبل عنقها بحنان لكنها ابعدت رأسها للخلف برفض زفر داغر باحباط وهو يدرك انها ستصعب الامر عليه.

=خلاص بقي يا ديدا.
ليكمل و هو يطبع قبله رقيقه على خدها
=بعدين المفروض انا اللي ازعل، انتي ازاي اصلاً تصدقي اني ممكن اضربك او أأذيكي...
تطلعت داليدا إلى اثر عضتها على صدره و ذراعه كأجابه صامته على سؤاله بانها بالفعل قامت بايذاءه فلما هو لا يستطيع هو الاخر فعله.
هتف داغر ضاحكاً فور فهم ماوتقصده بنظرتها تلك
=لا انا ماليش دعوه بيكي، انتي واحده مفتريه عضاضه
ليكمل ممرراً اصبعه ببطئ فوق شفتيها.

= و سنانك دي سابقه تفكيرك دايماً...
اسرعت داليدا بفتح فمها و القبض على اصبعه بين اسنانها تعضه لكن ليس بقسوه او قوة عضاتها السابقه.
غمغم بنبره تهديديه يتغلغلها المرح و هو يخفض رأسه نحوها
=افتكري انك انتي اللي جبتيه لنفسك
قبض على ذراعها باسنانه يعضه برفق في بادئ الامر لكن ازدادات قوة ضغطه عليها كلما زادت حدة و قوه عضتها على اصبعه...

ظلوا على حالتهم من العناد تلك عدة لحظات حتى استسلمت داليدا بالنهايه و افلتت اصبعه من بين اسنانها عندما اصبح الالم في ذراعها لا يطاق.
مما جعل داغر يفلتها هو الاخر...
لكزته بيدها في صدره وهي تهتف بغضب بينما تدلك ذراعها المتألم
=عجبك اللي عملته فيا ده.

راقبها باعين مشتعله لينحني و يلتقط شفتيها في قبله عميقه قويه كانت واقفه بين يديه جامده لا تستجيب لقبلته تلك. مما جعله يعمق قبلته لها اكثر اطلقت داليدا تنهيده قبل ان تستجيب إلى قبلته تلك حيث لم تعد تستطيع ادعاء اللامبالاه اكثر من ذلك رفعت ذراعيها محيطه عنقه بها و هي تطلق تنهيده ناعمه...
افلت داغر شفتيها بالنهايه دافناً راسه بعنقها يقبله برفق.
غمغم من بين قبلاته فوق عنقها
=لسه زعلانه مني،؟

هزت رأسها بالنفي حيث لم تستطع التفوه بحرفاً واحداً بينما اصابعها المدفونه في شعره تتلاعب بخصلاته
طبع قبله حنونه على خدها من ثم بدأ يمطر وجهها بقبلات متفرقه قبل ان يغمغم بصوت اجش لاهث من اثر العاطفه.
=يلا نرجع اوضتنا...
اومأت له بينما تتقدمه تخرج من الغرفه لكن فور وصولهم امام باب غرفة النوم اسرعت داليدا بالدخول إلى الغرفه و في اقل من ثانيه واحده كانت مغلقه الباب بوجهه المنصدم...

وقف داغر عدة لحطات يتطلع إلى الباب المغلق بصدمه حتى اخرجه صوت مفتاح الباب يدور من الداخل
طرق بقوه على الباب وهو يهتف بحده
=افتحي الباب...
وصل اليه صوتها الحاد من خلف الباب و هي تهتف
=مش هفتح حاجه، و روح نام في اي مكان...
زمجر داغر بغضب بينما يضرب الباب بقوه بيديه
=بطلي شغل العيال ده، وافتحي بقولك...
قاطعته داليدا بغضب وهي تضرب الباب من الداخل هي الاخري رداً عليه.

=مش هفتح، علشان تبقي تحرم تعمل اللي بتعمله فيا ده...
مرر يده في شعره بقسوه مشعثاً اياه بينما يلتف حول نفسه والغضب يتأكله صاح وهو يضرب الباب بقدمه بحده
=متفتحيش، اشبعي بالاوضه...

ثم هبط الدرج ملقياً بجسده على الاريكه و نيران الغضب تشتعل بصدره لا يصدق بان اليوم الذي كان يحضرله منذ ان كان بمصر تحول إلى كارثه بهذا الشكل فقد كان يرغب باللعب معها فقط مغيظاً اياها رداً على كلماتها له ببداية زواجهم فقد كانت تطلق عليها سادي، لذا قام باعداد تلك الغرفه و ارسل خبراء بتكنولوجيا الهولوجرام التي كلفته الكثير لكي يصمموا الغرفه بهذا الشكل على ان تتحول تلك الالات إلى عالماً من الكواكب و النجوم يملئ الغرفه حتى يفاجأها بها فقد. كان يعلم مدي عشقها لعلم الفلك...

اخرج من جيبه الهديه التي كان يخطط تسليمها اياها اخذ يتأملها بحسره قبل ان يغلقها و يعيدها مره اخري بجيبه مغلقاً عينيه بقوه محاولاً النوم لكنه لم يستطع فكيف له هذا دون ان يشعر بدفأ جسدها بين احضانه فهي لم تفارقه ولا لو لليله واحده منذ زواجهم...
بعد عدة محاولات فاشله للنوم نهض و ظل جالساً بمكانه يتطلع إلى الفراغ...

صعد إلى الاعلي لكنه وجدها قد اغلقت الضوء مما يدل على نومها هبط إلى الاسفل مره اخري غاضباً اكثر من قبل فكيف لها النوم وهو لا يستطيع من ثم ظل مستيقظاً مشتعلاً بغضبه حتى اليوم. التالي.

بعد مرور يومين...
كان داغر واقفاً امام بابها المغلق مره اخري كعادته خلال اليومين الماضيين محاولاً اقناعها بفتح الباب...
وصل اليها صوته يغمغم من خلف الباب
=داليدا افتحي. عيب كده احنا في الحال ده بقالنا يومين...
اعتدلت داليدا في جلستها بينما تسمعه يكمل
=بعدين انتي استغليتي ان خرجت اجيب خشب من المخزن و نزلتي خدتي كل اللي في التلاجه، ايه هتعملي بيات شتوي عندك.

هتفت داليدا بحده بينما تخفض عينيها إلى قطعة التوست التي بين يديها و التي كانت غارقه بشيكولاته النوتيلا
=كل التلاجه ايه. مخدتش غير النوتيلا، و ازازة بيبيسي...
قاطعها بغضب والقلق يسيطر عليه فهي لم تتناول طعام طبيعي منذ اكثر من يومين
=و ده يعتبر اكل، طيب افتحي و انزلي كلي انا عاملك مكرونه نجرسكوا اللي بتحبيها كليها و اطلعي تاني و و عد مش هقرب منك...

ظلت داليدا تفكر عدة لحظات بينما بطنها الجائعه لطعام حقيقي تحثها على الموافقه، لكنها رغم ذلك هتفت بصوت مرتفع و هي تقضم قطعه من التوست بينما وجهها يتغضن بغير رضا فقد أكلت نوتيلا ما يكفيها مدي حياتها الباقيه...
=لا مش عايزه انا عجباني النوتيلا...
قابلها الصمت عدة لحظات قبل ان تسمعه يتمتم بصوت رقيق حنون تعرفه جيداً مما جعل قلبها الخائن يضعف
=طيب داغر حبيبك موحشكيش.؟!

ظلت صامته لم تجيبه بينما قلبها اخذت دقاته تضرب بقوه بين اضلعها فبالطبع اشتاقت له حتى انها عانت من نوم متقطع بسبب عدم تواجده معها فلم تستطع النوم لاكثر من ساعه متواصله لكنها لا يمكنها ان تمرر ما فعله دون ردة فعل قوية منها فكيف يمكنه المزاح في امر بغيض كهذا فرغم حبها له الذي لا يمكن ان يقاس بشئ الا انها مازالت حتى الان تشعر بقشعريرة الاشمئزار تمر من خلال جسدها كلما تذكرت تلك الألات التي جعلها تظن انها حقيقيه.

فلا شيئ يثير بغضها و قرفها سوى الرجل السادى الذي يتلذذ بتعذيب من هن اقل منه قوة...
و عند تخيلها لداغر قد يتمتع بأذيتها جعلها ترغب بالموت وقتها...
تنحنحت قبل ان تجيبه بحده مصطنعه مقاومه الرغبه الملحه التي تحرضها لفتح الباب والقاء نفسها بين ذراعيه تحتضنه حتى تشبع شوقها اليه...
=لا موحشتنيش...
ظلت تنتظر رداً منه لكنها لم تسمع سوا خطواته التي اخذت تبتعد عن الباب لتعلم بانه قد يأسي منها وهبط للاسفل...

لكن لم تمر سوا 5 دقائق و سمعت صوت دقاته فوق الباب قبل ان تسمعه يقول بصوت هادئ
=داليدا انا سيبلك الاكل على عتبة الباب افتحي خديه و متقلقيش انا هنزل تحت...
سمعته يكمل بصوت منخفض حزين بعض الشئ
=ولما تحبي تطلعي براحتك انا تحت...
لم تتحرك من مكانها لساعه كامله رافضه الحاح معدتها التي تزمجر طلباً للطعام فقد كانت مقتنعه بان هذا مجرد فخ منه حيث ينتظرها تفتح الباب حتى يمسك بها...

ظلت ساعه اخري تقاوم لكن لم تستطع الصمود كثيراً امام جوعها خاصة وان علبة النوتيلا قد انتهت منذ الصباح...
اتجهت نحو الباب تفتحه ببطئ وهي تشعر بالخوف بان تجد داغر امامها باي لحظه لكن لدهشتها كان الممر خارج الغرفه خالياً تماماً...
اخفضت عينيها لتجد صينيه مغطاه امام باب الغرفه اخذتها ودلفت إلى الغرفه مره اخري رفعت الغطاء لتجدها ممتلئه بالاطعمه التي تحبها حيث لم يكتفي بالنجريسكو فقط...

فقد كان يوجد ايضاً قطع اللحم المشويه و قطع البانيه المحمره بشكل مغري مع طبق كبير من السلطه وكوب من العصير...
وضعت الصنيه من يدها فوق الطاوله وقد اختفي جوعها تماماً حيث شعرت بالاختناق و الشعور بالذنب بسبب اهتمامه هذا لم تتردد كثيراً حيث خرجت من الغرفه هابطه للاسفل لتجده نائماً على الاريكه مولياً ظهره للباب...

اندفعت لداخل الغرفه مستلقيه بجانبه فوق الاريكه تحيط خصره بذراعها تضمه اليها بقوه بينما تدفن وجهها بعنقه...
همس داغر اسمها بصوت منخفض كما لو كان يحلم بها. لكن سرعان ما فتح عينيه عندما قبلته بحنان فوق عنقه اخذ يتطلع بصدمه إلى يدها التي حول خصره و هو يظن انه لا يزال يحلم بها لكن ما ان شعر بقبلاتها المستمره فوق عنقه استدار على الفور نحوها محتضناً اياها بقوه دون ان ينطق بكلمه واحده.

ظل داغر يحتضنها عدة دقائق بصمت حتى ابتعد عنها اخيراً هامساً بصوت اجش من اثر النوم
=لسه زعلانه مني.؟
هزت داليدا رأسها بصمت قبل ان تجيبه
=لا مش زعلانه منك...
همهم بينما يحاول الوصول إلى جيبه الجانبي مخرجاً منه احدي العلب ذات الشكل الغريب...
=مادام مش زعلانه مني يبقي اديكي الهديه اللي كنت محضر المفاجأه علشانها...
هتفت داليدا بمرح بينما تتصنع الخوف.

=مفاجأه تاني، لو من نوع مفاجأتك اللي بتوقف القلب دي مش عايزها...
ضحك داغر بخفه بينما يقبلها مقدمة انفها بحنان وهو يهمس لها
=لا يا حبيبي دي مفاجأه من اللي تفرح القلب.

ثم فتح الصندوق امام عينيها لتشاهد داليدا ارق و اجمل خاتم رأته بحياتها فقد كان مزين بحجر يشبه القمر المضاء و تحيطه ماسات صغيره كالنجوم ربطت داليدا هديته تلك بمشهد الغرفه التي حولها بوقت سابق إلى عالم صغير من الكواكب و النجوم فقد اعد لها مفاجأه تخص شغفها بعلم الفلك امتلئت عينيها بالدموع تأثراً باهتمامه بادق تفاصيلها و معرفته بمدي شغفها باشياء كانت تظن بانه لن يلاحظها...

اقتربت منه طابعه قبله قصيره لكن عميقه في ذات الوقت على شفتيه هامسه بصوت مرتجف
=ربنا يخاليك ليا يا حبيبي...
مرر يده على خدها بحنان قبل ان يضع الخاتم بيدها اليمني حيث كانت يدها اليسري مشغوله بخاتم ازواجهم الذي كان لا يقل جمالاً او فخامه عن هذا رفع يدها مقبلاً خاتم زواجهما ثم قبل يدها الاخري بحنان...
تشبثت داليدا به معانقه اياه بقوه بينما تقبل صدره موضع قلبه...

رفع وجهها اليه قائلاً بتساؤل وقد تذكر الطعام الذي ارسله لها...
=كلتي يا حبيبتي،؟!
هزت رأسها بالنفي...
مما جعله يزفر بغضب
=كده يا داليدا ممكن تتعبي...
ليكمل بينما يحاول ان ينهض من فوق الاريكه
=يلا تعالي. أأكلك...
لكن داليدا اندفعت مرتميه بجسدها فوق جسده مانعه اياه من النهوض دفعته بيديها في صدره ليعاود الاستلقاء مره اخري على الاريكه...
انحنت فوقه مقبله جانب عنقه حتى وصلت إلى اذنه هامسه بصوت منخفض.

=مش جعانة...
لتكمل وهي تقبل اذنه بلطف هامسه باذنه بعدة كلمات
مما جعل داغر يضحك فور سماعه كلماتها الجريئة تلك فقد تحولت على يديه من تلك الخجولة التي تحمر خجلاً إلى تلك مشاكسة جريئة...
هم ان يعترض فهو يجب ان يطعمها اولا ً قبل اي شئ لكنها لم تعطيه الفرصه حيث اطبقت على شفتيه تقبله بشغف جعله يطيح بعيداً عن اي خطط او افكار كانت لديه...

بعد مرور عدة ايام...
صرخت داليدا بخوف بينما تتمسك بيدي داغر الذي كان يحاول حثها على التقدم للامام فوق التلج بحذائها الخاص بالتزلج
فقد مضي اكثر من نصف ساعه وهي واقفه بمكانها تتشبث به بخوف رافضه التحرك من مكانها مما جعل داغر يهتف بها بنفاذ صبر
=قسماً بالله يا داليدا لو متحركتيش هسيبك...
ثم تحرك مبتعداً عنها خطوه واحده كتهيديد مما جعلها تشهق صارخه بفزع و هي تتمسك بيديه بقوه.

=لا يا داغر علشان خاطري هقع...
قاوم نوبه الضحك الصاعده بداخله بينما يربت بحنان على ظهرها
=طيب خلاص انا معاكي اهو. بس اتحركي من مكانك و جربي...
اومأت برأسها بينما تخطو ببطئ فوق السطح الثلج و داغر يمسك بها لكنها توقفت مره اخري خائفه عندما شعرت بقدميها تنزلق هزت رأسها وهي تصرخ بحده
=مش عايزه الزفت ده، مش عايزه...
قاطعها داغر بصرامه بينما يشير برأسه نحو الاطفال الذين يملئون المكان.

=بطلي صويت يا داليدا العيال الصغيره بتضحك عليكي...
ليكمل بعصبيه و حده
=و بطلي دلع بقي يا داليدا اطفال و عندها 6 سنين و بتتزلج لوحدها...
ابتلع باقي جملته عندما رأي عينيها تلتمع بالدموع و شفتيها بدأت ترتجف كما لو كانت على وشك البكاء اقترب منها على الفور محتضناً اياها بحنان
=طيب خلاص اهدي يا حبيبتي.

قبل رأسها بحنان بينما يمسك بذراعيها يحثها بلطف على عقدهم حول خصره لتفعل ما يريد بينما احاطها بذراعيه هو الاخر هامساً باذنها
=جاريني، و براحه متخشبيش جسمك
اومأت له بالموافقه و هي لا تفهم ما الذي سيفعله لكنها شهقت بفزع عندما بدأ يتحرك للخلف بظهره وهو لا يزال يحتضنها صرخت بخوف بينما تتشبث به بقوه
=داغر لا لا...

لكن فور ان بدأ يتحرك ببطئ بدأت قدميها على التعود على التحرك بهذا الحذاء. من ثم بدأت تستمتع بالامر...
ظلوا خلال الايام التاليه يومياً يذهبون للتزلج حيث اصبحت داليدا ماهره إلى حداً ما به...
اصطحبها لزيارة العديد من المعالم السياحيه حيث دخلوا إلى كهف كان منحوتاً بالثلج و كل ما به مصنوع من الثلج ايضاً.

و تناولوا الغداء في العديد من المطاع المحليه العاديه كأي سائحين عاديين و بالمساء يأخذها إلى مطعم فخم بكل ليله كما اخذها للتسوق حيث قام بالشراء لها العديد والعديد من الملابس والمجوهرات رغم اعتراضها الا انه كان يصر، فقد امضوا كل الوقت معاً يتمتعان سوياً بكل شئ حولهم
كما بذل داغر اقصي جهداً لديه حتى يجعل رحلتهم تلك اجمل ايام حياتها تتمني بكل يوم الا تنتهي ابداً...

بعد مرور عدة اسابيع...
كان داغر جالساً على عقبيه امام المدفأه يضع بعض قطع الخشب محاولاً اشعالها فقد حاصرتهم عاصفه ثلجيه اخري لكنها كانت اقوي من سابقتها حيث تسببت بقطع الكهرباء عن الكوخ مما ادي إلى توقف التدفئه المركزيه و جعل المكان شديد البروده
انهي اشعال المدفأه هاتفاً بصوت مرتفع على داليدا التي صعدت منذ اكثر من نصف ساعه إلى غرفة النوم حتى تبدل ملابسها
=داليدا بتعملي ايه كل ده.

سمعها تجيبه بينما خطواتها تقترب
=خلاص جيت اهو...
تراجع رأسه بصدمه عندما رأها تدلف إلى الغرفه و هي ترتدي فوق جسدها العديد و العديد من الملابس و اكثر من معطف مرتديه اياهم فوق بعضهم البعض منهيه الامر بارتدائها لمعطف خاص به و الذي كان يصل إلى ركبتيها
= ايه اللي انتي عاملاه في نفسك ده يا داليدا،؟!

اجابته بينما تتقدم ببطئ داخل الغرفه بسبب الملابس الكثيره التي تضعها فوق جسدها بينما تحمل بيدها مصباح الضوء وبالاخري عدة ملابس خاصه به
=بردانه اعمل ايه يعني...
لتكمل وهي تلقي اليه بالملابس التي كانت بيدها
=امسك البس انت كمان. الدنيا برد و هتتعب...
التقط منها الملابس واضعاً اياها بجانبه على الارض بينما يهمهم كما لو كان يحدث نفسه محاولاً اثارة غيظها.

=يا حظك الزفت يا داغر بدل ما مراتك تقلعلك و دلعك لا دي لابسالك الدولاب كله لحد ما بقت شبه الفيل...
صاحت داليدا بغضب بينما تلقي بجسدها المنتفخ بالملابس فوق جسده مما جعله يسقط للخلف على الارض وهي تقبع فوقه
=مين دي اللي فيل يا سي داغر...
اجابها بصوت متقطع لاهث بينما يتصنع ان وزنها ثقيل عليه
=فيل صغير يا حبيبتي. مش كبير اوي...
ضربته في صدره وهي تهتف بغضب
=انت بتستفزني...

زاد سخطها اكثر عندما رأته يضحك مما جعلها تقبض على شعره تجذبه
=لما دلوقتي و بتضحك عليا اومال لو بقي حملت و تخنت هتعمل فيا اي...
ابتلعت باقي جملتها عندما رأته قد توقف عن الضحك فور سماعه كلماتها تلك مركزاً نظراته عليها ابعدت يدها من شعره بينما تغمغم بتوتر عندما لاحظت حالته تلك
=هو انت مش عايزني احمل،؟! ث
هز داغر رأسه بقوه كما لو كان يحاول ان يخرج من صدمه ما...
=لا طبعاً ازاي تقولي كده...

ليكمل عندما رأي على وجهها انها لازالت لا تصدقه ممرراً يده برفق على شعرها
=داليدا احنا من يوم ما تممنا جوازنا و احنا مستعملناش اي حاجة تمنع ده، يعني لو انا مش عايزك تحملي كنت هاخد بالي من الموضوع ده مش كده،؟
ابتسمت له بينما تومأ برأسها بالموافقه
احاط وجهها بيديه و هو يردف بصوت منخفض بينما يرسم باصبعه ملامحها برقه بالغه و عينيه المسلطه عليها تلتمع بنظرات تنضح بالعشق والشغف الذي يشعر بهم نحوها.

=هو انا اطول ان ربنا يرزقني ببنوته بشعر احمر وتبقي نسخه صغيره من مامتها و يبقي عندي شعلتين في حياتي...
اتسعت ابتسامة داليدا فور سماعها كلماته تلك و قد بدأت دقات قلبها تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها...
ادارت وجهها تقبل راحة يده التي تحيط وجهها و هي تهمس بصوت مرتجف
=او ولد يبقي نسخه من باباه، ويطلع شبهك في كل حاجه، في رجولتك. و تحملك للمسئوليه. لحنانك، و رقة قلبك...

لتكمل محاوله اغاظته عندما رأته قد تأثر بشكل واضح بكلماتها حيث كانت عينيه ملتمعه بدموع حبيسه
=و في رخامتك، و مفاجأتك اللي توقف القلب من الخوف مش من الفرحه.

ضحك داغر فور سماعه كلماتها تلك احاط عنقها من الخلف بيده مخفضاً رأسها اليه من ثم تناول شفتيها في قبله حاره عميقه يبث بها عشقه و شغفه بها ممرراً يده اسفل الملابس التي ترتديها محاولاً الوصول إلى جسدها لكنه عجز حيث كانت تصادف بكل مره قطعه من الملابس مما جعله يفلت شفتيها قائلاً باحباط و هو ينزع يده من اسفل ملابسها
=ده انا لو بحاول اوصل للبيت الابيض كان هيبقي اسهل من كده.

ليكمل محاولاً نزع احدي المعاطف التي ترتديها
=اقلعي يا حبيبتي، الدفايه شغاله اهها
ضربت يده التي تمسك بالمعطف براحة يدها قائله بصرامه بينما تنهض من فوقه من ثم جعلته يجلس بجانبها
=الدنيا برد لما النور يجي ابقي قل ادبك براحتك...
لتكمل بينما تتناول احدي المعاطف التي جلبتها من اجله حتى يرتديها محاوله جعله يرتديها
=يلا انت كمان البس، علشان متتعبش...

هتف داغر بحده بينما يتراجع إلى الخلف رافضاً ارتداءه بينما عينيه مسلطه بصدمه على كم الملابس التي اتت بها من اجله
=لا طبعاً، مش هلبس انا كل ده...
اقتربت منه داليدا طابعه قبله على ذقنه هامسه بدلال اطاح بعقله
=علشان تبقي الفيل الكبير وانا الفيل الصغير...
لتكمل بذات الدلال من بين قبلاتها المتتاليه فوق ذقنه عندما هز رأسه بالرفض
=طيب علشان خاطري انا يا دغوري...

ظل يتطلع إلى المعطف الذي تمسكه بين يديها عدة لحظات قبل يتأفف بغضب و يستسلم اخيراً لها واضعاً يده بداخل المعطف مرتدياً اياه. من ثم بدأت داليدا تساعده بارتداء الباقي من الملابس...
فور ان انتهت ابتسم داغر و هو يريت على صدره المنتفخ بالملابس
=تصدقي الشعور بالدفا حلو برضو...
ضحكت داليدا بينما تقبله على فمه قبله خاطفه.

استلقي داغر على الصوفه التي امام المدفأه جاذباً اياها بين ذراعيه يحتضنها بقوه مقبلاً اعلي رأسها بحنان ظلا مستلقيان بمكانهم هذا صامتين يتنعمان بالراحه و الدفئ بين ذراعي بعضهم البعض...

بعد مرور ثلاثه ايام...
كانت داليدا مستلقيه بالفراش في جناحهم الخاص بالقصر، حيث عادوا من روسيا منذ يومين...
تلملمت في نومها عندما شعرت بشئ ما يزعجها اثناء نومها فتحت عينيها ببطئ مرفرفه اياها بقوه محاوله استيعاب ما يحدث لينير وجهها بابتسامه واسعه فور روؤيتها لداغر الذي كان ينحني عليها بالفراش و هو يرتدي بدلة عمله مغرقاً وجهها بقبلات حنونه
همس باذنها فور ان رأها قد استيقظت.

=صباح الخير يا كسوله، الساعه بقت 3 العصر كل ده نوم...
ابتسمت بينما تطوق عنقه بذراعيها هامسه بصوت اجش من اثر النوم
=البركه فيك انت اللي بتخليني سهرانه طول الليل...
قبض على خدها باصابعه يقرصه بخفه
=بقيتي قليلة الادب...
امالت داليدا وجهها قائله بدلال وهي تبتسم
=البركه فيك برضو. انت السبب
ضحك داغر عالماً بانه لن يأخذ معها حق او باطل فقد اصبحت مشاغبه...

ارتفعت داليدا على مرفقها مقبله خده قبله بصوت مرتفع وهي تعلم بانه معه حق فقد تبدلت شخصيتها الضعيفه المنطويه التي كانت عليها قبل زواجها منه فحبه جعلها اقوي. جعلها تدرك بانها لم تعد وحيده بهذه الحياه لديها شخص يحبها حقاً شخص اصبح سنداً يمكنها الاعتماد عليها و الوثق به...
طبع هو الاخر قبله على خدها قبل ان ينهض من جانبها معدلاً من سترة بدلته.

=انا سبت الشغل و جيت علشان اتغدا معاكي علشان متزعليش زي امبارح...
ليكمل وهو يتجه نحو الباب يهرب قبل ان يضعف و ينضم اليها بالفراش فقد كان منظرها لذيذ بشعرها المشعث و وجهها المحمر من اثر النوم و جسدها المجسم بتلك المنامه التي خطفت انفاسه
=هنزل اعمل كام مكالمه تحت، و هخلي صافيه تجهز الغدا لنا في الجنينه خلصي وحصليني...
راقبته داليدا و هو يخرج وابتسامه مدركه للسبب وراء سرعته تلك في الخروج...

ظلت عدة دقائق متكاسله قبل ان تنهض من الفراش ولكن ما ان اتجهت نحو الخزانه حتى تخرج ملابس ترتديها بدلاً من تلك المنامه القصيره التي تظهر جسدها بشكل مغري...
فُتح الباب دون سابق انذار التفت مبتسمه معتقده بان داغر قد عاد مره اخري لكن لصدمتها رأت نورا تدلف إلى داخل الغرفه هتفت داليدا بقسوه بينما تتجه اليها
=انتي ازاي تدخلي اوضتي بالشكل ده،؟! امشي اطلعي برا...

تقدمت نورا بالغرفه متجهه نحوها بصمت مما جعل داليدا تهتف بها بغضب
=انتي يا بني ادمه انتي قولتلك اطلعي برا ايه مبتسمع...
لكنها ابتلعت باقي جملتها شاهقه بفزع عندما قامت نورا بتمزيق اعلي ذراع قميصها ثم قامت بتمرير اظافرها الحاده على اعلي ذراعها بقسوه حتى ادمته
صرخت داليدا بذعر بينما تتراجع بعيداً عنها وهي تشاهدها بصدمه تقوم بايذاء نفسها بهذا الشكل
=انتي بتعملي ايه انتي اتجنني،!

اخذت نورا تتلفت حولها كما لو كانت تبحث عن شئ ما شاهدتها داليدا باعين متسعه تتجه نحو الطاوله الصغيره المصنوعه من الزجاج التي بمنتصف الغرفه ترفعها بين إلى الاعلي ثم القتها بكامل قوتها على الارض لتسقط الطاوله متحطمه إلى قطع من الزجاج المتناثر ثم ارتمت نورا بجانب الطاوله المحطمه و اخذت تصرخ بطريقه هستريه باعلي صوت لديها وهي تمسك ببطنها المنتفخه شئ بسيط...

تراجعت داليدا إلى الخلف بخوف لا تدري ما يجب عليه فعله فعلي ما يبدو انها قد جنت تماماً...
رأت باعين متسعه داغر يدلف إلى الغرفه وهو يلهث بينما تتبعه شهيره و طاهر و بعض الخدم الذين اجتمعوا على صوت صراخ نورا...
اندفعت شهيره نحو شقيقتها تجلس على عقبيها بجانبها
=في ايه يا نورا، في ايه...
اخذت نورا تصرخ وهي تبكي بينما تمسك ببطنها بقوه
=داليدا ضربتني و زقتني على الطرابيزه الازاز...
لتكمل وهي تصرخ متألمه.

=قتلت ابني، اهاااااااا بطني الحقووووني...
وقفت داليدا تهز رأسها بصدمه وهي لا تصدق ما تدعيه تلك المريضه. التفت تستنجد بداغر لكن شعرت بقلبها يهوي داخل صدرها عندما رأت عينيه مسلطه عليها بنظره غاضبه بنيران قد تشعل القصر بكل ما فيه...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
رأت باعين متسعه داغر يدلف إلى الغرفه وهو يلهث بينما تتبعه شهيره و طاهر و بعض الخدم الذين اجتمعوا على صوت صراخ نورا...
اندفعت شهيره نحو شقيقتها تجلس على عقبيها بجانبها
=في ايه يا نورا، في ايه...
اخذت نورا تصرخ وهي تبكي بينما تمسك ببطنها بقوه
=داليدا ضربتني و زقتني على الطرابيزه...
لتكمل وهي تصرخ متألمه
=قتلت ابني، اهاااااااا بطني الحقووووني...

وقفت داليدا تهز رأسها بصدمه وهي لا تصدق ما تدعيه تلك المريضه. التفت تستنجد بداغر لكن شعرت بقلبها يهوي بداخل صدرها عندما رأت عينيه مسلطه عليها بنظره غاضبه قد تشعل القصر بكل ما فيه...
اتجه نحوها على الفور و هو ينزع سترة بدلته و هو يلعن بقسوه وضعها فوق كتفيها العاريه من ثم دفعها بحده امامه نحو الحمام الذي فتح بابه و دفعها إلى داخله هاتفاً بها بحده جعلت الدماء تجف بعروقها.

=خاليكي هنا و متتحركيش من مكانك فاهمه...
هزت داليدا رأسها بصمت بينما تنفجر باكيه لكنه اغلق
الباب خلفه بغضب اهتزت له ارجاء المكان غير ابهاً ببكائها هذا...
من ثم التف إلى طاهر الذي كان واقفاً متجمداً بمكانه و عينيه مركزه امامه بذهول فمنذ ان دخل الغرفه و رأي داليدا تقف امامه بتلك المنامه قصيره التي تظهر جسدها بهذا الشكل المغري و هو يشعر بالنيران تشتعل بداخله...

=وقف عندك متنح ليه، ما تاخدها و تنزل تروح المستشفي اللي هي متابعه فيها بسرعه.
خرج طاهر من شروده هذا مجفلاً من حدة داغر معه اومأ برأسه وهو ينحني حاملاً نورا التي كانت لازالت تصرخ و هي تمسك ببطنها و الدماء تغرق بنطالها الابيض الذي ترتديه...
بينما تبعه كلاً من داغر و شهيره التي كانت تبكي بهستريه وعينيها مسلطه على شقيقتها بقلق و خوف...

في وقت لاحق...
بالمشفي خرج الطبيب من غرفة الطوارئ التي ادخلت نورا اليها منذ اكثر من ساعتين...
اتجه اليه داغر الذي كان جالساً بجانب شهيره الباكيه التي ما ان رأت الطبيب هي الاخري انتفضت متجهه اليه...
=خير يا دكتور...
اجابه الطبيب الشاب بتردد
=مش عارف اقولك ايه يا داغر بيه بس للاسف المدام فقدت الجنين...
فور سماع شهيره ذلك اخذت تصرخ باكيه ضاربه داغر بصدره و
=كله من مراتك، كله من مرااااتك...

لتكمل و هي تنهار جالسه على الارض
=حرام عليكوا مش كفايه انا مش عارفه اجيب حته عيل، كمان هي بتحرموها من ابنها، منكوا لله...
وقف داغر يتابع انهيارها هذا بوجه متصلب مقتضب، قبل ان يلتف إلى الطبيب يسأله
=سبب الاجهاض ايه،؟!
اجابه الطبيب و عينيه مسلطه بارتباك على شهيره القابعه على الارض تصرخ بانهيار
=من الواضح انها اتعرضت للضرب في البطن مباشرة و ده اتسبب في اجهاضها...

هي دلوقتي بتفوق من البنج تقدر ترجع البيت بكره لو انتوا حابين...
اشتد وجه داغر بقسوه بينما يومأ له بصمت...
اردف الطبيب بهدوء...
=هنضطر نذكر سبب الاجهاض في التقرير الطبي، و يتحول للشرطه لان من الواضح ان المريضه تم الاعتدا...
قاطعه داغر بقسوه
=هتذكر في التقرير بتاعك انها وقعت من على السلم، و ده. سبب الاجهاض...

ارتبك الطبيب الشاب فور سماعه نبرة داغر الحاده تلك بينما انتفضت شهيره واقفه تهتف بقسوه بينما تندفع نحو داغر
=سلم ايه اللي وقعت من عليه، ايه بتحاول تحمي مراتك، لا يا داغر يا دويري هنقدم بلاغ و مراتك هتتحبس فاهم هتتحبس و هجيب حق اختي...
قاطعها داغر بينما يقبض بقسوه على معصم يدها التي كانت تنكزه بصدره
=حق اختك انا هعرف اجيبه منها كويس...
ليكمل بينما ينفض يدها بعيداً بحده.

=ومن غير ما ندخل البوليس ونخلي سمعة العيله في الارض و على كل لسان، فاهدي كده و اعقلي...
ابتعدت عنه شهيره وهي تهز رأسها هامسه بصوت حاد
=ما نشوف يا داغر هتعمل فيها ايه، احنا عارفين كويس انك عرفتها ان اللي في بطن نورا مش ابنك علشان كده هي عملت فيها كده، علشان تخلص من اللي في بطن نورا و ميشلش اسمك و كمان تطلق نورا ما خلاص السبب في جوازكوا راح...
ربت داغر على ذراعها قائلاً بحزم و وجهه مشتد بالغضب.

=لو حد هيطلق فاكيد مش نورا متقلقيش، و حقها و حق الطفل اللي مات بدون ذنب ده انا هعرف اجيبه كويس...
ليكمل بينما يدفعها نحو الغرفه التي انتقلت لها نورا
=ادخلي اطمني عليها، وخاليكي معها هي اكيد محتاجلك...
اومأت شهيره برأسها ببطئ قبل ان تتركه و تدلف إلى الغرفة الخاص بشقيقتها...
تاركه داغر واقفاً بمكانه يتطلع إلى اثرها باعين شارده...

في مساء اليوم التالي...
كانت داليدا جالسه ببهو المنزل الداخلي تحاول التحكم في ارتجافة يدها فهي على وضعها هذا منذ ليلة امس لا تستطيع ان تفكر في شئ...
ينتابها الخوف كلما تذكرت ما فعلته نورا بنفسها...
فقد علمت من صافيه بان نورا فقدت الطفل...
شعرت بالالم لمعرفتها بذلك خائفه من ان يعتقد داغر بانها حقاً فعلت هذا...
لكنها لم تفعل شئ انها حتى لم تلمسها فكيف يمكن ان تكون السبب في قتل طفلها...

انتفضت واقفه بارتباك عندما رأت داغر يدلف إلى المنزل و هو يساند نورا التي كانت تخطو ببطئ بينما يتبعهم كلاً من شهيره و طاهر...
تجمدت خطوات داغر فور رؤيته لها هتف بها بحده
=واقفه عندك بتعملي ايه،؟!
شعرت داليدا بلسانها قد عقد لم تستطع اجابته لتسمع نورا تتمتم بصوت ضعيف
=واقفه مستنيه تتفرج عليا. و تشمتي مش كده...
هتفت شهيره بغضب بينما ترمقها بنظرات حاده قاتله.

=صحيح انك بجحه تقتلي القتيل و تمشي في جنازته بس لا، و ديني لاخلي جنازتك انتي النهارده...
انهت جملتها تلك وهي تندفع نحو داليدا تهم بضربها لكن اسرع طاهر بالامساك بها و منعها...
كانت داليدا تراقب هذا باعين متسعه بالرعب بينما تتخذ خطوه للخلف بخوف لكن تجمدت خطواتها عندما سمعت داغر يهتف بها وعينيه مسلطه عليها بقسوه والغضب.

=امشي اطلعي فوق، و مشوفش وشك قدامي و الا قسماً بالله هخليكي تندمي على اليوم اللي اتولدتي فيه...
ليكمل بقسوه و حده
=و تطلعي دلوقتي تلمي هدومك، و بكره الصبح اصحي مالكيش موجوده هنا تغوروا للمكان اللي جيتي منه...
لم تستطع داليدا التحكم في نفسها فور سماعها كلماته تلك لتنفجر باكيه بصوت ممزق.

بينما تشاهد نورا تبتسم لها ببطئ و عينيها تلتمع بالخبث من خلف ظهر داغر الذي كان يقودها برفق هو شهيره إلى الاعلي نحو غرفتها.
مما جعل بكائها يزداد بشكل اكبر. دفنت وجهها بين يديها تكتم بينهم شهقات بكائها الحاده التي اخذت تتعالي لكنها انتفضت في مكانها بنفور شاعره بالاشمئزاز يجتاحها عندما شعرت بيد طاهر تربت فوق ظهرها
=شوفتي، عرفتي ان ابن الدويري مالوش امان...
ليكمل و هو يبتسم بشماته.

=يلا يا حلوه اطلعي حضري شنطتك علشان تترمي مع الزباله الصبح بدري. زي ما جوزك قال...
لكنه لم يستطع اكمال جملته حيث اطلق صرخه متألمه عندما التفت اليه داليدا راكله اياه بقسوه وحده في ساقع بحذائها المدبب...
قبل ان تفر هاربه من امامه تركض فوق الدرج صاعده إلى غرفتها حتى تحتمي بها...
تاركه اياه منحني على نفسه يمسك بساقه المصابه وهو يتطلع نحوها باعين تلتمع بالغل و الحقد...

في وقت لاحق...
دلف داغر إلى الجناح الخاص به بخطوات بطيئه متعبه لكنه تجمد في مكانه عندما وقعت عينيه على تلك الواقفه امام خزانة الملابس تجمع في ملابسها و تلاقيها باهمال في الحقيبة الموضوعة على الارض بجانب قدميها و هي تبكي بشهقات مرتفعه...
اتجه نحوها على الفور و هو يهتف بصدمه
=داليدا انتي لسه بتعيطي،؟!
ليكمل بينما يقبض على كتفيها و يديرها نحوه عندما لم تجيبه.

=يا حبيبتي انا قولتلك تبيني ان كلامي جرحك مش تعيطي.
هزت كتفيها منفضه يديه بعيداً عنها هامسه بصوت متكسر من بين شهقات بكائها
=عايزني اعمل ايه بعد ما طردتني...
وقف يتطلع إلى عدة لحظات بصدمه
=داليدا انتي مجنونه انا مش متصل بيكي قبل ما اجي و فهمتك اللي هيحصل...
قاطعته هاتفه بصوت مختنق من اثر البكاء
=قولتلي استحملي الكلام اللي هقولهولك و اعملي انك اتأثرتي بيه و زعلانه...

لتكمل هامسه بصوت متقطع و قد بدأت بالبكاء مره اخري
=مقولتليش انك هتطردني...
انقبض صدره بالم فور رؤيتها بحالتها تلك زفر بضيق من نفسه
قبل ان يقترب منها و يحيط وجهها بيديه قائلاً و هو يمرر اصابعه على خديها يزيل دموعها برقة
= انا اسف، انا اسف يا حبيبتي متزعليش مني انا لما لقيتك بتعيطي تحت افتكرتك بتبالغي في التمثيل معرفش انك كنت بتعيطي بجد...

وقفت تتطلع اليه بضعف وعينيها مغرورقتين بالدموع مما جعل ضعف غريب يستولي عليه ضغط شفتيه على جبينها مقبلاً اياه بحنان قبل ان يبدأ يقبل كل انش في وجهها وهو يهمس لها معتذراً من بين قبلاته...
وضعت يديها فوق صدره تدفعه برفق بعيداً هامسه بصوت مرتبك محاوله السيطره على نفسها و عدم الانجراف و راء عاطفتها نحوه مغمغمه بهدوء يعاكس لما يثور بداخلها
=عايزه اتكلم معاك.

مرر ابهامه فوق وجنتها بحنان قبل ان يبتعد عنها قائلاً بتعب وهو ينزع سترة بدلته
=حاضر هنتكلم و هنعمل كل اللي انتي عايزاه، بس هدخل اخد دش بسرعه و اغير هدومي، لان بجد مش قادر، اتفقنا؟
اومأت برأسها بالموافقه بصمت ليكمل وهو يتجه نحو الحمام
=معلش يا حبيبتي طلعيلي هدومي...
زفرت بحنق بينما تتجه نحو خزانته مخرجه منها ملابس نومه...

اخذته ثم اتجهت به نحو الحمام لتجده واقفاً امام المرآه يقوم بحلاقة ذقنه لكنه كان يطلق السباب بصوت منخفض بين كل حين و اخر حيث كان يشعر بالارهاق و التعب حتى لفعل ذلك...

وضعت سرواله القصير جانباً قبل ان تقتربت منه بهدوء وضعت يديها على صدره مما جعله يخفض ماكينه الحلاقه بينما يصب اهتمامه ونظراته المُتسأله عليها دفعته برفق ليجلس على المقعد الموجود بالحمام ثم وقفت بين ساقيه بعد ان تناولت منه ماكينه الحلاقه...
رفع داغر حاجبه متحدثاً برعب و هو يتطلع بخوف مصطنع للماكينه التي بيدها
=اوعي تكوني ناويه تنتقمي مني و تشوهيلي وشي...

مررت الماكينه فوق وجهه برفق دون ان تجيبه تصب كامل انتباهها على حلاقة ذقنه بينما كان هو عينيه مسلطه بشغف على ملامح وجهها الجاده متأملاً انفها و خديها المحمرين بسبب بكائها في وقت سابق...
فور ان انتهت من حلاقة ذقنه مسحت وجهه بالمنشفه التي يلفها حول عنقه قبل ان تقرب شفتيها من اذنها هامسه بصوت منخفض
=انا لما احب انتقم منك مش هشوهلك وشك، لا...

لتكمل وهي تبتعد عنه ممرره اصبعها فوق عنقها بطريقه موحيه للقتل...
=انا بخلص على طول...
تجاهلت نظرته المسلطه عليها بالصدمه منحنية تطبع بشفتيها قبله حنونه فوف جبينه بينما تمرر يدها بشعره محتضنه رأسه إلى صدرها.
غمغم داغر بتهكم و سخريه
=ولازمتها اي بقي الحنيه دي، بعد فيلم المرآة و السطور اللي عملتيه ده
غمغمت داليدا بهدوء بينما تبتعد عنه متجاهله حديثه هذا
=يلا قوم استحمي...

جذبها من يدها اليه لترتطم بصدره العاري قائلاً بصوت اجش محاولاً اغاظتها حتى يخرجها من حالة الحزن التي تسيطر عليها
=طيب ما تساعديني...
ليكمل بصوت جعله متعب قدر الامكان عندما همت بالرفض
=والله مش قادر اتحرك...
وقفت تطلع اليه بصمت عدة لحظات قبل ان تومأ برأسها باستسلام دافعه اياه برفق نحو كابينة الاستحمام.

بدأت بسكب سائل الاستحمام على شعره الذي بدأت تفركه برفق وحنان و بعد ان انهت مهمتها انحني مطبقاً بشفتيه على شفتيها يقبلها بحنان و شغف في ذات الوقت لكنها دفعته بعيداً قاطعه قبلتهم تلك...
لكنه رفض افلاتها مشدداً من ذراعيه حولها مما جعلها تغمغم بسخريه
=دلوقتي مش تعبان...
انهت جملتها تلك دافعه اياه للخلف من ثم هربت من بين يديه لخارج كابينة الاستحمام.

لتردف بهدوء وهي تخرج من باب الحمام متجاهله نداءه الغاضب عليها
=خلص و حصلني على برا...
راقبها داغر و هي تخرج من الباب و هي تتهادي في خطواتها زفر بحنق مطلقاً لعنه حاده و هو يتناول المنشفة يجفف بها رأسه
خرج من الحمام ليجدها واقفه امام المرآه بعد ان بدلت منامتها المبلله.

كانت واقفه تمشط شعرها الذي كان مبللاً اقترب منها حتى وقف خلفها تناول من يدها الفرشاه بصمت من ثم بدأ يمشطه لها برفق حتى اصبح شعرها جافاً مسترسلاً فوق ظهرها كالحرير المشتعل...
تقابلت نظرات اعينهم المتأججه بالمرأه. امسك بيديها بين يديه مشبكاً اياهم ببعضهم البعض.

قربها منه حتى استند ظهرها إلى صدره العاري عاقداً ذراعيهم المتشابكه اسفل صدرها وعينيهم لازالت مسلطة ببعضها البعض اسند ذقنه فوق رأسها بينما يشدد احتضانه لها قائلاً و هو يتأمل انعاكس صورتهم بالمرأه
=تعرفي ان احنا لايقين على بعض اوي...

همهمت داليدا بالموافقه بينما هي الاخر تتأمل صورتهم معاً فقد كانت ذات طول متوسط يميل إلى القصر حيث كان يصل رأسها بالكاد إلى عنقه و بشرتها كانت بيضاء ناصعه و شعرها احمر مشتعل بينما كان هو يعاكسها في كل شئ فقد كان طويل ذات جسد عضلي و بشرة برونزية و شعر اسود فحمي كانا نقيضان لبعضهم البعض لكنهم في ذات الوقت يكملان بعضهم.

دفن انفه في شعرها يستنشق رائحته بشغف قبل ان يحملها بصمت بين ذراعيه و يتجه بها نحو احدي المقاعد التي جلس عليها مجلساً اياها فوق ساقه و هو لا يزال يحتضنها بينما كانت هي تدفن رأسها بعنقه.
=داغر هو انت صدقت ان انا ممكن اعمل كده في نورا،؟!
رفع رأسها عن عنقه برفق قائلاً بصوت هادئ و صارم في ذات الوقت.
=لا طبعاً...
ليكمل و هو يتطلع إلى عينيها حتى تري مدي صدق كلماته.

=ولا للحظه واحده شكيت انك ممكن تكوني عملتي فيها كده...
ابتلعت الغصه التي كانت تخنق حلقه هامسه بصوت مرتجف
=اومال ليه، زعقتلي لما دخلت الاوضه وشوفت نورا مرميه على الارض و النهارده زعقتلي وطردتني،؟!
لكنها ابتلعت باقي جملتها مرجعه رأسها للخلف تحدق في وجهه بخوف من لهيب الغضب الذي اشتعل بعينيه و وجهه الذي احتد بقسوه بينما يجيبها بحده.

=بسبب منظرك في البيجامه اللي كنت لابسها طاهر و الخدم دخلوا و شوفوكي بها، كان هاين عليا وقتها اخرم عين كل واحد فيهم ولا انهم يشوفوكي بالمنظر ده...
تلمست ظهره بيدها برفق تربت بحنان عليه محاوله تهدئته فالان علمت سبب غضبه هذا فقد شل الخوف وقتها تفكيرها ولم تستطع ان تجد مبرراً لغضبه هذا سوا انه قد صدق حقاً انها قد فعلت ما ادعته نورا.

و عندما اتصل بها من المشفي اليوم اخبرها باقتضاب و سرعه انه سوف يقول كلاماً قاسياً لها امامهم و عليها ان تبين تأثرها بكلماته تلك و انها يجب ان تعلم بانه لا يعني اي كلمه من التي سيقولها...
وقتها شعرت بالارتباك و التشوش لا تعلم هل صدق فعلاً انها من تسببت بفقد نورا لطفلها كما تدعي فهي تعلم انه يحبها و قد يتغاضي عن اي شئ تفعله لكن رغم ذلك ألمها انه قد يصدق بانها يمكنها ان تكون بتلك الوحشيه والحقاره...

خرجت من افكارها تلك عندما سعته يكمل بهدوء
=والنهارده، كنت عايزهم يتأكدوا ان انا مصدقهم واطمنهم علشان ميبقوش مستعدين للي هيحصلهم بكره.
همست داليدا وهي تعقد حاجبيها بتساؤل يتخلله الفضول
=و ايه اللي هيحصل بكره،؟!
تمهل قليلاً قبل ان يجيبها ممرراً يده بحنان بشعرها متنعماً بملمسه الحريري فوق اصابعه
=هحكيلك كل حاجه بس عايزك تهدي و متنفعليش...
هزت رأسها بالموافقه بينما عينيها مسلطه عليه بتوتر و خوف مما سيقوله.

=طبعاً انا مكنتش مصدق انك ضربتيها او لمستيها حتى فلما الدكتور خرج وقال ان سبب اجهاضها الضرب وقعد يكبر في الموضوع كانه قاصد يثبت الموضوع عليكي، فهمت على طول انه متفق معاها عملت قدامهم اني مصدق. و اني هاخد حقها منك، علشان الموضوع ميوصلش للبوليس لان حتى لو هقدر اخرجك منها زي الشعره من العجينه الا اني مش عايز ابهدلك ولو لساعه واحده في القسم علشان كلبه زي دي...

توقف عن تكملة جملته عندما رأها تجفل عند سماعها كلماته الاخيره مرر شفتيه فوق خدها يقبله بحنان مطمئناً اياها قبل ان يكمل بهدوء
=روحت وراه اوضته ولما مسكت فيه و عرفته اني عارف كل حاجه و هددته بالسجن خاف وقالي كل حاجه، قالي ان نورا اللي اجهضت نفسها...
زفر بحنق قبل ان يكمل و هو يشعر بالاسف على ذلك الطفل الذي لم يكن له ذنب سوا ان والدته امرأه دون عقل او رحمه.

=قالي انها جاتله من يومين و طلبت منه حبوب للاجهاض وتكون بتسبب نزيف شديد، بس هو رفض فقعدت تقطع في هدومها في مكتبه و هددته انها هتصوت و تقول انه حاول يعتدي عليها في الاخر وافق واتفقت معاه تديله 100 الف جنيه على انه يقول ان سبب الاجهاض لما تجيله كمان كام يوم هو الضرب...
شهقت داليدا بفزع واضعه يدها فوق فمها و هي تغمغم بصدمه.

=مش قادره اصدق. ان ممكن واحده تعمل كده في طفلها اللي لسه متولدش علشان كرهها و غلها اللي عموها...
احاط وجهها بيديه مقرباً اياها منه ظل يتطلع اليها عدة لحظات و هو يشعر بالخوف و التردد من اخبارها التالي
= اليوم اللي لقيتك فيه مرميه في المطبخ و ايدك مقطوعه...
تحشرج صوته في نهاية جملته حيث شعر بالاختناق و الالم يسيطران عليه فور تذكره لمشهدها وهي ملقاه على الارض غارقه بدمائها.

=نورا اللي عملت فيكي كده، مش انتي اللي حاولتي انتحرتي...
انسحبت الدماء من عروقها فور سماعها كلماته تلك همست بصوت مكتوم باكي و القهر ينبثق منه، وقد اخذت ضربات قلبها تزداد بشده
=ازاي، ازاي عرفت استحاله تتجرئ و تعمل حاجه بالبشاعه انت اكيد فهمت غل...
قاطعها داغر على الفور مبعداً خصلات شعرها المتناثره فوق عينيها إلى خلف اذنها محاولاً التخفيف عنها قبل ان يخبرها ما حدث و كيف علم بالامر...
فلاش باك...

كان يهم داغر الدخول إلى غرفة نورا بعد ان اوصل شهيره إلى كافتريا المشفي حتى تتناول طعام غدائها.
لكنه تسمر على مدخل الباب الخاص بغرفتها عندما وصل اليه صوت طاهر الساخر
=اوعي تكون انتي اللي اجهضتي نفسك...
سمع نورا تغمغم بحده مجيبه اياه
=اجهض نفسي دي ايه انتي بتقول ايه ليه اتجنتت علشان اعمل كده في ابني...
قاطعها طاهر بسخريه لاذعه.

=والله اللي تقطع ايد واحده وهي مغمي عليها علشان جوزها يفتكر انها ماتت منتحره تعمل اكتر من كده
صاحت نورا بصوت مرتجف
=انت عرفت منين، شهيره اللي قالتلك مش كده...
ضحك طاهر و هو يجيبها
= و هي اختك تقدر تخبي عني حاجه...
كان داغر واقفاً يستمع إلى هذا بجسد يهتز من شدة الغضب الذي يعصف بداخله كبركان ثائر على وشك الانفجار باي لحظه.

كان لا يصدق بان تلك الحقيره المريضه من حاولت قتل زوجته. قبض على يديه يعصرها بجانبه محاولاً السيطره على نفسه حتى لا يقتحم الغرفه و يقوم بخنقها بيديه حتى تلفظ اخر انفاسها. لكنه شيجعلها تدفع ثمن ما فعلته سيجعلها تتمني الموت و الرحمه حتى تتخلص من العذاب الذي سيذقها اياه...
نهاية الفلاش باك...
مرر يده فوق جرح يدها الذي لا يزال اثره موجوداً رفع يدها يمرر فمه برفق فوقه يقبله بحنان هامساً من بين قبلاته تلك.

=والله لاجيبلك حقك. منها و من اي حد حاول يأذيكي...
احاطت عنقه بذراعيها بينما هو عدل من جلستها فوق ساقيه مقرباً اياها منه اكثر يضمها إلى صدره
تلاعبت اصابعها بشعره القصيره الذي بخلف رأسه وهي تشعر بالتردد من اخباره بما حدث من شهيره قبل ان تنهار و يغمي عليها لكنها تجمعت شجاعتها فيجب عليها اخباره.
=داغر عايزه احكيلك عن حاجه حصلت في اليوم ده، بس مش عارفه هتصدقني ولا لاء...

توقفت يده التي كانت يمرر فوق ظهرها شاعراً بالقلق من ترددها هذا
=طبعاً هصدقك، في ايه يا داليدا،؟!
تنحنحت قبل ان تهمس بصوت منخفض متردد
=شهيره في اليوم ده جاتلي الاوضه وقالتلي انها عارفه عن اتفاق جوازنا و انك انت اللي قولت لنورا ده علشان تبررلها جوازك مني...
قاطعها داغر بحده.

=كدابه محصلش، عمري ما قولت لحد عن موضوع الاتفاق ده، ممكن تكون سمعتك وانتي بتتكلمي مع ماما، او حتى سمعتنا واحنا بنتكلم، لكن انا عمري ما قولت لا لها ولا لغيرها حاجه زي دي...
شحب وجه داليدا فور تذكرها لليوم الذي حضر به خالها مرتضي إلى هنا وحديثها معه فمن الممكن ان تكون شهيره قد سمعتهم بالفعل
اومأت برأسها ببطئ بينما تخبره
=فعلاً انا قبلها بيوم كان خالي مرتضي كان هنا و ممكن تكون سمعتنا و احنا بنتكلم...

عقد داغر حاجبيه قائلاً باهتمام
=و خالك كان عايز ايه منك، و ليه مقولتليش انه جه هنا،؟!
اجابته بهدوء وهي تيند رأسها على كتفه
=كان عايزني اتطلق منك بما انك خلاص اتجوزت نورا و وصلت للي انت عايزه، و مقولتلكش علشان كنا وقتها مش بنتكلم بسبب جوازك من نورا...
زمجر داغر من بين اسنانه بحده
=بس برضو المفروض كنت تقوليلي...
قاطعته داليدا بتململ
=داغر سبني اكملك شهيره عملت ايه...
زفر بحنق قائلاً بذات الحده
=كملي...

اخذت داليدا تخبره عن جميع ما قالته لها شهيره و عن التسجيل الصوتي الذي اسمعته اياه و ان هذا كان سبب انهيارها
كان داغر يستمع إلى كل هذا و الغضب يتأجج بداخله كبركان ثائر لكنه خرج من حالته تلك عندما سمع داليدا تصرخ بألم ليجد اصابعه تنغرز في خصرها بقسوه نزع يده سريعاً عن خصرها مقبلاً عنقها ممرراً يده برفق على خصرها بينما يهمس معتذراً
همست داليدا بصوت مرتعش ضعيف وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك.

=ناوي تعمل ايه معاهم...
اجابها داغر بصوت حاد
=بكره هتعرفي كل حاجه.
من ثم انحني على شفتيها
يلتقطها في قبله حارقه. هزتها رجفه قويه مرت بسائر جسدها زاد قبلته تملكاً...
ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك حتى نهض من فوق المقعد و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه يقبلها بينما عقدت هي ذراعيها حول عنقه تتشبث بعنقه اتجه بها داغر نحو فراشهم ليغرفان به و ينعمان بحبهم...

في الصباح...
جلست نورا بجانب شهيره التي كانت جالسة على الاريكه بغرفة الاستقبال بينما كان زوجها يجلس بالمقعد المقابل لها.
غمغمت نورا بحده
=هو مش عارف اني تعبانه و محتاجه ارتاح جامعنا من الصبح ليه، ايه الموضوع المهم اوي كده اللي هيكون عايزنا فيه...
لتكمل بتأفف و هي تنظر إلى ساعة الحائط
=بعدين بقالنا ساعه مستنين، هو فين كل ده.
اجابتها شهيره بسخريه.

=تلاقيه عايز يوضح قد ايه هو مكسوف من اللي عملته الجربوعه مراته...
لتكمل ناكزه نورا بمرفقها
=وتلاقيه كمان عايز يعرفنا ان جوزاكوا هيبقي حقيقي...
اتسعت شفتي نورا في ابتسامه واسعه فور سماعها ذلك
=تفتكري...
هزت شهيره كتفيها قائله بثقه
=طبعاً هو اكيد حاسس بالذنب بعد اللي عملته مراته.
لتكمل وعينيها تلتمع بالغضب و الحده
=بس المهم عندي اعرف، هو طلق الكلبه دي قبل ما تمشي ولا لاء...

اجابتها نورا و لازالت ابتسامتها الواسعه تملئ وجهها
=اكيد طلقها، انتي مشوفتيش هو كان بيعاملها ازاي امبارح ده مكنش طايق يبص في وشها و كل ده علش...
لكنها ابتلعت باقي جملتها وقد ذبلت ابتسامتها الواثقه فور رؤيتها لداغر يدلف إلى الغرفه وهو يحيط بذراعه خصر داليدا التي كانت تخطو بجانبه
انتفضت واقفه تهتف بغضب
=البني ادمه دي بتعمل ايه هنا انت مش طردتها...

وقف داغر بمنتصف الغرفه وهو لايزال يحيط خصر داليدا مجيباً اياها بهدوء
=اطرد مين، تقصدي داليدا، مراتي؟
ليكمل وهو يلتفت إلى داليدا يقبل رأسها بحنان تحت النظرات المشتعله لكلاً من شهيره و نورا
=هو في حد يقدر يطرد حد من بيته...
ليكمل وهو يتطلع إلى شهيره و نورا و طاهر الذي ترك مقعده واتجه يقف بجانب زوجته
=الضيوف بس اللي تقدري تطرديهم مش كده ولا ايه
هتفت شهيره بحده
=تقصد ايه يا داغر...

اجابها داغر بقسوه و حده ارسلت الرعب داخل قلب ثلاثتهم
=اقصد انك انتي و جوزك معتش ليكوا مكان هنا تاخدوا شنطة هدومكوا وتخفوا من وشي...
تراجعت شهيره إلى الخلف هاتفه بصدمه
=بتطردنا يا داغر، بتطردنا علشان خاطر الكلب...
قاطعها بصوت حاد اهتزت له ارجاء الغرفه
= لمي لسانك بدل قسماً بالله اقطعهولك، و ارميه لكلاب السكك اللي شبهك تنهش فيه.

ابتلعت شهيره الغصه التي تشكلت بحلقها بخوف وقد ارعبها مظهره هذا همست بصوت جعلته حزين محاوله جذب عطفه بينما تتطلع إلى شقيقتها الواقفه ببرود بجانبها مدعيه ان الامر لا يهمها معتقده بان داغر سيحتفظ بها فلم يذكر اسمها بالامر
=طيب و نورا، انت عارف ان مبعدتش عنها ولا يوم من يوم ما اتولدت...
قاطعها داغر بينما يشير بيده إلى شخصاً ما يقف بخارج الغرفه لكي يتقدم إلى الداخل.

=لا نورا متقلقيش عليها خالص، حجزتلها في اكبر مصحه نفسيه في البلد. هيعرفوا هناك يربوها صح...
شاهدت نورا و شهيره باعين متسعه ثلاثه رجال يدلفون إلى الغرفه و يتقدموا نحو نورا مما جعلها تتراجع إلى الخلف بخوف بعيداً عنهم لكنهم اسرعوا بالامساك بها و جذبها لخارج الغرفه بعنف مما جعلها تصرخ بهستريه محاوله الاستغاثه بشقيقتها التي اخذت تركض خلفها صارخه بجزع
=واخدين اختي و رايحين على فين، سيبوها...

اسرع زكي الذي دخل إلى الغرفه يتبعه رجاله بالقبض على ذراع طاهر و يلويه خلف ظهره بقسوه مقيداً حركته ما ان هم بالتحرك نحو الرجال الذين يسحبون نورا للخارج بينما هرع احدي الحرس نحو شهيره يمسك بها هي الاخري بينما انهارت وهي تصرخ باكيه باسم شقيقتها
اتخذ داغر عدة خطوات نحو مدخل الغرفه ويده لازالت تمسك بيد داليدا امراً الرجال التي تسحب نورا إلى الخارج بالتوقف...

ليتوقفوا بالحال بينما اخذت نورا تتطلع اليه باعين تلتمع بالامل
تحدث داغر بصوت هادئ و واضح في ذات الوقت بينما عينيه مركزه بعينيها
=نورا محمد محسن الدويري انت طالق، طالق، طالق بالتلاته...
ليكمل متجاهلاً صراخ نورا التي انهارت باكيه
=ورقتك هتبقي توصل لاختك
ثم اشار برأسه للرجال بسحبها للخارج حاولت شهيره الوصول اليها مره اخري و اللحاق بها لكن منعها رجال داغر الذين حاصروها.

مما جعلها تلتف تتطلع بغل و حقد نحو داليدا الواقفه بجانب داغر بوجه شاحب تتابع كل هذا باعين متسعه بالصدمه...
صرخت بها شهيره وهي تحاول الافلات من بين حصار الحرس د
=كله بسببك يا حربايه كله بسببك و ديني لهقتلك و هندمك على اليوم اللي اتولدتي فيه...

حدقت بها داليدا بخوف. و قد ارعبها لهيب الكراهية الذي يلتمع بعينيها اقتربت لا ارادياً من داغر تستمد منه الاطمئنان و الحمايه ليسرع على الفور باحاطة كتفيها بيده يضمها اليها هامساً باذنها
=متخفيش، انا معاكي...
صرخت شهيره به وهي تتلوي محاوله الافلات من ذراعي رجال الحراسه الذين يحيطون بها
=فاكرك هترمي اختي في مستشفي المجانين وهسكتلك هخرجها يا ابن الدويري انا اللي مسئوله عنها بعد طلاقك لها مش انت...

قاطعها داغر بهدوء بينما يشدد من ذراعيه حول داليدا
=المستشفي ملك لرجل اعمال بيني و بينه شغل يعني استحاله يخرجها الا باذن مني
ليكمل و هو يتطلع اليه بعينين تلتمع بالتحدي و الغضب في ذات الوقت
=يعني مش هتخرج من هناك الا بأذني انا.
صاحت شهيره به من بين بكائها الحاد
=هرفع عليك قضيه مش هسيبك يا داغر...
هز كتفيه ببرود بينما يجلس على الاريكه مجلساً داليدا بجانبه وهو لا يزال يحيطها بذراعه.

=المحاكم حبالها طويله، ربنا يديكي و يدينا طولة العمر
ليكمل بينما يتطلع اليها ببرود و هي تتلوي بالارض باكيه و غصه من الالم تسيطر عليه فطوال حياته كان يعتبر شهيره شقيقته الكبري التي يكن لخا الاحترام لكن بعد ما فعتله بزوجته هي و شقيقتها لن يتهاون معهم ابداً فقد كادوا ان يتسببوا بمقتلها
قبض على يده بجانبه محاولاً عدم التأثر بمشهدها هذا
=ده غير ان معايا شهادة من الدكتور انها اللي اجهضت نفسها...

صاحت شهيره بغل وعينيها حمراء كالدماء
=كداااااب، مراتك هي اللي سقطتها انت بتعمل كل ده علشان تنقذها مش كده بس و ديني يا داغر لحصرك عليها...
انتفض واقفاً هاتفاً بغضب و حده اهتزت لهم ارجاء المكان
=لا انتي ولا عشره زيك تقدري تعملي حاجه...
ليصرخ هاتفاً بزمجره شرسه.

=زكي، ارمي الاتنين دول برا بالقصر، و لعلمك الحساب اللي كنت فتحه ليكي انتي واختك وكنت بتصرفوا منه بالملايين من غير ما اسالكوا حتى بتعملوا ايه اتقفل
تطلعت نحوه شهيره باعين تتفافز منها شرارات الكراهيه والغضب
بينما كان رجاله يسحبوها للخارج هي وزوجها...
ظل واففاً بمكانه يتطلع إلى اثرهم عدة لحظات و الغضب مشتعل بصدره كالنيران الموقده.

لكنه التف بحده نحو داليدا عندما سمع صوت شهقات بكائها اتجه نحوها يجلس بجانبها مغمغماً بقلق
=بتعيطي ليه يا داليدا...
هزت رأسها رافضه اجابته دافنه وجهها بين يديها و شهقات بكائها تتعالي بقوه سحبها بلطف بين ذراعيه يحتضنها مربتاً على ظهرها بحنان محاولاً تهدئتها بينما دفنت هي وجهها بصدره تنتحب بصمت ظلوا على حالتهم تلك حتى هدئت تماماً رفع وجهها اليه ببطئ
=في ايه يا حبيبتي بتعيطي ليه.؟!

اخذت داليدا تتطلع اليه بتردد عدة لحظات قبل ان تنطق اخيراً بصوت مكتوم باكي...
=هقولك بس مش عايزاك تزعل مني...
غمغم بهدوء مشجعاً اياها على التحدث و هو يمسح بيده دموعها العالقه بوجنتيها
=قولي يا حبيبتي و مش هزعل
همست بصوت مرتعش ضعيف و هي تتطلع بتردد إلى وجهه
=بصراحه انا خوفت منك...
قاطعها داغر هاتفاً بصدمه
= خوفتي مني انا،؟!
اومأت برأسها وهي تبلل شفتيها المرتجفه بطرف لسانها قبل ان تهمس بصوت منخفض.

=اللي حصل النهارده هيخليني دايماً خايفه ان اعمل اي حاجه غلط علشان متطردنيش برا حياتك بسهوله...
اختنقت في نهاية جملتها لتنفجر باكيه مره اخري احاط وجهها بيديه مسنداً جبهته فوق جبهتها يتشرب انفاسها بشغف قبل ان يهمس بصوت رقيق لطيف
=داليدا انا عمري ما اقدر استغني عنك، و لو عليهم فهما مش عملوا غلطه عاديه ممكن اسامحهم عليها...

دول عصابه. حاولوا يقتلوكي المفروض كنت سلمتهم للبوليس بس للاسف مفيش دليل واحد عليهم
وضعت يدها فوق خده تتحسس وجهه برقه هامسه بصوت منخفض و هي تشعر بالخجل من نفسها
=اسفه يا حبيبي والله مقصدش، بس انا خوفت تبعدني عنك انا مقدرش اعيش من غيرك...
ابتسم داغر بلطف وهو يطبع قبله حنونه على رأس انفها المحمر من اثر البكاء
=ولا انا اقدر اعيش من غيرك...

نهض واقفاً على قدميه من ثم انحني حاملاً اياها بين ذراعيه قائلاً بمرح محاولاً التخفيف عنها
=اعيش من غير جنانك ازاى بس فاهمينى
صرخت داليدا ضاحكه عندما مرمغ وجهه ببطنها مما تحاول دفع رأسه بعيداً بيدها و هي تهتف من بين ضحكاتها
=كفايه، يا داغر علشان خاطري...
ارتفع برأسه دافناً اياه بعنقها يقبله برقة قبل ان يصعد بها إلى جناحهم الخاص.

بعد مرور اسبوع...
كانت داليدا جالسه بغرفتها تتطلع بصدمه إلى يديها التي كانت ترتجف بقوه بدون اي سبب فيدها او جسدها لا يرتجفوا بهذا الشكل الا اذا انتابتها احدي النوبات لكنها الان بخير فلما يدها ترتجف بهذا الشكل اخذت تقبض عليها بقوه و تعيد فتحها مره اخري لعل تلك الرجفه ذهب لكنها للاسف لم تختفي...

انتفضت في مكانها بذعر عندما رأت داغر يخرج من الحمام يجفف شعره بمنشفه بينما يعقد منشفه اكبر حول خصره عقدت ذراعيها اسفل صدرها حتى تخفي عنه ارتجافة يدها تلك فلازالت تشعر بالحرج والخوف من ان يعلم بتلك النوبات التي تعاني منها لكنها لم تصيبها منذ ان اصبحت علاقتها بداغر جيده...

راقبته يتجه نحو الخازنه يخرج منها بدله عمله و يبدأ بارتداءها لكنه التف اليها وهو يرتدي القميص يتطلع اليها قائلاً وهو بحاول مشاغبتها عندما وجدها جالسه بمكانها ولم تنهض لمساعدته في ارتداء ملابسه ككل صباح
=ايه يا ديدا مش هاتيجي تساعديني...
اجابته وهي ترسم ابتسامه فوق شفتيها بينما تشدد من قبضه ذراعيها اسفل صدرها حتب تخفي ارتجاف يديها
=لا، عايزاك تعتمد على نفسك النهارده...

ابتسم و هو يعقد ربطة العنق حول عنقه
=بقي كده يا شعلتي، بتربيني يعني علشان رفضت انك تخرجي النهارده من غير الحرس علشان الست اميره صاحبتك بتتوتر منهم...
وقفت داليدا مقتربه منه وهي تفرج عن يديها التي توقف ارتجافهم
=انا نفسي بتوتر منهم تخيل كده و احد اطول منك بمرتين و اد ضلفة الباب لازقلك في كل مكان تروحه.

ضحك داغر على وصفها هذا و هو يرتدي سترة البدله ليقرر بان يتصنع بالموافقه على ان يجعل الحرس يرافقوها و يقوموا بمراقبتها من مسافه بعيده دون ان يجعلوها تشعر بذلك...
=خلاص يا ستي متتعصبيش اخرجي من غير من غير حرس...
بس تاخدي بالك من نفسك...
صرخت داليدا بفرح وهي تقفز في مكانها قبل ان ترتمي بين ذراعيه تحتضنه بينما ضمها هو اليه و ابتسامه واسعه تشرق وجهه على سعادتها الطفوليه تلك...

بعد عدة ساعات بمكتب داغر...
ضرب داغر سطح مكتبه وهو يهتف بقسوه بزكي و اثنين من الموظفين الواقفين امامه بوجهه متعرق من شده الخوف و التوتر
=ازاااااي المناقصه دي تروح مننا...
و ازاي الورق ده يوصل لطارق المرشدي ويخليه يقدر يكسب المناقصه بكل سهوله...
غمغم زكي الجالس بالمقعد الذي امامه
=يا داغر باشا الورق ده حضرتك اللي مأمن عليه بنفسك...

رمقه داغر بحده بينما يتراجع إلى الخلف في مقعده وهو يطلق لعنه حاده فالبفعل قد قام بالاحتفاظ بهذا الورق في خزنة مكتبه بالقصر منذ اكثر من شهر لكن كيف وصلت إلى يدي طارق إلى المرشدي.
خرج من افكاره تلك عندما رأي زكي يتطلع إلى شاشة هاتفه بصدمه ثم ناوله اياه قائلاً بارتباك
=الرجاله اللي بتراقب داليدا هانم بعتت الفيديو ده...

تناوله منه داغر ليصدم عندما رأي فيديو مسجل لداليدا جالسه مع طارق المرشدي باحدي المطاعم اخذ يتابعه و كل لحظه به تجعل الدماء تفور و تفور بعروقه انتفض واقفاً يلقي الهاتف إلى زكي مزمجراً بقسوه
=اسالهم هي فين دلوقتي.؟!
تحدث زكي مع احدي رجاله ثم اخبره
=روحت البيت يا باشا...
امره داغر بارسال الفيديو اليه وهو يغادر الغرفه كالاعصار الثائر.

اثناء قيادته الجنونيه لسيارته اتته رساله على هاتفه من طارق المنشاوي مما جعله يوقف السياره ويفتحها سريعاً
مفيش مبروك على المناقصه يا داغر بيه، مش عارف من غير تعاون المدام داليدا كنت هقدر اكسبها ازاي، بس و نعمه الزوجه بصراحه مش خساره فيها ال 8 مليون جنيه اللي خدتهم تمن الورق،.

القي داغر الهاتف من يده وهو يصرخ بغضب ضارباً مقود السياره بيديه هو يطلق لعنات وسباب حاده ظل على حالته تلك عدة لحظات قبل ان يتناول هاتفه مره اخري و يفتح منه الحساب الخاص لداليدا ليجد ان الاموال قد عادت إلى حسابها مره اخري بالاضافه إلى 8 مليون اخريين تم اضافتهم منذ اقل من ساعه قاد السياره باقصي سرعه لديه و اتجه نحو القصر و هو شبه لا يري امامه من شدة الغضب...

كانت داليدا واقفه امام المرأه تمشط شعرها وهي تغني مبتسمه عندما فتح باب الجناح فجأه و دلف داغر القت الفرشاه من يدها سريعاً و ركضت نحوه تحتضنه كعادتها عندما يعود للمنزل
لتهتف وهي تتجه نحوه تهم بعقد ذراعيها حول عنقه و تضمه اليها
=حبيبي واحشتن...
ولكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما قام داغر بنفض ذراعيها بعيداً عنه قابضاً على شعرها بيده يجذبه بقوه و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت داليدا واقفه امام المرآه تمشط شعرها وهي تغني مبتسمه عندما فتح باب الجناح فجأه و دلف داغر القت الفرشاه من يدها سريعاً و ركضت نحوه تحتضنه كعادتها عندما يعود للمنزل
لتهتف وهي تتجه نحوه تهم بعقد ذراعيها حول عنقه و تضمه اليها
=حبيبي واحشتن...

لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما قام داغر بنفض ذراعيها بعيداً عنه قابضاً على شعرها بيده يجذبه بقوه و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب...
رفع هاتفه واضعاً اياه امام وجهها و هو يزمجر بشراسه من بين اسنانه
=قوليلي ده ايه،؟
شاهدت داليدا الفيديو الذي يعرض على شاشة هاتفه همست بصوت مرتجف
=انت عرفت ازاي...
صاح بها داغر بحده و قسوه بثت الرعب بداخلها و قد اشتدت يده التي تقبض على شعرها.

=كل اللي همك اني عرفت ازاي.
ازاحت يده القابضه على شعرها بيديها المرتجفه متخذه خطوه للخلف هامسه بصوت مرتجف باكي
=كنت هقولك و الله و اعرفك كل حاجه...
قاطعها بقسوه و هو يتجه نحوها باعين تتقافز منها شرارت الغضب.
=كنت هتقوليلي ايه بالظبط هااا، انطقي...
وقفت تتطلع اليه باعين متسعه بالخوف فبحياتها لم تراه غاضباً بهذا الشكل انتفضت في مكانها فازعه عندما سمعته يصرخ بها بشراسه انتفضت لها عروق عنقه.

=ما تنطقي خرستي ليه...
حاولت التحدث لكن كان حلقها متشنجاً من شدة الخوف عندما رأته يتقدم نحوها بخطوات حاده غاضبه
اتخذت عدة خطوات إلى الخلف بقدميها المرتجفه عندما وجدته لا يزال يقترب منها اكثر لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بباب الغرفه يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح امامها مباشرة لا يفصل بينهم شيئ.

استدارت على الفور حول نفسها تحاول فتح الباب الذي خلفها محاوله الهرب منه لكنه اسرع بالقبض على ذراعيها بقسوه مديراً اياها لتواجهه اخذت تتخبط بطريقه هستيريه حتى يفلتها من قبضته التي تحاصرها لكن تشددت يديه حول ذراعيها اكثر و هو يصرخ بها بشراسه ارسلت بداخله هزات من الخوف
=اقفي مكانك و اثبتي...

تجمدت بمكانها فور سماعها كلماته الامره تلك راقبته يحرر ذراعيه من قبضته مما ارسل بداخلها شعور من الراحه بانها لم تعد محاصره كالسابق...
لكن دب الرعب باوصالها مره اخري عندما سمعته يزمجر من بين اسنانه بصوت قاسي لاذع مطلقاً لعنه حاده...

اخذ صدرها يعلو و يهبط بقوه بينما تحاول التقاط انفاسها اللاهثه انخفضت عينيها ببطئ تتطلع بخوف إلى يديه التي كان يقبض عليها بقوه حتى ابيضت مفاصل اصابعه دلالة على شدة غضبه...
مما جعلها ترغب بدفن وجهها بين يديها حتى تحميه من ضرباته الوشيكه التي تعلم جيداً بانها ستصيبها باي لحظه فقد كانت تعلم حالته تلك جيداً فقد كانت ذات الحاله التي يكون عليها خالها مرتضي قبل ان يقوم بضربها.

همست بصوت مختنق و هي على وشك البكاء و لازالت عينيها مسلطه برعب على يديه
=داغر انت هتضربني...
افاق داغر من فورة غضبه تلك فور سماعه كلماتها تلك و رؤيته للرعب و الخوف المرتسمان على وجهها فقد كانت تظن حقاً بانه سيقوم بضربها صاح بها بحده
=اضربك، ايه؟! انتي مجنونه...
زفر بحده فاركاً و جهه بعصبيه محاولاً تهدئت غضبه هذا عندما رأي عينيها تلتمع بدموع حبيسه محتقنه بينما شفتيها قد بدأت بالارتجاف...

اعاد طرح سؤاله عليها بطريقه حاول جعلها اقل غضباً قدر الامكان...
=كنت هتحكيلي ايه.؟!
اجابته داليدا بصوت مرتجف و عينيها منخفضه بخوف
=من يومين واحد اسمه اشرف حسين اتصل بيا قالي ان ابنه مريض و محتاج عملية قلب مفتوح هتتكلف 250 الف جنيه و لازم يعملها اخر الاسبوع ده و انه عرف اني اتبرعت بمبالغ كبيره للجمعيات خيريه، و ان واحده من اصحاب الجمعيات دي هي اللي ادته رقمي علشان اساعده...

توقفت عن تكملة حديثها عندما سمعته يطلق سباباً لاذع من بين انفاسه المحتقنه ابتلعت ريقها بخوف لتسترد سريعاً بصوت مرتجف عندما هتف بها بحده ان تكمل.

=و لما، و لما قولتله اني هكلمك و هخليك تساعده رفض و قالي انه كان شغال في شركتك من سنتين و اختلس منها 50 الف جنيه بس انتوا مقدرتوش تمسكوا عليه دليل فاكتفيتوا بطرده من الشركه، و اني لو قولتلك هترفض تساعده و قعد يتحايل عليا كتير ان اساعده و ان ابنه مالوش ذنب يدفع تمن غلطته هو و بعتلي التقارير الطبيه لحالة ابنه...

و انا صدقته و قررت اساعده لان الطفل مش ذنبه حاجه حتى لو باباه غلطان، اتفقت معاه اقابله النهارده في كافيه علشان اديله الفلوس...
رفع يده يسندها على الباب بجانب رأسها مما جعلها تنتفض بخوف لكنه تجاهل ذلك قائلاً بحده
=جبتي ال250 الف جنيه منين؟
ظلت صامته تتطلع اليه باعين متسعه بينما دقات قلبها تعصف داخل صدرها من شدة الخوف ابتلعت بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تهمس بصوت منخفض.

=بعت كام قطعة مجوهرات من اللي جبتهالي...
انتفضت في مكانها بحده عندما ضرب الباب بجانب رأسها بقبضته
لينفجر السد الذي كانت تحبس خلفه دموعها لتبدأ بالبكاء بشهقات تمزق القلب هامسه بصوت منكسر
=انا اسفه، انا عارفه، اني غلطت لما اتصرفت في حاجه مش بتاعتي، بس مقدرتش اشوف طفل بيموت و في ايديا اساعده و معملش حاجه.
قاطعها داغر صائحاً هاتفاً بغضب اهتزت له ارجاء المكان.

=اسفه على ايه على غبائك. انتي واحده ساذجه و غبيه...
هتفت داليدا من بين شهقات بكائها وهي تشعر بالاهانه من كلماته الجارحه تلك
=انا مش غبيه و لا ساذجه انت اللي قلبك حجر و اناني و مبتحسش بغيرك.

ابتلعت باقي جملتها شاهقه بفزع عندما اندفع داغر نحوها يضغط جسدها نحو الباب مما جعل ظهرها يلتصق بقسوه بالباب الذي كان خلفهاصرخت بألم عندما بدأ قبض على ذراعها بقوة يلويه خلف ظهرها ابتعد عنها بالنهايه فور ان رأي الالم يرتسم على وجهها فور ان حررها امسكت بذراعها تضمه إلى صدرها باكيه
بينما وقف داغر ينظر اليها باعين تشتعل بها النيران كبركان ثائر من الغضب...

فور ان هدئت و انتظمت انفاسها هجمت عليه تضربه بقبضتيها في صدره و هي تصرخ لاعنه اياه غارزه اظافرها الحاده بعنقه ممزقه جلده، مما جعله يسرع بدفع جسدها بجسده نحو الباب مقيداً يديها فوق رأسها انحني على اذنها هامساً بصوت قاسي حاد
=احمدي ربنا ان اكتفيت بكده، انا المفروض كنت اقطع رقبتك على عملتيه...

هتفت به داليدا المنصدمه من ردة فعله فقد كانت تظن عند اخباره بمرض الطفل غضبه سيهدئ لكن لا فالمال كان اهم لديه من اي شئ
=هتقطع رقبتي علشان ساعدت طفل بيموت. انت ايه قلبك حجر...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما اطبقت يده على فكها مقرباً وجهه من وجهها و هو يزمجر بفحيح غاضب بث الرعب بداخلها
=مش بقولك غبيه و ساذجه...
ابتعد عنها رافعاً هاتفه امام وجهها.

=اللي كان قاعد معاكي ده اسمه طارق المرشدي، راجل اعمال كبير...
هزت رأسها هامسه بصوت منخفض بينما عينيها مسلطه على شاشه الهاتف
=لا اسمه اشرف حسين انت اكيد غلطان...
قاطعها بقسوه بينما يشير بالهاتف امام عينيها
=اسمه طارق المرشدي مش هتوه عن ألد اعدائي...
الكلاب استخدموه علشان يعملوا ليكي كمين و انتي بكل غباء وقعت فيه بكل سهوله...

شحب وجهها عند سماعها هذا ابتلعت ريقها بصعوبه هامسه بخوف من ما قد تكون اوقعت نفسها به
=كمين ايه،؟!
اجابها داغر بينما يضغط على هاتفه مظهراً امامها صفحة حسابها بالبنك مشيراً بها امام عينيها.

= ورق مهم يختفي من الخزنه بتاعتي اللي في القصر و طارق المرشدي يكسب بسبب الورق ده مناقصه بالملايين. بعدها الحرس اللي كانوا بيراقبوكي و اللي اكيد واحد منهم معاهم يبعتلي فيديو ليكي و انتي قاعده مع طارق المرشدي بعد ما كدبتي عليا انك هتقابلي اميره صاحبتك و تصري ان ميبقاش في حرس يروح معاكي علشان طبعاً معرفش كنت بتنيلي ايه من ورايا...

و طبعا طارق يبعتلي رساله يشكرني على تعاون المدام بتاعتي معاه و بعدها يوصل لحسابك 8 مليون تمن الورق...
كانت داليدا تنظر باعين غائمه تفحص شاشة الهاتف التي تظهر بها كشف حسابها البنكي الذي تم الاضافه له 8 مليون جنيه منذ اقل من ساعه لتتأكد من كلامه هذا...
شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت تدرك حجم الكارثه التي اوقعت نفسها بها بسبب غبائها...

سمعته يغمغم بقسوه و تعبيرات وحشيه ترتسم على وجهه الذي كان لا يبعد عنها وجهها شيئاً
=لأول مره في حياتي احس اني ضعيف بسببك، خلتيهم بسهوله يوصلولك و يستغلوكي، عرفوا ازاي يحاربوني بيكي...
ليكمل بصوت غريب لاول مره تسمعه منه.

=مفكرتيش و لو للحظه واحده بعد اللي حصل مع شهيره و نورا ان ده ممكن يكون كمين ليكي و بدل ما كانوا اكتفوا بحته فيديو يصوروه و يبعتوه ليا علشان المصيبه تلبسك، كانوا ممكن يخطفوكي. يقتلوكي يعملوا فيكي اي مصيبه...
اهتز جسد داليدا بالخوف فور سماعها كلماته تلك و هي تتخيل ما الذي كان سيحدث لها بسبب سذاجتها فقد اخفت عنه الامر.

لكنها كانت ستخبره بعد ان تعطي للرجل المال فقد كانت خائفه من ان يرفض مساعده هذا الطفل.
همست اسمه بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه و هي تنفجر باكيه بشهقات ممزقه لكنه تجاهلها بينما يكمل بقسوه
=عارفه كان احساسي ايه لما بعتولي الفيديو و شوفتك قاعده مع اكبر عدو ليا عنده استعداد يأذيني باي حاجه المهم يوصل للي عايزه...
وضع يده المرتجفه فوق خدها
يرفع وجهها اليه بينما يكمل و قد انخفضت نبرة صوته إلى حد الهمس.

=عايزه تضيعي من ايديا بالساهل كده. لو كان حصلك حاجه انا مكنتش هعرف اعيش او اكمل من غيرك.
بدأت شهقات بكائها تزداد بقوه وهي تهمس بصوت مرتجف ضعيف
=انا اسفه يا حبيبي و الله مجاش في بالي ان كل ده كان ممكن يحصل...

انهت جملتها دافنه وجهها بصدره بينما شهقات بكائها الممزقه تزداد بقوه زفر داغر ببطئ قبل ان يحيط خصرها بذراعه يضمها اليه بقوه و قد ألمه بكائها بهذا الشكل فرغم خطأها و تصرفها دون ان تعلمه الا ان كل هذا يعود إلى مدي برائتها و سذاجتها...
حملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش ليستلقي عليه و هي لازالت بين ذراعيه يحتضنها بينما لازالت تبكي منتحبه و هي تشعر بالندم على فعلتها الحمقاء...

اخذ يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها هامساً باذنها كلمات مهدئه...
ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق حتى هدئت و اصبحت شهقات بكائها خفيفه متقطعه...
رفعت وجهها عن صدره قائله بتردد بينما تتطلع إلى وجهه الذي لا يزال متصلب من الغضب هامسه بخوف بالسؤال الذي يخنقها
=هو انت صدقت ان انا فعلاً اللي بعتله الورق؟!

استدار على جانبه على الفراش ليصبح جسدها مستلقي على الفراش بجانبه لكنه لايزال يحتضنها ذراعيه في ذات الوقت قبل ان يجيبها
=لا طبعاً مصدقتش، بس لما شوفتك قاعده معاه بالشكل ده اتجننت و لو كنت وقتها قدامي كنت ممكن اقتلك خصوصاً انك كنت قعده تضحكي و تتمرقعي معاه
تطلعت اليه داليدا باعين متسعه قائله بصدمه وهي تشير بيدها إلى صدرها
=بضحك و اتمرقع. انا؟!
هز داغر رأسه قائلاً بحده بينما ازداد تصلب فكيه.

=ايوه انتي، كان وقتها بيفرجك حاجه على موبيله...
قاطعته داليدا سريعاً و قد تذكرت ما يتحدث عنه
=لا مكنتش بضحك معاه هو انا بعد ما اديته الفلوس اصر يخاليني اكلم ابنه فيديو كول علشان يشكرني و كان طفل يا داغر و تعبان طبيعي اضحك معاه...
زمجر داغر من بين انفاسه بقسوه
=يا ولاد الكلب ده انتوا سابكنها صح...
اخرج هاتفه من جيب سترته الذي احذ ينقر عليه للحظات قبل ان يضعه على اذنه قائلاً بدون مقدمات بصوت حاد.

=زكي تقلبلي الدنيا ع شهيره و طاهر و الكلب اللي اسمه مرتضي الراوي تقلبلي مصر شبر شبر و تجبهملي فاهم. و راقب المستشفي اللي فيها نورا اكيد شهيره هتزورها...
ليكمل بصرامه اكبر وقد تسلطت عينيه على تلك القابعه بجانبه تدفن وجهها بصدره
=الواد اللي بعتلك الفيديو من حرس داليدا، ده تبع طاهر و شهيره حاول تعرف منه هما فين قبل ما تتعامل معاه...

ثم اغلق الهاتف سريعاً قبل ان يتيح لزكي الرد او الاستفسار عما يحدث اخذ داغر يبحث بهاتفه عدة لحظات قبل ان ينتفض جالساً على الفراش ساحباً داليدا معه لتصبح جالسه بمقابلته على الفراش وضع هاتفه بيدها قائلاً بحده
=ادخلي على حسابك و حولي الفلوس اللي فيه على رقم الحساب ده.
اخفضت عينيها على الهاتف الذي بين يدها و قد تجمدت انفاسها بصدرها فور استعابها طالبه هذا...
همست بينما تحاول ابتلاع الغصه التي تشكلت بحلقها.

=هو، انت مش قولت انك مش بتشك فيا يبقي لي...
قاطعها داغر على الفور مطلقا لعنه حاده من تحت انفاسه قبل ان يحيط وجهها بيديه وهو يقترب منها بجسده حتى اصبحوا جالسين ملاصقين لبعضهم البعض وهم يواجهان بعضهم البعض
=داليدا يعني كل اللي قولتهولك ده و برضو مفهمتيش حاجه من اللي بتحصل حواليكي...

هزت رأسها بالنفي و قد امتلئت عينيها بالدموع مما جعله يزفر بحنق قبل ان يكمل بصبر عندما رأي عينيها المحتقنه و شفتيها المرتجفه
= يا حبيبتي افهمي مرتضي خالك مشترك مع شهيره و طاهر في اللعبه الوسخه دي، جابوا رقم حسابك منه، ده غير...
توقف قليلاً متردداً قبل ان يكمل باضطراب.

=ده غير ان بعد ما سحب الفلوس من حسابك رجعها تاني لانهم كانوا متأكدين ان لما طارق يكلمني و يبلغني انك بعتيله الورق ب8 مليون جنيه اني اكيد هفتح الحساب بتاعك و هشوف الفلوس اللي فيه، علشان كده هسحب الفلوس من الحساب قبل ما خالك يسحبها و هنحولهم لحساب تاني لازم احسره عليهم...
وضعت داليدا يدها فوق ظهر يده التي تحيط خدها قائله بصوت مرتجف تتخله الدهشه
=سحب الفلوس؟!، ازاي سحب الفلوس من حسابي...

اومأ برأسه ببطئ وقد قرر اخبارها بكل شيئ فلم يعد هناك ما يمنعه من اخبارها كالسابق
=داليدا انا عارف انك مالكيش دعوه بالاتفاق اللي كان بيني و بين خالك قبل جوازنا و انك كنت متجوزاني وانتي فاهمه ان جوازنا طبيعي...
تراجع رأس داليدا للخلف بصدمه قائله و هي تعقد حاجبيها بتجهم بينما تبعد بيد مرتجفه يديه التي كانت لازالت تحيط وجهها
=عارف،؟! عارف من امتي؟! و ازاي.

لم يجيبها داغر على الفور حيث ظل يتطلع اليها بصمت قبل ان يجيبها و هو يبتلع ريقه بتوتر
=عارف من قبل ما اتجوز نورا...
في يوم لقيت ان كل الفلوس اللي كانت في حسابك اتسحبت يومها خلين زكي يحاول يوصل الفلوس دي راحت فين و عرفت بعدها انه هو اللي سحبها وخالاكي تمضيله على توكيل عام بيقدر به به يتصرف في كل حاجه تخصك يومها عرفت اللعبه الوسخه اللي لعبها عليكي.
ليكمل سريعاً مقاطعاً اياها عندما رأها تهم بالتحدث.

=قبل ما تقولي ان هددتك بالعقد و ال100مليون يوم جوازي من نورا فانا قولتلك كده بس علشان اجبرك تفضلي معايا انا العقد ده قطعته من زمان...
همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=كنت عارف كل الوقت ده و مقولتليش،؟!
لتكمل بانفعال و هي تلتقط انفاسها بصعوبه وقد بدأ جسدها بالارتعاد.

=انت عارف العذاب و الخوف اللي كنت بحس بهم طول الفتره اللي فاتت كل ما اتخيل انك في اي لحظه هاتيجي و تفتح معايا موضوع ال20 مليون و انك وقتها ممكن تسبني حتى بعد ما قولتلي انك بتحبني و انك عايزني مراتك بجد، عارف اني كنت حتى بخاف افكر في الموضوع و كنت بمحيه من دماغي بسرعه علشان ببقي خايفه...
مرر يده على ظهرها متلمساً اياه بلطف محاولاً تهدئتها بينما يغمغم
=انا كمان كنت خايف كنت خايف يا داليدا...

ليكمل بصوت ممزق عندما رأي عدم التصديق مرتسم على وجهها
=ايوه كنت خايف اخسرك، لما تعرفي اني عرفت ان خالك ورا كل ده و انك مش مضطره تكملي معايا خصوصاً بعد جوازي من نورا علشان كده سكت...

قاطعته داليدا هاتفه بحده و قد بدأ جسدها يرتجف من شده الغضب و هي تتذكر الليالي التي كانت لا تنام بها من شدة التفكير و الخوف من ان يأتي اليوم الذي يقرر فيه التحدث عن هذا الامر فقد كانت لديها ايمان راسخ بانه لن يصدقها وهي لم تحاول تبرئة نفسها بعد تلك المره التي حاولت اقناعه بانها ليست لها يد في هذا الاتفاق لكنه لم يصدقها حيث كانت كل الادله تدينها...

كانت خائفه ما ان تتحدث معه يغضب منها وتعود معه إلى نقطة الصفر في علاقتهم و تخسره...
=خايف، يعني انا فضلت عايشه في العذاب ده كله لاكتر من 6 شهور علشان حضرتك خايف...
نطق اسمها بعنف مكبوت قبل ان يكمل و هو يجز على اسنانه بقوه
=داليدا، اهدي و حاولي تفهمي و بطلي الجنان بتاعك ده...
صاحت به بصوت مرتفع بينما تضربه براحة يديها في ذراعه و ساقه.

=بلا داليدا بلا زفت، انت فاكر نفسك مين علشان عايز تمشي الدنيا كلها على مزاجك، انت ولا حاجه فاهم و لا حاجه...
لتكمل بحده بينما تنفض يده عن ذراعها بهستريه
=و ابعد ايدك دي متلمسنيش...
زمجر داغر بحنق و هو يدفعها دفعه بسيطه بكتفيها مما جعلها تسقط للخلف على ظهرها فوق الفراش
=اهوو مش هتهبب و المسك...

لكن على الفور نهضت داليدا مره اخري جالسه باصرار بمواجهته تهتف بصوت مرتفع حاد و هي تضربه في ساقه بقدمها ضربات قويه منتاليه
=بتضربني يا داغر، بتستقوي عليا...
هتف داغر بصدمه بينما يحاول السيطره على يديها التي اخذت هي الاخري تضربه بصدره
= بضربك؟! انت اتجننتي هو انا لمستك...
نجح اخير بالقبض على يديها يقيد حركتها بقبضة يده لكنها لم تستسلم و استمرت بضربه في ساقيه بقدميها.

مما جعله يزمجر هاتفاً بحده كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بصوت يبث الرعب داخل من يسمعه و يملك عقل لكن لم تهتز شعره واحده من رأس داليدا فقد كان غضبها يعميها
=داليدا لمي نفسك و خلي ليلتك دي تعدي على خير، علشان انا جبت اخري معاكي
صاحت به و هي تحاربه لكي تحرر يديها من قبضته بينما مستمره بصربه بقدمها
=هتعمل فيا ايه يعني، هتعلقني في السقف و لا هتجيب الكرباج اللعبه بتاعك و تضربني به...

لكنها قاطعت جملتها شاهقه بفزع عندما اقترب منها مقيداً يديها خلف ظهرها
حاولت التحرر من قبضنه لكنه شدد من ذراعيه و ساقيه حولها رافضاً اطلاق سراحها اقترب من اذنها هامساً بها بصوت اجش
=خوفت اقولك لان وقتها كنت بحبك، و من قبل حتى ما نتجوز كنت بحبك...
استكان جسد داليدا فجأه بين ذراعيه فور سماعها كلماته تلك تنظر اليه باعين متسعه بالصدمه يتخللها عدم التصديق ليكمل داغر موضحاً لها.

=كنت في يوم طالع اجري الصبح زي كل يوم و سمعت صوت حد بيجري ورايا و لما التفت لقيت قدامي اجمل و احلي بنت شافتها عينيا ملاك نازل من السما لدرجة اني وقفت في مكاني زي المشلول و مقدرتش اتحرك.

ولما قدرت اتحرك حاولت اروحلها لكن كان في عربيه ورايا و كانت هتخبطني و في الثواني اللي بعدت فيها عن طريق العربيه كانت البنت دي اختفت، فضلت بعدها ادور عليها بس ملقتش اي اثر لها. لكن فضلت دايماً في بالي و مبتفرقش احلامي بقيت زي المجنون...
قرب وجهه من وجهها هامساً بشغف و انفاسه الحاره تلامس خديها بينما اخذت ضربات قلبها تتقافز بعنف داخل صدرها وهي تستمع إلى اعترافه هذا.

=عارف ان اللي بقوله ده صعب تصدقيه خصوصاً بعد معاملتي ليكي في اول جوازنا بس ده كان غصب عني لما دخلت مكتب خالك و شوفتك و عرفت ان الملاك اللي مفرقش خيالي ولا دقيقه واحده طول الشهور اللي فاتت هي هي البنت اللي قررت تبيع نفسها بالفلوس حسيت وقتها اني بكرهك و بكره نفسي معاكي، بس حتى و انا عارف كل ده مقدرتش محبكيش فضلت اول اسبوعين في جوازنا اتعذب كل ما عيني تقع عليكي و مقدرش المسك حتى او اقرب منك. عارف انك مش هتصدقيني بس...

قبلته برفق مانعه اياه من تكملة جملته ثم. ابتعدت عنه و هامسة بصوت مرتجف
=مصدقاك يا حبيبي و الله مصدقاك عارف ليه، لان انا كمان كنت بحبك من قبل ما نتجوز...
اسندت جبهتها فوق جبهته تتشرب انفاسه الدافئه بشغف قبل ان تكمل هامسه.

=كنت قاعده في اوضتي اللي تقريباً مبفرقهاش واقفه في الشباك بتفرج بالتلسكوب بتاع ماما على حاجه تشدني و تقتل الملل اللي جوايا لحد ما شوفت شاب واقف في جنينة القصر اللي قدامي بيلعب رياضه وقتها استغربت مين المجنون ده اللي بيلعب رياضه الساعه 3 الفجر بس لما قربت العدسه و شوفتك حسيت ان روحي اتخطفت من جوايا...

ومن يومها بقيت اعمل المنبه كل يوم على ميعاد الساعه 3 الفجر علشان اشوفك بقيت مجنونه بيك و لما لقيتك بتجري الصبح في يوم من الايام عملت حاجه لاول مره في حياتي اعملها هربت من الفيلا و خرجت من ورا حرس خالي و طلعت اجري وراك كنت هموت وابقي قريبه منك حتى لو مش هكلمك بس لما لقيتك وقفت فجأه و التفت ليا خوفت و طلعت اجري من الطريق التاني، انا فضلت احبك لاكتر من 6 شهور و انا معرفش حتى اسمك...

ابتلعت بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تكمل بصوت مختنق
= عارف حسيت بايه لما شوفتك في مكتب خالي كنت هموت من الارتباك و في نفس الوقت كنت عايزه اجري عليك و احضنك من فرحتي...
و لما خالي جه قالي انك لما شوفتني اعجبت بيا و عايز تتجوزني انا كنت هموت من الفرحه حسيت ان ربنا استجاب لدعايا و حققلي معجزتي...

كنت بستني اليوم اللي هنتجوز فيه و نكون لبعض بفراغ الصبر، بس لما اتجوزنا كل احلامي دي انهارت و انت كنت بتعاملني بطريقه وحشه اوي و انا مكنتش فاهمه انا عملت ايه غلط يخاليكي تعاملني كده كنت...
اختنقت بباقي جملتها وقد بدأت دموعها تنهمر فوق خديها اسرع داغر باحاطه رأسها بيديه وهو يهمس لها بصوت مرتجف متألم
=لا يا داليدا علشان خاطري متعيطيش انا اسف و الله كان غصب عني...

اخذ يمطر وجهها بقبلات رقيقه و هو لا يزال يهمس لها معتذراً بصوت معذب و هو يشعر بالذنب يمزق قلبه فمعرفته انها دخلت هذا الزواج و هي تحبه و تبني من حوله احلام هدمها هو بمعاملته القاسيه الجافه لها فقد كان يعاملها ببرود كما لو كانت ليست موجوده بحياته حيث كان يعتبرها امرأه بلا مشاعر قد باعت نفسها من اجل المال...

رفعها من ذراعها مجلساً اياها فوق ساقه دافناً وجهه بعنقها يقبلها بحنان حتى ارتفع إلى اذنها التي قبلها بشغف هامساً بصوت معذب من رؤيتها تبكي بهذا الشكل
=علشان خاطري كفايه...
ليكمل لاهثاً بشغف محاولاً جعلها تدرك مدي عشقه لها
=داليدا انا مش بحبك بس انا بعشقك ممكن اهد الدنيا دي و ابنيها علشان خاطرك...

شعرت داليدا بقلبها يرتجف داخل صدرها بينما تسمعه يردد مدي حبه و عشقه لها من بين قبلاته التي تغرق جميع انحاء وجهها و عنقها حتى وصل إلى شفتيها هامساً
=قولي انك بتحبيني يا حبيبتي، محتاج اسمعها منك...
همست من بين انفاسها المرتجفه بينما يديها تحيط كتفيه
=بحبك، و بعشقك و بموت فيك...
احتضنها داغر بقوه إلى صدره ظلوا على وضعهم هذا عدة دقائق يتنعمان بدفأ احتضانهم لبعضهم البعض...
حتي ابتعدت عنه داليدا ببطئ.

رافعه يده إلى شفتيها تقبلها برفق لكنه اطلق صرخه متألمه عندما قامت بغرز اسنانها بكفة يده لتعضها بدلاً من تقبليها انتزع داغر يده من بين اسنانها هاتفاً بحده
=ايه ده يا داليدا انتي مجنونه...
اجابته داليدا بينما تمسك بيده تفرك اثر عضتها التي تركت اثر بها
=دي علشان شديت شعري اول ما دخلت الاوضه...
لتكمل وهي ترتمي فوق جسده تغرز اسنانها في كتفه تعضه بقسوه
= و دي علشان لويت دراعي و كنت هتكسره...

ابعد داغر وجهها عن كتفه و هي يهتف بها ضاحكاً برغم الالم الذي يعصف بكتفه و يده من اثر عضاتها له
=اقسم بالله عضاضه و مجنونه كمان، انتي مبتسبيش حقك ابداً.

هزت داليدا رأسها بالنفي وهي تطلع نحوه مبتسمه بشر قبل ان تنحني و تقبل اثر عضتها بكتفه صاعده إلى عنقه تطبع عليه قبلة رقيقه حنونه مما جعله يرجعها بلطف فوق الفراش قبل ان يستولي على شفتيها في قبله حاره يبث بها عشقه و شغفه لها ليغرقان سوياً في بحر عشقهم وشغفهم...

في اليوم التالي...
في احدي الشقق التي تقع باحدي الاحياء المتوسطه بمحافظة الاسكندريه
كانت شهيره جالسه بغرفة الاستقبال تتحدث بغضب بالهاتف
=يعني ايه يا زفته، خدها و خرجوا و كانوا بيضحكوا مع بعض الله يخربيتك مبتجبيش خبر عدل ابداً، اقفلي اقفلي...
لكن و قبل ان تغلق معها اسرعت بالتحدث مره اخري...
=مروه استني، انتي لسه معاكي الحبوب اللي كنت قايلالك تديها للزفته دي...
اجابتها مروه بارتباك و خوف.

=ايوه معايا، الست نورا كانت بتخليني احطهالها في العصير كل يوم بعد ما قولتيلي اوقفها
لتكمل بخوف من غضب شهيره
=والله الست نورا هي اللي غصبت عليا اني اكمل
لكن و لدهشتها سمعت شهيره تهتف بسعاده
=بجد لا حلو اووي. كده مش هنستني كتير جدعه البت نورا دي كان عندها حق دي عقربه و متستهلش تصعب عليا و لو للحظه واحده، بقالك قد ايه بتدهالها...
اجابتها مروه بارتباك.

=م ساعة ما انتي قولتي ادهالها بس وقفت لما هي سافرت مع داغر باشا برا يعني شهر ونص، و بعدها رجعت اديها من تاني لحد دلوقتي. بس من الواضح انه مبيجبش نتيجه...
قاطعتها شهيره بحده وتصميم
=لا هيجيب بس انتي تركزي معايا عايزاكي تديها في اليوم 3 مرات بدل مره واحده فاهمني...
اجابتها مروه مهمهمه بتردد و هي تشعر بالتوجس و الخوف
=فاهمه يا ست شهيره، بس كنت يعني...
اسرعت شهيره بمقاطعتها قائله
=متخفيش فلوسك هتوصلك...

المهم تعملي اللي قولتلك عليه و تنفذيه...
غمغمت مروه بخبث
=هو انا كنت سألت و عرفت يعني ان الحبوب دي مش طل حبوب منع حمل زي ما كنتوا مفهمني و طلعت حبوب ت...
قاطعتها شهيره بحده
=بت انتي هو انتي هتتلئمي عليا ولا ايه قولت خلاص هزودلك الفلوس مش عايزه رغي و صداع كتير...
اخذت مروه تتحدث بسرعه و انفعال
=ابداً انا كنت بس بعرف حضرتك اني مش هبله و عارفه حقي كويس...
تأففت شهيره بغضب قبل ان تغمغم بحده.

=200الف جنيه يا مروه خلاص ارتحتي.
همهمت مروه بفرح ثم اخذت تتحدث بصخب عن فرحتها لتغلق شهيره الهاتف بوجهها و هي تزفر بحنق و غضب
رفعت عينيها لتجد طاهر واقفاً بباب الغرفه يتطلع نحوها بتوجس
=حبوب ايه اللي بتديها لداليدا يا شهيره،؟
اجابته بهدوء بينما تتناول كوب العصير من فوق الطاوله
=حبوب. هتخلي داغر يتحسر عليها باقي العمر كله...
ابتلع طاهر لعابه بصعوبه قائلاً بصدمه.

=اوعي تكون الحبوب اللي كنت قولتيلي انك عايزه تدهالها اول ما نورا اتجوزت داغر...
ابتسمت شهيره بينما تتطلع اليه وهي تهز كتفيها كاجابه صامته.
غمغم طاهر بصوت منخفض يملئه الحسره بينما يدير وجهه المنصدم بعيداً عن شهيره
=يا خسارة الصاروخ ارض جو.
هتفت شهيره بحده
=بتقول ايه...
اجابها طاهر بارتباك بينما يعتدل في جلسته.
=ابداً بقول تستاهل اللي هيحصلها...
زجرته شهيره بحده عدة لحظات ليكمل سريعاً محاولاً تغيير الحديث.

=مرتضي مش مبطل اتصال بيا و عمال يصرخ و يصوت هيموت على الفلوس اللي داليدا سحبتها من حسابها بيقول اننا السبب و عايزها مننا...
هزت شهيره كتفيها قائله ببرود
=و احنا مالنا مش اتفاقه كان مع طارق المرشدي يروح يخدهم منه.
ضحك طاهر بسخريه قائلاً بتهكم
=يبقي يقابلني طارق المرشدي خد اللي عايزه خلاص و لا هيبص في وشه تاني، بس المشكله في داغر كده هو كشف الليله و مش هيفوتهالنا انا عارفه ده شيطان مش بيرحم...

نهضت شهيره و هي تزمجر بغضب
=طاهر كفايه رغي انا اصلاً اعصابي تعبانه مش ناقصاك
ثم تركته مغادره الغرفه و هي تغمغم بكلمات غير مفهومه غاضبه.

بعد مرور عدة ايام...
كانت داليدا واقفه امام خزانة الملابس تخرج ملابس داغر الخاصه بالعمل عندما سمعته ينادي عليها من الحمام اتجهت على الفور اليه بعد ان وضعت البدله التي اختارتها له بعنايه على الفراش...
وقفت بباب الحمام تضع يدها فوق خصرها قائله
=نعم...
ابتسمت ابتسامه واسعه عندما رأته جالساً على المقعد يمد نحوها يده الممسكه بماكينة الحلاقه و هو يبتسم.

اقتربت منه بصمت حتى وقفت بين ساقيه متناولة الماكينة منه قائلة بمرح
=خدت عليها، و بقيت بتدلع كتير...
اجابها و ابتسامة مشاكسة تلمئ وجهه
=لو مكنتش ادلع عليكي، هدلع على مين...
غمغت داليدا بمرح كما لو كانت تحدث طفلاً بينما تقرص وجنتيه باصابعها
=حبيب ماما يا خواااتي...
دفع داغر اصابعها الممسكه بوجنتيها بعيداً و هو يهتف ضاحكاً
= انتي قليلة الادب...

انفجرت داليدا ضاحكه بينما تحيط وجهه بيديها تضمه إلى صدرها تقبل اعلي رأسه محاوله مراضته لكنها ابعدت رأسه بحده
=مين فينا اللي قليل الادب دلوقتي...
اجابها بينما يدفن وجهها بعنقها
=انتي اكيد...
ضحكت داليدا بينما ترفع وجهه اليها قائله بصرامه مصطنعه بينما تشير بماكينة الحلاقه الكهربائيه التي بيدها بتهديد
=طيب اتفضل اثبت مكانك علشان الحق احلقلك علشان متتأخرش على الشغل و تقول اني السبب زي كل مره...

ثبت داغر في مكانه بطاعه بينما بدأت داليدا بتخفيف الشعر الذي على ذقنه مما جعله يبعد وجهه عن الماكينه قائلاً بحده بينما يمرر يده على ذقنه...
=داليدا قولتلك تحلقي دقني مش تخففيه...
احاطت عنقه بذراعيها قائله بدلال
=بس انا بحبه خفيف...
ازاح ذراعيها من حول عنقه قائلاً بنبره يتخللها العند و هو يهز رأسه بتهكم
=و انا بحبه محلوق...
اعادت ذراعيها حول عنقه قائله بدلال بينما تطبع قبل خفيفه على ذقنه.

=و انا بحبه خفيف يا دغوري...
التقط داغر انفاسه بصعوبه بسبب تأثره مما تفعله اومأ برأسه ببطئ قائلاً باستسلام
=اتفضلي خففيه و خلصيني...

طبعت داليدا قبله قويه على خده وهي تشعر بالفرح من القوه التي تملكها على رجل في مثل قوة و شخصية داغر، بدأت تستعمل الماكينه الكهربائية في تخفيف ذقنه لكنها بدأت تشعر بالضعف في يدها بشكل غريب حتى انها وجدت صعوبة في حمل الماكينه ثم بدأ هذا الضعف يتسرب إلى قدميها التي تقف عليها حاولت بصعوبه التحامل حتى انهت ذقن داغر واضعه الماكينه من يدها الضعيفه على الطاوله ثم جلست على ساق داغر قبل ان تنهار قدميها اسفلها احاط داغر خصرها بيده مغمغماً بقلق.

=مالك يا حبييتي، تعبانه فيكي حاجه،؟!
هزت رأسها بالنفي راسمه على وجهها ابتسامه محاوله اطمئنانه بينما لازالت تشعر بالضعف بيديها و كلاً من قدميها...
=عايزه اقعد في حضنك شويه.
ابتسم داغر وهو يحيط خصرها معدلاً من جلستها على ساقه ضامماً اياها إلى صدره ثم انحني طابعاً قبله على اعلي رأسها المدفون في صدره...
ظلت داليدا مستكينه في مكانها عدة دقائق خائفه من ان تتحرك تخونها حتى لا تخونها قدميها امامه...

حركت يدها ببطئ ضاغطه بقوه على قبضتها لتزفر براحه عندما شعرت بقوتها تعود اليها حبث كانت تعتقد ان ما اصابها احدي النوبات التي تنتابها...
نهضت من فوق ساقه قائله بمرح مصطنع محاوله عدم اظهار شيئ له
=اتفضل علشان شغلك اتأخرت عليه...
نهص داغر مغمغماً بسخريه و هو يبعثر شعرها باصابعه مما جعله يتشعث بشكل محبب
=مش كان من شويه عايزه اقعد في حضنك، انتي ايه بتقلبي في ثواني...

دفعت يده بعيداً عن شعرها بينما تكشر عن اسنانها تشير اليها بينما تقبض على يده قائله بتهديد
=شكل سناني وحشت ايدك...
نفض داغر يده بعيداً و هو يتصنع الخوف هاتفاً بمرح بينما يدخل كابينة الاستحمام
=انا لو متجوز كلب حراسه مش هتعض كل العض ده...
ركضت داليدا نحوه و هي تهتف متوعده اياه لكنه اسرع بغلق باب الكابينه و هو يضحك.
هتفت داليدا بينما تتجه نحو الباب
=هسيبك بس المره دي علشان اتاخرت على شغلك.

ثم غادرت الحمام و ضحكات داغر الساخره تلاحقها للخارج...

بعد عدة ايام...
كانت داليدا جالسه بالفراش تتطلع بحسره و قلق إلى يديها و قدميها التي اصبحت حالتهم تسوء كل مدي فقد اصبحت لا تستطع الوقوف كثيراً على قدميها او حمل شئ ثقيل بيديها...
حتي هاتفها لم تعد تستطع حمله لوقت طويل تشعر بخمول بيديها و قدميها و كما لو كانت لا تملك اعصاب بتاتاً بهم...

كما انها علاقتها بداغر اصبحت تسوء هي الاخر، و ذلك يرجع إلى معاملته لها الجافه حيث اصبحت تبتعد عنه رافضه اي تواصل معه او اي من لمساته لها، فما ان يقترب منها ترفض ذلك متحججه باشياء عدة فهي لن تستطع الاقتراب منه بهذا الشكل و جعله يكتشف ما بها فرغم علمها مدي حبه لها الا انها لن تستطع تحمل شفقته...

فقد كانت تلك النوبات تنتابها منذ وفاة والدتها لكن كانت تأتيها عندما تشعر بالضيق او الحزن لكنها بدأت تتفاقم معها حيث تحول الارتجاف الذي كان يصيبها إلى خمول...

انهمرت دموعها فور تذكرها لداغر و معاملتها القاسيه له خلال الفتره الماضيه لكنه رغم معاملتها تلك كان صبوراً معها حيث كان يحاول معرفة ما بها لكنها بكل مره تحاول اخباره تتذكر ما كان يحدث لها كلما رأي احد حالتها تلك، فتصمت مخبره اياه بانه لا يوجد شيئ...

مسحت بكف يدها المرتجفه الدموع العالقه بوجهها مستلقيه على الفراش فور سماعها صوت باب الجناح يفتح اغلقت عينيها بقوه تتصنع النوم حتى لا تضطر إلى مواجهته فلم يعد لديها اي حجه لكي تبعده عنها...
سمعت خطوات اقدامه تخطو في ارضية الغرفه حتى توقفت امام الفراش بجانبها، حاولت تنظيم انفاسها المتسارعه حتى لا يكتشف بانها مستيقظه.

سمعته يزفر بصوت مرتفع قبل ان يبتعد انتظرت عدة ثوان و فتحت عينيها ببطئ تنظر اليه لتجده يخرج ملابس نومه من الخزانة و يتجه نحو الحمام...
مرت عدة دقائق حتى شعرت به يستلقي بجانبها اقترب منها بجسده لتتسارع دقات قلبها بجنون عندما دفن رأسه بعنقها يقبله بلطف بينما يحتضنها بقوه إلى صدره و هو يعتقد انها نائمه.
تجمعت دموع كثيفه خلف جفنيها المغلقتين عندما سمعته يهمس بالقرب من اذنها بصوت معذب.

=واحشتيني اوي يا داليدا.
ليكمل بصوت منخفض و هو يحدث نفسه يينما يمرر يده بحنان فوق شعرها
=مش عارف مالك و ايه اللي غيرك مره واحده بالشكل ده...
كادت ان تنفجر باكيه لكنها اسرعت بالابتعاد عنه لاقصي الفراش كما لو كانت تتقلب بنومها دافنه وجهها بوسادتها...

مرت لحظات قليله قبل ان تشعر بجسد داغر يقترب منها مره اخري و يده تحيط بتردد و بطئ خصرها فقد كانت لمسته خفيفه كالريشه فوق خصرها كما لو كان خائفاً من ان تستيقظ و تصده...
ظلت متجمده في مكانها بعض الوقت حتى استمعت إلى انفاس داغر المنتظمه لتعلم بانه قد غرق بالنوم.

استدارت ببطئ اليه تتأمل ملامح وجهه الوسيم و قد بدأت دموعها التي كانت تحبسها تنهمر من عينيها بحسره دفنت وجهها بصدره تقبل موضع قلبه لتسمعه يهمهم بصوت منخفض اجش باسمها اثناء نومه.
مررت يدها فوق ظهره بحنان محاوله بث الاطمئنان به و هي لازالت تدفن وجهها بصدره.
ظلت على حالتها تلك عدة دقائق قليله قبل ان تستدير و توليه ظهرها مره اخري و تستغرق بنوم متقطع قلق...

في اليوم التالي...
كان داغر واقفاً امام المرأه يرتدي ملابسه بوجه متجهم يحاول السيطره على غضبه الذي يشتعل بصدره بسبب معاملة داليدا الجافه له، ففي الصباح عندما استيقظ و حاول احتضانها و تقبليها كما كان متعوداً ان يفعل لكنها انتفضت مبتعده عنه رافضه لمسته كما لو كان قد قام بلدغها...
لم يعد يتحمل معاملتها تلك و كلما حاول التحدث معها لكي يفهم ما بها تخبره بانه لا يوجد شيئ...

راقب انعاكسها في المرأه فقد كانت جالسه على الفراش تراقبه بصمت...
غمغم بحده وهو يلتفت اليها
=عايزك الساعه 7 تكوني جاهزه في حفله توقيع صفقه كبيره و مهمه لازم نحضرها انا و انتي...
رفعت داليدا وجهها اليه تنظر اليه بارتباك و قد سيطر الخوف عليها فهي لن تستطع حضور تلك الحفل معه فقد تخونها قدميها باي لحظه مما سيتسبب ذلك في احراجها و احراجه امام شركائه
=داغر مينفعش اصل...

قاطعها داغر بقسوه بينما يرتدي سترة بدلته
=مفيش مينفعش انا قولت هتحضري معايا يعني هتحضري ولا عايزه كل واحد يبقي جايب مراته معاه وانا اللي يبقي شكلي زي الزفت و اروح لوحدي علشان مراتي مبقتش طايقني ولا طايقه حياتها معايا...
همست داليدا بصوت مرتجف و قد صاعقها تفكيره الخاطئ هذا
=ايه اللي انت بتقول ده، انا...
اتجه نحو الباب بخطوات غاضبه دون ان ينتظر ان يستمع إلى باقي حديثها.

=السواق هيخدك على الفندق علشام مش فاضي ان اجي على هنا...
ليكمل بصرامه و حده و هو يقف امام باب الغرفه
=7 بالظبط تكوني في الحفله، لان لو ده محصلش انا مش هضمن ساعتها انا ممكن اعمل ايه، انا صبرت كتير عليكي بس صبري خلاص نفذ...
ثم خرج مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت له ارجاء الغرفه بينما ارتمت داليدا على الفراش تنفجر باكيه بقهر و هي لا تعلم ما يجب عليه فعله...

جلست ببطئ مره اخري على الفراش وهي تنوي حضور الحفل...
ثم تناولت هاتفها لكي تتخذ الخطوه التي كانت خائفه من اتخاذها طوال حياتها بسبب عقدتها من تلك النوبات...
اتصلت بطبيب كانت اخذت رقمه من الانترنت بعد ان بحثت عن افضل طبيب لحالتها تلك اخبرتها مالسكرتيره الخاصه به بان لا يوجد موعد شاغراً سوا غداً بالثالثه عصراً. لتقم داليدا بحجز الموعد ثم اغلقت معها و هي تشعر ببعض الراحه انها اتخذت تلك الخطوه...

التي كان يجب ان تتخذها منذ اصابتها تلك النوبات لكنها كانت تخاف من ان يصف الطبيب ان ما بها شيئ نفسي و ليس عضوي كما كان يخبرها خالها مرتضي الذي كان في وقت غضبه منها كان يصفها بالمجنونه المرتجفه...
لكنها ستتخذ هذه الخطوه من اجل داغر، تمنت لو كانت تستطيع اخباره لكنها تخاف من ردة فعله فبرغم علمها مدي حبه لها الا انها تخاف ان تري بعينيه تلك الشفقه التي كانت يرمقها بها كل من كان يعلم بحالتها تلك...

في الثامنه مساءً...
اقتحم داغر الجناح الخاص به و هو يشتعل بالغضب.
فقد ظل ينتظرها ان تأتي للحفل كما طلب منها لكنها لم تأتي تاركه اياه يقف بمفرده بين شركائه و زواجاتهم و عندما حاول الاتصال بها لم تجب على اتصالاته مما جعله يعتذر و يترك الحفل عائداً إلى المنزل و كل خليه من جسده تنتفض غضباً
دخل إلى غرفة النوم يبحث عنها باعين محتقنه كالدماء حتى وجدها جالسه على الاريكه تنظر إلى الفراغ امامها بصمت.

اقترب منها هاتفاً بغضب اهتز له ارجاء المكان
=مجتيش الحفله ليه زي ما قولتلك...
ليكمل بشراسه و حده و الدماء تعصف بعروقه
=ايه عايزه تستفزيني مش كده عايزه توصلي لايه باللي انتي بتعمليه ده فاهميني...
ظلت داليدا تتطلع امامها بصمت دون ان تجيبه مما جعله غضبه يوصل إلى اقصي حد ظناً منه انها تتجاهله جذبها من ذراعها بقسوه حتى تقف على قدميها و هو يصرخ بغضب
=ما تنطقي عايزه توص...

لكنه ابتلع باقي جملته متراجعاً للخلف بصدمه عندما انهارت ساقطه على الارض كالجثه الهامده بينما عينيها تتساقط منها الدموع بصمت...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان زكي جالساً يتطلع بقلق إلى رب عمله الذي كان جالساً محني الرأس ينظر امامه باعين محتقنه بشرود فمنذ ان وصلوا إلى المشفي اي منذ اكثر من ساعتين و هو على حالته تلك.
فلأول مره منذ ان عمل لديه يراه بهذه الحاله من الضعف و الضياع فقد كان دائماً ذو شخصيه قويه لا تتأثر بشيئ...
لكنه الان يبدو ضائعاً. عاجز بطريقه لم يعهدها به من قبل...
اقترب منه زكي بتردد جالساً بجانبه واضعاً يده فوق كتفه يضغط عليها بقوه.

=متقلقش يا باشا ان شاء الله هتبقي كويسه...
لم يجبه داغر حيث ظل محني الرأس بصمت كما لو كان لم غارقاً بعالمه المظلم. لكنه فور ان سمع باب الغرفة التي ادخلت اليها داليدا عند وصولهم إلى المشفي تفتح انتفض واقفاً برغم الارتعاشة التي بقدميه و قصف قلبه الذي يدوي في داخله من الخوف الا انه اتجه سريعاً نحو الطبيب قائلاً بصوت
=داليدا، عامله ايه...
اجابه الطبيب الشاب بصوت يملئه الحزن.

=مش عارفه اقولك ايه يا داغر بيه بس للاسف داليدا هانم حصلها ارتخاء شديد في الاعصاب و ده هيتسبب في عجزها في تحريك ايديها و رجليها...
شحب وجه داغر و قد انسحبت انفاسه من داخل صدره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حوله فور سماعه هذا همس بصوت مختنق مرتجف
=يعني ايه، داليدا اتشلت،؟!
اسرع الطبيب قائلاً.

=شوف يا داغر بيه مفيش حاجه هقدر احددها الا لما نتيجة التحاليل و الاشاعه تظهر لان دول اللي هيحددوا حالتها بالظبط...
ليكمل بهدوء و هو يتطلع إلى الورق الذي بين يده
= و متقلقش الحمد لله لسانها متأثرش حالة السكوت اللي هي فيها دي من اثر الخوف و من الواضح انها تعرضت لصدمه كبيره لما حاولت تتحرك و معرفتش علشان كده لازم تتعرض على طبيب نفسي بس انا بفضل انك انت اللي تتكلم معها وتخفف عنها و تطمنها...

ليكمل مغمغماً و هو يغادر
=اول ما تتيجة التحاليل تظهر هبلغ حضرتك، عن اذنك.

ترنح داغر في مكانه لينهار على الارض جالساً بين المقاعد يدفن رأسه المحني بين ساقيه و لأول مره بحياته ينفجر باكياً بكاء مرير صامت اهتز له كامل جسده شاعراً بألم يكاد يمزق قلبه و هو لا يصدق ان داليدا قد اصبحت عاجزه. لا يمكنه تصور مدي الخوف والرعب الذي واجهتهم بمفردها عندما حاولت التحرك و لم تستطع، اين كان هو وقتها. كان يحضر حفلته اللعينه و هو غاضب منها و يتوعدها...

اخذ يضرب رأسه بقبضته بقسوه و هو يشعر برغبه حارقه بالصراخ باعلي صوت لديه و يحطم كل ما تقع يده عليه فروحه كانت تتلوي على جمر الحزن و الالم و الغضب من نفسه لا يمكنه روؤيتها تتألم فالموت ارحم له من رؤيتها هكذا...
لكن لا فزوجته تحتاجه، فسوف يكون قوياً من اجلها، من اجلها هي فقط...

نهض ببطئ على قدميه المهتزه متجهاً نحو غرفة داليدا لكن اسرع نحوه زكي الذي كان يراقبه بحزن و عجز منذ قليل ممسكاً بذراعه يمنعه من الدخول إلى غرفتها قائلاً بتردد و هو يفحص مظهره المبعثر و عينيه المحتقنه...
=داغر بيه مينفعش تخليها تشوفك بمنظرك ده...
توقف داغر في مكانه صامتاً قليلاً قبل ان يومأ برأسه ببطئ فمعه حق لا يجب ان تراه داليدا بحالته تلك حتى لا يؤثر عليها سالباً فيجب ان يظهر امامها قوياً...

اتجه على الفور نحو الحمام الخاص بالمشفي واقفاً به عدة دقائق جامداً محاولاً تنظيم انفاسه و تهدئة نفسه ثم قام بغسل وجهه بالماء البارد قبل ان يخرج و يتوجه نحو غرفة داليدا بغد ان شعر انه افضل حالاً...
دلف إلى الغرفة بخطوات بطيئه مرتجفه و قبضة حاده تعتصر قلبه
خائفاً من مواجهتها فلا يعلم ما الذي يجب عليه قوله لها و مواستها به فقلبه ممزق.

تجمد بمكانه فور ان وقعت عينيه على جسدها المستلقي فوق فراش المشفي تنظر امامها بعينين جامده، شارده كما لو كانت بعالم اخر غير عالمهم هذا...
اقترب منها بخطوات متهالكه شاعراً بألم يمزق روحه و هو يراها في حالتها تلك جلس مقابلاً لها على الفراش هامساً باسمها بصوت منخفض و هو يغصب شفتيه على رسم ابتسامه لطيفه...
اخذت ترفرف بعينيها عدة لحظات قبل ان تنصب عليه كما لو انها تحاول استعاب وجوده معها.

اهتز جسد داغر بصدمه فور رؤيته لها تنفجر فجأه باكيه بدموع غزيره اغرقت وجنتيها...
اقترب منها على الفور هاتفاً بصوت معذب
=انا معاكي، معاكي يا حبيبتي...
احتضن رأسها إلى صدره مربتاً بحنان على شعرها بصمت تاركاً اياها تبكي مانحاً اياها الفرصه لكي تخرج ما بها من الم و خوف.

انحنى مقبلاً جبينها بحنان مستنشقاً رائحتها بعمق محاولاً تهدئت ارتجافة قلبه و هو لا يزال يربت على شعرها مهدهداً اياها بحنان، لكن عندما ازداد انتحابها و ارتجافة جسدها بين ذراعيه، اسرع بغلق عينيه بقوه محاولاً التحكم بتلك الدموع التي احتقنت بها عينيه حتى لا يجعلها تراه وهو بحالته الضعيفه تلك حتى لا يزيد من حزنها.

ظل يهدهدها بحنان بين ذراعيه كما لو كانت طفله صغيره و عندما شعر باهتزازت جسدها تهدأ اخذ يتحدث معها بصوت منخفض محاولاً بث الاطمئنان بها حتى تنفك عقدة لسانها.
=انا معاكي يا حبيبتي، و مفيش حاجه هتقدر تأذيكي...
ليكمل بصوت جعله واثقاً قدر الامكان حتى يبث الاطمئنان بها
=و انتي هتخفي. و هتبقي كويسه و الله هتخفي...

رأها تخفض عينيها تتطلع بعذاب وحسره إلى يديها المرتخيه بجانبها على الفراش و قدميها المغطاه بالشرشف...
ليفهم ما تحاول قوله همس في اذنها بصوت واثق و هو يزيد من احتضانه لها
=و الله هتبقي كويسه...
انحني عليها ينظر الها بثبات بعينيه المحتقنه كالدماء و هو يكمل بصوت اجش صارم كما لو كان يقطع لها عهداً
= هتقومي و هتتحركي ولو كلفني ده كل جنيه املكه...

وضع شفتيه فوق جفن عينيها يقبلها بحنان و هو يردف بصوت ممزق بالالم
=انتي اهم و اغلي حاجه في حياتي يا داليدا، علشان خاطري. لو بتحبيني بجد مش هتستسلمي و هتبقي قويه...
شعر بقلبه يرتجف داخل صدره بقوه عندما دفنت وجهها المبلل بالدموع بعنقه تبكي بصمت ليكمل بصوت مختنق...
=علشان خاطري يا داليدا ح...

توقف عن تكملة جملته عندما سمعها تهمس بصوت ضعيف اسمه رفع وجهها عن عنقه و هو لا يصدق انها تحدثت و نطقت اسمه بالفعل اخذ يتطلع اليها بأمل لكنها كانت تبكي بصمت و لم تتحرك شفتيها ليشعر باليائس يسيطر عليه من جديد عندما علم انه كان يتخيل ذلك...
هم ان يتحدث اليها محاولاً الا يظهر احباطه هذا عندما فجأته وتحدثت بصوت منخفض مرتجف
=انا خايفه، خايفه اوي.

همست بصوت متقطع من بين شهقات بكائها الممزقه التي بدأت تندلع من حنجرتها
=علشان خاطري متسبنيش انا حاسه اني لوحدي انا ماليش غيرك...
ضمها داغر إلى صدره ممطراً رأسها بقبلات متفرقه وهو لم يعد يستطع حبس دموعه اكثر من ذلك بينما يحمد الله...
ظل دافناً وجهه بشعرها مشدداً من احتضانه لها محاولاً تمالك نفسه و السيطره على ذلك الالم الذي يعصف بقلبه.

استنشق رائحتها بعمق قبل ان يمسح وجهه سريعاً بيده الهتزه الدموع العالقه به محيطاً وجهها بيديه
=انا معاكي و هفضل معاكي لاخر لحظه في عمري في كل خطوه و في كل لحظه في اللي جاي انا معاكي في ظهرك، و عمرك ما هتبقي لوحدك...
حاولت رفع يدها لكي تضعها على خدها كما هي معتاده متناسيه حالتها و عندما رفضت يدها اطاعتها انفجرت باكيه بألم وحسره مره اخري...

زاد داغر من احتضانه لها هامساً لها بكلمات مهدئه في اذنها عن مدي حبه وعشقه لها ظلت مستكينه فوق صدره حتى غرقت بالنوم...

بعد مرور ساعه...
كان داغر لايزال يحتضن بين ذراعيه داليدا النائمه و يده تمر بحنان فوق ذراعها بينما عقله شارداً يحاول ايجاد حل لحالتها تلك.
فقد قرر البحث عن افضل طبيب متخصص في مرضها...
كما انه سيجعله يحضر إلى مصر لمعالجتها فهو لن يجازف و يجعلها تسافر للخارج بحالتها تلك...
فسوف يكرث كل ما يملكه لعالجها حتى لو اضطر إلى انفاق جميع ما يملكه...

اندلع طرق خفيف على باب الغرفه قبل ان يفتح ليجد زكي يقف بمدخل الغرفه متنحنحاً بحرج بينما عينيه منخفضه مسلطه بالارض هامساً بصوت منخفض حتى لا يزعج داليدا النائمه
=داغر باشا دكتور هشام مستني حضرتك برا نتيجة التحاليل ظهرت...
ثم انصرف على الفور دون ان ينتظر اجابة داغر عليه تاركاً الغرفه مانحاً اياهم الخصوصيه...

نهض داغر ببطئ من جانب داليدا محاولاً عدم ايقاظها بينما يصارع الخوف الذي ينبض بداخله لكنه قبل ان يتركها و يذهب قبل جبينها بحنان جاذباً الغطاء فوق جسدها ثم خرج غالقاً الباب خلفه بهدوء...
فور خروجه للممر وجد الطبيب واقفاً بالخارج يتطلع إلى عدة اوراق بيده
غمغم داغر بلهفه و هو يقترب منه
=هااا خير يا دكتور طمني...
اجابه الطبيب بهدوء بينما يرفع نظره عن الورق.

=اول حاجه حابب اقولهالك ان الاشاعه و التحاليل اظهرت ان الحمد لله ان الوضع مش بالسوء اللي كنت متخيله...
ثم توقف متردداً قبل ان يردف
=و بينت حاجه كمان مكنتش متخيلها، التحاليل اظهرت ان في ماده كيميائه غريبه في جسم داليدا هانم هي اللي اتسببت في حالتها دي...
غمغم داغر و هو يعقد حاجبيه بعدم فهم
=ماده كيميائيه ايه بالظبط.
اجابه الطبيب بينما ينقل نظره من داغر إلى زكي بتردد.

=يعني في حد كان بيديها حبوب اتسببت في حالتها دي، و الحبوب دي استحاله تكون هي تعرف عنها حاجه لان الحبوب اللي من النوع ده مخصصه لكده لصلاً و محرمه دولياً و مش موحود منها في مصر...
لم يشعر داغر بنفسه الا و هو يندفع نحو الطبيب يقبض على عنقه هاتفاً بشراسه و قد اعماه الغضب فور سماعه كلماته تلك
=انت بتقول ايه، انت اتجننت، حبوب ايه اللي تعمل في مراتي كده.

حاول زكي جذبه بعيداً عن الطبيب الذي شحب وجهه بخوف و هو يهتف بينما يسعل بحده
=دي الحقيقه يا داغر بيه مرات حضرتك حد كان قاصد يأذيها و يوصلها للحاله دي.
همس داغر بصوت متحشرج منصدم بينما يترك ياقة قميص الطبيب ببطئ
=شهيره...
اكمل الطبيب بينما يعدل من قميصه.

=الحمد لله ان حالتها مش بالصعوبه اللي كنت متخيلها من الواضح انها مخدتش الحبوب دي بانتظام علشان كده معملتش الاثر اللي مصنوعه علشانه و اللي هو حدوث شلل في جميع انحاء الجسم يعني الضحيه متقدرش تحرك عضله واحده في جسمها تبقي مجرد جه حيه بتتنفس و بس...
ليكمل سريعاً عندما رأي وجه داغر الذي شحب بفزع.

=لكن الحمد لله قدرنا نكتشف الموضوع قبل ما يتطور و تستمر في اخد الحبوب دي لوقت طويل وقتها فعلاً مكناش هنقدر ننقذها. هي طبعاً هتاخد وقت عقبال ما ترجع لطبيعتها تاني. و طبعاً لازم نطرد الماده دي من جسمها و ده هيقلل كتير من الاضرار...
اومأ داغر برأسه بينما يشعر ببعض الراحه لكنه شعر بالقلق و التوتر ينتباه مره اخري عندما رأي الطبيب ينظر اليه بتردد كما لو كان يريد اخباره بشئ لكن خائفاً
=في ايه، تاني؟

تنحنح الطبيب فاركاً خلف عنقه قبل ان يجيبه بصوت هادئ يعاكس معالم الخوف المرتسمه على وجهه
=التحاليل الدم اظهرت برضو ان، ان. داليدا هانم حامل في نهاية الشهر الاول...
ظل داغر يتطلع اليه باعين متسعه بالصدمه و عقله غير قادر على استيعاب ما قاله لكنه افاق عندما ربت زكي على كتفه هاتفاً ببفرح
=مبروك. مبروك يا داغر باشا...

اشرق وجه داغر بابتسامه واسعه و قد بدأ باستيعاب الامر فداليدا حامل بطفلهم الذي كان يتمناه منذ بداية زواجهم لكن ذبلت ابتسامته تلك عندما استمع إلى كلمات الطبيب التاليه.

=للاسف يا داغر باشا ممكن يكون الجنين اتأثر بالحبوب دي هو كمان وممكن يكون حصله تشوهات، علشان كده اول ما داليدا هانم تصحي الطبيب المتخصص هيكشف عليها بس مش هنقدر نطمن الا لما تبقي في الشهر الثالث علشان نقدر نعمل سونار ثلاثي الابعاد هيكون وقتها الجنين اجزاءه بدأت تتكون و نقدر نكتشف لو فيه اي خلل، لكن التأكيد هيبقي من خلال السونار الرباعي و ده مش هنقدر نعمله الا في اول الشهر الخامس باذن الله بس داليدا هانم اهم حاجه ت...

قاطعه داغر الذي هتف بحده بينما يحاول ابتلاع الغصه التي تشكلت بحلقه بينما يشعر بعالمه باكمله ينهار من حوله فلم يعد يعلم لما يحدث معهم كل ذلك، فمل هذا بسبب تلك الشيطانه شهيره توعد بداخله لها بانه سيذيقها الالم الذي جعلتهم يشعرون به اضعاف مضاعفه سيجعلها تتمني الموت مما سيفعله بها...
=داليدا مش هتعرف انها حامل الا لما تبدأ تخرج من حالة الاكتئاب اللي هي فيها، لو عرفت دلوقتي هتتعب اكتر انا عارفها...

اومأ الطبيب قائلاً
=عندك حق، عمتاً اول ما هتصحي دكتور النسا هيكشف عليهاو نطمن على وضع الجنين و هنقولها ان احنا بنطمن على باقي الاعصاب في جسمها مش اكتر...
اومأ له داغر بصمت و هو يشعر بالخوف و القلق لما هو ات فالأمر بدأ يتافقم ويصبح اصعب مما كان يتخيل فالامر اصبح لا يمس زوجته فقط بل يمس ايضاً طفلهم الذي لم يولد بعد...

انصرف الطبيب بينما ظل داغر تائهاً بافكاره محاولاً فهم كيف استطاعت جعل داليدا تتناول تلك الحبوب اللعينه فشهيره لن تستطع الوصول إلى طعام داليدا يومياً خاصة بعد ان طردها من المنزل اذا احدي الخدم هو من يساعدها في فعل ذلك...
التف إلى زكي الذي كان يقف بجانبه
=عايز 10من الحرس يقفوا على باب اوضة داليدا محدش يدخل لحد ما ارجع حتى لو الدكتور نفسه فاهم...
اومأ زكي برأسه قائلاً بطاعه
=فاهم بس ليه كل ده يا باشا...

اجابه داغر بوجه مقتصب بينما يتحرك من مكانه
=هتعرف دلوقتي، تعالي معايا...
تبعه زكي بالفعل وهو لا يعلم إلى اين هم ذاهبين او فيما يفكر او ما يخطط له.

بعد مرور نصف ساعه في قصر الدويري...
اقتحم داغر الغرفه الخاصه بمروه الخادمه التي كانت مستغرقه بالنوم وقتها لكنها انتفضت جالسه على الفراش فازعه فور سماعها صوت القوي لارتطام الباب بالحائط لتشاهد داغر الدويري يدلف إلى الغرفه بخطوات غاضبه و وجهه مشتعل بالغضب و الشراسه كما لو كان شيطان يتحرك نحوها بينما يتبعه زكي رئيس الامن للخاص به...
صرخت مروه بخوف و هي تتمسك بغطاء فراشها.

=ايه ده. في ايه؟ انتوا بتعملوا ايه في اوضت...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما قبض داغر على شعرها يجذبها منه بقسوه حتى وقعت من فوق الفراش على الارض جذب شعرها اكثر و هو يهتف بصوت حاد ارسل الرعب بداخلها
=فين الحبوب اللي بتحطيها لداليدا في الاكل يا بنت الكلب...
شحب وجه مروه فور سماعها كلماته تلك لتدرك انه قد كشف امرها لكنها رغم ذلك اجابته ناكره
=حبوب ايه يا داغر باشا انا مش فاهمه حاجه...

قاطعها بشراسه وهو يجذب شعرها بقوه اكبر مما جعل رأسها ينحني للخلف بقسوه
=انتي هتستعبطي يا روح امك. الحبوب اللي الكلبه شهيره خلتك تديها لمراتي...
هتفت مروه صارخه بألم و هي تشعر بشعرها سوف ينقلع من جذوره في اي لحظه في قبضته
=معرفش حاجه، بعدين اشمعنا انا ما يمكن صافيه هي اللي...
قاطعها داغر بصوت حاد كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بقسوه.

=مفيش هنا غيرك ممكن يعملها، انتي اللي دايماً كنت لازقه لشهيره و نورا في كل مكان زي الكلب بتاعهم بالظبط صافيه عمرها ما تعملها دي الست اللي مربياني و انا عارفها كويس...
ليكمل هاتفاً بقسوه تبث الرعب داخل من يسمعها و كان يملك عقلاً
=فين الحبوب انطقي...
هزت مروه رأسها و هي تصر على موقفها بعدم معرفتها شئ عن تلك الحبوب...

تنفست براحه عندما اطلق داغر صراح شعرها من قبضته لكن شحب وجهها صارخه برعب و خوف عندما شاهدته يخرج مسدس من جيب سترته و يضع فهوته فوق رأسها و هو يهتف بشراسه و غضب اهتزت لها ارجاء المكان...
=انطقي يا بنت الكلب، فين الحبوب بدل ما اخلص عليكي حالاً...
صاحت مروه بينما تلتفت إلى زكي الذي كان يقف خلف داغر يتابع ما يحدث ببرود طالبه منه مساعدتها لكنه تجاهلها كما لو كانت لم تتحدث...

ابتلعت لعابها بصعوبها بينما تنظر بخوف إلى ذاك الشيطان لذي يقف فوق رأسها وهو يحمل المسدس مهدداً اياها فقد كانت تعلم بانه قادر على فعل اي شيئ...
حدقت في وجهه برعب من لهيب الكراهية التي تلتمع بعينيه
لتدرك انه ليس امامها خيار سوا ان تعترف بالامر...
همست بصوت مرتجف بينما تشير إلى خزانة ملابسها.
=في الدولاب بتاعي في صندوق ابيض في الرف التاني...

اتجه زكي على الفور ليتحقق من الامر ليجد بالفعل ذلك الصندوق ممتلئ بعلب من الدواء المكتوب عليها باللغه الروسيه
وضعه امام اعين داغر الذي تفحص الصندوق بوجه مشتد بالقسوه و نيران الغضب تندلع في صدره مما فعلوه في زوجته حتى طفله الذي لم يولد بعد قد يكون قد تضرر. كاد داغر ان يضغط على زناد المسدس و يتخلص من تلك الحقيره لكن اسرع زكي بالامساك بذراعه قائلاً بتحذير
=داغر باشا، بلاش...

اخفض داغر المسدس مبعداً اياه لكنه لم يستطع منع نفسه من الهجوم عليها حيث اخذ يصفعها على وجهها بقسوه حتى سال الدماء من انفها وفمها مكيلاً اياها بضربات شملت جميع انحاء جسدها مخرجاً بها كم غضبه و ألمه حتى تكومت على الارض ككتله غارقه في دمائها ابتعد عنها وهو يلهث بقوه التف إلى زكي متناولاً علبة دواء من الصندوق الذي بيده حتى يعطيه للطبيب الذي يعالج داليدا لكي يعلم طبيعث الماده التي يتعامل معها بالظبط...

قائلاً بصوت قاسي حاد وهو يتطلع إلى تلك القابعه على الارض بوجهها الدموي
=تاخد بنت الكلب دي و تحطها في مكان ميوصلوش صريخ ابن يومين...
ليكمل و هو يشير إلى الحبوب التي بين يدي زكي...
=و تديها من الحبوب دي كل يوم و توصي رجلتك لو يوم واحد فات من غير ما تاخد الحبايه رقبتهم هتتقطع قبل عيشهم...
صرخت مروه باكيه زاحفه على الارض ممسكه بقدم داغر تهتف متوسله اياه.

=لا ابوس ايدك يا داغر باشا كله الا كده انا كده هتشل...
نفض داغر ساقه مبعداً اياها عنه بقسوه كما لو كانت شيئ ملوث
=اللي كنت عايزه تعمليه في مراتي انتي و الوسخه التانيه هيحصلكوا هخاليكوا تتمنوا الموت و متطولهوش...
ليكمل بقسوه بينما يلتف إلى زكي
=الكلبه اللي اسمها شهيره اقلبلي الدنيا عليها...
اجابه زكي بتوتر
=قلبت مصر عليها يا باشا، كانها فص ملح و داب...

قاطعه داغر بينما يلتف و يتجه نحو باب الغرفه متجاهلاً صرخات مروه المتوسله
=تجبهالي يا زكي، زود الرجاله ومتسبش ركن في مصر الا لما تدور فيه...
ثم تركه و غادر حتى يعود للمشفي قبل ان تستيقظ زوجته...

بعد مرور اسبوع...
كان داغر واقفاً بجوار فراش داليدا بالمشفي يساعدها في ارتداء ملابسها لكي يستعدوا للخروج و العوده للمنزل حيث قضت الاسبوع المنصرم باكمله بالمشفي يحاول الاطباء طرد تلك الماده من جسدها و بالفعل نجح في ذلك الطبيب الامريكي الذي استدعاه من اجلها...

لكن رغم ذلك داليدا لازالت لا تستطيع تحريك اياً من يديها او قدميها لكنه اكد لهم بانه مع الوقت ستعود اعصابها كما كانت لكن سيستغرق وقتاً طويلاً لذلك...
قام داغر بعقد الحجاب حول رأسها و هو يغمغم بمرح حتى يخرجها من حالة الصمت التي بها
=معلش بقي يا ديدا، حظك وقعك في واحد مبيفهمش اي حاجه في حاجات البنات...

لم تجيبه داليدا بل ادارت رأسها و وضعت فمها فوق راحة يده التي كانت تحيط وجهها مقبله اياها بحنان تعبيراً عند مدي امتنانها له فقد ظل بجانبها طوال الاسبوع المنصرم يفعلها لها كل شيئ بنفسه من اطعامها. لتغيير ملابسها و تحمميها حتى انه يصطحبها إلى الحمام بنفسه رافضاً ان تساعده اياً من الممرضات في ذلك متحملاً مسئوليتها بالكامل...

كما كان يظل معها طوال اليوم دون ان يتحرك من جانبها و لو للحطه واحده وينتهي به الامر نائماً بجانبها على فراش المشفي الضيق رافضاً العوده للمنزل وتركها محتضناً اياها بين ذراعيه كما لو كانت كنزه الثمين الخائف من فقده...
افاقت داليدا من افكارها تلك عندما شاهدت برعب الممرضه تدلف إلى الغرفه و هي تجر امامها مقعد متحرك شعرت وقتها برغبه بالبكاء حسرتاً على ما وصل بها الامر...

لكن فور ان شاهد داغر نظرتها تلك المنصبه برعب والم على ذاك المقعد نهض حاملاً اياها بسهوله بين ذراعيه هامساً بمرح مصطنع في اذنها محاولاً تخفيف الامر عنها...
=شوفتي يا ديدا بيشككوا في قدرات جوزك، ميعرفوش اني بيشيل حديد و اقدر اشيل ال 80 كيلو بتوعك...
ليكمل مغيظاً اياها
=مش انتي فيل صغير برضو يا حبيبتي...

ضحكت داليدا و قد اشرق وجهها فور تذكيره اياها بمزحتهم بروسيا عند ارتداأها ملابس كثير و نعته لها بالفيل.
دفنت وجهها بعنقه بينما يخرج من الغرفه و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه رافضاً المقعد الذي عرضته الممرضه عليهم.

خرجوا من المشفي و وضعها بلطف فوق المقعد الخلفي للسياره قبل ان يصعد بجانبها و يرفعها بلطف مجلساً اياها فوق ساقيه بينما ذراعيه تحيطان خصرها و يده تمر بحنان فوق بطنها التي كانت لازالت مسطحه كما لو كان يحاول ان يطمئن طفله هو الاخر.

دفنت داليدا وجهها بصدره مغلقه عينيها ببطئ. بينما ارجع رأسه للخلف مستنداً إلى ظهر المقعد ويده لازالت تمر فوق بطنها و هو يفكر بانه قد بقي اقل من شهرين و يمكنهم عمل ذلك السونار الثلاثي حتى يطمئنوا على وضع الجنين فداليدا حتى الان لا تعلم شيئ عن حملها فهو خائف من اخبارها يعلم انها سوف تتحسر و يزداد ألمها اذا علمت بان طفلهم هو الاخر قد تأثر بمرضها لذا يجب ان يطمئن على حالته قبل ان يخبرها فهو لا يرغب بان يزيد من حزنها فيكفي ما هي به.

فور وصولهم صعد بها داغر إلى الاعلي إلى غرفتهم حيث قام بتغيير ملابسها و اطعامها بيديه من الطعام الذي اعدته صافيه بنفسها فقد كانت الشخص الوحيد الذي يمكنه الوثوق به فهي من قامت بتربيته منذ الصغر، كما قام باعطاء جميع العاملين بالقصر اجازه مدفوعة الثمن حتى يعثر على شهيره و طاهر فهو لن يأمن لاحد و هما طلقاء احرار خاصة بعد ما فعلته تلك الحقيره مروه...
في منتصف الليل...

استيقظت داليدا ترغب بالذهاب إلى الحمام ادرات رأسها تنظر إلى داغر المستلقي بجانبها و هو مستغرق بالنوم كانت تهم بايقاظه لكن ما ان رأت علامات الارهاق الباديه على وجهه تراجعت فهو يظل طوال اليوم يدور من حولها. حتى اثناء علاجها الطبيعي الذي اتي طبيب اليوم الذي اجراه لكلاً من يديها و قدميها كان معها به لم يتركها و لو للحظه واحده...

تراجعت عن فكرة ايقاظه محاوله التحكم في نفسها لكنها لم تستطع اخذت تتلملم بعدم راحه...
استيقظ داغر عندما شعر بحركة داليدا الغير منتظمه انتفض جالساً منحنياً عليها و هو يهتف بصوت اجش من اثر النوم قلق
=مالك يا حبيبتي فيكي ايه،؟!
همست داليدا بصوت منخفض خجل وصل إلى سمعه بصعوبه
=عايزه اروح الحمام...

انتفض على الفور ناهضاً من الفراش حاملاً اياها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الحمام وضعها بلطف فوق مقعد الحمام ثم استدار حتى يخرج تاركاً لها بعضاً من الخصوصيه لكنه تجمد في مكانه عندما سمع صوت نشيج باكي يخرج منها استدار اليها على الفور ليجدها محنيه رأسها تبكي و هي مغلقه العينين...
جلس امامها على عقبيه قائلاً بقلق رافعاً وجهها اليه
=بتعيطي ليه يا حبيبتي،؟
همست بنشيح متألم من بين شهقات بكائها.

=انا حاسه اني ضعيفه و عاجزه اوي حتى الحمام مش قادره اروحه لوحدي...
لتكمل بينما بكائها يزداد
=حاسه اني حمل تقيل عليك، بتاكلني و بتشربني. و بتغيرلي، و مبقتش تروح شغلك بسببي، انقلني يا داغر مستشفي و هما هناك هيخدوا بالهم مني...
همست بصوت منكسر و قد ازداد احمرار وجهها من بكائها
=انا مبقتش انفعك، و لا انفع لاي حاجه...
احاط داغر وجهها بيديه هامساً بصوت معذب وهو يسند جبهته ق فوق جبهتها و عينيه مسلطه بعينيها.

=انتي اكتر واحده في الدنيا دي تنفعني ياداليدا، تنفعيني و لو مفيش فيكي حاجه هتتحرك غير عينيكي بس يا فده عندي بالدنيا و ما فيها...
ليكمل بصوت اكثر صرامه رغم الارتجافه التي به
=فكرك، لو انتي بعدتي عني انا هقدر اعيش، انا مش بحبك بس، انا بتنفسك عارفه يعني ايه بتنفسك يعني لو بعدتي عني اموت، فاهمه يا داليدا...

اومأت برأسها بصمت بينما قلبها يكاد ينفجر من شدة حبها له في هذه اللحظه قبل جبينها بشفتيه المرتجفه بينما ينهض حتى يمنحها بعض الخصوصيه
=هروح اعملك عصير تشربيه تكوني خلصتي
مرت دقائق قبل ان يعود داغر مره اخري اليها حيث قام بمساعدتها ثم حملها بين ذراعيه و بدلاً من التوجه إلى الخارج اجلسها بلطف على حافة حوض الاستحمام و قد بدأ بنزع ملابسها عن جسدها همست داليدا بتردد
=بتعمل ايه يا داغر،؟!

اجابها بينما يطبع قبله رقيقه على عنقها
=بدلع حبيبتي...
ثم نهض و قد بدأ بملئ حوض الاستحمام بالمياه التي وضع بها زيوت معطره و نثر بها بعضاً من الورود المجففه انزل داليدا ببطئ بها مجلساً اياها بداخل الحوض ثم جلس على عقبيه امام حوض الاستحمام يفرك جسدها بسائل الاستحمام لكن توقفت يده عن عملها عندما سمعها تهمس
=داغر عايزاك معايا...

لم يتردد للحظه واحده في تنفيذ طلبها هذا حيث قام بنزع ملابسه وصعد إلى الحوض يجلس خلفها مسنداً ظهرها إلى صدره محتضناً اياها ثم اخذ يتحدث معها عن كل شيئ محاولاً جعلها تتحدث معه فهذا يريحه و يطمئنه انها بخير ولو قليلاً...
ظلوا على وضعهم هذا لاكثر من ساعه ليخرج بعدها داغر من الحمام و هو يحمل بين ذراعيه داليدا الملفوفه جيداً بروب الحمام...

قام بمساعدتها في ارتداء ملابسها ثم وضعها بالفراش متناولاً صنية الطعام التي احضرها لها بوقن سابق اخذ يطعمها بيده و بين كل قضمه و اخري كان يطبع قبله رقيقه على خدها او عنقها محاولاً اثبات حبه و عشقه لها و عندما انتهي من اطعامها جعلها تستلقي على الفراش ثم استلقي بجانبها جاذباً اياها بين ذراعيه لكن سرعان ما صدح رنين هاتفه نظر داغر إلى الهاتف بقلق فقد كان الوقت قد تجاوز الرابعه صباحاً فمن سيتصل به بهذا الوقت...

همست داليدا بقلق
=مين يا حبيبي،؟!
اجابها داغر بينما يرفع الهاتف من فوق الطاولة ينظر إلى شاشته
=مش عارف رقم غريب
وضع الهاتف على اذنه مجيباً ليصل اليه صوت شقيق والدته الحزين
=داغر يا بني...
اجابه داغر بينما يبتلع الغصه التي تشكلت حلقها و قد توقع لما سيتصل به خاله في هذا الوقت المتأخر
=ماما حصلها ايه يا خالي،؟!
اجابه خاله بصوت باكي ممزق
=امر الله نفذ با بني، ماتت...
صاح داغر بصوت مختنق.

=انت بتقول ايه ماتت. ماتت ازاي انا مكلمها المغرب،!
اجابه خاله بصوت اجش باكي
=يدوبك صلينا الفجر في المسجد النبوي و احنا في الطريق مروحين مسكت قلبها مره واحده و...
بعد هذا لم يعد يستطع داغر ان يستمع لشئ او يترجم عقله شئ سقط الهاتف من يده و ظل متجمداً بمكانه هتفت داليدا بقلق وهي تتفحص حالته تلك
=داغر، في ايه حصل، مين اللي مات،؟

اعادت سؤالها مره اخري عليه عندما ظل جامداً بوجه شاحب كشحوب الاموات وقد بدأ قلبها يعصف بالخوف داخلها غير راغبه بتصديق ذاك الصوت الذي يهمس بداخلها باسم حماتها
=داغر...

ابتلعت باقي جملتها عندما اندفع نحوها دافناً وجهه بصدرها و قد بدأ جسده يهتز بقوه بشهقات مختنقه ممزقه بينما انفجرت هي الاخري في البكاء هي الاخري وقد تأكدت من ظنونها حاولت رفع يديها لكي تحيط رأسه و تضم هذه اليها مواسيه اياه لكنها فشلت. فلم تستطع الا دفن وجهها بشعره تقبل رأسه بقبلات.

متتاليه محاوله تهدئته و مواسته في مصيبته لكنه ظل يبكي رافضاً رفع وجهه عن صدرها مختبئاً كما الطفل الذي يختبأ في حضن والدته من خوفه و ألمه.
بينما تمنت داليدا في تلك اللحظة لو استطاعت سحب كل اوجاعه اليها واحتضانه الى قلبها لعلها تخفف عنه ولو القليل من المه ولكن لم يكن بيدها حيله سوى ان تبكى على اوجاعه و اجاعها في تلك اللحظة...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور اكثر من شهر...
كان داغر يجلس على عقبيه بأرضية الحمام يحتوي بين ذراعيه جسد داليدا التي كانت منهاره تفرغ ما بجوفها بالمرحاض بينما كان هو يربت على رأسها بحنان مبعداً شعرها للخلف محاولاً التخفيف عنها...
فقد مر اكثر من شهر على حالات القيئ تلك التي تنتابها يومياً مما جعل داغر يقلق عليها لكن الطبيب قد طمأنه بان هذا عرض طبيعي من اعراض الحمل...

لكنه عندما حاولت داليدا ان تفهم منه ما سبب هذا القيئ الذي ينتابها بشكل مستمر اخبرها بانه قد سأل الطبيب و الذي اخبره ان معدتها اصبحت حساسه من كثرة الأدويه التي تتناولها بالفتره الاخيره و التي ايضاً ستؤثر على بعضاً من هرموناتها و قد صدقته بالفعل...
عندما انتهت من تفريغ معدتها اسندت رأسها بتعب للخلف على كتفه بينما ظل هو يمرر يده على رأسها بحنان حتى شعر بتنفسها اللاهث ينتظم و يعود إلى طبيعته.

نهض و هو يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الحوض يغسل وجهها المحتقن المتعرق و فمها...
و عندما انتهي دفنت وجهها بعنقه تتنفس بتعب و ضعف راقب داغر وجهها الشاحب بقلق فيجب عليه ان يحدث هذا الطبيب و يقنعه بان يكتب لها شيئاً يوقف هذا القيئ...
خرج بها لغرفة النوم واضعاً اياها بلطف فوق الفراش قبل ان يتجه نحو الخزانه و يخرج منها ملابس جديده غير تلك التي كانت ترتديها.

عاد اليها مره اخري و ساعدها في تغيير ملابسها قبل ان تنهار فوق الفراش نائمه بتعب...
استلقي داغر بجانبها جاذباً اياها اليه يحتضنها بين ذراعيه مقبلاً رأسها فقد كان يعلم بانها متعبه للغايه و ان ما تمر به ليس هيناً بالمره فبالاضافه إلى مرضها و عدم قدرتها على تحريك يديها او قدميها.

كان حملها ايضاً صعباً حيث كانت تتقيأ في اليوم مرتين او اكثر، كما تشعر دائماً بالخمول و الارهاق، لذا كان يحاول التخفيف عنها بقدر ما يستطيع محاولاً البقاء قوياً من اجلها فاذا ترك الامر له فسوف ينهار فلم يمر على وفاة والدته سوا شهراً واحداً فقد مر عليه الاسبوع الاول من وفاتها كما لو كان يعيش في الجحيم.

فموت والدته كسر له ظهره و قلبه، فهي لم تكن بالنسبه اليه والدته فقط لا فقد كانت صديقته و اقرب شخص اليه كان من يفيض لها باسراره دائماً، كانت تغدقه بحنانها و عطفها تفهمه من قبل ان يتحدث كانت تعلم بانه واقع في حب داليدا من قبل حتى ان يعترف لنفسه.

تذكر اليوم الذي وصل اليه خبر وفاتها و انهياره بين ذراعي زوجته فقد سافر بذات اليوم إلى السعوديه تاركاً داليدا تحت رعاية ممرضه قد اوصي بها الطبيب له كما قام بتشديد الحراسه على القصر تاركاً زكي معها...

فقد سافر ليوم واحد فقط اتي بجثمان والدته إلى مصر ثم قام بدفنها بجوار والده مرت تلك الايام عليه بصعوبه بالغه فكان وقتها لا يرغب بشئ اكثر من ان يختفي داخل غرفه مظلمه تاركاً العنان لروحه الممزقه ان تخرج كم الالم الذي يمزقه من الداخل فكل شيئ اصبح فوق طاقة تحمله من وفاة الدته لمرض داليدا و واحتمالية مرض طفله الذي لم يولد بعد كل هذا كان يضغط عليه. لكنه قاوم ضعفه هذا من اجل زوجته فقد حاول ان يظهر لها بانه بخير فلن يستطع جعلها تتحمل فوق طاقتها فيكفي مرضها وحزنها على وفاة والدته لكن رغم ذلك كانت تغدقه بحنانها تحاول التخفيف عنه رغم انه حاول قدر امكانه الا يظهر لها حزنها لكنها كانت تشعر به دون ان يتحدث...

شعر بها ترفع رأسها الذي كان مدفوناً بعنقه تنظر اليه بتفحص قبل ان تغمغم بصوت متعب لكن يتخلله الحنان مقبله خده برفق
=مالك يا حبيبي،؟!
رسم ابتسامه على شفتيه و هو يجيبها محاولاً ان يطمئنها
=ابداً و لا حاجة حبيبتي...
مررت انفها فوق انفه بحنان وهي تهمس له
=حاسة بيك مهما حاولت تبين انك كويس، و عارفة اد ايه انت مضغوط، و الوجع اللي في قلبك من فراق ماما فطيمه ربنا يرحمها.

زفر داغر ببطئ قائلاً بصوت اجش بينما يحيط وجهها بيديه
=ربنا يرحمها، كل الحكاية اني كان نفسي اشوفها و اودعها قبل...
تحشرج صوته بألم في نهاية جملته مما جعلها تطبع قبله على جبينه محاوله جعله يدرك انها تعلم ما يمر به فهي تعلم جيداً كيف يكون الشعور بفقدان الام فهو شعور موحش و مؤلم ينزق الروح.
همست بصوت مرتجف.

=علي الاقل ماتت وهي عملت اللي كان نفسها فيه من زمان عاشت مع اخوها و في المكان اللي كانت بتتمناه طول عمرها مش كده...
اومأ برأسه قائلاً و هو يبتلع الغصه التي يختنق بها حلقه
=ده اللي مصبرني. انها ماتت بعد ما عملت اللي كان نفسها، بس الفراق وحش اوي يا داليدا.
ليكمل وهو يضع يده على بطنها المنتفخه شئ بسيط
= انا دلوقتي ماليش غيرك انتي و اب...

تنحنح قائلاًً سريعاً محاولاً ان يدرك زلة لسانه التي كاد ان يقع بها فقد كاد ان يذكر طفلهم
=انتي و خالي...
ليكمل و هو يقبلها بحنان على خدها
=ربنا يخاليكي ليا يا حبيبتي...
همست داليدا باذنه بشغف
=و يخاليك ليا يا حبيبي.
ثم قامت بالضغط باسنانها على اذنه تعضه بخفه محاوله تشتيته و اخراجه من قوقعة الحزن الذي يحبس نفسه بها لتنجح بالفعل عندما ابتسم قائلاً و هو يتراجع برأسه للخلف بعيداً عن فمها
=عضاضه...

ابتسمت بينما تقرب فمها من اذنه تقبلها بلطف مرر داغر يديه بشعرها بحنان لكن توقفت يديه مغمغماً بقلق عندما رأي وجهها يتغضن بتعبير يعلمه جيداً
=ايه يا حبيبتي، عايزه ترجعي تاني.
هزت رأسها بالنفي بينما تتنفس بعمق محاوله تهدئة تقلب معدتها
=لا بس بطني. مش مرتاحه
لتكمل وهي تزفر براحه عندما بدات تقلبات معدتها تهدا
=انا مش فاهمه دوا ايه اللي يعمل فيا كل ده، طيب مفيش حاجه تانيه بديله له...

اجابها بهدوء محاولاً ان يبدو رده طبيعياً.
=ما انتي عارفه يا حبيبتي ان الدوا ده اللي الدكتور ميشيل كاتبه و مينفعش نغيره...
اومأت برأسها قائله باستسلام
=هستحمل و امري لله...
طبع قبله على جبينها وهو يغمغم
=ايه رأيك اقوم اعملك ساندوتش محترم و كوباية عصير...
هزت داليدا رأسها رافضه بينما تخفض نظرها إلى جسدها الذي بدأ بالامتلاء.

=لا مش جعانه. كفايه اكل انت كل ما تبقي فاضي تأكلني لحد ما قربت ابقي فيل فعلاً و مش هزار جسمي بدأ يتخن. بسبب كتر الاكل و قلة الحركه...
همس داغر في اذنها بصوت اجش مثير بينما يده تتلمس بلطف بطنها المتتفخه
=طيب و ايه يعني ما انا بأكلك علشان تبقي بطه حلوه، تتاكل اكل...
قاطعته داليدا بينما ترجع رأسها للخلف حتى تستطيع النظر اليه.

=بتضحك على مين يا داغر. انا و انت عارفين انك مش هتعرف تلمسني وانا كده فبلاش تضحك عليا بكلامك ده علشان تصبرني...
قاطعها داغر بحده و قد صعق من تفكيرها
=انا مبضحكش عليكي يا داليدا، انا فعلاً بحبك في كل حالاتك تخينه. رفعيه، بطه، فيل، اياً كان جسمك هيبقي شكله فانا بحبك و عايزك...
ليكمل وعينيه المشتعله بالرغبه تمر على جسدها بشغف.

=و لعلمك انا اللي مانعني مش تعبك زي ما بتقولي الدكتور قالي اننا نقدر نمارس حياتنا عادي جداً، اللي مانعني اني خايفك عليكي، و مستني مكافأتي زي العيل الصغير لما تخفي و تقومي بالسلامه...
انحني عليها هامساً باذنها بصوت قشعر له جسدها باستجابه حاره
=وقتها هخدك و نسافر على روسيا و هفضل حبسك في الكوخ لحد ما اشبع منك براحتي.

تثاقلت انفاس داليدا عندما دفن وجهه بعنقها يقبله بشغف لكنه ابتعد عنها بالنهايه ناهضاً من الفراش وهو يغمغم
=هروح احضرلك الاكل...
ثم اسرع نحو باب الغرفه مغادراً متجاهلاً اعتراضها و نداءها عليه حتى لا يضعف و يعود اليها...

دلف طاهر إلى الشقه المتهالكه التي يسكن بها هو زوجته باحدي احياء الصعيد فمنذ علمهم بمرض داليدا و اكتشاف داغر ان شهيره وراء الامر وهما يتنقلون هاربين بمحافظات مصر...
القي طاهر معطفه جانباً بينما ينهار جالساً على الاريكه المتهالكه التي لم يكن حالها افضل من حال المنزل هاتفاً بحنق
=عجبك حالنا ده، هنفضل كده كتير انا جبت اخري يا شهيره خلاص...
اجابته بحده شهيره التي كانت جالسه تشاهد التلفاز.

=قولتلك مش هسافر برا مصر الا و اختي معايا، بعدين الليله بيني وبين داغر لسه مخلصتش...
تناول طاهر بعضاً من المقرمشات الموضوعه على الطاوله مغمغماً بغضب
=و ده هنعمله ازاي اديكي شوفتي رجالته محاصرين المستشفي...
الحل الوحيد علشان نطلع نورا من هناك ان داغر هو اللي يطلعها بنفسه...
قاطعته شهيره بينما تلتف تنظر اليه بنظره ذات مغزي
=لا في حل تاني...
تأفف داغر وهو يتمتم بحده
=واللي هو،؟

نظرت اليه بنظره هو يعلمها جيداً
تجمد طاهر هاتفاً بصدمه
=شهيره انتي اتجننتي انتي ناويه تعملي كده بجد، انتي عارفه ان ده من رابع المستحيل داغر...
قاطعته شهيره ببرود بينما تهز كتفيها
=صدقني اكيد هنلاقي الوقت المناسب لده، متقلقش
تراجع طاهر للخلف يسند رأسه على مسند الاريكه مهمهماً بينما يفرك وجهه بحده
=شكلك ناويه تودينا في داهيه، ماشوف اخرتها معاكي ايه...

ابتسمت شهيره بصمت دون ان تجيب عليه تركز عينيها فوق شاشة التلفاز باهتمام ظاهري لكن في الحقيقه كان عقلها المريض منشغلاً في رسم الخطط التي تنوي بها ان تقضي على كلاً من داغر و زوجته...

بعد مرور اسبوع...
كان داغر جالساً على الفراش و داليدا جالسه بين ساقيه يستند جسدها إلى صدره بينما يقوم هو بتمشيط شعرها و جمعه فوق رأسها في كعكه عشوائيه وعندما انهي مهمته قبل جانب عنقها بحنان وهو يغمغم
=جاهزه يا حبيبتي...
ااومأت له داليدا مبتسمه قبل ان يرفعها و يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الغرفه التي جهزها خصيصاً من اجلها علاجها الطبيعي...

كانت الطبيبه التي تدعي رشا الدمنهوري واقفه بمنتصف الغرفه تنتظرهم و هي تبتسم بلطف
لكن داليدا قطبت حاجبيها في تجهم بوجهها دون ان تبادلها ابتسامتها او تقوم بالرد على تحيتها لهم...
لكنها شعرت بالغيره تنهش قلبها عندما رأت زوجها يبتسم لها ملقياً تحية الصباح عليها، فقد كانت تلك الطبيبه تتقصد التملق لداغر بينما كانت عينيها دائماً تلتمع بالاعجاب به...

وضعها زوجها بلطف على المقعد ثم اخذ يتحدث مع رشا عما تنوي فعله مع داليدا اليوم...
رأت داليدا باعين مشتعله بالغضب تلك الطبيبه تضحك بصخب على شئ قد قاله داغر مستغله الفرصه لتمرر يدها فوق ذراعه العضلي كما لو كانت حركه تلقائيه لكن رغنثم ذلك تراجع داغر للخلف على الفور بعيداً عنها...
ملتفاً إلى داليدا التي كانت تتطلع نحوهم باعين تتقافز بها شرارات الغضب موجهاً حديثه اليها غافلاً عن حالتها تلك.

=هروح ياحبيبتي اجيب علاج الصبح علشان ميعاده قرب...
لم تجيبه داليدا حيث ظلت عينيها منصبه على رشا بغضب لكنها التفت اليه عندما وقف عند الباب و هو يخرج مرسلاً اليها قبله في الهواء محاولاً مراضتها.
لكنها ادارت وجهها بعيداً بغضب فقد كان يعلم مدي كرهها لتلك الطبيبه كما انها قد طلبت منه كثيراً تغييرها لكنه رفض متحججاً بانها الافضل في مجالها.

لكن داليدا لا تهتم فتلك المرأه تتسبب في غليان دمها فور رؤيتها لها فدائماً ترتدي ملابس قصيره مبتذله و تتصنع الرقه بطريقه مستفزه اثناء حديثها مع داغر بينما عينيها الوقحه كانت تتأكل جسده حياً.
راقبتها داليدا وهي تقترب منها بخطوات متمهله حتى وقفت امامها قائله بينما تجلس على عقبيها امام مقعدها
=مش فاهمه واحد زي داغر الدويري صابر عليكي ليه...
لتكمل بفحيح حاد وهي ترمق داليدا من الاعلي للاسفل باحتقار.

=واحده زيك مبتقدرش تحرك حتى صابع واحد. ازاي خلتيه يبقي زي الخاتم في صباعك كده...
قاطعتها داليدا بحده و قد اشتعل جسدها بالغضب
=علشان جوزي، جوزي اللي بيحبني و عنده استعداد يضحي بروحه علشاني...
ضحكت رشا ساخره مرجعه رأسها للخلف
=جوزك و يضحي بروحه علشانك! تصدقي انك غلبانه اوي وصعبتي عليا...

يا حبيبتي انا في مهنتي دي بقالي عشر سنين مر عليا فيهم ازواج اشكال و انواع كلهم كانوا زي جوزك كده ملهوفين على مراتاتهم في الاول و اول ما ييأسوا من شفائهم بيرموهم في اي مستشفي متخصصه بعدين يتجوزوا من اول جديد و يعيشوا حياتهم، وينسوا اللي مرميه في المستشفي دي كانها مدخلتش حياتهم اصلاً...

ابتلعت داليدا الغصه المؤلمه التي تشكلت بحلقها فور سماعها كلماتها تلك لكنها هزت رأسها بقوه رافضه تصديق بان داغر يمكنه فعل ذلك بها فهو يحبها وهي تثق بحبه هذا...
=دي الرجاله الناقصه، وانا جوزي مش ناقص...
ضحكت رشا ساخره بينما تلقي شعرها خلف ظهرها بحركه متكبره
=خليكي عايشه في وهمك اخرك يا حبيبتي هيبقي في جناح في المستشفي بتاعتي متقلقيش هختارلك احسن جناح عندي...
لتكمل وهي تلوي شفتيها في ابتسامه خبيثه.

=مهما كان هتبقي طليقة جوزي برضو...
صرخت داليدا بها بغضب بينما عينيها تلتمع بشراسه مرهبه
=انتي بتقولي ايه يا حيوانه انتي، انتي اتجننتي...
اجابتها رشا ببرود غير متأثره بغضبها هذا
=اللي سمعتيه كل الرجاله في الوقت اللي فيه جوزك بيبقي ضعيف و مع اقل محاوله من اي ست بيقع على طول...
قاطعتها داليدا صائحه بشراسه وقد اعماها غيرتها و غضبها
=مش داغر اللي يبص لواحده زيك، لانه ببساطه متعودش ياكل من الزباله...

اطلقت رشا صرخه صادمه من تلك الاهانه لكنها سرعان ما تمالكت نفسها قائله ببرود محاوله استفزازها
=مش هرد عليكي علشان عذره اللي انتي فيه، مش سهل العز ده كله يضيع من ايدك، و لا انك تخسري واحد في جمال و شخصية جوزك...
لم تشعر داليدا بنفسها الا و هي تندفع بجسدها للامام نحوها محاوله مهاجمتها مما جعل جسدها يسقط من فوق المقعد على الارض حاولت التحرك لكنها لم تستطع بسبب عجز قدميها و يديها...

دفنت وجهها بالارض تحبس دموعها عندما سمعت رشا تطلق ضحكه ساخره صاخبه مما جعل داليدا ترغب بالموت في هذه اللحظه.
رأتها وهي تجلس على عقبيها بجانبها بينما تهتف بحزن و دراما
=داليدا هانم...
لتعلم داليدا ان داغر قد عاد رأته بطرف عينيها يتجمد بمكانه عدة لحظات فور رؤيته لها بهذا الوضع لكنه سرعان تحرك من مكانه مندفعاً نحوها وهو يطلق لعنه حاده ملقياً ما كان بيده...

رفعها على الفور بين ذراعيه جالساً على المقعد وهي لازالت بين ذراعيه تجلس على ساقه دفنت وجهها بعنقه و هي تنفجر باكيه...
هتف داغر برشا بغضب هو يمرر يده فوق جسد داليدا بلهفه بحثاً عن اي اي ضرر بها
=ايه اللي حصل، ازاي وقعت بالشكل ده
اجابته رشا متلعثمه
=اصرت انها تقوم بنفسها و رفضت ان اساعدها...
قاطعتها داليدا التي كان لا يزال وجهها مدفون في عنق داغر
=كدابه هي اللي وقعتني...

لتكمل متجاهله شهقت رشا المنصدمه من كذبها فلم تكن تتوقع ان تفعل ذلك بينما تزيد من بكائها حتى يقتنع داغر بصدقها
=زقتني من على الكرسي وقالتلي اني عاجزه ومش هقدر اقوم لوحدي كانت بتذلني...
صرخت رشا مقاطعه اياها
=كدب والله كدب يا داغر بيه محصلش اي حاجه من دي هي اللي وقعت لوحدها لما...
قاطعها داغر متمتماً بصوت حاد كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بقسوه
=خدي حاجتك و اطلعي برا...

همست رشا بتردد والغضب يشتعل بداخلها فور ان رأت الابتسامه المرتسمه على شفتي داليدا التي رفعت رأسها قليلاً عن عنق داغر حتى تنظر اليها نظره تمتلئ بالشماته و التشفي
=داغر بيه انت م...
لكن داغر لم يدع لها الفرصه لتكمل حديثها صارخاً بها بصوت اهتزت له ارجاء المكان
=قولت اطلعي برا...

اسرعت رشا على الفور بلملمت اشياءها قبل ان تفر هاربه من امامه و قد ارعبها غضبه هذا لكنها كانت تتوعد لداليدا في ذات الوقت فهي لن تمرر اهانتها تلك مرور الكرام...
فور ان غادرت الغرفه غمغم داغر بحده لداليدا التي كانت لا تزال تدفن وجهها بعنقه
=ارفعي راسك يا داليدا و كفايه تمثيل خلاص مشت...
زاددت داليدا من انتحابها رافضه رفع وجهها عن عنقه مما جعله يهتف بحده بها
=داليدا...

مما جعلها ترفع رأسها عن عنقه تنظر اليه باعين متسعه تدعي البرائه لكنه لم يتأثر بذلك مغمغماً بحده
=ممكن اعرف كدبتي ليه و ايه شغل العيال اللي عملتيه ده...
هتفت داليدا بحده وهي تخرج من دور البرائه التي كانت تتقمصه
=و لما انت عارف اني كدابه طردتها ليه يا سي داغر.؟
قاطعها داغر بينما يشدد من ذراعيه حولها
=علشان انا عمري ما هكدبك قدام حد، حتى لو عارف و متأكد من كدبك يا داليدا...

ليكمل بغضب و هو يرفع وجهها اليه الذي اخفضته
=انا عارف انك مكنتيش طيقاها من الاول بس دي كانت احسن دكتوره علاج طبيعي في مصر و ايدك و رجلك بدئوا يتحسنوا معاها. قوليلي سبب للي عملتيه ده...
اجابته داليدا بصوت مرتجف
=هقولك...
ثم بدأت تخبره بكل ما فعلته و قالته لها رشا لكنها توقفت منتفضه فازعه عندما سمعته يطلق سباب قاسي لم تسمعه يطلقه من قبل...
=و ديني لاندمها على كل حرف قالته...

احاط وجهها بيديه وهو يكمل بينما عينيه تتفحصها بحذر
=طبعاً انتي مصدقتهاش، وعارفه كويس انتي بالنسبالي ايه.
اومأت داليدا برأسها قائله
=طبعاً مصدقتهاش...
طبع قبله رقيقه على شفتيها قبل ان يغمغم وهو يزيد من احتضانه لها شاعراً بالراحه...
=بكره هكلم دكتور ميشيل و هخليه يشوف لنا دكتوره جديده تتابع معاكي العلاج الطبيعي...
قاطعته بحده وهي تتطلع اليه باعين نصف مغلقه يملئها التحدي والغضب
=تقصد دكتور مش دكتوره...

دفع داغر اصبعه في جبينها يدفع رأسها للخلف و هو يضحك قائلاً وهو يشعر بالفرح من غيرتها تلك
=دكتور، دكتوره، الاحسن هجيبه يا داليدا...
ليكمل بتحذير وهو ينهض حاملاً اياها بين ذراعيه
=و مش عايز جنان يا داليدا و اعقلي...
التوت شفتيه في ابتسامه مرحه عندما سمعها تهمهم غاضبه بصوت منخفض بكلمات غير مفهومه.

اتجه بها نحو السير المخصص للمشي المجهز خصيصاً لحالتها حتى يقوم معها بالتمارين اليوميه انزلها على قدميها بلطف عليه قبل ان يتناول الحزام الذي احاط خصرها به ثم عقده حوله خصره بحيث اصبح جسدها مثبتاً على جسده فقد كانوا يفعلوا هذا التمرين يومياً معاً و قد احرزت داليدا تقدماً به حيث اصبحت تستطع الخطو عدة خطوات برغم بطئها في اتخذهم الا ان هذا يعد تقدماً كبيراً لكنها في ذات الوقت لا تستطع فعلها بمفردها يجب ان يكون جسدها مثبتاً بشئ مثل جسده...

احاط كتفيها بذراعه و بيده الاخري احاط بفخدها همس باذنها
=يلا يا حبيبتي حاولي تتحركي.
اومأت داليدا برأسها ببطئ محاوله تحريك قدمها ببطئ بينما داغر يشدد من ذراعيه حولها مسانداً اياها.

رفعت قدمها ببطئ منزله اياها بصعوبه على السير لتخطو اول خطواتها ثم اتبعتها قدمها الاخري بعد عدة لحظات طويله بالنسبه إلى داليدا التي كانت تلهث بتعب شعرت بداغر يقبل جانب عنقها هامساً لها بحنان في اذنها مشجعاً اياها بان تكمل ظلوا على وضعهم هذا اكثر من نصف ساعه حتى همست داليدا متعبه وقد تجمع العرق على جبينها من شدة المجهود الذي بذلته.
=داغر، معتش قادره كفايه كده النهارده...

اومأ لها بالموافقه بينما يقبل جبينها بحنان ثم رفع يديها و وضعها حول عنقه وهو يغمغم
=اخر حاجه، و نخلص...
ليكمل وهو يعدل من يديها حول عنقه
=شدي ايدك يا حبيبتي يلا...
ظلت داليدا تحاول فعلها مما اتخذ منها بعض الوقت لكنها في النهايه استطاعت فعلها و برغم ضعف قبضتها الا انها فعلتها مرجعه نصف جسدها العلوي للخلف بينما يديها تتشبث بضعف بعنق داغر الذي اشرق وجهه بابتسامه فرحه...
=الحمد لله كل يوم التحسن بيزيد...

اومأت داليدا بالموافقه وهي تبتسم بسعاده هي الاخري...
قرب وجهه من وجهها حتى اصبحت انفاسه الدافئه تلامسها برقه هامساً بصوت مرتجف بينما عينيه مسلطه على شفتيها بجوع
=خلاص مبقتش قادر...
زفر ببطئ محاولاً التحكم في نفسه مجبراً ذاته على الابتعاد عنها لكن اندفعت داليدا تطبق بشفتيها على شفتيه رافضه جعله يهرب منها همهم داغر بصوت مختنق بالاعتراض لكنه سرعان ما ابتلع اعتراضه هذا عندما عمقت قبلتها له...

احاط جسدها بذراعيه مشدداً من احتضانه له حتى اصبح جسدهما متلاصقان بشده...
بينما تولي داغر زمام الامر مقبلاً اياه بالحاح و شغف كما لو كان شخص يشعر بالعطش تائهاً بصحراء جرداء و هي كانت ينبوع المباه البارد الذي عثر عليه...
اضطر اخيراً ان يفصل قبلتهم تلك عندما احتاجت رئتهما للهواء...
اسند جبينه على جبينها مستنشقاً انفاسها الحاره اللاهثه بشغف.

طابعاً قبلة حنونة على خدها و عنقها وهو يشدد من احتضانه لها بينما قامت هي بدفن وجهها بصدره بينما لايزال يحتضنها اليه كما لو كانت اغلي شئ بحياته. و لكنها كانت الحقيقه بالفعل فهي اغلي و اجمل شئ في حياته.

في وقت لاحق...
كانت داليدا مستلقيه على الفراش تشاهد التلفاز بعد ان قام داغر بتحميمها و تبديل الملابس التي كانت ترتديها اثناء التمارين باخري مريحه و نظيفه و اطعامها الطعام الذي اعدته صافيه...

اندلع صوت رنين الهاتف المنزلي الذي كان موضوع على الطاوله التي كانت بجانب الفراش لكن بالطبع لم تستطع داليدا الوصول اليه و الرد نادت على داغر الذي كان بالحمام يتحمم لكنه لم يستطع سماعها بسبب صوت المياه المتدفقه...
ظل يرن الهاتف عدة لحظات قبل ان يتحول الاتصال إلى المجيب الالي...
سمعت صوت الطبيبه يخرج من السماعات الخارجيه للهاتف.

=طبعاً عارفه انك مش هتعرفي تردي بسبب ايدك المشلوله، وبما ان جوزك مردش على التليفون يبقي مش جنبك...
تشدد جسد داليدا فور سماعها كلماتها الجارحه تلك لكن شحب وجهها حتى اصبح كشحوب الاموات عند سماعها تكمل بسخريه
=انا بتصل بيكي علشان اخد حقي. مش رشا الدمنهوري اللي تطرد من بيت حد و علشان خاطر واحده زيك...
انتي يا حبيبتي حامل وجوزك اللي بيموت فيكي ده مخبي عليكي...

عارفه مخبي عليكي ليه لانك حامل في طفل مشوه، اتمني يكون الخبر ده موتك من جواكي...
ثم اغلقت الخط دون اي مقدمات شعرت داليدا بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها
اخفضت عينيها تنظر إلى بطنها المنتفخه قليلاً بانفس منحبسه والدموع متحجره بعينيها المحتقنه شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها و قد بدأت فهم جميع الاعراض التي كانت لديها و داغر كذب بشأنها...

خرج نشيج متألم من حلقها فاليوم الذي يجب ان تكون به اسعد امرأة تحول إلى كابوس بشع...
فحملها لطفل من داغر هو كان اكثر شئ تتمناه في حياتها لكن لما عندما تحقق ذلك تحقق بابشع طريقه ممكنه، حامل بطفل مشوه، شعرت بقبضة حادة تعتصر قلبها لما، لما يحدث معها هذا، ماذا فعلت في حياتها حتى يحدث لها كل هذا...

انفجرت باكيه بشهقات تمزق القلب حيث لم تعد تتحمل كل ما يحدث معها فهذا اصبح اكثر من طاقتها الضعيفه ان تتحمله...
خرج داغر من الحمام يجفف شعره بمنشفه صغيره بين يده لكن تجمدت حركته فور سماعه لصوت بكاء داليدا الواضح رفع رأسه ليجدها منهاره في البكاء القي بالمنشفه بعيدا بينما يتجه اليها مسرعاً وهو يهتف بقلق
=مالك، مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه...

ظلت داليدا تتطلع اليه بصمت وهي تبكي بسده غير قادره على التفوه بكلمه واحده مما جعله يصعد بجانبها على الفراش جاذباً اياها بين ذراعيه يحتضنها هامساً في اذنها بكلمات مهدئه محاولاً بث الاطمئنات بها معتقداً ان حالات الخوف من مرضها قد عادت اليها مره اخري لكنه تجمد جسده بصدمه فور سماعها تهمس بنشيح متألم من بين شهقات بكائها
=هو انا حامل بجد،؟
لتكمل بينما بكائها يزداد
=و البيبي. البيبي مشوه،؟

تنفس داغر بعمق ملتقطاً انفاسه المرتجفه قبل ان يجيبها بهدوء مصطنع يعاكس للخوف الذي يعصف بداخله
=اها يا حبيبتي حامل...
وعندما هم ان يكمل باقي جملته قاطعته هامسه بصوت مرتجف و قد ازداد احمرار وجهها من بكائها الذي ازداد بقوه
=و البيبي، البيبي مشوه،؟!
اسرع داغر يحيط وجهها بيديه هامساً بصوت معذب وهو يسند جبهته فوق جبهتها و عينيه مسلطه بعينيها.

=البيبي مفيش فيه حاجه. لسه مفيش حاجه مؤكده، ده احتمال ضعيف الدكتور قاله بسبب الحبوب اللي خدتيه و انتي حامل...
ارجعت داليدا رأسها للخلف بعيداً بحده
=حبوب ايه. انا كنت باخد بالي و مكنتش باخد اي حبوب ولا مسكنات علشان لو حصل حمل مضرش البيبي...
ابتلعت باقي جملتها شاهقه بفزع وقد شحب وجهها بشده فور تذكرها لتلك المرة التي تناولت بها حبه مسكنه منذ شهرين عندما اصابها صداع نصفي همست بشفتين مرتجفه.

=انا خدت حباية مسكنه لما كنت تعبانه.
ازداد نحابها وهي تبكي بشهقات ممزقه حاده
=يعني انا، انا السبب، انا اللي عملت كده، فيه...
قاطعها داغر بقسوه و نفاذ صبر وقد اغضبه مدي ساذجتها
=داليدا، اهدي. و اكيد مش الحبايه اللي خدتيها هي اللي عملت كده، الحبوب اللي اقصدها هي الحبوب اللي كانت الكلبه مروه بتدهالك بالاتفاق مع شهيره و الحبوب دي هي برضو اللي اتسببت في تعبك...

اخفضت عينيها إلى يديها وقدميها و هي لا تصدق ما تسمعه هامسه بصوت مرتجف ممتلئ بالعذاب والالم
=ليه، عملت فيهم ايه علشان يعملوا فيا كل ده، عمري ما اذتهم و لا عمري اذيت اي حد في حياتي، بالعكس انا دايماً اللي الكل بيأذيني، لكن انا. انا مبأذيش حد...
احتضنها داغر بقوه محاولاً تهدئتها لكنه رفع رأسه بحده عند سماعه كلماتها التاليه
=و انا انا اللي كنت هبله و فاكره ان كل الل حصلي بسبب النوبات اللي كانت بتجيلي...

قاطعها داغر بحده بينما يركز عينيه عليها بتركيز
=نوبات ايه اللي بتجيلك،؟!
نظرت اليه داليدا بتردد قبل ان تبدأ باخباره بما حدث لها بداية من موت والدتها و حياتها البائسه بمنزل خالها و النوبات التي بسببها اختبئت بالمنزل و مرضها بالفتره الاخيره التي بسببه ابتعدت عنه...
عندما انتهت ظلت صامته تتطلع بحرج إلى داغر الذي كان يسلط نظراته عليها و عينيه تلتمع بشيئ لأول مره تراه بهم...

بينما كان داغر يتطلع اليها شاعراً بقلبه يعتصر بداخله لما تعرضت له حبيبته منذ صغرها على يد خالها المختل الذي اقسم بان يجعله يندم على كل ما فعله به...
شعر بغصه بقلبه عندما تخيل انطوائها داخل غرفتها كل تلك السنين بسبب مرضها فقد كانت طفله وحيده لم يراعها احد ابداً بحياتها بعد وفاة والدتها.
انحني عليها مقبلاً وجهها ممطراً اياها بقبلات متتاليه حنونه وهو يقسم لها من بين قبلاته بانه سيعوضها عن كل ما مرت به.

دفنت داليدا وجهها بعنقه بينما قلبها يكاد ينفجر من شدة حبها له...
لكنها رفعت رأسها تجيبه عندما سألها من اين علمت عن حملها لتخبره عن محادثه الطبيبه رشا لها...
راقبت وجهه يشتعل بغضب عاصف وهو يتناول هاتفه بحده من فوق الطاوله متحدثاً به إلى شخصاً ما مخبراً اياه انه يرغب بغلق مشفي خاصه باسم رشا الدمنهوري و انه ينتظر خبر اغلاقها على الغد بالكثير...
فور ان انهي المكالمه سألته داليدا بصوت مرتجف.

=هو انا حامل في الشهر الكام...
وضع داغر الهاتف من يده على الطاوله قبل ان يلتف اليها ويجذبها بين ذراعيه مره اخري.
=بكره هتبقي في نص الشهر ال3. و علشان كده بكره هنروح نعمل الاشاعه اللي هيطمنا باذن الله على وضع البيبي.
اومأت داليدا برأسها بصمت وهي تلتقط نفس مرتجف بينما الخوف يتملكها مما جعل داغر الذي كان خوفه ليس اقل من خوفها هذا لكنه كان يحاول التماسك من اجلها احتضنها بقوه إلى صدره هامساً باذنها.

=هيبقي كويس باذن الله متخفيش...
دفنت وجهها بعنقه مغلقه العينين بقوه وهي تدعي الله بصوت منخفض بان ينجي طفلها من اثر هذا الدواء اللعين.

في اليوم التالي...

كانت داليدا مستلقيه على الفراش المعد للفحص واجراء الاشعه بينما كان داغر يجلس على المقعد الذي بجانب الفراش يمسك بيدها بين يده يضغط عليها بقوه وهو يقبل رأسها بحنان محاولاً تهدئتها و تهدئة نبضات قلبه التي كانت تتقافز في صدره بجنون بينما يشاهد الطبيب يجري تلك الاشعه انحبست انفاسه داخل صدره فور رؤيته لصورة طفلهم تظهر بالشاشه فقد كان عباره عن شئ ليس له ملامح واضحه لكنه وقع صريعاً في حبه في الحال.

اخفض عينيه إلى زوجته التي انفجرت باكيه فور رؤيتها له هي الاخري...
اخذ طبيب يجري فحصه عدة دقائق مرت عليهم كما لو كانت عمراً باكمله...
استدار اليهم بالنهايه و ابتسامه واسعه تملئ وجهه قائلاً...
=الحمدلله. كل حاجه تمام. و الجنين بخير
همس داغر بصوت مختنق و هو يحاول ان يسيطر على ارتجافة يده بينما عينيه معلقه بشغف على شاشة التلفاز التي تعرض طفلهم.
=بجد. بجد يا دكتور. طيب و التشوهات، و ال...

قاطعه الطبيب على الفور
= ولا تشوهات ولا اي حاجه الطفل بخير و الحمد لله بنسبه 95%...
و ال5% الباقيه هنتاكد منهم في الشهر الخامس باذن الله لما نعمل الاشعه ال4d، اطمنوا خالص...
انحني داغر يحتضن وجه داليدا التي كانت تبكي بانتحاب شديد محاولاً مقاومة دموعه هو الاخر...
تنحنح الطبيب قائلاً بابتسامه بشوشه بينما يجمع متعلقاته
=عن اذنكوا...
ثم خرج من الغرفه مانحاً لها بعض الخصوصيه مقدراً اللحظه التي يعيشونها.

همس داغر باذنها بصوت اجش
=مبروك. مبروك يا حبيبتي...
اجابته داليدا وابتسامه مشرقه تملئ وجهها والفرحه تتقافز من عينيها الباكيه
=الله يبارك فيك يا حبيبي، الحمدلله. الحمد لله
لتكمل وهي تدير رأسها تطبع قبله فوق كف يده التي تستريح على خدها
=لازم نطلع حاجه لله...
اومأ برأسه قائلاً وهو يهتف بفرح
=هكلم زكي وهخليه يجهز كل حاجه...
ليكمل و هو يقبل جبينها
=فضلي فرحه واحده بس و انك تقوميلي بالسلامه، و هانت باذن الله.

ابتسمت له قائله برضا و راحه
= انا بعد ما اطمنت على البيبي مش عايزه حاجه من الدنيا خلاص...
قاطعها داغر قائلاً
=بس انا عايز، عايزك تقومي من تاني على رجلك و تجنيني معاكي زي الاول، و تقوميلي بالسلامه انتي و البيبي...
همست داليدا بينما ترفع رأسها اليه محاوله تقبيله على شفتيه مشاغبه اياه فهي تعلم انه لن يفعلها بسبب انهم في غرفة الفحص بالمشفي...

لكنه فاجأها عندما استولي على شفتيها مقبلاً اياها بشغف حاولت ارجع رأسها للخلف و فصل قبلتهم تلك لكنه احاط وجهها بيديه مثبتاً رأسها بينما يعمق قبلته، و التي لم يفصلها الا بعد عدة لحظات طويله
هتفت داليدا بانفس لاهثه
=ايه اللي انت عملته ده، احنا في المستشفي...
التوت شفتيه في ابتسامه كسوله وهو يجيبها بمرح و الراحه باديه على وجهه
=انتي اللي بدئتي...
ثم انحني عليها مقبلاً خدها هامساً بشغف
=بحبك يا شعلتي...

ابتسمت داليدا فور سماعها كلماته تلك
=وانا بموت فيك يا قلب و روح شعلتك...
اسند جبهته على جبهتها يتطلعان باعين بعضهم البعض وهم يحفرون تلك الذكري في عقلهم و قلبهم...

بعد مرور اسبوعين...
وضع داغر داليدا برفق على الاريكه بداخل الغرفة المخصصه لها لمشاهدة التلفاز و القراءه.
معدلاً من وضعية استلقائها على الاريكه واضعاً وساده خلف ظهرها قبل ان يبتعد و يتفحص بطنها التي اصبحت منتفخه بشكل ملحوظ فقد اصبحت داليدا في شهرها الرابع من الحمل...

و برغم التقدم الملحوظ في حالة كلاً من يديها و قدميها الا انها لازالت لا تستطيع الوقوف على قدميها بمفردها او تحريك يديها بشكل كامل...
انحني جالساً على عقبيه امامها بعد ان شغل التلفاز على فيلم تحبه مبعداً الشعر المتناثر على عينيها إلى خلف اذنها
=عايزه حاجه مني يا حبيبتي قبل ما ادخل المكتب...
هزت رأسها قائله بابتسامه واسعه
=لا يا حبيبي شكراً انا هتفرج على الفيلم ده تكون انت خلصت شغلك...

اومأ برأسه منحنياً مقبلاً رأسها ثم دفن رأسه في بطنها يقبلها بحنان كما لو كان يقبل طفلهم قبل ان ينهض و يتركها و يدخل مكتبه حتى ينهي سريعاً بعضاً من اعماله التي تراكمت عليه بسبب عدم ذهابه للعمل طوال الاشهر الماضيه بسبب مرافقته الدائمه لداليدا...
فهو ايضاً خلال الفتره هذه لا يذهب لاي من شركاته لكنه يتابع العمل من خلال مكتبه الذي بالمنزل حتى يكون مع داليدا في ذات الوقت...
بعد مرور ساعه...

كان كامل تركيز داغر ينصب على الاوراق التي امامه عندما سمع صوت صراخ داليدا الفازع و الذي شق سكون المكان من حوله انتفض على الفور ناهضاً بسرعه جعلت مقعده يقع على الارض محدثاً ضجه عاليه لكنه لم. يبالي حيث ركض خارجاً من الغرفه وقلبه يعصف بداخله من شدة الخوف و الفزع...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كان كامل تركيز داغر ينصب على تلك الاوراق التي امامه عندما سمع صوت صراخ داليدا الذي شق سكون المكان من حوله انتفض على الفور ناهضاً بسرعه جعلت مقعده يقع على الارض محدثاً ضجه عاليه لكنه لم يبالي حيث ركض خارجاً من الغرفه وقلبه يعصف بداخله من شدة الخوف و الفزع...
دلف سريعاً إلى الغرفه التي بها زوجته يهتف بانفس لاهثه و الفزع والقلق قد تملكا منه معتقداً بان شئ قد اصابها
=داليدا، في ايه حص...

لكنه توقف بمدخل الباب جامداً في مكانه مبتلعاً باقي جملته عندما رأي امامه ذاك المشهد الذي هز كيانه...
كانت داليدا تجلس في مكانها بينما تمسك بين يديها جهاز التحكم الذي كان على الطاوله التي بجانبها بوقت سابق...
اخذت داليدا تلوح بيدها الممسكه بجهاز التحكم رافعه يديها الاثنين للاعلي و الاسفل محاوله اظاهر له قدرتها على تحريك يديها و هي تنظر اليه بابتسامه يملئها الفرح و السعاده...

حاول داغر ابتلاع الغصه التي تشكلت بحلقه محاولاً السيطره على انفعالاته المتصاعده بداخله قائلاً بصوت مرتجف بعض الشئ هو يشير إلى مكان وقوفه عند مدخل الغرفه
=حاولي تقومي و تعالي هنا ياحبيبتي.
نظرت اليه داليدا باعين متسعه بالخوف و قد اختفت ابتسامتها تهز رأسها برفض
=لا يا داغر مقدرش، هقع...

لكن داغر قاطعها بصرامه محاولاً عدم التأثر بالخوف المرتسم على وجهها هذا فيجب عليه الضغط عليها حتى تتخذ تلك الخطوه بنفسها
=داليدا اقومي اقفي، و حاولي تجيلي هنا...
هزت رأسها برفض وقد بدأت دموعها بالانهمار على خديها
=خايفه...
كان يهم بالاقتراب منها حتى يأخذها بين ذراعيه و اطمئنانها لكنه تراجع مثبتاً قدميه في الارض حتى لا يتحرك نحوها فهذه اهم خطوه زفر قائلاً بصوت جعله صارم قدر الامكان
=داليدا...

اخذت تنظر اليع بعينيها الدامعه عدة لحظات قبل ان تضع ببطئ و تردد قدميها على الارض امسكت يدها بمسند الاريكه تستند عليه وهي تنهض واقفه ببطئ و خوف على قدميها المرتجفه بينما
ضربات قلبها تضرب بجنون داخل صدرها اخفضت عينيها على قدميها تصب كامل اهتمامها عليها عندما استطاعت الوقوف بنجاح لكنها رغم ذلك كانت تستعد لان تخونها قدميها و تسقط للخلف على الاريكه في اي لحظه لكن لصدمتها ظلت واقفه بثبات بمكانها...

كان داغر واقفاً يتابع حركتها تلك و هو يحبس انفاسه داخل صدره بترقب و خوف همس لها يحثها بلطف وهدوء على ان تتحرك من مكانها...
=سيبي الكنبه، و اتحركي لقدام يا حبيبتي...
رفعت داليدا عينيها اليه ليقرأ على الفور مدي خوفها الذي كان لا يقل عن خوفه و رعبه من ان لا تستطع التحرك...
شاهدها بخوف و قد توتر فكيه و هي تأخد اولي خطواتها ببطئ ثم اتبعتها باخري مرتجفه بطيئه ثم تبعتها اخري و اخري...

راقبها باعين متسعه و هي تتجه نحوه بخطوات سريعه مهزوزه بعض الشئ لكنها بالنهايه استطاعت التحرك و المشي إلى حد ما بشكل طبيعي.
لم يستطع الوقوف في مكانه ثابتاً اكثر من ذلك فاندفع نحوها يقابلها في منتصف الطريق يضمها بقوه اليها و هو يغرق وجهها بقبلات سريعه...

انهار جالساً على الارض و هي بين ذراعيه تجلس على ساقه دافنه وجهها بصدره باكيه بصوت منخفض بينما كان لايزال يقبل رأسها و هو يحمد الله على شفائها شدد من احتضانه لها ليظلوا على وضعهم هذا بعض الوقت يستكينوا بين ذراعي بعضهم يتمتعان بدفأ و حنان بعضهم...
لكن زفر داغر بقوه عندما شعر باصابع داليدا تعبث بازرار قميصه تفتحتها ببطئ امسك بيدها هامساً بصوت متحشرج
=بتعملي ايه،؟!

اجابته داليدا بصوت منخفض عابث بينما اصابعها مستمرة بفتح. الازرار
=و لا حاجة...
قاطعها داغر بصوت مختنق حذر
=داليدا.
همست بينما بدأت شفتيها تمر فوق عنقه تقبله بلطف
=نعم...
ابتلع داغر بصعوبه وهو يهمس معترضاً عندما بدأت قبلاتها تصبح اكثر الحاحاً
=مش احنا اتفقنا مش هنعمل حاجه الا لما نطمن عليكي...
هزت رأسها بالايجاب قائله بصوت اجش
=و انا بقيت كويس...
لتكمل وهي تمرر يديها تحيط كتفيه
=مش انا بقيت كويسة...

ابتلع بقوه و هو يتنفس بعمق محاولاً عدم التأثر بلمسات يديها على جسده التي تكاد ان تطيح بعقله
=طيب، هكلم دكتور ميشيل يجي يشوفك و نطمن ع...
قاطعته داليدا رافعه وجهها عن عنقه لتستولي على شفتيه تقبله بشغف غارزة اصابعها بشعره الكث الحريري متنعمه بملمسه الحريري التي حرمت منه طوال فترة مرضها.
حاول داغر دفعها بعيداً محاولاً مقاومتها لكنه لم يعد يستطع الصمود اكثر من ذلك.

زمجر بقوة محيطاً رأسها بيده متولياً زمام الامر من ثم نهض و هو يحملها بين ذراعيه متوجهاً بها نحو غرفتهم و هو لا يزال يقبلها بشغف...

بعد مرور ثلاثه اشهر...

كانت داليدا واقف بمنتصف الغرفه التي تم تحديدها كغرفة لطفلهم القادم بعد شهرين فقد اختاروا تلك الغرفه التي تبعد عن جناحهم بغرفه واحده حتى يصبحوا بجانب طفلهم دائماً مررت داليدا يدها بحنان على بطنها المنتفخه بشكل ملحوظ فقد اصبحت بالشهر السابع، و طفلها ينمو بشكل جيد كما اكد لها الطبيب عندما قاموا باجراء الاشعه ال4d عند بلوغها الشهر الخامس من الحمل حيث طمئنهم على انه لا يوجد تشوهات به...

اتسعت ابتسامتها عندما شعرت بذراعي داغر تحيط بها من الخلف مسنداً ذقنه على رأسها بعد ان قبل عنقها بحنان
=برضو بدأتي من غيري...
استدرات بين ذراعيه لتصبح مواجهه له قائله بلوم
=انت اللي اتأخرت...
اجابها و هو يقبل خدها محاولاً مراضتها
=معلش يا حبيبتي، و الله كان عندي شغل كتير خلصت على طول و جيت...

ليكمل و هو يتأمل غرفة طفلهم التي اصرت داليدا على تجهيزها بنفسها رافضة الاستعانة باي من الخبراء الذين اتي بهم اليها قائله بانها غرفة طفلهم و يجب ان يجهزوها بانفسهم حتى تكون ذات طابع خاص...
هتفت داليدا بحماس و هي تشير بيدها نحو جدران الغرفه التي اصبحت الونها مزيج من الازرق و الابيض بتموجات رائعه
=ايه رأيك،؟
رفع داغر يديها إلى فمه يقبلها برقه
=تحفه يا حبيبتي تسلم ايدك...
ليكمل بلوم وهو يخفض يدها.

=بس برضو مكنش ينفع تشتغلي لوحدك...
احاطت عنقه بذراعيها ترتفع على قدميها التي اصبحت تستطع تحريكها بشكل طبيعي...
=يا حبيبي صحيت بدري و كنت زهقانه فقولت اتسلي فيها...
لتكمل بينما تنزع عنه سترة بدلته
=لسه الرسم تعالي ساعدني يلا...
طبع داغر قبله على رأس انفها و هو ينزع سترته واضعاً اياها جانباً...
لكنه غمغم بشك عندما رأي داليدا تمسك فرشاة للرسم بيدها.

=داليدا، مش هتعرفي ترسمي حرام كل اللي عملتيه يبوظ استني لبكره و هكلم رس...
قاطعته داليدا مبتسمه
=لا هعرف.
ثم بدأت بالرسم بالفرشاه ببراعه و هي تكمل
=انا اصلاً بحب الرسم من زمان، ماما على طول كانت بتشجعني. و خالي بعد ما ماما ماتت كان بيجبلي ادوات رسم جديده كل فتره علشان يشغلني بها عنه و مقرفوش...
اطلقت تنهيده طويله قبل ان تسترد بتفكير
=تعرف يا داغر ساعات بفكر انه كتر خيره برضو...

يعني انه قبل يربي طفله و هو مكنش لسه كمل ال24 سنه كان ممكن يرميني في اي دار ايتام و يرفض يربيني...
ابتلعت باقي جملتها عندما شعرت بيد داغر تجذبها من ذراعها وتديرها نحوه لتراه يتطلع اليها بنظره غريبه
لكنه زفر بعمق قبل ان يتحدث بهدوء.

=داليدا متبقيش طيبه اوي كده، خالك معملش كده لوجه الله اللي اعرفه ان مامتك كان لها مبلغ كبير كنهاية خدمه بعد وفاتها وكان المفروض يبقي ليكي و خالك استلمه لو كان سابك في اي دار ايتام مكنش قدر ياخد المبلغ ده...
التوت شفتي داليدا قائله بصوت يملئه الحسره
=حتي دي طلع ندل فيها...
ابعد داغر باصابعه شعرها إلى خلف اذنها مقبلاً جانب عنقها بحنان
=انسيه، و انسي اي حاجه ممكن تزعلك بعدين هو انا مش مكفيكي ولا ايه...

ليكمل وهو يمرر يده بحنان على انتفاخ بطنها
=و يامن باشا، عايزاه يزعل هو كمان...
تنهدت داليدا وهي تضع يدها فوق يده التي تستريح على بطنها هامسه بصوت حالم مبتهج باسم طفلهم الذي اختاروه سوياً
=يامن...
ابتسمت رافعه نظرها اليه قائله بفرحه
=مش متخيل يا داغر انا مستنياه ازاي، يامن ده هيبقي قلبي، الفرحه اللي هتنور دنيتي...
قطب داغر حاجبيه بوجهها مغمغماً بغضب.

=الله الله يا ست داليدا، بقي سي يامن قلبك، و انا بقي ابقي ايه. خلاص راحت عليا يعني...
ضحكت داليدا وهي تحيط عنقه بذراعيها تشد جسدها اليه و هي تغمغم
=لا طبعاً، ده انت قلبي و روحي و عمري و حياتي كلها...
لتبدأ تمطر وجهه بقبلات رقيقه عندما وجدته لا يزال مقطب الوجه حتى وصلت إلى اذنه قبلتها برفق هامسه بها بصوت دافئ شغوف
=بعشقك، يا دويري باشا...

احاط داغر خصرها بذراعيه يضمها اليه و قد ارتسمت ابتسامه مشرقه فوق شفتيه عند سماعه كلماتها تلك
قبلها برفق فوق شفتيها و هو يهمس لها بشغف بينما يده تمسد بحنان بطنها المنتفخه كما لو كان يربت على طفله...
=و انا بعشقك و بموت فيكي يا حرم الدويري باشا...

ضحكت داليدا بسعاده مقبله اياه على خده قبل ان تبتعد و تتجه نحو الحائط لتبدا بالرسم عليه بينماوقف داغر بجانبها يساعدها في اي شيئ قد تحتاجه، لكنه هتف بصدمه عندما بدأت الرسمه الخاصه بها تتضح لها حيث بدأت تظهر تظهر ملامحها...
فقد كانت عباره عن اثنين من الفيله احدهما اكبر من الاخر قليلاً كانا بجانب بعضهم البعض رأسهما متشابكه كما لو كانا يتعانقان.
بينما فيل صغير يلهو حولهم.

التفت اليه مبتسمه بسعاده وهي تشير على الفيله ذات الحجم الكبير
=ايه رايك، انا و انت
لتكمل و هي تشير على الفيل الصغير
= يامن...
لم يستطع داغر التحدث حيث اختنقت بداخله الكلمات بحلقه احتضنها بقوه دافناً وجهه بعنقها بينما اخذت هي تمرر يديها على ظهره بحنان و هو يفكر ماذا فعل بحياته حتى يستحق ان تكون تلك الملاك بحياته...

بعد عدة ساعات...
كان داغر جالساً على الفراش و قدمي داليدا فوق ساقيه يدلكها برفق حيث اصبحت قدميها تتورم مؤخراً بسبب تقدم حملها...
كان يفرك برفق اصابعها المتعبه
همست داليدا وهي تمسك بيده
=خلاص يا حبيبي كفايه، بقيت احسن الحمد لله.

ابعد قدميها برفق زاحفاً فوق الفراش مستلقياً بجانبها جاذباً اياها بين ذراعي لتصبح مستلقيه على صدره رفعت داليدا يده إلى فمها تقبلها بحنان شاكره اياه مما جعله يزيد من احتضانه اليها مقبلاً اعلي رأسها بحنان...

ظلوا على حالتهم تلك صامتين حتى صدح صوت رنين هاتف داغر الذي يدل على وصول رساله اليه مد داغر يده يفتح الرساله لكنه ابتسم عندما وجدها رساله من زكي الذي يخبره انه يشعر بالتوتر و لا يستطيع النوم بسبب عقله المنشغل بليلة غد. مما جعل داغر يبتسم فقد كان فرحه بالغد، كتب له ان هذا شعور طبيعي يمر به كل الرجال حتى انه كان قلقاً مثله بيوم زفافه...

اطلق داغر صرخه متألمه ملقياً الهاتف من يده عندما قبضت داليدا على كتفه باسنانها تعضه بقسوه.
حاول دفع رأسها بعيداً لكنها رفضت اطلاق صراح كتفه من بين اسنانها ليقبض على فكها يضغط عليه برفق بيده.
مما جعلها تطلق صراحه بالنهايه.

هتف داغر بحده وهو يفرك اثر عضتها فقد كان معتاد على ذلك منها فكل مره تقوم بعضه تتحجج بان هذا من الوحم الخاص بالحمل، و رغم علمه بكذبها هذا و انها تفعل ذلك لمشاغبته فقط الا انه يتصنع تصديقها
=انتي ايه مفتريه ده على نهاية حملك، هيكون جسمي كله اتشوه...
هتفت داليدا بغضب وهي تضربه في صدره بقبضتها بقسوه
=وحم ايه، يا ابو وحم؟! ده انا هطلع عينك...
لتكمل صارخه بحده غارزه اظافرها في ذراعه تخدشه بها.

=مين اللي بعتلك رساله في نص الليل يا سي داغر، و خلتك تضحك و تبقي منشكح اوي كده كده...
هتفت من بين اسنانها بشراسه وقد اعمتها غيرتها
=طبعاً ليك حق تلعب بديلك، هتبص لواحده زي ليه بجمسمها المكعبر ده لازم عينك تزوغ برا ما انا...
قاطعها داغر هاتفاً بصوت حاد اخرسها على الفور
=داليدا، اعقلي، و افهمي الكلام قبل ما تقوليه، لان شكلك كده اتجننتي على الاخر و بتخرفي...

اخذت داليدا تتطلع اليه باعينها المتسعه عدة لحظات بصمت قبل ان تنفجر باكيه مما جعله يسب بقسوه ضمها اليه يربت بحنان فوق ظهرها فهو يعلم بان سبب كل هذا هرمونات الحمل التي تؤثر عليها اخذ يقبل عنقها بلطف عندما سمعها تهمس معتذره منه...
ظل محتضناً اياها حتى هدئت تماماً ارتفعت برأسها مقبله اثر عضتها له على كتفه بحنان و هي تعتذر عن فعلتها تلك...

احاط خدها بيده و قد انحني عليها مستنداً بجبينه على جبينها يستنشق بشغف انفاسها الحاره
طبع قبله رقيقه على شفتيها وهو يهمس لها
=بذمتك انا عارف ارفع ايدي من عليكي علشان ابص حتى لغيرك...
ليكمل بصوت اجش بي
= و جسمك ايه اللي مكعبر، ده ملبن...
شهقت داليدا بصوت مرتجف باسمه لكنه لم يتركها و انحني مقبلاً اياها بشغف حتى ذابوا بين ذراعي بعضهم البعض...

في الصباح...
تلملمت داليدا في نومها عندما شعرت بشئ ما يزعجها اثناء نومها فتحت عينيها ببطئ مرفرفه اياها بقوه محاوله استيعاب ما يحدث لينير وجهها بابتسامه مشرقه فور ان رأت داغر الذي كان ينحني عليها بالفراش و هو يرتدي بدلة عمله مغرقاً وجهها بقبلات حنونه
همس باذنها فور ان رأها قد استيقظت
=صباح الخير يا حبيبتي...
ابتسمت بينما تطوق عنقه بذراعيها هامسه بصوت اجش من اثر النوم
=صباح النور يا حبيبي...

قبض على خدها باصابعه يقرصه بخفه
=انا نازل رايح الشركه، كلمت صافيه وشويه كده هتجبلك الفطار بتاعك و متنسيش تاخدي حبوب الفيتامين بتاعتك...
اومأت له و هي تتثائب بعمق وتعب فقد كانت ترغب بالنوم لكنها تعلم بانه لن يدعها ان تنام دون ان تتناول طعام افطارها حيث كان يحرص على جعلها تتناول الطعام و ادويتها بانتظام
قبل عنقها قائلاً و قد ادرك مدي حاجتها للنوم
=كلي. بعد كده نامي براحتك...

هزت رأسها قائله بينما تنهض جالسه على الفراش بمقابلته
=لا انا هفطر و هنزل الكوافير اعمل شعري علشان فرح زكي...
قاطعها داغر هاتفاً بحده و قد التمعت عينيه بشراسه مرعبه
=ليه ان شاء الله ناويه تقلعي الحجاب ولا ايه...
ابتسمت مجيبه اياه ببرود
=طيب و فيها ايه ده فرح...
لتكمل وهي تمسك خصلات شعرها تلوح بها امام عينيه المشتعله قاصده استفزازه فهي لا تنوي بالطبع التخلي عن حجابها.

=بعدين بذمتك مش حرام الجمال ده اخبيه...
قاطعها داغر بغضب و هو يقبض على ذراعها بقسوه يهزها بحده صائحاً بشراسه
=جمال ايه و زفت ايه، بلونه اللي شبه جهنم ده...
ليكمل وهو ينتفض واقفاً على قدميه
=ابقي اعمليها يا داليدا علشان يبقي اخر يوم في عمرك...
ثم تركها و اتجه نحو باب الغرفه بخطوات غاضبه لكنها اسرعت خلفه تقبض على ذراعه مانعه اياه من المغادره مما جعله يهتف بغضب و وجه مقتطب حاد.

=ابعدي عني يا داليدا احسنلك، انا عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي دلوقتي...
لكنها رفضت تركه و استدارت واقفه امامه في مواجهته تحيط خصره بذراعيه تضم جسدها على جسده المتصلب بغضب.
=يا حبيبي بهزر معاك اكيد مش هقلع الحجاب، انا كنت اقصد علشان اظبط مكياجي و كده و هعمل شعري بالمره ليك هو حد غيرك بيشوفه.
شعرت بجسده يسترخي لكنها اسرعت قائله بغضب
=بعدين انا شعري شبه جهنم يا سي داغر...

ضحك داغر فور تذكره لكلماته اثناء غضبه ليغمغم مازحاً معها
=طيب ما هو فعلاً. شبه جهنم هو انا كدبت...
ضربته داليدا في صدره بقبضتها مما جعلها يضحك لكن صدح رنين هاتفه مقاطعاً اياه اخرجه من جيب سترته ليجيب عليه قائلاً
=ايوه يا منير، لا كلها 10دقايق بالكتير و هبقي عندك خليهم يستنوا...

قبل رأسها بحنان و هو لا يزال يتحدث بالهاتف مشيراً اليها بصمت انه يجب عليه الذهاب لتومأ له برأسها راقبته و هو يغادر الغرفه مسرعاً و هو لايزال يتحدث بالهاتف
هامسه بحده وغيظ بينما تمسك بخصلات شعرها الناريه
=ماشي يا داغر وديني لاوريك...

في المساء...
دلف داغر إلى الجناح الخاص به وهو مرهق يشعر بالتعب بسائر انحاء جسده لكن يومه لم ينتهي يجب عليه ان يستعد لكي يذهب إلى حفل زفاف زكي...
لكنه فور دخوله غرفة النوم تجمد مكانه يتطلع امامه باعين متسعه بالصدمه فور رؤيته لتلك الواقفه امامه.
اقتربت منه داليدا تستدير حول نفسها قائله بسعاده
=ايه رأيك،؟!

خرج داغر من صدمته تلك قابضاً على يدها بقسوه جاذباً اياها اليه وهو يفحص باعين مشتعله بالغضب شعرها الذي قصته حتى اسفل ذقنها بقليل و قد قامت بتغيير لونه إلى اللون الاسود الفحمي
=ايه اللي انتي هببتيه في نفسك ده...
مررت داليدا يدها في شعرها قائله بحنق
=هببتيه،؟! في ايه يا داغر انت مبقاش في حاجه عجباك كل حاجه وحشه مش قولت شعري شبه نار جهنم و مش عجبك قولت اغيره...
قاطعها داغر صائحاً بقسوه.

=انتي مجنونه. و لا عايزه تجنيني معاكي شعرك ايه اللي مكنش عجبني. ما انتي عارفه اني بهزر معاكي...
هتفت داليدا بحده و هي تضع يديها حول خصرها
=يا سلام، و انا اعرف منين انك بتهزر
تراجع داغر للخلف وهو يقبض على يديه بقوه مقاوماً رغبته بخنقها بيديه لكنه لم يستطع السيطره على غضبه اكثر من ذلك اطاح بيده المزهريه الموضوعه فوق الطاوله وهو يطلق لعنه حاده اهتزت لها ارجاء المكان...

اقتربت منه داليدا على الفور تربت على ظهره الذي كان يوليه لها محاوله تهدئته لكنه ابتعد عنها هاتفاً بشراسه
=ابعدي، عني يا داليدا بدل ما اقسم بالله اصورلك الليله جريمه، ابعدي
لكنها استمرت بالتربيت على ظهره مما جعله يلتفت اليها صائحاً بحنق وغضب...
=قولتلك ابع...

لكنه ابتلع باقي جملته عندما رأي شعرها الناري قد عاد مره اخري ينسدل حتى نهاية ظهرها كشلال من الحرير همس بارتباك وهو لا يصدق عينيه اين اختفي ذاك الشعر الاسود القصير
=ايه ده،؟!
رفعت داليدا امام عينيه بروكه سوداء تأرجحها امام عينيها وهي تبتسم قائله بشقاوه
=دي بروكه...
لتكمل وهي ترفع حاجبها قائله بتحدي
=علشان تبقي تحرم تتريق على شعري تاني...

لكنها لم تكن قد اكملت جملتها الا و اندفع داغر نحوها مما جعلها تركض هاربه إلى نهاية الغرفه وهي تضحك بصخب لكنه اسرع بالامساك بها قائلاً بغضب
=ده انتي بتشتغليني بقي...
اومأت له مبتسمه بمرح وهي ترتفع على اطراف قدميها تطبع قبله سريعه على شفتيه.
لتعاود تقبيله مره اخري عندما وجدته لا يزال غاضباً معمقه قبلتها له اكثر و اصابعها تندس بشعره متنعمه بملمسه الحريري...
فصل قبلتهم قائلاً من بين انفاسه اللاهثه.

=عارفه لو كنت اللي عملتيها بجد انا كنت حلقتلك شعرك ده كله وخليتك قرعه، علشان تعرفي ان الله حق
ليكمل وهو يقبض على خصلاات شعرها الحريري بيده
=كله الا شعرك، فاهمه.
انهي جملته دافناً وجهه به يستنشق عبيره و يده تحاوطها بينما يضمها اليه بحنان و شغف...

بعد عدة ساعات...
كان داغر يحتوي جسد داليدا بين ذراعيه يرقصان ببطئ على نغمات الموسيقي الهادئه بساحة الرقص المخصصه بحفل زفاف زكي و ساره زوجته التي تصاحبت عليها داليدا مؤخراً...
مررت داليدا يديها برفق على ظهر داغر العريض قائله بابتسامه مشرقه
=شوفت زكي و ساره فرحوا ازاي بالاجازه اللي ادتها لزكي. شهرين في جزر الكريبي
لتكمل وهي تضع يدها على خده
=حبيبي ابو قلب طيب...
قبل داغر باطن يدها قائلاً.

=معملتش حاجه، و دي اقل حاجه زكي يستاهلها معايا اكتر من 10سنين و عمره ما طلب اجازه يوم لنفسه و تعتبر روحي في ايديه اي حد عايز يوصلي كان زمانه وصلي عن طريق زكي، بس زكي راجل و انا عارف اني اقدر اعتمد عليه و عارف برضر انه وقت الحد هيفديني برقبته، علشان كده انا موصيه عليكي و على يامن لو حصلي اي حاجه ياخد باله منكوا...
وضعت داليدا يدها على فمه تمنعه من تكملة جملته هاتفه بصوت مختنق.

=بعد الشر عليك، ليه كده يا داغر حرام عليك...
دفنت وجهها بصدره تضمه بقوه اليها شاعره بقلبها ينقبض بداخلها فور سماعها كلماته القاسيه هذه...
ضمها هو الاخر اليه مقبلاً اعلي رأسها قائلاً بمرح
=خلاص يا ديدا بلاش دراما احنا في فرح...
ثم اخذ يتحدث معها بلطف ومرح اخراجها من حالة الحزن التي تملكتها تلك لينجح في هذا بصعوبه في نهاية الامر...
في وقت لاحق...

بعد ان قاموا بتوصيل زكي و زوجته إلى المطار قاد داغر سيارتهم بنفسه بينما تتبعه السياره الخاصه بالحرس
لكن في اثناء الطريق تتطلع داغر بالمرأه الجانبيه للسياره لم يجد سيارة الحرس تتبعه ليجد سياره نقل كبيره تعارض سيارة الحرس من العبور ليفهم داغر على الفور بان هناك مكيده قد نصبت لهم امر داليدا الجالسه بجانبه بصوت حاد
= انزلي براسك تحت ومتطلعيش الا لما اقولك.

تطلعت داليدا اليه بارتباك وهي لا تفهمشيئ مما يحدث قائله بخوف
=في ايه يا داغر،؟!
قاطعها داغر بغضب بينما يضع يده على رأسها يخفضه للاسفل
=واطي راسك، قولتلك
اطاعته داليدا سريعاً و قد بدأ قلبها يخفق برعب عندما رأته يزيد من سرعة السياره، راقبته يتحدث في الهاتف بغضب
=انتوا فين يا متولي،؟!
اجابه متولي بصوت مرتفع بينما كان يوجد في الخلفيه صوت لاطلاق اعيره ناريه.

=عربيه نقل وقفت في نص طريقنا وفيها مسلحين نزلوا منها واحنا بنحاول نخلص منهم...
ليكمل صارخاً بصوت
=كمل طريقك يا داغر باشا ومتقفش ده كمين و معمولك...
القي الداغر الهاتف من يده و هو يطلق لعنه حاده بينما يزيد من سرعة قيادته للسياره لكنه اوقفها بقوه عندما ظهرت امامه فجأه سياره نقل ضخمه اغلقت الطريق امامه اخفض عينيه بعجز نحو داليدا التي كانت تبكي برعب و وجها قد شحب بشده.

امسك يدها بيده يقبض عليها بقوه وهو يفمر بانه لا يمكنه ي
جعلهم يلمسوا شعره واحده منها...
تراجع بالسياره إلى الخلف بقوه ينوي الهرب لكن اصطدمت سيارته بسياره اخري كانت تسد الطريق على سيارته. ليعلم وقتها انه لا يوجد مفر امامه من الامر المحتوم انحني على داليدا قائلاً بصرامه
=مهما حصل اياكي تخرجي من العربيه...
امسكت داليدا بيده تتشبث بها بقوه وهي تبكي بهستريه.

=داغر انت رايح فين، لا علشان خاطري متخرجش، هيموتوك
قبل رأسها بحنان محاولاً بث الاطمئنان بها لكن كان هذا اقصي شيئ يستطع فعله لها فليس معه الوقت لكي يهدئها...
اسرع بتناول سلاحه من درج السياره ثم دلف ببطئ من السياره قبل ان يهاجموها و داليدا بداخلها...
اطلق الرصاص سريعاً على رجل قد دلف من السياره التي امامه ليسقط صريعاً في الحال.

ثم بدأ بتبادل اطلاق النيران مع ا اثنين اخريين من المسلحين الذين دلفوا من السياره نجح داغر بقتلهم لكنه استدار على الفور عندما شعر باحدهم خلفه ليجد رجلاً ضخم يقف خلفع مباشرةً
هم داغر ان يطلق عليه النيران لكن نفذت ذخيرة مسدسه فلم يجد امامه الا ان يهجم عليه و يطيح بقدمه مسدسه الذي كان بيده اخذوا يتبادلوا الضربات حتى سقط الرجل ارضاً غارقاً في دماءه...

لكن لم يكتفي داغر بذلك حيث قبع فوقه يسدد له الضربات بوجهه حتى غاب تماماً عن وعيه.
لكن وقع قلبه داخل صدره بفزع فور ان وصل اليه صوت صراخ داليدا ارتفع على قدميه سريعاً متجهاً نحو سيارته ليجد احدي الرجال يحاول انزالها من السياره لينجح بالامر ملقياً اياها بقسوه على الارض...
اندفع داغر نحوهم يهاجم هذا الرجل يسدد له الضربات لكن فجأه شعر بضربه قويه على رأست تأتيه من الخلف...

شعر داغر بالعالم يدور من حوله لكنه حاول التماسك من اجل زوجته التي كانت ملقيه على الارض شاهد باعين زائغه و قد تشوش بصره...

4 من الرجال يتجهون نحوها ليسرع داغر بخطوات متبعثره ملقياً بجسده فوق جسد داليدا محاولاً حمايتها ليشعر بعدها بالضربات تصيب جسده من جميع الاتجاهات لكنه لم يبالي حيث غطي بجسده جسد زوجته يحميها هي و طفله من اي ضربه قد تصيبها توالات الضربات القاسيه على انحاء جسده لكنه رغم ذلك حاول التماسك و فكره تسيطر عليه بانه سيفقد زوجته وطفله اذا استسلم و اغلق عينيه...

لكنه لم يستطع الصمود امام احدي ضرباتهم التي اصابت رأسه حيث كانت القاضيه بالنسبه اليه. لينهار جسده كالجثه الهامده فوق جسد زوجته التي كانت تصرخ باعلي صوت لديها بفزع وخوف عليه عندما رأت دماءه تسيل مغرقه جسدها و الارض من حولهم...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت داليدا جالسه بجانب فراش المشفي الذي يرقد عليه داغر الذي كان غارقاً في غيبوبه منذ يوم الحادث اي منذ اكثر من ثلاثة اسابيع...
ارتجف جسد داليدا بالخوف فور تذكرها لاحداث هذا اليوم الذي كادت ان تفقد به حياتها و حياة زوجها...
فبعد ان سقط داغر غائباً عن الوعي بعد تلاقيه لضربات هؤلاء الرجال دفعوا جسده من فوق جسدها ساحبين اياها رغم مقاومتها لهم و صراخها إلى السياره الخاصه بهم محاولين خطفها...

لكن اتتها المساعده من الله في اخر لحظه حيث ظهر رجال الحرس الخاصين بداغر الذين ما انتهوا من الرجال الذين اعترضوا طريقهم انطلقوا إلى موقع سيارة داغر الذي حدده جهاز التعقب الذي بها...

ليبدئوا على الفور بالتشابك مع هؤلاء البلطجيه المرتزقه وقد اسرع احدي الحرس بالركض نحو داليدا حية قام بادخالها إلى السياره الخاص بهم حتى يحميها من تلقي اي ضربات، و لم يستغرق التشابك بينهم لوقت طويل حيث انهي رجال داغر امر هؤلاء الرجال في اقل من 5 دقائق...
ليسرعوا ابعدها باصطحاب داغر الذي كان لا يزال فاقد للوعي إلى إلى المشفي...

ليشخص الطبيب بوجود عدة اصابات و رضوض منتشره بانحاء جسده كما اصيب بارتجاج بالمخ ادي تلي دخوله بغيبوبه و التي لم يفيق منها حتى الان...
اما هي فقد اصيبت ببعض الكدمات فقط وتم فحص طفلها حيث اكد الطبيب لها انه بخير و لم يصيب بأي أذي...
ومنذ تلك الليله لم تفارق داليدا داغر و لو لدقيقه واحده رافضه مغادرة المشفي حتى اضطر الطبيب الذي اخبرها انه كان صديق لوالد داغر عندما يأس من اقناعها من المغادرة و العوده.

الي لمنزل
حيث امر الممرضات بوضع مقعد يتم فرده ليصبح كالسرير حتى تستطيع النوم عليه بغرفة داغر.
و كانت داليدا تظل طوال الوقت قابعه بجانبه تمسك بيده بين يدها تتحدث اليه كما لو كان واعياً و يستمع اليها فقد كانت تحدثه عن ذكرياتهم و مواقفهم سوياً و عن كل شيئ يحدث من حوله، فقد اخبرها الطبيب ان هذا الامر ينجح في كثير من الاحيان.
كما كانت في كثير من الاحيان تضع يده على بطنها المنتفخه حتى يشعر بحركة طفلهم...

رفعت داليدا يده الممسكه بها مقبله اياها بحنان وهي تهمس بصوت مختنق
=فوق يا حبيبي، فوق علشان خاطري، جيامن خلاص قرب يجي...
افلتت شهقه ممزقه منها و قد بدأت تنهمر دموعها على خديها وهي تكمل بصوت باكي ممزق
=يرضيك يجي، و ميلقيش بابا مستنيه...
اخذت تقبل يده قبلات متتاليه مسنده جبهتها عليها و هي تدعو الله بان يعيده اليها و لطفلهم...

لكنها انتفضت في مكانها ملطقه صرخه منخفضه عندما شعرت بألم حاد يضربها اسفل بطنها وضعت يدها فوقها محاوله التنفس بقوه لكن ازداد الالم مما جعلها تنحني على نفسها ممسكه ببطنها المنتفخه و الرعب قد زلزل داخلها خوفاً من ان يكون طفلها قرر القدوم في هذا الوقت فهي لازالت في بداية الشهر الثامن من الحمل كما انها لا يمكنها الولاده الان فيجب ان يكون داغر معها و بجانبها في هذا الوقت...

شهقت بقوه وهي تهمس من بين أنات ألمها و قد بدأ العرق يتصبب من عنقها
=لا، لا علشان خاطري. يا حبيبي استحمل شويه، لسه بدري
دلف الطبيب عزت إلى الغرفه ليجد داليدا على حالتها تلك غمغم بقلق
= خير يا داليدا هانم. مالك في ايه؟!
اجابته داليدا بانفس لاهثه و الالم يزداد بقوه عليها
=بطني، بطني مش قادره.

ضغط سريعاً على الزر الذي بجانب فراش داغر لتدخل الممرضه على الفور إلى الغرفه ليأمرها بان تصطحب داليدا إلى طبيب النسا التي تتابع معه لكي يقوم بفحصها في الحال.
و بعد عدة دقائق.
كانت داليدا مستلقيه على الفراش تراقب الطبيب المتخصص باعين متسعه بالخوف و هو يقوم بفحصها همست بصوت مرتجف عندما رأته قد انتهي من فحصه لها
=ده طلق مش كده. هولد دلوقتي.؟

اجابها الطبيب بهدوء و هو يبتسم محاولاً اطمئنانها فقد كان يعلم الحاله التي تمر بها بسبب مرض زوجها
=لا، متقلقيش لسه بدري. بس انتي محتاجه ترتاحي، مينفعش اللي انتي بتعمليه في نفسك ده...
وافقته الممرضه التي اصطحبتها إلى هنا بوقت سابق
=قولها يا دكتور، دي مبتنمش. ولا بتاكل دايماً قاعده متصلبه جنب جوزها...
هز الطبيب رأسه قائلاً.

=مينفعش، مينفعش يا داليدا هانم، كده مش كويس لا علشانك ولا علشان البيبي، انتي محتاجه ترتاحي فتره، لازم تروحي البيت.
هزت داليدا رأسها قائله بصوت مختنق بالدموع
=لا مش هسيب داغر لوحده، مش هينفع اسيبه
زفر الطبيب باحباط بينما يتطلع بشفقه إلى وجهها الشاحب والدموع المحتبسه بعينيها المحتقنه
=خلاص هحجزلك اوضه هنا علشان تبقي جنب داغر بيه في نفس الوقت، بس توعديني مترهقيش نفسك و تاكلي و تنامي كويس...

اومأت له داليدا بالموافقه فهي يجب عليها ان تهتم بصحتها من اجل طفلها و من اجل زوجها عندما يفيق و يعود اليها...
بعد مرور عدة ايام...
كانت داليدا خلال تلك الايام تتردد باستمرار على غرفة داغر تطمئن عليه و تجلس تحادثه كما اعتادت دائماً لكنها كانت تحاول في ذات الوقت ان تحصل على عدة ساعات من النوم و الراحه من اجل طفلها...

و في ذات يوم، كانت نائمه على الفراش بغرفتها في المشفي تحاول الخصول على بضع ياعات من النوم حتى تعود مره اخري لزوجها عندما سمعت طرقاً على الباب لتدلف بعدها الممرضه بوجه مبتسم مشرق هاتفه بسعاده
=داغر بيه فاق يا داليدا هانم...
فور سماع داليدا تلك الكلمات انتفضتواقفه من فوق الفراش هاتفه
=بجد، داغر، فاق...

اومأت لها الممرضه بالايجاب مبتسمه بتعاطف عندما رأت داليدا تنفجر باكيه وهي تحاول بتعثر ارتداء معطفها و عقد حجابها حول رأسها لتقترب منها مساعده اياها في عقده فقد كان جميع العاملين بالمشفي يتعاطفون معها فلم يروا امرأه في وضعها المتقدم هذا من الحمل وترفض مفارقة ج
زوجها طوال شهر كامل و كلما دخلوا إلى غرفة زوجها يجدوها تبكي او تتحدث اليه كما لوكان مستيقظاً و يستمع اليها.

ربتت الممرضه على ذراعها برفق قائله بمرح محاوله تهدئتها
=اهدي يا داليدا هانم، ولا عايز داغر بيه اول لما يصحي شوفك منهاره كده...
محت داليدا الدموع العالقه بوجهها قائله بابتسامه مشرقه
=صح عندك حق. مفيش دموع خلاص الحمدلله انه قام بالسلامه ده عندي بالدنيا و ما فيها...
اسرعت بارتداء حذائها سريعاً ثم خرجت من الغرفه شبه راكضه بالممر و قلبها يرتجف بداخل صدرها من شدة اشتياقها و لهفتها اليه.

دلفت إلى الغرفه الخاصه به و عينيها الجائعه تبحث عنه لتشعر بقلبها يكاد ان يقفز من داخل صدرها فور رؤيتها له جالساً على الفراش مستيقظاً يتحدث إلى الطبيب عزت صديق والده غافلاً عن وجودها...
اقتربت من الفراش بخطوات مرتجفه هامسه باسمه رأته باعين متلهفه يدير رأسه نحوه قائلاً وهو مقطب الحاجبين
=ايوه...

ارتبكت داليدا من ردة فعله البارده تلك فلم تكن تتوقع ان تكون هذه رد فعله عندما يراها لكنها تجاهلت هذا فكل ما يهمها انه استيقظ و اصبح بخير اقتربت منه اكثر ممسكه بيده تضغط عليها برفق
=حمدلله على سلامتك، مش متخيل انا...
قاطعها داغر نازعاً يده من يدها قائلا بصوت مرتبك بينما يلتف إلى الطبيب عزت
=هو في ايه مين دي يا دكتور عزت،؟!

شعرت داليدا بقلبها يهوي داخل صدرها فور سماعها كلماته تلك و هي لا تصدق بانه نطق بها ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها هامسه بصوت مرتعش
=هو انت، انت مش عارفني.؟!
تطلع اليها داغر بتركيز عدة لحظات قبل ان يغمغم ببرود
=لا مش عارفك، ايه هو المفروض ان اعرفك و لا حاجه...
رفعت داليدا وجهها الشاحب للطبيب قائله بنبره ممزقه و هي على وشك الانهيار و قد بدأت الارض تميد من تحت
=بيقول مش عارفني، ازاي، مش عارفني...

اقترب منها الطبيب هامساً لها بصوت منخفض حتى لا يصل إلى داغر
=اسبقيني على برا يا داليدا هانم و انا هفهمك كل حاجه...
ثم اشار برأسه إلى الممرضه التي كانت تقف خلف داليدا و التي اسرعت بالامساك بها قبل ان تنهار على الارض مساعده اياها في الخروج من الغرفه...
بينما راقب داغر انهيار تلك المرأه بعقل مشوش هتف بحده بعزت
=مين دي يا عزت ما تفهمني في ايه بيحصل...
اجابه عزت بارتباك
=اهدي بس يا داغر بيه...
ليكمل بتردد.

=الظاهر كده انك، انك عندك مشكله في الذاكره...
ليكمل سريعاً عندما رأي وجه داغر يحتد بغضب...
=ايه اخر تاريخ انت فاكره.؟!
اجابه داغر بعد تفكير قليل
=كان اخر حاجه3/5/2020
اومأ الطبيب برأسه مهمهماً بصوت منخفض وهو يسجل شئ بالدفتر الذي بيده
=فهمت...
قاطعه داغر بحده وهو يلوح بيده في وجه عزت
=فهمت ايه بالظبط، ما تقول في ايه؟
اجابه عزت بارتباك
=داغر بيه، تاريخ النهارده هو1/8/2021
ليكمل موضحاً له.

=يعني في اكتر من سنه و3 شهور مفقودين بالنسبالك و مش فاكرهم.
اتسعت اعين داغر بالصدمه فور سماعه هذا، و عقله المشوش المتعب يجد الصعوبه في فهم معني كل هذا...
اغمض عينيه و هو يرجع برأسه التي اشتد ألامها إلى الخلف يستند إلى الوساده فاركاً بيده جبينه محاولاً التخفيف من الالم الذي عصف به...
مما جعل الطبيب يأمر الممرضه الواقفه بجانبه ان تحقنه بمسكن و مهدئ و تتركه يرتاح...
في ذات الوقت...

كانت داليدا جالسه بممر المشفي تبكي وهي تهمس بصوت ممزق بالالم
=مش فاكرني، داغر مش فاكرني، طيب ازاي، ده اخر حاجه كان معايا، ازاي ينساني
احتضنتها الممرضه التي اخذت تربت على ظهرها شاعره بالاسف على حالتها تلك...
لكن انتفضت داليدا مبتعده عنها واقفه على قدميها عندما رأت الطبيب عزت يقترب منهم اتجهت اليه هاتفه من بين شهقات بكائها...
=ازاي مش فاكرني، ده انا مراته...

لتكمل بشبه هستريه و هي تضع يدها فوق بطنها المنتفخه
=حتي يامن، حتى يامن مش فاكره طيب ازاي...
ربت الطبيب عزت على كتفها بهدوء
=اهدي. يا داليدا هانم و تعالي. معايا. و انا هفهمك على كل حاجه...
ثم قادها نحو غرفتها بالمشفي حيث اتبعته داليدا و هي شبه مغيبه من شدة الصدمه و البكاء اجلسها بهدوء على الفراش بينما جلس بالمقعد امامها...
=داليدا هانم داغر بيه بيعاني من فقدان مؤقت بالذاكره...

قاطعته داليدا بحده و هي تمسح الدموع العالقه بوجنتيها بيدها المرتجفه
=عارفه، عارفه انه عند فقدان للذاكره
لتكمل و قد بدأ صوتها يتهدج بالدموع مره اخري
=بس ازاي ينساني ده انا مراته، داغر روحه فيا، استحاله ينساني بالساهل كده اكيد في حاجه غلط...
اومأ عزت برأسه قائلاً.

=ما هو ده السبب، داغر كان اخر موقف له معاكي كان بيحاول يحميكي من البلطجيه اللي طلعوا عليكوا، و غصب عنه لما غاب عن الوعي اخر حاجه ترجمها دماغه انك هتموتي على ايد البلطجيه دول، طبعاً ده على حسب كلامك و وصفك للحادثه، طبعاً هو ميعرفش ان الحرس بتوعه ادخلوا و انقذوكي فلما فاق عقله عمل حاجز. و حاول ينساكي خوفاً من انه يتأًذي لما يعرف انك موتي او حصلك حاجه...

انهمرت الدموع من عينيها بغزاره فور سماعها تحليل الطبيب للامر هامسه بصوت مرتعش ينبثق منه القهر والالم
=يعني ايه، يعني داغر هيفضل ناسيني، مش هيفتكرني ابداً، ولا هيفتكر ابننا...
اجابها عزت بهدوء
=لا طبعاً. بس هياخد شوية وقت لما يفتكر في حالات الذاكره بترجعلها بعد يوم بعد يومين بعد اسبوع. شهر، سنه...
انتفضت داليدا واقفه وهي تهتف بينما تتجه نحو باب الغرفه.

=سنه، ايه؟! انا مش هقدر اتحمل انه يفضل ناسيني دقيقه واحده انا هروحله و هقوله كل حاجه و هخليها يفتكرني...
اوقفها صوت عزت الحاد
=اياكي، اياكي تعملي كده
ليكمل وهو يحاول رسم الجديه على وجهه المخادع
=لو حاولتي تفكريه بالغصب ممكن يحصله انتكاسه، و يرجع للغيبوبه من تاني و ساعتها يا عالم هيفوق منها ولا لاء. لازم الذاكره ترجعله واحده واحده و من نفسها.

تجمدت خطوات داليدا عند الباب فور سماعها كلماته تلك فهي بالطبع لن تقوم بايذاءه فالموت ارحم بالنسبه اليها من فعل اي شيئ يؤذيه.
تراجعت ببطئ و خطوات متهدله نحو الفراش مره اخري تنهار جالسه عليه بتثاقل تتطلع امامها باعين ملبده بالبؤس والالم فعالمها باكمله ينهار من حولها و لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله...
بينما وقف الطبيب امامها يتطلع اليها بصمت عدة لحظات قبل ان يغمغم.

=داغر مش لازم يعرف انك مراته، لحدد ما هو يفتكر بنفسه، و اي حاجه طبعاً تانيه برضو هو ناسيها، بأكد عليكي تاني يا داليدا هانم اي حاجه هتغصبيه انه يفتكرها هتؤدي إلى دخوله في غيبوبه مره تانيه...
صمت عندما هزت رأسها المنحني ببطئ وهي لازالت تتطلع امامها بعينيها المحتقنه والدموع تتسرب منها بلا حول ولا قوه...
غمغم وهو يتجه نحو باب الغرفه مغادراً وهو بتطلع إلى جهاز صغير بيده.

=عن اذنك مضطر اسيبك في مريض محتاجني...
ثم غادر الغرفه سريعاً متجهاً إلى مكتبه مخرجاً هاتفه من جيب معطفه الطبي واضعاً اياه على اذنه قائلاً
=هاااا سمعتي بودنك يا شهيره.
اطمنتي انها هتخاف تفكره باي حاجه...

اجابته شهيره التي كانت على الطرف الاخر من الهاتف منذ ان خرج الطبيب من غرفة داغر و اخبرها عن حالة فقدان الذاكره التي يعاني منها حيث اصرت ان تظل معه على الهاتف اثناء محادثته مع داليدا حتى تستطع سماع ما يدور بينهم
=ايوه سمعت، و حقك هيوصلك زي ما اتفقنا متقلقش...
ثم اغلقت الهاتف دون ان تنتظر اجابته...

بعد مرور عدة ساعات.
دلفت إلى غرفة داغر داليدا بوجهها الشاحب و جسدها الذي اصبح هزيل بسبب اهمالها في طعامها طوال الشهر الماضي بخطوات هادئه حتى لا تتسبب في ايقاظه...
ففور ان اعلمتها الممرضه بنومه اسرعت بانتهاز تلك الفرصه لكي تطمئن عليه...

وقفت على بعد عدة خطوات من فراشه تتطلع اليه باعين مشتاقه اقتربت منه على اطراف اصابعها محاوله عدم اصدار اي صوت وجلست بهدوء على المقعد الذي بجانب فراشه و الذي كانت تشغله طوال الشهر المنصرم...
ظلت جالسه تتطلع اليه بصمت و عقلها يدور بدوائر مفرغه لا تدري ما الذي يجب عليها فعله فهي تشعر بانها وحيده تماماً...

ربتت على بطنها بحنان ولطف عندما شعرت بحركة طفلها بداخلها كما لو كان يخبرها انه معها سقطت دمعه من عينيها...
فقد لم يتبقي سوا عدة اسابيع على موعد ولادتها، كيف ستفعلها دون داغر ان يتذكرها او يتذكر حتى طفلهم. اغمضت عينيها تدعو الله بصمت ان يتذكرها زوجها في اسرع وقت قبل موعد ولادتها
فهي. لا ترغب بان يأتي طفلهم إلى الحياه دون ان يستقبله والده و يرحب به...

شعرت بغصه تمزق قلبها فور تذكرها مدي لهفة داغر في السابق لاستقبال طفلهم فقد كان يأخذها بين ذراعيه و يظل يحكي لها ما الذي ينوي فعله في اليوم الذي سيحمل طفلهم بين ذراعيه فقد كان كما لو انه طفل صغير ينتظر يوم العيد...

اسرعت داليدا بالنهوض بخرف وارتباك عندما بدا داغر بتلملم في نومه لتغادر الغرفه في الحال فقد كانت خائفه من مواجهته عندما يستقيظ فماذا ستجيبه اذا سألها من هي. فلم يعد لديها اجابه لسؤاله هذا بعد تحذير الطبيب لها...

في اليوم التالي...
دلفت داليدا إلى غرفة داغر وهذه المره لديها اجابه لسؤاله. فسوف تخبره بانها احدي الممرضات...
لكن تجمدت خطواتها فور دخولها الغرفه و رؤيتها لشهيره الواقفه بجانب داغر تتحدث معه بينما طاهر يقف بجانبها...
لم تشعر داليدا بنفسها الا و هي تندفع نحوهم هاتفه بغضب وشراسه
=انتوا بتعملوا ايه هنا، اطلعوا برا...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف فور سماعها صوت داغر الحاد الذي قاطعها بقوه.

=مين دول اللي يطلعوا برا، انتي اتجننتي ازاي تطردي اهلي...
ليكمل هاتفاً بها بقسوه و نظراته الحاده مسلطه عليها
=انتي مين اصلاً، وازاي تتكلمي كده...
وقفت تتطلع اليه داليدا باعين متسعه غير قادره على النطق...
لكنها حاولت استجماع شتتاها وعندما همت بفتح فمها و اجابته بتلك الاجابه التي تدربت عليها ليلة امس قاطعها صوت شهيره التي قالت بينما ترمق داليدا بهدوء.

=دي، دي داليدا يا داغر انت طبعاً مش فاكرها دي الخدامه اللي جبناها مكان مروه بعد ما اتجوزت و سابت القصر، ث
لتكمل سريعاً متجاهله وجه داليدا الذي شحب بصدمه
=اعذرها معلش اصل انا جبتها هنا تاخد بالها ان محدش يدخلك من الصحافه، و الظاهر انها اتقمصت الدور حتى علينا...
هتف داغر بغضب وهو يرمق داليدا بقسوه
=مهما كان متقلش ادبها بالشكل ده.
ليكمل بحده وهو يشير برأسه نحو الباب.

=اطلعي برا، و تاني مره متدخليش الاوضه دي من غير استأذان...
زمجر هاتفاً بغضب حاد عندما ظلت في مكانها تتطلع اليه بصمت دون ان تبدي اي ردة فعل على كلماته
= براااااا...
انتفضت داليدا في مكانها بذعر. وقد امتلئت عينيها بالدموع مما. جعلها تضغط على شفتيها بقوه حتى تمنع نفسها من الانفجار في البكاء امامه ثم التفت مسرعه مغادره الغرفه بانفس منحبسه و عينين محتقنه كالدماء...

بينما ظل هو يراقبها و هي تغادر الغرفه بهذا الشكل وشعور غريب من الضيق يسيطر عليه يشعر بانه من الخطأ ان يتعامل معها هكذا لكن لا يعلم ما هو السبب في شعوره هذا
استدار إلى شهيره قائلاً بحده
=فاهميني ايه الموضوع بالظبط، البنت دي وراها حاجه، مش معقوله هتدخل تتكلم معاكوا بالشكل ده. دي كانها بينها وبينكوا طار...
اجابته شهيره بارتباك
=هيكون ايه يعني، يا داغر
هتف داغر بقسوه بثت الرعب بداخلها
=شهيره...

ابتلعت بصعوبه لعابها قبل ان تستدير تنظر إلى طاهر الواقف يتابع المشهد بوجه يرتسم عليه التوتر و الخوف من ان ينفضح امرهم.
تنفست بعمق قبل ان تمتم بهدوء يعاكس الخوف الذي يعصف بداخلها
=اطلع برا يا طاهر، و سبني مع داغر شويه...
ارتبك طاهر الذي وقف متصنماً بمكانه لا يعلم بما تخطط له لكنه تحرك من مكانه سريعاً عندما زجرته شهيره بنظره هو يعلمها جيداً...

التفت شهيره إلى داغر بعد ان تأكدت من ان طاهر قد غادر الغرفه ترسم على وجهها قناع من الحزن و الالم
=انا هقولك على كل حاجه...
داليدا دي مش خدامه و لا حاجه، داليدا دي طاهر الله يحرقه غلط معها، وحملت منه...
لتكمل عندما تصلب وجه داغر بالغضب
=انا عرفت انه خاني وافترقنا فتره بس لما رجع و قالي ان البنت دي حملت منه و انها وافقت تدينا الطفل واني اربيه ويبقي ابني، انا وافقت.

قاطعها داغر بغضب بينما يعتدل في جلسته فوق الفراش
=انتي بتقولي ايه ازاي تقبلي على نفسك وضع زي ده، انت اتجننتي...
اجابته شهيره وهي تتصنع البكاء
=اعمل ايه يا داغر ما انت عارف اني ماليش في الخلفه وما صدقت ان ربنا يرزقني بطفل، مقدرتش اقول لا...
غمغم داغر بخشونه و قسوه
=اللي بتعملوه ده حرام، بعدين البنت دي ذنبها ايه تحرموها من طفلها...
وضعت شهيره يدها على كتفه قائله بصوت يملئه الثقه.

=متقلقش البنت موافقه تبيع لنا الطفل مقابل مبلغ من المال
لتكمل سريعاً وعينيها تلتمع بنظره يملئها الشر غفل عنها داغر الذي كانت عينيه منصبه على شرشف الفراش
=هي اول ما تولد، هتسلمه لنا و هتختفي من حياتنا تماماً، احنا متفقين على كده دي بنت بتعبد القرش كلبة فلوس زي ما بيقولوا...
تأفف داغر بغضب قبل ان يرفع نظره اليها قائلاً بحده.

=اعملي حسابك اني برا اللعبه الوسخه دي و مش هدفع جنيه واحد في القرف و العك ده مش هشيل ذنب حد، انتوا متفقين يبقي شيلوا ليلتكوا...
اومأت شهيره برأسها قائله بلهفه
=متقلقش يا حبيبي، كل حاجه انا عامله حسابها...
تراجع داغر للخلف في الفراش قائلاً باستفهامو هو يحاول تغيير الموضوع فقد بدأ يشعر بالاختناق من الامر
=اومال فين ماما فطيمه و نورا،؟!
اجابته شهيره على الفور كاذبه.

=ماما فطيمه، عند خالك في السعوديه و انا محبتش
اعرفها علشان متتخضش...
قطب داغر حاجبيه مهمهماً باستغراب
=ازاي وافقت انها تروح تعيش مع خالي، ده طول عمرها كانت بترفض
ليكمل وهو يشعر بالراحه بداخله
=بس كويس والله انها وافقت اخيراً، دي كانت امنية حياتها...
اومأت شهيره برأسها راسمها ابتسامه على وجهها وهي تنوي جعله يعتقد انه لايزال و نورا مخطوبان فهذه فرصتها لكن تلاشت ابتسامتها تلك عندما تحدث داغر.

=مردتيش عليا نورا فين، مع خطيبها ولا ايه،؟!
همست شهيره بخيبة امل
=هو انت فاكر ان نورا مخطوبه
اجابها داغر بحده
=دي اخر حاجه فاكرها، اليوم اللي رجعت فيه من السفر و عرفت ان انتي واختك المحترمه خطبتوها لواحد تاني...
ابتسمت شهيره بارتباك قائله
=واحنا وقتها فهمناك الوضع و انت تقبلته و فهمت عملنا كده ليه يا داغر...
لتكمل سريعاً متصنعه الحزن.

=اساساً خطيبها مات بعد خطوبتهم ب3 شهور، و نورا انهارت وانت اضطريت تدخلها مستشفي نفسيه لواحد صاحبك اسمه سمير مأمون...
قطب داغر حاجبيه بينما يعتدل في جلسته مره اخري وقد جذبه كلام شهيره هذا
=مات ازاي، و ازاي نورا تدخل مستشفي نفسيه...
اجابته شهيره بينما بدأت بالبكاء.
=انت اللي امرت بكده بعد ما هي دخلت في اكتئاب بعد موته بس هي خفت وانت كنت ناوي تخرجها من شهر بس انت عملت حادثه و اتلهينا في اللي حصلك...

اومأ برأسه قائلاً بهدوء وهو يربت على كتفها محاولاً اطمئنانها
=خلاص اهدي. انا هكلم سمير وهخليه يخرجها لو حالتها تسمح بكده
جلست شهيره بجانبه هاتفه بفرح وهي تحتضنه
=ربنا يخاليك لينا ياحبيبي. وميحرمناش منك ابداً.
لتكمل وهي تنهض سريعاً متجهه نحو باب الغرفه
=هروح اشوف طاهر اصل شكله زعل...
اومأ لها داغر بصمت مشاهداً اياها تغادر ليرتسم على وجهه قناع من الحزن والغضب في ذات الوقت...

فقد تذكر اخيراً اين رأي تلك المرأه التي تدعي داليدا...
فلأول مره شاهدها عند فاق من غيبوبته لم يتعرف عليها على الفور بسبب عقله الذي كان لايزال مشوشاً وقتها لكنها فور دخولها الغرفه اليوم تذكرها على الفور...

فقد كانت ذات الفتاه الرائعه التي رأها عندما كان يمارس رياضة الركض في صباح يوم ما منذ عدة اشهر لا يعرف عددها الان فقد اعجب بها بشده وقتها و ظل يبحث عنها مده طويله لكنه لم يجد لها اثر لكنه الان عثر عليها وها هي حامل بطفل رجل اخر وليس اي رجل بلا طاهر زوج ابنة عمه، كما اتضح له كم هي شخصيه حقيره قبلت ببيع طفلها من اجل حفنه من المال القذر...

اغمض عينيه بقوه فاركاً رأسه الذي ازداد الالم به ليتناول حبه من الدواء المسكن الموضوع على الطاوله ليستغرق بعدها بنوم عميق.

كانت داليدا مستليه بتعب على الفراش الخاص بها بالمشفي بعد ان تعرضت لحاله من الاغماء بعد طرد داغر لها من الغرفه خيث انقذتها احدي الممرضات واصطحبتها لغرفتها...
احاطت بطنها المنتفخه بذراعيها كما لو كانت تحتضن طفلها و هي تبكي بصمت شاعره بألم يكاد يمزق قلبها...
فلم تعد تعلم كيف ستحمي زوجها من هؤلاء الشياطين الذين ظهروا مره اخري بحياتهم فهو الان يثق بهم ثقه عمياء، و هي بالنسبه اليه ليست سوا خادمه...

خادمه ترددت تلك الكلمه في رأسها منذ ان طردها داغر من غرفته و اكتشفت ان شهيره قد قدمت لها اكبر خدمه دون ان تعلم بذلك فهي الان يمكنها ان تظل بجانب زوجها باستمرار فس المنزل دون ان تبحث عن حجه لذلك، فسوف تقوم برعايته و لن تدع اي منهم يمسه بضر فهي ستعد الطعام بيدها له. حتى قهوته كل شيئ يخصه فهي لا تعلم ما الذي تنوي عليه تلك اللعينه شهيره فمن الممكن ان تضع له دواء يؤثر عليه بالسلب كما فعلت معها لذا يجب ان تظل مستيقظه لهم و تراقبهم جيداً...

رفعت رأسها عالياً هامسه بتضرع من بين شهقات بكائها المنخفضه
=يارب قويني، و رجعلي داغر ليا يارب انا ماليش غيره في الدنيا دي يارب...
ثم اغلقت عينيها على الدموع التي تجمعت بعينيها محاول التماسك من اجله و من اجل طفاهم...

في وقت لاحق بكافتريا المشفي.
هتف طاهر بغضب بزوجته الجالسه امامه
=انتي اتجننتي، انتي ازاي تقوليله كده...
هزت شهيره كتفيها ببرود
=و فيها ايه يعني...
قاطعها طاهر بحده
=هو ايه اللي فيها ايه افرضي رجعتله الذاكره في اي وقت، ده قليل ان ما موتنا...
ليكمل بحده وهو بضرب بيده الطاوله مما جعل كوب القهوه الذي امامه يسقط على الارض لكنه لم يعيره اهتماماً.

=احنا هنطلع اختك من المستشفي. وناخد قرشين و نخلع على روسيا...
قاطعته شهيره مصدره صوتاً من فمها يدل على عدم. الموافقه
=احنا هنطلع نورا، وهناخد ابنه نكتبه باسمنا بعد ما نخلص من الكلبه اللي اسمها داليدا
بعدها هنهرب انا مخططه لكل حاجه كويس متقلقش...
صاح طاهر بغضب
=كل ده انتي واختك اللي مستفدين منه، انا استفدت ايه بقي...
لوت شفتيها بسخريه قبل ان تجيبه.

=انت هتستفاد طبعاً يا روحي متقلقش، حلال عليك داليدا اللي انت بتريل عليها من اول يوم شوفتها فيه...
شحب وجه طاهر فور سماعه كلماتها تلك قائلاً بارتباك
=انتي بتقولي ايه انتي اتجننتي...
اطلقت ضحكه رنانه وهي تقاطعه
=يا حبيبي انا فهماك من زمان مالوش لزوم تمثل عليا دور البرئ المصدوم اوعي تكون فاكر اني هبله و مكنتش باخد بالي من عينيك اللي كانت بتاكلها اكل...
لتكمل و هي تهز كتفيها ببرود.

=قضيلك معها يومين بعد ما تولد. و ابقي ارميها زي ما بترمي الستات الزباله اللي تعرفهم طول حياتك، بس تلف لفتك و ترجعلي. زي كل مره فاهم يا طاهر
قبضة على ربطة عنقه تجذبه اليها منها قائله بصوت منخفض
=بدل ما اقلب عليك. و انت عارف كويس اني قلبتي وحشه ازاي...
ثم افلتته عائده للجلوس على مقعدها ابتلع طاهر لعابه بصعوبه وهو يراقبها بذهول ترتشف من قهوتها ببرود و هدوء كما لو كانت لم تقول او تفعل شيئ قد هز كيانه...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور يومين...
كانت داليدا واقفه بغرفة النوم الخاص بها هي و داغر سابقاً في القصر.
حيث عاد داغر إلى المنزل منذ اكثر من نصف ساعه و قد ذهب مباشرة إلى الحمام لكي يستحم لذا صنعت له داليدا الطعام بنفسها واخذته له بالاعلي حتى لا تجعله يهبط إلى الاسفل و ترهقه...
و لم تستطع منع نفسها من فتح خزانه الملابس لكي تخرج له ملابس مريحه كما اعتادت ان تفعل له دائماً...

التفت حولها تتفحص الخزانه و الغرفه التي ازيل منها جنبع اغراضها حيث محي منهم اي اثر لها بهم. فقد نقلت جميع ملابسها و كل شيء خاص بها إلى احدي غرف الخدم التي بالاسفل و بالطبع تعلم جيداً من وراء كل هذا...
بالطبع شهيره التي ما ان عادت للمنزل هي و شقيقتها نورا...

فقد كانت ستجن و تعلم كيف اقنعت داغر باخراجها من المصحه النفسيه فقد كانوا يتعاملوا كما لو كانوا اسياد المنزل يملكونه يأمروها و يأمروا جميع من بالمنزل متعاملين بتعالي و غرور...
و رغم ذلك وعدت داليدا نفسها بانها ستتحمل. ستتحمل من اجله هو فقط و من اجل الا تتركه وحيداً اعمي لا يعلم شيء عن قباحة من يدعون انهم اقاربه الذين ينتظرون الفرصه للقضاء عليه و انهاءه فقد كانوا اقرب للشياطين من البني ادمين...

انتفضت في مكانها بفزع عند سماعها الصوت القاسي لداغر يأتي من خلفها
= بتعملي ايه عندك،؟!
التفت اليه داليدا بارتباك تشير إلى الملابس التي بيدها.
=كنت بطلع لحضرتك هدوم علش...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما رأته يقف امامها عاري الصدر يعقد حول خصره منشفه فقط، ذكرها مشهده هذا بالكثير من مواقفهم المرحه حول تلك المنشفه التي كانت تصر داليدا ان تعقدها له بنفسها مغيظه اياه وقتها.

رغبت بالبكاء لكنها تمالكت نفسها واضعه الملابس على الفراش قائله بصوت اجش بينما تعدل من حجابها حول رأسها فهي لا تستطيع نزعه امامه و تظهر شعرها له لانها وقتها ستضطر ان تنزعه امام طاهر و الجميع ايضاً فهي بالنسبه إلى داغر امرأه غريبه فلن يفهم لم تنزعه امامه و ترتديه امام الاخرين لذا يجب عليها ارتداءه امامه هو الاخر
=الهدوم اهها، و حضرت لحضرتك الغدا على الطرابيزه...
قاطعها داغر بحده.

=وانتي تطلعيلي هدومي ليه عيل صغير انا مش هعرف اطلع هدومي، و نزلي الاكل ده تحت انا هنزل اكل معاهم...
ليكمل هاتفاً بها بحده
=و اول اخر مره تتخطي حدودك و تسمحي لنفسك تفتحي دولابي او تلمسي حاجه من حاجتي، فاهمه
عند سماعها كلماته المبوخه تلك لم تستطع دليدا التحكم اكثر من ذلك في نفسها فانفجرت باكيه و قد بدأت احداث الشهر المنصرم تظهر اثرها عليها...

وقف داغر يتطلع اليها بارتباك و صدمه شاعراً بغصه في قلبه لرؤيتها تبكي بهذا الشكل و هو لا يعلم سبب هذه الغصه فهو لم يتأثر من قبل ببكاء النساء خاصة النساء التي من نوعها المتدني...
غمغم باحباط بينما يتخذ خطوه متردده نحوها
=انتي بتعيطي ليه دلوقتي هو انا كلمتك او جيت جنبك...

هزت داليدا رأسها بالنفي بينما ترفع وجهها ماسحه بيديها المرتجفه دموعها قد بدأت تسيطر على اعصابها قليلاً مذكره نفسها بانها لا يجب ان تنهار امامه اتجهت بصمت نحو الطاوله تحمل صينيه الطعام التي كانت اعدتها له حتى تغادر و تعيدها للاسفل مره اخري.
لكنه اوقفها قائلاً و هو يتأمل باقتضاب انتفاخ بطنها الذي كان يدل على تقدم حملها الواضح
=سبيها، و انا هبقي اخدها وانا نازل...

همست داليدا بصوت منخفض اجش من اثر بكائها.
رافضه جعله يحمل شيء على ذراعه الذي لا يزال به العديد من الرضوض و الاصابات
=لا هشيلها انا، مفيش مشكله...
لكن قاطعها داغر بحده بينما يتقدم نحوها جاذباً من يدها الصينيه
=قولتلك سبيها، و اتفضلي انتي نزلي...

وقفت داليدا تطلع اليه عدة لحظات وهي تحاول مقاومه رغبتها في القاء نفسها بين ذراعيه تحتضنه حتى تشبع جوعها اليه، تدفن به خوفها وقلقها عليها و على طفلهم مخرجه كل مخاوفها و الامها...
لكنها تنحنحت وهي تومأ برأسها بالموافقه مغادره الغرفه بصمت تاركه اياه واقفاً بمكانه يتطلع إلى اثرها بعينين مشوشه كئيبه حيث الشعور الذي ينبض داخل قلبه كلما رأها عاد مره اخري يعصف به و هو لا يستطع فهم ما يحدث له...

كانت داليدا تساعد صافيه بوضع طعام العشاء على طاولة السفره تحت انظار الجالسين وهي تحاول التحكم في غضبها عندما رأت نورا تتحدث مع داغر و هي تبتسم بينما داغر يستمع اليها باهتمام...
سمعت شهيره تتحدث اليها بصوت منخفض عندما كانت تضع امامها احدي اطباق الطعام
=شوفتي يا داليدا لفيتي لفتك.
و بقيتي في المكان المناسب ليكي خدامه لنا...

اشتعل الغضب داخل داليدا التي وضعت الطبق الاخر امامها بحده مما احدث صوت مرتفع مما جعل داغر ينتبه اليها ظل يتطلع اليها عدة لحظات و عينيه مسلطه على بطنها المنتفخه وحركتها البطيئه بسبب ثقل بطنها قبل ان يتحدث قائلاً بحده
=هو مفيش غيرها هنا يشتغل اومال فين صافيه...
اجابته شهيره وهي تتطلع إلى داليدا ببرود
=صافيه رجليها تعبانه ما انت عارف يا داغر انها كبرت. و باقي الخدم انت مديهم اجازه من قبل تعبك...

لتكمل بينما تشير بيدها نحو داليدا تصرفها قائله بفظاظه
=روحي هاتي باقي الاطباق. واقفه عندك تعملي ايه
غادرت داليدا الغرفه وهي تجز على اسنانها تغمغم بكلمات حاده قاسيه ستجعل شهيره تموت قهراً اذا سمعتها.
تجاهل داغر نورا التي كانت تحدثه مشيراً إلى شهيره قائلاً بحزم
=ايه اللي بتعمليه ده ياشهيره، مش معني انها هتمثل دور خدامه علشان تداروا على قرفكوا تعملي فيها كده ده بطنها قدامها مترين و مش قادره تتحرك.

اجابته شهيره بهدوء يعاكس الغضب المشتعل بداخلها بسبب دافعه عنها حتى بعد ان فقد ذاكرته و نسيها لا يزال يدافع عنها و هي ليست سوا خدامه وضيعه بالنسبه اليه
=اعمل ايه يعني يا داغر، ما صافيه تعبانه...
همهمت نورا موافقه شقيقتها قائله
=ايوه يا داغر عايز شهيره تعمل ايه يعني...
لتكمل و هي تنظر بطرف عينيها نحو الباب إلى داليدا التي تتقدم نحو باب الغرفه.

=بعدين مش علشان لابسه حجاب تبقي محترمه و غلبانه. دي واحده قذره و عايزه قطم رقبتها...
تجمدت داليدا مكانها فور سماع كلمات تلك المريضه عنها ليهتز جسدها بالغضب عندما سمعت شهيره تغمغم
=علي رايك يا نورا دي لبساه تتستر وراه...
قاطعهم داغر بحده و قد، نفذ صبره من هذا كله
=خلاص، كفايه رغي.

لم تتحمل داليدا اكثر من ذلك دلفت إلى الغرفه نحوهم و هي تحمل ين يديها صحنين من الشوربه الساخنه تصنعت بانها ستضعهم امام كلاً من شهيره ونورا لكنها تصنعت التعثر و قامت بسكب الصحنين الممتلئين بالشوربه الساخنه عليهم.
مما جعل نورا و شهيره تنتفضتان واقفتان تصرخ كل منهما باعلي صوت لديهم متألمين من الشوربه التي احرقت جسدهما تراجعت داليدا للخلف تتابعهم باستمتاع وهما يقفزان في مكانهم وهم يصرخون بألم.

وعلي وجهها ترتسم ابتسامه واسعه لكن تلاشت ابتسامتها تلك عندما نهض داغر و اتجه نحوها يهتف بغضب
=ايه اللي انتي هببتيه انتي مجنونه...
وقفت تطلع اليه بصمت غير شاعره بالندم على ما فعلته لكنها انتفضت فازعه شاعره بالخوف عندما رأت شهيره و نورا تندفعان نحوها و هم يطلقون السباب عليهم يهمان بضربها لتسرع داليدا
تقف خلف ظهر داغر تتشبث بقميصه طالبه حمايته بصمت
اوقفهم داغر هاتفاً بغضب بهم.

=ايه هتضربوا واحده حامل. ايه اتجننتوا...
غمغمت نورا بغضب وهي تنظر بحقد نحو داليدا التي تختبئ خلف ظهر داغر
=يعني عايزنا نسكتلها بعد ما حرقتنا...
قاطعها داغر بشراسه بينما يشير إلى شهيره
=خدي اختك، و اطلعوا غيروا هدومكوا و حطوا اي مرهم ملطف على جسمكوا
ليكمل مزمجراً بغضب عندما ظلت شهيره بمكانها تتطلع بغضب وحقد نحو داليدا
=يلاااااا...

انتفضت شهيره في مكانها جاذبه نورا معها للخارج على الفور تنفذ امره وهي تتوعد لداليدا...
بينما وقف داغر يشعر بكامل جسده يشتعل من لمسة تلك الواقفه تتشبث بقميصهمن الخلف مما جعل غضبه يزداد اضعاف مضاعفه فكيف له يتأثر بلمسة امرأه مثلها ابتعد عنها هاتفاً
بها بقسوه
=و انتي ارجعي على المطبخ، و اخر مره اللي عملتيه ده يتكرر تاني...
همست داليدا كاذبه بينما تطلع اليه باعين بريئه تعودت ان تنظر بها اليه سابقاً.

=مكنتش اقصد، الشوربه كانت تقيله وقعت مني غصب عني...
وقف داغر يتطلع اليها و هو يحبس انفاسه متأثراً ببرائتها تلك ولون عينيها الخلابه لكنه هز رأسه بعنف مخرجاً نفسه من هالة تأثره هذه وهو يلعن نفسه فماذا يفعل بحق السماء.
التف مغادراً الغرفه سريعاً دون ان ينطق بحرف واحد بخطوات واسعه مسرعه كما لو كان هناك شياطين تلاحقه...

في الليل...
كان داغر مستلقياً على الفراش بغرفته يتلملم بلا هواده فهو على حالته تلك منذ اكثر من ساعتين يحاول النوم لكن لم يستطع فتلك الرائحه التي تملئ الفراش و الغرفه باكملها تخطف انفاسه جاعله اياه يشعر بانه يفتقد شخصاً ما، شخصاً كان يمثل له الكثير من الاهميه في حياته جذب الوساده التي على الفراش يتنفسها بعمق جعلت تلك الرائحه تتخلل كيانه و قد بدأت ضربات قلبه تزداد بقوه جنونيه...

لكنه رغم ذلك اغمض عينيه بقوه محاولاً تجاهل ذلك ظل مغمض العينين يشغل عقله بعد الارقام حتى سقط بالفعل بالنوم...
لكنه انتفض مستيقظاً من نومه بعد عده ساعات قليله جلس على الفراش بجسده المتعرق المحتقن بالحراره يحاول التقاط انفاسه المختنقه و عندما وجد الصعوبه في ذلك نهض و خرج إلى الشرفه ليلفح وجهه هواء الليل البارد الذي هدئه قليلاً...

اخذ داغر يحاول تذكر الحلم الذي جعله يستيقظ بهذا الشكل فلم يتذكر منه الا تلك المرأه ذات الشعر الاحمر الناري التي كان لها ذات الرائحه التي تملئ فراشه فرغم انه لم يرا وجهها الا انه لا يزال يشعر بها بين ذراعيه كما لو كانت حقيقيه، فقد كانت تحتضنه دافنه وجهها بصدره بينما تتشبث به بقوه وهي تبكي بشكل هستري و شهقات ممزقه كما لو كانت تطلب منه ان ينقذها من شيء ما و الا يتخلي عنها...

مما جعله يشعر في الحلم كما لو كان بكائها هذا حبل غليظ ينعقد حول عنقه يمنع عنه الهواء...
تنفس داغر ملتقطاً انفاسه بعمق جالساً على المقعد الذي بالشرفه محاولاً تحليل هذا الحلم فبحياته لم يقابل امرأه من بذات لون شعر تلك المرأه فمن تكون هذه المرأه، اما ان عقله لا يزال مشوشاً لا يعلم، ظل جالساً بمكانه هذا حتى بزغ صباح يوم جديد دون ان تغف له عين مره اخري...

في الصباح...
استيقظت داليدا ثم تحممت و ارتدت ملابسها عاقده حجابها حول رأسها جيداً خوفاً من ان تقابل طاهر الذي اصبح يضايقها بنظراته الوقحه مره اخري...
لكنها كانت تتجاهله فكل ما يهمها الان هو حماية زوجها من هؤلاء الشياطين الذين عادوا إلى حياتهم مره اخري...

فأي شيء يأكله او يشربه داغر يكون دائماً من صنعها هي او صافيه حتى المياه فمن يدها ليده غير سامحه لهم بالاقتراب من اي شئ يخصه، تراقب اصغر حركاتهم فلن تسمح لهم ان يفعلوا به ما فعلوه بها.
خرجت داليدا إلى بهو المنزل الداخلي تنوي الصعود إلى غرفة داغر تسأله اذا كان يرغب بان تحضر له الافطار بغرفته...

لكن فور خروجها تجمد جسدها بصدمه عندما رأت شهيره تخرج من المطبخ و بيدها فنجان من القهوه تضعه بيد داغر الجالس مع طاهر يتحدثان بجديه في امراً ما...
لم تشعر داليدا بنفسها الا وهي تندفع نحو داغر و عينيها كانت مسلطه برعب على فنجان القهوه الذي كان بيده و الذي اطاحته من يده دون تردد و لو للحظه واحده ليسقط الفنجان من يده على الارض متحطماً و قد تناثرت محتوياته بجميع الانحاء...

انتفض داغر واقفاً هاتفاً بها بغضب وهو لا يصدق ما فعلته...
=ايه اللي انتي عملتيه ده. انتي كل يوم ليكي مصيبه انتي مجنونه و لا ايه بالظبط...
وقف طاهر قائلاً بينما يقترب من داليدا و يقف بجانبها
=معلش يا داغر، امسحها فيا انا هي اكيد متقصدش...
همت داليدا ان تخبره بان يذهب للجحيم و الا يتدخل بأي شيء يخصها لكن قاطعها صوت داغر الخشن الحاد الذي عصف بانحاء المكان.

=بقولك ايه يا طاهر حط لسانك جوا بوقك، ونقطني بسكاتك
ليكمل وهو يلتف إلى داليدا مشيراً بيده نحو الفنجان الملقي على الارض
=عملتي كده ليه، فاهميني
وقفت داليدا تنظر اليه بارتباك لا تدري بماذا تجيبه فهي تصرفت بدافع حمايته ولم تفكر في عواقب فعلتها استدارت تنظر إلى شهيره لتجدها ترمقها بنظره ساخره بينما تلوي شفتيها باستياء فقد كانت تعلم جيداً لما فعلت ذلك تجاهلتها داليدا.

مغمغمه اخيراً و هي تمرر يدها بارتباك فوق حجاب رأسها تتصنع تعديله
=قريت على النت ان القهوه غلط على الذاكره بتاعتك...
لتكمل بشجاعه اكبر مستمره في كذبها محاوله ان تداري فعلتها
=و انها ممكن تأثر عليك، خصوصاً و انك...
قاطعها داغر بغضب و هو يجز على اسنانه بقسوه بينما يقبض على يديه بجانبه
=اخفي من قدامي حالاً، مش عايز اشوف وشك...

اومأت داليدا برأسها بالموافقه ثم استدارت منصرفه وعلى شفتيها ترتسم ابتسامه خفيفه تنم على الراحه فلا يهمها غضبه او استياءه فيكفي بالنسبه اليها انها لم تسمح لشهيره بتنفيذ ما تريده...
دلفت إلى المطبخ قائله بلوم لصافيه الجالسه على طاولة المطبخ.
=كده يا ست صافيه هو ده اتفاقنا سوا، كده تخليها تعمله القهوه و تدهاله...
نهضت صافيه واقفه قائله سريعاً.

=اعمل ايه يا بنتي انا عملتهاله بايدي و جيت اطلعهاله لقيتها طبه عليا زي القدر المستعجل و اصرت تخدها بنفسها له، و انتي عارفه اني مقدرش عليها دي مفتريه...
لتكمل سريعاً وهي تربت على يد داليدا.

=بس على مين انا مشيت وراها خطوه بخطوه ومتخفيش محطتش حاجه فيها ولما ادورت ولقتني وراها قولتلها اني نسيت احط كوباية ميا لداغر بيه خدتها مني وطلعت ع برا على طول يعني استحاله تكون لحقت تحط حاجه فيها، متقلقيش يا حبيبتي.
هزت داليدا رأسها قائله بهدوء
= لا ما انا مش قلقانه كده كده داغر مشربهاش...
قطبت صافيه حاجبيها قائله
=ازاي بقي...

اخذت تحكي لها داليدا ما فعلته لتنفجر صافيه ضاحكه لتضحك داليدا هي الاخري معها...
ربتت صافيه على ظهرها قائله باستحسان
=جدعه، و الله يا داليدا، ايوه كده خليكي في ضهر جوزك لحد ما الغمه دي تنزاح...
ابتسمت لها داليدا قائله وهي تضغط على يدها التي تمسك بها
=اهم حاجه خاليكي معايا، لازم ناخد بالنا من كل حاجه بيعملوها دول شياطين...
احتضنتها صافيه إلى صدرها بحنان.

=معاكي يا حبيبتي متخفيش داغر ده ابني اللي مربياه على ايديا، و انتي كمان يعلم ربنا غلوتك عندي اللي زادت اضعاف مضاعفه من وقت تعب داغر و وقفتك معاه، اهم حاجه تاخدي بالك من صحتك انتي على وش ولاده
اومأت داليدا برأسها وهي تزفر براحه متنعمه باحتضان صافيه لها فقد اشعرتها بحنان الام الذي تفتقده خاصه في هذه الفتره...
= الله على الحب و الحنان. سيبين شغلكوا و عاملين تحبوا في بعض مش كده...

ابتعدت داليدا عن صافيه ببطئ لتلتف نحو شهيره الواقفه بمدخل المطبخ تطلع اليهم بغضب و حده
لتجيبها داليدا
=شغل ايه انت صدقتي نفسك بجد ولا ايه...
خطت شهيره إلى داخل المطبخ تغمغم ببرود كما لو ان داليدا لم تتحدت
=انتي ياللي اسمك داليدا تروحي تنضفي الاوض اللي فوق و بعد ما تخلصيها تنضفي الاوض اللي تحت كلها...
اطلقت داليدا ضحكه رنانه ساخره
=الكلام ده ليا انا، انتي مجنونه؟!

لتكمل هي تتطلع اليها بتحدي وعينيها تلتمع بشراسه
=مش هيحصل، و لو مش عجبك اخبطي راسك في اقرب حيطه...
اقتربت منها شهيره هاتفه بغيظ
=هتعملي اللي قولتلك عليه، و لا تحبي اخلي داغر يطردك طردة الكلاب بكلمه واحده مني...
شحب وجه داليدا فور سماعها كلماتها تلك مدركه انها قادره على فعل ذلك لكنها استجمعت شجاعتها تجيبها ببرود مصطنع.

=اعملي اللي تعمليه، بس انا و انتي عارفين انك كنت تقدري تعملي كده من اول يوم خرج فيه داغر من المستشفي، و معني انك معملتيش ده لحد دلوقتي يبقي انتي محتاجني هنا و في حاجه في دماغك كمان...
لتكمل وهي تلتقط انفاسها اللاهثه بصعوبه بسبب انفعالها
=علشان كده مش هتقدري تعملي حاجه يا شهيره، انا ملزمه بتنضيف اوضة جوزي بس، و تحضير اكله هو بس، فاهمه...

وقفت شهيره تطلع اليها عدة لحظات و شرارت الغضب تتقافز من عينيها غمغمت بصوت حاد لاذع و هي تمسك بذراع داليدا غارزه اظافرها الحاده بذراعها حتى ادمته مما جعل داليدا تصرخ متألمه
=هخاليكي تندمي على كل لحظه قررتي فيها تقفي قدامي قسماً بالله لهخاليكي تبكي بدل الدموع دم...
صرخت داليدا متألمه وقد كانت على وشك البكاء فاظافرها تمزق جلذ ذراعها حاولت نزع ذراع من قبضتها لكنها زادت من غرز اظافرها اكثر.

قبضت صافيه على يد شهيره نازعه اياها عن ذراع داليدا حيث لم تعد تتحمل الوقوف تشاهد بصمت ما يحدث هاتفه بحده
=كفايه كده يا شهيره هانم...
التفت اليها شهيره تطلع اليها بقسوهو شراسه و هي لا تصدق انها تجرأت على التدخل بينهم لكنها تعلم انها لا تستطع فعل شيء معها فداغر يعدها كوالدته اومأت لها مبتسمه ابتسامه متشنجه قبل ان تنصرف و تغادر المطبخ وهي تلفظ لعنات حادة تأذي اذن من يسمعها...

تاركه داليدا تبكي بحضن صافيه التي اخذت تربت على ظهرها بحنان محاوله تهدئتها.

كانت داليدا واقفه بغرفه داغر تقوم بترتيبها و التأكد من دوائه مثل كل يوم حيث تقوم بالتأكد من الاسماء المدونه على كل شريط منها حيث بحثت عنهم على الانترنت و اطمئنت انهم علاج خاص فعلاً بحالته...
و كل يوم تتأكد من الاسماء المدونه عليها خوفاً من ان تقوم شهيره بتبديلها...

وقفت داليدا تتطلع إلى الغرفه و تتذكر كل ذكرياتهم سوياً بها و غصة الم تتشكل بقلبها مما جعلها تكاد تنفجر باكيه لكنها سرعان ما تمالكت نفسها راسمه ابتسامه على وجهها و وقفت امام المرأه تنظر بفرح إلى بطنها المنتفخه فقد كان طفلها يوماً بعد يوم يكبر و رغم تعبها و ارهاقها الذي يزداد كل يوم الا انها تشعر بالسعاده و الراحه بانه في صحه جيدة...

دخل داغر غرفته ليتجمد في مكانه فور رؤيته لها واقفه امام مرأته تمرر يدها بلطف و حنان على بطنها وهي تبتسم بفرح. شعر بضربات قلبه تعصف بداخله و انفاسه تنحبس بداخل صدره...
لكنه سرعان ما عنف نفسه على حالته تلك تحرك لداخل الغرفه مغلقاً الباب بقوه جعلتها تنتفض فازعه في مكانها راقب وجهها يحمر بالخجل بينما تبتعد من امام المرأه
اقترب منها مغمغماً بحده
=بتعملي ايه هنا،؟!

تنحنحت داليدا مجيبه اياه بينما تمرر عينيها بانحاء الغرفه
=كنت بنضف الاوضه...
اومأ داغر برأسه باقتضاب قائلاً وهو يشير إلى باب الغرفه
=طيب اتفضلي، علشان عايز اغير هدومي علشان عندي ميعاد مهم...
رنت كلماته في اذنها كما لو كانت صوت انذار، و قد بدأت الغيره تمزق قلبها...
فمع من موعده هذا هل سيخرج مع امرأه اخري فهي تعلم انه قبل زواجهم كان له العديد من العلاقات مع النساء و هو الان اعزب كما يعتقد هو...

لم تتمكن منع نفسها من الاندفاع و سؤاله بحده
=ميعاد،؟ ميعاد مع مين،؟!
احتد و جه داغر بالغضب فور سماعه سؤالها هذا مما جعلها تبتلع
لعابها بصعوبه عندما رأته يقترب منها متراجعه إلى الخلف بخوف
لكنه توقف في مكانه عندما رأي الذعر المرتسم فوق وجهها
زافراً بغضب وهو يهتف بحده من بين اسنانه
=و انتي مالك انتي، بتتدخلي في اللي مالكيش فيه...
اجابته داليدا بارتباك و حده مماثله لحدته و قد اعمتها غيرتها.

=عندك حق. و انا مالي ان شالله يكون عندك ميعاد حتى مع واحده حتي، و انا مالي
قاطعها داغر هاتفاً بقسوه بينما يشيره بيده نحو باب الغرفه
=اطلعي برا علشان انا جبتي اخري معاكي. بدل ما اتخليني اتجنن عليكي...

ركضت داليدا نحو الباب هاربه من امامه فهي تعلم جيداً كيف يكون عندما يغضب فقد كانت في السابق تستطيع السيطره على غضبه هذا بلمسه واحده منها. لكن الان اصبح محرماً عليها لمسه فاذا فعلتها فستصبح بنظره ليست الا عاهره...

في وقت لاحق...
كانت داليدا جالسه على الفراش بغرفتها المخصصه للخدم تدلك قدميها المتورمه و هي تبكي فقد اشتد الالم عليها بسبب انها اصبحت تقف كثيراً عليها...
تذكرت داغر عندما كان يدلكها لها عندما كانت تتورم مغدقاً اياها بحبه و حنانه.

مسحت دموعها بيدها مرتجفه مستلقيه على الفراش محاوله النوم و تجاهل نيران الغيره المشتعله بقلبها و قد بدأ عقلها يصور لها مشاهد لداغر مع امرأه اخري كما لو كانت حقيقه تراها بعينيها...

انتفضت واقفه مرتديه حجابها خارجه من غرفتهاو تجلس بغرفة الاستقبال تنتظره لا تعلم ما الذي ستفعله عندما تراه لكنها ترغب برؤيته عند عودته كانت الساعه قد تجاوزت الثانيه صباحاً و لم يعد بعد و القصر باكمله غارق بالصمت حيث قد نام الجميع ظلت داليدا جالسه على الاريكه منتظره اياه حتى سقطت بالنوم وهي جالسه دون ان تشعر. لكنها استيقظت عندما شعرت بيد دافئه تمر فوق ساقها من فوق منامتها همست بصوت اجش غير واعي من اثر النوم.

=داغر...
اخذت اليد تمر فوق ساقها بينما اصبح توجد انفاس حاره لاهثه بجانب اذنها مما جعلها تفتح عينيها بحده و قد بدأت تفيق من نعاسها ليدب الذعر بكامل جسدها عندما رأت وجه طاهر الذي كان قريب منها للغايه بينما كان يشرف عليها بجسده اسرعت بدفعه بقوه في صدره مما جعل توازنه يختل و يسقط فوقها مما جعلها انفاسها تنحبس داخل صدرها هاتفه بانفس لاهثه منقطعه و قد شحب وجهها من شدة الخوف.

=ابعد، ابعد عني يا حيوان يا ابن الكلب.
من ثم حاولت دفعه في صدره لكنه كان كالحجر لم يتزحزح من مكانه مقرباً وجهه منها محاولاً تقبيلها على شفتيها لكنها ارجعت رأسها للخلف بعيداً.
قرب وجهه منها هامساً بصوت اجش مقزز
=انتي عارفه انا مستني اللحظه دي من امتي...
ثم امتدت يده محاولاً لمسها لكنه ابتعد عنها فجأه دون سابق انذار جلست داليدا بارتباك تشاهد داغر يمسكه من قميصه و وجهه مشتعل بغضب عاصف.

=بتعمل ايه يا حيوان يا وسخ، نجاستك دي مش في بيتي فاهم...
ثم دفعه نحو الباب وهو يزمجر بحده
=غور من وشي...
ركض طاهر خارجاً من الغرفه وكامل جسده ينتفض بخوف...
من ثم التف داغر إلى داليدا الجالسه بوجه شاحب
=و انتي انا استحملت قرفك كتير بس لحد كده، و كفايه تاخدي شنطتك و تخفي من هنا...

شعرت داليدا بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه عليها نطقت بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه و هي لا تصدق بانه يظنها على علاقه بطاهر...
=داغر...
قاطعها على الفور صائحاً بصوت حاد يبث الرعب داخل من يسمعه و كان يملك عقلاً
=اسمي داغر بيه، الزمي حدودك معايا...
ليكمل بصوت حاد كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بقسوه و هو يرمقها بازدراء
=اصحي الصبح ملقيش ليكي اثر في بيتي. فاهمه...

حدقت داليدا في وجهه بخوف من لهيب الكراهية الذي يلتمع بعينيه قبل ان يستدير و يتركها مغادراً المكان بخطوات عاصفه...
بينما انهارت هي على الارض جالسه تبكي كما لم تبكي طوال حياتها تشعر بالعجز و الخوف تريد اخباره بحقيقة من هي بالنسبه اليه لكنها في ذات الوقا خائفه عليه شعرت بدوامه سوداء تبتلعها لتغيب عن الوعي على الفور...
،!
في الصباح...
كان داغر واقفاً ببهو القصر الداخلي يتشاجر مع شهيره.

=قولتلك مش هتعقد هنا ولا دقيقه واحده الموضوع خلص.
همهمت شهيره بارتباك محاوله فهم ما حدث
=طيب فهمني ايه حصل...
اجابها داغر بحنق
=ابقي اسألي البيه جوزك و هو يقولك...
قاطعته شهيره وهي تتخذ خطوات منه و هي تتصنع عدم الفهم فقد اخبرها طاهر كل شيء ليلة امس عندما فر هارباً اليها
=طاهر مختفي من امبارح، وكلمني الصبح و قالي انه كان بايت في الشركه و مش هيرجع دلوقتي...

قاطعت جملتها عندما شاهدت داليدا تفترب منهم بوجه شاحب تجر حقيبه ضخمه خلفها
حتي وقفت امام داغر تتطلع اليه بصمت لكنه ابعد نظره عنها بحده بينما وقفت تراقب شهيره ما يحدث بينهم باعين كالصقر.
همست داليدا بصوت مرتجف
= انا همشي زي ما امرتني...
لتكمل و هي تضغط على حروف باقي جملتها
=يا داغر بيه...
هتفت شهيره وهي تتصنع الحزن بينما ترمق داليدا بنظره تمتلئ بالشماته
=و هتروحي فين انتي مالكيش اي حد...

قاطعتها داليدا بحده
=هروح في داهيه. مالكيش دعوه انتي...
لكنها فجأه اطلقت صرخه متألمه ملقيه الحقيبه من يدها على الارض ممسكه ببطنها و هي تصرخ بصوت اعلي مما جعل داغر يستدير اليها قائلاً بارتباك
=ايه ده، في ايه مالك...
صرخت داليدا بألم اكبر وهي تبكي منتحبه
=شكلي بولد...
انهت جملتها تلك مطلقه صرخة متألمة. بينما صاحت شهيره وهي تخبر داغر =اتصل بطاهر يجي يخدها يوديها للمستشفي.

لكن داليدا امسكت بيد داغر تتشبث بها وهي تبكي
=علشان خاطري، لا متسبنيش لوحدي...
وقف داغر يتطلع اليها بارتباك ينقل نظره منها إلى شهيره التي كانت علامات الرفض و الغضب تملئ وجهها.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
قاطعت شهيره جملتها عندما شاهدت داليدا تقترب منهم بوجه شاحب تجر حقيبه ضخمه خلفها
حتي وقفت امام داغر تتطلع اليه بصمت لكنه ابعد نظره عنها بحده بينما وقفت تراقب شهيره ما يحدث بينهم باعين كالصقر.
همست داليدا بصوت مرتجف
= انا همشي زي ما امرتني...
لتكمل و هي تضغط على حروف باقي جملتها
=يا داغر بيه...
هتفت شهيره وهي تتصنع الحزن بينما ترمق داليدا بنظره تمتلئ بالشماته
=و هتروحي فين انتي مالكيش اي حد...

قاطعتها داليدا بحده
=هروح في داهيه. مالكيش دعوه انتي...
لكنها فجأه اطلقت صرخه متألمه ملقيه الحقيبه من يدها على الارض ممسكه ببطنها و هي تصرخ بصوت اعلي مما جعل داغر يستدير اليها قائلاً بارتباك
=في ايه مالك،؟
صرخت داليدا بألم اكبر وهي تبكي منتحبه
=شكلي بولد، مش قادره
صاحت شهيره وهي تخبر داغر =اتصل بطاهر خليه يجي يخدها يوديها للمستشفي...
لكن داليدا امسكت بيد داغر تتشبث بها وهي تبكي.

=علشان خاطري، لا متسبنيش لوحدي...
وقف داغر يتطلع اليها بارتباك ينقل نظره منها إلى شهيره التي كانت علامات الرفض و الغضب تملئ وجهها. هتف بحده بينما يتراجع للخلف بعيداً عن يد داليدا التي كانت تتشبث به
=اجي معاكي ليه و انا مالي...
ليكمل بغضب وهو يلتفت إلى شهيره
=ما تشوفي جوزك الزفت ده فين خاليه يجي يشيل بلوته...

تغضن وجه داليدا بألم بينما تطلق صرخه مدويه و قد ازداد بها الالم مما جعل شهيره تهمهم بارتباك و هي تنوي الصعود للاعلي حتى تجلب هاتفها
=هطلع اجيب تليفوني، و هكلمه يجي...
لكن صرخت داليدا باكيه وهي تتجه نحو داغر تمسك بيده بقوه
=ابوس ايدك. متسبنيش...
لتكمل صارخه بقوه اكبر
= خدني المستسفي مش قادره بموت...

ارتبك داغر عدة لحظات قبل ان يزفر باستسلام واضعاً يده على ظهرها دافعاً اياها برفق نحو الباب و هو يهتف إلى شهيره الواقفه تراقبهم بوجه غاضب
=كلمي سي زفت، خاليه يحصلني على المستشفي...
اندفعت شهيره نحوهم قائله بارتباك
=طيب استني يا داغر 5 دقايق هغير هدومي و هاجي معاكوا...
قاطعتها داليدا صارخه برفض من بين شهقات ألامها
=لا متجيش معايا، انتي بالذات، متجيش معايا...
هتف داغر بغضب و نفاذ صبر.

=خلاص يا شهيره، هاتيجي تعملي ايه ما انتي فاهمه اللي فيها لا انتي ولا هي بطيقوا بعض، كلمي جوزك يجي المستشفي خليني اخلص من الليله دي...
وقفت شهيره تراقب بقلق داغر بينما يقود داليدا إلى الخارج نحو سيارته باعين تلتمع بالخبث و السعاده هامسه
=خلاص مفضلش على الحلو غير تكه، كده فاضل الفلوس اللي هخدها منه و نطير من هنا...
ثم التفت صاعده نحو غرفتها حتى تأتي بهاتفها حتى تحدث زوجها...

ساعد داغر داليدا التي كانت لازالت تصرخ متألمه وهي تمسك ببطنها المنتفخه على الصعود إلى السياره ليصعد جالساً بجانبها امراً السائق بالانطلاق متناولاً هاتفه على الفور
=ايوه يا مرتضي، الهانم بتاعتك بتولد.
ليكمل بصوت اعلي عندما بدأت صراخات داليدا المتألمه ترتفع
=انجز، ربع ساعه و القيك قدامي في المستشفي، انا مش ناقص بلاوي...

اغلق الهاتف واضعاً اياه بجيبه قبل ان يلتف إلى داليدا الجالسه بجانبه و لازالت تصرخ متألمه قائلاً
=ما خلاص يا ديدا، كفايه صريخ انتي ما صدقتي...
ضربته داليدا بكتفه و هي تتصنع الغضب
=مش انت اللي قولتلي امبارح اعمل كده. علشان يصدقوا اني بولد بجد...
ابتسم داغر مقرباً اياها بجانبه
لكنه انتبه إلى متولي الذي كان يقود السياره و هو يبتسم
=خير يا متولي في حاجه،؟!
اجابه متولي وهو يهز رأسه...

=ابداً يا باشا، بس فرحان ان حضرتك رجعتلنا بالسلامه ربنا ما يحرمكوا من بعض ابداً...
ليكمل سريعاً وهو يقود السياره
=الامانه اللي حضرتك وصتني عليها وصلت خلاص، و طاهر الرجاله بتوعنا مستنينه عند المستشفي اول ما يوصل هيخدوه على هناك برضو...
ربت داغر على كتفه قائلاً باستحسان
=كنت عارف انكوا قدها خدنا بقي على فيلا التجمع...

اومأ متولي برأسه بطاعه بينما تراجع داغر للخلف ضاغطاً على زر بجانب مقعده ليرتفع الزجاج الذي يفصل بينهم و بينه...
امسك داغر على الفور بذراع داليدا جاذباً اياها لتجلس فوق ساقيه دافناً وجهه بعنقها يقبله بحنان.
=حرام عليكي يا داليدا كل ده صويت انا روحي راحت، ما بالك لو بتولدي بجد بقي هتعملي فيا ايه
مررت داليدا يدها بشعره متنعمه بملمسه الحريري بين اصابعها.

= انت اللي قولتلي اعملي نفسك هتولدي، وطبيعي اصوت اومال هضحك يعني...
التوت شفتي داغر بابتسامه واسعه و هو يراقب باعين تلتمع بالشغف عصبيتها تلك، فهو من قام باخبارها ان تفعل ذلك بالفعل حتى يستطع اخراجها من ذلك المنزل بعد ان عادت اليه ذاكرته بليلة امس...
فلاش باك...

بعد ان انهارت داليدا و فقدت الوعي بغرفة الاستقبال افاقت بعد فتره لا تعلم مدتها كم كانت نهضت على قدميها المرتجفه و قد بدأت تتذاكر كلمات داغر القاسيه و طرده لها فقد كان يعتقد انها على علاقه بذاك الحقير الذي يدعي طاهر...

صعدت الدرج بخطوات بطيئه و عقل شارد لا تعلم ما الذي يجد عليها فهي لا يمكنها تركه وحيداً معهم وتذهب كما لا يمكنها اقناعه ببقاءها هنا فقد كانت نظراته له الاخيره تمتلئ بالكره و الاحتقار...

دلفت إلى غرفة الحضانه التي اعدتها بيدها هي و زوجها من اجل استقبال طفلهم انهارت جالسه على الارض متفجره في البكاء و شهقاتها تمزق السكون من حولها و قد سيطرة عليها اليأس بان داغر لن يتذكرها ولن يتذكر طفلهم نهائياً، و بانه سيظل فاقد لذاكرته تلك ابي الابد...

جلست تستند بظهرها إلى الحائط بينما رأسها يستند على فراش صغيرها الذي اشتراه داغرمفاجأً اياها به تذكرت فرحتهم بهذا اليوم مما جعل غصه من الالم تكاد تمزق قلبها اغمضت عينيها تبكي بصمت محاوله ايجاد حل لمأزقها هذا...

بعد مرور ساعه...
عاد داغر إلى القصر بعد ان قضي الساعات الفائته بقيادة سيارته حتى يهدأ الغضب والالم المشتعل بداخل صدره لكنه فور ان وصل إلى الجناح الشرقي من القصر المخصص له وجد ان احدي الغرف التي تجاور جناحه بابها موارباً بينما الضوء ينبعث منها مما جعله ذلك يتعجب فتلك الغرف فارغهو لااحد يتجرئ الدخول اليها.

دفع الباب و دلف إلى الغرفه التي ما ان رأها شعره بقلبه يخفق بصدره بجنون و ألم قاسي دب في رأسه و قد بدأت تتدافع امام عينيه صور متداخلة مشوشه لتلك الغرفة.
فقد كانت معده لطفل ما...
اخذ يمرر عينيه بها متفحصاً اياها و الالم في رأسه يزداد و يكاد يفجر رأسه إلى نصفين حتى وقعت عينيه على رسمه لزوجين من الفيله و صغيرهم يدور من حولهم يلعب بمرح...
امسك رأسه بقوه و صوت امرأه يتردد في رأسه
=انا و انت، و يامن...

انهار جالساً على الارض و هو يمسك برأسه بقوه و ذلك الصوت لا يكف عن التردد في رأسه معذباً اياه...
لكنه تجمد في مكانه بصدمه عندما رفع رأسه و رأي تلك المرأه الجالسه على الارض بزواية الغرفه بينما رأسها يستند على مهد مخصص لطفل و قد كانت غارقه بالنوم...
شاهد باعين متسعه شعرها الاحمر الناري الذي يغطي وجهها ليعلم انها تلك المرأه من حلمه...
اقترب منها يزيح باصابع مرتجفه شعرها من فوق وجهها...

شعر بقلبه يرتجف بداخله فور رؤيته وجهها هذا.
لينقشع اخيراً الضباب الذي كان يغلف عقله طوال الاسابيع الماضيه ليحل محله تلك المعلومات التي فقدتها ذاكرته...
كانت الاحداث تمر في عقله كفيلم سريع من اتفاقه مع مرتضي. خالها، لزواجه منها. و سوء ظنه بها لوقوعه بحبها رأساً على عقب، و اتمامهم لزواجهم. لعطلتهم بروسيا و حملها بطفلهم. لكل تلك اللاحظات السعيده و الحزينه بعلاقتهم...

مرر يده بحنان على وجهها يتلمس ملامحها وهو يهمس بصوت مختنق متألم
=داليدا...
استيقظت داليدا تفتح عينيها بفزع فور شعورها بلمسته تلك معتقده ان طاهر من يلمسها لكن فور ان رأت داغر من يقبع فوقها شعرت بالراحه تسري بداخها و قد هدئ ذعرها...
لكن عند رؤيتها للالم و الحزن المرتسم على وجهه انتابها القلق عليه همست بصوت حاولت جعله مستقراً حتى لا تظهر له قلقها هذا
=داغر بيه. انت كويس، في...

لكن ابتلعت باقي جملتها عندما جذبها إلى صدره يضمها بقوه اليه دافناً وجهه بعنقها و هو يهمس بصوت ممزق
=قلب داغر، و دنيته، و حياته كلها...
شعرت داليدا بقلبها يقصف داخل صدرها و قد بدأ الامل ينبض بداخلها همست بتردد بصوت ضعيف
=انت. الذاكره رجعتلك،؟!
اومأ برأسه الذي لا يزال مدفوناً بعنقها مما جعلها تنفجر باكيه تحيط جسده بذراعيها تضمه اليها تتشبث به بكل قوتها و هي تهمس شاكره الله من بين شهقات بكائها...

رفع رأسه عن عنقها يضغطه على بطنها المنتفخه مقبلاً اياه قبلات متتاليه متلهفه وهو يهمس بشغف
=يامن، يامن...
مررت داليدا اصابعها المرتعشه برأسه المستنده على بطنها و قلبها يرتجف فرحاً و راحه و هي تسمعه يردد اسم طفلهم اخيراً...
رفع رأسه دافناً اياه مره اخري بعنقها الذي اخذ يقبله بحنان بينما شدد من احتضانه لها.

لكن تجمدت داليدا عندما شعرت برطوبه فوق عنقها لتعلم بانه يبكى شعرت بقلبها يهتز داخل صدرها عندما سمعته يهمس بصوت منكسر ضغيف
=سامحيني يا حبيبتي انا اسف...
ليكمل بصوت متحشرج معذب يتخلله الندم و الحسره
=و الله كان غصب عني، مش عارف ازاي نسيت كل اللي بنا...
اخذت تبكي هي الاخرى بينما تمرر يدها بحنان فوق ظهره حتى يهدئ مخففه عنه ظلوا على هذا الوضع عدة دقائق.

قبل ان يرفع داغر رأسه بحده يتطلع اليها باعين تلتمع بالغضب العاصف فور تذكره للمشهد الذي رأه اليوم و تسبب في طرده لها متذكراً طاهر و ما كان يحاول فعله بها بالاسفل فقد كان وقتها يظن انها كما قالت له شهيره عشيقته لذا ظن ما يحدث بينهم برضاها لكن الان فهم ما كان يحاول ذلك الملعون فعله بها
=طاهر، كان بيحاول يعتدي عليكي مش كده...
اومأت داليدا رأسها بالموافقه هامسه بتردد.

=و مش، مش اول مره يحاول يتعدي عليا او يتحرش بيا...
قرب داغر وجهه من وجهها مزمجراً بشراسه و هو يتفحصها بنظراته المشتعله وقد اصبحت الدماء تعصف بداخله
=يعني ايه مش اول مره. يتحرش بيكي؟

تطلعت داليدا إلى وجهه بخوف فقد كانت عينيه محتقنه بالنيران بينما وجهه كان محتد بغضب عاصف لكنها رغم ذلك استجمعت شجاعتها و اخذت تخبره بكل ما فعله بها من محاولته للتحرش بها بالمطبخ ليلاً ببداية زواجهم إلى محاولته التعدي عليها بغرفتها و ضربها له بالسكين و اشعاله للنيران بالمكتبه و محاولته لقتلها و تهديدها...

لكنها توقفت تبتلع لعابها بصعوبه فور ان حدقها بنظرة حاده جعلت قلبها يرتجف خوفاً عندما قاطعها بقسوه مغمغماً بخشونه و عصبيه مفرطه
=كل ده، كل ده و مفكرتيش ولو للمره تقوليلي...
حدقت في وجهه بخوف من لهيب الغضب الذي يلتمع بعينيه وهي تحيبه بصوت مهتز لاهث
=خوفت في الاول انك متصدقنيش، وانك تفتكر ان انا اللي بغريه خصوصاً وان وقتها اكتشفت انك اتجوزتني لي. و اتفاقك مع خالي و ظنك فيا اني...
قاطعها داغر بقسوه و غضب.

=و لما تممنا جوازنا و كل حاجه ما بنا بقت كويسه، برضو كنت خايفه...
هزت داليدا رأسها قائله بصوت مرتعش و اعين ملتمعه بالدموع
=ايوه كنت خايفه، كنت خايفه عليك، خايفه تتهور و تقتله...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما رأته ينتفض واقفاً يتجه نحو الباب بخطوات مشتعله وهو يصرخ بشراسه
=و ده اللي هيحصل فعلاً و ديني ما هيطلع عليه صبح هقتله هو و الكلبه مراته...

اسرعت داليدا بالنهوض على قدميها رغم ثقل وزنها بسبب حملها و الصعوبه التي تواجهها الا انها نهضت مسرعه تلحق به تجذبه من ذراعه واقفه امام الباب تسد الطريق عليه مانعه اياه من الخروج صرخ داغر بها بحده جعلت عروق عنقه تنتفض
=ابعدي يا داليدا...
وضعت يديها فوق صدره تمنعه عندما حاول دفعها بعيداً عن الباب هاتفه بهستريه بينما بدأت الدموع تنهمر بغزاره على وجنتيها.

=علشان خاطري، علشان خاطري. و خاطر يامن، يامن اللي كلها كام يوم وهايجي الدنيا...
لتكمل سريعاً عندما حاول تجاوزها و الخروج
=عايزه يجي الدنيا بدل ما يلاقيك مستنيه. يلاقيك مرمي في السجن علشان خاطر واحد زباله زي ده. ميستهلش...
القت بجسدها عليه تحيط خصره بذراعيها و هي تهمس برجاء و خوف
=علشان خاطري. اهدي و فكر قبل ما تعمل حاجه تندم عليها، هناخد حقنا منهم لكن بالعقل...

زفر داغر بحده بينما يحيط جسدها يضمها اليه مربتاًً على ظهرها بلطف عندما بدأ جسدها بالارتجاف قائلاً باستسلام و قد اثر به خوفها وبكائها هذا
=خلاص، خلاص اهدي يا حبيبتي.
ليكمل من بين اسنانه بقسوه
=بس و ديني، لأخليه يتمني الموت و ميطولوش، الموت هيبقي رحمه له بكتير من اللي هعمله فيه...
عندما استكان ارتجاف جسدها رفع و جهها اليه يسألها ذاك السؤال الذي حيره.

=ليه عملتي نفسك خدامه وليه مقولتليش انك مراتي، حتى لو مش فاكرك بس عندك قسيمة جوازنا و حاجات كتير تثبت جوازنا...
مررت داليدا يدها على خده بحنان
=دكتور عزت مانعني ان اقولك و فهمني ان لو قولتلك اني مراتك او فكرتك باي حاجه انت ناسيها بالعافيه هتدخل في غيبوبه تاني...
قاطعها داغر و هو مقطب الوجه.

=عزت.؟! ازاي يقولك كده، مع ان لما روحت لدكتور تاني النهارده قالي من المهم ان اللي حواليا يتكلموا معايا عن كل حاجه انا ناسيها يبقي ازاي عزت يقول كده و ليه يقولك متعرفنيش انك مراتي، و ليه لما سالته عنك قالي انه كان بيشوفك بتخدمي في القصر قبل الحادثه...
صمت قليلاً يفكر قبل ان يهتف من بين اسنانه بقسوه
=يا ابن الكلب، يا زباله حتى انت كمان...
تشبثت داليدا بقميصه مغمغمه باستفهام
=في ايه يا حبيبي،؟!

طبع على جبينها قبله حنونه
=مفيش حاجه يا حبيبتي، هفهمك كل حاجه بس مش دلوقتي...
ليكمل وهو ينحني يحملها بين ذراعيه
=دلوقتي انتي محتاجه تنامي و ترتاحي...
ثم خرج من غرفه الحضانه ليدلف إلى جناحهم الخاص
انزلها على قدميها بلطف من ثم بدأ يزرع قبلات حنونه على كامل وجهها.
ليكمل زافراً بحنق وغضب
=مش قادر اصدق، انك كنت عماله تخدمي في شوية الكلاب اللي تحت. بس وديني لهدفعهم تمن ده و غالي اوي...

اسندت داليدا رأسها على صدره محيطه خصره بذراعيها تحتضنه بقوه كما لو كانت لا يمكنها الكف عن احتضانه و الشعور به بين ذراعيها من جديد همست بصوت مرتجف
=مش مهم اي حاجه المهم انك معايا و بخير، ده عندي بالدنيا و ما فيها...

قبل داغر رأسها بحنان بينمت وضعت شفتيها فوق صدره موضع قلبه تطبع عليه قبله حنونه بينما تحيط خصره بذراعها تحتضنه بقوه غير قادره على مقاومه الدموع التي اخذت تنسدل من عينيها فهي لم تكن ستسطع ان تكمل حياتها بدونه، اخذ داغر يربت على ظهرها محاولاً تهدئتها بينما يطبع قبلات متتاليه حنونه فوق رأسها...

و بعد ان هدئت ابعدها عنه بلطف طابعاً قبلات عميقة و سريعة في ذات الوقت فوق شفتيها هامساً لها عن مدي اشتياقه و حبه لها من ثم حملها خارجاً بها إلى غرفة النوم واضعاً اياها بحنان فوق الفراش يضمها اليه حيث غرقا سوياً ببحر شغفهم الذي هجروه طوال فتره مرضه.

بعد مرور بعض الوقت.
مرر داغر يده بحنان على ظهر داليدا المستلقيه بين ذراعيه تدفن وجهها بعنقه بينما ذراعها يلتف حول خصره تضمه بقوة كما لو كانت تخشي ان يختفي.
همس برفق مقبلاً رأسها
=ديدا انتي نمتي،؟
اصدرت همهمه منخفضه تدل على استيقاظها مما جعله يرفع وجهها اليه قائلاً بهدوء وهو يتأمل وجهها الناعس
=حبيبتي عايزك تسمعي اللي هقوله دلوقتي و تفهميه كويس لان اي غلطه هضيع كل اللي هنعمله...

فور سماع داليدا كلماته تلك اختفي نعاسها و اخذت تستمع باهتمام إلى ما يرغب بفعله لكي يقع بشهيره و طاهر و عندما انتهي باخبارها بكل شئ غمغمت باعتراض
=طيب ليه هتخليني اسيب البيت و امشي، انا مينفعش اسيبك مع العقارب دول لوحدك...
ابعد داغر شعرها المتناثر فوق عينيها إلى خلف اذنها بينما يجيبها بهدوء
=مينفعش اسيبك معاهم في نفس البيت يا حبيبتي بعد كل اللي عملوه، و اللي اكيد ناوين لسه يعملوه. انا خايف عليكي...

قاطعته داليدا بحده و هي ترجع رأسها للخلف بعيداً عن لمسة يده و قد انفجر اخيراً الضغط الذي كانت تعاني منه منذ بداية وقوع الحادث له
=انا مش ضعيفه يا داغر. انت عارف انا استحملت ايه الفتره اللي فاتت علشان ماسيبكش لوحدك معاهم...
عارف كنت بموت ازاي من خوفي عليك كل ما كنت بشوفك معاهم و انا عارفه انك مش فاكر وساختهم و مأمن لهم.

ازاي كان اكلك. شربك كنت بعمله بايديا علشان خايفه لحد فيهم يحطلك حاجه فيه زي ما عملوا معايا، ازاي كنت بتسحب كل يوم الفجر افتح باب اوضتك اطمن انك نايم. وانك كويس علشان خايفه يكون حد فيهم اذاك وانت نايم
اكملت بصوت مختنق و قد بدأت دموعها تنهمر بغزاره وقد عاد اليها شعور خوفها وفزعها عليه.

=عارف احساسي وانا لوحدي وسطهم. لدرجة اخر ما يأست اتصلت بزكي علشان يرجع و يبقي معاك علشان ده الشخص الوحيد اللي كنت واثقه فيه لانك انت بتثق فيه. بس تليفوناته كلها كانت مقفوله و معرفتش اوصله، و اضطريت اتحمل كل ده لوحدي علشانك فمتجيش دلوقتي تقولي اسيبك وامشي تواجه كل ده لوحدك...

كان داغر يستمع اليها و قلبه يرتجف بداخله لا يصدق ما واجهته و تحملته من اجله متذكراً طعامه التي كانت تصر بوضعه امامه بنفسها حتى المياه، و القهوه، وتلك المرات التي دخل بها إلى غرفته ليجدها ممسكه بدوائه بالتأكيد كانت تتأكد منه، و موقف القهوه التي القته بعيداً عندما ناولته اياه داليدا...

قرب وجهه منها مقبلاً و جهها بحنان موزعاً قبلاته عليه قبل ان يسند جبهته فوق جبهتها متشرباً بشغف انفاسها الحاره قبل ان يغمغم بصوت اجش مليئ بالعاطفه
=عارف انك تقدري على كل حاجه و انك ب100 راجل و واثق فيكي...
ليكمل ممرراً يده على جانب رأسها بحنان.

=بس انا لو سبتك هنا وسطهم لحد ما اشوف هتصرف ازاي معاهم وقتها انا اللي هبقي ضعيف، خوفي و قلقي عليكي مش هيخلوني مركز في اي حاجه، انا عايز ابقي مطمن عليكي، و كمان فكري في يامن هتأمني عليه وسطهم ازاي...
قاطعته داليدا بينما ترفع ذراعها وتحيط عنقه به
=و انت هتستني عليهم ليه يا داغر ما تخلص منهم على طول و تطردهم...
هز رأسه قائلاً باصرار.

=لما اجيب اخرهم الاول، و متنسيش خالك الكلب اللي هرب على ليبيا لازم اجيبه هو كمان. لازم اصبر علشان اخلص عليهم من جذورهم...
ليكمل وهو يتطلع إلى عينيها الدامعه
=علشان كده لازم ابقي مطمن عليكي. هتعقدي في فيلا التجمع لحد ما تولدي و اكون انا خلصت الليله دي...
همست داليدا بصوت مرتجف
=هتسبني لوحدي هناك يا داغر افرض جالي الطلق وانت مش معايا...
قاطعها داغر على الفور و قد تأثر من الخوف المرتسم على وجهه.

=هبقي معاكي يا حبيبتي طبعاً، انا نفسي مقدرش اسيبك لوحدك، هااا موافقه يا حبيبتي.؟!
اومأت داليدا رأسها بالموافقه وهي تغمغم بتردد
=م، وافقه. و امري لله
لتكمل سريعاً محاوله ايجاد حل يراضيها
=طيب ما تحاول تتصل انت بزكي اكيد معاك رقم الفيلا بتاعتك اللي هو فيها وخليه يرجع مصر يبقي معاك علشان ابقي مطمنه عليك...
ابتسم داغر فور سماعه كلماتها القلقه تلك احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها نحوه حتى اصبحت ملتصقه به.

=زكي لسه في اجازته اسبوع مش هينفع اقوله سيب اجازتك و انزل...
ليكمل مغمغماً بمرح محاولاً اخراجها من حالتها القلقه تلك
=بعدين انا قدها و قدود مش واثقه في جوزك ولا ايه يا ست داليدا...
ابتسمت داليدا مجيبه اياه و هي تطبع على خده قبله سريعه
=لا طبعاً واثقه...
لكنها قاطعت جملتها عندما رأت جسد داغر ينتفض بخفه بجانبها و هو يهتف بمرح بينما يضع يده فوق بطنها المنتخفه برفق متحسساً ركلات طفله.

=ابنك بيضربني، شكله هيطلع مفتري زيك و هيهرني عض
ابتسمت داليدا قائله و هي ترفع حاجبها بمشاغبه
=تصدق وحشني اني اعضك اوي...
ثم اسرعت باطباق اسنانها على كتفه تعضه برفق مما جعل داغر ينفجر ضاحكاً. بينما كان قلب داليدا يرقص فرحاً لدي سماعها ضحكته تلك...
دلكت بيدها اثر عضتها على كتفه وهي تغمغم بطريقه حالمه
=تعرف اني كان واحشني صوت ضحكتك اوي، كنت على طول مكشر، و كل ما اقرب منك تتعامل معايا زي كأني عدوتك...

قرب داغر وجهه منها متأملاً بشغف ملامحها الرائعه
=علشان كنت بتأثر بيكي، رغم اني كنت ناسيكي لكن قلبي فضل فاكرك. و ده كان مجنني مكنتش بقدر ابقي معاكي في مكان واحد...
ثم صمت ولم يخبرها السبب الاخر لتعامله معها بجفاء بانه كان يعتقدها عشيقة طاهر كما اخبرته شهيره حتى لا يتسبب في أذيتها و مضايقتها...
مرر يده على جانب ذراعها قائلاً بينما ينظر إلى الساعه المعلقه بالحائط حيث كانت تشير إلى السادسه صباحاً.

=يلا يا حبيبتي، علشان ترجعي اوضتك قبل ما حد يصحي و يشوفك و انتي خارجه من هنا. انا هفضل مستني برا يعني متخفيش، عايزك اول ما تشوفي شهيره واقفه معايا تخرجي و يبقي معاكي شنطتك جهزي فيها كل لبسك و لبس يامن...

اومأت داليدا بالموافقه تحمموا و ارتدوا ملابسهم من ثم خرج داغر اولاً من الغرفه وهبط إلى الاسفل لتتبعه داليدا التي دلفت مباشرة إلى غرفتها بالاسفل المخصصه للخدم، بينما ظل داغر مكانه ببهو القصر ينتظر قدوم شهيره حتى يبدأ خطته...
نهاية الفلاش باك...
اعتدلت داليدا على ساق داغر بينما السياره تقودهم نحو الفيلا التي ستقيم بها لحين انتهاءه من تنفيذ خطته...

مررت اصابعها بشعره لكنه امسك بيدها مانعاً اياها من فعل ذلك مغمغماً بتحذير
=داليدا اعقلي، علشان متولي معانا في العربيه...
هزت كتفيها قائله ببرائه
=و انا عملت ايه دلوقتي...
ثم رفعت يديها مره اخري تمرر اصابعها في شعره مشعثه اياه مما جعله يزفر بحنق و هو يقبض على يديها بيده هاتفاً بصرامه...
=قولت اعقلي...
اقتربت داليدا من اذنه هامسه بشقاوه
=اعقلي، و لا اقلعي.
غمغم داغر بصدمه وهو يطلق ضحكه قصيره اجشه.

=بقيتي قليلة الادب...
همست داليدا باذنه بسخريه
=البركه فيك...
لتكمل سريعاً وهي تشير برأسها نحو الزجاج الاسود الذي يفصل بينهم و بين متولي
=بعدين الازاز مرفوع بنا و بين متولي محبكها ليه بقي...

لم يجبها داغر حيث ظل صامتاً بينما كانت داليدا تحاول استفزازه بتلاعبها بازرار قميصه. وتمرير اظافرها على وجهه برفق لكنه رغم ذلك ظل داغر بمكانه ثابتاً غير مبدياً ردة فعل مقاوماً بصعوبه رغبته في الضحك مما جعلها تزفر بحنق وتستسلم اخيراً...
لكنها فجأه و دون سابق انذار اصدرت صرخه متألمه و هي تمسك بطنها هاتفه بتوجع
=الحقني يا داغر...
نظر اليها داغر قائلاً ببرود
=العبي غيرها...

لكنه ابتلع باقي جملته عندما انفجرت باكيه و قد احمر وجهها من شدة الالم المرتسم بوضوح على وجهها مما جعل قلبه يسقط داخل صدره
=داليدا انتي بتولدي بجد...
اجابته صرختها المتألمه مما جعله يسرع بالضغط على زر الاتصال الداخلي امراً متولي بالتوجه إلى مشفي الطبيب الذي كانت داليدا تتابع معه حملها قبل الحادث فقد كان يعلم حالتها جيداً.
صرخت داليدا و قد اشتد الالم بها
=مش قادره، مش قادره يا داغر هموت...

احتضنها داغر بقوه هامساً بصوت مختنق وهو يقاوم الخوف الذي سيطر عليه شاعراً بالعجز و هو يراها تتألم بهذا الشكل و لا يستطع فعل شيء يخفف المها هذا
=بعد الشر عليكي يا حبيبتي، احنا خلاص 5 دقايق ونبقي المستشفي...
لكنها هزت رأسها باكيه وقد كان الالم يزداد بطريقه لم تعد تحتملها مما جعل داغر يفتح الزجاج الفاصل هاتفاً بمتولي و هو يكاد يخرج عن سيطرته
=سوق باقصي سرعه...

اومأ متولي الذي اربكه هو الاخر صراخ داليدا المتألمه
بينما ظل داغر محتضناً اياها بين ذراعيه يحاول تهدئتها رغم قصف قلبه الذي يدوي بداخله من الخوف عليها.
و فور وصولهم للمشفي حملها بين ذراعيه مسرعاً نحو داخل المشفي حيث استقبله الطبيب الخاص بها الذي اتصل به في الطريق و اخبره بحالتها...
بعد مرور ساعة...
كانت داليدا مستلقيه بغرفة العمليات الخاصة بالولاده تصرخ متألمه و الطبيب يحثها على الدفع بقوه اكبر.

بينما كان داغر واقفاً بجانبها يمسك بيدها فقد اصر ان يدخل معها الغرفة المخصقه لعملية التوليد رافضاً تركها بمفردها.
كان قلبه ينقبض داخل صدره بألم كلما استمع الى صراخاتها المتألمه تلك فقد كان يعلم انها تتألم بشده.
صاحت وهي تبكى متألمه تتمسك بيده اكثر
=داغر. خلاص مبقتش قادره...

انحنى مقبلاً جبينها و هو يربت فوق رأسها بحنان غير قادراً على النطق بحرفاً واحداً شاعراً بالذنب يتخلله فهو السبب فمعاناتها تلك لكنه انتفض فازعاً عندما صرخت بالم و هي تحاول الدفع حتى تخرج طفلها...
همس في اذنها محاولاً تهدئتها و هو يربت فوق رأسها بحنان و قد وصل هو الاخر إلى حافة اعصابه
=هانت يا حبيبتي استحملي، استحملي علشان خاطر يامن...

ثم اخذ يحثها على التنفس بانتظام و الدفع بقوه اكبر اخذت داليدا تنفذ ما يقوله وهي تضغط على يده بشكل مؤلم تستمد من قوتها حتى صدح اخيراً في الارجاء صوت صراخ طفلهم الذي اعلن وصوله للحياه...
بعد مرور ساعه...
كانت داليدا مستلقيه بتعب فوق الفراش المخصص بغرفتها بالمشفي انحنى داغر مقبلاً جبين زوجته و هو يحمل طفلهم الصغير بين ذراعيه هامساً بصوت اجش
=حمد لله على السلامه يا حبيبتى...

اجابته بصوت مرتجف متعب وهي تضع يدها فوق خده تتحسه بحنان مدركه مدي المعاناه التي مر بها اثناء ولادتها.
=الله يسلمك يا حبيبى...
لتكمل و هي تضحك بسعاده متأمله طفلهم هامسه اسمه بشغف
=يامن...
وضعه داغر بلطف بين ذراعيها لتضمه إلى صدرها بحنان بينما تتأمل طفلها باعين تلتمع بالحنان و الحب همست وهي ترفع عينيها إلى داغر الذي كان هو الاخر عينيه مسلطه على طفله بفخر و حب
= شعره اسود زيك...

مرر داغر اصبعه بحنان فوق رأس طفله متحسساً شعره الحريري. و هو يهمهم
=ان شاء الله المره الجايه تبقي بنوته و تاخد شعرك...
غمغمت داليدا بسخريه ممازحه رغم تعبها
=يا دي شعري اللي هيجننك...
جلس داغر بجانبها على الفراش مقبلاً اعلي رأسها
=مش شعرك بس اللي مجنني. انتي كلك على بعضك مجنناني...
اشرق وجهها بابتسامه واسعه عندما انحني يهمس باذنها بصوت ممتلئ بالشغف
=بحبك يا شعلتي...

قربت شفتيها من خده مقبله اياه برفق وهي تهمس
=و انا بموت فيك يا قلب و روح شعلتك...

بعد مرور ساعه...
كان داغر واقفاً باحدي المصانع المهجوره التابعه له...
فبعد ان اطمئن ان زوجته و طفله غارقا بالنوم خرج لكي ينهي مهمته الضروريه تلك سريعاً حيث امر متولي بان يبقي هو و العديد من الحرس امام غرفة داليدا بالمشفي مانعين اي شخص من الدخول اليها لحين عودته فهو لن يتأخر كثيراً.

دخل المكان بعد عدة لحظات رجلين ضخمين من رجال داغر يسحبون طاهر الذي كان يبدو بحاله يرثي لها فقد كان وجهه متورماً يملئه. الدماء، و عينيه منغلقه من اثر تورم الكدمات الزرقاء والسوداء التي بجفتيه كما كانت ملابسه ممزقه فقد كان يبدو عليه الحطام كما لو ان سيارة مسرعة قامت بدهسه عدة مرات.

دفعه احدى الرجال بقسوة مما جعله يسقط بحده راكعاً اسفل قدم داغر حاول النهوض ببطئ متمسكاً بساق داغر و هو يتمتم بصوت مرتجف ضعيف
=داغر، داغر شوفت عملوا فيا ايه.
دفعه داغر في صدره بساقه بقسوه مما جعله يسقط على الارض منبطحاً على ظهره و هو يتأوه من الالم...
ضغط داغر بحذاءه على صدره و هو يزمجر بشراسه مرعبه
=عارف الضرب ده كله كان ايه يا طاهر، ده جزاء بس انك كدبت عليا...

شحب وجه طاهر فور ادراكه ان داغر قد عادت اليه الذاكره صاح بخوف وهو يحاول التقاط انفاسه بصعوبه بسبب قدم داغر التي يضغطها على صدره بقسوه
=شهيره هي السبب في كل حاجه و الله انا ماليش ذنب...
اومأ داغر برأسه قائلاً بهدوء
=مصدقك...
ليكمل و هو يرفع قدمه من فوق صدره سامحا ً له بالتنفس...
=علشان كده احكيلي بقي شهيره كانت ناويه تعمل ايه في داليدا بعد ما تولد...

بدأ طاهر بتردد باخباره بكل شيئ ثماخبره عن عرض شهيره عليه باخذ داليدا بعد ولادتها والتمتع بها ثم قتلها لكي يسوء اكثر من صورة شهيره حتى يجعلها تتحمل كامل المسئوليه.
هز داغر رأسه قائلاً بهدوء مصطنع يعاكس بركان الغضب المشتعل بداخله
=يعني كانت ناويه تاخد ابني وتكتبه باسمها وتهرب و تديك مراتي كهديه فوق البايعه مش كده، ده غير طبعاً الفلوس اللي كانت ناويه تاخدها مني...

اومأ طاهر رأسه بالايجاب بصمت بينما يمسح بعض الدماء المنزلقه من فمه...
ظل داغر صامتاً عدة لحظات قبل ان يناول طاهر هاتفه الذي اخذه منه الرجال عند امساكهم به بالمشفي
=اتصل بها، و قولها اللي هقولوهلك بالحرف الواحد.
اخذ طاهر يستمع إلى داغر باهتمام و هو يهز رأسه بالطاعه محاولاً تنفيذ له كل ما يرغبه حتى يجعله يتركه يرحل، فقد كان يعلم ان الحرب اصبحت بينه و بين شهيره...

اتصل طاهر بشهيره لكي يخبرها ما اخبره به داغر. صدح صوتها الحاد من مكبر الصوت بالهاتف
=انت فين يا زفت انت، بقالي اكتر من 4 ساعات بحاول اتصل بك...
اجابها طاهر بهدوء
=كنت مع داليدا وهي بتولد وكانوا مانعين تليفونات جوا...
قاطعته شهيره بحده
=هااا طمني الزفته دي ولدت. و جابت ايه.؟!
غمغم طاهر مجيباً عليها بتردد وهي يتطلع نحو داغر الذي كان يستمع إلى محادثتهم تلك بوجه محتد محتقن بالغضب
=جابت ولد...
هتفت شهيره بغضب.

=و لما هي ولدت مجبتهوش عندي ليه، زي ما اتفقنا و فين داغر لسه معاك في المستشفي،؟!
اجابها طاهر سريعاً
=لا. لا داغر سابها على طول و مشي مستناش حتى لما تولد اما الواد.
ليكمل وهو يبتلع لعابه بصعوبه
=فانا خدته و خدت داليدا و طلعت بهم على الاسكندريه...
صرخت شهيره وهي تسبه بالفاظ قاسيه ليقاطعها طاهر بتردد و هو يتطلع بخوف نحو داغر.

=اهدي، مش انتي قولتي أاقضي يومين معاها بعد ما تولد. انا هقضي معاها اسبوعين في اسكتدريه تكوني انتي خدتي الفلوس اللي عايزها من داغر و نأجر حد يخلص عليها بعد كده نسافر انا و انتي و نورا والطفل الصغير على برا بعد ما نسجله باسمنا...
ظلت شهيره صامته على الطرف الاخر عدة لحظات قبل ان تغمغم.

=ماشي يا طاهر هسيبك براحتك و بمزاجك، بس اعرف اسبوعين و يوم هكون انا بنفسي اللي قايله لداغر على كل حاجه وهخليه يقلب الدنيا عليك و يجيبك...
همهم طاهر بالموافقه قبل ان يغلق الهاتف معها، اخذ منه احدي رجال داغر الهاتف مره اخري.
بينما رفع طاهر نظره إلى داغر قائلاً
=انا نفذت كل اللي قولتلي عليه اهو، سبني امشي بقي. و انا اوعدك اني هخرج من هنا هطلع على اقرب مطار و هسافر برا مصر و مش هتشوف وشي...

قاطعه داغر وهو يبتسم بشراسه بينما يتجه نحوه وهو ينزع سترة بدلته ويثني اكمام قميصه
=اخص عليك يا طاهر عايز تمشي من غير ما نخلص باقي حسابنا...
ابتلع طاهر لعابه بخوف وهو يحاول التراجع بظهره إلى الخلف وقد بث الرعب بداخله مظهر داغر ذلك
=حساب ايه، انا مش نفذت اللي انت عايزه...
اندفع نحوه داغر يجذبه من ياقة قميصه وهو يهمس باذنه بفحيح قاسي
=ايه نسيت تحرشك بمراتي ولا محاولتك في انك تغتصبها...

شحب وجه طاهر حتى اصبح كشحوب الاموات هم ان يدافع عن نفسه لكن داغر لم يدعه يكمل جملته حيث اخذ يسدد له لكمات قويه متتالية بوجهه اسالت الدماء من انفه و فمه و قد اعماه غضبه. يسبه بافظع الشتائم لاكماً اياه في معدته بقدمه متجاهلاً صراخاته المستغيثه المتألمه ظل داغر يسدد له الضربات حتى اصبح طاهر شبه فاقد للوعي...
ابتعد عنه هاتفاً بقسوه لاحدي الرجال
=هاتلي الكلب التاني...

ذهب الرجل و عاد بعد عدة دقائق يدفع امامه الطبيب عزت الذي كان حال وجه وجسده لا يختلف كثيراً عن حال جسد طاهر الدامي...
انحني داغر على طاهر الذي كان يفتح عينيه بصعوبه...
=هديتي التانيه ليك...
ليكمل و هو يشير نحو عزت الواقف بجسد مرتجف من الخوف
=اتفقت مع الدكتور عزت يعملك عمليه بسيطه كده، من العمليات الوسخه اللي متعود يعملها...
هتف طاهر بذعر و هو يحاول النهوض لكنه عجز بسبب ضعف جسده
=عملية ايه.؟!

اجابه داغر بينما يشير لرجاله لكي يرفعون طاهر من الارض
=عمليه هتريحك و تريح الستات من تحرشك الوسخ...
صرخ طاهر باقصي صوت لديه
=ابوس ايدك يا داغر كله الا كده، كل الا كده...
اشار إلى الرجال ليدخلونه إلى الغرفه المعده بالاجهزه المخصصه لاجراء تلك العمليه دافعين عزت للداخل هو الاخر لكي يقوم بها متجاهلاً صراخات طاهر التي كان تهز ارجاء المكان...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور اسبوعين، بفيلا التجمع...
كان داغر مستلقي على الفراش وهو يحتضن بين ذراعيه جسد داليدا التي كانت تدفن وجهها بعنقه و تحيطه بذراعها بينما كان هو يضع احدي ساقيه فوق ساقها و يده تحيط خصرها...
يحيطها بجسده بحمايه و هم مستغرقان بنوم عميق...

لكن استيقظ داغر فور ان سمع صوت بكاء طفله مما جعله ينهض بهدوء وخفه من فوق الفراش حتى لا يقوم بايقاظ داليدا التي لم تنم الا منذ ساعه واحده بسبب بكاء يامن المستمر فقد كان يرهقها كثيراً ببكاءه هذا...

فطوال الاسبوع المنصرم اي منذ ولادة طفلهم وهي لم تحصل على عدد ساعات نوم كافيه حيث كانت تعاني مع يامن لعدم قدرتها على التعامل معه بسبب قلة خبرتها و عندما عرض عليها ان يأتي بمربيه اطفال لكي تساعدها رفضت مخبره اياه بانها من ستهتم بطفلها. و رغم مساعدته لها في كثير من الاوقات الا انه لا يستطيع مساعدتها في ساعات الليل عندما يستيقظ يامن كل ساعه تقريباً باكياً طالباً من والدته اطعامه كما كان يضطر تركها في بعض الاحيان لكي يذهب إلى القصر حتى يتواجد مع شهيره التي كان يسيرها حتى يصل إلى ما يريده و الامساك بها بالوقت المناسب.

اتجه نحو فراش صغيره الذي كان لا يبعد كثيراً عن فراشهم يرفعه بين ذراعيه بحنان محاولاً تهدئته لينجح في الامر و يكف عن البكاء لعدة دقائق قليله لكنه عاود البكاء بصوت اعلي من قبل حاول تهدئته مره اخري لكن فشلت محاولاته تلك...
سمع داليدا تهمس بصوت ضعيف ناعس من خلفه...
=هاته ليا ياحبيبي. انا صاحيه.

التف داغر اليها ليجدها نصف جالسه على الفراش تسند رأسها على ظهر الفراش و عينيها شبه مغلقه بسبب رغبتها بالنوم شعر بالشفقه عليها لكنه لم يكن امامه سوا ان يتجه نحو الفراش و يضع يامن برفق بين ذراعي والدته التي احتضنته بحنان إلى صدرها و قد بدأت بارضاعه ليكف على الفور بكاءه.

صعد داغر إلى الفراش ليجلس خلفها جاذباً جسدها اليه ليستند ظهرها إلى صدره الصلب ضامماً رأسها إلى كتفه هامساً بأذنها عندما رأي رأسها يسقط للامام وهي شبه نائمه
=نامي يا حبيبتي على كتفي، و انا هخده على سريره لما يشبع و ينام
دفنت رأسها في عنقه هامسه بصوت منخفض اجش من اثر النعاس
=لا يا حبيبي انا صاحيه اهو...

لكن لم تمر لحظات الا وشعر و بانفاسها قد انتظمت ليدرك انها غرقت بالنوم سريعاً طبع قبله حنونه على رأسها بينما عينيه مسلطه بحب على طفله الذي كان يرضع بنهم من والدته مرر اصبعه فوق رأسه الصغير متلمساً بحنان شعره الاسود الحريري.
ظلوا على هذا الوضع حتى غرق يامن اخيراً بالنوم بعد ان شبع تماماً من والدته.

نهض داغر بهدوء وخفه من خزف داليدا مسنداً رأسها إلى ظهر الفراش برفق حتى لا ييقظها ليحمل بعدها طفلهم الغارق بثبات عميق من بين ذراعيها ويضعه بفراشه وقف ينظر اليه عدة لحظات و عينيه ممتلئه بالحب و الفخر الذي يكنهم له فقد كان طفله هذا بمثابة معجزه بالنسبه اليهم بعد كل مروا به اثناء حمل داليدا له. انحني مقبلاً رأسه بحنان. قبل ان يلتف عائداً إلى داليدا التي ما ان رأها لازالت على حالتها منذ ان تركها غارقه بالنوم في مكانها انحني عليها معدلاً من ملابسها قبل ان يحملها بين ذراعيه ويعدل من وضعية نومها ويضع رأسها فوق وسادتها...

صعد إلى الفراش ليستلقي بجانبها جاذباً جسدها اللين إلى جسده الصلب يضمها اليه بقوه محيطاً اياها بكلاً من ساقه وذراعيه واضعاً رأسه فوق صدرها يتمتع بدفئها قبل ان يغرق بنوم يتخلله الارهاق والتعب هو الاخر...

في اليوم التالي...
كان داغر جالساً يتناول طعام الغداء مع كلاً من شهيره و نورا بغرفة الطعام بالقصر الخاص به.
عندما غمغمت نورا باعين تلتمع بالحماس...
=داغر انت هتخدني للعشا النهارده زي ما وعدتني. مش كده؟!
التفت إلى شهيره الجالسه تبتسم لها لكن تلاشت ابتسامتها تلك ليحل محلها تكشيره غاضبه عندما سمعت داغر يغمغم.

=مش هينفع يا نورا معلش، عندي شغل كتير والدنيا مقلوبه في الشركه بسبب الفتره اللي غبت فيها عن الشركه بسبب الحادثه اللي حصلتلي...
ليكمل بنبره ذات معني وهو يغصب شفتيه على رسم ابتسامه
=بس اوعدك اول ما اخلص من كل ده هخدك و نطلع اجازه برا مصر...
صرخت نورا بحماس وهي تصقف بيديها بينما تلتفت نحو شقيقتها التي غمزت لها بعينها كما لو كانت تخبرها بانها نجحت في الايقاع بداغر مره اخري.

صدح صوت رنين هاتف داغر في الارجاء ليجيب عليه بهدوء
=ايوه يا زكي قدرت توصله،؟!
ليكمل هاتفاً بحده و غضب
=يعني ايه اختفي، مرتضي لازم تجبهولي من تحت الارض انت فاهم
جذبت كلماته الغاضبه تلك اهتمام شهيره التي اخذت تستمع إلى باقي مكالمته باهتمام و ما ان اغلق الهاتف اسرعت قائله بذهول
=ايه ده هو زكي رجع من شهر العسل،؟!

اومأ داغر و هو يبتسم بداخله بسخريه على تلك الحيه فهي تتصنع عدم معرفتها بعودة زكي و لا انها قد اتفقت معه على الا يخبر داغر عن داليدا مقابل مبلغ من المال محاوله اشراكه معهم في خططهم القذره و قد تصنع زكي بموافقتها لكنه اسرع باخبار داغر عن ذلك في الحال
=اها رجع من يومين...
همهمت شهيره قبل ان تسأله بهدوء محاوله عدم اظهار اهتمامها هذا له
=خير يا داغر مرتضي مين ده اللي قالب عليه الدنيا.؟

اجابها و هو يضع الهاتف بجيبه مره اخري
=واحد شريك معايا في مصنع من المصانع وسيبلي الليله كلها و مختفي، عايز افض الشراكه معاه ياخد فلوسه و يغور، ده واحد مستهتر و لعبى...
همهمت شهيره برأسها وهي تلقي نظره سريعه نحو نورا التي كانت تتطلع اليها باعين متسعه لكنها ضغطت بيدها من اسفل الطاوله على ساقها محذره اياها بان تصمت ولا تتحدث في شيء فقد كانت تعلم ان شقيقتها ممكن تخرب كل ما تخطط له بحماقتها...

تصنع داغر الاهتمام بطعامه وعدم الانتباه إلى نظرات شهيره التي التمعت فور سماعها عن مرتضي فقد كانت هذه فرصتها لكي تحصل منه على المال التي تريده.
غمغم بهدوء بينما يقطع بالسكين قطعة اللحم الذي بطبقه
= هو طاهر هيغيب كتير عند اهله اللي في البلد، ولا ايه.؟
ابتلعت شهيره بصعوبه الطعام الذي بفمها قبل ان تجيبه بارتباك
=هاا، اها حاولي اسبوع كمان ولا حاجه اصل والدته تعبانه وهتعمل عمليه.
اومأ داغر برأسه قائلاً بخبث.

=طيب مش أولى كنت روحتي معاه علشان تقفي جنبه في محنته دي...
هتفت شهيره باستعلاء
=انا، اروح و اقعد في بلد كلها فلاحين...
لتكمل ضاحكه بسخربه
=جري ايه يا داغر انت نسيت بنت عمك و نظامها ولا ايه.
اجابها داغر بوجه جامد
=لا منستش متقلقيش...
ارتبكت شهيره من حدته وكلماته هذه لتسرع بالقول
=اقصد يعني، ان بيني و بين اهله مشاكل ما انت عارف و مينفعش اروح معاه...

اومأ داغر برأسه قائلاً بهدوء كما لو كان قد اقتنع بكلماتها تلك
=عندك حق، مالوش لزوم تعرضي نفسك للاحراج معاهم...
رسمت شهيره ابتسامه مرتجفه على شفتيها وهي تتناول طعامها بصمت ليمضوا باقي الوجبه بصمت مطبق...
بعد مرور ساعه...
تحدثت شهيره بغضب إلى الهاتف
=بقولك ايه يا مرتضي متتغباش...

شهر ايه اللي هتستناه علشان تنزل مصر وتاخد الفلوس من داغر. ده ممكن يفتكر كل حاجه في اي وقت انت بالكتير يومين و تيجي تاخد الفلوس منه بس بالنص...
هتف مرتضي بحده و استنكار
=بالنص ليه كنت شريكتي...
قاطعته شهيره ببرود
=ايوه شريكتك، انت من غيري مكنتش هتعرف ان داغر فقد الذاكره ولا انه بيدور عليك علشان يفضي شراكته معاك، وتاخد فلوسك
لتكمل بنبره ذات تهديد قاسيه
=هااااا، موافق، ولا اخربلك الليله كلها فوق راسك...

قاطعها مرتضي سريعاً بحده
=خلاص، خلاص موافق، انت ايه شيطان، مش فاهم طاهر اتجوزم ازاي
اجابته شهيره بسخريه...
=ما جمع الا ما وفق يا روحي، متقلقش عليه
ثم اغلقت الهاتف بوجهه دون ان تعطيه فرصه للتحدث مره اخري...
ارتخت في مقعدها إلى الخلف تضع قدم فوق الاخري وهي تهمس بانتصار و فرح...
=كده ابقي جمعت مبلغ حلو من ورا مرتضي، لسه بقي الفلوس اللي هخدها من داغر نفسه، و يبقي كده كله تمام و اقدر اسافر على طول...

التوت شفتيها في ابتسامه وهي تحسب كم الاموال التي ستجنيها خلال الايام القادمه...

بعد مرور اسبوع.
دلف داغر إلى الجناح وهو ينادي على داليدا و الابتسامه تملئ وجهه.
عندما ظهرت داليدا تقابله وهي تحمل يامن بين ذراعيها هامسه سريعاً
=ششش، ما صدقت انه نام يا داغر هبصحي...
لتكمل بغضب و هي تضم إلى صدرها طفلها الذي اصدر من بين شفتيه صوت ضعيف لكنه غرق بالنوم مره اخري سريعاً
=عارف لو كان صحي كنت هقعدك تفضل متذنب به طول الليل...

اقترب منها داغر محتضناً اياها بين ذراعيه برفق حتى لا يزعج طفله النائم بين ذراعيها و هو يهمس في اذنها بلوم
=كده يا ديدا بتزعقيلي...
ارتبكت داليدا مبتعده عنه خطوه واحده إلى الخلف حتى تستطيع النظر إلى وجهه
=لا يا حبيبي و الله مقصدش.
لتكمل وهي ترتفع على اطراف اصابع قدميها تطبع قبله على خده رقيقه
=متزعلش يا حبيبي و الله غصب عني قلة النوم مخلياني عصبيه شويه...

ابعد شعرها المتناثر من فوق عينيها إلى خلف اذنها بينما يغمغم بحنان
=هااانت كلها كام اسبوع و سي يامن يظبط نومه و ينام اكتر...
اومأت داليدا رأسها بالموافقه بينما تخفض عينيها تتطلع بحنان إلى طفلها المستكين بحضنها...

مد داغر يديه و تناوله منها يحمله برفق بين ذراعيه واضعاً اياه بالفراش الخاص به ثم انحني عليه مقبلاً اعلي رأسه بحنان ورقه قبل ان بتجه نحو الحمام الذي اختفي به عدة دقائق قبل ان يخرج منه و يتجه نحو داليدا التي كانت واقفه تعدل من ملابس يامن بخزانته الصغيره...
حملها فجأه بين ذراعيه مما جعلها تصرخ بمفاجأه
=بتعمل ايه يا داغر...

طبع قبله على خدها برفق دون ان يجيبها و دلف إلى الحمام و هو لا يزال يحملها انزلها برفق على قدميها و قد بدأ بنزع ملابسها عنها مما جعلها تغمغم بارتباك
=حبيبي انت عارف انه مينفعش...
اطلق داغر ضحكه منخفضه اجشه مقبلاً رأسها بحنان
=عارف يا حبيبتي.

ساعدها بنزع ملابسها ثم حملها وضعها برفق داخل حوض الاستحمام الذي كان قد ملئه برقت سابق بالمياه الدافئه و الزيوت المعطره من اجلها فقد كان جسدها متشنج و اعصابها متوتره بسبب الارهاق و عدم حصولها على عدد ساعات نوم كافيه فقد كان يدرك مدي معاناتها مع طفلهم...
تأوهت داليدا براحه فور ملامسة جسدها للمياه...
جلس داغر على عقبيه امام حوض الاستحمام و هو يهمس لها بصوت اجش مقاوماً الرغبه التي تعصف بداخله.

=استرخي و حاولي ترتاحي...
اومأت له داليدا بابتسامه مشرقه مرر شفتيه على جانب عنقها مقبلاً اياه بحنان قبل ان ينهض ويخرج تاركاً اياها تسترخي في المياه الدافئه...
بعد عدة دقائق...

خرجت داليدا و هي ترتدي مأزر الحمام السميك لتجد داغر قد بدل بدله العمل التي كان يرتديها إلى ملابس مريحه مكونه من بنطال رصاصي اللون و تيشرت ابيض يقف بجانب فراش يامن يطمئن عليه لكن فور ان ادار رأسه و رأها واقفه بمكانها ارتسمت ابتسامه مشرقه على وجهه و هو يقترب منها ضامماً اياها إلى صدره هامساً باذنها
=احسن.؟!
اومأت داليدا برأسها وهي تبادله ابتسامته تلك.

اتجه نحو طاولة الزينه جادباً اياها معه تناول الفرشاه من فوق الطاوله و بدأ يمشط شعرها برفق محاولاً اغداقها بكامل اهتمامه و حنانه حتى يعوضها عن انشغاله عنها هذه الفتره فهو يحاول بقدر الامكان ان يوفق ما بين وجوده بالقصر و جوده معها هنا...

ظل يمشط شعرها حتى اصبح مسترسلاً بنعومه على ظهرها اتجه نحو الفراش متناولاً من فوقه احد تيشرتاته المنزليه التي اخرجها بوقت سابق من اجلها و ساعدها بارتداءه وعندما اعترضت قائله بان ملابسها تملئ الخزانه
همس باذنها وهو يمرر يده برفق على جانبي جسدها و عينيه تتفحص
مظهرها الرائع في قميصه الذي كان يصل إلى منتصف فخديها
=انا بحب اشوفك لابسه قمصاني...

همست داليدا بخجل بينما تمسك بطرف القميص بين اصابعها تديره بارتباك
=بس ده كان الاول لكن دلوقتي حاسه شكلي مش حلو فيه خصوصاً ان جسمي زاد بعد الولاده...
ابتعد داغر خطوه إلى الخلف حتى يستطيع تفحصها بعينيه التي اخذت تمر بشغف فوق جسدها الذي اكتسب بالفعل بعض الوزن بسبب الحمل و الولاده لكن هذا زادها جمالاً فوق جمالها حيث اصبح جسدها اكثر استداره بشكل محبب.
=بقيتي حتة ملبن، بطايه عايزه تتاكل اكل...

ابتعد عنها بصعوبه مغمغماً بينما يحاول السيطره على نفسه
=تعالي...
جذبها معه نحو الاريكه التي جلس عليها انتبهت داليدا إلى الطعام الموضوع على الطاوله التي امام الاريكه فقد كانت ممتلئه بالطعام المفضل لديها جلست بجانبه لكنه جذبها لتجلس على ساقيه محتضناً اياها إلى صدره دافناً وجهه بشعرها يستنشق بعمق رائحتها بينما احاطت هي عنقه بذراعيها تضمه اليها بينما تسند رأسها على صدره
=يلا يا حبيبتي علشان تاكلي...

همست داليدا بينما تهز رأسها برفض فهي لا ترغب بفعل اي شئ سوا ان تظل بين ذراعيه بهذا الشكل متمتعه بدفئه وحنانه
=مش جعانه...
غمعم داغر باعتراض
=لا لازم تاكلي و تهتمي بصحتك
ليكمل وهو يبعد رأسها برفق عن صدره
=طيب لو مش علشان خاطري انا، فعلشان خاطر يامن...
ابتسمت داليدا قائله بمرح وهي تقبل خده
=هاكل بس مش علشان خاطر يامن بس لا و علشان خاطر حبيبي كمان.

ثم طبعت قبله سريعه بجانب فمه قبل ان تبدأ ان تنتاول الطعام وتطعم داغر بيدها بذات الوقت، و عندما همت ان تضع قطعه من اللحم بفمه حاول عض اصابعها مما جعلها تبعد يدها سريعاً وهي تضحك بمرح و سعاده
و فور ان انتهوا من تناول طعامهم ادارها داغر اليه مره اخري محتضناً اياها وهو يغمغم بتردد
=داليدا في حاجه عايز اقولك عليها...
هزت رأسها قائله بهدوء
=خير يا حبيبي في ايه...
اجابها بينما يتناول يدها بين يده.

=مرتضي خالك اتقبض عليه في المطار النهارده...
هتفت داليدا بصدمه و قد جذب كلماته تلك كامل اهتمامها
=اتقبض عليه؟!، اتقبض عليه ليه.
شبك اصابعه باصابعها يضغط عليها برفق قبل ان يجيبها.

=انا كنت مجهزله كام قضيه اختلاس من الشركه اكتشفتهم لما جيت اراجع مستندات المصنع اللي كان بيشرف عليه، القضايا دي كانت هتخليه يقضي كام سنه محترمين في السجن، لكن لما وصل المطار و قبضوا عليه فتشوا الشنط اللي معاه لقوا معاه شحنة كبيره من المخدرات، كان بيحاول يدخلها البلد...
شهقت داليدا بصدمه فور سماعها ذلك تتطلع إلى داغر بشك ليسرع قائلاً على الفور.

=الا طبعاً انا ماليش علاقه بالمخدرات و القرف ده، هو اللي كلب و و ديله وسخ زيه. و قضيه زي دي اقل حاجه فيها اعدام...
احاط وجهها بيديه قائلاً وهو يتفحص وجهها بقلق
=حبيبتي انا مش عايزك تزعلي عليه ده كلب ولا يسوي، وميستهلش
هزت داليدا رأسها قائله بهمس.

=مش زعلانه عليه، و لا عمري هزعل عليه انا شوفت منه كتير كفايه انه قبل يبعني ليك بالفلوس و حاول بكل الطرق يثبتلك اني واحده رخيصه، كان بيعاملني زي الخدامه في بيته، حسسني باليتم و اني وحيده في الدنيا دي، و ماليش حد
لتكمل و هي تبتلع الغصه التي تشكلت بحلقها
=بس في نفس الوقت مش هقدر اشمت فيه ولا افرح...
احتضنها داغر بحنان ضامماً رأسها إلى صدره
=انتي مش لوحدك يا حبيبتي انا معاكي و في ظهرك دايماً...

ليكمل بمرح وهو يحاول التخفيف عنها
=و طبعاً يامن باشا. و اخواته الجايين.
رفعت داليدا رأسها عن صدره قائله و عينيها تلتمع بالحماس و قد تبدد حزنها على الفور
=علي فكره يا داغر علشان تبقي عامل حسابك انا مش هكتفي باقل من 5 اولاد...
ابتسم داغر بمرح ظناً منه انها تمزح لكن تلاشت ابتسامته تلك فور ان رأها تتطلع اليه والجديه ترتسم على وجهها
=انتي بتتكلمي بجد،؟!
اجابته داليدا على الفور
=طبعاً بتكلم جد...

لتكمل وهي تبسط يدها فوق صدره العضلي الصلب متحسسه اياه برفق
=حبيبي انا و انت بقينا لوحدنا مالناش اي قرايب غير خالك ربنا يديله الصحه. يعني لازم يبقي عندنا عيله كبيره تعوضنا...
همس داغر بتردد برغم اقتناعه بكلامها هذا
=مقدرش اضغط عليكي تولدي العدد ده كله، ده غير انه غلط على صحتك.
ليكمل بصرامه وحده
=طبعاً مش موافق...
طبعت قبله خفيفه على شفتيه قبل ان تغمغم بهدوء.

=كل فتره هكشف عند الدكتور. و لو حسيت ان صحتي هتتأثر اكيد هوقف حمل...
غمغم داغر وهو ينهض حاملاً اياها بين ذراعيه بينما يتجه نحو الفراش مما جعلها تحيط خصره بساقيها
=سبيها لله يا داليدا، و اللي ربنا كتبه هنشوفه...
ثم وضعها برفق على الفراش قبل ان يصعد بجانبها جاذباً اياها بين ذراعيه يدفن وجهه بعنقها هامساً بصوت منخفض حتى لا ييقظ طفلهم الذي يستلقي بفراشه القريب من فراشهم.

=يلا نلحق ننام ساعه قبل ما يامن باشا يصحي و يعلن الحرب علينا
ضحكت داليدا بخفه هامسه وهي تحيط خصره بذراعه
=تصبح على خير يا حبيبي
طبع قبله حنونه على عنقها هامساً هو الاخر
=وانتي من اهل الخير يا شعلتي.

بعد مرور شهر.
كانت شهيره جالسه بغرفة الاستقبال تحاول الاتصال بطاهر الذي كان هاتفه مغلق كالعاده...
فهي لم تكف عن الاتصال به خلال الاسابيع الماضيه لكن هاتفه دائماً كان مغلق فقد مضي اكثر من شهر على الموعد الذي حدده لعودته لكنه حتى الان لم يظهر
همست بغيظ و هي تضغط بقوه على الهاتف الذي بين يديها
=ماشي يا طاهر الكلب غرقان في العسل و قفلي موبيلك، و الاسبوعين بقوا شهر و اكتر...

اخذت تهز قدميها بغضب و هي تحاول التحكم بنيران الغضب المشتعله بداخلها و ما زاد غضبها اكثر التعب الذي تشعر به في سائر انحاء جسدها فقد كانت تشعر مؤخراً بانها ليست بخير...
امسكت هاتفها تهم الاتصال به مره اخري و هي تلعنه بافظع الشتائم لكنها وضعت الهاتف جانباً عندما رأت داغر يدلف إلى الغرفه محيياً اياها اجابته بارتباك و هي تراقبه بينما يجلس على المقعد الذي امامها قائلاً
=مالك بتكلمي نفسك و لا ايه...

اطلقت ضحكه متوتره وهي تغمعم رافعه الهاتف بيدها
=لا ابداً بس كنت بلعب جيم على الموبيل و خسرت...
اومأ برأسه قائلاً وهي يتلفت حوله
=اومال نورا فين،؟
اجابته شهيره بينما تنهض على قدميها
=فوق هطلع اناديها علشان نتغدا و...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما شعرت بقدميها تهتز بقوه مما جعله تعاود الجلوس مره اخري...
غمغم داغر الذي لوي شفتيه بسخريه فور رؤيته لحالتها تلك
=خير مالك يا شهيره، تعبانه و لا ايه؟!

اجابته شهيره بينما ترفع يدها المهتزه إلى رأسها تمررها بارتباك على شعرها
=ابداً بس دوخت شويه. مش عارفه مالي الايام دي...
نهض داغر جاذباً اياها من ذراعها قائلاً بصرامه
=لا كده يبقي لازم نكشف عليكي عند دكتور عزت. و نطمن.
حاولت شهيره سحب ذراعها من يده هامسه بارتباك و خوف
=لا، لا مالوش لزوم، انا هبقي كويسه...
لكن داغر شدد قبضته عليها رافضاً تركها قائلاً بحزم
=لا، ازاي لازم نطمن عليكي...

ثم سحبها معه إلى الخارج غير مبالي لاعتراضها...
اخذت شهيره تغمغم رافضه وهي تتلوي بين يديه محاوله جعله يفلتها لكنه لم يستمع اليها حيث استمر إلى الخارج حتى وصل إلى سيارته دفعها بداخلها ثم صعد إلى جانبها...
ظلت شهيره جالسه بتصلب بجانب داغر الذي كان يقود السياره و على وجهه قناع من الجمود و الحده...

شعرت بارتعاش قدميها و يديها يزدادان لكنها حاولت عدم اظهار ذلك لداغر محاوله ان تطمئن نفسها بان هذا سببه ليس الا عدم انتظام نومها خلال الفتره الماضيه...
رفعت رأسها تتطلع من النافذه إلى الطريق لكنها تجمدت مكانها و قد بدأ الخوف يعصف بها فور ادراكها ان هذا ليس طريق المشفي بل كان طريق صحراوي خالي هتفت بصوت منخفض
=ده مش طريق المستشفي، انت موديني على فين...

لتكمل صارخه بفزع اكبر عندما لم يجبها داغر و ظل يقود السياره بصمت و هدوء كما لو كانت لم تتحدث
=بقولك موديني فين انطق ان...
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما استدار اليها و رأت النظره المظلمه المرتسمه بعينيه و التي تظهر كم الغضب اادي بداخله همست بخوف
=انت الذاكره رجعتلك مش كده، انت فاكر كل حاجه...
شحب وجهها بشده بينما تتلفت حولها بتعثر كالمجنونه وهي تحاول ايجاد منفذ يمكنها الهروب منه
=وقف العربيه دي...

لتكمل صارخه بهستريه وقد سيطر عليها خوفها و فزعها اكثر عندما حاولت فتح باب السياره لكنها وجدته مغلق من الداخل
=وقف العربيه دي بقولك...
ظل داغر يقود السياره بصمت دون ان يجيبها او يظهر اهتماماً لهستريتها تلك.
مما جعلها تندفع و تقبض على مقود السياره تحركه بكل اتجاه و هي تصرخ بهستريه و غضب و عينيها تلتمع بحقد
=انا عارفه انك هتموتني، يبقي نموت سوا مش هسيبك تتهنا بحياتك...

فقد داغر السيطره على السياره مما جعله يسرع بالتشبث بالمقود بيد بينما يده الاخري قبضت على يديها التي فوق المقود مبعداً اياها لاوياً اياها خلف ظهرها و هو يهتف بغضب و قسوه
=اقعدي مكانك ومتتحركيش...
ليكمل من بين اسنانه بقسوه بينما يزيد من لويه لذراعها مما جعلها تصرخ متألمه
=و قسماً بالله لو سمعتلك صوت او اتحركتي من مكانك لاكون مموتك فعلاً، و ابقي خلصت منك و من وساختك...

انكمشت شهيره في مقعدها بخوف وقد ارعبها مظهره الغاضب و كلماته تلك لتقرر الصمت حتى لا ينفذ تهديده الذي كانت تعلم جيداً انه قادر على تنفيذه...
بعد عدة دقائق...
دفع داغر شهيره داخل احدي الغرف المغلقه بالمصنع المهجور الخاص به.
تعثرت للخلف بسبب دفعته تلك مما جعلها تسقط بقسوه على الارض...
نهضت على قدميها وهي تهتف بغضب
=جايبني هنا، ما تقول عايز مني ايه بالظبط...

لكنها تراجعت للخلف بخوف عندما رأته يتقدم منها بخطوات متمهله بينما يرمقها بنظره ممتلئه بالاشمئزاز و النفور
=جايبك هنا علشان اخليكي تدوقي العذاب الوان، هخليكي تندمي على اليوم اللي فكرتي فيه تأذي فيه مراتي و ابني...
توقفت شهيره عن التراجع وقد اختفي خوفها ليحل محله الحقد و الغضب فور سماعه يتحدث عن داليدا و ابنه لوت شفتيها و هي تحاول استفزازه و إلامه.

=طيب بما ان الذاكره رجعتلك مسألتش نفسك مراتك و ابنك دول فين...
قربت وجهها من وجهه وهي تهمس كلماتها ببطئ و عينيها تلتمع بالحقد
=اقولك انا فين في حضن طاهر...
لتكمل وعينيها تلتمع بالشماته
=زيها زي اي واحده وسخه رخيصه جيبها من الشارع هيتمتع بها يومين و يرمي...

لكنها لم تكمل جملتها حيث اندفع داغر نحوها صافعاً اياها على وجهها صفعه مدويه جعلت رأسها يرتد إلى الخلف بقوهانحني عليها قابضاً على فكها يعتصره بين قبضته بقسوه
=اياكي، اياكي تجيبي سيرة داليدا على لسانك النجس ده.؟!
ليكمل وهو يزيد من قبضته حول وجنتيها مما جعلها تصيح بشدة شاعره بألم حاد يفتك بوجهها لكنه تجاهل صرختها تلك مقرباً وجهه منها قائلاً وهو يجز على اسنانه بغضب
=فاهمه يا زباله،؟!

رغم الالم الذي يعصف بها بسبب قبضه على وجهها بهذه القسوه الا انها تطلعت اليه عينيه هاتفه بتحدي
=داليدا مين، تقصد داليدا عشيقة جوزي، مش كده...
ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما اندفع نحوها و قد اسودت عينيه من شدة الغضب ينهال عليها بصفعات قوية على وجهها وهو يسبها بافظع الالفاظ و الشتائم و قد اعماه غضبه.

اخذت تصرخ من شدة الالم الذي يفتك بها لكنه لم يتوقف عن صفعها حتى شعرت بوجهها يتخدر من شدة الالم ولم تعد تشعر بشئ...
ابتعد عنها بينما يلهث بقوه مراقباً اياها بينما تدفن وجهها المتورم من شدة صفعاته بالارض بخوف صاح بشراسه
=عايزه تعرفي مراتي فين، مش كده
ليكمل وهو يخرج هاتفه و يضعه امام وجهها قابضاً على شعرها يجذب خصلاته بقوة حتى ارجع رأسها إلى الخلف صائحاً بشراسه وهو يقرب الهاتف من وجهها.

=بصي كويس، علشان تعرفي هي فين...
اطلقت شهيره شهقه صادمه عندما رأت تسجيل الفيديو التابع لكاميرا مراقبه الذي يعرض بشاشة هاتفه و الذي كان يعرض داليدا وهي جالسه بحديقة منزل ما و تحمل بين ذراعيها طفلها تبتسم بسعاده بينما تتحدث مع صافيه...
هتفت بحده و قد اشتعلت عينيها بالغضب
=قدرت ترجعها، برافو عليك
لتكمل بقسوه وهي تهمس كلماتها ببطئ و عينيها تلتمع بحقد و الغضب.

=بس قولي يا داغر هتقدر تعيش او تكمل مع واحده فضلت اكتر من شهر بحاله في حضن راجل تاني...
ابتلعت باقي جملتها عندما ارجع داغر رأسه للخلف مطلقاً ضحكه قويه ساخره مما جعلها ترتبك فمن المفترض ان تثير كلماتها تلك غضبه وليس سخريته
شدد داغر من قبضته التي تمسك بشعرها مما جعلها تصرخ متألمه لكنه تجاهلها مغمغماً بصوت جليدي حاد و هو يرمقها بنظرات ساخره لاذعه زادت من نيران الغضب بداخلها.

=داليدا من يوم ما خرجت بها من القصر علشان تولد وهي في حضني هي و ابني مفرقونيش لحظه واحده...
شحب وجه شهيره فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف
=ازاي، ازاي و طاهر كلمني ومأكدلي...
ارتفعت عينيها تتطلع اليه بذعر فور ادراكها ان كل تلك الفتره الماضيه وهو يخدعهم للايقاع بهم
همس داغر باذنها بسخريه لاذعه
=ايه مش هتسأليني فين طاهر، جوزك؟

ظلت شهيره تتطلع اليه بصمت عدة لحظات مما جعله يمسك هاتفه ويضغط عليه عدة ضغطات قبل ان يضع الشاشه امام عينيها التي اتسعت بالصدمه فور رؤيتها لطاهر جالساً على مقعد باحدي الغرفه الباليه وهو محني الرأس التفت لداغر بحده عندما همس بالقرب من اذنها
=جوزك مرمي في الاوضه اللي جنبك هنا، قاعد زي الولايا اللي بقي منهم...
همست شهيره بصوت مرتجف و قد بدأ قلبها يعصف بالخوف بداخلها
=انت هتعمل ايه فينا يا داغر. بالظبط...

لوى شفتيه بقسوه وهو يغمغم
=كل خير متقلقيش...
ليكمل بسخريه وهو يشير إلى يديها التي كانت ترتجف بقوه
=ايدك مالها يا شهيره. بترتعش ليه
اخفضت شهيره عينيها تتطلع بصدمه إلى يديها التي كانت ترتجف بقوه...
شحب وجهها حد الموت فور ادراكها ما يحدث معها
=انت، انت، حطتلي دوا، دوا من بتاع الاعصاب مش كده، اللي كنت بحطه لداليدا...
ربت داغر على خدها بضربات خفيفه وه يجيبها
=مش انا اللي حطتهالك...
صاحت شهيره بانفس لاهثه.

=كداب، كداب. يا داغر مفيش غيرك عملها
قبض بيده على فكها يعتصره بقوه مما جعلها تصرخ بقوه
=لمي لسانك بدل ما اقسم بالله اقطعهولك...
ليكمل وهو يزيد من قبضته حول فكها
=كلها 5 دقايق بالظبط و هتعرفي مين اللي كان بيحطلك الحبوب دي لاكتر من شهر ونص ومش مره واحده في اليوم يا شهيره زي ما كنت بتخلي كلبتك مروه تعمل في مراتي لا 3 مرات في اليوم الواحد...

انهارت شهيره جالسه على الارض بتثقال فور سماعها كلماته تلك شاعره بالغرفه تطبق من حولها ابتعد عنها داغر خارجاً من الغرفه وهو يأمرها بحده
=خاليكي مكانك ومتعمليش صوت علشان تعرفي مين بيحبك اوي كده. و كان بيديكي الحبوب بانتظام كل يوم...
بعد مرور نصف ساعه...
هتفت نورا بحنق بينما تتلفت حولها
=كان لزمته ايه يا داغر تجبنا هنا، المكان وحش اوي...
لتكمل و هي تقترب منه ممسكه بسترة بدلته.

=مش ناوي بقي، تحدد ميعاد جوازنا انا نفذت كل اللي عايزه مني و قريب اوي هخلصك من شهيره...
غمغم داغر بصوت مرتفع حتى يصل إلى مسمع شهيره القابعه بداخل الغرفه
=حطتيلها الدوا بانتظام زي ما قولتلك...
اومأت نورا قائله بحماس
=بحطهولها في اي حاجه تشربها. مش 3 مرات بس زي ما قولتلي، عايز اخلص بقي و نتجوز بسرعه...
لتكمل سريعاً كما لو كانت قد وجدت حلاً.

=طيب ما بدل كل ده، ما تخلي زكي او اي حد من رجالتك يخلص عليها برصاصه واحده، بصراحه انا مبقتش مستحمله و نفسي ابقي معاك النهارده قبل بكرا...
لكنها ابتلعت باقي جملتها متراجعه إلى الخلف بتعثر فور رؤيتها لشهيره تندفع خارجه من احدي الغرف و هي تصيح بغضب
=اها يا زباله يا واطيه...
لتكمل وهي تندفع نحوها و تهجم عليها وهي تصرخ بانفعال و وجهها محتقن بلهيب الغضب
=بقي انتي، انتي اللي تعملي فيا كده...

قبضت شهيره على شعرها تجذبه بقوه مسدده لها الضربات بيدها لتندلع صراخات نورا المتألمه بينما اخذت تقاومها محاوله الافلات من بين يديها لكن شهيره زادت من قسوة ضرباتها لها.
بينما كان داغر واقفاً يتابع ببرود و تملل صراعهم هذا عدة لحظات قبل ان يلتف و يغادر المكان وهو يهتف بصوت مرتفع حتى يصل إلى سمعهم
=استعدوا كلها ساعه، و زكي هيخدكوا للمصحه اللي هتشرفوا فيها باقي عمركوا...
ليكمل وهو يلتفت اليهم.

=بس مصحه مش زي المصحه بتاعت نورا لا مصحه من اللي تحت. تحت السلم اللي هتصبحكوا بالكهربا، و تنيمكوا بالتعذيب باشكاله، مبيدخلهاش الا المرضي اللي بيمثلوا خطر على المجتمع زي السفاحين اللي انتوا زيهم بالظبط...
تجمدت كل من نورا و شهيره بمكانهم فور سماعهم كلماته تلك، لتندفع نورا تركض خلفه وهي تهتف بذعر و خوف ممسكه بذراعه
=كله الا المصحه يا داغر، انت وعدتني انك هتتجوزني لو خلصتم من شهيره...

التف اليها داغر يتطلع اليها بازدراء مبعداً بنفور يدها الممسكه بذراعه كما لو كانت شيء ملوث قبل ان يلتف ويغادر المكان بهدوء...
وقفت نورا تتطلع إلى اثره وهي فاغرة الفم بصدمه لكنه صرخت منتفضه بمكانها عندماجذبتها شهيره من الخلف هاتفه بغل و هي تلطمها على وجهها
=شوفتي اللي بعتيني علشانه يا رخيصه يا واطيه ده انا كنت بعتبرك بنتي و عملت كل ده علشانك، و انتي كلبه متستهليش...
قاطعتها نورا هاتفه بحده.

=عملتي ايه علشاني انتي صدقتي نفسك، ولا ايه لا فوقي
صاحت شهيره بصدمه
=بعد ده كله وبتسألي عملت ايه علشانك...
قربت نورا وجهها منها وهي تزمجر بغضب
=انتي معملتيش حاجه علشاني انتي كل اللي عملتيه، عملتيه علشانك انتي، علشان شهيره مش نورا فاهمني...
هتفت شهيره بهستريه وقد فقدت السيطره على اعصابها.

=علشاني، انا ليه لما حاولت اشل داليدا و اجهضها علشان خاطر انتقملك منها لانها اجهضتك كان علشاني، لما حاولت اقتلها و اقتل داغر علشان اخرجك من المصحه كان علشاني، كل المصايب اللي عملتها فيها وفيه كان علشاني...
هزت نورا رأسها و هي تصرخ بها
=ايوه علشانك، لانك كنت بتغيري من داليدا علشان عندها كل اللي مش عندك...
لتكمل و هي تلتقط انفاسها بصعوبه متجاهله نيران الغضب التي تتقافز من عينين شقيقتها.

=عندها جوز بيحبها و ممكن يضحي بنفسه و ماله كله علشانها عكس طاهر اللي متجوزك علشان فلوسك و كل يوم بيخونك مع واحده شكل، قدرت تحمل وتخلف الولد اللي بقالك اكتر من 15 سنه بتتمنيه، فكرتك بعجزك و عقدتك...
صرخت شهيره بوحشيه بها و هي تقبض على شعرها و قد بدأت تفقد اعصابها خاصة و ان كلمات نورا تلك ما كانت الا الحقيقه التي حاولت شهيره تجاهلها كثيراً
=اخرسي، اخرسي يا زباله.

ارجعت نورا رأسها للخلف وهي تهتف بها بقسوه وتحدي
=لا مش هخرس ولا هسكت انتي انانيه طول حياتك بتعامليني كاني الكلبه بتاعتك...
صاحت شهيره بينما تضرب يدها فوق صدرها كاشاره إلى نفسها
=انا كنت بعتبرك بنتي، بنتي عارفه يعني ايه
قاطعتها نورا وعينيها تلتمع بالحقد والغضب.

=كدابه انتي كنت بتحاولي تعوضي نقصك فيا بتخططيلي حياتي زي ما انتي عايزه حتى النفس اللي كنت بتنفسه كان من تخططيك، حتى ابني كنت عايزه تخديه مني و تربيه انتي وتلغي دوري في حياته...
لتكمل بفحيح لاذع وهي تقرب وجهها منها
=واقولك على سر مش داليدا اللي اجهضتني انا اللي اجهضت نفسي، علشان محققلكيش اللي بتتمنيه و اللي عايزاه، وتعيشي طول عمرك ذليله ليا...
همست كلماتها ببطئ قاتل وعينيها تلتمع بالحقد و الكراهيه.

=و علشان انا بكرهك يا شهيره، بكرهك حتى اكتر من داليدا اللي حاولت اقطع شرايين ايديها واخبص منها، فاهمه يا شهيره بكرهك، بكرهك، و كان عندي استعداد اموتك فعلاً علشان اتجوز داغر...
لم تشعر شهيره بنفسها الا وهي تندفع نحوها و قد غلت الدماء بعروقها فور سامعها لكلماتها تلك
فلم تشعر بنفسها الا و هي تقبض على عنقها تعتصره بشده صائحه بغضب مما جعل عروق عنقها تنتفض من شدة غضبها
=قولتلك اخرسي، اخرسي...

اعماها غضبها فبدأت تزيد من ضغط يديها حول عنقها حتى شعرت نورا بالهواء ينعدم من حولها ولم تعد تستطع التنفس اخذت تضربها بقبضتها فوق يديها المحيطه بعنقها محاوله جعلها ان تبتعد عنها و افلاتها...
الا ان شهيره كان قد اعماها غضبها فلم تفلتها الا عندما وقعت نورا على الارض كجثه هامده بوجه شاحب و شفتين غامقتين...

تراجعت شهيره إلى الخلف بتعثر فور رؤيتها لشقيقتها بحالتها تلك رفعت يديها تتطلع اليها بصدمه و هي لا تصدق انها قامت بقتلها بيديها اندفعت نحوها على الفور جاثيه على عقبيها بجانبها محاوله افاقتها وهي تصرخ بهستيريه بينما تبكي محاوله افاقتها لكن جسد نورا الهامد لم يستجب لها، لكنها لم تستسلم و اخذت تهز جسدها بقوه لكنها رفعت رأسها بحده تتطلع باعين مغشيه بالدموع نحو الباب عندما سمعت صوت ضحكات ساخره عميقه...

شعرت بالصدمه تهز جسدها عندما رأت طاهر الذي كان قد خرج من الغرفه المجاوره فور سماعه لمشاجرتهم تلك، واقفاً عند الباب منذ البدايه يتابع باعين تلتمع بالشماته ما يحدث بينهم...
كانت ضحكاته تلك بمثابه خناجر تمزق قلب شهيره التي اندفعت نحوه بعد ان التقطت احدي الاعمده الحديديه الغليظه الملقيه على الارض بجانب جسد شهيره محاوله ضربه بها و هي تسبه بافظع الشتائم
=بتضحك على ايه يا ابن الكلب، شمتان فيا.

اخذت تضربه بالعمود الحديدي على رأسه بقوه مما جعل الدماء تسيل من رأسه مغرقه وجهه تسبه بافظع الشتائم وهي تصرخ بهتسريه لكن اسرع طاهر بالقبض على طرف العمود الحديدي جاذباً اياه بقسوه منها دافعاً اياها بقوه في صدرها مما جعلها تتعثر و تسقط على الارض لم يتيح لها طاهر الفرصه لكي تنهض حيث انهال عليها بذلك العمود ضارباً اياها بقوه ووغضب ضربات قويه متتاليه فوق رأسها وهو يهتف بجنون وهستريه.

=انتي السبب. في كل اللي وصلنا له انتي السبب...
ظل يضربها حتى تناثرت الدماء بارجاء المكان و رغم تأكده من موتها الا انه ظل يضربها بكامل قوته ولم يتوقف حتى دخل رجال داغر إلى المكان حتى يصطحبوهم إلى المصحه كما امر داغر لكن صعقوا عندما شاهدوا المشهد الدموي الذي كان على الارض...

اندفع اثنين من الرجال يجذبان طاهر بعيداً محاولين اخذ العصا منه و ابعاده عن شهيره التي كانت ملقيه على الارض جثه هامده برأس شبه مهشم والدماء تغرق الارض من حولها...

صرخ طاهر محاولاً جعلهم يقوموا بافلاته فقد كان يعلم مصيره جيداً بعد قتله لشهيره فلم يجد امامه الا ان يسحب سلاح احدي لحرس الذي كان معلقاً بجيبه الخلفي رافعاً اياه إلى رأسه مطلقاً الرصاص منه لتخترق رأسه و يسقط على الفور صريعاً بجانب جثه كلاً من شهيره و نورا...

بعد مرور يومين...
دلف داغر الجناح الخاص به هو و داليدا بخطوات متثاقله يشعر بالتعب والارهاق فقد امضي اليومين الماضين يتابع تحقيقات الشرطه في وفاة شهيره و نورا و طاهر شعر بغصه بقلبه فور تذكره لشهيره و نورا فبرغم ما فعلوه به و بزوجته الا انه لم يتمني موتهم، خاصة موتهم بتلك الطريقه البشعه...

فور دخوله إلى غرفة النوم رأي داليدا نصف مستلقيه على الفراش تنظر امامها بشرود غافله عن وجوده تماماً اسرع بنزع حذائه ثم استلقي بكامل ملابسه فوق جسدها يدفن رأسه بصدرها كما لو كان طفلاً يبحث عن حضن وحنان والدته دافناً بها الامه وحزنه الذي يمزق قلبه
احاطت داليدا جسده محتضنه اياه بقوه تمرر يدها بحنان على ظهره مدركه مدي الالم و الحزن الذي يشعر بهم...
همست باذنه بصوت منخفض متردد
=داغر، بصلي.

دفن رأسه اكثر بصدرها رافضاً الاستجابه لها مما جعلها تمرر يدها بشعره منحنيه هامسه باذنه و قد سيطر قلقها عليه
=اتكلم معايا يا حبيبي، علشان خاطري انا معاك دايماً علشان اسمعك
استجاب لها اخيراً رافعاً رأسه عن صدرها يتطلع اليها باعين ممتلئه بالحزن والالم، همس بصوت اجش متألم.

=مكنتش عايز تبقي دي نهايتهم يا داليدا، عارف انهم حاولوا اكتر من مره يأذونا بس غصب عني مش قادر افتكرلهم بعد ما ماتوا غير انهم ولاد عمي اللي اتربيت طول حياتي معاهم شهيره اختي الكبيره و نورا العيله الصغيره اللي كانت بتروح معايا في كل مكان زي ضلي...
احاطت داليدا وجهه بيديها تربت على وجنتيه بحنان ولطف وهي تهمس له
=هما اللي كتبوا نهايتهم بايدهم يا داغر غلهم و حقدهم عامهم لحد ما في الاخر موتوا بعض...

ابتعد داغر عنها ليستلقي على جانبه عندما ادرك ان وزن جسده اصبح ثقيل على جسدها لكنه اسرع بجذبها بين ذراعيه مره اخري محتضناً اياها بقوه متشبثاً بها كما لو كان خائفاً من فقدها
=انا ماليش غيرك يا داليدا، انا مقدرش اعيش من غيرك، انا ممكن اموت لو حصلك حاجه، علشان خاطري متسمحيش لاي حد يستغلك و يخاليكي نقطه ضعف ليا...
احاطت عنقه بذراعيها و قد ارتجف قلبها داخل صدرها فور سماعها كلماته تلك...

=عمري ما ابقي نقطه ضعف ليك، انا في ظهرك و معاك و يامن ابننا كمان...
لتكمل ممازحه اياه حتى تخرجه من حالته تلك.
=و ولادنا الخمسه، سته اللي لسه هيجوا...
ارتسمت ابتسامه فوق شفتيه عند سماعه كلماتها تلك قائلاً
=برضو مصره...
اومأت برأسها وهي تجيبه بثقه بينما عينيها تلتمع بالمرح
=طبعاً، ده انا ناويه اعملك فريق كوره...
اطلق داغر ضحكه اجشه عميقه وهو ينحني يقبل خدها بحنان.

=وانا معنديش مانع، المهم ده ميأثرش على صحتك...
غمغمت بينما تقترب منه تقضم باسنانها خده برفق
=بمناسبة بقي فريق الكوره اللي احنا ناوين نعمله...
همست بالقرب من شفتيه باغراء بينما يديها تحل ازرار قميصه ببطئ
=يامن كمل الاربعين يوم بقاله اكتر من 4 ايام...
ارتسمت ابتسامه مشرقه على وجهه و قد التمعت عينيه بالحنان قائلاً وهو يهم النهوض لكي يذهب لطفله
=بجد، عقبال ما يكمل 100 سنه حبيب بابا...

اسرعت داليدا بالامساك بذراعه مانعه اياه من النهوض هاتفه باحباط
=داغر، ركز، بقولك اربعين يوم...
ظل داغر يتطلع اليها بعدم فهم عدة لحظات لكن فور ادراكه بما تلمح اليه هتف بسعاده
=بتتكلمي جد...
اومأت برأسها ثم فتحت فمها كي تجيبه لكنه اسرع بالاطباق على شفتيها بشفتيه يقبلها بحماس و اشتياق...
ظل يقبلها حتى احتجت رئتيهما طلباً للهواء ابتعد عنها موزعاً قبلات فوق وجهها.

عقد ذراعيه من حولها جاذباً اياها نحو جسده اكثر حتى اصبحت ملاصقه به ش قبل ان يدفن رأسه بعنقها يلثمه بلطف يتخلله الالحاح حتى سقطوا اخيراً في عالمهم الخاص الذي لا يوجد سواهم به...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
بعد مرور سبع سنوات...

وقفت داليدا وهي تكتف ذراعيها اسفل صدرها تتطلع بغضب و هي تحاول التقاط انفاسها اللاهثه بينما جسدها كان متعرق من اثر الجهد الذي كانت تبذله إلى اطفالها الثلاثه يامن و الذي اصبح يبلغ من العمر 7سنوات. و مازن ذو ال6 سنوات و مالك ذو ال4 سنوات و الذين كان يقفون امامها يتطلعون اليها بأوجه محتقنه غاضبه مما جعلها تكاد ان تبتسم فقد كان يذكرونها بداغر عندما تفعل شيء يثير غضبه فبالاضافه إلى انهم يشبهونه في الشكل.

حيث كانوا يمتلكون ذات الشعر الأسود الحربري و الأعين العسليه الا انهم اخذوا منه ايضاً طباعه العنيده المتحكمه.
هتف يامن بحنق
=يا مامي مينفعش اللي بتعمليه ده...
ليكمل وهو يتطلع إلى شقيقتيه التوأم ليانا و نايا اللتان تبلغان من العمر 3 سنوات و اللتان تشبهان و الدتهم بشعرهم الناري و عينيهم الرمادي المائله للزراق، لكنهم رغم ذلك لم يكونوا توأم متشابه فقد كان لكل واحده منهم شكل مميز خاص بها.

=وليانا و نايا كمان معاكي...
قاطعته ليانا هاتفه بتعثرها المعتاد الطفولي راسمه على وجهها الغضب مقلده شقيقها
=و انت مالك، يا يامن، ايه حشرك
لتسرع نايا قائله بغضب وهي تساند شقيقتها
=ايوه، انت مالك...
هتف مازن بغضب الذي كان يأخذ نفس موقف شقيقه الاكبر
=بقي كده يا ليانا. انتي ونايا طيب والله ما هتلعبوا معانا تاني...

ثم بدئوا بالتشاجر. مما جعل داليدا تتجه نحو اطفالها الثلاثه دافعه اياهم لخارج صالة الالعاب هاتفه بصرامه وهي لازالت تقاوم نوبة الضحك المتصاعده بداخلها
=اطلعوا انتوا التلاته برا...
هتف مالك الصغير بغضب بينما يضرب الارض بطفوليه بينما يمسك بيد يامن و مازن و يتجهان للخارج
=كده يا مامي طيب و الله لما بابي يجي هنقوله، على اللي بتعملوه ده
هتفت نايا و ليانا في ذات الوقت وهم يخرجون السنتهم بحركه طفوليه.

=قولوله...
لتكمل ليانا و هي تمسك بيد والدتها هاتفه بطريقه مغيظه و هي تتطلع نحو اشقائها بشماته
=يلا يا نايا. يلا يا مامي علشان نكمل...
لم تستطع داليدا السيطره اكثر من ذلك على نفسها لتنفجر ضاحكه مما جعل هؤلاء الشياطين الخمس يتطلعون اليها باستغراب كما لو جنت فقد كانوا في خصم شجار من شجاراتهم التي لا تنتهي فلما تضحك بهذا الشكل...
اخذ يامن يتطلع اليهم بغضب قبل ان يزفر بحنق و يتجه للخارج مع شقيقاه...

بعد بعض الوقت...
دلف داغر إلى القصر بعد يوم عمل طويل مرهق. لكن ذهب ارهاقه و تعبه هذا فور ان وقعت عينيه على اطفاله الثلاث الجالسين على الاريكه بجانب بعضهم البعض يكتفون اذراعهم فوق صدورهم و و وجههم يرتسم على الغضب و الحنق
اتجه نحوهم على الفور قائلاً بقلق
=في ايه مالكوا قاعدين زعلانين كده ليه...

تغيرت تعابير وجوههم فور رؤيتهم له حيث اشرقت وجوههم بالسعاده و الفرح اندفعوا نحوه على الفور يحتضنونه بقوه مستقبلين اياه بحماس و سعاده كعادتهم عندما يعود من العمل فبرغم حبهم لوالدتهم و تعلقهم الشديد بها
الا انهم كانوا اكثر تعلقاً بوالدهم متخذين اياه مثلاً أعلي لهم حيث كانوا يقلدونه في كل شيء تقريباً...
جلس داغر على عقبيه محتضن الثلاثه بين ذراعيه يضمهم اليه بحنان قائلاً.

=ايه بقي اللي مزعل وحوش الدويري،؟!
اجابه مالك الصغير الذي عقد ذراعيه حول عنق والده يتشبث به بقوه
=مامي يا بابي، طردتنا من صالة الالعاب...
مرر داغر يده فوق شعر صغيره قائلاً بهدوء
=اكيد جننتوها بعاميلكوا زي كل مره...
اجابه يامن بينما يضع يده فوق وجه والده مديراً اياه نحوه حتى يجذب اهتمامه له...
=ابداً يا بابي والله بس ينفع مامي تشغل اغاني و تاخد ليانا و نايا و تعلمهم الرقص.
ليكمل بتذمر و وجه مقتضب.

=ده يرضيك...
غمغم داغر بحده وهو يتطلع نحوهم بصدمه
=يعني ايه بتعلمهم الرقص،؟!
ليكمل بصرامه وحده
=هما فين،؟!
اجابه مالك سريعاً بينما يشير إلى اخر الردهه
=في صالة الالعاب...
تركهم داغر و اتجه نحو تلك الصاله بوجه متصلب يرتسم عليه علامات الغضب
بينما اخذ الصغار الثلاثه يتطلعون إلى بعضهم البعض بنظرات تمتلئ بالانتصار والفرح قبل ان يركضوا خلف والدهم سريعاً محاولين اللحاق به حتى لا يفوتوا المشهد المنتظر...

اقترب داغر من صالة الالعاب الرياضيه التي كان ينبعث منها اصوات اغاني مرتفعه للغايه...
فور ان دلف اليها وجد داليدا توليه ظهره بينما ترقص مرتديه فستاناً احمر قصير يشابه إلى حد كبير إلى الفستاين التي ترتديها كلاً من طفلتيه نايا و ليانا التي كانت كل واحده منهم تحاول تقليد حركات والدتهم البارعه في الرقص...

بينما كان الاطفال الثلاثه يقفون بباب الصاله يتابعون باعين تلتمع بالحماس والدهم الذي تقدم نحو هؤلاء المندمجين بالرقص غير مدركين لوجوده...
همس مالك في اذن مازن بصوت منخفض يملئه فرح طفولي
=بابي هيجبلنا حقنا.
تقدم داغر مقترباً منهم بهدوء ثم فجأه و دون سابق انذار انحني حاملاً طفلتيه كل واحده منهم على ذراع من ذراعيه مما جعلهم يصرخوا بمفاجأه و صدمه...

بينما توقفت داليدا عن الرقص فور سماعها صرختهم تلك لتستدير إلى الخلف وتجد داغر واقفاً يحمل كلاً من ليانا و نايا على ذراعيه. اشرق وجهها على الفور بابتسامه واسعه بينما عينيها تلتمع بالشغف و هي تتأمله.

اقترب منها بوجه جامد مما جعلها تستغرب حالته تلك همت ان تسأله مت به لكنها سرعان ما انفجرت ضاحكه عندما بدأ بالرقص على نغمات الموسيقي و هو لايزال يحمل طفلتيه مقبلاً كل منهما على خدها و ابتسامه مشرقه على وجهه ملاعباً اياهم لتبدأ داليدا بالرقص معهم بحماس و هي تغني بصوت مرتفع مردده كلمات الاغنيه...

بينما كان يقف الاطفال الثلاثه بفم فاغر من الصدمه مما فعله والدهم فقد كانوا يعتقدوا بانه سيقوم بتعنيفهم عما فعلوه لكنه ولصدمتهم شاركهم بالرقص...
التفت داغر نحو الباب و هو لا يزال مبتسماً عندما انتبه لهؤلاء الواقفين بباب الصاله بوجه متجهم بغضب طفولي هتف مشيراً اليهم بالتقدم إلى الداخل والانضمام اليهم.

لكنهم هزوا رأسهم بالرفض والغضب لا يزال مرتسم على وجوههم، مما جعله يخفض طفلتيه على الارض بجانب والدتهم من ثم اتجه اليهم يجلس على عقبيه امامهم قائلاً بهدوء
=كنتوا مستنين اني اعمل معاهم ايه ازعق لهم، و لا اضربهم.؟!
اجابه يامن سريعاً و قد شحب وجهه من هذه الفكره بينما تعلقت عينيه بحب و خوف في ذات الوقت على والدته الواقفه تتابع ما يحدث بصمت
=لا يا بابي طبعاً...

ليهمهم كلاً من مالك و مازن بالرفض هم الاخرين، مرر داغر يده على رأس كل واحد منهم بحنان قبل ان يحاول شرح الامر لهم بهدوء حتى يستطيع استعابه عقلهم الذي لم ينضج بعد...
=ماما معملتش حاجه غلط، ولا ليانا و نايا هما بيرقصوا مع بعض و فرحانين. و مادام هما في البيت فبراحتهم مينفعش تقيد حريتهم...
ليكمل بحزم و هدوء في ذات الوقت...

=و ماما مش صغيره علشان تيجوا تشتكولي منها، ماما عارفه كويس هي بتعمل ايه و عمرها ما هتعمل حاجه غلط. مش كده
احمر وجه اطفاله بحمرة الخجل بسبب فعلتهم تلك، همس يامن بصوت منخفض بينما يرفع عينين دامعه إلى والدته ثم اخفضها سريعاً ينظر إلى الارض و هو يشعر بالضيق والخجل مما فعلوه
=عندك حق يا بابي...
ثم التفت إلى والدته قائلاً بهمس
=احنا اسفين يا مامي...

ركض مالك الصغير نحو والدته يحتضنها بينما تبعه شقيقيه جلست داليدا على عقبيها امامهم تحتضن ثلاثتهم بحنان و تسامح فقد كانت تعلم ان اطفاله لا يزالوا صغار و من الوارد ان يخطئوا لكن يقع على عاتقها هي و داغر اصلاح اخطائهم تلك وجعلهم يفهمون الامر بشكل صحيح حتى يتعلموا من اخطائهم تلك.

اخذوا يقبلونها بانحاء وجهها وهما يعتذرون منها لكنها بدأت تضحك بصخب عندما بدأ مازن يدغدغها ببطنها، انضمت اليهم كلا من نايا وليانا يحتضونها لكن بدأوا هم الاخرين بالضحك عندما اخذوا اشقائهم بدغدغتهم...
وقف داغر يتأملهم و عينيه تلتمع بالحب والسعاده قبل ان يتجه اليهم و هو يهتف بمرح
=يعني انا اصالحكوا و في الاخر تنسوني...

اندفع نحوه اطفاله الخمس يحتضنونه هو الاخر رفع عينيه لتلتقي باعين داليدا التي كانت تتطلع اليهم باعين بارقه بالحب و الحنان. مما جعله يشعر في هذه اللحظه بانه قد ملك العالم باكمله...
تركه الاطفال واخذوا يرقصون سوياً مما جعله ينهض و يتجه نحو داليدا التي جذبها بين ذراعيه يحتضنها مقبلاً جانب عنقها و هو يهمس باذنها بصوت منخفض حتى لا يصل إلى سمع اطفالهم
=ايه اللي انتي لابساه...

ليكمل و يديه تمر ببطئ و شغف على جانبي فستانها القصير الضيق مستغلاً انشغال اطفاله بالرقص
=شكلك ناويه تجننيني...
احاطت داليدا عنقه بذراعيها قائله بدلال
يتخلله المرح
=و انت لسه هتجنن،؟! ما انا جننتك و اللي كان كان...
ضحك داغر بينما يزيد من احتضانه لها جاذباً اياها فوق جسده لكنها تراجعت للخلف هامسه بينما تشير إلى اطفالهم
=داغر. اعقل. الاولاد.
غمغم داغر بعينين تتلاعب بها المرح
=اعقل و لا اقلع...

اطلقت داليدا ضحكه مرحه فور سماعها يردد كلماتها له منذ عدة سنوات و التي كانت قبل ولادة يامن مباشرة
=انت لسه فاكر...
مرر يده على جانب عنقها بحنان
=ولا عمري هنسى...
اطلقت تنهيده منخفضه و هي تضع رأسها على كتفه محيطه خصره بذراعيها تضمه اليها قبل ان يتجه نحوهم اطفالهم و يجذبونهم من أذرعهم حتى يرقصوا معهم...

في وقت لاحق...
كانت داليدا مستلقيه بالفراش بين ذراعي داغر بعد انتهائهم من احدي جولات عشقهم بينما كان داغر يقبل عنقها بحنان و شغف...
وضعت يدها فوق رأسه المدفون بعنقها هامسه بتردد، و هي تشعر بالخوف مما
هي تنوي اخباره به
=حبيبي. كنت عايز اقولك حاجه...
همهم داغر بصوت منخفض و هو لا يزال يقبل عنقها بشغف مما جعلها تكمل بصوت مرتجف
=انا، انا. روحت للدكتور النهارده...

رفع رأسه عن عنقها فور سماعه كلماتها تلك و التي جذبت كامل انتباهه غمغم و هو يتطلع اليها بقلق
=ليه، مالك، تعبانه او حاسه بحاجه،؟
هزت رأسها بالنفي قائله بهدوء يعاكس التوتر الذي يعصف بداخلها
=لا، متقلقيش ده الدكتور كريم منتصر، بتاع النسا و الولاده...
تصلب وجه داغر فور سماعه هذا و قد تغيرت النظره القلقه التي بعينيه إلى نظره حاده
=روحتيله ليه،؟!
اجابته داليدا بتلعثم و قد اربكتها نظراته الحاده تلك.

=يعني. علش، علشان اشوف لو ينفع ان اقدر احمل تاني و كده...
قاطعها داغر بغضب
=تحملي تاني ايه؟!، قولي خامس...
ليكمل بحده و عينيه تتقافز بها نيران الغضب
=انا وافقتك على اللي عايزاه و الحمد لله ربنا رزقنا ب5 اولاد ملوا علينا حياتنا لكن اكتر من كده يا داليدا لا...
قاطعته داليدا وقد احمر وجهها من شده الحنق و الغضب
=احنا اتفقنا مادام الدكتور شايف ان صحتي تستحمل احمل يبقي احمل ايه مشكلتك بقي انا مش فاهمه...

اجابها داغر بنفاذ صبر و قد بدأ يفقد اعصابه معها
=مشكلتي ان مش هفضل اخليكي تفضلي تحملي و تولدي لحد ما صحتك تتبهدل علشان وقتها ابدأ اقرر ان خلاص كفايه...
ليكمل بصرامه و هو ينتفض جالساً مبتعداً عنها بحده
=ده غير ان احنا اتفقنا ان خلاص على كده، لكن انتي قررتي تتصرفي من دماغك وتروحي كمان للدكتور، وطبعاً شلتي وسيلة منع الحمل. مش كده.

اخذت داليدا تتطلع اليه باعين متسعه صامته و قد احمر وجهها بشده مما جعله يسب غاضباً و هو ينتفض ناهضاً من فوق الفراش
لكن اسرعت داليدا خلفه فور ادراكها انه قد اساء فهم صمتها
وقفت خلفه تحتضن جسده إلى جسدها مسنده وجهها إلى ظهره الصلب العضلي بينما يديها موضوعه على صدره قائله بلهفه
=لا طبعاً. معملتش كده مقدرش اخد قرار زي ده لوحدي. من غيرك
لتكمل و هي تقبل ظهره بحنان.

=انا قولت بس اكشف و اشوف الوضع عامل ازاي و بعدها اتكلم معاك و اقنعك...
استدار اليها داغر ليصبح مواجهاً اياها قائلاً بحزم
=لاء يا داليدا. فاهمه يعني ايه لاء، لما ابقي مستغني عنك هبقي اخليكي وقتها تحملي تاني.
هتفت داليدا بحده و هي تضع يديها حول خصرها
=قصدك ايه يا سي داغر بقي، يعني انت مستغني عني...
لتكمل بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=عندك حق ما خلاص هتحبني ليه، اكيد زهقت مني و...

جذبها داغر بين ذراعيه ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها مبتلعاً باقي جملتها تلك...
كان يقبلها في بادئ الامر بحده غاضباً من كلماتها الحمقاء تلك لكن سرعان ما تحولت قبلتهم إلى عشق و شغف
اجبر داغر نفسه بصعوبه ان يبتعد عنها مسنداً جبهته فوق جبهتها وهو يلتقط انفاسه بصعوبه بينما تسيطر عليه رغبته بها التي لم تقل طوال سنوات زواجهم بلا على العكس كانت تزداد يوماً بعد يوم حتى يكاد يجزم بانه اصبح مهووساً بها...

مرر يديه على جانبي وجهها مبعداً شعرها إلى خلف ظهرها و هو يهمس بالقرب من شفتيها
=انا بقول. لو انا مستغني عنك هخليكي تحملي، و انا رافض اصلاً انك تحملي يبقي انا، ايه يا داليدا...
رفعت عينيها تتطلع اليه بصمت وقد احمر وجهها فور ادراكها انها اسأت فهم كلماته اكمل عندما ظلت صامته.

=يبقي انا مش مستغني عنك و لا عمري هستغني، انتي روحي، والنور اللي منور حياتي و دنيتي يا داليدا و لأخر نفس في حياتي هيفضل ده شعوري ناحيتك و عمره ما هيتغير حتى لو عدي على جوازنا 100 سنه مش 8 سنين بس...
ليكمل بخبث وهو يتصنع الحزن
=و لا يمكن انتي اللي زهقتي بقي علشان كده بتقولي كده...
شهقت داليدا بصدمه قائله بلهفه وهي تضع يدها على خده متحسسه جلده الدافئ بحنان
=لا طبعاً...

لتكمل وهي تمسك بيده واضعه اياها فوق صدرها موضع قلبها
=انت ده. و لو انا مستغنيه عن ده يبقي وقتها انا مستغنيه عنك...
لتردف هامسه بصوت ممتلئ بالمشاعر و عينيها تلتمع بالدموع
=ده انت العوض يا داغر، العوض اللي ربنا كرمني به علشان ينسيني كل حاجه وحشه شوفتها في حياتي، انا لو بفكر احمل تاني فده علشان املي البيت علينا و متحسش انك لوحدك في الدنيا...
قاطعها داغر برفق و هو يقبل جبينها بحنان.

=و انا مش لوحدي عندي انتي و اولادنا. انتوا عندي بالدنيا و ما فيها...
مرر اصبعه برفق على فوق موضع قلبها هامساً بصوت مختنق بالمشاعر
=من غيرك كل حياتي تتهد مقدرش اكمل من غيرك، علشان كده مينفعش اشجعك انك تدمري في صحتك انتي حملتي 4 مرات منهم اخر مره ربنا رزقنا بتوأم، يبقي كفايه يا حبيبتي على كده علشان نقدر نهتم بهم ونعرف نربيهم صح...
اومأت داليدا مبتسمه وهي تهمس بالموافقه
=صح يا حبيبي عندك حق...

ازال داغر دموعها العالقه بوجهها برفق باصابعه قائلاً بمرح
=شوفتي خلتيني انسي ازاي المفاجأه اللي محضرهالك...
اقتربت منه اكثر حيث اصبح جسدها ملتصق بدفأ جسده مغمغمه وعينيها تلتمع بالحماس
=مفاجأة ايه،؟!
قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت منخفض كما لو كان يخبرها سراً ما بينما عينيه تلتمع بالمرح
=سمعت ان روسيا غرقانه في التلج علشان كده بكره. هنطلع احنا والاود على هناك نقضي اسبوعين في الكوخ بتاعنا...

تراجعت داليدا إلى الخلف بصدمه حتى تستطيع النظر إلى وجهه جيداً هامسه بارتباك
=بتتكلم جد.؟!
اومأ لها برأسه بصمت وهو يبتسم لينقشع ذهولها هذا و تبدأ بالقفز في مكانها وهي تصرخ بفرح محيطه عنقه بذراعيها تحتضنه بقوه.
احاط داغر خصرها بذراعيه محتضناً اياها هو الاخر مقبلاً اعلي رأسها و هو يشعر بقلبه يكاد يقفز من داخل صدره من رؤيته لسعادتها تلك التي لا تقدر بالنسبه اليه بجميع اموال العالم...

حملها بين ذراعيه و اتجه نحو الفراش وهو يغمغم بصوت اجش بالقرب من اذنها...
=يلا علشان ننام. ورانا يوم طويل بكره.
وضعها بلطف فوق الفراش لكن سرعان ما اختفت خططه للنوم فور ان شاهد الشرشف الذي يحيط بجسدها ينزلق قليلاً رفع عينيه المشتعله بنيران الرغبه اليها قائلاً و هو ينحني عليها
=بس قبل ما نام في حاجه عايزه اقولك عليها...

ضحكت داليدا فور ادراكها ما يرمي اليه همت بالتحدث لكنه لم يعطها الفرصه حيث انحني مقبلاً اياها على شفتيها بحزم يتخلله الشغف ليغارقا بعدها في بحور شغفهم...

بعد مرور يومين...
في روسيا بالكوخ الخاص بهم...
كان داغر جالساً على الاريكه الكببره التي تحتل نصف غرفة الاستقبال يضم بين ذراعيه داليدا و على ساقيه يجلس كلاً من نايا و مازن الذين قد تشاجروا على من يجلس فوق ساق والدهم ليفض داغر الاشتباك بينهم باجلاس الاثنين على ساقيه، بينما كانت ليانا و مالك يجلسون فوق ساق والدتهم و بين جسد داغر و داليدا يجلس يامن بينهما مسنداً رأسه فوق صدر والدته.

كانوا جالسون يستمتعون بالجو الدافئ الذي يحيط بهم وهم يشاهدون الكرتون فهذا كان الشيء الوحيد الذي كان يستطعون مشاهدته و فهمه قليلاً فقد كان باقي القنوات تعرض اشياء باللغه الروسيه التي كانوا لا يفهمون منها شيئ...

جذبت داليدا الشرشف الثقيل تضعه فوقهم محاوله بث الدفأ بهم قدر الامكان انحنت للامام حتى تتأكد من ان الشرشف يغطي جانب ظهر داغر لكنه فاجأها بانه امسك بيدها تلك رافعاً اياها إلى شفتيه مقبلاً اياها بحنان ابتسمت له داليدا مسنده رأسها على كتفه لكن همهمت معترضه نايا الجالسه فوق ساق والدها دافعه رأس والدتها بعيداً عن كتف والدها بينما تدفن رأسها بعنقه.

مما جعلهم ينفجرون جميعاً بالضحك فقد كانوا يعملون مدي تعلق نايا بوالدها وغيرتها عليه، عاندتها داليدا و وضعت رأسها فوق كتف داغر مما جعلها ترمق والدتها بنظره حاده غاضبه همس داغر باذنها برفق
=ماما راسها واجعها، فسبيها علشان متوجعهاش اكتر...

اومأت نايا برأسها بالموافقه بينما تنحني مقبله رأس والدتها بحنان مما جعل داليدا تجذبها من فوق ساق والدها و تحتضنها بقوه لينتهي الامر بان انتقلت ليانا جالسه فوق ساق والدها بينما ظلت نايا بحضن والدتها...
لم تمر دقائق حتى انتفض كلاً من يامن و مازن و مالك يهتفون بفرح بينما يشيرون إلى الجدار الزجاجي الذي يظهر الخارج
=الحق يا بابي، تلج، تلج...

التفت كلاً من داليدا و داغر يتطلعون إلى ما يشيرون اليه ليجدوا الثلج يتساقط بغزاره.
اتجه جميع الاطفال نحو النافذه يشاهدون بحماس و فرح الثلج المتساقط مما جعل داغر يهتف بحماس
=طيب يلا اجهزوا علشان نطلع نلعب في التلج...
اندفعوا الاطفال نحوه هاتفين بفرح
=بجد يا بابي...
اومأ لهم مبتسماً قائلاً...
=ايوه و يلا اطلعوا و البسوا اتقل جواكت عندكوا.

اندفع الاولاد الثلاثه إلى غرفتهم بينما حملت داليدا نايا و حمل داغر ليانا واتجهوا بهم إلى الاعلي لمساعدتهم في ارتداء ملابسهم.
في وقت لاحق.
كان الجميع يلهون بالثلج الذي كان يغطي ارضية الحديقه باكملها يقذفون بعضهم البعض بكرات الثلج دائره حرب بينهم و صراخات ضحكاتهم المرحه تملئ ارجاء المكان...

اتجه داغر نحو داليدا فور سماعه صوت ضحكتها التي جعلت قلبه يتضخم داخل صدره يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها بصمت لتسرع هي الاخري باحاطة جسده بذراعيها تضمه اليها دافنه وجهها بعنقه تستنشق بشغف رائحته التي تعشقها همس في اذنها بصوت منخفض اجش من اثر العاطفه المشتعله بداخله...
=ما تيجي نطلع اوضتنا شويه. و نسيبهم يلعبوا في التلج براحتهم...
رفعت رأسها تتطلع اليه ضاحكه
=لا طبعاً، مينفعش.

زفر داغر قائلاً باحباط مصطنع فهو يعلم جيداً بانهم لا يمكنهم ترك اطفالهم بمفردهم
=انتي ست محبطه. و مش وش نعمه على فكره...

دفعته داليدا في صدره بيديها ممازحه مما جعل وزنه يختل و يسقط فوق كتله ضخمه من الثلج انفجرت داليدا ضاحكه فور رؤيتها حالته تلك فقد كان الثلج يغطيه باكمله لكن تحولت ضحكتها تلك إلى صرخه عندما قبض على يدها وجذبها للاسفل نحوه لتقع جانب جسده قرب داغر شفتيه من شفتيها و بعينيه نظره تعلمها جيداً مما جعلها تهتف بتحذير
=داغر الاولاد.
توقف متجمداً و كأنه قد نسي امرهم تماماً همس وهو يهز رأسه بعدم تصديق.

=شوفتي، دايماً شغلاني لحد ما عقلي طار بسببك...
وضعت يدها فوق خده تتمتع بملامسته
=يارب دايماً اكون شغلاك، و مطيره عقلك. كده
ابتسم داغر مقبلاً راحة يدها التي فوق خده هامساً بصوت اجش
=بحبك يا شعلتي...
مررت اصابعها فوق ملامح وجهه وعينيها تلتمع بالشغف
=و انا بموت فيك يا قلب و روح شعلتك.

هم داغر بالتحدث لكنه ابتلع جملته عندما ارتمي مازن فوق جسده ليتبعه باقي اشقائه وهم يصرخون بمرح مرتمين فوق اجساد والديهم يحتضونهم بقوه ليصبحوا جميعاً يستلقيون على الثلج وهم يضحكون بسعادة وحب سيدوموا الى الأبد...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
كانت داليدا جالسه على احدي المقاعد و في احدي الانديه العامه بينما تجاورها سارة زوجة زكي و التي اصبحت خلال السنوات الماضيه صديقتها المقربه...
كانت عينين داليدا منصبه على اطفالها الذين كانوا يلعبون امامها مع عدة اطفال من بينهم ايثر و ساندي ابناء زكي و ساره.
غمغمت ساره بمرح
=شايفه يامن ابنك لازق لساندي ازاي...

ضحكت داليدا بينما تتطلع إلى طفلها الذي كان يمسك بيد ساندي رافضاً جعلها تلعب مع الاطفال الاخرين
همست داليدا بدهشه عندما رأت وجهه يتجهم بغضب وهو يجذبها بعيداً عن احدي الاطفال الذي حاول التحدث اليها
=مش عارفه الواد ده طالع كده لمين
اجابتها ساره وهي تدير عينيها بسخريه
=بقي مش عارفه طالع لمين لابوه ياختي. ده انا ساعات بحس من شدة غيرته عليكي هاين عليه يحطك في اوضه و يقفل عليكي...

هزت داليدا رأسها قائله بصدمه مصطنعه حيث انها كانت تعلم جيداً مدي جنون غيرة داغر عليها
= مش للدرجه دي...

قاطعتها ساره وهي تنكزها في ذراعها بخفه
=مش للدرجه دي ايه انتي هتستعبطي، ليه نسيتي اللي حصل من اسبوعين لما كنا قاعدين في مطعم و واحد قاعد على الطرابيزه اللي جنبنا ابتسملك بس، ده مخلاش في الراجل حته سليمه...
ضحكت داليدا فور تذكرها ذلك مغمغمه
=عندك حق داغر. في حته الغيره دي صعب شويه...
قاطعتها ساره قائله بصوت منخفض بينما تدير وجهها جانباً
=يعني انتي اللي عدله، ده انتي اصعب منه...

هتفت داليدا التي ابعدت كوب العصير عن فمها فور سماعها ذلك
=انااااا،!
لتكمل بينما تضع الكوب من يدها على الطاوله التي امامها
=لا يا ساره مالكيش حق، ده انا عاقله خالص و بتفهم انه بحكم شغله لازم يتعامل مع ستات كتير. عملا، و موظفات...
اومأت ساره رأسها وهي تغمغم بصوت ساخر فهي اكثر من تعلم ان صديقتها تتحول إلى قنبله موقوته عندما يتعلق الامر بزوجها
=طبعاً، طبعاً، يا روحي انتي هتقوليلي...

ضربتها داليدا في كتفها و هي ترمقها بسخط. نهضت ساره وهي تضحك قائله بينما تتجه نحو الاطفال
=ما اروح اطمن على بنتي ما اشوف ابنك المفتري ده مش عايزها تلعب ليه مع صحابها...
هزت داليدا كتفيها قائله بمرح مدافعه عن طفلها
=ابني يا حبيبتي مش مفتري...
لتكمل عندما رمقتها ساره بتهكم وهي تجذبها من ذراعها مجلسه اياها مره اخري على المقعد
=طيب قعدي، اقعدي مش هتعرفي تاخدي منه حق و لا باطل سيبهولي و انا هتصرف معاه...

غمفمت ساره ضاحكه بمرح
=والله حتى انتي مش بتقدري عليه، مفيش غير داغر اللي يامن بيخاف منه وبيحترمه...
رمقتها داليدا بسخط وهي تهتف بصوت مرتفع باسم يامن الذي ما ان سمعها نهض على الفور متجهاً نحوها وهو يمسك بيد ساندي وقف امام و الدته بينما اتجهت ساندي نحو والدتها
=نعم يا مامي...
تراجعت داليدا في مقعدها عاقده ذراعيها اسفل صدرها وهي ترسم على وجهها الجديه
=مقعد ساندي جنبك ليه، و مش سيبها تلعب مع صحابها.؟!

هز يامن كتفيه قائلاً بهدوء بينما يلتف إلى ساندي
=ساندي، هو انا منعك تلعبي...
تركت ساندي والدتها و اتجهت نحو يامن تقف بجانبه قائله على الفور
=لا يا طنط انا اللي مش عايزه العب معاهم...
عقدت داليدا حاجبيها قائله بدهشه
=ليه يا حبيبتي، ما تلعبوا مع صحابكوا و تنبسطوا.
اقتربت ساندي من يامن اكثر ممسكه بيده قائله بطفوليه
=لا يا طنط. مش هنلعب معاهم اصل نيره و احمد كل مره بيغشوا في اللعب.

و بيعقدوا يرخموا علينا و يامن كل مره يضرب احمد...
مررت داليدا يدها بشعر طفلها تعيد ترتيبه بحنان
=طيب العبوا مع صحابكوا التانين ومالكوش دعوه باحمد ده...
اومأ يامن برأسه بالموافقه
=حاضر يا مامي...
لتكمل داليدا بنبره يتخللها الصرامه و التحذير
=و لو ضايقك تيجي تقولي، مش تضربه
اومأ يامن برأسه انحنت داليدا مقبله خده بحنان ثم ابتسمت بلطف وهي تراقبهم يتجهون نحو الاطفال الاخرين ويبدأوا اللعب معهم.
في وقت لاحق...

زفرت داليدا بحنق بينما تنظر للساعه التي بمعصمها
=هو داغر اتاخر ليه كده، ده بقاله ساعه مكلمني وقالي جاي.
اجابتها ساره و هي ترتشف من كوب العصير الذي بيدها
=تلاقيه عنده شغل و لا حاجه. كلميه
تناولت داليدا هاتفها تهم الاتصال به لكنها اعتدلت في مقعدها بترقب عندما رأت زكي يتقدم نحوهم لكن خاب املها عندما رأته بمفرده و داغر ليس معه غمغمت بقلق
=اومال فين داغر يا زكي،؟!

اجابها بهدوء بينما يطبع قبله لطيفه على رأس زوجته ساره محيياً اياها
=10دقايق و جاى ورايا...
عقدت داليدا حاجبيها بشك فزكي دائماً يرافق داغر بكل مكان لما تركه بمفرده بمكان عام كالذي هما فيه
=ليه بيعمل ايه،؟!
ظل زكي صامتاً عدة لحظات وقد ظهر معالم الارتباك على وجهه قبل ان يجيب عليها بتعثر
=هو، هو، زمانه جاي متقلقيش.

لم تغفل داليدا عن ارتباكه هذا كما لاحظت انه يقف امامها كما لو كان يقصد حجب عنها رؤيه شيئ ما خلفه
انتفضت واقفه من مقعدها بحده تنظر إلى ما يخفيه عنها لكنها لم تجد شيئ لكنها رغم ذلك لم تطمئن لذا ابتعدت و اتجهت نحو المكان الذي يلعب به الاطفال حتى تستطيع رؤية المكان جيداً.
. تصلب جسدها بغضب فور ان رأت المشهد الذي امامها حيث كان داغر يقف يتحدث إلى احدي النساء ذات جمال خلاب جعل نيران الغيره تنشب بقلبها.

غمغمت بحده بينما تلتفت إلى زكي الذي اصبح يقف بجانبها هو زوجته يتابعان باعين تلتمع بالقلق ردة فعلها
=بتكدب عليا ليه يا زكي، و مين بقي الحلوه اللي واقف معاه دي؟
اجابها زكي بينما يبادل زوجته نظره قلقه فقد كانوا يعلمون مدي جنون غيرتها
=مكدبتش عليكي يا داليدا، انا قولتلك جاي ورايا، بعدين دي تلاقيها واحده من العملا او حاجه...
همست داليدا بصوت منخفض و عينيها المشتعله منصبه بتركيز على داغر وتلك الواقفه امامه.

=عميله، قولتلي اها.

حاولت تهدئت النيران المشتعله بداخلها باقناع ذاتها بانها قد تكون عميله بالفعل تتحدث اليه. لكن زاد شكها فور تذكرها ارتباك زكي السابق وعندما استدارت اليه تهم ان تسأله عن ذلك لكنها ابتلعت كلماتها و قد اهتز جسدها بعنف عند سماعها لتلك المرأه تضحك بصوت مرتفع ادارت رأسها نحوهم بحده لتجدها تضع يدها فوق صدر داغر الذي كان يبتسم لها بينما هي تضحك بمرح راقبت باعين عاصفه تعميها الغيره هذا المشهد.

هتفت بحده بينما تقبض يديها بجانبها محاوله منغ نفسها من الاندفاع نحوهم و تمزيق وجههم باظافرها...
=يامن، مازن، مالك...
اندفع نحوها اطفالها الثلاث على الفور بينما تتبعهم كلاً من شقيقتهما ليانا و نايا هاتفين بطفوليه و مرح
=نعم يا مامي، نعم يا مامي...
امسكت ساره بذراع داليدا التي كانت عينيها تنبثق منها شرارت الغضب منصبه على زوجها وتلك المرأه غمغمت بصوت يتخلله القلق.

=داليدا اهدي بلاش تتهوري علشان خاطري، احنا في مكان عام
تجاهلتها داليدا ملتفه إلى اطفالها قائله بمرح مصطنع بينما ترسم على شفتيها ابتسامه متشنجه بينما تشير باصبعها نحو داغر الواقف بنهاية الطريق
=بابي وصل، يلا يا حبايبي روحوا استقبلوه...
لم ينتظروا الاطفال الخمس لسماع باقي جملتها حيث اندفعوا راكضين نحو والدهم و هم يصرخون بفرح...

كان داغر واقفاً يتحدث إلى شيما التي كانت زميلته بالكليه منذ عدة سنوات ماضيه فلم يراها منذ اكثر من 15 عاماً فقد هاجرت إلى امريكا بعد زواجها وعندما قابلها صدفه هنا لم يستطع التعرف عليها في بادئ الامر لكنه تذكرها بعدها على الفور...

شعر بشئ يمسك بساقه بقوه اخفض عينه ليجد ابنته نايا تتمسك بساقه بقوه محتضنه اياه و هذ تبتسم له بفرح ليرفع نظره ليجد باقي اطفاله يندفعون نحوه و وجههم مشرق بابتسامه رائعه التفوا من حوله يحتضنوه بشده وهم يهتفون بفرح
=بابي، بابي
مرر داغر يده على روؤسهم بحنان منحنياً على عقبيه طابعاً قبله على خد كل واحد منهم مرحباً بهم بحنانه وحبه المعتاد.
ثم استقام واقفاً عندما سمع الشهقه الصادمه التي صدرت من شيما.

=ايه ده يا داغر، انت اتجوزت...
لتكمل وهي تضع يدها على ذراعه بحركه تكاد عفويه وهي تنظر باعين متسعه بالصدمه لاطفال الذين لا يزالون يحتضنون والدهم
=وكل دول اولادك. ازاي
هم داغر بالرد عليها لكنه تفاجأ بداليدا التي لا يعلم من اين ظهرت تجيبها بحده بينما تقف بجانبه
=قولي ما شاء الله يا حبيبتي، و اها متجوز و دول ولاده...

لتكمل و عينيها تلتمع بالغضب قابضه بقسوه على يد شيما التي كانت مستقره على ذراع داغر مما جعلها تطلق صرخه متألمه
=و ياريت تحتفظي بايدك دي بعيد عنه. احسنلك
تراجعت شيما للخلف خطوه وعينيها مسلطه بخوف على وجه داليدا المحتقن و عينيها التي تلتمع بشراسه دمويه
=داغر، مين دي، هو في ايه.

احاط داغر خصر داليدا بذراعه مرجعاً اياها للخلف ليلصقها بجسده عندما رأها تتخذ خطوه مندفعه نحو شيما هامساً في اذنها بنبره منخفضه يتخللها الهدوء و التحذير في ذات الوقت
=داليدا. اهدي
ثم التف إلى شيما قائلاً و هو يرسم على وجهه ابتسامه خفيفه
=داليدا تبقي مراتي...
غمغمت شيما بينما ترمق داليدا من اعلي لاسفل بنظره تملئها الصدمه و هي تفكر بانه كيف لتلك المخلوقه رائعه الجمال ان تكون والدة لخمسة اطفال
=اهلاً...

اساءت داليدا فهم نظراتها تلك مما جعل النيران المشتعله بداخلها تزداد اكثر و اكثر هتفت بحده
=ايه ده انتي بتبصلي كده ليه...
ظلت شيما تتطلع اليها وهي لا تفهم ما تقصده مما جعل داليدا تتملص بقوه بين ذراعي داغر محاوله الافلات منه و تندفع نحوها و قد اعمتها نيران غيرتها
=شوف برضو بتبصلي ازاي...

احكم داغر ذراعه حول خصر داليدا و قد بدأ يشعر بالغضب من تصرفاتها الطفوليه تلك غمغم من بين اسنانه بقسوه في اذنها وهو يحاول السيطره عليها
=قولتلك اهدي، و اعقلي بقي كفايه فضايح، الناس بتتفرج علينا
استكانت داليدا بين ذراعيه فور سماعها لنبرة الغضب بصوته...
بينما اخذت شيما تمرر عينيها باضطراب بينه و بين زوجته التي كانت تتطلع اليها بعينين شرسه و صدرها يموج بعنف بسبب انفاسها المضطربه المتلاحقه.

غمغمت شيما بارتباك بينما تمرر يدها بشعرها باضطراب
=طيب يا داغر. هضطر امشي بقي علشان الحق اجيب الاولاد و اروح زمان يوسف خلص شغل و روح...
اومأ داغر برأسه قائلاً بهدوء يعاكس الغضب المستعر بداخله
=سلميلي عليه و قوليله هكلمه و نتقابل كلنا قريب...
همهمت شيما بهدوء...
= الله يسلمك، حاضر هبلغه
لتكمل وهي تلقي نظره قلقه على داليدا قبل ان تنصرف مسرعه
=عن اذنكوا...

ثم انصرفت مسرعه من امامهم كما لو هناك شياطين تلاحقها.
ابتعدت داليدا بحده من بين ذراعي داغر الذي سمح لها بالابتعاد بسهوله هذه المره.
التفت اليه تطلع نحوه بنظرات تستشيط بالغضب. لكن سرعان ما تبخر غضبها هذا ليحل محله الخوف بداخلها فور رؤيتها لملامح وجهه المتصلبه بغضب عاصف و نظراته المظلمه المسلطه عليها قاتم همست بتردد
=داغر انا...

لكنه لم يدع لها الفرصه لتكملة جملتها حيث انحني حاملاً على ذراعيه كلاً من نايا و ليانا اللتان كانتا لا تزالان تتشبث كل منهما بساقيه.
حملهم و اتجه نحو ممر الخروج المخصص للنادي قائلاً بصوت صارم قاطع
=يامن هات اخواتك و تعالوا ورايا...
اتجه نحوه زكي مغمغماً بارتباك
=رايح فين يا داغر مش قولنا هنتغدا سوا النهارده...
هز داغر رأسه قائلا بأسف
=معلش يا زكي لازم نمشي...

ليكمل وهو يهز رأسه بتحيه صامته نحو ساره التي كانت تقف بجوار داليدا
=خد باقي اليوم اجازه انا هروح مش ناوي اخرج في اي مكان النهارده...
اومأ له زكي بصمت
في ذات الوقت همست ساره بصوت منخفض بجانب اذن داليدا
=ايه اللي هببتيه ده يا داليدا، داغر شكله على اخره منك...
عقدت داليدا ذراعيها اسفل صدرها وهي تهمهم بحده
=و انا عملت ايه يعني...
ربتت ساره على ذراعها قائله.

=ابداً هجمتي على الست مرتين بس وكنت عايزه تضربيها، استلقي وعدك بقي منه
همت داليدا بالرد عليها لكنها انتفضت بذعر عندما التف داغر اليها قائلاً بصوت حاد قاسي قبل ان يممل طريقه نحو ممر الخروج و هو لايزال يحمل طفلتيه على ذراعيه
=داليدا، يلا
ربتت ساره قائله بمرح و هي تغمز لها بعينها
= متخفيش هتعدي. ادلعي عليه انتي بس و خليه ينسي عملتك السودا. اقولك البسيله القميص اللي اشتريناه امبارح.

رمقتها داليدا بغضب قبل ان تهرع تلحق بداغر ممسكه بيدي اطفالها و قلبها يدق بسرعه جنونيه...

في وقت لاحق...
كانت داليدا جالسه بجناحهم الخاص عينيها مسلطه على الباب بترقب فبعد وصولهم للمنزل دلف داغر مباشرة إلى مكتبه بخطوات متصلبه تنم عن مدي غضبه دون ان يتحدث اليها و لو بكلمه واحده.
و عندما حان موعد العشاء ارسلت اليه مالك ليخبره بان العشاء قد جهز لكنه اخبره بانه ليس جائع ولديه عمل كثير...
كانت تريد ان تذهب اليه لكنها تراجعت عالمه مدي غضبه تركته يهدئ قليلاً و من ثم ستتحدث معه.

و ها هي الساعه قد تجاوزت الثانيه صباحاً ولم ينتهي عمله هذا...
وقفت داليدا تتفحص مظهرها بالمرأه وهي تضع يدها فوق بطنها تفركها ببطئ محاوله التخفيف من التوتر الذي يعصف بها. تأملت مظهرها في قميص النوم ذات اللون الناري كلون شعرها اطلقت تنهيده مضطربه قبل ان تعاود الجلوس مره اخري لكنها سرعان ما انتفضت واقفه عندما رأت داغر يدلف للغرفه.

كان لا يزال وجهه مكفهر مقتضب تابعته بعينيها بينما يتجه نحو الخزانه يخرج ملابسه ثم دلف إلى الحمام بصمت دون ان ينبث بكلمه واحده متجاهلاً اياها تماما ً كما لو انها ليست موجوده بالمره...
ظلت داليدا واقفه مكانها تنتظره واضعه اصبعها في فمها تمضغه بتوتر لكنها نزعته سريعاً عندما رأته يخرج من الحمام عاري الصدر لا يرتدي سوا شورت اسود دلف إلى الغرفه بينما يفرك رأسه بمنشفه صغيره بين يديه.

تنحنحت داليدا محاوله تصفية حنجرتها قبل ان تردف بصوت حاولت طبيعي قدر الامكان
=احضرلك العشا،؟!
استمر داغر بتجفيف شعره دون ان يجيبها كما لو انها لم تتحدث اتخذت خطوه نحوه قائله بصوت مرتجف
=داغر...
لكنه لم يجيبها مستمراً فيما يفعله بهدوء مما جعلها تنفجر هاتفه بغضب محاوله قلب الطاوله عليه
=هو انت كمان اللي زعلان و مقموص.

لتكمل بحده و صوت مرتفع اكثر عندما تجاهلها و القي بالمنشفه على المقعد متناولاً بهدوء المنبه الصغير الذي على الطاوله منشغلاً بضبطه
=علي فكره بقي المفروض انا اللي ازعل مش انت، بس انا علشان طيبه و هبله مبيهونش عليا تزعل مني.
هتفت من بين اسنانها و هي تضرب الارض بقدمها عندما استمر بتجاهله لها
=داغر مش بكلمك...
زفرت بحنق عندما لم يعيرها اهتماماً احاطت خصرها بيديها قائله باعين تلتمع بالتحدي.

=طيب انا بقي هقولك على حاجه كنت مخبيها عليك و خايفه انك تزعل بس بما انك كده كده زعلان فهقولهالك...
التقطت نفس عميق قبل ان تغمغم سريعاً
=انا حامل...
القي داغر المنبه من يده على الارض مما جعلها تنتفض فازعه في مكانها شاهدته باعين متسعه يتجه نحوها بوجه اكثر تجهم و عينين عاصفه.
قبض على ذراعها بيده هاتفاً بصوت حاد مرعب و عينيه تلتمع بشرارت الغضب
=بتقولي انتي ايه، سامعيني تاني كده...

ليكمل مشدداً من قبضته على ذراعها هاتفاً بشراسه
=يعني ايه حامل، فاهميني، بقي ده اتفاقنا سوا طيب و صحتك...
قاطعتع داليدا محيطه عنقه بذراعيها ضاممه جسدها إلى جسده باغراء دافنه وجهها بعنقه هامسه بدلال
=بهزر معاك يا حبيبي انا مش حامل ولا حاجه...
لتكمل وهي توزع قبل خفيفه على عنقه
=كنت بستفزك بس علشان ترد عليا...

حاول داغر مقاومتها تلك مشيحاً بعينيه بعيداً عن مشهد جسدها المحكم داخل قميص نومها فقد كاد ان يصاب بنوبه قلبيه فور ان دخل للغرفه و رأها واقفه بمنتصف الغرفه بمنظرها هذا. نجح بصعوبه بالسيطره على ذاته قبض على ذراعيها مزيلاً اياها بعيداً عن عنقه متراجعاً للخلف بعيداً عنها محاولاً وضع اكبر مسافه بينهم حتى لا يفقد السيطره على نفسه و يخضع لها فقد اغضبه بشده ما فعلته سابقاً مع شيما ففور اندفاعها نحوهم قدر انها تشعر بالغيره لذا حاول في بادئ الامر احتوائها بين ذراعيه و تهدئت غضبها لكن على العكس ازداد غضبها اكثر حتى انها حاولت ضرب شيما اكثر من مرتين لولا انه حجزها بين ذراعيه.

فقد تسببت لهم بفضيحه فقد جذب مشهدهم هذا جميع من بالنادي حيث وقف الجميع يشاهدونهم و يتهامسون ويضحكون كما لو كانوا يشاهدون سيركاً ما.
ابتعد عنها متراجعاً للخلف و هو يزمجر بغضب
=لو فكرك انك باللي بتعمليه ده. هتقدري تضحكي عليا زي كل مره تبقي غلطانه...
ليكمل و هو يتجه نحو الفراش يستلقي فوقه
=ياريت تبعدي عني النهارده و متستفزنيش علشان انا ماسك نفسي بالعافيه...

قاطعته داليدا بحده و قد بدأ جسدها يهتز من شدة الغضب
=ده انت بقي مصدق نفسك بجد...
لتكمل وهي تندفع نحوه هاتفه بشراسه
=لا يا حبيبي مش علشان بحاول اراضيك يبقي تعيش الدور انت اللي غلطان، و قفلي تضحك مع المسرسعه اللي كانت معاك ده شغل مسخره وقلة ادب ولا كانك راجل محترم و متجوز...
قاطعها داغر بحده و هو يرمقها بصدمه
=ضحك ايه و مسخرة ايه اللي بتتكلمي عنهم...
صرخت داليدا بنبره هستريه.

=مش عارف ضحك ايه، اسال نفسك وانت تعرف
تنهد باحباط وهو يسقط رأسه فوق الوساده جاذباً الغطاء فوق جسده
=ممكن تقفلي النور، وتخلينا ننخمد احسن...
وقفت داليدا تطلع اليه باعين متسعه تنطلق منها شرارات الغضب اندفعت نحو الفراش ملتقطه احدي الوسائد من عليه و اخذت تضرب داغر بها في وجهه وهي تهتف بغضب وهستريه منفعله
=انت بارد، بارد و معندكش دم.

ثم قذفته في النهايه عندنما تعبت بالوساده في وجهه و اتجهت نحو باب الغرفه بانفس لاهثه مغلقه الاضاءه
=نام براحتك، سيبالك الاوضه اشبع بها.

ثم غادرت الجناح على الفور متجهه إلى الغرفه الضيوف المجاوره ارتمت على الفراش منفجره في بكاء مرير فقد كانت هذه المره الاولي منذ تسع سنوات زواج داغر يكون معها بهذه القسوه و من اجل ماذا، من اجل امرأه اخري دفنت وجهها في الوساده مطلقه العنان لدموعها وقد بدأت شهقات بكائها تملئ الغرفه...
شهقت بصدمه عندما شعرت بذراع قويه تحيط بخصرها علمت على الفور صاحب تلك اليد...

حاول داغر الذي كان مستلقي على الفراش بجانبها بجذب جسدها اليه لكنها قاومته رافضه لكنه شدد ذراعه حولها جاذباً اياها اليه باصرار لتصبح ملتصقه بجسده.
احتضنها بحنان إلى صدره ممرراً يده فوق شعرها و هو يحاول تهدئتها ففور مغادرتها للغرفة لم يستطع جعلها تبتعد عنه بهذا الشكل فطوال سنوات زواجهم لم ينم ليله واحده الا وهي مستقرة بحضنه وبين ذراعيه بامان كما لا يمكنه تركها تنام و هي حزينه بهذا الشكل...

احتضنها بقوه دافناً وجهه بشعرها هامساً باذنها بحنان
=بتعيطي ليه يا حبيبتي...
ليكمل وهو يبعد بلطف شعرها الذي كان يغطي وجهها بعيداً شعر بغصه حاده تعصف بقلبه فور رؤيته لوجهها المحتقن الغارق بالدموع...
=طيب علشان خاطري اهدي و متعيطيش...
همست داليدا بصوت متشنج يتخلله نشيج بكائها
=دي اول مره تتعامل معايا بالطريقه دي. و علشان مين علشان واحده تانيه.
اخفض شفتيه يلثم وجنتيها بحنان و هو يهمس لها بصوت مرتجف.

=انا عارف اني كنت بارد و رخم معاكي انا اسف متزعليش...
ليكمل وهو يمرر اصبعه اسفل عينيها يزيل دموعها بعيداً
=و طبعاً انا مضيقتش منك علشان واحده تانيه، زي ما بتقولي...
انتي باللي عملتيه ده خليتي شكلك و وشكلي وحش و مش قدام شيما بس لا قدام الناس اللي وقفت تتفرج علينا...
احمر وجه داليدا بشده فور تذكرها للناس الذين لفت انتباههم مشاجرتها مع تلك المدعوه شيما...
اردف داغر بينما يده تملس بحنان ظهرها.

=شيما تبقي زميلتي في الكليه ومشوفتهاش بقالي اكتر من 15 سنه، و لما كنا بنضحك. كنا بنضحك علشان عرفت انها اتجوزت يوسف معيد كان بيدينا في الكليه كانت بتقولي انهم كانوا بيحبوا بعض وقتها وكانوا مخبين على الكل ولما اتخرجت جه واتقدملها واتجوزوا وسافروا برا...

اقتربت داليدا منه وقد هدئت نيران غيرتها فور سماعها ذلك خاصة و قد تذكرت حديث شيما عن الذهاب لجلب اطفالها حتى تستطيع العوده للمنزل قبل ان يأتي يوسف من العمل...
مررت كف يدها بلطف على صدره قائله بدلال
=طيب صالحيني يلا...
ابتسم داغر قائلاً بصوت يتخلله عدم التصديق
=يعني بعد ده كله و انا اللي اصالحك،؟!
اومأت داليدا برأسها بينما تتطلع اليه باعين متسعه تلتمع بالشقاوه...

غمغم داغر بصوت لاهث وهو ينحني يضغط شفتيه فوق شفتيها
=انتي ست مفتريه على فكره...
قبلها داغر بحنان في بادئ الامر لكن سرعان ما تحولت قبلتهم إلى قبله اكثر عمقاً و الحاحاً قطع قبلتهم تلك هامساً باذنها بصوت حار قوي
=عايزك تعرفي اني مش بس بحبك لا انا مجنون و مهووس بيكي. وعمري ما واحده في الدنيا دي تقدر تجذب انتباهي مهما كانت مين او شكلها ايه، انتي اغلي و اجمل واحده عندي في الدنيا دي...

امتلئت عيني داليدا بالدموع شاعره بقلبها يرتجف داخل صدرها عند سماعها كلماته تلك دفنت اصابعها بشعره هامسه بصوت مرتجف
=انا عمري ما شكيت فيك، انا بثق فيك اكتر من روحي انا بس بتجنن لما بشوف اي واحده بتبصلك او تضحك معاك ببقي هاين عليا اموتها بايديا، واقولها انك ملكي، ملكي لوحدي، و انك جوزي، و حبيبي. نور عيني. و فرحة قلبي عوض ربنا ليا...

انهت جملتها ممرره شفتيها على شفتيه بقبله لطيفه حنونه لكن داغر جذبها نحوه ضامماً جسدها إلى جسده بقوه بينما يعمق قبلتهم يبث لها مشاعره المتأججه بها حتى سقطا معاً في بحر شغفهم و عشقهم.

بعد مرور عدة ايام...
كان داغر مستلقي على الفراش يتأمل باعين تلتمع بالشغف و الحب تلك النائمه بين ذراعيه دافنه وجهها بعنقه بينما ذراعها يحيط بخصره و يدها الصغيره منبسطه على ظهره و تحتضن اياه كما لو كانت تخشي ان يختفي.

تأمل وجهها الملائكي بشغف. قام بطبع قبلة رقيقة على جبينها شاعراً بقلبه يتضخم بعشقه لها فقد مر على زواجهم اكثر من تسعة سنوات و رغم ذلك لم يقل اياً من حبه بها بلا على العكس كانوا يزدادوا يوماً بعد يوم حتى يكاد يجزم بانه اصبح مهووساً بها...

ارتسمت ابتسامة على شفتيه فور تذكره تاريخ اليوم، فاليوم هو عيد زواجهم التاسع. فقد اعتادوا ان يستقيظوا مبكراً بهذا اليوم حيث يقضوه سوياً يأخذون اطفالهم ليحتفلوا معاهم...

فاحياناً كانوا يحتفلوا باليخت الخاص بهم. و احياناً اخري يسافرون يقضون اسبوعاً بروسيا لكنه قرر هذه السنه سيقضوه سوياً هنا بالمنزل سيأخذ اليوم و غداً اجازه من العمل لكي يتمتع بدفئ عائلته التي حرم منها الفتره الاخيره بسبب انشغاله في احدي الصفقات الهامه.
مرر شفتيه على عنق داليدا الدافئ مستنشقاً رائحتها بشغف غمغم بالقرب من اذنها بينما يده تدلك بحنان ظهرها محاولاً ايقاظها
=ديدا...

همهمت داليدا بصوت منخفض و هي ترفض الاستيقاظ لكنه استمر بتقبيل عنقها مزعجاً اياها مما جعلها تفتح عينيها هامسه بصوت اجش من اثر النوم
=ايه يا داغر في ايه. بتصحيني ليه...
قبل خدها بلطف وهو يبتسم لها
=النهارده 24/1 مش بيفكرك التاريخ ده بحاجه يا شعلتي...
تثائبت داليدا بتعب هامسه بصوت منخفض
=اها تمرين الكوره بتاع يامن...
لتكمل وعينيها نصف مغلقه
=متقلقش مش هنسي...
غمغم داغر بحده وقد تجهم وجه بغضب.

=تمرين يامن؟! يعني مش فاكره غير تمرين يامن
اجابته داليدا وهي تمرر يدها بشعرها تبعثره بحده علامه على سخطها.
= هيكون ايه يعني. بعدين انتي هنا لسه. مروحتش شغلك ليه
ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات بصمت وهو لا يستطيع التصديق بانها نست بالفعل عيد زواجهم
=داليدا بتتكلمي جد،؟!
تأففت داليدا بتعب بينما تدحرج على الفراش بعيداً عنه منقلبه على جانبها الاخر موليه ظهرها له دافنه وجهها بالوساده وهي تهمهم بصوت ناعس.

=سيبني يا داغر نايمه بقي. علشان خاطري. وقوم روح شغلك اتاخرت، انت شكلك فاضي
اتتفض داغر واقفاً من الفراش بوجه متجهم غاضب هاتفاً بشراسه
=حاضر. يا داليدا هتزفت اروح شغلي...
ثم دلف إلى الحمام مغلقاً اياه خلفه بقوه اهتزت له ارجاء المكان لكن لم يؤثر على تلك التي كانت مستغرقه بنوماً عميق...

بعد عدة ساعات...
كان داغر جالساً على طاوله الاجتماع يستمع إلى خطط موظفينه المستقبليه لتطوير احدي الشركات الخاصه به.
عندما رن هاتفه القي نظره عليه ليجد داليدا المتصله تجاهلها باول مره فغضبه منها لا يزال يسيطر عليه...
عاد تركيزه للاجتماع لكن عندما بدأ هاتفه بالرنين مره اخري استأذن من الحاضرين و ذهب لمكتبه لكي يستطيع الاجابه عليه في خصوصيه...
اجاب عليها بحده يتخللها الغضب.

=عايزه ايه يا داليدا، انا في اجتماع مش فاضي...
لكنه ابتلع باقي جملته عندما وصل اليه
صوت داليدا اللاهث بخوف
=داغر، داغر انا حاسه في حركه غريبه في القصر...
غمغم و قد شعر بالقلق يسيطر عليه
=حركة ايه، و فين زكي، و الحرس اللي سايبهم برا.
همست داليدا بصوت منخفض
=مش عارفه...

لم ينتظر داغر كثيراً حيث اسرع باقصي سرعه لديه راكضاً خارجاً من مكتبه سريعاً تحت انظار موظفيه المندهشه من رؤيته في حالته تلك لكنه لم يأبه باحد استقل سيارته قادها باقصي سرعه لديه
=داليدا.

لكن الخط كان قد انقطع حاول الاتصال بها مره اخري لكن كان هاتفها قد اغلق اطلق لعنه حاده حاول بيد مرتعشه الاتصال بزكي لكن كان هاتفه هو الاخر مغلق. وقتها شعر داغر بالبروده تتسلل إلى عروقه فزكي لا يغلق هاتفه ابداً زاد من سرعة قيادته للسياره و عند وصوله إلى القصر وجد البوابه الخارجيه مفتوحه ولا يوجد اثر لاى من الحراس اوقف السياره وهبط منها حاملاً بين يده مسدسه اهتز جسده بعنف فور ان دلف إلى القصر الذي كان بابه هو الاخر مفتوح و المكان مظلم يعمه الصمت التام اخذ قلبه يرجف بين اضلعه بعنف وقد بدأ عقله يرسم سيناريوهات مؤلمه و قاسيه حول اطفاله و زوجته.

لكنه اغلق عينيه بقوه متراجعاً للخلف بتعثر عندما اشتعل الضوء بالمكان فجأة وقد صدح من حوله صوت صراخ اطفاله
=مفاجأه...
اخذ داغر يرفرف بعينيه حتى اعتاد على الضوء اخذ ينظر من حوله وهو يشعر بالصدمه فقد كان اطفاله واقفين امامه يبتسمون و داليدا معهم اخذ يتطلع اليهم بصمت وصدمه وعقله لا يزال لا يستوعب ما يحدث...

اقتربت داليدا من داغر الواقف بوجه شاحب كالاموات فقد كانت تتوقع ان يصرخ بها على مفاجأته اياه بتلك الطريقه فقد حاولت مفاجأته بعد ان تصنعت صباحاً انها قد نست عيد زواجهم حتى تفاجأه بطريقه مختلفه فقد قامت بتجهيز حفل صغير خاص بهم
اقتربت منه هامسه بتردد بخوف من انفجاره الغاضب الوشيك
= داغر...

لكن لمفاجأتها مد يده نحوها جاذباً اياها بين ذراعيه يحتضنها دافناً وجهه بعنقها يضمها اليها بقوه و هو يلهث محاولاً التقاط انفاسه التي كان يحبسها طوال الدقائق التي مرت لا يصدق بانها حيه و بين يديه للحظات ظن انه فقدها و فقد اطفالهم استنشق رائحتها بعمق محاولاً تهدئت نبضات قلبه الصاخبه المرتجفه...

مررت داليدا يدها على ظهره محاوله تهدئت ارتجاف جسده شاعره بالندم على فعلتها الحمقاء، فقد كانت تحاول مفاجأته بطريقه مختلفه وكسر الروتين
ظلت محتضنه اياه عدة دقائق حتى ابتعد عنها بلطف منحنياً على عقبيه يحتضن بين ذراعيه اطفاله الذين كانوا يحاوطونه احتضنهم بلطف بين ذراعيه موزعاً القبلات على روؤسهم مستمتعاً بدفئهم و صخبهم الذي لا يهدأ و الذي يتمني من الله ان لا يهدأ ابداً لاخر يرم بحياته...

وقف مره اخري ملتفاً إلى داليدا التي كانت واقفه تتطلع اليه بوجه متورد اقترب منها هامساً بصوت اجش متعب
=ايه اللي انتي عملتيه فيا ده يا داليدا...
غرزت داليدا اسنانها بشفتيها هامسه بصوت منخفض يتخلله الخجل
=كنت عايزه افجأك بطريقه مختلفه...
تنفس داغر بعمق محاولاً عدم الغضب عليها فاليوم يوم مميز لهم لا يرغب باحزانها به
=فين زكي. و الحرس...
اجابته داليدا بينما تتطلع اليه بتردد.

=موجودين برا في الجنينه اللي ورا. اتفقت مع زكي و هو وافق لما قولتله هفاجأك...
اومأ داغر برأسه بصمت اقتربت منه داليدا هامسه
=حبيبي انت زعلان مني...
لتكمل وهي تعقد ذراعيها حول عنقه
=والله مكنتش اقصد انا حبيت اخضك بعد كده افجأك و افرحك...
غمغم داغر بيأس
=مفاجأتك دي كانت هتوقف قلبي يا داليدا...
وضعت شفتيها على صدره مقبله موضع قلبه وهي تهمس له
=بعيد الشر عليك يا روحي...
لتكمل وهي تبتسم بشقاوه.

=بعدين يا سيدي اعتبرها مره من نفسي ما انت ياما هرتني مفاجأت توقف القلب و العقل كمان و لا ناسي روسيا و الاوضه و الكرباج...
اسرع داغر بوضع يده فوق فمها يمنعها من تكملة جملتها
=شششش. الاولاد، ايه هتفضحينا...

طبعت داليدا قبله على كف يده الموضوع فوق شفتيها ناظره اليه بشقاوه و دلاله جعل جسده يهتز باستجابه. اخفض عينيه على جسدها ليبدأ ينتبه إلى الفستان الذي ترتديه والذي كان يبرز جمالها اظلمت عينيه على الفور برغبه مظلمه.
انحبست انفاسه داخل صدره وهو يمرر عينيه ببطئ على جسدها المحكم باغراء داخل هذا الفستان فقد كان يبرز قوامها الرائع. بينما شعرها مسترسلاً على ظهرها لامعاً يتلألأ بجمال فوق كتفيها...

اقترب منها على الفور جاذباً اياها اليه هامساً بصوت اجش بينما يمرر يده على جانب جسدها بشغف
=ايه اللي انتي لابساه ده
اجابته داليدا بينما ترفرف عينيها ببرائه
=ده فستان للحفله عادي.
همس داغر في اذنها بصوت مشتعل
= انتي ناويه تخليني افضحنا قدام العيال. مش كده
ارتفعت على اطراف قدميها مقبله اياه فوق خده و هي تضحك
=لا امسك نفسك...
همس بينما عينيه تمر بشغف فوق جسدها
=باللي انتي لابساه ده صعب...

غمزت له قائله بمرح و ابتسامه مشرقه تملئ وجهها
=اومال لو شوفت اللي محضرهولك فوق هتعمل ايه.
اظلمت عينين داغر بشده قبل ان يلتف سريعاً متحدثاً إلى يامن المنشغل باللعب مع اشقائه
=يامن يا حبيبي، انا هطلع انا و ماما نجيب حاجه من فوق و هانيجي على طول.
هتف يامن بسخط
=بس يا بابي كنا عايزين نقطع مع بعض اللتورته اللي مامي جبتها...
اسرع داغر قائلاً له.

=هنقطعها و هنلعب سوا كمان، و عقبال ما انا وماما نخلص افتحوا البلاستيشن و العبوا سوا...
اشرق وجه الاطفال فور سماعهم ذلك حيث اخذوا يقفزون بفرح بينما
ضحكت داليدا بشقاوه مما جعله داغر يهمس باذنها بوعيد
=اضحكي براحتك، كل ده هيطلع عليكي بعدين...
ثم التف إلى طفله قائلاً
=نادي على الدادا نعيمه تعقد معاكوا لحد ما ننزل...
اومأ له يامن قائلاً
=حاضر يا بابي...

و فور دخول الاطفال إلى غرفة الالعاب مع المربيه الخاصه بهم انحني داغر حاملاً داليدا بين ذراعيه صاعداً بها الدرج سريعاً حتى دلفوا إلى جناحهم وضعها بلطف على الفراش ثم انحني عليها يقبلها بشغف وعندما فصل اخيراً قبلتهم همست داليدا بينما تطبع قبل صغيره على ذقنه
=كل سنه وانت معايا يا حبيبي. و ميحرمنيش منك ابداً...
اسند داغر جبهته على جبهتها يتنفس انفاسها الحاره بشغف.

=وانتي معايا و منوره حياتي و دنيتي يا شعلتي...
ليكمل بلوم يتخلله المرح...
=بس انتي افتكرتي ازاي ان النهارده عيد جوازنا، ما انتي كنت ناسيه الصبح
ضحكت داليدا بينما تعقد ذراعيها حول عنقه تجذب جسده إلى جسدها ليصبح مستلقي فوقها
=انا منستش علشان افتكر، ازاي انسي احلي واجمل يوم في حياتي...
لتكمل وهي تبتسم له بتلاعب
=اللي عملته الصبح ده كان المفروض جزء من الخطه...
هتف داغر بصدمه
=يعني كل ده كنت بتشتغلني...

اومأت برأسها وهي تضحك لكنها اطلقت صرخه متألمه عندما قبض باسنانه على عنقها يقضمه بقوه. ثم لهثت بقوه مطلقه صرخه متفاجأه عندما لف ذراعه خصرها يحكم قربها منه تلهث بألم فلا تجد مفر للهرب من قبضته بينما يزال هو مستمر بلوى ذراعها خلف ظهرها فقد كانت عالمه بان هذا عاقبها على كل ما فعلته به اليوم
همست له بصعوبة وهي تلهث
=داغر. كفايه...
ابتعدت يده على الفور عن خصرها يفلت ذراعها وبدأ يلثم بحنان عنقها.

رفع رأسه اخيراً عن عنقعها مقبلاً جبينها بحنان وهو يهمس بصوت خشن قوي
=بحبك يا شعلتي.
مررت داليدا اصابعها بشعره هامسه بصوت مختنق بالمشاعر
=وانا بحبك و بموت فيك يا قلب و روح شعلتك.
اشرق وجهه بابتسامه مشرقه فور سماعه كلماتها تلك قبل ان يقوم بالاطباق على شفتيها بشفتيه يقبلها بحماس و اشتياق حتى سقطوا اخيراً معاً في عالمهم الخاص الذي لا يوجد سواهم به...

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا